01-02-21, 10:57 PM | #1611 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
مساءك سكر نوني جميلة يا قلبي كالعادة تعطي الرواية نكهة مميزة تسلمي يا رب | ||||||||
02-02-21, 12:27 AM | #1613 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| البريق السابع والعشرون .. الجزء الثاني مدينة الألف مئذنة أنهت سارة عملها وخرجت تستقل السيارة المخصصة لها مع المفترض .. حارسها ، لكن محمود صار أبعد من هذا ، محمود صار أمان دنيتها يحميها من هبة نسيم عاصفة ، ذراعه دوماً تحيطها برعاية تمنع عنها نظرات الناس ، ظنت أن أصعب فترة ستمر عليها بعد طلاقها ، لكن الجميع يخشى وجوده فلا يتجرأ أحد على رفع بصره إليها محمود رجل عرفت معه معنى الرجولة ، وحدس الأنثى فيها يقول انه يحميها لأجلها لا لأجل عمله تراقبه وهو يقود وابتسامة تميل على شفتيها تناديه " محمود " كعادته منذ عاد بعد تلك المهمة يرد عليها باقتضاب " نعم سيدة سارة " عيناها تدرك به تفاصيل صغيرة لم تشعرها مع رمزي يوما تقول " هناك سؤال أريد أن اسأله لك كل مرة وانسى " ينظر لعينيها في مرآة السيارة قائلا " تفضلي " تفتح الموضوع بنقطة ما متسائلة " ذلك اليوم .. في ذلك الشجار .. لمَ مسحت السكين قبل رميه ؟! " انعقد حاجباه وألقى نظرة عليها بالمقعد الخلفي يسأل باستغراب " ما الذي ذكركِ بهذا الآن ؟! " نظرة منه تربك أفكارها وأنوثتها في سباتها العميق لتهمس " لا اعرف ! " صمت لحظات ثم أجابها " حين تلمسين أي أداة حادة ليست ملككِ تأكدي ألا تتركي بصماتكِ عليها " دقيقة صمت تعلو نبضات القلب عاصيا لكل منطق ثم تنادي مجددا " محمود " صوتها الرقيق يجعله يبتسم دون أن تراه وهو يقول " نعم سيدة سارة " تأتيها الجرأة لتقول ما تفكر فيه رغما عن خوفها " لقد تغير تعاملك معي أنا وأحمد " رد محمود بنبرة تبدو باردة " لا .. لم يتغير " ولا تعرف مصدر ذلك الخوف .. فقط تخاف الخسارة كأنها خسرت عمراً وهذه المرة نهاية امرأة مكافحة مثلها في قاع المجتمع أخذتها أحلامها لقمته ثم وقعت حين تركتها يد الأحلام علينا أن نصنع محكمة للأحلام فنعاقب الحلم الكاذب على خداع عقولنا ، ثم نعاقب عقولنا على تقبل الخداع ، ثم نعاقب أنفسنا لأننا نملك مثل تلك العقول .. دائرة مفرغة .. وحلها .. المضي قدماً .. اخطأت فلا بأس ، الخبرة هى اخطاء حياتك التي تعلمت منها خدعك عقلك فلا بأس ، الانتباه سيكون لك رفيقاً لبقية عمرك متى ستتعلم أنك بين الوعي واللا وعي ؟! قد تقصد وقد لا تقصد ، وفي النهاية مسماك واحداً .. إنسان .. النسيان صميمك .. بشر .. والبشر خطائين فلا تحزن .. كل الدنيا أمامك بين شروق وغروب الشمس أنت الشمس .. إن كنت في غروبك فلك في الغد شروق تخرج من أفكارها عن رمزي لترد " لا .. لقد تغير " يسأل محمود وعيناه بعينيها الجميلة في المرآة " كيف تغير ؟! " أخفضت سارة بصرها تقول بارتباك " لا اعرف " يعاود الابتسام فتزيد وسامة وجهه مراوغا " إذاً لم يتغير ! " ودقيقة صمت ينتفض القلب بمشاعر حادة فيخرج اسمه بلا انتظار " محمود " لم يرد للحظات ثم سمعت صوته غريبا " نعم سيدة ... سارة " فاصل من ثانية بين حالة وأخرى .. بين خوف واطمئنان .. بين ابتعاد واقتراب .. بينك وبيني كيف لثانية واحدة أن تبدأ حياة أو تنهي أخرى ؟! كم ثانية في حياتنا تسبق الفراق أو تحيي القلوب ؟! وكم ثانية نتمنى لو لم تأتِ وعشناها ؟! تحاول رؤية وجهه فلا ترى إلا جانب مظلم بظلال الطريق لتدخل في الموضوع الذي أجلته كثيرا " ذلك اليوم أيضا .. أنا لم اقصد أن أجرحك حين أعطيتك ثمن المثلجات .. أنا تصرفت بطبيعتي فقط " رد محمود بتلك النبرة الباردة " اعرف .. لا مشكلة من الأساس لتقولي هذا " ولو تعرفين المشكلة يا سيدتي .. المشكلة انكِ محسوبة على الرافعين ولا تدركين .. أنتِ أبعد ما يكون عني ، وأقرب ما يكون للقلب لا تحتمل هذه النبرة تتدافع نبضات قلبها كصغيرة محبة لتقول بخفوت " محمود .. أنا آسفة " تدير وجهها لنافذتها حجابها يخفيه وتخفيه بيدها فلا يراه في المرآة فيرد مدعيا عدم الاهتمام " أنا سائقكِ وحارسكِ الشخصي سيدة سارة .. لا يجب أن تعتذري لي " التفتت إليه بعينين متسعتين تهتف عابسة " أنا لا افكر بهذه الطريقة محمود .. أنت تعرف الحي المتوسط الذي اسكنه وتعرف عملي في المصلحة الحكومية .. لقد عينك فؤاد لحمايتي لا لتقول لي أنا سائقكِ " يتابع الطريق قائلا ببساطة " حسناً " يشعلها غضب داخلي عجيب كأنها تنتظر شيئا لا يأتي هاتفة " حسناً !.. هذا هو ردك ! " أصبح وجهها واضحاً في مرآته جميلاً ثائرا بأنوثة ناضجة فيستفزها أكثر " حسناً سيدة سارة لقد قبلت اعتذاركِ .. هل ينفع هذا الرد ؟! " عادت تنظر للطريق عبر نافذتها بصمت ويتسلل الندم لروحها انها تفعل ما لا يليق بها كأم ومطلقة .. لا تعرف ما هو تحديدا لكنه لا يليق !! سرعة السيارة تهدأ وكان دوره لينادي " سيدة سارة ! " تعود لطباعها ترد بنبرتها الجادة " نعم " أوقف محمود السيارة تماما مكررا " سيدة سارة ! " نظرت إليه بتلك الجدية ترد " نعم محمود " التفت إليها مبتسماً يشير لأحد المحلات متسائلا " هل تريدين تناول المثلجات ؟! " هناك اشياء في الحياة لا تُقاوم !.. لحظات لا تُؤجل أو تُهدَر ومجددا لحظة نبض .. يعاود قلبها نبضه صاخبا وهو يتعلق بتلك الابتسامة على شفتيه. جلست فجر بشرفة شقتها على أحد الكرسيين تفرد أوراقها على الطاولة الخشبية وتحضر محاضرات العام الدراسي الجديد جلسة والدها ووالدتها المفضلة بعد العشاء مع أكواب الشاي ، بعد ما حدث مع زايد شعرت باحتياجها لنصيحة أب وحضن أم .. تضاعفت الوحدة بحياتها ووصلت لتفكيرها ماذا ستفعل يوم زفافها ؟! مَن سيوصلها إلي عريسها ؟.. مَن سيهتم بزفافها بعد أمها ؟.. مَن المدعوون إلا أقارب غرباء ؟ توجه كل تركيزها على مواضيع الكتب أمامها ، جدية تامة على وجهها لم تعد تفارقه أو تلين ملامحها بابتسامة .. ونبض القلب لحياة باردة ولا يعلو إلا حين تسمع صوت باب الشقة المقابلة يفتح ويغلق ، لم يحاول زايد الحديث معها منذ ذلك اليوم .. وهى لن تتنازل عن كرامتها يوما تتوقف عند صورة للأهرامات المصرية تمر بأصابعها عليها ونفس الشعور يراودها مؤخراً فرعونية مصرية تحيا في زمن عتيق في مقابر لا هيروغليفية على جدرانها تلقي نظرة على الشارع تنتبه لوصول زايد ثم جلوسه بمقهى الحي وهو يتلفت حوله بريبة ! مع كل قراراتها الحاسمة لكن ما زال له ذاك الحنان في قلبها .. أمومتها لم تعرف سواه ابناً تخفض رأسها حتى لا يراها وتبدأ كتابة المحاضرة تقنع نفسها بعدم الاهتمام بعد دقائق شعرت بحركة غريبة في الشارع فوقفت ترى ما يحدث رجال يدخلون الشارع فوقف زايد يتجه للجهة الأخرى ليصطدم بأحدهم وخلفه عدة رجال يتحدثون بصوت منخفض على وجوههم أمارات غضب فجأة علت الأصوات وأحدهم يدفع زايد هاتفا بلهجة خليجية " سنجلبهم لو كانوا بباطن الأرض " يدفعه زايد بقوة لتتشابك الأيدي وتعلو الأصوات ويتجمهر الناس للفض بينهم وهم يصيحون بألفاظ بشعة أصحاب المتاجر يخرجون وأصواتهم تعلو بشهامة وحمية تراقب فجر بقلب خافق ويداها تتشبث بسور الشرفة والخوف عليه يطيح بأي منطق يصلون لزايد وهو يضربهم بعنف ورجال المقهى يحاولون صد الغرباء عن ابن الحاج مندور الذي يعرفونه منذ زمن حتى مات ودفنوه بأيديهم .. لكن كثرة تغلب شجاعة في لمحة خاطفة أخرج أحدهم سكيناً ليطعن زايد بجانبه ثم يفروا هاربين وآخر يتوعده بوحشية " هذه لن تقتلك .. ستعيش لأننا نريدك حياً المرة القادمة " تراخى جسد زايد ليقع أرضاً والدم ينزف بالشارع ورأسه يرتطم بالرصيف وعيناه تبصر الشرفات ضبابية .. كان اتجاهها شرفة واحدة حيث تقف الفرعونية .. عيناه تناديها قبل أن تنغلق فاقدا وعيه .. وهى بالأعلى .. مقامها يدنو لأجله ، لا كبرياء اليوم أيها الفجر الحزين .. مكتوبك ترى دماء أحبابك بالشوارع على الجبين .. طعنة بجانبه هو شطرت قلبها هى .. سالت دموعها والأصوات الصارخة حولها بالحي تتراجع ، وجسده يغيب في سيارة ما .. آخذا روحها معه. توقفت السيارة السوداء أمام البناية القديمة لينزل السائق الخاص ويفتح الباب للسيدة .. السيدة صدفة ! نزلت صدفة تنزع نظارتها الشمسية وهى ترى كل شيء حولها بنظرة مختلفة ، رفعها تمر الملوك لرتبة ملكة ! دخلت البناية تصعد الدرج حتى السطح تطرق باب أبيها ، وبعد ثوان فتح المهدي بابه وتسمر متفاجئا ينظر إلي ابنته من حذائها الأسود العالي ثم حلتها السوداء بأزرارها الذهبية اللامعة .. معصمها وياقتها من الفراء ، حقيبتها الجلدية الفاخرة ، وبعنقها عقد ذهبي ملتفاً كثعبان لم يعرف منها إلا وجهها الرقيق المحاط بوشاح من الأبيض والأسود ناعما مثل ابتسامتها .. خطت صدفة للداخل تعانقه تشم طيب رائحته وصوتها يضعف " اشتقت إليك أبي .. غبت أسبوعا واحدا لكن غضبك مني جعل كل يوم بسنة " أحاطها المهدي بذراعيه يربت على ظهرها يرد " أنا لست غاضبا منكِ صدفة .. أنا خائف عليكِ " ظلت في حضن أبيها تهدأ روحها من صخب الغيرة حتى سمعت صوت السائق خارج الشقة " سيدة صدفة " نظرت إليه حيث يحمل ثلاثة صناديق كرتونية فوق بعضها فأشارت إليه بالقول " ضعها هنا .. شكرا لك " وضعها الرجل وغادر والمهدي يقف متعجبا من حال ابنته الآمرة ثم سأل متجهما " ما كل هذا ؟!.. ألم أقل لكِ لا أريد شيئا من ماله حين تركتِ لي مالا من مهركِ ؟ " ردت صدفة بنبرة تملك قوية " مهري ملكي أبي .. افعل به ما أريد .. مجرد خروج المال من جيبه كمهر أصبح ملكاً وحقاً خالصاً للعروس شرعاً وأنت تعرف هذا .. أما هذه الصناديق فلم أحضرها أنا .. جهزها أهله حسب عاداتهم .. اسمها زَورة .. يجهزها أهل العريس لأهل العروس " بدت الصناديق تحمل من اللحوم والفاكهة والتمور فعاد ينظر إلي ملابسها الراقية وملامحها الواثقة رغم حزن عينيها ويسأل قلقا " هل أنتِ بخير حقاً صدفة كما تقولين على الهاتف دائما ؟ " اقتربت ترفع كفه تقبلها قائلة " رضيت بكل شيء منذ صغري أبي .. سأظل راضية " قلبه يرضى عنها يدعو لها خفية وهى تتبسم في وجهه العجوز ثم تتجه لغرفة جدتها وصوتها يرتفع " اشتقت لجدتي " ما إن دخلت حتى ابتعدت الممرضة لتصعد صدفة سريرها تعانقها .. تقبل كل جزء من وجهها المنير وعيناها تدمعان رغما عنها تكرر بلا توقف " يا حبيبتي اشتقت إليكِ " تئن نجية بترحاب تحرك شفتيها بابتسامة ضعيفة وصدفة تمسك بوجهها تراه ضاحكة ثم تسأل " كيف حالها إيمان ؟ " ردت الممرضة وهى تجلب الكرسي المتحرك جوار السرير " أنرتِ البيت سيدة صدفة .. جدتكِ بأحسن حال .. الأدوية في مواعيدها ويداها أصبحت تتحرك بصورة أفضل " تتمسك صدفة بيدي جدتها تشعر حركة أصابعها ثم تشير لإيمان بالقول " الحمد لله .. شكرا لكِ .. تفضلي أنتِ لترتاحي بقية اليوم .. أنا سأظل هنا حتى تنام " دخل المهدي الغرفة بعد رحيل الممرضة يتبادل النظرات مع أمه ثم إليها فتحرك نجية أصابعها كأنها تسألها عن حالها لترد صدفة ساخرة " أنا بخير .. كل شيء يقول اني بخير .. نمت على الحرير ولبست الذهب وأكلت تمر الملوك ! " نهضت جوار السرير ترى أدوية جدتها ثم تخرج من حقيبتها علب أدوية جديدة ترصها وتسمع صوت أبيها " كل بيعة لها ثمنها صدفة " قبضت على زجاجة صغيرة أغلى الأدوية ثم التفتت له تقول " وأنا راضية بدفع الثمن .. المهم .. ستأتيان معي لشقتي .. لم يعد هناك داعٍ للبقاء هنا " يرى المهدي ما تفعل ولا يملك رفض الدواء مهما رفضت كرامته ويرد عليها " تريدين أن أترك بيتي لأسكن في بيته ! " أخفضت عينيها شاعرة بالمهانة وهى تقول بحرج " عماد .. لن يأتي إليّ إلا يومين بالأسبوع أبي " يهز رأسه بأسف فعلتها يقول غاضبا " ولو ساعة واحدة لن يحدث .. وحتى لو تزوجتِ غيره .. كيف تريدين أن أسكن بيت زوج ابنتي لينفق عليّ كأني عاجز .. هل فقدتِ عقلكِ ؟! " استدارت إليه تهادنه برفق " سآخذ جدتي فقط إذاً لأرعاها " لوح المهدي بسبابته يرد بنفس الغضب " تلك الممرضة ترعاها أكرمها الله .. ولعلمكِ .. أنا اتفقت معها اني سادفع لها أجرها .. زوجكِ لن يدفع لي قرشاً وساسدد له مال إيصالات الأمانة " علميا وعمليا كل شيء في حياتهم تقريبا الآن من مال عماد !! لقد سمعته يتحدث مع إيمان على هاتفه بصوت منخفض ، يخبرها أن توافق على ما يقوله المهدي وتأخذ منه مبلغا ضئيلا وهو سيدفع الباقي ظلت صامتة مخفضة عينيها أمامه حتى خرج فتنظر لجدتها تتساءل " ألا تريدين المجئ معي جدتي ؟ " تشير نجية باصبعها بأن بيتها أولى بها فتزفر صدفة باختناق قائلة " سأظل في كل تلك الشقة الواسعة وحدي .. في البرج ! " تلاحظ حركة يد جدتها على السرير مع حركة شفتيها بإشارة انها فعلت هذا بنفسها فتهز رأسها تفهم ثم تتجه للنافذة تنظر للشارع البسيط وتقول " اليوم هو عند .. زوجته الثانية .. اخبرني أن لديها طفلا صغيرا اسمه يحيى .. حالما وصلنا ذهب ليراه " نار تشعل قلبها ثم تتوزع منه الدماء منصهرة لباقي جسدها حتى أناملها .. تطالعها كأنها ستذوب من شدة الألم الذي تجربه .. كان أهون وهو بعيد ، اليوم ملكها وفي حضن غيرها .. اليوم الاحتراق فعلا لا شعور. لا تصدق إيزارا انها أطاعته واستسلمت ، تسرق من الدنيا يوماً حرة .. كما حررت شعرها الأسود وارتدت لوناً عسلياً يقارب الذهب ، تألقت في عيني نفسها فتألقت في عينيه يدها بيده تسير بشارع المعز مبهورة حرفياً بكل خطوة على الأرض الحجرية ، على جانبيه الآثار الاسلامية وتحتفظ الأبنية المعمارية بشكلها كما بنيت ويوضح لها بصوته الرائق " هذا الشارع من أحب الشوارع إلي قلبي وهو قلب القاهرة .. كلما أخذتني الحياة في دوامتها احضر إلي هنا .. أجلس فقط وأشاهد الناس وانسى كل شيء .. هذا هو جمال شارع المعز .. عراقته وطبيعته .. أكبر متحف مفتوح للآثار الاسلامية في العالم .. وهو من أقدم شوارع العالم .. أطلق عليه من قبل الشارع الأعظم وشارع قصبة القاهرة ثم سمي نسبة للخليفة الفاطمي المعز لدين الله .. لكن آثاره من كل العصور التي مرت بمصر .. لن اسردها لكِ قولاً لكن سترينها .. تسعة وعشرون أثراً مباشراً غير المطل على الشارع من اتجاهاته الأربع .. نحن دخلنا الشارع من باب الفتوح .. وتصميمه كبوابة على جانبيها برجين يناسب غرضه العسكري لأن الجيوش كانت تخرج منه للحروب " تستمع إلي صوته المعبر وعيناها على النقوش المميزة لكل مبنى ، تناسق مذهل بين الزخارف والألوان رغم اختلاف وقت البناء من عصر إلي عصر .. إلا أن شعورها انها في لوحة لفنان واحد كان طاغياً ، لوحة ذهبية من تاريخ يتابع شهاب وهو يشير لها بيده الأخرى عما يتحدث " سنمر على مسجد الحاكم بأمر الله ومسجد الأقمر وأربعة مساجد غيرهما وأنتِ حضرتِ تلك الندوة عن المساجد .. هنا مسجد وكُتّاب سليمان آغا السلحدار .. وعدة كتاتيب ما زالت موجودة ومرممة على حالتها الأصلية .. وكذلك الأسبلة والمدارس والقصور والزوايا .. هذا قصر الأمير بشتاك ساخبركِ عنه في طريقنا .. وبالجهة المقابلة حمام إينال من العصر العثماني عمره سبعمائة سنة تقريبا .. والحمامات الشعبية في تلك العصور كانت اشبه بالنوادي الآن .. وهذا مجمع المنصور قلاوون المكون من مدرسة وضريح وبيمارستان للعلاج حسب ما كانوا يسمون المستشفيات وقتها بتلك الكلمة الفارسية .. وسنخرج من الشارع من باب زويلة الشهير بسبب تعليق رؤوس رجال هولاكو عليه " يشير هنا وهناك ثم يتعمق في إحساسه بروعة وغنى المكان قائلا " ساحاول أن ندخل معظم هذه الأماكن اليوم .. وكما ترين المتاجر فيه لها طابع مميز يشعرك أنها بحالتها منذ ألف عام تقريبا .. كما تجدين الترتيب الدقيق فيها .. أي سنجد أولا متاجر النحاسين ثم الفضة ثم الذهب .. ترتيب مقصود .. بل هناك أيضا شيء فريد .. لا يوجد فراغ واحد تنظر العين إليه إلا وتجد مئذنة أو قبة أو جدار أثري .. لا يوجد شارع بالعالم به هذا الثراء الحضاري .. شارع كآلة زمن ينقلكِ لزمن الملوك " عيناها تدور بكل اتجاه وتدقق في التفاصيل قائلة " أحب وصفك للمكان " يراقبها ويميز عينها التاريخية في نظرتها للأماكن كدارسة للتاريخ فيقول مبتسماً " صفي لي بلدكِ إذاً " التفت رأسها إليه فاومأ يحثها يعطي لها مساحتها حتى قالت بحنين " كل بلد في عين أصحابه هو الأفضل .. زنجبار عندي جزيرة الأحلام .. يطلقون عليها بستان إفريقيا وجزيرة القرنفل .. حين غادرتها كان الإحصاء أربعة ملايين شجرة قرنقل بها " أصدر شهاب صوتاً متعجباً فتتابع بفخر " نعم .. اسمها له أصل فارسي يعني بر الزنج .. واطلق العرب عليها ( زين ذا البر ) لجمالها الطبيعي .. سكانها من كل مكان .. كنا نعيش في سلام لكن كل فرد له انتماء لقبيلته " يغازلها ولا يصدق شرارات رذاذها الذهبي داخله " صدق العرب إيزارا .. ويا زين بنات ذا البر ! " تخفض عينيها خجلا ويده تعطيها أمانا وإحساساً انها إنسانة لها حق الحياة والحب بعكس نظرة الجميع هنا فتبتسم بالقول " اكمل كلامك عن القاهرة " تنهد شهاب ناظراً إليها ، إلي شعرها الناعم حول وجهها الأسمر .. أسمر ببريق الذهب وشفاه بنكهة البرونز .. يا زين بنات ذا البر ! يميل رأسها بتساؤل فتتفاجأ بقوله " القاهرة تعني الطعام إيزارا وأنا جائع " ضحكت بعجب لتظل تلك الابتسامة على شفتيها .. الابتسامة التي رآها يوماً وهى تواسيه أجمل ابتسامة بحياته ارتاحت أكثر عن تحفظها المعتاد لتهمس " وأنا أيضاً ! " ابتسم لعينيها وعاد يسير وهو يخبرها بتفاصيل شارع المعز التي لا تنتهي ، دخلا معظم الأبنية ورأت دقة فن العمارة من كل مكان ، حيث بُنِي كل ذلك في عصور التنوير بينما كان الغرب غارقاً في عصور الظلام .. قبل أن ينقلب الأمر !.. للأسف !! بعد وقت طويل كانا في أحد المطاعم أمامهما وجبة دسمة من أصل الطعام المصري .. يأكل شهاب بضمير يستمتع بلسعة الفلفل الحار قائلا " لا مكان ينافس المطاعم الشعبية في مصر " طالعت إيزارا وجهه الأحمر بسبب طعامه الحراق فتضحك وهى تأكل بتلذذ ثم تقول بحروف عربية متراقصة اكثر بسعادتها اليوم " ليتك اخبرتني أن كل تلك الجولة لأنك جائع وتريد طعاما حارا .. كنت أعددته لك بالمنزل ووفرنا كل ذلك " يرد شهاب وهو لا يتوقف عن الأكل " أنا جائع !.. كنت امزح معكِ !!.. لقد جئنا إلي هنا لاحكي لكِ جزء من تاريخ القاهرة .. أي أن الطعام من صميم رحلتنا ! " تابعت طعامها بلا تصديق قائلة بابتسامة " تفضل .. اسمعك سيد شهاب " نفخ نفساً حاراً بالفلفل متذمرا " قلنا شهاب .. شهاب فقط ونحن وحدنا " تخفت ابتسامتها قليلا بشجن .. لقد بدأت تشتاق لهذه اللحظات ، ستفتقده حين يفيق من وهمه بها .. السمراء الفاتنة الغريبة عن أرضه تعلم .. ولا تملك إلا أن تحظى بهذا الوقت تذكارا مصريا لن يُنسَى تهز رأسها صامتة تنتظره فقال بنبرته الجادة " القاهرة هى مدينة الألف مئذنة لكثرة مساجدها .. يسكنها أكثر من ربع سكان مصر .. بالأساس هذه المنطقة كان فيها مدينة ممفيس بالعصر الفرعوني وبعد هدمها شيدت بابليون في العصر الروماني .. وكانت الاسكندرية هى عاصمة مصر أيام الرومان .. وحين تم الفتح الاسلامي وجد عمرو بن العاص أن بقاء الاسكندرية كعاصمة سيجعل البلد معرضا لخطر الغزو من جهة البحر .. فقرر بناء مدينة الفسطاط بهذه المنطقة على أن تكون داخلها بابليون كحصن .. ثم دخل العباسيون مصر وأقاموا بجوار الفسطاط مدينة العسكر .. وبعدها أسس أحمد بن طولون مدينة القطائع جوارها .. ثم دخل الفاطميون ليرسل المعز لدين الله قائده جوهر الصقلي ليؤسس له القاهرة بجوارهم .. ويقول المؤرخون أن اسمها نسبة لاقتراب كوكب المريخ من الأرض وقتها .. لأنهم كان يسمون المريخ بالنجم القاهر فقال أحد علماء الفاطميين لعلها تكون القاهرة " استمعت إليه باهتمام وهو ينهى هذا الجزء قائلا " أي أن كل عصر بنى مدينته بهذه المنطقة .. وفي عهد صلاح الدين الأيوبي أصبحت المدن المتفرقة مدينة للجميع .. أصبحت كلها القاهرة .. وازدهرت في كل شيء .. تجارة وصناعة وفن .. وبنى صلاح الدين قلعته أو ما عرفت بقلعة الجبل على أعلى مكان بها لتكون منيعة وقت الحروب فصار لها إطلالة على كل معالم القاهرة .. وبها مساجد ومتاحف وبئر يوسف .. وكانت القلعة مقر الحكم حتى نقله الخديوي اسماعيل إلي قصر عابدين " شردت منه وهو يحكي ، تخيلت حكايات خاصة بهما ، وأماكن يظهرا فيها بصفة معلنة .. نهض شهاب فنهضت معه باستسلام وهو يواصل حديثه .. القاهرة بين الاجواء الشعبية وعبق التراث .. الحياة الليلية التي لا تنتهي متعتها .. وتاريخ الشعب المدون بالجدران في تنوع حضاري مذهل لبلد واحد .. فرعوني ويوناني وروماني وقبطي واسلامي .. ونهر النيل في الليل النجمي ، مهما كان البحر ساحرا سيظل النيل أكثر سحرا ، لكن باعتيادية وجوده أهمله الناس وأصبح مجرد مياه تستقل معه السيارة يدخل من طريق ملتف قائلا " نحن في الطريق إلي المتحف المصري وساحدثكِ عنه حينما نصل .. ورغم وجوده بمحافظة الجيزة لكننا دائما ما نربط معالم القاهرة والجيزة خاصة الأهرامات .. أريد أيضا أن نرى قصر البارون قبل أن تغيب الشمس لاخبركِ عن حكاياته الأسطورية .. وسنتناول العشاء في مطعم برج القاهرة الدوار " التفتت إليه مأخوذة بصوته تكرر " دوار ! " ابتسم شهاب ينظر إليها بحدس رجولته يشعر تأثرها به هو لا بما يحكي ، يروق له الأمر يتابع الطريق وخياله يسرح منه بجمالها قائلا " برج القاهرة بني في عهد جمال عبد الناصر على شكل زهرة لوتس .. أعلى من الهرم الأكبر بحوالي أربعين متراً لتري القاهرة كلها .. وهناك مطعم بقمته على منصة دوارة ليرى الجالسون القاهرة من كل زاوية .. يدور ببطء فتأخذ الدورة الواحدة ساعة تقريبا " تنظر إيزارا للشوارع حيث يشير مواصلا " في الطريق سنمر من ميدان التحرير .. الأكبر والأشهر في القاهرة .. كان اسمه ميدان الاسماعيلية منسوبا للخديوي اسماعيل .. ثم أصبح ميدان التحرير لأن معظم ثورات مصر كانت بذلك الميدان .. الجميل في القاهرة أن كل شارع ستجدين له حكاية .. لو مررنا من الميدان إلي شارع قصر النيل سترين كوبري قصر النيل بتماثيل الأسود التاريخية .. واسمه بسبب القصر الذي بناه محمد علي لابنته الأميرة .. وفيه كانت أم كلثوم تغني على مسرح سينما قصر النيل .. وبعده سنرى الأوبرا .. وهى أول دار أوبرا في إفريقيا والشرق الأوسط منذ عهد الخديوي اسماعيل ورغم احتراقها وإعادة بنائها لكن تظل الأولى .. وتصاميم الشوارع وقتها كانت أجمل من باريس وروما .. المشكلة في أيدي البشر لا تترك شيئا بحالته ! " اومأت برأسها إيجاباً وأفكارها تتفتح مثله تعود لأيام دراستها تقول باهتمام " حين جئت إلي مصر أقمت بالقرب من الكنيسة المعلقة .. كنت أتعجب جمال تلك المنطقة .. مجمع كنائس بقربهم مسجد عمرو بن العاص وبقربهم معبد بن عزرا اليهودي .. الناس تتحرك بتسامح وكل فرد في حاله له صلاته .. كنت أحاول معرفة شكل الحياة في مصر .. هناك تسامح أديان حقيقي موجود .. هناك أمل وطيبة وخير .. لكن المشكلة في الثبات على شيء واحد .. لا يوجد تغيير دوري يجعل البلد يواكب تطور العالم " توقف شهاب عند إشارة مرورية يستمع إليها ثم رد " صحيح .. ولو رأيتِ الكنائس من الداخل كان ليبهركِ فنها المعماري .. وكذلك معبد بن عزرا أو ما يسمى جينيزا القاهرة نسبة لاسم وثائق وجدت به .. سوف تجدين معالمه في مكانها .. المنبر في المنتصف وهيكل اتجاه الصلاة مزخرف بالأرابيسك واللؤلؤ وعليه الوصايا العشرة باللغة العبرية " بعد وقت طال وجولة مذهلة حل المساء .. أخذت من اليوم مجرد ذكريات ، وهنا أخر ذكرى خان الخليلي .. أجمل أسواق الشرق .. الحي الباقي على حاله منذ عهد المماليك وحتى اليوم .. أكثر من ستمائة عاماً وسيظل دخل شهاب أحد المحلات ثم خرج بيده سواراً يتدلى منه أشكال هرمية وفرعونية لفه حول معصمها فيتلقى ذهولها به قائلا بابتسامة " هذا السوار ذكرى مني إيزارا " تبتسم تلامس السوار وتقول سعيدة " أحببته شهاب " رفع يدها إلي فمه يقبل باطنها وهو يهمس لعينيها بالقبول " لقد قلتِ شهاب ! " تتسع ابتسامتها تتابع سيرها ترى التحف والمنحوتات والمشغولات اليدوية .. خان الخليلي .. حي مضاء بالسحر الشرقي .. فوقها الثريات يلمع فيها اللؤلؤ وجوارها عقود ذهبية من التاريخ تمر من أمام مقهى الفيشاوي ملتقى سيد درويش وحافظ ابراهيم ونجيب محفوظ وأدباء وفنانين مصر .. مقهى عمره أكثر من مائتي وخمسين عاماً .. فأي سحر فيكِ يا مصر ؟!. تصب صدفة الشاي لنفسها وهى شاردة تماما ، أنهت حمامها ولفت شعرها بمنشفة وخرجت للبهو الواسع .. شقة لا نهاية لها .. برج عالٍ وصمت مريب ، لولا حبها للهدوء والانعزال لأصابها الجنون بعد عدة أيام وحيدة .. لكنها على موعد مع اكتئاب حاد يقترب ! امتلأ الكوب وخرج الماء الساخن منه على الرخام وشعرت بقطراته تتساقط تلسع قدميها فأجفلتها .. جففته سريعا وأنقصت من الكوب ثم أخذته لتجلس على أريكة وردية أنيقة بمنتصف البهو عيناها يوميا تمر على كل شيء بالشقة لتتعود عليها .. فخمة راقية بنظام أمريكي حديث ، والمكان بالأسفل حكاية أخرى .. مجمع سكني لصفوة المجتمع !.. الكريمة على وجه الحلوى ! ظنت أن الأمر سينتهي هكذا ، لكن شكوى القلوب لا تخضع مثلها للأبراج العالية رسالة أخرى على هاتفها تقرأها ( هل تريدين أن أحضر شيئا ؟ ) هل هو قادم ؟!.. اليوم يومها هى !.. لقد اخبرها نعم وتناست ! التجاهل هو ما تجيده هذه الأيام ، حتى روحها تتجاهلها لتعيش نافرة من كل شيء مرت الدقائق وهى تشرب الشاي ولا تسمع صوتاً واحداً .. صمت صمت صمت ببطء نزعت المنشفة لتبدأ تمشيط شعرها بملامحها الفارغة الهدوء يجعلها بطيئة في كل شيء ، كأن العالم حولها توقف والصورة أصبحت بالتصوير البطئ فيتراخى جسدها ليلاً .. ليلاً طويلا تنام وتستيقظ ولا ينتهي صوت باب الشقة يُفتَح ويُغلَق جعل تلك الصورة تتسارع .. قلبها يتسارع .. حركة يدها تتسارع حتى رأت خطوات عماد قريباً ثم توقف ناظراً إليها .. فتوقفت حركة يدها رفعت عينيها السماوية لوجهه وارتج ذلك العالم المتوقف وهو يقترب أكثر يوقفها من ذراعيها فتسري لمسته بسائر جسدها ويضمها لصدره يضمها كنهاية بدايتها عتمة .. حياة تخاف الموت وتريده فقط بين أنفاسها تأوه يصدر من بين شفتيه أرجف كيانها " آآآآه .. أخيراً " يغمر يده بخصلات شعرها الرطبة يشم رائحتها يقبل عنقها وهى في حضنه ساكنة تتلقى عشقه وتخاف إعلان الاشتياق أبعدها عماد ينظر لنور وجهها ثم يمر بأصابعه على ملامحها ليبتسم ويسأل عاتبا " لماذا لا تردين على هاتفكِ .. وما تلك الإشارات السخيفة التي تردين بها على رسائلي ؟! " للحظات ظلت على صمتها المعتاد منذ أيام ، هل نست الكلام ؟!.. منذ مدت إجازتها من العمل لا تتحدث مع أحد أبعدت يده وروحها تتمرد على الصمت تتعمد أن تؤذيه " لا أريد سماع صوتك .. هل تريحك هذه الإجابة ؟ " تراجعت ابتسامته يمسك بذقنها يلمس شفتيها قائلا بذلك السلطان فيه " لا يهم .. المهم أنا اسمع صوتكِ ! " رسالة كل ساعة أو أقل حتى صدقت انه لا يفكر بسواها ، وكل رسالة تحمل رسالة .. أتذكركِ نهارا في عمله وليلاً في بيوت لا تعرفها لكن سكانها جارحين ومجروحة هى ، قلبها عالق في منتصف كل شيء .. لا تعرف حلاً لكنها تدرك أنها تتألم بشدة .. هنا بالقلب نزيف وداع لا هوية له جلست مكانها تتابع ما تفعل وقبل أن تمتد يدها لشعرها وجدته يجلس جوارها يأخذ المشط ويمشط شعرها متسائلا " لماذا لم تحضري جدتكِ ؟ " استسلمت لانسياب يده ترد بصوت خافت " كلاهما رفضا المجئ معي " لن تدرك الألم والتمزق به وهو يراها منطفئة هكذا بسببه ، هى التي كانت تتوعد وتهدد توقف يلامس شعرها الطويل على يده ويسألها " هل اعتدتِ المكان ؟ " نظراتها تلقائيا اتجهت للشرفة وقالت " اعتاده .. أشاهد الناس من شرفة الطابق العشرين .. كل شيء صغير .. الدنيا كلها صغيرة لا تستحق .. ومع ذلك كل شيء يلمع ويجذب ويغير في أنفسنا للأسوأ " أخذ عماد نفسا طويلا وذلك الألم يزحف داخله ينتشر قاتلا انتصارات فرحته وهى تنجح في إيذائه .. ألمها ألمه وأذاها أذاه يديرها من كتفيها تواجهه قائلا " هذا الشعور بسبب التغيير والانتقال صدفة .. حين تعتادين حياتكِ هنا سيصبح كل شيء عادياً " تنظر لعينيه السوداء باتهامات لا تحصى تتساءل " ساتغير للأسوأ أليس كذلك ؟ " يداه تضغط على كتفيها بلا وعي تتوجع عظامها وهو يحتاج ذلك الشعور اللا نهائي بها قائلا بصدق " لا يمكن .. النور الذي بداخلكِ لن ينطفئ قدر .. ستظل الأمواج ثائرة تغسل أي شيء قد يشوبها .. وستظل أميرة الأمواج تعاقبني بكل عناد وكبرياء كما كانت " لن تصدق بعد اليوم ، منذ عادت إليه وهى بين الحاضر الواقع والماضي الكاذب وتحمله ذنب ما ضاع منها " لماذا اشعر اني أضعف وأخضع وأتنازل إذاً ؟ " لا يفقه إلا ما قاله يوماً .. كل موت معها حياة رغم عجزه عن إسعادها إلا أن وجودها بحياته يكفيه ويعترف " لاني السبب صدفة " أنزلت ستار جفنيها فأنزل يديه بإحباط ونهض متجها إلي غرفة نومه ، غاب لدقائق ثم عاد يجلس جوارها يتأملها من جديد في ثوبها الأبيض وجدته يضع مالا على الطاولة أمامها ويتنهد قائلا " مؤخركِ صدفة " هوى قلبها .. تبعه جسدها يهوي في ظلام وتسمع صراخاً جعلها لا تسمع صوتها الهامس " لماذا ؟ " استند عماد بمرفقيه على ركبتيه منحنيا يقول بأسف " أنتِ لا تريدين الحياة معي !.. فلنفترق إذاً ! " كيف يشعر الإنسان انه يسقط في مكانه ؟! عيناها الزرقاء على وجهه سماءً من غيوم خوف ظلت بنفس الحالة لا تستوعب فأحاط بيده جانب عنقها يضحك قائلا " يا مجنونة !.. هل تظنين اني قد أترككِ يوما ؟!.. ورب الكون لو وضعوا السكين على رقبتي ما فعلت " تسللت الحروف بين خلايا عقلها تطمئنها فتسأل " لماذا تعطيني المؤخر إذاً ؟ " ترى التشتت في عينيه المهمومتين بأثقال ظهره مجيبا " لانه دَين في رقبتي لكِ .. بقية مهركِ .. المهر هو مجموع المقدم والمؤخر صدفة .. لذلك حين يموت الزوج يجب أن تأخذ الزوجة مؤخرها أولا من الإرث قبل تقسيمه على الورثة لانه دَين ككل الديون التي تُسَدد أولا قبل التقسيم .. ووضعي أنا يجعلني أخاف عليكِ إذا حدث لي شيء .. لذلك اسدده لكِ الآن " نظرت إلي المال تلقي حروفا تائهة " وهل ... " صمتها مفهوماً له أجابه عادلا " نعم .. كل واحدة أخذت مهرها كاملا .. أنا اعرف ديني صدفة " هو الذي لم يكن مفهوما لها ، شعورها انها تنتهي قبل أن تبدأ يشوش الأمور .. والألم ينتهز أقل الفرص ليقتات من روحها تمنت الموت قبلا وكل مرة تتمناه كخلاص أخير والحب يتماوج على ذلك الألم يطفو ويغرق تنظر إليه تود إنفاق كل هذا المال لتستعيد لحظة قبل معرفة الحقيقة تقولها " إذا حدث لك شيء لن أحتاج للمال " فقط لحظة واحدة تعبر فيها عن مشاعرها قائلة " لاني سأموت " ابتسم عماد وذراعه تحيط خصرها يقربها إليه وشفتاه تتحرك على خدها " منذ وقت طويل لم اسمع منكِ أحبك قدر " دمعة في مجراها على وجنتها تسيل تقول موجوعة " نعم أحبك .. أحبك كثيرا .. حاولت إبعادك ولم يحدث .. سافرت وابتعدت أنا ولم يفد .. واكره ذلك .. اكره أن الأمر صعب .. اكره أن بإمكانك أن تؤذيني بهذا الحب " بين قلبه وقلبها نبضات تتلاقى كنصفان يكتملان يتذوق دموعها بشفتيه هامسا " لن اؤذيكِ يوماً إلا رغماً عني صدفة " في أمواج عينيها يرى العمر حراً يصف إحساسه بدقة مذهلة " لن تتخيلي مشاعري حين اقترب منكِ .. أريد أن اشرب من عينيكِ " يقبل جفنيها قبلات متتالية ناعمة يشرب ويشرب ويتذكر " هل تذكرين .. سألتني عن عينيها قلت موجةَ بحر .. حسنٌ في الهوى أبدعه رب الأكوان " ذكرى أجمل من أن تنساها فتهمس مثل ذلك اليوم " تابع " كان يريد متابعتها في حضنها والليلة أجابها " هل يمكنني أن أتابعها بين شفتيكِ ؟ " وبين شفتيها قصائد أخرى تتلى ، أبيات شعر من غزل .. وجمل نثرية من بحور الهوى .. ولا وصف لحروف انتظرت سنين في عطش فجأة ابتعدت تمسح شفتيها بقوة فيسأل قلقا " ما بكِ ؟ " يسمع أنفاسها هائجة مرتجفة لتنظر إليه نظرة ما رآها منها يوماً تسأل " أين كنت بالأمس ؟ " أجفل عماد فظل ثابتاً وشيء أكبر من الغيرة يُرسَم بملامحها وهى تجيب بنفسها " حين عدنا ذهبت إلي زوجتك الثانية لترى ابنها .. إذاً بالأمس كنت عند الثالثة " يزدرد ريقه يحتويها بهدوء " صدفة .. أنا لم ... " لم تعطه فرصة نفي أو شرح فقط نهضت مبتعدة تنظر إليه بحقد غير طبيعي لتقول بنفور " لا .. لن استطيع حتى لو حاولت .. جد حلاً .. بدل الأيام .. اجعل بيني وبينها أي رقم من أرقامك .. لكن لن تلمسها بالأمس وتلمسني أنا اليوم .. لن احتمل " استدارت تتجه لإحدى الغرف تصفق بابها ويسمع مفتاحها ينغلق وجهها لا يغيب عن عينيه بذلك النفور ، لقد رغبت أن تؤذيه ولم يمنعها حبها هذه المرة. انتهى صور الأماكن التي تم ذكرها بالقاهرة في المشاركة التالية | |||||||
02-02-21, 12:28 AM | #1614 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| القاهرة مدينة الالف مئذنة شارع المعز مسجد وكتاب سليمان اغا السلحدار باب الفتوح مسجد الحاكم بأمر الله مسجد الاقمر قصر الامير بشتاك حمام اينال مجمع السلطان قلاوون باب زويلة حصن بابليون قلعة صلاح الدين برج القاهرة ميدان التحرير كوبري قصر النيل دار الاوبرا المصرية الكنيسة المعلقة مسجد عمرو بن العاص معبد بن عزرا خان الخليلي مقهى الفيشاوي | |||||||
02-02-21, 12:29 AM | #1615 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 126 ( الأعضاء 42 والزوار 84) sandynor*, asaraaa, hadeer22, Randa Nasry, As.S, سندس123, عماد فايز, ام زياد محمود+, Safo85, simsemah, rashid07, ورد الجناين, الق الزمرد, الصلاة نور, Just give me a reason, ليان ملاك, Kemojad, امنه ح, االمااسة, همس البدر, ام معتوق, nevoo, روعتي, Quranlover2009, قربي عمران, وفاء عبدالله, rowdym, om lnmm, إسراء عبد, عاشقة الحرف, Hendalaa, temoony, samam1, rouba980, princess of romance, ريم الحمدان, Jinan_awad, farah mum, سوووما العسولة, NJN, غاليةياية | |||||||
02-02-21, 01:27 AM | #1616 | |||||||||
عضو ذهبي
| واضح ان ساره بدأت تحب محمود اتمنى رمزى مايرجعش وينكد عليها لأنه ما يستاهلها شهاب ايه حكايتك بالضبط مع ايزارا عماد عمرك ما هتقدر تعدل واتمنى ماتظلم روينه تسلم ايدك يانور الاماكن جميله جدا | |||||||||
02-02-21, 01:28 AM | #1617 | |||||||||
عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 152 ( الأعضاء 50 والزوار 102) ام زياد محمود, ارقى المنى, Dndn997, rere87, سوسو عبدالرحمن, ركونه, dorra24, remokoko, Um-ali, Rasha kazem, نوره صانع, رندا رضا, rouba980, hafodha, Kimso, lollahm2008, ميمو٧٧, ليان ملاك, سويتي شام, صبا., ريماسامى, فديت الشامة, ayaammar, امنه ح, bas bas, Suzi arar, rowdym, ام سليم المراعبه, Randa Nasry, حنان الرزقي, همس البدر, rashid07, Asmaa321, temoony, Safo85, تالا الاموره, عماد فايز, االمااسة, وفاء عبدالله, من هم, ندى الحمدان, Quranlover2009, As.S, سندس123, simsemah, ورد الجناين, الق الزمرد, الصلاة نور, Just give me a reason | |||||||||
02-02-21, 02:22 AM | #1619 | ||||
| تسلم ايديك نور كالعادة بتغيظينا ولازم تحطي لنا اسماء شركات سياحة داخلية للاسف الحاجات لها طعم تاني وانت بنفسك ماشي فيها ... كملي كملي اغاظة يمكن اتلحلح واخد بناتي وابوهم ونروح نتوه هناك .. او يمكن تضبطينا مع شهاب ياخدنا تور | ||||
02-02-21, 04:16 AM | #1620 | ||||||||
نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين
| اقتباس:
صباح سكر يا سكرة حبيبتي انا اللي بحب تعليقاتك بعد كل فصل وبنتظرها بشوق وبنفس الفضول انا نفسي غيرانة غيرة اللي حب ولا طالش ههههههههه مقدرش انكر ان عماد له جاذبية عجيبة كده وانا بكتبه اه ههههههههه كنت بتوزعي قهوة وحلويات ع حساب العريس ههههههههه اخدها وطار ع البلد بانتظارك دايما | ||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|