آخر 10 مشاركات
زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )           »          مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          واثق الخطى ملكاً فى قلبي *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : حياتى هى خواتى - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيـ الغرام ـاد -ج2 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائــد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree276Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-06-21, 06:05 AM   #2151

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,915
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي


أطيب قهوة للغالية نوور






Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 14-06-21, 05:25 PM   #2152

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,915
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي



Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 12:03 AM   #2153

Jinan_awad

? العضوٌ??? » 423610
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » Jinan_awad is on a distinguished road
افتراضي

في انتظار الفصل

Jinan_awad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 12:31 AM   #2154

سوزان سول

? العضوٌ??? » 485482
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 70
?  نُقآطِيْ » سوزان سول is on a distinguished road
افتراضي

اليوم فصل صبايا

سوزان سول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 12:35 AM   #2155

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




البريق الثامن والثلاثون ... الجزء الاول





أربع ساعات على الطريق الجديد كانوا فاصلا بين إبلاغ وصال له بالخبر وبين وصوله إلي المركز الطبي بالوادي
لم يكن استوعب بعد انه نطق طلاقاً حرر به وصال وتحرر معها حتى رن هاتفها وأتاها الخبر لأن هاتفه ما زال مغلقا
وصال ابلغته الخبر مفجوعة بالكارثة فانصعقت ملامحه وهو يسمع خبر موت جديد مماثل .. حبيبته وابنه

وبعدها لم يدرِ بشيء ، عقله توقف وعيناه مفتوحتين دون أن يبصر حوله ، كأن المطارق على رأسه تضرب .. وعواء شديد يدب بأعماق مخه ويسري لكل جسده يصيبه بالشلل لدرجة فقد حواسه
لم يستطع القيادة ، في سيارة غريبة ركب إلي سفرٍ لحزنٍ جديد
تائه .. مجرد جسد تنقله الرياح وتذيقه برودة حتى العظام
ومشاعره .. مجرد خيوط مموهة .. مقتولة الروح

وصلت السيارة إلي المركز الطبي فنزل منها وسؤال واحد يدور بعقله .. ماتت ؟
في ممرات بيضاء يسير دون أن يفقه اتجاهه ، نظراته مشوشة ينتظر رؤية أحد ما يعرفه
أبصر والده على مقعد بعيد فتباطأت خطواته وشفتاه تهمس بلا وعي كل تذكار من الموت له

ماتت .. صدفة ماتت .. روينة ماتت .. سلاف ماتت
وتباعد الطريق حتى اللقاء .. حتى مرت ثوانٍ ? عمر يحتضر ..
وأمام والده ينتظر الموت بهمسه

" ماتت ؟ "

وقف الشيخ رشاد عابسا بشدة يرى السنوات تعود لتلك اللحظة التي فقد فيها عماد روحه .. ووقع مذبوحا على صدره
عيناه على باب أبيض خلف أبيه تغيم بلمعانٍ من دموع يهمسها ليتعذب بها مرة أخرى

" صدفة ماتت ؟ "

أمسك الشيخ رشاد بساعده يشد عليه قائلا

" لا يا ولدي .. امرأتك بخير الحمد لله "

صدفة حية .. صدفة خلف هذا الباب على هذه الأرض معه .. بإمكانه رؤيتها
تحرك خطوة للغرفة ولم يشعر بدمعة تنحدر على وجهه صدمت أباه الذي أوقفه .. أطبق على ساعده أكثر يمنعه فالتفت يظن أن أباه أوقفه ليخبره فسأل بصوته المذبوح

" ابني مات مجددا ؟ "

ربت رشاد على كتف ولده بقوة وبقبضته يشد عليه بكل عزمه ونظراته تبرق حزماً ليقول بصلابة الرجال

" كلاهما بخير .. حفظهما الله من وقعة شديدة .. ربي لا يكسرك أبدا .. اچمد وامسك دموعك يا ولدي .. أنت عـماد الزِيِن "

نظر عماد لأبيه نظرة فارغة من كل شيء .. وانخفضت عيناه أرضا .. وما زالت روينة .. كسرة لم يشعرها يوما
لكن خطوته تجاه الباب حملت كل بقايا الروح فيه .. فتحه ليبصر قدره
على سريرها نائمة مغمضة العينين لتفتحهما وترى القادم .. والقادم لها حب .. وذنب

اقترب منها حتى جلس على حافة السرير ينظر لعينيها الدامعتين بكل كلام الدنيا
تلك العينان .. أمواج ما زالت تمنح الحياة
ابنه الذي دخل شهره السادس ما زال هنا يشهد حزن أبيه
حفظهما الله من أثر السقوط كي لا يسقط هو بلا رجعة
نظر عماد إلي بطنها واقتربت يده لتلامسها ثم تراجع متسائلا

" أنتِ بخير ؟ "

سالت تلك الدموع لأجل لمسة ما اكتملت
اعتدلت صدفة لتنهض جالسة بألم سائر جسدها وكدمة ظهرها والنزيف الذي تمكنوا من إيقافه قبل سقوط الجنين وهى تومئ برأسها إيجابا وتسأل بارتجاف

" وأنت ؟.. أنت بخير ؟ "

لم يكن هناك عتاب

لماذا لم يتصل كل منا بالآخر ؟!
هل تخلى كل منا عن الآخر بأصعب أوقاته ؟!
هل ترك كل منا يد الآخر .. أم قلب ترك القلب الآخر ؟!

كان هناك عشقها بعرض السماء .. حباً أكثر من نفسها
وعشقه .. الذي يحمل ذنوبه وحزنه
لم تكن هناك إجابات لاسئلة لن تكون
لم يكن هناك كلام أبلغ من حديث العيون

كلاهما فقط ارتمى في حضن الآخر .. وانهارت دموع لا نهاية لها
وصرخ الحزن داخل القلوب ينعي الراحلين .. رثاء حب أقسى من كل نبض الألم .. أكثر وجعاً بالذنب والندم
ولا دواء هذه المرة إلا بالجواب ..
هل ترك كل منا يد الآخر .. أم قلب ترك القلب الآخر .. أم سيترك ؟!.


















الصدمة .. أكبر مطرقة قد تسقط على رأسك ، تجعل العالم حولك مموهاً كأن كل شيء طُمِسَ بالضباب فتراه كالكابوس ، مجرد صورة خيالية لكنها تؤلمك حين تستيقظ .. وقد تبكيك حين نومك
صدمتها .. زايـد مـندور

وهى .. جفت دموعها وتجمدت كأنها صارت فجأة قاحلة .. ووقع الصدمة عليها جعلها في عالمها الضبابي مكسورة المشاعر .. وشظايا الكسور تجرح كل جزء منها ببطء مؤذٍ .. عذاب لا يوصف بكلمة .. عذاب
الرجال حولها صدمتهم غضب ونار يخططون لها وهم يحاولون العثور على زايد بلا فائدة ، يبدو انه بالفعل أمهر مما كانت تتخيل

أن يمثل عليها الحب .. اللجوء لوطنه .. اللجوء لها .. أن يمثل عليها الحياة
حياة انسحبت من ملامحها وهى جالسة داخل إحدى سياراتهم حتى يقرروا ما يفعلونه بها ، خائفة .. شعورها بالموت أقرب
بفستان خطبتها الذهبي الذي ما فرحت به .. تذكرت الخطبة الليلة وإذ به يخطر على بالها .. مصطفى .. لم يكن ليؤلمها يوماً !

فجأة وجدت أحدهم يركض ليعلو صوته وسطهم

" الشرطة قادمة .. دخلوا هذا الطريق "

ساد الرعب في خطواتهم بالمكان الجانبي المهجور وآخر يشير إليهم بركوب السيارات صائحاً بغضب

" فعلها زايد وأراد تسليمنا "

بين ذعرهم تخبط يسارعون للرحيل حتى ركب أحدهم معها يسأل الآخر وهو يمسك ذراعها بحدة

" وماذا نفعل بها ؟ "

تأوهت فجر متسعة العينين تنظر إليهما بارتجاف كل جسدها رغما عنها فركب الرجل مكان السائق وسارع بالقول

" اتركها "

رد الآخر وهو يهزها بعنف

" لقد تعرفت علينا "

انتفض قلبها معها ذعرا تظن انهم سيأخذونها وهو يدير محرك السيارة ثم يصيح فيه

" لا يهم .. لا دليل اننا دخلنا البلد من الأساس .. كلامها لن يفيد بشيء .. هيا اتركها بسرعة "

مال الرجل عليها فصرخت فجر بلا وعي مغمضة عينيها خوفا لكنه فتح الباب المجاور لها وبكل قوته دفعها لترتطم بالأرض لتطير السيارة مخلفة الرمال عليها ..

شعرت فجر أن جسدها انفصل عن بعضه بقوة وقوعها ، وألم رهيب .. ألم فتت عظامها إلي أجزاء .. وكل جزء يصرخ فيها قهراً.





















توقف أكرم بسيارته أمام قسم الشرطة وظل بها لا يستطيع النزول ، اخر مرة كان هنا بسيارة الشرطة المصفحة وقت ترحيله إلي السجن
ذكريات سوداء لا تتركه كأنها تحت أظفاره تنحت فيه تعذيبا

ومهما مرت الحياة والعمل وانشغلت دنياه ينبثق من حيث لا يدري أثر يثبطه للأرض مكانه كهذه اللحظة
لا يعرف لمَ تم استدعائه اليوم ؟!.. يعرف فقط أن كل جرح بجسده ظاهرا أو زائلا يتألم من جديد كأحد يفتحه مجددا بسكين حامٍ

نزل من السيارة وتوجه للداخل وبدأ ارتجافه مع كل خطوة للمكتب الذي يحوي هاجسه .. توفيق العشماوي .. ضابط من فساد الأرض يظن انه استعبد الناس حين وضع على كتفه نجمة !

بالطريق القاتم المقبض يتطلع حوله وكلٌ في شغله .. مَن يقدم بلاغا ومَن يصيح غاضبا ومَن أمسى مظلوما ومَن أخذ جزاء ظلمه
عيناه التقت بعيني ضابط يخرج من مكتبه فتوقف لحظة لتطل من عينيه نظرة استغاثة لم يدركها قبل أن يتابع طريقه

مجدي الصبّاح .. ضابط من خيرة رجال الدنيا لم يبخل يوماً بمساعدة أحد منذ وضع على كتفه نفس النجمة !

نظر مجدي إلي ظهر أكرم يحاول أن يتذكر أين رأى هذا الوجه من قبل ؟!.. أين ؟

على باب مكتب توفيق وقف أكرم وقلبه يتلوى بالغضب والخوف معاً .. رأى وجهه وتجمدت ملامحه لتعلو في نفسه .. رغبة غثيان

أنهى توفيق اخر شطائره ثم رفع عينيه يرى مَن القادم ليعتدل فاردا ذراعيه على أريكة جانبية يجلس عليها وينظر إلي أكرم من أعلى إلي أسفل قائلا باستهزاء

" أهلاااا .. هل أقول أهلا برجل الأعمال أكرم رافع أم بالسجين المفضل لدي أكرم زاهد رافع ؟! "

عينا أكرم تحكي ما لم يستطع قوله ويتمزق برغبة سادية أن يقطع من لحم توفيق بلا رحمة دون أن يرف له جفن
أشار توفيق له بالدخول فتحرك أكرم خطوة ثقيلة قبل أن يسمع الصوت البغيض

" اخلع حذاءك قبل أن تدخل يا أكرم "

تسمر مكانه تبرق عيناه غضبا وتوفيق ينظر إلي حذائه الثمين مشيرا إليه بإهانة يقول

" اخلع إذا كنت تريد أن تبيت بحضن المدام الليلة ... وإلا .. "

اشتدت نظراته أكثر حريقا وعنفا وتوفيق ينهض متجها لمكتبه يجلس خلفه رافعا قدميه على المكتب ويتمادى مبتسما بتشفٍ

" الزنزانة باردة وأنت أكثر مَن يعرف وليست كأحضان زوجتك ... مؤكد جسدها هى .. أكثر سخونة ! "

لم يتمالك أكرم أعصابه فأسرع إليه ملتفا حول مكتبه يقبض على ياقته صارخاً بكل غضبه وكبت السنين

" ماذا تريد مني ؟.. ضاعت حياتي كلها .. ماذا تريـــد ؟ "

اسودّ وجه توفيق كأنه تحول لشيطان لعين وهو يدفعه صراخا

" هل جننت ؟.. يمكنني أن اسجنك لبقية عمرك على هذا فقط "

تنفس لاهثا بالغضب يعدل ملابسه ثم تابع بشيطانية

" لكنني لن افعل .. ساتركك هكذا .. تدور حول نفسك خوفا .. كعب دائر .. ورجل أعمال مشبوه لا سمعة إلا بالسوابق "

تفور الدماء في عروق أكرم وتنتفض بالغضب ولا يستطيع فعل شيء لظالم يتحامى بالسلطة .. ولا أقسى من قهر الرجال ظلماً
دخل مجدي إلي المكتب متذكرا أين رأى أكرم ؟!

منذ ثمانية أعوام حكى له سجين حكايته دون أن يعرف انه ضابط ، تخفى مجدي داخل السجن ليكتشف مؤامرة مُدبَرة ضد أحد الضباط ، وهناك وجد السجين .. أكرم .. طالب كلية الهندسة الذي اعتُقِل وهو يحمل زميله المقتول على كتفه في مظاهرة الحرية

اقترب مجدي من المكتب يبتسم قائلا بمداهنة

" توفيق باشا .. اريدك في استشارة هامة .. وبعد إذنك لو تجعل أكرم يذهب لانه معرفتي "

جلس توفيق يتبادل النظرات بينهما متسائلا

" من أين تعرفه هذا ؟! "

مال مجدي عليه يقول بخفوت

" اعرفه منذ كان في كلية الهندسة .. وبعدما خرج من السجن لم يعد له علاقة بشيء .. اريده منك واجبا وسيظل في رقبتي لأرده لك "

طالع توفيق أكرم الواقف مكانه ينظر له بغل ثم قال ساخرا

" لولا مجدي باشا فقط لكنت مكثت هنا معي إلي يوم يبعثون .. اذهب يا أكرم باشا !! "

ألقى أكرم نظرة امتنان على مجدي الذي أشار له برأسه أن يخرج فغادر بانكساره وحطامه الذي لا يراه أحد
جلس مجدي أمام توفيق يسأل

" ما الذي تريده منه ؟ "

أخرج توفيق إحدى مجلات الاقتصاد والأعمال ألقاها أمامه عند صفحة معينة قائلا باستياء

" لا اعرف يا أخي .. يغيظني .. كل مَن مروا تحت يدي خرجوا مدمرين ومنهم مَن لم يخرج أساسا .. ويأتي هذا الولد ويعمل ويتزوج ولا كأنه رآني "

نظر إلي المجلة حيث صورة لأكرم وأخته وابن عمه رؤساء مجموعة اقتصادية كبرى ثم قال

" هذا ما سيجعلك تتسلى به كل عدة أيام ؟! "

ضرب توفيق بكفه على المكتب غرورا بالقول

" توفيق العشماوي لا يُنسَى يا مجدي .. حتى سيكون عيباً على اسمي يا رجل ! "

هز مجدي رأسه مبتسما لا يظهر كم يحتقره فاعتدل توفيق مشهرا سبابته يقول بتبجح

" لأجلك فقط لن اضره لكن تذكر .. لي عندك واحدة "

ضرب مجدي على جانب رقبته ثم اومأ برأسه موافقاً وهو يتمنى لو تكون الخدمة إكرامه .. بدفنه !.











وصل أكرم إلي بيته من الدرج الخارجي كي لا يمر على الزهراء وألماسة اليوم .. استقبلته دموع وهى تخرج من المطبخ تعد الطعام قائلة بابتسامتها

" ربع ساعة فقط وكل شيء سيكون جاهزا "

دخل أكرم إلي غرفة نومه بلا كلمة .. جلس على سريره متجمدا كأنه عاد سنوات للخلف ، لدرجة نظره للجدران حوله خوفا أن تتحول إلي قضبان
البساط تحت قدميه ما زال بساطاً سميكاً ليناً .. لا أرض رمادية عارية باردة

يعرف انه لن يتخلص من تلك الوصمة لكنه لم يعرف انها ستدمره بنفس القوة كل مرة
في تلك الأيام كلما اشتد الوجع بجسده اتجه لوجع الروح يستلذه ويستعذبه بغيابها .. تلك الحاضرة بين غياهب عالمه

خطاباتها كانت له مأوى يلجأ إليه كلما تألم من الدنيا ، تذكره أن ثمة مَن ينتظره ويفكر فيه
خطاباتها التي يحفظها عن ظهر .. قلب عاشق

دائما تبدأ باشتياق وتنتهي بحب ، وصورتها على الورق مجسدة بين الحروف حين الكلمات تترنم بصوتها وتسمعه اخر ما عزفت


( اشتقت إليك قدر كل هذا العالم ، اكتشفت انه لا قيمة لشيء دونك يا أكرم ، كل ما تمنيته طوال حياتي وجدته يتلخص في شخص واحد .. أنت فقط ، غريب أن تكتشف أن أمنياتك ما هى إلا فراغ ، دنيتي الآن مجرد أيام تمر حتى تعود إليّ ، وسانتظرك حتى نَفَسي الأخير .. أحبك )



( اشتقت إليك أكثر من كل مرة ، اليوم كنت في معهد الموسيقى ، غداً سيمر عليّ ثلاثة أعوام في عزف الكمان ، لا اطيق الانتظار حتى اعزف لصوتك ، هل ما زلت تغني يا أكرم ؟ ، إياك أن تنسى أن صوتك هو حريتك رغما عن الجميع .. أحبك )



( هل هناك كلمة أكبر من اشتقت إليك لتصف كم افتقدك ؟ ، أنا غاضبة .. غاضبة منك بدرجة لن تتخيلها ، اريد أن أراك ، لماذا ترفض زيارتي يا أكرم ؟ ، ألا تريد رؤيتي ؟ ، هل نسيت دموع يا أكرم ، لا كلمة واحدة ترسلها لي ، سأظل غاضبة حتى ترد عليّ .. ولا تنسى اني أحبك )



( اصبح الشوق إليك كالهواء أعيش به يوميا ، كيف حالك اليوم ؟ ، حضرت محاضراتك كلها وأعددت لك أوراقها وستسلمها إليك ماسة ، هى ستخبرك عن حالتي ، هل تتألم مثلي أم أكثر ؟ ، ماذا فعلوا فيك يا حبيبي ولا اعرفه ؟ ، ما زلت اتساءل لماذا لا ترد عليّ لكنني لن أتوقف حتى اسمع منك ، وسيأتي يوم يجمعنا قريبا جدا يا أكرم ، فقط تمسك بالأمل الذي علمته لي يوماً .. أحبك أكثر من نفسي )



دخلت دموع لتجده على السرير ساكنا فالتفت حوله تجلس جواره وصُدِمَت بالدموع التي تسيل من عينيه
اعتدلت تمسح وجهه وتتفاجأ ببرودته وشحوبه وهى تسأل بلهفة

" أكرم ما بك ؟ "

تتحسس صدره لتجده باردا وتشعر ارتجافة جسده تحت يدها فتهزه بقلق هاتفة

" أكـرم "

انفجعت ملامحها وهو يحاول التحدث أكثر من مرة فيعجز لسانه عن الكلام حتى همس تائها

" اريد أن أنام "

نزلت دموعها وهى تراه عاجزا عن الحركة ولا تفهم لكنها تشعر بحطامه هذه اللحظات
فقط هزت رأسها وجثت أمام قدميه تخلع حذاءه وتؤلمها تلك الارتجافة التي تثلج جسده
نهضت لتحثه أن يميل للسرير فصدر منه أنين ضعيف قتلها وهو يهمس

" لا اريد أن أنام بهذه الثياب "

تنفست دموع بألم كاد أن يوقعها بجواره لكنها شدت عزمها لتربت على كتفه وترد

" حاضر "

بأصابع مرتجفة نزعت سترته وفكت أزرار قميصه ودموعها تتساقط عليه قطرات عذاب معه كلما لمست جسده البارد
أحضرت ملابسه وساعدته لتغيير ثيابه بحركته البطيئة المرتجفة كأن هناك ما يسبب له شللاً وقتياً .. وتلك الثياب التي سقطت كأن نظرات توفيق علقت بها وتخترقه سهاما حارقة ..

انتهت وركنت الثياب جانبا وعادت تمسح على كتفه وهو يرتاح على جانبه ليهمس بشيء ما لم تسمعه فمالت عليه تسأل باكية

" ماذا تقول يا أكرم ؟ "

أغمض عينيه لتشعر اصطكاك أسنانه برجفة أعلى وأنين أكثر إيلاما يكرر ما همسه

" غطيني وظلي بجانبي "

رفعت دموع الغطاء مسرعة غطت جسديهما معا لتلتصق به تحتضنه بكل قوتها تغطيه مع الغطاء وهى تكتم دموعها حتى يسكن وينام .. وتعلم أن أوجاعه لن تنام يوماً.


















دار الزِيِن

وصل عماد إلي داره بعد مكالمة من أمه أيقظته ، مجرد إبلاغه بما صار تحديدا كان كفيلا بتحويل كل حزنه إلي غضب .. والغضب فيه أعمى
جاءها اليوم الذي لم تتقي فيه شـر الحليم إذا غضب
ستر ومرر وتغاضى وأغدق وتحامل وتظاهر وأمّن وتحمل
ليلة هى ليلة .. ليلة غابرة لا قمر فيها ولا نجوم

فتح باب غرفتها وكانت أمامه بوجهها الفاتن المغبر لعينيه .. رأت ملامحه ودب الرعب في جسدها فتراجعت لمرآتها مشيرة له أن يهدأ

" عماد ... اسمعني أولاً .. أنت سمعت منها فاسمع مني "

بخطواته الثابتة اقترب وبامتداد ذراعه قبض على شعرها الطويل فصرخت مذعورة

" لا يا عماد اتوسل إليك "

دفعها دفعة واحدة بالمرآة ليهتز ما عليها ويسقط أرضا ثم قال بنبرته المرعبة

" قلت لكِ انني باقٍ عليكِ لأجل صلة دم ستنقطع قريبا ومع ذلك لم تهتمي "

فجأة دارت الدنيا حولها فأحاطت جسدها بالألم والدموع تتجمع بعينيها صارخة

" ماذا ستفعل بي ؟ "

جذبها من شعرها ليخرج بها من الغرفة وتابع كلامه كأن لم يسمعها

" أبعدتِها عني مرة وأردتِ هذه المرة قتلها وقتل ابني "

تجمع كل مَن بالدار بالأسفل على صراخها

" آآه .. يا خاااالـتي "

اتسعت العيون أمام المنظر الرهيب لوجه ليلة الأحمر وشيطان عماد هذه اللحظة فلم يجرؤ أحد على التدخل وهو يأخذ حق امرأته وطفله منها كما فعلت
لف شعرها على كفه ليوقعها ويجرها أرضا على نفس الدرج ويقسم بلهجته

" ورب الكون إن كان حدث لها أو لابني أي شيء لكنت قتلتكِ "

درجة خلف درجة تصطدم بها جواره ولا تحتمل الوجع منتفضة مع بكائها تصيح

" لااااا ... اتوسل إليك سامحني "

نظر لوجهها المغرق بالدموع والكحل الأسود يكاد الدم ينفر منه فتغلي دماؤه أكثر كلما تذكر قول الطبيب عن كمية الدماء التي فقدتها صدفة ليجذب رأسها لأعلى في مستواه صارخا

" ورب الكون لكنت قتلتكِ "

عاد يصدمها بالدرج يشد شعرها أكثر يكاد يقتلعه من منابته وهى تستجير بأعلى صوتها

" يا شيخ رشااااد "

وصل للأسفل فتراجع الجميع تحت الدرج مشدوهين بما يروه من عماد لأول مرة
وبكل عنف يعربد بعروقه الآن رفعها أمام وجهه ليرمي بوجهها كلمات تمناها منذ سنين

" الآن لن ألوث يديّ بدمائكِ النجسة ( القذرة ) .. لكن لو رأيت وجهكِ الأسود مرة أخرى سافضحكِ .. سامعة ؟ "

ساقاها لا تحملها وجسدها يتثاقل ويسقط وهى تطلب رحمته باكية

" اقبّل يدك يا عماد دعني "

تركها .. ارتمت تبكي على الأرض تشعر كل لحظة ألم شعرتها صدفة وتئن بكرامة ضائعة وكبرياء مهانة وجمال لم يبد له معالم
نظر عماد إليها لثوانٍ تحول فيها غضبه لنفسه مدركا كل ما فعل متأخرا .. لقد عاد به الزمن لتكون ليلة وحدها إجباره الوحيد !

واليوم .. ما تردد لحظة كالماضي وهو يقولها أخيرا

" أنتِ طالق .. طالق "

ما كانت لتبقى ليلة على ذمته بعد وصال وروينة .. الكلمة اليوم لقلبه ولا غير

فُجِعَ وجهها وسكنت للحظة واحدة كأنها نسيت الألم .. فقط لحظة .. زحفت بعدها تتشبث بقدمه وتردد بهذيان

" لا لا ... لا يا عماد أرجوك "

دفعها بحذائه مغادرا فتعود وتتشبث بساقه باكية تتوسله بلا وعي بما تنطق

" اقبّل قدميك لا تتركني .. ردني إليك .. لا تعيدني إلي أبي يا عمااااد .. ساعيش خادمة لك ولها لكن أبي لا "

أبعدها بالقوة ليجد أمه عند باب المضيفة فصاح صوته بانفعال

" اجعلوا أحدا يوصلها إلي دار أبيها ولا اريد أن اسمع لها اسماً أو سيرة بهذا البيت "

تقدمت نادرة تراه يغادر الدار وهى تريحه بما أراد

" حاضر يا ولدي حاضر "

تبكي ليلة وهى تضرب على الأرض بهستيرية لا ترى حولها بالدموع الحارقة لعينيها وتنادي الفراغ

" يا عماااااد "

اقتربت نادرة منها لتقف أمامها تماما فتلامس ليلة قدميّ خالتها وتنوح

" اجعليه يردني أتوسل إليكِ ... أتوسل إليكم "

هزت نادرة رأسها بغير رضا وهى تتعجب .. الآن ليلة عند قدميها كما كانت صدفة قبل ساعات
ما كانت ليلة يوما ضعيفة إلا أمام اثنين .. أبوها وعماد .. تخاف من الاثنين خوفها من الموت نفسه

انحنت لترفع ابنة أختها توقفها فتستند ليلة للجدار بلا قوة تبعد شعرها البني الطويل الملتصق بدموع وجهها لتسمع صوت خالتها قويا صلبا بعزم الرجال

" هل تظنين أن المسكينة التي كادت أن تفقد حياتها وطفلها هى مَن اخبرته ؟ "

نظرت ليلة إليها بضعف تتوسلها

" أنا اخطأت لكن اجعليه يسامحني "

أمسكت نادرة بذراعها تضغط عليه فتئن ليلة ألماً وهى تخبرها بغضبها

" أنا مَن اخبرته يا ليلة .. اخبرته أن امرأته حاولت قتل امرأته .. وطفله "

للحظة طل الكره من عينيّ ليلة لكل ما يرتبط بالوادي قبل أن تنحني نظراتها مهانة تتذكر وضعها الآن وتهمس

" حرام عليكِ "

تركتها نادرة ليرتفع رأسها في عزة وشموخ قولها

" حرام عليّ أنا !!.. هل تعرفين قيمة أن يعود ولدي عماد إلي أرضه وداره بعد شروده لسنوات ؟ "

لم تدرك قبلا ألم هذه اللحظة التي أخرتها قدر استطاعتها ، بعد العز الذي رأته معه تموت رعبا من القادم وهى تقول باكية

" أبي سيحبسني ويزوجني رغما عني .. سأموت .. اجعليه يردني وسافعل ما تريدون "

واصلت نادرة كلامها بقلب الأم وبأس النساء

" لا .. لن تعرفي قيمة ذلك أبداً لانه أغلى من كل شيء .. وهل تعرفين ما أعاده ؟.. تلك المرأة التي كنتِ ستقتلينها .. لذلك قيمتها في هذا البيت من قيمة عودته .. غالياً .. وكرامتها من كرامة ابني .. ومَن يهين كرامة أحد أولادي ادهسه بنفسي "

انهارت ليلة على الجدار بلا أدنى قوة وهى تدرك انها نهايتها مع عماد .. سنواتهما تمر بذهنها تبكيها
لم يحرمها من شيء إلا شيئا واحدا صعب عليه واشمأزت نفسه منها رغم كل محاولاتها فتنته

أصعب رجل قابلته ، لكنه الأكثر رجولة .. الأجمل حنانا .. الأقسى عقابا
رجل غير قابل لفتنة شرهة من أمثالها .. رجل حين وعد أوفى .. وحين أعطى أكرم وهى لا تستحق .. تعرف رغم غرورها .
رجل حين يتكلم يفيض القلب نبضا .. وحين يترك .. يفيض القلب حزنا

بمحاولة أخيرة ترفع عينيها لخالتها تتوسل .. وتتسول

" أرجوكِ .. لأجل أمي "

الغضب بقلب نادرة يتصارع مع رفقها فتقول بتلك النبرة الأبية

" وإن تغاضيت عما سمعته وفعلتكِ في حق امرأة ابني .. كيف أتغاضى انكِ كدتِ تقتلين حفيد الزِيِن الذي انتظرناه طويلاً ؟.. حفيد الشيخ رشاد كبير الزِيِن وابن زينة شبابها "

أغمضت ليلة عينيها تغور أنفاسها للموت بالحياة وجسدها ينضح وجعا فتنهدت نادرة قائلة بحزم

" هذا عقابكِ ودرسكِ الذي سيكون حلقة في أذنكِ بعد اليوم .. لكن .. لأجل أمكِ .. أختي التي أوصتني عليكِ أنتِ وجميلة .. ورغم غضبي منكِ الآن وقسوتي عليكِ لكن تظلين ابنة أختي مهما فعلتِ .. وسأظل اعتبركِ ابنتي رغم حقدكِ وقلبكِ الأسود "

لم تفتح عينيها وهى تسمع قرار خالتها الصارم

" ستعودين اليوم إلي دار الشيخ علوان وبعد فترة ساقنع عماد بردكِ إلي عصمته .. وإياكِ أن تفعلي شيئا قبل إخباري "

لم تتحرك بجلستها اليائسة فأمرتها نادرة قبل أن تغادر إلي المضيفة

" هيا انهضي .. اجمعي ملابسكِ وأغراضكِ .. لا اريد شيئا لكِ بالغرفة "

هدأت الدار حولها في صمت أسود فلا تسمع إلا أنفاسها الرتيبة الملتهبة
فتحت عينيها تلامس الجدار البارد بيدها المكدومة ثم استندت عليه لتقف بوهن ناظرة حولها نظرة أخيرة .. لمرة أخيرة تودع عماد هنا .. وبفكرتها التي لا تملك غيرها هزت رأسها نفيا هامسة

" لن يردني أبداً بعدما نطقها .. لن يفعل أبداً "








بعد دقائق هرولت أم الولد للمضيفة مفجوعة تهتف

" حاجة نادرة .. لم أجد ليلة في غرفتها .. لم أجدها بالبيت كله "

وقفت نادرة متفاجئة بالقول

" هربت ! "

سارعت أم الولد بأهم ما يُسأَل الآن بالمصيبة

" ماذا سنفعل ؟!.. كيف سنخبر الشيخ علوان ؟! "

صمتت نادرة بلا استيعاب وقلبها يتخوف على ابنة أختها وبغير رضا ردت

" ارسلي الغفر ليبحثوا عنها .. لكنها اختارت يا أم الولد .. وكل واحد يشرب كأس ما يختاره "





















بعد أيام

وصلت فجر إلي بيتها بعد يوم عمل عادي ، كل شيء يبدو عاديا لدرجة انها تسأل نفسها .. هل عاشت الكابوس ؟
هى السبب .. كل ما صار لها هى السبب فيه
هى مَن استسلمت للألوان الزائفة والاحتياج الكاذب

استسلمت لأمومة في غير محلها ، وأنوثة لغير مَن يستحقها ، وحب أعمى عينيها وجعلها تهمل تحذير حدسها
وما زالت تسأل .. هل عاشت حقاً الكابوس ؟!
على باب بيتها وجدت رسالة تسمرت أمامها للحظات وهى تدرك مرسلها دون أن تمسها .. ذلك الذي أسمته .. المجهول

أخذت الرسالة ودخلت شقتها وحيدة متجهة لغرفة نومها بخطواتها الميتة تتذكر اسئلة ضابط الشرطة بعدما تم إنقاذها

" لاخر مرة ساسألكِ يا أستاذة فجر .. ألا تعرفين أي شيء ليساعدنا ؟.. ألم تسمعي ولو اسماً واحداً أو تعرفتِ على أي وجه ؟ "

مجرد كلمات خرجت من فمها لتنفي تهمة بها هى قبل أن تكون به

" قلت لك كل ما اعرفه .. لقد خطفوني لسرقتي "

نفخ الضابط بلا جدوى متسائلا

‏" ولا تعرفين المجهول الذي قدم البلاغ أيضاً ؟!.. لقد قدم بيانات كاذبة "

حينها ردت ونفسها تهون عليها ككل شيء

‏" ربما كان أحداً رآني وأراد مساعدتي وخاف قول اسمه .. كما قلت ... مجهول "



مجهول .. مر بحياتها وكانت تعرف .. ولافتقادها لكل شيء تنازلت .. بل نزلت لمستواه ظنا انه سيرفعها لمستوى أجمل
الآن الألم .. في روحها مستويات
والحب هنا .. جريحا يخرج أنينه مع دموعها في أوقات الوحدة .. وما أطول من الوحدة في حياتها

أول ما وقعت عليه عيناها العلبة الأنيقة لعقد اللؤلؤ الذي احضره لها يوما .. على مرآتها ذكرى جميلة .. حزينة
فتحتها وأخذت العقد لتجلس على سريرها تضمه بيدها وتقرأ رسالته


( لقد عدت من حيث أتيت فجر ، عدت هرباً منكِ يا حفيدة الفراعنة ، عدت لاني اعلم انكِ لن تكوني لي بعد ما عرفتِه عني ، أنتِ الألماسة الوحيدة التي لم استطع سرقتها فجر ، اعرف انكِ لن تسامحيني يوماً ، لكنني أناني لدرجة أن اطلب منكِ السماح ولو لأجلكِ ، لا تتعذبي بي يا مصرية ، أحببتكِ كثيراً لكنني أيضا أناني لاعترف لكِ انني لم ارد أن اخسر كل شيء ، خسرتكِ يا فرعونية ، فلم استطع خسارة ما هربت بسببه ، بداخلي جزء كان لا يزال صالحاً معكِ وحدكِ ، لم أكن اريد أن أعيش معكِ هاربا أحكم عليكِ بالخوف من الأيام القادمة وأنتِ الحرة مصريتي ، ومع ذلك عشت واردت الحياة معكِ ، بعينيّ وجدتِ احتياجي إليكِ وبعينيكِ الفرعونية وجدت نفس الاحتياج لي مهما أنكرتِ ، أحببتكِ حقاً فجر فتذكريني بأي خير ، لن اعود إليكِ يوما لكن المؤكد والذي لا جدال فيه اني ساعود لأراكِ من بعيد ، تابعي حياتكِ كأنني لم اوجد فيها يوماً ، افرحي وكوني زوجة وأما شجاعة يا مصرية ، أخاف عليكِ مني ورغم ذلك بقلبي أمنية أنانية أن .. تنتظريني ، وداعاً يا أصدق مَن رأيت )

انتهى كل شيء فراقا
دمعة تلت دمعة سقطت على الرسالة

إن لم يكن عذاب العشق قاتل .. فهل يكون الانتظار سبيلا ؟!.





انتهى






نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 01:07 AM   #2156

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 118 ( الأعضاء 39 والزوار 79)
‏sandynor*, ‏donia dody, ‏كراميل, ‏Quranlover2009, ‏زهرة البربر, ‏مبروكتي, ‏Shyra, ‏loubna j, ‏دانه عبد, ‏دنيا الحياة, ‏همس البدر, ‏ايمان عباس سعدة, ‏Jinan_awad, ‏Hendalaa, ‏قدوتى عائشة 2, ‏hadeer22, ‏Shadwa.Dy, ‏ارقى المنى, ‏Mahiraa, ‏سر النسيم, ‏Noor Alzahraa, ‏Lamees othman, ‏Amira fares, ‏صفية_, ‏أميرةالدموع, ‏فاطمة توته, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏Maysamabufara, ‏دكتورة صيدلانية, ‏Mayar 14, ‏امنه ح, ‏ahmed@haneen, ‏zahra Mino, ‏ريماسامى, ‏sarasou, ‏NJN, ‏Uniesah afaneh, ‏almoucha, ‏الاءعزيز


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 01:42 AM   #2157

Quranlover2009

? العضوٌ??? » 389565
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » Quranlover2009 is on a distinguished road
افتراضي

يسلمو ساندي بس الفصل قصير 😭😭😭
في انتظارك الاسبوع القادم ان شاء الله


Quranlover2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 02:02 AM   #2158

ام الارات

? العضوٌ??? » 390163
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » ام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond repute
افتراضي

fair enough
فجر وزايد كانوا كابل مش راكب ... مستحيل اقرب للخيال ... كنت باشوف مصطفى واقول المثل المهرة العاقلة يتقص ديلها.. رغم شخصيته القيادية وحبه الواضح ليها للاسف اللي خطف قلبها هوه الشقي الفيلين والباد بوي... شكرا على نهاية مقنعة جدا .... حرامي تاجر مخدرات ودكتورة في الجامعة.. احنا هنزيط ولا ايه


ام الارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 02:09 AM   #2159

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

حبيت كل حرف كتبتيه كالعادة
ليلة واااخ من ليلة مابتتعلمش بجد نمرودة لا قدرت اللي عمله عماد ولا قدرت العز اللي هي فيه ولا ولا ولا
المصيبة انها حتى مش مغلطة نفسها ببيرة من الكبائر
قلبي بيقولي انها حتهرب و تروح للزفت امير مش عارفة ليه او وده الادهى حتروح تخلص على صدفة ساعتهخا بجد حلال فيها القتل
جبرووووت يخرب بيتها
فجر و زايد زي ما توقعت بلغ البوليس عشان ينقذها بس هرب في النهاية
بصراحة مش متفائلة انهم يرجعوا لبعض ولا اظن ان مصطفى يبصلها تاني بعد ما فضلت حد عليه
أكرم واخ من وجع اكرم والزفت الضابط المريض النفسي اللي للأسف في كتيرررررررررررررررر منه في الدنا
جبار الفصل يا نورهان تسلم ايدك


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-21, 02:20 AM   #2160

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي ساندي فصل روعة كالعادة يا قمر

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.