آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          [تحميل] ماذا بعد الألم ! ، لـ الحلــوه دومــا ، اماراتية (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          99 - خطوات على الضباب - ميريام ميكريغر ( النسخة الأصلية ) (الكاتـب : حنا - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-12-19, 10:26 PM   #231

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي


مستنية الفصل الجديد على ناااار 🔥🔥
بعد صدمة الفصل اللي فات تسلم ايدك الرواية شدتني جدا جدا من المقدمة دمت مبدعة عزيزتي


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:28 PM   #232

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




البريق الثالث



لليوم الثالث يجلس منتظرا في سيارته لكنه اليوم أكثر لهفة .. أكثر راحة أنها أتت بعد غياب يومين يسأل عنها وتكون الإجابة في إجازة
بل بعد غياب سنتين عاشها قلبه في غربة مظلمة تضئ كلما مرت عليه الذكريات .. تضئ نارا تحرقه وترحل
لا يصدق أن ليلة هى سبب معرفته مكانها كما كانت السبب في رحيلها .. وبهذا التوقيت .. قبل أن يذهب لبلدته مقررا حضور جلسة الصلح بين عائلته وعائلة سلافه البريئة
ينقر على المقود بدقات تشابه دقات قلبه التي ارتفعت فجأة وهو يرى خروج الموظفين من شركة التأمين بأناقتهم الزائدة .. زائدة لدرجة أنه يشعر بالغيرة من كل رجل يخرج أمامه وقد يكون تحدث معها يوما ..تمنى عينيها ملكا له يوما ..
يعلم تمام العلم أن شركات التأمين كما تقدم خدمة تأمينية للبعض إلا أنها تبيع الهواء للبعض الآخر بمحاولات الإقناع واللباقة الكلامية في عرض البرامج الخاصة بهم ولذلك فإن كل مَن يعمل بها يتم اختيارهم لقدرتهم الممتازة على الإقناع وكلامهم المعسول !
نزل من سيارته صافقا الباب يرفع أكمام قميصه الأبيض بتحفز ليتقدم خطوتين قبل أن يبصرها تخرج بطاقمها الكلاسيكي الأسود وحجابها الوردي .. وتوقفت أصابعه !
يده انقبضت وعيناه تمر عليها تلتهم فيها سنوات غياب حارة .. لأول مرة يشعر برغبة التهام أنثى ! .. أن يخفيها داخله بأي طريقة !
ربما لأن سلاف كانت تحبه ولا عائق سوى عائلتها .. لكن صدفة ... عائقها ظروفه ونسائه وظنها السيء به والعائق الأكبر .. هى نفسها
‏تحركت قدماه خلفها بلا وعي أن يناديها الآن طمعا في لحظات سرقة لوجودها حتى دخلت لزقاق ضيق ممتلئ بالمحلات التي تبيع الأغراض النسائية وصارت تعبر بين النساء من كل شكل ولون وحجم ولا تضاهيها أنثى .. حتى دخلت محلاً للفضة ووقف يراقبها من خلف زجاج المحل
‏اااه .. كانت تحب الفضيات !
‏لا تحب الذهب الأصفر بل الأبيض .. ولا تحب الماس بل الفضة
‏لطالما كان ذوقها غير كل مَن مررن عليه طوال حياته .. سلاف كانت ذهبية الأنوثة .. تحب الذهب وتتجمل به بصدرها وذراعيها .. كانت تزيد الذهب جمالا
لكن صدفة .. فضية الهوى
انتبه إليها تستدير بعد أن وضعت ما اشترت بحقيبتها فتخفى خلف جدار المحل حتى خرجت لتدخل زقاقا آخر لا أحد فيه سوى بعض المحلات المغلقة وحينها لم يصبر أكثر وهو يخرج هاتفه يتصل برقمها القديم فسمع هاتفها يرن لتخرجه من حقيبتها تنظر فيه و ... تجمد كل ما بها
يراقبها ناظرة لشاشة هاتفها فيتقدم منها بقوله الخافت

" كنت اتأكد أن رقمكِ ما زال كما هو "

توقف الوقت .. وهى تسمع همس صوته يتذوق حروفها

" صدفـــة "

أغمضت عينيها شاعرة بالدم يتجمع في عروقها كتل ملتهبة تصهر جسدها
تأثيرك القاتل .. تلك الغابة التي أدخلها سائرة وسط أشجارك .. لكن ما عاد مكاني في حدائق حبك
قلبها ينتفض نبضا وهى تهمس داخلها عشقا

" يا رب .. ليس هو "

بنفس اللهفة الناطقة بعينيه إن لم تكن أكبر ، تقف أمامه وأمام الماضي والحاضر .. أمام عينيه الصادمة شوقا
وصوته العائد من سنوات الفراق بالحياة

" مر عامان وها أنتِ تقفين أمامي ... يا قدر "

قدر .. يتذكر وتتذكر .. اسما آخر أطلقه عليها رفضا للصدفة .. صدفة ما كانت صدفة .. صدفة قدر .. قدره
حين طال وقوفها الصامت لم يقاوم أن يلتف حولها لينظر لوجهها عن قرب جعلها تستسلم لقلبها لتفتح عينيها نحوه .. وحينها ...
أخذ نفسا طويلا واطلقه ? حياة ردت بصدره وعيناه تنفعل هائجة المشاعر كلسانه الذي ردد ما كان يقابلها به

" يا الله ... سبحان مَن أبدع جمال عينيكِ "

انصعق جسدها بصوته المزلزل .. تتنفس من بين شفتيها ناظرة لملامحه المشتاقة .. تحاول استعادة توازن كاذب يضيع بنبرته الخافتة

" سماوية شفافة كـ أمواج البحر .. لا كالبحر نفسه .... حين تقترب بلونها الأبيض .. ثم تبتعد حاملة رماداً ما بين مد وجزر "

كأنه يخبرها .. ما نسيت ! .. ما كان كلاما خادعا يُنسَى .. كان قلبي وعشقي وروحي المعلقة بكِ
عن عينيها يتحدث .. لقوامها يتأمل يكاد يغازل غزله الصحراوي .. عود برائحة العود
والحضارة المنسحبة من شمس ملامحه البرية تنطق .. قدراً لا صدفة لقاؤنا .. ملكي ولي منذ خُلِقتِ
أخيرا أخفضت عينيها لتتحرك بصعوبة هامسة باختناق

" من فضلك "

تحرك عماد معها يقطع طريقها متسائلا بحرارة

" من فضلكِ أنتِ ... أين كنتِ ؟ "

الروح عالقة بحلقها وصوتها صعب الخروج بارتجاف جسدها فتسمع صوته رجاءا

" اخبريني صدفة أرجوكِ "

صوته يحمل خوفا غريبا عليه .. أيخاف أن يكون قد امتلكها أحد ؟!.. أيخاف فراقا جديدا ؟! .. لطالما كان عمادها وقوتها منذ أخبرها بحبه وبادلته حبٍ أكبر
ابتلعت ريقها مطلقة نفسا مرتعشا من أعماق قلبها المتدافع نبضه ثم ردت بخفوت

" سافرت مع جدتي لعلاجها "

اقترب منها خطوة عيناه تخطفها بنظرة مدمرة يتساءل

" سنتين ؟! "

تراجعت صدفة تلك الخطوة وهى تجيب بلا وعي

" ثلاثة أشهر "

يداه امتدت نحو مرفقيها فانكمشت مطبقة شفتيها بعذاب لتتوقف يداه وتهبط جواره بعذاب أكبر يسأل بنبرة قاتمة

" وطوال تلك المدة أين كنتِ ؟ "

ظلت صامتة تحارب قلبها الخائن واحتراق جسدها بأنين الشوق ثم ردت

" عدنا على بلدتنا لأننا بعنا شقتنا .. ومنذ أشهر عدنا إلي هنا بسبب عمل أبي "

وكأن كل ما كان ذكرها باستسلامها أمامه فنفخت نفسا ضائقا لتقول بحدة مختنقة

" هل ستحقق معي أكثر أم ترحمني وتتركني لأذهب ؟ "

لم يكن ليترك .. في حضرة حبها تلاشى الوقت على حواف رموشها .. تجرحه .. دائما تحتمي خلفهم كي لا يرى عينيها
وحين تنظر ...
اقترب منها أكثر يقول بنبرة ألم عاتبة .. دافئة

" هل تعرفين كم مررت على بيتكِ .. كم سألت عنكم أهل الحي .. كـم حاولت الوصول لبلدتكم أو أي شيء يدلني عليكم ؟ "

ها هى نظرت .. وارتج قلبه بمليون نبضة بهمسها

" عماد "

بعد فراق .. زلزال يضرب أرضه وقواعده .. معاييره وثوابته
ألا تترفقي بحروف العمادِ قليلا ؟!
ألا تشفقي على قلبٍ سكنه حبكِ عنوةً واحتلالا ؟!
أغمض عينيه لحظة يتمالك مشاعر عشقٍ مستبدٍ فيه لينظر إليها متابعا بحنين

" هل تعرفين كم تعذبت دونكِ ؟ ... الإنسانة الوحيدة التي أحببتها بعد ..... "

توقف .. صمت لحظات تختلط سلافه بصدفته حتى أشرق نور صدفة بكيانه مواصلا

" رحلتِ وتركتِني دون أن تسمعيني .. لم تعطني فرصة للشرح أو تبرير موقفي .. رحلتِ صدفة وأنا في أمس الحاجة إليكِ "

‏عيناها الزرقاء السماوية تقسو وتشتعل بنيران غضب قديم فتتساءل بخفوت ذاهل حاد

‏" أنت تعاتبني !! ... لديك الجرأة لتعاتبني ؟!! "

‏وكان الشفق .. وقت الغروب وزرقة السماء بحمرة الشجن
‏يراقب جمال عينيها المحتدة فيبتسم قليلا بقوله

‏" تعالي معي وسأشرح لكِ كل شيء "

‏اتسعت عينا صدفة بلا تصديق منتبهة لابتسامته وبساطة صوته لتسأل باستنكار

‏" آتي إلي أين ؟!.. هل جننت ؟! .. هل تعتقد أني ساستمع إليك أصلا ؟! "

‏اومأ عماد ببساطة مغيظة يرد بابتسامته

‏" ستستمعين ولو رغما عنكِ "

‏فغرت فمها تحاول الكلام بجنون مُستَفَز ثم هزت رأسها بامتعاض لتبتعد قائلة بجمود ‏

‏" ابتعد عن طريقي "

‏تحرك عماد معها مجددا يسد طريقها فارتفع صوتها قليلا بحدة أكبر

‏" ابتعد وإلا سأصرخ واجمع الناس عليك "

اتسعت ابتسامته بصدق يرد بهدوء ‏

‏" اصرخي ... أفضل من التمثال الذي أراه "

‏نفسا اطلقته كالنار من أنفها لتستعيد صرامتها دفعة واحدة فتبعده بظهر يدها بكتفه فعلا وقولا

‏" قلت ابتعد .. ابتعد "

‏يده أطبقت على يدها يثبتها على كتفه مستمتعا بقوله الهادئ

‏" تعالي معي .. هيا "

‏نظرت صدفة لكفه المتمسكة بيدها وثبتت عيناها عليها قليلا ..خانها جسدها بتيار عشقه القديم
‏كيف يحيا فينا عشق نظنه مات فإذ به يسكن عتمة الحواس حتى يشتعل بأول شرارة تذكير ؟!
لحظة خانت نفسها وهى تطرق برأسها تاركة يدها لأمانه الزائل قبل أن تسحبها قائلة بضيق ساخر

‏" عماد اتركني .. ما الذي تريد قوله أكثر ؟.. لقد شرحت بما فيه الكفاية .. أتذكر جيدا ما قلته لي عن زوجتك الثالثة ! "

‏لكن أصواتهم تلك الليلة لم تتركها وهى تتردد ككل مرة تتذكر .. صوت ليلة .. صوته .. سؤالها عن صحة ما قالته تلك المدعية أنها زوجته .. دقيقتان ربما غيرا مستقبلها .. دقيقتان بأربعة عبارات لا أكثر .. عبارات صارت بعدها عبرات
‏ ‏
‏" ألا تعرفين أنه متزوج من ثلاثة .. والثالثة عرفي ؟! "

صدمة .. وشظايا لوح زجاجي نقشت فيه الثقة به أصابتها كالسهام المتطايرة .. وقفت لا تدري بالدنيا سوى بنظرات إليه وإليها .. حتى سألت بعد ثوان طويلة .. طويلة

‏" صحيح ما تقوله ؟!! "
‏" انت متزوج ثلاثة ؟!.. وعرفي ؟! "

حينها انتفضت عيناه ناظرا لزوجته بغضب لم تره على وجهه سابقا قبل أن يلتفت إليها هاتفا بوضوح

‏" روينة زوجتي على سنة الله ورسوله وليس عرفي "


كان يدافع عن نفسه أم عن تلك الزوجة الأخرى لا تعرف .. لكنها العبارة الأخيرة قبل أن ترحل من حياته وتخرجه من حياتها .. وظلت الدقيقتان اسوأ ذكرى قد تجمع رجل وامرأة .. دقيقتان عرفت فيهما اسمين لزوجاته !
لم تقابله بعدها سوى مرة واحدة .. صدفة ! .. أكد لها أنها ستكون معه في بيته الرابع !
ملامحها تنزعج بالتذكر أكثر تسمع صوته عميقا هادئا

" صدفة أنا لم اخدعك .. أنا فقط ... "

قاطعته فجأة بنبرة مشتدة حادة وعروق رقبتها تنفر تحت حجابها

" أنت كاذب .. ولن يغير لقاؤنا الآن شيئا .. اذهب وابحث عن أخرى تخدعها وترمي شباكك حولها .. أنا تعلمت درسي ولن أكون يوما لك .. هل تسمع ؟ .. لن أكون لك "

اقترب عماد منها بنظرة صارمة وقسمات وجهه تكاد تقسم بجدية كلامه

" أنتِ كل ما فيكِ لي منذ رأيتكِ أول مرة .. قلت تعالي اشرح لكِ "

ضحكت صدفة بدهشة ساخرة لا تستوعب طباعه التي لم تتغير فتهز رأسها قائلة بأنفاس متعالية تعبا وغضبا

" ما زلت مغرورا كما أنت .. يا ربي .. ها هى ثقتك بنفسك الزائدة .. لم تتغير .. ثقتك بنفسك كانت مخيفة .. تصورت أنك ستخدعني للنهاية لكن وجود زوجتك تلك الليلة كشفك .. لم تحسب له حسابا "

رد عماد بثقة

" ثقتي في حبكِ لي .. ثقتي أنكِ كنتِ ستفهمينني حين احكي لكِ .. أنا لم اخدعكِ صدفة ولم أكذب عليكِ .. أنا فقط أخفيت الأمر قليلا حتى اخبركِ في الوقت المناسب "

علا صوتها بجنون ملوحة بيدها بلا تصديق

" ومتى كان سيأتي الوقت المناسب ؟! .. حين أحبك وأذوب في هواك ولا استطيع الحياة دونك .. حينها كنت ستضعني أمام الأمر الواقع ظنا منك أني لن استطيع تركك "

نظر عماد خلفها حيث جذب صوتها انتباه بعض الوافدين إلي المحلات النسائية ثم نظر إليها قائلا بحزم

" اخفضي صوتكِ .. نحن في الشارع .. قلت تعالي نتكلم في مكان آخر "

امتدت يده تمسك بكفها حين سحبتها قبل أن يلمسها وهى تتأوه بذهولها المتزايد منه وهى تنظر حولها ثم إليه ترد

" مكان آخر أين ؟! .. شقتك مثلا ؟! "

أطبق شفتيه بقوة كنظرة عينيه التي أسكتت إهانتها لكنها تابعت بقوتها هى

" كنت تحلم يا عماد .. أنا لست ضعيفة لهذه الدرجة .. اليوم تحاول معي مجددا لأن تركي لك بالماضي جرح غرورك ولم تحتمل كبرياؤك أن تتركك واحدة .. لكن إن عاد الزمان سأعيدها كل مرة واتركك حتى إن كانت روحي فيك "

وأين روحكِ الآن يا قدر ؟! .. بروحي تعلقت وما زالت هنا
وهى .. نظرة عينيها أذابت اعترافها بأمواج الاشتياق ..
لكنها لن تقبل إهانة لكرامتها .. أن تكون بجانب الربع منه .. ربع حبيب .. ربع زوج .. ربع جسد .. وربع قلب
لن تستسلم لتلك الضربات العنيفة بصدرها .. لن تعيش ربع حياة حتى وإن كان هو .. الحياة
عقد عماد حاجبيه مستغربا مقررا بهدوء

" احاول معكِ !! .. أنتِ ستكونين زوجتي صدفة "

افترقت شفتاها لحظات طويلة وهى تنخطف لليل عينيه لتسأل بجمود

" هل ستطلق زوجاتك الثلاثة لتتزوجني ؟! "

صمت عماد ينظر إليها نظرة فهمت منها إجابته النافية لكنها واصلت ساخرة

" إذاً فأنت مجرد نذل "

أطرق قليلا متنفسا بعمق مرهق ثم اخرج شيئا أزرق من جيبه قائلا

" منذ سنتين قلت لكِ ستكونين في بيتي الرابع .. الذي سيجمعني بكِ ! .. وأنا عند كلمتي "

جرحها .. كسر فيها شيئا رآه بعينيها ألماً أبياً فارتد بصدره طرقة عنيفة على ضلعه الأيسر .. اعتراضا من القلب يا مالكة القلب ..
أي سبيل يُسلَك إليكِ وكل السبل تنتهي بعينيكِ ؟!.. لكنها ممهدةً بالأشواك .. وبموجة جافة أتعبها الرحيل .. أتعبها الطريق
تراجعت صدفة خطوة مصدومة تهتف باستنكار

" تريدني الزوجة الرابعة ! .. يا لوقاحتك ! "

تدلت الميدالية الزرقاء من يده أمام عينيها المشدوهة قائلا

" مفتاح شقتنا .... كلما شعرت بحنيني إليكِ يقتلني ....أذهب إلي هناك "

نظرت صدفة لعينيه ترى صورتها بهما وانغلقت شفتاها برعشة خفية وهو يقترب منها بقوله

" أجدكِ هناك .... أنتِ هناك "

يؤكدها صدقا وواقعا واشتياقا همسا مشيرا لعقله

" وهنا "

عيناها تدمع وقلبها يرجف والحب يخون الكبرياء التي تفقد حصونها مع إشارة قلب وهمسة واقع

" وهنا ''

سقطت دمعة .. دمعة جارحة بللت رموشها ورسمت مجراها حتى مرساها بين شفتيها أمام عينيه وهى تهز رأسها رفضا ليخرج صوتها خافتا بصعوبة

" لو سمحت كفى خداعا ... لو سمحت .. دعني لحالي واذهب .. كفى يا عماد "

بقية دموع تتبع مجرى الأولى لم تتمالكها وهى تتجاوزه بشهقة حادة لتذهب فتسمع صوته مقررا بتصميم تحفظه

" لن اترككِ بعد أن وجدتكِ مجددا ... ستجدينني في طريقكِ دائما ... مثل ظلكِ "





التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 26-12-19 الساعة 10:48 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:29 PM   #233

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




جرح الروح هزمها .. كست البرودة أطرافها ، ودماء غالية لا تفارق خيالها
ميتة النظرة
قُتِل الحب .. قتلوا حبها ، مَن الفاعل ؟!.. مجرد مجهول لا يفي بحقها !
شاحبة الوجه
منذ أيام لا تشعر بنفسها .. شيء أخذها ولم يعيدها ، هكذا تشعر .. مخطوفة النفس والذهن
منطفئة البريق
تجلس بملابس حدادها السوداء تشعرها جزءا منها
الألماس فيها لأول مرة يضعف والتساؤلات تكثر وتصعب ، مَن ؟!.. لماذا ؟!.. وما ذنبه ؟!
الأيام تمر وهى معتزلة الحياة في غرفتها ودواءها النوم لعله يحن عليها بالنسيان لكنه لا يفعل
ماهر كان أطيب الناس .. أكثرهم شهامة ورقة .. كان .. كان ! .. كان كل الكون .. ما معنى الحياة الآن ؟.. لا تساوي شيئا
دموع تنحدر فوق خديها لا تجد نهاية ، كأن الدنيا انتهت فجأة وهى بانتظار دورها للمثوى الأخير وقلبها .. مات وجعاً.

صوت أكرم العالي أجفلها مندفعا بغضب شديد

" هل تظن أنك ستخيفنا بزوج الثيران هذين ؟ .. أرني ماذا سيفعلان ؟ "

فجأة سمعت صوت شيء يُكسَر وصراخ خشن يزمجر ثم صوت والدتها يرتفع خوفا فنهضت مسرعة تخرج إلي صالة الشقة لتجد أكرم يشتبك مع رجلين ضخمي الجسد والزهراء تحاول منعه بقوة
اقتربت ركضا تبعد أكرم وعبد الجليل يدخل إلي الصالة قائلا بشماتة

" قلت لكم عقدكم انتهى واخرجوا بالذوق فلم يسمعني أحد .. فلتخرجوا غصباً إذاً "

يتضخم جسد أكرم بالغضب ويهم بالهجوم على عبد الجليل ليدفعه أحد الرجلين وألماسة تجذبه نحوها وهو يصرخ فيها

" اتركيني أنتِ لا تتدخلي "

يرتفع صوت ألماسة بقوة من غيبته منتفضة من حزنها

" يكفي يا أكرم يكفي .. معه حق .. عقدنا انتهى لكننا نسينا الأمر بعد ما حدث لي .. يكفي أرجوك "

يهدر صوت أكرم غضبا

" سأريك يا عبد الجليل .. وتمثل دور الحاج علينا وعلى الناس "

يطرق عبد الجليل برأسه يستغفر الله وهو يحرك مسبحته ثم ينظر إليه قائلا باستفزاز

'' لا حول ولا قوة إلا بالله .. بدأنا في الخطأ .. استغفر ربك يا بني "

ينجح عبد الجليل في إثارته أكثر فيبعد ألماسة ليضرب أحد الرجلين ويتفادى ضربة الآخر دافعا قدمه في بطنه لينحني متألما .. ويعبر هو لعبد الجليل لتندفع قبضته في فكه توقعه أرضا صارخا من الألم
اندفعت دموع عند باب الشقة إثر الأصوات العالية فشهقت مذهولة وهى ترى عبد الجليل مكوما عند قدميها .. ترفع عينيها نحو أكرم فترى رجلا يخرج مديته يشهر نصلها الحاد وحينها صرخت بلا شعور

" أكــرم "

انتبه أكرم إليها لينظر خلفه لكن ما إن استدار حتى وجد دموع أمامه تحميه بجسدها والرجل يلوح بمديته في الهواء والرجل الآخر ينضم إليه
الزهراء تصرخ لإيقاف ما يحدث ، ألماسة توقفت خوفا من أي حركة مباغتة قد تؤذي أهلها
وهو .. تمالك ضجيج قلبه الهادر عشقا ليجذب دموع من ذراعها خلف ظهره قائلا باستهزاء بصلابة نبرته

" أنا رد سجون .. لعب الأطفال هذا لن يخيفني "

سمع صوت عبد الجليل خلفه وهو ينهض بصعوبة هاتفا في الرجلين

" لا .. توقفا .. لا أريد دماً .. سيخرجون الآن وحدهم "

صدح صوت الزهراء قويا رغم بكائها

" سنخرج .. والله لو أعطيتني الشقة بلا نقود ما أجلس في بيت تملكه بعد اليوم يا عبد الجليل "

تحرك عبد الجليل للخارج قائلا بنبرة خافتة بألم فكه

" هيا بنا .. أحضرت لكم شاحنة بالأسفل لتنقلوا فيها أغراضكم .. أظن ليس عليّ عيب .. أمامكم لمنتصف الليل وأريد الشقة خالية "

نظر إليه أكرم نظرة جعلته يسرع الخطى للخارج يتبعه رجليه ليعيد عينيه للزهراء فيجدها جالسة تبكي بصمت لكن نظراتها تشع كبرياء أورثتها له ولأخته
تربت ألماسة على كتفيها قائلة بجمود

" انشغلت بما حدث لي ونسيت ما ينتظرنا .. كان عليّ أن ادرك أنه لا يرحم "

نظر كلاهما إليها يظنان أنها تتحدث عن عبد الجليل تشاركهم دموع مأزقهم وهى تتابع بنفس النبرة الفاقدة للحياة

" سر اخبرته لماهر فقط وهو نصحني أن اخبركما لكنني لم ألحق .. مشيئة الله أن يموت ماهر بنفس الوقت الذي قررت فيه أن اخبركما كل شيء "

تقدم أكرم نحوها يتساءل

" سر ! .. سر ماذا ؟! "

عيناها جامدتين مظلمتين وملامحها تظلم معهما والوجع في صدرها يشق القلب وهى تتذكر ماهر وكلامها معه قبل موته بيوم واحد حين أوصاها أن تخبرهما كل شيء ..
أوصاها ! .. هل كانت وصية ؟!
‏تدمع عيناها وهى تقول بكره

‏" ليس عبد الجليل السبب .. عبد الجليل نظر للنقود التي سيكسبها أضعافا من المؤجر الجديد حين نذهب .. لكن لابد أن تعرفا أن المؤجر الجديد هو .. دكتور رمزي رافع "

‏وقفت الزهراء متسعة العينين وجهها يشحب بلا رد وأكرم يتساءل

‏" رمزي .. رمزي ابن عمنا "

‏تحركت ألماسة تنظر للزهراء قائلة بنبرة ذات مغزى

‏" رمزي مجرد حجر يتحرك في اللعبة بيد أخيه .. فؤاد نفسه هو مَن تحدث مع عبد الجليل ليأخذ شقتنا .. فؤاد هو مَن جعلهم يطردونني من عملي وشوه سمعتي بادعاء أنني أريد عقد صفقات سوداء معه على حساب الشركة "

‏صُدِمَت ملامح الزهراء أكثر شاهقة بلا صوت وألماسة تواصل بغل له

‏" فؤاد يا أمي .. الذي قلتِ لي عنه ذات مرة أنه ثعبان ونذل ولا عزيز له .. جاءت سيرته عابرة ونحن نتحدث عن بلدتنا ولم نعرف وقتها أنه يبحث عنا لينتقم لسبب لا نعلمه ... ما الذي حدث بالماضي ؟ .. ما الذي جعله يضمر كل هذا الشر لنا ؟ .. هل كل هذا بسبب خلاف على الإرث والأرض كما اخبرتني ؟ "

‏تهاوى جسد الزهراء على الكرسي واضعة كفيها على رأسها بخوف وألم وصدمة تتعاظم بعد كل تلك السنوات
‏واحد وعشرون عاما وهم بعيدون عن كل عائلة رافع ليأتي فؤاد يفتح كل جراح الماضي
أدار أكرم ألماسة تواجهه متسائلا

‏" طُرِدتِ من عملكِ ؟! .. نحن ظننا أنكِ في إجازة بعد ... ماهر ... ما الذي تقولينه ؟! .. ما علاقة فؤاد بنا وماذا يريد ؟! .. كيف ادعى عليكِ ؟ .. اخبريني " ‏

‏تتذكر ملامح فؤاد الشيطانية فترتعش شفتاها حقدا وكرها وكل جسدها ينفر وهى تقول بانقباض

‏" يريد أن يرانا ... جثث ... هكذا قالها لي "

‏ضربت الزهراء على رأسها وهى تهتز على الكرسي لتقول بانشداه ورعب

‏" حسبي الله ونعم الوكيل .. الدم عنده رخيص .. ابن راسل وتربية رفيع .. الدم عنده رخيص .. حسبي الله ونعم الوكيل "

‏انخفض أكرم أمامها يبعد يديها عن رأسها ليحيط وجهها بكفيه متسائلا بقلق

‏" ماذا يحدث أمي ؟.. اخبرينا ماذا يحدث ؟.. ما الذي لا نعلمه ؟ "

‏افترقت شفتا الزهراء لتتحدث مرات عديدة تنتهي بالصمت حتى شهقت باكية بحرقة وعجز
‏وقف أكرم يضمها لحضنه ناظرا لأخته التي لم يعرف ملامحها اللحظة .. كانت تنظر للزهراء وملامحها عازمة شراً غريبا عليها
‏ودموع واقفة مكانها لا تفهم شيئا .. تحارب ذاتها كي لا تنظر لعينيه لكنها لم تستطع إخفاء خوفها عليه حين صرخت باسمه .. غريبة وكانت تنظر إلي وطن قلبها
‏اقتربت دموع من الزهراء تربت على كتفيها قائلة بهدوء

‏" لا تبكي أمي .. اهدئي .. المهم الآن أين ستذهبون ؟ "

ينظر أكرم إليها وهى أمامه تماما لا يفصل بينهما سوى والدته التي تستند إلي جسده وبلا إرادته كانت يده على ظهر الزهراء تقترب من يده دموع الحنونة على كتف أمه
لمسها .. لمس أصابعها فأغمضت عينيها لحظة قبل أن تسحب يديها متجنبة النظر إليه بجمود

تجلس ألماسة مستندة برأسها على كفها تكرر

" نعم .. المهم الآن أين سنذهب ؟ "

اتجهت دموع إليها تجيب مباشرة

" تعالوا عندنا " ‏

هدأت الزهراء قليلا فابتعدت عن أكرم تمسح دموعها قائلة

" لن ينفع يا ابنتي "

أصرت دموع قائلة بعزم

" لا أمي سينفع .. أبي سيذهب عند عمي ولن يكون بالشقة الا أنا وأختي و...... "

صمتت مترددة فتحرك رأس أكرم للخلف قليلا ينظر إليها بطرف عينه لتخرج نفسا مرتعشا متابعة

" ‏و.. أكرم يقضي ليلته بأي مكان حتى نتصرف صباحا "

تنهد أكرم مشتاقا متعبا ليقرر

" لا .. ‏سنذهب إلي أي فندق الليلة وغدا نرى ماذا نفعل ؟ "

همت دموع تجيبه بتحدٍ حين سألت ألماسة

" ‏وأثاثنا أين نضعه ؟ "

ظلت الزهراء صامتة وقلة الحيلة تبدو على وجوههم حتى وقفت لتقول بعزم

" ‏اجمعي أغراضنا يا ألماسة "

‏وقفت ألماسة تسأل

‏" أين سنذهب ؟ "

‏رفعت الزهراء وجهها بتصميم قائلة بنبرة ثابتة

‏" اجمعي الآن وسأخبرك .. وأنتِ دموع انزلي شقتكم يا ابنتي .. شكرا لمساندتكِ وكرمكِ "

‏ردت دموع بنبرتها الحاسمة

‏" لا أمي لن أنزل .. ساساعد ألماسة "

‏اتجهت الزهراء إلي غرفتها لتدخل ألماسة غرفتها تبدأ بها وبقيت دموع معه وحدهما .. لا تنظر إليه وينظر إليها
‏يكفيها وجوده حرا رغم الألم .. ولا يكفيه إلا أن يقترب يضمها لضلوعه السجينة
‏قلبه ينطق كأنه يصف حاله قبل لسانه

‏" دموع ... "

‏لكنها لم تستمع وهى تتبع ألماسة عاصية قلبها .. لكنها أبدا لن تعصي مبادئها.

وبداخل غرفة الزهراء كانت تتحدث بهاتفها متسائلة بجمود

‏" قاسم .. أنت هنا أم بالبلدة ؟ "

‏يرد عليها بهدوئه وذنبه

‏" أنا هنا يا زهراء .. هل تريدين شيئا ؟ "

‏تتنفس الزهراء بغضب مكتوم تسأل باتهام

" ‏هل علمت بما فعله ابن أخيك ؟ "

عقله يخمن مصدر الشكوى لكنه يسأل

" أياً منهم ؟! "

للحظات كانت ستفقد أعصابها ثم قالت بنفس النبرة

" ثعبانكم يا قاسم .. فؤاد "

على الجانب الآخر انتبه قاسم تماما متسائلا

" ماذا فعل ؟ "

سردت الزهراء ما سمعته من ألماسة باختصار لتسأل بغضبها
" والآن أين نذهب يا قاسم ... ماذا نفعل ؟ "

هتف قاسم متفاجئا

" اقسم بالله لا اعرف "

كررت الزهراء بتصلب

" ماذا نفعل الآن يا قاسم ؟ "

شتم قاسم فؤاد بسره ثم قال بحسم

" اهدئي زهراء .. منزلي تحت أمركم .. ستمكثون في بيتي الوقت الذي تريدونه حتى اعثر لكم على مكان مناسب "

ملامحها تنفعل هاتفة قبل أن ينهي كلامه

" ابن أخيك طردنا يا قاسم .. طردنا ظلما "

يزفر قاسم بانزعاج من فؤاد ثم يهادنها

" سأحل هذا الموضوع زهراء .. اهدئي من فضلك .. لا اعلم لمَ يفتح دفاتر قديمة ؟.. لن يعقل هذا الولد ... سأرسل لكِ عنوان المنزل برسالة إذا كنتِ نسيتِه "

أغلقت الخط بوجهه .. يتيبس وجهها كرهاً حتى برزت تجاعيد عمرها الحزينة
نسيته ! .. بل أجبرت نفسها أن تنساه بعد زاهد رحمه الله لكن كل شيء عن عائلة رافع عاد برأسها إعصارا لا يرحم .. والخطر الآن على أكرم !
أغمضت عينيها خوفا وقلبها ينكمش منقبضا بضيق شديد .. ليس أكرم وحده .. ألماسة عروس ولدغته فيها ستكون أكثر تأثيرا !
ثعبان الرافعين !.




بعد ساعات وقبل منتصف الليل كان كل شيء مجموعا .. الأثاث والحقائب ينقلهم أكرم مع بعض اصدقائه من الحي إلي الشاحنة وهم يتمتمون عبارات الأسف المعتادة
حتى انتهوا فنهضت زهراء عن الكرسي الخشبي الوحيد المتبقي تتساءل بنبرة قوية متماسكة

" هل انتهيتما ؟ "

اومأت ألماسة بغضب عنيف يشتعل داخلها فقالت الزهراء بنفس النبرة

" هيا بنا "

اتجهت إلي باب الشقة وألماسة تسأل بحيرة جامدة

" إلي أين ؟ "

لم تجبها الزهراء وهى تلقي على الشقة نظرة أخيرة ثم خرجت تتبعها ألماسة ودموع ثم أكرم الذي أغلق الباب تاركا المفتاح به
نزلوا إلي الشارع ينظرون لأهل الحي ونظراتهم الآسفة لكنهم كانوا بقوة وكبرياء تصاعدا هذه اللحظات العصيبة بحياتهم
اتجهت الزهراء إلي السيارة التي أحضرها أكرم أمام الشاحنة وحينها أخرجت ورقة العنوان تناولها له قائلة

" قل للسائق يتحرك لهذا العنوان "

ينظر أكرم للورقة متسائلا بخفوت

" لمَن هذا المكان ؟ "

فتحت باب السيارة تقول بنبرة تنهي أي كلام

" هيا الآن وساخبركما "

نظر لألماسة بتساؤل فهزت كتفها ناظرة لأمها التي تعانق دموع مودعة ثم دخلت السيارة تجلس بهدوء مريب .. فاحتضنت دموع بدورها لتجلس بجانب والدتها بلا استيعاب لأي شيء ..
لكن ما أدركته أن الحزن يتراجع سريعا وطاقات من الغضب بداخلها تتفجر .. وتتفجر .
‏وبخارج السيارة وقفت دموع تلتقي عينيها بعينيه يلمح دموعها الرافضة للانهيار
‏خسرت حبيبها .. وها هى تخسر ابن الجيران .. فأي شيء تبقى لها ؟
‏استدارت من أمامه تدخل البناية آخذة قلبه النابض بها ولها .. فاستدار هو متجها للشاحنة يركبها وأخر ما لمحه كان وجهها المغرق دموعا من خلف بوابة البناية.


توقفت الشاحنة في العنوان المذكور ، أمام بوابة منزل عتيق كأثر ثمين الوجود
ترجلت الزهراء وألماسة من السيارة ليجدوا رجلا يتقدم منهم مرحباً

" أهلا يا زهراء .. أهلا بكم .. تفضلوا تفضلوا "

ينظر قاسم لحارس البوابة مشيرا بيده بقوله

" عم محمد احضر عبدالله وادخلوا الأثاث للغرفة الأرضية "

يتحرك الرجل ينادي عبد الله يعاونهما السائق في إدخال الأثاث بينما ينظر أكرم إليه بإدراك هامسا

" عمي قاسم ! "

سمع قاسم همسته فابتسم قائلا

" نعم أكرم .. لم تروني منذ مدة طويلة .. منذ سنوات "

ينظر للزهراء التي ترفض النظر لوجهه فيما تحاول ألماسة تذكر الوجه المألوف وهو يتجه بعينيه إليها مضيفا بحنان

" صرتِ عروساً يا ألماسة "

ارتجفت شفتاها عاقدة حاجبيها بقوة تمنع دموعها ليستدير قاسم بقوله المختصر
" هيا تفضلوا "

تحركت الزهراء خلفه بلا تردد حتى دخلا المنزل ليمسك السائق ذراع أكرم قائلا بخشونة

" الحساب يا أستاذ ! "

نظر أكرم إليه بحدة ليسحب ذراعه يخرج حافظته ينظر فيها للورقة المالية الوحيدة الموجودة وحينها تشنجت ملامحه ليبتعد خطوات نحو الشاحنة كأنه يطمئن لنزول جميع الحقائب والأثاث لا يعرف ماذا يفعل
انتبهت ألماسة إليه فاتجهت نحوه وهى تخرج نقودها خفية متسائلة

" هل انزلوا كل الحقائب يا أكرم ؟ "

وخلف باب الشاحنة المفتوح وضعت النقود سريعا بيد أكرم ثم ابتعدت قائلة

" نعم .. هيا بنا "

أطبق أكرم يده على النقود بخزي وغضب ليصفق باب الشاحنة ويتجه نحو السائق وهو يفتش في حافظته كأنه أخرج النقود منها ثم مدها للسائق المتململ ليغادر بشاحنته.
ظل أكرم مكانه عاجزا مثقل الكتفين حتى وضعت ألماسة ذراعها بذراعه تقول بإجهاد

" هيا يا أكرم .. ما زال أمامنا ليلا طويلا لنفهم ماذا يحدث ؟! "

نظر إليها بامتنان قليل الحيلة قبل أن يخفض عينيه أرضا ليدخلا المنزل.
تقدمهم قاسم حتى شقة بالطابق الثاني فتحها لهم بقوله

‏" تفضلوا "

‏دخلوا الشقة ناظرين للفخامة حولهم بتحفظ فاستدار لهم قائلا بابتسامة صغيرة

‏" البيت بيتكم .. ارتاحوا الآن ونتكلم غدا .. أنا سأكون بالشقة الأخرى بالأسفل "

‏تتساءل الزهراء بنبرتها الجامدة بدون النظر إليه

‏" أين زوجتك وأولادك ؟ "

‏أطرق قاسم لحظة ثم قال بهدوء

‏" في البلدة .. وأنا أيضا سأسافر لحضور جلسة صلح .. فؤاد سيحضرها وساتحدث معه لا تقلقي "

‏التفتت إليه بحدة تقول بانفعال مكتوم

‏" أنا لست قلقة من فؤاد يا قاسم .. أنا وأولادي لا نخاف منه مثلكم "

‏عقد قاسم حاجبيه يتلقى الإهانة بصمت ثم استدار متجها ليخرج لتهتف ألماسة ‏

" لحظة لحظة من فضلك .. أريد أن افهم "

عاد قاسم يلتفت بهيئته الوقورة سائلا

" تفهمين ماذا ألماسة ؟ "

تكلم أكرم بغضب شاعرا أنه لا يفهم أي شيء حوله منذ خروجه

" كل شيء .. ماذا يحدث ولماذا تتواصل مع أمي دون علمنا ؟ .. ولماذا يفعل ذلك المدعو فؤاد كل هذا ؟ "

تنقلت عينا قاسم بوجوههم المتحفزة وتوقف قليلا عند عيني الزهراء المتهمة النافرة منه ومن عائلته ثم قال

" أمكما ستخبركما كل شيء ... هى الوحيدة التي تملك حق أن تروي لكما ما تريد "

غادر مغلقا الباب خلفه فالتفتت ألماسة للزهراء قائلة

" أمي ... "

صدح صوت الزهراء منفعلة مقاطعة بلا نقاش

" لا أحد يسألني عن شيء الآن .. أنا بي ما يكفيني "

واتجهت لأول غرفة بطريقها صافقة الباب بعنف تاركة ألماسة وأكرم ينظران لبعضهما بلا استيعاب لكل هذا اليوم. ‏






التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 26-12-19 الساعة 10:59 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:31 PM   #234

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

ترسم على وجهه بحلوى شفتيها .. مذاق سكري ذائب بعسل حبها الفريد .. يشعره .. يستلذه .. يستريح به نافضا عن نفسه غبار أحمال الدنيا
تتلاعب أصابعها بشعره متأملة ملامحه الشاردة وكفه تمر على كتفها برتابة لتقول بنعومة
" أنت لست معي الليلة "
انتبه عماد إليها فابتسم ناظرا لوجهها المستدير بجماله الخمري يتحسس خدها بظاهر أصابعه قائلا بعبث
" حقا ؟! .. بالعكس .. أنا هنا أصلاً كي اشحن قبل السفر يا شبح "
ابتسمت لمزاحه المصطنع وامتدت سبابتها تنغز جانب شفتيه مكررة
" أنت ... لست ... معي "
وضع عماد ذراعه تحت رأسه ونظر للسقف صامتا .. وقلبه ليس معه كأنما فرغت ضلوعه وسجنته هو .. عادت للغياب مجددا
الأيام تمر ولا يصل إليها ويخاف إيذاء سمعتها إن سأل عن عنوانها كعميل بشركة التأمين
صدفة .. وكأن اسمها يعطيه إشارة الفراق منذ عرفها
يعود لواقعه بصوتها الحنون
" هذا السفر يقلقك أليس كذلك ؟ .. اشعر بك "
أتعد هذه خيانة ؟! .. أن يفكر في صدفة بين أحضان روينة
خيانة لروينة لا سواها .. ذلك القلب الذي يكرس روحه له
نظر إليها طويلا فتنساب رسائل عينيه إلي عينيها بسهولة .. تقرأ إحساسه بالذنب العائد بعد سنوات
مرت فترة عليهما قرأت أيضا هذا الإحساس وتجاهلته .. عماد كان سعيدا سعادة لم ترها منذ تزوجته .. تغاضت عن إحساسها .. بأخرى .. لأجله
حتى اختفت سعادته فجأة .. فترة قضاها مع وصال ويحيى مبتعدا عن كل الدنيا .. ليعود إليها بعدها .. وأخر كل ليلة يتمطى حزنه في ترحاب عشقها
رفع يدها عن صدره يقبل باطنها متنهدا بتعب ثم يشير لجرحه باسمها
" روينة "
تبتسم روينة فهماً لتميل تقبل ذلك الجلد المجعد بأثر جرحه القديم برقبته .. فيض حنان يتدفق لقلبه مغمضا عينيه حتى سمع تساؤلها
" لم تخبرني يوما سبب هذا الجرح .. إنه قديم جدا "
ظل عماد صامتا مغمض العينين والذكريات تهديه سلاما حارا موشحا بالدماء اليوم .. ثم قال بخفوت
" يؤلمني الليلة "
وتؤلمه أكثر .. صورتها تشع في خياله غيابا حاضرا بقوة .. لا تقبل الغفوة بين طيات النسيان .. ولا تقبل الاستماع إليه من إنسان لإنسان
إنها هنا في فكر العقل .. هنا في صحوة الروح .. هنا في نبض القلب الذي يصرخ .. يصرخ
تتحسس روينة صدره بقلق ثم جبهته فتعتدل جالسة متسائلة
" عماد .. قلبك يدق بسرعة غير طبيعية ... هل أنت بخير ؟ "
شرد منها .. أنفاسه تعالت وصدفة تختفي من أمامه أخر مرة رآها .. ظن أنه سيعيدها لكنها غافلته سنتين .. سنتين !
اعتدل جالسا فجأة يمرر كفيه على وجهه متنفسا بعمق لتهدئة هذا الألم
الألم .. حين نفقد شخصا يتولد كبيرا ويصغر ، وحين نفقد وطنا يتشعب فينا لا منتهيا
وهو .. فقد وطنه مرتين .. وطن القلب
تربت روينة على كتفه هاتفة بخوف
" عماد "
لكنه نهض يرتدي ثيابه قائلا على عجل
" أريد أن أرى يحيى قبل السفر "
عدلت روينة الغطاء عليها صامتة تنظر إليه ورأسها يتضارب بالغيرة حتى سألت بوجوم
" هل يدق قلبك هكذا لها ؟! "
توقف .. أغمض عينيه متضايقا من نفسه ثم استدار ينظر لجلوسها المستكين خلفه وعاد ليجلس أمامها يسمع صوتها عاقلا هادئا .. وصادقا
" وصال تستحق "
ابتسم عماد مقتربا منها يمسك ذقنها مداعبا
" قلبي يدق هكذا لأني معكِ ..... أم لم تشعري ؟! "
عيناها ترغمه على الجواب ، يجب أن تتحاشى معه هذه الاسئلة وإلا فلتتقبل كذبه الأبيض .. عماد صادق فيما يقوله من تلقاء نفسه ، لكن حين يوضع موضع تساؤل فإن إجابته تنحدر إلي منعطف الكذب المعسول
لذلك ابتسمت بلا تصديق ترد
" كاذب يا عمدة ... لكنني اصدق كذبك بإرادتي "
ضحك عماد يهز رأسه بلا فائدة ليمرر يديه بجانبي شعرها الثائر بطبيعته قائلا
" سأصمت لأنكِ لا تصدقين أن عمدة لكِ وحدكِ "
وبداخله كان هاتف مستمرا بصراخه .. إلي الآن !
نظرت روينة جانبا تبعد رأسها عن كفيه بقولها
" هيا اذهب لترى يحيى وسلم لي عليه "
وما استطاع أن يخذل قلب تعلق به حد النزف .. أنثى تعثر بها فعثر عليها
دواء للروح ? شرفة تطل على واقع أجمل تحجب عنه الألم بستائر من أشواقها
لذا قالها بصدق معيدا وجهها للنظر إليه
" روينة ... أنتِ حريتي "
ابتسمت أجمل ابتساماتها مضيئة عينيها البندقية ودنياه الصاخبة قائلة
" دائما تقولها لي ولا افهمها ... لكنني أحبها "
اقترب عماد يقبل جبينها قبلة طويلة عميقة ثم يبتعد فيسمع صوتها الباسم
" أحبك حين تقبل جبيني بعد كل مرة نكون فيها معا "
مال برأسه يسأل بابتسامة رجولية متأثرة
" هل افعل ؟! .. لا انتبه "
نهضت من أمامه تلتقط قميص نومها الأبيض من الأرض ترتديه وهى تقول
" هذا أيضا أحبه ... كل تصرفاتك معي طبيعية .. اشعرها "
وقف عماد يحيط خصرها بذراعيه هامسا بأذنها
" الجميل يركز معي كثيرا هذه الأيام "
مرت على ذراعيه بكفيها ثم أبعدتهما عنها لتستدير تربت على كتفيه بكلماتها
" ومَن لي سواك لأركز معه "
إحساس الذنب يتعاظم ويؤلم أكثر .. لمَ لم يكتفِ قلبه بروينة بعد كل هذا ؟! .. لمَ صدفة فقط يشعرها تعويضه عن سلاف ؟! .. لمَ ... لمَ لا يملأ عينيه سوى صدفة ؟!
يخاف على روينة لأنها أكثر واحدة ستُجرَح يوم يتزوج صدفة .. وسيتزوجها !
ابتسم بتعاطف قلق ليميل يقبل جانب رقبتها فتبتسم باستمتاع حتى تأوهت فجأة لتبعده هاتفة
" آآه ... عماااد "
نظر لأثر شفتيه داكن التورد عاقدا حاجبيه بلا شعور لما فعله لينظر إلي عينيها النافذة لأعماقه الهائجة قائلا بعدم ارتياح
" آسف "
راقبته يأخذ سترته يعلقها على كتفه بضيق ثم يخرج من الغرفة حتى سمعت صوت باب الشقة يُصفَق بقوة وحينها سمحت لعينيها أن تدمع هامسة بداخلها
" أنت تحب يا عماد .... وللأسف ليست أنا .. تُرى مَن ؟ .. ليلة أم وصال .... أم ..... ؟! "
وكان حدسها الأنثوى هو الأصدق هذه اللحظة ..
حدس بأن هناك .. هناك أخرى !.


فتح باب الشقة بعد منتصف الليل ليدخل متقدما في بهو منزله الثاني ليجدها جالسة على الأريكة رأسها مائلا للخلف في سبات عميق
جميلة .. جميلة وصال بشكل ينحر قلب أي رجل .. عادت الاسئلة تهاتف عقله ? مذياع حداد .. لمَ لم يعشق وصال ؟!
إنه .. إنه موصول بها .. موصول فيها .. لكن علاقتهما أكبر من علاقة عاشقين
ارتاح جسده جوارها فاستيقظت من غفوتها شاعرة بوجوده لتأخذ نفسا طويلا تمسح عينيها قائلة
" حمدا لله على سلامتك .. يحيى انتظرك طويلا يا عماد حتى نام على رجلي فأدخلته غرفته .. لماذا قلت له أنك ستأتي ؟ "
خطأ ! .. كان بحاجة للكلام مع يحيى وبراءته فأخبره أنه سيأتي ثم ظل يدور بالسيارة في الشوارع الهادئة ليلا حتى توقف أمام شركة التأمين طويلا
هل هو عشق صدفة ؟! .. أم عشق صدفة وسلاف معاً ؟!
قلبه يأبى الحياة إلا بتعويض عما فاته .. هذا داءه .. ودواءه
والنتيجة ليس تأخره على يحيى فقط .. الحياة كلها تتأخر دونها
نهض متجها لغرفة يحيى يقول بتعب
" سادخل لأراه "
تابعته للغرفة مرهقا ليس بأناقته كالمعتاد فوقفت قائلة
" سأجهز لك عشاءا خفيفا "
أمسك عماد إطار الباب يجيب بلا تعبير
" لا يا وصال .. لست جائعاً "
وبالداخل جلس عماد جوار يحيى النائم باستكانة تريح الأعصاب ينظر لوجهه بلا ملل ، يلامس شعره الناعم .. لا يحتاج أكثر من هذا .. أحدا ينظر إليه لا يسأله ولا يتحدث إليه ولا يشعره بالذنب
دقائق لا يعلم مقدارها أو توقيتها .. إنه فقط توقيت السبات الحياتي لكل شيء .. حتى يعيد كل شيء
دقائق خرج بعدها ليجد وصال على حالها ليجلس جوارها لحظات صامتا ثم يميل برأسه على رجليها ليرتاح جسده على الأريكة مغمضا عينيه
متعب ! .. يخبرها دائما أنه يرتاح عندها .. حين ينام هكذا تعرف أن قلبه مثقل ألما
وكعادتها ظلت تمسح على جبهته مرورا على شعره لحظات حتى شعرت باسترخاءه فسألت بصوتها المفعم بالرضا
" ما بك ؟ "
بداخله حنين في ركن كان مظلما وفجأة مر الضوء شرارة فجرت الضياء أطيافاً جمة .. جاءت بعد أن هدأت حياته وتبقى ذلك الحنين
أصبح الآن خطوط طوله وخطوط عرضه ! ، دونها لا يفقه من خريطته شيئا
لم يكن بحاجة سوى لكلمة واحدة خافتة
" قابلتها "
فهمت .. جاء الاسم ببالها فوراً فنطقته
" صدفة ! "
رجة قلب طرقت صدره وهى تضع يدها على فمها ناظرة أمامها ويدها الأخرى تتوقف على رأسه في صمت تام كهدوء الليل حولهما
بعد فترة سألت بنبرة منخفضة
" متى ؟ "
وبعد فترة أطول كان يجيبها
" منذ أيام "
أطرقت وصال تنظر لوجهه النائم وهادت أصابعها تسرح بشعره متسائلة بهدوء
" كيف قابلتها .. وأين كانت طوال تلك المدة ؟ "
سحب عماد نفسا طويلا ثم قال
" كانت مسافرة مع جدتها لعلاجها .. ثم عادوا إلي بلدتهم فترة حتى رجعوا هنا مجددا "
هزت رأسها وهى تبتلع ريقها بوجع غريب ولم تقاوم سؤالا
" وهى ... كيف قابلتك ؟ "
يقال أن ' الوقت يقتل الحب ' .. معه عرفت أنه ليس دائما
ها هى عادت امرأة حياته المسؤولة عن اندلاع نيرانه وإخماد كوارثه .. تتماوج مع مزاجه المتقلب كما كان يحكي لها عنها دائما
هى صديقته منذ تزوجها .. أول مَن عرفت أنه يحب .. أول مَن عرفت أن قدر قلبه اسمها صدفة .. أول مَن اخبرها والأخيرة ..
والوحيدة التي ظل ببيتها بعد رحيل صدفة .. تلك الفترة القاتلة بحياته .. هى ويحيى كانا بلسم الروح العليلة .. حتى عاد لروينة أيضا
وهو .. كان يقاوم فخ الذاكرة التي تلح عليه بملامحها الجارحة المجروحة
يفتح عينيه ماسحا وجهه بكفه مجيبا بألم يظهر أمام وصال فقط
" لم أر حبي في عينيها كالماضي .. رأيت الجرح .. الخوف والكسر والقهر .... أنا لم اقصد أن اؤذيها ... أنا أخفيت عنها لأنني خفت أن أخسرها "
ابتسمت وصال تعاطفا موجوعا مربتة على خده ترد بألمها هى
" أنت لم تخطئ حين أحب قلبك يا عماد ... لكن نحن كنا وما زلنا عقبة في طريقك ... إننا نصيبك وحمل زائد على كتفيك "
هى لا تعرف تفاصيل زواجه بليلة وروينة لكنه حدس الأنثى بها
ليلة لا تريحه .. بل تكاد الشعور أنه لا يطيقها ولا تعلم السبب وهو لا يتكلم
وروينة .. تريحه ! .. تريحه تماما وواضح لعين الغريب ! .. لكن ليس عشقاً .. بل علاقة مودة متكاملة لزوجين أجمل من أن توصف .. زوجان يتشاركان حياة حقا
أما صدفة .. نبضة قلبه التائهة .. هى المعركة التي خرج منها مهزوما ، والآن يحاول العودة لوطن غاب عنه
أما هى فـ .... فـ .... حياة أنقذها وأنعم عليها بصداقته .. أكرمه الله
عادت بصوته الصادق وهو ينظر لوجهها النضر
" وجودكِ في حياتي نعمة يا وصال ولن اهملها أبدا "
ولا يكسر بخاطرها .. سلمه الله من كل سوء
وهى أيضا لم ترد كسر خاطره فتقول باسمة بأمل
" وهى أيضا ستكون في حياتك يا عماد .. منذ اخبرتني أنها رحلت وشعرت أنك ستقابلها مجددا وها قد حدث .. اشعر أنها ستكون لك "
أغمض عماد عينيه يرد بألمه
" إنها تهرب مرة أخرى "
ازدردت ريقها بصعوبة لتقول بخفوت
" يمكنني ... أن احدثها أنا إذا أردت "
صمت عماد لحظات مرتاحا على رجليها ثم قال بتصميم شعرته
" لا يا وصال .. أنا سأعيدها "
دمعة غافلتها بزاوية عينها وهى تنظر تجاه غرفة يحيى داعية
" فليمنحك الله ما يريح قلبك وعقلك يا عماد "
تأوه عماد فاتحا عينيه ينظر لوجهها القنوع قائلا بكل إحساسه بها
" وصال .. أنتِ فقط ادعي لي هكذا دائما "
ربتت على جبهته تبتسم بقولها الراضي
" ربي وحده يعلم كم ادعو لك "
لكن حيث يقبع قلبها كان الوجع يضع بصمة .. فقط بصمة لأن هناك .. هناك أخرى !.


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:33 PM   #235

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




متكئا على مقعد أرضي بمجلس عربي بمضيفة الدار التي يأتي إليها كل حين بعيد .. بلا تخطيط منه انقطعت جذوره من هذه الأرض .. منذ رحلت سلاف والدم صار يلون طريقه في كل خطوة بها.
سرحت عيناه بذكريات قديمة عمرها أكثر من عشر سنوات اثناء دخول الشيخ رشاد بهيبته يضرب الأرض بعصاه متحركا بعباءته ناظرا إليه متسائلا بصوته الثقيل الوقور

" إلي متى ستظل شاردا عن أرضك يا ولدي ؟ "

انتبه عماد إليه فوقف مبتسما يقترب منه قائلا

" هآنا معك يا حاج "

أخذ عماد بيد والده الذي سبر أغواره بعينيه المتفحصة يرد بقوة لهجته الأصيلة

" روحك ثائرة تحترق منذ زمن يا عماد .. أردت أن أعيد جذورك للأرض يا ولدي .. أردتك عماداً يستقوى به ظهري في شيبتي "

انحنى عماد قليلا يقبل يد والده ثم أطرق بنظراته قائلا بحنين

" نصيبي ليس هنا يا حاج .. لقد ارتحت في المدينة لكني ما زلت عمادك .. ما إن تأمر ستجدني ألبي "

جلس الشيخ رشاد بمنتصف المجلس يضم عباءته على جسده يهز رأسه يرد بصلابة

" لن ترتاح يا عماد .. ثائر يا ولدي .. ثائر "

تقبضت يد عماد مطبقا شفتيه وقلبه يثور .. يثور .. كأن وجوده هنا يحيي كل إرادته ليأخذ ما يريد
يريد .. يريد صدفة ملكه .. ملكه عشقا قاسيا ولا يرحم
أغمض عينيه لحظة ليفتحهما بريتين مفترستين .. عازمتين بقوة لا تتراجع
حتى دخلت أخته فعادت ملامحه لهدوئها وهى تضع صينية الشاي النحاسية أمامهما فيسألها مبتسما وهو يربت على المقعد المجاور له

" كيف أحوالكِ يا غرام ؟ "

جلست غرام بجواره بعباءتها السوداء المزينة بالخيوط الذهبية ترفع غطاء وجهها ليشرق وجهها الجميل مجيبة

" تسلم من كل سوء يا أخي "

يصب عماد الشاي يناوله لأبيه ثم يأخذ كوبه يسمعها

" طالت غيبتك علينا يا عماد .. اشتقنا لك يا أخي "

أحاط كتفيها بذراعه لا يشبع من ملامحها قائلا بصدق مشاعره

" وأنا والله "

غرام تشبه سلاف كثيرا .. ملامحها غنية بجمال هذه الأرض
متذكرا المزيد والمزيد يلامس خدها ليقول بتحشرج الألم المتدافع بصدره

" كبرتِ وصرتِ عروسا يا غرام .. ما أحلاكِ "

تطرق غرام خجلاً فيقول الشيخ رشاد برزانته

" بمناسبة العروس .. عمك رضوان كلمني يريد أن يأتي ليطلب غرام وإباء رسميا "

ابتسمت غرام لتهم بالنهوض حياءا فأمسك عماد يدها يثبتها مكانها باحثا عن الرضا بوجهها المنير وهو يقول

" يؤنس وينير .. على بركة الله "

ارتشف الشيخ رشاد من كوبه منتبها ليد عماد التي تمنع غرام من النهوض رغم كلامهما عن خطبتها .. يعلم أنه ليس تأثير حياة المدينة على ولده بل منذ زمن حين مال قلبه لابنة الجبالية وهو يرفض أن تُعامَل فتياتهم بغير رضاهن .. بعكس تقاليدهم أراد عماد أن يكون لأختيه نصيبا من المال حتى لا يتحكم بهما أحد مستقبلا
نظر الشيخ إليه بصرامة أشاح عنها عماد ناظرا لأخته فهز رأسه بغير رضا ليقول

" غرام للزهار وإباء لشهري "

صوت الصينية النحاسية التي وقعت من يد إباء وهى تدخل عليهم أجفلهم جميعا فنهضت غرام تجمع ما وقع أرضا قائلة لأختها الكبرى

" عنكِ يا أختي عنكِ .. اتركيها "

وقفت إباء مصدومة العينين تحت غطاء وجهها وهى تنظر لوالدها بعد ما قاله فضيق عماد عينيه منتبها لينهض متجها إليها يمسك كتفيها متسائلا

" حصل خير ... هل أنتِ بخير ؟ "

ناجته عيناها صمتا طويلا فتلقى منها رسائل قلبها بسهولة ليمط شفتيه قلقا وهو ينظر لوالده بملامحه القوية رغم كبر سنه .. ثم أعاد عينيه إليها يرفع غطاء وجهها يصطدم بشحوبه .. نظرة رآها سابقا على وجه سلاف وأهلها يرفضونه ويفرقونه عنها.

وقف الشيخ رشاد يقطع تواصلهما بقوله

" هيا يا عماد .. وجبت صلاة العصر وموعد جلسة الصلح بعد الصلاة "

مر بإباء فنظر إليها بصرامة فطرية مواصلا

" اخبري أخيكِ عوف أن يلحقنا بالمسجد للصلاة "

أخفضت إباء رأسها ترد بطاعة

" أمرك يا أبي "

وما إن خرج حتى رفعت عينيها تستنجد بأخيها وملامحها تنذر بالبكاء فأحاط عماد وجهها بكفيه ليقبل جبهتها قائلا

" لن يحدث شيء رغما عنكِ طالما أنا موجود "

تساقطت دموعها خوفا ليومئ لها برأسه يطمئنها بعينيه ثم ينظر إلي غرام ونظراتها المشفقة على أختها قبل أن يتبع الشيخ رشاد للخارج
غرام للزهار وإباء لشهري ! .. هكذا قرروا دون سؤال صاحبات الشأن ! .. بالقرن الحادي والعشرين وما زالوا يأدون الفتيات بكتم أفواههن
غرام غرامها للزهار وهو يعلم منذ صغرهما .. أما إباء فأخذ قلبها الغائب في بلاد الغربة وشهري غليظ القلب والملامح بالنسبة إليها .. حكماً بالإعدام !.


بعد صلاة العصر تم انعقاد جلسة الصلح بأرض محايدة .. مضيفة الرافعين كانت تضم أشد رجال الثلاث عائلات وأكبرهم سطوة في عرف الكلمة ..
وعلى بابها وقف الشيخ رشاد زين الدين وولديه يستعدوا للدخول لكن قبلا اومأ برأسه لابنه الأكبر فأخرج عوف مسدسا يناوله لعماد مع قول أبيه

" سلاحك يا ولدى "

أخرج عماد نفسا ضائقا مشيحا بوجهه ثم قال بانزعاج

" لم أعد احمل أسلحة يا أبي "

هز الشيخ رشاد رأسه بغير رضا ثم قال بصوتٍ قاطع

" حين تعود المدينة اتركه .. لكنك هنا الآن .. لن تواجه رجال الجبالية دون سلاحك "

نظر عماد للمسدس لحظات ثم مد يده يأخذه بضيق ويدسه في حزام بنطاله .. وحينها تقدمهما الشيخ رشاد قائلا بهيبة

" هيا "

دخلوا بعزة الملوك وكبرياء الحكام .. يناظرون الرجال بقوة تليق بهم حتى اتخذوا مجلسهم مع رجال الزِيِن على اليمين .. يواجههم رجال الجبالية على اليسار .. وبمنتصف المجلس آل الرافعين شهود على صلح العائلتين

وفي احتدام النظرات قصائد كره بين العيون .. بين عماد ورغاب ثأر شرف ودماء سالت بلا وجه حق

بعد لحظات دخل الشيخ صالح كبير الرافعين مستندا بذراع أحد ابناء أخيه وبيده الأخرى عصاه ذات مقبض الفضة ليتوسط المجلس على مقعد عتيق مسلطاً نظراته أمامه باستقامة فصمت الهمس ليبدأ الشيخ صالح حديثه بصوته المهيب المتعب بكبر سنه

" بسم الله .. والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد عبده ورسوله .. اللهم اجرِ الحق على لساننا وأنر بالعدل قلوبنا .. وامنحنا بصيرة الحكم بما ترتضيه يا رب العالمين "

أمن الرجال على دعائه فتابع يسأل

" أرتضيتموني حكماً بينكم ؟ "

رفع الشيخ رشاد نظراته نحو كبير الجبالية يرد بعزة

" رضينا يا شيخ صالح "

صمت رجال الجبالية قليلا حتى قال كبيرهم على مضض

" رضينا "

أطرق الشيخ صالح يستغفر الله ثم قال بصوته النافذ للأعماق

" تزرعون كرها وتحصدون دما .. هذه المرة ستؤخذ الدية من أفضل الأراضي حقنا للدماء "

ملامح رغاب كالصخر الجامد وهو ينظر حقدا إلي عماد الذي يبادله النظر كرهاً فيضع رغاب يده على جانب رقبته بإشارة مهينة لجرح عماد قائلا بنبرة مبطنة بالسخرية

" ليس بيدنا يا شيخ .. تربينا حين يُقتَل منا واحد نأخذ أمامه خمسة .. وحين يُقتَل خمسة نأخذ أمامهم خمسة عشر "

يتنفس فؤاد بحدة أكبر من عماد نفسه وكلام رغاب يلمس وترا حساسا بحياته والشيخ صالح يرد

" ولكم في القصاص حياة .. القصاص يا رغاب وليس الثأر .. والقصاص لولي الأمر .. فمَن عفا وأصلح فأجره على الله "

ابتسم رغاب ناظرا لملامح عماد المحتدة ليقول بنفس نبرة صوته الغليظ

" نحن أيضا حريصين على حقن الدماء يا شيخ .. وها هو الدليل يجلس أمامكم .. عماد كان سيُقتَل بيدي منذ تسع سنوات لولا أن أبي منعني .. حقنا لهذه الدماء "

طرق كبير الجبالية بعصاه على الأرض ملتفتا لولده آمرا بخشونة

" لا حديث في القديم يا رغاب "

اومأ رغاب مبتسما ملاحظا احتقان وجه عماد وثورته الكامنة فقال بلذة الشماتة الشيطانية

" أمرك مطاع يا أبي "

يجلس عماد على صفائح نارية وكل ما يريده أن يفرغ سلاحه برأس رغاب ، بينما استقوى صوت الشيخ صالح لينهي هذه الجلسة حقنا لدماء أخرى يراها بالعيون قائلا

" رجال الجبالية سيتعهدون بدفع دية الدماء التي سالت بين الرجال .. أما أنت يا رغاب .. ستؤخذ منك أرض التمور وتُقسَم بين رجال الزِيِن وبين رشدان الجبالي ابن عمك لأنه كان يحاول منعك ودماؤه سالت دون وجه حق "

أدار رغاب رأسه نحو صالح مستنكرا بقوة مشيرا بسبابته لرجال الزِيِن

" تريدني أن أعطي أرض التمور لرجال الزِيِن ! .. والله لا يدخلها أحد منهم وأنا حي "

ارتفع صوت قاسم قائلا بصرامة

" الحكم واجب النفاذ يا رغاب "

وقف رغاب ثائرا يعلو صوته موجها للشيخ صالح بحدة

" حكمك سيجعل الدماء تسيل مرة أخرى يا شيخ .. ما عدلت معنا هذه المرة .. كبرت وأصبت بالخرف "

سحب فؤاد سلاحه وبخطوات سريعة واثقة وقف أمام رغاب يسلط مسدسه على رأسه للمرة الثانية بعد تسع سنوات حين كان يدافع عن عماد قائلا بنبرة مخيفة بهدوئها المهيمن

" كلمة أخرى وسأقطع لسانك إن تماديت .. ما عاش مَن يهين الشيخ صالح وأنا موجود "

وقف رجال الجبالية يخرجون أسلحتهم رافضين الإهانة فيما هز صالح رأسه غير راضٍ عن تصرف فؤاد الذي لا يتكلم إلا بسلاحه ولغة الدماء قائلا بهدوء وقور

" انزل سلاحك يا فؤاد .. اتركه يا ولدي .. ستدفع دية الإهانة أيضاً يا رغاب "

ظل فؤاد غير مبالٍ بأسلحة الرجال المسلطة إليه رافعا ذراعه بامتدادها نحو رغاب الذي يطالعه باستهانة عالما أنه لن يضغط الزناد بجلسة صلح .. إلي أن أنزل فؤاد مسدسه بنظرة ترجف الأبدان فاندست الأسلحة مجددا ورغاب لا يكف عن إهانته ناظرا لرجال الرافعين متماديا

" ما رأيتكم تحكمون على عماد بدفع دية الدم والإهانة قبل سنين .. لطالما نصرتم رجال الزِيِن علينا "

رجال الجبالية واقفين بموافقتهم حتى لا يخسروا أرض التمور الخصبة ويد فؤاد تتقبض متمالكا أعصابه قدر الإمكان والشيخ صالح يرد

" نحن لا ننصر أحدا على أحد .. نحن نحكم بالعدل والله وكيلنا ووكيلكم "

تحرك رغاب ورائحة الدماء بأنفه لا يتحمل وجود عماد وجلوسه الواثق العزيز وسطهم فثارت حمية الجاهلية بعروقه مندفعا بالقول

" عدل ! .. أي عدل ؟! .. وهذا الذي أهاننا ولوث شرفنا ويجلس الآن كما لم يفعل شيئا .. أين حقنا منه ؟ .. لقد أهانني صفوت زين الدين إهانة شرف لذلك أخذت حقي منه .. حتى وإن كنا تبرأنا منها ولا نذكر اسمها ما يعيرنا أحد بتلك الخاطئة "

وكان الأمر منتهيا .. وصل صبره أقصاه بذكرها
ففارت الدماء تغلي حامية ببراكين غضبه ليقف مخرجا سلاحه مطلقا رصاصة فوق رأس رغاب مباشرة جعلت الشيخ رشاد يهتف متفاجئا

" عماد "

لكن فوهة مسدسه بدخانها كانت تلامس جبهة رغاب تماما الذي أجفل من مرور الطلقة فوق رأسه فشحبت ملامحه والأسلحة تخرج مجددا مصوبة نحو عماد ورجال الزِيِن الذين نهضوا دفاعا عن ولدهم في حال إطلاق النار
أما هو .. فكان يرد دَين عماد برقبته والذي لن ينتهي حتى أخر نفس بصدره .. وقف فؤاد ظهره بظهر عماد يصوب سلاحه نحو رجال الجبالية كما حدث منذ تسع سنين تماما .. لكن هذه المرة عماد كان في حالة قوة تستطيع حرق كل الموجودين بنار غضبه
بلا خوف .. بلا تردد .. قوة .. ثورة .. نار .. ونظرات تطلق شرارات رجال الوادي
والماضي ينفجر مجددا وعماد ينطق بنبرة ما سمعها أحد منه يوما

" لو نطقت كلمة زائدة عنها لن يخرج منك نفس آخر ... سلاف كانت أشرف بنات الوادي .... وكل نقطة دماء فيها كانت طاهرة ... كان لابد أن تتبرأ هى منكم لكنها أرادت أن تُدفَن بأرضها حتى بعد أن ذاقت ظلمكم "

وقف الشيخ صالح يصلب طوله مشتد القسمات ليهدر صوته الجهوري الباقي من العمر

" اخفضوا أسلحتكم .. لن تُطلَق رصاصة أخرى ولن تسيل نقطة دماء في حضوري "

سيرتها جرح غائر عنده .. وعار كاسر عندهم
تغلي دماؤه عشقا .. وتغلي دماؤهم جهلا
وقلبه يتدافع بين زحمة النبضات لينجو من ذكرى راحلة متشبثا بصدفة آتية

يتلفت كبير الجبالية حوله يرى الشر بعيون الجميع وسيرة ابنته تكسر ظهره مجددا فيقول بحدة

" كفاك يا رغاب .. انزلوا أسلحتكم .. سندفع يا شيخ صالح .. بدأها الصغار ليصلح وراءهم الكبار "

تقدم أحد أعمام رغاب يرمقه بغضب قائلا

" حقك عندنا يا شيخ صالح "

تعالى صوت الشيخ صالح ضاربا الأرض مجددا

" وسيدفع صفوت زين الدين ثمن إهانته أيضا حتى لو سال دمه .. وحق خروج الرصاص إهانة في جلسة الصلح سيُدفَع لرجال الجبالية يا عماد "

اشتدت نظرات عماد حدة ليرد الشيخ رشاد بصلابة

" حكمك نافذ يا شيخ "

بصوته الرضا عما فعله ولده .. عماد رغم حياته بالمدينة لم ينس أصله ودمه الحار
أنزل عماد سلاحه بنظراته القاتلة لرغاب ليدسه في حزامه مندفعا خارج المضيفة بلا نظرة للخلف ، فأنزل فؤاد سلاحه ليظل بيده واقفا بمنتصف المضيفة ينظر لرجال الجبالية عداءً وفي انتظاره المتعالي إشارة بانتهاء الجلسة
التفت الشيخ صالح نحو رجل بجواره قائلا بحزمه

" اكتب العهد الجديد بينهم وليوقع عليه كبارهم وشهودهم وشهودنا ... عسى أن تُحقَن الدماء التزاماً "

بتلك اللحظة دخل ابن الشيخ صالح الوحيد يمسك بيد أبيه يقبلها قائلا

" عذرا على تأخري يا أبي "

ربت صالح على رأس ولده برد بإرهاق

" خذ بيدي يا جسور .. لقد تعبت اليوم .. هيا لنذهب يا ولدي "

أحاطت كف جسور بيد والده بقوة يقول بشهامة

" تأمر يا أبي .. استند عليّ "

خرج صالح مع ولده أمام نظرات فؤاد الحارقة بطبعها وهو ينظر إلي جسور باستعلاء فلا يهتم جسور به ليثيره أكثر ..
اثناء توقف عمه قاسم أمامه قائلا بجدية

" لابد أن نتكلم "

رفع فؤاد حاجبه ليقول مبتسما بنبرة جليدية مستفزة

" إن كان في موضوع مَن فتحت لهم بيتك فانس الأمر .. لن يمنعني أحد ولا شيء عنهم ولا حتى وجودهم في بيتك .. يا عمي "

بسيطرته المتكبرة يدس مسدسه بحزامه ليخرج من المضيفة بثبات الكبار .. تاركا قاسم ينظر أرضا بتفكير عميق.





التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 26-12-19 الساعة 11:27 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:35 PM   #236

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

بعد أيام

ولجت فجر إلي مدرج الكلية الصاخب بضوضاء الطلاب واتجهت نحو الطاولة أمام لوح الكتابة الأبيض لتضع حقيبتها وتقف تنتظر الهدوء الذي ينتشر شيئا فشيئا
وما إن صمتت أخر الهمهمات وهى تنظر إليهم بثقة حتى تكلمت

" صباح الخير .. أنا فجر المصري .. معيدة المصريات بدلا من أستاذ محمد عبد الواحد "

ينظر الطلاب لبعضهم البعض وهى تتابع

" إن شاء الله سنكمل من حيث توقف أستاذ محمد لكن هذه المحاضرة ستكون تذكيرا بما فات "

تخرج قلما سميكا من حقيبتها وتستدير تكتب بخطها الجميل على اللوح ( علم المصريات ) ثم تنظر إليهم متسائلة

" مَن يخبرنا تعريف علم المصريات ؟ "

رفع كثير من الطلبة أيديهم فأشارت نحو فتاة بالصف الثاني فتحدثت الفتاة

" علم المصريات أو ( Egyptology ) هو أحد فروع علم الآثار ويختص بدراسة تاريخ مصر القديمة ولغتها ودياناتها وفنونها "

ابتسمت فجر وهى تتحرك نحو الصفوف بأناقة طلتها المهيبة قائلة

" جميل .. شكرا لكِ .. وكما درسنا بالبداية أن القدماء المصريون هم أول علماء المصريات مثل الملك تحتمس الرابع والكثير من الأمراء والملوك بعده الذين قاموا بالتنقيب وترميم آثار الأجداد القدماء من معابد ومقابر ومبانٍ "

تصعد الدرج لتصل لنهاية المدرج وهى تتحدث بصوتها الواثق العالي

" وصل إلينا الكثير من المعلومات عن تاريخ مصر عن طريق كتابات وتأريخ مؤرخين مثل هيرودوت الذي قال أن ' مصر هبة النيل ' .. والجزء الأكبر من المعلومات وصل إلينا من الكاهن المصري مانيتون .. أول مَن كتب تاريخ مصر الزمني وقوائم الملوك لذلك نعتبره المرجع الأول للتاريخ المصري القديم "

عادت تنزل الدرج بتنورتها البنية الواسعة وحذائها عالي الساقين تضبط جانب حجابها السماوي وهى تواصل

" أما في القرون الوسطى فقد قام المؤرخ عبد اللطيف البغدادي الذي كان يُدرِس في جامعة الأزهر بكتابة وصف مفصل لآثار مصر القديمة ... ومع اكتشاف حجر رشيد وفك رموز الهيروغليفية بدأت مرحلة جديدة من علم المصريات بدأ فيه كتابة التاريخ بناء على الاكتشافات الحفرية والبرديات والنقوش على جدران المعابد والمقابر .. وكان أول علماء المصريات الذين اكتسبوا شهرة واسعة .. چان فرانسوا شامبليون .. مكتشف حجر رشيد "

وصلت فجر للطاولة تفتح الحاسوب لتضئ شاشة بيضاء خلفها وهى تقول

" أنا اعتبر أنه من الأقدار الجميلة للاكتشافات التاريخية أن يكون اكتشاف حجر رشيد عام ١٨٢٢ وبعده بمائة عام يكتشف هوارد كارتر مقبرة توت عنخ آمون عام ١٩٢٢ "

تعرض بعض الصور عما قالت والطلاب ينتبهون للحياة الفرعونية القديمة حتى توقفت عند صورة معينة معلقة عليها

" كما نرى اليوم ... دخلت التكنولوچيا علم المصريات واستُخدِمَت وسائل وأجهزة حديثة لاستخلاص وتحليل الحفريات والآثار .. مثل استخدام الكربون المشع في تحديد زمن وعمر الاكتشافات "

عادت تستعرض الصور ثم توقفت عند صورة أخرى بقولها المبتسم باستمتاع

" نأتي لأكثر جزء ممتع في هذه الدراسة .. اعلم أن مَن يدخل القسم هنا يتوق للجانب العملي منه حين يرى بعينيه الآثار القديمة ويعمل عليها أو يرى ... مومياء "

أمسكت قطعة ضوئية صغيرة جوار الحاسوب تشير بضوئها الليزري الأحمر نحو الشاشة متابعة

" هذه المومياء التي ترونها كانت قبل تطور وسائل التحنيط .. كان الجثمان يوضع في وضع النائم مع مقتنياته للاعتقاد أنه سيُبعَث ليجد اشياءه معه .. ثم يُغطَى بالرمال حتى تمتص الرمال سوائله وتجففه ليظل محفوظا .. وهذه بعد مرور خمسة آلاف عام تقريبا ما زالت بهذا الشكل الجيد .. صورة من عبقرية الفراعنة "

ضغطت أحد الأزرار لتتغير الصورة وهى تواصل

" وهذه أيضا ... انظروا ... "

تشرح وتجيب وتعيد وتدخل جزء جديد بكل حبها لهذا العلم .. دراسة اختارتها بإرادتها منذ كان والداها يأخذانها للمناطق الأثرية في مختلف المحافظات

مصر .. أرض الكنانة
الأرض الحمراء .. صحراءها
مصر .. بلد الأزهر الشريف
مصر .. حضن كل اللاجئين إلي حماها
ما جرمها لنُحمِلها أخطاء بعض شعبها ؟!
والبعض الآخر يشقى بسبب البعض الأول ! .. بعض ببغض !! .. وكره بكره !
وآخرون قلوبهم طيبة بطيبة .. ناس إلي القلب قريبة
وهى أيضا من كثير منهم قريبة


أنهت فجر محاضرتها الوحيدة لهذا اليوم وخرجت من الكلية تستقل سيارة والدها العزيزة التي تشبه المومياء التي كانت تشرحها تماما !
رحلة صامتة إلي بيتها حيث توقفت أمام بنايتها لتصعد الدرج حتى شقتها التي تسكنها بمفردها رافضة ترك بيت أهلها والإقامة في بيت أقاربها كما يلحون عليها باعتبار أنها وحيدة وأنثى ! .. وبالطبع ضعيفة وكسيرة الجناح !
لا بأس ! .. نظرة عقيمة لا تبالي بها
تفتح باب شقتها لتدخل حين انفتح باب الشقة المقابلة لها فأجفلها لأنها شقة مغلقة منذ سنوات .. وخرج منها نفس الشاب الضخم طويل الشعر الذي رأته سابقا !
ظل ينظر إليها نظرة غريبة ما بين غضب و .. شيء آخر .. حتى تحدث بتعالٍ

" كنت قد نسيت لسان بعض النساء هنا حين سافرت لكن شكرا لذوقكِ لأنكِ ذكرتِني يا ... "

انخفضت عيناه ليديها يفحصهما بنظرة وقحة ثم نظر إليها متابعا بنبرته الساخرة

" آنسة "

عدلت فجر حقيبتها على كتفها وهى تدقق بملامحه لحظات بتركيز .. ثم ردت بهدوء جاد

" مَن يهين بلده يستحق الإهانة يا زايد ... والدك عم مندور رحمه الله ما رأيته يوما يلقي ورقة بالشارع .. عامةً حمداً لله على سلامتك ... بعد إذنك "

استدارت فجر تفتح شقتها وتدخل مغلقة الباب بلا صوت
تذكرته ! .. ابتسامة غادرة تظهر على شفتي زايد وهو يتمتم

" طوال عمركِ مصرية ... يا فجر المصري "






التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 26-12-19 الساعة 11:17 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:36 PM   #237

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي



جالسة أمامه بفستانها الصوفي الأسود وشعرها المنساب حول وجهها يحاول إخفاء حزنها ، تضع ساقا فوق الأخرى وهو ينظر لأوراقها ويهز رأسه بأسف فيرتفع حاجباها استغرابا كتعابيرها المتعجبة منذ دخلت مكتبه ، إلي أن نطق فاردا كفيه على الأوراق

" أستاذة ألماسة زاهد رافع "

ابتسامة باردة أنيقة رسمتها على وجهها المشبع بحزن ليالٍ طويلة فوجدته يتابع ناظرا إليها

" آسف جدا يا أستاذة .. لن نستطيع قبولكِ بالشركة "

عضت ألماسة باطن شفتها السفلى لتحافظ على ابتسامتها قائلة

" لكنني قدمت أوراقي منذ أيام وبالأمس اتصلت بي وقلت انني قُبِلت بالفعل يا أستاذ علاء "

نقر علاء على الأوراق وهو يرد بأسفه البارد

" نعم .. لكنني قلت لكِ في المقابلة سنحدد القرار النهائي "

تلاشت ابتسامتها ببطء جعل عينيها تتجمدان بنظرة مكتومة الغضب وهى تقول بنبرة مشتدة

" لم تقل إلا مبارك أستاذة ألماسة تم قبولكِ بالشركة "

أشاح علاء بوجهه فرفعت ذقنها تسأل ببعض السخرية

" لكن ما سبب عدم استطاعتك الكريمة المفاجئة ؟! "

نظر علاء إليها يقول بمواربة

" أسباب لا داعٍ لذكرها "

أنفاسها علت فجأة رغم ملامحها المتجمدة لكن شيء بداخلها كان يرتجف من الغضب وهى تقول بتشنج

" ااااه ... أسباب تتعلق بسمعتي أليس كذلك ؟! "

أشار علاء بكفه للباب قائلا

" تفضلي يا أستاذة من فضلكِ بدون إحراج "

بسطت ألماسة يدها على سطح المكتب تضغط عليه بغل وصدرها يعلو ويهبط بقوة تنفسها ترد من بين أسنانها

" لن أخرج قبل أن اعلم الأسباب المخجلة التي لا داعٍ لذكرها .. واعتبرها وقاحة مني .. نعم أنا وقحة .. عادي جدا ! "

تأمل علاء جمالها بنظرة جريئة ليلعق شفتيه قائلا

" قسم الموارد البشرية تواصل مع الشركات التي عملتِ بها من قبل كما يحدث مع كل الموظفين .. وأخر شركة أرسلت خطاباً بأسباب طردهم لكِ .. وأنكِ انتحلتِ شخصية سيدة أخرى لعرض صفقات سوداء على رجل أعمال معروف "

ابتسمت ألماسة بنفس الغل المتضخم داخلها وهى تسأل

" الشركة هى التي أرسلت إليكم أم ... رجل الأعمال نفسه ؟ "

تعلم أن سيد مدير الشركة لن يرسل إنذارات رسمية حرصا على سمعة شركته وتأكدت حين سأل علاء بابتسامة إعجاب وقح

" هل ستفرق معكِ ؟ "

ركزت بعينيه بكل ثباتها الغاضب تجيب بلا خجل وهى تدرك معنى نظراته

" استكمالا للوقاحة ! "

يمط علاء زاويتي شفتيه لأسفل بابتسامته مضيقا عينيه بقوله

" حسنا .. نحن تواصلنا مع الشركة فعلا واخبرونا بما حدث لإبعاد أي شبهة عنهم .. لكن بعدها تواصلنا مع مصنع السيد فؤاد للتأكد من الأمر وهم مَن ارسلوا لنا الخطاب .. لن يكون لكِ فرصة للعمل هنا لأننا نتحرى جيدا عن موظفينا .. لكن هناك الكثير من الشركات لا تسأل عن صحة السيرة الذاتية للمتقدم للعمل وهناك ربما تاريخكِ الغير مشرف سيكون مختبئا "

الغضب يكبر ويكبر دمها يحترق تريد الصراخ وهو يشير بسبابته متابعا بصوته المستفز

" لكن ... لكن .. "

صمت ينهض يلتف حول مكتبه ليقف أمامها مواصلا بنبرته القميئة وابتسامته الأبرد

" هناك أشياء أخرى قد تساعدك على العمل بالشركة .. الباب ليس مغلقاً تماما "

أصابعها تنقر على المكتب وشفتاها تشتدان كالوتر وجسدها ينفر رفضا لتقول

" أشياء لا تحتاج إلي تقديم أوراق أليس كذلك ؟! "

ساقها نزلت عن الأخرى لتدب على الأرض بقوة حتى إنه سمع صوت حذائها فتراجع خطوة وهى تضيف بتشدد ونظرة مشتعلة

" لا تحتاج إلا إمكانيات أنثوية ورجل دنئ وكلب مثلك "

ارتفع صوته فجأة متسع العينين

" الزمي حدودك "

وقفت ألماسة تنظر له وغضبها كله يتفجر وهى تهتف بوجهه

" لا يؤسفني أن أقول أنك لست رجلا .. أنت مجرد ذيل تابع له تمسح الأرض خلفه "

علا صوتها بأخر كلماتها ليتلقى علاء الإهانة البالغة مع قدمها بحذائها الجلدي الصلب التي اندفعت بكل عنف في ساقه فجثا أرضا على ركبة واحدة صارخا ألما وهى تفتح باب المكتب على وسعه لينضرب بالحائط بصوت هادر وتخرج تنهب الأرض بخطواتها العنيفة
يصرخ علاء ناظرا لظلها الغارب شاتما

" يا بنت الـ... .. لن اترككِ يا عديمة الشرف "

أنفاسه الغاضبة تعلو وهو يقف متمتما بشتائم قذرة ليأخذ هاتفه يتصل برقم ما وما إن رد عليه حتى هتف

" لقد جاءت وطردتها سيد فؤاد .. لكنني لن اتركها .. لقد ضربتني بساقي ولا استطيع الوقوف عليها إلي الآن "

ارتفع حاجبا فؤاد وهو يستدير على كرسيه الجلدي ليكرر بانتشاء مندهش

" ضربتك ! "

صاح علاء غضبا

" لن اتركها "

ضحك فؤاد بلا صوت ليتنحنح ثم يقول

" لا بأس يا علاء .. أنا سأجلب لك حقك .. لا تفعل شيئا أنت "

هدأ علاء قليلا ثم قال بمداهنة

" حسنا سيد فؤاد .. أنا تشرفت بمعرفة سيادتك و... "

أغلق فؤاد الخط ليأخذ من سيجارته نفسا طويلا ويطلقه بالسقف باسترخاء اللذة
يتأرجح على كرسيه يمينا ويسارا مفكرا .. هذا الحل ليس عمليا ! .. إن لم تتواصل تلك الشركة معهم للتحقق من الأمر لما عرف أنها تبحث عن عمل وربما تستطيع إيجاد عمل في مكان لا يتحقق من تاريخ الموظفين
عليه قطع هذا الطريق عليها !.. كيف ؟! .. كيف ؟!

لكن .. ضربته ! .. فجأة ارتفعت ضحكته بتلك اللذة السامة
دقائق مرت وهو يتلذذ بسيجارته التي صنعها بنفسه في تفكيره الأسود ليسمع ضجة بالخارج وصوت بَهار يصيح

" انتظري هنا .. انتظري "

انفتح باب مكتبه على مصرعيه لتدخل ألماسة بحدة غير عادية تصرخ بأعلى صوتها

" ما الذي تريده مني ؟ "

ثبت فؤاد على كرسيه ينظر لوجهها الأحمر الممتقع بدماء الغضب وعينيها التي تطلق نارا فتزداد لذته
تتقدم بَهار منها بغضب لتسحب ألماسة من ذراعها للخارج هاتفة

" ما هذه الوقاحة ؟ .. تعالي هنا "

وكان خطأها !.. استعادت الألماسة خدش الحديد ، فتحول كل حزنها إلي غضب أكبر ليندفع دفعة واحدة وهى تخلص ذراعها بقوة وتستدير تصفع بَهار بلا وعي ، صفعة دوى صوتها بالمكتب
غطت بَهار خدها مذهولة لتهمس بعد لحظات بعينين متسعتين

" أنتِ تضربينني أنا ! "

تتنفس ألماسة بتدافع شحنات الغضب فيها تنتظر رد فعلها وبَهار تحول عينيها إليه بذهولها هامسة

" فؤاد ! "

كان يراقب الماسة التي شعت بريق عنف عليهم جميعا ، ينظر ليدها المتحفزة .. عينيها العنيفتين تحملان قوة أنثوية مختلفة .. ملامحها الثائرة جميلة
جميلة ؟! .. جميلة !!!

خصلة شعر ناعمة تغطي عينها فتنفخها لجانب وجهها دون أن تتحرك إنشاً
لا خوف .. لا تراجع .. فقط ثقة .. غضب .. نار .. وبريق

أنزلت بَهار يدها ببطء وهى تلاحظ نظراته المدققة لتلك العقربة فتهمس مجددا

" فؤاد ! ... أريد حقي "

حق ! .. حرفان أعادا فيه الماضي و .. نبضة مجنونة يخمدها ! .. نبضة !.. نفس النبضة !
وقف فؤاد يلتف حول مكتبه قائلا

" اهدئي بَهار "

وصل إليها فيحيط وجهها ليقبل خدها ببطء أمام عينيّ ألماسة التي تضيق استغرابا مجنونا وهو يرفع وجهه ليبتسم قائلا لها باستفزاز

" هذه الصفعة عندي أنا بَهار .. اعتبريني أنا مَن ضربتها لكِ .. أنا أوصلتها لهذه الحالة .. مسكينة "

يزداد جنون ألماسة وبَهار تهتف باعتراض طفولي

" فؤاد .. لقد صفعتني "

يحرك فؤاد أصابعه على خديها وهى مستكينة أمامه يرد بنفس النبرة

" سآخذ حقكِ من عينيها لا تقلقي "

هل هذه علاقة مدير وسكرتيرته ؟! .. النذل الحقير
تشتعل ألماسة غضبا فتمتد يدها لذراع فؤاد تحاول إدارته صارخة

" كلمني أنا يا ابن راسل "

يصدر صوتاً معترضا رافعا ذراعه يخلصها من يدها قائلا بهدوء مغيظ

" اهدئي يا ولاء ! .. هل ستضربينني أنا أيضا ؟! .. يكفي اثنان بيوم واحد ! "

يلتفت إلي المستكينة أمامه قائلا بهدوئه

" اخرجي الآن بَهار ... لا تحزني ها "

تستمع إلي كلامه فتخرج مبتسمة ترمق ألماسة بتعالٍ وفؤاد يراقب ملامحها المجنونة قائلا بابتسامة

" أتعرفين .. كنت ساصدر أمراً بمنعكِ من دخول المصنع وكل مصانع رافع لكن عدت وفكرت .. كيف أحرم نفسي من منظركِ وأنتِ هكذا ؟! "

يستدير مقتربا منها متفحصا قسماتها بعينين براقتين ونبرته تخفت بانتشاء

" تتشبثين بواجهة قوية بينما بداخلكِ تغلي من الغضب والغيظ .. وقلة الحيلة "

لم تتمالك أعصابها الفائرة وعيناها تتسعان بدرجة مخيفة وهى تصرخ

" ما الذي تريده حقا ؟ .. الموضوع مات .. مات منذ ما يقارب الربع قرن وأنت تحييه بلا سبب "

يضع يديه بجيبيه يستفزها أكثر

" توقفي عن الصراخ يا ولاء .. سيضيع صوتكِ ! .. كل هذا لأجل وظيفة ؟! "

بل لأجل الموقف الذي تعرضت له .. لأجل الكلام الذي سمعته عن سمعتها
لأجل كل ما تعيشه ولا تعرف سببه
تستدير تبتعد عنه يسمع صوت أنفاسها المتعالية ، تبعد شعرها ضاغطة على رأسها الذي يضج بالصداع وهو يبتسم بشر ناظرا لقوامها في فستانها الصوفي الأسود
أسود ! .. لقد فقدت خطيبها وما زالت بهذه القوة ؟!
يتخفى الحزن فيها ويلمع بعينيها على استحياء ، وربما حزنها هو سبب كل هذا العنف !.. ناقمة على كل شيء أخذ حبيبها منها
هل كانت تحبه حقا ؟!

تلتفت ألماسة فجأة فتخطف عينيه وشعرها ينسدل حول وجهها بعد أن تركته يداها ، وتلك الخصلة على عينيها مجددا .. تنفخها فتبتعد جانبا وهى تستعيد هدوئها لتجابهه

" أتعرف .. كنت اسأل أمي عنكم دائما .. اسألها عن طفولتي التي كنت أراك فيها أنت ورمزي وشهاب .. حين قالت لي أمي أنك ثعبان ولا عزيز لك .. سألتها لمَ أمي ؟! .. أتذكر أن فؤاد دائما كان أقوانا رغم أن رمزي هو الأكبر .. فقالت هو الأقوى نعم وستكون كبير عائلتك لكنك للأسف تغيرت منذ زمن "

تتابع ملامحه القاتمة وهو ينظر إليها نظرة غريبة وهى تضيف بنبرتها الصامدة

" أنا ظننت أن قوتك في كلمتك .. ظننت أن أمي تبالغ .. لم أظن أن قوتك في شرك .. لم أظن أنك ستؤذي سمعة ابنة عمك حتى لو أذاك أبي بالماضي .. لكن بعد أن قابلتك ورأيت أفعالك هذه التي تكشفك لي يوما بعد يوم .. فهمتك "

لمَ يدق قلبه ؟! .. لمَ يدق .... لمَ يشعر أنه ... ؟!
لمَ كل كلمة من بين شفتيها تلمس به شيئا كما لم يحدث قبلا ؟!
لأنها آتية من ماضيه ربما
لأنها مظلومة لا تعلم شيئا وتدافع عن حقها مثلما كان مظلوما يوما
وربما لأنها للمرة الثانية تخبره بأملها به مثلما قالت له من قبل أنها ظنت أنه سيحمي ابنة عمه
قوتك في كلمتك .. للمرة الأولى يسمعها ، لن ينساها منها لأخر نفس بحياته ربما
تخرجه من صمته وأفكاره وهى تضيف بنفس النبرة الإرادية

" تتشبث بواجهة قوية بينما بداخلك ذلك المراهق النذل الذي فقد والده "

لا تنسى ! .. لفت ودارت ورمته بنفس ما قاله لها منذ لحظات
لذلك ابتسم رغم نبضه الخافق والثقل العالق بحلقه قائلا بتحشرج

" آآآه .. الزهراء أنجبت .. وربت "

يحاول الخروج من حالة عجيبة أوصلته إليها فتحتد عيناه متابعا بإهانة وقحة

" أمكِ كانت جميلة "

عيناه وتلك النار .. عيناه تلمع وملامحه تشتد مقاوما شيئا ما !
يحارب بإهانة والدتها فترد الإهانة بكل ثباتها .. وألفاظه

" الزهراء ما زالت جميلة وستظل .. لكن أمك هى التي لم يكن يطيقها أحد .. كنت أخاف منها وأنا صغيرة .. كانت تخيف الجميع وتأتي عند راسل وتصبح .. أضعف مخلوقة رأيتها بصغري "

بلحظة فقد فؤاد أعصابه رافعا كفه ليصفعها وصوته يعلو شاتما

" اخرسي يا .... "

لكن جسدها المتحفز تصرف وحده لتدفع ذراعه بذراعها ويدها الأخرى ترتفع لتصفعه هو ردا لإهانته لها لكنه أمسك معصمها قائلا من بين أسنانه

" يدكِ طويلة وساقطعها لكِ "

تحاول تخليص يدها من يده القابضة عليها كسلك حديدي هاتفة بغل

" أنت كنت زرعاً شيطانياً منذ مولدك "

يرد فؤاد بحقد أكبر وهو يضغط على معصمها حتى شعر بعظامها تماما

" نعم أنا زرع شيطاني .. يمكنني أن أصل لأقصى مراحل الدناءة والنذالة "

ملامحها تتألم بشدة ومعصمها ينسحق في يده ويدها الأخرى تحاول إبعاد صخر جسده ناظرة له باشمئزاز ليقول فجأة بنبرة بغيضة

" يمكنني أن اغتصبكِ الآن ولن تستطيعي فعل شيء ولا إثبات شيء .. لكن أنا لا أريد .. أقرف من لمس القمامة "

أجفلت ألماسة من فكرته المفاجئة فتسمرت لحظة متسعة العينين تنظر له بملامحها الثائرة غضبا ، تواجه ملامحه الشيطانية وعينيه الدمويتين ولا تعرف ماذا حدث بعدها ؟! .. فقط شعرت أنفاسه !

ذراعه فجأة أحاطت خصرها ليتهجم عليها شاعرة بجسده يتصلب بعنف وشفتاه تحاولان اقتناص عنقها وهى تقاومه بلا صراخ .. تدفع جدارا حجريا بأنفاسها اللاهثة وهو لا يحرر معصمها ..

يدها تحاول الوصول لداخل حقيبتها أكثر من مرة حتى نجحت في الأخيرة أن تخرج رذاذ الدفاع عن النفس وترش بكل قوتها بوجهه
دفعها فؤاد بعيدا متحركا باهتياج أوقع سلاحه أرضا واضعا كفه على عينيه المحترقة بالرذاذ صارخا

" يا بنت الـ... "

صدرها يعلو ويهبط بألم وجسدها يرتجف بأكمله وهى تنظر للسلاح أرضا لكنها كانت أقوى مما شعرت يوما وهى ترد بعنفوان

" لولا أن راسل مات لكنت رددت عليك بما تستحقه "

يفرك فؤاد عينيه متألما متمتما بشتائم تصل لأذنيه فتعدل ألماسة ثيابها وشعرها مواصلة بقوتها

" مات وترك حيوانا نذلا مثلك على وجه الدنيا "

رمقته بكره لا تظن أن تصل إليه لسواه قبل أن تفتح باب المكتب تضربه بالحائط وتخرج مرفوعة الرأس .. وانكسرت بعد لحظات !

ما إن خرجت من بوابة المصنع حتى انسابت دموعها تائهة ، تسير لا تبصر تضم ذراعيها معا لا تدرك ما حدث حقا
دقائق عقلها يشوشها حتى لا تنجرح وتُهان أكثر .. وكل شيء اختلط بالمطر
توقفت تستند لأحد الجدران حتى تتوقف الأمطار ولسانها يهمس مفجوعاً

" لمَن تركتني يا ماهر ؟ .... لمَن ؟ ... حرموني حتى من الحزن عليك .. أريد أن أبكي ... فقط أبكي "


بعد ساعة وصلت منزل عمها تطرق باب الشقة ففتحت الزهراء الباب متسائلة
" ألماسة ... لماذا تأخرتِ ؟... قلقنا عليكِ "

تجاوزت أمها ملقية حقيبتها أرضا بإنهاك فتنظر الزهراء لشعرها المبلل الملتصق حتى سمعتها تسأل

" ما الذي حدث قبل واحد وعشرين عاماً ؟ "

تغلق الزهراء الباب تسأل باستغراب

" ماذا ؟ "

لم تتوقع صوت ألماسة الذي شق السكون وهى تصرخ بكل الضغط الذي تعرضت له

" أريد أن افهم .. لماذا لا تخبريني ؟ "

خرج أكرم مجفلا يسأل بقلق

" ألماسة .. لمَ تصرخين بهذا الشكل ؟ "

لكنها استدارت للزهراء يداها تتقبض وهى تصرخ بجنون غاضب

" اخبريني "

ظلت الزهراء صامتة بوجل بينما يتقدم أكرم منها يهتف بحزم

" ألماسة "

تهاوى جسد ألماسة على أقرب كرسي تستند بمرفقيها على ركبتيها ويداها تسندان رأسها المنحني شاهقة ببكاء عنيف مع قولها

" تعبت .. تعبت .. إنه ينتقم مني أنا والدور عليكما بعدي .. تعبت ... ما الذي حدث اخبريني ؟ "

تتأسى ملامح الزهراء على ابنتها بينما يتجهم وجه أكرم هاتفا بغضب

" فؤاد .. فؤاد مجددا ؟ "

يتجه نحو باب الشقة فيعلو صوت الزهراء بحزم

" انتظر يا أكرم "

استدار إليها صائحا بنبرة منتهية وقلب يصحو ثائرا

" قلتِ لي انتظر عمك قاسم حين أردت إيقافه عند حده منذ أيام .. لن تمنعيني هذه المرة "

رفعت ألماسة رأسها بوجهها المبلل دموعاً تهتف

" لن تقدر عليه يا أكرم .. سيؤذيك .. يحمل سلاحا ليس بعيدا أن يفرغه في صدرك بلا تفكير "

نظرت إليها الزهراء مجفلة .. متذكرة الماضي وما حدث أمام عينيها .. سلاح راسل بيد فؤاد منذ مراهقته
ترى أكرم القديم يتحفز بالغضب ضد الظلم بقوله العدائي

" ذلك السلاح أنا سأفرغه في صدره إن تطلب الأمر .. لن يؤذينا ذلك الحقير أكثر "

فتح أكرم باب الشقة فسمع صوت الزهراء بنبرة لم يسمعها منذ وقت طويل

" زاهد قتل راسل "

استدار أكرم يظن أنه لم يسمع جيدا بينما ترفع ألماسة عينيها لأمها الواقفة أمامها وهو يتساءل

" ماذا ؟! "

صمتت الزهراء تستدير تخفي وجهها عنهما فتمسح دمعة تساقطت على ملامحها الحزينة الناعمة حتى جلست على كرسي بعيد تتابع بلا مفر

" فؤاد يريد الأخذ بثأر أبيه .... زاهد قتل راسل "

وكان إذنا منها للرواية .. رواية الماضي بلا نقصان
ولهمسة من ألماسة فؤادها

" أبي قتل أخيه !! "



انتهى



التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 26-12-19 الساعة 11:14 PM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:38 PM   #238

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة solly m مشاهدة المشاركة
مستنية الفصل الجديد على ناااار 🔥🔥
بعد صدمة الفصل اللي فات تسلم ايدك الرواية شدتني جدا جدا من المقدمة دمت مبدعة عزيزتي
حبيبتي شكرا ربي يسعدك يا جميلة نورتي


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 10:40 PM   #239

Nesrine Nina

مشرفة البشرة والشعر,حارس الكافية،ابنة بارة بأمها،شاعرةمتألقةوراوي القلوب ونجم أسماءأعضاءروايتي وحاملةنجمتين بكلاكيت ثاني مرةوأميرةرسالة من القلب وخباياجنون المطر، كنز سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية Nesrine Nina

? العضوٌ??? » 412579
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,917
?  نُقآطِيْ » Nesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond reputeNesrine Nina has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الورد والياسمين على أحلى نورهان
بما أن الفصل اليوم ناااااااااااار وشراااااار فلازم أستعد نفسيا ههههه
بسلم عليكم حبيبي فؤاد 😉😉😉

وأطيب فنجان قهوة للغالية نور 😍😍😍




Nesrine Nina غير متواجد حالياً  
التوقيع
كم تمنيت مرور الأيام ونسيت أنها عمري
رد مع اقتباس
قديم 26-12-19, 11:21 PM   #240

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور للانفجارات

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 59 ( الأعضاء 26 والزوار 33)

ام زياد محمود, ‏Omanas essam, ‏أميرةالدموع, ‏شغف الحياة, ‏Dina66, ‏fatoma25, ‏رموش 363, ‏هازان محمد, ‏MonaEed+, ‏زهره ابي, ‏الدانه1988, ‏ayaammar, ‏MS_1993, ‏ام جنا 15, ‏Hala yehia, ‏leria255, ‏Malak assl, ‏MerasNihal, ‏simsemah, ‏Khawla s, ‏نور الحيااة, ‏kokokeke, ‏نورالشهري, ‏مجد صالح


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:45 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.