آخر 10 مشاركات
كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-02-21, 12:33 AM   #1701

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,921
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمو٧٧ مشاهدة المشاركة
تسلمي يا قمر هي بس نورهان تبان عشان نسرب برواق
في انتظار الغالية نورهان وحشتنا جدا
😍😍😍😍😍
بصحتك غلاتي


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 12:47 AM   #1702

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي








البريق التاسع والعشرون

أعدت صدفة كوبي القهوة ثم اتجهت بهما إلي غرفة المكتب المليئة بموظفي شركة التأمين حيث تعمل
على الطاولة المخصصة لها ولزميلتها وضعت القهوة فلم تنتبه الفتاة لتسألها

" ما بكِ غفران ؟ "

في ضوضاء الشركة والعاملين ورنين الهواتف الذي لا ينقطع وأصوات خدمة العملاء لم تسمعها إلا حين ربتت على كتفها تناديها مجددا فتجفل غفران بالقول

" ها .. لا شيء "

شرودها يزيدها جمالا فوق جمال .. غفران آية من سحر الأنوثة تراها الأعين ولا تنساها !.. لها ميعاد قادم يقترب !

تخفي أفكارها تتساءل بلا تعبير

" هل رأيتِ كيف فصلوا سمر من العمل ؟ "

ردت صدفة وهى تشدد على كلماتها بكره

" تستحق .. تحب رجلا متزوجا .. ما هذا القرف ؟ "

كره له ولمشاعرها ولنفسها قبلا أن وافقت فتسحق كيانها الذي اعتادت الفخر به وهى تلامس ( بطحة ) رأسها !
تستغرب غفران قولها لتقول

" صدفة .. هم لم يفصلوها لانه متزوج .. لكن لانه مديرها بالعمل وافتعلت له فضيحة عن علاقتهما "

غارقة في ذلك الاشمئزاز والنفور الذي أصابها تنتابها حالات تصل حد المرض فيلح عليها الأمر الذي فكرت فيه طويلا فتقول بتردد

" غفران .. روزان أختكِ طبيبة نفسية أليس كذلك ؟ "

تشرب قهوتها وترد

" نعم .. لمَ تسألين ؟ "

تحيط صدفة الكوب لا تشعر سخونته كأنها الحالة المعتادة لانصهار أناملها بالألم ثم قالت

" أريد عنوان العيادة "







فتحت باب الشقة بعد زيارتها لأبيها بعد العمل ، وجودها مع أبيها وجدتها يهون عليها ويصنع حاجزا بينها وبين الجنون
منهكة الروح صعدت البرج العالي وهى تتبدل لتعيش بدور المرأة الراقية التي صارت

سمعت صوتا لأغنية أجنبية يصدح من المطبخ فتوجهت إليه لترى عماد واقفا أمام الموقد يعد وجبة ما وهاتفه جواره يغير الأغاني
سيداً وساحراً كالعادة يخطف القلب ويحول الغضب إلي سراب

ما إن رآها بثوبها الفيروزي ابتسم لعينيها قائلا

" تأخرتِ عليّ "

تشاهده يسكب الطعام بالأطباق فتقول بجفاء

" تناولت العشاء مع جدتي "

استدارت تخرج فتوقف عماد عما يفعل نافخا ناظرا إلي الطعام ، قبل أن يأخذ الأطباق يضعها بالبراد ويطفئ الضوء ويخرج للبهو

بركن جانبي كانت صدفة تعد كوبا خامسا من القهوة .. زيادة الكافيين تجعلها في حالة ارتجاف دائمة تحتاجها للشعور بالألم .. ألم الجسد صار أهون من ألم النفس

فاقدة للتركيز ونافرة من كل شيء حولها وجدته يلف ذراعيه حول خصرها وقبلاته تمر فوق جبينها هامسا

" اشتقت إليكِ "

أنفاسها تعلو باختناق وجسدها يتصلب بين ذراعيه فارتفعت كفه على صدرها يشعر حركته العنيفة قبل أن تبتعد
تأخذ القهوة وتدخل غرفة النوم وأمام المرآة تنزع وشاحها وتحرر شعرها تمشطه بعنف حتى شعرت بدخوله يسأل

" إلي متى سنظل على هذه الحال صدفة ؟ "

لا ترد وهى تخرج ثيابها وتتحرك في الغرفة وخصلات شعرها تنتفض معها كأنها تطلق سهام عذاب فيقول بانزعاج

" اخبريني ما يحدث لكِ منذ عدنا بعد الزفاف "

تأخذ ثيابها وتدخل الحمام وهى ترد

" لا يحدث شيء "

انتظرها عماد جالسا على السرير لدقائق طالت حتى خرجت بمنامتها العسلية عروسا مهما مر الوقت
عرف مسبقا انها لن تكون الليلة فقال بهدوء

" أنتِ لستِ معي صدفة .. توافقين يوماً وتمنعينني أن اقترب منكِ يوماً "

رفعت عينيها له حادة جامدة لا ترمش وتخرج الكلمات من شفتيها متطايرة كالرصاص

" إن أردت هذا فخذه حتى لو منعتك "

هب عماد واقفا يهدر بغضب

" صدفة "

يمسك ذراعها يجذبها بقوة هاتفا

" أنا اريد روحكِ وقلبكِ معي وليس جسدكِ "

تركها بحدة فتصرخ بلا احتمال

" وهل روحك وقلبك معي وحدي ؟ "

صوته يعلو فوق صوتها

" نعم معكِ .. معكِ أنتِ .. لكن عقلي فقط ما يفكر هنا وهناك حتى نخرج من هذا الوضع كما وعدتكِ "

تفرد صدفة ذراعيها لتهبطا بخيبة أمل قولها

" اخرج وحدك إذاً وأنا انتظر .. ستجدني هنا رقم أربعة كما أنا "

يلمس وجهها يحايلها قائلا

" قلت لكِ أن تصبري قليلا .. الأمر ليس سهلا "

اصبري اصبري .. ابتعدت لا تطيق لمسته تصيح

" هل هربت منك ؟.. هآنا هنا أمامك "

نظر ليديه الفارغة وهى تهرب منه بالفعل وقال

" لكنكِ لستِ صدفة التي اعرفها .. لستِ قدري الذي انظر إليه فيتحرر عمري من جديد "

تسمع صوته ويدق القلب ويرتعش الجسد في غمرة مشاعر متناقضة لتقول

" هذا ما لدي هذه الأيام .. لا تضغط عليّ لاحتمل أكثر "

يسألها عماد بصوت هادئ

" بماذا تشعرين إذاً ؟.. تكلمي .. صارحيني "

توقفت مكانها ثم استدارت له وطلقة رصاص أخرى

" نعم يا عماد .. أنا لا احتمل أن تقترب مني .. هل ارتحت ؟ "

يسحق أسنانه بغضب يتمالك أعصابه سائلا

" لماذا ؟ "

لم تقدر على التراجع .. أرادت أن تؤذيه بشراسة وطلقة رصاص أخيرة

" فقط لا احتمل .. منذ عدنا إلي هنا وأنا انفر منك "

انعقد حاجباه بنظرة سوداء مصدوما يهمس

" تنفرين ! "

بعد أن نطقت لم تعرف كيف تعيد الكلمات ؟
تشعر بالندم والغضب والكره فتقول

" أنا لست بخير هل تفهم ؟.. لا تضغط عليّ .. قلت لك من قبل الكلام أصبح وحده مجهوداً لا احتمله "

صوت رسالة رن بها هاتفه فأخرجه يسمعها علها تخرجه من حالته فيسمع صوت محاميه

( المبلغ الذي تريد وضعه في مركز علاج القلب في رصيد يحيى كبير جدا .. ما رأيك لو وضعت نصفه الآن والباقي في وقت لاحق ؟ )

جمدت مكانها بعدما سمعت الرسالة فيرسل عماد رسالة صوتية أخرى

( وما دخلك أنت ؟.. هل هو مالك أم مالي ؟.. نفذ ما قلته وأنت صامت )

ارتمت صدفة جالسة تتنفس بألم تشعر انها دخيلة على حياته
يهتم بابن زوجته ، ما مكانها إذاً في هذه الحياة ؟!
لكن الجرح في عينيه أكبر من احتمالها فتدير وجهها عنه بالقول الخافت

" مشكلتي اني أحببتك دون أن اعرف ما تخفيه .. وحين عرفت لم استطع أن أكرهك .. ما زلت اريد وقتاً لاعتاد وضعي "

ظل ينظر إليها غاضبا ونعم .. كل موت معها حياة .. لم يشعر يوما انه بقادر على احتمال الأذى إلا معها .. مهما جرحت فهو هنا .. يتوق ليشرب البحر من عينيها ويعود عطشا
تحرك نحو الباب قائلا بصوت فاتر

" أنا سأنام بالغرفة الأخرى "

بعد خطوات توقف ليلتفت إليها يقول بجمود قبل أن يخرج

" كان بإمكاني احتمال أي شيء منكِ واتفهمه ولكِ كل الحق .. ولو غرستِ سكينا في قلبي .. إلا أن تقولي انفر منك هذه "

سالت الدموع على وجهها وهى تأخذ كوب القهوة لتشرب ، تشعر بالارتعاش يتزايد فيتألم جسدها لتنسى أي ألم آخر

تود لو تُجرَح حتى تصرخ بذريعة رسمية لا بجنون عقلي .. تود أن تشعر بالألم بأي شكل.








دخلت ألماسة مكتبها وهى ترد على المكالمة الواردة

" اشتقت إليك يا علي .. متى سأراك ؟ "

لحقتها السكرتيرة لتضع أمامها ثلاثة ملفات فأشارت لها بالخروج وهى تسمع رده

" لم نعد من السفر ماسة .. لدينا مشكلة بسيطة في العمل سنحلها ونعود "

بدأت تفتح الملفات تطالعها وهى تقول

" لكن موعد زفاف أكرم اقترب يا علي "

علا صوت أنثوي خطف الهاتف منه

" سنحضر يا ماسة بالتأكيد لن نتأخر "

تسمع ألماسة تذمرهما معاً فقالت ضاحكة

" هكذا تأكدت !.. ستحضرك نجلاء ولو رغما عنك .. اشتقت لجلستنا معاً حتى الصباح نجلاء "

ردت نجلاء بصوت رفيع حيوي

" وأنا يا ماسة .. حين أعود سنجلس وتحكين لي كل شيء حدث في غيابي "

عينا ألماسة على سطور الأوراق أمامها وملامحها تشتعل ببطء حتى أنهت المكالمة بلا تركيز

" إن شاء الله .. أنا أيضا أحتاجكِ "

أمسكت الملفات تمر على الأوراق كلها بنظرة سريعة كافية لتشعل أحطاب الغضب داخلها وبعد دقائق أخذتهم لتخرج من المكتب فتقف السكرتيرة تقول باستغراب حذر مشيرة للملفات

" مهندسة ألماسة .. السيد فؤاد حدد موعد للاجتماع معكِ والمهندس أكرم والسيد نعمان لمناقشة هذه الملفات "

نظرة تلك الفتاة إليها كأنها لم تفهم محتوى الأوراق جعلت غضبها يتفاقم وهى تتجه إلي مكتبه تمر على سكرتيرته نوال الخارجة من فيلم أبيض وأسود وتفتح بابه دون استئذان لتضع الملفات أمامه هاتفة

" ما هذا ؟!.. وتلومني لاني فقط أردت إعادة أحمد لهذا الفرع .. أنت تغير استراتيجية المجموعة كلها وتعرف أن أنا وأكرم ما زلنا ببداية العمل .. ما الذي تقصده بهذا ؟ "

إحساسها انه يضغط عليها ويحاصرها بسلطته يجعلها بين غضب الأنثى وضعف الحب كل منهما يسحبها لاتجاه .. غضب للتقليل منهم ، وحب لشخص ' فؤاد رافع ' رغم عنفه وحماقاته
وبنظرة إليها أدرك فؤاد ما تفكر فيه فنهض يلتف حول مكتبه قائلا

" اهدئي .. أنا لم اقصد ما فهمتِه .. لكنها قرارات العام الجديد وهذا ما افعله كل عام حتى أحافظ على مركز المجموعة بالسوق .. أنا أبلغتهم بموعد اجتماعنا لاوضح لكما كل هذا "

تتنفس ألماسة بحدة جسدها يشع شررا وهو يقف خلفها يتذكر ويذكرها

" تذكرت أول مرة حين دخلتِ عليّ المكتب يا .. ولاء الدغيدي ! "

تلك النقطة السوداء الوحيدة بحياتها تجعلها بحالة أكثر اشتعالا فتستدير لتقول بقوة

" أنا لم أرد يومها أن أخفي اسمي بدليل اني اخبرتك به وقتها لكن ظننت انك لن تقابلني حين اقول اسمي الحقيقي .. لا تذكرني بالأمر كأنه شبهة "

قريباً منها أكثر مما ظنت .. عيناه الداكنة تخترق أعمق ما فيها حد رؤية الدماء في شرايينها تنتفض لأجله .. جذاباً حد الهلاك في حرب تقاوم العشق ولا رادع

يرتدي الأسود فخامة رجل لا يهاب إلا عينيها وهو ينظر إليها ككل ما يملك قائلا

" كنتِ ترتدين معطفا أحمر .. شعركِ مرفوعاً ووجهكِ ... "

انقطعت الحروف وهى تتناثر على وجهها لتسطر أبجدية جمال بلون تراب المطر المتعمق بتلكما العينين
ملامحه تخطفها تجعلها تضعف وما زالت في عنادها

" لا تعتقد أن هناك شيئا تغير "

نظراته مرت من يدها الخالية من حلقات جنونه على حلتها السوداء ذات السترة النبيذية فيبتسم وهو يلمس تلك السترة على كتفها يقول

" لمَ نزعتِ خاتمكِ إذاً ؟!.. و ... هذا اللون جميل عليكِ ! "

ارتفعت يدها لتبعد يده فتحرك اصبعه بغتة لشعرها المفرود على ظهرها لينزل خصلة من غرتها على عينيها وراقب الحركة التي يعشقها وهى تنفخها بعصبية وترد بثبات

" لاني أنا أيضاً أدركت شيئا حين قلت اني لست أنا .. عرفت اني تركت اشياءً تتحكم بي .. حلقة ضيقة عشت فيها ونسيت نفسي .. ما فعلته لا يتعلق بك بأي شكل .. أنا فعلته لأجلي أنا .. لأجل أن أعود لاتحكم بمشاعري "

لا يصدق حرفاً وعيناها بمشاعرها تنبض وتخفيها ليقول

" وأنا انتظر .. ولأول مرة أجرب الانتظار معكِ .. أجرب كل شيء معكِ كأن الحياة تعطيني اخر فرصة لأعيشها "

تلمع قطرات عرق بجيدها تخطف عينيه ككل مرة يرى أنفاسها الحادة بحركة صدرها وهى تتجاوزه لتغادر فيوقفها

" أرتب عودتكم للوادي كما تريدين .. منازلنا هناك مفتوحة لكن بيت زاهد مغلقاً منذ أحضرت بركة إلي هنا ليتابع الاطباء علاجها "

ابتسمت ساخرة ترد

" شكرا للاستجابة .. رحمت نفسك من رأسي الصلب ولساني العنيد ! "

يوقفها فؤاد مجددا بالقول

" بركة أيضاً ليست بخير هذه الأيام "

التفتت إليه تسأل

" ما بها ؟ "

أجابها فؤاد وهو يقترب

" لم تعد ترى بعينها الأخرى .. كانت ترى بعين واحدة والآن الأخرى ابيضت أيضا "

يدها على مقبض الباب تقول قبل أن تفتحه

" شفاها الله .. سأزورها قريبا "

ارتكز بكتفه على الباب فانغلق مجددا ليقول مبتسما

" تنيرين البيت "

نظرت ألماسة لوجهه المرتاح لا تصدق أن الرجل الذي أذاها يوما بإمكان عينيه أن تمنح أمانها
وأن الرجل الذي توقفت دقات الساعة بظلمه يوماً بإمكان كفيه أن تحمل آشعة شمس تشرق بدنياها
وأن الرجل الذي توقن بخيانته يوما بإمكان صدره أن يغويها لعناق تنسى به ما كان منه

لا تصدق لكنها مستعدة للمجازفة فتقول بخفوت

" لا يليق بك هذا الهدوء .. تعودت عليك وأنت تضرب وتكسر "

رد فؤاد زافرا نفسا طويلا لامس وجهها وأرجفها

" لست هادئا بالعكس .. أنا أقول انكِ ستنيرين البيت الذي سيصبح بيتكِ يوماً ما "

كل حواسها في نصرته تتحد .. قلبها يتضخم ويطفو ووجهها يضج بانفعال جعل دوارها المعتاد يعاودها فتحركت نحو حمام مكتبه فتحت المياه وغسلت وجهها لتفيق
‏وقف فؤاد جوارها وهى ترتكز على حوض المياه يسألها قلقا

" ما بكِ ؟.. هل تشعرين بالدوار ؟ "

يسمع أنفاسها فيحيط ظهرها بذراعه ليمسك بكتفيها بقوة يديه متسائلا

" هل أخذتِ دواءكِ ؟ "

ترى تدفق المياه المنسابة بقوة مثلها وتشعر لأول مرة أن أحدا يسندها .. بلا وعي تترك جسدها يميل للأمام بثقل رأسها فلا تميل !

كفاه تدعم وقوفها ثابتة صلبة بالأرض كأنه هو الأرض .. جسده يقاربها جبلاً كل صخوره مساحة روحها لتقع كما تشاء .. فتجد صدره دائم الأمان

طال صمتها فتتقلص كفاه على كتفيها بخوف روحه يهمس

" ألماسة ما بكِ ؟ "

اعتدلت ألماسة تبتعد خطوة لتبعد يديه ثم دفعته للخارج وأغلقت الباب لتستند إليه مغمضة عينيها .. لا تتحمل كم الضغط العصبي الذي تمارسه على نفسها ، قوتها تنهار أكثر كما قالتها للزهراء .. والدموع أصبحت لا تكفي للمقاومة

صوت المياه يجعل قلبها يتدفق بمشاعر لا تريدها فتحركت لتغلقها لتتفاجأ بذلك الارتجاف
يداها ترتجفان بلا سيطرة فتنظر للمرآة تحاول فهم ما يحدث لها .. عطره أمامها يجيبها
ساكن القارورة يخبرها انه سكنها !

يدها تمتد لزجاجة العطر تحملها وفؤاد يطرق على الباب يسأل بصوته القلق

" ألماسة أنتِ بخير ؟ "

العطر يتراقص داخل الزجاجة بارتعاش يدها وحين رغبت بإعادته فقدت التحكم ليقع أرضاً منكسرا بصدى رنان
تعالى طرق فؤاد على الباب هاتفا بفزع

" ألماســة "

المقبض يتحرك بعنف وكفه كادت كسر الباب وهو يصيح بخشونة صوته

" افتحي الباب "

تراجع فؤاد ليكسر الباب بكتفه وقبل أن يتحرك سمع صوت المفتاح ثم المقبض لتفتح الباب وتقف ناظرة لحطام العطر تهمس

" لم اقصد "

جذبها من ذراعها حتى الأريكة يجلسها برفق يرد

" فـداكِ "

انخفض أمامها يمسك بيديها الباردة يسأل

" ماذا حدث ؟.. هل تريدين الدواء ؟ "

ظلت تحدق به كتأكيد آخر للمجازفة .. عيناه متسعتين بتلك النظرة المخيفة الخائفة .. شاحباً وصدره يعلو ويهبط بتوتر الارتياع .. ولوعة العشق

يداه تغطي يديها ضاغطاً كأنه يحاول تدفئتها دون أن ينتبه في خوفه عليها فتسأله

" إلي متى ستظل محتفظا بدوائي ؟ "

قلبه يهدر وجوارحه في جموحها البري تعدو بصحرائها الرحبة له ، بين جوف الليل بعينيها ومتن شفتيها يرسو ويصدق

" حتى موتي الأخير ألماس "

الصدق نابع والعشق فاضح والقلب يصرخ فتعاند وتعاند

" ما زلت لا اصدق "

اطمأن فؤاد مدركاً أن ما يحدث يفوق المرض ، عنادها يجعلها أضعف له دون أن تدري
اعتدل ليجلس جوارها وطيف ابتسامة يرقق خشونة وجهه يسألها

" هل تسمعين عن الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران ؟ "

تشتت ذهن ألماسة لتهمس بلا فهم

" ماذا ؟! "

لا يتخلى عن يديها يلمسهما بحرية لأول مرة قائلا بنبرة مختلفة

" كان سياسياً صارماً عرف بالمشاعر الباردة الجافة والتي تصل حد القسوة .. وبعد عشرين عاماً من رحيله صدر كتاباً بعنوان رسائل إلي آن كان مفاجأة للجميع .. تخيلي ماذا كان بالكتاب ؟ "

ما زالت لا تفهم فتهز رأسها بتساؤل ليتابع بتلك النبرة

" كانت رسائله إلي آن بانجو .. المرأة التي أحبها لمدة ثلاثة وثلاثين عاماً في صمت .. رسائل عاشق مكتوبة باسلوب أدبي يقارب الشعر .. ولم يصدق أحد أن ذلك الرئيس الجاف يمكن أن يكون عاشقا لتلك الدرجة التي تجعله يكتب إليها سأظل أحبك حتى نهاية أنفاسي "

هو نفسه مختلفاً ليس صوته فقط ، وجها لم تره منه يوماً .. هذا الوجه سادي الوسامة التي صارت تفاصيله إلحاحها الدائم
سحبت يديها ناظرة ليديه التي انقبضت بعدها بشراسة ثم قالت

" لأول مرة أراك تتحدث بهذه الطريقة .. دائما .. لا أتصورك إلا والسلاح في يدك "

ولم تتصور تطرف المشاعر داخله وهو يتحدث بوادٍ وجسده ينفعل بوادٍ آخر حتى نفرت عظام يديه بتلك القبضة
بصوته العميق المختلف يرد بنبرة ذات مغزى

" ومَن يصدق أن رجلا مثل هتلر يقال انه لا يعرف الحب ولا نتذكره إلا بالدمار .. والسلاح !.. أن يعشق إيڤا براون حتى انتحرا معاً بعد هزيمته في الحرب العالمية الثانية ؟! "

ابتسامة تتسلل لشفتيها لتتسع وهى تقصده بالقول

" ليس لدرجة هتلر ! "

ارتفع أحد حاجبيه مقنعا ومقتنعا يرد

" إذاً بإمكانكِ التصديق اني ... أحب "

جالسة أمامه وتشعر انها داخل كتابه مرت بكل صفحاته ومهرت اسمها في إحداها
إحساس مختلف تماما يتملكها هى التي لم يمتلكها أحد

ينظر فؤاد إليها يرصد كل ما يمر بملامحها يسأل

" لمَ تصمتين الآن ؟! "

لم تعد الكلمات سهلة لتلعب بها معه ، تخاف أن تنطق فتخونها الأبجدية بكلمة حب
يده امتدت يلمس خصلة من شعرها الأسود على جانب وجهها ليقول بإغواء صوته

" وإني أغار عليكِ من لحظة صمت بيننا قد تبعدكِ بأفكاركِ عني "

يبتسم لتأثرها وهو يميل نحوها قليلا بالقول

" نـزار قباني ! "

صدق القلب الاختيار وصدق العطر .. سكنها
رغما عن واقع يُفرِق .. بلا تقليدية ولا أعراف ولا تكرار
أصابعه تتركها بين خصلات شعرها ترعى الليل وتسأل

" هل فهمك أحد لهذه الدرجة يوماً ؟ "

ولا كناية ولا مسمى ولا ظلال .. بريقها في الظلام قمراً سيسحر العيون
وقاموس جديد من نصوص ، لأجل ملك الظلام

إحساسه لا يوصف وهى تنظر له بهذه النظرة ويجيب

" لم يقترب أحد مني كما اقتربتِ أنتِ "

تكرر سؤالها الماضي قبل الغياب تريد المزيد

" أنا .. لماذا أنا ؟ "

كما سكنها تسكنه يقولها لأول مرة بحياته

" لم أحبكِ كشخص فقط .. بل أحببتكِ كوطن لا أريد الانتماء لغيره "

نزار قباني أيضاً !.. آه يا نزار كيف غزلت الغرام حروفاً ليسطر بها كل العشاق هاوية العشق ؟

وقفت ألماسة روحها تشمخ وذقنها يرتفع وتعود لنفسها تسأل بترفع ملامحها الواثقة

" وماذا قال نزار أيضاً ؟! "

نهض فؤاد مقتربا منها يمسك كتفيها بكل تملك لا يفصلهما شيء قائلا

" عشرون عاماً فوق درب الهوى
ولا يزال الدرب مجهولا
فمرة كنت أنا قاتلا
وأكثر المرات مقتولا
عشرون عاماً يا كتاب الهوى
ولم أزل في الصفحة الأولى "










عادت رنوة من الكلية لتتوقف في بهو المنزل تستمع إلي صوت ( الست ) ينبعث من مكتب راشد
اتجهت للمطبخ تسأل إن كانت تقى بالمنزل فأجابوا نفيا وهم ينظرون لها باستغراب اعتادته اليوم وكل يوم من كل الناس منذ بدأت الدراسة

خرجت مبتسمة بلا اكتراث وفي منتصف البهو تلاشت ابتسامتها وهى تفعل ما تفعله مؤخرا
تتصل برقم تحية وتنتظر الرنين حتى فُتِح الخط فتهتف

" أمي "

ثوان تمر وهى تكرر النداء بلا جواب حتى أُغلِق الخط .. كالعادة
عادت تبتسم وتمني نفسها أن كل شيء سيعود يوماً ، جفاء الرافعين كالسيف نعم مثل كلمة أخيها .. لكن الزمن كفيل بكل شيء

اتجهت للمكتب فتحته بهدوء كما أغلقت الباب لتنظر إلي راشد حيث يجلس بكرسيه ناظرا للجدار يستمع إلي الموسيقى الشرقية لتنساب الكلمات ببطء يجعلك تحفظها بسهولة غير عادية

( هجرتك يمكن أنسى هواك
واودع قلبك القاسي
وقلت اقدر في يوم اسلاك
‏ وافضي من الهوى كاسي
لقيت روحي في عز جفــاك
‏ بفكر فيـك وأنا ناسي )

تخطو نحوه حتى وقفت وراءه وامتدت ذراعاها لتحيط بعنقه تقبل شعره الأسود المختلط بالفضة ثم تقول بنعومة

" هذه الفترة لا تجلس معي بقدر ما تستمع إلي أم كلثوم ! "

ظل راشد مغمضا عينيه سارحا في الصوت الذي لم يتكرر ثم قال ما قاله أحد المطربين يوما واقتنع به

" هل تعرفين أن صوت أم كلثوم مزيج من أجمل صوت امرأة وأجمل صوت رجل ؟ "

الكلمات تفتن أذنها بمعنى يتجسد بالصوت الصافي

( غصبت روحي على الهجران
وأنت هواك يجري في دمي
‏ وفضلت افكر في النسيان
لما بقى النسيان همي )

اتسعت ابتسامتها وهى تستند بذقنها على رأسه وهو يقول بصوته الوقور ‏
" قال عنها محمد عبد الوهاب انها الصوت الذي لا يعرف المستحيل ... ووصفها نجيب محفوظ انها نعمة الدنيا "

صوت حطم زجاج قياس الصوت بقوته في موسكو ، صوت يجيد الثمانية مقامات نفس الإجادة ، صبا نهاوند عجم بيات سيكاه حجاز راست كرد .. لتكون الحروف الاولى منها في ( صنع بسحرك ) أفضل وصف لسحر كوكب الشرق

تنهدت رنوة تشعر تباعده عنها وهى تقول

" أنا أيضا أصبحت أحب الاستماع إليها معك "

يستمع راشد بصمت مجروحاً منها ومما فعلت طوال الشهر الماضي ، كانت بعيدة عنه وهى جواره ، حققت أكبر مخاوفه كأنها تتساقط من بين أصابعه وهو يعجز أمام مشاعرها المتقلبة ، ليتركها بالنهاية لتعود وحدها
بذلك الجرح يقول بسخرية

" يبدو انكِ تحبين كل ما هو قديم .. مثلي ! "

تميل برأسها لتهمس في أذنه مبتسمة

" بل أحب كل ما هو مميز .. وذو قيمة كبيرة "

لم تتلق منه ردا إلا نفسا طويلا علا به صدره وانخفض فقررت التحدث

" اعرف أن الفترة السابقة مرت علينا صعبة .. واعترف اني كنت بعيدة عنك .. واني سمحت لكلام الناس أن يؤثر على علاقتنا .. نسيت ان هذه العلاقة مميزة لا تشبه أحدا .. لهذا أحببتك راشد "

صوتها به شيء تغير جعله يفتح عينيه الرمادية يتساءل

" ما الذي حدث لتقولي هذا ؟ "

كان ذلك الشيء مواجهة وثقة وعزم جديد يجعلها فتاة أخرى وامرأة مسؤولة وهى توضح له

" ما حدث اني فهمت ما أتعرض له .. الناس ستتكلم مهما حدث .. كانوا يسخرون ثم رأيتهم يحسدونني عليك .. بعض الناس لديهم ثقافة ( التلقيح ) بالكلام كالهاجس في حياتهم .. يزرعون الجرح في النفوس دون أن يقتربوا أو يسألوا أو يعرفوا إن كنت صادقا نقيا .. بل يظلمونك ويظنون فيك السوء لمجرد صورة خارجية .. وأنا اخترت حياتي "

شعر بضغط يدها على قلبه تستمد منه دعمها وتقرر

" لن يدخلوا بيننا أبداً ولن يشوهوا علاقتنا بأفكارهم المريضة .. مَن لا يصدق اننا تزوجنا حباً لا مصلحة فليحترق بأفكاره .. أما أنا وأنت سنظل لبعضنا طوال العمر "

عادت وحدها ، يتلاشى العجز والخوف وتعود دقات القلب متسامحة قائلا

" أنتِ تكبرين سريعا رنوة "

تحيط عنقه أكثر لتقول بكل صدقها

" بل أنا أحب ومن كل قلبي "

يقبل راشد ذراعها ويغمض عينيه مبتسما لهذا السحر الشرقي حوله بين لحن وحب فتهمس له

" أنت لم ترني حين ذهبت إلي الجامعة اليوم .. انظر إليّ "

استدار راشد بالكرسي وهى تبتعد خطوتين ليراها وتوقف بالكرسي شبه مذهولا
أمامه امرأة بزينة التيجان ترتدي وشاحها حجاباً بينها وبين عيون الناس ، وفستانا طويلا بألوان الشتاء تطير عليه فراشات طفلة مرحة

بين المرأة والطفلة كانت جميلة وأجمل ليسأل

" لماذا ؟ "

تلمس رنوة حجابها سعيدة فخورة بخطوتها وهى تقول

" هل تذكر حين قلت لك أن هناك ما ينقصني ؟.. طريقي الذي دوماً تعترضه الذنوب الكبيرة التي فعلتها .. وأن الندم وحده لا يريحني "

يمسك بيدها التي تتزين بخاتمه ثم يرفع عينيه لوجهها الرقيق يرد

" وأنا اخبرتكِ أن الرضا سيأتي بتوفيق الله لنا لأن رحمته سبقت عقابه "

قلبه يهدر بعد تعب الملام كقلبها الفتي لتقول بتلك الثقة التي تكتسبها

" بالضبط .. طوال الشهر الماضي وأنا أفكر كأن أفكارى تتخذ شكلاً آخر .. كأنها تنضج .. اشعر بروحي ترتاح راشد .. لم أعد اشعر بالتشتت الذي كنت اشعره دائما "

ازدادت جمالاً بعينيه لن يفهمه إلا رجلا أهدى القدر إليه امرأة لعمر آخر قائلا

" تبدين أجمل رنوة "

دارت بفستانها كفراشة من فراشاته تضج بالحياة والألوان بقولها

" نعم .. اعرف .. حين انظر إلي المرآة اشعر بذلك "

وقف راشد يحفظ بعينيه هذه الصورة التي تتحرك بجمال وأناقة وبكل حرية لا تعبأ بأحد وهى تردد

" وتخيل ماذا قالوا بالجامعة ؟!.. لقد ارتدت الحجاب لان دكتور راشد أمرها !.. لقد ارتدت الحجاب لتبدو أكبر سناً وتليق به !.. بل لأنه يخجل من صغرها جواره !.. بل لأنها تتظاهر بالتقوى بعد زواجها ! "

تضحك وهى تهز رأسها بعجب تأخذ الأمر ببساطة قائلة

" حتى علاقتي بربي تدخلوا بها ليجعلوا منها حديثاً يرضي أنفسهم المريضة .. لذلك أدركت اننا لن نسلم من الناس إلا حين نتجاهل مَن يزعجنا .. حينها فقط سنكون عظماء ولو في حياتنا الصغيرة المحدودة .. لكننا سنعيشها بسلام "

سلامٌ لروحٍ مهما استسلمت تقاوم ، وروح تحيا لاخر نفس .. وروح في أقدارها معجزات تتقبلها راضية .. راضية
يداه تمتد يجذبها لصدره لحضنه وصوت أم كلثوم ينساب بينهما

هجرتك .. ولو بألف ليلة وليلة ستظل .. أنت عمري !.












منزل راسل رافع

عاد فؤاد مباشرة حين ورده اتصال انها هنا ، نزل من سيارته واتجه نحو باب المنزل الذي فُتِح لتخرج ألماسة مغادرة بأناقة ثيابها السماوية
توقفت خطواتهما معاً والشوق من العين للعين مرسال

لم تره اليوم إلا لمحة عابرة حين غادرت المصنع ، ولم يرها إلا لمحات قاصدة كحارس أينما تتحرك
تتردد دقات قلبها تكاد تسمعها وهى تخطو أمامه تحت الأطياف الأخيرة للشمس في الغروب .. ساحرة في بهاء القمر

توقفت قدماها لحظة جواره وهو ينظر إليها ثم تجاوزته فتسمعه

" انتظري "

ابتسمت وهى تتوقف رافعة رأسها بكبريائها وهو يسأل بنبرته معها

" لماذا لم تخبريني انكِ قادمة ؟ "

تتصنع صوتا جافا لترد ببرود

" أتيت لأرى جدتي المريضة "

ظل صامتا لثوان ثم شعرت بحركته فاختفت ابتسامتها لترسم وجها فاترا وهو يلف أمامها يسألها

" هل ضايقكِ أحد ؟ "

افترقت شفتاها لترد ثم انغلقت بعاطفة هو وحده يثيرها فيها .. ملامحه قلقة بالفعل كأنه يخشى أن يضع أحد ما الحواجز التي كسرها بينهما
عادت تبتسم وتقلده بقول سابق ساخرة

" لا .. أمك .. عفوا .. والدتك .. كادت تقتلني بنظراتها فقط دون كلام ! "

مرر فؤاد كفه على شعره إلي لحيته يضحك قائلا

" أنتِ لا تنسين شيئا أبداً ! "

شعرت بالغيرة !.. أو شعور يماثلها يجعلها تريد أن تكرر تلك الحركة على شعره بيدها هى !.. تريد لمس ذاك الاحتراق فيه .. علها بيدها تمحو الأعيرة النارية التي تطلقها عيناه عذاباً

نظر فؤاد لأعلى بملامح صارمة فالتفتت ترى النافذة حيث تراقبهما تحية فتجاهلتها لتعيده إليها متسائلة

" ماذا تحكي عني لجدتي بركة ؟ "

عادت عيناه المتقدة إليها بتلك الملامح لم يجب للحظات ثم قال

" هل اخبرتكِ اني أحكي عنكِ ؟ "

صمتت ألماسة تدرك تأثير تلك المرأة عليه ، تتذكر يوم كشفت الحقيقة ليكتشف أن أمه كانت تعرف كل شيء وتركته بناره يحترق .. أي قلوب باردة عاش عمره وسطها ؟

تتلون عيناها حنانا وهى تسير خطوات بطيئة تحثه على السير معها تقول

" قالت كلاماً كثيراً وهذا من ضمنه "

اقترب فؤاد يشعل سيجارة ينظر للسماء التي تظلم على مهل يسير جوارها بين ضباب الدخان يرد

" احكي لها عن امرأة كالوطن تحتوي واحداً مثلي نبذته الأرض ورفض التراب أن يواريه بعد كل موت "

توقفت .. التفتت إليه لتتلاقى عيونهما وكل منهما يولد في عين الآخر .. تائها ودليله أمامه كمهد مُنتظَر طوال الحياة .. ماذا لو اختفت الدنيا حولهما ؟!
ماذا لو تحولت الأرض نهراً على وجهه تسبح أوراق الورد ؟!
ماذا لو أمطرت السماء لتتعانق الكفوف ويتسابق الغرام على الشفاه جَسوراً ؟!
ماذا لو نطقت حروفها أحبك فأنارت الليل واتخذ الدخان رائحة الأحلام بعينيها ؟!
وماذا لو وقف على حافة تلكما العينين وفتح ذراعيه للسقوط في هاوية العشق منتشيا بالموت الصغير ؟!

باب المنزل جذب انتباههما وعديلة تفتحه خلسة لتراقب ما يحدث بالخارج !
نظرة أخرى للأعلى حيث ما زالت تقف تحية فنفث فؤاد دخان سيجارته بحدة ليمسك بمرفق ألماسة متوجها معها للحديقة الخلفية للمنزل وهى تجاري خطواته معترضة

" توقف .. أنا ساذهب "

رمى السيجارة يدهسها بحذائه واستدار إليها يمسك بكتفيها يسأل بنبرته الخشنة

" متى ستعترفين ؟.. متى سأكون معكِ دون أن اهتم بمَن يراكِ معي ؟ "

بعينيه تلك النظرة التي ترجف كيانها بأكمله فيرتفع أحد حاجبيها بجمال مترفع لتقول بتلاعب

" وهل تهتم الآن ؟! "

يهتف فؤاد بغلظة صوته

" أنا لا يهمني أي شيء بهذا الكون إلا أنتِ .. أنتِ وبعدكِ الطوفان "

يرتعش جسدها في تأثر عفوي فتبتعد خطوة تفكر تريد أن تختبر فيه شيئا فتسأل بحذر

" ألم تفكر فيما قلته لك من قبل عن .. رنوة ؟ "

وجهه تجهم بكل غضبه من الأمر يقول بتحذير

" لا تتحدثي معي بهذا الموضوع "

ملامحها تصر لا يعرف الخوف لها سبيلا وهى ترد

" لكن أنا أريد التحدث بهذا الموضوع ! "

أشهر فؤاد سبابته تهديدا كافيا دون سلاح محذرا

" لم يُخلَق بعد مَن يجبر فؤاد رافع على ما لا يريده .. فلا تستغلي مشاعري نحوكِ .. إياكِ "

عيناها بعينيه تلمع ببريق مذهل تتحداه

" ماذا ستفعل ؟!.. ستقتلني ! "

رأت عنقه وهو يزدرد ريقه قبل أن يستدير ضاربا جذع شجرة قريب مزمجرا بغضب
بحدسها تدرك مجهودا رهيبا يبذله ليسيطر على طباعه معها فتقتحم أخطر مناطقه لتسأل

" ماذا فعلت بنجوان ابنة رفيع ؟ "

التفت رأسه بقوة وللحظة برقت عيناه بشعاع مخيف ثم سأل

" نجوان !.. ما الذي ذكركِ بنجوان ؟!.. لقد غادرتم الوادي وهى طفلة "

ظلت تنظر له تصل أعمق ما فيه وحدها فأخفض بصره متسائلا

" ماذا قالت لكِ بركة ؟ "

هزت كتفها تتظاهر بعدم الاهتمام وتقول

" لا شيء .. ذكرتها فقط .. أنت اخبرني ماذا حدث لها ؟ "

أدار فؤاد وجهه صامتا قليلا ثم قال

" بعد موت رفيع وأمها عاشت في بيت عمي صالح حتى تزوجت .. هذا كل شيء "

بل كل شيء يتضح بذهنها وهى تبحر فيه أكثر بإرادتها ، لا شيء يوقف خطاها في ذلك الظلام
تقترب منه وبكل عزمها تضع يدها على كتفه تقول بقوة روحها

" نجوان لها حق عندك .. ما هو ؟ "

نظر فؤاد ليدها وهدرت أنفاسه حقداً مميتاً وهو يرفع عينيه الدموية لعينيها يقول بكره

" لا أحد له عندي أي حقوق "

تكاد ترى قلبه ينقلب حجراً أسود حين يتعلق الأمر بغيرها فتضغط على كتفه تشعر صلابة الجبل وتواجهه بتصميم

" بل لها .. اخبرني ماذا فعلت لها ؟ "

ضربت كفه على الجذع مجددا وهو يصرخ منفعلا

" لم افعل شيئا لها "

مشاعرها انفعلت مثله وهى تمسك بياقة قميصه الأسود تضرب صدره ويعلو صوتها

" فؤاد اخبرني "

أحاط يدها بقوة يوقفها على صدره المتدافع وبنظرة مجنونة يصيح بشيطانه

" أخذت أرض رفيع بعد موته .. وبيته .. وكل ما يملك .. أخذت كل شيء "

عيناها تتسعان وقلبها مطارق عارمة وتهتف

" لماذا .. ما ذنبها ؟ "

صرخ فؤاد بقسوة

" وما ذنبي أنا ؟ "

يدوي بينهما غضب أعمى والعملة تدور وتدور بين وجه وآخر تهتف

" هو ذنبك بالفعل .. أنت تركت شيطانك يتحكم بك وضغطت الزناد .. لكن ما ذنبها هى لتحرمها من كل شيء وتعيش تتسول من أعمامها ؟ "

كاد يكسر عظامها وهو يهزها من كتفيها بلا وعي صارخا قبل أن يدفعها بعيدا

" ما الذي تريدينه بالضبط ؟.. رنوة ونجوان .. ماذا تريدين مني ؟ "

تأوهت ألماسة وهى تتعثر في الأرض فيسرع إليها مجفلا مما فعله يسندها لكنها تضرب يده تبعده لتقول

" لا أريد شيئا .. فلتظل هكذا بين الموت والدم والدمار "

جذب ذراعها يقربها منه قائلا بسادية تتملكه

" لو كنت قتلت رفيع لكنت حرمتها فقط من أب فاجر قذر لكن عماد منعني أيضا تلك المرة .. لو كنت أخذت روحه لتركت كل شيء آخر "

تطالع وجهه الدموي نافر العروق ونظراته السوداء الهائجة باحثة عمَن كان معها منذ أيام لتدفعه بعيدا هاتفة بلا تصديق

" بأي منطق تتحدث ؟!.. أنت تعاقب ابنته وهو ميت .. كنت ستقتله .. ستقتل عمك .. لم أعد اعرف حدوداً لجبروتك "

استدارت تغادر وهو يضغط على رأسه الصارخ بالشياطين كالثيران تركض تهتاج بجسده مطبقا جفنيه حتى سقط أرضاً على ركبتيه يرفع رأسه للسماء تخرج أنفاسه كلهيب تأوه يستجدي النجاة

سمعت ألماسة صوت ارتطامه بالأرض فاستدارت تراه وهلع قلبها ظنا انها ذبحة أخرى فاتجهت إليه تجثو أمامه تضغط صدره هاتفة بخوف

" فـؤاد "

فتح عينيه يشعر خوفها ولم يفعل شيئا .. فقط نظر إليها ونطق

" اوقفيني ألماسة "

اليوم فقط عرفت كيف يمتزج الجبروت بالعذاب ؟
وماذا لو كان الطريق سهلا منزوع أشواك الصبار ؟!
والشفق نهاراً وضاحاً بلا دجى أوشحة الماضي ؟!
وقيود السلاسل حول جسديهما حوار الأميين بالغزل لا إلي الأرض مدفن ؟!
أين أنت الآن فيه يا نزار ؟!

أمسك فؤاد يديها وانخفض رأسه على كتفها يستند قائلا بتعب

" امنعيني بكل قوتكِ .. لن استطيع إلا أن افعل ما افعله طوال حياتي "

تركته يهدأ وهى تشعر تشنج جسده وثقل رأسه فتدعمه كما دعمها ثم تقول بهدوء

" سيصيبني سلاحك يوماً .. وأنا لا أحتاج إلا الأمان "

رفع رأسه يخرج سلاحه يضعه على كفيها قائلا بعذاب غاضب محترق

" خذيه .. إن كان هذا ما يقف بيني وبينكِ "

لأول مرة تمسك سلاحاً ثم تركته يسقط ناظرة إليه لترد

" ما زال هناك الكثير يقف بيني وبينك "

أحاط وجهها بكفيه يبعد شعرها عن عينيها يحدق بهما ويهتف

" اخبريني .. اخبريني ما يمنعكِ بعد كل ما كان وسادمره "

هى الواقفة على الشاطئ ترى زورقا أسود ينتظرها وتخاف أن ترفع قدميها لتصعد درجه الشائك
وقفت .. أمسكت يديه تحثه

" انهض "

واحد وعشرون عاماً فصلت بينهما .. بعد كل ما كان .. على حافة هاوية العشق يجتمعان

لطالما كانت ألماسة كوطنه منذ رآها .. وطن لا يحزنك بل يميتك حزنا
ولطالما كان هو كشعبها .. شعب حر لكن ..
رافض .. ثائر .. خطاء

بنظرة أخيرة إليه وهو يقف قائما لا ينهزم خطت نحو سيارتها تغادر وهى تهوي في نار ' فـؤاد رافـع '
وكل كيانها يردد

( انهض ولا تنهار أبداً .. الانهيار لغيرك .. ليس لك يا جبل )












في ذلك المقهى الشعبي حيث يجتمعان كل فترة يجلسان ليشاهدا البشر الكادحين في هموم أكبر مما يتصورها أحد ، هموم تجعل من مشاكلهما صغيرة لا معنى لها في الكون الواسع

يسحب عماد نفساً طويلا من الأرجيلة وينفثه ضبابياً ثم يقول

" تحبها اذاً .. ألم أقل لك ؟! "

اختلط دخانه بدخان سجائر فؤاد التي يلفها بنفسه تبغا صافيا وهو يرد عليه

" مؤكد .. أنت رادار العشاق ! "

التفت عماد إليه يتساءل

" هل تسخر ؟! "

يدخن فؤاد سيجارته ولا يفكر إلا في وجهها البراق يسكن عينيه .. قلبه يتلوى محترقاً كأنها دعوتها بالمزيد من الحريق
لا ينتبه لما يقول فقط يأتي الكلام بذهنه فيقوله

" بالطبع لا .. هل يعقل أن أسخر من رجل قلبه جمعية تسع من الأحبة ألفاً ؟! "

صمت لحظات يسرها في نفسه ألماً وهو يعرف أن فؤاد لم يقصد ثم قال ساخراً

" حقك !.. فؤاد رافع له مزاج ليمزح ! "

له مزاج لكل الدنيا ، بعدما كان لا يشتهي إلا القياسات المتطرفة والرغبات الأجنبية الشقراء .. بعد موت ودمار ، تطرف به العشق لمزاج صاخب من ضوضاء الهيام

ابتسامة تطرق شفتيه تلين ملامحه الخشنة قائلا

" وما بك أنت ؟.. حالتك غريبة هذه الأيام .. ظننت أنك ارتحت "

كل كلمة من بين شفتي صدفة تجرحه حتى اللحظة كأنها تتشكل بالدخان الذي يطلقه مطلقا معه تنهيدات عذاب وتخبط لا ينتهي
ووسط الألم والتخبط يتهكم على نفسه ضاحكاً بمرارة

" ارتحت !.. بعض الناس أحيانا يجب أن تُرمَى بالرصاص ثم تُدهَس تحت سيارة ثم تغرق في أعمق مياه ثم تُحرَق دون أدنى تفكير .. وأنا منهم ! "

أربع مصائب بأربع مصائب !
يتعجب فؤاد حالته فيرتفع حاجبه في تعبير مضحك متسائلا

" مبكرا عليك يا عماد !.. هل هذا تصلب في المخ ؟! "

ينقر بيده على الطاولة مفكرا ثم نفخ قائلا بنزق

" فؤاد اختر رقماً .. واحد أم اثنان أم ثلاثة أم أربعة ؟! "

مسح فؤاد على لحيته ناظرا أمامه وهو يفهم ، يكتم ضحكته ثم يقول بنبرة عادية

" أربعة ! "

أطرق عماد بوجوم ممررا اصبعه على حافة كوب القهوة الزجاجي .. قهوة يطلبها خصيصا في كوب شعبي وليس فنجان كما اعتادها من يد روينة
لم يريحه أحد في حياته إلا روينة ورغم ذلك قلبه عصاه وأحب غيرها
ظن انه سيرتاح حقاً فيهمس ساخرا

" قل ثلاثة وارحني ! "

يشعل فؤاد سيجارة جديدة من السيجارة القديمة متسائلا

" ماذا قلت ؟! "

لوح عماد بلا رد والدخان حولهما يتصاعد مختلطا بروائح المشروبات والأطعمة من المطاعم المجاورة للمقهى فانتبه فؤاد إليه قائلا

" أنت دخلت هذه الدوامة بقدميك فتحمل عذابها .. قلت لك الوضع سيكون غير محتمل لكنك نفذت ما برأسك "

الروائح تمتزج بالأصوات بين المارة ورنين الهواتف ورنين الملاعق والدومينو وصوت صبي المقهى
( ايـوه جااااااي )
حالة فريدة في مكان عمره تجاوز الخمسمائة عاماً تجعله يتجاوز همومه معه ليسأل بدهشة

" وتنصحني أيضاً !.. هل هذا تأثير الألماسة عليك ؟! "

تراجعت ملامح فؤاد لشيء خاص لها فقط .. ملامح لا تظهر إلا لعينيها الفاتنة مجيبا

" لن يفهم أحد تأثيرها عليّ .. حين تقترب مني اشعر اني في حالة موت .. وهى كل الحياة "

تلك الأصوات تتفاعل داخله تجعل عقله مخدراً فيما حوله .. صياح الباعة ولاعبي الكروت والطاولة ، حركة القطط باحثة عن طعامها وتجمع الأسر في الشرفات بعد العشاء لكوب شاي المساء ، عودة شباب من دروس الثانوية وأطفال يلعبون الكرة في دوري الشوارع ..

ونبض قلبه الذي يدق غارقاً في عيون البحر الكاسر ليقول بصوت لا يسمع

" بل افهم تماماً .. لاني أموت مثلك وأكثر "

مر الوقت وهما تائهان في زحام البشر لا يدري أحد بأحد حتى قال فؤاد

" أرسلت إليك أوراق نسب الخيل الجديد الذي دخل المزرعة بالأمس .. عربي أصيل وتأكدت بنفسي "

منذ فترة لا يركز في عمله كما كان ، أسهمه بشركة العامري ومزرعة الخيول التي يتشاركها مع فؤاد وأرضه في الوادي التي يهتم بها أخيه
لا يركز إلا مع صدفة وتلك العودة .. جذوره تُمَد من جديد بالأرض كأنه ما فارقها يوماً بالدم

التفت إليه قائلا بجدية

" فؤاد .. جهز رجالك من الرافعين .. سنعيد الخيمة السنوية للسياح ببداية العام .. في موعدها المعتاد .. ونفس المكان .. وسأكون هناك بنفسي "

عبس فؤاد بلا تصديق لما يسمع ، بعد عشر سنوات عاد ابن الزِيِن لعادات الزِيِن .. وللمكان الذي لم يقربه منذ رحلت سلاف.










صباح جديد مختلف ، منذ مدة طويلة لم تشعر ألماسة أن ذهنها يقظ وبها طاقة لليوم لتفعل كل ما تريد
طافية مع قلبها نابضة بالحياة كأنها على مياه النهر تسير ، لكن ذاتها صلبة عود أخضر جذوره بالأرض سيوف الرافعين

وأمام المرآة بريقها يتلألأ وهى تنهي لمساتها الأخيرة على شفتيها ، ترفع شعرها تاركة غرتها على جانبي وجهها تنحني مع ذقنها وتلامس رقبتها
ارتدت سترتها البيضاء فوق قميص وردي وبنطال أسود وهى تشتاق للألوان .. مرت شهور أحاطتها ألوان داكنة وأجبرتها بلا وعي أن تعيش حالة حداد

لذلك ربما مرتدي الأسود يتطبعون بصفاته نوعا ما .. غموض وتكبر ويؤول أمرهم إلي وحدة وانعزال !
الألوان نعمة كنعم كثيرة لا نشعرها إلا حين نفقدها .. ماذا كان سيحدث لو أن هذا العالم من أبيض وأسود كالأفلام ؟!

كيف كانت ستعيش بدون مفضلها الأحمر ؟!
فتحت الدرج العلوي لمنضدة الزينة لتخرج حقيبة هدايا ثم أخرجت ما بداخلها .. عطر حبيب كسرته !

تقرب العلبة تشم رائحتها مبتسمة ثم تعيدها إلي الحقيبة وتأخذ حقيبتها لتخرج متجهة لغرفة أكرم !
بابه مفتوحا يقف أمام مرآته هو الآخر يستعد للذهاب فدخلت تقف أمامه ترفع حقيبة الهدايا بالقول

" كل عام وأنت بخير أكرم "

أخذها بحضنه يرد تهنئة عيد ميلاده ثم يفتح هديته يشم العطر ويضع منه قائلا

" رائحته جميلة .. شكرا ماسة "

تغمض عينيها على صدره ورذاذ العطر يتناثر عليها يذكرها بصاحب العطر ، احتاجت أن تجاورها هذه الرائحة قريبة حد أنفاسها
عاد أكرم يشم الزجاجة مجددا بشك ثم يسأل

" هل هذا عطر فؤاد ؟! "

فتحت ألماسة عينيها بتوجس لتقول ببراءة

" حقا .. لم انتبه !.. ربما لذلك كانت رائحته مألوفة وأنا اشتريه ! "

قبض أكرم على الزجاجة بضيق نظرة عدائية يرد

" نعم .. يشتري الأغلى ابن راسل .. لم نكن نقدر على ثمنه من قبل "

أخذته من يده تضعه خلفها على المنضدة ثم تقول باصرار

" انس ما فات يا أكرم .. المستقبل كله أمامنا .. لا تدع ما حدث لك يؤثر عليك "

هو أيضا انتبه للتغيير الذي حدث لها يلمح قائلا

" سعيد انكِ أصبحتِ أفضل ماسة .. لكن ما زال بكِ شيء لا نعلمه "

كل يوم تقرر انها ستأخذ خطوة استثنائية ثم تصبح مؤجلة ، أسبابها أعذار واهية والحقيقة انها تخاف أن ينهار وجوده بحياتها حين يعلم الجميع
الأمر أكثر صعوبة مما يظن أحد ، سيرفضه مجتمع بأكمله إن لم يكن للماضي فلما فعله معها بالحاضر
على وجهها تعابير حائرة وهى تقول

" خائفة "

قال أكرم مبتسما بلا تصديق

" ما الذي يخيفكِ ؟! "

تلك الابتسامة التي يسألها بها الجميع وهم يتوقعون منها الأقوى
أحيانا نتمنى لو نكون مجرد أطفالا لنفعل الاخطاء دون أن نهتم بنظرة أحد
تنظر له بالقول

" أخاف من نفسي .. كل قرار أخذته في حياتي كان بعقلي .. لم اشعر يوماً أن قلبي يريد شيئا و.... "

صمتت ، والتشوش يتضح كقطع مكسورة تتجمع .. القوة لا تتزن إلا بالقوة
يفهم أكرم ما تمر به فيسأل

" ما الذي يريده قلبكِ وتخافين منه ؟ "

لا تجيب وعيناها تلمع بشعلة تمرد فيعيد سؤاله واضحا

" هل تحبين ؟ "

أطرقت برأسها وقلبها يدوي فيرفع وجهها قائلا

" لا بأس .. يمكنكِ إخباري وسادعمكِ دائما "

نظرت إليه تقول بثقتها

" أياً كان اختياري "

يتأكد ويؤكد بثقته هو بها

" أياً كان اختياركِ "

صمتت قليلا وفجأة ضحكت بخفوت لترد

" ستدفع يوماً ثمن قولك هذا ! "

تساءل دون أدنى توقع

" ماذا تقصدين ؟!.. اخبريني مَن هو ؟! "

تحركت نحو باب الغرفة تخفي ملامحها عن عينيه ترد

" لا أحد أكرم .. أنا فقط .. أخاف أن استمع إلي قلبي كما قلت لك "

يظن أكرم أن الأمر بذكرياتها فيقترب منها يقول

" ماهر سيظل دوماً ذكرى مؤلمة ماسة لكن الحياة تستمر .. أراد الله لكِ حياة أخرى .. هذا قدركِ وأنتِ راضية بقضاء الله .. خذي تلك الحياة إذاً وامنحي نفسكِ فرصة جديدة بعيدا عن الألم والحزن "

ابتسمت لكلامه ثم أصدرت صوتا ساخرا تعلق

" انظروا مَن يتحدث ! "

ظلال الشجن تجعل عينيه البنية أكثر صفاءً بعذاب ما رآه قائلا

" أنا أحاول فعل نفس الشيء ماسة .. أحاول لأجل دموع .. أحيانا اشعر أن الحياة انتهت وما تبقى مني مجرد شبح لا روح فيه .. لن تتخيلي أبدا ما تعرضت له .. لكن وجود دموع يجعلني أقوى لأقاوم وأنهض من جديد "

غريب .. هى أيضا قالتها لفؤاد ، أن الحياة انتهت
يبدو أن هناك نظاماً تفنن في إنهاء الحياة لمَن بالداخل ومَن بالخارج !!

ربتت ألماسة على صدره لتغلق الموضوع مؤقتا بالقول

" هيا حتى لا نتأخر "







فور دخولها المصنع شعرت بحركة مريبة ، خلية النحل العاملة منشغلة ككل يوم لكن أكثر نشاطا
في الرواق المؤدي إلي مكتبها سمعت حديث الموظفات قبل أن تطل عليهن وإحداهن تقول

" نعم سمعت .. رآه أحد الموظفين بالأمس بالمشفى "

مر الكلام عابرا حتى قالت أخرى

" مَن يراه بكل قوته يظن انه لا يتعب أبدا "

ابطأت ألماسة خطواتها وهى تسمع فتاة أخرى

" نعم .. اليوم أتى كأن لا شيء أصابه .. فؤاد رافع لا يقع يا ابنتي .. ماله يقويه "

توقفت حيث لا يعلم بها أحد .. كيف يرتبط انهيار العالم بانهيار شخص إلي هذا الحد ؟!

غيرت ألماسة اتجاهها نحو مكتبه تدخله مباشرة تنظر إليه حيث يجلس خلف مكتبه بكل هيبته المخيفة

تطمئن عيناها بوجوده ويقلق قلبها خوفا بما أصابه فتقترب تسأله

" هل ذهبت إلي المشفى بالأمس ؟ "

كان فؤاد ينظر بخزانة مكتبه إلي سلاح أبيه ، أول ما أطلق به ، ويشعر بتباعد بينه وبين تلك الحياة
التفت إلي الماسة الوردية يطالع وجهها فيشعرها هى التي بينه وبين تلك الحياة
يدخن سيجارته متسائلا

" لماذا تسألين ؟ "

سمحت لنفسها أن تتحرر وتقترب فتلف حول مكتبه تقف جوار كرسيه تسأله

" ما الذي حدث لك ؟ "

لثوان ثبت فؤاد مكانه في قربها رافعا رأسه يراها ، خائفة بالفعل كأنه سيضيع منها هو الآخر فيجيب

" لا تقلقي .. شعرت بألم بسيط في صدري .. الأمر لا يستحق "

الدخان بينهما كرهته يؤذيها ويؤذيه فأخذت السيجارة من بين أصابعه هاتفة

" بسبب هذا الـ... .. قال الطبيب أن توقف التدخين "

تطفئ السيجارة بغضب وهو يتابعها يحرك أصابعه على لحيته ونظراته تستعر على قوامها يتساءل بنبرة ماكرة

" متى قال هذا ؟!.. لا أتذكر ! "

كفها على المكتب يبسط وهى تميل نحوه قليلا تسأل بحدة

" ماذا قال لك بالأمس ؟ "

دوره ليعاندها اليوم قائلا

" لا دخل لكِ ! "

كفها الأخرى تستند على ذراع كرسيه تقول بنظرة صارمة

" حتى لو كنت رافضة لكل ما تقوله وتشعره نحوي لكن لا أريد أبدا أن أراك مريضا أو تتألم بأي شكل "

نظر فؤاد لذراعيها التي تعتبر بشكل ما حوله !.. ثم سأل مبتسما بمكر

" هل أنتِ رافضة حقاً ؟! "

اعتدلت واقفة منتبهة لنفسها تزفر بضيق ثم رق صوتها كاعتراف خوف

" ماذا قال لك الطبيب .. ماذا كان ذلك الألم ؟ "

لم يمر الدفء بعينيه يوما إلا معها
كيف أحببتكِ بعد كل ما كان ؟!
أنا نفسي اتساءل كيف ؟!!.. فقبلكِ لم أكن اعرف أن قلبا لدي
وربما لأنكِ الوحيدة التي وقفتِ لي وأنا اعتدت ألا يقف بوجهي أحد

مد فؤاد يده يأخذ يدها يحيطها قائلا

" أنا بخير ألماس .. لم أكن يوماً بخير إلا بعدما أحببتكِ "

تنغلق يدها على أصابعه اعترافا آخر بلا صوت
كيف أحببتك بعد كل ما فعلت ؟!
ربما لأنك على ذراعي انكسرت ، فنسى قلبي لك كل ما كان
لم أكن لأغفر يوما ، لكنها مشيئة خالق القلوب

اختفت ابتسامة فؤاد فجأة وهو ينتبه أن العطر ينبعث منها مثله فيقول

" هذا عطري ! "

أجفلت ألماسة وهى تبتعد فيثبتها من يدها ووجهه ينفر غاضبا يهتف

" هذا العطر رجالي فقط !.. مَن الذي وضعه واقترب منكِ ؟ "

اتسعت عيناها وهو يقف أمامها طويلا ضخما ويدها في يده تتكسر فترد

" احترم نفسك .. ما معنى اقترب منكِ هذه ؟ "

يضغط فؤاد أكثر يؤلم عظامها يكرر بخشونة

" مَن اقترب منكِ اليوم ؟ "

تتوجع تتأوه فعليا فتمسك معصمها تشد يدها تهمس

" فؤاد اتركني "

يلوي يدها بلا وعي وصوته يعلو مجنونا

" مَن ؟.. انطقي "

هتفت ألماسة بذهول

" فـؤاد ! "

ضغط أكثر فلم تعد تحتمل الألم تجيب

" أكرم "

لانت يده ببطء حتى ترك يدها تمسدها وهو يردد

" أكرم !! "

عيناه ثائرة كما وعدها سيؤذيها رغما عنه يقول

" بسيطة .. أكرم جاء اليوم أليس كذلك ؟! "

اندفع من أمامها ينزل حيث يقف أكرم بالمصنع وسط العمال والآلات فيقف جواره يدير وجهه نحوه يشم رائحته دون أن يلفت النظر فيبتعد أكرم مستغربا يسأله بنزق

" ماذا تريد ؟ "

هتف فؤاد بخشونة

" أرى العمل .. مصنعي وأنا حر فيه يا أخي "

وقفت ألماسة بعيدا تراقب المنظر وتكتم ضحكتها وتمسد يدها وللغرابة لم تغضب بل تحتمل الألم
حتى رأته قادما باتجاهها يهز رأسه بتوعد

" أكرم ! "

ربما لانه لم يشعر بالأمان تجاهها بعد يخاف أن يقترب منها أحد لا يعرف انها له
فتؤكد له وهى ترفع رأسها بكبريائها تقول بجدية

" سواء ارتبطت أو أحببت أو خُطِبت حتى .. لا أحد يجرؤ على الاقتراب مني .. انتبه لكلامك بعد اليوم "

تستدير مغادرة وقلبه يشتعل بمزيد من الاحتراق هامسا

" سنرى !! "












مساء اليوم التالي

في العيادة النفسية تنظر إلي ساعة الحائط في سكون متبلد ، تريد الرحيل ثم تتذكر الألم وتخاف أن تجن يوماً وتجرح نفسها كما تتمنى لتبكي بألم الجسد لا الروح

بعد نصف ساعة سمعت الرجل الذي استقبلها يخبرها انه دورها فنهضت لتدخل وهى لا تعرف ماذا ستفعل أو ستقول ؟!

في الغرفة الواسعة المريحة للنفس وجدت الطبيبة روزان خلف مكتبها تنظر لها بابتسامة رقيقة مشيرة لاحد الكرسيين تقول وهى تنظر للاسم على ورقة الفحص أمامها

" تفضلي يا ... قدر "

جلست صدفة بصمت فتقول روزان بصوتها العذب

" اسم جميل "

صوت دافئ مريح كـهبة من الرحمن يحمل الأمل .. صوت يزيدها جمالا فوق جمال .. روزان آية من سحر الحياة تراها الأعين ولا تنساها !.. لها ميعاد قادم يقترب !

دققت صدفة بوجه الطبيبة الجميل الذي يشابه غفران ويختلف عنه بنفس الوقت ثم ردت

" شكرا "

تحاول روزان أن تدفعها للتحدث وبنفس الوقت تراقب رد فعلها لكل كلمة فتسأل بلطف

" مَن اطلقه عليكِ .. والدكِ أم والدتكِ ؟ "

يصعب الكلام عليها يتخفى كما أخفت اسمها الحقيقي ثم تهمس

" زوجي "

ليس اسمها الحقيقي .. كان رد فعلها واضحاً للكلمات !.. إذاً المشكلة ليست بالأم أو الأب .. بل الزوج !
تسأل روزان بنبرة تبدو عادية

" وهل تحبينه ؟! "

ارتجف نفس من بين شفتي صدفة رافق حركة صدرها وقلبها يدق بقوة فتضيف روزان

" الاسم ! "

تدون روزان كل ما تفهمه على ملامح صدفة من إشارات جسدية تترقب إجابتها
بعد لحظات جمعت صدفة كل طاقتها لتقولها علنا

" أنا ... أنا زوجة رابعة "

رفعت روزان رأسها متراجعة تستند لظهر كرسيها لتتمعن في ملامح صدفة بشكل آخر تاركة القلم .. ثم ابتسمت .. لقد اختلف كل شيء الآن !.





انتهى








نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:05 AM   #1703

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 204 ( الأعضاء 63 والزوار 141)
‏sandynor*, ‏فاطمة توته, ‏من هم, ‏سارة أمين, ‏سرو هانم, ‏نوال11, ‏Selinn, ‏حبيبيه, ‏الميزان, ‏دانه عبد, ‏Ghada$1459, ‏Nesrine Nina+, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏Hoda.alhamwe, ‏Yasmin yousef, ‏سويتي شام, ‏االمااسة, ‏نور الحيااة, ‏فديت الشامة, ‏Dina66, ‏nmnooomh, ‏خمسية, ‏rashid07, ‏لولو1995, ‏Quranlover2009, ‏ندى الحمدان, ‏DEE92, ‏Noor Alzahraa, ‏قمر صفاء, ‏الصلاة نور, ‏Mummum, ‏ام زياد محمود+, ‏الجووهره, ‏Iraqi1989, ‏rouba980, ‏سلمى ياسمين, ‏Nana96, ‏ريم الحمدان, ‏شجن المشاعر, ‏ميمو٧٧, ‏Rody Mohamed142, ‏asaraaa, ‏سندس123, ‏hadeer22, ‏lamiaar, ‏وفاء عبدالله, ‏سلمى يونس, ‏ركونه, ‏ريماسامى, ‏ليزا الرومانسيه, ‏سوووما العسولة, ‏ارقى المنى, ‏Gehadgogo, ‏منال سلامة, ‏dorra24, ‏قدوتى عائشة 2, ‏إسراء عبد, ‏Ritamouff, ‏نهي امبابي, ‏أميرةالدموع, ‏همس الرحمة, ‏k_meri, ‏Reem salama


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:08 AM   #1704

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nesrine nina مشاهدة المشاركة
ينفع يا قمر
واطيب فنجان قهوة لعيونك حبيبتي




حبيبتي يا نينا تسلمي

بالهنا والشفا ميمو

واطيب قهوة للجميع حبيباتي


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:16 AM   #1705

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

رةعة يا نورهان روعة حبيت عقلانية صدفة وذهابها لطبيبة نفسية . احيانا نحتاج نكتلم مع شخص بدون احكام. عماد بلش يحس بالذنب ناحية روينة وربنا يستر من اللي جاي. المبلغ اللي عماد حيضيفه ليحيى بمركز القلب يخوف هو بداية تامين يحيى و وصال في حال طلق وصال بصراحة انا مستته . ارجع اعيد الفصل و ادقق اكتر

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 01:56 AM   #1706

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

صدف عايزه اضربك

انتي متوقعه ايه يعني يلعب استغمايه معاهم😂😂😂
حقيقي بحبك جدا بس انتي الي عملتي في نفسك كده يلا اطلقي بقا عشان احبك اكتر😂😂


مشاهد فواد والمااااسه ياربي علي الجمال والفخامه

ماااسه مفضلتي بفتخر بيها وقوتها واحترامها لنفسها

نور حقيقي انتي مبدعه


ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 02:05 AM   #1707

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

عماد محدش ريحك غير لورينه عشان بتقول حاضر ونعم ومسهوكه😂
لكن اتمنا تكمل مع الي بترتاح معاها وسيب صدف عشان صدف عندها شخصيه صعبه مش هتقبل المشاركه حتل لو. رضيت في الا‘ول عشان الي بيحب حد صعب يتخيله مع غيره وه بتحبك بجنون للاسف

بس الفعل صعب هي بعد كده صعب عليها ومش هترتاح معاها العلاقه بينكم صعبه

لكن انت اناني لدرجه عايز كل حاجه انا مش هتاخد كل حاجه يعني اتمنا متشفش يوم حلو مع صدف وطلع روح الست النكديه المصريه عليك😂😂😂😂😂😂😂بحبه اوي ياجماعه واضح عليا صح


ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 02:15 AM   #1708

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

كالعادة يا قمر روعة روعة روعة تسلم ايدك ساندي

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 02:32 AM   #1709

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

فؤاد و الماسة مشاهدهم تحفة أى واحدة تغامر وتتزوج رجل
متزوج لازم تكون قوية و واقعية وتنزع الغيرة من قلبها
شكرًا نورهان


Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-02-21, 02:39 AM   #1710

يلمار علي

? العضوٌ??? » 470587
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 98
?  نُقآطِيْ » يلمار علي is on a distinguished road
افتراضي

اية الجمال دةبجد تبارك الرحمن على الموهبة دي تسلم ايدك ولعلمك انا بعيد قراية عشقك عاصمة ضباب بجد تسلم ايدك فصل تحفة _😍😍😍🖤

يلمار علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.