آخر 10 مشاركات
الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          شـقّ الـغَـمـام (الكاتـب : مدامع حزينة - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          263 - بيني وبينك - لوسي غوردون (الكاتـب : PEPOO - )           »          ندبات الشيطان- قلوب شرقية(102)-للكاتبة::سارة عاصم*مميزة*كاملة&الرابط (الكاتـب : *سارة عاصم* - )           »          17- غدا يعود الماضي - فيوليت وينسبير (الكاتـب : فرح - )           »          بين قلبين (24) للكاتبة المميزة: ضي الشمس *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          309- من يحب.. يخسر! - كيم لورنس - (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree276Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-21, 12:03 AM   #1821

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,915
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


جيت أسجل الحضور

مع فنجان القهوة لكي اعدل المزاج وأركز








Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:04 AM   #1822

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,915
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 144 ( الأعضاء 48 والزوار 96)
‏Nesrine Nina, ‏االمااسة, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏سوزان سول, ‏دودي دادو, ‏طابعة الحسن, ‏يمنى ام تميم, ‏Safo85, ‏منال سلامة, ‏Soumeye, ‏سر النسيم, ‏samira bouanane, ‏اويكو, ‏rowdym, ‏nevoo, ‏goge 95, ‏Alaa_lole, ‏سرو هانم, ‏Ghada A zoudeh, ‏شارده #, ‏Suli, ‏عماد فايز, ‏mina78, ‏Areej abdo, ‏temoony, ‏زينه خواجا, ‏همس الرحمة, ‏Marwa07, ‏N2do, ‏جلاديوس, ‏ayaammar, ‏فليفلة, ‏samam1, ‏ام فوكش, ‏Zainab a, ‏مبروكتي, ‏مروة فتحي, ‏rasha moner, ‏princess of romance, ‏Sanaa m t, ‏ندى بدر, ‏Asmaa321, ‏الدنيا هيك, ‏غاروة, ‏wa ma, ‏شررووق, ‏حمامة بيضاء, ‏Hagora Ahmed


منوريييببن صبايا


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:06 AM   #1823

االمااسة

? العضوٌ??? » 482529
?  التسِجيلٌ » Dec 2020
? مشَارَ?اتْي » 25
?  نُقآطِيْ » االمااسة is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير ❤
تسجيل. حضور
بليس ساندي حسمي موضوع عماد وصدفة وكافي مواقف موجعة لصدفة والنا 😢


االمااسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:11 AM   #1824

Quranlover2009

? العضوٌ??? » 389565
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » Quranlover2009 is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور
في انتظارك ساندي ❤❤❤❤❤❤❤


Quranlover2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:14 AM   #1825

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,915
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
صباح السكر

ايوه بقا التعليق ده كان ف اجواء الفلانتين 😂😍

شكرا يا فاهمني انت هههههههه







تصدقي يا نينا انتى من الاسباب اللي بتخليني استمتع لما بشرب القهوة .. بفتكرك ويجيلي مزاج للكتابة ❤

تسلميلي يا رب







انتي هتقوليلي انا كمان كده 😂 اشوف نسرين جايبة القهوة اقوم اعمل قهوة ههههههه

ربنا ما يحرمني منكم
يا حبيبة قلبي ربي ما يحرمني منك أبدا ومن كلماتك الرقيقة والجميلة مثلك يا مبدعة
بصحتك القهوة حبي لوكنت قريبة أعملها لك بإيدي وبقرأ الفصل قبل البنات ولا حرق الأعصاب الي أنا فيه هههههههه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sandynor مشاهدة المشاركة
حبيبتي انتي الجميلة شكرا ❤❤❤


حبيبتي اهم شيء تكوني مبسوطة 😘

شفتي فؤاد بدأ اهو كنتي مشتاقة له انا عارفة 😂

بحب تعليقاتك كتير نينا بترجعني للاحداث
اقولك بقا سر فرح دموع واكرم هيكون في ...... ولا خلاص مش هقول غيرت رأيي 😂😂

شهاب انا بستغله في الرواية دي 😂 عمالة اوديه من مكان لمكان ومش هريحه 😂

اه لا فؤاد محاصر متقلقيش 😂😂 كاسر الاسرة ومتسألنيش ليه دلوقتي لما نوصل للمشهد هبقى افكرك 😉😂😂

ربنا يسعدك ويعينك نسرين ضحكتيني .. يا رب لا يحرمني منك انتي حبيبتي
نعم صحيح كنت مشتاقة له كثير تسلمي يا روح نسرين

هههههه شهاب عسل
استغليه ولا تخليه يرتاح أبدا
هو كمان مستفاد من الرحلة رايح جاي كل المناطق هههههه

مرسي يا عمري ياريت اقدر اجي ونتفسح انا وأنت كل مصر


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:38 AM   #1826

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





البريق الحادي والثلاثون .. الجزء الأول


بعد ثلاثة أيام

مد عماد يده بكوب العصير نحو شفتيها قائلا

" اشربي صدفة .. لقد فقدتِ دماً كثيراً "

على سريرها تجلس وساقها اليسرى مربوطة بالضماد بعدما احتاجت جراحة إثر السكين الزجاجي الذي اخترقها بعمق ، ظلت يومين بالمشفى وعادت صباح اليوم لشقتها

ما زال الألم مستمرا رغم المسكنات فتبعد يده تهز رأسها رفضا فوضع الكوب متسائلا

" أما زلتِ غاضبة لاني صرخت بكِ ؟ "

لم تتحدث معه إلا بكلمات معدودة منذ سمعت أنفاسه بالهاتف ، ولا يظن إلا إنها غاضبة لعملها
وما زال مأسورا في تلكما العينين بصفاء السماء رغم سحب الغيم بهما ليقول بهدوء

" أحيانا يكون الغضب هو خوف صدفة .. خفت عليكِ ولم احتمل أن يكلمكِ أحد بذلك الشكل "

بعينيها إتهام لن يفهمه لتقول ساخرة

" إلا أنت أليس كذلك ؟!.. أنت الوحيد الذي له الحق الحصري في جرحي والصراخ بي ! "

أحاط جانب وجهها يرد بابتسامة مستفزة

" نعم .. أخيراً أصبح كل شيء يخصكِ حصريا لي وحدي ! "

أخفضت بصرها تطمئن بلمسته وتشتعل روحها أنينا بالوجع الذي لا ينتهي بالكلمات

" حين تتعب إحداهن .. هل تظل جوارها هكذا ؟ "

يتنفس بضيق منهكا من الكلام بنفس السيرة ثم يبلل شفتيه مجيبا

" نعم .. لكن لا اعتزل الحياة هكذا .. اذهب للشركة واعود وكل شيء يظل على وضعه "

شعر بوجهها يبتعد عن يده ترد

" اذهب لعملك إذاً .. لا تبق جواري "

لم يعد يحتمل ابتعادا ومكابرة فاقترب تمس شفتاه شفتيها هامسا

" هل مللتِ من وجودي ؟! "

أطبقت جفنيها ساكنة تتذكر كلام روزان ، هل تنفر حقاً أم هى حجة لتحميله ذنب أبيها ؟!
أنفاسها ترتجف بين شفتيه ترقبا حتى ابتعد بلا شيء فتفتح عينيها حادة تقابل مكر عينيه وترد ببرود

" لديك مسؤوليات غيري .. وربما أهم "

ابتسم لتلك النظرة يمسك كتفيها ويقبل جبهتها حنانا قائلا

" فليحترق أي شيء قد يبعدني عنكِ صدفة "

ثلاثة أيام ما فارقها ، ولن تنسى منظره حين جاء ورآها أرضا وتحتها الدماء ، نزع الزجاج من ساقها ورأت نظرته لدمائها التي لطخت يده
نظرة أيضا لن تنساها كأنه عاش هذا الموقف قبلا فتجمد للحظات مصعوقا !!

تلك النظرة هى كل ما بينهما هذه اللحظة تتشبث بها وتسأل

" هل ستفي بوعدك يوماً ؟ "

اومأ عماد قائلا بلا شك

" أقرب مما تتصورين "

ما تلك المشاعر التي تجتاحها إذاً ؟.. سيترك كل شيء لأجلها لكنها تشعر بسواد يقتل روحها
ستدمر كل تلك البيوت لأجل هذا الحب الأحمق ؟!
وهل كل امرأة في وضعها تشعر مثلها .. أم يتمتعن بلذة الاستحواذ والسيطرة على كل شيء ؟!

يظن انها لا تصدق فيسأل

" هل فقدتِ الثقة بي ؟ "

هل تجرب تلك اللذة ؟!
تمد يدها تلمس الجرح القديم بعنقه الذي لم يخبرها سببه لليوم وتستسلم لما تشعر بالقول

" كيف أفقدها وهى أصبحت جزءا مني ؟... ما احتجتك يوما إلا وكنت موجوداً "

مال رأسه على يدها يسأل بهدوء

" لماذا تسألين بتلك الطريقة إذاً كأنكِ لا تصدقين اني سافعل ؟! "

أخفضت عينيها وأجابت بألم وما عاد داعٍ لطمر مشاعرها بعد الآن

" لا أريد أن أكون خاربة بيوت .. وبنفس الوقت تعبت .. لقد ظلمت نفسي وظلمت أخريات مثلي .. وزوجتك الثالثة .. كانت الوحيدة بحياتك .. لكنني الأنانية التي لم تستمر في المقاومة .. ما ذنبها ؟ "

يتفاجأ بأفكارها تماما وهى تأخذ اختلافا مهولا فيحيط وجهها يجبرها على النظر إليه قائلا بحزم

" صدفة .. لا أريد أن اسمع هذا مرة أخرى .. إن كان هناك مَن اخطأ فهو أنا .. أنا الذي أخفيت عنكِ وضعي حتى صار التراجع مستحيلا .. لكن أريدكِ أن تتأكدي أن ما سيحدث كان سيحدث يوما ما وإن لم تظهري بحياتي "

تهز رأسها نفيا هاتفة بانفعال موجوع

" لا .. لن أدفن رأسي في الرمال مجددا وأعيش بدور الضحية المخدوعة .. أنت أخفيت بسبب حبك لي وأنا قبلت بسبب حبي لك .. كلانا اخطأ بنفس المبرر .. وحتى لو كنت تخطط لما سيحدث كنت ستترك الأولى والثانية وتعيش حياتك مع الثالثة راضيا .. أنا ظلمتها هى تحديداً "

لا تستطيع حتى نطق اسمائهم ، الأمر عندها أرقام هى أحدهم .. وذلك الرقم الثالث يخنق أنفاسها فتقولها بعذاب

" أحيانا افكر لو كنت مكانها كنت سادعو عليّ العمر كله .. لقد ضاعت حياتها بسببي أنا "

هتف عماد وهو ينظر لعينيها

" لا صدفة .. روينة روحها أجمل وأنقى من هذا بكثير "

وهى روحها في عذابها تحتضر
وعذاب فوق آخر تشعر بسكين أقوى من الألم الجسدي تعترف بها موتاً

" أنت تحبها .. ذلك اليوم حين اتصلت بك .. سمعت أنفاسك .. كنت في حضنها .. أنت تحبها "

لأول مرة يشعر أن روينة وحدها غريمتها مصدر الجرح بينهما فيعترف أيضا بصدق

" نعم صدفة .. مؤكد أحبها .. لكن حبي لها يختلف عنكِ تماماً .. تلك المرأة لا تعيش إلا لأجلي منذ ستة أعوام .. لا أحد سيفهم التقدير الذي اشعره نحوها .. روينة غالية عندي وأغلى مما يتصور أحد "

سالت دمعتان على وجنتيها حتى استقرا بين ارتعاش شفتيها والحروف

" وهذا يؤكد كل ما قلته ... كنت ستبقى معها لولا وجودي "

يمسح الدموع ويؤكد ما كان سيحدث بثقة

" نعم .. كنت سابقى معها .. لكنني لا أملك أمر قلبي لأعطيه أوامر بمَن يحب "

عيناه بعينيها الزرقاء يذوب وتذوب في أبجدية رجولته

" وأنا أحبكِ أنتِ فقط .. أموت عشقا فيكِ صدفة "

هذا الرجل الذي ما تمنت بحياتها شيئا أكثر منه
رجل مزق الكبرياء فيها على ضفاف العشق
رجل يجمع الأنصاف كلها برقم جديد يحلو له وحده
رجل إما أناني حد التطرف .. أو مثالي حد الوجع
أو مجرد عاشق صنع معاناته بيديه ولم ينتظر حضورها
لكنه مؤكد رجل غاب في الألم وأثقل كاهله حتى لا يشعر بما فقد

بين ذراعيه ضمها لصدره تتقبل حقيقتها الجديدة وما تحولت إليه هامسة

" لم أعد اعرف هل فعلت الصواب أم الخطأ ؟.. فقط اشعر اني ظالمة .. وأنت كذلك .. وتريد كل شيء "

يضم جسدها بتملك يشعر بها بين أضلعه وتحترق الكلمات على شفتيه كرها لأي شيء سواها

" لاني أعطيت كل شيء .. قدمت كل ما عندي .. شرف واسم ومال وحياة .. الجميع أخذ مني .. الموت أخذ مني .. حتى عائلتي كلها أخذت نصيبها دون أن تعلم .. ولم آخذ أي شيء .. واليوم .. الجميع يحاكمني على لحظات سعادة أعيشها مع الإنسانة التي أحببتها أخيرا !!.. في أي منطق أكون ظالماً صدفة ؟! "

طال الصمت وهى تشعر دقات قلبه تحت يدها ثم فغرت فمها منتبهة عاقدة حاجبيها بلا فهم تسأله

" ماذا تعني .. ما الذي تخفيه عني ؟ "

رفعت رأسها فابتعدت عيناه فتلمس وجهه تعيده وتعيد

" ما زال هناك ما تخفيه أليس كذلك ؟ "

ملامحه باردة جافة ولأول مرة تتوسله حرفيا أن يجيب

" اخبرني عماد أرجوك .. لن احتمل صدمة أخرى منك "

ولأول مرة يقصد أن يعذبها بالفكرة كما جرحته قبلا فيصمت عمدا ويسأل بنظرة قاسية

" هل قصدتِ تلك الكلمة ؟ "

تشوش ذهنها بصداع مؤلم تتساءل

" أي كلمة ؟! "

كبرياؤه ومقامه وذلك التملك يعلو بنبرة السلطان فيه بلا اكتراث

" هل تنفرين مني حقاً ؟! "

لأنها بحضنه كاذبة وتريده وما زالت تشعر هنا بالأمان .. أمانها الوحيد وسندها الدائم
ويداها تلامسه بعشق قاتل وتقتل معه فتنظر لكفيها قائلة بتأوه مجروح

" لم يكن نفورا .. كان عذابي أن اشعر في حضنك اني رقم .. اشعر اني كالعشيقة وأنت لا ترتاح إلا معي .. وكل مرة أريد أن ابكي في حضنك كما اتمنى أتذكر أن دموع غيري أغرقت صدرك قبلي "

ترفع عينيها ترى وجهه الصامت فيختلج قلبه لوعة يخفيها يحتويها لصدره ويحتوي الألم والتخبط وهى تصف كل ما يحدث

" حبك مؤذياً يا عماد .. أذانا كلنا .. أنت كالسم في عروق نسائك .. اشعر بالنهاية تقترب .. جميعنا سنموت بك "

اشتدت ذراعاه حولها لا يحررها مهما ابتعدت .. عيناه تتمرد بريقاً بين ذكرى السلاف ووجع الصدفة وفجوة تسع سنوات قاتلة للعمر ثم يرد

" ربما قد حان وقت أن يكون هناك ثعبان الزِيِن أيضاً !! "










ينطلق محمود بالسيارة وهو يراقب سارة في المرآة منذ أخذها من عملها وهى صامتة تراقب الطريق بشرود
بعينيه أجمل امرأة رآها .. برقة كل شيء وحزم كل شيء

لا يتعجب ان اختارها ' رمزي رافع ' رغم ثرائه ونجاحه وهى البسيطة المكافحة ، لكنه لم يحافظ عليها ولم ينتبه لتلك الألماسة الواجب حفظها في الفؤاد !

بينه وبينها يحاول تمزيق الفواصل وتقريب المسافات متسائلا

" ما بكِ اليوم سيدة سارة ؟ "

في أفكارها لم تسمعه ، تقريبا نفس فكرته دون أن تعلم .. ولا تعلم لماذا أذاها رمزي بذلك الشكل ؟
لم تطلب إلا بعض الاهتمام بها وبابنه ، كانت راضية بأنانيته وحبه لنفسه في سبيل أقل القليل
يناديها محمود مجددا

" سيدة ... "

قطع الحروف متضايقا من ذلك الفاصل السخيف ثم قال مباشرة

" سـارة "

التفتت إليه بالمرآة ترد

" نعم محمود "

تساءل بعنايته المحيطة لها دوما

" هل ضايقكِ أحد اليوم ؟ "

لا شيء إلا الحديث العابر عن المطلقة وطفلها والذي يصبح حق البعض في المجتمع المريض أن يخوض فيه بكل تجريح بكل بساطة !!
بابتسامة صغيرة تقول ساخرة

" بعض الكلام يكون كالسم أحياناً "

التفت يلقي نظرة عليها قبل أن يعود للطريق يسأل بتجهم

" لماذا لم تخبريني ؟ "

قالت سارة مبتسمة بلا مبالاة

" زميلات في العمل يا محمود .. ماذا ستفعل لهن ؟! "

أجابها بنبرته القوية وصدره يعلو منتفخا بعضلاته

" بنظرة واحدة مني كان الجميع سيعرف انكِ لستِ وحدكِ ولن يتجاوزوا الحدود معكِ مجددا "

باتت تعرف هذه النبرة حين يغضب فيتضخم جسده أكثر ، ليست للحارس الشخصي وكتلة العضلات المخيفة !.. بل لرجل يدافع عما يخصه !!
اتسعت ابتسامتها قائلة بامتنان

" شكرا محمود .. أنا اوفرك للمهم ! "

ظل صامتا قليلا ثم قرر السؤال

" هل كان الكلام بسبب .. طلاقكِ ؟ "

جاءت عيناها بعينيه في المرآة فاعتذر

" آسف إن تدخلت فيما لا يخصني "

قلبها يضطرب بنظرته فتوجه بصرها للطريق ثم تقرر هى أيضا الجواب

" لقد مررت بفترة صعبة .. خفت كثيرا على أحمد .. خفت أن اقصر في حق ابني .. لكن وجود فؤاد في حياتنا جعلني مطمئنة .. المشكلة فقط أن لا أحد يترك الآخر بحاله "

تنحنح محمود متظاهرا بالأسف ثم يجس النبض بقوله

" بحكم عملي مع السيد فؤاد لسنوات عرفتهم .. واعرف دكتور رمزي .. طبيب شهير وناجح "

شعر بالاحتقار في تعابيرها وصوتها وهى تقول

" الشهره والنجاح لا ثمن لهما بعد أهلك وأولادك .. حتى لو عشت ناجحا ستشعر بالنهاية انك لم تجنِ شيئا وستموت وحيدا "

وكم أراحه ذاك الاحتقار فلا يسيطر على نفسه متسائلا

" إذاً أنتِ لن تعودي إليه يوماً ؟ "

عادت سارة تنظر إليه بصمت فيسب بسره ثم يقول

" أنا آسف مرة أخرى .. لم اقصد "

نظرتها مريبة متسائلة كأنها هى الأخرى تجس نبض ما

" لماذا تسأل ؟! "

رد بعفوية هاربا بعينيه من المرآة

" جاء السؤال ببالي .. لم اقصد شيئا "

شيء ما بداخلها يدفعها .. شيء يوترها ويربك مشاعرها لكن يعطيها إثارة المخاطرة
أكدت بثقة وعزم

" لا .. لن اعود إليه أبداً .. ولو جاء اليوم الذي يتوسلني فيه فلن اعود "

ابتسم محمود وهى تتابع بذلك الحزم فيها

" كل ما بيني وبينه أحمد فقط .. هذا إن اهتم به يوماً !.. أنت تعرف عن أحمد أكثر مما يعرف رمزي !! "

هل قالت ذلك حقا ؟!.. أطبقت شفتيها بحرج ناظرة لنافذتها ولا يمكن أن تنشق السيارة وتبتلعها الأرض !
تتسع ابتسامة محمود وهو يغير الموضوع قائلا

" أنا وأحمد اصدقاء .. ولد ذكي ومهذب .. حفظه الله لكِ .. يذكرني بأختي الصغيرة "

ابتسمت سارة تعض لسانها ثم تغير هى أيضا الموضوع لعله ينسى ما قالت

" احكِ لي عن أخواتك .. قلت لي أن لك أربع شقيقات أليس كذلك ؟ "

قالها يوما لكن عابرة ، لم يعرف انها اهتمت لتتذكر !
يلتف بالسيارة في طريق آخر لم تنتبه له وهو يجيب

" نعم .. إحداهن تزوجت ولديها ولد اسمه آدم .. والثانية مخطوبة وزفافها بعد ثلاثة أشهر .. والثالثة ما زالت بالثانوية العامة .. أما الأخيرة هدير ما زالت بالمدرسة الاعدادية "

منذ زمن لم تشعر انها أنثى في حضرة رجل هكذا .. أو بمعنى أدق رجل مسؤول يُعتَمد عليه
ما زالت نقطة ضعفها قصص الكفاح فتقول بتقدير

" وأنت ما زال مشوارك طويلاً محمود "

أوقف السيارة يلتف بجسده نحوها ينظر إليها قائلا بنبرة ذات مغزى

" نعم .. لكن العمل في الحراسات الشخصية يوفر ما نحتاجه مادياً .. الحمد لله كل شيء تحسن عن الماضي كثيراً .. والسنوات تجري سارة .. بعد قليل سأجد شخصا يطرق الباب ليخطب هدير الصغيرة "

لأول مرة ينطق اسمها وحده فيتضرج وجهها بحرارة تشعرها بالنبض في رقبتها تحت الحجاب وهى ترد بارتباك

" أدامك الله لهن .. كم تمنيت أخاً يقف في ظهري هكذا لكنني وحيدة أمي وأبي "

كرر محمود بحنانه الداعم لعلها تنتبه

" أنا موجود سارة "

بمنتهى الجدية نطقها وعيناه تحتد بكلمات لم تقال بعد بصوته الخشن الذي يلين لأجل رقتها
تزدرد ريقها بتوتر لتقول بخفوت

" أصبحت تناديني سارة .. هكذا بدون سيدة ! "

يحافظ محمود على مسافة صغيرة قبل أن يخطوها تماما فيتظاهر بعدم الانتباه

" حقا ؟!.. لم انتبه !.. هل ضايقكِ هذا ؟! "

ظلت صامتة تسأل نفسها نفس السؤال ولا تعرف انها بقدميها أنهت المسافة الباقية
ترجل محمود يلتف حول السيارة يفتح لها الباب قائلا

" انزلي سـارة "

رفعت وجهها إليه تسأل

" ماذا هناك ؟ "

أشار لطريق تعد الأجمل للتسوق بالمدينة قائلا

" سنسير قليلاً .. أريد أن اخبركِ شيئا "

أخذت حقيبتها بترقب يهدر دقات قلبها ونزلت بلا تفكير زائد فأغلق السيارة ليسير جوارها على رصيف المتاجر الفخمة التي أشعلت الاضواء لقرب المغيب
وسط الزحام تشعر كل الأمان وهو بجانبها لا يجرؤ أحد على النظر إليها كأن نظراتهم تصطدم به أولا كجدار حجري يحميها

وصلت معه إلي سور حديقة يركض بها بعض الأطفال فوقفت تشاهدهم وهو يشاهدها
يفكر في كل كلمة وفي القرار نفسه ثم يقول

" اعلم أن مشواري طويل كما قلتِ .. طوال عمري لم التفت إلي نفسي وأعيش فقط لأجل أهلي .. لكن الأمر يصبح أصعب والمسؤولية كلما ظننت انها تقل أجدها تكبر .. والعمر يجري كما اخبرتكِ .. لذلك ... "

صعبت عليه الكلمات مفكراً باحتمال الرفض لكنه مثلها أخذ المخاطرة قائلا

" أريدكِ أن تكملي معي هذا المشوار "

التفتت سارة ترفع عينيها لوجهه في طوله الشامخ ثم تهمس

" أنا ؟! "

استدار محمود يجلس على حافة السور فيقارب طولها قائلا بهدوء بعث بروحها اطمئنانا حانياً

" هذه المرة الأولى أن احرس امرأة سارة .. حياتي كلها جافة مع رجال كبار وأحيانا أخطار حقيقية .. لأول مرة اشعر اني أعيش حياة هادئة بمجرد وجودكِ في محيطي .. ومسؤولية حراستكِ بعدما كانت عملاً تحولت إلي خوف عليكِ من أي شيء .. صدقيني رغما عني .. أنا لم أدبر لهذا ولم انتوي هذه الخطوة في حياتي الآن "

حين جاءها كان جافا نعم ، كالآلة وكلت إليه مهمة حراسة ينفذها بصمت .. ثم تحدث مع أحمد .. ثم تحدث معها ..
ثم كانت نظراته تشعرها بالحماية ، كان صوته يجعلها تنبض من جديد .. وأنكرت
وما زالت تنكر وتسأل وهى تخفض بصرها

" ماذا تقصد ؟ "

قلبه يموج في انفعالات ثائرة راغبة يقولها صريحة

" أريد أن اطلب يدكِ سارة "

ابتعدت خطوة ثم استدارت تخفي ملامحها عن عينيه ونبضاتها تدق طنينا بأذنيها كأن أحدهم يدق رأسها بمطرقة فتقول بارتجاف

" لكن .. أنت تعرف وضعي .. ابني وأهلي .. وأهل أحمد أيضاً .. وأهلك ... قلت لك انني مررت بفترة صعبة "

تسمع صوته هادئا بلطف

" هذا كل شيء ؟!.. هذا يعني انكِ توافقين "

هتفت وهى تمسك بالسور مهتزة النظرات

" لا ... اقصد .. أنت شاب ممتاز بالطبع لكن هناك الكثير من ... المشاكل "

شعرت به ينهض ويقترب ويميل قرب وجهها يرد

" شاب ممتاز !!.. تعبير تقليدي جدا سارة !.. اقول لكِ أخاف عليكِ من أي شيء .. تقولين اني شاب ممتاز ! "

ابتعدت قليلا وهى ترى الأطفال فتتذكر ابنها .. وتتذكر انها شعرت بنفس المشاعر حين طلبها رمزي .. كانت أصغر وأقل خبرة وطارت بسعادتها على أجنحة الورد
اليوم تريد أن تطير فتشعر بانكسار الأجنحة داخلها قائلة

" محمود أنا .. لا افكر بالزواج مرة أخرى .. أنا .. "

لا تعرف حقا ما تقول .. لا تعرف هل من حقها أن تطير مجددا أم تظل على الأرض وحيدة لأجل ابنها ؟!
هل هذه هى المعاناة الحقيقية لكل مطلقة ؟!.. بالإضافة لكلام الناس تصبح بلا أقل حقوق للإنسان !!

استدار محمود حولها يرى وجهها الحائر قائلا

" سارة .. لا أطلب منكِ جواباً الآن .. فكري واعرفيني جيدا أولاً "

نظرت إلي وجهه الصلب بوسامته المختلفة عن أي رجل عادي فتقل قيمتها أمامه وهى تقول

" لن يوافق أهلك على مطلقة "

لأنه ليس عاديا يستحق امرأة من الدرجة الأولى لا الثانية .. هذا الرجل الذي يحمل الأخطار ويضحي بنفسه لأجل غرباء في سبيل شرف مهنته .. ليس عاديا بأي شكل
وأثبت لها الأمر كثيرا وما زال يثبت رجولته

" بل سيوافقون .. لا تقلقي من هذه الناحية .. أنا المسؤول "

تشحب ملامحها بعد تورد والأفكار السلبية تتمكن منها تذكر

" وأحمد "

ابتسم محمود وكل ما فكر فيه يبدو أمامها لا شيء فيرد بسلاسة

" أحمد يحبني وسيرحب بالأمر جدا وأكثر منكِ .. وأهلكِ أيضاً .. والدكِ ووالدتكِ يعتبرانني مثل ابنهما ويريدان لكِ الاستقرار "

استقرار !.. ألم تكن حقاً مستقرة ؟!
هى أيضا مثل الآلة تذهب لعملها وتعود تقضي الوقت مع ابنها وتنام ليتكرر اليوم .. أليس هذا باستقرار ؟!
كل مشاعرها تتجمع في أمومتها لأحمد فقط لا غير .. أليس هذا باستقرار ؟!

تبتعد عنه بتشوش تتذكر مشكلة أخرى

" وعائلة رافع ؟ "

تصلب صوته قليلا ليقول بقوة

" ليس لهم عندكِ أي شيء .. وأنتِ قلتِها بنفسكِ .. بينكِ وبينه أحمد فقط إن أراد رؤيته .. وسيكون عليه التعامل معي "

تهز رأسها لا تستطيع الرؤية مثله تقول بحيرة

" محمود .. الأمر أكبر من هذا "

اقترب يقف جوارها قائلا

" فهمت .. لأن عملي مع فؤاد رافع .. لكن هذا أيضا له حل .. أنا اعمل بشركة حراسات خاصة وهى التي تتعاقد مع فؤاد لأكون عنده .. ساطلب منهم عملا بأي مكان آخر "

هتفت سارة بخوف

" لا .. لن أرضى أن تغير حياتك واستقرارك لأجلي "

تجرأ ليلمسها راغبا بكل تواصل معها فيمسك يدها يقول

" سارة .. بكل الأحوال ستأتي امرأة وتغير لي حياتي يوماً .. وأنا أريد أن تكون هذه المرأة أنتِ "

ارتجف جسدها بلمسته فتسحب يدها ولأول مرة تشعر انها ضئيلة هكذا لتهتف بعصبية بلا انتباه

" محمود .. أنت شاب تتمناه أي فتاة .. تستحق أكثر من عبء امرأة مطلقة لديها طفل "

لقد فكر في هذا مثلها وتردد أولا مثل أي شخص .. تراجع وصمت .. وما إن رآها اليوم التالي عاد القرار وتبخر التراجع
رد بنبرة هادئة جادة

" لا تقولي هذا سارة .. أنتِ إنسانة متعلمة والمفترض ألا تقفي عند هذا الأمر .. الحياة لا تُحسَب هكذا "

لكن الحياة أحيانا تقف هكذا فقالت منهية الأمر

" أنا آسفة .. لن استطيع "

هتف محمود يحاول بطريقة أخرى

" سارة .. اسمعي .. أنا ... "

لم تعطه فرصة وهى تقطع كلامه بصرامة

" اسمي سيدة سارة .. واريد أن أعود إلي بيتي "

استدارت بنظرة حادة قاطعة تغادر حيث أوقف السيارة فتبعها بصمت وهى تمر بين الناس تتخبط بينهم وكالعادة ذراعاه تحميها كحواجز حولها مهما رفضت.









بأحد المراكز التجارية الكبري وقفت روينة معه أمام متجر واسع في طور التجهيز لافتتاحه
لا تصدق عينيها وهى تتجول فيه ناظرة للأرفف المعدة لقوارير العطور .. الديكور داخله عربي يناسب سحر المسك وجمال العنبر

واسمها مثل لافتة المتجر مكتوباً بالضوء لينير المكان بأكمله
يقف عماد جانبا تسعده سعادتها يسأل

" ما رأيكِ روينة ؟ "

دمعت عيناها وفرحتها تسع الكون متسائلة بذهول

" كل هذا لي أنا ؟! "

تصعد درجة تلمس الأرفف والطاولات الزجاجية وتضحك مشدوهة ثم تنزلها وتركض إليه تتعلق بعنقه هاتفة

" عماد .. أنا أحبك "

يقبل فرق شعرها الهائج كما يحب وهى تنظر لوجهه ودمعة لا تشعر بها تسيل على خدها سعادةً .. وبلحظة ما أمسكت كفه تنحني برأسها تقبلها شكراً فسحبها عماد سريعا هاتفا بغضب

" روينة ! "

وضعت أصابعها على فمه تمتص انفعاله وكل ملامحها تعتذر بالقول

" يا روح روينة .. أنا فقط لا اصدق "

يقبل عماد تلك الأصابع بضمير ثم يقول مبتسما

" الآن بإمكانكِ التسلية مع الطبيعة كما تحبين "

تدور روينة في المحل بدقات قلب مجنونة السعادة وأنفاسها تشتعل حماسا حتى توقفت أمام طاولة البيع الزجاجية تتساءل

" لمَ كل هذا عماد ؟.. يكفي ما تفعله .. هذا أكثر مما حلمت به في حياتي "

اطمأن على وصال ويحيى ، واطمأن على روينة ، وما اطمأن قلبه بوجود صدفة مهما فعل .. صدفة رفعت بينهما ستائر المسافات حتى ما عادت عروس البحر موجودة
كل تركيزه اليوم مع روينة قائلا بجدية

" اسمعيني روينة .. لقد احتفظتِ بالنقود لفترة طويلة حتى تستطيعي إطعام الصائمين كما حلمتِ .. لكنني أريد أن أراكِ تقفين وحدكِ مستقلة عني .. تفعلين كل شيء دون الحاجة إليّ .. أنا سأكون جواركِ دائما لكن سارتاح بوقوفكِ على قدميكِ وحدكِ .. اتفقنا ؟ "

بحدسها تشعر شيئا ما تكذبه .. مستحيل أن ...
وإن كان .. إن كان هروب عينيه منها أحيانا لهذا السبب فلا بأس .. أليس الحب بأسمى معانيه هو تضحية بشكل ما ؟

عادت ملامحها تبتسم تقتل أي خيال يفسد فرحتها وتومئ برأسها بطاعتها الحاضرة
يداها على زجاج الطاولة تتذكر طاولة البيع التي وقفت خلفها طويلا في محل خالها

تتذكر دخول عماد ليشتري عطره كل مرة .. ثم مرة مختلفة عرضت عليه عطرا مختلفا من صنع يديها هى .. وبعدها لم يعد لعطره القديم
وتتذكر يوما آخر معه .. ذلك اليوم الذي طلب منها الزواج





أعدت له العطر في حقيبة أنيقة وهى تراقب نظراته لها الغير معتادة ووجدته يسأل

" هل يمكننا أن نتحدث وحدنا قليلاً ؟ "

عيناها الواسعتان برقتا شرا هاتفة

" نعم ! "

أشار عماد خلفه للباب الزجاجي حيث مقهى شبابي يظهر بالجهة الأخرى من المركز التجاري قائلا

" لن تخرجي للخارج .. سانتظركِ هناك "

ما زالت أقل التفاصيل بذهنها

كان يرتدي حلة رمادية ثمينة بها لمسة فوضى تشكك أي أنثى ! ، ربطة عنقه تتدلى حول قميصه مفتوح المقدمة
وكانت ترتدي قميصا صبيانيا بمربعات بنية على بنطال چينز وحذاء أرضي تتذكر جيدا أن قدمها كانت تستعد لنزعه وهى تهتف بتبجح

" ماذا تظنني ؟!.. احترم نفسك وإلا لن تجد إلا ... "

قاطعها عماد هاتفا بنبرة أعلى

" اهدئي .. احضري خالكِ لو أحببتِ .. سانتظركما هناك "

استدار يغادر بكل سلطة سحرتها وهى تجد قدمها تعود للحذاء تماما !
مضت دقائق ترددت فيها أن تذهب حتى وجدها أمامه امرأة كالرجال تنظر له بقوة وتسأل

" ماذا تريد ؟ "

أشار للكرسي أمامه فجلست بالقول

" انجز "

ابتسم عماد وهو يتأمل ملامحها الخمرية متسائلا

" اسمكِ روينة أليس كذلك ؟ "

هبطت كفها على الطاولة تقول بنفاد بصبر

" المهم "

أجلى صوته يكتم ضحكة مذهولة ثم قال

" أنا عماد زين الدين "

وجهها حادا متجهما وصوتها غليظا اعتادت أن يخلو من أي أنوثة ترد بلا اكتراث

" أهلا "

أمامها لم يتراجع للحظة وهو يخبرها

" أريد أن أتزوجكِ روينة "

هدأت ملامحها من أي تعبير وظلت تحدق به لحظات ثم همست

" كيف ؟! "

سأل باستغراب

" ماذا ؟! "

أعادت سؤالها بوضوح ونبرة جادة

" كيف ؟!.. اقصد زواجاً رسمياً ؟!.. مأذون وشهود وعلى سنة الله ورسوله ؟ "

اتمم عماد الكلام بدهشة متسائلا

" ومهر وشبكة وزفاف .. ولكِ شقتكِ وكل حقوقكِ .. ما الغريب في هذا ؟! "

استندت روينة لظهر الكرسي تتمعن في وجهه بتفحص ثم قالت

" الغريب انه منذ انتقلنا من بلدتنا بالريف إلي هنا وأنا اعمل عند خالي في محل العطور .. ولم أجد من بعض الزبائن إلا طول اللسان وقلة الأدب .. وأحدهم عرض عليّ زواج عرفي ولم يجد إلا حذائي "

ظل عماد صامتا بحاجب مرفوع فأضافت

" مع احترامي لك ! "

ضحك بخفوت شاعرا بمتعة اختلاف رهيبة وقال قاصدا

" مع احترامي أنا لكِ روينة ! "

شيئا ما رآه يتبدل فيها .. رغم الشك على وجهها لكن بعض الأمل يحيي عينيها وتقل تلك الحدة
صوتها أكثر خفوتا تتساءل

" لماذا اخترتني أنا ؟ "

هو نفسه لم يكن يعرف لمَ هى وكيف انتبه إليها ؟!.. ربما ذلك العطر الذي صنعته بموهبة فريدة لأنثى بسيطة .. وربما ذلك اليوم بعد سماعه لشجارها مع خالها لأنها أخذت حقها من أحد ما تطاول عليها
كل ما خطر بذهنه عن روينة انها موهبة فريدة بسيطة الروح .. وبمائة رجل

لم يجبها بل قال بجدية

" قبل أن اخبركِ بذلك هناك مشكلة واحدة "

لمح خيبة ذاك الأمل بعينيها فتخفيها بقولها الخشن

" توقعت !.. اتحفني ! "

كان أصعب عليه بكثير من طلب وصال وهو يقول

" المشكلة انني متزوج من اثنتين وستكونين الثالثة .. لكن إن وافقتِ لن تشعري أن هناك غيركِ "

تسمرت روينة لثوان ناظرة إليه .. لم يكن ذهولا بل جنونا !
رأى الشراسة بعينيها وهى تنطق بنبرة كالرجال

" كيف تجرؤ أن تطلب مني أن أكون زوجة ثالثة ؟!.. هل أنت مجنون أم لست بوعيك ؟! "

نهضت بحدة فوقف بطريقها يمنعها قائلا

" اسمعيني أولاً ثم قرري "





عادت روينة من الذكرى وهى تنظر إليه تتذكر بقية ما كان .. كم اختلف كل شيء الآن
قدم لها مالا ودعما وسندا فوافقت بإرادتها وبدفعات إضافية من اخوتها وأمها .. ثم أصبح الحب كله !
تتساءل عيناه عن صمتها فتقترب منه تسأله

" هل تتذكر يوم طلبت مني الزواج ؟ "

ضحك عماد للذكرى التي لن ينساها قائلا

" وهل يمكنني أن انسى لسانكِ الذي يقطر شهداً ؟! "

يداها على صدره تربت بحنان كل نساء العالم وتقول بأنوثة عادت لها معه

" ونفس اللسان الذي اسمعك الدرر بعد ذلك .. لا تنكر ! "

أحاط خصرها يخفض رأسه هامسا بأذنها

" وهل اقدر ؟!.. سمعت وتذوقت ! "

وعلى لسانها دعوة ترددها كل يوم ولا تغادر قلبها فتترنم الحروف بين شفتيها

" أدامك الله لي "








بمكان آخر وتوقيت آخر

بأكبر مركز تجاري بالمدينة وقفت صدفة نفس الوقفة وهى لا تعلم .. أمام متجرها الذي حلمت به طوال عمرها ، لكن بمشاعر مختلفة

حلم العمر .. أن تطلق ماركة الاكسسوارات الخاصة بها .. لكل شيء تصميم وقطعة جمالية تزيده ألقاً
تنظر لاسمها بحروف انجليزية على اللافتة الكبيرة بألوانها المفضلة ، وأمواج من بحر عينيها تلمع

خطت للداخل ترى كل شيء من السقف للجدران واختياره للمكان ثم تسأل

" لهذا جعلتني اترك العمل ؟ "

يسير عماد قريبا منها يراقب خطواتها ليسندها إن مالت ملاحظاً ألم ساقها رغم عنادها وهو يرد

" لا .. أنا اجهز لهذا منذ فترة طويلة .. وستتعجبين إن قلت لكِ الفكرة برأسي منذ عرفتكِ وعرفت حبكِ لهذا .. في كل الأحوال كنتِ ستتركين العمل بشركة التأمين .. الآن بإمكانكِ العمل في ملككِ .. ألم يكن من شروطكِ أن تظلي تعملين ؟! "

ترقب رد فعلها طويلا وهى صامتة ومشاعرها تتصارع بين أبيض وأسود ثم قالت ببرود

" تقصد عليّ أن اقبل ما تشتري به صمتي وخضوعي "

توقف مكانه وتركها وحدها في خطواتها القاسية
ألا يمكن أن يقدم لها كزوج شيئا دون كل تلك العقد ؟!.. لماذا لم تقل روينة هذا ؟!
بداخله شيء ينكسر يتردد صداه داخلها هى إمعانا في ابتعاد المسافات بينهما فيقول بلا اهتمام

" افهميها كما تشائين صدفة .. سانتظركِ بالسيارة "

تراه يغادر وعلى لسانها دعوة الغفران لا تغادر قلبها رغم الألم فتترنم الحروف بين شفتيها !!

" اعلم انك عذابي بهذه الدنيا .. لكن .. أدامك الله لي "













وصل راشد للمنزل بعد يوم طويل بين المشفى والعيادة ، تأخر الوقت بسبب إرهاقه الشديد فطالت مدة فحصه لكل مريض على غير عادته
في ضوء البهو الخافت يرى تقى جالسة على كرسي جانبي تطالع حاسوبها المحمول منهمكة بشيء ما

اقترب يجلس على الأريكة يقابلها مبتسما متسائلا

" ماذا تفعلين إلي الآن تقى ؟!.. ليس بعادتكِ السهر هكذا "

ملامحها هادئة واجمة نظرت إليه ثم سألت ما لم يتوقعه

" هل طلبت من رنوة ارتداء الحجاب أم ارتدته وحدها ؟ "

استغرب راشد سؤالها ليجيب

" لم اطلب منها .. لقد تفاجأت مثل الجميع .. لكن لماذا تسألين ؟! "

أفكار بعقلها تظهر كأنها تتعرف على أبيها كرجل ، رنوة لم تخبرها يوما برغبتها في ارتداء الحجاب .. تخاف أن يكون هو مَن أجبرها وحينها ستتغير قناعاتها تماما .. أن رنوة لم ترسم على أبيها لتوقعه بل هو مَن أوقع فتاة بعمر ابنته ثم يجبرها على ما لا تريده !.. وهى كارثة عن أبيها بكل المقاييس !!

لا تعرف أتصدقه أم لا وهى تقول

" لاني تفاجأت أيضا .. لم تخبرني من قبل انها تريد هذا "

قرأها بسهولة حفظه لها سنوات ، تقاربهما دوما كان الشيء الذي يهون عليه وحدته طوال عمره
ذلك التقارب الذي تباعد الآن ويؤلمه كما لن يتصور أحد
يمد ذراعه يمسح بكفه على شعرها الأسود يصارحها بنبرة متألمة

" هل ظننتِ اني أجبرتها تقى ؟!.. هل أصبحت نظرتكِ لي هكذا ؟!.. رنوة لها الحرية أن تختار ما تشاء مثلكِ .. هكذا كان أبوكِ دائما .. لكن أنتِ لا تصدقين اني أحببتها حقاً وهى أحبتني .. حتى لو رفض المجتمع وضعنا وحكم علينا بالشهوة والمصالح .. كنت انتظر منكِ أن تكوني بصفي أنا ضد جهلهم واخطائهم .. لكن أنتِ تبتعدين عني بكل قوتكِ وصنعتِ بيننا حواجز لم نعرفها بهذا البيت من قبل "

نظرة في عينيها فارغة لا تظهر مدى إحساسها بالذنب والألم ، لكنها مجروحة بالخيانة المضاعفة التي ذاقتها .. أبيها وصديقتها في غرفة واحدة
تغلق الحاسوب وتنهض متجاهلة كل ما قال وهى تقول

" تصبح على خير أبي "

دائما وأبدا ستظل تلك الحالات الشاذة عن أعراف المجتمع مؤلمة للأقربين ، مؤلمة بالصدمة أو بعدم التعود ، فنصنع الحواجز لنمنع أنفسنا من التصديق والاعتراف ثم التعامل الطبيعي مع الواقع

داخل شرنقة الحكم على الآخرين نصنع لهم الأغلال ونصم آذاننا عن دفاعاتهم حتى نصد أقل فرصة لأدني تقارب ، ونظل في ذلك الأسر برغبتنا السادية في التلذذ بآلام الغير

مَن أنت لتحكم ؟!.. مَن أنت لتضع الأغلال ؟!

سلامٌ للبعض الرافض الذي مزق تلك الشرنقة ليعيش .. ويدع الخلق للخالق

دخل راشد غرفته فرأى رنوة على السرير حولها أوراقها وكتبها تذاكر كعادتها .. تبتسم لوجهه فينسى تعب اليوم ببراءة ملامحها وهى تنهض تحتضن خصره ثم تقول

" تأخرت جداً .. انتظرك منذ عدت من الكلية "

لمس ذقنها يتأمل وجهها بترقب لامع يشع بعينيها السوداء متسائلا

" ماذا هناك ؟ "

ابتعدت تحضر من السرير بطاقة أنيقة وتمدها له وقلبها يدق وجلا فيقرأ راشد الدعوة بتعجب

" إلي السيد الدكتور راشد الصيفي وحرمه !! "

أنهى قراءتها ثم نظر إليها يسأل

" مَن أحضرها لكِ ؟! "

تتوتر رنوة منذ الآن قائلة

" ألماسة جاءت لي اليوم بالكلية .. تتذكرها أليس كذلك ؟.. هذا أخوها "

قال راشد مفكرا

" بالطبع أتذكرها .. لقد ظلت معنا بالمشفى وحضرت زفافنا .. ربما ترد الدعوة "

أحاط كتفيها يقبل جبينها ويسأل

" ماذا قالت لكِ ؟ "

تفرك يديها والقلق يسيطر عليها بمجرد تصور أنها فرصة عودة وتجيبه

" قالت ان الجميع سيحضر ويجب أن أكون موجودة وسط عائلتي "

لا يمكنه أن يضيع فرصة أن تختلط رنوة بعائلتها من جديد ، رغم سعادتها وارتياحها هذه الفترة لكنه يشعر افتقادها لأهلها وقسوة النبذ عليها
ورغم استغرابه لما فعلت ابنة عمها لكنه قال

" مؤكد سنذهب رنوة "

أشرق وجهها بابتسامة عريضة وهى ترتفع على أصابعها لتقبل خده ثم تخطف الدعوة وتعود للسرير تحفظها بكتابها
سعادتها تجعل الدنيا جوارها بلا معنى ، وتجعل كل دعواته أن يطول عمره لأجلها
ينزع ساعته وسترته وهو يسأل

" هل تحدثتِ مع تقى اليوم ؟ "

هزت رأسها نفيا ترد بإحباط

" لا .. العادي "

يبدل راشد ثيابه وهو يقول مغتما

" هناك شيء ما يشغلها هذه الفترة .. اشعرها منطفئة صامتة بشكل مريب "

تحاول التخفيف عنه بالقول

" لا تقلق .. منذ رأتني بالحجاب توقفت عن نظراتها الحادة لي .. اعتقد انها تقبلت الأمر أخيرا "

رمقها راشد بنظرة لم تفهمها ، لم تفهم أن تقى تعتبرها الآن ضحية لإجبار رجل !!
يزعجها ما يمر به بسبب عدم تقبل تقى لما فعل ، لا يشعر بذلك لكن الأمر يؤثر عليه وهى تفهم .. بعد كل تلك السنوات تنهار علاقته بابنته كأن أبوته ذهبت هباءً

عيناها على وجهه المهموم بإشفاق وهو يرد

" اتمنى ذلك رنوة "

يطالع هاتفه مرتكزا على حافة منضدة الزينة وهى تأخذ الدواء الذي تواظب عليه مع طبيبة النساء ثم قالت

" كنت أريد إخبارك شيئا "

ألقى عليها نظرة انه منتبها لها ثم عاد ينظر بالهاتف فظلت صامتة ، وحين رفع عينيه رأى ترددها المعتاد فوضع هاتفه قائلا

" اخبريني مباشرة رنوة "

قالت بنبرة حذرة ألا تغضبه الليلة

" هناك رحلة استكشافية تجهز لها الجامعة لإحدى المواد العملية .. لكنها اختيارية لمَن يريد فقط .. لست مجبرة على الذهاب لو لن توافق "

تذكر نظرة تقى إليه فيستدرجها بعفويته

" ما الذي جعلكِ تفكرين اني لن أوافق ؟!.. اذهبي بالطبع .. هذا مهم جدا لدراستكِ "

تلك الليلة ذكرى من خيوط الشك التي لازمتها بالبداية فترد

" أنت لا تحب حين أكون مع أصحابي خاصة لو .. فيهم شباب "

استدار راشد صامتا تضايقه تلك الفكرة الخاطئة من كلتاهما عنه ، بعد الوصول لمركزه أصبح الرجعي الشكاك !
وبلحظة أخرى ينتبه لعمرهما الصغير وخبرتهما الأصغر يرد

" أنا لم أقل هذا عن رحلة للجامعة رنوة .. الموقف يومها كان لانكِ ذهبتِ معهم إلي مقهى دون إخباري وهاتفكِ كان مغلقا .. لكن لا اقصد منعكِ عن التعامل مع أي رجل لمجرد المنع .. أنا أثق بكِ ولكِ كل الحرية في التعامل مع الناس لاني اعرف اننا فهمنا بعضنا .. لن يفعل أحدنا ما يضايق الآخر "

ضاقت عينا رنوة بلؤم لتقول مبتسمة

" أحب تلك النصائح والتحذيرات التي ترميها وسط الكلام كأني لن انتبه !! "

ضحك راشد مندهشا قائلا

" لقد كبرتِ حقاً رنوة ! "

هزت كتفها تتباهى بمكر

" تربيتك ! "

اتجه للسرير يريح جسده ساحبا نفسا طويلا ثم قال بإرهاق

" كان اليوم مرهقا بشكل مزعج "

مالت رنوة نحوه تلامس شعره الأسود الفضي تقول بنعومة

" يا حبيبي لأن مسؤوليتك أصبحت أكبر بعدما أصبحت رئيساً للقسم بأكمله في المشفى "

أمسك كتابها بجانبه يتصفحه سريعاً ويغيظها

" نعم .. وللأسف الدكتورة تهاني في إجازة ! "

عادت لأوراقها تنظر فيها ترد بسخرية

" حين تزوجتك لم اعرف اني استلم العريس مع عرض الدكتورة تهاني للغيرة فوقه !! "

ضحك راشد عالياً ليرمي الكتاب ويجذبها جواره فتهتف رنوة ضاحكة

" ابتعد .. أريد أن اذاكر "

نزع رباط شعرها لينسدل ناعما تمر يده فيه مراوغا

" ‏أنا ساذاكر لكِ شيئاً أهم ! "

تتمنع وهى تشير بالقلم في صدره

" لا اتركني "

يلحق القلم بالكتاب أرضا وشفتاه تصل لفمها يهمس

" غداً ساذاكر لكِ النظري لكن الآن دعينا في العملي الأهم ! "

تضحك وتبعد ذراعيه حولها ساخرة

" وتترك المشفى والدكتورة تهاني في إجازة ؟! "

سحب الأوراق منها وسحب الغطاء فوقهما يكبلها في حضنه قائلا

" ألا تصدقين ؟!.. ساخصص لكِ اليوم بأكمله لأرى ماذا تدرسين واذاكره لكِ .. أنا .. مجتهد قديم !! "

تتلقى نثر شفتيه وهى تلامس فضة شعره بحب هامسة

" حسنا يا سيد مجتهد انتظر قليلا "

ينظر راشد لملامحها الصغيرة الطفولية هاتفا

" لاااا ليس فيها قليلا .. هذه اللحظات تهب فجأة وإن انتظرت أغلقت مخها ومضت بلا عودة ! "

ضحكت رنوة ويده تتجرأ بجسدها مقبلا جانب وجهها فيهدأ صوتها بالقول

" أريد أن اخبرك شيئا آخر "

يهز رأسه تضمهما حرارة واحدة يهمهم هامسا بين قبلاته

" اممم .. تكلمي اثناء التفاعل ونحن نذاكر العملي !.. هناك كيمياء لا تنتظر !! "

ابتسامة تبقت على شفتيها وهى تعانق شفتيه
كل ما فات يخطر ببالها لتدركه بنضج أكثر وعياً ، بعد الذنوب يحل العوض بصدق الروح للحياة مهما اختلفت عن معايير المجتمع

تحيط رنوة عنقه قائلة ببراءة ملامحها الوردية

" احتمال ... احتمال أكون ... حامل "

رفع راشد رأسه جامدا عن الحركة ينظر إليها .. كفه يلمس طفلاً له فيها .. وهدية عمر جديد تضاف لعمره معها.



انتهى





نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:44 AM   #1827

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 212 ( الأعضاء 74 والزوار 138)
‏sandynor*, ‏Amira fares, ‏ريم الحمدان, ‏Solo~, ‏دنيا الحياة, ‏باااااااارعه, ‏طابعة الحسن, ‏Hnady, ‏ميمونة meryem, ‏شارده #, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏rouba980, ‏houda4, ‏Hagora Ahmed, ‏nevoo, ‏فاطمة توته, ‏Rasha kazem, ‏Quranlover2009, ‏hadeer22, ‏Nesrine Nina+, ‏سويتي شام, ‏الضوءالناعم, ‏Safo85, ‏hapyhanan, ‏Reem salama, ‏dorra24, ‏لي لي خالد, ‏ام زياد محمود+, ‏Hendalaa, ‏Seham elhenawy, ‏سارة أمين, ‏eman90, ‏نبيل رفعت, ‏Alaa_lole, ‏ayaammar, ‏ريماسامى, ‏samam1, ‏رنا عزت محمد, ‏Nahla71, ‏سرو هانم, ‏دلال نوح, ‏Soomi, ‏ام فوكش, ‏mina78, ‏ريامي, ‏منال سلامة, ‏ذسمسم, ‏•Abeer•, ‏الجووهره, ‏Dalia.7rb, ‏من هم, ‏االمااسة, ‏يمنى ام تميم, ‏سوزان سول, ‏دودي دادو, ‏Soumeye, ‏samira bouanane, ‏rowdym, ‏goge 95, ‏Ghada A zoudeh, ‏Suli, ‏عماد فايز, ‏Areej abdo, ‏temoony, ‏زينه خواجا, ‏همس الرحمة, ‏Marwa07, ‏N2do, ‏جلاديوس, ‏فليفلة, ‏Zainab a, ‏مبروكتي, ‏مروة


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 12:47 AM   #1828

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

انا جيت اسجل حضووووووورررر

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:48 AM   #1829

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا ساندي

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-03-21, 01:51 AM   #1830

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,915
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

ماهذا الجماااال والإبداع يا نووور
يعطيك العافية على الفصل الجميل
وعلى كل المجهودات التي تقومين بها


البداية مع صدفة وعماد راح يجلطنا ويجيب آخرتنا حبيب قلبك

خاف كتير على حبية القلب صدفة وكاد يموت من خوفه
تذكر سلاف وخاف يخسرها مثلها
وطبعا صدفة لم تفهم نظرة الرعب تلك ولو عرفت لقتلته وارتحنا منه ههههههههه
مزال عماد غامض في بعض الأمور بالنسبة لصدفة
انتظر بفارغ الصبر اليوم الي تعرف فيه كل شيء 😉😉

عايش حاته بالطول والعرض ويوزع في ماله هذا لوصال وإبنها وهذا لليلى وهذا لروينة وهذا لصدفة
يخطط لتطليق الثلاثة نساء ويبقى مع صدفة
ولكن راح يحطم قلوبهم خاصة وانهم تعودو عليه وأحبوه
لنشوف آخرتها معهم وكيف راح يحلها هو ونورهان هههه

محمود وسارة
كابل يجنن كل يوم قصتهم تحلى أكثر وأكثر
ومحمود نزع الحواجز وصار يناديلها سارة
وطلبها للزواج
لكن سارة فكرت في المجتمع وأهله وعائلة رافع
فخافت من هذي الخطوة وقررت الرفض
رغم حبها لمحمود وتمنيها ان تعيش معه العمر كله
لكن خافت
ومحمود أكيد ماراح يتخلى عنها لازم يلاقي حل


رنوة وراشد
وعادت المياه إلى مجاريها والحياة إلى طبيعتها
صارو يتحاورون في كب شيء
وأصبحت رنوة تفهمه وتنضج بسرعة
المشكل ابنته التي أصبحت كل يوم في تباعد
حتى أنها اعتقدت انه أرغم رنوة على ارتداء الحجاب
وهذا أحزن راشد
دعوة ماسة جاءت في وقتها ربما يحن قلب فؤاد على اخته ويسامحها
ولو اني أشك في ذلك
قلبه اسود ولا ينسى الأذية خاصة اقرب الناس له
ورنوة كانت مثل ابنته وخذلته

رنوة حااااامل يا سعادتك يا رااشد
اكيد راح يطير من الفرح بعد هذا الخبر

وانتهى الفصل المثير بالخبر السعيد
وزعل نسرين على ظلم ساندي لحبيب قلبي
نووور يرضيك يا نور 😓😓

تسلم أناملك وبارك الله فيك حبيبتي نورهان
انت رائعة تحياتي وقبلاتي لك وكل عام وانت بالف خير وصحة وسلامة




Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.