آخر 10 مشاركات
6 - خذني - روبين دونالد - ق.ع.ق (الكاتـب : حنا - )           »          السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-21, 12:38 AM   #2241

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي








البريق الأخير

وصلت حيث أبلغها على الهاتف بمكان الحادث ، تائهة والوقت يجري بها .. يجري منها ، لا تفقه إلا انه مفقود
' فـؤاد رافع ' اليوم مفقود !

صدرها يضيق بأنفاسها لكأنه هو تلك الأنفاس التي أدمنته ، الطريق مقفر مظلم لا ترى إلا دخاناً يتصاعد من سيارة محترقة قابعة بمنتصفه
نزلت من سيارة الأجرة راكضة باكية تشاهد تجمهر الناس مع الشرطة والإسعاف وبينهم وجدت شهاب فهرعت إليه هاتفة

" ما الذي حدث شهاب ؟ "

استدار إليها بملامح مفجوعة يلوح بذراعيه بلا استيعاب قائلا

" كما اخبرتكِ بالهاتف ماسة .. السيارة انفجرت ولم نجد فؤاد فيها رغم أن كاميرات بداية الطريق أكدت انه كان يقود السيارة .. لكن للأسف لا كاميرات هنا "

لا تدري بما هنا .. كل شئ فيها كان متوقفا ، وبنفس الوقت يلهث كقلبها الصارخ بالفجيعة
عيناها تتوقف على السيارة المتفحمة والدموع تنهمر منها وهى تسأل بانهيار

" كيف اختفى ؟.. كيف ؟ "

هل أخذوه ؟!.. اكتشفوا علاقته بها فكانت التصفية ؟!.. هل مات فـؤاد أم يُعذَب في مكانٍ ما ؟!
وتدور الاسئلة وتدور .. هل يعاقبها بالموت الأخير ؟!

وسط الضياع تسمع رد شهاب الضائع مثلها

" لا اعرف ماسة ... لا اعرف "

لا أحد عرف شيئا والشرطة ما زالت تعاين السيارة وحضرت صحافة الاقتصاد والأعمال لتدوين الخبر الحصري وتوثيقه بالصور
عيناها تبحث حولها علها تجده ولا تتمالك شهقات البكاء ليسندها شهاب بقوله الحازم

" سنجده .. الشرطة تبحث في كل المستشفيات إن دخلت حالة باسمه "

لم تضعف يوماً كما تشعر بالضعف اليوم .. الآن كل شيء يهون لأجل أن يعود
لم تسمعه ولا تسمع إلا صوته البعيد واخر كلام بينهما .. ملعون حبكِ !.. بل ملعون كل شيء سبيله فراق

لأول مرة يقسو عليها ويهديها أصعب لحظة تعيشها هدية سوداء لبقية عمر
لكن لا عمر دونه لأنها لأول مرة بحياتها تشعر بالخوف
والكلمات لا تتشكل على لسانها إلا همساً مختنقاً

" نعم .. سنجده .. لن يكون موته الأخير "



















وصلت هى الأخرى إلي المشفى بعد اتصال من شركته تلقته على هاتف المنزل الأرضي وبعدها .. ظلت مكانها بعدم إدراك .. عيناها السماوية متسعة جامدة ويدها على بطنها خوفا أن يسمع طفلها الخبر !.

تحتضنه وتحميه من الصاعقة التي أردتها بلا موعد .. كان معها على الهاتف ، وبين وعد لقاء وكلمة فراق وقع نذير الموت
تركض صدفة بالأروقة البيضاء وقدماها تخذلها كل عدة خطوات تستند لجدار ، عيناها مشوشة بالدموع وجسدها مفككا وانهاك الحمل يصل أقصاه

من غرفة إلي غرفة دموعها تسيل وهى تسأل كل عابر سبيل عن مكان غرفة العمليات حتى وصلت.
وصلت ولا تعرف في موعدها أم تأخرت ؟
هل سيُكتَب لها أن تراه حياً من جديد ؟
هل سيعيش مَن كان يُقسِّم روحه كأنه يتنازل عنها مع كل صباح ؟

وجدت شابا وفتاة ذات شعر أسود بخصلات حمراء نظرت إليهما بضياع دون أن تدري ما السؤال
اقترب حمزة وقمر منها لتقول بهدوء

" أنتِ زوجة عماد أليس كذلك ؟.. أنا قمر وهذا حمزة زوجي .. نعمل معه بالشركة .. سيكون بخير إن شاء الله "

شهقة أشبه بذبحة صدرية بعمق قلبها وهى ترفع كفها تغطي فمها وتستند للجدار فاقتربت قمر تمسك بذراعها ناظرة لبطنها المنتفخة قائلة

" اجلسي لترتاحي .. لا نعرف كم ستستغرق الجراحة "

هزت صدفة رأسها نفيا وهى تخفي وجهها الدامع بالجدار وقلبها يهوي هامسة بارتجاف

" يا رب "

مر الوقت ثقيلا بطيئا وهى واقفة تسمع أنفاسها اللاهثة وتبكي كل ما كان .. تسأل هل يتنفس مثلها الآن ؟.. ذاك الذي أذاقها حلواً ومُراً من كأسٍ واحد.
الدقائق تقتات على روحها حتى خرج الطبيب فاتجهوا إليه ليخبرهم

" رفعنا كسر الجمجمة واوقفنا النزيف .. أهم شيء الآن انه سيظل تحت الملاحظة المشددة لاثنين وسبعين ساعة قادمة .. قد يحدث أي عرض طارئ يعيد النزيف وإن عاد سيكون خطيرا .. ادعوا له "

غادر الطبيب ليتركها معلقة على حافة موته .. تفصلها عنه ساعات فارقة ترسم بداية أو نهاية.
بطنها يتألم بطفله يشاركها حزنها عليه وهى تلمس الباب الأبيض بيدها المبللة دموعا كبصمة وجع حروفها

" ستتركني الآن .. الآن ؟ "

تستند بجبينها للباب وقلبها يتمزق بالخوف وعشقه يضرم النار فيها ولسانها يتحرك بلا وعي

" عد فقط وافعل ما شئت .. إن اردت أن تتركني بعدها فافعل .. لكن لا تفارق هذه الدنيا الآن "

فجأة انفتح الباب ليخرج السرير المتحرك فوقفت متجمدة وهى ترى جسده المسجى بلا حراك على الفراش ورأسه الملفوف بالضماد الأبيض في طريقه للرعاية المركزة

أصابتها صدمة جعلت كل شيء حولها يتلاشى وهو يبتعد عنها دون أن تتحرك معه .. ثابتة على أرض هلامية تنغرس فيها كفاقدي الوعي
هل هذه اخر مرة تراه ؟

لن تصدق .. عماد لها منذ وُجِد بالدنيا .. ومنذ متى فرقت بينهما الفجائع ؟
لكن هذه المرة الفاجعة أكبر من احتمال قلبها المكلوم دوماً منذ عشقت
هكذا هو العشق حين يصل أقصى ما يصل .. يستعين بالحزن تاركاً لنا فراقا كحد السيف ومآتم مقامة في القلب أبد العمر

هل هى النهاية يا حبيبي ؟
هل كانت اخر نظرة تلك التي صاحبتها الغيرة جمراً بالقلب ؟
هل كانت اخر كلمة باشتياقٍ ما بعده اشتياق ؟
الساعة قُضيَت .. والدقائق معك مضيت ومضيت معها ..
فهل أنهيت رسالتك لتمضي إلي دار الحق ؟

وهآنا .. في انتظارك الأخير سابقى لعلك تفتح عينيكَ وحينها .. في عينيّ أنت ستبقى.

























قبل الفجر بدقائق

في منزل ' راسل رافع ' دخلت الليلة بدونه ، عادت مع شهاب بعد إنهاء اجراءات الشرطة دون معلومة تشير لمكانه
وجدت تحية وعديلة أعلنتا الحداد عليه مبكرا وارتدتا الأسود بنواحهما القابض للقلب .. لم يكلمها أحد ولم تشعر بحقد نظراتهما الليلة .. الليلة فقط لأجل الحزن عليه

رنوة لم يخبرها أحد وهى متعبة بعد الولادة .. وجدتها بركة تجلس تسبح الله بمسبحتها العتيقة وتدعو أن تنالهم رحمة الله ولطفه
وهى أمام باب البيت تتحدث إلي الزهراء بالهاتف

" لم نعرف شيئا بعد "

تواسيها الزهراء داعية الله وتقول

" بإذن الله سيكون بخير ماسة .. لا تخافي "

عيناها لا تنسى صورة السيارة المتفحمة فتهمس باكية

" لست خائفة .. أنا أمـوت "

هتفت الزهراء بحزم صادق

" لا .. كوني قوية لأجله .. ستجدينه وتكملين حياتكِ معه كما تريدين .. ادعي ربكِ أن يجمعكما مجددا على خير "

قلبها يتمزق وجعاً وتنسحب الروح العالقة فيه وهى تقولها

" يا رب "

تسمع الزهراء أنفاس ابنتها المتقطعة وتشعر حباً جاء بغير توقع ولأول مرة تصدقه بقلبها قائلة

" أكرم اتصل بي ويتابع الأمر .. اهدئي فقط لتفكري جيدا "

همست ألماسة وهى تمسح دموعها

" حاضر "

أنهت المكالمة وعادت للداخل تجلس على مقعدها ونظراتها تمر بالبيت الذي يبدو خائفاً غيابه كما كان يخاف حضوره .. يخيم فيه صوت الأنفاس التي تحتضر تنتظر خبراً قد يحييها أو يميتها

صوت تحية يخترق القلوب وهى تضرب على رجليها باكية بالنواح

" يا ابـنــــي "

ترتجف متأوهة بحرقة قلبها والدموع من عينيها كحلا أسود على وجهها ينوح معها

" آآآآه يا كبيــــري وظهـــري "

سالت الدموع من عينيّ ألماسة ناظرة إليها تهتف بصرامة

" توقفي .. فؤاد حي .. حي "

ردت تحية وهى تراها بهذيان

" هل هو عقابي لافقده الآن لاني رفضتكِ ؟ "

ضربت على صدرها ضربات متتالية قوية تقول متلهفة

" أنا موافقة .. موافقة لكن يعود فقط ويتزوجكِ كما يشاء .. حقكِ عليّ .. حقكِ كله عليّ لكن يعود "

يشتد الألم يضرب قلبها حاميا فتصرخ

" يا ابنــــــي "

وقفت إيزارا من بعيد عيناها بعينيّ شهاب تؤازره وتمنحه ابتسامة أمل حزينة بينما يقترب من تحية يحتضنها مهونا عليها

" توقفي أمي أرجوكِ .. الحمد لله اننا لم نجده بالسيارة .. مؤكد هناك مَن نقله إلي إحدى المستشفيات وسنعرف "

ربتت عديلة على كتفها قائلة

" كفى يا أختي .. كفى "

يد بركة لا تتوقف على مسبحتها تمرر الحبات بسبحان الله والحمد لله وتهمس

" لطفك بنا يا رب "

مر الوقت واذان الفجر يعلو من المساجد وتعلو معه أدعية القلوب لتطمئن بأي خبر
نهضت ألماسة لتأخذ دواءها بالقليل من الماء الذي يأبى أن يدخل جوفها لكن لأجله فقط لا تريد أن تقع اليوم .. ليس إلا على صدره الذي لا تعلم إن كان يتحرك بأنفاسه أم لا

رن هاتفها فأجفل الجميع انتظاراً لأي خبر فاستغربت وهى تجده رقم يمنى لترد فيأتيها صوتها بلا تصديق

" مهندسة ألماسة .. آسفة اني اتصلت بكِ بهذا الوقت لكن لا اعرف إن علمتِ انه قُبِضَ على سيد علام وكل مَن معه "

أسرعت للخارج باضطراب لا تستوعب هاتفة

" ماذا ؟!.. كيف ؟! "

ردت يمنى بلهفة

" افتحي المواقع الاخبارية ستجدين الخبر بها كلها منذ ساعات قليلة "

اغلقت معها مباشرة لتبحث عن الخبر حيث القبض على رجال أعمال كبار في قضايا فساد واسماء شركات تحتل السوق وقعت أسهمها بالقبض على أصحابها
موقع خلف موقع عيناها تلتهم السطور باكية تهتف

" لم اعد افهم شيئا .. مَن انتقم منهم ومن فؤاد ؟! "

يغيب إدراكها وهى تقف بالظلام تشعر الدنيا تدور بها والسؤال على لسانها يقتلها

" هل تخلصوا منهم ومنه ؟! "

سكنت مكانها وجسدها يرتجف برداً وبكاؤها يتوقف وحده .. مصدومة برحيل دون وداع يليق به .. هل هذا موته الأكثر فخامة ؟!
هى التي تسلحت دوماً بقوتها لتترك دون نظرة للخلف ، اليوم تعلن هزيمتها وهو يتركها دون أن ينظر هو للخلف

هكذا تركها يتيمة عشق .. تتحسر على حبٍ ضائع أنجب ذكرياته من رحم الألم
هكذا تركها بعد إدمانه الحر مطلقا عليها رصاصة سلاحه الذي رافقه وقت موته وهى غائبة
هكذا تركها تقع دون ذراع تسندها ..

ستقع .. ساقاها ترتجف وتنهار بدوارها المتزايد لولا هتاف شهاب عند الباب

" لقد وجدوه ماسة .. وجدوا فؤاد "

التفتت تنظر إليه .. وعادت الدماء تنتفض بعروقها.








وصل شهاب مع تحية وألماسة إلي المشفى ، إلي غرفة الرعاية المركزة حيث نُقِلَ فـؤاد بعد خروجه من العمليات
خرج الطبيب من معاينته فسأله شهاب

" كيف هو الآن ؟.. ما به ؟ "

نظر الطبيب إلي ثلاثتهم ثم قال

" الحادث أصابه بتهتك في الكبد وكان بحاجة لجراحة عاجلة لكن لا داعي للقلق .. الحمد لله نجحت الجراحة وتم استئصال الجزء المتهتك .. هو الآن تحت تأثير المخدر وسيتم نقله إلي الغرفة غداً "

عاد شهاب يسأل

" مَن أحضره إلي هنا ؟! "

رد الطبيب بنبرة عملية

" لا اعرف .. بإمكانك سؤال الاستقبال بالأسفل "

وقفت ألماسة تراقب ذلك الباب الفاصل الذي يختفي خلفه ولا تسيطر على خوفها وهى تسمع ما أصابه
لقد حدث واستوطن قلبها وما عاد لها سلطة عليه .. فلتحارب كل شئ ولكل شئ ولتعيد ما ضاع منها .. لكن دون المساس به.





















مجموعة ' رافع ' التجارية

استقبل أكرم زائره بدهشة ووقف لمصافحته قائلا باستغراب

" مجدي بك ! "

صافحه مجدي الصبّاح مبتسم المحيا متسائلا

" كيف حالك يا أكرم ؟ "

أشار له بالجلوس مرحبا ثم سأل ذوقيا

" ماذا تحب أن تشرب ؟ "

تلفت مجدي بالمكتب الفخم حوله ثم نظر إليه يرد

" لا داعي "

الامتنان في عينيه لا يخفيه بينما يقول بهدوء

" زيارة غريبة لم اتوقعها "

ابتسم مجدي بوجهه البشوش الرؤوف بالبشر ليسأل فجأة

" هل عرفت بما حدث لتوفيق العشماوي ؟! "

ازدرد أكرم ريقه متجهما وطل بنظراته الحقد والكره متسائلا

" ماذا حدث ؟! "

عيناه بعينيه بنظرة ذات مغزى يبتسم أكثر قائلا

" تمت إحالته للتحقيق وفصله من الخدمة .. وقُبِضَ عليه على ذمة عدة قضايا متهماً فيها "

سمعها أكرم رسمية موثقة من فم ضابط ولأول مرة يتمنى أن يعيش فؤاد بصدق بما فعله ولا يعرف قيمته عنده .. قيمته حياة
تظاهر بالدهشة ثم قال بلا مبالاة

" حقاً ؟!.. ماذا نقول ؟!.. نهاية ظالم "

مال نحوه قليلا يسأل بمكر

" ألم تكن تعرف حقاً يا .. أكرم بك ؟! "

استرخى في مقعده بثقة قائلا

" وإن عرفت .. هل هذا يدينني بشيء ؟! "

راقب مجدي نظراته الواثقة بعد خوف وقال

" بالطبع لا .. أنا فقط جئت لاطمئن على شاب أعجبني حين عرفته بالصدفة .. ولاخبرك شيئا "

وقف معدلا سلاحه الذي لم يستخدمه يوما على مظلوم وبين السلاح والكلمة يعطيه الرسالة

" عش يا أكرم .. حاول أن تنسى ما حدث لك أو على الأقل تأقلم معه .. ها قد جاء حقك سواء لك دخل أو لا .. الآن ركز بمستقبلك وحياتك .. لا تعد للوراء أو تسمح له أن يفسد ما تبقى من عمرك "

غادر رجل من فخر هذا الوطن .. غادر إلي حيث يلبي النداء دوماً
وغادر رجل غدر بالوطن ليأخذ جزاءه بما فعل ندماً
والبقاء لرجل نادى بحرية هذا الوطن ليعيش أبداً

وقف أكرم عند نافذته يتطلع للسماء الصافية يتنفس الهواء حرية .. منذ خرج لم يشعر بهذه الحرية

قلبه يصفو ويعلو فوق الندوب ، الحطام هنا سيظل باقياً لكن .. نظرة الأمل نحو الحياة أبقى.

























خرجت صدفة من الرعاية المركزة منهكة الروح ككل يوم تدخل إليه ، دقائق معدودة تبقى معه فيها بإذن الآخرين
الشيخ رشاد لا يغادر المشفى منذ عرف إلا للصلاة ، مصدوماً برقود ولده لأول مرة على فراش موت

والدها يحضر يومياً بعد عمله يظل معها حتى ينتهي موعد الزيارة ويغادر .. تشعر برضاه عليها مجددا من القلب ، الإحساس الذي آلمها طويلا اختفى ، ليتخطاه ألمها الآن أضعافاً

خرجت لتجد والدها بموعد الزيارة فجلست جواره ليحيطها إلي صدره يدعمها بدعائه ككل يوم يجدها فيه باكية
دقائق وأبصرت وصال قادمة في الرواق حتى وصلت إليهما تسأل

" كيف حالكِ صدفة .. وكيف هو عماد الآن ؟ "

وقفت صدفة تعانقها لتربت وصال على ظهرها تؤازرها وتشد من عزمها دون كلام للحظات طويلة قبل أن تبتعد بالقول

" شكرا لمجيئكِ وصال "

ابتسمت ناظرة لباب غرفة الرعاية تمنع دموعها وقالت

" هذا واجب .. يحيى اراد الاطمئنان عليه لكن قلت له لاحقا "

استندت صدفة للجدار تمسك بأسفل بطنها وتنتابها ضربات حادة تقبض ملامحها بالوجع وهى تقول

" لن يستطيع التحدث إليه .. عماد .. حالته ما زالت غير مستقرة .. استعاد وعيه تائهاً ولم يتعرف إليّ .. وعاد يغيب عن الوعي مجددا "

الدموع من عينيها الزرقاء لا تتحكم بها وجعاً بألمه وألم الحمل فترد وصال بصوتها الداعم

" سيكون بخير صدفة .. تعرفين قوته .. أنتِ أكثر مَن تعرف "

ترددت كثيرا بمخاوفها وملامحها تقطع القلوب ندماً وضميراً يحترق ثم همست

" لم اعد اعرف شيئا وصال .. هل سأُعاقَب بفقده لاني وافقت ؟ "

ألقى المهدي نظرة عليها مستغفراً بينما أمسكت وصال ذراعها تسندها وترد بثقة وقوة

" وهل ستُعاقَب كل النساء في وضعكِ .. وضعاً حلله الله وضبطه من فوق سبع سماوات ؟!... وانتهى الآن .. لا تفكري في هذه الهواجس صدفة .. إنما هى من وساوس الشيطان ليفسد حياتنا "

يسمع المهدي تحاورهما ليقول يقينا

" استعيني بالله يا صدفة .. هو وحده القادر على شفائه وشفائكِ "

مسحت دموعها وهى تستغفر ربها وتستعين به داعية ثم سألته بضعف

" كيف هى جدتي ؟ "

رد المهدي قانعا

" بخير .. الممرضة لا تتركها "

وجهها يشحب وجسدها جوار وصال يتثاقل بالتعب كلسانها

" أنا .... أنا ... "

راقبتها وصال بتساؤل وهى تسندها بيدها الأخرى تضمها إليها شاعرة بتعبها لكنها بدأت تنزلق على الجدار منها وهى تحيط بطنها بأنفاسٍ مخطوفة ، واتسعت عيونهم وهم ينظرون إلي الأرض حيث تقطر من بين قدميها الدماء فهتف المهدي مفجوعا

" صدفة "




















في الغرفة التي تم نقله إليها تجلس جواره يدها بيده لا تفارقه ، كل شيء يبدو هادئا على نحو غريب .. الطبيب يطمئنها رغم انه لم يستعد وعيه بعد كأنه يتعمد تعذيبها.

كل شيء تضاءل واضمحل الآن أمام مصابها الأكبر فيه ، بعد كل موت اقترب منه هذه المرة الأولى التي تعيشه معه .. تقترب معه .. وتموت معه
شعرت بأصابعه تتحرك بيدها فتتفقد كل الأجهزة الموصول بها بعينيها تناشدها أن تبلغه انتظارها وخوفها .. ثم سكن مجددا

مسحت طرفيّ عينيها لا تسمح للدموع أن تظهر بقوتها لأجله وتسأله بنبرة خافتة

" ألن تعود إليّ ؟.. هل وصل غضبك مني لهذه الدرجة ؟ "

لن يجيب اليوم .. وجه العملة مقلوباً والملك فيها ترك للكتابة مواجهة الحياة والموت معاً
تنظر إلي جسده الهامد وملامحه الهادئة بعذاب فتهمس

" سامحني فـؤاد .. سامحني على كل كلمة قلتها جرحتك "

الهدوء حولها يكاد يصيبها بالجنون صارخة لأن يرد عليها .. هو المتطرف دوماً في عنفه وغضبه يؤلمها ثباته حد اليأس
تراقب صدره المتحرك بأنفاسه ويدها بطول ذراعه لا تتوقف متذكرة اخر ما جمعهما وتقول

" لكنك جرحتني أيضاً .. صدمتني .. وها أنت تعاقبني بغيابك هذا "

لا نزار يؤرجح القصائد بينهما هذه اللحظة ، ولا قياسات للحنين فيها سوى مساواة ببركان خامل يغلي
يدها تمتد لتمسح على كتفه تغمض عينيها بمرارة معترفة

" أنا أموت بدونك فـؤاد ... أعلن هزيمتي أمامك بكل سهولة .. كنت اقول لك إن حدث شيء بيننا ساتركك وامضي دون نظرة للخلف .. واعتبرك تجربة ومرت ... لكن لا تصدق .. لأول مرة اكتشف اني اكذب على نفسي "

سمعت نفساً حاداً منه ففتحت عينيها بلهفة لكنه كان كما هو .. بهيبته في غيابه كحضوره ورهبة النظر إليه
يدها تنتقل حتى صدره تلمسه فترتجف كقلبها وهى تتشرب قسمات وجهه وكل خط فيه بشجن تواصل

" أنا لا استطيع أن اتركك وأعيش بدونك ... روحي معلقة بك وبأنفاسك بهذه الدنيا .. هل تذكر حين قلت لي تنفسي لتشعر أنفاسي ؟ "

رفعت كفها الأخرى حتى وجهه لتشعر أنفاسه كما فعلها معها ويخفت صوتها مقاومة دموع تحرق عينيها

" اليوم اريد أن اشعر أنفاسك هكذا ... فهل تدرك وجودي أم لا ؟ "

تشعر أنفاسه الساخنة وهى تمسح على صدره متجنبة ضماد الجراحة برجفة يدها لتتابع عله يسمع

" فقط انهض مجددا لاني فقدت كل شيء بغيابك ... أماني وحريتي ... اريد أن أقع بلا خوف .. اريد ذراعك تسندني فـؤاد "

غامت عيناها بضعفها وهى تبعد يدها عن وجهه وترفع يده لشفتيها تلثمها وتستند عليها بجبهتها هامسة

" حقك عليّ حبيبي "

فجأة قبضت يده على معصمها يرفع يدها الأخرى عن جسده زافراً بالقول

" الألماسة العظيمة تتنازل وتعتذر ! "

رفعت رأسها تنظر لوجهه وتوقفت لحظات عاجزة متسعة العينين أمام عينيه المفتوحتين ثم نطقت

" فـؤاد "

وقفت تحيط وجهه بكفيها وتقترب من ملامحه وهو يبتسم قائلا

" اشتقت إليكِ "

يرتعش جسدها وأنفاسها تنطلق بلهفة تتلمس وجهه باشتياق ولا تتجمع الكلمات على لسانها إلا

" وأنا .... "

تتحرر الدموع أخيراً برضا ابتسامتها فرفع يده يمسح عينيها ويحيط جانب عنقها يطمئنها

" اهدئي .. أنا بخير ... هل ظننتِ أن اترككِ بهذه السهولة ؟! "

جلست ألماسة على حافة السرير تميل على كتفه تبكي عذاب الأيام السابقة وهو يغمر كفه بشعرها قائلا

" ارفعي رأسكِ وانظري لي ألماس "

ظلت على كتفه .. تتنفس بعنقه وتشم رائحته وتلامسه دون رادع وهو يحترق معها وبها ..
تسمع دق قلبه كانهيارات قلبها وألف قصيدة من غزل العشق تربطهما بآشعة سحر الهوى

وتوهج السحر من عينيها لعينيه وهى ترفع وجهها الباكي فتفيض أمواج الشوق وهى تسأله

" هل ما زلت تريد أن تسمعها فـؤاد ؟ "

يطالع شفتيها وتتوحد أعينهما برغبة قاتلة وأصابعها تلتف على ذراعيه ? قيود لن تُفك ويداه تتمرد تحيط عنقها مجيبا

" أنا أراها ألماس ... أراها في عينيكِ وملامحكِ "

بينهما نار ورماد يُبعَث كعنقاء تفرد جناحيها من جديد وهى تهز رأسها نفيا وتصمم على قولها حرة

" أحـبـك "

لأول مرة تشعر اهتزاز الجبال !
ظل صامتاً حاجباه ينعقدان وعيناه تمر عليها كلها باشتهاءٍ يثيرها ثم رد

" وأنا أمـوت فيكِ "

لمست شفتيه وهى قريبة حد أنفاسه تشعرها مرة أخرى قائلة

" لا تذكر الموت مجددا "

عيناه .. تثور بوهج الرغبة الطائفة بشرايينه تقف عند كل شريان بها وتلمسه
يتأمل ملامحها في فتنة خلابة الأنوثة ليكتشف أن للحزن جمالاً حين يلمس الملكات
ويرفع كفه يمسك بيدها على شفتيه يقبلها ويرد

" دعيني أموت فيكِ أنتِ أكثر .. قيل يوماً أن الحب موتٌ صغير .. ومعكِ .. اريد أن اصل للموت الأكبر وأنفاسكِ تلامسني "

كالآن تحديداً وأكثر .. وهى تعيد تعريف الحب على مقياس الهزيمة الأجمل
الحب .. هزيمة بنكهة النصر .. نظرة كتلك التي تحتل عينيه تبحث عنها فتيات العالم .. وعالم ..
عالم من اثنين يملكان كوناً موازياً للأكوان .. ونيران تحرق دون أن تؤذي .. تحرق بسلام.

عضلات صدره ترتفع وتنخفض بضجيج جسده وشعرت بيده الأخرى تجذبها نحوه فاعتدلت مبتسمة تنهض بالقول

" سانادي الطبيب لاطمئن عليك "

امسك معصمها بقوة يوقفها

" انتظري "

التفتت إليه بتساؤل لتجده يعتدل جالساً بلا أدنى ألم يرفع أسلاك الأجهزة عن صدره أمام ذهول عينيها ثم قال

" أنا مَن فجرت السيارة ألماسة "

ظلت مكانها بلا استيعاب ناظرة إلي قوته العائدة فجأة ثم عادت تجلس جواره ببطء وهى لا تفهم شيئاً !.






















في مكانٍ آخر .. ولادة حياة جديدة

بالمشفى الخاص يقف راشد مع تقى أمام الحضّانة يراقبان خالد الصغير ويبتسمان بسعادة
ينام خالد بهدوء يبعث السكن والطمأنينة في كل النفوس .. هنا يشعر الإنسان ألا قيمة للحياة إلا لهذا الأمل الوليد

أحاط راشد كتفي تقى ليسأل فجأة

" هل ضايقكِ وجود أخٍ لكِ تقى ؟ "

التفتت إلي أبيها بذهول تقول

" ضايقني !.. لا تتصور سعادتي به "

عادت تراقب أخاها ووجهها كله يبتسم بإشراق قائلة

" انظر إلي قدميه الصغيرة ووجهه الأحمر .. مجرد النظر إليه يمنح الأمل "

مسح راشد على شعرها برفق يوصيها

" اعتني به تقى .. كوني له أماً مع رنوة "

مال رأسها على كتفه تقول بشقاوة

" بالطبع .. أدامك الله لنا وتعتني بنا جميعاً .. وانتظر كل سنة أن تسلمني أخاً يا دكتور راشد "

ضحك راشد بحرج لا يعرف كيف أتاه أمام ابنته الكبرى ، مع وصول رنوة من المشفى الآخر المتواجد به فؤاد
تسرع خطواتها بفستانها الأنثوي وحجابها بطلته المميزة حتى وقفت معهما يشتاق نظرها لطفلها بينما يسأل راشد

" كيف حال أخيكِ رنوة ؟ "

تطمئن على ولدها بعينيها أولاً ثم ردت

" الطبيب يقول سيكون أفضل ... جميعنا ندعو له "

نظرت تقى إلي ساعتها قائلة

" ساذهب الآن طالما جئتِ رنوة .. موعد تدريبي .. ساحضر لكما شيئا تأكلانه أولاً لكن انتبهي لنفسكِ .. تبدين مرهقة "

اومأت رنوة ناظرة إليها بابتسامة لتبتعد تقى مغادرة فيؤكد راشد

" معها حق رنوة .. لم تنهضي من الولادة إلا منذ أيام "

أمسكت بيده بقوة تنظر إليه بابتسامتها البريئة الوردية قائلة

" أنا لم أكن بحياتي بخير كما أنا الآن راشد "

قبّل جبهتها يجذب رأسها لصدره بحنانه ناظرين إلي ابنهما ليجدها ضحكت فجأة ثم قالت

" هل تظن أن خالد سيكون طبيباً مثلك ؟! "

ابتسم راشد ابتسامة غريبة منقبضة وهو ينظر إليها بحضنه صامتاً .. هل من جواب لديه هو ؟!
لا يظن .. لكنه يدرك انه عاش ما تمنى .. عاش عمراً فوق العمر

وأنجب من صلبه سلسالاً ممتداً بدايته بـ ' خالد راشد الصيفي '.























" أنا مَن فجرت السيارة ألماسة "

ظلت ألماسة جالسة جواره تنظر إليه تنتظر شرحاً ثم قالت

" لا افهم "

رفع يدها يطبع عليها قبلة سريعة وظلت في كفه الدافئة وهو يقول

" كنت اُؤمِن مستقبلنا ألماس "

لم تستنتج شيئا والتساؤل في عينيها لا يتوقع ما فعله فيسألها

" ألم تسمعي عما حدث لسيد علام وهاني السماك وغيرهما ؟ "

ردت وهى تتذكر مشاعرها التائهة وقت الخبر

" نعم .. اتصلت بي تلك الفتاة التي كنت اطلب منها المعلومات واخبرتني .. قلت أن أحدا ما اراد الانتقام منهم ومنك بعدما اخبرتني بصلتك بهم .. قبلها كل ما جاء بعقلي قولك عن التصفية .. ثم عرفت القبض عليهم أيضا فلم افهم شيئا "

اومأ فؤاد مؤكداً

" وهذا هو ما ظنه الجميع بالضبط "

هزت رأسها تحثه ليكمل

" تم الإبلاغ عن قضية فساد كبرى وتقديم كل الأدلة التي تدينهم بينما كنت أنا في غرفة العمليات هنا "

عقلها يجمع كل ما حدث معاً لتقول بذهول

" كل هذا من تدبيرك !.. ألم تكن هناك جراحة ؟! "

ابتسم فؤاد بمكر وغرور ليدهشها وهو يمد يده ينزع حافة الضماد الأبيض على جانبه فلا تجد أي أثر لأي شيء
لا تصدق إلا وهى تلمس موضع الجرح المزعوم تبتسم بتأوه من عمق صدرها الذي ارتاح أخيرا بسلامته ثم تسأل

" وهل صدقوا ؟! "

أعاد الضماد مكانه وأجاب بثقته

" تم ترتيب كل شيء ليصدقوا .. البلاغ والانفجار والشرطة والصحافة والمشفى هنا .. وبالفعل حاول رجالهم التواصل معي بعدما علموا بالحادث ليأكدوا أن هناك مجهولا يوقع شبكة رجال الأعمال المتصلة بأعمالهم "

تلك الابتسامة على شفتيها تتلون بإعجاب مختلف وهى تتساءل رغم معرفتها بالجواب

" وتلك الأدلة المقدمة لا تدينك بشيء ؟ "

الجواب من صفته وشخصه .. هناك لذة عجيبة وهى تتعامل مع ذكاء رجل سوق .. تتعامل مع المخ والعضلات في لحظة واحدة !.. الآن فهمت جاذبية هذا العالم رغم خطره
هنا غريزة البقاء دوماً في استنفار .. هنا ما كانت تريده دون أن تعرف .. القوة ..
وحب يستهلكها حتى اخر أنفاسها .. وشغف يجعلها تحلق في السماء مخاطرة

تنتبه على صوته العميق مجيبا

" أنا كنت وسيط لا أكثر .. لم يُذكَر اسمي في ورقة واحدة ولا دليل عليّ ولن يستطيعوا الاعتراف على الكل لأن فيها أرواحهم "

عادت قدماها ترتفع عن الأرض بتلك النشوة .. تتذكر وعداً رمته إلي سيد علام يوماً بغلق شركته بيد ' فؤاد رافع ' نفسه .. ها هو وعدها تحقق دون أن تقصد
ما زالت صامتة ولا يعرف فيمَ تفكر ويتذكر كلامها منذ قليل ساخراً

" هل ما زلتِ مصدومة فيّ ؟! "

تشاهد خشونة وجهه مستنكرا حقها في الصدمة بكل صلف فتبتسم بلا فائدة وتسأل

" هل تخفي عني شيئا آخر ؟ "

تضيق عيناه بنظرة ماكرة يرد بلؤم

" ربما ! "

تنظر له بملامحها التي تفيض بذاك العشق وتنبض فيها الثقة وهى تسأل

" هل فعلت كل ذلك لحمايتي ؟ "

كان ينتظر تلك الثقة فيه بعد الشك .. بعد جرح كلامها الذي لن ينساه لكنه غفره قبل حتى أن تطلب غفرانه ..
أبعد شعرها يحب المرور بين خصلاته قائلا بتكبر

" كنت سافعله مع هاني السماك فقط وبدون حادث ولا تخطيط .. كنت سآخذ حقي منه وعيني في عينيه "

سألت ألماسة باستغراب

" أي حق ؟! "

نطق فؤاد بشراسة صوته

" حق أرضي "

فغرت فمها بدهشة أخرى لتقول

" هاني السماك هو مَن أحرق الأرض !... وأنا توقعت انه جسور أو ذلك المدعو رجب !! "

هز رأسه باستخفاف ثم قال

" يرد على ضربي له حين دافعت عنكِ .. وكنت سارد عليه وحده .. ثم فوجئت بالملفات التي وصلتكِ ونيتكِ في الانتقام منهم جميعا .. حينها فكرت لإيقاع الجميع ودون أن يكون لنا علاقة "

صمت قليلا مفكرا ثم قال بجدية

" المهم الآن .. تلك الفتاة التي طلبتِ منها المعلومات .. ومَن أوصل لكِ الملفات وكل مَن عرف بالأمر .. يجب أن يصمتوا تماما "

خفت صوتها وهى تلتفت نحو الباب ثم تنظر له

" لا تقلق .. تلك الفتاة يمنى تعمل بالشركة ولن تنطق لانها هى بنفسها أحضرت لي المعلومات .. ومَن أوصلت لي الملفات خائفة لذلك اتصلت بي أنا .. لا أحد سينطق خوفاً خاصة بعد قتل .... ماهر "

وقف الاسم حاجزا بينهما بما كان .. لكنها ارتاحت ، صحيح لم تُحَل ألغاز قضية ماهر وربما ستظل ضد مجهول طوال العمر ، لكن المهم أن حقه وحق غيره عاد ، وانتهت قضية فساد بهذا البلد لتبدأ غيرها وغيرها !!

يطل الغضب ممتزجا بجرح عينيه الخفي وترفع هى اخر الحواجز لبدء حياة

" ماهر ذكرى في حياتي يا فؤاد .. لن أنساه كما قلت لك .. لكنني اتذكره لاطلب له الرحمة لا أكثر .. وتعرف أن إحساسي بالذنب كان يقتلني .. الآن فقط اشعر أن حقه جاء وإن لم يُذكَر مباشرة "

بعد كل ما سمع وغفر ما زال جرحها أقسى .. وكلمتها عن ولده نار تكويه .. وتشبيهه بهم غليان يفور في دمه ..
ولم تفهم أن الحاجز الأخير عنده هو قائلا

" ما قلته لكِ الآن هو سـرنا ... أنا وأنتِ فقط .. كان بإمكاني ألا اخبركِ ويمر الأمر كحادث لكنني فعلت لاطلب منكِ شيئا "

تنتظر بتساؤل عينيها الترابية ليرفع رأسه بشموخ الجبال يقصد كل يقول

" أنتِ الآن الوحيدة التي تعرف أسراري .. أنتِ الوحيدة التي بيدكِ إدانتي .. إن كنتِ ما زلتِ مصدومة بي فاذهبي وابلغي عني ولن انكر حرفاً مما ستقولينه حتى وإن لم تكن هناك أدلة "

قالها وانتظر .. تركها حرفياً لتقرر بجمود وجهه ..

هل ستفكر ؟!.. بيدها وحدها دليل إدانته .. بيدها سجنه .. أو قتله !.. بيدها مائة طريقة لموته !..
وبيدها رسالة لمستقبل .. باب مفتوح للجميع للتراجع عن الظلام .. حين يخطو فيه خطوة تشده للغفران ..
فقط حين يخطو .. ليس كخطايا بلا ندم عقابها أشد العقاب.

وهى بيدها اختارت منذ زمن .. كلما رأت في عينيه الاحتراق والندم
واليوم يُصدِق قلبها على الاختيار

" ألا يمكنني اعتبارك شاهد ملك ؟! "

تقترب منه تلامس وجهه ترى نفسها في مرآة عينيه الداكنة النارية وتداعبه

" أو شاهد جبل .. يا جبل ! "

ابتسم .. أخيراً بعد إيقاف نزيف الجرح ونحر الألم ..
تمر سبابتها على لحيته تقول مبتسمة

" قبل أن اعرف بالحادث طلبت أمي ان تأتي لبيتنا لتتفق معها ومع أكرم على ... زواجنا ! "

اعتدل فؤاد بلا تصديق يتنفس بلهفة مجنونة ويداه تقترب فتبعدها مبكرا تحذره بعينيها ولا يهتم .. يحيط وجهها يقبل جبينها زافراً براحة بعد سباق عمره
وما كانت إلا لحظات .. تلاشت ابتسامتها لتدفعه فجأة هاتفة

" هذا معناه انك جعلتني اعترف لك بكل ما قلته بلا داعٍ ! "

يضحك مقتربا منها فتضرب صدره ويغيظها

" هذا أجمل جزء بالحكاية ! "

يمد يده إلي خصرها فتضربها وتبعدها وهو يغيظها بالمزيد مستمتعاً

" ويدكِ على صدري !! "

لكمته في كتفه فتأوه ضاحكاً وهى تقولها كالوعيد

" وأحـبـك ! "

يرمي إليها قبلة يرد باستفزاز

" وأنا أيضاً ! "

ضحكت بامتعاض وهى تسمع طرقات باب الغرفة حسب أوامره وترتيبه فوضع فؤاد سبابته على فمه يشير لها بالصمت ثم عاد يستلقي على السرير ثم اومأ لها فعلا صوتها

" ادخل "

دخل الطبيب الذي لم ترَ غيره يشرف على حالته مبتسما ينظر إليهما ويسأله

" كيف حالك اليوم ؟ "

انتقلت إلي الكرسي تراقب الطبيب وهو يتظاهر بفحص الأجهزة والمؤشرات الحيوية لتدخل تحية فجأة تسرع إليه هاتفة

" فـؤاد ... يا ابـنـي .. حرقت قلبي يا ابني "

تتفحص جسده وتقبل وجهه ويده وهى تقول بحرقة

" حقك عليّ يا ابني .. حقك عليّ "

تركت ألماسة الكرسي لها لتجلس تميل على كفه لا تتوقف عن تقبيله باكية بينما يتجمد فؤاد بلا شعور لا يمنحها مجرد نظرة ، معتادا على ما تفعله بعد كل اقتراب من الموت .. ثم يزول.
























بنفس المشفى الذي يرقد فيه عماد بالطابق الأعلى .. فتحت صدفة عينيها لتجد نفسها على سرير في غرفة بيضاء ، منهكة القوى .. جسدها يتألم كأن السكاكين نحرته .. ومتصل بذراعها أنبوب يمرر محلولاً وريدياً إلي جسدها الضعيف

أصدرت أنيناً متأوها فانتبه المهدي لإفاقتها فنهض مقتربا منها بقوله

" مبارك صدفة .. مبارك ما جاءكِ "

تحرك رأسها يمينا ويسارا بألم تسأل بتوهان

" هل ابني بخير ؟ "

ربت على كتفها يثبتها على الوسادة قائلا

" بخير يا ابنتي .. سيحضرونه لكِ "

تلمس بطنها الخاوية ولا تنتبه للدموع الجارية من عينيها للوسادة وتسأل بخوف

" هل اثر عليه النزيف ؟ "

رد برفق وهو يضغط الجرس للممرضة

" لم يكن نزيفاً صدفة .. كان موعد ولادتكِ .. مبكراً قليلا لكن الحمد لله أنتِ والطفل بخير "

تشد على ثوب المشفى بوجع جسدها وروحها وتهمس

" وعماد ؟ "

دخلت الممرضة تفحص نبضها والمحلول ثم تغادر بينما جلس جوارها قائلا بقلة حيلة

" كما هو صدفة .. يصحو لدقائق ولا يتعرف على أحد لكن الطبيب قال ان النزيف لم يعد والدماغ يستعيد وظائفه ببطء .. الأهم انه استفاق من الجراحة "

أغمضت عينيها تبكي وتتأوه باختناق تشعر عذاباً يخرج بالروح حتى الحلق جمراً

وما هدأت إلا بصوت ممرضة أخرى تدخل حاملة طفلها الصغير مبتسمة لتضعه جوارها كقطعة من نور
أحاطته صدفة بذراعها ناظرة له بانبهار وإحساس ينفي كل الألم بعيدا بينما يسأل والدها

" ماذا ستسميه ؟ "

تميل على طفلها تتأمل وجهه المتورد النائم فتقبل جبينه ثم ترد بفرحة أمومتها

" عماد سيسميه "

اقتربت قليلا تضمه إلي صدرها تشم رائحته وتستمد منه أملها للمقاومة لتتنفس بقوة وتتحامل على الوجع معتدلة تنزع أنبوب المحلول من يدها قائلة

" اريد الذهاب إلي عماد "

فزع المهدي عليها ناهضا يمنعها ويهتف

" لا يمكنكِ الآن .. ما زلتِ متعبة "

أنزلت ساقيها تشعر بتمزق جسدها وشدت غطاء الرأس تخفي شعرها وتلهث بالألم لكن تصمم

" لا .. ساذهب إليه الآن "

ثبتها أبوها مكانها جالسة على حافة السرير قدماها تتدلى أرضاً ليقول بتلهف

" انتظري .. انتظري قليلا .. ساتحدث مع الممرضة "

خرج مسرعا وهى تتصبب عرقاً وتضع كفها على طفلها لتزيح الألم قليلا فقط ثم عاد مع الممرضة التي أحضرت لها كرسياً متحركاً لتستطيع الانتقال به.

بعد دقائق كانت بالغرفة على الكرسي المتحرك تحتضن طفلها لصدرها وتنظر إلي عماد مستكينا بلا حركة
أزالوا الضماد الملفوف برأسه لتظل فقط قطعة بموضع الجراحة .. فتحوا رأسه .. كلما رأته تنفجر باكية وجسدها يقشعر صارخاً

لكن هذه المرة ظلت تنظر إلي طفلها وتقول مبتسمة بحزن

" عماد .. جاء طفلنا .. الطفل الذي تمنيته طويلا عماد "

تزدرد ريقها بلا قدرة على الكلام وجلوسها هكذا يشطرها نصفين فتتحمل وهى تمد يدها تربت على يده قائلة

" أنا تعبت ... اريد أن أعيش يوماً بلا ألم .. اريد أن افرح بابني عماد "

اعتادت أن يصحو على صوتها ثم يغيب .. وهذه المرة انتظرت أكثر من كل مرة وهى تناديه كل عدة ثوان
بعد دقائق رأت عينيه السوداء تبصر النور بضيق ثم نظر إليها نظرة نصف مغلقة على هتافها

" عماد .. عماد "

بلا أي تعبير على وجهه الهادئ ولا يشعر لمستها على يده ويبدو صوتها بعيدا وهى تسأل

" هل عرفتني ؟ "

عيناه تفتح أكثر محركاً رأسه قليلا ليراها مع طفلها ثم همس بلسان متثاقل

" آ آ ... آد..م "

لا تسيطر على رجفة جسدها وهى تهز رأسها بهذيان تجاريه بأي شيء متسائلة

" آدم !... هل تريد أن نسميه آدم ؟! "

يغلق عينيه ويفتحها ويريد قول شيء ما فتنزل دموعها مجددا بتلهف تحثه للبقاء

" عمـــاد .. مَن أنا ؟ "

لحظات بدا غائبا عن الوعي ثم رمش ببطء محاولا تحريك شفتيه

" يحيـ .. ـى "

تضغط على يده بلا وعي وتجيبه وتكرر وهى تحيط طفلها

" يحيى بخير ويريد رؤيتك .. هل تعرفني أنا ؟ "

تحركت أصابعه بتثاقل مماثل وملامحه تنكمش باستغراب وهو يلتفت حوله ببطء لتسمع صوته المتقطع بأنفاسه

" ماذا ... حدث ؟ "

ظلت منتظرة ليستوعب أو يتذكر أي شيء وقلبها يهدر نبضاً مرتعبا وهى تراقب الثقل بأطرافه ولسانه ولا تعلم القادم
لف عماد رأسه نحوها وبدا كأنه يراها من جديد تحمل طفلاً فهمس بتقطع

" متى .. ولدتِ ... صدفة ؟ "

ابتسمت وهى ترفع وجهها تخترق تنهيدتها الجدران تصل للسماء .. بشرى ولادتها اليوم ..

اليوم .. اليوم خرج للدنيا .. ' آدم زين الدين '.

























بعد اسبوعين

دخلت رنوة غرفة صغيرها وهى تسمع بكاءه الذي توقف ما إن سبقها راشد وحمله مهتزا به بحركة منتظمة
أجمل ما قد تراه عيناها وربما هذا ما كانت تبحث عنه منذ صغرها .. هذا الحنان
تبتسم وهى تقترب منهما تداعب شعيرات طفلها الناعمة الخفيفة ثم قالت

" منذ عدنا من المشفى لا تترك خالد لحظة واحدة "

يحفظ راشد ملامحه الصغيرة مشتاقا لهذا الإحساس بعد تقى وتغيم ملامحه هو بالقلق قائلا

" أخاف ان اتركه حقاً رنوة "

سألت بلا انتباه

" ماذا تقصد ؟! "

لم يرد فتوقفت مكانها وهى تفهم لتتلاشى ابتسامتها هاتفة

" راشد !... توقف عن هذا الكلام "

ألقى نظرة جادة على وجهها قبل أن يضحك قائلا

" لا تغضبي .. كنت امزح "

عاد يسير بخالد برفق في الاضواء الخافتة يراقبه وعيناه الشبيهة بعينيّ أمه تغفل بجمال لا مثيل له بالدنيا
بينما تقترب رنوة لتحتضن ظهره وتقول حباً

" بعيد الشر عنك .. أدامك الله لنا "

توقف مبتسماً يمسك بيدها حوله على طفلهما مكررا سؤالها

" هل تظنين انه سيكون طبيبا حقاً ؟! "

بخيالها آمال المستقبل تشرق في أفق الحياة بلا نهاية لتتخيل وترد

" اريده فناناً ... مؤلفاً أو موسيقياً أو شاعراً "

رد راشد بعناد حازم

" لكن أنا اريده طبيباً أو مهندساً "

التفت رنوة تقبل الصغير ثم والده لتقول بعنادها

" حين يكبر سيقرر .. وحينها سنرى كلمة مَن ستسير ! "

مر الوقت وهما يتحدثان في كل شيء وأي شيء ، لم يفرغ الكلام من هنا وهناك وذكريات من الماضي وخطط للمستقبل
وضع راشد ولده في سريره الصغير ليعتدل ويسألها

" هل تتذكرين مكان الأرقام السرية للكروت البنكية والخزانات ؟ "

أجابت بصوت خافت وهى تخفض الضوء أكثر

" نعم .. لماذا ؟! "

خرج من الغرفة مجيبا

" احتمال أن اسافر إلي مؤتمر طبي بعد فترة "

اطمأنت رنوة على طفلها ثم خرجت خلفه تسأل

" متى ؟ "

وقف راشد متنهدا ينظر لكل ما حوله بالبيت ثم التفت إليها جواره يبتسم لعينيها بالقول

" لم يُحدَد موعده بعد "


















صباح يومٍ آخر

دخلت رنوة غرفة نومها وهى تحمل خالد يبكي بأعلى صوته هاتفة

" راشـد ... استيقظ "

تهز خالد على كتفها ولا يتوقف بكاؤه وهى تموت تعبا لتصيح بحنق

" راشـد ... خالد أتعبني منذ الفجر .. استيقظ واحمله قليلا "

لم يستجب لندائها رغم الصوت وضوء الشمس فجلست على مقعد مجاور تحاول أن ترضع خالد مجددا لكنه اكتفى طعاماً فعادت تنهض تسير به وتشعر بالدوار لدرجة البكاء معه
طرقت تقى الباب إثر الصوت ودخلت تطل برأسها تسأل

" ما زال أبي نائماً ؟! "

نفخت رنوة وصوت البكاء ينزل بالصداع على عينيها هاتفة

" ايقظيه تقى .. أنا تعبت .. اريد أن أنام لدقائق فقط .. رأسي سينفجر "

دخلت تقى متجهة لأبيها بينما تربت رنوة على ظهر طفلها برفق لتقول بإرهاق

" حبيبي اهدأ قليلا "

يصرخ خالد بلا جدوى وتقى تهزه بكتفه وتستغرب لانه لم يسمع البكاء

" أبي استيقظ ... ألن تذهب للمشفى اليوم ؟! "

جربت رنوة وضعه على السرير جوار أبيه وللغرابة بدأ بكاؤه يخفت متلاعبا بيديه وقدميه وتقى تهتف

" أبــي "

اتسعت عيناها وهى تمد يدها إلي جبهته بلا سبب معين .. فقط وضعتها لتصطدم ببرودتها وتخشبها وهى تنظر لوجهه الأبيض الشاحب

لاحظت رنوة حركتها لتتساءل

" ماذا هناك ؟! "

التفتت تقى إليها تهز رأسها مرتجفة مصدومة ودموعها تسيل وهى ثابتة مكانها
فهمت .. اقتربت رنوة تضع يدها على صدره وهى تهمس

" راشـد "

لا نبض .. لا أنفاس .. لا حياة
غابت منذ الفجر عند خالد وهو نائم .. فقط نائم .. هل هو موت الفجأة ؟

دموع تسيل من عينيها بصدمة وهى تردد همسا

" راشـــد "

اشتدت شمس الصباح مخترقة الستائر تنير وجه راحل .. ووجه طفل برئ ..

لا إجابة .. لا مستقبل .. فقط ذكرى هنا بالعقل والقلب .. وبالدنيا .. امرأة ورجل يحملان اسمه .. وعطر سيرته.
























بعد شهر .. منزل ' زاهد رافع '

خرجت ألماسة من غرفتها لتجد الزهراء تفعل ما تفعله مؤخراً .. تمسك هاتفها وتشاهد الأثاث وتجهيزات المنزل والمطبخ استعدادا لزفافها
لم تحتاج إلي تجهيز الكثير .. المنزل جهزه فؤاد قبلا بكل شيء تقريبا وهى فقط وضعت لمساتها ليكون له روح أبيها .. وروح فؤاد .. وروحها

تشعر انها في حلم حين أصبح حلمها هى حقيقة .. كل شيء يتحسن ويسير نحو الأفضل والوقت كفيل بالباقي ..
علاقتها مع تحية صارت إيماءات صامتة بلا تعدي من أحد على الآخر .. إبلاغ فؤاد لهم بالزواج أخرس الكل أخيراً ..

علاقة فؤاد مع أكرم صارت اهدأ .. بها نوع من الامتنان لا تفهمه من جهة أكرم !.. أما من جهة فؤاد فتعرف انه ممتن بالفعل لموافقة أكرم عليه وإقناع الزهراء وهذا ما يخفيه بكبرياء جبارة !

عادت للزهراء مجددا تجلس جوارها فتستلمها كالعادة وهى تمد لها الهاتف

" انظري لهذا الصالون "

ابتسمت ألماسة وهى تنظر بالفعل ولا تكترث مؤكدة

" أمي .. أنا لن اغير شيئا من أثاث البيت .. أحبه كما هو .. كل قطعة اختارها فؤاد وهو يجهزه لها قيمة "

امتعضت الزهراء بقلب الأم ورغبتها في اختيار منزل ابنتها قائلة

" فؤاد نفسه طلب تغييره على ذوقكِ حين جاء لنتفق "

ردت وهى تقبل يدها تراضيها

" وأنا حذرته أن يغير أي شيء فيه لكنه صمم على تغيير غرفة النوم .. وهذا أيضا ما اردتِه أنتِ .. قلتِ ابنتي لا تدخل إلا بغرفة جديدة تماماً ! "

تستسلم الزهراء ملوحة باستياء بينما أشاحت ألماسة بوجهها بغيرة تتمتم من بين أسنانها بشك

" لكن لا اعرف للآن لماذا صمم هو ؟! "

لم تسمعها أمها وهى تتذكر حنينا منذ سنوات يوم اخبرها زاهد انه يخطط لبناء منزل بالمدينة ولم تعرف مكان الأرض إلا بعدما اخبرتها ألماسة حين رده فؤاد لهم منزلا كاملا فتقول

" ستعيشين في البيت الذي اختار أبوكِ مكانه لنا منذ أكثر من واحد وعشرين عاماً "

نظرت إلي صورة قديمة على الطاولة المقابلة لأبيها وقالت

" دائما أقول لفؤاد ان هذا البيت يحمل روحيّ أكثر رجلين اثرا بحياتي .. روح أبي وروحه "

التفتت إليها بعين الأم ترى ابنتها العروس فتدمع عيناها متسائلة

" أسعدكِ الله يا ماسة .. وساسألكِ لاخر مرة .. هل أنتِ مقتنعة تماماً باختياركِ ؟ "

ارتجف جسدها بخجل جديد مع كل يوم يقترب وهى تهز رأسها بتأكيد صامت راضية .. فربتت الزهراء على ذراعها بالسؤال

" تبقى شهران على الزفاف بعد تأجيله بسبب موت زوج رنوة .. فهل انهيتِ كل ما تحتاجين ؟ "

عادت تومئ برأسها ثم تتأسى ملامحها قائلة بصدق

" مسكينة رنوة .. اتعاطف معها بكل مشاعري .. خرجت من زواجها أرملة صغيرة السن وعلى ذراعيها طفل "

ردت الزهراء بإشفاق

" هذا نصيبها ماسة .. الحمد لله على كل شيء .. كثيرات مثلها هكذا "

تذكرت ضعف رنوة يوم انتحارها بالمشفى وكلامها مع راشد وما حدث بعدها قائلة

" ربما لانها لم تفكر جيداً من البداية .. كانت تبحث عن أب وحنان فاخطأت التقدير .. أحبته بصدق لكن في حالتهما بفرق يقارب الثلاثين عاماً فالحب وحده لا يكفي "

تركت الزهراء الهاتف لتؤكد على كلامها بالقول

" لم يكن هناك تكافؤ منذ البداية .. بالطبع لكل شخص عمره الذي كتبه الله له سواء مات صغيرا أو كبيرا .. لكن هذه هى طبيعة الكون .. جيل يسلم جيلاً .. يرحل الكبير ويظل مَن بعده وهكذا .. وحتى إن عاش زوجها معها لعشرة أو عشرين سنة أخرى .. كان أيضاً سيتركها صغيرة ابنة الثلاثين مع أطفالها اليتامى "

نظرت إلي أمها وهى تتابع بخبرتها وما رأته بالحياة وتقول بنبرة ذات مغزى

" الاختيار ... الاختيار والتفكير في عواقبه قبل تنفيذه أهم ما يُمتَحن به الإنسان .. إما أن يختار سعادته .. إما أن يتسبب بتعاسته "

اومأت ألماسة مبتسمة موافقة وتعرف .. لن تدرك رنوة ما قيل الآن .. لكن ..

هكذا - ربما - كان .. انعكاساً لما سيحدث بعد أعوام !.

























دخل فؤاد غرفة رنوة حاملا حقيبة فستان يبحث عنها حتى لمحها بالشرفة جالسة بملابسها السوداء وشعرها المجموع كامرأة عجوز بهتت أحلامها
لكنها صغيرة ترملت وغيرها كثيرات بإرادة أو قسراً .. صغيرة تحمل قطعة من رجل كان ذلك عمره

تقضي اسبوعا هنا واسبوعا ببيتها مع تقى حتى لا يتربى خالد بعيدا عن بيته
اقترب من سرير خالد يراقبه نائما ورديا جميلا كقطعة من جنة .. شعوره نحوه أبوة خالصة حامية ولم يظن ان يكن مثل هذه المشاعر لابن راشد .. لكنه ابن رنوة .. صغيرته هو

خرج إليها أجفلها وهو يضع حقيبة الفستان على رجليها ثم يجلس على ذراع الكرسي المجاور قائلا

" ما زلت اعرف مقاسكِ "

للحظات نظرت إليه بلا استيعاب .. هكذا صارت .. شاردة أغلب الوقت
ضاعت بسمتها وذبلت ملامحها والأسود يعطيها ظلاما يخطف منها حيوية شبابها
نظرت رنوة للحقيبة وتذكرت انه اخبرها بإحضار الفستان الذي ستحضر به زفافه بنفسه

فتحت السحاب وظلت كما هى أمام جمال فستان الأميرات .. أزرق مع ورود تحمل حبات اللؤلؤ
ورغم جماله شعرت انه لم يعد يليق بها .. شعرت انها كبرت كثيرا .. ولا يليق بها سوى الأسود حزناً لا أناقة

ملامحها واضحة شفافة الأفكار لعينيه فمال نحوها بالقول

" لم تكبري عليه رنوة "

ربما .. لكن الحزن يكبر معها
حزن غير قابل للانتهاء كأنه صار جزءا طبيعيا منها .. حزنا مختلفا عن حزن مراهقتها
حزن القلب بها يشعرها بروحها تجف وأنوثتها تنكمش .. وأملها الوحيد بطفل له يحمل اسمه ..
الذكريات حية .. حية لدرجة مؤلمة ..

تمسح دمعة عابرة على وجنتها فيقول بنبرة جادة

" صحيح اني لم أكن موافقا على هذا الزواج من البداية ثم سامحتكِ .. لكن هذا لا يعني اني لا اشعر بكِ "

نكزها في كتفها يمازحها

" أنتِ ابنتي رنوة .. والآن أنا خال ابنكِ يا بنت ! "

ابتسم وجهها الذابل بحزن فنهض يقترب منها يجلس جوارها قائلا

" اعرف انكِ لن تنسي ولا اطلب منكِ ذلك الآن .. لكن اريدكِ أن تلتفتي لحياتكِ .. لأحلامكِ قبل الزواج .. عملكِ بعدما أنهيتِ دراستكِ ... هل تريدين السفر لدراسات عليا ؟.. اريدكِ أن تفكري في كل هذا "

ساكنة شاحبة بعيدة عن الحياة وتؤلم قلبه وهو يحثها

" حياتكِ هى حياة ابنكِ .. حين تجدين طريقكِ ستستطيعين تربيته جيدا ... لا تتركيه لأمكِ رنوة .. لا اريده أن يكون مثلي "

التفتت إليه دامعة وغالية دموعها عليه فيحيط وجهها يمسح عينيها قائلا

" اريدكِ أن تبدئي من جديد ... الحياة ما زالت أمامكِ .. وما زلتِ وردة كما كنتِ "

هى نور عينيه الذي كان وما زال يمنعه عن الكثير .. هى التي حفظت اخر إنسانية به مع بركة

يبتسم لعينيها يلقي نظرة على الفستان متسائلا

" هل سترتدين الفستان ؟! "

لمست رنوة القماش الجميل ودمعة تسقط من عينها عليه ثم اومأت برأسها راضية.

























في طريقهما إلي جزيرة الشاي مجددا .. استيقظ برغبة أن يفطر معها اليوم .. ووافقت !
السيارة تطير على الطريق السريع تشعرها بالإثارة .. والأمان بآنٍ واحد .. لا تعرف سر التناقض لكنه مزيج ' فـؤاد رافـع ' الخاص بها !

اليوم مختلف .. كأن الشمس منحتهما آشعة جديدة للسعادة ، فبات كل شيء مبهجا مرتاحا.
يتحدث فؤاد بهاتفه عن تفاصيل قطع الأثاث التي طلبها لمنزلهما ثم قال

" نعم نعم .. المهم اسمع .. حواف السرير التي سترتكز عليها الألواح الخشبية اريدك أن تضاعفها بحافة خشبية أخرى سميكة من الناحيتين حتى لا تنفلت الألواح من عليها "

التفتت إليه باستغراب وهو يرد على محدثه

" أنا ساذهب إلي المعرض اليوم لاستلمها من هناك "

أغلق الخط فسألت بنبرة عادية

" لمَ يضاعفها ؟! "

رد فؤاد بكل أريحية

" لاني اكسر الاسِرَّة "

في كل الإجابات لم تتوقع ما قال وارتفع حاجباها بدهشة تسأل بخفوت الناظر إلي مجنون

" ماذا ؟!... كيف ؟! "

أعاد إجابته موضحا أكثر ناظرا للطريق

" لا سرير يتحملني ألماس .. اكسر الاسِرَّة لذلك أصبحت ادعمها ! "

كتمت أنفاسها مفترقة الشفتين ووضعت يدها على صدرها بلا تصديق منكمشة في مقعدها تنظر للطريق بعينين ذاهلتين فألقى عليها نظرة ضاحكا ثم قال

" خفتِ على نفسكِ أم ماذا ؟! "

قلبها يطرق طرقاً يتردد من قدميها وتسمع صداه بأذنيها وهى تلوح هاتفة بجنون

" لماذا يا فؤاد .. لماذا تكسرها ؟!.. كل شيء بالعقل يا حبيبي !! "

نظر إليها بجرأة بأسفل عينيه يرد بتبجح

" هذا ليس به عقل أبدا !.. لا تتصنعي سذاجة البريئة !! "

أشاحت بوجهها لنافذتها تهمس

" يا خبر أسود ! "

سمعت ضحكته العالية وهو يمد يده ليدها قائلا

" لا تخافي على نفسكِ معي "

سحبت يدها سريعة بتيار صعق جسدها هاتفة

" لست خائفة ! "

نظر إليها لحظات ثم عاد للطريق يترقب ذلك اليوم نافخا بحرارة كلماته

" اريد إمساككِ فقط في حضني وسترين ! "

ببريق عينيها يرتفع رأسها بثقة ترد بترفع

" وأنا اريد الرؤية !! "

توتر الهواء بأنفاسهما صمتاً حاراً حتى قطعته

" لماذا صممت على تغيير غرفة النوم ؟! "

همهم قليلا يراوغها

" لانكِ عروس ! "

هتفت ألماسة بتحذير

" فـؤاد ! "

أطبق شفتيه باستفزاز يطلق صافرة وهى تنظر له بتهديد تسأل

" هل كنت تحضر أحدا لهذا البيت ؟ "

أجاب فؤاد بصراحة والبراءة في عينيه

" هذا الكلام في شقتي !.. لكن البيت لم تدخله امرأة غيركِ "

تهكم وجهها ساخرة ثم سألته بنبرة صارمة

" لماذا إذاً صممت رغم انها أعجبتني ؟! "

ابتسم فؤاد بغيرتها ومشاعره تنساب معها بتناغم وهو يرد

" مخكِ ذهب بعيداً جداً !.. عامةً اردت تغييرها لان كل مرة بعد خروجي من المشفى بعد أي حادث كنت اقضي بالبيت أياما وحدي .. لذلك اردت أن نبدأ من جديد "

صمتت مبتسمة يعاودها الارتياح وبطرف عينه يراقبها متسائلا

" ارتحتِ الآن ؟! "

هزت كتفها بأنوثة ترد بدلال وغرور

" قليلا .. ربما سأجد شعرة هنا أو أحمر شفاه مُلقى هنا أو هنا !... سنرى !! "

كرر فؤاد بامتعاض كأنها قللت من شأنه

" شعرة وأحمر شفاه ! "

تكتم ضحكتها وهو يدخل الجزيرة قائلا بوقاحة

" لا يا حبيبتي ابحثي عن اشياء أهم وأكثر إغراءا .. صغيرة ورقيقة وعادةً أحبها دانتيل !! "

اتسعت عيناها بذهول لتضربه في كتفه بقوة قبضتها قبل أن تصمت تماماً برجفة الخجل .. وشعلة الترقب.


على جسر جزيرة الشاي جلسا بعد الإفطار يراقبان البحر وهدر أمواجه التي ترسم خيال العشاق
لم تتوقع أن تجلس معه بهذا الهدوء يوماً .. لا منطقي !

التفتت تتأمله بضخامته وجاذبيته لتقول فجأة

" لم يكن منطقياً أن أحبك ! "

ينظر فؤاد للبحر عاقدا حاجبيه بالظل وشعاع الشمس ينعكس بجانبه ليرد

" ولم يكن منطقياً أن اتغير ... وأصل إلي هنا معكِ !! "

بنظرة عينيها البارقة أصل معدنه ويلازمه صوتها في أسر أنوثتها الساحر

" لمَ أحببتك إذاً ؟! "

ربما بسبب دعاء بركة ، ربما لأن في حياته رنوة ..
ربما لأن قدره رحمة .. وأجمل مما تخيل بالدنيا ..

يحبها كما لم يحب رجل من قبل ويجيبها

" لأن بركة رأت بي أملاً وجئتِ أنتِ لتحييه "

شعرها يتطاير تتذكر بشرود مسار حياتهما منذ البداية حتى اليوم ، وتتعجب وهى تصل لنهاية بصرها للبحر الواسع متسائلة

" هل تظن أن بإمكاننا ان نفترق الآن ؟ "

التفت فؤاد إليها ينظر لعينيها الجميلة طويلا يقرأهما ويسأل

" هل تعرفين ماذا أرى الآن تحديداً ؟! "

ضاقت نظرتها بتساؤل فترنو عيناه لشفتيها ونظرة منه تشعل فيها الحياة يقول

" لحظة الضعف التي كنت انتظرها .. لكن بما أن زفافنا اقترب فساكسب رهاني الذي راهنت عليه نفسي حين أحببتكِ "

ارتفعت الأمواج برذاذها المنعش تلامسها فلا تغرق إلا بعينيه وهى تسأل

" أي رهان ؟! "

عيناها بعينيه يتماوجان معا بسحر عشق جامح كركض الخيل بالصحراء الشاسعة .. رحبة له .. ومحاصرة لها ..
‏عطره يحاوطها ويتخلل أنفاسها مع هبات النسيم ويعلن انتصاره

" رهاني الأخير .. أن أحافظ عليكِ حتى من نفسي "

ابتسامة من سطر البداية .. وبدأت الحكاية.











مرت الأيام .. شهر .. وشهر ..

في قاعةٍ أظلمت يقف أسفل درج طويل ينتظرها .. مع أخيها بالأعلى يضئ فستان زفافها

تنزل درجة خلف درجة وتقع نبضاته وينتفض قلبها .. ملكة بتاجها
ومن يد أكـرم .. تسلمتها يداه أمانة عمر

نظر فـؤاد إلي عينيّ ألـماسة الفـؤاد و....



طلي بالأبيض طلي يا زهرة نيسان
طلي يا حلوة وهلي بـ هالوج الريان
وأميرك ماسك ايديكِ وقلوب الكل حواليكِ
والحب بيشتي عليكِ ... ورد وبيلسان









انتهى



#الأخيرة

سعدت برحلتي معكم على مدار عام ونصف تقريبا .. شكرا لكل كلمة من قلوبكم وصلت إلي قلبي

قبل أعوام قليلة نزلت خاتمة عشقك عاصمة ضباب بليلة رأس السنة
وها هو يتكرر الأمر بلا تخطيط مني

انتظروا ختام الألماسة يوم الاثنين الموافق ١٩ يوليو
عيديتي إليكم بليلة العيد

كل عام وأنتم بألف خير
دمتم سالمين وسعداء







































noor elhuda likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 01:15 AM   #2242

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 151 ( الأعضاء 59 والزوار 92)
‏sandynor*, ‏Rahma sayed, ‏ام عبد الله 2, ‏Mai shahin, ‏Rody Mohamed142, ‏سارة أمين, ‏hadeer22, ‏saja malik, ‏سماره2, ‏Sanaa m t, ‏ريماسامى, ‏k_meri, ‏زينب, ‏ayaema, ‏hapyhanan, ‏Selinn, ‏bobosty2005, ‏~~عنود ـ الصيد~~, ‏princess of romance, ‏asaraaa, ‏يود البحر 7, ‏houda4, ‏Moon roro, ‏يمنى ام تميم, ‏almoucha, ‏dorra24, ‏همس البدر, ‏سلمى ياسمين, ‏ميادة عبدالعزيز, ‏Hendalaa, ‏Mahiraa, ‏االمااسة, ‏جلاديوس, ‏نسائم ., ‏Marwa07, ‏قدوتى عائشة 2, ‏فاطمة الزهراء مروان, ‏رائحة الفراوله, ‏temoony, ‏عاليا محمد, ‏قمر وليد, ‏Radwa abdelaty, ‏مهاجرة إلى الله, ‏دانه عبد, ‏نعامه, ‏egmannou, ‏Hazar Maani, ‏farah mum, ‏Eman Mohamed1977, ‏remokoko, ‏rahasff, ‏ahmed@haneen, ‏Jourialem, ‏نورالهدى**, ‏دكتورة صيدلانية, ‏مهوشة, ‏koki koki, ‏Rahmasalah, ‏دانة أمها


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 01:49 AM   #2243

اسماء أباظة

? العضوٌ??? » 442154
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 59
?  نُقآطِيْ » اسماء أباظة is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

اسماء أباظة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 02:10 AM   #2244

nanash

? العضوٌ??? » 276437
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 964
?  نُقآطِيْ » nanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond repute
افتراضي

هتوحشنى الرواية وابطالها وجو التوقعات الجميل المشوق اللى كنا عايشينه

زعلت على رنوة وتقى وخالد من بعد راشد ..

يارب الجزء الجديد يكون قريب ♥️


nanash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 02:27 AM   #2245

سلمى سعد

? العضوٌ??? » 472767
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 328
?  نُقآطِيْ » سلمى سعد is on a distinguished road
افتراضي الماسة والفواد

أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

سلمى سعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 02:28 AM   #2246

ام الارات

? العضوٌ??? » 390163
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » ام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond repute
افتراضي

راشد نهاية اكتر من متوقعة للاسف مطب كبير عدت بيه رنوة شقلب لها حالها وحياتها وكويس انه في ضهرها ناس مهتمة بيها وضهر يتسند عليه
لسه فاكرة بركة وهي بتكلم شهاب عن حق عمته .. مش عارفة ده حصل ولا ذكرياتي مشوهة متداخلة
فؤاد انا اول واحدة قلت انه عم الصايع... بس ماهربش بماسة لا ده كان كاموفلاش
بتكسر السراير.. حد يقول كده لعروسته ياجدع .. مافي مخ صديق .. وحتت دانتيل قال ده انت بجح بجاحة ياجدع وهي بتتكسف بدل ما تبطحه اشي خيال ياناس
ياترى عماد هيطلع فاقد ذاكرة اختياري وناسي كل اللي كان بيزعله .. يلا اهه فرصة حد لاقي


ام الارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 02:30 AM   #2247

سلمى سعد

? العضوٌ??? » 472767
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 328
?  نُقآطِيْ » سلمى سعد is on a distinguished road
افتراضي الماسة والفواد

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

سلمى سعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 02:32 AM   #2248

ميادة عبدالعزيز

? العضوٌ??? » 378366
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » ميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond reputeميادة عبدالعزيز has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل مذهل رائع بجد
انا تعبت ايضا لتعب صدفه
هتوحشني الروايه من دلوقتي
تسلم ايدك ويسلم احساسك ويسلم إبداعك منتظره الختامه علي نار


ميادة عبدالعزيز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 02:43 AM   #2249

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور للفصل الاخير
يت ربي معقول رحلتنا تنتهي بموت الابطال

نسرين نينا وين قهوتك


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-21, 03:12 AM   #2250

randa duidar
 
الصورة الرمزية randa duidar

? العضوٌ??? » 417296
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 212
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » randa duidar is on a distinguished road
افتراضي

انا حزينة لأنها هتنتهي اتعلقنا بأجوائها وابطالها
النهاية روعة جدا ..
زعلت على راشد عشان تقى وابنه خالد
بس فرحت لباقي الابطال نهايتهم السعيدة ❤️❤️
تسلم الايادي يا نور ويارب دايما مبدعة ومتميزة 🌷🌷🌷
وفي انتظار الختام


randa duidar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.