آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          587 - امرأة تائهة - راشيل فورد - ق.ع.د.ن ... حصريااااااا (الكاتـب : dalia - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          16- انت وحدك - مارغريت ويل - كنوز احلام القديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          سيدة قلبه (35) للكاتبة: Deborah Hale .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree276Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-21, 11:37 PM   #2061

دودي دادو

? العضوٌ??? » 485945
?  التسِجيلٌ » Mar 2021
? مشَارَ?اتْي » 14
?  نُقآطِيْ » دودي دادو is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضور 🌷🌷🌷🌷🌷🌷❤️❤️❤️

دودي دادو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 12:20 AM   #2062

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

في الانتظااااااااااااار

mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 12:28 AM   #2063

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





البريق السادس والثلاثون

دار الزِيِن

طرقت وصال باب غرفة صدفة فأتاها صوتها خائفا

" مَن ؟ "

اقتربت من الباب ترفع صوتها قليلا لتسمعه

" أنا وصال .. هل أنتِ بخير ؟.. سمعتكِ تصرخين "

لم يأتِها رد لثوانٍ فعادت تطرق على الباب لتهتف صدفة بذعر

" ادخلي ادخلي "

خافت أن يقع ذلك الزاحف الصغير الشبيه بالسحالي من كثرة طرق الباب !
دخلت وصال فوجدت صدفة جالسة على سريرها منكمشة تحدق بالسقف أعلى باب الغرفة فلم تفهم متسائلة

" ما بكِ ؟ .. هل أنتِ بخير ؟ "

عينا صدفة السماوية لا تحيد عن السقف فنظرت وصال فوقها لتجد ذلك الزاحف لتسألها

" هل تخافين منهم ؟ "

اومأت صدفة وهى تشعر بجسدها يرتجف وقلبها ينبض سريعا فاقتربت وصال قائلة

" حسنا تعالي إلي غرفتي وسأنادي أحدا ليضربه "

شاعرة بالدوار وثقل أنفاسها ردت

" لا .. لا استطيع الخروج من الباب "

أشفقت وصال عليها فاقتربت أكثر تمسك بذراعها تساعدها للوقوف وتقول برفق

" هل تخافين لهذه الدرجة ؟.. لا تقلقي لن ينزل أرضا سيظل مكانه "

تحسست صدفة رجليها شاعرة بالشلل فيهما فتقول بضعف

" لا .. لا استطيع السير على قدميّ "

تحرك بالسقف حركة بسيطة ففزعت صدفة وأخفضت عينيها سريعا فراقبته وصال حتى استقر على الجدار ثم ربتت على كتفها قائلة

" حسنا انتظريني دقيقة "

خرجت حتى الدرج تنادي أم الولد فأسرعت المرأة إليها بالقول

" اؤمريني سيدة وصال "

تبسمت في وجهها وسألت

" الأمر لله وحده .. أين عماد ؟ "

أجابتها أم الولد بلهجتهم المفخمة

" بجلسة الرجال .. هل أرسل أحد الغفر لاستدعائه إليكِ ؟ "

فكرت وصال للحظة ثم قالت

" لا شكرا .. اذهبي أنتِ "

رجعت إلي الغرفة تقترب من صدفة قائلة

" عماد ما زال مع الرجال .. غطي شعركِ وسأنادي أم الولد تحضر أحدا يضربه "

رفعت صدفة وشاحا على الوسادة ترتدي حجابها وهى تقول بإعياء

" لا .. ليس وأنا هنا .. سيجري بكل الجدران "

جذبت يدها برفق ترد

" حسنا تعالي إلي غرفتي "

لم تقدر صدفة على تحريك قدميها فقالت عاجزة

" لا استطيع الوقوف "

تمسكت وصال بجسدها متفهمة الأمر وتساعدها قائلة

" هيا حاولي .. أنا معكِ .. هيا "

دخل عماد بتلك اللحظة مستغربا ما يراه فيسأل

" ماذا هناك ؟ "

لم تخطئ نبرة القلق والخوف على صدفة في صوته .. تمنت لو جمعتها به ظروف أفضل لحياة أفضل ، لكنها مرحلة مؤقتة
رسمت على وجهها المتسامح ابتسامة وأشارت إلي السقف فرآه عماد ثم نظر إليها متسائلا فحركت شفتيها بالحروف همسا

" فـوبيا "

مالت شفتاه بابتسامة حنان مقتربا يمد يده يطلب يدها لتقف ضاحكا بقوله

" صدفة .. هيا انهضي سأضربه لا تخافي "

ردت وصال عنها

" قدماها ثقيلتين من الخوف .. لا تستطيع الوقوف "

مال عماد عليها يهمس بأذنها بنصف ما يقول ويعلو صوته أمام وصال بالنصف الآخر

" تخافين وأنا موجود !.. هيا انهضي "

انفعلت صدفة بمزاحه هاتفة

" لا استطيع النهوض .. اشعر بالدوار .. سأقع "

التفت إلي وصال يسألها مبتسما

" هل يمكننا الذهاب لغرفتكِ وصال ؟ "

شعرت بالحرج بينهما ونظراته على صدفة يحبها بلا شك فقالت قبل أن تخرج

" بالطبع .. سأسبقكما "

اختفت وصال فانحنى عماد ليحمل صدفة وطفله فيها بين ذراعيه وظل واقفا قليلا حتى واجهت عينيه فيرد على كلامها

" لن تقعي بهذه الدنيا إلا على صدري طالما أنا حي "

رفعت عينيها للسقف ترى الزاحف الصغير مكانه ثم قالت

" لا تخرج .. سيقع عليّ .. حدثت مرة منذ زمن وكنت وحدي مع جدتي "

قبّل عماد جبينها يفهم سبب خوفها ويتحرك قائلا

" أنا هنا صدفة .. لا تخافي شيئا "

يداها حاوطت عنقه حين مر من الباب فيخفض وجهه ليلمح محياها وعيناها تهتزان بعكس ما اعتاد رؤية قوتها وبلا إرادة يهمس

" يا إلهي ما أجملكِ حتى وأنتِ خائفة .. سبحان مَن خلق فأبدع "

أنزلت يديها وهو يدخل غرفة وصال يجلسها على السرير جوار يحيى ثم يسخر ضاحكا

" سأذهب لاقتل ذلك الوحش العملاق قبل أن يأكل أحد الأطفال ! "

ابتسمت وصال فتنظر إليهما بطرف عينها وتهتف بحنق

" لا تضحكا عليّ .. أنا لا أمزح "

كتم كلاهما ضحكاته وهو يخرج من الغرفة بينما تغطي وصال يحيى النائم خلف صدفة على السرير وتجلس بعيدا على مقعد قديم وبيدها كتاب ما
نظرت صدفة إلي يحيى ثم لمست شعره الناعم وقالت

" شكرا لتفهمكِ لشيء سخيف كهذا "

ردت وصال بنبرتها الهادئة القانعة

" ليس سخيفا .. لكل منا شيء يرهبه بشكل ما .. هذه طبيعة البشر "

دققت صدفة بها كما الأيام الماضية ترى زوجاته لأول مرة ، يأكل الجميع معا ويجتمع الكل بعد العشاء يوميا
ليلة الأكثر سوادا وبنظرة واحدة فهمت انها ليست نوع عماد بأي شكل !
وصال الأطيب والأصدق والأكثر جدية ورزانة وهدوء .. وصال روح يحب الشخص وصالها خاصة مع ابنها يحيى بذكائه وبراءته

روينة غريمتها الحقيقية .. والوحيدة ، بينهما ضيق مفهوم وحرب صامتة .. روينة هى الاجرأ والأكثر خفة وحيوية .. ولا تنكر انها قد تجذب أي رجل ببساطتها

فجأة قالت وصال دون أن ترفع عينيها عن الكتاب

" هل تعرفين اني طلبت من عماد مقابلتكِ قبل زواجكما ؟.. أردت أن اشرح لكِ ظروفه واطلب منكِ ألا تظني به سوءا حين عرفتِ ما أخفاه عنكِ "

أغلقت الكتاب وبادلتها النظر مبتسمة تقول بملامحها الجميلة المريحة

" وضع عماد كله يجعل الشخص يتفهم ما يمر به .. أنا اعتبره حالة خاصة من الرجال .. ربما لاني درست علم النفس فلا ألومه على شيء .. عماد يحاول أن يبني حياة ظن انها ضاعت منه .. لكن للأسف ما مر به جعله يتخبط كثيرا في البناء حتى وجدكِ صدفة "

كل كلمة ظنتها عنها تأكدت منها بدهشة ، وشعور مؤذٍ بالغيرة من فهمها لعماد وخز قلبها
نظرة صدفة المتعجبة المتسائلة جعلتها تواصل

" قد تتعجبين كلامي لكن أنا مرحلة مؤقتة في حياته .. عماد ساعدني .. دعمني ووقف بجانبي في وقت تمنيت فيه الموت .. جعلني اكمل تعليمي وعلاجي وعلاج ابني .. عماد أكثر مَن رأيت رجولة في حياتي ... لم يظلمني يوماً .. لكن أنا ظلمته وكنت عبئا عليه ولم يظهر ذلك .. أحب يحيى كابنه ولم يحرمه من شيء .. واصدقكِ القول .. لقد أحب عماد ابني قبل أن أحبه أنا "

الغيرة تتحور إلي فخر ، والفخر يداعب قلبها العاشق لرجل لا يفهمه إلا مَن ينظر إليه عميقا
ظل الصمت لحظات حتى عاد عماد يقول متهكما

" تخلصت من الوحش صدفة ! "

ضحكت وصال بلا صوت ثم انتبهت لهاتفها الصامت الذي يضئ بمكالمة فأجابت .. ومرت المكالمة بنعم ولا ونظرات غير مفهومة متفاجئة مذهولة حتى أنهت المكالمة فسألها

" ماذا حدث ؟ "

وقفت وصال بوجه متورد مشع بالفرحة تسأل

" ما الذي فعلته بالملف الذي أرسلته إليك ؟! "

تساءل عماد بتلك النظرة الماكرة

" مَن اتصل بكِ ؟! "

لا تصدق ما سمعت وهى تخبره بذهول

" إنها إحدى أكبر شركات الإنتاج في البلد .. يريدون مقابلتي بخصوص المسلسل ! "

ابتسم عماد مقتربا منها يقبل جبهتها كعادته ويقول بحنان

" مبارك يا وصال "

جزءا مما يحمل شعر انه رُفِعَ عنه ببداية عملها ، وضعها على أول درجة وعليها الصعود منذ اليوم
تمسكت بذراعيه في فرحتها تدمع عيناها بامتنان وكعادتها تدعو

" شكرا عماد .. لا حرمني الله منك "

وقفت صدفة بتمهل بعدما هدأ خوفها تنظر إليهما وتحرقها الغيرة فتخفيها وتقول بابتسامة

" مبارك .. بالتوفيق بإذن الله "

بالخارج كانت روينة تهرول من غرفة إلي أخرى باحثة عنه حتى وجدته فدخلت تهتف

" عماد .. أمي في المشفى "

وجهها مذعورا كأنها تشعر أن هذه المرة الأخيرة التي سترى بها أمها فاقترب قائلا

" اهدئي روينة .. ما بها ؟ "

تلوح بالهاتف بيدها وترد

" لا اعرف .. دخلت في غيبوبة ونُقِلَت إلي المشفى "

ربت عماد على كتفها وقال بجدية

" اجمعي أغراضكِ لنسافر "

خرجت مسرعة فاستدار يلقي نظرة على وصال .. على يحيى .. على صدفة .. ثم نظرة عليهم جميعا ممررا كفه على شعره زافرا نفسا طويلا بأعباء مَن برقبته ، ثم خرج خلف مَن تحتاجه أكثر الآن

دخل غرفة روينة وجدها تجهز حقيبتها فجمع ما يحتاجه للسفر بينما تفكر روينة بشيء ما ثم قالت

" عماد .. أنا ساسافر وحدي .. أنت لديك عمل هنا "

نظر إليها بصرامة هاتفا

" هيا روينة حتى لا نتأخر .. هذا ما ينقص أيضا .. تسافرين وحدكِ وأنتِ حامل "

سكتت قليلا تعد أغراضها ثم عادت تقف أمامه تلح

" عماد اسمعني فقط .. اجعل أحد الرجال يوصلني للمشفى ولا تذهب أنت .. سنذهب من الطريق الجديد أسرع .. ربما كان الأمر بسيطا .. ساطمئن عليها واعود إليك بعد أيام .. وربما تنهي عملك وتعود مع الجميع "

ربت عماد على خدها ينهي الكلام

" سانتظركِ بالسيارة "

التفتت روينة تراقبه حتى اختفى وشعور غريب يراودها .. باقتراب موت ما !.













وصل رمزي متأخراً عن موعده على سارة وأحمد .. في حديقة قريبة من المشفى حيث يعمل حتى لا يضيع وقته الثمين !
وجد ابنه على طاولة مع سارة يتناول المثلجات ، بنظرة عند باب الحديقة ميز السيارة التي خصصها فؤاد إلي طليقته وولده ، معها الحارس الشخصي الأفضل لديه محمود

بالنهاية سارة لم تخرج خاسرة تماما من زيجته !.. بعد شقاء المواصلات وفقر الحال صارت لها قدم في الرافعين يرفعونها بالمستوى قليلا !!
انتبهت سارة إليه فاشتد محياها بالغضب والنفور .. للمرة الأولى تراه بعد الطلاق بتلك الطريقة المخزية .. كالعادة متأنقا مغرورا

وللمرة الأولى يراها .. السيدة سارة الجميلة .. كما هى رقيقة بحجابها وأنوثتها التي تشبه الشمس .. لم يهتم إلا بغروبها فقط ويعترف !!
وصل إلي الطاولة فمال على أحمد يقبل وجنتيه ويسأل بابتسامة مهنية

" أحمد كيف حالك ؟.. لم تعد تكلمني على الانترنت فجئت لأراك .. هل تدرس جيدا ؟ "

قابله أحمد بملامح باردة تشبهه .. ذلك الوجه أصبح يخيف سارة أن يصبح طفلها كأبيه أنانيا باردا .. لا تطمئن إلا حين يحنو عليها أو يلعب مع محمود فيذاب الجليد في براءة الطفولة

اومأ أحمد برأسه بلا كلمة ثم نظر إلي أمه مشيرا إلي مجموعة من الصبية يسألها

" هل يمكنني أن ألعب معهم ؟ "

هزت رأسها مبتسمة فركض أحمد نحوهم وتلاشت الابتسامة ورمزي يسأل بغضب

" هل تمنعينه من الاتصال بي ؟ "

عينا سارة بعيني محمود الذي ينظر إليهما بتجهم ثم أجابت بجمود

" كل مرة كان يتصل بك كنت أنا مَن اقول له ذلك "

جلس مكان أحمد ليميل للأمام بحدة قائلا

" ماذا تقولين له عني ؟.. الولد لم يرد التحدث إليّ "

في نظراتها احتقار واشمئزاز لا تخفيه يتجلى على كل وجهها وهى ترد

" ربما لأنه لا يراك ولا يشعر انك أبوه .. لقد عدت منذ ثلاثة أسابيع ولم تفكر في رؤيته إلا اليوم .. وقبل سفرك لم تره لأشهر ! "

لم يبال بطريقتها متجاهلا تلميحها ليقول

" كنت أنهي أوراقا هامة واتأكد أن كل شيء سيسير كما اريد ثم طلبت رؤيتكِ لاخبركِ "

تملكها الغيظ حتى كادت النهوض لولا نظرة إلي محمود الذي استدار وأعطاها ظهره جعلتها تنسى رمزي تماما وهو يتابع

" بعد إنهاء المؤتمر الطبي الذي سافرت لأجله بقيت لفترة طويلة أدرس قراري وأرى المراكز الطبية هناك .. جهزت لكل شيء ثم عدت لأجل أحمد "

أثار اخر ما قال ريبتها فتسأل

" لم افهم شيئا .. أي قرار وماذا تقصد ؟! "

نظر رمزي إلي ساعته ثم إليها وقال

" أنا ساهاجر سارة .. أنهيت كل شيء لي هنا واريد أن آخذكِ أنتِ وأحمد معي "

دق قلبها بسرعة هائلة خوفاً على ابنها فتمالكت أعصابها لتسأل بخفوت

" كيف ستهاجر .. هل تقصد انك لن تعود أبدا ؟ "

رد بنبرة عادية باردة

" لن اعود .. واريد ابني وأنتِ بصفتكِ أمه "

برقت عيناها بلا تصديق وأبصرت ابنها يلعب مطمئنا فعادت إليه تقول باستنكار

" بصفتي أمه !.. أنت تريد أن تبعدنا عن أهلنا وكل مَن نعرف لنغترب لنهاية العمر وحدنا .. أنت في عملك ومركزك الذي لا تهتم إلا به وأنا وابنك سجينين في بلد غريب "

تراجع رمزي ينظر حوله بدهشة من رفضها للفرصة الذهبية ثم قال

" سيكون لنا بيتنا الذي ساعود إليه كل ليلة حتى وأنا لا اهتم إلا بنفسي .. وأحمد مستقبله أفضل وتعليمه أفضل هناك "

ارتجفت سارة بغضب عارم كلما تذكرت ذلك اليوم .. غضب يريد أن ينهش فيه كما نهش فيها
لأول مرة تستلذ شعورها بتمني الموت لأحد .. لهذه الدرجة كرهته وتمنت له العذاب .. دعواتها عليه بالجحيم محتسبة حقها عند الذي لا يغفل ولا ينام

وكل غضبها صبته في كلماتها كرها واحتقارا

" كان لنا بيت هنا .. بيت طلقتني فيه بعدما أخذت ما تريده بكل نذالة كأنك لست زوجي .. لن تدرك شعوري وقتها وأنا مطلقة ساقطة على الأرض ومنذ دقائق كنت في حضنك تلمس كل شبر من جسدي ثم رميتني كامرأة جلبتها من الشارع .. واليوم بكل وقاحة تريد أن تأخذني فوق البيعة مع ابنك .. بصفتي أمه ! "

ابتسم رمزي ساخرا لا يرف له جفن يستلذ هو الآخر بعذابها واعتدل على الكرسي بأريحية قائلا بتعالٍ

" احمدي ربك أن رمزي رافع نظر إليكِ سارة .. هناك ثمن لكل شيء .. وثمن أنكِ زوجة رجل مثلي هو أن تصمتي وترضي بما أعطيه لكِ "

لا تصدق وقاحته وهو يملي أوامره ويبيع ويشتري فيها مجددا فعجز لسانها عن وصف مناسب لأمثاله وظلت شفتاها مفترقتين لثوان حتى هتفت

" ولك عين تأتي وتتبجح بوجهي بهذا الشكل ! "

ضحك رمزي بلا مبالاة وألقى نظرة ذات مغزى على محمود خلفه ثم قال

" لا تظني أن حماية فـؤاد لكِ ستبعدني عن ابني .. بإمكاني أن احرمكِ منه إن أردت .. الطرق كثيرة سواء بنذالة أو بغيرها .. تفهمين بالطبع ! "

كأنه شعر حاجتها إليه .. استدار محمود يطمئن بعينيه عليها وعلى أحمد .. برغبته ورجولته قبل عمله

نظرت سارة إلي محمود ولم تدرك الاستجداء بعينيها .. نظرة جعلته يقترب خطوة حمائية منتفخ الصدر بالغضب والغيرة .. خطوة أوقفتها بإشارة غير ملحوظة من كفها على الطاولة

الكلام يدور في رأسها بفكرة أخرى داعية أن تكون إلهاماً من الله ليشد من عزمها
هدأت ملامحها قوية عازمة ثم قالت

" إن أردت !.. لكنك لا تهتم به لدرجة أن تأخذه لتربيه وحدك ويكون عبئاً يمنعك من الوصول للمركز الذي تريده ! "

مط رمزي شفتيه بحركة مستفزة قائلا

" لذلك ستأتين معي لتربيه أنتِ .. واعتبري هذا أمر سارة "

ظلت هادئة تكتم الغيظ والغضب وجهها جامدا كأنه سيتشقق وكلامها يأخذ قوة منها وهى تبلغه قرارها

" بصفتي أمه !.. خادمة بدرجة زوجة .. لا يا رمزي .. أنا أخدم ابني لأنه ابني وليس بتكليف منك .. كل مرة أراك فيها أندم على كل لحظة عشتها معك .. واكره العمى الذي أصابني لاتزوجك .. لن أعود إليك لانك انكسرت في عيني يا رمزي .. أنا لم أعد أراك رجلاً "

جحظت عيناه بشراسة فتكرر وتشدد بإهانة بلا خوف

" أنت .. لست .. رجلا "

تلفت حوله بهوس منفعلا ثم هتف همسا غليظا

" احترمي نفسكِ "

بطريقة ما شعرت انها كسرت فيه شيئا ولو صغيرا ووقتيا .. سيكون عبثا أن تضيع لحظة من عمرها في التفكير به أو حتى كرهه
تراه تافها ضئيلا للغاية .. كل مركزه وعلمه لا يساوي مثقال ذرة أن يكون رجلا حقيقيا ولو لدقيقة واحدة
ضئيلا لدرجة الشفقة عليه وهى تقول ساخرة

" لا تخف على مظهرك يا دكتور .. لا يسمعنا أحد .. لكن ساقولها لك وتذكرها يوما .. أنت ستعيش وتموت وحدك .. لن تجد أحدا بجوارك عند موتك حتى تتعفن جثتك ولا يشعر بها أحد .. ومهما كبر مركزك العلمي ستشعر كل يوم انك صغير في عين نفسك "

قبض رمزي يده بنظرة كره متبادلة وقبل أن يرد وقفت سارة تقول بعزة وثقة

" أحمد سيظل هنا معي .. بينه وبينك اتصال ساحاول أن احثه عليه دائما حتى لا تموت بالنسبة إليه ويعيش يتيما وأنت حي .. وبعد سنوات .. حين يكبر ويقدر على اتخاذ قراره سيكون له ما يريد .. إما أن يظل معي ويعيش هنا .. إما أن يسافر إليك "

تحركت أمام عينيه المشتعلتين غضبا بتصغيره لتضيف بقرف

" وداعاً يا رمزي .. اتمنى ألا أرى وجهك مجددا .. كانت فرصة غير سعيدة "

ابتعدت سارة مشيرة إلي أحمد الذي ركض ليمسك بيدها متجهين إلي السيارة بينما وقف رمزي يراها وابنه وكلامها يضربه عميقا ويقلل منه
تحرك خلفها خطوات غاضبة فتقدم محمود خطوات أكثر غضبا ناظرا إليه يجابهه ويتحداه أن يقترب

توقف رمزي وعيناه بعيني حارسها بأكثر من مجرد عمل .. كثأر شخصي بينهما بلا سبب !!
حتى وصلت سارة للسيارة فتحرك محمود ليخفيها بجسده الضخم عن نظرات رمزي

ساعدت سارة ابنها ليركب بالمقعد الخلفي وأغلقت الباب ثم استدارت إلي محمود ترفع رأسها ناظرة لعينيه وتسأل فجأة

" ألا زلت تريد الزواج مني ؟ "

ظل صامتا ينظر لوجهها المشتد وغضبها المكتوم ثم قال برفق

" اهدئي الآن ونتكلم بوقتٍ آخر "

كررت سارة بكل ثقة

" هل تريد الزواج مني ؟ "

ثبت محمود للحظات طويلة ثم هز رأسه إيجابا فلانت ملامحها بأنوثة تتفتح من جديد وهى تجيب طلبه

" وأنا موافقة "

كلاهما .. في نبض قلبين معاً كأنه واحد .. نبضة ترد نبضة
والأهم .. احترام .. ثقة .. أمان .. حماية .. رجولة
وجهها الرقيق يتورد خجلا بنظراته وهو يسأل

" ما الذي غير رأيكِ ؟ "

صارحته سارة بكل ما دار بخاطرها

" لأنه لن تكون هناك مشكلة بعد الآن .. كنت أخاف على ابني أن يأخذه مني لكنه سيهاجر .. وأنا اعرفه جيدا .. لن يأخذ أحمد ليكون عبئا عليه وحده .. ولاني لن أعاند قلبي أكثر يا محمود "

اسمه اليوم مختلفا .. لشريك عمر يُنطَق
وتبتسم أجمل ابتسامة رآها منها وهى تعترف أخيرا

" نعم اريد أن أعيش ككل امرأة .. اريد أن اشعر بالحب والاستقرار في بيت وأسرة .. ولانك رجل لن تُعوَض وساندم طوال عمري لو لم أكن لك .. ولاني حين انظر إلي عينيك أرى ما كنت احلم به دائما .. الأمان .. والسند "

ابتسم محمود وهو يمسك يدها ليلف معها حول السيارة يفتح لها باب المقعد المجاور له .. منذ اليوم مكانها جواره
ستتبدل حياته وحياتها .. سيخبر أحمد بنفسه ويراعي ربه في تربيته .. ولا يهم إلي أين ؟!

المهم أن يتجمل الطريق بالثقة والاحترام .. الصدق
والحب .. حباً خجلت أن تصرح به .. لكنه اخبر عن نفسه.
















اهتاجت الدار بأكملها على صوت وصال وهى تركض على الدرج صارخة

" يا أم الولد .. يا أم الولد "

هرولت إليها المرأة تقول بلهفة

" أمركِ سيدة وصال "

مدت إليها ورقة طبية وهى تهتف باكية

" ارسلي أحدا يحضر هذا الدواء بسرعة .. بسرعة "

عادت تصعد راكضة لا تسمع سؤال أم الولد عما حدث فتدخل غرفتها حيث يرقد يحيى على الفراش يتنفس بصعوبة ووجهه يشحب متسع العينين بألم .. اقتربت تجثو أرضا وتقوم بالإسعافات التي تعلمتها له هاتفة باسمه ولا يستجيب

بكاؤها يعلو باحثة في كومة الأدوية جوار السرير عن أي دواء يساعده ثم قالت بحرقة

" يا رب .. لا اعرف ماذا افعل هنا يا رب "

دخلت صدفة الغرفة مسرعة بسماعها للصراخ متسائلة

" وصال ماذا هناك ؟ "

نظرت إلي يحيى ثم قالت

" يجب أن نذهب إلي المشفى حالا "

وضعت وصال يدها على صدر طفلها وهو يسحب الهواء متأوها فتتوجع معه وتبكي وهى تتحسس جسده بالقول

" مشفى لا ... اريد عماد .. اتصلي لي بعماد "

في حالة هستيرية لا تدرك ما الحل هنا فتهتف صدفة بحزم

" ماذا سيفعل وهو في مدينة أخرى ؟!.. استمعي إليّ .. يجب أن ننقله للمشفى "

التفتت وصال إليها صارخة بخوف

" مشفى هنا لا ... ابني سيموت فيها "

عبست صدفة وهى ترى الوضع ووصال لا تفعل إلا البكاء على صدره ومناداته

" يا يحيى .. يا يحيى انهض "

خرجت صدفة من الغرفة تنظر حولها ولا أحد في الدار بعد خروج نادرة في أول زيارة لابنتيها بعد الزفاف آخذة ليلة معها فاتخذت القرار ونادت

" يا أم الولد "

أسرعت المرأة من خارج الدار تحمل كيسا صغيرا هاتفة

" لقد احضروا الدواء "

قابلتها صدفة بمنتصف الدرج أخذته ثم أمرت

" اجعليهم يخرجون السيارة .. سنذهب بيحيى إلي المشفى "

نزلت أم الولد تنفذ وعادت صدفة للغرفة حيث سكنت وصال أرضا مفجوعة حمراء الوجه بدموعها وهى تحدق بابنها بعينين متسعتين وتهمس

" يحيى .. يحيى "

كان مغمض العينين هادئا شاحبا وجهه يميل لزرقة المرض وفجأة هزته وصال وهى تصرخ

" إنه لا يرد .. لقد مات .. مات "

اقتربت صدفة تبعدها منتبهة للنفس الضعيف بصدر يحيى فتفك ذراعي وصال من حوله وتصيح حتى تسمعها بين البكاء

" توقفي وصال .. ابنكِ حي "

تحتضنه وصال بلا وعي وصوتها كالعويل

" يحيى مات يا عماد "

جذبته صدفة بصعوبة منها وأوقعتها على جانبها أرضا هاتفة

" اتركيه "

حملت يحيى بجسده الضئيل لتتحرك بسرعة نحو الباب ثم التفتت إلي وصال تصيح فيها

" انهضي .. هيا لنذهب "

بالكاد خرجت من حالتها اللا واعية لتحبو على الأرض بلا قدرة على الوقوف ثم وقفت بساقيها المرتجفتين لتتبعهما وهى لا ترى من دموعها.

















في مكتبه بالمركز الطبي بالوادي عيناه كالشرر وكرامته تقسو كلما تذكر الإهانة التي ردها لكن ستحدث مجددا .. إن اختارت !
أخلاقه تتدنى لمستوى لا يريده وقلبه يُخدَش بالغل فيستعيذ من الشيطان متذكرا والده

هو ابن كبير الرافعين ذو الأخلاق العالية والسمعة الطيبة .. زينة شباب الرافعين
هو مَن كان يملأ بالغل صدر فؤاد حين يسمع سيرته كرجل وطبيب .. اليوم فؤاد انتصر عليه في جولة العمر .. لن يحدث !
سمع طرقات الباب فعلا صوته جادا آمرا بالدخول ثم فُتِح ودخلت .. بكل ثقة وتعالٍ

كانت أمام نفس الرجل الأنيق الهادئ الفخور .. وهى ..
أنثى لا تهاب إلا خالقها ، من ضلع رجل يواجه الموت واقفا وهى مثله .. مغامرة حياتها المواجهة
وقف جسور يتطلع إليها مندهشا وهى تقول باعتداد

" أردت رؤيتي .. هآنا أمامك "

أمامه .. كالقمر في تمامه
قريبة وحاضرة .. بعد سنوات من الحلم عنها .. عن ملامحها
يحدق جسور بها بهدوء نظراته التي تحفظ ما تراه .. يرى جمالا يملكه ولا يملكه !

بشعرها الناعم المرفوع حول وجهها الآسر .. عينيها الغاضبتين بتحدٍ .. وشفتيها الواثقتين بكل حرف تنطق
امرأة من مدن الجمال كأمها التي افتقدها كثيرا !
انسابت عيناه تكمل رحلتها لقوامها بلا إرادة ثم ابتسم برزانته قائلا

" تفضلي أولا يا بنت عمي .. ماذا تشربين ؟ "

وضعت ألماسة يديها في جيبي معطفها الأسود وظلت مكانها ترفع ذقنها وترد بترفعها

" لا شيء .. وليس لدي وقت "

امرأة مدن الجمال العصية !.. الرافضة النافرة حاكمة أمرها .. توقع منها ما يميزها وإلا ما استحقت صبره !
اتسعت ابتسامته مشيرا للكرسي يقول بهدوء

" أنا انتظرتكِ لسنوات يا بنت عمي !.. اليوم ليس لديكِ مجرد دقائق للجلوس معي !.. حتى لو عتاباً وغضبا !! "

ملامحها صلبة تتعجب ثقته بنفسه الزائدة وتتذكر قول فؤاد يوماً .. الغرور بدماء جميع الرافعين !
تضايقها نظراته واعتبارها من المسلمات المملوكة له فتعمدت مضايقته

" آسفة .. لدي موعد مع فـؤاد ! "

قتلته !.. تلقى جسور الضربة بكرامته مباشرة وأخفاها عميقا .. وظلت ابتسامته دفاعا بمعنى مغيظ يقارب الشفقة عليها قائلا

" أنتِ في خطر مع فـؤاد ولا تدركين "

عقدت ألماسة حاجبيها متظاهرة بمنح كلامه أهمية ثم هزت كتفها وقالت بلا اهتمام

" لو مت وأنا معه سأكون راضية .. حياتي وأنا حرة فيها ! "

اختفت ابتسامته ببطء ثم جلس بوقار يشبه أباه قائلا

" أنتِ تتكلمين معي وأنتِ غاضبة مني مسبقا .. كل كلامي لن يكون له قيمة "

تقدمت خطوة من المكتب تحاول جديا فهم تفكيره متسائلة بعجب

" هل تصدق حقا ما صار قديما ؟!.. أنا لست لعبة ليتحكم بها أحد يا دكتور ! "

عاد جسور يبتسم حتى ضحك بخفوت ناظرا إليها كصغيرة محدودة العقل ثم سأل

" هل تظنين اني أتمسك بكِ هكذا لأجل خطبة قديمة أو عادة مثل هذه ؟! "

تجمد وجهها ببرود وهو يجلس باسترخاء مستندا بمرفقه على كرسيه يمرر أصابعه على لحية خفيفة وقال

" توقعت هذا .. أنتِ لا تعرفينني .. لذلك طلبت من أكرم أن اجلس معكِ مرة واحدة لاشرح لكِ "

سألت ألماسة ببرود

" تشرح لي ماذا ؟ "

لم يفكر للحظة وهو يرد

" انكِ حلم عمري .. الحلم الذي كبر داخلي منذ كنت صغيرا "

سمعت كلامه بغرابة ورأى بملامحها استخفافا وعدم تصديق فنهض يتجه إليها ويتابع

" منذ رأيت الزهراء وأحببتها .. السيدة المختلفة الفاتنة التي لقبوها بامرأة مدن الجمال .. كانت تعاملني مثل ابنها وتعلقت بها كأمي .. ثم أنجبت فتاة اسموها ألماسة .. قلت تلك الفتاة التي ستصبح زوجتي .. كنت أراقبكِ واتخيلكِ حين تكبرين .. حتى رحلتم .. لكنكِ لم تفارقي خيالي "

اقترب أكثر يدقق بعينيها وهى تنظر لوجهه بجدية يحكي

" كل يوم أتذكر ملامح الزهراء واتساءل هل أصبحتِ تشبهينها أم أجمل ؟.. اذكر لون عينيكِ وغضبهما ورقتهما .. عنادكِ وإصراركِ على ما تريدين .. تشبهينني ألماسة .. ما زال بداخلي إصرار سنوات لتكوني لي .. لأحقق حلمي "

افترقت شفتاها لتقول شيئا ثم صمتت وكل شيء يأخذ اتجاها آخر !
ماذا يحدث ؟!.. هل تشبه كل رجال الرافعين ؟!
راقب جسور تلك الحركة بشفتيها ثم ابتسم قائلا

" حتى رأيتكِ يوم جلسة الصلح ... بنفس الملامح التي كنت أتخيلها .. وأجمل .. كأنكِ لم تفارقيني أبدا .. وربما لن تدركي قيمة الحلم حين يصبح حقيقة ... كيف اترككِ إذاً ؟! "

هدأت السخرية وتلاشى الاستخفاف ثم هزت رأسها نافية السؤال قبلا

" هل تظن أن كلامك سيغير رأيي ؟! "

أجابها بهدوئه وثقته ساخرا

" على الأقل ستعرفين اني أحبكِ طوال عمري ودون أن أراكِ .. بعكس مَن أراد الانتقام منكم ثم ظهر حبه فجأة ! "

زفرت بحدة ثم ردت بنظرة تحذير أن يتكلم عنه

" بالنسبة لي ظهر حبه قبلك .. ربما لو أتيتني قبله لكان لنا كلاما آخر .. لكن النصيب "

لا يبالي بتحذيرها ويكرر ما قاله منذ دقائق بنبرة مختلفة

" قلت لكِ أنتِ في خطر معه .. ابن الغفير الذي قتله إن ظهر يوما يريد الثأر سيؤذيكِ "

رفع يده يحرك سبابته باتجاهين ويقول بمكر

" أنتِ العامل المشترك الآن بين فـؤاد .. وأكرم "

ازدردت ريقها ثم سألت بانتباه

" وما دخل أكـرم ؟ "

سألها جسور بنفس النبرة

" هل نسيتِ أن الرصاصة التي قُتِلَ بها أبوه كانت مصوبة لأبيكِ ؟! "

استدار مطمئنا بإثارة قلقها ويلعب على نفس الوتر بلؤم

" رجب سيضرب بكِ الاثنين !.. هذا توقعي .. لا يمكن أن يظل مختفيا ! "

ضاقت عيناها تتطلع إلي ظهره وتربط الكلام بما قاله فؤاد وأمها ثم قالت

" ما الذي تحاول فعله ؟! "

التفت إليها ورأت بعينيه غضبا مكتوما يخفيه قائلا

" ادافع عن حقي فيكِ .. أو بمعنى أدق .. عن حبي .. مثله ! "

أخرجت ألماسة يديها من معطفها تعدل حقيبتها على كتفها لتنهي كل شيء بهدوء جاد

" اسمع جسور .. نعم أنا كنت غاضبة منك لكن الآن بعد مصارحتك لي .. أنا بالفعل اقدر مشاعرك .. لكن لن استطيع أن أبادلك أي شيء .. أنا أحب فـؤاد .. ورتبت حياتي كلها معه .. واتمنى أن تجد مَن تسعدك قريبا وتكون أفضل مني "

مال رأسه بنظرة أشد غضبا متسائلا

" لو وجدتكِ قبله لكان لي فرصة معكِ أليس كذلك ؟! "

اتجهت إلي الباب وهى ترد

" هو وجدني .. قلت لك انه النصيب "

أوقفها جسور وصوته يعلو قليلا باستهزاء ونبرة ذات مغزى

" أنتِ تعتقدين انني لم أبحث عنكِ .. لكن اؤكد لكِ اني بحثت كثيرا .. الفرق بيني وبين فؤاد اني بحثت بطرق مشروعة .. لكن هو كعادة عمله الغير مشروع .. كلف مجرمين بالأمر ونجحوا "

إهانة له تعني إهانة لها ولاختيارها وهو يعلم .. ووعدها الحر ألا يمسه أحد بسوء في غيابه وحضورها
عادت إليه بغضب تشهر سبابتها بوجهه هاتفة بقوة

" إياك أن تتكلم عنه هكذا مرة أخرى .. على الأقل احترم مهنتك كطبيب والتي أصلها الرحمة بالبشر .. يا دكتور ! "

شعر جسور انه يفقد أعصابه متذكرا ما كان ويسأل بغل

" هل قلتِ له نفس الكلام حين اخطأ بحقي بجلسة الصلح ؟! "

ترى ألماسة تبدله التام فتحتد قسماتها ويشتد صوتها بصرامة

" اسمع يا ابن عمي .. هذه هى صلة القرابة الوحيدة التي قد تجمعنا ورغما عني .. لكن انسَ أي شيء آخر بعقلك "

لم تحدثه يوما أنثى بهذه الطريقة ولا يحتمل أن ترفع صوتها عليه وتحذره وتغيظه ابنة المدن وسيرة الثعبان الذي انتصر عليه فيتهكم بحدة

" هل ستختارين بيننا كما قال سبع الرجال ؟! "

لم تصدق للحظة ما تسمع ، هزت رأسها عجبا وهى ترى وجهه الآخر ككل الرافعين .. وصدق فؤاد حين قال لا تأمن لأحد
لقد جاءت لانها فكرت بما وصفه به أكرم انه طبيب محترم وصعب عليها كسر رجل لا تعرفه
لقد جاءت لتسمع وجهة نظره الغريبة في التمسك بها هو المتعلم الناجح
وجاءت حتى لا تظلم أحدا وتشعل الفتنة بين رجال الرافعين .. كان عليها التوقع

ارتفع رأسها لتسمو كعادتها ببهاء وتراه أصغر من احترامها له وتردد كلام فؤاد تنصره

" من ضمن أسباب مجيئي إليك ألا اعرضك لموقف محرج إن حدث هذا .. لكن بعد كلامك .. ساختاره .. أمام الكل .. وأمام عينيك أنت .. وكما قال لك .. ستشهد خسارتك وتسمعها بأذنيك "

مجددا ضربت الكلمات كرامته والغل بقلبه يزداد حنقا ناظرا إليها كنظرته إلي فؤاد ثم قال بثبات

" لا داعي يا بنت عمي .. قلت لكِ أنتِ لا تعرفينني .. موقفي من فؤاد وكلامي عنه لن يغير من أخلاقي .. وكرامتي فوق أي شيء .. أنا لن اسمح أن أتعرض لمثل هذا .. ولن اسمح لكِ بفعلها أيضا لانكِ شرفنا وعرضنا وابنتنا .. هذا ما نساه فـؤاد "

وضع يديه بجيبي بنطاله معتدا بكرامته ويتغير صوته مهينا

" أنا جسور ابن الشيخ صالح كبير الرافعين .. والمرأة التي تنظر إلي رجل مثل فؤاد لا تلزمني ولا انظر إليها ولو كانت ملكة جمال الأرض "

كأنه دليل جديد يثبت لها صواب اختيارها .. دليل لتعين فؤاد على حياته الجديدة .. دليل للغفران
لم تغضب .. جعلها انتصارها تدرك انها الأفضل
لكنها عرفت كيف تأخذ حقها بهدوء ترد

" اليوم عرفت شيئا إضافيا لأحب فؤاد لأجله .. فؤاد حين يكره .. يكره ويؤذي .. وحين يحب .. يحب بكل ما يملك ... ليس مثلك .. منافق .. أمام الجميع بوجه الطبيب الوقور ابن الكبير وكبير مثله .. ومن ورائهم تهين ابنة عمك لأنها رفضتك ورفضت أفكارك المتخلفة "

كان عليها التوقع أن رجلا مثله بعقليته المتمسكة بوهم سنوات لن يتقبل الآخرين .. ولن يتقبل معارضة أفكاره
كان عليها التوقع أن رجلا مثله يعيش في الخيال ويبني قصور الرمال لن يحترمها أو يحترم اختيارها أو يحسب لها حسابا

اليوم تقف بين رجل يهينها لأخذها حقها بالاختيار .. ورجل يحترم نظرة عينيها
ومجددا تتذكر احترام فؤاد لها حين نظرت إليه فترك جسور بجلسة الصلح تقديرا لها .. لحظة لن تنساها بحياتها

رفعت ذقنها ترد له كلماته بأقوى منها بكبرياء ونظرة ملكية تعلو فوقه

" حبك كاذبا يا جسور .. أنت تعيش الوهم منذ سنوات وتصدقه والآن صُدِمت فيه فظهر اسوأ ما بداخلك .. وأنا لا يلزمني رجل مثلك ولو انتظرتني لمائة عام وكنت اخر الرجال على نفس الأرض ! "

استدارت تفتح الباب أمام غضب عينيه ثم تذكرت كلام الشيخ صالح فابتسمت والتفتت بالقول

" سبحان مَن أخرج من صلب والدك شخصا مثلك "

غادرت بخطواتها الثابتة المقاومة فاحترق جسور لرجولته وكرامته وأحرقه الرفض أكثر هامسا

" اذهبي إليه .. سيحترق قلبكِ عليه قريبا جدا .. لقد عاد .. وآن أوان دفع الثمن "

بعد دقيقة دخلت إحدى الممرضات من الباب المفتوح تسرع بالقول

" دكتور جسور هناك حالة طارئة لطفل مصاب بالقلب "

هتف جسور منفعلا

" ارسلي دكتور هاشم فورا "

لوحت الممرضة بيدها تستغرب حالته وتوضح

" الطفل من عائلة الزِيِن ويُدعَى يحيى وأحد رجالهم طلبك بالاسم "

التفت إليها قائلا بعصبية

" يحيى !.. يحيى ابن عماد ؟.. وإن يكن .. ارسلي دكتور هاشم "

خرجت الممرضة باستغراب أشد لأنه لم يتأخر عن حالة طلبته يوما
وعلى باب غرفة الطوارئ وقفت وصال لا تتمالك نفسها تبكي وتكرر

" يا رب .. يا رب "

من خلال طاقة زجاجية ترى الطبيب يفحص يحيى الممدد على فراش المشفى بلا حول ولا قوة فيتوجع قلب الأم أقسى أوجاع الكون
اقتربت صدفة تربت على كتفها تساندها

" سيكون بخير يا وصال إن شاء الله "

الدموع تُعتَصر من عينيها كالحريق تهتف باسم الله المنجي الشافي المعافي وتسمع سؤال صدفة

" هل اتصل بعماد الآن ؟ "

أسندت وصال جبينها على الطاقة الزجاجية ترى ما يفعلونه بولدها وبالكاد هزت رأسها نفيا ودموعها تسيل وهى ترجو

" يا رب "











بالمشفى العام خرجت روينة من غرفة أمها تاركة معها داليا وانتظرت بالممر الأبيض حيث غاب عماد لدقائق
جلست على أحد المقاعد تمسد على بطنها ووجع بسيط ينتابها من حين لآخر منذ أتت بالأمس ، ربما بسبب السفر .. توقف عماد بأكثر من استراحة على الطريق حتى ترتاح ففهمت غضبه حين أرادت السفر وحدها
ولمَ تفعل شيئا وحدها الآن كالماضي ؟!.. صار لديها سند وسيكون عندها طفل منه

انسابت دمعتان على خديها مبتسمة شاردة تنظر للجدار الصلب وترى فيه حياتها .. ذكرياتها تتدافع برأسها كأنها تولد من جديد
حتى متجر خالها للعطور ولعبة الطبيعة التي أحبتها .. اللعبة التي أنهتها بالفوز وربح الفارس !
وها قد عاد الفارس !

مسحت دموعها سريعا وقابلته بابتسامتها الراضية حتى اقترب حاملا بعض الأكياس ثم جلس جوارها يخرج علبة عصير ويفتحها ويناولها لها ثم سأل بلا رضا

" هل ستقضين الليلة معها أيضا ؟ "

تشرب روينة العصير وتميل على كتفه قليلا تقول مجهدة

" قلت لك داليا لا تستطيع ترك طفليها والبقاء بالمشفى وفرج لا يُعتَمد عليه .. إنه غائب عن الوعي معظم الوقت .. هداه الله "

رد عماد بغضب

" أخذه الله بغير رجعة .. لا اعرف لمَ تصبر عليه أختكِ ؟!.. ضربها وأهانها وسرقها .. هل تنتظر حتى يقتلها أو يقتل أحد أولاده ؟!.. وإن كانت هى موافقة فكيف ترضى أمكِ وتسكت ؟! "

مسحت على كتفه تربت برفق ليهدأ وردت

" تكلمت معهما كثيراً يا عماد .. لا فائدة "

نظر لوجهها المرهق وعينيها الذابلتين تريد النوم ولا ترتاح فقال بضيق

" ستتعبين هكذا روينة .. أنا لا استطيع أن اقول اتركي أمكِ وبنفس الوقت الحمل يتعبكِ "

ابتسمت برضا على كل شيء كأنها تجرب مذاقا جميلا لرضا آخر منذ الحمل وقالت

" لا تشغل بالك سأكون بخير .. المهم .. لا تنس وعدك .. الخميس القادم هو أول خميس بالشهر "

عن مائدة إطعام الناس تذكره وتنتظر هذا اليوم منذ وقت ويريحها وهو يرد مبتسما

" لم انس روينة .. لقد رتبت كل شيء "

أمسكت يده تشدد عليها كوصية واجبة وتنظر لعينيه السوداء تقول

" أنا لا اقول لك لأجلي فقط .. بل لأجلك أيضاً .. أريد لك هذا الثواب "

رفع عماد يدها يقبلها وظلت بكفه يتساءل

" هل اخبرتكِ أن بضاعة العطور وصلت بالأمس إلي المتجر ؟! "

التفتت إليه متناسية الإرهاق تهتف بسعادة

" حقاً ؟!.. هل سنفتتحه قريباً ؟! "

داعب أصابعها في يده يتأخر عن الإجابة لثوانٍ بنظراته الماكرة يشعل فضولها حتى قال

" قريباً جداً .. بعد انتهاء الخيمة السياحية وعودتنا من الوادي مباشرة "

تعلقت روينة بذراعه ورأسها على كتفه بترقب يثيرها للبدء منذ الآن وقالت ضاحكة

" اعدك اني ساشرفك .. سترى روينة جديدة "

أخفض وجهه نحوها يهمس بوقاحة

" لااا .. اخبريني اولا ماذا ستغيرين ؟!.. هناك اشياء أحبها هكذا .. بالأحجام الطبيعية يا شبح !! "

تكتم ضحكتها سعيدة مشرقة وتؤنبه

" نحن في المشفى ! "

رن هاتفه فأخرجه لتلمح اسم وصال فابتعدت عنه قليلا لينهض ويرد ، ظل يسمع لدقيقة قبل أن يهتف متفاجئا

" ما الذي تقولينه وصال .. متى حدث كل ذلك ؟ "

استمع إليها عابسا قلقا ثم صاح

" كيف لم تخبريني إلا اليوم .. وكيف حاله الآن ؟ "

وقفت روينة تسأله بعينيها عما حدث وهو ما زال يستمع لصوت وصال تطمئنه على يحيى ثم قال

" الحمد لله .. ساحاول المجئ بأسرع وقت "

ما إن أنهى المكالمة سألت

" ماذا حدث ؟ "

وضع عماد كفه على الجدار مطرقا مطبقا جفنيه بتعب فاقتربت تلمس كتفه ليفتح عينيه مجيبا

" نقلوا يحيى إلي المشفى بالأمس لكن الحمد لله وضعه مستقرا الآن "

فهمت روينة نظراته وشروده فقالتها بنفسها

" سافر يا عماد "

نظر إليها نظرة غريبة قائلا

" لا أريد ترككِ هنا روينة "

ابتسمت بغصة المشاركة وألمها ترد

" هو الآن يحتاجك أكثر مني "

مشتتا بكل ما يحدث له ممزقا بين الجميع تهفو روحه للتنفس الحر وظل مترددا لا يعرف ماذا يختار هذه المرة .. لمَ يشعر بالفراق ؟!
تحثه روينة على الاختيار بقولها

" سافر الآن .. بكل الأحوال ستسافر لتعيدهم .. سافر وعد معهم وأنا سأظل مع أمي واخوتي حتى تعود .. سيكون الجميع حولي هنا فلا تقلق عليّ "

لم يرد وهو ينظر إليها نفس النظرة فتشجعه بعينيها على الموافقة حتى قال على مضض

" لن أغيب عليكِ .. يومان فقط وساحضر الجميع "

اومأت برأسها تبتسم غصبا فأحاط وجهها قائلا

" انتبهي لنفسكِ .. بطاقة البنك معكِ اسحبي ما تريدين .. ولا تنسي طعامكِ كالعادة روينة .. لا تنسي انكِ اثنان الآن .. وحساب المشفى مدفوع بالكامل .. وأنا ساترك لكِ السيارة وساكلم السائق ليظل معكِ أينما تريدين ... و .... "

توقف نافخا باختناق فمنعت دموعها وربتت على صدره تقول

" انتبه أنت لنفسك لأجلنا "

ظل ينظر إليها لدقيقة كاملة ثم جذبها إلي صدره يعانقها بنفس المشاعر الغريبة
بين ذراعيه أغمضت عينيها فسالت دموعها لوداعٍ أخير

هنا نامت .. هنا شعرت بالأمان لسنوات .. وهنا كان ما كان
ككل حكاية لابد لها من ختام
راقبته يغادر .. وعادت الذكريات

منذ جاءت مع أمها واخوتها من الريف إلي المدينة .. كل متجر عملت فيه .. كل نظرة حقيرة موجهة إليها .. كل شجار دافعت فيه عن نفسها
طُرِدَت من عملها أكثر من مرة .. أُهِينت أكثر من مرة .. نامت جائعة كثيرا .. نامت باكية أكثر

واليوم تبكي فرحاً بحسن صبرها ، طفل سيخرج منها للنور
لكنه القلب الذي ينقبض في غرابة التوقيت .. لماذا ينقبض الآن ؟!.. لماذا ؟!.









بعد ساعات

أراحت روينة جسدها على سرير المرافق تنتظر أمها أن تفيق من مخدر عملية المنظار الذي فحصها بعد ظهور ورم خبيث بالرئة اليمنى
اطمأنت على وصول عماد إلي المشفى بالوادي وعلى حالة يحيى المستقرة

تسبل جفنيها لتغفل قليلا ويدها على بطنها تدعو أن يخرج ابنها سليما معافى .. ولم تعرف كم من الوقت غفلت
استيقظت متفاجئة على أنين أمها المتألم فاتجهت تجلس جوارها قائلة

" حمداً لله على سلامتكِ .. قال الطبيب انكِ بأفضل حال "

كانت أكثر شحوبا كأنها فقدت وزنها فجأة بظهور المرض .. صوتها متحشرجا ضعيفا وهى تسأل

" ماذا حدث لي ؟ "

دمعت عيناها وهى تجيبها بابتسامة كاذبة

" لا شيء .. دوار بسيط وانتهى "

سينتهي بالفعل ، قال الطبيب أن الورم في مرحلته الثالثة ، بالكاد ستأخذ عدة جلسات من العلاج الكيميائي ، ثم يكون العلاج المتاح مجرد مسكنات حتى النهاية
تتحسس مكان المنظار وتتألم معاودة السؤال

" ماذا أصابني روينة ؟.. صارحيني "

أدارت وجهها دون رد تمسح دموعها التي تنهمر سريعا فتتحدث أمها تحت تأثير المخدر

" فرج ضربني .. أحرقه الله .. سرق السوار الذهبي الذي أحضرتِه لي .. الذهب الوحيد الذي معي .. ضربني .. صفعني .. اريد السوار .. اجعلي زوجكِ يضربه ويحضره لي "

التفتت روينة ببطء واتسعت عيناها بغضب وأمها تتمتم عما حدث فتشعلها أكثر بحمية عمياء حتى أراحتها

" حاضر أمي .. ساحضره لكِ أو احضر لكِ أجمل منه .. نامي الآن "

ظلت تهمس لدقائق طويلة وروينة جالسة جوارها تستمع صامتة ودمها يغلي غضبا إلي أن راحت في سبات الوجع
استدعت روينة إحدى الممرضات إلي الغرفة ثم أخرجت لها عدة أوراق نقدية قائلة برجاء

" اريد منكِ خدمة .. اريد أن أخرج لساعة واحدة واريدكِ ألا تفارقيها حتى أعود "

أخذت الفتاة المال نظرت إليه ثم قالت

" ساعة واحدة لأن لدي عمل "

اومأت روينة وألقت نظرة أخيرة على أمها ثم خرجت إلي وجهتها !.







على باب بيت أختها طرقت بكفها ضربات عالية متتابعة فأسرعت داليا تفتحه لتطالعها بدهشة ثم تُفجَع ملامحها تسأل

" روينة !.. هل حدث شيء لأمي ؟ "

دخلت بوجهها الصلب تسأل بغضب

" أين زوجكِ ؟ "

أشارت داليا للغرفة الوحيدة ترد بتوجس

" بالداخل .. لماذا ؟ "

دخلت روينة تنهب الأرض بخطواتها النارية لتجده ممددا على الأريكة غائب عن الوعي بتأثير المخدرات .. وجهه المغبر وعيناه الشبه مغلقة عرفتها وهى تقترب منه وكفها تنزل على وجهه بصفعة جعلته يهب منتفضا

شهقت داليا بذعر ولم تنتظر روينة حتى ينهض بل انحنت ترفع حذائها وتنزل به على جسده صارخة

" تضرب أمي وتسرقها يا ابن ..... يا مدمن يا أحقر الرجال "

تضربه روينة بكل عزمها على كل ما يطوله حذائها وداليا تقترب تحاول السيطرة عليها صائحة

" روينة يكفي "

لا يستطيع فرج أن يدفعها بجسده الرخو واعصابه الممزقة بالإدمان وهى تصرخ بقوتها

" يا ابن ...... يا ..... يا أدنى أهل الأرض "

لوح بذراعيه يدفعها وهو يسبها بصوته التائه

" ابتعدي عني يا ..... يا بنت ..... "

تمسكها داليا وتظن انها تهدئها بالقول

" أنا أبعدته عن أمي روينة لم يضربها "

اطلقت عيناها شررا يحرق كل شيء وفارت الدماء على وجهها وهى تلتفت لأختها هاتفة

" كنتِ حاضرة ؟! "

بنفس الحذاء نزلت على داليا وهى تصرخ بجنون

" كنتِ حاضرة يا ناكرة الجميل يا ...... "

اختلط صراخها بصراخ داليا وجعاً بالضرب ليأتي ابنها وابنتها يبكيان على باب الغرفة وروينة لا ترى أمامها بالغضب تضرب داليا وفرج بكل قوتها
نهض فرج مترنحا ليرفع قدمه يدفعها في بطن روينة فتتأوه متراجعة خطوات صارخا بشيطانية

" ابتعدي يا امرأة "

دفعته داليا ليقع على الأريكة وهى تصرخ

" هل جننت ؟.. إنها حامل "

جنت روينة أكثر بحقها وحق أمها معاً فاندفعت من جديد قاتلة أو مقتولة تضرب فرج وتصفعه وتتمتم بغل قلبها منذ سنوات

" أنا سأريكما واعلمكما الأدب من جديد يا ..... "

حالت داليا بينهما لثوان ركض فرج فيها هاربا للمطبخ وتتوسلها باكية

" توقفي روينة إنه ليس بوعيه "

تهتف روينة وهى تشد شعر أختها حنقا

" ماذا سيفعل أكثر ؟.. إنه ليس رجلاً ليفعل شيئا .. يتصرف كالنسوة ويمد يده على الحريم .. أنتِ السبب يا .... "

يعلو بكاء أولاد أختها مع بكاء داليا ليظهر فرج بينهما بيده سكينا وبلحظة فارقة .. طعنها

سالت الدماء على البساط المتهتك وداليا تغطي فمها مفتوحة العينين لاخرهما صارخة

" روينــــــة "

صرخة شقت كل شيء .. صرخة لم تعيها روينة في ألم النار التي اجتاحت جسدها

سقطت على ركبتيها ويداها معاً على النزيف جاحظة العينين تخرج روحها وهمسة منها لم يسمعها أحد

" ابني "

مع الدماء سالت دمعة وهى ترى ما ترى .. كُشِفَ عنها غطاءها .. بصرها اليوم حديد

ليس جزاءكِ يا قانعة الصبر .. بل جزاء مَن استتر بالخطأ وهو مفضوح .. جزاء مَن رضى بالظل خوفا من كلام الناس
أين الناس ؟!.. غاب الناس .. وغابت الروح

وماتت الصابرة الراضية .. رضت بنصيبها كله مهما كان .. ها هو الختام
وانهار جسدها على الأرض .. فاضت الروح لخالقها الرحيم .. فرحمتك يا رحيم

وصرخة أخرى بلا جدوى من بلاء الأرض

" لااااااااا ... أختـــــــي "

ضاع الصوت فراغاً .. ضاعت حياة.







مرت ساعات أخرى

لا يدري أحد ما يحدث في مكان غير مكانه قد يغير حياته كلها
ورده اتصال قرب منتصف الليل وهو في المشفى بجوار يحيى
أجاب عماد وباله ينشغل في ألف أمر وأمر

" داليا .. لماذا تتصلين بهذا الوقت .. كيف حال أمكِ الآن ؟ "

أتته حروف ميتة .. مترددة مكسورة

" مـ ... مـاتـت "

أطرق عماد قائلا بأسى

" لا حول ولا قوة إلا بالله .. اعطني روينة .. هل تستطيع التحدث ؟ "

بكت داليا كل شيء ضائع .. بكت حياة ضائعة
أم ستموت .. زوج سيُعدَم .. ابناء وإخوة في رقبتها وحدها .. وأخت مقتولة
بكت وقالت

" ليست أمي مَن ماتت .. فرج .. قتلها وقُبِضَ عليه .... "

شحب وجه عماد وانسحبت منه الحياة قبل أن تنطق

" إنها .. إنها رويـنـة "

وقع الهاتف .. وتجمد كل شيء بعدها في صدمة تامة.












تمت الاجراءات كالمعتاد حتى يستلم الجثمان بأمر النيابة
روينة ماتت !.. لا .. سلاف ماتت !!
لقد استوعب منذ أيام فقط أن سلاف ماتت .. كانت حفنة من التراب بيده وانسابت
هل انسابت روينة ؟! ‏

الساعات تمر وهو لا يفقه شيئا يدور حوله .. الجميع حوله في سواد .. صراخ .. عويل .. وعزاء
فؤاد معه ينهي أوراقا لا يدري عنها شيئا
وفجأة أصبح في المسجد ‏وهو يصلي صلاة الجنازة أمام صندوق خرج من سيارة إسعاف محمولا على أكتاف الناس

هل يبكي ؟.. لماذا يبكي ؟.. على مَن يبكي ؟
هل راحت روينة ؟
لمَ كل تلك الدموع من عينيه تسيل ؟
وصرخة مكتومة تشق حلقه دون أن تخرج

القلب توقف كأنه ميت .. والأنفاس ملتهبة كأن الشمس في جوفه طلعت
هل يسير الآن مع الناس ؟.. يتقدمهم والصندوق على كتفه يحمله .. هل هذه جنازة ؟
هل يحمل نعش روينة ؟
روينة لم تعد تنتظره ؟!

وفجأة أصبح أمام قبر مفتوح
الصندوق ينزل أرضا وتمتد يداه مع خالها وأولاده ليخرج الجثمان الملفوف بالكفن الأبيض
واهتاج كل ما فيه .. ليس خالها .. ليس خالها الذي ضايقها كثيرا بحياتها
هو وحده الأوْلى بها .. بتوديعها

صرخ فيهم أن يبتعدوا ليحملها وحده .. كانت أثقل مما اعتاد .. أثقل كثيرا .. مخشبة الجسد .. مثلجة .. هامدة
ولم يستطع .. خذلته ذراعاه .. خذلته قدماه .. خانه جسده وانهار فوقها باكياً .. باكياً

يسمع الدعوات والرحمات صاخبة ولا يفهم ما يقال .. حتى فهم إحدى عبارات فؤاد وهو يرفعه لينهض فيحتضن الكفن
وبكل قوته جذبه فؤاد ليقف ويحثه ليكرمها بدفنها .. فحملها حتى أنزلها إلي القبر بيديه .. مثواها الأخير

وتركه فؤاد يجثو على التراب جوار قبرها لا تحمله ساقاه .. يراهم وهم يرفعون الفأس ويهيلون التراب لإغلاق القبر
وأحد الشيوخ يدعو لها بالرحمة والمغفرة
وانتهى كل شيء

حبيبته ماتت مجددا .. مطعونة
تركته .. لن يراها مرة أخرى .. لن يكلمها مرة أخرى

راحت روينة
مَن بعدها ستكون كل النساء .. مَن بعدها سيخفف عنه الدنيا
مَن يتحمله .. مَن يشكو إليه ويقبله بعيوبه قبل مزاياه

راحت روينة
لن تفتقده مجددا .. لن تسمعه مجددا
لن يؤلمها .. لن يظلمها .. لن يبرر لنفسه أنانيته

رحلت روينة
رحلت لتريحه وترتاح منه .. أخذت القرار بنفسها وتركته .. نفذت ما صعب عليه

رحلت روينة
وهى راضية .. شاكرة .. رحلت مع أمنيتها بطفل في احشائها
طفل !!!.. هل مات ابن له لم يرَ النور ؟!!

ربااااه .. لقد نسى انها حامل
كل هذا الحزن لها فقط .. وولده ؟!.. طفله منها
راحت دون أن تترك له ذكرى منها .. قطعة منها

راح طفله
الدموع تنهمر في ذبح جديد يا موعود الفراق
هذه المرة ليس ضلعا مكسورا .. بل موتا محتوما
كسرة لم يشعر بها يوما

لو فقط تعود دقيقة واحدة ليخبرها انها كل شيء إليه
لو تعود دقيقة واحدة ليخبرها انه سيعيش لها فقط

هكذا هو الإنسان .. لا يشعر بقيمة ما لديه إلا بعد .. الفقدان
انتهى كل شيء
انتهت حكاية .. ورُفِعَ القلم





انتهى







نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 12:58 AM   #2064

دانه عبد

? العضوٌ??? » 478587
?  التسِجيلٌ » Sep 2020
? مشَارَ?اتْي » 512
?  نُقآطِيْ » دانه عبد is on a distinguished road
افتراضي

يعني ليش هيك تعملي فينا دموعي نزلت عليها روينه حرام تكون نهايتها الموت احزنتيني جدا ولكن تظلي أنت رائعه مبدعه بانتظارك دائما

دانه عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 01:05 AM   #2065

Hendalaa

? العضوٌ??? » 383726
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 222
?  نُقآطِيْ » Hendalaa is on a distinguished road
افتراضي

انا حزينة جدًا جدًا لموت روينة .. متخيلتش دي نهايتها كنت متوقعة صدفة تتقبلها ويعيشوا سوا

Hendalaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 01:18 AM   #2066

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 131 ( الأعضاء 41 والزوار 90)
‏sandynor*, ‏هبه جلال اسماعيل, ‏دنيا الحياة, ‏منالب, ‏أنثى متمردة, ‏عائشه عادل, ‏باااااااارعه, ‏Moon roro, ‏اويكو, ‏dorra24, ‏Hendalaa, ‏nevoo, ‏Masc6, ‏لولوn, ‏ساره ابراهيم حلمي, ‏ريم الحمدان, ‏emy e m, ‏الرسول قدوتى, ‏قمر صفاء, ‏taljaoui, ‏Varan, ‏شغف الحياة, ‏رقيةرقية16, ‏الزهره الحمراء, ‏سلمى يونس, ‏نسائم ., ‏Statin, ‏مكه٢٠١٩, ‏Hazar Maani, ‏االمااسة, ‏ليان ملاك, ‏نهى حسام, ‏nes2013, ‏فديت الشامة, ‏mayna123+, ‏عطر الاحساس, ‏houda4, ‏يمنى ام تميم, ‏rokaya, ‏hadeer22


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 01:21 AM   #2067

houda4

? العضوٌ??? » 389949
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 393
?  نُقآطِيْ » houda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond reputehouda4 has a reputation beyond repute
افتراضي

مع اني لم احب موت روينة ابدا صراحة اجدها اكثر واحدة احب عماد
لكن اعجبتني نهايتي
هكذا هو الإنسان .. لا يشعر بقيمة ما لديه إلا بعد .. الفقدان
انتهى كل شيء
انتهت حكاية .. ورُفِعَ القلم

عماد ام يعرف قيمة روينة ابدا الا عندما وضعها في التراب


houda4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 01:33 AM   #2068

هبه جلال اسماعيل

? العضوٌ??? » 484371
?  التسِجيلٌ » Jan 2021
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » هبه جلال اسماعيل is on a distinguished road
افتراضي

ما بعرف حتى الان انا مصدومه من نهاية روينه اكثر شخصيه بالروايه 😥😥😥😥😥

هبه جلال اسماعيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 01:50 AM   #2069

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

روينه لا احبها بس قلبي اتوجع بشكل ودموعي تسيل بسببها اه ياصغيره اه وجعتي قلبي ياحبيبتي كانك انسانه من لحم ودم

ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-06-21, 01:53 AM   #2070

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

انا بحب وصال اوي اوي اوي

ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.