آخر 10 مشاركات
داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          قلبُكَ وطني (1) سلسلة قلوب مغتربة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          مع كل فجر جديد"(58) للكاتبة الآخاذة :blue me كـــــاملة*مميزة (الكاتـب : حنان - )           »          255- ثقي بي يا حبيبتي- آن هولمان -عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          493 - وعد - جيسيكا هارت ... (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          506 - والتقينا من جديد - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-03-21, 11:48 PM   #1861

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




البريق الحادي والثلاثون .. الجزء الثاني




منزل ' زاهد رافع '

وصلت ألماسة البيت الجديد وهى تبحث بعينيها عن الزهراء وأكرم ، صوت خطواتها يختلف على الأرض المصقولة بين الديكور الرخامي وفخامة الأثاث بألوانه الراقية

وصل أكرم قبلها لتجده جالسا بجوار الزهراء فوضعت أمامهما رزمة من البطاقات وقالت مبتسمة

" تم توزيع معظم الدعوات .. تبقى القليل فقط "

تمسك الزهراء بيد أكرم قائلة بحنان

" مبارك يا حبيبي "

قبل أكرم جبينها بينما تجلس ألماسة على كرسي يجاورهما تنظر إليهما بترقب ثم تقول

" سنرتاح من أكرم أخيراً !.. وأنا أيضاً أريد سماع نفس الـ مبارك !! "

رفعت الزهراء كفيها داعية من قلبها

" يا رب .. ادعوها لكِ بكل صلاة يا ماسة .. أن يرزقكِ الله مَن يسعدكِ ويقدركِ "

بهذه الجلسة بينهم تنظر لوجه أمها الذي أشرق نضارة بعد شقاء وملامحها مرتاحة سعيدة لأولادها .. لا تغيب البسمة عن شفتيها .. جعلها الله سببا في هذه البسمة حين ذهبت بقدميها إلي ابن الرافعين وتصدت له حتى عادت حقوقهم
وأكرم الذي خرج مقيدا ميت الحياة مقتول الأحلام لم يكن ينقصه مواجهة مع أسلحة فؤاد بكل أشكالها
لقد عاشت هى لأجلهما لفترة طويلة فهل سيقدران اختيارها المجنون .. مجنون باعترافها ؟!

قررت أن تعيش وتأخذ ذلك القلب الذي يتمنى وصالها فأعلنت

" إنه يقدرني بالفعل أمي .. إنه لا يملك إلا أنا "

انتبه كلاهما إليها بتفاجؤ ليسأل أكرم

" هل تنتوين الاعتراف أخيراً ؟! "

رغماً عنها وجهها يتورد وعيناها تلمعان حباً والزهراء لا تفهم تماما متسائلة باستغراب

" ماذا تعني ؟!.. هل وافقتِ على أحد بعد ... ؟ "

لم تنطق اسم ماهر اليوم .. ذكرى جميلة لنهاية العمر بين كل جميل لا أكثر ، لا تعلم إن عاش هل كان ليتقبل المستوى الذي صارت فيه ؟.. ربما كُتِبَ عليهما الفراق منذ اللقاء
وكُتِبَت هى لابن الرافعين منذ المولد

قلبها يخفق ولم تعد تريد انتظارا وهى تجيبها بكل إحساسها به

" هذه المرة لم اوافق أو أرفض أو افكر بعقل أو أدرس أخلاقاً .. الأمر اشبه باكتمال لم أكن انتبه إليه .. كأننا وجهان لعملة واحدة "

ابتسم أكرم مقترباً منها يمسك بيدها قائلا

" معي حق إذاً .. سألتكِ منذ فترة إن كنتِ تحبين !.. مَن .. "

لم تمهله الزهراء فرصة ليكمل وهى تسأل بلهفة

" حقاً ماسة ؟!.. هل هناك أحد ؟ "

يتابع أكرم ضاحكاً

" مَن هو ؟!.. اخبريها قبل أن تزغرد ! "

ظلت صامتة بحذر تنقل بصرها بين ضحكتهما التي تعلم انها ستغيب ثم قالت

" قبل أن اخبركما أريد سؤالكما .. هل تثقان بي ؟ "

عادا ينظران إليها باستغراب ثم رد أكرم

" بالطبع ماسة .. لا نقاش في هذا "

وجهت عينيها إلي أمها تنتظر قولها رغم صمتها الذي أجاب منذ زمن ، ألماسة كانت هى رجل البيت في غياب أكرم .. واجهت كل شيء وأدارت كل شؤونهم رغم صغر سنها وقتها ، ثمانية أعوام كانوا حياة تعليمية لها بكل شيء وكل مكان حتى بين سجون البلد

كشريط تمر الذكريات بعقل الزهراء ليتحدث صمتها اليوم بثقة

" أنا ربيتكِ ماسة .. لكن سبحان مَن زرع صفات أبيكِ فيكِ ليجعلكِ من دماء الرافعين قولاً وفعلاً حتى ونحن بعيدين عنهم .. واجهتِ كل شيء ووُضِعتِ في أصعب المواقف وتصرفتِ بأفضل شكل .. أنا ربيتكِ لكن الحياة هى مَن علمتكِ .. أنا أثق بكِ ولا أخاف من قراراتكِ واعلم انكِ ستفعلين الصواب "

انتابها إحساس غريب بالفُرقة التي ستحدث ، كأنه نذير يحذرها أولى خطواتها من الظلام إلي النور .. لكن أليس النور هو وحده الصواب ؟!
ليس لأجلها وحدها .. فؤاد أيضاً يحتاج من يجذبه من ظلامه إلي نورها

لأجله تقولها قاطعة نهائية بلا تردد

" الصواب يختلف أحيانا حسب كيف يراه كل شخص أمي .. أريدكما فقط أن تعلما انني واثقة من اختياري .. وانني لأول مرة بحياتي اشعر بهذه المشاعر لذلك لا تضعاني في موضع اختيار إذا حدث شيء ما "

عبست الزهراء بقلق متسائلة

" أقلقتِني ماسة .. لمَ كل هذا الكلام ؟!.. هل هو خير أم شر بكل هذه المقدمة ؟! "

لم ترد للحظات فيخمن أكرم يحثها بتفهم

" هو ليس من مستوانا الآن ؟!.. لكن نحن أكثر مَن يقدر ذلك وعشنا فيه طويلا .. لا مشكلة بهذا .. أو ربما يريد أخذكِ ويسافر واعلم أن أمي لا ترغب بابتعادكِ لذلك تخافين من موضع الاختيار ! "

هتفت الزهراء تناقض رغبة قلبها

" لا .. إن كان عليّ أنا موافقة إن كانت سعادتها معه بأي مكان "

تعلم أن هذه نقطة ضعف أمها التي اكتسبتها بمرور السنين ، منذ غياب أكرم وأصبح هاجسها ألا يبتعد عنها أولادها أبداً لذلك كانت فكرتها أن تؤجر لأكرم الشقة التي تعلوهم بالبناية القديمة ليتزوج فيها
وهى تدعو ألا تضطر للابتعاد كحلٍ أخير إن ساءت الأمور
هزت رأسها نفيا قائلة

" لا تستبقا الأحداث "

قال أكرم بنبرة جادة

" اخبرينا إذاً مَن هو ولمَ كل هذا ؟ "

لقد أعدتهما للمفاجأة وللصدمة معاً !.. إذاً إلي حلقة مغلقة جديدة بكشفٍ لحقيقة أخرى !!
وقفت ألماسة بكل ترفعها وثقتها تقول

" ليس اليوم .. لكن ستعرفان قريباً جداً "









بمعهد الموسيقى حيث تتدرب فرقة ثورة علا صوت قائدهم مصطفى

" سنبدأ الآن معاً .. فجر من فضلكِ راجعي قصيدة اليوم .. أمامكِ خمس دقائق .. بدايتكِ مع بدايتي على البيانو "

كعادته يخصها وحدها ببدايته ليتوحد صوتها مع عزفه .. رغم تأكده انها تحب غيره لكنه لن يلوم إلا نفسه بعدما تأخر في الإعلان .. وهنيئا لمَن يقتنص الفرص ويصل أولاً
مهما كنت تمتلك الفكرة فإن مَن يصل بها أولا سيظل صاحبها ومالكها الوحيد

تراجع فجر القصيدة وهى تراقب مصطفى خفية وهو ينظم التوزيع الموسيقي لكل آلة .. جاداً رزيناً به لمحة حزن تجعله موسيقارا من زمن فات .. مصطفى مثلها ما زال يعيش بزمن الأبيض والأسود لكن الفرق ذكرته قبلا .. مصطفى لا يحتاجها احتياج زايد .. تشعر أن مصطفى قد يكون رجلها لكن لن يكون ابن قلبها وأمومتها

وتشعر بالذنب منذ الآن ولا تعرف لذلك سبباً ، لكن قلبها أبى إلا أن يكون موطناً لمواطن عاق مثل زايد .. عاق ولكن ما زال يحتضنه الوطن
علا صوت أكرم فانتبه الجميع

" لحظة مصطفى .. نود أنا ودموع دعوتكم لزفافنا "

أخرجت دموع البطاقات ووزعتها عليهم مبتسمة بسعادة اللحظة التي تمنتها طويلا فيترجم أمجد مشاعرها هاتفا

" مبارك .. أخيراً حددتما الموعد .. هرمنا من أجل هذه اللحظة ! "

تعالت أصوات التهنئة والمباركات بينما يرد أكرم

" أخيرا يا أمجد وأنت أول دعوة ! "

أخذ مصطفى بطاقته ليربت على كتفه قائلا

" مبارك يا أكرم "

التفت إليه يقول بامتنان

" اتمنى أن تعزف لنا بالزفاف مصطفى "

لن يعلم أحد كم التقدير الذي يملكه بقلبه لمصطفى كصديق وقائد وثوري .. مصطفى له حكاية مثل كل مَن شارك بالثورة وتأثر بها
حكاية لا يعلم الجميع إلا أطرافها لكن مصطفى اخبره تفاصيلها .. تفاصيل لو عُرِفَت لانحنى الجميع احتراماً لهذا الرجل

رد مصطفى بشهامته المعهودة

" بل سيعزف الجميع .. لا يمكن أن يتزوج أحدنا ولا نقوم بالواجب معه "

قالت ندى برقة بساطتها قبل أن تتجه لكرسيها حيث يستند التشيللو

" نعم .. ستكون لكما أجمل فقرة بالزفاف "

يتخذ الكل أماكنهم بينما يميل أكرم على دموع متسائلا

" هل تعرفين أن ماسة ارتبطت بأحد ما ؟ "

التفتت إليه تقول بدهشة

" حقاً ؟!.. لا اعرف .. مَن هو ؟! "

ظن انها تعرف فتحرك باحباط يضبط مكبر الصوت حيث يغني قائلا

" لم تخبرنا بعد .. رغم إلحاحنا عليها كل يوم لا تريد إخبارنا .. أظنها ستفاجئنا بشيء ما !.. نعلم عاداتها "

ابتسمت وهى تجلس جواره تتشرب ملامحه ولا تمل تسأل

" أياً كان ما تجهز له فهل يمكنك أن تفرح قليلا .. لمَ أنت قلق هكذا ؟! "

أصدر صوتا معترضا ليرد ساخرا

" لا اعلم .. هناك شيء لا يريحني .. ثم إنها غامضة كأنها في مهمة سرية ! "

وقفت لتضبط دوزان أوتار الكمان قائلة

" توقف عن المبالغة .. دعها تتنفس قليلا لقد تعبت لسنوات "

لم تنتبه لما شعر اللحظة ، مثلما شعر حين تكلمت الزهراء عن ثقتها بابنتها .. لقد دفع الجميع ثمن غربته وسُجِنَ معه .. اعتقل الحزن أمه واعتقل الشقاء أخته واعتقل الانتظار حبيبته

يقال انه سُجِنَ بسبب مصر .. كم ظُلِمتِ يا مصر بمَن اعتقلوا شبابكِ باسمكِ
لم يُسجَن بسببها .. بل سُجِنَ لأجلها

أطرق برأسه بذلك الوجه الجامد يرد بلا حياة

" بسببي "

وضعت دموع الكمان وأمسكت يده بقوة هاتفة

" أكـرم ! "

أدار وجهه عنها فتضرب بيدها الأخرى على صدره مرة وثانية أقوى فالتفت متأوها يهتف

" ماذا ؟!.. توقفي "

خفت صوتها همسا وهى تنظر لعينيه

" أحبك "

عادت ابتسامة تخصها على شفتيه تنسيه ألم الماضي فيقول صدقا

" هذه الكلمة فقط ما تجعلني انسى أي شيء بالدنيا "

تضم شفتيها بقبلة خفية غامزة يتلقاها بعبث عينيه ثم تعود للكمان مبتسمة تشعر بطاقة هائلة لتعزف اليوم باقتراب زفافها

جلس مصطفى خلف البيانو يطمئن بعينيه على استعداد فجر فيتجهم وجهه وهو يراها تنظر نحو الباب حيث يتقدم مفتول العضلات جارها الذي ظهر له بلا حساب !
اتجهت فجر إلي زايد تبتسم لوجهه عاتبة

" تأخرت "

يلاقي عينيها الفرعونية وبطبعه لا يهتم بأحد ولا أصول يحيط كتفيها متسائلا

" هل دعوتِهم ؟ "

أبعدت ذراعه تحذره عيناها بصرامة وهى تلمح كيف وقف مصطفى متحفزا بغضب بلا تصديق فيرفع زايد كفيه معتذرا متذكرا فتقول بملامحها الجادة

" كنت بانتظارك "

ابتسامة اعتذار تعرفها وتشفع له عندها دوماً وهو يحايلها بعينيه الشقية قائلا

" هيا إذاً "

مطت فجر شفتيها بقلة حيلة ثم استدارت قائلة

" يا شباب .. أنا أيضاً أريد إخباركم شيئا "

عادوا ينتبهون بدهشة لإعلان آخر وهى تبتسم بتوتر وعيناها تتردد على مصطفى الذي ينظر إليها مصدوما بطريقة ما ..
فهم ما تريد قوله فأعلنت

" أنا وزايد خطبتنا بنهاية الشهر القادم "

تزايدت الدهشة بالتهنئة الخافتة لا يصدقون أن فجر اتخذت هذا القرار بعد سنوات ، أعينهم تلقائيا تنظر إلي مصطفى بإشفاق فينتشر الارتباك بالمكان خاصة مع نظرات زايد الغير مبالية بهم
ولا يعرفون كيف اختارت فجر هذا الاختيار وكأن حقا .. الحب أعمى !

هتف أمجد يقطع الصمت

" مبارك فجر "

نظرت في وجوههم وبعض الحرج لا تدرك مصدره يتسلل إليها فتقول برجاء

" تعرفون انني وحدي وأنتم أهلي وإخوتي وأصحابي .. لذلك أود منكم جميعاً الحضور وهذا يعني لي الكثير "

اقتربت دموع تعانقها تقول بسعادة

" يا حبيبتي بالتأكيد سنكون أول الحاضرين .. وزايد أيضاً يجب أن يحضر حفل الزفاف "

نظر أمجد حوله للأحبة مستاءً قبل أن يستقر بصره على ندى الباسمة ثم قال بتذمر

" الجميع وجد نصفه الآخر إلا أنا .. فكري يا ندى قبل أن أضيع ! "

علت ضحكاتهم وهى تشهق باعتراض ثم تهتف

" أنت تحلم يا أمجد ! "

من وسطهم تقدم مصطفى ينظر إلي زايد قائلا بجديته

" مبارك "

من رجل لرجل حدس ونظرة يفهمها الرجال بتملك مغرور فيبتسم زايد بانتصاره ويسحق الجرح أكثر

" سننتظرك .. أنت أول المدعوين ! "

ظلت عيناه بعينيه لحظات والجميع صامتا يترقب ما سيحدث حتى نظر مصطفى إلي فجر نظرة غريبة قائلا

" مبارك فجر "

نظرة اخترقتها كأنه لوح زجاجي انكسر وخدشتها إحدى شظاياه فتألم قلبها منقبضا لتبتسم وترد بنبرة عادية

" شكراً مصطفى "

التفت مصطفى إليهم يصفق ليتجمعوا مجددا قائلا بصوت مختنق

" هيا لنبدأ لقد تأخرنا جداً "

تراه فجر يتحرك بعصبية وجهه محتقنا يحاول كتمان مشاعره فتشفق عليه أكثر مما تخيلت
وفي دقائق كانت المعزوفة تبدأ بشجن .. ويدخل لحن البيانو يعطيها حزناً لم يمر بالفرقة قبلا

خطت فجر نحو مكانها وهو يأبى النظر إليها مثل كل مرة يدعمها .. منذ اليوم لم تعد بدايته ببدايتها

( عيناكِ أرضٌ لا تخون ) .. فاروق جويدة
وانطلق صوت الفجر


ومضيتُ أبحثُ عن عيونكِ
خلفَ قضبانِ الحياة
وتعربدُ الأحزانُ في صدري
ضياعاً لستُ أعرفُ منتهاه
وتذوبُ في ليلِ العواصفِ مهجتي
ويظلُ ما عندي سجيناً في الشفاه
والأرضُ تخنقُ صوتَ أقدامي
فيصرخُ جُرحها تحت الرمالْ
وجدائلُ الأحلامِ تزحفُ
خلف موجِ الليلِ بحاراً تصارعه الجبال
والشوق لؤلؤةٌ تعانق صمتَ أيامي
ويسقط ضوؤها خلف الظلالْ
عيناكِ بحر النورِ يحملني إلي زمنٍ
نقي القلبِ مجنونِ الخيال
عيناكِ إبحارٌ وعودةُ غائبٍ
عيناكِ توبةُ عابدٍ
وقفت تصارع وحدها شبح الضلال
مازال في قلبي سؤالْ
كيف انتهت أحلامنا ؟
ما زلتُ أبحثُ عن عيونكِ علَّني
ألقاكِ فيها بالجواب
ما زلتُ رغم اليأسِ أعرفها وتعرفني
وتحمل في جوانحنا عتاب
لو خانت الدنيا وخان الناس
عيناكِ أرضٌ لا تخون
عيناكِ نهرٌ من جنون
عيناكِ أزمانٌ وعمر
ليسَ مثل الناسِ شيئاً من سراب
عيناكِ عشاقٌ وصبرٌ واغتراب
عيناكِ بيتي عندما ضاقت بنا الدنيا
وضاق بنا العذاب
ما زلتُ أبحثُ عن عيونكِ بيننا أملٌ وليد
أنا شاطئٌ ألقت عليه جراحها
أنا زورقُ الحلمِ البعيد
أنا ليلةٌ حار الزمانُ بسحرها
ولتسألي عينيكِ أين بريقها ؟
ستقول في ألمٍ توارى
صار شيئاً من جليد
















صباح يوم الزفاف

تجهز ألماسة فستانها في حقيبته القماشية وتستعد للذهاب إلي مركز التجميل ، حماسها يمتزج بخوف وترقب ككل حلقة مغلقة صنعتها !
لكنه يستحق !!
رن هاتفها باسمه ففتحت الخط تبادره مبتسمة

" ماذا تريد ؟!.. أنا منشغلة جدا اليوم "

سمعت صوته آمرا كالعادة

" افتحي الباب "

توقفت ألماسة عما تفعل تتساءل

" ماذا ؟! "

كرر فؤاد وهو يسترخي في مكتبه ينتظر رؤيتها الليلة

" افتحي باب بيتكم "

المجنون !.. هل جاء إلي هنا ؟!
خفت صوتها وهى تخرج من غرفتها مسرعة تهتف

" لماذا ؟! "

سمعت ضحكته الخافتة وهى تفتح الباب فوجدت رجلاً يتقدم منها متسائلا

" سيدة ألماسة ؟ "

اومأت برأسها فمد لها علبة بيضاء قائلا

" هذه من السيد فؤاد "

أخذت العلبة باستغراب تشكر الرجل وتغلق الباب تتفحصها وتسأله على الهاتف

" ما هذا ؟! "

رد فؤاد بنبرة غريبة

" افتحيها "

دخلت غرفتها تجلس على سريرها وتفتح العلبة البيضاء لتجد علبة أخرى من مخمل أزرق فتحتها .. وانصعقت عيناها ببريق الماس
عقداً من آشعة ماسية متفاوتة كالشمس .. ألماس اسمها بريقاً ساحراٌ

تلمس ألماسة هذا الجمال تسأل بأنفاس مخطوفة

" ما هذا فؤاد ؟!.. لن استطيع قبول هذا .. ثم ما المناسبة ؟! "

كأنه يرى أصابعها تلمس العقد .. تسير على الماسات كأنها تسير على جسده هو
بتلك النبرة يتمنى ويتخيل ويشتهي ويخبرها

" اريد أن يلمسكِ شيء مني ألماس "

تسري دماؤها بين أوردة تنتفض لأجله .. بين قلبه وقلبها خط مفتوح لإيقاع النبضات كصخب الرغبة وصهيل جموحها
وبرغبة مجنونة جامحة يتخيل كفه حول جيدها قائلا

" اعرف انني لن استطيع أن اقترب منكِ في الزفاف اليوم .. على الأقل اشعر بشيء مني يلمس ... "

كفه تلمس الخيال كالواقع .. تسير على ثنايا جسد من البهاء التف لاشتهائه .. وفي الخيال تشعرها مثله وهى تسمع أنفاسه الحارة

تعلقت حروفه على ارتجاف جسدها والحرارة تسري بين شرايينها وهو يهمس

" يلمسكِ "

ضمت ألماسة يدها على صدرها النابض لتقول بارتجاف

" أراك الليلة .. لا تتأخر "









خفتت الاضواء بأكبر القاعات المكشوفة المطلة على البحر وانسابت الموسيقى في احتراق العشق تقشعر الأبدان
صوت الأمواج يراقص القلوب بسعادة لا تحدها قضبان .. لا قضبان

أيها الشتاء القادم .. اخبرها أني هنا معها ..
حاملاً معي دفء الجنوب وعشق المنتهى
يا سيدة الطريق
قد بات لكِ بين البيوتِ عطرٌ في دمي
في غربتي .. في وحدتي .. ذاك اللاڤندر مُسكري

عينا أكرم تتماوج بالانبهار ولهفة الفتنة وهى تتعلق بعينيها
دموع .. تنبض .. تنبض
بين يديه رقصة أولى وأول حلم عمر يتحقق

بفستان زفافها الأبيض واسعا كضوء ساحر يحمل الكون بنجومه .. وأزهار بيضاء متناثرة بشعرها الأسود الطويل
تغطيهما معاً طرحة العروس الطويلة تحجبهما عن العيون

يذوب أكرم بلحظات سحر منقطع الأنفاس وهو يحدق في وجهها متقن الزينة هامساً

" أحبكِ "

وتقع النبضات من قلبها إلي قلبه .. يقبل جبهتها فـ .. يضيع .. وتضيع
تنظر لوسامته في حلته السوداء وعلى صدره الخافق رأسها يستند هامسة

" ليس أكثر مني "

ياااا الله .. كم احتفظ بهذا الصوت .. ثمانية أعوام يردده في خاطره كل دقيقة !
يحفظه .. مغمورا بشوق الوصال الذي كان مستحيلا
اليوم .. لا مستحيلا
اليوم هما هنا .. لم تقدر على حصاد الفراق أيها البعيد الذي تهاوى
وما زالت عيناها تدفئ وتمطر وتحمل الحياة !

ما زلنا هنا وكل الرؤوس تتساوى !!

اليوم .. يقولها أكرم بكل انتصاره الذي لن يشعره سواه

" لا اصدق أن هذا اليوم جاء أخيرا .. بل لا اصدق اني عشت لهذا اليوم .. وأنتِ بين يديّ هكذا "

وما زالت من ضلعه ترسم كيانها

" لكن أنا اصدق .. أصبحت حرم أكرم رافع "

نطقتها .. كأحبك الأولى .. كأول دقة قلب .. هنا كانت أمام عينيها ..

في الليل .. ما زالت تتوحد بالقمر !
أيها الطريق الطويل .. اخبرها أني قد وصلت ..
أحلاما لنا سأعيدها وكل ما حلمت
بكل القيود والعذاب إلي هنا وصلت
يا سيدة الضلوع
قد صار ضلعي الأعوج أكثر ألماً مما تظنين
بالماضي رسمتِ منه كيانكِ فتركتكِ تنعمين
ما كانت يوماً لعبة وكنتِ تلعبين !
كان عشقاً حارقاً في عمري واجه شبحي الضليل

معه وله تدور معه ويدور بها تحتضنه ويتوحد جسديهما وينسيان العالم حولهما تشعر ما يشعر وتقول

" لا كلام في الماضي مجددا أكرم .. انساه .. منذ الليلة انساه "

تشعر شفتيه بين خصلات شعرها تصل عنقها وينطق الحروف بقبلات حارة

" كيف انتظرتِني كل ذلك دموع ؟... كلما تذكرت انتظاركِ اشعر انني لو أحضرت لكِ الدنيا فلن تكفي "

كيف تصل القلوب لتلك الحافة من الانفجار ولا تنفجر ؟!

كيوم لقائه يسمع أنفاسها .. يشعر شفتيها المفترقتين تحاولان نطقا معدوما هذه اللحظة .. نظرتها الدامعة أبلغ شوقاً وهى ترفع رأسها ترى وجهه تقولها صدقاً

" يكفيني من كل هذه الدنيا .. أنت "

ثلاثة أحرف .. من ألف نغمة لأعذب كمان بين يديها .. رحل وعاد وها هى

أيتها العيون السجينة .. اخبريها أني قد تحررت
داخل مآقيها وبين افتراق شفتيها .. ارتعشت

وبين افتراق شفتيها يقترب هامسا

" وجهكِ كالبدر دموع "

كان بعينيها الأجمل .. لن تره يوماً أكثر وسامة من الليلة حين أصبح لها أمام الدنيا فتبتسم قائلة

" اليوم يهون العمر والانتظار لأجلك يا أكرم "

شفتاه تلمس شفتيها يتنفس أنفاسها معترفا

" كل مرة انظر إليكِ أحبكِ مجددا "

تتوهج دموع بين ذراعيه تشع وتغمض عينيها لفيض كل ما يجتاحها والروح تطير .. تطير
وشعر أنفاسها المخطوفة بشهقة نفس ارتدت بصدره قبل صدرها .. قلبها يرتج على قلبه حين تلاشت المسافة على ضلوعه عشقا متيما

كم تتشابه الليلة بالبداية !.. وسكن الكون ..

لتكون كلماته وحدها قصة

" أنا قصة انكتبت على إيدك من أول سطر "

رفعت دموع رأسها لا تفهم فتهمس

" ماذا ؟! "

ابتسم أكرم ابتسامة عريضة وهو يعيد رأسها على كتفه مجددا يتمايلان بصخب لا ينتهي
يا سيدة الطريق .. الضلوع .. الدموع
قد حان وقتٌ نبدأ فيه معاً
يا لغة الضاد .. اخبريها بكل الحروف أن عائدكِ من الظلام .. قد عادت الليلة أحلامه من الحطام !.




تسير ألماسة في القاعة بفستانها الأحمر كملكة متوجة .. يتهادى خلفها ذيل الرداء الأحمر فوقه متوجاً معها بآشعة ماسية بارقة

ترحب بالمدعوين من كل مكان مرفوعة الرأس ، تتلقى انبهار نظراتهم بكل ترفع وثقة بحرية دمائها
كأنها تدور بحلقة هى مصدرها .. وبطلتها الليلة !

الموسيقى لا تتوقف حالمة لا ينقصها إلا وجوده !
بطريقها تشير إلي علي ونجلاء على طاولتهما

تعانق روان بفستانها الوردي وهى تلمح صورة أخيهما الشهيد أحمد تطالعها على هاتفها

تربت على كتف جمال وعيناه تدمعان لأجل ابنته التي رآها بفستان الزفاف أخيراً
' دموع جمال عبد الناصر ' ابنته .. ابنة الرجال


تتجه لطاولة ابنة عمها الجالسة بجوار زوجها بمنتهى الأناقة .. رغم اعتراضها على فارق السن لكنها لن تنكر أن رنوة تليق براشد بلا شك
وقف راشد ذوقيا حين اقتربت فتمد ألماسة يدها قائلة بلباقة

" سعيدة بحضوركما دكتور راشد "

بابتسامتها تفتح صفحة جديدة مع الجميع وهو يصافحها ويرد بوقار أنيق

" شكرا على الدعوة .. لا تعرفين كم أن الأمر هام بالنسبة لرنوة "

وقفت رنوة تطالعها باستغراب لا تفهم هذه الأنثى وألماسة ترد عليه بنظرة تلقاها راشد وفهمها

" سيكون كل شيء بخير إن شاء الله "

لقد علم تماما أن الليلة بها شيء مختلف وتطلب منه مساندة رنوة أمام أهلها ، وإلا ما كانت جازفت بأمرٍ ما في زفاف أخيها !
التفتت ألماسة نحو رنوة تنظر لحجابها الفيروزي ثم تقول بابتسامة

" جميل الحجاب عليكِ رنوة .. مبارك "

تشد على يدها بقوة داعمة فوجدت رنوة قلبها يصفو بمشاعر عجيبة لترد برقة

" شكرا .. ومبارك الزفاف "

مالت ألماسة عليها قليلا وخفت صوتها

" حين يصل تحدثي معه وإن رفض الكلام معكِ اتركيه .. سارتب لكما لقاءً آخر .. والدتكِ أيضا ستكون حاضرة .. حاولي إصلاح الأمور "

فتحت رنوة عينيها لوجه ألماسة وبلا إرادة تنجذب لجمالها مخطوفة لذات الفتنة التي تأسر القلوب قائلة بعجب

" لمَ تفعلين هذا ؟!.. أنتِ تكرهيننا .. وفؤاد أيضا يكرهكم .. بيننا عداء لن ينتهي ابداً "

للأسف لا أحد يعلم التطورات !.. لكنهم سيعلمون !!
تبتسم بكبرياء فاتنة لتقول بحزم

" بل انتهى .. لن ندفع نحن ثمن الماضي .. أما لماذا افعل هذا فسترين الإجابة بعينيكِ بعد قليل "

ابتعدت ألماسة في خطوات آسرة بتلك الحلقة فأمسك راشد يد رنوة يطمئنها بعينيه ..

وبعينيه في رمادهما إشعاع .. ترى جمالها كما لم ترها عين .. بفستانها الفيروزي كزهرة مالت على كتفه وحده ليمتلكها ..
بعينيه .. مزهرة .. حرم ' راشد الصيفي ' .. مذهلة




تنساب الموسيقى بالقاعة ناعمة يتمايل عليها أكرم ودموع وتدور الحلقة في جاذبية مختلفة ، وسامة مهلكة وجمال بلون البحر

ينظر عماد إلي صدفة لا يملك أن يرفع عينيه .. اليوم بدت .. حرم ' عماد زين الدين '
تأنقت لتخرج معه للناس يرونها أميرة يذهلون بحضرة البحر طاغياً طوفانه على عوالم الحاضرين

فستانها بلون عينيها يتطاير حين تخطو .. تخطو على قلبه .. وسلساله الألماسي الذي أحضره لها يوماً بعيداً يزين عنقها
وتلك الغيرة بكل نظرة من عيونهم لعينيها السماوية تشعل بقلبه ناراً وخوفاً .. لم يسبق له أن جرب خوف الحسد على امرأة

غيرة بكل نظرة رجل لها .. وخوف بكل نظرة امرأة لها
هكذا هى له أنثى الخوف .. لم يسبق أن عاش على الحافة لأجل امرأة .. يخاف الفراق بكل لحظة .. ويقتله العشق بكل لحظة
وكم هى حادة تلك الحافة

اقتربت ألماسة من طاولتهما فوقف كلاهما وهى ترفع ذقنها شامخة تنظر لعيني عماد نظرة مفهومة متعالية قائلة

" أهلاً .. شرفتما "

وضع عماد يديه بجيبيه لم يمدها إلي سلام وذلك السلطان فيه يطغى يعلو فوق الجميع
لعيني صدفة مقامه العالي .. ولعيني ألماسة تجبره وظلمه !
توقع منها رد فعل مماثل حين علمت بزواجه من الرابعة .. كمعظم مَن يراه هو الشهواني المتجبر !

تؤكد له فكرتها عنه وهى تمد يدها لصدفة تسألها بتعاطف

" كيف حالكِ ؟ "

صافحتها صدفة وهى تلقي نظرة عليه ثم ردت

" الحمد لله بخير "

رفع عماد أحد حاجبيه ضاحكا ضحكة خافتة ساخرة فالتفتت ألماسة إليه بملامح غاضبة فتعيدها صدفة إليها بالقول

" مبارك .. سعدت بدعوتكِ لي شخصيا "

ردت ألماسة وهى ترمقه بسخرية ونظرة يشوبها بعض الاحتقار

" الأستاذ عماد دعاني إلي زفافكما فرددت الدعوة "

ارتفع وجه عماد مبتسماً بسلطانه قائلا بلا اهتمام ومغزى مفهوم

" فـؤاد هو مَن دعاكِ يومها .. وأنا وفؤاد واحد ! "

عرفت أن فؤاد اخبره .. فردت له نبرته بمثلها بصوتها الذي يتسامى عما يزعجها

" لا .. أنت وفؤاد اثنان ! "

تنقل صدفة عينيها بينهما تدرك حرب النظرات المشتعلة فيعلو عماد أكثر ينهيها قائلا بجدية

" مبارك "

مال رأس ألماسة بتحية ساخرة قبل أن تربت على كتف صدفة لتذهب للزهراء ، بينما جلس عماد بلا تعبير ينظر أمامه

كم هو غريب هذا المجتمع !.. يعطون القاتل السارق الظالم الزاني وووو .. فرصته بحجة الرحمة !.. ويحتقرون رجلاً مثله بسبب ما فعله من حلال شرع الله .. لا معصية !!

هل اخبرها فؤاد انه لولاه لقتل أحد شيوخ القبائل وقتل عمه رفيع ؟!.. ربما لا .. وربما نعم .. لن تتغير نظرتها ولا يهم

يكفيه أن يعرف انه لولا ' عماد زين الدين ' ما كان هناك ' فؤاد رافع ' كما هو الآن .. يكفيه أنه أهداها فؤاد بقتل وحيد خاطئ لا متعمد

يكفيه أن فؤاد أخ وظهر بكل وقت وهو كذلك .. ظهر بظهر ولا عزاء لمَن يواجهما

فهمت صدفة ما يشعره وهى تراقب وجهه وبكل عشقها تدنو يدها من يده على الطاولة فالتفت إليها بملامح محتقنة فتهمسها وتقصدها أمام الدنيا

" أحبك "

الآن يا قدر العمر .. يا امرأة مثل الحياة لا تسير على وتيرة واحدة .. سعادةً حيناً .. وعذاباً حيناً
عيناه السوداء بعينيها كالليل على أمواج البحر

وبعينيه في ليلهما إشعاع .. ترى جمالها كما لم ترها عين .. بفستانها السماوي فضية الهوى عشقها قلبه ليمتلكها ..
بعينيه .. أميرة .. حرم ' عماد زين الدين ' .. الأخيرة





هدرت القاعة بالأغاني الصاخبة ليتجمع اصدقاء أكرم ودموع في حلقة راقصة فيما تقترب ألماسة من الزهراء الضاحكة الدامعة تحتضن كتفيها متسائلة بخفة

" ما هذا الجمال أمي ؟ "

مسدت على جانبي ثوبها الطويل الأسود ذو اللؤلؤ الفضي الأنيق لتنظر إليها بالقول

" هذا جمال اختياركِ ماسة .. أنا أيضاً لم أتخيل أن تكوني بهذا الجمال اليوم .. من أين جلبتِ هذا العقد ؟! "

لمست ألماسة عقد فؤاد بجيدها ولا تظن أن الزهراء تعتقده أصلياً ثم غيرت الموضوع

" هذا الجمال ورثته منكِ يا امرأة مدن الجمال .. ألم يدعونكِ هكذا بالوادي قديما ؟! "

تلون وجهها بالحنين ترد

" رحمكِ الله يا زاهد .. هو مَن قال هذا عني فردده الجميع .. لاني كنت غريبة عنهم من المدينة "

ترى أكرم ودموع وتدمع عيناها مشوشة الرؤية تتمنى لو عاد الزمن لحظة حياة مع زاهد .. لحظة كانت تتمنى أن يفرحا بأكرم وألماسة سوياً
تقبل ألماسة خدها تمازحها

" أخيرا تزوج أكرم ودموع أمي .. تخلصنا منهما ! "

لمست الزهراء وجهها تنظر لجمال ابنتها المبهر ثم قالت بسعادة

" الحمد لله .. العقبى لكِ يا ماسة "

وقفت ألماسة جوارها تشاهد الحلقة الراقصة فتميل الزهراء تسألها بصوت مرتفع لتسمعه بين الأغاني العالية

" أين ذلك الشاب ؟.. متى ستعرفينا عليه ؟ "

ابتسمت بحذر ترد

" لم يصل بعد "

تلفتت الزهراء ترى احباءها على مدار العمر يشاركونها أول فرحتها ثم قالت

" لقد دعوتِ كثيرين دون علمنا ماسة .. تفاجأت بعماد ورنوة أمامي "

نظرت ألماسة لوجوه الحاضرين ترى نظراتهم بلا تصديق لمستواهم الآن وخاصة عمها قاسم بعدما ردوا له ماله قائلة

" لقد دعوت كل مَن يعرفنا أمي .. لقد شهد الجميع أحزاننا .. فليشهدوا اليوم أفراحنا "

تبتسم الزهراء بوجوههم وتشاهد أكرم وهو يفرح لأول مرة بحياته .. قلبها يستريح بعد تعب وأمومتها تؤدي رسالة أخرى في رعاية الله

انتبه بصرها إلي مدخل القاعة حيث يدخل فؤاد وخلفه تحية وعديلة فتفاجأت ملامحها تسألها بغضب

" هل دعوتِ فؤاد وتحية أيضاً ؟! "

نظرت بجانبها فلم تجد ألماسة لتراها عند نهاية القاعة تسرع الخطى وتختفي بغرابة !.






يقف زايد عند مشغل الموسيقى وأحيانا يختار هو الأغاني وهو يراقبها في حلقة الفتيات تتمايل .. لكن برزانة

فستانها الغريب على قوامها يشعل رغبة مجنونة داخله .. بلون السكر والذهب .. الليلة هى حقاً فرعونية
بمعصمها سواره الفرعوني هدية عيد ميلادها .. وبعينيها بريق ساحر لأنثى تمكنت من شيء ما !

لن يصدق انها تعتبره هذا الشيء !.. لأنها بالفعل أعلى منه بكل الطرق ، لكن معها لا يشعر بهذا رغم قولها الصريح وهى غاضبة .. معه صارت تنسى نفسها .. ويحب أن ينسيها نفسها !

يشير لها أن تأتيه فتخترق الحلقة وتتقدم منه باسمة .. تراه لأول مرة في حلته الرسمية السوداء مرسومة على جسده العضلي
وقفت أمامه تتساءل بعينيها المحددة بالأسود الفاتن فيسأل بتلك النظرة

" متى سنتزوج فجر ؟! "

تؤسر لتلك الرغبة طواعيةً يرتجف قلبها نبضا وتتسع ابتسامتها ترد

" هل تسألني عن الزواج قبل الخطبة ؟! "

اقترب خطوة كاد يلامس صدرها فابتعدتها خجلا وهو يقول

" بعد الخطبة مباشرة سنقيم حفلاً مثل هذا وأكبر .. أين تحبين أن يكون ؟ "

مجرد فكرة مناقضة قطعت أفكارها الحالمة .. زفاف كهذا !.. من أين لك بماله ؟!
افترقت شفتاها فسارع بالقول

" انتظري .. اتوسل إليكِ لا تختاري مكاناً يتعلق بالوطن أيضاً ! "

ضحكت فجر متناسية في سعادتها حدسها ثم قالت بتفكه

" اختر أنت إذاً .. أضعت عليّ فرصة الزفاف في معبد حتشبسوت ! "

اتسعت عينا زايد ثم رد ممتعضا

" حتشبسوت نفسها ستصب لعنة الفراعنة علينا إذا أزعجناها هناك !! "

تعلو ضحكتها مجددا وهى تستسلم .. تستسلم لكل شيء يأخذها بعيداً
لذلك الإيقاع الصاخب الذي أذهل ترانيمها الهادئة
لتلك الفوضى الساحرة .. والشقاوة الآسرة

من عيناها لعينيه نقوش على جدران القلب تُحفَر

وبعينيه في رغبتها إشعاع .. ترى جمالها كما لم ترها عين .. بفستانها ذهب السكر فرعونية من الأساطير حلت بأرضه ليمتلكها ..
بعينيه .. كالسحر .. ستكون حرم ' زايد مندور ' .. فجر







دخلت عديلة بجوار تحية بعباءاتهم الفخمة المطرزة تتمسك بذراعها وتنظر حولها بانبهار فاغرة الفم متسعة العينين ثم قالت بذهول

" ما كل هذا ؟!.. ابن الزهراء يقيم زفافه هنا !! "

أبعدتها تحية عنها بغضب إرغامها قائلة

" اصمتي عديلة .. يكفي إن فؤاد أمرنا بالحضور ولا اعلم السبب .. كل هذا المشوار لأجل ابن زاهد الذي قتل أباه "

ترد عديلة بنبرة الواعية الفاهمة

" انا اعرف .. يريد أن نظهر أقوياء في مناسباتهم .. لا يهزنا شيء .. أليس كل هذا بفضله ؟!.. هو مَن أعطاهم المال والعمل وكل هذا العز "

نظرت تحية إلي ظهر فؤاد يتقدمهما ثم أخفضت صوتها بالقول

" أعطاهم !.. هل نسيتِ انه حقهم أم سنكذب الكذبة ونصدقها ؟!! "

عاندت عديلة وهى تلوح بيدها فتصطدم بعمود رخامي في المدخل

" أياً كان .. هل يستطيع أحد أن يأخذ شيئا من فؤاد دون إرادته حتى لو كان حقه ؟! "

تأوهت ممسكة بيدها وتحية تضرب بعينيها فتلاقي عيني الزهراء مباشرة قائلة بغل

" ها هى خاربة البيوت "

نظرت عديلة في اتجاه آخر وهى تمسد يدها من الألم ثم توقفت متفاجئة بقولها

" ها هى رنوة "

شهقت تحية وهى تتلفت حولها هاتفة بلهفة

" ابنتي .. أين ؟! "

يبحث فؤاد بعينيه عنها في كل مكان بالقاعة ولا يجدها ، لقد توارت حتى لا تخطف ذهنه عن وجود رنوة
تراقبه خفية في حلته السوداء كما تحب أن تراه .. فخامة طلته .. وشموخ الجبل في تكبر خطواته

يتلفت بحثاً عنها حتى وقعت عيناه بعيني رنوة وتوقف مذهولاً غاضباً يشع قسوة .. ونار

اقتربت رنوة خطوات خائفة يتبعها راشد على مسافة لتواجه حريق عيني أخيها .. تطلب السماح ودموعها تسيل بتوسل يقطع القلوب

خلفه وقفت تحية تريد ضمها لصدرها ولا تستطيع التحرك مسمرة في الأرض بعجز بغيض

أغلق فؤاد يده في قبضة شرسة ناظراً إلي راشد ثم عاد إلي أخته وشكلها .. هل أجبرها على الحجاب ؟!.. تستحق كل ما يحدث لها

وجهه الشيطاني يطفو نافر العروق باندفاع الدم الهمجي وهو يسأل بصوته المتحجر

" ما الذي أحضركِ إلي هنا ؟ "

ارتجفت رنوة خوفاً متراجعة خطوة رغما عنها فاقترب راشد يدعم كتفيها بقوة يرد عنها

" نفس الشخص الذي دعاك دعانا "

تتنفس بصعوبة وهى تنظر إلي تحية تتوسلها قبولها بالسؤال

" كيف حالكِ أمي ؟ "

نظرت تحية إلي فؤاد تنتظر الإذن منه فأطرقت رنوة تشهق باكية بالحرمان والنبذ ليتجاوزها فؤاد بقسوته فوجدت نفسها تتشبث بذراعه تقول ما خطر ببالها

" أنا حامل ... وأحتاجك "

التفت إليها بحدة عيناه ترنو لبطنها وتفيض كرهاً لراشد ثم ينظر لوجهها ويخونه غضبه !

وجه رنوة البرئ .. وجه وردته التي ما كان صباحه إلا بها .. ابنته
تتضرج ملامحه بانفعال عنيف وهى تتوسله أكثر

" سامحني أرجوك .. أرجوك .. أنا آسفة "

لمحها خلفها .. تظهر في كل حدثٍ بحياته ليستقيم .. تظهر بالنور حيث حل الظلام

( اوقفيني ألماسة )

وكانت تفعل .. وهى تومئ برأسها تترجاه بعينيها لأجله أولاً قبل رنوة .. ليرتاح من كل هذا الغضب الذي يعتريه .. تريد قلبه بلا ظلام .. تريد بريقها في كل مكان هو فيه

عاد ينظر لرنوة مجددا .. لكل تفصيل صغير يعرفه بها .. يمد يده لحجابها فيلمس إبهامه دموعها

وكان رأسها على صدره .. بكل عنفه وغضبه وقسوته جذبها لحضنه مستسلماً لأبوته

بكت رنوة في حضنه احتياج شهور طويلة وهى تعانقه بقوة لدقائق طالت وهو يحيطها بحمية ..

ثم انتقلت من حضنه لحضن أمها الذي ما عرفت رائحته يوماً لكنها اشتاقت بفطرتها




وانتقل هو لعالمٍ آخر من هذه الامبراطورة

يخطو نحو ألماسة وتخطو نحوه وتتلاقى أعينهما بلهفة الاشتياق .. حتى وقفا متقابلين صامتين

عيناه تمر على فستانها الأحمر .. على رداءٍ أحمر فوقه على كتفيها ينسدل متهادياً للأرض خلفها بآشعة ماسية كاسمها .. على تاجٍ يضم شعرها الأسود المرفوع بمَلَكية منافية لكل عقل .. درباً من جنون كانت
ولمسته .. عقده الماسي بجيدها يلمس صدرها برغبتها .. ورغبته

وتوقف الوقت .. لامرأةٍ تحتل شرايينه بجدارة الصمت
نظرة من عينيها السوداء تكسر قناعاته .. وأقنعته .. وتهيل عليه رذاذ البريق
تلمع كملكة .. تلمع كنجمة برق صاعقة .. راعدة .. كغضب البرية وصحرائه الرحبة
بعد رهانات ومجازفات وخسائر وسقوط .. مستعد أن يقع ها هنا بحضنها

ألا يمكن أن تأتيه رصاصة الرحمة هذه اللحظة ؟
هو الذي ما خاف الموت قبلا .. يخاف ألا يمهله القدر لحظات جوارها
مد فؤاد يده فوضعت يدها بها تصافحه كأي غريبين .. وأطبق كفه بدفء لمسة منه كأقرب اثنين

صمتت القاعة فجأة وخفتت الأضواء مجددا فالتفت كلاهما حيث ارتفع صوت أكرم وهو يغني لدموع


( من غير ما احكيلك عن بكرة
ولا اجيبلك سيرة عن الماضي
أنا عمري ما عشت إلا في قربك
واسألي في عينيكِ على ميلادي
أنا قصة انكتبت على إيدك من أول سطر
مش عارف عني غير اللي أنتِ عني عرفتيه
بَدأت وأنا جنبك أيامي الحلوين في العمر
ماحلمتش بيكِ لكن هحلم بعديكِ بمين ؟! )


وبدون ماضيه ومستقبله الذي قدمه عمراً لهاً .. هو القصة التي ما كانت إلا بها .. لم يكن يحلم بامرأة تغير حياته لكن اليوم .. ما العمر إلا بنبضاتها

والكلمات لعينيها مرسال شوق وهو ينظر لها بعينيه الداكنتين قائلا

" تبدين ... "

صمت كذلك الصمت الشهي في اشتعال رغباته .. وعيناها تقرأ ما بوجهه من انفعال بها لا عليها ، فتبتسم أجمل ابتسامة قد يراها وترد

" ما أراه بعينيكَ يكفيني الليلة "

نظراته بين اليقين والخيال .. على ملامحها .. على رموش عينيها وحوافها الكحيلة .. وعلى شفتيها ذلك الطوفان الذي بعدها
لم يرغب يوماً بامرأة حد اشتهاء الموت فيها كهذه اللحظة .. فقط لو كانت بين ذراعيه

صدره يتحرك بذاك الانفعال يلعن مَن حوله كحواجز بينهم قائلا

" لم يعجز لساني هكذا أمام امرأة قبلا "

تعشق تلك الاعترافات منه .. كلماته مثله لا يهمها أحداً .. فكيف إن غرقت معه بذلك الطوفان الذي بعدها ؟!

تدرك تماما عواقب ما ستفعله وتقول

" يبدو أن تأثيري عليك سيء جدا ! "

اومأ فؤاد باعتراف آخر

" فقط ... لا أجد كلمة تصف ما أراه "

تميل ألماسة برأسها تسأل بنبرة ماكرة

" وكلام الماضي ؟! "

يسمع صوت أكرم وتتشكل الحروف بينه وبينها

" اسألي في عينيكِ عن ميلادي "



( من قبل ما أقابلك على فكرة
من قبل ما أشوفك وحشاني
أنا كنت بحبك من الأول
وقابلتك حبيتك تاني
أنا قصة انكتبت على إيدك من أول سطر
مش عارف عني غير اللي أنتِ عني عرفتيه
بَدأت وأنا جنبك أيامي الحلوين في العمر
ماحلمتش بيكِ لكن هحلم بعديكِ بمين ؟! )


أنهاها أكرم لتبدأ من جديد مختطفا دموع في حضنه يدور بها وسط سحب الضباب التي غطت القاعة
على نغماتها يرقص كل العشاق حول أكرم ودموع
ها هى لحظة الاعتراف !

وعلى نغماتها بين تلك السحب وجد فؤاد يدها تمسك بيده .. تخطو نحو ساحة الرقص معه فيسأل فؤاد بلا تصديق

" ماذا تفعلين ؟! "

علت الموسيقى تدق القلوب فيدق قلبيهما وهى تستدير تمد ذراعيها حول عنقه تجيب بثقة

" إحدى مفاجآتي .. تعود على هذا "

لحظة واحدة حاول فيها تصديق الاعتراف .. لحظة واحدة وتشابكت كفاه تعتصر خصرها بأول لمسة مسموحة منها
وهدأ الضباب .. رغم صوت الموسيقى كانا يسمعان الهمسات .. كانا يسمعان الصدمة

للفجيعة صوت من كل نقاط الحلقة التي جمعتها اليوم لكشف حقيقة أخرى .. هل نسى انها ملكة الحلقات المغلقة ؟!
لكل اعتراف يخصها انفجار خاص !

عيناه على وجهها وبعض النظرات حوله قائلا

" الجميع ينظر إلينا "

بسبابتها تضعها على لحيته تجذب وجهه لوجهها وتهمس

" إذاً انظر إليّ أنا فقط "

الليلة .. خروج عن السيطرة بشكلٍ آخر .. وبين يديه جنون الأحمر في أقصى حالاته

توقف أكرم ودموع ناظرين إليهما بصدمة

وقفت الزهراء متسعة العينين ومن عينيها بلا إرادة تسيل دمعة مجروحة

وتتعالى همسات أهل الحي القديم بذهول

تسمرت تحية مكانها ويداها على صدرها منقبضة بالاختناق

حكاية شهية للنميمة وعديلة ترسم بيديها وشفتيها أمارات الخيبة !

أمسك راشد يد رنوة الباردة وهى تهز رأسها دون نطق

تحرك قاسم مغادراً يدرك عواقب هذا بالرافعين

ونهض عماد ناظراً حوله للمصدومين فيتحفز لإبعاد فؤاد إن تشابك معه أكرم وهو يرى الشر بوجهه

لم يكن يتحرك بالقاعة إلا الثنائيات الراقصة حول أكرم ودموع .. ومَن لا يفهم .. والموسيقى التي تعلو وتعلو


وتعلو مشاعرهما في دنيا وحدهما وهو يتنفس عطرها يهمس

" لمَ فعلتِ هذا ؟ "

على وجهها أنفاسه لأول مرة تشعر بالاكتمال هامسة

" لأنك تستحق هذا .. أمام العالم كله "

الليلة فقط شعرت انها تنصفه .. الليلة فقط شعر أن قائمة النبذ التي عاش فيها كل عمره تتناقص
الليلة فقط شعر انه يستحق كل حياة بعد موت

يداه على خصرها تشعرها تشتد وتؤلمها كأنه يقتل فيها كل ما عاناه باسمها

" ألماس "

ويداها حول عنقه تقترب حتى لامس إبهامها لحيته وهو يشعر النظرات التي تقتلهما فيبتسم قائلا

" أول مرة جمعتِ فيها العائلة حدثت كارثة .. كان لابد أن اعلم انكِ على وشك إعلان كارثة جديدة "

وللجبل في قلبها مكانة لن يحتلها سواه .. تخاف موضع الاختيار .. عيناها تلمح أمها واقفة بصدمتها
لكنها قررت الدخول لأجله بتلك النار .. لن تشاهده يحترق وحده بعد اليوم
حياة كاملة بانتظارهما لن تضيعها في كلام الماضي .. في كلام الناس .. في كل ممنوع

تتقبل العواقب على وجوههم معترفة

" لكنك ستظل كارثتي الكبرى "

حينما يراها تنظر إليه هكذا يغيب الواقع في الخيال .. هل هى هنا حقاً .. بين يديه تعترف وأمام الدنيا ؟!

عيناه طرفت بعيني أكرم الغاضبة وهو يراه يخطو نحوهما فتمنعه دموع وهى تتمايل معه حتى لا تلتفت الأنظار

وهو يسحب نفسا طويلا ناظرا لعينيها يريد التأكد أكثر متسائلا

" ماذا سيقولون الآن ؟ "

ولن تشاهده على أرض وحده يعاني مجددا .. لن تحيا ليلة واحدة دونه بعد الليلة
ستستسلم لكل إملاء لقلبها وتعرف أن لا أحد بقادر أن يأخذه منها مهما فعلوا

الليلة .. تعلن الحرب على كل أحداث الماضي .. كل ما يمنعهما .. وكل حاجز بينهما
الليلة .. لن تكون أطول بسهرها بل بعشقه
الليلة .. تعترف أن حياتها ستتغير لأجله .. وماذا سيحدث إن عرفوا ؟!

تتأمل ملامحه ولا يهمها تلك النظرات إليهما تقولها مثله

" لا يهمني أحد .... أنت .. وبعدك الطوفان "

كان الطوفان بقلبه تتمزق فيه المشاعر وتمتزج بملامحه وهو يمتلك الدنيا بكلماتها

" فليعلم الجميع اني مسماة لفؤاد رافع "

يهمس فؤاد باحتراق التملك

" ملكه "

وجهها المتورد بزينته وانجراف مشاعرها يرتفع يقابل وجهه وتبتسم قائلة بترفع كبريائها

" أنا لا يمتلكني أحد "

يحتاج ذلك بكل شراسة رجولته فيقرر

" أنا مَلَكتكِ "

عيناه على شفتيها وهى تقول بحرية

" بل أنا مَلِكتك "

لستِ مجرد مَلِكة بل أنتِ الحياة .. أنتِ أنفاس الصباح وليل المساء في وحدة العمر

وغمر العشق هنا طوفان حجب .. وسوف يرى الجميع قوتهما

رأسه يميل مبتسماً موافقاً وهو يتحرك معها على نغمات القصة التي كُتِبَت على يدها

قوة مهولة تسطع حولهما تواجه الدنيا
الليلة .. تخطت حدود السحر

كل بريق فات وكل بريق قادم يتحرر من هذه اللحظة

الآن فقط .. كلاهما تحرر أمام أنظار العالمين.







انتهى 🔥


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-03-21, 11:53 PM   #1862

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 123 ( الأعضاء 50 والزوار 73)
‏sandynor*, ‏asaraaa, ‏سوزان سول, ‏زهرة الحنى, ‏Nahla71, ‏محمد75, ‏منال سلامة, ‏الصلاة نور, ‏همس البدر, ‏donia dody, ‏Areej abdo, ‏Hendalaa, ‏الجووهره, ‏رنا عزت محمد, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏تالن يوسف, ‏من هم, ‏rowdym, ‏سماح ناصر, ‏TasneemIshahab, ‏princess of romance, ‏راما الفارس, ‏Noor Alzahraa, ‏ميمو٧٧, ‏الثقلين, ‏ميلان عمر, ‏Amanykassab, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏Saro7272, ‏ام زياد محمود+, ‏فاديا أحمد, ‏نفوسا, ‏Quranlover2009, ‏نوره صانع, ‏شيماء عبده, ‏جنون امراه, ‏جلاديوس, ‏DEE92, ‏ام معتوق, ‏ريماسامى, ‏الرسول قدوتى, ‏amana 98, ‏ebti, ‏ركونه, ‏Noipooo, ‏Amal_388, ‏rashid07, ‏Nana96, ‏Asmaa321


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-03-21, 11:59 PM   #1863

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,920
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمو٧٧ مشاهدة المشاركة
فين القهوة يا نسرين
واطيب فنجان قهوة لعيونك حبيبتي
حتى تركزي مع الفصل 💖


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 12:25 AM   #1864

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

يااااااااااااااا ويلي على كده فصل مش قادرة اخد نفس رهيبة رهيبة رهيبة يا نورهان . مش عارفة ابدأ منين ولا منين من رنوة وراشد ولقاؤهم بفؤاد وحضن فؤاد اللي حسيت اد ايه ملك الدنيا وهي خدت نفس الانعاش لدموع و اكرم لكلمة صدفة واخيييرا

فهمت صدفة ما يشعره وهى تراقب وجهه وبكل عشقها تدنو يدها من يده على الطاولة فالتفت إليها بملامح محتقنة فتهمسها وتقصدها أمام الدنيا

" أحبك "

الآن يا قدر العمر .. يا امرأة مثل الحياة لا تسير على وتيرة واحدة .. سعادةً حيناً .. وعذاباً حيناً
عيناه السوداء بعينيها كالليل على أمواج البحر

وبعينيه في ليلهما إشعاع .. ترى جمالها كما لم ترها عين .. بفستانها السماوي فضية الهوى عشقها قلبه ليمتلكها ..
بعينيه .. أميرة .. حرم ' عماد زين الدين ' .. الأخيرة

فعلا كلنا متحاملين على عماد و هو ماشي بالحلال بس بندي فرصة للي مشي في الحرام طول عمره
يا شيخة انا ابتديت اشك بنفسي اني مزدوجة المعايير يا نورهان

مفاجأة الماس و قوتها باظهار علاقتها لفؤاد فعلا الماسة اسم على مسمى لا شيء يحرحها و قوتها ونورها يبهرررررررررررررررر


مش عارفة من كتر ما انا فرحانة بالفصل مش عارفة ارتب كلمتين على بعض

تسلمي


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 12:26 AM   #1865

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nesrine nina مشاهدة المشاركة
واطيب فنجان قهوة لعيونك حبيبتي
حتى تركزي مع الفصل 💖
يا ويل يبدها دولة قهوة كاملة عشان اعيد و امزمز على الفصل رهيييييييييييييب رهيب الفصل


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 12:29 AM   #1866

دنيا الحياة

? العضوٌ??? » 447198
?  التسِجيلٌ » Jun 2019
? مشَارَ?اتْي » 43
?  نُقآطِيْ » دنيا الحياة is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة جدا

دنيا الحياة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 12:32 AM   #1867

بشرى ابنتي

? العضوٌ??? » 429641
?  التسِجيلٌ » Aug 2018
? مشَارَ?اتْي » 127
?  نُقآطِيْ » بشرى ابنتي is on a distinguished road
افتراضي

روعة كالعادة حبيبتي ربي يوفقك

بشرى ابنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 12:33 AM   #1868

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك يا ساندي

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 12:41 AM   #1869

nanash

? العضوٌ??? » 276437
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 964
?  نُقآطِيْ » nanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل دا ظبطلى مزاجى لشهر قدام حقيقى ❤❤❤❤❤🔥🔥🔥🔥🔥

nanash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-03-21, 12:44 AM   #1870

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 513
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

فصل رهيب رهيب الماسه يا الماسه ماذا تفعلين بفؤاد القلب بالانتظار المفاجأة في الفصل. القادم

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.