آخر 10 مشاركات
تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-21, 01:33 AM   #1561

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50( الأعضاء 10 والزوار 40)
‏Nesrine Nina*, ‏اروى الموسى, ‏أم زيد0207, ‏Jinan_awad, ‏ريانه الكون, ‏Nsro, ‏المتفائله بالله, ‏Hayet doc, ‏emy e m, ‏علا سلامه


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 25-01-21, 01:36 AM   #1562

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الأنوار





Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 25-01-21, 02:25 AM   #1563

Jinan_awad

? العضوٌ??? » 423610
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » Jinan_awad is on a distinguished road
افتراضي

حمدلله عسلامتك يا عسل ....انا ما صدقت وانا بفتح أشيك عالرواية بعد ما كنت فكرت انه خلص مش حتكمليها لكن مفاجأة بتسوى الدنيا وانا شايفة هالفصول الحلوة والتطورات الاحلى ...فؤاد وحبه لالماسته بجنن بجنن😍😍😍 ..اخد وقته لاستوعب مشاعره بس كنت سعيدة وهو عم يكتشفها حبة حبة ...ويدافع عنها ... عماد وصدفة جدا مبسوطة لزواجهم مع اني شكيت للحظة بانه يتم هالزواج خاصة لما شفت خوفه وحزنه على روينة وفكرت ليش عماد ما يكتفي فيها معقول يكون حبه لصدفة وهم ورح يعرف بعدين انه كان يشوف فيها حب تاني راح واندفن ؟؟
زعلت على روينة كتييييير ...وزعلانة كمان على صدفة حاسة فيها شعور انه روحي بهالانسان بس مش قادرة اكون معه كاملة ...النواقص حوالي كتييير ومانعاني افرح ...لنشوف اخرتها مع هالتنين ... الباقي امورهم روعة ما عدا رنوة وراشد بحزنوا بس بتخيل هاد هو المنطق..للاسف ونتيجة حتمية لوضعهم صعب تتلاقى الاجيال بهالسهولة وتنردم الفجوة ببساطة .. متعاطفة مع رنوة كتيير .
دمتي بود وسلم ايديك عالفصول الروعة
بنحبك كتيير 😘😘😘😘😘


Jinan_awad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-21, 10:34 PM   #1564

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 58 ( الأعضاء 14 والزوار 44)
‏Nesrine Nina*, ‏mamanoumanoul, ‏ريانه الكون, ‏Safo85, ‏rashid07, ‏rouba980, ‏المتفائله بالله, ‏منال سلامة, ‏ام سليم المراعبه, ‏Marwa11, ‏Hnady, ‏حسناء_, ‏Mohammed0


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 25-01-21, 11:25 PM   #1565

نوره صانع

? العضوٌ??? » 461158
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 84
?  نُقآطِيْ » نوره صانع is on a distinguished road
افتراضي

تسسسسسسسسجيل حضضضور

نوره صانع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-21, 11:45 PM   #1566

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 626
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضوووووور ❤️❤️❤️❤️❤️

Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-21, 11:55 PM   #1567

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





إنه قدر أن يصادف اليوم الاثنين هذا التاريخ المميز بحياتي

اليوم الخامس والعشرون من يناير
في مثل هذا اليوم كانت ثورة ..
حلماً بالتغيير والحرية
شعرت حرفيا بقيمة أمنية الموت في سبيل الوطن
شعرت عملياً بقيمة الوطن
عرفت أننا ننسى في معاركنا اليومية الصغيرة معركتنا الكبرى .. وشعرت بالفخر بنفسي لاني كنت قطعة من قطع الشعب الذي تجمع في كل الميادين ليكمل صورة الانتماء
وإلي اليوم نفس الترقب والحماس والهتاف يشعل دمي كلما تذكرت تلك الصورة
تحية لكل فرد في الشعوب العربية
وتحية خاصة لكل فرد في شعب مصر
وتحية بالأخص لمَن نزل ثورة هذا اليوم صادقا عن أمل وانتماء
والتحية الكبرى لمَن يحمي الأوطان ويستشهد في سبيلها

بهذا اليوم بدأت هذه الرواية بخروج أكرم رافع من سجنه ، وبسبب هذا اليوم اكتب الآن

رحم الله شهداءنا جميعاً




البريق السابع والعشرون .. الجزء الأول



بعد أسبوع ..

تنظر ألماسة لهاتفها في مكتبها تقرأ رسالة بسنت أخت ماهر

( لا يوجد جديد ماسة .. تكلمت مع كل مَن أعرفهم من أصدقاء ماهر ومعارفه .. لا أحد يعرف شيئا ولا أحد يشك بشيء .. يبدو أن قضيته ستظل ضد مجهول )

عيناها تتبع الحروف ويشرد عقلها في كلمات تلقتها منذ أسبوع لتغيب بعدها ، ولا تصدق انها غابت .. كأنها تاهت فجأة من نفسها وتصرفت كأخرى
أرسلت بسنت علامة استفهام منتظرة الرد فكتبت

( لا تستسلمي .. واصلي البحث )

وضعت هاتفها وظلت جالسة حيث جاءت منذ نصف ساعة ، تحدق بالقلم الذهبي في علبته .. هدية بلا مناسبة لكنها من بين يديه .. من حروفه .. من أبجديته ، نقش بها على الورق قبلها ليعطيها لها تتم حبره

قلبها ينبض في حالة ذهول لا تقل ولا تختفي مهما حاولت اللا مبالاة ، وليست كالحزن لتدفنه وتشمخ بترفع معهود
أغلقت العلبة بحدة لتنهض تنفذ ما قررت ، اتجهت إلي مكتب مدير الحسابات ليبادرها أحمد مبتسما

" تفضلي "

وقفت ألماسة بمنتصف المكتب تقول بصوت جاد

" لا داعٍ .. جئت لاخبرك بردي على الطلب الذي طلبته منذ اسبوع "

يجمع أحمد أغراضه وملفاته بابتسامة الكاريزما الغامضة على وجهه قائلا

" أنا توقعت الرد منذ رؤية السيد فؤاد يومها .. أسعدكِ الله دائما "

لا تتحكم في اهتياج مشاعرها بذكره بين الغضب والتوتر فتحافظ على هدوئها تسأل

" ماذا تقصد ؟ "

أجابها بنبرة عادية لا تمس ثقته بنفسه

" فؤاد رافع من الأشخاص الواضحين رغم مراوغته ومناورته كرجل ناجح في عمله لكن وقت غضبه وكرهه يكون شديد الوضوح .. ينظر لأي خصم في عينيه ويطعنه بكل ثقة ويأخذ ما يريد .. لذلك كان سهلا يومها أن اقرأ غضب ملامحه حين سمع طلبي ليدكِ .. لأول مرة أراه هكذا طوال سنوات عملي بالمجموعة .. وأظن انني عرفت سبب نقلي من هنا ! "

كلامه يعيد نفسه بعقلها بلا إرادتها ، وحده يسكن في أماكن تجهلها ويغلق الأبواب في وجه رفضها لتقول بثبات

" أنا لم أرفض بسببه "

رد أحمد بنفس النبرة وبصراحة مباشرة

" اعلم .. لقد تضايقتِ حين أمسك يدكِ وتحدث معكِ بذلك الشكل أمامي .. لكن في النهاية هو ابن عمكِ .. ومهما طال الوقت .. سترجح كفته "

تشعر ألماسة انها أنثى بداخل أنثى وتلك الأخرى تخطو نحو مجهول وهى .. تجذبها فتحيل أوراق الخريف بينهما
خفت صوتها بلا وعي رغم حزمه

" عامةً الأمر لا علاقة له بفؤاد .. لكن أنا لا اريد الارتباط الآن "

بدا لها أن أحمد أيضاً لا يريد عداءً مع فؤاد فيقول بلطف منهياً الحوار

" مهندسة ألماسة .. تشرفت بمعرفتكِ حقاً .. هذا اخر يوم لي بهذا الفرع .. ساغادر الآن .. ومؤكد سنتقابل في اجتماعات المجموعة العامة .. أراكِ بخير "

انشغل يجمع ما يخصه فخرجت من المكتب وهى تنظر حولها للموظفين ، منهمكين تحت أمره المباشر وهى لن تكون مثلهم
لن تغفر .. ولن تصدق .. ولن تخطو للظلام وهى بريق الرافعين مهما أنكروا .. مهما رفضوهم

وصلت إلي مكتبها فوقفت السكرتيرة تخبرها

" السيد فؤاد ينتظركِ بالداخل "

تفكيرها تلقائيا جعلها أكثر صلابة لتدخل ، تقف أمامه وهو يجلس خلف مكتبها فاتسعت عيناها بصرامة راقت له
يده تمتد للعلبة على مكتبها يفتحها يخرج منها قلمه فيحيطها إشعاع التملك النافذ من عينيه وهو يسأل

" أين كنتِ ؟ "

عيناها على أصابعه يلف القلم فتسب نفسها لانها تركته على المكتب ثم ردت بذلك التحذير الذي ما رآه قبلا

" ليس لك دخل "

طال نظره إليها مشتاقاً .. عيناه تمر من قدميها حتى شعرها المرفوع في كلاسيكية جديدة لتماوج الألوان الداكنة ..
مشتاقاً لذات الجمال .. لتلك العينين بحواف الأكحال .. ولقوامها جذر الزيزفون في أرضه ..

وقف فؤاد يضع القلم مكانه متسائلا بتسلط

" كيف تغيبين أسبوعاً عن العمل ؟ "

يلتف حول المكتب يتجه نحوها وتلك الأنثى الأخرى تتجه نحوه .. نحو الافتقاد في صوته وملامحه الجامدة العنيفة
وهى تعاندها وتجذبها وتتلقى ثورة الخريف إعصاراً بكلماتها

" عملي وأنا حرة .. أخي هنا يحل محلي .. أنت لست مديري لتتحكم بي .. وحتى مديري لم يجرؤ على التحكم بي "

ترتجف أنفاسها وهو يقترب منها وعيناه تحرق وتحترق وتشعل أوردة العصيان حتى وقف خلفها يمد يديه بقلادة بركة حول عنقها وهو يهمس في أذنها بصوت قاطع

" بل أنا كل شيء والوحيد بهذا العالم المسموح له أن يتحكم بكِ "

لحظة واحدة أحكم فيها قفل القلادة فابتعدت تستدير تنظر له بغضب لا يخفت ..

ويتضاعف وهى ترى القلادة تزينت بحجر الرافعين الأزرق .. حجر كريم يشبه خاتمه واسم رافع محاطاً بالسيف كالعروق البيضاء البارزة ..
لكنها حركة واحدة من أصابعها أدارت الحجر لترى مثله ما رآه بحلمه .. تقرأ ( ألماسة الفؤاد ) بارقة الحروف .. صريحة الكبرياء

اتسعت عيناها وكيانها يخاطر بها في لعبته فتنزع القلادة ويخفت صوتها بانفعال

" ما الذي تفعله بالضبط ؟.. ما هى لعبتك الآن ؟!.. أنا ؟! "

وضع يديه في جيبيه يطالع وجهها ويقترب يقولها بصدق

" أنتِ لعبة ؟!... أنتِ لعنة .. لا كتبها الله على أحد سواي "

ترفع رأسها إليه يدق الخوف رفضاً وقناعات تهمس بلا فهم

" متى ؟ "

تغيب دنياه على شفتيها زهور ميال شمس آفلة يجيب

" لا اعرف "

يدها تقبض على القلادة بقوة تسأل

" ولماذا أنا ؟ "

تفيض روحه هياماً يريد ضمها لصدره يهمس

" لا اعرف "

خطوة واحدة تفصلهما والحيرة على وجهها تنطق

" اخبرني سبباً واحداً .. أي سبب "

يبحث فتتعدد الأسباب وذاكرته تفتح باباً خلف باب ، خلف كل نقطة ضوء مستحدثة يراها
خلف الألم يراها ، خلف الضمير يراها ، خلف الشرف هى فقط
واختار إحداها

" ربما لانكِ مختلفة عن كل النساء ... ذكية وقوية ... ولأن المرأة الذكية تخيف الرجل .. لكن أنا لا أخاف من ذكائكِ بالعكس .. أحتاجه .. أحتاجه وأحتاج قوتكِ "

ترى انعكاسها بعينيه وحولها حلقات النار ولا فرار .. فقط تدور معه تسأل

" فيمَ تحتاجه ؟ "

انقبض قلبها بتلك النظرة ، خوف بعيد قابع في أعماقه ينتظرها .. وصخور الجبل تلين لأجلها
يعترف فؤاد كأنه ينظر لمرآته

" أنا ... أنا خائف من نفسي ألماسة .. لا أريد أن أرى الدم مجددا .. مضت سنوات وأنا أرى الدم والموت حولي .. أحتاج قوتكِ لتوقفيني عند اللزوم .. أحتاج ذكائكِ للتعامل معي إذا رأيتِ السلاح بيدي "

ينبض قلبه متضخما بقوة وعيناه تحتد بطبيعته قائلا بمشاعره الهادرة

" أنتِ وجهي الآخر .. أنتِ الوحيدة التي استمع إليها مهما قالت بلا سبب .. أنتِ الوحيدة التي لا أغضب منها بلا سبب .. أنتِ الوحيدة التي اشتهي كل شيء منها بنفس القدر .. عشقكِ كرهكِ غلكِ حقدكِ غضبكِ .. أنتِ اللعنة التي تحرق صدري وتسري في عروقي كالنار "

وكله يشع تلك النار ويصيبها ، تتناثر نبضاتها والعجب يفتح لها الأساطير لتنتقي منها حكايتها .. ألماسة الفؤاد هى بإعلان الظلام
يضرب فؤاد على صدره مواصلا باحتراق

" صدري هذا الذي يتلقى سقوطكِ كل مرة .. كما تلقاني صدركِ وقت انكساري والذي لم يشهده أحد إلا أنتِ .. كنتِ الوحيدة حين اشتدت الريح وأوقعت الجبل كما قلتِها بلسانكِ "

جسدها يرتجف وتفقد السيطرة على كل شيء
تتذكر كل مرة جرحته فيها بكلمة وصمت .. بلا سبب !.. ها هو السبب يناورها .. وهى تناوره

" فهمت .. لاني أنا الوحيدة التي وقفت بوجهك .. لذلك صنع عقلك وهماً انك تريدني حولك دائما كأني درع الحماية من الماضي .. هذا هو الأمر .. لا أكثر "

اختفت خلف المنطق وانتظرت !
ظلت ملامحه كما هى لحظات ثم .. ابتسامة عريضة ظهرت فجأة .. تلتها ضحكة عالية غير متوقعة استمرت لحظات لاعبت أعصابها ..
يتجه ليجلس على أريكة جلدية جانبية وما زال يضحك بسيطرة فطرية على كل ما حوله

جلس بمنتصفها واضعاً ساقا فوق الأخرى يفرد ذراعيه على ظهر الأريكة ويقول بابتسامة مراوغة

" اخبريني تحليلاً آخر !.. لم يعجبني هذا يا .. ألماسة الفؤاد !! "

تركت حواف القلادة علامات حادة بيدها من قوة ضغطها ، تراه هكذا ويشب الغضب فيها فتتمالك الانفعال ساخرة

" حسناً .. فرضاً .. فرضاً اني استيقظت من النوم فجأة ووجدت نفسي اموت بغرام فؤاد رافع !.. بالنسبة لبقية الرافعين .. هل نسيتهم ؟!.. بالنسبة أن أبي رحمه الله قتل أباك لأنه حاول التعدي على أمي ؟!.. بالنسبة لأمي وأمك ؟!.. أكرم ؟!.. العائلة في الوادي ؟!.. هل اختفوا من الكون ولم يتبق إلا فؤاد رافع ورغبات فؤاد رافع ؟! "

ضحك فؤاد ضحكة أعلى فأوشكت أن تصرخ به ليرد بذلك الاحتلال المشاغب

" تغيب عنكِ أمور كثيرة ألماس .. كل هذا سيقربنا لن يبعدنا .. لكن أولا .. نعم .. هذا الكون لم يعد يهمني فيه إلا رغباتي .. والتي هى كلها الآن .. أنتِ "

تنظر إليه بلا تصديق ليتابع بلا اهتمام

" أما بقية اسئلتكِ لها إجابة واحدة .. سفركم للوادي وأرض زاهد التي وقفتِ تطالبينني بها .. كيف ستعودون وتأخذونها وهناك ثأر عليكم لنا ؟!.. هل تظنين انهم سيرحبون بكم في الوادي دون جلسة صلح بيننا وبينكم يكون فيها ترضية مناسبة ؟! "

عقدت حاجبيها لا تفقه إلام يريد الوصول ليكمل

" غالباً الترضية ستكون قطعة أرض أو تقديم ابن القاتل كفنه لكبير عائلة القتيل "

تتفاجأ ملامحها بالفكرة منقبضة الصدر وهو يواصل بمنتهى السيطرة

" والكبير .. الذي هو أنا .. سيرفض !.. ليتبقى ترضية واحدة .. زواج الدية .. أو ما يسمونه في الأعراف زواج الفصلية .. أو ما يُسَمى عندي .. أنتِ ! "

توقف كل شيء حولها وذلك العالم البعيد يستقبلها براية سوداء فيضيف

" ساخبركِ شيئا آخر أيضاً عن العادات وهو في صالحكم لكن لن تستخدموه .. لا ثأر لمَن انتهك الحرمات .. لكن اذكر انكِ قلتِ لا تريدين أن يُمَس اسم الزهراء بأي شيء "

صمتت ألماسة بإدراك جديد لتسأل بلا تعبير

" هل تهددني كي لا نعود أبداً ؟ "

يهز رأسه نفياً باستفزاز قائلا

" أنا أجيبكِ عن اسئلتكِ .. سألتِني إن كنت نسيت الرافعين والعائلة في الوادي وأنهم سيرفضون الأمر بسبب الدم .. لكن هذا الدم نفسه هو ما يجعلكِ حقي "

لأول مرة ترى أصلها بعدما كبرت ، بعدما تعلقت بالصحراء والأراضي بعيون الطفلة ..
تتشكل عيون أخرى كعينيه المخيفة القابضة وهو ينهي كلامه ببطء

" لذلك .. أنا اخبركِ لماذا قلت انكِ حقي بقانون الرافعين .. والعقل .. والقلب .. وكل هذه الدنيا "

ها هو قانون الرافعين ، والقلب ينبض وحده في اتجاهات الشتاء المجنون !
لكن هل يعقلها العقل ؟!.. ستحرمها الدنيا برق الأنوثة ورعد الارتقاء .. سيقام لكل ما يخدشه الألماس .. عزاء !

تسير للمكتب تدعم نفسها خلفه تتساءل

" وإن رفضنا كل ذلك وطالبنا بأرض أبي ؟ "

رفع فؤاد رأسه يقول بجدية

" لا أرض لكم .. لا مكان لكم في الرافعين .. سيُكتَب عليكم العزل دائما .. أو ما أسمته الزهراء ذلك اليوم .. نبذ أولاد زاهد "

لقد لخص لها الرافعين في إطار واحد .. القبول
ماذا عن أكرم وأمها ؟!.. لماذا تسأل عنهما من الأساس ؟!.. هل نست رفضها هى أولاً ؟!

يحاور عينيها يصل لمساراتها يكشف ارتباكا خلف الرصانة ونبضا يعلو بصدرها ويهبط برفضها

" لن اقبل أبداً بذلك .. سارفع رأس أبي وأكشف ما فعله راسل "

وقف فؤاد يسلك تلك المسارات قائلا برجولة

" أنا رفعته ألماسة .. كما طلبتِ .. ولم يُمَس اسم الزهراء .. هل تذكرين حين غبت يومين بعدما أخذتكِ لبيت زاهد ؟.. ذهبت للوادي "

تخاف على اسم أمها وأبيها تسأل

" ماذا فعلت ؟ "

يخطو نحوها ويسدد ديناً آخر بكلمة شرف

" الأمر الآن كما هو .. خلاف على الأرض والإرث لكن .. راسل هو المخطئ .. رفع سلاحه وأطلق على زاهد أولا وكان سيقتله .. كان سيقتل أخاه لأجل المال .. وكان زاهد يدافع عن نفسه فقط "

أخذت نفسا عميقا وقلبها يدق برهبة تجعلها غير محصنة ككل مرة تقول بصوت خافت

" كل ما قلته لا وجود له الآن إذاً ؟!.. لا ثأر ولا دية "

ابتسم فلانت ملامحه بتلك اللحية الكثيفة يرد

" بل سيكون الأمر كذلك .. لابد من الترضية داخل العائلة وتُكتَب العهود حتى لا تُثار الفتن فيما بعد جيلا بعد جيل "

يداها على المكتب فيستند بيده جوارها يمسها ويتابع

" لكن ما قلت كل ذلك إلا لأثبت لكِ انهم سيقبلون .. لا أهددكِ .. ما عاش وما كان مَن يهددكِ وأنا حي "

تسحب يديها تتأثر بكل لمحة منه لها وحدها ويقسم لأجل عينيها

" وما عاش وما كان يوماً مَن يجعل منكِ امرأة فصلية .. حتى لو كبير الرافعين كلهم .. والذي خلق الخلق ما يمسكِ أحدهم بشيء قد يؤذيكِ "

بلا شعور تتوه منها نفسها وأصابعها تلمس الحلقة الذهبية كعادتها فيلمح يدها لتتجهم ملامحه بلحظة هاتفا بحدة

" يمكنني أن انتزع من يدكِ هذه الدبلة ولو قطعت اصبعكِ معها "

يغادر من أمامها مشتعلاً بطريقه يضرب أحد الكراسي بيده يطيح به صائحاً بعنف

" وملعون كل ما يمنعني هذه المرة "

نظرت ألماسة للكرسي المقلوب لتتذكر نفس ما فعله بأول لقاء ، ترتمي على كرسيها مذهولة مشتتة .. ولأول مرة لا تتعرف على نفسها.








توقف عماد بسيارته أمام أرض واسعة لا ترى العين فيها إلا النخيل .. طويلا يانعا يحمل البشائر لدنيا خضراء الهوى
ينظر جواره لفضية هواه والقلب يميل مع نسيم الوادي وشمس عصره ، عيناها الزرقاء تتصالح مع السماء كجزء منها
وهو .. يتصالح مع الأرض والرمال وكل قطرة دماء عليها

ينزل من السيارة فتتبعه وهو يمد يده يطلب يدها ثم يسيرا حتى ممر من الرمال بين النخيل لتقول

" هذه هى أرض التمور "

تتلفت حولها في عالم جميل ، أخضر مسالم وثمرات التمر حمراء متناثرة حول جذور النخيل وهو يرد مازحا

" اممم .. وبعدها بستان الفاكهة الذي قلت لوالدكِ انه سيكون لكِ .. لكن بما انه رفضني فلن أكتبه لكِ ! "

اشتاقت لوالدها ولرضاه ، تتصل بالممرضة تطمئن على جدتها يوميا والمهدي لا يكلمها إلا بسلام عابر ودعوة قلقة .. والذكرى القريبة تجعلها أقسى فردت بجفاء

" تعرف اني لا أريد شيئا "

يجذب يدها خلف ظهره يتمسك بها بيده الأخرى ويحيط خصرها يقربها إليه قائلا بابتسامة

" أنا أمزح .. إذا كان صاحب البستان كله ملككِ فهل يبخل عليكِ بما يملك ؟! "

كله !.. طوال الأسبوع يتحدث بنفس الطريقة كأنه لها وحدها ، وهى تصدق ثم تتذكر ، وللغرابة تشعره ينسى بالفعل أو يخدع عقله بما يريد !

كان عرساً أسطورياً ، أهل الوادي جميعهم أتوا للتهنئة والفرح مع الزِيِن ، خاصة حلفائهم الرافعين وثعبانهم كما سمعت ورأت من خلف النوافذ .. أتى ذلك الرجل الذي حضر عقد القران
سمعت النساء يتحدثون عن قدوم ' فؤاد رافع ' وكم الطلقات النارية التي أطلقها ابتهاجاً بصديق عمره ..

حتى الفقراء أخذوا نصيبهم من الولائم وجلود الذبائح وأكوام فواكه بساتين الزِيِن على الموائد .. لقد عاشت اسبوعاً من حياة كاملة في عالم آخر .. عالم فهمت فيه من أين جاء ' عماد زين الدين ' بسحره

قدمه تغرس في الرمال وكل خطوة تعيده بكيانه كله إلي هنا فيقول بهدوء وسط الهدوء

" كنت افكر في اشياء كثيرة نفعلها هنا صدفة .. لكن الزفاف أخذ كل الوقت .. لا اصدق انه مر اسبوعاً وأنتِ على ذمتي .. بل لا اصدق اني حضرت عرساً لي من سبع ليالٍ كما طلبت !.. اشعر اني شخص آخر .. هل تذكرين حين قلت لكِ افكر في ليلة تحت ضوء القمر ؟!.. فراشنا رمال أغطيكِ بجسدي من برودة الليل .. حين نسافر غداً .... "

جسدها يأنس بقربه لكن روحها هائجة بواقعه فتقطع كلامه بلا تردد

" لن نسافر غدا .. سنعود .. لدي عمل "

توقف عماد ينظر إليها يعبس بالقول

" قلت لكِ أن تأخذي إجازة لمدة أسبوعين طالما ترفضين ترك العمل ووافقتِ "

لم تتوقف خطواتها وهى ترد ببرود

" لم اوافق .. لقد بقيت صامتة فقط ! "

أدارها إليه من ذراعها يوقفها غاضبا من إفساد مخططه يقول

" وهذا معناه موافقة "

تهز كتفها ويراها كما قالت بلا روح تذكره بسخرية

" لا .. هذا معناه سافعل ما أريد .. مثلك !.. أنت لم تخدعني ولم تكذب أبداً !.. أنت فقط أخفيت الأمر خوفا أن أضيع منك ! "

جذبها لصدره تصطدم بصلابته شاهقة هامسا بانفعال مكتوم

" معكِ حق .. أنا مخادع .. كاذب .. قاتل .. مثلما همستِ لي بالأمس وأنتِ في حضني "

تنظر لعينيه بواجهة لا تكترث لكن داخلها يواعد رجلاً احتفاءً بالعشق ، في كل لحظة برود اشتهاءً لحرارة صدره .. في كل لحظة نسيان ذاكرة للهفة

عذراً أيها الواقع الغير قابل للتعديل ، فالتفاوض معك أشبه بخطى مباشرة نحو الفراق .. وما عاد في الروح مساحة لمنازلة احتراقات الصبابة

تركها عماد مستاءً يستند بذراعه لجذع نخلة فتنظر حولها لهذه الأرض وتتحرك بفستانها البرتقالي البسيط تلتقط التمر .. لا تدرك نوعه ولا اسمه بل رابط من حبيب جلب لها تمر الملوك يربطها بهذه الثمرات

تراه واقفا يوليها ظهره وتشعر بالذنب فتقاومه وتتحدث بموضوع آخر يحيرها

" لماذا يلبي لك والدك كل ما تريد ؟!.. لقد جاء ليحضر عقد القران بالمدينة رغم طول المسافة !.. وأتذكر انك قلت لي انه سافر بالسيارة وليس بالطائرة كما جئنا .. أي انه ظل عشرة ساعات تقريباً بالطريق ! "

رمقها بنظرة فخورة عالية المقام يرد باعتداد

" أنا الشارد .. البعيد عن هذه الأرض الذي لا يطلب شيئا .. وحين يطلب .. تُنَفَذ مطالبه "

تستند بظهرها لجذع النخلة المقابلة له تقول بنظرة عدائية

" حتى لو كانت زواجك من أربع نساء في وضع شاذ عن مجتمعك ؟! "

يستدير يعقد ساعديه يستند بظهره للجذع مثلها يتساءل باستفزاز

" شاذ عن مجتمعي أم مجتمعكِ ؟! "

يميل رأسها وهى ترد بنبرة ساخرة

" أنت الشارد .. إذاً مجتمعي ومجتمعك واحد ! "

يلاعبها ويستفزها أكثر ليبتسم قائلا بلا مبالاة

" لا .. هذه من المسائل التي انتمي فيها جدا إلي هنا ! "

يغمز لها يذكرها بمزحة الجلباب وما حدث بعدها فوق حرير ينافس جمالها المرمري بين ذراعيه
دمها يحترق كأنها تنظر إلي عدو يعذبها وهو يستمتع بكل كلمة وكل سؤال

" اهدئي !.. ألم تلاحظي استقبال أبي وأمي لكِ ؟! "

تشعر بحرارة احتراق الدماء بعروقها وتشم دخانها الخانق ترد

" هذا ما يدعو للجنون ! "

عيناه تمر عليها وتحلو له كحلاوة البرتقال في أوج الشتاء ، حين يُشتَرى وقطرات الندى عليه
يشعر هذه الحلاوة بفمه كلما تذوقها في إحساس فريد بأنثاه .. ولا يشبع لأن أمواجها المالحة تزيده تعطشاً

وعذراً أيها الواقع الذي ساعدله لأجل عينيها ! ، فالثبات عليك أشبه بخطى مباشرة نحو الفراق !.. وما عاد في الروح مساحة لمنازلة احتراقات الصبابة !!

تتراجع ابتسامته على حلا وجهها قائلا بصدقه معها

" لأنكِ الرابعة والأخيرة صدفة .. أنتِ المميزة .. أنتِ التي طلبت والدي لحضور عقد القران بها .. أنتِ التي طلبت لأجلكِ عرساً .. أنتِ التي سترتدين هدية حماتكِ بصباح زفافكِ "

يقترب منها يتابع بجدية

" الرجل هنا حين يتزوج لا يطلق إلا فيما ندر .. لذلك مَن يتزوج الرابعة يكون حريصا على اختيارها من بين كل النساء .. فيعلم الجميع انها الخاتمة والمميزة .. لذلك يعرف أبي وأمي انكِ المختارة لتعيديني لهذه الأرض .. ولاتمم بكِ حياتي "

لا تعرف أتتأثر بكلماته أم تموت كمدا وتستغرب

" الرجل هنا ؟! "

اومأ عماد يخبرها بالأمر واقعا

" هناك رجال بالعاصمة متزوجين بأكثر من واحدة .. لكن هنا .. هل تظنين انني الوحيد في عائلتي مَن تزوج بأكثر من واحدة ؟!.. فعلها عمي الظاهر .. وعمي رضوان والد الزهار الذي سيتزوج غرام .. وليس نحن فقط .. آل الرافعين الذين منهم فؤاد الذي حضر عقد القران .. كبيرهم فعلها من قبل .. وأكثر من رجل من ابناء الأعمام "

يشفق على ملامحها والدماء تنسحب منها وعيناها تتسعان ذهولاً ليوضح لها وجهة نظرهم

" على رأي أخي عوف .. الرجل هنا لا يرتاح إلا وحوله من الأولاد عشر غلماناً وأكثر .. طالما مقتدرا فليفعل ما يشاء "

ظلت صامتة بأنفاس متداعية ثم تسأله شحوب

" والنساء ؟!.. ألا حقوق لهن ؟! "

يجيبها بحمية فطرته

" بل حقوقهن محفوظة .. في العين وعلى الرأس .. المرأة لها دارها وخدمها ومَن يحرسها وكل طلباتها مُجابة "

التفتت لا تريد رؤية وجهه فيحاول لمسها قائلا

" أنا اخبركِ فقط صدفة .. لا أقول اني موافق .. قلت لكِ ما كانت نيتي أبداً هذا الوضع الذي أنا فيه "

تبعد يده ولا تستوعب فتتعذب ملامحها لكل امرأة تتعذب مثلها متسائلة بإعياء

" وأين حقها في زوج لها وحدها لا تشاركها فيه أخرى ؟!.. يا إلهي .. أنت ملكي .. المفترض أنك ملكي .. ستذهب لتكون مع أخرى ما ان نعود .. ستخبرها بنفس الكلام وتلمسها نفس اللمسات ! "

يضمها لصدره تنفر منه ويتعذب لعذابها هامسا

" توقفي "

تستسلم لحضنه باكية حتى رسمت دموعها على قميصه نصوص العتاب ، وما أقسى الدمع الجسور إذا جرى .. أمام عين كاذبٍ ينكر ويدعي !! ..فلا تكذب يا سيدي !..

ولا تمضي واثق الخطى وأنا مضرجة بين حياتك وقلبي .. مباهاتي بك لم يحن وقتها بعد

يقبل عماد رأسها يشعر سخونته من الحجاب وتسمع همساته أن تهدأ فتضرب قبضتها على صدره بقولها

" وإن تعبتَ يوماً .. هل نتحدث أنا وهى إلي بعضنا في ملكنا المشترك ؟!.. أنا اخبرها أنك لست بخير وهى تخبرني بتفاصيل علاقتك بها !! "

يبعدها ينظر لوجهها الأحمر يقول بحزم

" توقفي صدفة .. هل الآن وقت هذا الكلام ؟!.. لا تفترضي اشياءً لن تحدث "

تمسح دموعها وتضربه بصدره مبتعدة تعده بانفعال

" مهما هربنا سيظل واقعك شاذاً .. وأنا لن أتوقف .. كل لحظة سعادة ستأخذها مني سانتزعها منك بعدها .. هل تسمعني ؟ "

تخطو بالأرض الخالية بين النخيل وهو يراقبها بوجوم لتستدير فجأة قائلة

" لحظة واحدة .. هل قلت أن الرجل هنا حين يتزوج لا يطلق إلا فيما ندر ؟!.. هل كنت تخدعني حين قلت لي اصبري معي ؟! "

شفتاه تفترق ولا يرد فتضرب يداها على جانبيها بخيبة أمل والشمس تعمي عينيها كالدموع تسأله

" وإن تزوج هذا .. زهار .. على أختك غرام كما فعلها أبوه .. وأخوها ؟! "

أجفل عماد من سؤالها ليظل صامتا طويلا يشعر بالعصبية لأخته ثم يرد

" لأول مرة بحياتي لا يكون لدي إجابة لسؤال يتعلق بي "

تظلل عينيها تائهة منفعلة تتراجع شاعرة بالأسف والشفقة على نفسها .. كأول خطوة في رحلة شقاء جديدة قطعت تذكرتها بيدها ..
ذعر قلبه وخطواتها تتعثر وتقع على الرمال فيسرع إليها يرفعها لصدره يسند وقوفها دائما وأبداً قائلا بعذاب

" ساقبل أن تنتزعي كل لحظة سعادة آخذها منكِ قدر .. لأن هذا يعني انكِ ستسمحين لي بأخذها "







يستمع شهاب لهاتفه حيث يحدثه رمزي ببروده المهني فيقف بمنتصف الدرج بالمنزل قائلا بعصبية

" هل هى هجرة يا رمزي ؟!.. منذ سافرت لذلك المؤتمر الطبي ولم تعد .. شهور مرت وأنت رفعت يدك من كل شيء هنا كالعادة "

رد رمزي ساخرا بنبرته العملية

" قلت لك جاءتني فرصة عمل في أكبر مراكز الجراحة هنا .. ثم البركة بكبيركم الذي خربها دائما .. مَن أنا لاصلحها الآن ؟! "

أنهى كلامه فقبض شهاب على سور الدرج قائلا

" رمزي .. لا تحدثني مجددا "

أغلق الخط نافخاً لينزل للبهو يرى تحية وعديلة أمام التلفاز وحين لمحته سألت بفضولها المستفز

" سمعتك تقول رمزي يا ابن أختي .. لماذا اتصل رمزي ؟! "

ينفخ مجددا لا يطيق وجودها كالسابق مجيبا بنفاذ صبر

" اتصل يسأل عن ابنه خالتي .. وقبل أن تسألي بماذا أجبته .. قلت له انه بخير ونراه باستمرار وفؤاد يتكفل بكل احتياجاته .. هل هناك أسئلة أخرى منحشرة وتريدين سؤالها ؟! "

تظهر أسنانها في ضحكة أكثر استفزازاً وإيزارا تأتي من المطبخ تقدم لها ولأمه الشاي وتنظر إليه مرتبكة وهى تعود للمطبخ تقف أمام الرخام ..

أنفاسها متسارعة وخفقات قلبها مجنونة لا تسيطر عليها كلما رأته هذه الأيام ينظر إليها بتلك الطريقة المحببة .. احيانا يشير لوشاحها واحيانا يلقي جملة عابرة بها كلمة صلعاء !

تضحك وهى تتذكر كل مرة كادت أن توقع عليه الطعام وهو يغمز لها حتى أوقعت الحساء عليه بالفعل فوقف يتوعدها صامتا ناظراً لنفسه يلعن الغباء !

ذراعاه تمتد حولها على الرخام فتشهق متفاجئة ليكمم فمها ضاحكا بهمسه

" ششش .. لا تختلقي أزمة زنجبارية مصرية إيزارا ! "

يرفع يده ببطء فتستدير ببطء مماثل حتى لا يلمسها جسده تتباكى ملامحها بالهمس

" سيد شهاب .. أرجوك اخرج .. لا تتسبب لنا في مشكلة معاً "

لها رائحة مميزة عن قرب ، رائحة لا تناسب إلا ذلك الفستان الذهبي والشعر الناعم
يتوق لنفس المشاعر الوهمية يومها يسأل بخفوت

" إيزارا .. هل يمكنكِ التوقف عن هذا الخوف اليوم فقط ؟! "

تماسكت عن ذلك الزيف تسأل بجدية

" ما الذي تريده سيد شهاب ؟ "

ملامحه المشاغبة تميل يمينا ويسارا شقية يمازحها

" ما الذي تريدينه أنتِ إيزارا ؟!.. تريدين حناناً .. أنا كلي حنان .. تريدين نوراً .. أنا اسمي شهاب .. ماذا تريدين أكثر ؟! "

لا تملك ضحكتها الخافتة ثم تقول بعجب

" أنت تمزح في وقتٍ غريب .. مثل كل المصريين "

بوجهه الشقي يقترب من وجهها يؤكد

" المصريون يخطون فوق آلامهم هكذا إيزارا .. من كل وجع تخرج نكتة "

تنظر لشفتيه بتأثر تذكره ولا تخجل من عملها

" أنا خادمتكم سيد شهاب "

لم ينسَ يزيده الأمر إصرارا بالقول

" أنتِ إنسانة متعلمة إيزارا .. تستحقين أفضل .. هذا الوضع لابد أن يتغير "

خافت أمانيها المستحيلة ناظرة لوجهه الوسيم فتقول بنبرة متداعية

" أنا أفضل أن نظل كما كنا .. من فضلك "

على شفتيها تتكسر الحروف وتنشر حولها رذاذا ذهبياً كعصا سحرية تقصده بطلاسمها المبهمة قائلا بخدر

" لقد أحببت اللغة العربية من نطقكِ لها إيزارا "

تغزو المشاعر جسدها دفقات استثنائية تتملكها فتدير وجهها جانبا تهمس خوفا

" يا إلهي .. ماذا افعل ؟! "

يضحك في حصاره لها يسأل فجأة

" هل ذهبتِ في أي رحلة للقاهرة اثناء وجودكِ في مصر إيزارا ؟ "

لا تفهم تهز رأسها نفيا ترد

" لا .. لماذا ؟! "

ابتسم شهاب تلك الابتسامة النابعة من جوهر الإثارة .. من سر الشيكولاتة ورجفة الدوبامين !
يده تمسك يدها يشبك أصابعه بأصابعها كلمسات نحات لتمثاله الأهم قائلا

" اسمحي لي أن اجعلكِ ترينها بعيوني أنا "

وفي عيونه تلك رأت بريقاً يشعل الدنيا .. لقد كان ' شهاب رافع ' الرحالة .. وهى رحلته !.







في المضيفة الداخلية لدار كبير الزِيِن انحنى عماد يقبل يد أمه ثم والده قائلا بهدوء

" حان الوقت يا أبي .. سنتحرك بعد ساعة "

يطالع الشيخ رشاد وجهه المرتاح فيتبسم براحة أخيرا يشد على يده بالقول

" في رعاية الله يا ولدي .. اذهب لترى مصالحك وعد قريباً "

تربت نادرة على كتفه يرن الذهب بذراعها تقول يقينا

" سيعود .. ستعيده الزينة "

جلس عماد بينهما ضاحكاً يميل عليها بقوله الماكر

" قدر أعجبت الحاجة نادرة .. هذا نادر ! "

بعباءتها السوداء المطرزة تحفظ مقامها ويطل الحنان من عينيها الكحيلة تمسح على ظهره قائلة

" ستكون فوق الرأس يا ولدي لأنها أعادتك لأرضك "

أمسك عماد يدها مطرقا لحظات في تفكيره يشعر أثقال صدره ثم قال بلهجتهم

" بربك يا أمي .. ادعي لي يخفف عني ما أنا فيه "

تفهمه وتعرف ما غرق فيه وما يصعب إصلاحه فتقول بقلب الأم

" ادعو لك يا عماد .. غبت شارداً ثائراً وعدت عاشقاً يا ولدي .. قلبك لا يرتاح إلا بعذاب العشق "

يعود لصباه بملامحها القوية مليحة القسمات حيث كان يرى فيها كل نساء الدنيا ، عشق السلاف شبيهة أمه .. ورسم حياته هنا كجذوع النخيل التي لا تفارق الأرض
فارق الأرض بالدم .. وعاد للأرض بالحب
ويا ويله من مستقبل مجهول !

سحبه والده عنوة قائلا بصوته الصلب

" المهم .. آن أوان حصاد بستانك .. أخوك عوف سيتولى الأمر ويضع لك المال في حسابك كالعادة "

شردت عيناه السوداء مجددا ليلا صحراويا بلا نهاية وقال

" نعم .. ساحتاج إليه "

يتبادل رشاد النظرات مع نادرة كأنه يعلم ما يفكر فيه ولده يقول

" رغم السرور الذي لا يفارق وجهك لكني اعلم الناس بك .. هناك ما يشغل بالك "

ويتأكد ظنه حين قال عماد بعزمه المعهود

" كل شيء سيُحَل عن قريب .. أريد أن أرتاح أخيراً "

تجلد صوت الشيخ رشاد بالحزم

" لا تظلم يا ولدي .. إياك والظلم "

عقله مشتتا منذ فسد مخططه ولم يرد إرغامها على السفر تنقبض يده قائلا بوجوم

" لا أظلم إلا نفسي .. لا تقلق يا شيخ رشاد "

لا يعرف كيف ستكون الحياة بعد العودة ؟!.. كيف ستتقبل صدفة الوضع ؟!.. كيف سيرضي روينة بعدما صار لا يرغب إلا بصدفة ؟!.. كيف سينظر بوجه ليلة القمئ لقلبه ؟!
كيف يفعل أي رجل غيره بنفسه هذا ويتزوج اشتهاءً للنساء طمعاً في رغباته ؟!.. هو مجبور والطوق يخنقه ، لكن كيف يضع غيره الطوق بنفسه حول عنقه ؟!
كيف كيف وأدوات استفهام لا محل لها من الإجابة !

كان مرتاحاً بالهرب هنا وظن أن فترة الهرب ستطول !.. لكن تأتي الأمواج بما لا يشتهيه عاشق الأمواج !!

شعر بنغزات معتادة من يد أمه بيده الأخرى وهى تقول

" عسى أن اسمع الخير عنك في مكالمتك القادمة .. أريد البشرى بحفيد الزِيِن "

برقت عيناه بلا تحكم في تطرفات النشوة داخله وتبخرت الأفكار خلفها ولا يبقى إلا قدره المكتوبة له بإمارة البحر وحلال التفاح يرد

" بإذن الله سيحدث "

عاد يقبل يدها ثم يد والده ونهض بالقول

" ساصعد لأرى صدفة إن كانت تحتاج شيئا قبل الرحيل "

يراقب رشاد مغادرته بقلق فتطمئنه

" لا تقلق عليه .. عماد عمادك مهما غاب ومهما فارق "

يسبح الشيخ رشاد على مسبحته وصوته يتحرر بمخاوفه أمامها فقط

" عماد وعوف نور العينين يا نادرة .. وإباء وغرام مهجتا القلب .. ما أتحمل فيهم أذى ولو من أنفسهم لأنفسهم "

شدت نادرة ظهرها بثقة وتوكل على الله وحده لتقول بعزة

" عقلهم زينة يا شيخ فلا تقلق .. مهما الدنيا عاندت أولادي جذرهم لسابع أرض شديد "

يهز رأسه داعيا مهموم الجبين ثم يتمتم

" بإذن الواحد الأحد "








تتجاوز روان أختها الواقفة بباب المطبخ كالحارس تداعب السلحفاة على يدها لتنظر بحذر داخله تجد أكرم واقفا أمام الموقد فتسأل

" ماذا تفعل يا زوج أختي ؟!.. تطبخ بنفسك في بيتنا ! "

تنظر مندهشة إلي دموع بقميصها الأبيض على الجينز الأزرق يماثل ملابس أكرم وهو يرد

" أختكِ حكمت عليّ لأننا تشاجرنا ! "

وكان شجارهما لنفس السبب .. غيابه الغير مبرر ومشاويره السرية التي يغلق فيها هاتفه !
تضحك روان وهى تجلس على طاولة جانبية بينما يتابع أكرم بتهكم

" ألا ترينها كيف تقف كالغفير ؟!.. شفتاها مزمومتين مترا أمامها !.. حتى السلحفاة التي أهديتها لها اختنقت منها ! "

ترفع دموع رأسها تقول بصرامة

" لا تشغليه عن عمله روان "

يرنو أكرم إليها بلا اهتمام قائلا

" كيف حال دراستكِ ؟.. نحن في بداية العام الدراسي .. ركزي من البداية .. هذه أهم سنة "

بسطت كفها على صدر منامتها السوداء ذات الورود الزهرية لتقول باستياء

" ليس أنت أيضاً يا أكرم .. الجميع يقول الثانوية العامة أهم مرحلة في حياتكِ .. تعبت ! "

ابتسم وهو يعاود تقليب اللحم في المقلاة يسأل

" أي كلية تودين دخولها ؟ "

تحرك روان ساقيها بالهواء ترد

" اقتصاد وعلوم سياسية أو حقوق "

ترك أكرم ما بيده ونظر إليها هو ودموع فتهز كتفيها مستغربة

" ماذا ؟! "

عقد ساعديه يتساءل

" لماذا ؟! "

تنقل بصرها بينهما ملامحها واضحة واثقة تقول

" اكتشفت اني أميل لهما .. القوانين والسياسة .. اللعبة الخطرة لكن بشرف في خدمة الوطن "

وضعت دموع السلحفاة أرضاً ثم اعتدلت تنظر لأختها الحيوية بشعرها المعقود كذيل فرس ونظرتها اللامعة ثم تبادلت نظرات صامتة مع أكرم تحمل أحلام الماضي ورؤى المستقبل

قد كان حلمه يوماً لتسير على خطه قبل أن يقرر دخول كلية الهندسة لأجل الزهراء فقررت معه ..
ثم اعتقِلَت الأحلام واغتيل الشباب في زنزانة القمع الجبري

عاد أكرم لما يفعل بآلية ينهي ما أمامه فتقول روان بشجاعة

" لقد دفعت ثمناً غالياً من حياتك لأجل الوطن يا أكرم .. وكذلك فعلت دموع من سنوات عمرها وكونها عازفة بفرقة ثورة .. واستُشهِد أخي أحمد فداءً لهذا البلد أيضاً .. وبُتِرَت ساق أبي في حرب العزة والكرامة .. ماذا تتوقعون مني غير السير على خطاكم ؟!.. هذا شيء في دمي لا أستطيع التنازل عنه .. ولن أرتاح إلا حين افعل المثل وأكثر "

تخاف دموع أن يضعفه الحديث مجددا فتشير لأختها خفية أن تصمت لأجله لكنه قال بصوته الحر

" بل لا أتوقع منكِ أقل من ذلك روان .. الفتاة التي تخرج من بيت حر تظل حرة .. كرامتها بالسماء واختياراتها كالسيف .. دموع وماسة هكذا وأنتِ أيضاً "

يستدير ينظر إليها يواصل برفعة روحه

" ونعم .. أنتِ تتكلمين إلي شخص دفع ثمنا لأجل هذا البلد .. الواقف أمامكِ فقد حريته في سبيل حرية وطنه .. وكثيرون غيري رأوا اشياءً لا يتخيلها الآخرون وهم بمكانهم يشجبون ويعارضون كل شئ بلا عمل حقيقي .. لكن هذا الثمن لا يُقارن بقيمة هذا البلد .. مصر أكبر وأعظم من أي ثمن "

تبتسم روان بإعجاب قائلة بفخر

" هذا هو أكرم رافع "

تمرر دموع يدها بشعرها الطويل الناعم مبتسمة وتنبض مع قلبها حرة .. تنبض عالية في مكانة غير النساء

هى ابنة البطل .. وأخت البطل .. وزوجة البطل ..

هى ابنة المحارب .. وأخت الشهيد .. وزوجة الثوري ..

هى دموع جمال عبد الناصر .. ودموع كل جراح الوطن ..

فداك يا وطن

صوت صراخ مهول بالحي فزع الجميع فجأة فتهتف دموع

" ما هذا ؟! "

خرج أكرم مسرعاً من الشقة ينزل الدرج ركضاً وهى تتبعه وبعض الناس تهرول نحو بناية معينة فنادى أكرم مرتضى صاحب ورشة السيارات يسأله ليجيبه بعينين دامعتين قبل أن يتجه لنفس البناية

" شريف .. استُشهِد في هجوم إرهابي على وحدته العسكرية بسيناء مع سبعة من زملائه .. رحمهم الله وصبر أهلهم "

ضغطت دموع على قلبها تنحني لأسفل لتشهق ألماً من أعماق روحها ويعلو من شفتيها تأوه كصرخة فاقدة النطق .. تتساقط الدموع من عينيها مفجوعة تهتف بوجع

" لا لا لا ... "

جسدها يسقط بلا وعي فيضمها أكرم لحضنه تبكي وتبكي وتصل شهقاتها أعالي السماء مع صراخ الأحبة ..

وصراخ أمه وزوجته يفجع الضمائر ويهز الأبدان
الجميع يصرخ .. الجميع يبكي .. والتاريخ يكتب

ويكتب معه الوطن سطوراً من محابر الدماء .. ينعي أبطال الكرامة وصانعي الكبرياء

فداك يا وطن ألف وألف وألف شهيد .. عند ربهم أحياء

وبصباح يوم جديد .. أشرقت الشمس حزينة على حشد مهيب .. ثمانية جثامين في الطريق لمثواهم الأخير ..

بعلم مصر لُفت التوابيت في جنازة عسكرية لرحلة الوداع .. ويعلو الهتاف
لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله

من حيث لا يعلمون علت الزغاريد تمتزج بالعويل .. جرت الدموع على شفاه الضحكات
ثكالى وأيتام ومكلومين .. مسيرة كالملايين
لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله

الأبيض رداء والحزن عنوان .. أرواح طاهرة صعدت ودماؤها على التراب دليل
وفداك يا وطن

وقفت دموع بعيدا أمام المقابر والدموع تسيل ، تتدافع الجموع على الجسد الهامد لوداعه .. لدفنه .. آباء انكسرت ظهورها بالطامة ..

وعيناها على أمه الصارخة .. حبيبي مات يا رب .. حبيبي عندك يا رب .. انتقم ممَن أسال دماءهم يا رب .. انتقم يا رب
وفداك يا وطن

عيناها على منى المنهارة أرضاً .. منى حامل .. منى حامل يا وطن .. سيأتيك شهيد جديد

مات الرجل .. الذي ما وصفته إلا بـ رجل .. مات وفي رقبتها شهامته .. في قلبها لن تُمحَى مكانته
لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله

على العهد يا رجال .. على القسم يا أبطال
سنحضر حقكم ثم نموت مثلكم .. النصر أو الشهادة .. بطولة أو بطولة .. رجولة ورجولة

والشمس تشهد الرحيل .. يا ابناء العمر سلام .. أصواتكم ترفرف بالقلوب .. وفوق أرض سيناء

لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله

أيا شهيد .. شرفني حضور التكريم

سلم على الشهداء معك .. على كل مَن معك
عمرك كان ثمن الحرية .. لكن بلدك لن ينساك
ارتاح أنت .. وحقك قادم

أُغلِقت القبور .. وانتهت حكاية .. لتبدأ حكايا.


انتهى







نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 12:05 AM   #1568

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 133 ( الأعضاء 54 والزوار 79)
‏sandynor*, ‏روفي علي, ‏ام زياد محمود+, ‏Mai shahin, ‏asaraaa, ‏شوشو الدوسريه, ‏rowdym, ‏حنان الرزقي, ‏المتفائله بالله, ‏فاطمة الزهراء مروان, ‏سما وقمر, ‏ركونه, ‏نوره صانع, ‏ميسى93, ‏خمسية, ‏Meem*, ‏hadeer22, ‏يمنى ام تميم, ‏rahasff, ‏yasser9, ‏rouba980, ‏ريم السيف, ‏الق الزمرد, ‏Soomi, ‏فديت الشامة, ‏Just give me a reason, ‏الزهره الحمراء, ‏Shadwa.Dy, ‏سماره2, ‏ahmed@haneen, ‏رانيا صلاح, ‏Suzi arar, ‏mango20103, ‏سوووما العسولة, ‏sleeplessgirl, ‏Dalia.7rb, ‏lovemanga, ‏تالا الاموره, ‏حسناء_, ‏فله بنت احمد, ‏آسر حياتى, ‏ريم الحمدان, ‏ارقى المنى, ‏nada alamal, ‏Hnady, ‏ines e, ‏االمااسة, ‏علا سلامه, ‏temoony, ‏ام زنوبيا, ‏ebti+, ‏هِمِـسًـهِ, ‏Nesrineb


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 12:36 AM   #1569

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 176 ( الأعضاء 68 والزوار 108)
‏sandynor*, ‏منال سلامة, ‏ريم السيف, ‏Lolav, ‏سلمى ياسمين, ‏قمر صفاء, ‏Soomi, ‏Amanykassab, ‏Rasha kazem, ‏Reem salama, ‏رباب حبيب, ‏المتفائله بالله, ‏Dreamdida, ‏leria255, ‏حوراء ١, ‏almoucha, ‏صبا., ‏princess of romance, ‏فراشة أبوها, ‏Kemojad, ‏ارقى المنى, ‏Noor Alzahraa, ‏ورد الجناين, ‏ayaema, ‏Safo85, ‏farah mum, ‏فديت الشامة, ‏روفي علي, ‏االمااسة, ‏hadeer22, ‏يمنى ام تميم, ‏نوره صانع, ‏حسناء_, ‏تالن يوسف, ‏القرنفله, ‏Mai shahin, ‏asaraaa, ‏شوشو الدوسريه, ‏rowdym, ‏فاطمة الزهراء مروان, ‏سما وقمر, ‏ميسى93, ‏Meem*, ‏rahasff, ‏yasser9, ‏rouba980, ‏الق الزمرد, ‏Just give me a reason, ‏الزهره الحمراء, ‏Shadwa.Dy, ‏سماره2, ‏ahmed@haneen, ‏رانيا صلاح, ‏Suzi arar, ‏mango20103, ‏سوووما العسولة, ‏sleeplessgirl, ‏Dalia.7rb, ‏lovemanga, ‏تالا الاموره, ‏فله بنت احمد, ‏آسر حياتى, ‏ريم الحمدان, ‏nada alamal, ‏Hnady, ‏ines e, ‏علا سلامه, ‏temoon


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-01-21, 12:38 AM   #1570

Safo85

? العضوٌ??? » 396892
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 39
?  نُقآطِيْ » Safo85 is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع وكأني كنت بالجنازة الله يرحم الشهداء
بكيتيني على اخر هالليل ربنا على الظالم
مع هيك فصل لازم اخرج عن صمتي
مبدعة بارك الله فيكي


Safo85 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.