آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-21, 11:48 PM   #2181

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي






البريق الثامن والثلاثون .. الجزء الثاني


على أجمل شواطئ الغردقة انتهت الرحلة بجلوسهما هنا ، بحر مرسى علم أمامهما يتماوج مداً وجزراً في لوحة ساحرة الجمال
والشمس عليها تلاعبها بآشعة ذهبية تلمع على سمرتها التي تجذبه مهما احتار .. إليها يعود.

ألقى نظرة عليها جواره ثم قال مبتسما

" اتمنى تكونين مستمتعة في رحلتكِ سيدة إيزارا ! "

دوماً أجمل حين ترتدي ثوبها الحقيقي .. ثوب فتاة تشرق مع شمس النهار
فتاة تنتقي زيها الملون وتطلق شعرها لتخرج مع الحب في لقاء ..
تترك فيه الحرية لتعابيرها البسيطة الرائقة لتبتسم وتتساءل

" هل تعرف أن السيدة تحية لاحظت خروجي الكثير وطلبي لإجازات ؟ "

رد شهاب ببساطة

" اخبريها انكِ مع ابنها وستصمت ! "

بطريقة نطقها للعربية المُكسَرة تصحح

" تقصد ستطرد ! "

يعشق تلك النبرة منها ويعتدل على كرسيه المائل النائم عليه يواجهها ويضحك قائلا

" جيد !.. حينها ساخرج معكِ أكثر !! "

جلست إيزارا تنظر له بجدية ثم سألت

" ما الذي تريده مني شهاب ؟ "

مد يده إليها ضاحكا يمازحها

" اريد أن اسمعكِ تنطقين شهاب بهذه الطريقة ! "

أدارت وجهها للبحر يحمل شيئا غامضا بدأ يراه ولا يفهمه قائلة

" من فضلك توقف عن المزاح "

في عينيه مختلفة ، ويتوق لذلك الاختلاف أن يلامسه حد التنفس فيه
شعرها الكثيف أصبح لعينيه فقط يعرفه كما يعرفها وحده .. تلك التي لا يهتم بها أحد ، هو فقط رآها وسمعها
نظرة عينيه تتخطى الإعجاب وهو يقولها

" قلت لكِ انني اهتم بكِ إيزارا "

بملامحها السمراء المغتمة بشيء ما قالت شاردة

" وما نهاية هذا الاهتمام ؟ "

ضحك شهاب عاليا بالقول

" سؤال مصري مائة بالمائة ! "

نظرت إليه ثم عادت للرسمية ترد

" أنا لا اقصد ما فهمته سيد شهاب .. مهما كانت مشاعرنا سأظل خادمتكم "

تنهد جالسا يمسك يدها يلامس أصابعها الطويلة السمراء يحبها ويحب كل ما فيها لدرجة يتعجبها هو نفسه !
ميله لفتاة هذه المرة مختلفا عن أي مرة ، يميل فيها للجوهر نفسه كأنه يراها مبتغى الترحال الذي عاشه عمراً
بعد الرحلة يستحق فتاة مختلفة .. مميزة وسط الجميع .. كتلك النظرات التي تترامى حول جمالها الذهبي الجذاب

منذ أدرك مشاعره يفكر حتى وجد حلاً عمل عليه منذ فترة قائلا

" قلت لكِ سابقا سأغير هذا .. أنتِ درستِ التاريخ في بلدكِ إيزارا .. والشركة السياحية التي اعمل بها تطلب مترجمين من كل افريقيا .. بإمكاني مساعدتكِ للعمل بها .. سندمج العملين معاً .. الترجمة مع الإرشاد السياحي والأمر لن يكون صعبا عليكِ مع بعض الدراسة .. وبإمكانكِ أن تظلي في شقتي حتى تجدي شقة مناسبة لكِ "

ارتفع حاجباها بدهشة للبساطة والثقة التي حل بها الأمر فظن انها تعارض فكرة شقته فتراجع بالقول

" ساؤجرها لكِ بعقد رسمي وإيجار مناسب مع راتبكِ .. وهكذا تكون شقتكِ "

ازدادت دهشتها فتكسرت الحروف أكثر بصوتها

" راتبي !.. هل انتهى كل شيء وعملت وقبضت راتبي أيضا ؟! "

يبتسم مراقبا تلك الشفتين وهى تلمس الحروف أولا قبل أن تسقطها كلمات يتوه فيها مَن يهتم ويهمس

" نعم انتهى "

أخرج هاتفه يطلب رقما وانتظر الرد ثم قال

" لا الرحلة تسير على ما يرام لكن اريد منك خدمة .. ألم تكن تطلب مترجماً افريقياً منذ عدة شهور ؟ "

تسمعه إيزارا وعيناها الواسعة تتسع أكثر عاجزة عن النطق بالمصيبة وهو يقول

" نعم نعم .. فتاة من الزنجبار وموجودة في مصر منذ سنوات وأصل دراستها في التاريخ .. اريدك أن تقابلها بأسرع وقت "

تراقبه بذهول وتوجس وهو يضحك ثم يشكر الرجل لينهي المكالمة ويلتفت إليها قائلا ببساطة

" انتهى !.. لديكِ موعد بعد غد مع رئيسكِ الجديد !! "

ظلت صامتة بنفس الملامح فيضحك قائلا

" لا تقولي ستفتقدين العمل مع أمي !.. هى صحيح أمي لكن تخرج بلداً كاملاً عن شعوره !! "

تاهت نظراتها في كل مكان عاقدة حاجبيها بهموم أكبر وصوتها ينخفض للغاية متسائلة

" أنت فعلت ذلك حقاً ؟! "

مد شهاب يده يجذب وجهها إليه ولا يصدق ما يشعره قائلا

" أنا أميل إليكِ بكل الطرق إيزارا "

تطالعه بغرابة وهو ينظر لعينيها بكل صدق يقول

" أحيانا اشعر بتوهان وحيرة لكن حين اعود وأراكِ يتبخر كل شيء ولا يظل إلا إعجابي بكِ "

ينسى دنيا .. ينسى أي فتاة فكر بها قبلا ، لا يتبقى إلا قطعة الشيكولاتة التي تحلو بها حياته حاليا
وجدته يضحك وهو يمسك يدها بكفيه مضيفا

" هل تعرفين بماذا اشبهكِ ؟!... بهرمون السعادة .. الدوبامين !!... أنتِ الدوبامين الخاص بي إيزارا ! "

هى سعادة تطلق في جسده نشوة الرحلة .. هى مزاج سفر بعيد لرؤية أجمل ما قد تراه .. تصيبه بالرضا
أما دنيا .. دنيا كالادرينالين !.. تحفز كل طاقاته وتجعله دوماً يميل للمخاطرة والانطلاق !

وهى كانت تستوعب ما قال عنها ولا تصدق .. طل بعينيها نبض قلبها الهادر وهى ترد

" هذا أجمل تشبيه سمعته في حياتي "

الهواء حولها يطير بخصلاتها بعيدا يذكرها معه بأنوثتها وصوت البحر يترنم مع صوته

" حياتكِ ؟!.. أنتِ لم تحكي لي يوماً عن حياتكِ !.. لماذا جئتِ إلي مصر ؟! "

لمح لمعانا للدموع في عينيها .. دموعاً خائفة كدموع الوداع !
وتعابيرها البسيطة أصبحت أكثر حزناً وهى تجيب بلا إجابة

" ساخبرك كل شيء عني لاحقا .. مؤكد ستعرف "

ابتسم شهاب وهو يومئ برأسه ثم يقبل يدها هامسا

" سانتظر ! "




















أرض الوادي

في دار الزِيِن ارتفعت الأصوات بحلول كارثة ليلة على رؤوس الجميع بينما يقف الشيخ علوان على بابهم ويعلو صوته

" أين ابنتي يا رشاد ؟.. ما الذي تخبرونني به ؟!.. ابنتي ليلة هربت ! "

يهمهم الخدم في أماكنهم تسكتهم أم الولد وتشاهد نادرة ما يحدث من أعلى الدرج وزوجها يتحدث إلي ابن عمه

" اهدأ يا علوان لنتكلم .. تعال ادخل "

تقدم عوف من خلف علوان فأشار له رشاد أن يثبت مكانه صامتا وعلوان يصيح بغضب شديد يغلي الدماء بوجهه

" اهدأ !.. أين ابنتي يا رشاد ؟!.. ابنك طلقها ورماها هكذا بدون الرجوع إليّ "

عدل الشيخ رشاد عباءته ملتزما ضبط نفسه ككبير الزِيِن ثم رد بثبات

" ابنتك أوقعت امرأة ولدي وكادت تقتلها وتقتل حفيدي .. مَن يلوم على ولدي انه طلقها ؟.. ومع ذلك الحاجة نادرة أمرتها أن تعود لدارك معززة مكرمة وستقنع عماد بردها لعصمته لكنها هربت .. ما ذنب عماد وأنت تعرف كل ما هو فيه ؟.. ابنتك هى المسؤولة أمامك الآن لاننا ارسلنا الغفر للبحث عنها ولم يجدها أحد "

ضرب علوان كفاً بكف بغلظة ملامحه وقلبه هاتفا

" ذنبه ؟!.. بعدما تزوج عليها الثانية والثالثة والرابعة وسكت وابتلعت كلامي لانها لم تنجب له وقلت حقه .. الآن بعدما وقفت بصفه من قبل تضيع ابنتي ليلة "

تلفت حوله يكاد يجن وانكساره بابنته يقصم ظهره هادرا

" أنت المسؤول أمامي لانها كانت في بيتك .. ليلة .. ليلة زينة بنات الزِيِن وأكرمهم نسباً وأصلاً .. أين ليلة يا رشاد .. أين ليلة ؟ "

دخل عماد من باب الدار عائدا من المشفى حيث طلبه أبوه بعد معرفة الخبر ليجهر صوته صارما

" اخفض صوتك وأنت تتكلم مع الشيخ رشاد "

بصحوته العنيفة والغضب الذي يعميه طوال اليوم متضخما بقوته الغاشمة فأقبل عوف عليه يمسك بذراعه مهدئا

" عماد .. اهدأ يا أخي .. الشيخ علوان احترامه واجب مهما صار "

عيناه بعينيّ علوان يعلو صوته فوق الجميع غضبا حاميا

" يريد احترامه فليقف باحترامه "

فُزِعَت نادرة بصوت ولدها منتفضة ككل مَن بالدار ليهتف رشاد حزماً

" عمـاد .. كفى "

اقترب عماد من علوان يحدق في وجهه شرسا بائعا ولا يهمه شيء ولا قرابة ولا سن والأمر فاض به وهو يخبره

" اسمع .. أنا طلقت ابنتك بلا رجعة .. ولا دخل لي انها فجرت وهربت .. ابحث عنها بعيد عنا .. وأفضل لك أن تجعل الأمر سراً لانك ستدفنها بيديك .. وحينها ستقول مثلما قال القدامى ... أخذها الوبا "

اتسعت عينا علوان وانقلب وجهه كالوحوش البرية يواجه نمراً طائحاً ومخه ينغلق بالعار إلا عن رغبة واحدة .. وأدها ..
خرج من الدار أمام أنظارهم يمثل كبرياء انحنت ورأس انخفض للتراب وكرامة ذاقت خزي ابنة عاصية .. محضراً لما سيقول بالفعل ..
أخذها الوبا .. تلك التي هى نفسها الوباء.


















لم تجد مكانا إلا هنا ، ضاق بها الحال لتعود لبداية خطأها لعله يكون النهاية
تقف أمام باب شقته واصبعها يتردد على الجرس ويرتجف خوفا من القادم ، لكن بداخلها تعرف أن العودة تعني بالنسبة لها موتاً على قيد الحياة
ضغطت عليه وانتظرت حتى فتح لها اسوأ وجه بحياتها ، أكثر مَن أذاها بهذه الدنيا.

رآها وذُهِلَ بوجودها أمامه بهيئتها متوحشة الجمال متسائلا

" لا اصدق عينيّ .. أنتِ في شقتي حقا ؟! "

تقدمت ليلة خطوة وعيناها تشع سواداً يلقي فتنة شرهة تجذبه وهى تسأل

" هل يمكنني الدخول ؟ "

طالع أمير قوامها الفارع والشعر المموج الطويل وتوقف عند عينيها بنظرة تعرفها ثم ابتعد قائلا بمكر

" بالطبع إذا لم تأتِ لصفعي مجددا !.. كيف عرفتِ عنواني ؟! "

جرت حقيبتها خلفها ودخلت ترد بنبرتها المغرورة

" هل تمزح ؟!.. الجميع بالنادي يعرف عنوانك "

انتبه إلي الحقيبة فسأل بحذر

" ما هذه ؟! "

تعرف انه يخاف أن تعترف يوما وتكون النهاية مقتله ، تعرف جبنه وهروبه من كل مسؤولية أو كارثة يقترفها
لكنه لا يعرف مقدار انكسارها وحاجتها وهى تقولها ذلاً

" أنا أبحث عن مكان لأظل فيه عدة أيام .. وكل صديقاتي بالنادي إما متزوجة إما مشغولة بسفرها وعملها .. ثم .. فكرت فيك "

عرف !.. عاد يندهش قبل أن يحك ذقنه ضاحكا بتعالٍ وقال ساخرا

" جاء اليوم الذي تحتاجينني فيه !.. لكن لمَ كل ذلك ؟!.. أين زوجكِ ؟! "

أخفضت بصرها أرضا لتجيب

" طلقني "

اتسعت ابتسامته والرغبة القديمة في عينيه تشتد وتشتعل وهو يغلق الباب ليدخل قائلا

" ادخلي "

دخلت ليلة تنظر للشقة المنقلبة رغم ثراء صاحبها ونفسها تغتم كأنها تشم رائحة قذرة تخنقها ، لكنها كانت رائحة الفجور الذي ما زال مُطبّعاً على جسدها .. الليلة يصحو ليذكرها بما كان ويجلدها بسياط الضياع

جلست على أريكة مقابلة لمقعده وهو يطالعها بنظراته المنفتحة جالساً بكل غرور يسأل

" لماذا طلقكِ ؟! "

طل على وجهها كرهها وحقدها وهى تحدق بابتسامته المغيظة تريد حرقه والاحتراق معه لتقول بانفعال

" لا دخل لك .. ولست هنا لافتح معك مواضيع .. أنا فكرت فيك فقط لانك سبب كل المصائب التي حدثت لي .. قلت لمَ لا تتحمل معي قليلا وأنت السبب من البداية ؟ "

عيناه على حركة شفتيها تحمل احتقارا يشعل الشهوة بجنون مريض ويكرر باستفزاز

" أنا السبب حقا ؟! "

هتفت وهى تميل نحوه بشراسة أنوثتها

" لو لم تأتِ إلي غرفتي تلك الليلة لما حدث كل ذلك "

دماؤه تفور بكل حركة منها تشعله بالمزيد ليرد

" ولو منعتِني لما حدث كل ذلك .. لكن أنتِ أردتِ ذلك ليلة "

ذلك الـ ( ذلك ) تردد في عيونهما للحظة مفجرا شرارة يعرف كلاهما انها ستحدث !.. كلاهما يريد تفجير الآخر قتلاً .. بطريقة أخرى !
أدارت ليلة وجهها كارهة ساخطة على كل شيء أوصلها إلي الاحتياج لهذا الحقير وهو يتساءل بصوته المستفز

" بما انكِ لستِ هنا لفتح مواضيع فهل يمكنكِ إخباري كم ستمكثين معي على الأقل ؟! "

نظرت إليه بسخط ترد

" لا اعرف .. فقط حتى أجد شقة بعيدة وعملا مناسبا "

نظراته تلامس صدرها الذي يعلو ويهبط بعصبية ويسأل

" لماذا لم تعودي إلي أهلكِ ؟! "

انطبقت شفتاها أمامه فمال أمير قليلا يخفت صوته متسائلا بتهكم

" هل أنتِ هاربة منهم جميعا أم خرجتِ أمامهم ؟! "

ثارت ملامحها كاتمة غضبها متخيلة فيه أبشع درجات الأذى وتقول بصوتها المحترق

" لا تخبر أحدا اني هنا .. أي أحد "

اعتدل على كرسيه يشير بيده للأيام التي تدور شامتا بالقول

" هاربة إذاً !.. دارت الأيام لكي لا تجدي إلا حضني مجددا ! "

أصابعه تلمس خده يذكرها بتلك الصفعة أمام نظراتها المنكسرة الذليلة رغم ادعاءها القوة ثم وقف يشير إلي الغرف قبل أن يبتعد قائلا

" انهضي .. هذه غرفتي وارحب بكِ فيها بأي وقت لكن إن أردتِ غرفة وحدكِ فهذه لكِ ... غيري ملابسكِ وساطلب طعاماً "

نهضت تتلفت حولها بتردد تريد التراجع والصراخ بوجه كل شيء ثم تذكرت انها لم تعد تملك شيئا .. بصمتها المكبوت اتجهت نحو الغرفة الجانبية تجر حقيبتها كأذيال الخيبة العالقة بها.
راقبها أمير تسير بتلك الأنوثة المتفجرة منذ زمن ليقول مشتعلا ينوي أخذ ثمن الصفعة

" ودارت الأيام لتعود فيها متوحشة الجمال تحت قدميّ ! "

بعد نصف ساعة خرجت ليلة من الغرفة بمنامتها الحريرية كأنها في بيتها !.. مغلقة من عنقها حتى قدميها لكنها تشع بالفتنة بلونها النبيذي القاتم .. فقط لترى هذه النظرة الجائعة في عينيه إثباتاً انه ما زال يتمناها !
نظرة جعلتها تستعيد ثقتها في نفسها لترتب أفكارها وتجلس كالملكة على قلوب تدهسها بلا رحمة

احضر أمير الطعام وجلس جوارها على الأريكة يفتحه ويمد يده لفمها ببعضه قائلا بهدوء مريب

" تناولي شيئا "

أبعدت يده رافعة رأسها بتكبر ساخرة

" منذ متى وأنت شهم يا أكثر الرجال نذالة ؟! "

اكلها هو يبتسم مستمتعا بالقول

" ربما تغيرت ! "

اقتربت ليلة حتى كادت تلامسه لتهمس بخبث بغيض

" أو ربما تنتظر المقابل الذي تتمناه ! "

ارتجف جسده بهمسها زافراً نفسا حارا ليرفع كأساً من العصير يناوله لها ناظرا لعينيها يقولها كالوعد

" اشربي ليلة "

في داخل الكأس رأت مصيرها عذابا ومرارة .. كم ستشرب بعد أكثر مما شربت مريرا من صنع يدها ؟!

أخذت الكأس وانتظرت حتى أخذ كأسه وشرب منه القليل ثم أخذته من يده واعطته كأسها بكل سذاجة فضحك أمير عالياً متهكما

" قديم جدا !.. لا تقلقي .. لم اضع مخدرا لكِ فيه .. إن أردت شيئا سآخذه برضاكِ كالمرة السابقة ! "

عيناها مرت عليه بقرف تواجه ملامحه بوسامته البيضاء القميئة وانتفاخ عضلاته الزائف المحتقن ثم ابتعدت لنهاية الأريكة

شربت الكأس صامتة جامدة تفكر في ذلك المصير المجهول وتتذكر اخر ما جمعها به .. عـماد .. الحب الذي جاء بعد الخسارة
الحب الذي سخرت منه حين عرفت قصته مع سلاف يوما ، الذي فرطت فيه كثيرا ، ليتها انتبهت ان قلبها لن ينبض إلا له .. ما كانت خسرت بإرادتها

اقترب أمير يقطع شرودها أجفلها وهو يمر بيده على شعرها قائلا بصوته الخافت المثير

" اخبريني ماذا حدث ؟.. ربما اساعدكِ "

رمت ليلة الكأس ليقع منكسرا ودفعته عنها بحدة لتصل لأقصى أعصابها صارخة بعصبية أبكتها

" ما حدث اني خسرت حياتي كلها بسبب خطأ واحد أنت السبب فيه .. عشت مع زوج يكرهني وأخت تبرأت مني وأم ماتت مقهورة وغاضبة عليّ .. والآن لم تعد أمامي حياة .. ساسجن حتى مماتي أو اُسَلَّم إلي رجل آخر بأمر أبي أكون له خادمة .. خسرت الرجل الوحيد الذي جعلني اشعر بالحياة رغم كرهه لي .. وبعد كل هذا اختبئ في شقة رجل نذل فعل فعلته وهرب لان الجميع رفضني "

تفجر البكاء شهقات من صدرها والدموع تنهمر من عينيها ندما واشمئزازا من نفسها .. هذه اللحظة فقط تمنت لو تعود إلي دار أبيها .. تمنت موتاً هادئاً لكنها تعرف أن عذابها لم يبدأ بعد

اقترب أمير يضمها بين ذراعيه ويهمس

" اهدئي ليلة "

تضربه وتبعده وهو يحاول منتشيا السيطرة على عنفها هامسا باسمها وهى تصيح باكية

" ابتعد عني "

جذب رأسها لصدره يكبلها بقوته يتركها تبكي تفرغ مشاعر متأخرة استغلها بصوته المخدر

" اهدئي .. ساجعلكِ تنسين كل هذا "

بكت ليلة كأنه بكاءها الأول والأخير ، لم تشعر بنفسها وهى تنهار أمام أكثر مَن تحتقر
لم تشعر بشيء حتى شعرت بيديه على جسدها ، تتسلل تحت ثيابها مجددا يلامسها كما يشاء يثيرها كما يريد
شفتاه على عنقها تنثر قبلاته المحرمة دوماً فتنتفض عروقها محمومة تهمس بوهن

" لا "

رجفة منها إليه ومنه إليها وحرارة تلفهما في حمى التلاحم الممنوع ليهدم مقاومتها الضعيفة مجددا بهمسه

" لم يعد لديكِ ما تخسرينه "

تداعى فيها كل شيء وهى تنهار أكثر ، على بساط معه في مكانه لا مكانها هذه المرة
جسدان يتلاحمان بقسوة وكره وغل واحتقار يؤجج النار فيهما معاً هدراً لشرارات الأنفاس الحارقة
صوت أنفاسهما يتعالى ولم يعد إلا ضياع في نشوة من شراهة الفتنة وشهوة بلا عقل .. بلا رادع .. بلا نهاية.





















أمام التلفاز جلسته منذ ذلك اليوم ، يشاهد ولا يشاهد كاتماً الصوت كصوته المنعدم ، لم يذهب لعمله ولم يرَ أحداً ولا يفعل إلا الصمت والنوم الطويل كهروب من الدنيا
تتحرك دموع حوله ترتب البيت قبل ذهابها إلي معهد الموسيقى وهى تراقبه وهو لا يشعر بها

وما تتعجب له خطاباتها التي كانت ترسلها إليه بالسجن تراها جواره قبل نومه وتحت وسادته يعيد قراءتها .. والدموع من عينيه تغافله أحيانا
اقتربت تجلس جواره تربت على كتفه تنبهه لوجودها وتسأل

" ألن تخبرني بما حدث معك ؟ "

ظل أكرم ساكناً ثم هز رأسه نفيا بملامحه المقتولة سلفاً فقالت

" ماما زهراء سألت عنك .. منذ أيام لم تنزل لتراها فقلقت "

رد بصوته الخافت وجعا

" اخبريها اني مشغول دموع .. لا تجعليها تفهم شيئا "

لن يفهم مقدار ألمها عليه وقلبها يتمزق فيه قائلة

" لكن أنا اريد أن افهم "

اطفأ أكرم التلفاز لينظر لعينيها نظرة حكى فيها كل شيء قائلا

" أنتِ تفهمين دموع لكنكِ خائفة من التصديق "

منذ ذلك اليوم توقعت لتقولها الآن فقط

" شيء له علاقة بسجنك أليس كذلك ؟ "

مرر أكرم كفيه على وجهه حتى رأسه ثم أطرق مغتما يرد

" يبدو أن الماضي سيظل حاضراً حتى في المستقبل "

تجذب دموع وجهه وهى تقول بعزم

" المهم ألا يؤثر عليك مهما حاولوا تحطيمك .. اثبت لهم انك أقوى منهم "

هدر صوته المكتوم يخرج كبتا وقسوة من خلف قضبان روحه

" ظننت انني هكذا .. ظننت انني انسى ولو ببطء وألم .. ظننت أن العلاج النفسي سيجعلني أفضل .. ظننت انني سامنعكِ قريبا جدا عن أخذ الحبوب ليكون لنا طفلا ونعيش حياتنا أخيرا "

عاد صوته يخفت ويندثر حتى اختفى

" لكن ما إن حدث ما حدث عادت الذكريات لعقلي تدمر كل شيء .. عاد جسدي يرتجف وكأنني عاريا في الزنزانة على المياه الباردة .. عادت أنفاسي تختنق كأن الجدران تطبق على صدري .. عدت أموت وأنا حي "

نهضت دموع تضمه وتخفيه وتعلن من جديد حرباً على الانتظار .. لن تنتظر مجددا كأن حياتها غارقة في قاع بئر مظلمة وهى تتوسل جمادا أن يصعد بها
دموعها من اسمها أكثر وهى تحتضنه لصدرها وتهمس بحرقة

" اخبرني فقط ما حدث "

في حضنها غلب الصمت وهو يرتاح بدفء مرسلة المأوى .. خطابات على أوراق أغلى اليوم من كنوز الدنيا
لا أحد يعرف قيمة الرسائل كمرسلها ، هو وحده يضع فيها روحه ويتمنى لو يستقبلها الآخر بروحه .. لذلك تزداد اليوم أثمان رسائل الراحلين ، لأن الاحياء يريدون قراءة أرواحهم التي غادرت الكون لعلهم يقتبسونها لأنفسهم !.

مسحت دموعها وعادت تجلس تهدأ وتفكر مجددا فيما فكرت فيه طويلا ثم قالت

" حسناً لا تخبرني أنا .. لكن ساقول لك شيئا واسمعه للنهاية بدون غضب "

ظل مطرقا لا كلام عاد يفلح ليصلح ما انكسر فيه .. فقط يخطو فوق حطامه ويسمع صوت الخطوات وهى تكسر المكسور أكثر
لكنه لم يتوقع ما تقول

" إن كان الأمر يحتاج أحدا لإيقافه لينسوا ملفك تماما .. فلتخبر ابن عمك .. فـؤاد "

التفت إليها بحدة متفاجئا فأشارت ليهدأ بالقول

" قلت لك اسمعني أولا .. فؤاد مؤكد يعرف مَن بإمكانه إيقاف مَن يضايقك .. تعرف هذه الأمور !.. وهو الآن لن يستطيع رفض أياً ما تطلب منه لانه ينتظر موافقتك على زواجه من ماسة "

وقف أكرم ينظر إليها بغضب عينيه محذرا ثم قال

" فـؤاد لن يتزوج ماسة دموع وأنا لن استغل هذا لصالحي أياً كان "

سحبت نفسا طويلا يائسا وبإنهاك ردت

" أكرم .. واجه الحقيقة وكفاك إنكاراً .. ماسة تحبه وهو يحبها وتقريبا اتفقا على كل شيء .. وهو طلبها أمام عائلتك كلها وقرأتم الفاتحة أيضا .. الجميع عرف أن ماسة لفـؤاد "

استدار مبتعدا يجلس على مقعد بعيد عنها ويقول بنبرة ناهية

" سينفصلان دموع .. وحينها ستعرف العائلة ويمر الأمر .. نحن لنا حريتنا في فعل ما نريد ولا نرتبط بهم .. لا تتحدثي في هذا مجددا "

تملكها الغيظ والغضب متناسية ألمه مؤقتا فنهضت مقتربة تقف أمامه لتفيقه بقوة قولها

" لن ينفصلا أكرم .. أختك لأول مرة تعيش حياة حقيقية .. أنت لم ترها لكن أنا رأيتها .. من عمل إلي عمل تعتني بالبيت وبماما زهراء وبشؤونك مع المحامي وزيارات السجن .. حتى حين خطبها ماهر .. حملت هموم تجهيز نفسها ودارت لإيجاد شقة مناسبة ولم يجدا حتى مات .. مات ليكمل حزنها حزناً .. والآن تريد أن تحرمها ممَن يتمنى لها الرضا لترضى .. حرام عليك "

نظر إليها بدهشة غاضبة هى التي رفضت علاقتهما يوماً
يبدو أن فؤاد أصبح يجمع النقاط لصالحه ولن يستغرب إن سمع من أمه نفس الكلام قريبا !
اتسعت عيناه يرمقها بصرامة فلم تهتم لتواصل ثابتة الصوت والعزم

" انتهينا من الماضي .. اخطأ وصحح كل اخطائه في حقها وحقكم وأمام الجميع .. وأنت بنفسك قلت كيف دافع عنها حين أهانها ذلك المدعو جسور ورد له الإهانة أمام العائلة كلها .. ورأيت كيف تغير وعفا عن الدية لدرجة أن عائلته تعجبت تغييره .. إذاً لماذا تنبش الماضي ؟!.. والآن تقول أن ماضيك يدمرك لكنك تصر على العودة إليه وتدمير فؤاد مثلك ليعود كما كان مجددا ! "

جرحته .. كعيار ناري أصابه كفّى ووفّى
كفّى دماره الذاتي وما وصل إليه .. ووفّى إيقاظه ليرى كيف تتغير الصورة فتتغير آراء الآخرين بها وهو ثابت مكانه .. عاطل .. عند كل قديم توقف حسابه ولا يتقدم خطوة

التفتت غاضبة منه وعليه تتجه لغرفة نومها وعند الباب استدارت لتتابع

" أنا أعطيتك الحل وقلت رأيي وافعل ما شئت .. لكن اعلم إن ظلمت ماسة لن تسامحك أبدا .. وسيكون ذنبها وذنب فؤاد إن عاد لماضيه في رقبتك أنت "

تركته وخلال ربع ساعة ارتدت ثيابها وحملت الكمان على كتفها لتغادر البيت وبقي هو حيث هو .. في صمت مقيت.























اطفأ عماد الأنوار واحدا تلو الآخر حتى أظلمت الشقة كجزء من كيانه ، يلفه الحزن باعثاً فيه حالة من الصمت المنهك .. مانعاً عنه سعادة تحقيق حلمه أخيراً
هذه الأنثى التي كانت وما تزال أقصى ما تمنى

اليوم .. صار اقترابه منها وجعاً لضميره .. ولا يعرف حلاً هذه المرة .. إنما ينتظر الوقت أن يشفي جراحه بنعمة النسيان

دخل غرفة نومه حيث تستلقي صدفة على السرير متعبة منذ خروجها من المشفى بعد أيام من وقوعها ، من المشفى إلي هنا بشقتها لم يعيدها إلي دار الوادي .. الجميع زارها بالمشفى حتى عادت إلي هنا ليدخل والدها وجدتها شقتها للمرة الأولى اطمئنانا عليها .. وفي نظرات والدها رأى الرفض ما زال قائما .. لكنه لم يعد يعادل رفض نفسه لنفسه.

فتحت صدفة عينيها تنظر إليه بالصمت المعتاد بينهما منذ جاءها بالمشفى ، ظل جوارها يرافقها ليلا نهارا لكن بملامح أخرى .. كساها الحزن واطفأ مكر عينيه .. وذقنه التي اطلقها مجددا حداداً .. تلك التي كانت تحبها وقتما عرفته بها

اليوم .. تذكرها بحزنه على حبيبة أخرى

جلس عماد على حافة السرير جوارها يناولها الدواء والماء فاعتدلت صدفة لتأخذه ثم انتقل يجلس خلفها يرفع ثوبها ويدهن كدمة ظهرها فأغمضت عينيها على لمساته الحانية

اشتاقت إليه وإلي ما كان بينهما انسيابيا بالعشق وإن كان معقدا بالظروف
اليوم .. صار حرمانها من مجرد حضنه وهو جوارها عذابا فوق عذاب الضمير

انتهى عماد لاصقا قطعة بلاستيكية فوق الدهان ثم أنزل ثوبها وظل مكانه ينظر إليها وهى مكانها بترقب تنتظر .. اللا شيء !

كلاهما لم يتحرك مستمعا لأنفاس الآخر حتى قال

" أنا طلقت ليلة "

فتحت عينيها متفاجئة تضع يدها على بطنها وتلتفت برأسها إليه تسأل

" ماذا ؟!.. لمَ طلقتها ومتى ؟! "

رد عماد بنبرة جامدة

" لا تخفي شيئا عني بعد الآن .. سألتكِ في المشفى كيف وقعتِ وقلتِ وقعت رغما عني "

لأن إحساسها بالذنب نحو روينة أقوى من أن تجعله يعاقب ليلة وإن كادت تقتلها ، إن قُدِرَ لها الموت فلتمت .. وإلا فستتحمل ما يحدث لها عقابا
وإحساسها بالذنب الآن جعلها تهتف

" ردها يا عماد "

ابتسم ساخرا ونهض يطفئ الضوء ثم استلقى جوارها واضعا ذراعه تحت رأسه ينظر للسقف فنظرت إليه بعذابها تقول

" لن استطيع تحمل ذنب امرأة أخرى وبيت آخر برقبتي .. يكفي العذاب الذي أعيشه منذ ... "

وقعت الكلمات منها ، بينما كانت روينة هنا معه .. كأنها تهمس له باسمه وشفتاها على جرح عنقه تواسيه فيقولها هو بعذاب أقسى

" منذ موت روينة "

تجمعت سحب الدموع في عينيها السماوية سهلة للغاية .. صارت تبكي لأجل روينة كأقرب قريبة
أراحت جسدها جواره ولا تجد راحة لقلبها معترفة

" سأظل عمري كله أعيش بذنب اني أخذت زوجها وسرقت نصيبها فيه "

ماذا عن ذنبه هو إذاً ؟!.. هل سيُشفَى يوماً أم يظل مثلها عمراً ؟

إنه وضع ارتضاه الكل ، وضع يتصل فيه كل فرد بغيره فيتألمون معاً ويعانون معاً ما يحدث لأحدهم .. والكل الآن يشرب الكأس معاً

طال الصمت وكلاهما ينظر في الظلام إلي السقف الذي يجمعهما تحته كأنه لأول مرة يفعل .. ورغم ذلك كانا كغريبين بينهما ألف حاجز
وقطع هو الصمت يخبرها

" وطلقت وصال "

تلجمت صدفة تماما للحظات مشدوهة النظرات وهى تنظر إليه في الظلام ترى جانب وجهه الجامد ثم قالت بحذر

" عماد أنت بخير ؟!.. وصال كلمتني أكثر من مرة في المشفى تطمئن عليّ حتى انها اتصلت اليوم .. ما بك ؟! "

نظراته ثابتة كمشاعره الساكنة ولم يظن يوما أن يخبرها بهذا هكذا بتباعد مجيبا

" أنا قلت لها ألا تخبركِ .. طلقتها يوم جئتكِ بالمشفى "

ارتفع نبض قلبها بغتة هامسة

" كيف ؟! "

رد عماد ساخرا

" لا تخافي لن تحملي ذنبها هى الأخرى .. هى مَن طلبت الطلاق بنفسها "

بلحظة ما كل شيء فيها كان يتغير وهى تستدير على جانبها تقول

" لكن لماذا وافقت ؟.. وصال تحتاجك .. ابنها مريض "

كانت تهدأ .. ترتاح .. راحة غريبة تسللت إليها رغما عن أي شيء .. راحة أرسلت فيها قبسا من سعادة وهى تراه كأنها تراه من جديد ..
ولم تعرف كيف تكون السعادة مصدرا لحزن آخر ؟!.. هل هى أنانية لتسعد الآن أم انه شعور طبيعي للبشر ؟!

وهو .. كان يعلم ما تشعر
يتذكر كل ما كان بضمير يتلوى ثمناً لعشقه قائلا

" جاء اليوم الذي أوفي فيه بوعدي لكِ .. قلت لكِ ستكونين زوجتي وأم أولادي الوحيدة لاخر عمري .. هآنا نفذت .. ودفعت الثمن "

جاء أيضا اليوم الذي يرد لها فيه أي جرح جرحته له
وجدت دمعة سبحت حتى الوسادة لا تعرف راحة أم حزناً أم فرحاً أم جرحاً وهى ترد

" وندمت انك عرفتني "

لم يكذبها .. بل صدّق على قولها بقوله

" ندمت على حياتي كلها "

دمعة أخرى سرحت بعذاب لتعطي له اختيارا قاتلا

" طلقني مثلهن إذاً .. وابدأ حياة جديدة بلا ركام الماضي "

ساد الهدوء المظلم يعذب فيها وفيه وبينهما ذلك الحاجز الوهمي حتى كادت صدمتها بصمته قتلها قبل أن يقول بنبرة عادية

" كيف اترككِ وروحي فيكِ ؟ "

ابتسمت باكية .. ابتسامة بتنهد من عمق الروح لكنها تناور حتى تتأكد

" تقصد ابنك .. لن امنعه عنك "

يسمع عماد بكاءها المكتوم ناراً في جوفه ولا يستطيع ضمها بلا إرادته .. كيف يضم جانب صدفة وجانب روينة في التراب ؟
كيف يحنو على طفله هنا وطفله الآخر في التراب ؟

عيناه تلمع وجعاً وكلمات مختنقة بغصة الروح خرجت من فمه

" أنتِ .. الشيء الوحيد الثابت فيّ هو أنتِ .... الشيء الوحيد الذي منعني من الانهيار هو أنتِ "

اتسعت ابتسامتها حول الدموع وأمنيتها تتحقق أخيرا .. هو كان أمنيتها الوحيدة وها هو لها
كيف تكون أنانية بسعادتها بحبيبها ؟!.. إن كان لها ذنب فلقلبها وليس لها

تمسكت بطفله داخلها وصالاً هو الأقوى من العشق لاخر العمر لتهمس

" أنا .. أنا الآن ... "

أميرة الأمواج عروس البحر فضية الهوى وقدر !
وتابع عنها يقولها بنفسه

" أنتِ امرأة عماد زين الدين الوحيدة "

كأنه مد الأمواج في روحها بلا انحسار .. البحر يعلو اليوم يا أميرة البحار
قدر العمر مكتوبة له منذ خُلِقَ .. مهما قابل ومهما عرف أنتِ له نهاية المسار

ألقى نظرة على وجهها الأجمل هذه اللحظة يطالع شفافية عينيها الساحرة قائلا

" افرحي صدفة .. لا تخفي سعادتكِ .. روينة لم تكن تعني لكِ شيئا لتعيشي معي الحزن عليها "

تعرف انه يعيش حزنه عليها لكن قوله صريحا كان مؤلما كالحريق ، وتدرك جيدا عشقه لها ولا جدال فيه لكن رباطه بروينة كان أقوى مما ظنت
ستظل غريمتها دوماً ولو مر الزمن
ولتصدق مع نفسها تعترف انها الليلة أسعد امرأة في العالم .. لكنها سعادة منقوصة لم يكتب لها نور

تجرأت لتمد يدها على كتفه ترد بصدق

" أنا أعيش حزنك أنت ... وذنبي "

انتظرت منه أي شيء إلا أن يرفع يده ليبعد يدها عنه بكل هدوء فقبضتها على قلبها المجروح ثم قالت بتردد

" أنا .. كنت اذهب إلي طبيبة نفسية "

لدقيقة لم يبد عماد أي رد فعل ثم نظر إليها نظرة غريبة عابسة قبل أن تعود عينيه للسقف قائلا بمرارة

" لهذا عدتِ إليّ بعد نفوركِ مني ! "

لمست صدفة وجهه تدافع عن نفسها

" لم أكن انفر منك .. كنت انفر من وضعي "

لم يرد فاقتربت تضع رأسها على كتفه تقول برجاء

" صدقني عماد .. لا تحاسبني على كلمة لم أكن اقصدها "

سمعت نفسا طويلا لم تتبين ملامحه في الظلام ثم قال ساخرا ببرود

" ولهذا غيرتِ رأيكِ وقلتِ ألا اطلق روينة ! "

رفعت وجهها تشعر اغترابه بعيدا عنها وتسأل

" لمَ تكلمني هكذا ؟! "

كان شعورها اسوأ انها اخطأت بإخباره وهى تتفهم ما يجرحه فقالت

" وجودها معي ساعدني لافهم وضعي ولا اضيع في دوامة النفور والذنب التي دخلتها .. هى لم تؤثر على قراراتي بالعكس .. هى ساعدتني فقط ليصفو ذهني وافكر بشكل صحيح .. لكن كل كلمة نطقتها كانت قراري أنا "

كانت تتحدث إلي نفسها !.. لم يكن بصدره نبض ولا بعينيه المظلمة حياة
الحاجز يكبر ويكبر فابتعدت صامتة لتسمعه بعد دقائق

" ارسلي لي عنوانها "

التفتت إليه بهمسها

" لماذا ؟ "

أغمض عينيه وانتظمت أنفاسه فتاقت لحروف اسمه بالنداء

" عـمـاد "

كانت تناديه عشقا فيسأل .. ألا تترفقي بحروف العماد قليلاً ؟!

اليوم .. القلب تحمل أكثر مما يتحمل ففاض جرحه قواريرا مسكوبة الحزن
اليوم .. لا نداء ينفع ولا نبض يشفع
فقط الأيام بينهما .. مثل ذاك الحاجز !.

























في مكانٍ آخر .. بنفس التوقيت

دخلت ألماسة المقهى تسرع خطواتها ناظرة للساعة ثم تلفتت حولها حتى وجدتها جالسة على أبعد طاولة عن الباب
اتجهت إليها حتى جلست أمامها تضع حقيبتها جوارها ثم تقول مبتسمة

" كيف حالكِ بسنت ؟.. آسفة إن تأخرت عليكِ قليلا لانكِ اتصلتِ بي فجأة فاضطررت لإلغاء عدة مواعيد بالعمل "

تتوه عينا بسنت حولها باحثة بخوف عن هواجسها هذه الأيام ثم قالت

" لم تتأخري .. أنا فقط كنت خائفة أن انتظر وحدي "

عبست ألماسة ناظرة لنفس الاتجاه بريبة ثم سألتها

" ما بكِ ؟!.. وما الأمر الهام الذي أردتِ قوله لي .. هل يخص .. ماهر ؟ "

اومأت بسنت بارتجاف وتردد لتمد لها ملفاً أخذته ألماسة بتساؤل ثم فتحته لتمر بعينيها سريعا على الأوراق ثم نظرت مصدومة إلي بسنت فقالت

" هذا الملف ارسله لي أحد ما كان يعرف ماهر .. ومعه رسالة أن ماهر أراده أن يحتفظ بالملف حتى يقدمه إلي النائب العام .. أنا لم اعرف مَن مرسله ولم اعرف كيف اتصرف فاتصلت بكِ .. أخاف أن يكون أحدهم عرف أن هذه المعلومات معي الآن فيأتون لقتلي كما قتلوا أخي "

عادت ألماسة تراجع الأوراق باهتمام وعقلها يشتعل بالأفكار تعتصره لتتذكر كل شيء ثم مالت نحو بسنت تقول بنبرة خافتة غاضبة

" هذا الملف به كل تجاوزات الشركة التي كنا نعمل بها .. إنه كارثة فساد وقضية رأي عام تهم البلد كله .. هذا يثبت لنا أن سيد وشركاءه قتلوا ماهر حتى لا يفضحهم .. لم يعرفوا انه حصل على هذه الأوراق "

هزت بسنت رأسها خائفة ودموعها تنهمر بالمصيبة بينما كانت ألماسة تعود لما قبل عام ونصف تقريبا حين كانت تعمل بتلك الشركة معه وحلت على رأسها المصائب ثم قالت

" في اليوم الأخير ماهر اتصل بي وتردد في إخباري شيء ما .. لكنني عرفت بعدها انه تشاجر مع سيد لانه طردني حسب شهادة الموظفين .. ربما هدده بما يعرفه فدبر سيد قتله "

تبكي بسنت وهى تراها تتذكر وتفكر وتفكر .. وفجأة هدأت كل الأصوات حولها ليتفجر رأسها بصخب فكرة واحدة ..

ثم تجمدت ملامحها قابضة على الملف بقوة وأفكارها تذهب لأبعد من ذلك حيث أساس المصائب لتضيف

" تشاجر معه لانه طردني !.. لكن سيد لم يطردني بل ... فـؤاد رافع !! "








انتهى


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 12:56 AM   #2182

Quranlover2009

? العضوٌ??? » 389565
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 243
?  نُقآطِيْ » Quranlover2009 is on a distinguished road
افتراضي

😘😘😘😘😘😘😘🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

Quranlover2009 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 01:23 AM   #2183

رحاب نبيل
 
الصورة الرمزية رحاب نبيل

? العضوٌ??? » 417929
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 193
?  نُقآطِيْ » رحاب نبيل is on a distinguished road
افتراضي

اوعى تصدمينا ان فؤاد ليه يد فى قتل ماهر😱😱

رحاب نبيل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 02:18 AM   #2184

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

انا في الاول شكيت ان فؤاد له يد في قبل ماهر بس بعد كدة قلت لا مش ممكن معقول يوصل للدرجة دي علشان الانتقام . عماد فعلا محتاج طبيب نفسي هو اكتشف انه فعلا حب روينة وهو حاسس بالذتب علشانها

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 02:28 AM   #2185

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

عماد أني
وهفضل اقول أني مش معترفه ولا مقتنعه لحبه لصدفه
وهوه اهو ولا مره اثبت انه بيحبها 😏🤭🤭
اتمنا صدفه تطلق وكل واحد يبدء حياه جديده


ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 03:00 AM   #2186

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

جميل جميل جميل تسلم ايدك ساندي عي مالها اتعقدت كدا

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 03:10 AM   #2187

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 105 ( الأعضاء 31 والزوار 74)
‏sandynor*, ‏الماسه مياسه, ‏loubna j, ‏emy e m, ‏Mummum, ‏نهى حسام, ‏rahasff, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏أمل و ترقب, ‏bobosty2005, ‏neno 90, ‏farah mum, ‏ايناس عبدالسميع, ‏Amanykassab, ‏سلمى يونس, ‏امل عمرو, ‏Hoda.alhamwe, ‏safsf, ‏randa duidar, ‏راديكا, ‏Radwa abdelaty, ‏Yara.23, ‏باااااااارعه, ‏mayna123+, ‏Ziamanl, ‏eman90, ‏totasalah, ‏خمسية, ‏~~عنود ـ الصيد~~, ‏جنون امراه, ‏Mahiraa


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 04:12 AM   #2188

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

مالها ضلمت كده ليه مين طفا النور🤔🤔🤔

Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 04:15 AM   #2189

Noha Fathy

? العضوٌ??? » 441422
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 302
?  نُقآطِيْ » Noha Fathy is on a distinguished road
افتراضي

عماد ماكنش بيحب روينة لدرجاتى الا ماكنش حب صدفة
و حارب عشان يتجوزها هو بس حاسس بالذنب أنها كانت بتحبه
اكتر مهو كان بيحبها هو له دخل فى موتها هى اللى متهورة و راح
تتخانق مع جوز أختها المدمن مستنش عماد يصرف معه


Noha Fathy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-06-21, 05:22 AM   #2190

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noha fathy مشاهدة المشاركة
عماد ماكنش بيحب روينة لدرجاتى الا ماكنش حب صدفة
و حارب عشان يتجوزها هو بس حاسس بالذنب أنها كانت بتحبه
اكتر مهو كان بيحبها هو له دخل فى موتها هى اللى متهورة و راح
تتخانق مع جوز أختها المدمن مستنش عماد يصرف معه

اخيرا حد بيفكر زيي


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:29 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.