آخر 10 مشاركات
[تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          ساحرتي (1) *مميزة , مكتملة* .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          سكنتُ خمائل قلبك (3).. سلسلة قلوب مغتربة *مكتملة* (الكاتـب : Shammosah - )           »          فوق رُبى الحب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : AyahAhmed - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          لتتوقف الثلوج.....فانظري لعيناي و قولي أحبك "مكتملة" (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          المز الغامض بسلامته - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة Nor BLack *كاملة&الروابط* (الكاتـب : Nor BLack - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree276Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-21, 02:52 AM   #2271

sma0
 
الصورة الرمزية sma0

? العضوٌ??? » 381314
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 454
?  نُقآطِيْ » sma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايناس عبدالسميع مشاهدة المشاركة
الخاتمه امتى ياساندى


انتظروا ختام الألماسة يوم الاثنين الموافق 19 يوليو
عيديتي إليكم بليلة العيد

كل عام وأنتم بألف خير
دمتم سالمين وسعداء

☝🏻☝🏻☝🏻☝🏻
هذا كلام الكاتبه في نهاية البارت السابق

MerasNihal likes this.

sma0 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 08:32 PM   #2272

mayna123
 
الصورة الرمزية mayna123

? العضوٌ??? » 365675
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,279
?  نُقآطِيْ » mayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond reputemayna123 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضووووررررر للختاااااااام
وعيدكم سعيد

MerasNihal likes this.

mayna123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-21, 10:38 PM   #2273

Rima08

? العضوٌ??? » 410063
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,387
?  نُقآطِيْ » Rima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond reputeRima08 has a reputation beyond repute
افتراضي

كل عام وأنتم بالف خير وعيد سعيد على الجميع واجمل عيد إلى كاتبتنا الرائعة اجمل عيدية تعطينا
MerasNihal likes this.

Rima08 متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 12:52 AM   #2274

Shadwa.Dy

? العضوٌ??? » 418619
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 625
?  نُقآطِيْ » Shadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond reputeShadwa.Dy has a reputation beyond repute
افتراضي

كل عام وانتم بخير
تسجيل حضوووووور ❤️❤️❤️

MerasNihal likes this.

Shadwa.Dy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 01:06 AM   #2275

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي






ختام الألماسة


في قاعةٍ أظلمت يقف أسفل درج طويل ينتظرها .. مع أخيها بالأعلى يضئ فستان زفافها
على ضوء الشموع التي تنير خطواتها .. تنزل درجة خلف درجة وتقع نبضاته وينتفض قلبها .. ملكة بتاجها

ومن يد أكـرم .. تسلمتها يداه أمانة عمر
نظر فـؤاد إلي عينيّ ألـماسة الفـؤاد و.. بدأت حياة

تأجج القلب ضاريا بلهفة الانبهار وهو يمر بدفء عينيه على الفستان الذي اختاره بنفسه لها .. نجومه على تنورته تضئ في الظلام لامعة .. وعلى الشعر الأسود المرفوع تاج ملكة تنسدل منه طرحتها الطويلة فتتخطى ذيل الفستان وتتهادى

عيناه بعينيها باشتياق يحدق بوجهها الفاتن وأمسك كتفيها يقبل جبهتها هامسا

" أخيرا "

طيف ابتسامة على شفتيها المرسومتين وهى تنطق لعينيه بلا صوت

" أحـبـك "

تطالع وسامته في ثيابه الرسمية وهو يمد لها ذراعه تشبك ذراعها فيه .. أمام الجميع فخورة وكل خطوة معه على ضوء الشموع تجابه نظرات الناس المنبهرة باتساقهما معا .. بفستانها وضوئه ..

على أنغام البداية .. ضحكتها تقابل وجه أمها الضاحك الدامع بفرحتها .. ترمي قبلة إلي أكرم ودموع .. تغمز لصديقاتها بنظراتهم الماكرة

توقفا عند بوابة القاعة الداخلية لترتفع الستائر الداكنة المحيطة بالقاعة بغتة ويطل النهار ينير القاعة وهما يخرجان إلي حديقة خضراء أعدت للزفاف

تراصت فيها الطاولات البيضاء وغطتها الأزهار بكل أركانها .. يتبعهما المدعوون والكل يتخذ مكانا
تخطو معه لمنتصف الساحة المستديرة يفتتحان الرقصة الأولى فيضمها إلي صدره بتملك

ويطالع حوله تنظيمها الأنيق للزفاف متسائلا

" مَن الذي ألهمكِ بهذه الفكرة للزفاف ؟! "

تحرك ألماسة أصابعها على مؤخرة عنقه تهمس

" أنت "

هو لم يكن يهمه من الزفاف إلا هى .. فستانها .. العقد الماسي حول جيدها .. جمالها في يومها المتفرد
تثيره نظراتها .. حركاتها .. حروف شفتيها .. ولا يحتمل انتظارا يسأل

" أنا ؟! "

تتمايل بين يديه ببطء قائلة

" كنت اريد دائما أن يكون زفافي نهارا في مكان مفتوح .. وحين ارسلت لي تصميم الفستان الذي يضئ بظلام القاعة لم استطع مقاومته "

تجتاحها عيناه عاصفةً يضغط على خصرها بلا إرادة يرد

" وأنا أيضا لم استطع مقاومته حين رأيته ... لم اتخيلكِ إلا هكذا .. تبرقين كالألماس "

جبينها يستند لذقنه المنمق تقول مبتسمة

" وكل بريق جمعنا حتى وصلنا للبريق الأخير .. وأصبح ختام الألماسة بين يديك "

أنفاسه تلامس شفتيها يجذبها إليه أكثر وأقرب قائلا

" ختام !.. إنها البداية ألماس .. بدايتي أنا على الأقل "

نظرت إليه بثقة امبراطورة اعتلت عرشها وتحقق حلمها وتقولها

" وبدايتي .. فرصة الحياة لتمنحني ما حلمت به .. حب يستهلكني حتى اخر أنفاسي .. حباً أموت فيه .. وأموت به "

قلبه يطرق صاخبا وجسده يشتعل ودماؤه تفور وكونه ينقلب بركانا يغلي مشددا عليها يدخلها لصدره ويعترف باحتراق

" احتليني ألماس .. اريدكِ أن تدخلي في دمي وتجري في عروقي "

تعانقه ألماسة ترضي فيه التملك والغرور وهى تمر بيدها على ذراعه حتى يده تلمس شريانا وتقول

" أنا هنا بالفعل "

أطبق فؤاد على يدها وهو يدور بها بنشوة يرفعها لشفتيه يقبل باطنها ويقبل خاتمه في بنصرها فتحركها على شفتيه حتى شريانا منها لتهمس

" وأنت .. في دمي "





تلف الزهراء الحديقة ترحب بضيوفها وسعادتها اليوم تكتمل بعد شقاء .. لا أغلى من السلام حين يحل على الروح بالطمأنينة .. هكذا تشعر اليوم ..
تخاطب جمال وروان وتجامل كل أهل الحي القديم .. تتضاحك مع علي ونجلاء

ترى العجب في عينيّ قاسم وباقي الأعمام .. وتربت على كتف رنوة الأميرة بفستانها الأزرق ..
نظرات تحية تتجنبها كأنها تخاف من فؤاد .. وفؤاد .. كلما مرت جواره منحها ابتسامة قديمة تخصها قبل الرحيل من الوادي .. حين كانت امرأة مدن الجمال والكل منبهرا بها

واليوم عادت تشعر كما كانت .. بثوبها الأسود المطعم بالفضة ما زالت امرأة مدن الجمال
عيناها تجوبان ما حولها لتستقر عند ابنتها وابنها وابتسامتها كآشعة الشمس تهدي الآمال .. هما كل ما لها بالدنيا





يشرف أكرم على ترتيبات الزفاف والطعام ويرحب بفرقة ( ثورة ) ضاحكا مع مصطفى وأمجد وندى والبقية
تراقبه دموع من بعيد مبتسمة بحنين ولا تمل من رؤيته هكذا .. بوسامة شبابه الذي استفاق اخيرا

خطواته حرة حيوية وهو ينظر لها باستغراب مقتربا يقول

" نظراتكِ لي غريبة منذ أيام "

رأت دموع ابتسامته وضحكت لتذكره بأول ما كان

" لاني انظر إلي أكرم .. حبيبي .. وابن الجيران "

وضع أكرم يديه على خصرها يتأمل فستانها الوردي وشعرها المجدول ساحرا وتنهد بإعجاب متسائلا بعبث

" هل ترينه حقاً ؟ "

تورد وجهها ضاحكة تبعده عنها ثم قالت

" أراه .. وأرى الضباب داخله لكنه ما زال واقفا على الطريق يقاوم حتى يعود "

صمت قليلا يرى التفهم في عينيها السوداء الكحيلة بلا حدود فيقول

" سآخذ وقتاً "

أحاطت دموع ذراعه تميل عليه بدلال ترد

" لك ما تريد من وقت .. لا أكثر من الوقت أمامنا "

ابتسم مقبلا جبهتها بحنان ثم قال

" اظن انه حان الوقت لتتوقفي عن الحبوب دموع "

رأى منها ابتسامة لم يرَ في جمالها يوما .. انطلقت أنفاسها وهى تنظر للسماء الصافية فوقهما .. وتشعر بصفاء روحيهما معها.






تجلس فجر في أحد الأركان تشاهد الزفاف بعين قوية .. أنيقة في فستان ذهبي كيوم خطبتها تتحدى مشاعرها وحزنها وإحساس الغدر
دعاها أكرم ودموع وهى التي ظنت أن دعوتها لهم جميعا لزفافها ستسبق
امتلأت الحديقة تصفيقاً حين تقدم أكرم ليغني لأخته بصوته الشجي وهى تتمايل مع زوجها سعيدة بحضور أسرتها

يعلو صوت أكرم إحساسا تجاوره حبيبته وتعلو سحب الدخان الأبيض وفؤاد يرفع ماسته ويدور بها فيبرق فستانها في عيون الحاضرين
وجدت فجر نفسها تدمع بلا إرادة .. الحسرة والقهر في قلبها يرافقهما الحرمان قاسيا .. حرمان عاد أكثر من الماضي

ووجدت يده تقبض على يدها ويجذبها لتسير معه فهتفت بذهول

" مصطفى !.. ماذا تفعل ؟! "

ترى أنظار اعضاء الفرقة تتجه إليهما وهو يسحبها للساحة المستديرة لتشاركه الرقصة الثانية فارضا الأمر الواقع

" اوثق اعترافي رسميا "

تصلبت فجر مكانها ترمقه بغضب وتقول بخفوت

" قلت لك اريد وقتاً "

لا يتوقف وتجاري خطواته الواسعة للساحة حتى لا يلاحظ أحد ثم استدار يتجرأ ويمسك كتفيها يقترب منها قائلا بقوة

" خذيه هنا فجر .. في حضني "

شيء ما ضرب الغضب ليتلاشى ويحل عليها انشداه عجيب تهمس

" مصطفى ! "

انتظرت أن ترى تردد كل مرة .. تفكيره الزائد عيبه الوحيد وأضاع عليه فرصا كثيرا .. وهى أحبت يوما المتهور فماذا نالت ؟!
هذه المرة لم يتردد وتمسك بفرصته للنهاية

" أنتِ لم تعتادي على مصطفى الذي يحبكِ .. تعرفين مصطفى السياسي .. مصطفى عازف البيانو .. لكنكِ لم تعرفيني أنا فجر "

ابتعدت خطوة ناظرة ليديه على كتفيها فأنزل يديه احتراما يرفعهما برجولة اعتذاراً لاندفاعه !
حركة مثل قطعة سكر ذابت في قلبها .. حركة أحبتها بغرابة كأنها كانت تبحث عنها !

طالعت ملامحه الجادة الرزينة تتأملها باختلاف .. تتأمل الرجل فيه ثم قالت بهدوء

" اعرف انك الوحيد الذي يناسبني مصطفى .. إن فكرت بعقلي سأجدنا نشترك في كل شيء تقريبا .. ميولنا وحبنا للوطن و... "

قاطعها ببساطة ألم ترك بصمة في قلبه

" لكن قلبكِ ما زال معه "

أخفضت بصرها صمتا وتجمدت ملامحها بالغدر .. الخيانة أصعب من الفراق وألم الحب .. والكرامة أغلى من كل شيء وأعز .. لكن تبقى في القلب غصة حبيب غادر رحل

لا يلومها .. إن كان هو المخطئ بتأجيله وتأخيره وهى من حقها الحياة .. لذلك تحمل نتيجة ما أضاع قائلا

" وأنا موافق لاني كفيل بالوصول إلي قلبكِ يوماً "

رفعت عينيها إليه بينهما الألحان تنساب ناعمة وهو يقترب بتصميم ونظرة جعلتها ترتجف يتابع

" إذاً تزوجيني بعقلكِ فجر "

فغرت شفتيها بلا استيعاب .. ومن حيث لا تدري سحبت نفسا كان كشهقة مباغتة وسط تيار عاصف جديد !.






هدرت الحديقة بصخب الأغاني ورقص الشباب والفتيات حول العروسين وهى جالسة تراقبه ..
المجنون .. أحضر فرساً أبيض بشعر أصفر طويل بديع وامتطاه راقصا به حول الساحة !

حول الجميع يلف واثقا فارسا والعيون تلف معه تنجذب لسحر السلطان فيه
تضحك صدفة من قلبها مذهولة وعاشقة وسعيدة .. وتغار
أسعد بنجاته وعودته إليها وإلي ابنه .. آدم .. الاسم الذي كان بشرى لهما معاً

نزل عماد عن الفرس ينظر إلي فؤاد متحديا فخلع سترته ليقبل التحدى .. وامتطى فؤاد الفرس راكضا به في الحديقة حولهم بمهارة
تراه ألماسة ويعلو صوتها ضاحكا مع عبارات صديقاتها الخبيثة !

بينما عاد عماد إلي طاولته حيث تجلس صدفة تنحني بصعوبة مع فستانها السماوي لتربط شريط حذائها فانخفض أمامها ووجدت يديه تنوب عنها

تراقب حركة أصابعه وأنفاسه المتتابعة بركوب الفرس وقطرات العرق على وجهه المنخفض فتسأل

" ما هذا الذي فعلته ؟! "

رفع وجهه ضاحكا لعينيها يغمز بمكر مجيبا

" نكتة وقحة بيني وبين فؤاد أردت تذكيره بها وقبل التحدي !!.. لذلك أحضرت الفرس خصيصا من المزرعة "

ظلت تنظر لابتسامته تفنى في سحر الغرام بنظراته فتلمس يده قدمها تحت ذيل الفستان والاخرى ترفع يدها لشفتيه يقبلها ثم ألقى

" علقت بين ثنايا الصخور انتظر ..
رسالة من يدها للبحر تلقيها
وحال بيننا الموج وأنا فيها احتضر ..
عشقاً عرفته معها يقتلني ويفنيها
وما نهيت الهوى وما جئت معتذر ..
فالحسن سرها والقلب نبضاً يحييها "

تدب الحرارة بوجهها نبضا بالقلب يدوي عشقا وهو يقف بطوله المسافر فترفع وجهها تعود لما مضى

" تابع "

في حضنها .. بين شفتيها كان يتابع
مد عماد كفه يطلب يدها فوضعتها ليوقفها ويضع يدها على قلبه بالقول

" اسمعيها هنا قدر .. حروفها كلها ملككِ "

قلبه تحت يدها زلزال يهتز ويتردد بأراضيها يشق الحزن والألم وكل ما بها يتفتح من جديد تسأل

" هل تعرف منذ متى لم ترسل إليّ كلماتك ؟ "

تظاهر بالتفكير قليلا ثم قال بتلاعب

" منذ افترقنا .. ثم عدنا .. ثم افترقنا .. ثم عدنا .. ثم ... كدنا نفترق !.. ثم عدنا ! "

يضحك وتضحك معه وتدفعه في صدره ترد

" ولذلك أنا قدر .. لست صدفة ! "

اومأ موافقا بدهشة زائفة يقول

" يوماً ما صرختِ بي .. لا تنادني بقدر ! "

اقتربت صدفة تعدل ياقة قميصه المفتوحة وتتمسك بحافتي سترته السوداء وعيناها السماوية تتماوج متذكرة

" اممم .. أمام البحر .. يوم اقسمت اني لن أكون إلا لك "

أحاط عماد وجهها على حجابها الأنيق يميل مقبلا خدها ويقولها في أذنها وعداً

" ووفيت بالقسم .. الآن .. ولاخر العمر "


























فتح باب المنزل نافد الصبر ، مشتعلا بمزاجه الناري وخياله التائق طوال الطريق .. ليلة تمناها منذ شهور طالت وأحرقته
صمته خطر صاخب تشعره وتناوره بأنفاسها .. كلما تنهدت تلامس وتراً

انفتح الباب أمامها إلي دنيتها الجديدة .. وقبل أول خطوة .. رفعتها ذراعاه عن الأرض
يحملها فـؤاد مغلقا الباب بقدميه وهى تلف ذراعيها حول عنقه ضاحكة .. وصدى ضحكتها يتردد نارا بعينيه

بفستانها المتسع تحلق مع خطواته الواثقة يمتلئ البيت بحضورهما أخيرا
حتى غرفة نومهما أنزلها بمنتصفها فدارت حول نفسها وهو يشعل أنوارا هادئة بعكس أعصابها.

عيناه تخترقها تحفظ جمالها يخلع سترته يلقيها أرضا ويقول بصوته المشتد

" تعالي "

نظراتها ترتبك وهى تهز رأسها نفيا ترى ربطة عنقه تلحق بسترته ويفك أزرار قميصه مقتربا يقول بنبرة مشتعلة

" لم اشعر يوماً برغبة ستقتلني هكذا .. أنا احترق "

ضحكت ألماسة تشير له ليهدأ وهى تتراجع ناظرة لعضلات صدره تحارب الأنفاس كاللهب وتمازحه

" اهدأ عليّ يا فؤاد أكرمك الله !! "

جسدها يرتجف ويداه تصل لذراعيها لهاثا يثبتها مكانها ويرد باشتعال

" اهدأ !.. اهدأ ماذا ؟!!.. اقول لكِ ناااار .. نار تشتعل في كل جسدي "

احتواها كلها لحضنه مقبلا شفتيها فتناوره بوجهها ضاحكة .. بلا صبر يتملك زهر ما يصل إليه بضراوة .. عطشا مجنونا يرويه بحرية

ووجدت نفسها تصطدم بالجدار وناره في جسدها تُضرَم .. يده ترفع التاج يلقيه ولا تعرف كيف تتحرك أصابعه بهذه المهارة بشعرها حتى وقعت طرحتها تحت قدميها .. وانسدل شعرها على ظهرها ناعما فهمست بتوتر

" فـؤاد "

كفه تتحسس خصلاتها حتى منتصف ظهرها وشفتاه تميل تلمس الماسات حول رقبتها .. جسده يضغط عليها بعنف بلا وعي يده تتجرأ وأصابعه تصل لسحاب الفستان يفتحه لاخره .. وتراخى الفستان حين انطبعت يده على جلدها
الخوف يطرق قلبها الهادر بهجومه لتهمس بأنفاس مسروقة

" فـؤاد .. اهدأ .. اهدأ "

رفع وجهه يراها وتوقف بنظرة عينيها

عيناه مخيفتين متسعتين وأنفاسه تلهث كصعود برج عالٍ .. أراد امتلاكا رغما عن كل شيء .. رغبة وشغفاً تحدهما قسوة الانتصار
تراجع خطوة يبعد يده عن ظهرها فأمسكت ذراعه توقفه ترفع يدها تلمس خده هامسة

" أنا معك .. سأكون هنا دائما .. لك أنت .. لك وحدك "

الدم في وجهه ينفر من الوريد للوريد سخونة
قبض على يدها المرفوعة متراجعا يجذبها حتى الفراش .. ببطء جلست .. ببطء مالت .. ومالت الدنيا ..

ومال عليها يومئ برأسه لاهثا وهو ينام على صدرها يحاول تهدئة أنفاسه حين شعر بخوفها ..
هى هنا نعم .. ملكه .. وما أقسى امتلاك الأحلام .. وما أجمل امتلاك الملكات

تداعب ألماسة شعره بلمسات حانية حتى رفع وجهه يقابل عينيها .. يقف على حواف رموشها .. بين الرغبة والسيطرة
تضيع شفتيها بين شفتيه فيضيع معها وفيها باحتياج لدرجة الوجع .. وبينهما حروفه على شفتيها تتبسم بارقة

" أنتِ في حضني أخيرا ألماس "


















صباح أول يوم

دخل غرفة نومه يجفف شعره تلمع قطرات الماء على صدره لتتوقف خطواته أمام السرير المدعم !
يراها .. يراقب سكونها في نومها الهادئ ملتفة بحريرٍ أبيض احتضن جسدها مثله

كما وعدها أوفى .. ورسم الكلمات بشفتيه رسم مغامر في حقل ألغامٍ تفجر
على مهل .. أنصت إلي شهقات النار .. وأنين السحر لكل قربان لهواه تقدم
حرفاً خلف حرف .. رسم أحبكِ وأحبكِ وأعشق .. من الثغر حتى كعب القمر

اقترب بهدوء يجلس جوارها كفه تمر بخصلات شعرها وعيناه تشتهي بلا حدود .. بلا نهاية
ويده الأخرى أمام وجهها يشعر أنفاسها كما يهوى
الماء من شعره ولحيته يتقاطر على جبينها يجعلها تعبس بضيق حتى فتحت عينيها لتراه ..
ونظرة منها إليه .. حياة

ابتسمت ألماسة لعينيه متوردة الملامح هامسة

" صباح الخير "

تتبع فؤاد ملامحها الناعمة وآثار زينة وجهها الباقية باشتهاء جعلها تخفض أهدابها بخجل لذيذ ويسألها

" هل تعرفين كم اردت هذه اللحظة ؟ "

بحة صوتها مثيرة ناعسة تهمس

" كم ؟! "

منذ وجد امرأة نداً له .. أنوثتها نداً لرجولته ، وفخاخ جسدها تأسر أدغال بريته
يده تلتف حول عنقها ويضغط يشعرها لحما ودما قائلا

" بقدر ما أحب الشعور بأنفاسكِ "

تعرف مقدار ما يقول .. مقدار ما يحب .. حين سارت بأنفاسها على جسده كأنها السحاب يرسم غيومه كما طلب .. كما فعل ..
افترقت شفتاها داعية ليلبي الدعوة حتى الغرق الأخير .. بألف قبلة وجهتهم شفتيها الندية حتى يسقط المطر يروي تراب عينيها .. وظمأ عشقه ..

ولا يطفئ حريق لمساته ، وإبهامه على شامة بمنتصف صدرها قتلته .. ما بين مروره هنا وهناك تتمرد .. بخدش أظافرها على جسده حدة الألماس بين جزر ومد
اعتدلت ألماسة مبتعدة لاهثة تلامس وجهه تريد النظر إليه هكذا .. إلي قسوة رسم الثعبان بكتفه .. وهذه النظرة التي ما رأت مثلها

نظرة تغدو انتصارا مشتعلا يحمل عذاب ماضٍ واحتراق حاضر .. يحتل فيها ما بينهما أكبر من الغرام .. أكبر من كل شيء

مسح فؤاد على شعرها قبل أن ينهض متجها للمرآة يجفف صدره اللاهث بغرابة .. ليس سهلا على رجل عاش حياته أن يستوعب ما يشعر .. الاستقرار .. الرضا .. الحلم المُحقَق !

أنزلت ألماسة قدميها على الأرض واتجهت إليه مبتسمة تدفعه برفق ليجلس على الكرسي الصغير وبيديها أخذت المنشفة تجفف شعره
تميل تقبل رأسه ناظرة له بالمرآة تقول بمكر

" السرير لم يقع ! "

عيناه تصور كل جزء فيها بحرية ثم قال

" لكن خفتِ مني "

استندت على ظهر الكرسي تحدد الثعبان بكتفه تقترب من أذنه هامسة

" لم اشعر بالخوف للحظة .. لكن فقط رهبة كل عروس .. وأظن انه حقي "

عيناها بعينيه بحق تلك اللحظات الفريدة .. أجمل ما رأى بعمره .. وأحن ما عاش بحياته .. اللحظات الأكثر اشتياقا .. وخوفا .. وارتفع جسدها معه عن الأرض .. وعداً آخر ينفذه
والوعد الأكبر يسأله

" سعيدة ؟ "

مدت ذراعها تحيط صدره تغطي ندبة رصاصة حفظتها شفتاها ككل ندوبه وهمست

" أسعد مما تتخيل "

صدقاً .. ولا شيء في الدنيا يعادل لحظة في حضن الحب

غطى فؤاد يدها بكفه ضاغطا على صدره وتنصهر الكلمات بينهما كالليل

" أنتِ جميلة ألماس .. أكثر مما توقعت .. جميلة بشكل خطفني .. جعلتِني راضيا كأنني لم اعرف غيركِ .. رضا لم اشعره يوماً ولم اعرف انه موجود "

تلك النبرة الجادة بصوته ونظرة عين تخترق عينيها بالمرآة .. ترتجف كالدخان الذي يشعله ويملكه كما يشاء .. ملكها .. ملك فيها أعماقها

أنفاسها تنخطف مثله تتحرك أصابعها على صدره تشعر نبضه بتملك ترد

" هذا ما سافعله دائما .. ساجعلك ترضى .. وقلبك هذا .. اريده صافيا فـؤاد .. ليس لي فقط .. بل للدنيا كلها .. لذلك كل يوم .. كل لحظة لنا معاً .. "

حروفها حوله تلتف وتراضيه وتصالحه مع الكون

" ساجعل قلبك يرضى .. وعقلك يرضى .. ورجولتك ترضى .. وحبك لي يرضى "

أدارها خطفاً يقبل شفتيها يغمر كفيه بخصلاتها يبتلع أنفاسها لصدره .. تهتز الأرض تحت قدميه فيهرع إلي حضنها ينفث نارا ودخانا هى وحدها تحتويه

وبلحظة ما .. هربت من بين ذراعيه ضاحكة تركض لخزانتها وتستند عليها وهو يراقب روحه حولها تطوف

هدأت أنفاسها سعيدة راضية وهى تختار ثيابها وتقول

" سآخذ حماما ثم اجهز الافطار "

تحرك فؤاد ليقف خلفها يحيط خصرها ويده الأخرى أمسكت يدها التي تختار ليختار هو .. دانتيل !.. ولون النبيذ الملكي !.. هكذا ترتدي الملكات

شفتاه على عنقها تنثر غراماً يرد

" لا تغلقي الباب بالمفتاح "

التفتت إليه تنظر له خبثا بنصف عين فقال بأريحية

" نعم بالضبط .. اريد ما فكرتِ فيه تماماً !.. لكن أيضا حتى إذا شعرتِ بأي دوار ادخل إليكِ أسرع "

تأوهت ألماسة باصطناع قائلة

" يا سلام .. برئ جداً ! "

تركها تبتعد وقبل أن تخرج من الغرفة قال

" موعد طائرة لندن غدا العاشرة صباحا "

توقفت عند الباب تراه وهو يعود للمرآة وردت

" لا يمكنني أن انسى موعد طائرة شهر العسل "

ابتعدت خطوة ثم عادت مجددا وهى تلاحظ ما يفعل .. يخرج علبة سجائره التي يلفها بنفسه من أحد الأدراج ويشعل واحدة
جلس فؤاد مجددا ينفث الدخان فرجعت تقف جواره تأخذ السيجارة وتطفئها بالقول

" قال الطبيب من الأفضل أن توقف التدخين "

نظر فؤاد للسيجارة المقتولة .. وابتسم .. مقتولا مثلها يرفع وجهه إليها وامتدت يداه يحيط جانبيها بقوة
تبتعد بلا جدوى وهو يثبتها مكانها فتضحك بتساؤل

" ألن تتركني اليوم ؟ "

جذبها خطوة ليرتاح رأسه على خصرها باحتياج غير طبيعي .. احتياج سنوات تشعره فيترفق قلبها بالحنان قائلة

" هل اخبرك شيئا مجنوناً ؟! "

تتلاعب أصابعها بشعره وهى واقفة مكانها ثابتة لرضاه وتتعجب مما تشعره وتقوله

" أحب رائحة الدخان بأنفاسك .. قاسية .. وفخمة .. ولها جاذبية غير طبيعية .. ولا اصدق انه جاء اليوم الذي اشعر فيه بهذا ! "

رأسه على جسدها ينام على الحرير الأبيض يشم رائحتها ويرد

" اعرف "

اشتدت يدها على شعره تقول بحزم

" لكنك ستتوقف عن التدخين ولو رغما عنك .. لا اريد أن يأتي مالك ويراك تدخن "

التف رأسه على ليونة أنوثتها ينظر إليها لأعلى متسائلا

" مالك ؟! "

تمر ألماسة بيدها على لحيته الأنيقة باعتداد تمنح الاسم حياة

" مالك .. مالك فـؤاد رافع "

قد اختارت .. تملكه .. ويملكها .. ومنه قطعة ستكون فيها تتملكه معها
كل مشاعره في صحوةٍ تتيقظ كأنه لم يكن إنسانا ولم يعرف للشعور قيمة .. كالثائر في وجه الإعصار يجد ساحلا فيه المرسى

وجهه في جسدها مغمورا مختفيا وأصابعه تنغرس فيها تقدح النار رغبة جنون
في حضنها يهدر صوته مكتوما بمشاعره

" ليس مالك فقط .. اريد منكِ خمسة .. ستة .. اريد عائلة بيني وبينكِ فقط .. اريد أن استغنى بكِ عن الدنيا "

تبتسم ألماسة تحتضن رأسه لها أكثر ويشع النور في عينيها أمل بلا حدود تتقبل سخاء عشقه اللا منتهي .. باشتعال النور في قلبه يفور بدمائه وحرارته تعلو .. وانسحبت مجددا

ابتعدت ببطء تنزعه عنها بصعوبة كجزء منها وتلمس العرق النافر بجبهته متراجعة للخلف حتى باب الغرفة وخرجت خطوة .. ثم سمعت

" أعدت لنجوان أرضها "

عادت مجددا تنظر إليه بلا استيعاب فقال

" في اخر زيارة للوادي .. اعدت لها أرضها وكل ما لها عندي "

توقفت لخمس ثواني تتطلع إليه .. وسبقتها قدماها وهى تركض تحتضنه بقوة
على أرضٍ صلبة كصلابته .. غاب في بهاء الأنوثة .. وتلاشت في سحر رجولته.

















في المركز التجاري الكبير تم افتتاح متجر العطور لصاحبته الغائبة .. رحلت .. وما زال عطر روحها في المكان
كل شيء بترتيبها كما كانت تتمنى .. كل العطور التي حضرتها بالأوراق تم صنعها ، وتصدر عطره ' روماد ' مجموعتها الخاصة بنجاح ملفت

أشرف على كل شيء بنفسه ورافقته صدفة قبل افتتاح متجرها هى
الأنوار حوله ورائحة العطور تملأ المركز التجاري جاذبة الأقدام ، والحنين يخضب القلب بالذكرى.

أمام صورة لها وقف ينظر لعينيها مبتسما .. ملامحها الخمرية شرقية الأنوثة وسحر الجمال العفوي
اقتربت صدفة منه تنظر للصورة الشابة الحيوية وتتمتم

" رحمها الله "

أدار عماد وجهه قليلا بالقول

" إذا كان صعباً عليكِ إدارة المتجر فلا تجبري نفسكِ صدفة "

عيناها مثله بعيني روينة تخاطبها قبله ويصدق إحساسها نحوها

" بالعكس .. أنا مَن طلبت منك ذلك .. وكما اتفقنا .. أرباح المتجر سيذهب جزء منها لأهل روينة والباقي سيخرج صدقة لروحها "

يعلم كم كانت ستفرح بنجاحها وتتمناه ، حرمتها أمها وأختها بقلب جاحد وجهل مستطير فيقولها كرها

" أمها وأختها لا تستحقان رحمة .. لكن لأجلها فقط ولأجل اخوتها الصغار "

استندت على ذراعه تتذكر وترد

" ولأجلي أيضاً عماد .. لأجل شعوري بالذنب نحو الإنسانة التي اكلت معها على مائدة واحدة .. وجمعنا الحب لنفس الرجل "

مهما مر الوقت .. ستظل مرارة ذاك الوضع باقية إن استمر أو انتهى
استدار عماد يمسك بكتفيها داعما قائلا

" ألم تخبركِ روزان أن الوقت كفيل بكل شيء ؟ "

اومأت صدفة بشرود ترد

" نعم .. والنسيان نعمة كبيرة لا يشعر بها إلا مَن يريدها "

أحاط عماد وجهها المنير بالحجاب الوردي تصفو روحه بزرقة عينيها قائلا بيقين

" لا اعتقد اننا سننسى .. ربما سنتأقلم مع الوقت .. مررنا بحياة مليئة بالأحداث والتشابك صدفة .. لكن قدري أنتِ قدر "

تتسع ابتسامة تعيدها لوجهها بعد تعب وهو .. يجرب الراحة أخيراً .. يعود إلي بيته الوحيد بعد عمله .. يقضي وقته مع آدم .. وقلبه مع حبيبته يرتاح
رن هاتفها فرأت اسم المتصل ثم ضحكت ملوحة أمامه بالهاتف وفتحت الخط ترد مبتعدة

" كنا في سيرتكِ بالخير دكتور روزان "

على الجانب الآخر كانت روزان بعيادتها تبتسم باهتمام تقول

" تذكرت موعد افتتاح متجر روينة رحمها الله فرأيت أن اكلمكِ "

هذا الاهتمام أذاها يوماً لكن لا يهم ، حالاتها دنيتها ونعمتها من الله عز وجل .. لا تنسى ما يخصهم .. تعيش حياتهم قبل حياتها
تبتسم صدفة بتقدير تقول ممتنة

" شكرا لكِ .. أنا بخير .. كنا نقول أن الوقت كفيل بكل شيء "

تتصفح دفتر مواعيدها قبل الرحيل قائلة

" إذاً لم تعودي بحاجة إليّ صدفة .. لذلك اريد أن اخبركِ شيئا أخيراً "

عيناها راقبت عماد وهو يشرف على البائعين ويعطيهم تعليماته وترد

" ستظلين دوماً أول مَن يخطر ببالي عند أي موقف اواجهه .. اخبريني "

نهضت روزان تتجه للشرفة ترى البحر المظلم عبر الزجاج بسؤالها

" هل تعرفين لمَ أنتِ الوحيدة التي بقيت مع عماد ؟ "

التقت بنظراته من بعيد يتداخلا بكيان واحد تشعرها وتقولها

" لأنني قدره "

كعادتها درامية ومنطقية وتعطيها تأكيدها الأخير

" نعم .. لكنني اريد إخباركِ التأكيد المنطقي لذلك .. عماد رجل لم يرد من البداية أن يتزوج بأكثر من واحدة .. لم يرد أن يتزوج أصلا لولا الظروف العائلية .. وبالتالي منطقيا كل امرأة أصبحت على ذمته بسبب أو بآخر كانت معها تذكرة الرحيل حين أخذت تذكرة الحضور .. فلو كانت نساءه عاديات فهذا يعني انه اراد واختار بعناية وانهن باقيات للنهاية ولن يكون وضعكم به مغزى وحيرة .. كان سيكون أقرب للكوميديا .. لكنكم كنتم نموذجاً مختلفا لمعايشة هذا الوضع بما فيه "

تتقبل صدفة كل شيء وترضى بما كان وصوت روزان الصافي دليل سلام .. وحياة

" وأنتِ .. أنتِ المفاجأة صدفة .. أنتِ الوحيدة التي لم يكن لها سبب إلا حبه لها واختياره .. لذلك أنتِ الوحيدة المنطقية .. فلا اريدكِ أن تشعري بالذنب إن كانت تذاكرهن ذهاب وعودة وليست ذهاب فقط "

ابتسمت صدفة وهى تلتفت نحوه بعينيها ألف وعد .. ومستقبل لا تراه بدونه
إن صعبت عليها حكايتها .. فالواقع أدهى وأمر .. والرضا .. مفتاح السعادة.

من أمام البحر المغامر .. أنهت روزان رسالتها
درساً لكل رجل .. ستظلم .. وتتألم .. ولن ترتاح إلا بواحدة ..
وهكذا كان .. تعدد بصورة أخرى
مثنى وثلاث ورباع
لكن النهاية .. فواحدة يا سيدي
وهكذا كان .. تعدد بصورة أخرى
أنصف المرأة .. فليست كل زوجة ثانية وثالثة ورابعة هى خاطفة رجال
وأنصف الرجل .. فليس كل رجل عدّد لشهواته
والنهاية .. فنظرة أكثر عمقاً بلا تجريح لهم يا سادة
وهكذا كان .. كان ما كان.


عاشت تجربة مختلفة متكاملة بين الرجل والمرأة .. تجربة ستدونها في دفتر حالاتها الحياتية
نظرة منها للبحر ترى أمواجه على صفحة المياه تلمع بانعكاس نجوم الليل
بذهنها تفكر بقرارها .. ستسافر مع غفران لبدء حياة جديدة

فجأة سمعت جلبة بين أحد ما وموظفة الاستقبال لينفتح باب عيادتها بقوة ضربته بالحائط فأجفلها وهى تستدير منتفضة لرؤية الفاعل ..
وتوقف كل شيء وهى تنظر إليه وجهاً لوجه .. أذى الاهتمام .. ويراها بعينيّ الصقر

شفتاها تهمس بصدمة

" حـكيـم "

سمع همستها وبرق في عينيه الزمن .. ومضات تحتار في أروقة العمر بين الماضي والحاضر ..

فقد كانت وجهاً لوجه أمامه مجدداً .. أمام ' حـكـيـم الصـقـر ' .























في لندن .. عاصمة الضباب .. عاشت الحياة من جديد

حياة كل ما فيها يبرق كالألماس أمام الغريب.
فوق الممر الزجاجي لجسر لندن سارت فوق نهر التايمز كالعشاق ، رأت بانوراما الاضواء بين الأرض والسماء

هنا الغروب به سحر الابداع .. ورهبة الغربة حين ترحل الشمس وتتركك مع النجمات
في معالمها السياحية تاريخ صامت .. وبشوارعها فنون الدنيا تتجسد بلا تذاكر ، بوند وكرومويل وشارع العرب وجمال شارع ريجنت
وميادين تحمل لمسات الغرب .. في البيكاديللي وليستر ساحات الحمام الطائر مذهلا بالحرية

وأخرى تحمل اللمسة المصرية .. ميدان نهر التايمز وبمنتصفه مسلة كليوباترا التي نُقِلَت من مصر إلي لندن إهداءا من الحاكم محمد علي !!
يوم تلو آخر .. ورحلة أنهتها معه على قمة عين لندن وشاهدتها من الأعلى بعيني العاشقة

وبعد غد .. طائرة جديدة إلي باريس .. إلي عاصمة العشاق .. والنور.

سبقته لداخل غرفة الفندق المقيمين به خلال الاسبوع لترتمي بمنتصف السرير مبتسمة بسعادة تهتف

" تعبت "

وضع فؤاد حقائب المشتريات جانبا ليتكئ جوارها مشرفا عليها بنظراته العابثة يرد

" لا .. مبكرا على التعب !! "

ابتسامتها أجمل .. وجهها أشرق عما اعتاده من مناورات عناد معها ، تسلمه مفاتيحها بإرادتها يفتح ما يشاء وقتما يشاء
يتأمل ملامحها ويده تختفي في شعرها مقبلا جيدها ببطء مثير بينما نظرت لساعة يدها خلف رأسه وكزت على أسنانها بتوجس تناديه

" فـؤاد ! "

تركيزه بحرارة ما يفعل يشعل حواسها بلا كلمة فتتحرك تحاول الابتعاد قائلة

" لقد فعلت شيئا لن .. ترضى .. عنه ! "

يده تفتح أزرار بلوزتها بسرعة مهولة يرد

" أي شيء منكِ سارضى عنه "

أمسكت يده تثبتها بمنتصف طريقها لتقول بتأنٍ .. وحذر

" اممم .. تعرف اننا نعمل على تنسيق الحملة الدعائية الأخيرة لمجموعة رافع .. و ... يصادف ... أن صاحب شركة الدعاية والإعلان هنا في لندن .. لذلك .. أخذت موعدا معه "

تجمد للحظات وقلبها يدق منتظرا حتى رفع رأسه يقابل عينيها بغلظة صائحا

" نعم ! "

أحاطت وجهه العابس تراضيه

" أنا آسفة فؤاد اني لم ارجع إليك لكن وجدتها فرصة وتوفيرا للوقت "

اعتدل جالسا يطالعها بلا تصديق متجهما

" نحن هنا في شهر عسل "

جلست تقترب أكثر تلمس لحيته وتقول بلطف

" ساعة واحدة حبيبي لن نشعر بها "

وقف فؤاد مبعدا يدها بخشونة يهتف غاضبا

" أنا تركت لكِ الموضوع كله لتنهيه في مصر وليس لتحضري لي المواعيد هنا "

لأول مرة تلعب دور المسكينة اليائسة لتسأل بتأثر زائف

" هل ستخذلني أمامه ؟ "

تنفس فؤاد بحدة نافخا يتحرك في الغرفة بعصبية وكل ما تركه خلفه يعود إليه دفعة واحدة .. توتر العمل والعائلة واسم رافع وكونه من الرافعين
تراقبه ألماسة بحزن والبراءة على محياها رايات بيضاء مستسلمة وتنتظر بصبر نتيجة التجربة !

صدره يتحرك بزفيره العنيف حتى توقف واستدار إليها بضخامته الزائدة يسأل بحنق

" اتفقتِ مع أي شركة ؟ "

ابتسامة عريضة توجت انتصارها وهى تقول

" وَجْد .. وموعدنا مع أكمل الفايد بعد ساعتين "

سمع الاسم .. وانطلقت في عقله المغامرات المرتبطة بصاحب الاسم !
اتسعت عيناه بنظرة خطرة وهو يقترب منها يسأل

" اتفقتِ مع أكمل الفايد ؟! "

لم تنتبه لإشارات الخطر وهى ترد مبتسمة

" رجل في غاية الذوق .. رغم انه هنا لزيارة عائلية لكنه لم يرفض "

جلس جوارها يمسح وجهه الثائر يهز رأسه لينحشر الاسم فيه مكررا

" اتفقتِ مع أكمل الفايد ؟! "

اومأت ألماسة فخورة بعملها وهى توضح ببساطة

" شركته كبيرة وقدمت أفضل عرض وسعر "

ربت فؤاد على رأسها بغيظ يسأل

" وستذهبين لمقابلة أكمل الفايد ؟! "

أخيرا قرأت إشارة ما باستغراب سألت

" فؤاد ما بك ؟! "

رد ممتعضا من بين أسنانه

" اعرفه ! "

نهضت تحيط عنقه وهى تفهم تسأله

" من أين تعرفه ؟ "

يبعد يديها قائلا بخشونة

" اجتمعنا أكثر من مرة في مؤتمرات تجارية لكن لم نتكلم .. وهو متزوج من ابنة عم حمزة العامري الذي كان معي يوم السباق "

تمسد ألماسة كتفه تميل عليه بدلال تسأل

" وافقت أن تأتي معي إذاً ؟! "

أشاح بوجهه ينفخ لهيبا يبعد يدها عنه هامسا

" أكمل الفايد !.. لابد أن آتي معكِ ! "

اقترب جسدها تجلس على رجليه وبيدها هى تفك أزراره بعبث تتساءل

" هل هذه ... غيرة .. مجددا ؟! "

ضرب فؤاد يدها يرد بتجهم

" لا شيء لأغار منه "

ضحكت ألماسة وهى تمر بسبابتها تحت عينيه بالقول

" صحيح .. لكنك تغار عليّ أنا ... هذه النظرة أصبحت اعرفها .. أراها في عينيك كلما تغار .. هل تتذكر يوم العطر ؟.. كنت ستكسر يدي "

تتابع فك قميصه بيدها تتحسس صدره تشعر النبض المهتاج بكل إشارة رغبة منها مع اهتياج كلامه

" لو كنتِ رجلا لفهمتِ ما اشعره بمجرد نظرة إلي وجهكِ .. يسهل عليّ تخيل أفكار الناظرين إليكِ .. ويصعب عليّ تمريرها لدرجة أن يدي تتحرك لسلاحي أكثر من مرة فأتذكر انه ليس معي هنا "

دفعته للفراش تشرف عليه وتتذوق من شفتيه عنفه اشتياقا وتهمس لعينيه

" جيد انني امرأة لاشعر ما اشعره الآن .. غيرتك حياة "






بعد ساعتين .. في أحد مقاهي شارع ريجنت الراقية اختاره ' أكمل الفايد ' بنفسه
تجلس ألماسة جواره وهو ينفخ كل دقيقة فتنغزه بكتفه ليفرد وجهه .. حتى الموعد المحدد

في موعده تماما سمعا الصوت الواثق أمام الطاولة

" مساء الخير "

رفعت ألماسة وجهها لتقابل عينيه الزرقاء الداكنة وذوق ابتسامته بينما ينهض فؤاد باعتداد قائلا

" فـؤاد رافـع "

صافحه أكمل قائلا بنبرة مدروسة

" اعرف "

مد يده نحو ألماسة بأناقة يقول ناسيا

" مهندسة ألماس "

سمع فؤاد الاسم الذي استأثر به لنفسه واتسعت عيناه بحدة جعلت قلبها يهوي رعبا !

رفعت يدها ليده بتوجس ليصحح فؤاد بصوت خشن

" ألماسة .. مهندسة ألماسة رافع .. ابنة عمي وزوجتي "

جلس أكمل بثقة وجاذبية فيه بلا جهد يقول ذوقيا

" مبارك .. عرفت انكما هنا في شهر العسل "

نقلت ألماسة بصرها بينهما كأنها ترى الفرق بين اللباقة والهمجية تماما !

وبأنفاسه الهمجية رد فؤاد ساخرا

" نعم .. لكن ( المدام ) نشيطة جدا ! "

تنحنحت ألماسة وهى تكز على أسنانها غيظا ..
عينا أكمل تبتسمان وهما تراقبان تفاصيلهما ويفهم .. ثم قال بنبرة متلاعبة

" نفس رأي ( المدام ) عني ! "

أشار نحو طاولة بزاوية المطعم الأخرى .. حيث امرأة بجمال البنفسج والياسمين .. بذاك الجموح الجرئ بعينيه حين ينظر فيخطف ما يريده .. تلك النظرة .. وصوته يسكنه دفء العالم وسحر الرجولة

" شمس زوجتي "




















يقف شهاب مع مجموعة الطلاب المصريين المختارة من كل الجامعات المصرية لتمثيل مصر في منتدى الشباب القادم .. مرشدهم في رحلتهم حول مصر بدءا من دهب وما حولها بجنوب سيناء ومرورا بكل ما كان وحتى اليوم .. ختاماً فيها أيضا .. سيناء .. فيروزة مصر

بالعريش شمالها .. رفح .. الشيخ زويد .. بئر العبد .. الحسنة .. ونخل .. أول مدن دخلها الاسلام بعد الفتح الاسلامي .. وقبله .. طريق السيدة مريم وسيدنا عيسى عليهما السلام

أمام الجبل المهيب توقف ليبدأ .. جبل الحلال وكهوفه السرية .. وارتفع صوته فخراً

" سيناء .. أرض الفيروز .. بوابة مصر الشرقية والجسر الذي يربط بين افريقيا وآسيا .. الأرض التي تحمل ذكريات شعب ودماء أبطال حاربوا في سبيل وطنهم .. الأرض التي لها مكانة في قلب كل مصري .. هى مفتاح مصر .. سيناء المذكورة في القرآن الكريم .. أرض الأديان .. منذ قدوم سيدنا ابراهيم وزواجه من السيدة هاجر المصرية أم اسماعيل .. سيناء التي كلم الله فيها سيدنا موسى عند جبل الطور وانفجرت فيها الاثنتا عشرة عيناً من المياه وانفلق فيها البحر معجزةً من الله لسيدنا موسى وقومه "

شبه جزيرة سيناء .. ملتقى الجغرافيا والتاريخ ، وأهم مطمع استراتيجي لكثيرين .. المفتاح العبقري في قلب العالم
يدرك أهميتها مَن يحمل في قلبه وطنية مصر وخير ترابها مثله يردد

" هذه الأرض الغالية التي أراد كثيرون احتلالها لتكون لهم وطناً لكنها أبت إلا أن تكون وطناً لأهلها وشعبها فقط .. الأرض التي احتلتها اسرائيل مرتين .. الأولى بعد العدوان الثلاثي على مصر وبقرار من مجلس الأمن تم ردها إلي مصر كاملة .. والثانية بعد نكسة الخامس من يونيو .. ليشهد الجيش المصري حرب الاستنزاف ويدفع دماءه حتى نصر أكتوبر واسترداد سيناء مجددا "

على التراب الثري بالجمال والطبيعة يأخذ حفنة رمال تتناثر من يده كذرات الذهب ويتابع بروحه

" وإلي اليوم .. كل يوم قصة جديدة عن تضحية ودماء تشربها هذه الرمال .. تاريخ سيظل محفورا فى ذاكرة المصريين يبعث الفخر والكرامة والاعتزاز بقوافل الشهداء .. بين الحرب والإرهاب تشهد سيناء دماراً .. ثم تعود شامخة قوية لا يقدر عليها أحد .. بين حرب الاستنزاف وتدمير إيلات وحرب أكتوبر وعودة طابا وملحمة البرث والعملية نسر وغيرهم على مدار سنين من معارك الكفاح "

من جبالها الشامخة لشواطئها ومعادنها وكنوزها المطمورة .. ثروات ما زالت بباطن الأرض وبقاع البحر .. ذهب أصفر .. ذهب أسود .. ووديان خضراء لا ينضب فيها الخير
وثروة بشرية مصرية تضحي للنهاية ولا تُنسَى .. يذكرهم باعتزاز وفخر

" من عبد المنعم رياض وأحمد حمدي وعاطف السادات وابراهيم الرفاعي بطل الصاعقة الذي لقبته اسرائيل بزعيم الشياطين وحتى رامي حسنين وخالد مغربي وأحمد المنسي وغيرهم ممَن عرفنا اسماءهم أو لم نعرف .. كل منهم ترك جزء منه هنا ورحل .. رحل وهو يعلم أن غيره سيكمل مشواره ويجلب له حقه "

شباب وفتيات ينظرون حولهم إلي الحاضر .. سيناء حرة .. فوقهم السماء صافية لا تحمل دخان معارك ولا غارات حرب
تاريخا خلدته بطولات المصريين من كل شبر في مصر وإلي هنا .. إلي سيناء قلب المعركة وحصن الدفاع الأول

يسير نحو الجبل العالي مشيرا للمغارات فيه بالقول

" ونحن هنا الآن .. أمام جبل الحلال جنوب العريش .. هذا الموقع الذي شهد العملية نسر لتدمير أكبر تمركز للإرهابيين منذ سنوات قليلة .. لكن لم ينقص جمالها ولا سحرها .. تم تصنيفها عالمياً من أنقى مدن العالم .. من العريش حتى رفح محمية طبيعية تسمى الأحراش الساحلية وطبيعة فريدة من أشجار الأكاسيا والأعشاب بامتداد البصر .. وعلى شاطئ العريش صدف البحر يزين الرمال .. أما غابات النخيل بالشيخ زويد من سحر سيناء وطيورها التي لا تهبط إلا فيها "

يتبعه الطلاب صاعدين الجبل يقفون بلا خوف في الأرض المشبعة بالدماء وهو يصل لنقطة عالية وتلمع عيناه بجمال المنظر قائلا

" سيناء سحر يسبي القلوب .. ربما لهذا بدأنا بدهب فيها .. وختمنا اليوم أيضا فيها ! "


انتهت الرحلة .. وما زال يبحث عن كنوز الكون .. لن يتوقف ما دام يتنفس
ومر كل ما كان كالحلم .. استقالت إيزارا .. رحلت بدون كلمة إلا رسالة إلكترونية باعتذار منطقي.
رحلت قطعة الشيكولاتة التي كانت حلا دنيته .. وهم الدوبامين الذي يمنحه السعادة بشكل آخر.
الدنيا الآن .. دنيا !

وهو ما زال الرحالة المغامر الذي لا يجد متعته إلا في السفر
يراقب شهاب الطلاب من موقعه على الجبل وهم يستعدون لرحلة السفاري ثم فتح رسالتها مجددا ليقرأها مبتسما


( هل أنت في سيناء الآن سيد شهاب ؟.. نعم مؤكد وصلت كما اخبرتني موعد رحلتك قبل تركي للعمل ، اردت أن اشكرك على كل ما قدمته لي .. على المعاملة التي عاملتني بها .. وعلى المشاعر التي جعلتني اشعرها ، واعتذر لك عن تركي المفاجئ للعمل ، اعرف انك كنت بانتظار معرفة حكايتي ، لكن بعض الحكايات من الأفضل أن تظل مجهولة ، مثل حكايتنا أيضا ، عندكم في مصر يقولون .. العين لا تعلو عن الحاجب ، هكذا كان وضعي بالنسبة إليك ، وكان عليّ أن ارحل فرحلت .. لن انساك سيد شهاب )


أغلق الهاتف وما زالت الابتسامة على شفتيه بحنين .. يفتقدها .. لكنه ادرك انه ما أحبها يوما ولم ينطق لعينيها سوى انه يهتم ..
اهتم بها وصارت صديقته الأقرب بدون أن يشعر .. لكن ليس كل مَن نهتم بهم يكملون معنا الحياة
وأول رد فعل منه بعدما قرأها .. تمنى لها توفيقا استثنائيا ..

ولن يعرف يوما ان تحية هى التي طردتها حين رأتهما يتحدثان سويا !!.




















منزل ' فؤاد رافع '

دخلت ألماسة حاملة صينية العصير تقدمها إلي عماد في أول زيارة له لبيت صديق عمره ليأخذ كأساً ثم وضعتها وبيدها ناولت فؤاد كأسه وجلست جواره
تنظر إليهما وقد ساد الصمت حين دخلت فتسأل

" فيمَ تتحدثان ؟! "

يعرف رأيها فيه الذي تبدل تلقائيا فيضحك عماد قائلا بنبرة ذات مغزى

" لا تقلقي لن يتزوج عليكِ ! "

نظرت إلي فؤاد بدهشة ثم ردت بنبرة تحذيرية

" لاااا .. لن يكون هناك ( عليكِ ) أصلاً .. اسمها يتزوج ( بعدكِ ) "

جذبها فؤاد لحضنه بخشونة يقبل رأسها ويرد

" لا بعدكِ ولا قبلكِ "

تبتسم سعادةً وهى تبعده عنها ضاربة يده ليجلس بأدب مجبر عليه فيضحك عماد ليخبرها بتآمر

" كنت اتوق لرؤية مَن ستربيه !.. حلال عليكِ ! "

أخذت كأسها لتنهض وتتركهما ضاحكة وما إن تحركت خطوات حتى استدارت مجددا لتقول

" شكرا يا عماد "

تساءل عماد بلا فهم

" على ماذا ؟! "

منذ وقت طويل تشعر بالامتنان لهذا الرجل رغم رفضها لبعض ما يفعل لكن إنصافا فلا أحد غيره حملت له مكانة فريدة مثل التي تحملها نحو عماد .. هذا الرجل الذي حافظ على فؤاد وظل بظهره رغم اخطائه .. رجل أصبح عملة صعبة في سوق الرجال

وبكل تقدير تشكره بصدق

" على مجيئك لي ذلك اليوم وطلبك أن ازور فؤاد بالمشفى وأسامحه ... اردت شكرك على هذا الآن تحديداً .. ربما ذلك اليوم هو ما غير مسارنا معاً "

يوم فتحت صفحة جديدة لفؤاد وكانت بداية ..
تلتقي عيناها بعينيّ فؤاد بنظرة كلاهما فقط يفهم لغتها وتتابع

" وأيضاً .. على شيء أكبر بكثير مما تظن .. على وجودك بجوار فؤاد دائما .. منعته من اشياء لو فعلها لخسر نفسه تماما .. لم تتخل عنه ابداً رغم أي شيء وأي فعل .. وأنا ممتنة لك بدون أن تعرف "

ربت عماد على ركبة فؤاد مبتسما ينظر إليه برجولة قائلا

" فؤاد أخي يا ماسة .. ليس مجرد صديقاً يذهب ويأتي .. وتأكدي اني في ظهره دائما مثلما يقف في ظهري وأكثر "

غادرت الغرفة وظل فؤاد ينظر في اثرها مبعثر النبضات هائج المشاعر لينتبه على سؤال عماد

" ما الذي حكيته لها ؟! "

لأول مرة يراه عماد بالحب الذي استنكره دوما يرد

" كل شيء "


























أرض الوادي

بدار الشيخ صالح وصل فـؤاد إلي المضيفة حيث اجتمع عمه صالح وولده جسور وعمه عبد الجليل فقط .. معهم غفير الشيخ صالح الموثوق به يقف خلف رجل آخر أسمر بدين يقارب جسور وفؤاد سناً

دخل فؤاد بهيبة خطواته الواثقة يجهر صوته معلنا حضوره

" طلبت حضوري يا شيخ صالح "

عيناه مرت على الحاضرين ليتوقف عند ذلك الرجل ويرفع حاجبيه باستخفاف بينما يقول صالح

" جسور وجد رجب ودلّ على مكانه يا فؤاد .. هل تذكره ؟.. رجب ابن غفيركم عبد الوارث رحمه الله "

استدار فؤاد وعيناه بعينيّ رجب السوداوية الكارهة له حد الموت ليجلس مبتسما باستهزاء يحدثه

" كنت انتظر خطوتك لكنك لم تفعل شيئا ! "

تكلم رجب بحقد لهجته الممتزجة بين نبرة النوبة وصعيد مصر

" كنت ساحرق الأرض لأحرق قلبك أولا لكن غيري سبقني !.. يبدو أن أعداءك أكثر مما ظننت !! "

سأل صالح بعبوسه الجاد

" هل كنت تعرف بعودته ؟ "

بذاك التحدي رد فؤاد ظافراً

" منذ خطت قدماه إلي الوادي أخيرا !.. بعد سنوات من البحث ! "

أدار وجهه نحو جسور يذكره بما كان ناظرا إليه بإهانة مقللاً بالقول

" هل اعتقدت أن جسور سيعرف وأنا لا يا شيخ صالح ؟! "

طالعه جسور بلا مبالاة متعاليا فتنهد صالح قاطعا شرر النظرات بين الكل

" لابد أن ننهي هذا الأمر الآن يا رجب .. دفعنا الدية يا ولدي .. ماذا تريد ؟ "

رد مباشرة بعدائه المتراكم

" اريد روحه "

التفت فؤاد إليه تضيق عيناه ناراً حادة بلا اهتمام يتحدى

" معك سلاحك أم تأخذ سلاحي ؟!! "

ضرب صالح بعصاه على الأرض ليعلو صوته صارما

" لن تسيل نقطة دماء واحدة في الرافعين "

اهتز جسد رجب المشحون كرهاً وهو يهدر غضبا

" وحق أبي الذي خدمكم لسنوات ؟ "

أمسك الغفير كتفه يثبته مكانه فنفض رجب يده عنه بينما يرد عبد الجليل بصوت منهك

" قتله خطأ يا ولدي غير مقصود "

ينتظر فؤاد بصمت مستهين كنظراته الحارقة للقلوب ورجب يقول

" وعاش فؤاد حياته وعاش أكرم حياته وأنا واخوتي عدنا للنوبة بلا أب "

قال صالح بحزم

" كلاهما عاش بلا أب أيضاً .. تلك الحادثة أخذت منا ومنكم ومن الكل "

انتبه فؤاد لما يهمه متسائلا

" رفيع كان يخفيكم هناك ؟! "

هدر رجب بحرقة ما عاشه مع أهله

" النوبة بلدنا .. رفيع لم يفعل إلا انه غير أماكننا باستمرار حتى لا تعثر علينا فينتهي خوفك وتتركه "

تجمد وجهه عائدا لماضٍ أسود يعلق بالروح وما زالت حربه فيه قائمة لن تنتهي قائلا

" اعرف انها بلدكم .. بحثت عنك كثيرا لكن رفيع كان أكثر حرصاً !.. لكن ما الذي أعادك الآن تحديدا ؟! "

رفع رجب رأسه شامتا قاصدا الإهانة

" كنت أراقب اخباركم واعرف برحيل أولاد زاهد عن الوادي .. ثم فوجئت بعودتهم وانتشار أخبار عشقك لابنة قاتل أبيك "

أصاب وتره !.. انتفض فؤاد من مكانه وبخطوة واحدة أمسك بمقدمة جلبابه يوقفه وينطق بشيطانية

" إن نطقت كلمة أخرى سيكون أنا مَن يأخذ روحك "

وقف عبد الجليل يمد ذراعيه يفصل بينهما ويقول

" اتركه يا فؤاد .. اتركه يا ولدي لأجل خاطرها هى "

نفضه فؤاد ببصره الأعمى غضبا ورجب يضحك بانتصاره الزائف فأبعده عبد الجليل ليمسك به الغفير وصالح يسأل

" ما الذي يرضيك الآن يا رجب ؟ "

مسح وجهه المتعرق بحدة ما يكتمه من عذاب ليقول بصوت خشن كأنه مسلسل بالقيود

" حياتنا .. اريد حياتنا التي قضيناها نتخفى في ترحال من بيت إلي بيت .. يسجننا حراس رفيع كأننا مجرمون .. هل بإمكانك إعادتها إليّ ؟ "

طالعهم صالح وساد الصمت مقيتا بفداحة ما فعله ضلع الرافعين الفاسد حتى قال

" لا أحد يعيد الزمن يا ولدي "

شرد فؤاد بما قيل لأبعد مما يتصوره حاضر .. أمامه ضحية من ضمن كثيرين أماتهم رفيع أحياء .. فهل صار مثله حقاً ؟!

هل نجح رفيع فيما أراده دوماً وصنع ثعبانا لا يتوقف سمه للنهاية ؟!.. كل مرة شعر انه يقترب من رفيع تماما كان يتراجع .. عقدة حياته .. لكنه اقترب بالفعل .. حتى جاءه كريم ورحل .. ثم جاءته هى لتكمل المشوار

صوت صالح يخترق غياهب الماضي من بعيد

" ساقول كلمتي عسى أن توقف الدماء "

تابعهم فؤاد كالأغراب بوجهه المتصلب وصالح يشير للغفير أن يتركه مشيرا لرجب بالجلوس ليقول بهدوء حازم

" سألتك عن اخوتك قبل أن يحضر فؤاد يا رجب .. رجلان وفتاتان إحداهما تزوجت .. إذاً زواج الأخرى سيكون من أحد رجال الرافعين .. ولكم أنتم الاخوة الرجال ثمن قطعة أرض تختارونها إما بالوادي أو بالنوبة .. ليكون اختلاطاً بالدم والمال وينتهي هذا الثأر للأبد .. ماذا قلت ؟ "

ربت عبد الجليل على ركبته يهدئه ويحثه

" فكر بالعقل يا ولدي .. إن قتلته سيكون ثأرا جديدا من اخوتك الرجال وأنت ستُسجَن طوال عمرك .. خاف على أهلك يا رجب .. احفظ أهل بيتك يا ولدي "

عاد الصمت وهو ينظر للوجوه ونظرته تحمل هموما لا تُحصَى .. نظرة جعلت فؤاد يهدأ عائدا لذنبه في حق ذلك الرجل الطيب .. كان يحبه ويتحدث معه كثيرا ويراقبه وهو يعتني بفرسه .. ولم يكذب حين قالها لألماسة يوما .. حزن عليه كأحد أولاده

ظل رجب يفكر ويبدو عليه الضغط الشديد الذي يعانيه ثم قال

" لا اريد مالاً ثمناً للأرض .. اريد أرضاً من أرضه .. يصلحها ويعطيها لنا "

قال عبد الجليل بصرامة

" نحن لا نفرط في أرضنا يا رجب .. ستأخذ مالها وانتهينا "

طل قهر سنوات بعيني رجب وأخفاه عنهم جميعا إلا عنه ، لأنه جربه مثله لسنوات سابقة
سمعوا صوت فؤاد جامدا لا يبدو عليه شيء

" بل ستأخذ الأرض "

التفتوا إليه بدهشة بلا رضا وهو يؤكد بملامح لا رحمة ظاهرة فيها

" الدية التي دفعها الرافعين حين قتلت أباك وأنا ابن الخامسة عشرة لا دخل لي بها .. أما الآن .. سداد الدية عندي أنا .. وكما تريده "

رمقه رجب بشك وهو يقترب منه كالثعبان يلتف ويميل نحوه متسائلا بنظرة مخيفة

" هل تعرف لمَ افعل هذا رغم أن بإمكاني ان ادفنك مكانك ؟! "

ابتسم رجب ساخرا

" ربما تريد أن تهنأ بزواجك يا ابن راسل ! "

لم يغضب أكثر لأن غضبه الحالي بقادر على إحراق كل ما تطوله يداه وهو يرد صقيعا متصلبا

" لا .. افعلها انتقاماً من رفيع ونكاية به .. لعله يحترق أكثر في الجحيم الآن "

اعتدل فؤاد شامخا يلقي عليه نظرة أخيرة عالية قبل أن يغادر المضيفة بلا كلمة
سجنهما رفيع معاً ، واليوم يهدم ما خططه رفيع لسنوات.

تحرك الغفير ليرافق رجب إلي غرفة الضيوف التي أصبحت سجنا آخر فأشار صالح إلي غفيره بالتمهل وحسن المعاملة ورجب ينظر إليه بغل يرفض أن يمسك به فقال صالح

" سنتحدث مجددا يا رجب .. أنت هنا في ضيافتنا يا ولدي لكن اعذرنا .. لا نخافك وإنما نخاف وسواس الشيطان لعقلك .. وحتى ترضى وتصفو ستظل معززاً مكرماً بيننا "

نظر إليهم بسخرية ثم تحرك وحده مع سجانه قبل أن يستأذن عبد الجليل مغادرا إلي مصالحه
وحينها نهض جسور ينحني على كف والده يقبلها ويسأل

" هل أنت راضٍ عني أبي ؟ "

منذ اخر ما دار بينهما وصدمته في ولده في جلسة الرجال الكارثية وهو يدرك أن جسور سيعود مهما طال الوقت
جذبه من يده ليجلسه جواره بمقعد الكبير قائلا بحكمة عمره

" قلبي راضٍ عنك يا جسور .. لا تدع حقدك يغلبك يا ولدي .. أخلاقك هى سلاحك .. يوماً ما ستكون مكاني هنا .. عليك العدل مع الصالح والطالح وإن اساء إليك "

أطرق جسور مرتاحا بصوت أبيه يرد بطاعة

" حاضر يا أبي "

ربت على ظهر ولده الأكبر والرضا على وجهه يتداخل بتجاعيد العمر وكل خط منها يحكي قائلا

" لا بأس أن نخطئ قليلا لنتعلم .. حتى لو زلت قدماك ففرصتك أمامك دائما يا ولدي .. اغتنم خيرها واحذر شرها "

اخذ جسور يده يقبلها مجددا مبتسما ثم تذكر متسائلا

" لكن كيف عرفت أن رجب سيقبل هذا الاتفاق رغم انه أراد الثأر دائما ؟! "

لوح صالح بذراعه وشيبة العمر تتذكر الماضي والشباب بحسرة اخوته الثلاث راسل وزاهد ورفيع ليجيب

" لم يرد أحد الثأر يا ولدي .. الكل قبل الدية وانتهى الأمر .. لكنه رفيع .. ظل لرجب بالمرصاد حتى كبرت الفكرة برأسه وانتشر انه يريد الثأر من رمزي الابن البكر وفؤاد وأكرم .. وكل هذا ليخفي رجب ويتحكم به ويأخذ فؤاد ويتحكم به هو الآخر ... وظل فؤاد مع رفيع ليحمي رمزي طالما كان رفيع مسيطراً على رجب "

قبضت يده على العصا الموروثة من أبيه والتي أرادها أخوه رفيع يوما وتابع

" لقد ذاق الكل ظلمه .. استخدم رجب كسلاح يهدد به فؤاد حتى لا يتركه فأضاع حياته .. وأضاع حياة رجب وأهله كما سمعت ... لذلك عرفت أن رجب سيقبل .. اراد الراحة أخيراً يا ولدي .. اراد حياته الضائعة كما قال .. واغتنم خير الفرصة لا شرها "

اومأ جسور متفهماً بينما يشرد صالح حيث وقف فؤاد مضيفا

" فؤاد أيضا اغتنمها وإن لم يشعر إلا انه انتقامه من رفيع .. فؤاد الذي اعتدناه يقف بصدره للموت .. لأول مرة يريد الحياة "






















وصلت قبل التدريب اليوم .. قبل الجميع حضرت إلي قاعتهم الصغيرة وهى تعرف .. هو الوحيد الذي يأتي مبكراً ليضبط برنامج التدريب
قائدهم وصاحب الفكرة من البداية كما نظر إليها منذ البداية .. سمع إلقاءها ورسم أحلامه عليها دون أن يتحدث

وحين تحدث .. طلب وقتها في حضنه
تسير فجر بين الآلات الموسيقية وقلبها يدور في إعصار صغير انشأه مصطفى بكلمة وطلب زواج

تتبسم بقلق القلب اللذيذ وهى تجلس مكانه أمام البيانو تداعب الأصابع البيضاء والسوداء بنغمات متفرقة لا تفهم فيها كثيرا
وحولها .. وجدت ذراعيه تمتدان دون أن يمسها وتتحرك أصابعه بنغمة سهلة .. جميلة

( أهواك .. واتمنى لو انساك .. وانسى روحي وياك )

ترتجف فجر مكانها ورأسه مائلا بالقرب منها فيتصلب جسدها كي لا تتحرك حتى توقف عن العزف وظل على وضعه حولها تسمع أنفاسه فتسأل

" هل تتمنى نسياني ؟ "

قريبا منها يداه جوار يديها على البيانو يرد جوار أذنها

" تسألين ببساطة .. لانكِ لم ترِ دموعي من قبل لأجلكِ "

انتفض قلبها على غير توقع .. على غير هدى استدارت على الكرسي بحذر تقابل وجهه مصدومة حائرة تسأل

" هل بكيت لأجلي ؟ "

لم تتوقع .. لأنه الأقوى والأكثر واقعية .. لم تتوقع أن يهزمه حب
وذاك الاحتياج الذي كانت تبحث عنه في عينيّ حبيبها .. اليوم تراه في مصطفى كأن العمى أصابها عمدا عنه

انسحبت أصابعه عن البيانو واعتدل واقفا بوقار يبتعد خطوة فتمسكت بحافة كُم قميصه تسأل

" هل ستعلمني العزف مثلك ؟! "

ابتسامة تظهر على شفتيها ببطء وهو ينظر ليدها الخجولة التي تتمسك به لأول مرة فيرد مبتسما

" حين نتفق على أجري أولا .. أنا مدرس غالٍ جدا ! "

تدخل فجر شعيرات وهمية بحجابها خجلا تحاول الحفاظ على هيبة الأستاذة الجامعية متسائلة

" وما هو أجرك ؟! "

استدار ليقابلها ينظر لعينيها ورسمهما بأهدابها الطويلة ليرفع يديه يسحب نظارتها مجيبا

" أن تكوني اخر ما أراه قبل أن أنام .. وأول ما أراه حين اصحو "

أخفضت بصرها ووقفت مشتتة تبتعد لا تسيطر على مشاعرها وتتساءل بحيرة

" لماذا أنا ؟!.. هناك أكثر من فتاة في الفرقة وكلهن فنانات "

نظر مصطفى إليها متعجبا وللحظات أشفق على ما أصابها .. أغضبه ما فعله بها رجل آخر لم يقدر الألماسة التي كاد يمتلكها .. أغضبه فقدانها لثقتها هى الثابتة دوما
تحرك إليها يقف أمامها يمنحها ما تحتاج ويقدر قيمتها العالية

" لكن ولا واحدة منهن فجر "

تتردد نظراتها وهى تدور حول نفسها بتوتر تنظر إليه قائلة

" سيكون مشواراً طويلا معي مصطفى "

يدور يتوقف أمامها بابتسامة هادئة مجيبا

" موافق "

يطل الخوف من غدر جديد بعينيها فتحذره لعله يتراجع قبل جرح آخر

" ستتعب .. وتمل "

قرأ خوفها بسهولة ليؤكد بثقة

" موافق "

نست انها قالتها قبلا فتعيدها

" ستنتظر وقتاً طويلاً "

ابتسم ضاحكا بنظرة عابثة يرد

" اظنكِ سمعتِ رد هذه الجملة من قبل .. إلا إذا اردتِ قصداً سماعه مجددا !! "

ضحكت فجر أخيرا وهى تهز رأسها موافقة على استحياء .. إذاً قلبها مال !.














انتهى التدريب للحفل القادم بمعهد الموسيقى .. صوت أكرم أكثر صفاءا وثقة وكل كلمة يشعرها بقلب وطنه
موقفه الوطني لم يتبدل .. طُمِسَ ربما .. وساعده رجوع حقه على درء الغبار ليعود

ودرسه الأهم .. مصر أهم
ودرسه المهم .. مهما حاولوا كسرك .. فلتكن الأقوى

على أوتار الكمان تمازج مع الأنغام لتخرج تحفة فنية بتوقيعهما معاً شراكة عمر
اقتربت دموع منه يبدو على وجهها المستدير تعبيرا جميلا لم يره قبلا وهى تقول

" كنت رائعا أكـرم "

بسببها .. هى أعادته للحياة .. لها جاء هنا وعاد صوته بها .. ثبت ارتعاشه كي لا ترتعش يداها على الكمان .. روحه في روحها مرتبطة بالوجع .. بالفرح .. بالعشق

نظر إليها قليلا ثم أمسك يدها يبعدها عنهم وتخرج الكلمات منه صدقا

" لم اشكركِ ولا مرة واحدة دموع .. اريد شكركِ على كل شيء فعلتِه لي ... اريد شكركِ لانكِ كنتِ حافزي وقت الاستسلام .. كنتِ روحي وقت الموت .. كنتِ المخدر وقت الألم "

لا يعرف لمَ يريد قول كل هذا الآن تحديدا ؟!.. فقط يعرف ان امتنانه أكبر مما يظن أحد .. تقديره لها فاق حدود حبه وهو يتابع

" اريد شكركِ على شهادتي لانه لولاكِ لما أكملت دراستي .. وشكركِ على كل خطاب وكل حكاية اشعرتني بالحياة "

دمعت عيناها مبتسمة تتلقى فيض حبيب يعود بصبرها ويواصل

" والشكر الأكبر على انتظاركِ .. على حبكِ الذي لم ينضب يوماً .. على صمودكِ في كل شيء بقوة مذهلة لم أتوقعها "

سعادتها تصل للمنتهى وتنظر إليه كما كانت تتمنى وهو بروحه يؤكد

" كلما نظرت إليكِ ادرك كم كان اختياري استثنائيا ورائعا .. بل هو اختيار القدر .. قُدِرنا لبعضنا لانكِ الوحيدة التي تتحمل وتصمد بما مررنا به ... أنتِ استثنائية بكل شيء دموع "

تحررت دموعها فرحا لا وجعا .. كل دمعة نامت بها يوما جاء وقتها ليمسحها بيديه
صمود ثمانية أعوام جعلها أقوى .. إيمانه بقضية وطنه جعلها أقوى .. رسم هدفاً لحياتها فجعلها أقوى .. هو مَن جعلها أقوى وجهزها للصمود

يمسح أكرم دموعها وهى لا تستطيع التحدث بتأثرها ثم قالت بارتجاف

" لانك تستحق يا أكـرم .. رجل مثلك يستحق الانتظار .. كما انتظرتك في كل شيء .. وطال انتظاري لكنه انتهى ... وأخذت مكافآتي عليه .. أسرتي الصغيرة معك "

عاد التعبير المذهل يحتل وجهها بجمال وهى تضع يدها على بطنها وتبتسم قائلة

" أنا .. وأنت .. وابننا "

نظر أكرم حيث يدها ليضمها إلي صدره بقوة .. ورغم القلق .. ابتسم أملاً في المستقبل.




















أرض الوادي

توقف عماد بسيارته في أرض صحراوية خالية .. الشمس غربت منذ قليل والليل انسدل بديعا بهوائه العليل
وهى .. بجواره ترى الرمال الممتدة إلي مرمى البصر .. العودة إلي الوادي كانت أغرب هذه المرة

استقبال الجميع لها كان أغرب .. أعلى .. ولأول مرة تشعر بكيانها كزوجة ' عماد زين الدين '
منذ فترة افتتحت متجرها وتحقق حلما حلمته طويلا ونفذه لها عماد بإشارة منه .. وتتابع حلم روينة كأنها تركت حبها لعماد معها وأوصتها عليه.

وهو .. يعيش أخيرا بعد دوامته
ما زالت روحه تعطي لمَن حوله اهتماما .. ما زال عند وعده وفياً .. أول خميس من كل شهر يقيم مائدة الإطعام صدقةً لروح روينة .. ومنذ واظب عليها أصبح التراب في يده يصير ذهباً.

نزلت صدفة من السيارة تنظر حولها تسمع صفير الليل المبكر وتلتفت إليه تسأل

" لماذا تركنا آدم عند إباء ؟ "

إباء أخته حامل وسبقتها غرام بشهرين .. سعيدة مع عزت ادركت معنى الرجولة الذي اراده لها ، وممتنة لأخيها الذي أنقذها وأهداها رجلا كأغلى هدية ..
وغرام .. ما زالت شقية .. تعيش مع الزهار كأنهما طفلان معاً بثوب الكبار.

أشار عماد لها أن تأتيه قائلا

" سأريكِ شيئا "

ذهبت إليه فأمسك يدها ليسيرا على الرمال ويصعدا على تل منخفض حتى نزلا للجهة الأخرى فوجدت بقعة مضيئة .. خيمة صغيرة تشبه خيمة السياح أمامها الحطب مشتعلا بالنيران فسألت

" ما هذا ؟! "

التف عماد خلفها يحتضن ظهرها لصدره ويهمس

" وعداً لنفسي انفذه قدر "

يده تفك حجابها وينسدل شعرها لنهاية ظهرها يلمس وجهه ويذكرها

" ليلة لنا معاً تحت ضوء القمر .. حدودنا صحراء لا نهاية لها ولا مخلوق فيها سوانا .. فراشنا رمال وغطاؤنا رياح تعبر فوقنا فاغطيكِ بجسدي من برودتها ... لا اريد الليلة أن تشعري بحرارة إلا حرارتي أنا "

حرارة النار انتقلت لجسدها وهى تنظر حولها للفراغ الشاسع .. لأول مرة تشعره ملكها .. منحها كل هذا الاتساع ليلة لأجلها
شفتاه على عنقها وعيناها تدمعان وهى تلف ذراعها للخلف حول عنقه

" أحبك عماد .. لم اتخيل أن أحب لهذه الدرجة "

استدار ينظر لعينيها بالظلام زرقاء غائمة المشاعر بارقة الدموع

" ولم اتخيل أن تخطفني امرأة هكذا ... تكون دائي ودوائي صدفة "

ارتفعت على أصابع قدميها تبادر شفتيه قبله .. تتحرر من كل قيد ربطها بسلاسله للأرض ..

يده بيدها يدخلان خيمة من سحر الصحراء وبريق نجومها .. بريق خلف بريق اكتمل ختام القلب واهتدى.





















خطفها من عملها قسراً .. المجموعة صارت أفضل والعمل على قدم وساق استعدادا للموسم التجاري .. الأسهم تتصاعد قيمتها بشكل مذهل بعد الاجتماعات التي اجتمع فيها آل رافع ككيان واحد بالسوق

عواقب الماضي يواجهونها بلا خوف .. بثقة قابضة على وجهىّ العملة تمر الأزمات
ومن مكتبه لمكتبها .. بينهما نزار يتلو قصائد الاشعار !

على الطريق تطير السيارة كعادة قيادته المجنونة وهى تنفخ بنزق هاتفة

" إلي أين سنذهب ؟ "

رمقها فؤاد باستفزاز يرد

" سألتِ هذا السؤال ثلاث مرات ! "

انفعلت ملامحها بغيظ تصيح

" الصبر يا رب .. يا عم اجبني بلا لف ودوران كعادتك هذه .. تركت عملي وأخذتني بلا كلمة .. اخبرني أو اعدني .. نحتاج لكل دقيقة في المجموعة الآن "

يضم فؤاد شفتيه وتنطلق صافرته بأريحية مستفزة فضحكت بلا فائدة وهى تستكين بدلا من انفعال ضائع

تمد يدها تشغل أغنية وهى تنظر إليه باستمتاع .. تحب قيادته بيد واحدة .. وبسرعته وجنونه تعيش معه كل رحلة بإثارة ، ولا يفارقها الأمان.

توقف فؤاد أمام مبنى ضخم تحت الانشاء آمرا

" انزلي "

رمقته بتعال وهى تنزل بأناقة تنظر حولها دون أن تفهم شيئا .. حتى أشار فؤاد لأحد العمال أن يرفع الغطاء القماشي عن لافتة المبنى .. وتسمرت مكانها
بخط عريض كان اسمها .. حلمها .. مؤسسة ألماس للطفولة

رفعت وجهها تقرأ المكتوب مرة بعد مرة وتضم يديها على قلبها النابض بقوة أنفاسها المخطوفة
راقب فؤاد ما يمر بوجهها واكتفى .. يكفيه تلك السعادة ببريق عينيها الممطرة

اكتشف انه كان ينتظرها طوال عمره .. كان ينتظر مثلها حباً يستهلكه لاخر أنفاسه .. حبا يموت فيه ويموت به ويموت لأجله .. لا موت في سباق مجنون أو طلقة رصاص طائشة

اكتشف ان إسعادها وحده غاية تحقق له ما يريده هو .. تزيده غرورا وامتلاكا ورفعة
اكتشف أن كونه من الرافعين لا يعني ان يكون ثعبانهم .. بل أن يكون مالك ألماسهم

وقف خلفها يمسك كتفيها يسأل

" اخبريني ماذا كان حلمكِ مجددا ؟! "

رجفة السعادة والوصول تسري بأوصالها وهى تجيب عمليا هذه المرة

" دار للأطفال باسمي .. ليس للأيتام فقط بل لكل طفل لا يجد مأوى .. مؤسسة كبيرة للطفولة .. تعلم الأطفال علماً حقيقيا كما تعلمهم عملاً ينفعهم .. تنفق على نفسها بصناعات من يد الأطفال "

لف فؤاد يده أمام وجهها مفرقعا أصابعه كالسحر قائلا

" تحقق .. احلمي الحلم التالي إذاً "

استدارت تعانق رقبته بقوتها ، ودموعها تنهمر بضعف أمامه فقط

حلمها التالي في حضنه .. حلمها له .. ألا يبقى له من آثار الماضي شيئا .. ألا يبقى إلا حاضر معها .. ومستقبل لا سلاح فيه إلا حبها.






















صباح يوم جديد .. وأشرقت الشمس

شهور تمر وكل حدث في حياتهم بمعنى .. كحياتنا .. ذكاء الحياة ألا تضيع لحظة دون أن تتعلم شيئا.
بأكبر يخت في ميناء عروس البحر انطلق حفل فرقة ( ثورة ) تحت صفاء السماء
حضره الجميع احتفالا بعيد ميلاد ألماسة الذي صادف نفس اليوم

وبمنتصف البحر .. تحرر صوت أكرم عاليا يغني أحدث ما قدموا للحياة .. للوطن .. للحب
عيناه بعينيّ دموع وهى تعزف جواره يتطاير شعرها الطويل وهو يطير بين ليل خصلاته حراً.



تستند فجر على البيانو تراقبه وهو يعزف .. حركة أصابعه وحدها ترجف قلبها .. لطالما قدرت كل مَن يمتلك القدرة على تحريك وتر

ومصطفى .. حرك كل أوتارها من جديد .. وجدت طريقا مشتركاً بينهما له لون آخر مميز .. ليس صاخب البهجة ، وليس قاتم الوحدة .. لون خاص بمصطفى وحده .. وللغرابة اكتشفت انه ما كانت تبحث عنه.




وبعيدا وسط الحضور .. وقف وحده يراقبها ولا تراه .. جاء ليراها كما وعد برسالته .. مصريته .. الفرعونية التي ما حسب لها حساباً .. يراها زايد وهى تنفذ كلامه .. أن تفرح .. أن تكون زوجة وأماً شجاعة
لم يخسرها بسبب المال .. لكنها منذ البداية قضية خاسرة
أنزل قبعته الامريكية على رأسه واستدار ليختفي وسط الحاضرين مبتسما بعبث عينيه .. لم يأتِ ليضرم الفوضى في استقرارها .. أتي فقط ليلمحها من بعيد ويمضي لفوضاه.




بركنٍ أقرب للبيانو الذي تجيد العزف عليه وقفت امرأة مبتسمة ترتدي الألوان بهجة أصرت على حضور الحفل المفتوح .. بجوارها زوجها وحلم عمرها الذي انتظرته طويلا ..
امرأة تعشق الفن كما يعشقها .. إنسانة باسمها ' دارين العامري '
تستمع للموسيقى وهى تسري في دمائها تمنحها إحساسا بالحياة ، والعشق .. يحيط كتفيها ويلازمها صوته .. أجمل نساء الدنيا .. حرم ' رائد زهران ' .




تحمل رنوة طفلها خالد وتسير به جوار سور اليخت .. ترتدي فستانا أسود ولا تريد نزع اللون
إنما الحياة كفيلة أن تنزعه عنها وقتما تشاء
قررت إكمال دراساتها العليا في الجامعة الامريكية .. يوما ما تحدثت مع راشد ودعم فكرتها
كما قال فؤاد .. حياتها حياة ابنها الآن .. وأولويتها ستكون فخره بها.





تجمعت العائلة حول طاولة الاحتفال بعيد ميلادها .. الزهراء جوارها تضمها إليها بحنان راضية .. ومن خلفها أتى فؤاد يقبل رأس الزهراء وهى تربت على كتفه متسامحة قبل أن يجاور ماسته ويشعل بقداحته شموع كعكة الحب .. قلبا أحمر اختاره لها مثل هديتها

علت أصواتهم بالغناء قبل أن تنحني ألماسة بفستانها الأبيض لتطفئ الشموع .. تنظر للنار التي لها بها صلة قرابة .. فؤاد وعيناه النارية .. قبل أن تنفخها لتنطفئ !

قبل أن تعتدل تماما كانت هديته تحيط عنقها .. ألماسة زرقاء .. تشبه قلب المحيط الشهيرة .. وصوته يتمنى

" كل عام وأنتِ بخير .. معي "

نظرت ألماسة لصدرها واللمعان الأزرق عليه واستدارت تحتضنه .. وأطالت العناق !.










انسحب عماد باحثاً عنها حتى وجدها بالطابق السفلي باليخت .. تجلس على الحافة المباشرة للبحر تضع قدميها في المياه كما تحب

جلس جوارها بخفة يسأل

" ماذا بعثتِ للأمواج اليوم ؟! "

أحاطت صدفة ذراعه تنام على كتفه بهدوء تقول

" انتظرك لنكتب رسالة اليوم معاً "

الهواء يضرب وجهيهما والموسيقى من الأعلى تبدو بعيدة وهو يختار رسالته الأولى

" اخبريها يا أمواجها : أعشقها "

ضحكت صدفة ثم همست بلا اقتناع

" قديمة ! "

فكر للحظات ليخرج من جيبه علبة صغيرة يفتحها أمامها ويختار رسالته الثانية

" اخبريها يا أمواجها : لن تليق إلا بها "

موجة تقطر دمعة .. قلادة من أجمل ما رأت لدرجة انها أوحت لها بألف فكرة تصميم جديدة
لامستها صدفة بانبهار ثم سألت

" هل تريد أن تعرف رسالتي اليوم ؟ "

مال برأسه يقبل جبهتها قائلا

" اكتبي ما تريدين صدفة لكن اخبريني أولا قبل البحر .. اريد أن أكون دائما اول مَن يعرف أسراركِ .. مشاعركِ .. أفكاركِ .. اريد أن أكون داخلكِ دائما "

ذراعه أحاطت خصرها بلهفة حين شعر بحركتها نحو المياه لكنها مالت على حقيبتها تخرج الزجاجة الصغيرة الحاملة للرسالة وتعطيها له بالقول

" قبل أن تقولها أنا انتظرتك لتقرأها عماد "

باصبعه الصغير يخرج الورقة الملفوفة يفتحها ويقرأ

( اخبريه يا أمواجي : معاً نكون أو لن نكون .. سيتألم ساتألم .. سيحزن ساحزن .. سيفرح سافرح .. سيعيش سأعيش .. سيموت سأموت قبله )

لف عماد الورقة وأعادها بالزجاجة وبيده .. ألقاها في البحر قبل أن يديرها إلي صدره يغرق بالأمواج على شاطئ شفتيها .. لن تكون الرسالة الأخيرة .. إنما بداية وعد الحكاية.













الحكاية .. سمعت أنين الروح صدى تردد في قلبها .. على فراش الموت أخذته عهداً على نفسها .. على صدرها فقط حين يقع .. وبين ذراعيه أمان وقوعها ..

همست ألماسة مكراً في أذنه وهى تسحبه من الحفل

" تعالى "

نزل فؤاد معها للطابق السفلي لليخت ليقفا أمام المياه ساخرا بخبث يمازحها عن كسر الأسِّرة

" هنا !.. سينكسر اليخت أو نقع في البحر لا حل ثالث ! "

فستانها الأبيض يطير مع شعرها وتبتسم بجمال وهى تغدو في عينيه انعكاسا براقا تسأله

" هل تتذكر حين قلت لك لم يكن منطقياً أن أحبك ؟ "

اومأ فؤاد ناظرا لملامحها المشرقة عشقا فتمسكت بكتفيه تقول بحرارة

" كان جنوناً .. إحساسا ملأ قلبي وكياني أن أماني وحريتي مع هذا الرجل .. معك أنت .. واليوم .. اريد أن أصل معك لحافة هذا الجنون "

مر بأصابعه في خصلات شعرها لا يقرأ إلا خطف النبضات في قلبه حين سألت

" وعدتني انك ستحميني دائما أليس كذلك ؟ "

اتسعت ابتسامتها أمام صمته ونظراته المشتعلة المفهومة وبلا مقدمات .. فردت ذراعيها وتراجعت خطوة تلقي بنفسها في البحر بجنون

مد فؤاد ذراعه مصدوما يلحقها فلم يجد إلا الهواء .. قفز قلبه فجأة يراها وهى تختفي تحت المياه ولم يفكر مرتين وهو يقفز خلفها يغوص لأسفل حتى أمسك ذراعيها يصعدا للسطح هاتفا

" هل جننتِ ؟ "

لا تهمها عيون ولا شهقات متفاجئة تحيط عنقه تتساءل

" هل نسيت انني سيدة المفاجآت ؟! "

أحاط فؤاد جسدها بهلع يتأكد انها بخير ثم قال بغضب ناظرا لثيابهما

" هل أعجبكِ هذا ؟! "

وضعت سبابتها على شفتيه هامسة

" رتبت كل شيء كعادتي .. حلقة مغلقة وأنا مَن تصنعها بإتقان ! "

هدأ فؤاد ضاحكا بلا تصديق يسأل

" فيمَ كنتِ تفكرين ؟! "

مختلفة .. ذائبة الهوى .. نزلت تحت المياه فنزل معها تقترب تقبل شفتيه بجنون حتى صعدا يسحبان الهواء وترد

" فكرت انني لن افعل اشياء مجنونة لفترة طويلة قادمة ... سيمنعني مالك "

أدارها فؤاد بذهول فتؤكد له

" مـالـك فـؤاد رافـع "

يمر بعينيه على جسدها غامرا وجهه بشعرها يحتضنها قائلا

" وتخبرينني هنا في الماء وعلى الهواء مباشرةً يا مجنونة ! "

رفعت وجهها تحيط وجهه وتقول بسعادة

" اردته يوماً لا ننساه .. يشهد على حبنا البحر .. والسماء .. والناس "

و .. كانت حكاية .. بدأت .. بلا نهاية.











* تمت *

بداية الفكرة ١٤/٢/٢٠١٧
تاريخ تنزيل المقدمة ٦/١٢/٢٠١٩
تاريخ تنزيل الخاتمة ١٩/٧/٢٠٢١





سعدت بانضمامكم لي بهذا العمل .. سعدت بطرح الجدل واستثارة المشاعر .. سعدت بآرائكم ومناقشاتكم
هذا النجاح الذي تطلعت إليه لا تتصوروا سعادتي به .. هو رزق من الرحمن فالحمد لله أولا وأخيرا


اشكركم من كل قلبي


إلي لقاء قريب بإذن الله
دمتم سالمين


كل عام وأنتم بخير
عيد سعيد للجميع



( الكتاب الالكتروني بعد التدقيق الاملائي والذي سابدأ فيه بعد عودتي من السفر إن شاء الله )








التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 20-07-21 الساعة 01:23 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 01:10 AM   #2276

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 122 ( الأعضاء 34 والزوار 88)
‏sandynor*, ‏آمنة عودة, ‏الصلاة نور, ‏ريم الحمدان, ‏moradodo, ‏Mjoodah, ‏اسماء الحداد, ‏لميس رضا, ‏donia dody, ‏Jourialem, ‏امل عمرو, ‏Um-ali, ‏zerozero, ‏شيماء صبرى, ‏الزمردة البيضاء, ‏Sanaa m t, ‏Mai shahin, ‏Mummum, ‏hapyhanan, ‏مريم محمد السيد, ‏سمرنواف, ‏Rahmasalah, ‏mayna123+, ‏فاتن مصيلحى, ‏rouba980, ‏Naira r, ‏ام ثائر حبايبة, ‏Amira fares, ‏Kemojad, ‏rahasff, ‏la luz de la luna, ‏نورا محاميد, ‏حنان الرزقي

MerasNihal likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 01:43 AM   #2277

ديناعواد

? العضوٌ??? » 412620
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,187
?  نُقآطِيْ » ديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond reputeديناعواد has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
MerasNihal likes this.

ديناعواد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 02:44 AM   #2278

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك ساندي خاتمة جميلة يا قمر ومبروك الختام حبيبتي وعقبال الرواية الالف
MerasNihal likes this.

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 03:17 AM   #2279

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

يا إلهي أنا حزينة جدا لنهاية الرواية يا نور
مش متخيلة يوم الإثنين من غيرك ومن غير أبطال عشنا معهم لفترة طويلة
بالله بالله عشر فصول عشرين كمان 😭😭❤️


MerasNihal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-21, 03:19 AM   #2280

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

وختامها مسك.. خاتمة فخمة تليق بروايتك وأبطالك
ألف ألف مبروووك ختام روايتك غاليتي.. عقبال الرواية المليون
وبالمناسبة دي نسأل أهم سؤال
امتى الرواية الجديدة!! 😁
رواية حكيم ده للي ظهر في لمح البصر وخطف اهتمامي


MerasNihal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.