آخر 10 مشاركات
بين قلبين (24) للكاتبة المميزة: ضي الشمس *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          17- غدا يعود الماضي - فيوليت وينسبير (الكاتـب : فرح - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree276Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-01-21, 09:41 PM   #1511

N2do

? العضوٌ??? » 454119
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » N2do is on a distinguished road
افتراضي


مبروووووك الرواية
بالتوفيق دائما♥♥


N2do غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-21, 03:28 PM   #1512

mamanoumanoul

? العضوٌ??? » 356094
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 58
?  نُقآطِيْ » mamanoumanoul is on a distinguished road
افتراضي

للصراحة انا قارئة صامتة لا اعرف كيف اعلق .. ولن هذه الرواية اخرجتني عن صمتي..
عن جد ابدعتي....
سلمت الانامل ...
1( شخصية فؤاد شخصية انانية شريرة مع بعض بقع الضوء فيها اتمنى انه تاخد حقها وتننور اكتر ووواضح تأثير تربية ابوه .عليه.... واذا رجع لرشده اظن اكتر شخص رح ينتقم منه هو نفسه...
2) الماسة شخصية قوية دورها مهم وعجبتني جدا....
3) الحاج متولي عماد باشا يلي فاتح قلبه جمعية خيرية للنساء المعذبات على الرغم من شخصيته الطيبة الا اني لا احب الرجل المزواج وبالتالي اتمنى انه صدفة ما تضعف قدامه.. مش حلوة بحق اي امراءة تكون مجرد عدد او احسان بحياة زوجها....
انا بعدني ببداية الرواية وانتظر المزيد بفارغ الصبر ...


mamanoumanoul غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-21, 07:11 PM   #1513

ايمان صفي

? العضوٌ??? » 476237
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » ايمان صفي is on a distinguished road
افتراضي

فصل كتير حلو تسلم ايدك لكن حابة اعرف عماد مين بحب لانو مش واضح ويا ريت صدفة تكون قوية

ايمان صفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-21, 11:35 PM   #1514

ايمان صفي

? العضوٌ??? » 476237
?  التسِجيلٌ » Aug 2020
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » ايمان صفي is on a distinguished road
افتراضي

سلام حابة اعرف مواعيد التنزيل وشكرا

ايمان صفي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-01-21, 11:56 PM   #1515

االمااسة

? العضوٌ??? » 482529
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » االمااسة is on a distinguished road
افتراضي

ويينك يسااندي باييس نزلي من وقت 🥺🥺🥺ج

االمااسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 12:01 AM   #1516

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور لنشوف صباحية عماد و ضدفة والله يستر ليه حاسة ليلة رح تعمل فلم مرتب ينكد عليهم

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 12:05 AM   #1517

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




البريق السادس والعشرون



نظفت صدفة الزجاج المكسور منها بالأمس خوفاً أن تظنه تلك المرأة من آثار الليلة بالفعل !.. الليلة !

يرتعش جسدها عفوياً وهى تتحرك بحذر في الغرفة وعيناها على عماد نائما بعمق كأنه لم ينم منذ فترة طويلة ..
تقف أمام ذات الساعة حيث التاسعة صباحاً وهى تلامس شعرها المبلل بشرود ، استيقظت منذ ساعة شاعرة بذراعيه تكبلها لجسده ورأسه يتوسد كتفها ، بصعوبة نهضت وهو يئن غافلا دون أن يعي ابتعادها ، ثم أخذت حماما وارتدت رداء العروس الأبيض

عروس .. عروس هى بلا شك ، وبلا فرحة حقيقية .. بهجتها زيفاً ووهماً رسمته لنفسها ، وانتهاكاً لحقوق نساء أخريات

دق الباب بغلظة فأجفلها لتتجه مسرعة تلتقط وشاح الصلاة تغطي شعرها ثم تفتح الباب فتجد في وجهها تلك المرأة السمراء الممتلئة في ملابسها السوداء ، مبتسمة تحمل فوق رأسها صينية كبيرة مغطاة بقماش أبيض وتهتف بقوة صوتها بتلك اللهجة

" صبيحة مباركة يا عروس "

تشير صدفة بسبابتها على فمها ثم تشير لها أن عماد ما زال نائما وتلقي عليه نظرة لتتأكد
فهمت المرأة فخفت صوتها

" جلبت لكما الفَطور .. بالهنا "

همت بالدخول لكن صدفة أمسكت منها الصينية وهى تقول بصوت منخفض

" أنا سآخذه .. شكرا لكِ "

اتجهت للطاولة تضعها ثم عادت للمرأة التي ناولتها لفة بيضاء بالقول

" تفضلي "

أخذتها صدفة تسأل

" ما هذا ؟ "

تتسع ضحكة أم الولد لتجعل وجهها ليناً بشوشاً وهى تجيب

" جلباب العروس .. هديتكِ من الحاجة نادرة .. من عاداتنا أن ترتدي العروس هدية حماتها يوم صبيحتها "

تبتسم صدفة ترد بلطف

" شكرا يا .. "

تتفحصها في الثوب الأبيض مع عينيها الزرقاء ثم تقول

" نادني أم الولد "

تومئ صدفة تنتظر ابتعادها ثم أغلقت الباب ونظرت إليه ، ما زال نائما لكن .. ملامحه تتضايق بأنين خافت كأنه يحلم !

تحركت لتوقظه لكنها عادت تفتح اللفة البيضاء وتخرج الجلباب منها ، تنظر للحرير الأبيض المطرز باللؤلؤ الأخضر بتناسق جميل

تضمه لصدرها والفرحة المنقوصة تقتات على روحها فلا تستسلم وتكمل خداع نفسها ! ، تدخل الحمام تبدل الثوب بالجلباب الذي ناسب طولها ، ثم تشد على خصرها حزاماً من نفس الحرير الأبيض المطرز ليضبط المقاس على قوامها ..

وقفت تنظر إلي وجهها بالمرآة ، لقد تبدلت ملامحها الأبية لامرأة لا تعرفها .. امرأة متنازلة خانعة ما كانتها يوماً

فجأة سمعت صيحة هادرة منه

" صدفــة "

ركضت بفزع تخرج من الحمام إليه تهتف

" ماذا هناك ؟! "

يقف عماد جوار السرير يمسك وسادتها الباردة وينظر إليها نظرة مخيفة كأنه ما زال في غفلة النوم !

ألقى الوسادة ليقطع الخطوات بينهما ثم يجذبها إليه يغمرها بين ذراعيه حتى توجعت عظامها
ترتفع يداها تمسح العرق البارد عن ظهره ودفء صدره يتسلل عبر الحرير لجسدها ، تشعر أنفاسه تهدأ وروحه تطمئن من الروع

تبعده قليلا تنظر لوجهه وقد استفاق تماماً فتسأل ساخرة

" هل ظننت اني هربت ؟! "

أجلسها عماد على الفراش معه يستكين بعينيها ويتحرر فيهما ثم يؤسر طواعية لها فقط
يضغط على يديها بين يديه يتأكد أن الكابوس انتهى .. أن تأتيه صدفة بنفس المكان ونفس الشكل ثم تنفجر أمام عينيه مثل سلاف لدرجة شعوره بالألم حيا .. نفس الشظايا التي اخترقت جسده .. نفس الضلع المكسور .. لكن لم يكن هناك جسد ليسير به في جنازة مماثلة

يغمض عينيه عن الصورة البشعة ومنظر دمائها المراقة بالصحراء ويعاود احتضانها بقوة قائلا

" ظننت أن الأمواج تعاقبني بفقدانكِ "

تراودها صورتها المتنازلة بالمرآة .. هى التي كانت تهدد بثقة .. خضعت بثمن !
وتلك الليلة تحديدا التي قررت فيها الموافقة ، وردها عليه حين سألها لمَ وافقت ؟
صوتها يؤلمها وهو يخونها بالقبول


( لأن عفيفي جاء قبلها وهددني بأبي لأسرع في الزواج منه .. وجدت نفسي اريد أن أكون في حمايتك حتى لو قدمت تنازلات لا اقبلها )


ثم صوته وهو يمنح الوعد لقلبها


( هل نبدأ من جديد ؟!.. أنا عماد رشاد زين الدين و .... أحبكِ )

ابتعدت صدفة بتعابير باردة ترد

" لا تستبعد هذا ! "

عاد عقله لأفكاره ساحقا ذلك الكابوس يلاحظ نظراتها فيتحسس خاتمه باصبعها ثم يبتسم بوعد جديد

" ألا تدركين بعد كل ذلك انكِ أصبحتِ على ذمتي ؟!.. لن تتحررى مني إلا بموتي "

انقبض قلبها بخوف تخفيه خلف جفنيها وهى ترمش كموجة مختنقة ، تشعر مجددا بالحصار والقضبان الذهبية .. تنظر هى الأخرى لأصابعه حيث الحلقة الفضية التي تحمل اسمها .. لأول مرة يضع رمزاً لزواج

ينتبه عماد للثوب فيسأل

" هل هذا الجلباب هدية أمي ؟ "

تنظر له بصمت فتتسع ابتسامته لأخضر اللؤلؤ ، لقد طلب من أمه أن تجعل اللؤلؤ بلون أزرق يناسب عينيها لكن الحاجة نادرة لن تتنازل عن العادات
يداه تلمس خصرها وذراعيها مع كلماته الخافتة

" الأبيض لون الصفاء والنقاء .. قلبكِ "

ثم تنحدر يداه على صدرها يلمس اللؤلؤ بإغواء همسه

" والأخضر للبركة .. بشرى السعد .. بشرى الخير يا قدر "

ارتفعت قدمها عن الأرض بتأثر سحره وهو يتمادى ويقترب ويقبل عنقها غامرا يده بشعرها الرطب ، فتقف مبتعدة لكنه يعيدها أمامه ظهرها يلاصق صدره يخفي وجهه بخصلات شعرها ويهمس

" صباحكِ مبارك يا أميرة الأمواج "

تشعر أنفاسه ويلفها الشوق ويرتجف جسدها بحرارة قبلاته وعقلها يناورها متذكرا

( لن ألمسكِ إلا في أرضي )

يخفق قلبها انقباضا عنيفا وهو يمد يده لوجهها يديره إليه مقبلا شفتيها بتملك عابثا بأعصابها ..
ثم يبتعد قليلا تبتسم عيناه بدفء مطمئن وقد تلاشى الخوف وانكشفت الأسرار
أبعدت يده بحدة لتقول بقسوة

" لا داعي لهذه النظرة على وجهك .. لن اشعر أبداً بإحساس أي عروس في صباحها الأول .. أنت قتلتني يا عماد .. مَن معك الآن مجرد فتاة متنازلة متعبة من الدنيا .. بلا روح "

تصحو كل أوجاعها دفعة واحدة لتقسو أكثر ، بحرها يهتاج ولا سبيل صراخ يحرر القصف الطائش داخلها ..
وهو يفهم ويتفهم ويصبر ويمنح الأعذار .. ينسج أطياف عالمه حولها كذراعيه تحيطها يقول بخفوت مسيطر

" بلا روح !.. ربما لأن روحكِ معي .. داخلي .. أخذتها وأنا اتنفس كل نفس خرج من صدركِ .. أخذتها بكل لحظة استسلام لي منكِ .. وبكل دمعة سالت من عينيكِ حباً فيّ .. وبكل آهة همستِها بشفتيكِ لي "

يتمرد جسدها متصلبا تحاول النهوض فلا يسمح لها إلا بالتطابق مع ضلوعه تتذكر كل لحظة جمعتهما ورائحته تتداخل بخلاياها

كان يذكرها بكل ما كان ، يذكرها كيف اشتهى ثغرها كل مرة تحذره من الأمواج .. كيف اشتهى لمسها وهى حافية على الرمال .. كيف اشتهى عناقها أمام عقود الفضة التي كانت تصنعها أمامه ؟.. يختفي الخجل ويتفتح العشق أزهار لوتس خادشة

وبين همسه الحار وصمته تحترق بكلمات تؤجج كرهها ورغبتها معاً .. كاذب .. مخادع .. قاتل !

تبتسم مشفقة عليه تتهكم

" مغرور يا ابن الزِيِن !.. ثقتك الزائدة بنفسك كالعادة ! "

فك عماد ذراعيه ليدير جسدها يواجهه ولا تعجبه هذه النظرة ، يمرر كفه بشعرها ويثبت صدق كل لحظة بينهما مرددا بنبرة عميقة الأثر

" كنتِ تشعين في حضني صدفة .. لأول مرة في حياتي اشعر اني في السماء وألمس القمر .. لأول مرة احتضن وهجاً من نور جعل الكون كله يتضاءل ويفقد قيمته .. لانكِ القيمة الوحيدة في حياتي قدر "

يأسرها بكفيه وسحر عينيه الوهاجتين وهو يقتطف سنابل عشقه بشفتيها فضية المذاق ..
وهى تدور دائخة في مداراته تتمرد ثم تستجيب لما يفيضه عليها وتغرق .. كيف تغرق الأمواج ؟!

تشعر بشفتيه تتذوقها كما يهوى فيتفكك جسدها وعيناها تدمعان تهمس

" كتبت علينا العذاب "

يتنفس أنفاسها ويده تضغط على قلبها فيبتسم لنبضاته هامسا

" توقفي أنتِ عن تعذيبنا معاً .. تعرفين اني أموت عشقاً لكِ يا عروس البحر "

تختفي المسافات وهو يتمازج مع روحها بعيدا عن الواقع .. بصوته قيثارة حياة تتناغم مع سنوات عمرها القادم ..
يدها تلمس صلابة جسده وتتوقف عند جرح رقبته تسأل

" سألتك عن هذا الجرح .. ما سببه ؟ "

يقبل تلك اليد قائلا

" ساخبركِ لاحقاً "

تشعر بجسدها ينسحق بقوته ويده ترفع الجلباب عن ساقيها فنهضت مبتعدة إلي ركن الجلوس تهدئ قلبها وتركز عقلها مع الأصوات بالأسفل لتعود لوعيها

تخطو للنافذة تنظر من بين الشقوق الخشبية إلي المضيفة الخارجية المعدة لاستقبال القادمين للعرس ، وذبائح اليوم تُنحَر ويتم تجهيز الطعام لامداد الولائم طوال النهار

توقد النار للشواء والرجال يتوزعون هنا وهناك وتتذكره بالأمس وهو يرقص معهم بالبندقية ثم يطلق الرصاص ويصيب قلبها

كل هذا يجعل ذهنها متحيرا كأنه يبحث عن الخداع بل وتتوقعه وتستعد للعذاب متسائلة

" ألم يكن أول زواج لك من ابنة خالتك ؟!.. أي انها من عائلتك هنا .. كيف لم تقيموا زفافاً إذاً ؟! "

ينفخ عماد محترقاً ومشاعره تنفلت برغبة كاللغم داخله وهى تزيد الأمر سوءا بذكر ليلة فيقول بحنق

" لاني اشترطت ألا نقيم زفافا .. تُذبَح الذبائح بصمت ويحتفل النساء داخل الدار .. أنا لا أكذب عليكِ صدفة .. عرس الأمس هو أول زفاف يقام لي .. توقفي عن الحيرة بهذه الاسئلة "

تشعر بحدس الأنثى مكر الأنوثة فتعود لبرودها تسأل

" ولماذا اشترط ؟! "

يتراجع عماد مستندا لظهر السرير وهى تعيده للماضي عنوة ..
احتراما لابنة الجبالية التي مر على وفاتها بوقتها عام ونصف .. واحتراما لحداد قلبه الذي لم ينته إلا بعد سنوات .. حين نطقها أمام بركة أن .. ماتت سلاف

يتباعد صوته يجيبها

" أمها كانت مريضة ولا تغادر الفراش ... و ... كان هناك حداد بإحدى عائلات الوادي ولم أرد الاستهانة بألمهم "

التفتت إليه تلمس خشب النافذة تسأل

" وما هى الظروف العائلية - كما اخبرتني - وأجبرتك على .... "

قبل أن تنهي سؤالها نظر إليها محذرا

" لا تسألي عن هذا صدفة .. قلت لكِ الوضع لكن أكثر من ذلك ليس من حقكِ "

كل ما عانته منه ومعه جرحا وتحذيره طعنة أخرى في مكان عميق أصابها ، أطرافها عجزت عن الحركة والغضب يشب بهم ويسري مسرى الدماء وظلت صامتة طويلاً

" صدفـة "

التفتت له بحدة عيناها كالزجاج تحرقها الدموع والانفعال مكتوماً داخلها تنظر لوجهه بنظرته الشامخة فيتزايد الغضب ..
ولا تدرك حين تنظر له بهذه الطريقة كيف تسحب عيناها روحه ؟!.. تخيف قلبه الذي ما هاب الموت لحظة ذبحه لكنه يهاب وعيد الأمواج بفقدانها

واقفاً عند باب الحمام مثلها غاضبا لكن قول بركة حذره من البحر الهائج فيكتم انفعاله ويتقبل منها كل شيء قائلا بنبرة تحمل أمراً

" تناولي شيئا من الإفطار لأن لديكِ يوماً طويلا بالأسفل مع النساء "

تتجمع الدموع بعينيها أكثر ويراها واضحة تثير فيه نزعة صحراوية بدائية رحلت منذ رحيل سلاف .. يتذكر كيف كان يطالب بها بين أهله وأهلها ويرفض رفضهم ويستعد لمحاربتهم ؟

ويشعر الآن كم يريد صدفة بتلك النزعة الحراقة القاتلة .. انه يعود لأيامٍ لم يكن يسير دون سلاحه .. يعود ليوم رفع السكين على رقبة كبير الجبالية لأنه أهان سلاف

وبين عشق وعشق تتمزق سنوات عمره لتختفي تلك الفجوة .. تختفي تسع سنوات تعلم فيها كتمان الغضب مع ليلة والصبر مع وصال والرضا والود مع روينة

ويتمزق مع تلك السنوات بمشاعر مبهمة مشتعلة تجتاحه ثائرة كأنه يمزق جلده المصطنع بيديه

قلبه يتسارع وأنفاسه تحتد وعيناها بعينيه تعتصر يدها خشب النافذة حتى تجرحت

ليدخل أخيرا يصفق الباب فتنهار محطمة على أقرب مقعد .. لن ينفع هذا الوضع
لقد شعرت أن لسانها يتثاقل كأطرافها كأنه الشلل !

لن ينفع .. لقد تقبلت العذاب فإما تحترق به صامتة بإرادتها أو تظل تقارعه وتتحول حياتهما إلي جحيم حتى تشل وتصمت أيضا .. رغما عنها

مر الوقت وهى بمكانها كالتمثال المبهر الملتف بالحرير ، ثم شعرت بخروجه الصامت المختلف عن الأمس

يجفف شعره وخصره ملفوفا بمنشفة أخرى وأمام عينيها يتجه لخزانة الثياب يسقط المنشفة ويرتدي ثيابه .. نظرت صدفة أرضا وهى تشعر بشلل آخر عن الحركة !
إحساس جديد مستفز يعلو داخلها كُشِف ستاره أمس .. تباً لكل شيء !.. إنها تريده كما يريد !!

اتجه عماد إلي درجاً بجوار السرير يفتحه ليأخذ منه سلاحاً فتتسع عيناها شاهقة بصمت ، تراقبه وهو يخرج خزانة السلاح تلمح فيها طلقات رصاص بالفعل ثم يعيدها مكانها بصوت صفع كل جسدها ثم يدسه بحزام بنطاله الأسود تحت كنزته الرمادية ..

أصبحت أنفاسها مسموعة وهى مشدوهة تحدق في ظهره بطوله المسافر ثم تراه يأخذ قطعة القماش المطرزة !.. سبب ثورتها بالأمس

يخفيها داخل جيبه وقد جف اللون الأحمر عليها فتتذكر تلك اللحظات تحديدا ولا تجد لها وصفا .. نظراته لها كبريق انتصار مثلما قال .. لمس القمر

تغمض عينيها وجسدها يضعف كضعفها وقتها وهو يفعل ما يريد بقطعة القماش تلك ثم يفتح الدرج ويفردها لتجف داخله كي لا يضايقها الأمر مجددا

سمعت صوته من فوقها ففتحت عينيها إليه

" ارتدي شيئا من الصوف الخفيف تحت الجلباب .. الخريف هنا أكثر برودة من المدينة .. ستأتيكِ أم الولد لتناديكِ للنزول إلي مجلس النساء .. ضعي عليكِ عباءة داكنة وانزعيها في المجلس .. ولا تخلعي حجابكِ أمامهن حتى لو طلبت أمي "

صدرها يتحرك بتتابع وملامحها تتراخى في خدر عطره متأثرة به فانحنى يمد كفه لرقبتها .. وجهه يقابل وجهها فتفترق شفتاها ويدها تقبض على حرير الجلباب بلا وعي ..

ظل يحدق في شفتيها بتلك النزعة النارية لتمزيقهما مع جلده ثم يرفع بصره إلي عينيها السماوية فلا يفعل إلا أن قبل جبهتها وقال بلهجته التي تعشقها

" ربي يحفظكِ من حسد عيونهن يا قدر "

أبعد يده ليخرج مسرعاً ويتركها في انتشاء التأثر

بعد أن خرج بدقيقة سمعت الزغاريد تعلو كأنها تصدح من كل غرفة وزاوية بالدار ، وبعدها جاءتها أم الولد تخبرها أن والدته بانتظارها بمجلس النسوة .. بلا شعور كانت تنفذ .. تضع حجابها الأبيض كالمعتاد ، وتخرج عباءة بلون الخشب الداكن تضعها عليها

تعلو الزغاريد مجددا وهى تصل للمجلس وتتلقى المباركات ثم تضيع في أحاديث لهجتهن الغريبة واحتفالهن
تلبسها أمه عقدا ذهبيا من عدة أدوار بصدرها وتتوالى النساء ليقدمن لها الهدايا ( والنقوط )

نظرت صدفة للذهب بذراعيها ثم التفتت نحو الشباك الخشبي خلفها مجددا .. ولم ترَ شيئا اليوم ودموعها تتساقط فتخفيها مسرعة عن العيون.




يتبع ....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 12:06 AM   #1518

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





أنهت رنوة اخر لمساتها الرقيقة على وجهها بملمع الشفاه ثم رفعت شعرها في ذيل فرس وارتدت عقدها الملون فوق كنزتها الصفراء عارية الذراعين القصيرة على الچينز الازرق

اتجهت للشرفة تفتح الباب الزجاجي وتنظر للبحر مبتسمة ، منذ أيام وهما في المنتجع السياحي هنا قبل أن تبدأ الدراسة
هنا الحياة أسهل ، كأن الناس غير الناس ، لا أحد ينظر إليها باتهام ، لا أحد يرى فارق عمر بينها وبين راشد

تحركت بخفة لباب الحمام حيث صوت المياه الجارية عالياً فتنقر عليه ثم يعلو صوتها

" راشد .. ساسبقك للشاطئ "

غادرت غرفة الفندق ولم تسمع إجابته

" لا رنوة .. انتظري "

خرجت من بوابة الفندق المطلة على البحر تمشي على جسر خشبي فوق الرمال حتى وصلت للشاطئ ووقفت أمام الأمواج بين مد وجزر

شعرها يطير وجسدها يستقبل الهواء البارد بالحنين .. اشتاقت لفؤاد .. لشهاب .. ولبركة .. اشتاقت لكونها من الرافعين حتى وهى لا تعي معنى ذلك .. أحيانا تمر عليها أوقات تتمنى لو تعود بالزمن وما تفعل ما فعلت ، ثم تتذكر وجودها مع الإنسان الذي اختارته فتخف وطأة ذلك الشعور الموحش بالغربة في الدنيا

صوت البحر يريحها بلا سبب لكن تشعر أمامه انها ليست الوحيدة المنبوذة والمحكوم عليها بالحرمان

شعيرات تدخل في عينها فتسحبها ثم تسمع صوتاً مألوفاً لصديقة قديمة

" رنوة ! "

تجمدت رنوة مكانها لا تريد الالتفات وهى تدعو ألا تكون هى لكن بالنهاية اضطرت للاستدارة تقول بشبه ابتسامة

" حياة !.. ماذا تفعلين هنا ؟! "

هى الصديقة المشتركة بينها وبين تقى ، من المجموعة التي تركتها واختارت صف تقى
مررت حياة نظراتها عليها من أسفل إلي أعلى كأنها تشحذ أسلحتها ثم قالت بابتسامة مريبة

" أنا لست وحدي "

وجدتها رنوة تلتفت نحو مجموعة عند شبكة الكرة يستعدون للعب وترفع صوتها

" يا شباب .. رنوة رافع هنا "

توجهت الأنظار إليها وتلقائيا عاد إتهام العيون يخنقها وهى تكرر السؤال بتوجس

" ماذا تفعلون كلكم هنا ؟! "

بدا أن حياة قد وجدت لُقيَة وهى تقول بلؤم

" الدراسة ستبدأ بنهاية الشهر رنوة .. جئنا في رحلة ختامية للإجازة الصيفية !.. ماذا تفعلين أنتِ هنا ؟! "

تجمع اصدقاءها القدامى فخفتت الكلمات بحرج بين شفتيها

" أنا .. جئت مع راشد "

تسأل حياة بنفس الابتسامة

" آآه .. وأين تقى ؟! "

تبلدت ملامح رنوة شاعرة بضغطها ينخفض خوفا من السهام المصوبة نحوها تقول بخفوت شديد

" لم تأتِ معنا "

تنظر إلي اصدقائها ضاحكة باستفزاز تتساءل

" مؤكد !.. هل كانت ستأتي مع أبيها أم مع صديقتها ؟!.. أظن انها لم تتقبل الاثنين معاً ! "

الهواء الذي استقبلته قبلا شعرت انه سيطيح بها مثلهم وهى ترد بنبرة مهتزة

" بالعكس .. أنا وتقى نتعامل بلطف واحترام .. وهى تحب راشد .. اقصد أباها .. جداً "

تشدد حياة على كلامها بعينيها الجارحتين تتعمد إحراجها أمام الجميع

" تعاملكِ بلطف واحترام لأن تقى لطيفة ومحترمة رنوة .. وليس لأنها تتقبلكِ كزوجة أبيها "

هتف أحدهم بجدية

" توقفي حياة .. لا تفسدي لقاءنا "

تنظر رنوة إليه من بينهم كأنها تستنجد به ، ' محمد ابراهيم ' نفسه الذي ظل على تواصل معها دون الحكم عليها وكان يرسل لها أخبار الدراسة قبل أن يمنعها راشد من الحديث مع زملائها الشباب
يلتفت إليها قائلا بابتسامة لطيفة

" هيا نلعب رنوة "

ترتكز حياة على كتفه وتميل نحوها بنظرات قاتلة تواصل جلدها

" كيف ستلعب محمد ؟!.. الدكتور راشد مؤكد يمنعها من اللعب مع الشباب في مثل أعمارنا !! "

لم تفهم رنوة كل ذلك الحقد ، لم تفهم سبب كل هذا الكلام والتدخل في حياتها كأن كل شخص نصب نفسه حاكماً لها .. ليس حياة وحدها ، الجميع يعاملها هكذا
ظنت انها هربت قليلا من الكلام والنظرات هنا
لا تصدق تبدل اليوم من ابتسامتها للبحر منذ قليل إلي هذه اللحظة التي تنشر السم بدمائها

يبعد محمد حياة عنه قائلا

" كل شخص حر في حياته الشخصية حياة .. كل شخص له الحق أن يختار ما يريده "

تبادلت فتاة من بينهم النظرات مع حياة ثم عقدت ذراعها بذراع رنوة قائلة

" هيا رنوة لنلعب .. لا تغضبي من حياة "

تجرها الفتاة نحو شبكة الكرة الطائرة وهى تستسلم لها بتيه وضعف لتبدأ اللعبة ، تجد الكرة بين يديها فنظرت إليها كأنها كائن غريب لا تعرف ما تفعل به .. هل نسيت اللعب ؟!.. هل كبرت حقاً ؟!

ثم وجدت الدنيا تدور من حولها وهى تدور بعينيها معها ، ترى وجوه اصدقائها الحيوية مرسوما عليها حبا للحياة وتخطيطا للمستقبل ، ترى الناس البعيدة يتضاحكون ويسبحون ويتسامرون وكل منهم يعيش كما يشاء

فجأة داهمها شعور انها انتهت .. انتهت قبل أن تبدأ
انتبهت انها لم تعد تخطط للمستقبل ، كل تفكيرها الآن عن حياتها مع راشد ، كأن المستقبل أصبح بالتبعية منتهيا وواقعا لا شيء جديد تتوق لمعرفته

ترى محمد وهو يطلب منها الكرة مبتسما فألقتها له بلا شعور .. هى بالفعل لم تعد تريد هذا ، لم يعد شغفها هنا ..
لقد تعودت كل صباح أن تجلس بالشرفة تقرأ الجريدة والمجلات الطبية وتشرب فنجان القهوة كما يفعل راشد !

وهنا .. تعودت على يومها من إفطار بالفندق ثم الجلوس أمام البحر وهى تتحدث مع راشد عن كل شيء ثم تناول الطعام في مطاعم مختلفة والعودة للنوم .. روتين لا يتبدل !

أخرجتها تلك الفتاة من أفكارها بقولها

" سمعت أن أهلكِ يقاطعونكِ رنوة "

التفتت إليها بتشوش ثم هزت رأسها تنفي كذبا

" هذا غير صحيح "

ألقت حياة الكرة عليها تسألها بنبرة مقيتة

" ما الصحيح إذاً من وجهة نظركِ ؟!.. عدم التكافؤ ! "

وقعت الكرة على الرمال دون أن تحاول إمساكها ، تنظر لوجوههم يتهامسون عليها ويتباعدون عن عينيها بنفس اللحظة

كيف جاءت إلي هنا ؟!.. هى الأكبر الآن !!

صوت البحر يعلو في رأسها فقط ، دماغها يُغسَل بحياة أخرى ، فرفعت رأسها ترد بأول ما خطر ببالها

" لا التكافؤ بالطبع لكن في العقل .. هناك فتيات عقلها أكبر من عمرها مثلي .. وهناك فتيات تافهة لا تجذب إلا شباباً تافهين مثلها ! "

تضحك حياة بخبث لتقول بجرأة ووقاحة

" وتكافؤ العقل هذا .. هل ينفع في كل الأحوال وكل .. الأوضاع ؟! "

يهتف محمد بتحذير

" حياة ! "

لم تجد رنوة رداً على نفس المستوى وأنقذها صوت راشد وهو يناديها

" رنـوة "

أدارت وجهها إليه وتحركت قدماها تجاهه بلا لحظة انتظار تاركة خلفها عالماً عاشته طوال سنوات عمرها الصغير لينبذها مثل المجتمع والناس .. عالم الشباب

لقد ودعت مرحلة الشباب باختيارها .. وعليها تحمل النتيجة وحدها ، عليها تقبل مكانتها كزوجة رجل مهم .. وكبير مقاماً قبل سناً

وصلت إليه ووقفت صامتة ، وجهه متجهما وعيناه تمر على ملابسها ثم يسأل بغضب

" ألم أقل أن تنتظري ؟ "

تطل شعلة تمرد بعينيها لا تعرف مصدرها لترد

" لا لم تقل .. أو أنا لم اسمع "

تحرك حاجباه بدهشة حركة طفيفة ثم ألقي نظرة على تلك المجموعة التي تلعب بعيدا وسأل

" ما بكِ ؟.. هل ضايقكِ أحدهم ؟ "

ردت ببرود وهى تنظر باتجاه آخر

" لا .. كانوا يسألون عن تقى "

يسأل راشد ملاحظاً ملامحها الغريبة

" وما الذي يضايقكِ في هذا ؟! "

نظرت إليه وغضب متفاقم كالبركان يجرف كل مشاعرها لمناطق مجهولة فتهتف بحدة وهى تسحبه من ذراعه تجاههم

" لم أتضايق يا راشد .. هل تريد أن تتعرف عليهم ؟.. هيا تعال .. لنلعب جميعاً معاً "

سحب ذراعه ليوقفها مكانها ويخفت صوته بغضب أكبر

" هل جننتِ ؟!.. مؤكد أنا لن ألعب مع مراهقين حمقى كهؤلاء "

أطبقت رنوة شفتيها تطالع وجهه بعينين لامعتين دمعا وهدير الموج يخفق في قلبها ويتردد في جسدها فترتجف بإعياء تهمس

" أنا مراهقة حمقاء ! "

ابتعدت من أمامه مسرعة إلي الفندق صعدت إلي غرفتها تغلقها عليها .. الأربعة جدران هم أمانها الآن .. ما خرجت يوما مع راشد إلا ورأت النظرات المؤذية واللمز الماكر

ما العيب الفظيع الذي فعلته حين تزوجت رجلا يكبرها ولو بالكثير ؟!.. ما الجريمة البشعة التي ارتكبتها ليرفض المجتمع هذه العلاقة ؟!

لماذا تشعر بكل هذه السلبية كأنها تستسلم أن معهم حق ؟!.. هل هى على حق أم هم ؟!

تتنفس بغضب أمام المرآة وهى تنظر لشكلها

رغم مظهرها الطفولي الملون لكن داخلها كان داكناً .. قاتماً .. لا فرع أخضر تراه وسط القفار
تتماوج الأفكار في رأسها كشيطان عابث

هل حقاً تشعر بنفس شعور أي أنثى تزوجت شاباً ؟!.. راشد هو رجلها الأول وتشعر لأول مرة بكل شيء حميمي معه .. مشاعر قوية تجتاح جسدها بأكمله وتكفيها لكن يظل التساؤل .. هل تلك العلاقة الخاصة ستكون أقوى من ذلك مع شاب بعمرها ؟!

تغمض عينيها تستدير عن المرآة كارهة الفكرة .. هى لا تريد علاقة أقوى لأنها مكتفية حقا .. المشكلة في فضول السؤال وشيطان المعرفة الممنوعة

فتح راشد باب الغرفة ودخل يراها بعد أن هدأ فيسأل بصبر

" هل قلت أنكِ حمقاء ؟.. ما الذي حدث لكِ ؟! "

لا ترد وتتجه لطاولة جانبية تأخذ أقراصها الدوائية التي وصفها لها طبيب المشفى وقت انتحارها لعلاج الرحم
يرى حركاتها العصبية والماء يتناثر على ملابسها الضيقة وهى تشرب فيسأل بنزق

" ثم ما هذا الذي ترتدينه ؟ "

التفتت رنوة تطالع الجينز القصير والقميص الصيفي الذي يلبسه بكل بساطة لكن يلفت الأنظار بأناقته ثم قالت بانفعال

" مؤكد لن ارتدي بذلة وربطة عنق على البحر "

يزفر راشد يتمالك أعصابه ويحاول مجددا

" حسناً رنوة .. تعالي لنتناول الطعام بأي مطعم ونتكلم مثل الناس "

هتفت مباشرة بعناد ونبرة متصلبة

" لا "

اقترب منها يلمسها قائلا ببعض الحزم

" تعالي رنوة لنتفاهم بالعقل "

ابتعدت للخلف وعلا صوتها وهى تفقد وعيها بما تقول

" قلت لا .. لن أخرج معك أمامهم هل ارتحت ؟ "

سكن راشد مصدوماً ورغم الألم يتفوق الغضب والشموخ وهو يحفظ مكانته بصمت
وصوت فؤاد كحفيف الثعابين يلتف معتصراً الروح قبل الجسد


( لكن بعد عدة أشهر حين تكتشف رنوة أنها تخجل من السير جوارك أمام الناس .. وتخجل من ذكرك أمام اصدقائها .. ولا تستطيع عيش سنها معك .. ستدرك عقابي لها جيدا .. وستدرك أنت أيضا كم هو قاسٍ على رجل أن تشعره زوجته بالنقص والخجل منه )


للحظة سأل نفسه ماذا فعل بنفسه ؟!
كيف أطاع الهوى ؟!.. لماذا تحمل عبء الالتفاف حولها كي تظل في طوعه ؟!
وإلي متى ستظل في طوعه وتحت جناحه ؟!
إلي متى سيكفي كل احتياجاتها كامرأة تكبر وتفور رغباتها وترى الدنيا بعيون جيل مختلف ؟!


لا يرى بعينيها إلا طيف ندم بسيط مختلط بالتمرد لا يسد رمق الألم فيسأل ساخراً

" هل تخجلين مني الآن ؟! "

اختفى الندم بالفعل لتقول باستهزاء كأن حياة أعطتها جزءا من أحقادها

" ليس هذا الموضوع مجددا .. ليس كلما تكلمنا في شيء يقفز فارق العمر في وجهي "

جلس راشد على حافة السرير ينظر إليها لا يدري ما حدث اليوم وبين الأفكار المكسورة بينهما كانت محاولته الأخيرة

" اخبريني بهدوء إذاً وتوقفي عن تلك الأفعال الطفولية "

أمسكت رنوة رأسها كأن الشياطين تصرخ فيه لتصرخ معها

" نعم أنا طفلة .. طفلة .. اتركني وحدي أعيش في طفولتي وركز أنت بمركزك الكبير "

تنجرح عيناه وهى لا تعيره اهتماماً ، هى التي صرخت فيه يوماً

( أنا لست طفلة )

ينظر إليها كغريبة تبدلت في دقائق وهى تتجه للشرفة تفتح بابها بعنف قائلة

" أنا أريد العودة .. أريد العودة "

تتمسك بسور الشرفة وترى حياة من بعيد وهى تلعب ، لا تعلم كيف استسلمت لسمها ؟
جحيم من الاسئلة يندلع برأسها ..

تتذكر التوبة .. هل هذا العذاب وعدم الراحة فيما اختارت بسبب ما فعلته قبل زواجها ؟
هل تابت حقاً ؟.. تواظب على صلاتها وتستغفر لكن هل صدقت توبتها ؟

هل هى قانعة بحياة النور أم أن علاقتها السرية براشد كان لها مفاتنها ؟!
كل هذه الأفكار لم تأتِها قبل الزواج .. لمَ تأتيها في النور ؟!

لينتهي بها الأمر انها سجنت نفسها بنفسها ثم ..

سالت دموعها وهى تنظر إلي السماء
أخذ كل شيء يختفي رويداً .. وتهدأ روحها .. ويعود صوت البحر لرقته.



يتبع ....


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 12:07 AM   #1519

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





" أنتِ كلكِ حقي .. بقانون الرافعين والقلب والعقل وكل هذه الدنيا "



كل لحظة صمت كإلقاءة في فضاء بعيد ، لا بداية له ولا نهاية إلا .. ضياع !

خطوة واحدة تحركتها ألماسة للخلف لتبتعد عن يديه المقيدة لوجهها .. تبتعد عن نار عينيه التي تذهلها أكثر بكل طيفٍ نافذ
توقف الهمس المشاغب لإعلان صريح .. هذا الخريف يختلف !.. منذ عام دخلت مكتب منتقم .. واليوم تقف بمكتب عاشق .. بموقف عشق !

ظنت انه يلعب لعبة تحدٍ كعاداته .. قرأت إشاراته وتلميحاته .. ظنت لدرجة الحذر من مستقبل الثعبان كي لا تنخدع بنعومة جلده .. ولم تظن انه ..

ثمة أكتوبر يطل عليها بثوب من أوراق الخريف ، يعدها بشتاءٍ مجنون المطر !

تتوه الكلمات على لسانها تسأل بذهول

" هل هذه ... غيرة ؟! "

يحدق فؤاد بعينيها بنظرة تحول كل الشكوك إلي يقين راسخ فتهمس بلا تصديق

" هل جننت ؟! "

ظل صمته إيقاعاً ثابتاً كساعة رملية ستنكسر وتهتاج ذراتها فيعلو صوتها بإدراك جاد غاضب

" بعد كل ما فعلته إذا كان بداخلك أي مشاعر نحوي غير اني ابنة عمك فعليك قتلها لانه مستحيل "

يا إلهي .. لقد ظنته حقاً يتحداها ويوقعها .. ظنته يثبت لنفسه انه قادر على إنهاء أي غضب تجاهه ..
ظنتها لعبته .. ليخبرها الآن انها حبيبته !!

يقترب منها وللحظة شعرت انه سيلمسها لكنه دار حولها وحلقات ناره تطوقها ليهمس بأذنها بكل تجبر

" ذلك اليوم تحت بيتكِ كنت أحاول قتلها "

أنفاسها تهتز وذهولها يبلغ قمته تدرك بمنتهى الجنون فتلتفت مبتعدة تتمتم

" كل ذلك الكره كان في الحقيقة .... "

صمتت تهز رأسها بلا استيعاب تضغط على جبهتها وقلبها يدوي كطنين مريع لتقول بانشداه

" مؤكد جننت "

انكسرت الساعة !
صاح فؤاد بصوته الجهوري وهو يضرب رأسه باهتياج

" جننت نعم مثل ذلك اليوم .. مشاعر حمقاء تخرج ببطء .. بطء مغيظ بلا إرادة مني .. لا استطيع إيقافها حتى حين تغيبين عن عيني .. أكره هذا وأريده بنفس الوقت "

تبصر وجهه القاسي وذلك اللهيب يتوقد بعينيه الحادتين وملامحه العنيفة تتصلب أكثر والدم يتدافع بعروقه النافرة فتهتف بحدة

" ألا تفهم أن بيننا دماً ؟.. هذا مستحيل أتسمع ؟ "

ارتجت جدران المكتب بشراسة صوته

" لا يهمني "

قدماها تتراجع متسعة العينين تهز رأسها نفياً للاعتراف والمواجهة ، ثم استدارت مسرعة تهرب من المكتب ومن المصنع ومن الدنيا التي تختبرها فيما لم تجربه يوماً .. الموت الصغير !.







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 19-01-21 الساعة 02:14 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-01-21, 12:09 AM   #1520

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي






مساءا

فتحت إباء باب غرفة أختها لتجدها كالعادة نائمة على كتف عماد فتتقدم بعباءتها ووشاحها متسائلة

" طلبتني يا أخي ؟ "

فرد عماد ذراعه الأخرى مبتسماً بدعوة أن تأتيه فتتردد قليلا ثم تمشي باستحياء وتصعد على السرير تتوسد تلك الذراع التي ضمتها لصدره قائلا ‏

‏" أصبحتِ تخجلين مني يا إباء ! "

‏يرتاح رأسها على كتفه الأخرى ويدها على صدره تقول بصوت ناعم منخفض

‏" الأحوال هنا مختلفة وأنت تعرف .. لا أحد يظلل علينا تحت جناحيه بدلال هكذا "

‏يرد وهو يقبل رأس غرام بشعرها الناعم

‏" لكن غرام ما زالت كما هى .. تأتي إليّ وأجدها بين ذراعيّ ! "

تبتسم إباء تغيظها بالقول ‏

‏" غرام هذه طفلة ! "

‏ردت غرام بتذمر محبب فخورة بنفسها

‏" أنا طفلة !.. أنا عروس وعرسي قريباً "

ضربها عماد بخفة على مؤخرة رأسها يضحك متسائلا ‏

‏" وأنتِ إباء .. ألستِ سعيدة باقتراب عرسكِ مثل هذه الطفلة ؟! "

‏تختفي البسمة وهى تقول برضا بالمقسوم

‏" سعيدة يا أخي "

‏يشعر حزنها وتلك الطاقة المطمورة فيها وعقله يشرد منه في حزينته العاشقة ليهمس

‏" ربي يكتب لكِ السعادة يا قدر "

‏رددت إباء باستغراب

‏" قدر ! "

رفعت غرام رأسها تستند بذقنها على ذراعيها على صدره الصلب تسأل ‏

‏" مَن قدر ؟! "

ابتسم عماد ناقلا عينيه بينهما ثم قال ‏

‏" صدفة .. اسمها على لساني "

فغرت غرام فمها بدهشة وعيناها تلمعان بجمال وهى تسأل ‏مبهورة

‏" هل تناديها قدر ؟!.. لماذا ؟! "

‏يداعب شعرها ويرد ببساطة

‏" لانها قدري "

‏ساد صمت قصير وهو ينظر لأختيه المبتسمتين لرؤية هذا الجانب منه فيسأل

‏" ما رأيكما بها ؟ "

ردت غرام بتذمرها الطفولي ‏

‏" جميلة يا أخي .. ولون عينيها كالسحر جعلني أغار "

‏تجيب إباء بدورها

‏" نعم جميلة .. وهادئة وعاقلة "

‏تتسع ابتسامته سعيدا ويده تسرح في شعر غرام وهى تسأل بفضولها

‏" لماذا هى يا أخي ؟!.. لماذا أقمت عرساً لها هى ؟! "

‏يموت ويحيا اشتياقاً بكل فكرة عنها وببهجته الغير عادية يجيب ويمنح أخته هدية ماكرة

‏" لاني أحبها أكثر من نفسي .. وأكثر مما يحب عزت أختكِ أيضاً ! "

‏اعتدلت إباء جالسة تغطي فمها بوشاحها الأسود متفاجئة وتقول بحياء

‏" عزت يحبني ! "

تهرب من عينيه الكاشفة بمشاعر لا تفهمها فيتساءل ‏

‏" ألم تدركي بعد ؟!.. ظننتكِ لماحة ! "

‏تطرق برأسها في خفر ترد بارتباك

‏" ما الذي تقوله يا أخي ؟!.. ثم من أين ساعرف ؟!.. بعد طلبه ليدي جاءه سفره الضروري ذلك وسافر .. وأنا أيضاً لا أريد أن اعرف شيئا كهذا .. عيب ! "

‏تعلو ضحكة عماد تاركاً نفسه تماماً للسعادة التي تهبط عليه فينهض قائلا بشقاوة غمزة من عينه

‏" عيب كبير حقاً يا إباء !.. بعد إذنكما إذاً لاني اشتقت للعيب بيني وبين قدري !! "

تخفي إباء وجهها أكثر تكتم ضحكتها بينما تضع غرام كفها على فمها تضحك بلا صوت ، تنتظره حتى يغادر مغلقا الباب ثم تسأل أختها

" ألا تشعرين أن عماد مختلف ؟.. حتى إنني رأيته يحمل سلاحه ! "

ترد إباء قبل أن تغادر

" لقد كنا صغاراً حين ماتت سلاف لكنني أتذكر ذلك اليوم لانني مت خوفاً عليه .. لقد جاء الرجال به محمولاً غارقاً في دمائه .. وبعدها ظل فترة غائباً عن الدنيا ينازع الموت حتى إن أبي وأمي سلموا أمره لربه وكانا ينتظران الخبر المشؤوم كل يوم .. وأصبح الوادي كله يتحدث عن ابن الزِيِن الذي كان سيُذبَح من أهل معشوقته لأنه تسبب بموتها "

قالت غرام معترضة

" عماد لم يتسبب بموتها "

ردت إباء بجدية

" لا يقصدون سبباً مباشراً .. لكن حبها له قتلها .. ما الذي كانت تفعله بالقرب من خيمة السياح السنوية التي نقيمها على أرضنا بوقت الانفجار ؟.. هم يحملونه ذنب موتها .. وسيظل الأمر هكذا دائما "

تحزن ملامح غرام بأسى تتساءل ‏

" تُرى كيف يشعر وهو يحمل في كل العيون ذنب موتها ؟! " ‏









وضعت أم الولد صينية العشاء النحاسية على الطاولة فتقترب صدفة منها بالقول

" شكرا لكِ .. تعبتِ اليوم .. أراكِ طوال النهار وأنتِ تجهزين كل شيء بنفسكِ في مجلس النساء "

اعتدلت المرأة ترد بطيب خاطر

" تعبكم راحة .. الحاجة نادرة خيرها عليّ وعلى الكل "

ما تزال صدفة بجلباب الحرير والذهب بذراعيها يرن مع كل حركة يعطيها إحساس سيادي مصقول ، وداخلها ذلك الفضول المغري لمعرفة عالم غريب عنها فتسأل

" لماذا نناديكِ بأم الولد ؟!.. ما اسم ذلك الولد ؟ "

بابتسامة عريضة فخورة ردت

" عندي عبد الرَحيم وعبد الوهاب "

تتطلع صدفة إليها وقد شع منها ذلك الاعتزاز الذي رأته طوال اليوم يعم الدار ، رغم أن النساء فيما بينهن كل واحدة تظهر أفضل ما لديها وتتفاخر بثيابها وحليها الذهبية ..
تسألها بابتسامة ودودة

" ولماذا لا نقول لكِ يا أم عبد الرحيم ؟! "

تبدلت ابتسامة أم الولد لتعبير غريب خطف قلب صدفة وهى تجيب

" أنا كان لدي مشكلة بالإنجاب لسنوات .. وزوجي كان يريد أولادا ذكوراً يتفاخر بهم .. حين علم ذلك تبدلت حاله .. هو رجل بسيط لا يستطيع الزواج من امرأة أخرى لينجب .. فلم يكن يطيقني أنا .. كان يضربني من يأسه وغضبه كل يوم .. ويراني الجميع هنا في الدار ويعلمون بحالتي فيحذره الشيخ رشاد لكنه لا يرتجع "

جلست صدفة تستمع بانتباه وهى تواصل بنبرة روحية شجية

" كنت ادعو الله كل لحظة أن يرحمني .. منذ الصباح وحتى الليل أهيم في ملكوت الله أتوسله .. ثم جاءت الرحمات من الرحيم .. عرفت اني حُبلَى هكذا .. دون علاج ودون شيء .. رحمني الرحيم بإنجاب ولدي فأسميته عبد الرَحيم .. وبعدها بسنة منحني الوهاب هبة أخرى فأسميته عبد الوهاب "

شعرت صدفة بقلبها ينبض بألم ثم ينتشر الألم بجسدها كأنه ينشر رابطاً بينها وبين تلك المرأة وهى تروي

" حين ولدت عبد الرَحيم قال الشيخ رشاد لزوجي .. امرأتك صارت أم الولد برحمة الله فإياك أن ترفع يدك عليها مرة أخرى .. ومن يومها شاع في البلدة اني أم الولد .. وأنا افتخر بهذا وبحكايتي .. فولدي ليس كأي ولد .. ولدي رحمة وعطية من الله من فوق سبع سماوات "

همست بمشاعر غير مفهومة

" وزوجكِ ؟ "

ترد أم الولد حامدة راضية

" الحمد لله .. يعاملني أفضل معاملة .. هو بطبعه غضوب خشن لكنه أدرك أن بيني وبين الله عامراً فأصبح يحسن إليّ ويخاف من دعوتي عليه ويطلب مني أن ادعو له وللولدين .. الشيخ رشاد منحه أرضاً يزرعها ويكسب منها عند ولادة عبد الوهاب .. فصار يقول لي اني وجه الخير والبركة عليه "

ذلك الرابط يتضح لها ، كلاهما تقبلت وخضعت ، فهل تنتهي حكايتها بالسعادة كهذه المرأة ؟!

‏تردد السؤال بحمية لها كأنها نفسها لكن بزمن وعالم مختلف

" لكن لماذا تحملتِ كل ذلك ؟!.. هل كنتِ لتوافقي أن يتزوج عليكِ لينجب ؟ "

ترد أم الولد بنظرة عجب كأن ما تقوله صدفة غريبا

" حقه .. الرجل يتزوج لينجب ولا يحتمل المرأة البور .. والمرأة منا ليس لها إلا زوجها .. هو سندها وظهرها "


يتبع .....


يتبع في الصفحة التالية بهذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t462693-153.html ...




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 19-01-21 الساعة 02:14 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.