آخر 10 مشاركات
1 - لمسة حنان - ريبيكا سانتوس - روايات سوفنير (تم التجديد) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          16 - رقم الحظ - آن شارلتون - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          15-لا وقت للحب - سو بيترز -روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          4- الغريب الغامض - صوفى ويستون - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          8-الأرملة العاشقة (الأرملة والحب) -روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          2-الحب وقيوده - ستيفانى هوارد - روايات نتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          الحالمة أبدا ~ باتريسيا ويلسون - روايات ناتالي (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-02-21, 12:57 AM   #1651

Quranlover2009

? العضوٌ??? » 389565
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » Quranlover2009 is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوووور
بسرعة ساندي في انتظارك 💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝💝


Quranlover2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 01:14 AM   #1652

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




اعتذر للتأخير يا جميلات



البريق الثامن والعشرون


عروس البحر

وصلت فجر إلي المشفى والتردد يؤخر قدميها عن الدخول ، تسأل موظفة الاستقبال عن رقم غرفته تتمنى لو تخبرها ألا تخبرها !
في رواق أبيض طويل تسير رافضة استخدام المصعد ، تصعد درج خلف درج وجسدها يتثاقل

لكن قلبها يدق ككسر أحجار دفاعاتها وينادي .. والنداء واجب الطاعة بلا نقاش
وقفت أمام غرفته ويدها تتحرك ببطء لتطرق الباب ثم احتاجت لكل طاقتها .. لتدخل

وطاقة أخرى لتنظر لعينيه .. بين عتابها واعتذاره إشعارات تنبيه من حب غير منطوق
وبين ذنبها وذنبه جرح كلاهما أشهر تذكاره ليظل في قلب الآخر
سخر فسخرت .. لكنها فارقت وتركت

وبين يقينها انها كانت على صواب تشعر بالذنب تجاهه تقول بصوت خافت

" حمدا لله على سلامتك "

أمامها راقدا على فراش المشفى ضخما هادئا دون أطيافه المشاغبة يرد

" كنت اعرف انكِ ستأتين .. لانه واجب يا مصرية "

اتجهت إلي كرسي جوار سريره جلست بتردد تسأل

" نعم واجب !.. هل أصبحت أفضل ؟ "

يبتسم زايد وهو يتأمل الأستاذة الجامعية فخورا متسامحا يرد

" أفضل لاني رأيتكِ فجر "

لقد جرحت كرامته مباشرة ، كلامها كان صريحاً مع سبق إصرار قتل الكبرياء والرجولة .. لأول مرة تكون ممتنة لعدم مبالاته بشيء !
تأنيب ضميرها يرتفع صارخا فيها وهى تنظر لابتسامته ثم تخفض عينيها بالقول

" ألا تريد إخباري شيئا ؟.. فهمت من شجاركم انهم يبحثون عن شيء "

صمت يغمض عينيه مخفيا معها أفكاره ثم يجيب

" يظنون أن معي المخدرات التي كنت أوزعها يوم افتعلت الشجار ومثلت الموت .. يظنون اني فعلت كل ذلك لأسرقها .. كانت كمية كبيرة .. المشكلة اني تخلصت منها قبل عودتي إلي مصر "

عادت غريزة أمومتها نحوه تلح وتسأل بقلق

" والحل ؟ "

نظر زايد بعيدا يشرد في شيء ما قائلا

" ماذا يهمكِ من هذا الموضوع فجر ؟.. أنا ساتصرف "

قلبها يدق مخالفا معاييرها وقواعدها مشتاقا فتتمسك بواجهة باردة لترد

" صحيح .. لا يهمني الموضوع .. أنا سألت فقط لاننا كنا ... أصدقاء "

التفت زايد إليها ينظر لها بحرية يكسر كل معتاد وبارد وهو يقول بنبرته معها

" وكان معكِ حق في كل كلمة فجر .. لقد أدركت معنى كلامكِ متأخراً .. لكن رأيت بعيني الفرق "

كأنه ما غضب منها يوما ولم يفترقا للحظة كل شيء يتلاحم مجددا قائلا

" بالخارج لم يقترب مني أحد وأنا ملقى على الرصيف جوار القمامة مضروباً والدم يغطي وجهي .. لا يد امتدت لتساعدني "

عيناها لها نظرة تشرق فيها شمس مصر على جمال أنثى من دفء وطن
نظرة رحبة لتكون له الوطن والمأوى وهو يوضح

" لكن هنا .. ألف يد امتدت إليّ .. حملوني من الشارع وأوقفوا النزيف حتى وصلنا إلي المشفى .. مَن يعرفني ومَن لا يعرفني .. الجميع ساعدني دون أن يهتم أحد إن كنت على حق أم باطل "

إحساسها بنجاح حققته يجعلها تحلق مع ألوان حريته الفوضوية .. رجل بلا عتاب الحياة عنده لا تساوي إلا لحظة
علا القلب نبضاً وهى تنظر إليه بدهشة وتسمع صوته

" لقد فهمت فجر .. رغم أي سلبيات ومشاكل نراها لكن مصر بخير .. وروح شعبها الحقيقية المساعدة موجودة .. لقد نسيت أنها روح أبي وجدي .. روح أمي الطيبة رحمها الله "

ابتسمت بلا تصديق كأنه عداها بتلك الحالة المتصالحة معه لترد

" هى روح كل أب وكل أم .. لكننا لا نشعر بها إلا حين نوضع في مواقف فنراها بأعيننا .. لست وحدك مَن نسيت .. الجميع نسى .. لكن بين النسيان نتذكر انها الحضن الحقيقي .. لا غربة بها نفس الدفء .. ولا شيء يعوض موطنك الأصلي .. عليك فقط إدراك أن لك مكاناً بها لكنك لم تجده بعد .. ابحث .. ابحث وستجد ذاتك فيها "

مد يده يطلب يدها ويعدها

" اعدكِ فجر .. لن أقلل أو اسخر من شيء تفعلينه بعد اليوم .. فقط سامحيني "

يغمز لها بشقاوته المحببة مضيفا

" وسابحث ! "

نظرت فجر ليده الفارغة كحياته ثم وضعت يدها بها .. عهد بنجاح جديد ستسعى إليه.





بعد شهر


تجلس ألماسة بسريرها لا تفعل شيئا إلا تفكير طويل يخطف النوم من عينيها ، مشاعرها حادة متقلبة لا تفهمها ، لم تذهب لعملها هذا الشهر .. منهكة ولم تشعر بهذا التعب منذ سجن أكرم

هاتفها في يدها تشاهد صورها مع ماهر ، كان حريصا على التقاط الذكريات كأنه شعر بالرحيل .. صورة بالشركة وصورة بمطعم وصور حفل الخطبة .. تبتسم شفتاها والدموع تسيل على وجهها أمام صورة أبسط .. صورة أمام عربة عم خليل وهما يتناولان الإفطار يوماً
ماهر الطيب .. ماهر الشهم .. المطمئن الهادئ المبتسم الداعم

وكل تلك الصور تتشوش بكلمات .. صراخ وعنف وحطام جبال وصفير رياح ..

وألم .. ألم يجتاح جسدها فتسقط بأحلامها .. سقوطاً يتلقاه صدر واحد لا غير.. ورحلة طويلة بدأت ولا تعرف لها نهاية ..

والذاكرة .. ذلك الفخ السجان الذي يحتفظ بأسراه بتعذيب الجلاد .. تجلدها حينا بطعناته


( أريدكِ أن تموتي .. لن ارتاح إلا حين أراكم أمامي جثث )
( لم يعد لدي حدود يا بنت زاهد )
( نعم أنا زرع شيطاني .. يمكنني أن أصل لأقصى مراحل الدناءة )
( لا يكفيني ... سأذيقكم العذاب ألوانا )
( هل فقدتِ وعيكِ مجددا كما فقدتِه في حضني ؟.. كانت فرصة جاءتني على طبق من فضة لألمس فيكِ ما اريد )
( أريدكِ الآن ... قلت لها نتزوج قالت لا .. تموت حباً في الحرام )
( لا أحد له عندي أي شيء .. لا حق ولا قرش واحد .. ألست ظالماً ؟ .. نعم ظالماً .. نعم )


آآآه منها تلك الذاكرة المناورة .. هى كل أسباب الماضي والحاضر ، هى التي تمد لنا الريشة والمحبرة وتملي علينا مشاعر المستقبل .. وتناورها حينا بصرخاته


( يوم فقدتِ وعيكِ لم أمد يدي عليكِ .. حررت شعركِ لكن لم ألمسكِ أبداً )
( هل أخذتِ دواءكِ ؟ )
( لقد طعن أحدهم شرفي بأختي لكن أنا طعنته قبله .. لأني نسيت أنكِ أنتِ أيضاً شرفي )
( جئت بنفسي أرى عملي الأسود )
( حين كنت أضربه كنت انتقم من نفسي فيه لأني فعلت بكِ مثله من قبل )
( جمالكِ نقمة عليكِ .. تشبهين الزهراء كثيراً )
( دارت الأيام لتكوني أنتِ تحديداً شاهدة على كل ما حدث )
( سأظل على مجرد مسافة التذكير بالدواء وتلقي أي سقوط طارئ على صدري )
( كل قرش في هذه المجموعة حلال ألماس )



والغفران صعب وهى ممزقة في رحلة ما توقعتها ، منذ رحيل السكينة وهى لا تشعر إلا الاحتراق .. نار الفؤاد قاصمة لا ترحم ، والخوف أن تكون الآن ممزقة فيه ..

( قالوا يا جبل ما يهزك ريح )


صوتها وخوفها .. تخاف أن تكون انسابت بين الصخور وتعاشقت في ثنايا الجبل بلا وعي ، هل أصبحت وجهه الآخر كما قال ؟ ، هل ضلعه هو ما انسلت منه للحياة ؟

وعادت الذاكرة تفتح بكفوفها أبواب عقلها برفق ، إحساس لأول مرة تشعره .. تلك الكفوف تسري بها حتى القلب تلامس عرشاً ما اعتلاه أحد ، وتهمس لها مثله ذلك الهمس السري


( لأني أراكِ ... رجلاً )
( مَن قال اني أكرهكِ ؟ )
( لاني أريد حين يأتي ذلك الموت .. أن يوجد أحد يقول عني انني كنت ثعبان الرافعين نعم .. لكن لم اخلق ذلك الثعبان )
( أنا أريدكِ أن تقعي لكن دون مرض )
( كل ما اخبرتكِ به لا أحد يعرفه إلا أنتِ ألماس )
( جميلة أنتِ يا بنت عمي )
( هل سينتهي غضبكِ يوماً ؟ )
( لا أحب المرأة الذكية حين تتغابى )
( بل أنا كل شيء والوحيد بهذا العالم المسموح له أن يتحكم بكِ )
( أنتِ لعنة .. لا كتبها الله على أحد سواي )


بل هو اللعنة اللا منطقية التي حلت بديارها ، لا يمكنها التصديق بأي شكل ، لكنه كان يثبت مرة تلو أخرى أنها أصبحت الوحيدة .. والأولى
الفريدة التي واجهته ، والامبراطورة التي هزمته

ومع ذلك لا تصدق أن الرجل الذي أدمى صلات الدم وتجرد من كل شيء بقادرٍ على الالتحاق بصفوف العشاق ، وانه يستطيع في لحظة تملك إدهاش الحب ومنازلة الاعترافات الصاخبة


( أنتِ كلكِ حقي .. بقانون الرافعين والقلب والعقل وكل هذه الدنيا )



رجل تتوسد قلادته كل ليلة ليحمل لها تياراته الإعصارية في دوامات الأحلام

تنام وهى ترى ( ألماسة الفؤاد ) على حجر كريم بين يديها ، وتصحو بأنفاس ثائرة كبركان ينفث أبخرته

رجل قادر على خلق تلك الفوضى داخلها حتى برسائله التي تلقتها على هاتفها بالغياب


( أنتِ تعاندين .. وأنا انتظر )
( اعلم انكِ لا تصدقين.. سبق وقلتِ لي أنا أخر شخص قد تعطينه الأمان )
( متى سأنال غفرانكِ يا بنت عمي ؟ )
( عرفت من أخيكِ أنكِ ستظلين غائبة لفترة .. ساسافر أنا أيضاً ألماس .. أريد أن افهم نفسي وما يحدث لي )
( هل نزعتِ تلك الدبلة أم ليس بعد ؟.. لقد غادرت ذلك اليوم من أمامكِ لاني كنت ساؤذيكِ حقاً .. انزعيها وإلا ... )


يؤلمها بكاؤها وهى تضع الهاتف جوارها وتتحسس الحلقة الذهبية باصبعها ، تؤلمها كل كلمة .. كل حرف .. يؤلمها هذا التمزق ولا تعرف مرفأ القرار هذه المرة .. يؤلمها قلبها وهو يدق ولا تفهم ماذا يقول ؟
ألم ألم ووجع في مساراتها سائر

سمعت صوت أكرم فمسحت دموعها وتظاهرت بالانشغال بهاتفها فطرق الباب ليدخل مقترباً يجلس جوارها متسائلا

" هل أنتِ بخير اليوم ؟.. متى ستعودين للعمل ؟ "

لا يرى وجهها وشعرها الأسود على جانبيه يحيطه ناعماً فتجلي صوتها وترد

" لا اعلم .. أنت هناك تحل محلي "

أحاط كتفيها يسند رأسها على صدره قائلا

" أمي تقلق عليكِ .. تقول ماسة لم تأخذ أي إجازة من عملها قبلا "

تستسلم لرفق أصابعه بشعرها وأفكارها في كل اتجاه تتناثر لتقول بشرود

" نعم .. لذلك أخذت إجازة طويلة الآن واعتمد عليك أكرم "

يعلم كم تعبت اثناء غيابه ، وقفت بمائة رجل منذ كانت بالجامعة ثم العمل ولم تذق يوماً راحة ، بل ذاقت تجارب الاعتقال ورأت تصاريح سجون وسجانين .. ألماسة الآن في استراحة لا إرادية
غام وجهه بذكرياته ليقدم لها كل دعمه واخوته قائلا بابتسامة

" اعرف .. ولو أردتِ ألا تعملي مجددا فلكِ كل الحرية .. ظلي هنا كالملكات وأنا أحضر لكِ ما تريدينه "

وجهها يبتسم فاتناً لكن ملامحها قلقة ترد باضطراب

" ليس لهذه الدرجة .. ساعود للعمل ما ان .. ارتاح قليلا "

يقبل أكرم رأسها ثم ينهض بالقول

" ارتاحي كما تشائين حبيبتي .. أنا ساذهب الآن إلي دموع ونتحدث مساءا .. وبالمناسبة .. سينتهي بناء منزلنا هذا الأسبوع .. علينا البدء بتجهيز الأثاث لنختار ألوان الجدران "

سمعت رنة رسالة أخرى فيطرق قلبها بنبضات مخيفة لتسأله قبل أن يغادر

" هل .. عاد فؤاد ؟ "

التفت أكرم بنظرته العدائية يجيب باستياء

" لا .. منذ سافر لم نسمع عنه شيئا .. يتابع العمل مع مستشاره القانوني نعمان .. هكذا أفضل .. لا أريد رؤية وجهه "

خرج من الغرفة مغلقاً الباب فتراجعت تستند لظهر سريرها بين الألم والخوف .. لانها تريد رؤية وجهه !.
وبالخارج كاد أكرم يرتطم بالزهراء وهى تقف أمام الباب تسأله همسا

" هل عرفت ما بها ؟ "

امسك كتفيها ضاحكا يرد

" لا شيء بها أمي .. اتركيها لترتاح "

تلوح بسبابتها نفيا وبقلب الأم تشعر وتعبر

" لا لا .. أختك بها شيء غير طبيعي .. جميعنا نعرفها .. لم يحدث لها هذا بعد موت خطيبها فما الذي يجعلها بهذه الحالة ؟!.. لا تتكلم إلا على قدر السؤال ولا تأكل جيدا وأحياناً أرى دموعها بعينيها .. ماسة لا تبكي أمام أحد يا أكرم "

نظر إليها طويلا نظرة ذنب دائم داخله .. أمه أيضاً ذاقت كأس الغياب ، لقد تركها مشرقة وعاد ليجد آثار السنين بوجهها حزناً
أحاط وجهها الجميل يلمس تلك التجاعيد تحت عينيها قائلا

" لقد تعبت ماسة كثيرا في غيابي أمي .. لقد عملت لسنوات دون راحة .. هى الآن في استراحة محارب .. اعطي لها فرصتها لتشعر أن لها أخاً يسند ظهرها .. اتركيها لتخرج أي حزن بداخلها كي تنهض من جديد .. ماسة قوية أمي "

تطرق الزهراء برأسها بلا راحة وهو يقبل جبينها ليغادر الشقة ، فلم تستطع إلا أن تدخل إلي ألماسة لتراها في جلستها اليائسة
دموع تشق محياها تسيل من خلف جفنيها المطبقين كأنها مختنقة بحمل ثقيل تريد دفعه بعيدا مع تلك القطرات
لم تشعر إلا بيد الزهراء على ركبتها تقول برقة

" تعودت أن تمسحي أنتِ دموعي .. لم أرَ دموعكِ منذ وقت طويل ماسة "

فتحت عينيها لوجه الزهراء الصغير الناعم وشعيرات الفضة بشعرها الأسود تحاول إيجاد الارتياح الذي تشعره دوماً بوجه أمها ولا تجده
قلبها تُنزَع منه السكينة ولا تشعر إلا بحلقات النار تقيدها وتسأل

" ألم أحزن على ماهر كفاية أمي ... أم حزنت فقط لان خطيبي مات في حادث سطو على شركة ؟! "

علمت الزهراء انه وقت وحان ، كان لابد أن يطفو الحزن حين تمتلئ آباره داخل ابنتها ، وإفراغه يأخذ من الروح بقايا الموت داخلنا ليتركنا على استعداد لفرحة تنتهي بحزن جديد يسكن آباره
ملامحها هادئة بجمالها الذي لا يذبل ترد

" حزنتِ ماسة .. ثم دفنتِ الحزن داخلكِ وأظهرتِ القوة التي احتجناها جميعا لنساند بعضنا "

فؤاد لم يعطها وقتاً ، حتى في كرهه لم يسمح لها أن تحزن بغيره .. كأنه هو الوحيد المسموح له أن يؤذيها ويحزنها ويبكيها
مشاعرها كلها تتخذ تفسيرا فارقا يجعلها تشعر هذا الفرق بوضوح فتقاومه بضياع

" ماهر كان رقيقاً للغاية .. كان يدخل أي مكان ولا يشعر به أحد .. كان يناقضني تماماً .. عكس كل طباعي ومع ذلك وجدنا اشياءً مشتركة نسير عليها ونكمل بعضنا .. لكن .. اشعر الآن اني .... "

لكن لن تنكر انها كانت أقوى .. أكثر بريقاً .. وانها ليست وجه العملة الآخر بل هى العملة ذاتها .. بوجهيها
ماهر كان أقرب للصديق الذي ارتاحت له ، لم تشعر معه إلا بهدوء وأمان ، وقلب ينبض برقة ولا صرخات تفتت الصخور، ولا نيران تشب بالجبال

تمسك الزهراء بيدها الباردة لا تملك إلا أن تهون عليها

" لمَ كل ذلك الآن ماسة ؟!.. ماهر رحمه الله كان رجلا خلوقا ممتازا بكل طباعه لكن هذا قضاء الله ونحن رضينا .. أنتِ أول مَن رضى "

لأنها تريد وفاء الحزن للراحل قبل أن تواريه ثرى الذاكرة .. تريد أن تفهم الفرق بين حلقة باصبعها وحلقات نارية وهمية حولها .. تريد نزع الأسود الذي يلونها في كل الأوقات ومع ذلك لم يخفت بريقها
وكل أسبابها تتضافر في مجهول مظلم تجيبها

" لا اعرف .. لا اعرف لماذا تنهار قوتي ؟ "

حدس غريب يقلق الزهراء فتسأل

" ما الذي حدث فجأة وأثر بكِ لهذه الدرجة ؟ "

لا تعرف ألماسة بما تجيبها لكن تدرك شعورها جيدا وتصف ذاك التمزق

" كأن كل جزء مني يذهب في اتجاه .. اتجاه رافض يقبله عقلي لكن مشاعري تنفر وتقاوم .. واتجاه آخر يسحبني إليه .. يجعلني دائما موضع قوة لكنه خطر .. وبقدر خطره جذاب غامض .. لأول مرة في حياتي لا اعرف كيف اتصرف .. كأن أحداً سلب إرادتي "

حدسها يتفاقم وهى تنظر لها بشك وتقول

" كيف لا تعرفين التصرف ؟!.. أنتِ التي دبرتِ تلك الخطة لتجمعنا كلنا ببيت فؤاد وتكشف الحقيقة .. أنتِ التي واجهتِ ثعبان الرافعين وحدكِ .. فكيف لا تعرفين التصرف الآن ؟ "

لماذا لا ينادونه باسمه ؟!.. لمَ هذا اللقب البغيض ؟.. اسمه قلباً لا يدرك أحد من البشر ما فيه إلا هى
تنظر لأمها وروحها تثور بغرابة لتردد

" فؤاد .. فؤاد ... "

عجزت أن تقول شيئا كأن الاسم بين شفتيها تتذوقه فقط فتسأل الزهراء

" ما به فؤاد ؟! "

أرجعت شعرها للخلف تضغط رأسها بقوة وتلك الشفقة له تلتف لشيء آخر داخلها لتقول بغضب

" ألم يفكر أحد انه لم يخلق ذلك الثعبان ؟.. ألم يفكر أحد في اضطرابه بعد صدمة رؤية أبيه مقتولا أمامه ثم كل ما فعله رفيع به ؟.. الجميع تركه لرفيع وهو ظل ليحمي اخوته .. كيف قلتم عنه ثعباناً ؟.. كيف فعلتم ذلك به ؟ "

تعجبت الزهراء ولم يخطر ببالها أن حدسها يخصه لتتساءل

" ما الذي جاء بسيرته الآن ؟!.. ثم انه هو مَن تسبب لنفسه بكل ذلك .. هو أطاع رفيع ومشى في ضلاله "

وقفت ألماسة وثورة بروحها تتمرد لتجادلها

" لقد ظل معه ليحمي اخوته من الثأر .. كل الرافعين استسلموا وتركوه .. لقد تركوه .. تركوه وحده وظلموه "

لقد شهد كل صدماته مراهقاً صغيراً ، الحدث الصدمي يؤثر على الإنسان نفسيا واجتماعيا وجسدياً وينتهي لطريقين .. إما الهروب من كل ذكرى لذلك الحادث .. أو الانغماس فيه حد الموت به

رفعت الزهراء عينيها إليها تقول بتوجس

" اهدئي ماسة .. ماذا يحدث معكِ ؟ "

نظرتها مبهمة حتى لنفسها وهى ترى انعكاسها بالمرآة فترد بصوت فاتر

" أنا فقط .. اشعر ان كل الأمور تعاد في عقلي لأفكر فيها بصورة مختلفة .. وهذا يجعلني متوترة ومشتتة .. كأن حياتي تنقلب تماماً لشيء خارج عن إرادتي .. وهذا لا .. أحبه "

ظلت الزهراء صامتة تدرك ذلك الشيء ، لا يسلب الإرادة إلا الأقوى .. والأقوى داء ودواء !
وقفت تتجه إليها بخطوات رقيقة تربت على وجنتها قائلة

" إذاً أكرم معه حق .. أنتِ في استراحة محارب .. خذي وقتكِ ماسة .. لا تعودي للعمل إلا حين يصفو ذهنكِ وتتضح أفكاركِ بلا شك .. وكما تفعلين دائما .. لا يهمكِ أحداً ولا تخافي مخلوقاً "

هل يمكنها أن تخاف من نفسها إذاً ؟!.. هل تخاف الغفران ؟!
لكل إنسان وقت فارق في حياته ينقله لمرحلة أخرى .. وقت يكشف فيه هويته بهذا الكون
هل هى مالكة الجبل ؟!.. أهى حقاً ألماسة الفؤاد ؟!

تراها الزهراء مختنقة حائرة فتنصحها كما تفعل دوما

" وبالنسبة لتلك الاتجاهات .. اذهبي في الاتجاه الذي يحافظ على بريقكِ .. الذي تشعرين معه انكِ نجمة السماء .. كرامتكِ مصانة وكبرياؤكِ شامخة "

عيناها على هاتفها لم تقرأ رسالته الأخيرة ، بعد مغادرة الزهراء عاودت الجلوس لتقرأ ما كتب

( غيابكِ يجعلني انتظر موتي الأخير )




استمر رنين الجرس لحظات قبل أن تركض روان لتنظر من عدسة الباب للقادم ثم تفتح مبتسمة ، تشير لأكرم بالدخول وهو يسأل

" كيف حال الثورية الصغيرة ؟! "

ترد روان بنبرة استعراضية

" غارقة بين كتب الثانوية العامة ! "

اتجه للصالون مباشرة حيث يجلس جمال فلم يجده لتقول روان

" أبي ذهب للصلاة ودموع في غرفتها "

التفت إليها متسائلا

" ما زالت كما هى ؟ "

تحرك رأسها إيجاباً فيجلس قائلا

" اخبريها انني هنا روان "

تحركت لغرفة أختها وبعد دقائق وجدها أكرم أمامه ، بمنامتها البنية شعرها الطويل على ظهرها شاحبة منطفئة ، تثير رجولته وغيرته .. وخوفه القابع في أعماقه

تسير إليه تجلس جواره تضم ركبتيها إلي صدرها فينظر إليها سائلا

" لماذا لم تذهبي إلي المعهد اليوم أيضاً ؟ "

أغلقت دموع يديها صامتة لثوانٍ تدق على قلبه ثم قالت

" لا اريد أن أعزف "

حداد ملامحها إعلاناً لعذاب اقسى من الأسواط وابعد من الأسر .. إن كان الغريب قاتله فكيف بسيدة الطريق حين تزرع الأرض أشواكاً ؟..
ورائحة اللاڤندر في الشتاء القادم تحمل معها ثلج الأقطاب وقوافل الاسئلة

عيناه تناشدها رأفة بروحه المتألمة لكن صوته صلباً قاسياً

" لولا اني اعرف مشاعركِ لتصرفت بشكل آخر دموع .. أنتِ لا تراعين كونكِ زوجتي الآن لتحزني على خطيبكِ السابق كل هذا الحزن "

الحزن دعوة للذكريات ، كل ' أحبكِ ' قالها شريف ، كل مرة شد على يدها داعماً ، تقبله لحبها لأكرم واثقا انه سينال يوماً قلبها .. لن تنسى شهامة رجل

التفت رأسها تنظر لعمق عينيه السجينة لكنها أضعف من أن تقتل الذنب فيخفت صوتها مقاومة دموع تحرق عينيها

" كنت ساعيش بإحساس الذنب نحوه .. لم أكن لأتحمل أن أكون زوجة الشهيد .. منى أقوى .. منى ستتحمل وتربي ابنه "

يدرك ان الأمر أكبر من ذنب رجل تركته ، الأمر موت ودم ورصاص قتلى أحياء يُرزقون .. إحساسها تجاه شهيد أحبها يوما لا تجاه رجل مر بحياتها ..
ورغم إدراكه لكنه لا يحتمل بأي شكل فيهتف بنبرة منخفضة غاضبة

" أنتِ مكتوبة لي أنا دموع .. توقفي عن فرض احتمالات لم تكن لتحدث "

ضايقتها استهانته بمشاعرها اللا إرادية لتواجهه بغضب مماثل

" أنا احدثك عن مشاعري أكرم وأنت تغار من شخص مات .. ومات بطلاً يشهد له الجميع "

لا تستهيني أنتِ بتلك القوافل يا ثورية
الاسئلة فيها جحيم من شك وصمت بلا جواب
راحلة تاركة خلفها آثار على رمال اليأس وظلال من رماد
تحزنين على بطل أمام بطل والكل في خدمة الوطن سواء

لكنها نسيت ابتعاده وشبهته وماضيه أمام مرآة نفسه .. رد سجون هو مع مرتبة الشرف
والآخر .. رجل من شرف وإلي شرف مع مرتبة الشهادة

لم تفهم اليوم ألم كرامته فانزوى للشك وغزل الأفكار لينسج حروفاً من نار

" أنتِ نادمة على تركه والعودة إليّ .. تقولين لنفسكِ لو ظللت معه بعض الوقت لمات وأنا معه .. ووقتها كنتِ ستعودين إليّ بدون إحساس بالذنب "

صدمها .. ظلت تنظر إليه متسعة العينين تعتدل بجلستها ثم تقول بلا تصديق لنظرته فيها

" هل أنا بهذا السوء ؟.. هل تراني هكذا حقاً ؟.. بيني وبين نفسي زواجي من شريف كان مؤجلاً لفترة طويلة حتى وكل شيء مجهز .. كنت سأظل خطيبته فقط .. لكن أنا الآن اشعر بالراحة لانه تزوج وله ابن سيأتي للدنيا يحمل اسمه "

كرامة تثور باسمه وتغار من مروره بحياتها ، ظن يوماً انه مرور عابر .. وأن المرأة التي رسم خط سيرها لأربعة عشر عاماً لن يؤثر فيها غيره ..
لكنه يرفع لذلك الرجل قبعة الاحترام .. والاحتراق .. ان استطاع بفترة قصيرة ترك بصمته

كعادتها حين تتضايق منه تضرب دموع كتفه لتضيف بحدة

" احمد الله انه أعطاني الشجاعة لأتركه واعطيه فرصة ليتزوج وينجب قبل رحيله "

وقفت لتغادر فأمسك يدها يرفع رأسه يقابل عينيها الغاضبة قائلا

" أنا آسف .. لكن مشاعركِ هذه تقتلني دموع .. لا استطيع التغلب على ذلك الخوف داخلي تجاه إحساسكِ نحوي .. أخاف أن يتغير بأي لحظة وأي شيء "

عيناه البنية العميقة تكاد ترسم قضبان الأسر وفقدان الثقة وتلمس أعمق ما فيها من ضعف ..
وأمام الضعف قوة تحيي الروح تطمئنه

" قلت لك لا شيء في العالم قد يغير مشاعري نحوك .. أنا أصارحك لانك نصفي الآخر أكرم .. تفهمني مثلما افهم نفسي .. إن كان غيرك لكتمت حزني وضحكت في وجهه نفاقاً .. لكن أنت غير "

لم يعد يثق إلا بهذا الحب الصامد كأثر عتيق .. هذا ما أعانه على العودة للحياة ولو ظاهرياً
يشد يدها لتجلس يشعر جسدها جواره متسائلا

" سينتهي بناء المنزل .. هل نحدد موعد الزفاف ؟ "

تنظر إليه تستمر بصراحتها لترد

" لا يصح .. ماذا سيقول أهل الشارع ولم يمر على استشهاد شريف إلا شهر ؟ "

عاودته الغيرة وسيرته تفصل بينهما بطريقة ما فيقول بهدوء زائف

" سنحدد الموعد فقط بيننا .. ربما بعد شهر أو اثنين حتى يجهز المنزل وعندها يكون الوقت مناسباً "

فكرت دموع قليلا وكل لحظة تمر تبرق عيناه غضباً ثم اومأت برأسها وهى تبتسم لوجهه
ابتسامة خجل امتصت كل الغضب فتتلاعب أصابعه بنهايات شعرها ويغير الموضوع مبتسما

" ما رأيكِ إن أقمنا زفافنا في بلدتكم بالصعيد ؟! "

لا تستوعب دموع ترد

" حقاً ! "

قال أكرم ببساطة وهو يتخيل الليلة

" ماذا ؟!.. فكرة جديدة أن نذهب خصيصا لزفافنا .. تخيلي الزفاف الصعيدي .. إطلاق النار والأطعمة الصعيدية وصوت المزامير والطبول "

تتسع ابتسامتها وهى تقول بأنوثة

" والخيل .. تمتطيه وترقص به بين الطلقات النارية وفروع الأنوار المعلقة .. سيليق بك أن تكون فارساً ! "

يجاريها أكرم ممتعضا بحنق

" ذلك الأحمق المدعو فؤاد لديه مزرعة خيول .. فليحضر لنا منها حصانين !! "

تضحك دموع على ملامحه الكارهة لفؤاد ليميل رأسها تسأل

" ما رأيك أنت إذا أقمناه عندكم بالوادي ؟! "

خصلات تميل معها على وجهها وكتفها يمرر كفه عليهم قائلا

" أنا رأيت زفافنا وعاداته قبلا لذلك أريد أن أرى الأمر بالصعيد ! "

يخفت صوته مع حركة يده وهى تراقب تلك الكف السمراء تنحدر لذراعها ووجهه يقترب من وجهها قائلا

" سيكون زفافكِ بأجمل وأفخم مكان هنا .. وسترتدين فستان زفاف أميرة يحمل ذيله الأبيض اللامع خلفكِ عشرة فتيات ! "

شفتاه تقارب شفتيها تشعر أنفاسه فتضع يدها على كتفه مبتعدة للخلف تقول بتحذير

" عشرة فتيات !.. أنت تبالغ يا أكرم !! "

يشد ذراعها يجذبها إليه ضاحكا بقوله

" خمسة إذاً !! "

شفتاه لامست شفتيها فسمعا صوت باب الشقة حيث جاء جمال فنهض أكرم مسرعا يجلس بمقعد منفصل عن الأريكة ليعلو صوت دموع بنبرة عادية

" هل تريد حقاً حضور زفاف بالصعيد ؟ "

وقف جمال على باب الغرفة ينتظر ترحيبهما به وهما ثابتين باتزان يرد أكرم كاتما ضحكته

" كنت أمزح دموع .. جميعنا نعرف أفراح الصعيد "

ينقل جمال بصره بينهما وهما يتناقشان بجدية ودموع تقول

" نعم نعرفه لكن لم تحضره بنفسك .. لدينا قريبة في قريتنا دعا أهلها أبي لحضور زفافها .. هل نذهب معاً ؟.. مجرد تغيير "

تنظر بطرف عينها لأبيها وتنتظر حتى هز أكرم رأسه موافقا بلا حماس ثم نظر إلي أبيها قائلا

" كيف حالك يا عم جمال ؟!.. اشتقت إليك ! "

تضحك دموع خفية وهما يتحدثان .. تنظر إلي أكرم ولا تعرف هل يعي ما تفعل أم لا ؟

لم يكن تغييرا .. تريده أن يندمج بين الناس مجددا ، تريد أن تريه أن الشعب ما زال وسيظل صامداً راسخاً يفرح بهذه الأرض بتقاليده وعاداته ..

بين عادات رآها يوماً بزفاف الوادي وصحرائه .. وعادات سيراها بصعيد مصر لن تختلف كثيراً ولكن .. على أرض هذا البلد كل مكان له طابع خاص .. سحر أم الدنيا مصر.






على متن يخت ( الأمير ) ، في جولة بحرية لرؤية عروس البحر المتوسط .. مدينة القلب وعشق الروح
يقف شهاب بمقدمة اليخت ينظر للبحر الأزرق لا نهاية له يستمتع بكل لحظة اليوم ، مزاجه رائقا بالنسيم المعتدل في خريف نثر أوراق أشجاره تغطي العروس

يتطاير قميصه الأبيض بحرية مبتسماً بالقول

" هى ليست مجرد مدينة .. الاسكندرية عشق البحر .. مجرد اسمها يشعرك بمزاج أفضل واندماج مع الطبيعة .. الاسكندرية طبيعة .. من سمائها التي تتغير على مدار اليوم كأنك تعيش كل فصول السنة بيوم واحد .. وحتى بحرها الذي يختلف من شاطئ إلي آخر "

استدار للمتواجدين معه برحلة اليوم يتابع بتلك الابتسامة

" معظمنا لا يعرف إلا اسكندرية مصر .. لكن يوجد بالعالم أكثر من خمسين مدينة تحمل اسم الاسكندرية .. كلما فتح الاسكندر الأكبر دولة كان يشيد بها مدينة جميلة باسمه تخليدا له .. فشيد سبع عشرة مدينة .. وبعد رحيله تم بناء مدن أخرى حملت اسمه .. في اليونان والبرازيل واستراليا وامريكا وأوروبا وغيرهم .. منهم مدن اشتهرت وأخرى اندثرت .. لكننا هنا اليوم في عروس مصر "

بمناسبة العروس جاءت عروس تحمل اسم دنيا ! ، لبت دعوة الرحلة التي أعطاها لها وجاءت بكل ثقة بعد عجرفتها السابقة
نظراته تتجاهلها ناظراً لباقي الأفراد وهم يتأملون البحر مع سير اليخت الهادئ قائلا

" عاصمة مصر الثانية بعد القاهرة .. هى بالفعل كانت عاصمة لمصر منذ بنيت وحتى الفتح الاسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص .. كانت أفضل موقع عسكري لطرد أي غزو .. بعد هزيمة الاسكندر للاحتلال الفارسي لمصر وهو يغزو البلاد ويفتحها رحب المصريون به لانه خلصهم من قسوة الفرس .. ثم زار معبد آمون بواحة سيوة وقام فيه بطقوس جعلته يُتوج ملكا على مصر .. واختار عاصمته على هذه الأرض التي أعجبته أمام الشاطئ .. وبعد شهور تركها ليكمل فتوحاته لكنه مرض ومات وعمره تقريبا ثلاثة وثلاثين عاماً .. مات وهو ملقب بسيد آسيا "

التجاهل أصبح بلا دور وعيناه تتجه إليها وشعرها يغزو هواء البحر متطايرا .. هى والبحر تحفة .. تحفة فنية من أنوثة تنادي رسامها
‏عروس على أرض العروس ويواصل حكايته بصوته المستمتع

" بعد ذلك تحولت الاسكندرية إلي مدينة ملكية .. قصور ومتاحف وحدائق .. وحكمتها كليوباترا لتدور على أرضها قصة حبها لانطونيوس .. أخذنا اليخت من نادي اليخوت وكما رأيتم جمال المنظر هناك .. بالقرب من قلعة قايتباي وكما قلت في جولتنا داخلها .. بنفس المكان كان فنار الاسكندرية من عجائب الدنيا السبع القديمة قائم منذ بني بالعهد اليوناني حتى دمره أحد الزلازل .. كان شاهق الارتفاع ترى السفن بعرض البحر على مسافات بعيدة .. ويقال ان ما عُثِر عليه من أحجاره استخدموه في بناء القلعة مكانه "

يلمع البحر بآشعة الشمس كالماس المنثور على وجهه ويخطف عينيه قائلا

" تلك القلعة التي شيدها السلطان قايتباي لتكون حصناً جهة البحر .. من أجمل القلاع الحربية في فن بنائها الاسلامي محاطة بالأبراج الدفاعية المتصلة .. ولان المكان سياحي بامتياز كان موقعا مناسبا ليجاورها متحف الأحياء المائية بمجموعته النادرة وتصميمه المبهر للعين كأنك بأعماق المحيط "

يتذكر إيزارا وكل شارع سار به معها شاعرا بالاختلاف فيقول مبتسما

" شوارع اسكندرية لها نكهة غريبة بين ماضٍ وحاضر .. حين تسير في محطة الرمل تشعر بالحنين لكل شيء جميل مر في الحياة كأنها قلب الاسكندرية ينبض فينبض قلبك معها .. وتتذوق النكهة الإيطالية اليونانية من شارع فؤاد فيها "

مر اليخت من أمام مكتبة الاسكندرية فأشار إليها قائلا

" مكتبة الاسكندرية .. صرح ثقافي عالمي وكما ترون تصميمها المذهل بفكرة الهرم المتدرج كقرص شمس جزء منه تحت الأرض والجزء الآخر في مواجهة البحر يرتفع كأنه يشرق على العالم .. أكثر من مليوني كتابا في كل المجالات وعالمياً .. تجاورها القبة السماوية داخلها هرم مقلوب به متحف تاريخ العلوم .. العروض داخل القبة السماوية تنقلك بالزمان والمكان .. تدور حولك .. أنت داخل العرض لا تشاهده فقط "

يواصل اليخت رحلته على سطح مياه رائقة والهواتف والكاميرات تلتقط صور الذكرى وصوته يوثق لحظة أخرى

" وفي متحف المجوهرات الملكية الذي شيدته نبيلة الأسرة الحاكمة فاطمة الزهراء سنرى مجموعة تصل إلي احد عشر ألفا من قطع المجوهرات الملكية .. عقود وتيجان وسيوف من الألماس والذهب والبلاتين والأحجار الكريمة .. والقصر من التحف الفنية تغطي جدرانه لوحات نادرة عالمية .. وكذلك سنرى تلك الندرة في متحف البرديات .. متحف كامل من وثائق الحضارة المصرية القديمة على ورق البردي "

مر اليخت أمام جسر ستانلي مرورا بشواطئ جليم وسان استيفانو والبوريڤاج وميامي وتمر الدقائق ولا يشعر أحد ليصوغ كلماته جاذبا انتباههم مشيرا لقصر يقترب

" قصر المنتزه وبرج الساعة به .. مركز متكامل على البحر من الطبيعة والشواطئ والفنادق كأنها مدينة داخل المدينة لكنها مدينة من حدائق ملكية .. منذ عهد عباس حلمي الثاني سمي القصر بالسلاملك وتعني باللغة التركية مكان الاسترخاء .. وبني جواره قصر للأسرة المالكة وسمي قصر الحرملك .. وتم بناء جسر المنتزه يربط القصر بجزيرة الشاي حيث كان يستقبل الملك فاروق أهم زواره "

التفتت دنيا تنظر للقصر فتراقبها عيناه قائلا

" وبمناسبة الحدائق الملكية .. حديقة قصر أنطونيادس .. أقدم حدائق الاسكندرية ومن الأقدم في العالم .. واسمها على اسم بارون يوناني يدعى جون أنطونيادس .. اشتراها وظل بالقصر حتى مات واوصى أن تُهدَى الحديقة لمدينة الاسكندرية وتكون ملكية عامة .. هى تحفة نباتية نادرة بها تماثيل لشخصيات عالمية مثل افروديت وكيوبيد .. والرحالة مثل كريستوفر كولومبوس وماجلان .. وجنوبها يطل أيضا على جزيرة الشاي .. من روعة تصميمها أمام القصر يوجد تمثال ڤينوس يحمل بين يديه مرآة تعكس الشمس لتضئ غرف الأميرات بالقصر .. وكل الحديقة مقسمة من الداخل لعدة حدائق كحديقة الورد وحديقة ماجلان وحديقة النزهة وغيرها بكل الطرز .. على طراز فرنسي وايطالي واندلسي ويوناني وطبيعي "

يراها تلتقط صورا ملامحها جادة مميزة عن تلك المتعالية التي عرفها ويتابع

" وبالمناسبة أيضا .. حديقة الشلالات بالبحيرات والشلالات الصناعية بها .. وفيها صهريج تخزين للمياه لتغذية البلد قديما من ثلاثة طوابق تحت الأرض يضم أعمدة وتيجان على حالته دون أي تغيير منذ بنائه .. ولا يمكن أن ننسى شاطئ المعمورة وحدائقها .. أصل مصايف الاسكندرية "

ينظر شهاب لساعته حيث اقترب موعد الوصول فيختم حديثه بالقول

" وفي ظاهرة أراها تعبر عن هذا الشعب يوجد أعلى نصب تذكاري في العالم .. عمود السواري .. تذكيرا بالإمبراطور الروماني دقلديانوس .. أو بمعنى أدق تذكيرا باضطهاده للشعب وخاصة للمسيحيين حتى لقب عصره بعصر الشهداء .. أما عن هذا الشعب .. حيث كل ألم نأخذ منه ذكرى .. فهناك فيلم وثائقي بعنوان ( في محطة مصر ) يصور مشاهد يومية للمسافرين وأحوالهم أمام القطار في محطة مصر .. والذي هو أول قطار في الشرق الأوسط وافريقيا ويربط بين القاهرة وكل محافظات مصر .. وفي نفس المنطقة سنجد المسرح الروماني الوحيد في مصر .. ولشكله الأثري المدرج على هيئة حدوة الحصان صار موقعا مميزا للاحتفالات "


بعد نصف ساعة تقريبا استعد الجميع للنزول
اقتربت دنيا منه تستند على سور اليخت تسأل بنبرتها الماكرة

" هل تحب الاسكندرية أكثر من سيوة ؟! "

يتساءل شهاب بلا اكتراث

" لماذا تقولين ذلك ؟ "

تنظر لجانب وجهه وهو يرفض النظر إليها فتبتسم مجيبة

" اشعر أنك عدت إلي طبيعتك .. لديك تعبيرات بوجهك وأنت تتحدث تشعر مَن أمامك بالراحة والاندماج مع المكان .. رأيتها في رحلة الفيوم .. ثم غابت في رحلة سيوة .. ثم عادت اليوم "

إحساس آخر يختلف يملأ صدره مع يود البحر يناقضه شعور أكثر اختلافا مفكرا في إيزارا السمراء
وجواره يلتفت للبيضاء المغرورة يردها لها قائلا ببرود

" شكرا على الملاحظة !.. بعد إذنكِ ليس لدي وقت ! "

أسرعت تقول قبل أن يغادر

" لقد كنت آخذ حقي .. لقد صرخت بوجهي أمام مجموعة كبيرة فرددتها لك وعاملتك ببرود وتكبر "

توقف غاضبا بالإهانة يرد

" كنت اعتذر لكِ .. لا مبرر لطريقتكِ المتعجرفة تلك "

تلوح دنيا بكفيها بحركة متساوية وتقول بثقة

" لكن أنا لا اترك حقي حتى لو اعتذر مَن اخطأ لي .. أحيانا يكون قبول الاعتذار ضعف وأنا لست ضعيفة .. الآن أصبحنا متساويين "

بابتسامة جميلة على وجهها النحيف تمد يدها بالسلام

" شكرا على الدعوة شهاب "

نظر ليدها لحظات رافعا حاجبه يقول بنفس الاستعلاء

" شكرا أنكِ جئتِ "

الابتسامة صارت ضحكة عريضة وهى تنظر للبحر ممتنة لجماله وتقول بجمالها هى

" لم أفوت رحلة في حياتي .. شاهدت كل مصر تقريبا وحفظتها .. لن استطيع وصف التميز الذي اشعر به بسبب ذلك .. حين أجلس في مكان وأكون الوحيدة التي تعرف حوله كل شيء وسط مَن معي .. ولا يمكنك تخيل مقدار ثقتي بنفسي التي رباها ذلك التميز داخلي .. مؤكد أنت تحديدا تفهمني "

حيوية جدا نابضة .. مختلفة مغامرة شعرها تشبهه فيقول بخفوت

" أنتِ حكاية "

تلمع عيناها بذلك النبض وبكل تميز تفخر بنفسها

" أنا دنيا الراوي .. عضو اتحاد الطلاب في جامعتي ومسؤولة عن القسم السياحي بمجلة الكلية ومؤسسة أسرة التميز داخل الكلية .. والعام القادم بإذن الله سأكون في انتخابات رئاسة اتحاد الطلاب .. وسأفوز بها "

نظر شهاب إليها ولا يعرف ما أصابه .. مفرقعات نشوة أخرى من دوبامين آخر
دون مقدمات يسأل بلا تفكير

" هل أنتِ مرتبطة ؟ "

علت ضحكة ذهول من دنيا أذهلته هو .. ضحكة من أنوثة فاخرة كهدايا الألماس
شعرها يطير ورموشها تتحرك مع الهواء كأن البحر أعجب بها قبله وهى تجيب بسحر

" لا .. لا يوجد رجل يستحقني .. مَن يرتبط بي لابد أن يكون أقوى مني .. ولم أجد رجلا أقوى مني مع احترامي للرجال ! "

يرتفع ذقنه كرجل من الرجال قائلا

" أنتِ مغرورة "

لانت نبرة دنيا لتتحدث بجدية وصدق

" أبداً .. هذه الحقيقة .. كل مَن عرفتهم من قبل شعرت أنهم أضعف مني .. بلا كيان مستقل ولا هدف ولا طموح ولا ثقة بالنفس ولا قدرة على الكلام في مواضيع هامة .. مجرد شباب لا معنى لحياته "

ابتسم شهاب بإعجاب قائلا

" مغرورة ومتحدثة جيدة .. وصريحة بلباقة "

تميل برأسها نحوه ضاحكة بقولها

" ورئيسة اتحاد الطلاب القادمة ! "

عاد يستند لسور اليخت والرحلة توشك على نهايتها قائلا

" لقد أصبحتِ مسؤولة عن القسم السياحي بالمجلة بالفعل !.. لمَ غضبتِ إذاً حين أضعته منكِ أول مرة ؟!.. أتذكر .. قلتِ أن الامر هام لكِ "

ملامحها توجست صامتة لثوان لترد بحذر

" لدي حالة خاصة قليلا مع الطموح والأهداف .. لا احتمل الخسارة .. إذا لم يتحقق الهدف الذي أخطط له ينفجر الغضب داخلي .. وهذا أخطر عيوبي واعرف ذلك .. واحاول تهدئة هذا الأمر "

عيب آخر مع الغرور !.. إن كان الغرور في حالتها عيباً .. هناك أشخاص تكون النرجسية فيهم لذة بشرط ألا تقترب منه بها !
انتظرت رأيه حتى قال ببساطة

" الحياة تجارب .. كلنا نتعلم ونخطئ ونصيب وننجح ونفشل .. الأهم هو النهوض والمواجهة بعد كل فشل "

بالعادة تتلقى نصائح تشعل غضبها لكن تفهمه جعلها تفكر في شيء ما لتقول

" اسمع .. أريد منك شيئا بصفتك المهنية كمرشد سياحي "

ضيق عينيه متسائلا وبسمة الإعجاب لا تغيب عن شفتيه فتخبره

" أمامي ثلاثة أشهر ومطلوب مني تصوير صور حصرية لمتاحف وقصور مصر .. ودخول بعض الأماكن يحتاج تصاريح خاصة فإن أمكنك أن تساعدني اتمنى أن نتعاون معاً .. وهو عمل للجامعة أي انك ستأخذ أجره لا مجرد خدمة "

تظاهر شهاب بالتفكير ثم أخرج هاتفه يرد بنبرة عادية

" ارسلي لي المواعيد لأرى كيف سأنظم الأمر "

أو ما خلف الكلمات .. ارسلي لي رقم هاتفكِ !
تخفي دنيا ابتسامتها بملامح عملية وهما يتبادلا الأرقام ثم قالت بنبرة مستفزة

" حسنا سجلت الرقم .. شهاب رفعت ! "

يعض شفته السفلي يضحك مغتاظا بضربة في عمق كبريائه ثم يصحح

" شهاب رافع !.. رافع وليس رفعت .. أنا من أصل قَبَلي .. من آل الرافعين من صحراء الوادي "

تضحك دنيا على ملامحه لتقول

" اعلم !.. وأنا أيضا من أصل قَبَلي .. من الصعيد .. عائلتي من قبيلة العقايلة "

لذلك رأسها كالحجر عنيد !
يفهم مكر أنوثتها وبنظرة شقية يشاغب

" أحسن ناس ! "

ببعض ما تعرفه كما فعلت برحلة الفيوم تخاطب عقله

" أنا ذكرت هذا لأنك ذكرته .. معظم الناس هنا في مدن الحضر ينظرون لمَن ينتمي إلي الريف أو الصعيد أو بدو الصحارى كأنهم مختلفون عنهم !.. مع إنه لو بحث كل مصري عن أصل عائلته لوجد العجب "

أثارت اهتمامه فأشار نحو رجل يقف بالدور العلوي من اليخت قائلا

" هل ترين مالك هذا اليخت ؟.. مليونير وأصله من الريف .. رأيته بنفسي يتباهى بأصله وما فعله من تطوير في قريته بعد ثرائه .. ويحكي كيف كان الأثرياء الذين عمل عندهم من قبل يقولون عنه فلاحاً .. لن يفلح في شيء !.. لا يمكننا إنكار أن هناك تمييزاً من بعض الناس "

أشخاص يفتقدون التحلي بشجاعة التباهي بأصلهم وربما هى المعضلة الكبرى ، كل شعوب الدول المتقدمة تتباهى بأوطانها إلا العالم الثالث
أشخاص تتفنن في التقليل من أرضها كرهاً وسخرية
تلخص دنيا الأمر بصوتها الجاد

" لأنهم ينسون أصلهم .. ينسون أن أكثر من خمسين مليون فرد في مصر في القرى .. أي أكثر من نصف الشعب .. ينسون قبائل هوارة وجهينة والسمالوس والحوته ومطير والصوالحة والحبايبة والحويطات والعوارة .. جذام والفوايد والتميمي والأشراف .. السماعنة والعبابدة والعيايدة والجبالية .. الرشايدة والمساعيد والبدارة والعزازية والأنصار .. الدواغرة والنجمات والمشارقة وغيرهم .. كل هذه القبائل تعيش في مصر بين بدو وصعيد وريف وحضر .. ولا ننسى أهل النوبة "

ذهل شهاب وهو ينظر لها مفترق الشفتين فتبتسم قائلة بفخر

" ماذا ؟!.. كتبت مقالا عنهم فعرفتهم .. ثم إن أحلامي أكبر مما تظن .. وإن أردت أن تحقق أي حلم عليك أن تعرف جيدا المكان الذي تحلم فيه .. وتعرف أصله لانك ستحتاجه يوما ما .. أن تعرف روح البلد "

روحها هى تتداخل بروحه بلا وعيه ليرد

" معكِ حق .. هذه هى روح كل عمل في مصر .. أي عمل ستجدينه يمزج بين البدو وأهل الصعيد وأهل الريف والنوبة والحضر .. هى تركيبة مصرية مميزة ولولاها لأصبح كل شيء متشابه بلا معنى "

وهكذا كان العمل .. من كل أصل وأرض .. عسى أن يبرز ولو جزء صغير من جمالكِ يا مصر ، لأن جمالكِ لا يُعَد ولا يُحصَى.






حان وقت العودة ، بجرأة الروح تفتح لنفسها طريقا تتخطى كفوف الذاكرة التي ما زالت تناورها

تسير ألماسة في الرواق المؤدي لمكتبها بحلتها السوداء الرسمية تتلقى صباحات الموظفين بعد غياب ، تسير بكل البهاء دون أن يدري أحد صخب التمزق داخلها

لم تتخذ قرارها هذه المرة .. تركت القرار يأتيها وستستمع إلي قلبها ما ان تفهم همسه

جلست خلف مكتبها تلمس الأوراق والقطع الخشبية وعلبة القلم التي تركتها على مكتبها ، فتحتها وظلت عيناها على القلم الذهبي .. وللغرابة عيناها تشتاق لصاحب القلم !

" هذا القلم وقعت به أهم اتفاقيات حياتي .. له دور ليصبح فؤاد رافع على ما هو عليه اليوم "

سمعت ألماسة صوته العميق وارتدت الأنفاس في صدرها خطفا .. هى التي لم يخطفها شيء قبلا
ونظرة لوجهه بعثت فيها رجفة اللقاء وهى تسمح لنفسها بذاك الانسياب .. داخل عينيه الداكنة شوقٌ يسحبها بين ثنايا الصخور

كل رسالة منه تتردد في عقلها لينبض قلبها وهى تتأمل محياه .. خمر وجهه المنسكب من قوارير عذاب .. وعطر رافقها يوم دافع عنها

كل لحظة تعاطف إليه .. كل إغراء بالغفران لعينيه يراودها الآن وهى تسأل

" أين كنت ؟ "

عاد فعادت .. على شفا قرار سيهدم الدنيا حولهما لكنها مستعدة للوقوف وسط الحطام .. هل أتاها حقاً القرار ؟!

يخطو فؤاد بكل طغيان رجولته .. مهلكاً يقترب وإشعاعات ظلامه تفتك بأي منطق .. ترى جاذبيته بدفة قلب أنثى لا بزمام عقل
يطالع جمال وجهها المحاط بستار الليل اللامع وهو يشتاق لعنته .. يشتاق لون عينيها تراب بعد المطر .. وهوس شفتيها بقتله تعمداً .. وصدره يشهر سيوف الرغبة تجرح أضلعاً وفؤاداً يشتهي غرامها

لا يرى يدها اليمنى وقلبه يدق في سباقه اللاهث للنهاية يجيبها

" كنت اجرب إن كنت ساقدر على الحياة دونكِ "

عيناها الترابية تحيط حضوره الكاسح تختبر مشاعرها المتقلبة بين خوف وترقب .. تريد لمس كفه التي أمسكتها قبل أن تقع ، لمس لحيته ترقق عنف ملامحه .. تربت على صدره الذي انذبح على صدرها

تقبض يدها تحت حافة المكتب لا تريده أن يرى الحلقة الذهبية باصبعها وتهمس

" وقدرت ؟! "

التف فؤاد حول المكتب يقف جوارها وفجأة مال مستندا بذراعه على مكتبها يقبض على يدها فأجفلها ألماً وهو يقترب من وجهها ترى نظرته الهادرة بعد رؤية خاتمها قائلا بتملك

" اكتشفت شيئا واحدا ألماس ... بعد موت ابني وكسرة رنوة لي لم يتبق لي بالدنيا إلا أنتِ .. للأسف لم اقدر "

تراقب شفتيه تسيطر على الحروف وعليها تسطر أبجديتها من جديد ، أين مَن كانت مع ماهر تتصلب وتصمم ولا تطيق أن يقترب منها أحد ؟!

تتنفس بتأثر تحاول تحرير معصمها من يده وخاتم الرافعين في اصبعه يؤلمها وهى تجابهه بقوة

" لذلك فعلت كل ما تستطيع لتجعلني مرفوضة من الجميع في حياتي وعملي .. لأكون مثلك "

صدق ما قال ، الوحيدة التي لا يغضب منها مهما تجبرت .. لانها مثله منه وفيه
قريبا من وجهها رفع يدها لشفتيه وعيناه بعينيها تحتد بنظرته الجاذبة ورهبة صعقت عقلها بتلك اللمسة

جعلتها تشعر دوران الكون لتدور معه ، تشعر رجولته .. تلمس كفه ولحيته كأنه قرأها .. وتحرر مشاعرها بلا شك
كفه تتحرك من معصمها يلامس نعومة أصابعها وابتسامة مرارة قتلتها وهو يسخر من نفسه

" عذراً .. أنا لم اعرف في حياتي سوى ذلك اللعب الدنيء ! "

ترك يدها وهى ساكنة تحدق في عينيه تقرأ ألمه كتابا مفتوحا لها فقط ، كطفل ما عاش يوماً صغره ، تم تهجيره والتنكيل به بلا رحمة .. رجل من شعب عانى وما وجد بوطنه رأفة

وكان ينظر لها كوطنه الأول والأخير يسأل

" هل تعرفين ماذا يقولون عني ؟ "

هائما في ملامحها كإبل شارد بالصحراء عطشاً ، عطشه جبارا يريد الارتواء حد الانفجار
ويرويه صمتها قطرات أمل ليصف نفسه عارياً أمامها

" كما قلتِ يوماً .. نذل سام دنيء .. وأنا هكذا وأكثر "

كل كلمة منها كانت في العداء تلمسه ، الآن كل كلمة منه في العشق تقتلها
نفس الثورة والغضب والتمرد تشعره له ، تريده حراً من وصمات الثعابين .. هذا عشق نعم .. لا يرحم
جسدها ينهض ببطء فيعتدل جسده معها ليستقيما معاً وترد

" وأنا لا أخاف منك "

جهلت كل تلك الصروح داخلها له ، هى الناقدة لكل شيء المنافية لمجتمع متفق .. لذلك تعاكس الدنيا وتخطو لخطره .. هى وجهه الآخر نعم .. اليوم تفهم
تهدر أنفاسه بعاطفة جامحة لمعنى كلماتها ويقول ما اعتاده دوماً

" لابد أن تخافي .. ساؤذيكِ ولو دون قصد "

اعتاد تشويه نفسه مقيدا بسلاسل للأرض ونفس السلاسل تربطها به لتناصره

" وساواجهك ككل مرة .. وبقصد ! "

كلماته حولهما كالميثاق يتذكرها وتتذكرها

( أحتاج قوتكِ لتوقفيني عند اللزوم .. أحتاج ذكائكِ للتعامل معي إذا رأيتِ السلاح بيدي )

هل تقصدها حقا ؟!.. هل نال الغفران ؟!

اشتدت ملامحه في ألم لا يحتمل انتظارا يعترف وهو يضرب بقبضته على قلبه

" ند بند .. ساحرق ستحرقين .. كما تحرقين هذا الآن "

ظلت ألماسة صامتة وكل شيء يتغير فيها .. رعد يدوي وبرق يضئ عتمة الأبواب والألماس يتناثر برنينه الحاد

وإشارة من شفتيها لمزيد من بريق العشق

" ادعو أن يحترق أكثر "






أرض الجبل .. صعيد مصر

دقت الطبول عالية مع الطلقات النارية وفروع الأنوار تزين الليل على صوت المزمار والربابة والمواويل الصعيدية
الولائم ممتدة لا تنتهي وتختلط روائح الطعام برائحة البخور اثناء رقية العريس لحمايته من الحسد

اجتمع الرجال وأهالي القرية في حشد أمام الدار يرقصون بالعصا حول العريس وهو يقف مهيبا بجلبابه الأبيض وفوقه عباءته البيضاء وحول رأسه عمامة الصعيد ملتفة زينة ورجولة

يشاهد أكرم ما حوله ضاحكا يقف جوار جمال وعينه على باب الدار حيث تقف دموع بفستانها الأزرق تغطي شعرها بوشاح احتراما للتقاليد
تتباهى العائلة بالأعيرة النارية التي يطلقها رجالها ويتبارى الرجال فيما بينهم بعدد الطلقات تمتزج بالأهازيج التراثية الشعبية

ويدخل الخيل الساحة راقصا على نغم المزمار والرجال يرقصون رقصة التحطيب بالعصا مع عريس الليلة حريصاً ألا يُهزَم اليوم .. قبل أن يمتطي فرسه المزين بالنقوط راقصاً به وسطهم

دخلت دموع الدار إلي مجلس النساء تجلس جوار أختها وتحتفل معهن وسط الترحيب المعتاد .. من العام للعام تأتي مع والدها وروان في الأعياد ، الأعياد في قريتها لها طعم آخر ككل شيء ..

كفتيات القرية حولها في جمالهن الطبيعي بثيابهن الملونة والذهب في صدورهن .. وتلك العروس الضاحكة تُزف إلي ابن عائلتها كالعادة .. فستانها الأبيض واسعا لامعا والذهب في ذراعيها قبله تباهيا

تناست ما كان في لحظات سعادة تتفاعل معهن في رقصهن المنطلق بالزغاريد لاخر الليل

خرجت إلي أكرم وهم يودعون العروس لتدخل لدار عريسها المجاورة .. وعلى باب الدار انتظرت سيدة عجوز تسقي العروسين اللبن كعادتهم لتبدأ عشرتهما باللون الأبيض قبل أن يدخلا

التفتت دموع إلي أكرم وهو ينظر لها نظرة لامعة مشتعلة فتقول مبتسمة

" كان اليوم جميلا منذ بدايته .. العقبى لنا "

جذبها جواره يمسك بيدها وهو يميل على أذن جمال يخبره شيئا فيومئ برأسه موافقا ، ثم عاد إليها ليخبرها

" قلت لعم جمال اننا سنعود سيراً .. هو وروان سيستقلا السيارة مع أقاربكم "

دقائق مرت وأهل العروس والعريس ينتظرون خارج الدار حتى خرجت إحدى السيدات لتعطي المحرمة البيضاء الحاملة إعلان الشرف لوالد العروس ، وحينها علت الزغاريد والطلقات النارية والمباركات بلا توقف.



على طريق تحده الزروع من الجانبين تسير جوار أكرم يحيط خصرها في الظلام الهادئ قائلا بحنين

" هل رأيتِ المحرمة التي تحمل شرف العروس ؟.. بعض العائلات توقفت عن هذه العادة والبعض ما زال متمسكاً بأي شيء من الماضي ولو خاطئا .. رغم وجود السيارات جهزوا الهودج على ظهر الجمل ليأتي بالعروس ! "

تبدو أرض الذرة سمراء بالليل القاتم ومن بعيد يلوح الجبل راسياً في إبداع الخالق للطبيعة وهى ترد بهدوء

" بل العروس طلبت ذلك .. اخبرتني طوال عمرها تتمنى ركوب الهودج وطلبته من أبيها فاشترطه على العريس "

يخفض رأسه لوجهها الذي لا يراه في الظلام لكن يحفظ تفاصيله بالقلب يسأل

" متى ستركبين الهودج إلي بيتي ؟! "

تضحك دموع وهى ترد

" اتفقنا على الموعد وبدأنا تجهيز البيت .. قريبا إذاً "

شرد عقله وسط الظلام في ظلام أشد عتمة في زنزانة ضيقة كالقبر فيلهي نفسه يسألها

" هل ستعودين للمعهد دموع ؟ "

يميل رأسها على كتفه تطمئنه كالعادة

" نعم .. كل شيء يمر يا أكرم .. أحزن واتأثر لكنك كالموسيقى في حياتي .. يستحيل أن أتوقف عنك "

يشدد على خصرها يضم جسدها إليه وفجأة سمعا صوت عواء فتوقفا مكانهما ودموع ترتعش لتهمس له بذعر

" هل هذا ذئب ؟! "

يتلفت أكرم حوله يحيطها ويهمس

" لا دموع .. مؤكد هذا مجرد كلب ! "

يتكرر الصوت فتفلت صرخة مكتومة من شفتيها تهمس بحنق

" كلب !.. هل هناك أحد عاقل يعود سيرا بهذا المكان ؟!... ربما هذه أرض مهجورة يا أحمق !.. يا رب "

يضحك أكرم يضربها على رأسها قائلا

" أرأيتِ ؟!.. حتى لا تقولي اني أحرمكِ من شيء !.. تحت الدرج موجود !.. كلاب موجودة !.. ذئاب موجودة ! "

ترتعش بخوف حقيقي والصوت يتكرر فقال ضاحكا مشيرا لسيارة على جانب الطريق

" اهدئي دموع .. الصوت قادم من الجبل بعيدا .. عامةً نحن وصلنا تقريبا .. انظري .. هذه سيارتي "

نفخت بخوف وهى تنكمش فيه وملامحها تبكي .. دون دموع.






فُتِح باب مكتبها لإعصاره الهائج ليصفقه بصوت هز الجدران ثم يضرب كفه أمامها على المكتب بورقة صائحاً

" ما هذا ؟ "

نظرت ألماسة للورقة بكل برود حضرت له منذ وقعت القرار ثم أجابت بهدوء

" قرار بعودة أستاذ أحمد مدير الحسابات إلي هذا الفرع "

يجن ببرودها غاضبا يشع القسوة شررا وعيناه حريق مستعر هاتفا

" لا تتحامقي لاني لو تغابيت عليكِ ساضايقكِ "

لحظة واحدة وكانت ستنفجر ضاحكة !
لكنها رسمت وجهها الفتان أناقة لترد قوله لها بثقة

" لا أحب الرجل الذكي حين يتغابى ! "

لم ينتبه بكل غضبه إلام ترمي الطعم هذه المرة ؟!
قبض فؤاد يده بشراسة وجسده يتحفز بالتوعد متسائلا

" ما الذي تريدينه بالضبط .. هل افصله تماما ؟ "

أمامها حاد الملامح عنيد مغرور النظرة .. نافراً كعروق جسده المرسوم بالقوة .. صدره يعلو بموجة حارقة ليهبط بدخان ملتهب كما عرفته ..
وكما عرفت ملامحه المخيفة حين يغضب تقف أمام رجل من عنف ..
ووقفت .. حائرة متعبة من التفكير تعترف

" لا اعرف ما أريد .. لأول مرة في حياتي "

ولم ينتبه لشيء مختلف بها في اهتياجه يهتف وهو يرمق ذلك الطوق الملعون بيدها

" تريدين رؤيتي أغار كأي أنثى وهو في محيطكِ .. اطمئني .. ذلك الحمق والعته المسمى بالغيرة يجعلني أجن من رؤية دبلة لرجل ميت في اصبعك .. فما بالكِ بشعوري تجاه الحي .. ولا تنسي اني قتلت من قبل .. سهل أن أكررها "

ما زال قادرا على إدهاش الحب وإدهاش أنوثتها ، اكتفاءً طاغياً تشعره معه فهمته أخيراً
تناصره توقف تشويهه لنفسه وتواجهه بالحقيقة قصداً كما وعدته وأصبحت تفعل

" قتلت خطأً وتعذبت بالأمر عمراً وليس سهلا عليك تكرارها .. بل مستحيلا .. لا تدعي أمامي أنك شخص آخر غير الذي عرفته جيدا "

ابتعد فؤاد خطوة ينظر إليها واشتعل كل ما فيه بجنون آخر .. اليوم بلا فخامة الأسود .. بأناقة الأبيض كانت .. مبهرة

عيناه تمر على حلتها البيضاء كأنها صفحته الجديدة التي سيكتب سطورها ، ونفس السلسال الفضي يلمع على جيدها ويغوي يديه

هل نزعت الأسود لأجله ؟!

هكذا باغتته وهزمته فخفت صوته بحدة أقل

" لا تفعلي ما تفعله كل امرأة إذاً .. لانكِ لستِ كأي امرأة "

أخذ ورقة القرار ليقطعها نصفين تطايرا ليستقرا على المكتب وهى تقول

" لا افعل .. لكن لن يضرك وجوده في شيء .. أنا .. أنا لست محصنة ضدك أنت .. اكره هذا الارتباك الذي تسببه لي .. وفي نفس الوقت ... "

سمعت نفسا حادا بجنون عينيه يكمل عنها

" تريدينه .. تكرهين أن يتحكم بكِ أحد بلا إرادة منكِ وبنفس الوقت تحبين منحه تلك السلطة عليكِ ليكون الوحيد المسموح له بذلك "

هل تملك تلك السلطة عليه حقاً ؟!

عيناها تسأله فتجيبها عيناه إيجاباً بلا شك

استدار فؤاد يضع يديه بجيبيه يسير بالمكتب قائلا

" حين أعطيتكم حقكم لم يكن هذا هدفي الوحيد .. أنا فعلت لاني كنت أثق انكِ ستأتين بنفسكِ لتعملي هنا .. لذلك قلت لكِ يومها ما زلنا ند بند "

تلك الابتسامة الغامضة !.. وغرور آل الرافعين !
نظر إليها تلك النظرة التي تسمعها همسه سراً ليواصل

" بعدما بقيتِ بجواري في المشفى بعد كل ما فعلته بكِ .. احتجتكِ بجانبي .. احتجت رؤيتكِ كل يوم .. احتجت وجودكِ في نفس المكان معي .. إذا شعرت اني ساقع يوماً ساذهب لبابكِ لتسندني ذراعكِ واعرف انكِ ستظلين جواري "

دفء يسري منه إليها بأمان الدنيا واحتياج الرجل يقولها

" عرفت أن بحضنكِ مكان لي ألماسة "

أخفضت رأسها بألم هذا الاحساس الخانق ، يجذبها وهى تردعه ولم تعد تملك قوة
لم تعد تفهم كيف يميل الإنسان لعدوه ؟!

تصارح نفسها أخيرا وتصارحه

" أنا خائفة .. خائفة من كل الدنيا .. ماهر قُتِل هل تفهم ؟.. أريد أن أتوقف عن الحزن وفي نفس الوقت .. لا أريد .. وبعد معرفتي بالماضي .. شعرت كأن الدنيا انتهت وبدأت من جديد .. لكني لم ابدأ معها "

رغم نبرتها الصلبة التي لا تنهزم عيناها تلمع بدموع عصية لتسمح لنفسها بالتحرر تماما

" نعم خائفة .. كل شيء سائر في طريقه وأنا وحدي في طريق آخر .. خائفة من الأيام كلما أشرقت الشمس ادعو الله ألا يحدث شيء يؤذيني .. لكن بسببك .. بسبب كل ما جمعنا .. استيقظ كل يوم اشعر اني .. إنسانة أخرى .. لست أنا "

اقترب منها روحه تتوق لرؤية وجهها والأمل يكبر ويكبر وهو نفسه لا يصدق انها قد تكون له بإرادتها
مَن اعتاد النبذ والبشر الخائفين منه طوال حياته كيف يأمن للأمل ببضع كلمات ؟

يرفع وجهها إليه يلمسه ولا يصدق انه يفعل قائلا

" دعيني اُطمئن هذا الخوف إذاً .. كلانا مجروحين ألماسة .. دعينا نداوي بعضنا "

أبعدت يده تهتف بألم غاضب مشوش

" بأي شيء تداويني ؟!.. ماذا لديك لتداويني ؟!.. أنت لا تملك أي شيء أحتاجه .. وفاقد الشيء لا يعطيه "

صرخ فؤاد بلا تحكم

" بل يعطيه .. يعطيه وبكل ما يملك "

يهزها من كتفيها تشعر بالدوار وصوته يعلو باهتياج

" وأنا لا أملك إلا أنتِ .. تشعرين انكِ إنسانة أخرى .. إذاً ساعطيكِ نفسكِ "

xxxxب الساعة تمر .. تمر ..
هدوء حلّ بصباحٍ جديد .. لن ينهار العالم إذا اعترفت انها تحب ' فؤاد رافع ' !

شموخ يعود لملامحها لا تنكسر .. ابنة الرافعين وأصل الجبل .. مقدراً لها الجبل !

حركة من يدها جعلته ينظر لأسفل ..

وأمام عينيه نزعت الخاتم الذهبي من اصبعها لتضعه على المكتب وهى تنظر إليه ..

لفصل جديد برحلة حياة

لقد كانت هى القوة .. وتريد القوة



انتهى
الاماكن التي تم ذكرها بالمشاركة التالية




نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 01:15 AM   #1653

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

قلعة قايتباي








متحف الاحياء المائية









شارع فؤاد





مكتبة الاسكندرية







القبة السماوية







متحف المجوهرات













متحف البرديات







ستانلي







قصر المنتزه







جزيرة الشاي





انطونيادس











عمود السواري




المسرح الروماني





نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 01:16 AM   #1654

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 204 ( الأعضاء 66 والزوار 138)
‏sandynor*, ‏رقيةرقية16, ‏منال سلامة, ‏سويتي شام, ‏سرو هانم, ‏ورد الجناين, ‏ام زياد محمود+, ‏Quranlover2009, ‏ام سليم المراعبه, ‏االمااسة, ‏قدوتى عائشة 2, ‏يمنى ام تميم, ‏هاجرر55, ‏سوووما العسولة, ‏princess of romance, ‏Sososososo, ‏امل و نور الحياة, ‏Zainab a, ‏Heckenrose, ‏almoucha, ‏ريم الحمدان, ‏ليان ملاك, ‏سلمى ياسمين, ‏زهرة الحنى, ‏donia dody, ‏فله بنت احمد, ‏قمر صفاء, ‏إسراء عبد, ‏وفاء عبدالله, ‏من هم, ‏همس الرحمة, ‏ارقى المنى, ‏الق الزمرد, ‏hafodha, ‏hadeer22, ‏رباب طارق, ‏همسات ناعمه, ‏Hendalaa, ‏amina23, ‏سلمى يونس, ‏Iraqi1989, ‏أميرةالدموع, ‏تغريد عبد الرحمن, ‏Nevoooo, ‏imoo, ‏ayaammar, ‏rouba980, ‏temoony, ‏Safo85, ‏Hagora Ahmed, ‏ريماسامى, ‏ام زنوبيا, ‏شجن المشاعر, ‏فديت الشامة, ‏lollahm2008, ‏تالن يوسف, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏ام عدي ريان, ‏dorra24, ‏Mai shahin, ‏Salma_3_, ‏Meem*, ‏shoagh, ‏ميسى93,


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 01:29 AM   #1655

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 223 ( الأعضاء 81 والزوار 142)
‏sandynor*, ‏رحاب نبيل, ‏temoony, ‏سماح خلف, ‏Tankosha, ‏Jinan_awad, ‏لولو1995, ‏Elhouda, ‏ارقى المنى, ‏lollahm2008, ‏Kemojad, ‏hadeer22, ‏االمااسة, ‏نفوسا, ‏Reem salama, ‏ام زياد محمود+, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏سلمى ياسمين, ‏Dalia.7rb, ‏همس البدر, ‏Somyaa, ‏ريم الحمدان, ‏هنا بسام, ‏Julya, ‏rashid07, ‏Shimaa 33, ‏قدوتى عائشة 2, ‏شجن المشاعر, ‏Dall, ‏k_meri, ‏مي عبدالحميد, ‏من هم, ‏Heckenrose, ‏الق الزمرد, ‏نوره صانع, ‏يمنى ام تميم, ‏رقيةرقية16, ‏منال سلامة, ‏سويتي شام, ‏سرو هانم, ‏ورد الجناين, ‏Quranlover2009, ‏ام سليم المراعبه, ‏هاجرر55, ‏سوووما العسولة, ‏princess of romance, ‏Sososososo, ‏امل و نور الحياة, ‏Zainab a, ‏almoucha, ‏ليان ملاك, ‏زهرة الحنى, ‏donia dody, ‏فله بنت احمد, ‏قمر صفاء, ‏إسراء عبد, ‏همس الرحمة, ‏hafodha, ‏رباب طارق, ‏همسات ناعمه, ‏Hendalaa, ‏amina23, ‏سلمى يونس, ‏Iraqi1989, ‏أميرةالدموع, ‏تغريد عبد الرحمن, ‏Nevoooo, ‏imoo, ‏ayaammar, ‏rouba980, ‏Safo85, ‏Hagora Ahmed, ‏ريماسامى, ‏ام زنوبيا, ‏فديت الشامة, ‏تالن يوسف, ‏ام عدي ريان, ‏dorra24, ‏Mai shahin, ‏Salma_3_
أدوات الموضوع


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 01:32 AM   #1656

منال سلامة

قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات


? العضوٌ??? » 408582
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,077
?  نُقآطِيْ » منال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond reputeمنال سلامة has a reputation beyond repute
افتراضي

قرأت مقتطفات من الاحداث الرائعة ..👍👍👍👍
تسلم ايدك ... لي عوظة بقرائته غدا ان شاء الله على رواااااق ...❤❤
كل الود لقلمك الذي يسطر اجمل الحروف ..يا وردة تحمل ضمة ورد 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


منال سلامة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 01:35 AM   #1657

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


التعليق على الفصل الي فات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعد مساءك وكل أيامك حبيبتي نورهان 😍مشكورة على الجميل والمميز ; لكن اعترفي ظلمتي فؤاد يا روح نسرين معقولة يغيب في الفصل كتير وحشني ثعبان الرافعين 😉البداية مع سارة التي بدات تتعود على حياتها بعيدا عن عائلة الرافعين وبدأت تنسى كمان الي ما يتسمى رمزي، حتى انها يمكن بدات تقع في الحب عجبتني القصة كتير مع محمود هيك رجل شهم ومتواضع ماهو من النوع الملتوي مثل رمزي
هو كمان واقع في حبها وربما ينتظر الفرصة لكي يعبر لها على مافي قلبه 😍الجيد في القصة انها تخلصت من رمزي الأناني ولم يعد له وجود لا في حياتها ولا في حياة إبنها وفؤاد يهتم بإبن أخيه طبعا وهو الي وضف السيد محمود 🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗🤗 فجر وبعد كلامها القاسي ذاك اليوم لم تعد تلتقي بزايد وجها لوجه قطعت علاقتها به تماما لكنها تعرف أنه بخير لأنها كانت تسمعه وقت رجوعه

شهاب وإزار
هذي المرة أخذنا رحلة في شوارع القاهرة الجميلة
وتجولنا بين اروقتها الراقية والجميلة وعرفنا تاريخها ولماذا سميت بالقاهرة وكمان عن المساجد فيها وكيف دخل الإسلام ومن حكمها في ذلك العصر
كانت رحلة جميلة وممتعة ومعلومات قيمة
بارك الله فيك حبيبتي نورهان 🌷🌷وشهاب مرشد سياحي رائع راح أستعين به لما اجي على مصر هههههههه

صدفى وعماد

صدفى بعد اسبوع العسل لما رجعت للواقع وأن عماد متزوج ثلاث نساء غيرها كرهت كل شيء الوحدة قتلتها حتى ابوها وجدتها رفضوا يسكنون معها وتركوها تواجه مصير اختياراتها ورجعت لوحدها تعد النجوم في البيت الكبير
عماد واقع بين نارين ولم يجد حل بين نسائه الأربعة ههههه
ورجع لعند صدفة وليلتو كانت سوداء هههههههه صدفة كانت حزينة لدرجةكبيرة وما قدر عماد يخرجها من الحزن الي فيه
بس وقع قلبها إبن الزين لما أعطاها المتأخر
اختفى لونها فجأة وظنت أن عماد يتخلى عنها
ولو على قطع عنقه الرجل ما صدق اتزوجها يتركها هكذا بكل بساطة تكيد لا
لكن ليلته كانت سوداء لما تذكرت فجأة انه كان عند زوجته قبلها ههههه حتى ما تركته يشرح واغلقت الغرفة بصراحة يستاهل حبيب نورهان هههههههه

حبيبتي نورهان تسلم أناملك الذهبية ويعطيك ألف عافية
مشتاقين لفؤاد يا نور 😂😂





Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 01:37 AM   #1658

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 233 ( الأعضاء 86 والزوار 147)
‏Nesrine Nina, ‏أميرةالدموع, ‏قمر صفاء, ‏nmnooomh, ‏شروق سمير, ‏Saro7272, ‏لولو1995, ‏asaraaa, ‏ayaammar, ‏حبيبيه, ‏rahasff, ‏Jinan_awad, ‏رحاب نبيل, ‏temoony, ‏سماح خلف, ‏Tankosha, ‏Elhouda, ‏ارقى المنى, ‏lollahm2008, ‏Kemojad, ‏hadeer22, ‏االمااسة, ‏نفوسا, ‏Reem salama, ‏ام زياد محمود, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏سلمى ياسمين, ‏Dalia.7rb, ‏همس البدر, ‏Somyaa, ‏ريم الحمدان, ‏هنا بسام, ‏Julya, ‏rashid07, ‏Shimaa 33, ‏قدوتى عائشة 2, ‏شجن المشاعر, ‏Dall, ‏k_meri, ‏مي عبدالحميد, ‏من هم, ‏Heckenrose, ‏الق الزمرد, ‏نوره صانع, ‏يمنى ام تميم, ‏رقيةرقية16, ‏سويتي شام, ‏سرو هانم, ‏ورد الجناين, ‏Quranlover2009, ‏ام سليم المراعبه, ‏هاجرر55, ‏سوووما العسولة, ‏princess of romance, ‏Sososososo, ‏امل و نور الحياة, ‏Zainab a, ‏almoucha, ‏ليان ملاك, ‏زهرة الحنى, ‏donia dody, ‏فله بنت احمد, ‏إسراء عبد, ‏همس الرحمة, ‏hafodha, ‏رباب طارق, ‏همسات ناعمه, ‏Hendalaa, ‏amina23, ‏سلمى يونس, ‏Iraqi1989, ‏تغريد عبد الرحمن, ‏Nevoooo, ‏imoo, ‏rouba980, ‏Safo85, ‏Hagora Ahmed, ‏ريماسامى, ‏ام زنوبيا, ‏فديت الشامة, ‏تالن يوسف, ‏ام عدي ريان, ‏dorra24, ‏Mai shahin


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 02:18 AM   #1659

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

زايد عرف الفرق وخلاص قرر يتغير

دموع بتحاول تجذب اكرم للتعامل والاندماج اكتر مع الناس

فؤاد خد الفرصه مع الماسة ربنا يستر من القادم وبالذات امه الرخمه

تسلم ايدك يانور


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 09-02-21, 02:34 AM   #1660

يلمار علي

? العضوٌ??? » 470587
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » يلمار علي is on a distinguished road
افتراضي

بجد رائعة تسلم ايدك متشوقة اوي لألماسة وفؤاد ووحشتني رنوة و رشاد جدا 😍😍😍😍🖤

يلمار علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.