آخر 10 مشاركات
عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          عشق وكبرياء(6)-ج1 من سلسلة أسرار خلف أسوار القصور-بقلم:noor1984* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )           »          ودارتـــــــــ الأيـــــــــــــام .... " مكتملة " (الكاتـب : أناناسة - )           »          8-لا يا قلب- راشيل ليندساى -كنوز أحلام (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          الدخيلة ... "مميزة & مكتملة" (الكاتـب : lossil - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          [تحميل]من قريت الشعر وانتي اعذابه من كتبت الشعر وانتي مستحيلة لـ /فاطمه صالح (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree276Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-19, 06:56 PM   #161

الجوزاء●°

? العضوٌ??? » 444916
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » الجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond repute
افتراضي


السلآم عليكم ورحمة لله وبركاته ..

تسجيل حضور .. في انتظار الفصل 💙💛


الجوزاء●° غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 10:43 PM   #162

نورالشهري

? العضوٌ??? » 432377
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 192
?  نُقآطِيْ » نورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond reputeنورالشهري has a reputation beyond repute
افتراضي

في فصل الليله 😓😓😓😓😓😓😓😊

نورالشهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 10:44 PM   #163

houda4

? العضوٌ??? » 389949
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 393
?  نُقآطِيْ » houda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond repute
افتراضي

بانتظار الفصل ان شاء الله خاصة ألماسة وفؤاد 🥰🥰

houda4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 11:15 PM   #164

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


مساءكم ورد وريحان
موعد اليوم ومع ضيفة شرف ضبابية الهوى ... روايتي عشقك عاصمة ضباب لن يكون لها جزء ثان .. واكرر لن يكون لها جزء ثان .. وهذا العمل منفصل تماما عنها ولكنها خيوط ضوئية تجمع أبطالي في مجتمع واحد



البريق الثاني

دهب .. جنوب سيناء

" مرحباً بكم في دهب .. سحر جنوب سيناء "

ابتسم شهاب بملامحه الشقية المريحة وهو يستدير فاتحاً ذراعيه يقولها بفخر بلغة إنجليزية متقنة ثم عاد يسير أمام الفوج السياحي تحت آشعة الشمس الذهبية بنهار الشتاء ، ملقياً نظرة يمينه للجبال الشاهقة الممتدة بلا نهاية للعين فيرفع سبابته قائلا بنبرة رائقة كالجو

" لقد سميت دهب تيمنا برمالها الذهبية "

نظرة أخرى يساره للبحر الأحمر وأجمل درجة للزرقة الصافية رآها في العالم
أخذ نفساً طويلا من هواء نقي لم تلوثه شائبة صناعية بعد ثم وصفها بطريقته بلمحة شجن متطلعا حوله

" هل سمعتم الهدوء ينادي ؟!
هل جربتم أن توقفوا الزمن يوماً ؟!
هل رأيتم اللازورد يتنفس ؟!
نعم .. إنه سحر الهدوء التااام .. حالة مذهلة من الاسترخاء في حياة بسيطة لأبعد درجات البساطة الطبيعية "

استدار إليهم مبتسما ينظر لعيونهم اللامعة بسحر سيناء الذهبية يواصل

" دهب .. أجمل شواطئ الشرق الأوسط حسب ما ورد بتقرير ( ناشيونال جيوغرافيك ) .. حيث جاءت بالمركز الأول بين الشواطئ الأجمل والأنقى بالشرق الأوسط "

ينظر الفوج السياحي حوله وهو يشير نحو البحر الأحمر متابعا بنبرته العملية

" يمكنكم رؤية درجة نقاء المياه هنا لدرجة رؤية الأسماك تحتها أثناء وقوفكم على الشاطئ .. لذلك لا يمكن أن نأتي إلي دهب ولا نستمتع بأجمل تجربة غوص .. خاصة بالثقب الأزرق .. ( blue hole ) هو بئر عميقة فى البحر الأحمر بعمق مائة وثلاثين مترًا بها فتحة للخروج إلى البحر المفتوح تسمى بـ"القوس" على هيئة نفق طويل لمحبي المغامرة .. بعد قليل سترون روعة الشعاب المرجانية بأعينكم وبعدها ستكونون في ضيافة عائلة بدوية من أعرق العائلات هنا .. ومَن يريد تسلق الجبال أو ممارسة أي رياضة مائية فليعرف أنه سيعيش أكثر الدقائق بهجة في حياته "

تسود بعض الهمهمات المبتسمة والكاميرات يتحرر ضوؤها للتصوير الحافظ للقطات الحياتية وشهاب يكمل برنامج الرحلة

" غدا سنقوم بسفاري وقت الشروق لتتمكنوا من رؤية دهب من أعلى الجبل لحظة إشراق الشمس في منظر لا يُنسَى "

يتابع شهاب سيره وسط هدوء تقطعه همسات السياح الأجنبية متمنيا حلول الليل لرؤية النجوم .. في حضن السماء ينام ناظرا للألماس المتناثر بالصفحة السوداء بكل رحلة .. بكل بلد ومدينة .. حين يكون القمر بدرا وشروق الشمس بعد فجر التقاء البحر بالسماء
حلمه الوحيد منذ صغره أن يلف العالم وقد فعل ، لكن بكل مرة يعيده الحنين إلي مصر
مشكلة الشعب هنا أنه لا يدرك جمال بلاده ، يركزون على العادي والسيء منشغلين بهموم الحياة ولا يرون ما خفي عنهم ، لكنه أدرك ذاك الجمال
وجزء من ذلك الجمال ... دهب
يصادف في طريقه أحد الشيوخ المعروفين فيصافحه بحرارة ثم يرحب الشيخ بالفوج السياحي مبتسما قبل أن يمضي بطريقه تاركا شهاب يتحدث بانجليزية متقنة

" دهب لم يصلها الكثير من أيادي البشر لذلك تحتفظ بطبيعتها ونقائها .. لا يمكنك ألا تكون مأخوذا بجمال الطابع البدوي للمدينة .. الشوارع والمحلات وحتى الناس أنفسهم .. أهل دهب يقولون ( نحن نبيع شمس وهواء ) .. يحافظون على المدينة كلما زاد الفساد بالبلاد تحت مسمى الحضارة .. إنها تلك البيئة الجبلية المكونة من الرمال والحشائش والصخور كأنك انتقلت إلي عالم ليس فيه سوى الصحراء "

يتوقف معهم قليلا وهم يتوقفون لالتقاط الصور ليتابع برنامجهم

" بعد أن ننهي زيارتنا لدهب سنمر بمنطقة تسمى نويبع وبعدها منطقة رأس شيطان .. وبالمناسبة .. رأس شيطان أو Devil head .. سبب تسميتها أن بها صخرة عملاقة تفصل البحر قسمين فأصبح شاطئ يميناً وآخر يسارا فتم تسميتها رأس شاطئين ثم تبدل الاسم مع نطقه إلي رأس شيطان .. وأعدكم بالاستمتاع بأجمل تجربة للتخييم أمام البحر مباشرة في نويبع .. والآن هيا إلي الخيمة لنتناول الغداء "

أمام الموائد الأرضية البسيطة في الخيمة البدوية والأصناف المصرية الأصلية وقف شهاب يقول

" لن ننسى زيارة جبل موسى ودير سانت كاترين .. قلعة الترابين المسماة على اسم أشهر قبائل سيناء .. وجبال الوادي الملون أو كما يسمونها ( جبال الكانيون ) .. إنه تحفة فنية شيدها الخالق .. أخدود بين جبلين تتخللهم الصخور الملونة ورسومات بديعة تكونت بفعل الرياح والأمطار .. إنه سحر الطبيعة "

يناوله أحد الصبية كوبا من الشاي فيأخذه منه يشرب قليلا ثم يشكره بإعجاب ليقول مبتسما

" هذا شاي الأعشاب الخاص بأهل المنطقة .. يفيد في تطهير الكبد ويخلص الجسم من الأملاح .. مصنوع بطريقة خاصة مضاف إليه أعشاب تسمي “ الزجوح ” .. أهل القبائل هنا يساعدون الوافدين إذا تعرض أحدهم إلي ضربة شمس أو حدثت أي آلام أخرى .. وكل شيء طبيعي بالنباتات الطبية الموجودة بالأرض "

يرى الاستحسان على وجوههم فيستدير لينتقل للجزء المفضل لديه

" غدا سنقوم برحلة لوادي يسمى ( وادي الوشواشى ) .. مكان بكر لم يلوثه بشر سنقضي به اليوم .. ثلاثة عيون مائية عذبة من تجمع مياه الأمطار والسيول تستغرق ساعة ونصف تسلق للوصول للعين الأولى ثم تعبر للعين الثانية والثالثة سباحةً .. العين الثالثة محاطة بجبال الفيروز وتسمى البحيرة الخضراء لإحاطة أحجار الجرانيت بها والتي تجعل المياه بها دافئة دائما .. كما إنها لا تتبخر رغم ارتفاع درجة الحرارة في أوقات معينة من العام .. تحفة طبيعية أخرى من خالق الكون "

يبدأ السياح في النهوض بعد انتهاء الطعام فيتابع بعملية

" اليوم الأخير سنزور عدة أماكن أثرية بسيناء .. سنقضيه صباحا بمنطقة النواميس الأثرية وهي قباب ترجع إلى العصر البرونزي .. بنيت من رص الأحجار الدائرية بطريقة بدائية وهي حياة الإنسان الأول بسيناء .. ثم زيارة محمية نبق المميزة بالشعاب المرجانية والكهوف البحرية وبعدها محمية أبو جالوم لوجود منظر مذهل من نظام كهفي تحت الماء بها .. وليلا نتناول الطعام بمطاعم قرية الصيادين ونزور سوق غزالة لشراء الهدايا التذكارية "

يتقدمهم حتى خرجوا من الخيمة مودعين أهلها الكرماء قائلا بابتسامة

" اتمنى لكم رحلة ممتعة في سحر الصحراء .. سحر سيناء مصر "

أما هو فكان ينتظر زيارة نويبع حيث أفضل ما تفعله هناك .. هو ألا تفعل شيئا
نعم .. إنه فقط سحر أن تترك العالم خلفك .. سحر اللازورد حين تقع عليه الأعين.






خرجت من البناية تستقبل الهواء الشتوي البارد يكاد الإطاحة بها مع تنورتها التي طارت خلفها .. متجهة لسيارتها الرمادية الصغيرة تستقلها وهى تحكم الوشاح الصوفي حول عنقها ثم تنظر لوجهها المحاط بحجابها الأبيض في المرآة الأمامية بنظرة معتادة واثقة وتعدل نظارتها على أنفها ثم تدير المحرك
مرة بعد مرة لا يعمل بحالة أيضاً معتادة .. سيارة ميؤوس منها ! .. قديمة الطراز كانت تتعب والدها كثيرا رحمه الله لكنها كانت غالية عليه كابنة ثانية على هيئة علبة صفيح !
نفخت بضيق ناظرة للنافذة جوارها لحركة المارة الصباحية .. حركة من المفترض أن تكون نشيطة لكنه الشعب المصري ! .. لا ينشط إلا بأوقات معينة وبعد عدد لا بأس به من الشطائر وغالباً تكون من الفول ، الوجبة الشعبية المفضلة ! .. لكنه شعب تجري الأصالة بدمائه الحرة ، لا يكبله مكبل .. إلا بإرادته !
ابتسمت فجر لامرأة عجوز تحمل شبكة طولية من أحبال خضراء بها خبز بلدي وكيسا به قرطاس من الطعمية
الفول والطعمية .. عشق لا يفهمه إلا المصري !
اتسعت ابتسامتها بضحكة صافية وهى تخلع قفازها الصوفي لتخرج من السيارة تفتح مقدمتها وتصلح ما تصلحه يوما بعد يوم ، تنظر حولها ثم خلفها محاولة ألا تنحني كثيرا حتى لا تثير النظر بنظرة مُحرمة
أخيرا دار سيادة المحرك !
اتجهت لتركب مكانها وهى تلمح شاباً غريب الشكل عن المنطقة ينزل من بنايتها ، بارز العضلات بشكل مبالغ لكن ما يلفت النظر إليه هو شعره .. شعره تقريبا يقارب طول شعرها الذي يتجاوز كتفيها بقليل !!.. لكنه مألوف الملامح !
اعتدلت لتنطلق حين سمعت صوته الغاضب من نافذتها وهو يرمي بعلبة عصير كان يشربها أرضا

" بلد أسود ملعون .. لعن الله مَن جعلني أعود إليك مجددا "

جمدت ملامح فجر وهى تنظر إليه ثم إلي صندوق أزرق موضوع بالقرب من البناية ثم تعيد عينيها إليه مجددا وهو يعبث بهاتفه
يطلب رقما مرجعا شعره الطويل المتطاير للخلف ثم ينفخ بقوة واشمئزاز وهو ينظر حوله للناس وخاصة إلي ولد صغير أسمر يحمل كيسا به العديد من عبوات المناديل الورقية ويسير ببطء بملابس متسخة

" وهل البلد هو مَن رمى هذا ؟ "

تحرك الشاب خطوة إثر الصوت وهو يجد فتاة تنخفض أرضا تأخذ علبة العصير التي رماها ثم تتجه للصندوق الأزرق تلقيها به
التفتت تنظر إليه بعينين تشعان قوة ما رآها يوما بامرأة .. قوة تحذيرية تقارب قوة الرجال .. ربما هى قوة الفراعنة ! .. وربما لأنها مألوفة الملامح فيقرأ تعابيرها بهذه السهولة !
وصوتها البارد يقصف صقيعا

" ما يلقي بالقمامة على أرض بلده إلا القمامة "

أجفلت ملامحه غضبا وهى تستدير متجهة لسيارتها لكنها توقفت مطبقة شفتيها بعنف وهى تلتفت مجددا لتشير لذلك الولد الصغير بائع المناديل
جاءها الولد راكضا يمد لها علبة المناديل الصغيرة فأخرجت من سترتها نقودا أكثر من ثمن العلبة وأعطتها له وأخذت العلبة وهى تسأل

" ما اسمك ؟ "

نظر الولد للنقود ضاحكا ثم رد

" مرسي "

هزت فجر رأسها بتعبير غريب ثم قالت بغضب مكبوت من تلك الأحوال البائسة بالبلد

" لا بأس .. سيعدلها الله لك يوما ما .. لكن إياك والحرام هل تفهمني ؟ "

مط الولد شفتيه بخيبة أمل واومأ برأسه ثم استدار ليرحل فظلت تراقبه والغضب داخلها يتفجر ثم ركبت سيارتها لتنطلق بها .. أمام أنظار الشاب المتعجبة رغم الغضب.


وصلت مقر معهد الموسيقى حيث هوايتها الوحيدة والفرقة التي تعتبر هى أهم أضلاعها ، سيدة الإلقاء كما يلقبونها
اليوم إجازتها من عملها ، يوم حددته بناءا على اجتماع الفرقة هذا اليوم منذ الصباح للتدريب وباقي الأيام تلتقيهم بعد عملها
وصلتها أصواتهم المرافقة للآلات الموسيقية عدا الكمان .. الكمان كان حزينا جالسا في أحد الأركان ، ينظر لكنه لا يبصر شيئا كأنه مصدوما بعمرٍ ضاع منه
اقتربت فجر منها تربت على كتفها متسائلة بابتسامة

" كيف حالكِ دموع ؟ .. لماذا لا تعزفين اليوم ؟ "

رفعت دموع رأسها بابتسامة باهتة ترد بنبرة فارغة مشبعة بالألم

" يدي ترتعش وأنا أعزف .. منذ أيام لا أعرف ماذا أصابني ؟ "

بل تعرف .. أصابها – وطن القلب – بصدمة في – قلب الوطن –
جرحا عميقا في منتصف الثوابت الثورية .. والانتظار الفائت صفعات على وجه الحب الزائل
مسحت فجر على شعرها وهى تميل نحوها قليلا بالقول

" أتعلمين .. اليوم وأنا قادمة شاهدت منظراً بالشارع فجر كل طاقات الغضب داخلي .. أظن أدائي اليوم سيكون متفجرا هكذا .. وأظنكِ تحتاجين لمحفز مثلي يعيدكِ لشغفكِ لا أكثر "

مالت شفتاها ألماً وهى تنظر للعازفين أمامها تسأل

" وإن كان المحفز نفسه هو مَن سرق شغفي وعمري وكل شيء .. ماذا افعل حينها يا فجر ؟ "

التفت فجر تجلس على كرسي جوارها واضعة حقيبتها على رجليها قائلة بأمل

" ابحثي عن محفز جديد "

نظرت دموع إليها فتابعت بابتسامة

" محفز بداخلكِ أنتِ .. فكرة ومبدأ وحلم .. لا شيء ولا شخص لأن كل شيء زائل وكل شخص راحل .. أما الحلم والفكرة لن يزولا .. والمبدأ لا يتجزأ "

أطرقت دموع تفكر طويلا وفجر تواصل بإحساسها

" الثورة والكرامة والوطن .. هذا هو أساس الفرقة من البداية حتى وإن كان البعض يعتبرها شعارات .. حتى وإن أراد البعض الشهرة فقط .. لكن المبدأ واحد لا يتغير ولا يجرؤ أحد أن يغيره "

نعم المبدأ واحد لم يتغير داخلها ، لكن صاحب المبدأ هو مَن تغير .. مَن زرع فيها الثورة .. خمد
أخرجت فجر دفترا من حقيبتها أخذت تتصفحه ببطء متسائلة

" ما اسم الفرقة دموع ؟ "

نظرت إليها تدرك مقصدها تجيب

" ثورة "

ابتسمت فجر وهى تنظر لورقة معينة ثم قالت بنبرة ذات مغزى

" هذه هى ! .. الفكرة والحلم والمبدأ "

افترقت شفتا دموع بنفس حار وبعض الجرح يلتئم لكنه أقسى وأقسى .. إنها خسارة حبيب يا فجر
تعالى تصفيق أحد الشباب سائلا

" فجر .. جاهزة ؟ "

ظلت فجر لحظات تنظر للورقة التي اختارتها ثم نهضت تضع الدفتر مكانها وتتجه نحوهم بعزة روحها قائلة

" نعم مصطفى .. لكن سأغير القصيدة اليوم .. سأقول ( آن الأوان يا مصر لعبد الرحمن الأبنودي ).. اشعر بها أكثر .. سأقولها أولا قبل التعديل ثم بعد التعديل "

تنحى مصطفى جانبا قائلا بابتسامة إعجاب بحركة استعراضية

" كما تحبين يا سيدة الإلقاء "

صمتت فجر تماما تتنفس بانتظام وعيناها تتعمق بنظرتها القوية .. الألحان المنخفضة تنبعث من خلفها كموسيقى تصويرية تعطي إحساسا أكبر
آه .. ذلك الشاب متطاير الشعر الذي أهان البلد ! .. ذلك الولد الصغير المتروك بالشارع بلا علم بلا أمل !! .. والدها ووفاته بمعركة الجمل بثورة الخامس والعشرين من يناير
‏ومصر .. مصر الحرة التي استقبل ترابها الكثير من دماء ابنائها وما زالت ولأخر يوم بالحياة
مصر تتحدث عن نفسها .. آن الأوان يا مصر ، وانطلق صوت الفجر


آدي الشباب اللي على قلبك يا مصر عزيز
خلونا تاني نحس إن احنا مش عواجيز
خدعونا لما قالوا لنا يا أساتذتنا
شفنا الأساتذة في ثواني بيصبحوا تلاميذ
شبابنا غطوا الميدان كأنه من غير أرض
ملايين في صوت وصلاة الثورة أكبر فرض
لو كنت أعرف ألخص مصر في قصيدة
أجساد وأرواح وأصوات سكنوا أحلام بعض
ماكانش فيه غير حجارة أرصفة وأسفلت
فإمتى طلع الشباب ده .. هل أنا غفّلت ؟
يا حاجب الشمس مهما الغيم غِزر بيروح
بلد عصية ومش هاتنولها مهما فعلت
أبواب بيوت تتفتح رمت الشباب بره
كما شمس رشت ضياها كله بالمرة
آه منها مصر لما تنوي على نية
وأهم نواياها في الدنيا تعيش حرة
يا مصر يا وردة الدنيا ما زيك حد
إياكِ يهدى الهتاف أو يترخالك يد
الفجر واقف ورا أبوابك بيستنى
متكرهيش الربيع تاني في لون الورد
***
وانا عارف إن الجهالة والغباء لزوال
يا مصر قومي ودافعي عن مصير أجيال
الثورة تيار أمل فايض على مجراه
فرس أصيلة ما ليها بس غير خيّال
شايفة بعنيكِ يا مصر وسامعة بودانك
عمرك ما كنتِ هزيلة القوة في إيمانك
عمرك ما كنتِ هزيلة .. القوة في إيمانك
عمرك ما كنتِ هزيلة .. القوة في إيمانك
.......

رددتها أعلى وأعلى والموسيقى خلفها تعلو .. دقائق تتزايد وتكمل القصيدة وتعيدها بتعديلها
بنبض قلبها تشعر وصايا والديها .. وطنكِ يا فجر
ما زال بالبلد نبض يخاف عليه .. ما زال بالبلد مَن يحمل وطنه على كتفيه
لكنها الحياة .. ننشغل بأمورنا ونلهى بأهلنا عن مصر لكننا فيها .. وهى فينا
وقت الجد نتلاقى يد بيد.


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 11:16 PM   #165

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

دخلت غرفة المكتب بخطى هادئة كعادة ثباتها قائلة بلباقة أخفت بها استياءها

" صباح الخير أستاذ سيد "

تفحصها سيد من قدميها حتى رأسها بنظرة بليدة تخفي إعجابا أحمق ثم قال مشيرا لكرسي أمام مكتبه

" صباح النور.. تفضلي "

جلست ألماسة وهى تعصر على نفسها قفص من الليمون متسائلة

" ماذا هناك ؟ .. يمنى أخبرتني أنك تريدني فور وصولي "

هى أيضا تريد أن تحدثه عن عمل لأكرم لكنه مد لها ملفاً به عدة ورقات نظرت إليهم باعتيادية حتى وصلت عند أحد الأسطر واتسعت عيناها وهى ترفع الأوراق لتقرأها بتمعن ثم توالت ورقة خلف ورقة إلي أن سألت متفاجئة

" ما هذا ؟! "

شبك أصابع يديه معاً متسائلا ببرود

" ماذا ترين ؟ "

ألقت نظرة مندهشة على الملف ثم قالت بلا استيعاب

" إنذار من تقريباً كل الشركات التي نتعامل معها بعدم التعامل معنا أو توريد أي خامات لنا حتى .. يتم فصلي من العمل !! "

صمتت لحظات ترمش باستغراب شديد ثم تكرر مستنكرة

" يتم فصلي أنا ؟! .. ما هذا ؟! .. من أين يعرفونني أصلاً ؟! "

رجع سيد يستند لظهر كرسيه متسائلا بنبرة متلاعبة

" هل لكِ أي علاقة بمصانع رافع أو صاحبها فـؤاد رافع يا ألماسة ؟ "

لمع بعينيها بريق عجيب هامسة

" ماذا ؟! "

رد سيد بابتسامة ساخرة

" سألت سؤالاً واضحاً .. لا أظن أن تشابه الاسم العائلي بينكما يجعلكما معرفة مثلاً وإلا خرب البلد بتشابه معظم الاسماء ! "

أطبقت شفتيها صمتاً قليلا تستوعب ما يحدث دون كلام ثم ارتفع ذقنها عفويا والبريق يتألق أكثر بمقلتيها قائلة بثبات

" ماذا تقصد ؟ .. أنا لا افهم "

تكلم سيد بنبرة مغيظة شامتة كعادته في فضائح أي شخص

" أنا تحدثت مع مدير إحدى هذه الشركات وشرح لي الأمر .. مصانع رافع هى التي تورد خامات معظم هذه الشركات وقد توقف التوريد لهم لحين قطع التعامل معنا حتى يتم فصلكِ "

مال للأمام قليلا يشدد على كلامه بنفس النبرة الكريهة

" فصل الأستاذة ألماسة رافع التي انتحلت شخصية السيدة ولاء الدغيدي لتقابل السيد فؤاد رافع شخصياً وتعرض عليه صفقة سوق سوداء من خلف ظهر الشركة "

صفقة سوق سوداء !! ... يا ابن الـ ...
الدماء تغلي بعروقها غلياناً بطيئا مخيفا بينما يكمل سيد كلامه ببروده المستفز

" ومن كرم السيد فؤاد لم يبلغ الشرطة عن صفقتكِ المشبوهة بل اكتفى بطلب فصلكِ من العمل "

ظلت ألماسة تنظر إليه نظرة غريبة ثم قالت بابتسامة أغرب

" كريم بحق ! .. ولمَ لم يطلب منك شخصيا بدلاً من إيقاف حال كل تلك الشركات ؟! "

رد سيد ممتعضا

" لا تعامل مباشر بيننا يا .. أستاذة "

تتجمع الخيوط برأسها متشابكة كاشفة عن كرة اللهب التي أشعلها فؤاد بمستقبلها فتقول بنبرة بطيئة وابتسامتها تتسع كرهاً

" بالطبع ! .. فاستخدم ورقة ضغط تحت يده حتى يجبر الجميع على تنفيذ طلبه ضدي وهو جالس مكانه واضعا ساقاً فوق الأخرى !!.. وليس هذا فقط ... إنها نفس الورقة التي سيمنعني بها من العمل في كل الشركات من نفس المجال حتى يقضي على مستقبلي المهني تماماً .. اليوم الجميع عرف بسمعتي الفاسدة !!! "

وقف سيد يميل نحوها واضعا كفيه على المكتب متسائلا بنبرة متحدية

" هل تلمحين أنه يفتري عليكِ ويتقصدكِ بلا وجه حق ؟!.. هل تنكرين أنكِ ذهبتِ إليه مدعية أنكِ ولاء الدغيدي ؟.. الأخبار تتسرب بسرعة البرق ولا دخان بلا نار "

ارتفع حاجباها عجباً ساخرا حتى أنهى كلامه فوضعت ساقا فوق الأخرى قائلة بترفع

" أنا عملت في شركتك فترة طويلة لم أمد يدي لـ.... "

التف سيد حول المكتب يمد لها ورقة أخرى أمامها يقاطعها بصرامة

" من فضلك لا أريد الاستماع إلي كلام لا فائدة له .. تفضلي .. وقعي استقالتكِ بلا مشاكل وفضائح "

مالت شفتاها جانبا ناظرة للورقة المهينة لحظة ثم قالت بسخرية

" أكثر من هكذا فضائح !! "

استدار سيد متجها للنافذة مكررا باستهانة

" وقعي يا أستاذة واخرجي من الشركة بهدوء .. ولا مستحقات لكِ عندنا .. أنا راعيت الفترة الطويلة التي كنتِ فيها معنا لذلك لم اصدر قرارا بفصلكِ ومنعكِ من دخول الشركة واكتفيت بالاستقالة حتى لا يكون الأمر مهينا أكثر "

ظلت تنظر إليه بثبات ساخر ثم قرأت ورقة استقالتها والتي تفيد أنها استلمت كل مستحقاتها أيضا ثم وقعت بابتسامة ووقفت بهدوء .. مرفوعة الرأس منتصبة الظهر عالية الهامة
تحركت خطوة نحوه فاستدار سيد ينظر إليها بتعالٍ مستغربا ملامحها الغريبة الـ ... منتصرة !!
لكنه لم يتوقع كلماتها الهادئة

" هل تعرف ماذا فعلت للتو ؟ ... لقد طردت ابنة عم فؤاد رافع من شركتك قبل أن تحقق في الأمر وتتبين صدقه من كذبه أو تجعلها حتى تدافع عن نفسها .. ما بيننا مشكلة عائلية ستُحَل مع الوقت وحينها ... أعدك أن فؤاد رافع بنفسه .. سيغلق لك هذه الشركة "

اتسعت عينا سيد متفاجئا وهو يسمع صلة القرابة وليس تشابه الاسماء وهى تكمل بتحدٍ ثابت ناظرة لملامحه المندهشة

" تؤ تؤ تؤ ... يومٌ لك ويومٌ عليك !! "

إذناً منها بدقات طبول حرب قادمة .. وعدا لا تعرف مصيره .. كل شيء يُمحَى ويُكتَب من جديد في عقلها
مستقبل على حافة اختناق وسمعة ينسدل عليها ستار مغبر
ووسط نار مشاعرها .. عيناها تقسم بإعادة فتح الدفاتر ، تقسم أن تعرف ، أن تحيي سيرة زاهد وسيرة راسل رغم .. ظلم الثعبان.

خرجت ألماسة تحت نظراته المصدومة بكبرياء واثقة عازمة على خطوة واحدة .. مواجهة الفؤاد الأسود وجهاً لوجه.
حين وصلت غرفتها وقف ماهر الذي كان بانتظارها أمام مكتبها فتحركت تجمع أغراضها بشكل آلي جعله يتساءل

" ماذا هناك ؟ "

ردت ألماسة بتجهم

" تركت العمل "

مال ماهر نحوها يسأل مندهشا

" ماذا ؟!... لماذا ؟! "

لم تجب وهى تتحرك بعصبية متوترة حتى تجعدت الأوراق في يديها وهى تدسهم في حقيبتها بعشوائية وماهر يراقبها متسائلا بقلق

" ما بكِ ؟ .. اجيبيني "

رفعت ألماسة رأسها تهتف بغضب

" طردني يا ماهر هل ارتحت ؟ "

نظر ماهر نحو الباب مضيقا عينيه بشراسة وهى ترتدي حقيبتها العكسية لتخرج فأمسك ذراعها قائلا

" أين تذهبين الآن ؟ .. انتظري سآتي معكِ .. أريد أن افهم "

سحبت ذراعها منه باهتياج لتقول بتصلب

" لا .. عد إلي عملك واتركني الآن "

نظر إليها بحزم هاتفا

" ألماسة "

تضايقت ملامحها بشدة محاولة التحكم في غضبها وهى تهتف باختناق

" يا ماهر من فضلك .. من فضلك احتاج ساعة فقط وحدي ثم ساتصل بك تأتي إليّ إن أردت .. لكن اتركني الآن "

كانت بحالة رآها قبلا حين كان أكرم بمشفى السجن بعد عملية جراحية أجراها .. هذا الاختناق المتصلب يشعره منها فلا تطيق أن يقترب منها أحد حتى هو أو والدتها
لذلك تركها تذهب أمام عينيه المحتقنتين انفعالا بلا جدال ثم اتجه إلي مكتب سيد ففتحه مندفعا وصوته يعلو

" ما هذا الذي سمعته ؟! "

نظر سيد لاقتحامه ومط شفتيه قائلا بنبرة مستفزة

" لا تدخل الأمور الشخصية في العمل يا ماهر "

اقترب ماهر من المكتب يضربه بكفيه غضبا وهو يميل نحوه يرد بتحفز شرس

" أمور شخصية ! .. لا يا أستاذ سيد .. أنا أدافع عن الحق .. ألماسة التي يعرف الجميع حسن سمعتها وأخلاقها العالية منذ جاءت الشركة تطردها هكذا بلا سبب "

تراجع سيد بكرسيه يتلاعب بقلمه قائلا بنفس النبرة

" بلا سبب ! .. حين تدعي أنها شخصية أخرى لتقابل رجلا تعرض عليه صفقة مشبوهة ألا يعد هذا سبباً ؟! "

اعتدل ماهر عاقدا حاجبيه يسأل بخفوت ينذر شرا

" رجل ! .. أي رجل ؟! .. صفقة ماذا ؟! .. ما الذي تقوله أنت ؟! "

ضحك سيد ساخرا ملوحا بيده باستهزاء قوله

" أنت أيضاً لا تعرف ! .. اسأل حسن سمعتها وأخلاقها العالية !! "

فارت الدماء بعروقه وصدره يتضخم غضبا وهو يلتف حول المكتب ليوقف سيد من مقدمة قميصه صارخا بعنف

" اخرس واحترم نفسك .. إنها أشرف منك .. لا تتكلم أنت عن حسن السمعة لأني اعرف أشياءا ستذهب بك وراء الشمس "

تحشرج صوت سيد محاولا انتزاع قبضتي ماهر عنه وعيناه تتسعان وهو يسأل بقوة

" ماذا ؟! .. عني أنا ! .. ألا تعرف مع مَن تتكلم ؟! "

رد ماهر بنبرة غريبة محدقا بعيني سيد بتوعد

" أعرف "




دخلت المكتب بخطوات متحفزة وعيناها تطلقان شرر غضبها قائلة بنبرة مرتفعة

" اخبري الـ بك الذي تعملين عنده أني أريد رؤيته "

رفعت بَهار عينيها إليها تتذكر لحظات ثم تقول باستغراب ممتعض

" ولاء الدغيدي أليس كذلك ؟ .. ما هذا الاسلوب قليل الذوق الذي تتكلمين به ؟ "

هبطت كفها على المكتب بحدة وهى تشدد على حروفها

" قلت لكِ اخبريه أن ألماسة رافع ابنة عمه تريد رؤيته ؟ "

مال رأس بَهار تسأل بلا فهم

" مَن ؟!! "

زفرت ألماسة بقوة متجهة لباب مكتبه وصوتها يعلو أكثر

" هل ستناقشينني ؟! .. سأدخل أنا إليه "

نهضت بَهار تتجه إليها تقف أمامها قائلة بانزعاج

" انتظري هنا .. أهي وكالة بغير بواب ؟! "

عيناها بعينيها أنثى بأنثى تقول بتصميم

" قلت ادخلي واخبريه ما قلته لكِ أفضل من أن يعلو صوتنا أكثر ويخرج هو إلينا "

ظلت بَهار تنظر إليها بغضب وجهها الأحمر وأنفاسها تتسارع حتى تحركت بشرارة خطواتها نحو مكتبه
فتحت الباب ناظرة خلفها نظرة سامة قبل أن تدخل وتغلقه مقتربة من المكتب تميل إليه بنفس النظرة متسائلة بحدة

" ولاء الدغيدي أصبحت بقدرة قادر ألماسة رافع ابنة عمك فجأة وتريد مقابلتك .. هل لي أن افهم ما هذا ؟ "

قالت اسمها وصلتها به إذاً .. ستلعب على المكشوف بعد اليوم !
شبه ابتسامة مالت بها شفتاه قبل أن يرفع عينيه الحادتين لوجهها قائلا ببرود

" ادخليها .. حالا "

ضربت بَهار بكفيها على المكتب بغل هامسة حتى لا تسمعها ألماسة فتشمت بها

" من حقي اعرف "

احتدت عيناه وهو يمسك أعلى ذراعها بعنف هامسا بنبرة تحذيرية جادة رغم خفوتها

" منذ متى تقولين حقي معي ؟ .. لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ بَهار "

مال جذعها على المكتب متأوهة بقوة يده ترد بألم تخفيه بنبرتها المشتعلة

" اتركني فؤاد .. أنا مخطئة اني أريد أن افهم ما الذي تريده منك تلك العقربة وما الموضوع ؟ "

اطلقت عيناه شررا غامضا بسواده وهو يرد بنبرة مخيفة

" لن تفهمي أبدا صلتي بها وبعائلتها .. شيء أكبر من رابطة الدم يجمعنا .. إنه رائحة الدم نفسها .. كلا منا سيرتاح بدم الآخر "

نفض ذراعها بعنفه الذي اعتادت عليه ناهضا متجها للنافذة يضرب إطارها بقبضته عله يخرج بعضا من حريق السنوات بصدره
تطالعه بقلق وقشعريرة حادة تمر بجسدها فتقترب تلمس كتفه قائلة بحيرة

" فؤاد .... لا افهم شيئا "

تلك العينان تحملان دماً داكنا جف على ثياب المراهقة والشباب .. عينان رمزهما سيف يلمع بشعاع أسود لكنهما
عينان تصرخان تأوها مكتوما لا يعلمه إلا خالق روحهما
ظل فؤاد صامتا طويلا حتى نطق بخفوت شارد

" تلك العقربة مليئة بالسم لدرجة اني أريد انتزاعه منها بَهار .. ذلك الثعبان بداخلي يلتف حول نفسه استعدادا لمعركته الأخيرة "

لم تفهم أيضا وهى تتحرك لتنظر لجانب وجهه المشتد تسمعه يهمس

" لولا أباها ما كنت ثعبان الرافعين "

عقدت بَهار حاجبيها تلتقط نقطة ما فتقولها

" أباها ... تقصد عمك "

لكنها ما استعدت للموجة الغاضبة التي صدمتها وهو ينظر إليها عنفا وصوته يعلو

" لا تقولي عمك "

تعلم غضبه وعنفه وحالة الاهتياج التي يصل إليها فتراجعت خطوة تحاول تهدئته

" حسنا حسنا ... هل تريدني أن اجعلها تذهب ؟ .. سأطردها لكن لا تغضب أنت "

أعاد فؤاد بصره للطريق الخالي أمام المصنع يرد بتصميم

" بل ادخليها ... أريد رؤية وجهها اليوم "

تحركت بلا جدال زائد وما فهمته أنها مشكلة خاصة بخطه الأحمر .. عائلته .. لذلك همست قبل أن تخرج

" حاضر "

شيء من غيرة يسيطر عليها لا تعلم سببه .. لكأنه حدسها الأنثوي يحذرها غدرا قادماً !

فُتِحَ الباب مجددا بعد دقيقة واحدة وأُغلِق بهدوء مريب .. لا صوت لأنفاس الغضب ولا شعور بأسهم الألماس الجارحة
لا صوت لخطوات تريد العدو فوق رقبته
فقط استدار ببطء يطالع وجها ما نسيه لحظة منذ اللقاء الأول .. من فستانها الصوفي الرمادي إلي حذائها عالي الساقين أخذت نظرته الحرة وقتها .. حتى عاد لوجهها
تلك الخطفة .. خطفة نَفَس وارتجاج نفس النبضة
عيناه بعينيها الثابتة إلا من طيف إرادة هادرة القوى .. قوة أنثى لا تهاب مَن تقف أمامه
وصوته يحمل إذناً ساخرا بخفقة جديدة للون الأسود

" ولاء ... اشتقت إليكِ "

تلك النشوة التي تسري بالعروق .. تنتفض الدماء بلذة السيطرة بعد ماضٍ صعب الولوج
في توقيت التحدي وقرع الطبول تسارعت دقات قلبه بشرارة الإثارة .. هذا ما كان ينتظره منذ خرجت بيده أول رصاصة
يقترب متحديا حتى وقف أمامها بهمسه المبتسم

" كنت بانتظاركِ .. هل طُرِدتِ من عملكِ أم ليس بعد ؟! "

يتأمل وقوفها الساكن أمامه فتعطيه عيناه إشارة لأنثى حارة تُلقَّب بابنة عمه .. يتذكر الزهراء وجمالها وهى صغيرة .. تشبهها كثيرا ألماستها
قطعت أفكاره متسائلة بنبرتها الراسية

" هل تعلم أن أمي لم تخبرنا أنا وأكرم عن سبب الخلاف القديم بين أبي وعمي ؟ "

طيف ابتسامته يتسع بقسوة قائلا باستهزاء

" خلاف ! "

تابعت ألماسة كلامها بهدوء تُحسَد عليه

" بعد وفاة أبي أغلقت أمي كل الصفحات القديمة وابتعدنا حتى وجدت أنت مكاننا الآن "

احتدت أنفاسه بغيظ مكررا بنبرة ضائقة قاتمة

" وفاة ! "

هزت رأسها نفيا باستنكار ناظرة إليه بعطف مستفز تقول بشفقة

" أنت تريد تدمير أشخاص لم يفعلوا لك شيئا .. ولا يعرفون حتى ما سبب إيذائك لهم ؟ "

أن يعيش هو كل سنوات حياته في ضياع الماضي ملطخ اليد بالدماء .. وتحمي الزهراء أولادها من مجرد الحكاية
أن يكون هو شاهد موت بكل يوم جديد .. وينظرا هما لشروق الشمس
بلا خوف ولا تأنيب ضمير
يده تنقبض كملامحه المتجهمة بالغضب وهو يرد بوقاحة ساخرة

" أمكِ ... عفوا ... والدتكِ ..ِ الزهراء أخبرتكِ أنه كان خلافا بين أبيكِ وعمكِ ! .. هذا فقط ؟! "

مال رأسها بابتسامة لا مبالية قائلة

" اخبرني أنت لو أردت "

نيران عينيه تصطدم بثقة المجابهة بعينيها وهى تدقق النظر بوجهه بلا رفة جفن .. تراهن أن ينفجر فيها حارقا برودها الذي تجزم أنه يجعله يغلي
لم تره سوى مرتين وتأكدت من شيء واحد .. فـؤاد رافـع من الرجال الذين يشتعلون بومضة برق .. اشتعال لم تحدد له هوية بعد
لكنه خيب ظنها عائدا لقناعه اليابس قائلا بصوته الخافت

" لا ... اسأليها أنتِ يا ولاء "

كل ما قاله سيد عن سمعتها تردد بذهنها فعلا صوتها قليلا وهى ترفع وجهها بتعالٍ جاد

" أنا ألماسة زاهد رافع "

لم تكن تنوي أن تدخل إليه باسم امرأة أخرى لكنها أرادت مقابلته وظنت أنه لن يقابلها باسمها الحقيقي .. اليوم تأكدت أنه ما كان عليها سوى ذكر اسمها الحقيقي وكان بانتظارها شامتا في بداية دمارها
تشعر أنها سقطة منها كنقطة سوداء لن تُمحَى بسهولة بسجل سمعتها الأبيض
ملاحظا ضيقها من اسم ولاء ابتسم لحظة قبل أن تتصلب ملامحه بفخرها باسمها فيسأل هازئا

" وماذا اخبرتكِ الزهراء أيضا يا .... ألماسة ؟ "

دققت النظر إليه .. إلي عمق عينيه .. حارقتين محترقتين تموج فيهما القسوة وغلظة القلب
وبتلك اللحظة فقط احتدت مشاعرها بما رأت فتتذكر قول الزهراء بقولها القاتل

" اخبرتني أنك ثعبان "

يناظرها فؤاد وقلبه يطرق صدره هائجا كحجر غاضب يريد الانفلات
نبرته جادة تماما وهو يضع يديه بجيبيه يواجه عينيها الثائرتين بكبريائه

" صدقت "

أطلقت نفسا كارها تتابع بغل

" نذل وسام ولا عزيز لك "

أسبل أهدابه لحظات يتمالك فيها غليانا لدمائه الفائرة ثم نظر إليها نظرة غريبة مكررا

" صدقت "

تردد الصمت قليلا وهما يقفان متواجهين كندين متكافئي الكراهية .. حتى خرجت الكلمات من بين شفتيها بجدية

" ما الذي تريده منا فؤاد ؟ "

ضيق عينيه منتبها لاسمه وهى تواصل

" أن نرسو بالشارع بلا بيت ولا عمل .. أمي السيدة كبيرة السن .. وأنا التي من المفترض أن تحميها بحكم صلة الدم ... وأظنك تعرف أن مستقبل اكرم تدمر وحده وليس بحاجة لك لتدمره "

يحميها ! .. هل هذا ما كانت تنتظره منه بعد كل تلك السنوات ؟!.. هل كان هناك أمل بها وهو دمره قبل أن يعرفه ؟! .. جيد إذاً أنه دمره كما سيدمر كل شيء عليهم
وبفكرته الأخيرة نطق بصوته الصقيعي الجاحد

" أكرم له ترتيب آخر تماما .... سيعجبك "

ثارت ملامحها كلها ووجهها يحمر غضبا وهى ترفع سبابتها قائلة بصدق محذر

" اقسم بالله العظيم إن مسست شعرة من أكرم لأذهب للبلدة واُشهِد أعمامك جميعهم وكل العائلة ليوقفوك عند حدك ... ابتعد عنا أحسن لك فؤاد "

للحظة توقفت عيناه على شفتيها وهى تتحدث بذلك الكره الشهي
منذ متى اشتهى الكره هكذا ؟!
مجرد فكرة دموية طافت بعقله زادت عينيه إجراما تلك اللحظة

ألماسة صعبة المنال براقة الشرف .. مخطوبة !.. ماذا إن صارت معطوبة ؟!
عيناه تلمع بريقا مخيفا أرجف جسدها بطريقة غريبة قائلا بقوة نبرته

" المشكلة أنه لم يعد لدي حدود يا بنت زاهد "

ظلت ألماسة تنظر إليه وكرهها يزداد ثم استدارت لتخرج من مكتبه بخطوات غاضبة تاركة إياه مع فكرته الأكثر نذالة على الإطلاق ..
الشرف !!!
وشرف مقابل شرف .. والبادئ أظلم !.


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 11:17 PM   #166

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


دخلت دموع البناية المتهالكة وهى متهالكة مثلها وأكثر ، كل ما بداخلها منكسر كأنها راقدة تحت زلزال ، وسط الحطام تتمسك بآلة الكمان في غلافها الأسود بيدها وتصعد الدرج بيأس وألم مبللة بالأمطار التي تهطل بالخارج
رن هاتفها فأجفلت قليلا قبل أن تخرجه لتجيب بنبرة تحاول جعلها عادية

" مرحبا مصطفى .. هل نسيت شيئا تخبرني به في التدريب ؟ "

جاءها صوته بنبرة متفهمة مرحة لكن جادة

" لا لكن اتفقت مع الفرقة أن اكلمكِ واخبركِ ألا تأتي اليومين القادمين لترتاحي .. ربما لكثرة التدريب الفترة السابقة تحتاجين بعض الأيام بدون عزف حتى تعودي لمستواكِ وحماسكِ "

استندت دموع لسور الدرج بإرهاق نفسي واضح وهى تجمع الكلام بتعب

" لا يا مصطفى لا أحتاج للراحة .. أنا ... يدي لم ترتعش من قبل وأنا أعزف لذلك أحتاج أن أكون وسطكم لاستمد حماسي منكم .. سأعود لمستواي معكم لا تقلق "

صمت مصطفى قليلا ففهمت اعتراضه حتى قال بتردد

" حسنا دموع كما تشائين .. الخيار لكِ .. سلام "

ألقت الهاتف بحقيبتها وظلت مكانها ملامحها تتجعد بالألم .. فعلا تحتاج لراحة طويلة من كل الضغط الذي عاشت فيه ليخرج ويخبرها بكل هدوء وبرود أنه تغير وما عاد يحبها
لأول مرة بحياتها تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها ! .. شعور بشع بالغباء
أهكذا العشق ؟! .. يجعلنا أغبياء يا غبية ؟!
دمعت عيناها وهى تنفخ بضيق وتضرب على سور الدرج بقبضتها لكن يدها ارتعشت مجددا مع ارتعاشة قلبها
حالة غير عادية تحدث لها ، يثور قلبها فجأة يتذكره فيعتصر نفسه ألما فترتعش يداها
صعدت قدمها درجة أخرى حين جاءتها ثورة صغيرة بسؤال حنون

" لماذا ترتعش يداكِ على الكمان ؟ "

وثار قلبها ثورته ، فقبضت يديها حتى لا يرى ارتعاشهما لكنهما كانتا ضعيفتي الأعصاب للانقباض فارتختا وظهر ارتجافهما واضحا .. جسدها أيضا خانها ارتجافه .. غباء آخر !
أغمضت دموع عينيها وهى تصعد درجة أخرى بثبات وهمي فيقتلها أكثر بصوته العاتب

" ألا تنظرين إلي عينيّ حتى ؟! "

ولك عين تعاتب ؟!
تألمت ملامحها أكثر وآهة ساذجة تصرخ بقلبها .. هى السائلة يوما .. دعني أرى عينيك
بين سحب تتجمع بقلبها لم يكن اسمها يليق بها كما اللحظة .. سحب تود لو تمطر دموعاً
أخرجت نفسا طويلا وهى ترمش بسرعة تمنع دمعة خائنة من الغباء الثالث وتصعد درجة أخرى بتجاهل فيأتيها صوته بتحدٍ خافت

" حسنا اهربي "

زمت دموع شفتيها لحظة وعيناها تلمع بأساً رغم الحزن لتلتفت قائلة بقوة

" الهروب ليس للرجال .. وأنا بمائة رجل .. فلتهرب أنت .. الهروب صار يليق بك "

أطبق أكرم شفتيه يتلقى الإهانة البالغة بصمت .. يبحث في ملامحها الناعمة عن لمحة ندم فلم يجد .. لها ألف عذر
وهى تنظر له من أعلى لأسفل عند بوابة البناية حيث يقف وقطرات المطر على وجهه وشعره تود ارتشافها ، تملأ عينيها بـ طلة رجولة لم تعتدها في الشاب الجامعي الحيوي
رجولة تحمل هموماً وأحلاماً مُهدَمة تحت جدران سجون مصر التي حوت شبابا منهم مَن ظُلِمَ بيد نظام فاسد ، الظلم موجود ولن ينكر أحد .. لكن أيضا لا يتكلم أحد !
تقدم أكرم خطوة فتراجعت يدها على سور الدرج بلا وعي وهو يتغاضى عن قولها ليكرر بنبرة أكثر حناناً

" لماذا ترتعش يداكِ على الكمان يا دموع ؟ "

أتهوى العذاب ضعفاً لتريد سماعها ؟!
سبباً أنت وجرح عمر تركته معك خلف القضبان
لكنها لم تذكر السبب وهى ترد باستخفاف ساخر

" وَقْعة .. سأنهض منها كعادتي وأواجه .. الدور والباقي على مَن سقط ومات ودُفِنَ "

طل الألم بعينيه أحزانا أدركتها ولم تهتم متابعا ما تركته السنوات عليها

" وازددتِ قسوة "

ردت دموع باستعلاء رافعة ذقنها بغرور عمدا

" ازددت صلابة وقوة لمواجهة مَن يظن نفسه شيئا وهو لا شيء "

عقد أكرم حاجبيه يوقفها بنبرة جادة

" دموع ! "

ثمان سنوات في كذبة .. لماذا لم ينطق ؟! .. ثمان سنوات يا ظالم
تضايقت ملامحها وهى تنزل الدرجات حتى صارت أمامه تسأل بغضب

" لماذا لم تخبرني على الأقل ببضع كلمات مع أختك ؟.. كنت تابعت حياتي بدلاً من الانتظار الفارغ الذي انتظرته .. أنت لم تكن رجلاً معي وتركتني مُعلَقة "

يحدق بملامحها المشتعلة تخونه الكلمات وهى تكاد تصرخ في وجهه قاصدة إهانته مجددا

" هل تعرف كم رجلاً بحق تقدم لخطبتي ورفضته لأجلك ؟ "

رجلاً بحق !.. لم تكن رجلاً .. اهرب أنت !!
اقترب أكرم أكثر وعيناه تثور ثورة قديمة وهو يقبض على مرفقها قائلا

" كفى دموع .. إنه أنا ... أكرم "

للحظة تعلقت بذلك الطيف الثائر ، أعلام رُفِعَت وهتافات صاحت ونداءات للحرية تردد صداها ، وهى خلف ظهره في حماية .. ثم جواره بوقفة شجاعة .. ثم أمامه بساعة شهامة
ابتلع ريقه متراجعا خطوة وهو ينتبه لتلك النظرة التي أعادته وأردته فأخفض عينيه أرضاً
ظهر الاستياء على ملامحها تشهد ضعفاً ما كان به يوما فسحبت ذراعها من يده وهى تقول بعنف

" لم تعد أكرم الذي عرفته ولم تعد تليق بي .. إياك أن توقفني هكذا وتحدثني مرة أخرى وإلا ناديت لك ( رجال ) الحي "

استدارت بعنفوان تصعد الدرج حتى اختفت عن عينيه المتألمة .. فاستدار ليخرج من البناية مجددا تحت المطر ورأسه يضج بالصداع كصداع الألم بقلبه
يعلم أنه سيظل معلقا بها وخاصة الآن ، كيف ينسى القلب روح خففت له ثمان سنوات في انتظار مرير ؟
‏غاضبة لأنها تظن أنه غير أفكاره التي دافعا عنها طويلا .. لكنه يريد أن يضمن لها مستقبلا بلا سواد شبهته ، لكن أفكاره ثابتة راسخة لا يمسها شيء رغم كل العذاب الذي رآه بالسجن

كيف يغير أفكاره عن وطنه بسبب أشخاص ظلموه وعذبوه جلداً وحرقاً ؟! .. أأمسكت مصر السوط أم النار ؟!

إنهم حثالة زائلون راحلون يوماً لربٍ عادل ليتذوقوا الجحيم لما فعلوه بالبشر .. إذاً ما ذنبها مصر يا بشر ؟!


دخل أكرم صيدلية الحي يبحث عن أحدٍ ما ثم ارتفع صوته قليلا بالسلام
خرجت فتاة من مخزن صغير بزاوية الصيدلية ترد السلام وبعدها خرجت سيدة كبيرة السن بعباءة سوداء تفتح حافظتها الصغيرة وتضع بعض النقود على المنضدة الزجاجية أمام الفتاة قائلة

" سلمت يداكِ يا دكتورة لميا .. يداكِ خفيفة ما شاء الله "

ردت لمياء بابتسامة هادئة وهى تأخذ نقود الحقن

" سلمتِ يا حاجة كوثر .. عافاكِ الله "

التفتت كوثر جانبا تنظر لأكرم وفقد وجهها بشاشته وهى تقول مرغمة

" السلام عليكم .. كيف حالكم يا أكرم ؟.. حمدا لله على سلامتك .. عسى ألا تدخله مجددا أبدا "

نظر أكرم لها لحظة واحدة قرأ ما بخاطرها ثم رد باقتضاب

" سلمكِ الله "

التفتت نصف التفاتة لتغادر لكنها عادت بتردد تقول

" لا مؤاخذة يا أكرم .. كنت أريدك بكلمة يا بني .. اشترِ ما تريد وأنا سانتظرك بالخارج "

تحركت بجسدها الممتلئ وهو يعيد نظره للشابة باستغراب ثم يتنهد قائلا

" أريد دواءا قويا للصداع .. رأسي سينفجر "

ابتسمت لمياء وهى تتجه لأحد الأرفف تعدل من حجابها الأصفر ثم اختارت علبة وعادت بها إليه قائلة

" هذا جيد ومناسب لكل الحالات "

تفحص أكرم العلبة بلا مبالاة متسائلا بخفوت

" لكل الحالات ! .. مناسب في حالات انفجار القلب أيضا أم الرأس فقط ؟! "

تنبهت لمياء إليه تماما وتلاشت ابتسامتها وهو يخرج ثمن العلبة المدون عليها ثم يخرج شاكرا متجهماً
انفجار القلب ! .. عاشقاً إذاً .. أما زال بهذا الكون عشاق ؟!
أخذت هاتفها من درج جانبي وطلبت رقم .. خطيبها .. وانتظرت الرنين.


وقف أكرم جامد الملامح أمام كوثر قائلا بلا رغبة سماع الآن بعد يوم بحث طويل عن عمل بلا جدوى

" خير يا حاجة "

مطت كوثر شفتيها ثم قالت بابتسامة مداهنة

" خير بإذن الله .. كنت أريد التحدث إليك بشأن دموع يا بني "

نبض قلبه يتعالى سائلا باهتمام قلق

" ما بها دموع ؟ "

زادت الابتسامة تصنعا وهى ترد

" لا شيء لكنني سأحدثك بصراحة .. ابني شريف تقدم لخطبتها مرتين في السنوات الخمس السابقة وأخر مرة سمعها منها صريحة أنها تعتبر خطيبتك وبانتظارك .. لكن أنا اعرف أنك لم تخطبها ولم تفاتح والدها رسميا في الأمر .. بل إن والدها رحب بشريف قبل أن يعلم ما قالته ابنته .. لكنك أوقفت حالها ثمان سنوات كاملة .. اليوم أنت خرجت الله العالم بمستقبلك وكيف ستعمل وستدبر حياتك ولا اعلم إن كنت ستخطبها .. البنت أمامها سنة وتصبح ثلاثين عاماً وأنت لا تؤاخذني خرجت من السجن منذ أيام أي أن أمورك غير مستقرة .. أرجو أن تحلها يا بني من أي كلمة بينكما وتختار فتاة أخرى تناسب ظروفك "

صمتت لحظة تمسح وجهها من الأمطار بطرف حجابها ثم قالت بحرج مزيف

" لا تغضب مني أنت مثل ابني وهى مثل ابنتي .. لكن ابني شريف ينتظرها منذ سنوات وهو الأولى بها الآن .. شريف ضابط بالجيش ومستوانا جيداً ولله الحمد .. يقولون أن كل فولة ولها كيّال يا بني .. أليس بصحيح كلامي ؟ "

استمع أكرم إليها بملامح هادئة لا تعبر عن أي شيء وكل كلمة بلسعة سوط أقسى مما جربه يوماً
تخبره بقدره الضئيل وما آل إليه .. حتى توقعت أنه يجهز سيلا من الشتائم واسئلة ما دخلكِ أنتِ ؟!
لكنها لم تتوقع رده الثابت بجمود رهيب

" لا شيء بيني وبين دموع الآن يا حاجة .. يمكنك خطبتها لشريف بأي وقت وأظن أنها ستوافق أيضا "

استدار أكرم يغادر أمام عينيها المذهولتين بسعادة أنها حققت مراد ولدها .. يده تنطبق على علبة الدواء حتى تجعدت تماما
ضابط بالجيش .. مؤكد ستوافق وخاصة بعد أن خذلها .. يحفظها أكثر من نفسها
كان رده ضمن سلسال الخذلان وعدم الرجولة الذي يجلدها به منذ خرج .. بعد أن اعلنتها بلا خوف أنها له وبانتظاره يكون رده لا شيء بيني وبينها !.. يشعر أنه الأكثر نذالة بين رجال الأرض
ستكون لغيره .. ناااار بدأها .. وعليه احتمالها.


وبداخل الصيدلية كانت لمياء تتحدث بهاتفها بابتسامة باهتة

" اعرف أنك منشغلا يا محمد .. منذ خطبتنا وأنت منشغل وأراك بالصدفة "

نفخ محمد من المتطلبات الأنثوية التي لا معنى لها قائلا

" كل الناس هكذا يا لمياء .. الكل منشغلا بأعبائه .. قلت لكِ من البداية عليكِ أن تقدري مسؤولياتي وضيق وقتي وأنتِ وافقتِ "

ردت لمياء بشحوب

" نعم أنا اقدِّر لا تقلق .. لكن اقصد لا ترهق نفسك كثيرا "

ازداد صوته حنقا وهو يرد بعصبية

" الشعب كله مرهق يا لمياء .. أمة لا إله إلا الله تكافح للقمة العيش فلا تستفزيني بلا مبالاتكِ "

لماذا لا يناديها لميا وليس لمياء ؟!
ظلت صامتة لحظات طويلة تحدق بدبلة خطبتها بيدها ثم قالت بخفوت

" حسنا هناك طلبية أدوية وصلت الآن وعليّ استلامها .. سأغلق .. اعتن بنفسك "

أصدر محمد صوتاً معترضا ثم قال بهدوء قدر إمكانه

" لمياء .. أعدك حين نتزوج سيكون لدينا الوقت الكافي لنا معا لا تقلقي .. هذه الفترة فقط تمر وكل شيء سيكون جيداً .. أنا وعدتكِ قبلاً ستكونين سعيدة معي بإذن الله "

مطت شفتيها جانبا قائلة قبل أن تغلق

" إن شاء الله "

عصبي وعملي وبارد أحياناً ، طيب وسهل التعامل أحياناً ، لا بأس .. إنها حال معظم الرجال
اليوم هى أفضل ، قانعة بعملها في الصيدلية وراتبها الذي يزيد بخروج الروح لكنه عمل يمرر اليوم ، يوماً ما كبلتها الذنوب وهى تدخل بعلاقة الكترونية محرمة تحمد الله على خروجها منها سليمة وبلا فضائح

خسرت عملاً مرموقاً بشركة أدوية كبيرة وخسرت حلماً بنشر كتابها الذي رفضته دور نشر كثيرة ، دائما عادت لنقطة الصفر لكن أيضا لا بأس .. إنها حال الكثير من الفتيات والشباب بالبلد
وبعد فترة جاءتها والدتها بطلب خطبة تقليدي ، وبعد مقابلة تقليدية قررت الموافقة ، وافقت بعقلها .. هى الحالمة صاحبة المشاعر الفياضة لم يأتها الحب طارقا أبواب أنوثتها ، فكان العقل غالباً

لا بأس أيضا .. ملايين الأسر بالبلد تكونت بزواج تقليدي مناسب به القبول من الطرفين والتكافؤ الاجتماعي والتعليمي .. بالمودة والرحمة وليس بالمشاعر الجارفة المشتعلة
هل سمعوا يوما أن الحياة كلها وردية ؟!
لماذا ينكرون الواقع ويهربون منه ؟!
الواقع يقول أنه ليس الجميع يحصل على فرص ذهبية .. عمل وحب وزواج وحياة مشرقة متجددة !
وهى لا تهرب من واقعها بل تقول .. الحمد لله على كل شيء

ربما لو عرفوا حكايتها لقالوا تابت ومن حقها كل السعادة والفرص .. لكن لمَ يغفلون أن السعادة والفرص قد يمنحهم الله سبحانه في .. الستر .. الصحة .. الإيمان .. الهداية .. راحة البال .. الأسرة الصالحة ؟
لمَ يربطون كل شيء بالحب وتحقيق الأمنيات بمنتهى السطحية ؟!
ومَن يعلم قد يكون محمد هو المُنتظَر الذي ستعشقه ويعشقها وتعيش معه أفضل أيام حياتها ؟
إن أجمل القول في كل الأحوال .. الحمد لله رب العالمين.


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 11:18 PM   #167

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


فتحت ألماسة باب الشقة تنظر إليه بوجه قاتم مثل صوته رغم سخريته

" هل يمكنني الدخول أم تم إلغاء العشاء لأن خطيبتي مطرودة من عملها ؟"

نظرت خلفها سريعا ثم مالت لخارج الباب هامسة بحذر

" اصمت .. لم اخبرهم بعد أنني تركت العمل "

تحدث ماهر بصوت عادي ليس به من الخفوت شيء

" تركتِه ! .. على حسب علمي أنه طردكِ لسبب لا اعلمه أنا "

ارتفع صوته مع أخر كلمة ليشير لصدره متابعا بعتاب غاضب

" أنا ... أقرب الناس إليكِ ! "

أطرقت ألماسة برأسها لا تعلم ما قاله سيد له لكن خطابه واضحا من عنوانه
تنهدت متعبة ترفع عينيها لعينيه تقول بإرهاق مثقل هماً

" ماهر من فضلك .. من فضلك اصمت الآن وسأخبرك كل شيء "

هز رأسه بصمت مدققا النظر لملامحها المجهدة ثم قال بجدية

" نعم .. لدينا حديث طويل معا .. ولولا أنني اعرفكِ جيدا وأثق بكِ لكان لدي تصرف آخر "

أشارت بكفها مبتعدة عن الباب تقول إيجازا غامضا

" ادخل "

خرج أكرم من غرفته يصافحه متسائلا

" ماهر ... كيف حالك ؟ "

رمقها ماهر بنظرته الغاضبة تلتقي عينيها وهو يجيب بنبرة ذات مغزى

" بأفضل حال طالما أنتم بخير "

أعاد عينيه لأكرم حين نظرت أرضا يسأل

" المهم أنت كيف حالك ؟ "


بالشرفة تجلس أمامه بعد تناول العشاء مرفوعة الرأس تنتظر حكمه بثقة روحها بما تفعل وهو ينظر إليها بجدية بالغة حتى هتف غاضبا

" كل هذا يحدث ولا تخبرينني ! "

هزت ألماسة رأسها ترد بصدق

" " خفت أن أدخلك في مواضيع لا دخل لك بها "

هتف ماهر بغضبه المتزايد

" بل لي دخل بها طالما تخصك "

مالت نحوه تمسك كفه هامسة وهى تنظر للداخل

" ماهر اخفض صوتك قليلا "

سحب يده منها يقبضها بقوة متمالكا أعصابه ثم قال بنبرة منخفضة

" أنتِ لا تعرفين كيف شعرت وعديم الشرف سيد هذا يلمح بكلامه عن سمعتك "

تراجعت على كرسيها تطمئن بوجوده سائلة بهدوء

" كيف شعرت ؟! "

هتف ماهر بلا تردد

" أردت قتله "

ابتسمت .. بكل سكينة وأمل بالغد رغم كل الهموم كانت مرتاحة أنها مستندة إليه
ابتسامة رآها بملامحها الجميلة فزفر قائلا بحنق

" لماذا تبتسمين ؟! .. هل نمزح نحن ؟! .. أنا غاضب بالفعل ماسة "

قال ماسة ! .. ليس غاضبا للدرجة إذاً !!
تكلمت بهدوئها العائد بعد غضب اليوم كله

" ماهر قدِّر موقفي .. أنا لم اعرف كيف أتصرف وكل هذه المصائب تنزل فوق رؤوسنا من خلف ابن عمي النذل هذا .. أمي لم تعرف إلي الآن أن عبد الجليل يريد الشقة بسببه أيضا .. أنا لا اعرف كيف أتصرف او مَن يجب أن اخبره ؟ .. أردت أن أوقفه عند حده وحدي لكن لم أستطع إلي الآن "

بذكره احتدت نظرتها كنبرتها وهى تنظر للشارع متابعة بتصميم

" لكن والله لن اسكت .. سأذهب لعائلته وافتح كل القديم ولن يهمني شيء .. وإن حكم الأمر سأذهب لبلدتنا وأقابل كبار الرافعين ولنرَ ماذا سيفعل أمامهم والحق معي ؟ .. أنا لا أخاف إلا خالقي وأعلى ما في خيله يركبه "

أمسك ماهر ذقنها يعيد وجهها إليه قائلا

" ألماسة .. تعقلي وانتظري لنفكر معا .. أنا معكِ في هذا الأمر منذ اللحظة ولن أترككِ .. كما أنه من حق والدتكِ وأكرم أن يعرفا .. أنتِ تقولين أنكِ لا تعرفين سبب خلاف والدكِ وعمكِ رحمهما الله من الأصل "

تهز رأسها تجيبه بعناد منزعج

" لا يا ماهر لن أخبرهما الآن .. ربما أستطيع حل الأمر وحدي .. ثم إن ماذا سيكون سبب الخلاف سوى مشاكل عمل أو على الأرض في البلدة ؟! .. مؤكد شيء يتعلق بالإرث كما سمعت يوما من أمي .. لا شيء يستحق بسببه أن يقول لي أريد أن أراكم جثث ... كلما تذكرت هذه الجملة ينقبض قلبي "

تنهد ماهر مطبقا شفتيه لحظات ثم قال بتفكير

" اهدئي .. أنا معكِ .. لكن دعيني أذهب إليه مرة وأتفاهم معه واعرف ماذا يريد حقا من وراء أفعاله هذه "

لوحت بيدها ترد باستياء متذكرة وجه فؤاد وملامحه الحادة

" لن يتفاهم معك .. هذا لا يتفاهم .. ليس بعيدا أن يضربك ويطردك "

ارتفع حاجباه متفاجئا ليهتف بغيظ متهكم

" يضربني ! .. لماذا ؟! .. هل تجلسين مع أختكِ الصغيرة ؟! "

ضحكت ألماسة عاليا متناسية كل شيء سواه ثم رفعت كفها معتذرة بقولها

" لم أقصد مؤكد "

تعالى صوت الزهراء من الداخل

" الشاي يا ماهر .. تعال حبيبي نشربه معا "

مبهورا بفتنة ضحكتها كعادته يبتسم بحب يلمع بعينيه وهو يرد بلا انتباه

" حاضر يا أم ماسة انتظري قليلا .. ما صدقت أنها ضحكت "

لم تسمع الزهراء فتعالى صوتها مجددا

" ماذا ؟! "

أشارت ألماسة بعينيها نحو والدتها بالداخل فانتبه ماهر ليرتفع صوته مصححا

" حاضر يا زهرائي .. من عيوني قادم "

يمد يده يحاول إمساك يدها فتسحبها سريعا وتنهض لتدخل وهى تهمس بدلال مترفع

" الشاي يا حبيبي ! "

حبيبته .. أمام عينيه وعد أنثاه بعمر قادم أو .. مجرد ساعات قادمة !.



نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 11:19 PM   #168

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


شعر بيد صغيرة تربت على كتفه برفق ففتح عينيه ببطء يطالع الوجه الوضاء الفتيّ فيبتسم قائلا

" صباح الخير يحيى "

نهض جالساً على السرير ليسمع الصوت الصغير المتزن

" صباح النور أبي .. أخبرتني أمي أن أوقظك .. الساعة العاشرة "

اتسعت ابتسامته وهو يقربه منه يحتضن جسده الضئيل يشم رائحته الطفولية وهو يقول متنهدا براحة

" هل تعرف أن اليوم من أجمل الأيام لأني أقضيه كله معك ؟ "

مال يحيى برأسه على كتفه يحتضنه بدوره ويرد

" ونحن كذلك أبي "

قبّل رأسه مداعبا شعره الطفولي شديد النعومة بسواده العميق بقوله

" بالأمس حين عدت كنت نائما ولم أرد إيقاظك .. اخبرني ماذا حدث بمدرستك في الثلاثة أيام الماضية ؟ "

ظل يحيى صامتا مطرقا برأسه على كتفه فأمسك ذقنه يرفع وجهه نحوه متسائلا

" ما بك يحيى ؟.. هل ضايقك شيء أو أي أحد بالمدرسة ؟ "

بسنوات عمره السبع كانت له تلك النظرة التي تدهشك وتحيرك جامعة طفولة وبراءة مع إحساس عميق بالألم كأنه يعلم قصة حياته الصغيرة ، بدأت بالألم واستمرت بالألم الذي أدركه شيئا فشيئا مثله هو ووصال.
طالت نظرة يحيى عميقة الأثر حتى لمست قلبه وهو يهز رأسه نفيا قائلا بحيرة

" لا أبي .. لكن اتساءل لماذا لا تبقى معنا دائما وليس ثلاثة أيام بالأسبوع فقط ؟ "

ضيق عماد عينيه حنانا مبتسما ينظر لملامحه الحزينة .. صبي جميل وأجمل مما تمنى يوماً ، وجهه الأبيض يشع نورا هادئا وملامحه محبوبة من النظرة الأولى ، لكأن يحيى هدية القدر له ولوصال رغم ما عانته.
أمسك بوجهه بين كفيه قائلا برفق

" قلت لك من قبل هناك أربعة أيام بالأسبوع يجب أن أقضيها بمكان آخر لكن إذا احتجتني أي يوم اتصل بي وسأكون عندك "

هز يحيى رأسه ينظر لعمق عيني عماد يقول بوعي صادق

" نعم افهم .. لي صديق والده يعيش ببلد آخر لأجل عمله ولا يأتي إليهم إلا شهراً بالسنة .. وصديق آخر والده يعيش بمحافظة أخرى ويأتي إليهم نهاية كل أسبوع فقط .. وأمي قالت أن ... روينة وليلة مسؤولتان منك مثلنا "

ابتسم عماد يحتضنه لقلبه النابض بحبه قائلا

" أحسنت يحيى .. أنت دائما ذكي تتفهم أموراً أكبر من عمرك ولذلك يحيى رجل .. يحيى ماذا ؟ "

طوق يحيى عنقه مكررا بحزم

" رجل "

رغم أنه لا يذكر روينة وليلة هنا كما لا يذكر وصال وليلة عند روينة إلا أن وصال تضع أموره على خطها المستقيم دوما

وصال .. ميزانه الذي اعتدل به بين غضب ليلة وجموح روينة .. هى خطه المستقيم .. موصولاً بها
أبعده عماد يدقق بعينيه السوداء اللامعة فيرفع حاجبه قائلا

" الآن اخبرني نتيجة اختبارات الشهر "

ابتسم يحيى مجيبا بنبرته العاقلة

" ككل شهر أبي لا تقلق .. درجاتي نهائية وأنا الأول على فصلي لكنني نقصت درجتين بالحساب وأعدك ألا يحدث هذا مجددا "

قبّل عماد يده مشجعا بقوله

" أحسنت يا بطل ولأجل نجاحك هذا ستشترك في تدريب الچودو كما وعدتك .. وساشتري لك الدراجة أيضاً "

انتفض جسد يحيى بحماس هاتفا بضحكة متألقة

" حقا !!.. شكراً أبي شكراً "

صدر صوت معترض عند الباب ثم ارتفع صوتها بتذمر

" لاااا ... ليس هذا الموضوع مجددا "

رفع عماد عينيه نحوها وطل منهما الرضا تلقائيا .. هذا الجمال .. أجمل من أن يمر عليه كعابر سبيل
جمالا يسكن إليه المرء براحة من الدنيا وما فيها من ألم ومصاعب ، رغم ما تحمل كتفاها من المتاعب .. إلا إنها راضية قانعة بعطاء الله وقدره

زواجه بليلة هو سبب زواجه بوصال ! .. وزواجه بوصال هو سبب زواجه بروينة !!

وفي كل الأوقات هى قدر جميل ? حمامة بيضاء تهادت يوماً على نافذته ففتح للحياة بعد .. الموت

التفت يحيى إليها ثم نزل من السرير راكضا نحوها يقول برجاء

" أمي أرجوكِ لا تخافي عليّ .. أنا بخير والله .. أريد أن أكون قويا وأستطيع الدفاع عنكِ وعن أبي حين اكبر "

مال عماد على مرفقه يراقبهما مبتسما مستمتعا بكلمات الصغير التي تمس مشاعره بلا فواصل وهى تميل نحو يحيى فيغطي شعرها الطويل جانبي وجهها لتجيب بحزم

" القوة ليست بالقدرة على الضرب فقط يحيى "

رد يحيى بتهذيب هادئ معترضا بحجته

" ألم يكن سيدنا خالد بن الوليد ماهراً بالضرب والمبارزة بالسيف أمي ؟ .. أنتِ اخبرتِني أنه لُقِبَ بسيف الله المسلول لقوته "

ارتفع حاجبا عماد ناظراً إليها بإعجاب فخور مدركاً كيف حضر يحيى كلامه منذ وقت طويل استعدادا للمواجهة !
بادلته وصال نظرة مبتسمة بصرامة قبل أن تعيد عينيها لولدها ترد بحجتها هى الأخرى
" نعم اخبرتك .. لكنني اخبرتك أن قوة سيدنا خالد رضى الله عنه لم تكن في المبارزة فقط بل في التفكير أيضا .. كان يفكر بشكل صحيح ليعرف كيف يهزم الأعداء .. إذاً عليك تعلم التفكير السليم لتكتسب قوة العقل كما تريد قوة الجسم "

وقف يحيى قليلا ناظرا إليهما عاقدا حاجبيه بتفكير عميق يفكر في إجابة داحضة كعادته !.. ثم رفع سبابته وإبهامه على ذقنه قائلا بجدية

" اتفقنا أمي .. أنا الآن اتعلم بالمدرسة كيف افكر بشكل سليم لاكتسب قوة العقل .. وساتعلم في النادي الچودو لاكتسب قوة الجسم .. وهكذا يكون تفكيري سليماً منذ الآن .. سأذهب لاتناول إفطاري وأنتما الحقا بي سريعاً "

خرج راكضا منهيا النقاش تحت أنظارهما المذهولة فاستدارت وصال تتمسك بإطار الباب وصوتها يعلو

" انتظر يحيى حتى أعطيك دواءك أولا "

ضحك عماد عاليا لحظات رائق المزاج ثم قال بعجب

" هذا الولد سيكون نابغة حين يكبر وسأذكركِ بكلامي حينها .. أنا نفسي لا افكر هكذا قبل أن اتكلم ! "

أدارت وجهها نحوه بدهشتها من طفلها ترد باستسلام

" حسناً يا سيدي .. أنت مَن تملأ عقله بالفكرة .. سامحك الله "

نهض عماد مؤكدا بثقة

" نعم .. وسأجعله يتعلم كل شيء "

أطرقت برأسها تستند لإطار الباب مهمومة الخاطر وهو يصل إليها فتقول برقة حزينة

" أدامك الله له وتربيه أحسن تربية "

ابتسم بتفهم وهو يمس ذقنها بسبابته رافعا وجهها البريء ناظرا لعينيها الخضراء المزهرة بعد ألم فيمد كفيه يحيطه مقبلاً جبهتها ثم يقول بفخر

" له ولكِ يا وصال .. بل أنتِ مَن احسنتِ التربية "

هاتان العينان .. زمردتان والتقطهما بطريقه فجعلتا الطريق أخضر مثلهما
شفتاها .. ورقتان من الورد المخملي مائلتان حزنا جميلا
ومر ذاك الحزن بسحابته الندية بعينيها حاملا خوف قلب الأم فيطمئنها بصوته العميق

" لا تخافي .. أليس بابني ؟!.. لن أسمح أن يمسه مكروه أو أن يؤذيه شيء .. أريده فقط أن يعيش كباقي الأولاد في سنه .. لقد سألت طبيبه ثم رتبت كل شيء .. اتفقت مع مدرب خاص سيعلمه حركات الدفاع عن النفس لكن دون مجهود .. إنه يحلم بهذا ولن أحرمه منه .. أما الدراجة سيركبها تحت إشرافي شخصيا وببطء شديد .. هل ارتحتِ ؟ "

تسارعت دقات قلبها بألفة تعهدها منذ زمن وهى تنظر لملامحه القوية العازمة قائلة

" ابنك يا عماد .. أنت أول مَن حمله قبل أن أحمله أنا .. جعلك الله لنا راحة ورزقك تلك الراحة وأكثر "

تأوه عماد رافعا رأسه لأعلى ثم نظر إليها يهز رأسها بين كفيه وهو يرد بحرارة

" أجمل دعوة اسمعها ببداية اليوم .. ما أجمل صباحكِ يا وصال "

تلامس الابتسامة شفتيها الناعمة وهى تربت على كتفه قائلة بصوت منغم بطبيعته اللحنية

" هيا لتفطر .. ألم تقل لي أن لديك موعدا اليوم ؟ "

اومأ برأسه صامتا فتورد وجهها بنظراته المتأملة لجمالها الطبيعي وهى تستدير ببطء فتنسحب كفاه ببطء أكثر لتغادر أمامه .. تسير كأنها توزع طاقات من السكينة والأمان يألف بها .. ينعم بها

وصال .. الحياة الثانية التي أنقذها

وربما هى مَن أنقذته دون أن تعلم ، أنقذته من وحش ثائر سكن داخله طويلا بعد رحيل سلاف ثم زواجه من الكارثة ليلة

رغم أنه يقرأ في عينيها إحساسها بالذنب نحوه إلا أن وصال دائما وأبداً كل ذنبها .. هو جمالها.

اتجه للسرير يأخذ هاتفه ثم يجلس وهو يطلب الرقم الأسود وينتظر الرنين الأسود منه على قلبه !
حتى أتاه صوتها الناعم المقتول بنبرة الضحية

" عماد "

رد باقتضاب مباشر

" حضري نفسكِ .. سأمر عليكِ بعد ساعتين لنذهب لشركة التأمين "

صوتها يحمل دهشتها من اتصاله بها بيوم وصال تقول بلهفة

" حقا ؟! .. لكنك لم تأخذ اسمها مني "

تتجهم ملامحه بالغضب الكاره وهو يرد ببرود

" مؤكد لن اذهب لشركة من اختياركِ .. أنتِ لا تجيدين الاختيار أصلاً "

قابله الصمت عدة ثوانٍ يسمع أنفاسها حتى قالت بنبرة ميتة

" سأكون جاهزة "

أغلق الخط راميا الهاتف جواره نافخاً بضيق .. مكالمة من دقيقة واحدة كفيلة بتعكير يوم إجازته بأكمله.


دخلت بخطى ثابتة وابتسامة مدروسة ترتديها لعملائها وزملائها جميعهم ، طاقمها الكلاسيكي يلف قوامها بنحافتها اللطيفة ، وحجابها الوردي يظهر تورد وجهها الطبيعي المشبع بالحمرة وجمال عينيها الزرقاء البراقة
ربما تظن نفسها هزيلة ضعيفة بما عاشته من مرض جدتها ويتمها منذ مولدها بفقدان والدتها إلا أنها كانت ..
عود برائحة العود ! .. أو هكذا سمعت من دقة القلب الغادرة التي جرحتها يوما

اهتزت ابتسامتها قليلا فرفعت ذقنها عفويا وهى تأخذ نفسا طويلا لتبعد أفكارها الهادمة بعد أن استعادت نفسها
اقتربت من المكتب الخاص بمديرها وسط الغرفة الكبيرة التي تضم عدة مكاتب لزملائها ومدراء آخرين
ترى رجلا وامرأة جالسين أمام المكتب فتقدمت منهما وهى تقول بابتسامتها

" شرفتما الشركة .. أنا ... "

انقطع كلامها فجأة وهى تتسمر مكانها متوقفة النَفَس .. عيناها تتسع لتتلاقى مع عينين انفعلتا انفعالا رهيبا هائجا ما إن سمع أول حرف بصوتها
ابتسامتها اختفت كأن لم تكن وهو يقف ببطء .. نفس النظرة منذ سنوات .. كأنه وجد ما يبحث عنه بعد طول عذاب .. اليوم مقترنة بشوق هادر مصدوم
اتساع عينيها يؤلم وهى تتلقى نار عينيه باستسلام مزلزل .. هكذا كان .. مزلزلا لكل كيانها الراسخ

لا يمكن أن يكون أمامها بعد عامين أجبرت نفسها إجبارا على نسيانه رغم رفضها
وها هى تقف أمام اشتعال عينيه المهلك ، تحدق بملامحه الصحراوية الصلبة المشبعة بشمس البراري ، لتأخذ لمحة حضارية راقية الجاذبية .. مزلزلة

وهو .. بنظرة عذاب طال يتأملها كلها من جديد كأنه يتلقفها بحضن عينيه .. هدية العمر التي ظن أنها ضاعت منه
يغرق في تلك الأمواج .. آآه .. لون الأمواج لا البحر نفسه !
كأن .. كأن دعوة وصال أن يُرزَق الراحة استجيبت اللحظة
وحين تأكد أنها هى تحركت شفتاه همسا مدمرا

" صـدفـة "

آآه .. وقع قلبها منها !
ذلك الصوت الذي ما سمعت صوتا بتأثيره يوما .. مهلكا مرجفا ..
كلها ترتجف والدنيا تدور حولها بروحها التي تعلقت بحلقها اختناقا وهى تنظر .. إليه
لم يتغير كثيرا .. أو ربما تغير .. ربما ازداد ضخامة .. حلق لحيته التي كانت تحبها لتتضح جاذبية وجهه القتالة ..
منذ سنوات عرفته رجلا وما زال ولأخر يوم بحياتها سيظل رجلا لكن .. غادرا
اختفى المكان و .. المرأة التي بجواره .. والنار تندلع داخلها وهى تطفو في حالة عدم تصديق

حتى التقطت أذناها صوتا قاسيا محترقا يهمس بعنف مكتوم

" عماااد "

حينها فقط تحررت عيناها من عينيه لتنظر لتلك المرأة .. نعم هى .. زوجته الـ .. الأولى .. والتي بادلتها نظرة عنيفة قاتلة .. كان اسمها .. ليلة !

لتعود بعينيها نحوه وقلبها يرتج كزلزال يشق أرضها بعد الثبات وبلا وعي .. كانت تهز رأسها نفيا بحركة غير ملحوظة سوى لعينيه السابحة بأمواج عينيها
عيناه التي كانت .. كانت تنظر ليديها تتأكد من خلوهما من أي رمز قد يسرقها منه مجددا

قدماها تتراجع ورأسها يكرر نفيه ولا تعرف ماذا تنفي ؟! .. وجوده .. دقات قلبها المؤلمة .. أم احتمال العودة ؟!
تتراجع أكثر وعيناه تشتعل أكثر وهو يعقد حاجبيه بشدة رفضا لابتعادها .. حتى تأوهت وهى تصطدم بجسد صلب خلفها وامتدت كفان يمسان مرفقيها برفق فتحرك عماد خطوة منفعلة مندفعا إليها
لكنها لم تنتظر وهى تستسلم لذلك الجسد أيا كان وهو يديرها إليه قائلا بابتسامة

" صدفة انتبهي "

نظرت لوجه الرجل بشحوب شديد وملامح مذعورة فتساءل بقلق دون أن يترك مرفقيها

" صدفة ما بكِ ؟ .. هل أنتِ بخير ؟ "

تقدم عماد خطوة أخرى مشتعلة وعيناه تتقد نارا وهو ينظر لتلك اليدين على مرفقيها .. إلا أن ليلة وقفت فجأة تمسك ذراعه بقوة هامسة من بين أسنانها

" عماد لا تحرجني "

عقدت صدفة حاجبيها ببطء وهى تميز نبرة زوجته فتحررت أنفاسها المرتجفة عذابا .. لم تسمع ماذا قالت إلا أنها ميزت اسمه واضحا .. مؤلما ..
وبثبات وهمي استطاعت النطق أخيرا وهى تبتعد عن الرجل خطوة مبعدة يديه عنها

" أنا بخير أستاذ اسماعيل .. من فضلك .. الأستاذ وزوجته يريدان التعرف على برامج الشركة "

وخرجت هاربة سريعا أمام أنظار عماد القاتلة .. المقتولة
تحرك اسماعيل نحو مكتبه يشير للكرسيين أمامه قائلا بلباقة

" تفضلا لأطلعكما على برامج الشركة لتختارا ما يناسبكما "

ظل عماد مكانه ينظر للباب الذي خرجت منه حتى جرحته أظافر ليلة وهى تنشب بذراعه بلا وعي منها هامسة بكبت غاضب

" عماد من فضلك "

نظر إليها نظرة غريبة مظلمة قبل أن يجلس أمام المكتب يستمع لثرثرة المدعو اسماعيل بلا أدنى تركيز.


دخلت صدفة حمام السيدات مغلقة الباب خلفها واستندت بذراعها عليه لتخفي وجهها فيه ، شهقات بكائها تحاول كتمانها فتخرج حرارةً بوجنتيها وأنفاسها
لم تتوقع أن تنهار لرؤيته مجددا .. بل لم تتوقع أن تراه مجددا
جاء مصاحبا زوجته .. كان أمامها .. أمامها
استدارت متسعة العينين تهمس بنبرة مفجوعة

" إنه هنا .. نعم هو .. هنا .. هنا "

تتنفس من بين شفتيها والدموع تسيل بصمت الهوى الضائع .. القلب انتفض بعراكه الماضي
وهى .. ضبابية الأعين وما زالت عالقة الفؤاد .. ثابتة العماد
التفتت تنظر للمرآة بتشوش هامسة لوجهها الدامع

" أهى صدفة ... أم قدر ؟ .. لا توجد بالدنيا صدفة .. لا توجد صدفة "

لكن صوت ليلة لم يرحمها وهو يتردد من جديد ناحرا

" أنا ليلة يا حبيبتي .. زوجته الأولى "
" ألا تعرفين أنه متزوج من ثلاثة .. والثالثة عرفي ؟! "




صباح اليوم التالي


دخلت الشركة بموعدها لتأخذ أوراقها بعد فصلها الظالم من العمل .. لا بأس .. طالما أصحاب الشركة ليسوا بأي قدر من الحق والمهنية فهى لا يشرفها العمل هنا
ستبدأ من جديد بمكان جديد وليحترقوا جميعا هنا لأن ماهر أخبرها بالهاتف بالأمس أنه سيترك العمل هو أيضا وأنه أعطاهم درساً سيقلب الدنيا فوق رؤوسهم

تسير بأناقة مرفوعة الرأس لا تهتم لأحد ملاحظة نظرات الجميع إليها وهمهماتهم .. لكن ما بال نظراتهم مليئة بالحسرة والشفقة هكذا .. بل إن بعض الفتيات يبكين ؟!
تنقلت عيناها في وجوههم متجهة لمكتبها أولا قبل أن تمر على ماهر لكن .. هناك جلبة جذبت نظرها نحو مكتب ماهر المفتوح !

توقفت مكانها لحظات ثم سارت في الرواق لمكتبه تخترق العاملين إليه وهى تسمع الهمسات فينقبض قلبها بشكل عجيب مفاجئ

" ها هى جاءت "

" إنها أستاذة ألماسة ماذا جاء بها اليوم ؟ .. سيكون صعبا عليها والشرطة قادمة بعد قليل "
" مَن فعلها ؟ .. لا حول ولا قوة إلا بالله "
" ما دائم إلا وجه الله "
" كان طيبا خلوقا والله .. فليرحمه الله "
" رحمه الله "
" رحمه الله "

توقفت ألماسة عند باب الغرفة مع أخر همسة وعيناها تدمعان مسبقا .. قلبها يتوقف عن الحياة مع سبق الاصرار والترصد .. تنظر لحياتها كلها ممددة أرضا مغطاة بورق الجرائد الذي يتطاير طرفه كاشفا عن البساط الغارق بالدماء الجافة

قُتِلَ ماهر .. قُتِلَ ماهر
هل انتهت الحياة وغربت الشمس ؟
هل ماتت الأنفاس واغترب القلب ؟
هل أعلن السواد سواده .. أنا لكِ بعد اليوم ؟
قُتِلَ ماهر .. أطيب الخلق شهامةً ونخوة
رباااااه .. قُتِل ماهر .. قُتِلَت هى ..

وسط الوجوه الباردة تقف ولا تشعر .. مجمدة الجثمان .. مثلجة الأطراف
وورقة جرائد تتطاير كاشفة وجهه النائم في سبات أبدي .. قبل أن يسقط جسدها جوار جسده تماما فاقدة الوعي.



انتهى


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-19, 11:22 PM   #169

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


الأماكن التي تحدث عنها شهاب
يلا نزور سيناء النهارده



دهب .. سحر جنوب سيناء











الثقب الأزرق










رأس شيطان








نويبع




جبل موسى




دير سانت كاترين










الوادي الملون















محمية نبق




محمية ابو جالوم




النواميس الأثرية




وادي الوشواشى









نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-12-19, 12:33 AM   #170

houda4

? العضوٌ??? » 389949
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 393
?  نُقآطِيْ » houda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل بمنتهى الروعة كالعادة
عماد لم تعجبني شخصيته أبداً ثلاث نساء ويريد رابعة 😏
نهاية حزينة لماهر 😞اكيد ألماسة ستظن ان فؤاد من قتله وتبدأ رحلة انتقامها منه فليحذر من بريق وشظايا الماس فهو قاااتل 🤩


houda4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.