آخر 10 مشاركات
بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          543-الأخت البديلة -سوزان نابيير- قلوب دار نحاس* (الكاتـب : Just Faith - )           »          552 - الهاجس - ديانا هاميلتون - ق.ع.د.ن ( إعادة تصوير ) (الكاتـب : Breathless - )           »          211 - الثمن - جيسكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          وقيدي إذا اكتوى (2) سلسلة في الغرام قصاصا * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : blue me - )           »          96 - القرار يعود لك - ايما دارسى - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-21, 11:25 PM   #1941

temoony
 
الصورة الرمزية temoony

? العضوٌ??? » 373089
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 131
?  نُقآطِيْ » temoony is on a distinguished road
افتراضي


الفصل هينزل امتي ؟

temoony غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-21, 11:35 PM   #1942

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 116 ( الأعضاء 30 والزوار 86)
‏Nesrine Nina, ‏Kemojad, ‏dr.raniakadry, ‏temoony, ‏فاطمة خولة, ‏اسلامياسمين, ‏صافي12, ‏نفوسا, ‏فاطمة توته, ‏أسيل الشرفا, ‏لي لي خالد, ‏قدوتى عائشة 2, ‏زهره الحقول, ‏Habiba Banani, ‏Quranlover2009, ‏farah mum, ‏DrHeba, ‏NJN, ‏خمسية, ‏حنين عبدالله, ‏دنيا الحياة, ‏•Abeer•, ‏رينو اسامة, ‏القرنفله, ‏فله بنت احمد, ‏meryam, ‏مروه شرف, ‏almoucha, ‏Aammooll, ‏ام عبد الله 2


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:08 AM   #1943

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

حضور حضور وفنجان قهوة
يلا نسرين


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:10 AM   #1944

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nesrine nina مشاهدة المشاركة


القهوة يا ميمو نشرب أنا وأنت لكي نصحصح وننتظر الفصل
بصحتك حبيبتي


;
جيت جيت يسعدها احلى نسرين


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:11 AM   #1945

Nahla71

? العضوٌ??? » 461069
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 44
?  نُقآطِيْ » Nahla71 is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظار





💕💕❤💕💕
.


Nahla71 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:13 AM   #1946

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي







البريق الثاني والثلاثون .. الجزء الثاني


منزل ' زاهد رافع '

ما إن هلّ الصباح فُتِح باب المنزل كما توقعت الزهراء ليدخل أكرم بوجهه المتجهم ورغم التوقع تساءلت

" أكرم !.. ماذا تفعل هنا اليوم ؟! "

بملامحها الصامتة الشاحبة يعرف ما بها وهى جالسة بالبهو بهذه الساعة المبكرة يبدو عليها تفكير لا ينتهي
ما زالت الصدمة تنال منهما فيقترب جالساً جوارها يقبل رأسها فتقول بابتسامة مجهدة

" صباحية مباركة يا حبيبي "

ابتسم أكرم ساخراً وهو يصدق كذبته

" صباحية !.. أنا لم أنم ساعة بسبب ما فعلته ابنتكِ أمي "

تأسى وجهها تعاتبه بحزنها الذي لا يرحل

" كيف هذا يا أكرم ؟!.. حرام عليك .. ودموع المسكينة التي لم تفرح ؟ "

أدار وجهه بعيدا يجيبها بقتامة

" غضبت ونامت ولم ترني حين خرجت حتى "

تنهدت الزهراء مهمومة تستغفر بسرها ثم تتمتم

" لا حول ولا قوة إلا بالله "

دارت عيناه باتجاه غرفة أخته فنهض قابضا يده على مفاتيحه فأمسكت الزهراء بذراعه قائلة

" أكرم .. بهدوء .. أختك عنيدة .. ولا تنسى انها مريضة ومنذ الفجر وهى قلقة "

هز رأسه موافقا ثم اتجه للدرج يصعد لغرفتها يطرق الباب بهدوء فعلي ثم يدخل
منذ الفجر وهى قلقة .. ربما عليه وربما من شيطانه ! ، هاتفه مغلقا كما قال والقلب يعصف بسهر الاشتياق وهى حرة بالاعتراف أخيراً
ما إن أبصرت أكرم حتى اعتدلت جالسة على سريرها لتبادره بهدوء مماثل

" أولا أنا آسفة إن كنت أفسدت زفافك وفرحتك أنت ودموع .. ورغم هذا لا اشعر بندم كبير !.. فقط بعض الإحساس بالذنب !! "

عامةً بكل الأحوال كانت الليلة ستنتهي بنفس الشكل !!
اقترب حتى جلس أمامها صامتاً فتابعت بثقة

" ولو عرفت أسبابي لعذرتني .. أنا لم افعل هذا لأضعكم أمام الأمر الواقع لاني لا احتاج لهذا ولست أنا مَن تفعل ذلك وتجرح أهلها وأنت تعرف .. لكن أين كنت سأجد كل هؤلاء الناس مرة أخرى ؟!.. كانت فرصتي الوحيدة .. فؤاد لم يشعر بهذا بحياته أبداً .. الجميع إما يكرهه إما يخاف منه .. أردت إنصافه أمام الكل لمرة واحدة في حياته "

حتى ولو خدمه الأمر لن يُذكَر ، ملامحه صلبة قاسية وهو يسأل

" هل نتحدث بالعقل ؟ "

اومأت ألماسة بجدية واستعداد تام فيسأل

" متى حدث هذا ؟ "

حاولت أن تتذكر وقتاً .. كل ما طلت به الذاكرة أحداث كثيرة في بحر الحياة عبرت
تحرك وجهها نفيا لتقول بابتسامة صغيرة

" لا اعرف تحديدا .. هو قال منذ مدة طويلة وأخفى ذلك رغم كل الكره الذي كان يظهره لنا .. لكن أنا .. أول اعتراف لي كان بالأمس بالزفاف "

يراقب أكرم شرود عينيها وبريقها وتلك الإشراقة الجديدة التي أحاطتها منذ فترة ، ورغم الغيظ والغضب ما زال يملك أعصابه متسائلا

" وكيف حدث ؟ "

الحنين يلون صوتها وتلك البسمة

" لا اعرف .. فجأة اكتشفنا اننا وجهان لعملة واحدة "

انفلت غضبه قليلا وهو يمسك بذقنها لتنتبه إلي سؤاله

" حسناً .. هل من المنطقي أن تحب واحدة شخصاً فعل بها وبأهلها كل تلك المصائب ؟ "

أبعدت ألماسة وجهها ترد بلا تردد

" لا .. ولم أكن لأفعلها أبدا .. وسيظل عدوي لنهاية العمر .. ومَن تفعلها أو تفعل مثلها إما مختلة أو مريضة "

كز أكرم على أسنانه يأخذ نفسا ليهدأ قائلا

" عظيم .. إذاً ؟ "

إذاً كتب القلم أسبابها من محبرة الدنيا الواسعة .. فيضا هائلا من أحداث حياتها احتل فيه وحده فصولا بين غضب وألم .. وعشق لذاتها
وذاك الفيض يرمي بالكلمات على لسانها

" لكن إذا احترق طفله أمام عينيه وكاد يحترق معه .... وإذا برأها أمام الجميع .... وإذا خذله أقرب الناس إليه ليقع على ذراعها بذبحة صدرية ..... وإذا أعاد كل حقوقها حتى التي لم يعرف أي أحد عنها شيئا ولم يكن مضطرا لكشفها .... وإذا دافع عنها وحماها من حيوان وأحضره تحت قدميها .... وإذا فقدت وعيها أمامه ولم يمسها حتى وهى لا تشعر ... وإذا تخلى عن سلاحه في يديها هى للمرة الأولى بحياته .. وإذا كان ثمنها عنده ... عمره .... حينها .. حينها فقط .. يكون هناك قول آخر "

في لحظة كان الفضول يقتله ليعرف التفاصيل التي تفاجأ بمعظمها ، ولحظة أخرى لم يرغب بسماعها حتى لا يقتل هو فؤاد !
مسح على وجهه الأحمر بكتمان الغضب متمتما

" كل هذا حدث ولم يكن اعترافكِ إلا بالأمس !! "

تقف الزهراء خارج الغرفة تستمع إليهما عيناها دامعتين وتميل مع ابنتها بشكل ما حين سمعت كلامها .. قلبها كأم وكإنسانة يتضافر للغفران لكن الماضي أكثر قسوة
تسمع رد ألماسة عليه

" اعترافي العلني يا أكرم .. له وللجميع "

نظر لوجهها الواثق كلامها يزيده عنادا ورفضا فيدفعه الأمر طاعناً في أساس حبها نفسه لا في شخص مَن اختارت قائلا

" ألا تشعرين أن كل ما تقولينه هو المفترض أن يحدث وليس تفضلاً من سيادته ؟!.. هل هذا معناه أن نشكره أنه لم يكمل سرقته لنا ولم يستغلكِ ودافع عنكِ وبالمناسبة أي رجل كان سيفعل ؟!.. أي أنها مبررات واهية جداً للحب .. ولا اعرف أي حب هذا الذي سيقوم متناسيا كره الماضي والدماء بيننا ؟!.. يا حبيبتي أبونا زاهد بكل فخر قتل أباه وتعرفين السبب الذي يجرح أمنا .. أنا لو مكانه كنت قتلتني رغم أن أبي لم يخطئ وهو يدافع عن أمي "

ملامحها تتضرج ببطء مع كلماته وعيناها ترمش بلا توقف لتمنع الدموع التي تجمعت بها وتصدق القول بالحق

" بل اخطأ يا أكرم لكننا ننحاز دائما لمَن يخصنا ولما نظنه .. راسل أطلق رصاصته على ساق أبي ليوقعه .. كان بإمكان أبي أن يفعل المثل خاصة أن راسل كان مخمورا وليس بوعيه وينتهي الأمر بالانفصال والابتعاد بنا وبأمي .. لكن أبي ضغط الزناد .. وفؤاد جاء وضغط الزناد .. واليوم .. رحم الله الجميع .. ما ذنب فؤاد لنأخذه بذنب أبيه ؟.. وما ذنبي لأظل عمري بذنب أبي ؟.. دائما هناك خيارات أخرى يا أكرم غير ما نختار .. بالماضي اختاروا الاسوأ .. واليوم ساختار الحياة لا الدم "

سالت دموع الزهراء والذكريات تأتيها دفعة واحدة ، كم بكى زاهد على أخيه نادماً بنفس الخيارات الأخرى .. كان بإمكانه أن ينادي أن يصرخ أن يطلق الرصاص ليتجمع غفر الدار لكنه اختار ولخياره دفع الجميع ..
وربما جاء نصيب ابنتها أن يحميها ابن راسل ليسدد دَين والده
تسمع صوت أكرم البارد ساخرا يضغط على نفس النقطة وتعرف أن ألماسة في لحظات ضعف نادرة

" ما زلت غير مقتنعا بحبكِ هذا .. لهذه الدرجة صارت مشاعر الناس سهلة وأي وهم بمسمى حب أمامهم يأخذونه !.. نساء تضيع باسم الحب ورجال يضحكون على النساء باسم الحب وبيوت تُخرَب باسم الحب !! "

رغم قسوة الكلمات ، لكنها حقيقة إلي حد كبير في العالم الحالي ، صارت الناس تعاني ( تقشف ) الحب ، حالة جفاف عامة !
لذلك أي حب يُقدَم لهم ولو كان وهماً يفتحون أذرعهم له .. أي حب ولو مؤقت .. ولو دقائق .. شخص .. فيلم .. رواية .. قصة .. مسلسل .. أغنية
الجميع في رحلة الحياة باحثاً عن الحب
ويا لكِ من ماكرة يا صاحبة الكلمات !!
عفواً لكن ليس أجمل من صدق انتقاد الذات !!
وعذراً لي ... قد صاحبت الضباب أينما كان .. فأنا أيضاً باحثة عن الحب !!

مدت ألماسة يدها جوارها تأخذ دواءها ولسانها يتباطأ بضعف

" أنا لست في وهم يا أكرم ... أنا .. أحب فؤاد .. وهو يستحق "

أخذت الدواء وشربت بعض الماء ومسحت الدموع العالقة بعينيها وصمتت للحظات فأشفق أكرم على رجفة بيدها لم يرها يوماً
ولم يرها تعيش ألم العشق مضاعفا باختيار القلب الغير متوقع
وهى .. أغمضت عينيها تتذكر عهد الإنصاف الذي قطعته على نفسها ..
وفتحتها برؤيتها للجبل كما لم يره أحد فتقول بروحها

" صدقت يوماً حين قلت انك لا تغفر .. لكن لا تكن قاسياً .. لقد عوقب فؤاد بما جعلني أمنحه الغفران والرحمة .. باقي حسابه عند ربه لا بحكمك ولا بحكم الرافعين ولا بحكم أي شخص .. لقد قلتها له يوماً انني لا أبحث في الماضي وأقف عنده .. لقد تمنيت أن تتوحد هذه الدماء .. ألا تفكر أن كل هذا حدث له لنمنحه فرصة حياة من جديد ؟.. انه أدى عقابه وحان وقت الإفراج عنه .. فلا تكن قاسياً "

تحدث أكرم مشيرا لقلبها ثم لعقله

" أنتِ تتكلمين من هنا .. لكن أنا اتكلم من هنا "

قلبها وعقلها في اتجاه واحد تناصر كل مبدأ تعيش به

" بل أنا اتكلم بكل إنسانية في هذه الدنيا .. بما تمليه عليّ مبادئي وتربيتي .. وبعيدا عن فؤاد .. ألا ترى كم الوحشية والإجرام حولنا وفي العالم كله ؟.. هل من واجبنا حين ينسحب أحدهم من الظلام إلي النور أن نرفضه ؟!.. أن نلعنه كما اطلقوا عليه ثعبانهم ؟.. بأي منطق ؟!.. هؤلاء مَن يبحثون عن العقاب فقط دون الرحمة نفوسهم مريضة قاسية ومشوهة "

أمسكت يده تذكره بما كان يوما

" وأنا أثق بتفكيرك يا أكرم .. لا تجعل مَن ظلمك يوماً يحولك إلي إنسان قاسٍ تريد الظلم لغيرك .. اقسم لك انه تغير .. تكلم معه مرة واحدة فقط "

زفر أكرم بضيق ساحباً يده منها ثم سأل فجأة

" هل تشعرين معه بما كنتِ تشعرينه مع ماهر ؟ "

إن كان في عذاب الذكرى ألم فقد ذاقت قهر الروح به يوماً .. ولا مزيد
مع ماهر .. سكينة وثبات وتيرة واحدة لا قلق بها ولا خوف
مع فؤاد .. نار غير قابلة للتفسير
هزت رأسها نفيا لتقولها صريحة

" أنا .. كنت أحب ماهر نعم .. لكن .. اشعر اني احترق بفؤاد "

إن كان يحاول إيقاظ الألم فيها فقد فشل تماما
صمتت قليلا ثم تابعت بحرية .. لا قيود .. لا شروط

" اعشق .. عشق مجنون غير مشروط .. كأنه .. كأنه نار وأمسكت بي ولا ترضى انطفاءً أبداً .. حاولت الابتعاد .. حاولت مثلك اقول انه لن ينفع .. لكن كلما رأيته اشعر بروحي تذهب معه .. أنا لم أكن ألماسة ماهر يا أكرم .. كنت ألماسة حرة لا أحد يمتلكها لكن .. فؤاد امتلك قلب الألماسة وأطبق عليه قبضته .. لكنه لم يتيقن من هذا .. ما زال خائفا أن أضيع منه أو اتركه .. اشعر به "

تجهمت ملامحه أكثر ودون شعور يهتف غاضبا

" ابن الـ .... "

نهض بحدة صوته أكثر شراسة بعدما فشل العقل ليصيح فيها

" عنيف وخبرة وعرف كيف يوقعكِ !.. وأنتِ ساذجة مسكينة لم تتعاملي من قبل إلا مع أمثال ماهر وطيبته .. اسمعي .. أنتِ مبهورة به .. إذا تزوجتِه وعشتِ مع عنفه وجنونه سيزول الانبهار وتندمين باقي عمركِ ولن نقف جواركِ حينها "

هى الآن الساذجة !!.. بعد دورانها بين المحامين والسجون والحقوق والمسؤولية التي حملتها
عيناها بالقوة تصحو وبكل تصميم تنطق

" لقد اخترته يا أكرم .. من فضلكم احترموا اختياري "

دخلت الزهراء تحاول بوقفتها تهدئة الحوار فيقول بعنف

" لذلك قلتِ لي سادفع ثمن دعمي لكِ !.. وإن كان اختياركِ خاطئا ؟ "

نقلت بصرها بينهما في إرادة تملكها ترد بثقة

" ساتحمله وحدي كما تحملت كل شيء وحدي .. لا أحد تألم لموت ماهر مثلي .. لا أحد سعى لحقوقنا مثلي .. لا أحد سعى لتبرئة اسم أبي مثلي "

ظلت الزهراء صامتة ثابتة تنظر إليها فيخفت صوت أكرم لأجلها رغم حدته المستعرة

" أنتِ مستعدة أن تخسرينا لأجله ؟! "

وقفت ألماسة متنهدة ثم قالت بكل هدوء

" هل ستصدقني إن قلت لك انه يحتاجني أكثر منكما ؟... لكن لا .. لا أريد أن أخسر أحداً منكم يا أكرم ... أنتم جميعا بقلبي فلا تذبح قلبي لتنزع أحدا منكم منه .. لذلك قلت لكما لا تضعاني موضع اختيار .. ليس لاني ساختاره هو .. بل لاني لن اختار "

بكل خطوة استعدت لحربها مع الجميع .. اليوم فقط بإمكانها أن تحرك الراء كما تشاء .. تلك الراء التي لم تكن لتُنزَع قبلا مع فؤاد .. لكن الآن ..
فلتبقَ حرباً .. أو تبقَ حباً
وقد اتخذت القرار

" سارضى أن أظل حائرة مشتتة بينكم لكن أعدك .. لن أكون لفؤاد إلا حين ترضى أنت وأمي عنه تماماً .. لا أحد يستحق خسارة الأهل لأجله يا أكرم .. مَن لا خير فيه لأهله لا خير فيه لأحد .. لكن أيضا هو يستحق أن أتمسك به واقنعكم به .. واعرف اني ساقدر "
















تسير روينة في بهو شقتها والجنون يحتل ملامحها تماما مثلما كانت طوال حياتها .. ما أبعد أيامها في محل خالها وهى تصد أي مَن يجرؤ على التطاول عليها وحذاؤها ذاك ما زالت تحتفظ به ذكرى حية !!

ذهبت لزيارة أهلها لتعطيهم المال الشهري واستمعت إلي كلام أمها الذي يحرق الدم عن فرج زوج داليا .. ظل رجل ولا ظل حائط !!
وصل به الأمر أن يجرح داليا بالسكين بذراعها وحين همّ ابنه الصغير أحمد بالدفاع عنها جرحه هو الآخر بجبينه تحت تأثير المخدرات التي يتعاطاها .. لكن رأي داليا حين زارتها أيضاً .. ماذا ستفعل ؟!.. ظل رجل ولا ظل حائط !!

سمعت صوت المفتاح بباب الشقة فتوقفت عن السير لتستقبل عماد وهو يبتسم بوجهها متسائلا

" متى عدتِ من عند داليا ؟ "

ردت بصوت هادئ بارد

" بعد العصر "

يبحث عماد في أدراج طاولة ذات مرآة جوار الباب عن شيء ما ويسأل

" كيف حالها مع فرج ؟ "

صورة أحمد الصغير مجروح الجبين لا تفارق خيالها وتشعلها أكثر وهى تتذكر وجهي محمد وميار إخوته فتشعر بالكره يملأها بصراخ مكتوم والأمر مس وجيعتها الشخصية
لكنها تخفي حتى لا تفضح أهلها أمامه قائلة

" يوم حلو ويوم مر وكلها أيام "

انتبه لغرابة صوتها فنظر لها بالمرآة لتبادله النظر وتقول ببرود

" مبارك "

ازدرد ريقه وهو يلتفت يقرأ جرحها ويسأل

" على ماذا ؟! "

ردت روينة وهى تستدير بعباءتها الحريرية تجلس على الأريكة بتلك الملامح الجافة

" عرفت أن زوجتك الجديدة .. اقصد صدفة .. حامل "

صمت لثوان ثم تدبر ابتسامة عادية قائلا

" كنت ساخبركِ الآن .. ما زلت عند الباب روينة "

صورة أخرى تبادرها يوما وفرج يعايرها بعدم إنجابها فتتفق معه أمها كأنها تخجل من نقص فيها !.. وصورة ثالثة لداليا تتحدث عن أولادها كلما تحدثت هى عن عماد كأنها تذكرها انها ستظل محرومة ولو مع رجل مثله !!
إشارات خبيثة تفهمها وتصمت وكل شيء يتفجر فجأة داخلها حين عرفت بحمل زوجته ليخرج ذلك الجانب الرجولي الذي طوته لسنوات بعد زواجها

ضحكت ساخرة لتشدد على حروفها كما سمعت

" ( البشرى ) انتشرت بعائلتك كلها !.. اتصلت بغرام اسألها لو تحتاج أي مساعدة للزفاف وعرفت منها "

اقترب عماد يجلس جوارها يمد كفه لشعرها الكثيف الهائج مثلها ثم يقول برفق

" اخبريني ما بكِ بدون هذا الوجه الحجري ؟! "

أبعدت رأسها بحدة لتنظر بعينيه ترد

" توقعت هذا الخبر من ليلة أو وصال .. لكن الجديدة ... "

كم يود لو تعرف روينة أنها الأولى بحياته .. وكانت الوحيدة ، لكنها حين وافقت لم يجد داعٍ لإخبارها .. لكنه اخبر صدفة !!
يجاري غضبها ليفهم متسائلا

" ما الفرق روينة ؟! "

لأن كل شيء أصبح للجديدة .. لقد خرجت هى من إطاره منذ تزوج الجديدة .. وستصبح أم أولاده الجديدة .. الجديدة
ضربت على رجليها فجأة ليعلو صوتها بعصبية مجنونة

" الفرق أن الأرض البور التي تزوجتها منذ ست سنوات لا تستطيع الإنجاب .. والجديدة بعد أشهر قليلة صارت حامل "

ساد صمت مريع تحيطه أنفاسها الثائرة وهو يستند بمرفقيه على ركبتيه ناظرا للأرض للحظات طالت ثم قال بصوت مشتد صارم

" بعد ذهابنا للطبيب جعلتكِ تقسمين أن هذا الموضوع لن يُفتَح بهذه الطريقة ولن يؤثر على حياتنا .. وطوال خمس سنوات لم تأتِ سيرته نهائيا "

عقدت ساعديها واضعة ساقا فوق الأخرى ترد

" سأصوم كفارة القسم "

وقف عماد بطوله وضخامته النافرة أجفلها وهو يهتف غاضبا وصوته يعلو أكثر

" المشكلة في أفكاركِ روينة .. الطبيب قال ليس هناك أي مشكلة لا بكِ ولا بنا ولا تحتاجين لأي دواء .. قال مسألة وقت .. ألا ترين الناس حولكِ ومنهم مَن ينجب بعد تسع أو عشرة سنوات أو يزيد ؟!.. لقد جعلت أم الولد تحكي لكِ قصتها لتصدقي .. وما زلتِ تقولين أرض بور "

تنظر لعينيه باتساع عينيها العنيد تغلبها طباعها النارية فلا تهتم بكلامه وتعود لما يشعل رأسها
ويعرف ما بداخلها رغم صوتها الساخر الجاف

" صدفة حامل ... لذلك لا تنام هذه الأيام وفكرك مشغولا طوال الوقت .. وازدادت مسكنات الصداع "

ظل صامتا ينتبه لكل كلمة تنفجر بها وهى تقف لتخرج كل ما بقلبها بنبرتها العالية الشعبية

" والدبلة التي لم تعد تنزعها من اصبعك !.. والزفاف !!.. سبع ليالٍ كنت اعرف أخبارك يومياً .. وربما غيره وغيره لم اعرفه بعد .. أم لأنني راضية صامتة ظننت اني حمقاء لا انتبه !!.. لا يا حبيبي ... أنت تعرف من أين أتيت ؟!.. أنا لففت هذه الدنيا كلها على كعبيّ واعرف ( الكُفت ) الذي لا تعرفه أنت "

انتابته حالة من الضحك غير طبيعية لكنه لم يضحك ، نفس البهجة والانتعاش الذي شعره حين رآها .. مختلفة .. شرقية من حكايات ' اليشمك ' .. ويعرف ألمها وهى تنتبه لتفاصيله التي صارت تميل لصدفة رغما عنه

يكتم ضحكته والغضب يتبخر متسائلا بتفكه

" روينة قبل أن نكمل حوارنا .. اخبريني أولا ما هو ( الكُفت ) ؟!! "

لكنها لأول مرة لم تنه شجارا معه بالضحك وسحر الشغف بينهما
كانت تواجهه بما تخشاه فتسأل بجدية

" هل تنتوي أن تطلقنا نحن الثلاثة وتظل معها ؟ "

انغلقت ملامح عماد كانطواء كفٍ نازفة وقلبه يطرق بخوف مباغت بالخسارة متسائلا

" مَن قال هذا ؟ "

هتفت روينة بصوتها ذو المغزى والغيرة مفرقعات أوردتها وهى تقترب لتقف أمامه تماما

" حالك يا حبيبي .. لم تعد تنام .. لم تعد مشتاقا .. لم تعد تعدل .. ومحاولاتك أصبحت مكشوفة .. أنت تعبت يا عماد .. تعبت من التنقل والمال المتناثر هنا وهنا وهنا وحتى المشاعر التي تقل وحدها كأنها بئر تنفد .. أحيانا تناديني باسم صدفة ولا تنتبه وأظل صامتة وأمررها لك .. لكن لم يعد هناك مجال للتمرير .. ستصبح أباً "

ظل وجهه قاتما كما هو وعيناه تتأمل ملامحها الفاتنة بتلك الخسارة .. لا يقدر .. قالها لصدفة وقصدها .. روينة أغلى مما يتصور أحد
كل كلمة طعنته بالحقيقة التي يؤجل الاعتراف بها ، لمَ الأمر في غاية الصعوبة معه دوناً عن الرجال بوضعه ؟!.. لأنه يهتم أم لأن للألم عنده مذاقا خاصا يستعذبه !

ما زال يؤجل فلا يجيب .. فقط يهرب من الأمر وهو يميل نحو شفتيها هامسا بنبرة مصطنعة

" منذ سنوات لم أر منك هذا الوجه يا شبح !! "

نزلت كفها على كتفه بقوة توقفه وتكرر بلا نقاش

" اجبني .. هل تنتوي طلاقنا ؟ "

عرفت الإجابة مسبقا لأنه لم ينفيه ، سنوات وهى تفهمه بنظرة وإشارة فتنفذ
الألم فيه ينتشر والصداع نبضاً بعينيه فيضغط عليها بلا احتمال ثم ينظر لها قائلا

" هل ستغضبين إن قلت لكِ احاول ولا استطيع ؟!.. كل يوم اؤجل واؤخر لاني لا اقدر "

للحظة انتبه لارتجاف شفتيها وهى تنظر له بعينين واسعتين متفاجئتين ثم .. ثارت عيناها نارا متقدة لتنفلت أعصابها مع صوتها ضاربة على كتفه بيدها المفرودة باستفزاز

" ولماذا تحاول يا حبيبي ؟!.. هيا طلقني .. وبالسلامة أنت ومالك وشقتك ومتجرك ولك مني هدية طلاق أيضاً .. زجاجة عطر اصنعها بيدي ! "

فجأة أمسك معصمها هادراً بلا تصديق

" كفى روينة "

عيناه بعينيها مصدوماً وملامحها تقسو أكثر تبيع بلا تردد .. تبيع بلا ندم فرأى نفسه وهو يبيع ببشاعة قبلا !
صوتها يرتجف غضبا مكتوما كجسدها وهى تقول بقدرة أنثى نسيتها طويلا

" طلقني يا عماد "

رمى يدها يتجاوزها فصرخت جنونا وغضبا وغيرة

" طلقنــــي "

استدار يعود إليها هائجا يتنفس بانفعال وجسده يتشنج نافر العروق ليقبض على ذراعها صارخا

" قلت لكِ كفى .. تتكلمين كأن الأمر ليس حكما بالإعدام لكِ كما هو لي "

لم ترَ أي شيء ولم تكن بوعيها وهى ترفع يدها تظللها على جبهتها بصوتها المتبجح

" إعداااام !!!.. لا يحكم عليك ظالم !! "

تتسع عينا عماد بجنون شيطاني وشيطانها يجابهه بوجهها الأحمر المحترق

" إعدام لك أنت يا حبيبي وليس لي .. إن كنت وافقت ادخل على ضَرَّتين فلأنك كنت فرصة لأرتاح وإن لم اقبل أنا فستقبل غيري .. وإن كنت تنازلت أن تدخل عليّ ضَرَّة فلأني أحبك وقلت لن تفرق كثيرا .. لكن أن تأتي وتقول لي أحاول أن اطلقك فلاااا ... أنا بنفسي أساعدك "

ضغط على ذراعها حتى تأوهت ألماً يجذبها إليه ويركب العناد رأسه بالقول

" وأنا لن اطلقكِ حتى لو طلبتِها بنفسكِ روينة .. ما رأيكِ ؟! "

تشد ذراعها منه وتضرب مجددا على كتفه هاتفة

" إذاً فلتفرح بالعروس الجديدة يا روحي .. وأنا عند أمي لأجل غير مسمى "

تركها عماد لتسير خطوة واحدة ثم مد ذراعه يجذبها من شعرها فانطلقت صرخة خافتة منها قبل أن يقول بنبرته الآمرة

" لا خروج من البيت "

جسدها يتصلب وهى تعاند بلا رجعة

" لن تستطيع منعي "

اقترب فمه من أذنها يقول بنبرة لم تسمعها منه قبلا

" جربي .. إلا إذا كنتِ لا تريدين فضائح عند أهلكِ ووسط الحي الذي أطعمتِ فيه الناس "

دفعها بنظرته العالية الغاضبة مغادرا البهو ليصفق باب غرفة نومه وتركها تضرب الأرض ثائرة.













يتساقط المطر بلا توقف منذ الصباح وهو يرنو بعينيه نحو الزجاج يراه ، بينه وبين المطر حنين خاص يتعلق بالقيود والتحرر .. سحب الروح الكثيفة المحملة التي تفيض ولا يتحرر مطرها

تتحرك صدفة حوله ? سبب الحياة وذلك المطر النائم داخله .. ولا تمر إلا وتمر عيناه على طفله فيها .. هذا الذي تمناه طويلا
قطعت صدفة شروده وهى تحمل لوحاً كبيراً معلق عليه تصاميم كثيرة وتتجه به نحوه فنهض مسرعاً يأخذه عنها يضعه على الطاولة بالقول

" صدفة .. أنتِ تنهين التصاميم أسرع من المعتاد .. تتعبين نفسكِ والحمل في بدايته "

جلست تنظر للوح بحماس يحفز جسدها للعمل أكثر ثم قالت مبتسمة

" لا تقلق .. لا أنهيهم أسرع من المعتاد بل أصبحت سرعتي الطبيعية .. هل نسيت اننا افترقنا لعامين تطورت بهما ؟! "

يضحك عماد بالضربة التي تأتيه كل مرة ولا يصدق انها لأول مرة تقولها بهذه البساطة ثم يجلس جوارها قائلا

" أحاول أن انسى ! "

يدها تمر على العقود والأقراط والأساور غريبة الشكل بتركيز متسائلة

" تنسى ماذا ؟! "

يلامس شعرها الطويل الناعم حتى نهاية ظهرها يذكرها بمكر

" اني كاذب .. مخادع .. قاتل !.. وها أنا اتكلم مع القتيلة !! "

أدارت رأسها تنظر إليه نظرتها القديمة العاشقة تتعجب من قلبها وترد

" ولأول مرة أرى قتيلة تحب قاتلها ! "

كفه ارتفعت على ظهرها حتى رأسها يقربها منه ويقول أمام وجهها

" بالعكس .. يقولون أن القط يحب خانقه !! "

لمست صدفة وجهه وعيناها السماوية تشع في هدنة .. على تلك الخطوط العرضية بجبهته .. زاويتي عينيه .. وجمال عينيه السوداء .. تلك الصورة الصحراوية التي تجمع الحضارة بالشمس في أوج اشتعالها
منذ عرفت بحملها وهى لا تقاوم هذا الإحساس به .. عشق ملامحه حتى انطباعها بوجه صغيرها

أصابعها تمر على شفتيه وهو يبتسم لعينيها .. ويدها تسرح على كتفه وفجأة تأوه بقوة مبتعدا عنها فسألت

" ما بك ؟ "

أمسك كتفه مغمضا عينيه يشد على أسنانه لحظات ثم هدأ الألم قائلا

" لا تخافي .. كنت اشرف على تحميل شاحنات الشركة واصطدم بكتفي لوح حديد .. مجرد كدمة ستزول بالوقت "

ترى الوجع جديا على وجهه فتهتف

" لابد أن نذهب إلي طبيب "

ضحكة ساخرة مرت شملت حياته كلها ثم قال بلا انتباه

" طبيب !.. أنا لم أذهب إلي طبيب منذ أعوام صدفة !!.. لقد نسيت هذه الكلمة .. كل علاقتي مع الاطباء الآن لأجل يحيى .. ولو مرضت .... "

صمت بتوجس يراقب ملامحها ثم أضاف بحذر

" إحداهن ! "

ظل الصمت بظلاله قاتماً وقاتماً على أرجاء البيت نفسه
كأنها حالة عامة يتسلمها كل رجل مع الزوجة الثانية وما تليها !.. تشتت وعدم استقرار وميل للظلم .. وقتامة !!.. ثمن لابد من دفعه

عادت صدفة إلي اللوح والتصاميم تقول بنبرة جادة

" لا مشكلة .. بإمكانك التحدث معي عن الأمر "

زفر عماد مستندا برأسه لظهر الأريكة متسائلا

" فجأة هكذا ؟! "

يطالع سقف بيته وإحساس رهيب خانق انه سيُهدَم عليه .. اخبره فؤاد يوماً انه أحيانا يتخيل السماء تسقط عليه غضباً .. ربما هو إحساس نفسي بعلاقة كل إنسان بنفسه !.. ماذا فعل بنفسه إذاً ؟!

تجيبه صدفة بصدق

" كنت اشعر بالذنب نحو روينة فقط .. الآن اشعر به تجاهنا كلنا .. لا أنام "

حالة عامة أخرى !.. عذاب الضمير !!

صمت لثوانٍ كل كلمة من روينة تعاقبه لأول مرة ويهتم .. ويكذب على نفسه بعدم الاهتمام قائلا

" ولا أنا أنام ... لكن الكل هذه الأيام يفكر في مصلحته صدفة .. الآن أنا افكر في مصلحتي ولم يعد يهمني إن كنت أنانياً أو ظالماً "

التفتت إليه وابتسامة صغيرة تحتل فمها بلا توقيت .. الكاذب !.. قد يكون كاذباً ماهراً لكن يستحيل ألا يهتم !
عماد من الرجال الذين يشربون الاهتمام ورعاية الآخرين كل صباح .. أمر يجري في دمائهم وراثة لا اكتساب

اعتدلت تواجهه لتسأل بلا اقتناع

" هذه اللا مبالاة المفاجئة بسبب قرار الطلاق .. الذي هو بسببي ؟! "

سمعت نفسا مرتجفا وهو يغمض عينيه صامتا .. عاقدا حاجبيه كمعاناة يحملها وحده فلا هو بقادر على التراجع ولا التنفيذ
وكل لحظة تمر تتخذ هى فيها موقفاً سيغير حياتها لنهاية العمر .. لكن سيريح ضميرها

وجع بصدره يتثاقل مع ألم كتفه وصوته خافتا ضائقا

" طلاقي لهن ليس بسببكِ أو بسبب حبي لكِ صدفة .. أنا لن أهدم ثلاثة بيوت لمجرد اني أحب .. الحب ليس مبررا لأظلمهن .. هل تظنين أن كل البيوت قائمة على الحب الصارخ والعشق الملتهب ؟!.. معظم البيوت قائمة على المودة والرحمة .. الاحترام والثقة .. قيم أهم بكثير تنشئ حباً مختلفاً تجعل البيت عامرا والأسرة سعيدة "

قيم وجدها مع وصال وروينة حرفياً لكن ما زالت نفسه تهوى هنا .. امرأة بإمارة البحر وجمال الفضة
اعترف منذ زمن وأخذ العشق وما زال صوته يواصل في هيبة روحه

" وأنا لم أكن يوماً رجلا لا يهمه أحد أو غير مسؤول لما دخل فيه بقدميه .. كنت اعرف تماما اني سأخوض حياة صعبة وتقبلتها ما دمت قادرا على العدل .. لكن الآن ... طلاقي لهن له أسباب أقوى بكثير أولها لأني فقدت قدرتي على العدل .. رغما عني أميل إليكِ بكل الطرق وهذا ليس بيدي .. حين أحضر شيئا لروينة أو وصال اختار الأجمل .. لكن حين أحضر نفس الشيء لكِ اختار الأغلى والأفخم ذو الجمال الذي لن يكون لامرأة سواكِ "

تلك الهيبة فيه تطغى بحضوره بالفطرة دون أن يبذل جهداً .. مقاما لم تخطئه عيناها وتدمع بالاعتراف .. تدمع لعذابه بين نفسه ونفسه
ولا أقسى من محاسبة النفس واختيار عقابك بنفسك .. إعدام !
وتسمع صوته الآمر بطبعه يتراخى بإنهاك

" طلاقي لهن لاني تعبت .. أريد أن أرحم نفسي من التفكير والتشتت .. أريد أن أرحم نفسي من ضغط الإحساس بكل واحدة .. حتى الابتسامة أُحاسَب عليها .. حتى الابتسامة كنت أحاول العدل فيها ولم أقدر .. أريد أن استقر ببيتٍ واحد وأسرة واحدة .. لم يعد في وسعي أكثر .. قدمت شرفي واسمي ومالي .. إن ظللن معي ساقصر في حقهن أكثر .. سأظلمهن تماماً "

أيا رجل ما زلت ترغب .. ألا تشعر توابع أم لا تهتم ؟!

أخذ نفساً طويلا أطبق على صدره ليقول باختناق

" ليس بسببكِ .. بل لأجلهن .. لكي لا يأتي يوم وتكون كل واحدة منهن مُعلَقة على ذمتي بسبب تقصيري .. ولأجلي .. أريد أن أعود من عملي لبيتي الوحيد .. لا افكر قبل أن أركب سيارتي اليوم سأكون بأي بيت لأتخذ اتجاهه .. تعبت .. أريد أن استقر أخيرا قبل أن أرى ابني .. أريد أن أناااام .. دون أن افكر في الغد "

أيا رجل ما زلت ترغب .. هل ما زلت تفكر أم نفذت ؟!.. هل لديك كل تلك المشاعر أم في شعور واحد تعرفه جيدا اضمحل الكون ؟!!

في ذلك الموقف تراه من بعيد وهو يحاول النجاة قبل الغرق .. لكنه غرق !.. ترى مشاعره ومشاعر كل مَن بوضعه إن كان يشعر
تؤكد على ما قالت له يوماً

" لو لم اظهر أنا لظل الوضع على ما هو عليه "

فتح عينيه يطالع وجهها بنور قمره فترتاح نفسه قليلا ثم أجاب بخفوت

" قلت لكِ كنت سأظل مع روينة فقط .. وصال اختارت ومن حقي اطلقها لكنني انتظرت حتى تُشفَى تماما .. ولـيلة ... "

صمت مجبراً كارهاً فتذكرت أن ليلة لها تفاصيل معتمة وإن كانت مريبة !.. يوم صباحيتها أسكتها بأنه ليس من حقها معرفة المزيد
ليلة هى ابنة الزِيِن من عائلته .. ربما اتفاق الأهل أن تكون له كما تسمع !!
تعود لتؤكد ما قالته سابقاً

" وأنا قلت لك من قبل أن كلينا ظلم روينة .. روينة هى الوحيدة المظلومة في كل هذا "

منذ تلك الليلة والدنيا غائمة كفقدان جديد .. روينة لها بصمة بكل ما فيه لن تُمحَى
بين قرارٍ انه لن يفعل ينطق

" لذلك أنا لن اطـ .... "

وبين قرارٍ انه سيفعل صمت .. مهما حاول التنفيذ صعبا .. صعبا .. صعبا حد ذلك الاعدام
لكن طفل له بهذه الدنيا لا يريد أن يراه مع أمه يوما وباليوم التالي مع زوجة أبيه !

وحالة عامة أخرى !.. حيرة قاتلة وأولاد شاهدون !

تنظر صدفة إليه تعرف ما لا يقدر على فعله ، تلك المرأة التي لم ترها لها ظل هنا بينهما مهما أنكرا
وما زالت بذلك الموقف تفكر وتحثه على القول

" ما بها روينة ؟ "

انحنى عماد يضع كفيه على رأسه قائلا

" قلت لكِ روينة غالية .. لكن اعرف اني ساظلمها واقصر في حقها .. بل ظلمتها بالفعل "

ابتسمت صدفة بأفكارها الجديدة والألم يتوارى بالوضع القائم .. لقد قالت لوالدها يوما ستتحمل .. لم يكن في حسبانها التصرف وقت الأمومة !
ليتها سمعت النصيحة .. وليت كل فتاة تخطط مثلها لهذا أن تستمع لنصيحتها اليوم !

شعر عماد بحركتها فأمسك معصمها يثبتها جواره هاتفا بغضب

" لا تنهضي .. ولا تغضبي بدون الشعور بي والأولوية دائما لمشاعركِ وعذابكِ "

ارتفع حاجباها بدهشة وهى تراقب رد فعله وترد

" أنت مَن وضعت نفسك بهذا "

انفعل أكثر ليخرج الكلام منه مختلطا بلا انتباه

" لست وحدي بهذه الدنيا هل تفهمين ؟!.. هناك ملايين الرجال غيري في نفس الوضع وبعضهم يعامل زوجاته أسوأ معاملة .. لا يهتم بظلمهن ولا مشاعرهن .. ليس كل الرجال بشخصية واحدة .. لدرجة اتمنى اليوم لو ظللت بلا زواج عمري كله .. على رأي فؤاد .. لا أحلى من العزوبية والقطع الأجنبية !.. والأحمق ذهب ليحب ويتزوج وأنا مَن دفعته !!.. تباً للزواج ولكل مَن يريده ! "

ظلت صامتة والدهشة تصبح ذهولا .. تتخيل عماد بين القطع !!
يزفر باستياء وهو يتمتم هامسا أو .. حاسداً !

" كان يموت بالشعر الأشقر ويصطاد الأحمر على أميال ! "

لا تعرف كيف تحول الأمر لابتسامة .. ثم ضحكة خافتة .. ثم ضحكة أعلى !!
ربما قد حان الوقت للسخرية حد الضحك !

ظلت تضحك حتى تعالت ضحكته تضغط على ألم كتفه فيمتزج كل شيء في صخب فوضى
وبين ضحك صدفة يتذكر روينة و ( الكُفت ) تحديداً فتعلو ضحكاتهم بلا توقف

ضحك متواصل تخطى دقيقة كاملة وهى تشير بخصلة من شعرها قائلة

" عيناي زرقاء لو أردت أن أصبغه لك أشقر وتعيش !! "

ظلت الضحكات تتعالى حتى تعب كلاهما فتوقفا وبقيت أنفاسهما اللاهثة تنتظم ببطء .. شحنة من كل شيء خرجت ليهدآ بصمت

لمحت صدفة هاتفها يرن مجددا فقالت

" لم أكن سأغضب هذه المرة .. هاتفي يرن وربما هى إيمان ممرضة جدتي "

ألقى عماد نظرة على الهاتف الذي ينير بصمت وهى تنهض لتراه فلا ترد ثم وضعته بمكانه لتتذكر دعم روزان وتقول بنبرة مختلفة

" اعرف أنك لست وحدك .. ملايين الرجال بنفس الوضع .. وملايين أكثر من النساء بنفس الوضع .. وليس الكل بشخصية واحدة ونفس المرجعية المتخلفة .. ليس كل رجل يعدد لرغباته .. وليست كل امرأة قبلت هى خاربة بيوت وخاطفة رجال "

توليه ظهرها فلا يرى وجهها وهى تتابع بغرابة

" بالماضي كان هناك ملوك لهم أكثر من عشرين زوجة .. لا أتصور كيف كان يقابل كل واحدة ؟!.. مرة بالشهر !!.. ولا أتصور انه كان يحفظ اسمائهن !!.. أظن أن سلوى هى عايدة هى ليلى !!... هذا داعٍ للسخرية لا للألم ! "

منذ بحثت عن أصول كل شيء وأفكارها تتغير من تحامل جاهل إلي تفهم عاقل للموضوع ككل .. اقتناع بالوضع الموجود والقائم وعليها التعامل معه لا الهروب منه بالألم
لا يفهم ما تقصد وما ترمي إليه ولا تنظر له وهى تواصل كلامها

" جميعنا قد نرى حولنا هذا الوضع ونتهامس على الرجل والمرأة دون اعتبار اننا نجرحهم كأنهم ارتكبوا معصية .. نرى مسلسلات وأفلام تمثل الأمر من منظور كوميدي .. نشاهدها ونضحك ولا نقول عنها حرفا سيئا !!.. بل عمل عظيم يا فنان شكرا أمتعت الجماهير !!.. لماذا إذاً لا نتخذ نفس الموقف حين نرى حالة واقعية ؟!.. الكل ينافق ولا يثبت على رأي .. الصحيح خاطئ والخاطئ صحيح !.. ماذا سيحدث لو رأيناهم ومضينا قائلين الله اعلم بهم لهم حالهم ولنا حالنا ؟!.. ألابد من التجريح والنظرة السامة من أعلى إلي أسفل ؟! "

هذه الفترة وجدت تعليمها العالي يمثل لها نقطة فارقة وهى تمر على جامعتها ترى الفتيات حولها وتسأل نفسها هل سيتشابه مصير إحداهن معها ؟!

استدارت ليرى وجهها جادا عينيها داكنتين والمسافة بينهما تمنعه الوصول الحالي إليها وهى تقول

" وأنا .. أنا أيضاً حين كنت أشاهدها كنت أضحك .. لم أظن اني سأكون بالوضع نفسه لأتذوق الألم .. لكنني اعرف اني تغيرت خلال هذه الشهور معك يا عماد "

تستعيد ذكرى خلف أخرى في ذلك الموقف الذي تحسمه للحياة قائلة بألم

" قبل أن نتزوج وضعت لك شرطاً وهمياً بطلاقهن ثم قلت لك لست أنا مَن تخرب البيوت .. لاني لست بخاربة بيوت ولا خاطفة رجال .. حين أحببتك لعام كامل أخفيت عني .. حتى لم تكن ترتدي أي دبلة ومؤكد لن اسأل عنك إلا في حالة رسمية .. وحين عرفت ابتعدت لعامين .. ثم تقابلنا صدفة .. أو قدر "

يلمس عماد دبلتها باصبعه يتمنى لو يعود به الزمن ليغير الكثير إلا هى !
وتتمنى هى لو يعود بها الزمن لتغير نعم بـ لا رغم الخوف والتهديد !!

والذكريات تتدافع بعقلها ليتركها صامتا تخرج ما تريده

" لم يكن لدي غيرك .. كان من المستحيل أن أترك جدتي بلا علاج أو أترك أبي بالسجن بتهمة كاذبة لمجرد عدم اللجوء إليك .. أو لمجرد خوفي مما قد يقال عني .. صحيح كان من الممكن ان ابتعد قبل أن نصل للزواج .. لكن ما إن هددني عفيفي بأبي وجدتي وجدت نفسي باليوم التالي عندك اقبل الأمر بكل شيء "

بحثها جعل سؤالا مجنوناً يخطر ببالها .. حين عشق رمسيس الثاني نڤرتاري وأقام لها وحدها التماثيل مثله .. ألم يكن يتودد لباقي نسائه المشاركات براحته ويقال انه كانت له ثماني زوجات غير الجواري ؟!

اقتربت صدفة لتجلس جواره تمسك بيده فيعبس بتوقع مذهول وهى تكمل

" أنت اخطأت بإخفائك عني نعم وانتهى .. وأنا اخطأت بالقبول وانتهى .. لن نعيد ونزيد بهذا .. لكن اليوم أقولها لك وعن اقتناع تام .. مثلي مثل روينة تماماً .. روينة تزوجتك وعلى ذمتك اثنتان .. وأنا تزوجتك وعلى ذمتك ثلاثة .. قد تكون أسبابنا مختلفة .. وقد يكون من حقك طلاقهن إذا صدقت أسبابك وتأكدت أنك ستظلم وتقصر .. الله اعلم .. لكن أنا عن نفسي سأقول لك شيئا واحدا "

كان قرارها الحاسم .. فلتكن نڤرتاري !!

وكان موقفها بكل جدية

" لا تطلق روينة "

شاهد عماد الأوضاع التي تنقلب كضغطة زر !

بكل ذهول يرى تجسيد - الرافضة التي قبلت -
وبذهول آخر يرى روينة - الراضية التي رفضت –

وحالة عامة أخرى !.. انقلاب الحياة قد يحدث في أي ثانية !!

تؤكد صدفة قولها رغم مرارة الوجع

" لقد تزوجتك وأنا الثانية بإرادتي .. وراضية اليوم أن أظل الثانية لنفس أسبابك .. كما قلت منذ قليل .. لن أهدم بيتها لمجرد اني أحب .. الحب ليس مبررا للظلم .. الحب لم يكن يوماً جاحداً لينتصر ظلماً بالنهاية ويأخذ الحبيب حبيبته داهسا على قلوب الآخرين .. دون اعتبار لحقوق ومجتمع وأعراف نعيشها "

لأنها لا تريد أن تكره حبهما مبكرا !.. لانها تعرف انه سيأتي يوم وتكرهه !!
ينظر لوجهها ويعرف انها تجاهد لتفعل وتتكلم

" ولا تقلق .. لن يهمني مَن سيقول عني اني الزوجة الثانية .. لي أسبابي .. ولن يهمني مَن يقول عنك كلمة .. لك أسبابك .. أنا كنت أقف أمام البحر واخبره اني أحبك بأعلى صوتي دون اهتمام بأحد .. وبإمكاني فعلها مجددا وأمام الجميع .. فليتكلم مَن يتكلم .. أياً كان ما تفعله وأياً كانت النوايا التي لا يعلمها إلا الله .. ستجد مَن يتدخل بها ويتهمك ويحكم عليك ويجلدك دون أن يحاول حتى سؤالك أو يرى أسبابك "

يشد على يدها والدموع تنهار من عينيها لكنها تصمد للحياة

" منذ عرفتني تعرف اني قوية ولا اهتم إلا بأهلي .. ورغم خطئي بحق أبي لكن كل شيء سيكون أفضل يوما حين يأتي حفيده .. ويوماً ما ساخبر أولادنا انك حاولت أن توفي كل شخص حقه حتى وإن اخطأت في أي شيء .. وإن روينة من أسرتنا .. مثلها مثلي "

لأنها لا تريد أن تعيش عمرها بثمن القبول الخاطئ .. يتحتم عليها وقفة لم تحدث قبلا .. خاصة أن عماد بدأ يميل فوجدت نفسها تحاول رفع الميل ليستقيم

شهقت باكية بلا احتمال فيضمها لصدره متسائلا بلا تصديق

" ما الذي غيركِ هكذا ؟!.. مستحيل أن يكون الحمل "

ابتعدت صدفة لا تريد البكاء بحضنه بهذا السبب يوماً .. وقفت تصلب طولها وتناشد روحها أن تهدأ لتمر بحياتها الآن على خير
ووجدت نفسها تجيبه وتجيب كل أنثى تفكر مثلها

" فهمت .. فهمت كثيراً مما لم أكن أفهمه فوجدتني افكر بشكل آخر .. لذلك .. لو كنت فتاة ولأي فتاة ساقول لها احذري الزواج من رجل متزوج .. ليس لأنه حرام بل حلال .. لكن لن تحتملي ألم المشاركة والتنافس .. حتى لا تؤذَى نفسيتكِ بالغيرة والمشاكل وحتى لا تكسري امرأة أخرى على ذمته ليس لها ذنب .. وحتى لا يتعب أولادكِ وأولاد المرأة الأخرى بالأذى النفسي "

تموت ضعفا ونفسيتها تتعب من جديد لكنها تقاوم

" لكن أنا في هذا الوضع وانتهى الأمر .. لذلك لكل امرأة في وضعي خياران .. إما أن تدافع عن بيتها وإما أن تخربه .. لكن وهى تدافع عنه لا تنسى العدل .. لأن الدنيا دوارة .. إن ظلمت اليوم ستُظلَم غداً .. فلتعش كأنها الوحيدة .. صحيح سيكون هناك ألم لكن هذه حال الدنيا .. قد تتألم بأي شيء آخر .. إلا لو كان عليها ضرر حقيقي فلتدافع حينها عن نفسها وتترك زوجها "

اتجهت صدفة لغرفتها وهى تحدث نفسها بلا توقف كحالة مؤقتة من جنون
" أنا أريد أن انظر في عيون الناس دون تردد .. نحن نتقلب ولا نسير على شيء واحد .. جميعنا نخطئ ونندم وأنا ندمت .. لكن سأكون أماً .. هناك مَن سيقول عني فجأة أصبحت العظيمة المضحية .. ومَن يظل مقتنعا اني خاطفة رجال .. ومَن يؤلف رأياً آخر على هواه .. لكن هآنا معك .. وسأظل معك "

راقب عماد الألم الذي تسبب به للجميع وشعر بكل ما فيه ينفجر بجنون مماثل
يده تمتد لقطعة كريستالية على الطاولة وبكل غضبه ألقاها على زجاج الشرفة .. فسقط الزجاج كله سقوطاً واحداً .. حراً !

فإلي رجلٍ في هذا يعيش : إن مضيت في الأمر ولا تراجع فاعدل واحسن
وإلي رجلٍ لهذا ينتوي : حلال الله ولكن احذر شقك المائل يوم القيامة .. فواحدة يا سيدي

فإلي امرأةٍ لهذا تنتوي : مهما كانت الظروف احذري كسرة القلوب .. قلبكِ وطفلكِ سيكون أول المكسور
وإلي امرأةٍ في هذا تعيش : من أجلكِ فقط ( يا مَن تعانين ظلم الناس لأخذكِ بذنب خاطفة الرجال )
إليكِ سيدتي أنصفت الحروف ونزفت الدموع
إن كنتِ تقرأين الآن فاعلمي انكِ ما زلتِ ملكة رغم الجميع ، فارفعي رأسكِ وانظري في العيون
عيشي والزمن بكل شيء كفيل.


















أوقفت ألماسة سيارتها أمام البوابة الخارجية للمنزل الذي بناه والدها وأكمله حبيبها .. جدران على عاتقها ذكريات أهم رجلين بحياتها
نزلت تدفع البوابة الحديدية لتدخل حديقته متجهة إلي الباب تحت شمس المغيب الباردة .. قطرات مطر متباعدة تشعر بها على وجهها

لطالما كانت أنثى شتوية بجدارة .. راعدة .. بارقة .. تجتاح عواصفها أرضها أعاصير دهاء وإرادة

ألقت نظرة على سيارته الوحشية مثله بجانب المنزل فابتسمت وهى تمضي بخطاها الواثقة حتى توقفت أمام الباب وطرقته

مرت ثوان حتى فُتِحَ الباب .. ووجدت باباً آخر !

يقف فؤاد أمامها ببنطاله الأسود فلا ترى إلا تقسيمات !.. الجبل .. من صخور عضلية وكل صخرة بمكانها مقسمة بحرفية الفتنة !!
وذلك الثعبان على ذراعه اليمنى لا تتذكر أنها رأته يوم وقع بالمشفى !.. وتلك الفتنة !

قطرة مطر سقطت على أنفها جعلت شفتيها تتحركان أخيرا

" توقعت .. انك ما زلت هنا "

ألم تنظر إلي عينيه بعد ؟!
ابتسم فؤاد وهو يمر بعينيه عليها قائلا

" ادخلي "

عيناها على ذلك الثعبان بانتماء يناقض مسميات الرافعين ، ترتفع أهدابها إلي عينيه تتلقى رابطها به كل مرة تراه .. يأخذ روحها
أخذ الأمر ثانيتين ليستوعبه عقلها فاستدارت مبتعدة خطوات ترد

" لا .. اخرج أنت ! "

يشاكسها فؤاد وهو يخرج للضوء قليلا ضاحكا

" خائفة مني أم من نفسكِ ؟! "

استدارت تنظر لوسامته الخشنة قلبها يدق بقوته تشير لمنظره بسبابتها وتبتسم قائلة

" قل ما شئت .. لن ادخل وأنت هكذا ! "

استدار يدخل مجددا فتلمح تقسيمات ظهره عادت للونها الخمري الطبيعي لكن مَن يدقق يرى آثارا باقية للحريق .. ستظل عمراً تذكره وإن لم يكن بحاجة لتذكير
سارت حتى سيارته واستندت على مقدمتها العالية تنظر للسماء الغائمة ، تحب هذا الطقس بلا تفسير

خرج فؤاد يرتدي قميصه الأسود وهو يتجه إليها حتى وقف أمامها يمد يديه لكتفيها بعفوية قائلا

" وأنا توقعت انكِ ستأتين "

تبعد يديه وتغلق أزرار قميصه بعجب الشتاء متسائلة

" لماذا لم تعد اليوم ؟ "

يراقب أصابعها الباردة ثم الوشاح الصوفي الرمادي حول عنقها وكنزتها الصوفية السوداء التي تنتهي بالچينز داخل حذاء عالي الساقين من الفراء !.. تقريبا بدأ الشتاء !!

انتهت ناظرة إليه فوضع كفيه على خصرها يرفعها لتجلس على مقدمة السيارة ويحتاج رؤية تلكما العينين .. من هنا فقط يبدأ الشتاء حيث لون تراب ما بعد المطر
بجمالها تبتسم وتكرر

" اخبرني لماذا لم تعد ؟!.. هل هى أصداء الاعتراف الناري الذي حدث ؟! "

اعتدل يرفع قدمه ومرفقيه يستند خلفه على السيارة قائلا

" هناك كارثة بمزرعة الخيل .. انتشر فيها وباء قضى على نصف الأحصنة العربية الأصيلة .. خسرنا ملايين ألماس .. عماد سيسافر غداً ليرى الأمر "

صمتت ألماسة بانزعاج تربت على كتفه داعمة ثم تميل برأسها لترى وجهه الصامد تقول

" ستعوض كل شيء "

ناظرا أمامه رد بلا تعبير

" يستحيل "

خطفت الطيور عينيها وهى تعود إلي أعشاشها بالمغيب وهى تسأل

" لمَ تقول ذلك ؟!.. بسبب الملايين ! "

غامضا هادئا بشكل غير مسبوق يرد

" لقد خسرت أكثر من المال بكثير .. ما يموت لا يعود "

خسر نفسه وابنه وقطعة من جسده !.. الخسارة عادة مع رابح مثله .. كلما ربح رهانا أو سباقا بالظلام خسر مقابله شيئا من نور
وبالنور وردة مكسورة العنق يتنفس بعمق ويسأل عنها

" لمَ دعوتِ رنوة ؟ "

تمد يدها ظاهر سبابتها يلامس لحيته لتقول بنبرة منتهية

" أنا سامحتك .. وأنت ستسامحها "

ظل صامتاً وهى تنتظر ثم هتفت

" توقف عن التفكير في مزيد من العقاب .. سواء أنت أو أكرم .. تظلان بالماضي دون تقدم خطوة "

الماضي .. هل سيتمكن الجميع من تخطي الماضي يوماً ؟!
كفه على جانبه الأيمن يغمض عينيه ويشعر بها تنزل لتقف أمامه وتسأل بحروفه هو

" فـؤاد "

يده ترتفع لخصلات شعرها المفرودة وكلمات تحية تغيم بعينيه قلقاً يجيب نداءها

" أنتِ الغفران الوحيد الذي نلته في حياتي "

لا تعرف ما به لكن تدرك ذلك الهدوء الغامض .. فوحده الحب بإمكانه أن يخترق مسافة المسافة !.. ويجعلك على بُعد حروف من ألمك الأكبر أو دهشتك الفائقة

لم تكن تعرف ما ينتظرها وهى تسأل

" ألا تريد أن تخبرني أنت شيئا ؟ "

عيناه كالفخ تقع فيه بإرادتها .. فلا أكثر جاذبية من سخاء عاطفي في بداية الطريق ، قبل أن تكتشف يوما الخديعة التي نُصبت لك ووقعت فيها مفتوح العينين

يخاف ذلك اليوم كل لحظة قائلا

" اريد أن اخبركِ الكثير .. الكثير جداً "

بعد كل ما كان ما زالت صفحات لم تُقرَأ وتختار منها لتبدأ

" لماذا اتصلت تصرخ بي اني ملكك ؟! "

رأت عينيه تضيقان بشراسة تعرفها ثم عاد لما كان مجيبا بما لم تتوقعه

" لانكِ القطعة خاصتي ! "

وضعت ألماسة يدها على صدرها متسعة العينين تردد بصدمة

" أنا قطعة !! "

ضحك فؤاد وهو يخرج معها من حالة إلي حالة قائلا

" أنتِ أجمل قطعة رأيتها في حياتي "

احتدت نظراتها بثقة تنغزه بسبابتها في كتفه تتساءل بتملك

" كم قطعة قبلي اخبرتها انها القطعة خاصتك يا ابن راسل ؟! "

عقد حاجبيه يتظاهر بالتفكير ثم سأل

" إلي كم تستطيعين العد ؟! "

شهقت بذهول زائف تهز رأسها بتوعد لكنه قال قصدا

" ربما أقل من عدد شعر رأسي بقليل فقط !.. أنا كنت أغير النساء مثلما أغير ملابسي ألماس ! "

تلاشى المزاح عن وجهها وهى تنظر بعيداً فتتحرر كلماته صادمة مثله

" هذا هو أنا .. مغرور وأناني ومتبجح وشديد السواد ... لكنكِ خلاصي الوحيد "

مد يده لذقنها يدير وجهها يرى ملامحها .. أو يرى كرهه !.. فلا يرى إلا بهاء امبراطورة الرافعين وهى تناقض كل الرافعين
يحدق بشفتيها برغبة مجنونة تائقة وهى تتحرك كبرياءً

" وماذا إن كنت أنا أيضا مغرورة ... بك ؟! "

وإن رسم على تلك الشفاه ذلك الجنون وتلك الكمائن الصارخة فيه .. إن تذوق جسداً رغماً عن عيون قراصنة الجمال
لا يسيطر على تلك الرغبة ولا تفكيره بكلمات تحية ولا ما ينتظره حين تذهب للوادي ولا قلقه أن تبتعد وحدها

مسح على وجهه زافرا ليستدير ضاربا بقبضته على مقدمة السيارة يقول بعنف

" وقتها ساكون احلم ! "

اقتربت متفاجئة تمسك كتفه ويصدق قولها مع أكرم ليعلو صوتها حازما

" لا .. أنت لا تحلم فؤاد .. أنا هنا معك .. اخترتك أمام كل الدنيا وكل مرة ساختارك بإرادتي .. ما الذي حدث ؟! "

يكرر ضرباته لغطاء السيارة بدماء تغلي هادرا

" اعرف انكِ لن تحتملي .. وجسور ينتظر "

لا تفهم ولا تعرف مَن فعل به هذا مجددا ليصحو عنفه هكذا ؟!.. رغم انها تشك بالاحتمال الأول لمَن تتواجد معه بالبيت !
فقط تخاطبه بكل قوة

" احتملت شـرك فؤاد .. كيف لا احتمل الآن ؟! "

استند بكفيه على السيارة مطرقا للحظات حتى قال بصوت حاد خافت

" لاني ساؤذيكِ دون قصد .. سيأتي يوم وأتصرف كما أتصرف طوال عمري بنذالة .. وهو ... "

صمت وهو يهمسها فلم تسمعها ولم تهتم
أدارته إليها تمسك بياقته تقول بثقة

" حينها ساذكرك يا جبل .. ما يهزك ريح !! "

أخفض فؤاد رأسه يستند لجبهتها يرتاح متنفسا عطرها ثم يسأل

" ماذا سنفعل في أمكِ وأخيكِ الرافضين ؟ "

يداه لا تهدأ تلمس خصرها تجذبها إليه فتبعدها وتبتعد بنظرة محذرة تسأل ساخرة

" ماذا تقترح سيادتك ؟! "

أجاب فؤاد ببساطة ودون تفكير

" اقتل أكرم ! "

ضحكت ألماسة تضربه بقبضتها بكتفه فاقترح التالي

" تعالي نتزوج الآن ونضعهما أمام الأمر الواقع "

علقت ابتسامتها للحظات وهى ترنو لوجهه باطمئنان لأول مرة يذكر زواجهما ثم هزت رأسها باحتمالية لتقول

" فكرة رائعة الصراحة كي ( يقتلك ) أكرم !.. واخسر كلاكما .. واحد مسجونا والآخر ميتا ! "

شردت عيناه بعيدا قائلا

" سيكون فداكِ هذه المرة .. أنا اعتدت الاقتراب من الموت "

نفس السؤال الذي تريد إجابته كل مرة فتسأله بحذر أخيرا

" ماذا قصدت حين قلت أن الحريق كان موتك الرابع ؟ "

في حين أن لا موعد للارتفاع على قمة الألم ، فوقتما كان السؤال ظهرت القمة الشاهقة ، وحيثما كان .. تدخل الروح حيز الاستعداد للوجع
هناك بشر .. الألم عندهم رياضة حياة دائمة ، يحافظ على لياقة أحاسيسهم وإن تطرفت

وهو .. على موعد جديد مع اعتراف آخر لها
قالها وانتظر

" ضُرِبت بالرصاص ثلاث مرات من قبل ألماس "

توقعت .. سكنت كالبيت خلفها وجدرانها تدعوه للحماية .. وانسدل الظلام بعد رحيل الشمس

ينظر لعينيها العميقة ويده تفك أزرار قميصه لينزعه فتقابل الصخر مجددا وثعبان ذراعه .. يمسك بيدها يحركها حتى ندبة أعلى كتفه اليسرى قائلا عنها

" لأول مرة يصبح السلاح جزء من يدي "

لأول مرة تلمس وجعاً وتقف أمام ما يسحب الروح تهديه الحزن عليه ، فما من كلمات منتقاة وما من قباني اليوم ليشاركها الحزن

قطرة مطر وليلة دمع .. هى القوية التي جعل الحب من كبريائها موطنه الدامع

يحرك يدها المرتجفة لتنظر للندبة الثانية بصدره فتسيل دموعها مع النبض الهادر تحت أصابعها وهو يحكي عنها

" فتحت صدري للموت لعله يصيبني .. لكن بفارق ثلاثة سنتيمترات عن القلب "

ليس الموت بالرصاص وحده .. فحبك أنت موت .. واعترافك موت .. وتطرفك موت
وقلبها الخافق ليسكن صدره .. موت

وقطرات مطر في ليلة دمع .. هى التي ما عاد لها إلا البقاء هنا حتى الفناء أو القتل بيده

يحرك يدها حتى جانبه الأيمن فتلمح خطاً رفيعاً لجراحة قديمة جهة ظهره وتلمع عيناه دموعا أبية وهو يخبرها أخيراً

" جعلتني أفقد كُلْيتي وعمري واحد وعشرين عاما .. ومع ذلك لم يرحمني ويتركني "

تساقط المطر .. وبالصدمة علا بكاؤها

واختفت المسافة .. اقتربت لتسند رأسها على صدره ويدها تحفر بجانبه همسها

يا حبيبي
قد صرت كارثتي الكبرى وبعدك الطوفان .. وما أدراك ما بعد !

احتضن فؤاد رأسها لصدره يغمض عينيه عليه متأوهاً براحة أخيرة .. الآن قد صار له بيت .. ووطن.






انتهى


# دردشة كل كام فصل

المشهد قبل الأخير إهداءً
إلي سيدتين إحداهما ( س ) من بلدي مصر أكن لها كل الاحترام والتقدير
والثانية ( ل ) من بلد شقيق أعشقه كوطني الثاني تشرفت بمعرفتي بها
وإهداءً .. إلي كل مَن مثلهما ( ومثلهما فقط )
....................
ثانيا .. اعتذر لتأخري في الرد على تعليقات كثيرة باقية وبإذن الله سارد عليها بأول فرصة لأن الفترة القادمة شديدة الانشغال
ولمَن سأل عن PDF فأنا لا اعرف وقت محدد للختام لكن بالنسبة للاحداث فإننا بالثلث الأخير للعمل وطبعا ساتوقف بشهر رمضان الكريم
كل عام وأنتم بخير
...........................
ثالثا .. بمشهد أصل التعدد بالجزء السابق استشهدت بقصة سيدنا علي بن أبي طالب ثم جاءني تعليق من الجميلة mini 2012 عن الآراء الواردة في القصة لذلك سيتم إضافة باقي الآراء بالكتاب الالكتروني ولأمانة النقل لمَن يقرأ فصول أيضا فهذا هو التعليق بالاحمر والرد عليه بالاسود بالآراء الواردة بالأمر




المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mini-2012
فصصصل جميل جداااا لكن عندي تعڨيب صغير ع هذا الكلام

++++++
البعض يستشهد بحديث النبي عليه الصلاة والسلام أنه منع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من الزواج على ابنته فاطمة رضي الله عنها .. وأيضاً دون بحث عن أصل الأمر .. فالرسول صل الله عليه وسلم لم يحرم حلالاً بل لأن علي كان سيتزوج من ابنة أبي جهل فلم يرضَ الرسول عليه أفضل الصلاة أن تجتمع ابنة نبي الله وابنة عدو الله مع زوج واحد ، فهذا فيه أذيته وأذية النبي حرام شرعاً
+++++

بخصوص سيدنا علي فالدين يقول لا تزر وازرة وزر أخرى، اذن لا ذنب لابنة ابي جهل ان أباها كافر، ولو العلة بابنة ابي جهل لكان علي تزوج على فاطمة امراة غير ابنة ابي جهل الا انه لم يتزوج عليها الا بعد وفاتها

يقال انه الرسول اشترط على كل ازواج بناته الا يتزوجوا عليهن قبل الزواج ولهذا لم يعدد احد من ازواج بنات الرسول صلى الله عليه وسلم الا بعد وفاتهن

والله اعلم والله اعلم


حبيبتي شكرا انتي الاجمل
وشكرا على التعقيب

فعلا يقال بالامر تقريبا اكثر من اربعة آراء لكنني اخترت الاكثر شيوعا بقول النبي ص حين حلف ألا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله عند رجل واحد .

لكن طالما جاء الامر بذهنك فمؤكد هضيف كل الآراء والله اعلم

وهذا نص لثلاثة آراء والرأي الرابع كما ذكرتيه ان النبي ص اشترط ذلك ع ازواج بناته حتى لا تؤذَى نفوسهن ويؤدي ذلك للفتنة في الدين فيؤذيه ذلك وأذية النبي ص حرام شرعا

ورأي خامس بأن ذلك بيانا لمكانة السيدة فاطمة رضي الله عنها




(( وعندما أراد سيدنا علي ابن أبي طالب أن يتزوج من ابنة أبي جهل وهو متزوج من السيدة فاطمة ابنة النبي عليه الصلاة والسلام، فقال النبى: "وإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعَةٌ مِنِّي يُؤْذِينِي مَا آذَاهَا ، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا"،

وأضاف "إِنَّ ‏ ‏بَنِي هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ‏اسْتَأْذَنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ‏‏ابْنَتَهُمْ‏ ‏عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ‏‏فَلَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ ثُمَّ لَا آذَنُ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ‏ ‏ابْنُ أَبِي طَالِبٍ‏ ‏أَنْ يُطَلِّقَ ابْنَتِي وَيَنْكِحَ ابْنَتَهُمْ"،
وهنا اشترط النبي أن تطلق ابنته إذا تزوج أخرى.
فابنة أبي جهل له حلال لو لم تكن عنده فاطمة ،

وقال الإمام ابن القيم إن النبى هنا كأنه اشترط عليه ألا يتزوج على فاطمة أو يتصرف بما يؤذيها، وحين هم سيدنا علي بمخالفة الشرط ذكره النبي بذلك،

وفى رأي آخر قيل إن سبب المنع أنه اختار بنت أبي جهل،

وثالث يقول إن السيدة خديجة أم فاطمة ماتت فى نفس العام فقال ابن حجر رحمه الله "حتى لا يجتمع عليها حزنان".


والحاصل : أن هذه الأسباب مجتمعة أو متفرقة هي التي من أجلها منع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب من هذا الزواج . ))


والله اعلم










noor elhuda likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 12:25 AM   #1947

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

عماد ده غريب جداااااا مقدرش اقول غير كده
صدفه الجديده مش حبها صدفه الي قبلت بوضع زي ده مش حبها ابدااااااااا

رورينه اتمنا تطلقي يابنتي وتخلصي


ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 01:21 AM   #1948

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 208 ( الأعضاء 72 والزوار 136)
‏Nesrine Nina, ‏Diego Sando, ‏قدوتى عائشة 2, ‏dal0o3ah, ‏zainabeisa, ‏donia dody, ‏Noor Alzahraa, ‏Hayet doc, ‏ليان ملاك, ‏ebti, ‏dorra24, ‏Um-ali, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏شارده #, ‏Moon roro, ‏زهره الحقول, ‏مروة فتحي, ‏Lazy4x, ‏عاشقة الحرف, ‏الزهره الحمراء, ‏ام سليم المراعبه, ‏فاطمة خولة, ‏Tankosha, ‏قمر صفاء, ‏ايمان عباس سعدة, ‏temoony, ‏ملاك العمرو, ‏Marwa07, ‏ام الارات, ‏الماسه مياسه, ‏سلمى يونس, ‏فله بنت احمد, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏Manar saif, ‏االمااسة, ‏Rody Mohamed142, ‏kokokeke, ‏سر النسيم, ‏حبيبيه, ‏ام عدي ريان, ‏تالن يوسف, ‏ساره ابراهيم حلمي, ‏rahasff, ‏ريم الحمدان, ‏روفان11, ‏Rasha kazem, ‏Yasmin yousef, ‏Quranlover2009, ‏k_meri, ‏رندا رضا, ‏نوره صانع, ‏الرسول قدوتى, ‏hapyhanan, ‏سويتي شام, ‏Mummum, ‏راما الفارس, ‏rouba980, ‏eman90, ‏NJN, ‏لارا لي لي, ‏دنيا الحياة, ‏ريماسامى, ‏خمسية, ‏rawan_1994, ‏ميمو٧٧, ‏Nahla71, ‏محمود أحممد, ‏sarasou, ‏Maysamabufara, ‏Safo85


Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 01:34 AM   #1949

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

جميل جميل جميل ساندي تسلم ايدك حبيبتي الفصل رائع بجد كالعادة يا قمر

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-21, 08:18 AM   #1950

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

قلبي وجعني على روينة 💔💔💔
مسيطر عليا الاحساس ده رغم جمال تفاصيل الفصل مواجه الماسة و اكرم رهيبة انا بحب الكلام بالعقل ووزن الامور
تسلم ايدك يا نور على الابداع والجمال ده


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.