آخر 10 مشاركات
في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          402 - خذ الماضي وأرحل - مارغريت مايو (الكاتـب : عنووود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عروس للقبطان - كاى دايفز - ع.ق (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الإغراء المعذب (172) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 2 سلسلة إغراء فالكونيرى ..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          داويني ببلسم روحك (1) .. سلسلة بيت الحكايا *متميزه و مكتملة* (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-01-20, 10:19 PM   #401

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضووووووووور 🤩💞🔥

Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-20, 10:23 PM   #402

MerasNihal
 
الصورة الرمزية MerasNihal

? العضوٌ??? » 410863
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 252
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » MerasNihal is on a distinguished road
افتراضي

مساء الفل يا جميلة ..💙
تسجيل حضوووووور ..💙
فإنتظارك وإنتظاااار فؤااد ..🤗🙈💙💙


MerasNihal غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-20, 10:59 PM   #403

TasneemIshahab

? العضوٌ??? » 460486
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » TasneemIshahab is on a distinguished road
افتراضي

بانتظار الفصل على احر من الجمر

TasneemIshahab غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-01-20, 11:37 PM   #404

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

بانتظارك يا ساندي

ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 12:00 AM   #405

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

عودة إلي يوم الاثنين .. يوم أحببته بوجودكم منذ الضباب
شكرا لذلك الوجود الراقي .. شكرا لكل كلمة منكم إلي قلبي

البريق الخامس .. الجزء الثاني



لم تكن هذه الحياة التي تمناها ، حلم بمركز ومستوى وعمل وسعادة وحب وأولاد منها
تلك الدمعة الغاربة عنه لقت حتفها حين تحققت المقولة الحقيقية أن ( الثورة تأكل ابناءها !! )
يقال أنه سهل ان تبدأ ثورة لكن من الصعب أن تنهيها بسلام
هذا الوضع مُقام إلي الآن يحاول الوطن العربي الخروج من عنق الزجاجة !!..
حتى كرهتنا الزجاجة المظلومة وطلبت كسرها !!
صحيح .. لمَ ننحشر في عنقها ونحن نستطيع كسرها وتنفس الحرية ؟!
لكن الحقيقة أن البعض يريد أن نظل منحشرين في الظلام ، او فقط نرى النور من خلف حاجز لكن لا نقترب منه حقيقةً
فتحت ألماسة الباب تراه جالسا مكانه على كرسي أمام الشرفة ينظر للطريق وضوء السيارات الخاطف ، صار بخير جسديا بعد ما فعله فيه فؤاد .. لكن انتكاسته النفسية بعد خطبة دموع عزلته تماما عن الحياة
تقترب منه تجلس على أقرب كرسي إليه تناديه

" أكرم "

ينظر إليها صمتا فتسأل بنبرة هادئة

" إلي متى ستظل هكذا يا أكرم ؟ "

حتى عمله الذي لم يقض فيه سوى ساعات اعتذر عنه لمرتضى صاحب ورشة الميكانيكا لأن حياته وقفت فعليا
فارغ النظرات ميت الملامح وعيناه البنية الدافئة تتجلد دامعة وهو ينطق

" دموع ضاعت يا ماسة "

أطرقت ألماسة قليلا ثم نظرت إليه قائلة بواقعية

" أنت مَن أضعتها "

ينظر أكرم إليها لا يتوقع رداً آخر .. لطالما كانت ألماسة منطقية صريحة لا تخشى مخلوقا ولا تجامل أحداً
لكنها ازدادت قسوة بعد مقتل ماهر .. لا يتذكر أنه رآها تبكي مرة واحدة .. من يومها وهى صلبة بطريقة مريبة
يهز رأسه نفيا لجريمته بحق دموع قائلا بأسى

" رغما عني ... والله رغما عني"

لأنه لم يكن ليلقها في يم الشبهات مثله ، ولم يكن ليغتال قصة حب عمرها أكبر من أربعة عشر عاماً في ظلام عنق الزجاجة الذي انحشر فيه بحجة احتياجه إليها
دموع نغمة حرة على كمانها الحزين .. امرأة واثقة تعانق آشعة الشمس بلا تردد
يكفيه أنها أدركت أنه تركها لأجلها .. لا لأنه لم يعد يحبها
تنهدت ألماسة مهمومة ترجع شعرها الأسود خلف اذنيها قائلة

" اعرف أنه رغما عنك يا أكرم .. لكنك ظلمتها وظلمت نفسك "

يتذكر دموع ذلك اليوم فيشتعل صدره بنار غيرته التي اقحم نفسه فيها ليقول بنبرة محترقة

" لم تكن سعيدة .... أنا رأيتها يوم الخطبة .... نزلت معه وفتح لها باب سيارته ... وحين أراد لمس مرفقها ابتعدت عنه بحدة ... لن تطيق لمسته .. لن يطيق جسدها لمسته ... إنها ملكي منذ مولدها .. هى قالتها لي ... لن تكون سعيدة أبدا .... لن تكون سعيدة .. ستتخيلني أنا مكانه "

تراقبه ألماسة باستغراب ناظرة لعينيه الحمراء بهما جنون غريب تلبسه فجأة فتنهض مقتربة منه محذرة

" كفى يا أكرم .. كلامك يذهب لمنطقة أخرى لا تدركها بغضبك "

أطرق أكرم يحك رأسه بهستيرية كأنه يخرج شيطان الحب المحرم .. الألم يجتاحه كليا ? غيوم عاطفية تمطر الحزن فوق جراحه
يرفع وجهه متأوها بنفس حار خرج من أعماق صدره .. فاحتضنته ألماسة تمسح على ظهره تواسيه

" اهدأ يا أكرم .. كل شيء قسمة ونصيب .. أنا وأنت ... ودموع ... وماهر ... "

يلح حزن آخر بعينيها هى .. هى التي لم تحزن وكتمت الألم بصدرها كأنه عابر سبيل
لكن الحقيقة أنه يقيم معها .. فيها ، يجاورها بسريرها .. بمرآتها .. بهاتفها
ماهر له بصمة بكل مكان في حياتها .. هو رجلها الأول ودقة القلب الراحلة
دقائق تمر يهدأ أكرم بحضنها فيبعد رأسه متسائلا

" أما زلتِ تريدين معرفة قاتل ماهر ؟ "

أجفلها من شرودها فتحتد عيناها وهى تهتف بتصلب

" نعم .. ولن اتركه .. هل من المنطقي أن تُغلَق القضية وتُقَيَد ضد مجهول بتلك السرعة ؟! "

صمت أكرم لحظات ثم قال الاحتمال الذي يفكر فيه منذ فترة

" هل يمكن أن يكون ... فؤاد هو مَن فعلها ؟ "

رمشت ألماسة محدقة به بلا إدراك .. حاجباها ينعقدان ببطء كأن السؤال يتوزع بعقلها ليتداخل بخلايا تفكيرها
وجملة واحدة على لسان فؤاد ترن بأذنها فجأة

" تقصدين موت خطيبكِ .. جيد .. أخذ الشر وذهب "

هل يمكن أن يكون ..... هو ؟!
قطعت الزهراء أفكارها وهى تطمئن على أكرم مقتربة منه بسؤالها

" كيف حالك يا حبيبي ؟ "

عادت ألماسة تجلس مكانها وأكرم يرد بإيجاز

" الحمد لله "

تجلس الزهراء على أريكة جانبية تحاول الابتسام لكن ابتسامتها تخفت كالأيام الماضية منذ معرفتهما بما حدث
يتجنبان الحديث معها ولا تعرف تحديدا لمشاعرهما
تتصنع الابتسام متسائلة

" لمَ تنظران إليّ هكذا ؟ "

بعد طول تفكير اتخذت ألماسة قرارا حاسما بشأن الأمر طالما فؤاد لا يريد التفاهم بالعقل بلا جنونه
مؤكد أمها وأباها هما ضحية تجبر راسل لكن لن تكون هى وأكرم ضحية لولده
مشاعرها تختلط هذه الفترة نحو كل شيء حتى أهلها لكن يطغى عليها غضب عظيم ممزوج بحزن قاتل ..
تهز رأسها باستياء وهى ترد

" بقدر ما اشعر بالحزن على ما حدث .. بقدر ما اشعر بالغضب أنكِ أخفيتِ كل شيء وأخفيتِنا ... أضعتِ حقوقنا يا أمي والنقود التي كانت في حساب البنك ونصرف منها اتضح أنها كلها لعمي قاسم وليست لأبي "

تبسط الزهراء كفيها بقلة حيلة تقول بصوتها الحزين

" بعد كل ما حدث عمكِ أراد التكفل بكما وأنا رفضت .. لكن تلك النقود اعتبرتها حقكما لأنهم أخذوا الأرض والمصانع "

ردت ألماسة بنبرتها الصلبة الرافضة

" تقصدين فؤاد أخذ كل شيء وعمي قاسم أراد شيئا يريح به ضميره ويسكت شعوره بالذنب تجاه أخيه .. وبدلا من أن نذهب نطالب بحقوقنا جعلتِنا نعدكِ ألا نقترب من فؤاد "

تدمع عينا الزهراء عاجزة عن الرد للحظات أشعرت ألماسة بذنبها لتعاتبها متسائلة بضعف

" هل ذنبي إن خفت عليكما منه ؟ ''

وقفت ألماسة بملامحها الساخطة ترد بغضب

" لا ينفع .. بعد كل تلك السنوات نحتاج أن نأخذ حقوقنا .. المادية والمعنوية .. نريد أن نرفع رأسنا وسط أهلنا "

ينظر أكرم إليها ثم يخفض عينيه أرضا بصمت قلبه المتداعي ألماً بينما ترفع الزهراء رأسها لتقول بعزة نفس

" طوال عمرنا رأسنا مرفوعا "

تتنفس بحدة وصوتها يعلو وعيناها تطلقان نارا غاضبة

" اخبريني إذاً ماذا يفعلون حين يسمعون اسم أبي في بلدته ؟ .. هل يفخرون به أم يلقبونه بقاتل أخيه دون معرفة الظالم والمظلوم ؟.. هل ترضين أنتِ بذلك ؟ "

لم تكن ابنتها أبداً .. للمرة الأولى يعلو صوتها عليها بهذا الشكل .. منذ فترة وألماسة تتغير .. تخدش بلا وعي
رافضة مرضها وهى التي تقبلته راضية حين عرفت أنها مريضة بالسكري
عيناها ساهمتين ووجهها شاردا طوال الوقت كأنها لأول مرة بحياتها تفكر شراً ، تريد أن تصل لشيء .. لتدمره !
تتسع عينا الزهراء بحزم لترد بصلابة

" لهذا أخفيت عنكما .. لأن زاهد اختار أن يُنسَى وسط عائلته على أن يدنس اسم أخيه ويطولني الأمر .. لكن اعرف أنكما لن تصمتا "

ينطق أكرم للمرة الأولى منذ عرف الأمر

" لماذا تتضايقين من عمي قاسم إذاً إن كان ينفذ ما اختاره أبي ؟ "

نظرت الزهراء إليه بخيبة أمل ، ظنت أنه سيؤازرها هى لكنها قرأت بتعابيره موافقته لأخته فأجابت بغير رضا

" لأني لم أكن أوافق زاهد بالبداية .. صرخت كثيرا في قاسم أن ينطق أمام الجميع لكن بعد .. بعد موت زاهد وجدت نفسي وحيدة .. أنتما صغارا وقاسم وحده يعرف كل شيء ولا يتكلم وخفت ... "

صمتت تضع يدها على صدرها بألم لتتابع بصعوبة

" خفت من أولاد راسل والثأر وكنت محقة ... ها هو فؤاد ظل يبحث سنوات حتى وجدنا "

إحساس الذنب تجاه أمها يضعفها ولا تريد أن تضعف هذه الفترة فتقول بضيق

" واليوم نحن كبار ونريد حقنا .. لا تمنعينا يا أمي "

حمل صوتها رجاءا أقلق الزهراء أكثر حتى أضافت ألماسة بتحدٍ لكل شيء

" أنا ذهبت إلي فؤاد "

يستوعب أكرم ما قالت حتى هب واقفا يهتف بغضب

" هل جننتِ ؟ .. ألم تستطعي انتظاري بعد ما حدث لي هذا ؟ "

تمسح الزهراء دموعها وهى تقول بعتاب

" تخلفين وعدكِ لي يا ماسة .. لم تفعليها من قبل وأنا صدقتكِ "

تلتف ألماسة حول كرسيها تضرب على ظهره الخشبي لا تحتمل أكثر فتصرخ

" توقفا عن هذا الخوف .. أنا لا أخاف منه "

يكرر أكرم عاقدا حاجبيه بلا استيعاب لحالتها

" خوف ! "

تتضايق ملامحها بتشوش بلا وعي هاتفة بانزعاج

" لا اقصد خوف منه يا أكرم .. بل خوف عليّ أنا "

يبتعد عنها يوليها ظهره ممررا يده بشعره بعنف يرد بسخرية

" تتصرفين وكأني لست رجلا مسؤولا عنكِ "

تنفخ ألماسة بلا مبالاة منزعجة فيواصل بسخريته متذكرا النقود التي وضعتها بيده يوم طردهم عبد الجليل

" أنا حقا لست مسؤولا عنكِ "

تقترب لتقف أمامه تفهمه بنبرتها العالية العصبية

" أنت أقسمت لأمي ألا تذهب وأنا لم استطع الانتظار .. حين قلت له سنأخذ حقوقنا قال إن فكرتم في الاقتراب من أملاكي سأنسفكم عن وجه الأرض "

يسب أكرم بسره مشيحا بوجهه فيتلاقى بدموع الزهراء الغالية وهى تنظر للفرقة التي تحدث بينهم بألم لم يره على وجهها منذ مات أبيه
لو لم يظهر فؤاد لكان كل شيء بخير !.
يرن جرس الباب فنظروا إلي بعضهم لحظات قبل أن تندفع ألماسة من الغرفة لترى مَن القادم
وبعد دقيقة كانت تدخل بجوار عمها قاسم وهو يلقي السلام متسائلا

" السلام عليكم ... كيف حالك اليوم يا أكرم ؟ "

ظلت عيناه بعيني عمه طويلا يتهمه ويعاتبه قبل أن يرد مشيحا بوجهه

" الحمد لله بخير "

يلتقط قاسم نظرات الزهراء الساخطة القوية فينظر أرضا قائلا بخفوت

" أنا ... قلت اصعد لاطمئن عليكم .. وأرى إن كنتم تحتاجون شيئا "

رافقهم الصمت طويلا بلا إجابة حتى صدح صوت الزهراء قويا

" لماذا لم تعد زوجتك إلي بيتها يا قاسم ؟! "

نظر إليها لا يجد رداً لما أدركه من كلامها وهى تتابع

" مفهوم أن أولادك كل واحد ببيته أسعدهم الله لكن الحاجة صفية تاركة بيتها كل هذه المدة !! "

يزدرد قاسم ريقه محركا مسبحته بين يديه يجيبها بتردد

" تريد الجلوس مع أهلها لبعض الوقت في البلدة "

تميل الزهراء برأسها تبتسم كأنها لم تكن تبكي لتسأل مقررة

" أم أنت مَن أخبرتها ألا تأتي حتى لا يعرف أحد بوجودنا ؟! "

ينظر قاسم إلي ابناء أخيه يرى بعض الاحتقار بأعينهم يطفو من صدورهم والزهراء تتابع تقرير الأمر

" أنت لم تستطع التحدث إلي فؤاد ليبتعد عنا أليس كذلك ؟ "

افترقت شفتاه لحظات بأعين زائغة قبل أن يقول متذمرا

" تعرفين هذا الولد رأيه من رأسه ولا يستمع إلي أحد "

يصدر أكرم صوتا ساخرا لينظر لعيني عمه قائلا

" لو كنت أخبرته بالحقيقة لاستمع إليك "

يرتد رأس قاسم إلي الزهراء منتفضا بداخله وألماسة تكتف ذراعيها لتقول بثبات

" هو سيسعى بنفسه لمعرفة ما حدث .. سيأتي إليك يا عمي "

تتسع عيناه بقلق ليسأل الزهراء مصدوما

" هل اخبرتِهما ؟ "

تومئ الزهراء بثبات أكبر أورثته لابنتها وقاسم ينظر إلي ابنة أخيه متسائلا

" هل ذهبتِ إلي فؤاد ؟ "

تتحرك ألماسة في الغرفة ببطء أتلف أعصابه ثم ترد بمنتهى الهدوء

" أخبرته أننا نريد حقنا .. نريد أرض أبي ونصف المصانع التي يديرها "

تنصدم ملامح قاسم أكثر فيصيح بحدة

" ستفتحين نارا يا زهراء أنتِ وأولادكِ "

علا صوت أكرم فجأة

" لا تتحدث معها هكذا "

آآه .. تلك العودة يا أكرم !
تضيق عيناها وهى تنظر لأخيها ثائرا بطبيعته لا خامدا منكسرا كهذه الفترة فيكبر داخلها أمل عودته .. كم تحتاجه الآن .. الآن
ينخفض صوت عمه قليلا ليبتسم بسخرية قائلا

" حاضر يا باش مهندس أكرم .. لكنكم لا تعرفون فيمَ تتحدثون ؟.. فؤاد لن يتنازل عن قيراط واحد من الأرض أو سهم واحد من المصانع .. إنه تربية رفيع .. وما أدراكم مَن هو رفيع رافع ؟ "

تكتف ألماسة ذراعيها وما زالت تدور بالغرفة تفكر بقرارها لتقول بتأنٍ

" أريد منك شيئا يا عمي بما أنك أردت مساعدتنا منذ زمن "

يلتفت الجميع إليها وهى تقف أمام عمها تتابع بثقة

" وجدت شقة أمام بناية عبد الجليل معروضة للبيع .. أظنك تستطيع شراءها لنا حتى نأخذ حقنا ونعيد لك المال "

تقف الزهراء هاتفة بدهشة غاضبة

" ألماسة ! "

تبتسم بثقة أكبر ناظرة لعيني عمها بالقول

" أظن أن عمي لن يحب أن أذهب للبلدة واطلب منهم يا أمي "

يمط قاسم شفتيه مخرجا نفسا ضائقا ناظرا إليهم فتواصل ألماسة

" و... شيء آخر يا عمي من فضلك "

يهز قاسم رأسه الأشيب بلا رضا ، فؤاد بدأها وابنا أخيه دخلا اللعبة وعلى الكبار اطفائها إن استطاعوا
ينظر أكرم لأخته مدققا في ملامحها الجافة وهى لا تتوقف مخرجة ورقة من جيبها تعطيها لقاسم

" بما أن ابن أخيك جعلني عاطلة هذه الفترة أكرمه الله فأنا قدمت على دبلومة بالجامعة الامريكية وهذا بيان بمصروفاتها ... مؤقتا أيضا يا عمي ! "

تتلجم الزهراء تماما بصدمة ويقترب أكرم منها يربت على كتفيها هامسا لعينيها

" ألماسة ماذا يحدث معكِ ؟ "

بعينيها النار والقوة و.. الثأر ، كره خالص يريد إحراق الأخضر واليابس
ووقعة على ذراعه بخطأ عمر كامل ، يريد أن يراهم جثث .. وتريد أن ترى دماءه مثل ماهر
وسؤال مجنون يدور ويدور .. كيف قُتِلَ ماهر ؟!
هل فؤاد هو المسؤول ؟!.. الإجابة بين طيات المستقبل وهى بانتظارها
‏لكن الآن أبعدت يدي أكرم عنها لتنظر إليهم ببريق عينيها ناطقة قرارها بلا تراجع

" أنا قررت رفع قضية ضد فؤاد .. أريد إرثنا من أبي .. سآخذ حقنا وحق أبي من آل الرافعين جميعهم "

وكانت ملامحها تنطق معها أنه بالفعل .. تم التنفيذ !.


....................


انقلب المنزل فجأة بصوت الطرقات العالية فركضت إيزارا تفتح الباب لتدخل سارة صارخة

" رمـــزي "

تشهق إيزارا ناظرة لمنظر السيدة سارة الجميلة وهى تبكي وشعرها ظاهرا من تحت حجابها وملابسها مجعدة عليها تصرخ بقهر

" يا رمـــزي ... أين ابني يا رمزي ؟.. أين أحمد ؟ "

تخرج عديلة من غرفتها صائحة بصوتها الغليظ

" لماذا تصرخين ؟.. كيف تدخلين علينا مثل القطار هكذا ؟! "

لم تهتم سارة بها وما إن لمحت تحية أعلى الدرج حتى صرخت

" ابنك اختطف ابني .. أين هو ؟.. يا رمـــزي "

تتسع عينا تحية بملامحها الصارمة لتهتف مشيرة للباب

" اخفضي صوتكِ هذا وإلا اخرجي من هنا "

تخرج رنوة من غرفتها تنظر لما يحدث وسارة تبكي وتبكي بوسط البهو وصوتها يقطع القلوب

" أين ابني ؟... أريد ابني أتوسل إليكم .. أريد أحمد "

تسيل دموع رنوة بخوف لا تعرف ماذا تفعل وشهاب وفؤاد ليسا بالمنزل ووالدتها ورمزي قلوبهما كصخور الصحراء لا تلين ، أقصى ما استطاعت أن تتصل بفؤاد سريعا لتبلغه لتجد هاتفه مغلقا فدخلت غرفتها تبكي بيأس
وبالخارج تكرم رمزي أخيرا لينزل من غرفته إلي البهو يتساءل ببرود

" هل أضعتِه وترمين بلاءك عليّ ؟ "

ما إن رأته سارة حتى هجمت عليه تمسك بمقدمة قميصه صارخة بجنون

" أين ابني ؟.. ماذا فعلت لك لتفعل كل هذا ؟.. ماذا فعلت لك ؟ "

ينفض رمزي يديها عنه ليقول بنبرة قميئة ساخرة

" تريدين رفع قضية خلع عليّ أنا !! "

تبرق عينا سارة بشراسة وهى تهتف بعنف

" لهذا اختطفته لأنك ضعيف لا تستطيع فعل شيء سوى هذا "

يكسو الغضب ملامح رمزي ليرفع يده ليصفعها صائحا

" اخرسي "

بنفس اللحظة تعلقت ذراعه بالهواء ويد فؤاد تقبض على معصمه بقوة قاتلة ناظرا لعينيه .. نظرة بنظرة يجابهه بشراسة ويتحداه أن ينطق

لهيب يتوقد بعينيه الحادتين وملامحه العنيفة تتصلب أكثر والدم يتدافع بعروقه النافرة

يدفع ذراع رمزي غير مبالٍ بغضبه ليسحب سارة من مرفقها نحو باب المنزل مناديا

" أحمد "

لحظة واحدة ودخل أحمد صبيا صغيرا ينظر إليهم بترقب مجيبا

" نعم يا عمي "

ركضت سارة إليه تأخذه بحضنها هاتفة بلهفة

" أحمد .... أحمد ''

يحتضنها أحمد بدوره يسأل باستغراب

" أمي لماذا تبكين ؟ "

تبتعد تحيط وجهه تقبله لتسأل بصوتها الباكي

" أنت بخير ؟.. هل فعل أحد أي شيء لك ؟ "

يرد أحمد بسعادته الطفولية

" لا أمي أنا بخير .. أخذني أبي من المدرسة وذهبنا إلي بيت بعيد ثم جاء عمي ليأخذني وذهبنا إلي مدينة الألعاب واشترى لي أشياء كثيرة ثم عدنا "

تحتضنه سارة باكية بحرقة تحمد الله أنه عاد لحضنها فيسأل أحمد ببراءته

" لكن أنتِ لمَ تبكين ؟! "

تنظر سارة لوجهه تنشج تمسح دموعها وتبتسم بضعف تجيبه

" نسيت أن أبيك سيأخذك من المدرسة اليوم فقلقت عليك "

ينظر رمزي لفؤاد بغل فيقترب فؤاد منهما قائلا

" خذي أحمد واذهبي يا سارة .. أمرت السائق بإيصالكما حيث تريدين "

يداعب شعر أحمد متابعا بابتسامة

" كل الأشياء التي اشتريناها بالسيارة فلا تنس شيئا "

يضحك أحمد يحتضن خصره فيربت فؤاد على رأسه حتى ابتعد يلوح لرمزي بشعور عادي قبل أن يمسك يد أمه ليغادرا
ترمق سارة رمزي باشمئزاز ثم تنظر لفؤاد بامتنان فيوميء لها برأسه مؤكدا

‏" لن يتكرر هذا "

‏تمسح دموعها وهى تهز رأسها لتحتضن كتفي أحمد تغادر معه .. تاركة أخان يتواجهان ..
وجه رمزي يحترق غضبا كصدره ونبضاته اللاهثة ناظرا لفؤاد وهو يتجه إليه يحذره

‏" من الليلة .. سارة وأحمد في حمايتي .. حاول فقط الاقتراب منهما ... "

تاركاً تهديده معلقا يمتلئ قلب رمزي حقدا قائلا

‏" تقف في صفها ولا تقف في صفي .. لا تقول أنك في صف الحق يا ابن رفيع "

يعقد فؤاد حاجبيه يمنع لسانه من ردٍ قاتل والكلمة تزلزل أعماق كيانه مجددا كالماضي .. يعيره بماضيه ولا يدري أنه كان يحميه

واليوم أيضا كان ‏يحميه من نفسه حتى لا يصبح مثله .. ذنب رصاصة قديمة بيده صارت ثأرا إلي اليوم

يزفر بغضب وعرق يرتعش في جبينه يتجاوز رمزي صاعدا بغضب أمام أنظار عديلة وتحية فيعلو صوت رمزي بغل

‏" أنت أنهيتها هكذا يا فؤاد "

يده انقبضت على سور الدرج وهو يرد بنبرته القوية

‏" افعل ما تريد "

يصعد فؤاد متجها لغرفته تاركا رمزي يتخذ قراراً تأخر .. الرحيل !.


‏.............................



صباح اليوم التالي

يجلس أمامها على سريرها وهى نصف مستلقية تنظر برماد عينيها للسقف .. في سكون الغرفة وضوء نهارها من بين الستائر التي تتطاير بهواء الشتاء
وأمام عينيه دخان المبخرة الموضوعة جوارها .. أزرق ضبابي يخطف عينيه كأنه وجه آخر لحقيقته
وداخله حطام في كهوف جليد تضم قلبه الجاحد .. قلب يُطرَق بمطرقة الذنوب يتألم بعصيانه .. بشيطانه
ينتظر صوتها الذي تأخر عليه وهى تقول أخيرا بلهجتها

" نارك خمدت يا وليدي .. رأيتها .. رأيت نارا تنطفيء ونورا يضيء "

عيناه المظلمة تشتعل بنار سوداء تخاف الحقيقة .. هى طلبته اليوم وهو أراد رؤيتها .. أراد أحدا يلمس مشاعره .. يوقظه
لم ينم منذ الأمس بعد ما حدث مع رمزي .. في ظروف أخرى كان سيتصرف مثل رمزي لكن شيء ما داخله أبى أن يحرم سارة من ابنها كما حُرِمَ من ابن له بالدنيا
منذ عرف نتيجة التحليل وهو يدور حول نفسه باحثا عن عنوان اسما وكريم
ربااااه .. ثمانية أعوام من الظلم ليكتشف أن ظلمه طال ابنه .. تجبر حتى تكسر
عضلة بفكه ترتجف تكشف انفعالا هائجا داخله وهو يرد بتشنج

" لا يا بركة .. تلك النار ما زالت بداخلي ... تحرقني "

نظرت بركة إليه لحظات فيرتعد قلبه بنظرتها الدخانية يرى وجهها المجعد صلب التعابير كقولها

" لا .. إنه النور .. نور ساطع لكنه محرق ... يدخل صدرك لأول مرة في حياتك ... تمسك به يا وليدي "

لا يعلم كيف تشعر به ؟.. حدسا أو بصيرة أمسكت أوتار ألمه .. لطالما تواصلت معه بطريقة تلمس أعمق ما فيه .. دماً ودماراً حذرته ولم ترفضه يوما مثل الجميع

جدته بركة هى الباقية له الآن بعد كل مَن نبذوه من عائلته خوفا من شره ، ولم تكن له فئة ينصرونه .. وكيف ينصرونه ظلما وبهتانا وهم آل الرافعين ؟.. لكنها بركة وحدها لديها أمل فيه حتى صدق هذا

أطرق فؤاد يتنفس بحدة وصدره يستعر أكثر فيعترف بخفوت

" أنا خائف "

يخاف ذلك النور .. ? صاعقة ضوئية حلت عليه هدمته .. فهل تستطيع تجميع اشلاء جثمان قلبه ؟!
ذلك الطفل الصغير نور نتج من قلب الظلام .. من ساعة حرام .. فهل يصير حلالاً يوماً ؟!
وكان ردها يلمس ذاك القلب الميت به

" خائف لأن قلبك يدق .. ذلك النور يكبر ويحرقك أكثر .. لكنه سيداويك "

انقبض قلبه بألم شديد متذكرا وجه كريم البريء فتغيم عيناه بعاطفة لم يشعرها يوما لتخرج الكلمات بتحشرج صوته

" وإن اطفأته أنا ؟ "

ردت بركة بنبرتها المؤثرة المتداعية مرضاً قبل أن تغمض عينيها بتعب

" لن تقدر .. المكتوب مكتوب "

عيناه على الشرارة الضعيفة بالمبخرة .. خمدت النار ليظل الدخان يشبهه
يخاف أن يشبهه كريم .. يخاف أن يطفيء نوره ويلوث براءته
فجأة فتحت بركة عينيها بنظرة رهيبة لتقول بنبرة باكية

" يا ويلي كيف سيداويك ؟ "

عقد فؤاد حاجبيه وقلبه ينقبض أكثر يسأل باستغراب

" ماذا تقصدين يا بركة ؟ "

عادت تغمض عينيها فتنفصل عن كل ما حولها لتقول بحزن

" توجع يا وليدي .. الوجع سيجعلك أنقى .. أطهر و.... "

توقفت عن الكلام تاركة بعضه منثورا حوله يلتهم صبره فيسأل بضيق

" وجع ماذا ؟ "

لكنها نامت على سريرها تلوح بيدها هاتفة

" هيا اخرج واتركني أريد أن أنام "

ظل فؤاد مكانه حتى انتظمت أنفاسها يحاول السيطرة على كل ما بداخله من صدمة وحطام ونيران وغضب .. ثم نهض يغطيها جيدا ويبعد المبخرة عن سريرها في زاوية بعيدة بالغرفة حتى لا يخنقها الدخان.

نزل بخطواته المنفعلة ليخرج يفعل ما ينتويه فنظرت إليه تحية الجالسة بالبهو تقول

" فـؤاد ... قوالب السكر المستوردة التي تحضرها لي انتهت .. أريد علبة منها "

استدار إليها متسائلا بتجهم

" أين رمزي ؟ "

ترد تحية بضيق

" لا تقلق .. ذهب إلي المشفى بموعده .. خيرا فعلت ومنعته أن يورط نفسه بمشكلة لكن هل حقا سترفع سارة قضية خلع ؟.. هذا لا يمكن يا فؤاد .. اسمنا لن يتردد في المحاكم بعد هذا العمر "

تنهد فؤاد مغادرا لكن توقفت خطواته مجددا وفكرة أخرى تطرق عقله .. تلك الخطوط التي تتشابك تزعجه ، تندلع الشـرارات بخلاياه حارقة دون توقف متذكرا .. أنثى تقع بحضنه .. انثى تلقب بابنة عمه أو ابنة .. قاتل أبيه

فكه يتصلب وشفتاه تشتد وهو يدير رأسه قليلا ليسأل بنبرة غريبة

" فيمَ تستخدمين قوالب السكر ؟ "

تتعجب تحية قائلة

" للمرة الأولى تسأل وتهتم يا فؤاد "

تحركت قدمه خطوة ليغادر مانعا الفكرة من إطراق أكثر من عقله حين تابعت تحية

" أحيانا يحدث لي هبوط وبداية إغماء فيضعون لي أحدها تحت لساني حتى أفيق "

توقف مجددا ليستدير ناظرا إليها ثم يسأل عاقدا حاجبيه

" ألا يعطونكِ الدواء ؟ "

تتعجب تحية أكثر بملامحها الجادة لكنها ترد

" نعم بعد أن أفيق واستطيع الابتلاع لكن وأنا فاقدة للوعي غير ممكن أن يعطوني الدواء "

ظل صامتا محدقا بها بغرابة ثم سأل

" لماذا ؟ "

وقفت تحية تقترب منه قليلا فتمس كتفه متسائلة باستغراب وعينين دقيقتين

" لمَ تسأل يا فؤاد ؟! "

دقة عيون نساء البلدة .. دقة تحمل لؤما ينفر المرء منه فيتذكر عيون الزهراء الدافئة .. جميلة اللون كالتراب بعد المطر
أورثتها لابنتها .. ابنتها !!
أبعد يدها عن كتفه مكررا سؤاله بتصلب ونبرة لابد لمَن أمامه أن يجيبه

" لمَ لا يعطونكِ الدواء وأنتِ في الغيبوبة ؟ "

تنهدت لا تفهم شيئا من أسراره فتجيب

" لا يمكن .. قد يحدث اختناق وأنا فاقدة للوعي "

هل .. هل كاد أن يقتلها ؟!
حين فقدت وعيها أعطاها دواء السكري وأجبرها على ابتلاعه بالماء !.. هو لم يتعامل مع غيبوبة مرض السكري قبلا لكن .. هل كاد أن يقتلها بلا وعي ؟!
جمدت ملامحه تماما وعيناه تزداد قتامة وهو يندفع للخارج تاركا تحية لا تفهم شيئا منه كالعادة.


توقفت سيارته أمام عنوان هو مصدر نوره ونيرانه .. وبطوفان ما يحدث له هذه الأيام اندلع مؤشر احتراقه لمعدله الأقصى
ولم ينتظر أكثر من دقائق بعد كل الأيام الفائتة في انتظار نتيجة التحليل ثم البحث عن عنوانهما .. نزل من سيارته آخذا ظرف التحليل مندفعا للبناية حتى شقتها و.. توقف !

شيء ما ألجم يده عن زر الجرس .. ذلك الخوف .. وفخ الاسئلة
اسئلته كمين يظل عالقا فيه بلا مخرج الإجابات .. الإجابات هنا فخاخ أخرى .. ملغمة التفاصيل
كيف سيخبر ابنه ؟.. كيف سيتقبله ؟.. بل هل سيتقبله ؟!.. ماذا قالت اسما لولدها عنه ؟.. هل ذكرته يوما أم قالت أنه .. مات ؟
هل مات ؟!.. أجل !!

أخذ فؤاد نفسا طويلا ليضغط على الجرس بارتجاف الترقب وينتظر صوت الخطوات القادمة .. ثوان وفتحت اسما الباب معدلة حجابها على شعرها عشوائيا لتنظر للقادم
تثور عيناها كرها بمفاجأة وجوده فتهتف بعد لحظات استيعابها

" أنت !!.. تجرأت أن تأتي إلي هنا ؟! "

لم يكن نفسه .. ولم يكن قـناعه
كان غريبا عنه لأول مرة بحياته فيشعر بخط من اللهب يسير عليه .. إن حاد يمينا سقط جحيما ، وإن حاد يسارا وقع حطاما
نظر طويلا بعينيها الكارهتين لينطق بجمود

" أريد أن أرى ابني "

صُعِقَت اسما أمامه ووجهها يشتعل غضبا رغم الخوف فتهتف وهى تغلق الباب بحدة

" أنت جننت .. مؤكد جننت برؤيتي حية ولم أمت بعد نذالتك "

أوقف فؤاد الباب بكفه ليفتحه بقوة دفعتها للخلف خطوتين فيدخل صافقا الباب قائلا بشراسة وهو يصل لاخر صبره

" تعرفين أن بإمكاني إحضاركِ أنتِ وهو إليّ .. لذلك تعقلي ودعينا نتكلم بهدوء "

يتقدم منها بنظراته المشتعلة فتتراجع اسما بذعر وعيناها تدمعان عفويا رغم صياحها الصلب

" ما الذي تريده الآن بعد أن دمرت حياتي ؟ "

حدة عينيه ترهبها وهو يتلفت بالشقة بحثا عن كريم .. رمزا للون الأسود كما عرفته .. عنيف ومؤذٍ ومشتعل الغضب
يقترب منها فتهتز حدقتاها خوفا بنظراته القاتلة ليقبض على فكها بقسوة ينظر لعينيها قائلا برعد نبراته

" أريد أن اعرف كيف أصبح لدي ولد لا اعلم عنه شيئا منذ ثمان سنوات ؟ "

تتأوه اسما بضغط أصابعه على وجهها الأحمر ألما فتسيل دموعها هاتفة بخوف

" كريم ليس ابنك .. ليس ابنك "

يتابع دموعها بعينيه تلمس طاقة ندم بداخله حتى مالت بحرارتها على أصابعه فيدفع وجهها مقررا بقوة

" ابني يا اسما "

رمى التحليل على الأريكة خلفها فشهقت اسما تتمالك بكائها الذي يتزايد ناظرة للظرف فتتجه إليه تجلس هامدة تفتحه لتقرأ الأوراق ودموعها لا تتوقف
تطرق برأسها تراقب دمعاتها تتساقط أرضا كالأوراق التي سقطت بلا تحكم بيديها وهى تحاول التنفس فيدخل الهواء لصدرها الملتهب يزيده التهابا
رأسها يضج بكل ما مضى وهى تهمس بذهول وعدم تصديق

" كيف .... كيف فعلت هذا وأنت لم تره سوى مرة ؟!.. كيف حصلت على شيء منه للتحليل ؟! "

ظل فؤاد ينظر لجسدها المختض بدمعها الصامت فتأخذه عيناه لأوراق مثلت حياة كاملة .. عينة لعاب لصبي صغير من كوب عصير غيرت دنياه بين ليلة وضحاها

يجلس على نفس الأريكة متباعدا قائلا بنبرة جامدة تعاكس كل اشتعال صدره

" لماذا لم تخبريني أنكِ كنتِ حامل ؟ "

أطبقت اسما شفتيها تستعيد سيطرتها على أعصابها المفككة .. حيث لا مفر تقف وعليها التصرف .. عليها حماية طفل لها بهذا الكون الذي يحوي أمثال فؤاد
وهو بجوارها ينتظر صوتها حتى قالت بحدة

" هل نسيت ما فعلت ؟.. هل تتجرأ لتحاسبني ؟ "

تتنفس بثقل خانق على صدرها لتنظر إليه بكل الغل تتابع بكره وصوتها يرتجف بغضب الماضي المحترق بها

" لقد تراهنت عليّ مع أصحابك يا نذل يا جبان ... أنا .. أخت صاحبك أقسمت أن توقعها لأنها بعيدة المنال للحيوانات أمثالكم "

يغمض عينيه وطوفان من النار يفور في قلبه ? غليّ الحميم ..
يميل للأمام واضعا مرفقيه على ركبتيه يشبك أصابعه في قبضة ترتجف انفعالا استند بجبهته عليها وشفتاه تشتدان بقوة وكلماتها تصب الكره صباً

" خدعتني ومثلت الحب عليّ حتى أوقعتني بلحظة ضعف مني أكره نفسي إلي الآن بسببها .. هل تظن بعد ما فعلته أن اخبرك أن ذلك الخطأ الأسود نتج عنه .... "

صمتت وكل جسدها يرتعش ببرودة تثلج أطرافها .. كرهت نفسها ودنيتها بسببه وحتى الآن لم تغفر لذاتها المخطئة .. بعد التوبة النصوح واللجوء إلي الله – سبحانه – تخاف عقاب تلك الخطيئة .. ذنب في عنقها لن تغفره يوما لنفسها
وهو بصمته كان في حالة اشتعال أعمق أعماقه ، نبضات قلبه تعاني صحوة مذهلة .. كل ما به يخبره أنه على مفترق طرق ..
النار .. والنور
يحدق أرضا متصلب الوجه وبعد فترة صمت طالت همس بنبرة مرتجفة

" كريم .... ابني "

كأنه تأكيده الحقيقي اليوم دون أوراق .. يجلس أمام المجني عليها يسمع تهمته بأذنيه .. فما هو عقابه ؟
لكنها أرادت أن تصرخ بكل ما تحمل من كره وبغض له .. تدعو عليه من أعماق قلبها .. فليحترق بنار جهنم فلا يخرج منها
وصراخها تحول لقوة عزيمة وهى تقول بضجيج روحها

" كريم لن يكون لك ابناً .. يستحيل أن يعرف أو أن تراه مجددا .. ولو حاولت سافضحك يا فؤاد حتى تتدمر تماما "

ظل فؤاد ثابتا طويلا لا يبدو عليه شيء ثم هز رأسه وما زال مطرقا على قبضته ليرد بوجع لم يظن أن يجربه

" لن يفصل بيني وبينه إلا الموت يا اسما "

افترقت شفتاها عاجزة عن الكلام وهى تنظر له نظرة غريبة .. نظرة تظلم كل لحظة بتفكير مجنون حتى تحولت لسوداء قاتمة وهى تنهض تأخذ سكينا من طبق فاكهة على طاولة جانبية ثم تعود إليه صارخة بكل العنف داخلها

" ساقتلك إذاً "

تهجم اسما عليه فتتسع عيناه متفاجئا لينهض يقبض على معصميها مقاوما تصلب جسدها الشرس يهزها صائحا

" توقفي "

تزداد عنفا محاولة غرس السكين في جسده وهى تهذي بلا وعي فيضرب يدها على ركبته حتى وقع السكين ليدفعها على الأريكة صارخا

" كفى "

ارتجت الدنيا حولها لاهثة ووقف هو ينظر لحظات إليها وصدره يعلو ويهبط بقوة جبارة مع صوت أنفاسه وهيمنة عينيه ليقترب منها بنظراته المخيفة يقبض على مرفقها قائلا بنبرة قاتلة لهما معا

" أنا لم احضر لأؤذيكِ أو اؤذيه أو افرق بينكما .. أنا أتيت لأعرف كل شيء .. أتيت لأخبركِ يجب أن نتزوج حتى لا يسمع ابني يوما أنه ابن حرااااام "

تغطي اسما أذنيها ودموعها تتفجر بحرقة هاتفة بعذاب

" لا تقولها .... لا تقولها "

تركها فؤاد ليرتمي جوارها يمسح وجهه يسأل نفس الاسئلة الذابحة

" ثمانية أعوام وهو بعيد عني ... كيف أخفيتِه واختفيتِ أنتِ أيضا ؟!.. كيف لم اعرف ؟ "

كانت تعيش جحيمها الخاص بكل عذابها ولم تدرك جحيمه هو .. لقد قتل ولده مسبقا بوصمة عار سيجاهد لاصلاحها حتى لو تزويراً
ينحني رأس اسما بإنهاك وأنفاسها تتتابع برتابة سريعة ودموعها لا تتوقف رغم سكون ملامحها الميت ترد

" سافرت .. قبل أن ألد سافرت "

ينظر فؤاد إليها متذكرا فترات مرت بحياته كان شغله الوحيد إغواء اسما .. رهان دنيء مع أصحاب السوء على أخت صديقه .. صديقه عمر الذي ابتعد عنه تماما بعد ما فعله بأخته ولم يقدر على النظر له لكن بعد فوات الأوان
اسما الفاتنة التي اطفأها كما يخاف اطفاء نور ولده .. أي جحيم أوقع نفسه به بلا عقل ؟
أنفاسه تشتد احتراقا والغضب يهدد بالانفلات من سيطرته فيسألها همسا مشتعلا

" ولمَ عدتِ الآن ؟ "

ردت اسما بإجهاد خافت وهى تغمض عينيها على دمعة مؤلمة

" عمر مات "

التفت فؤاد إليها بحدة مرعبة .. طرقات عجيبة لقلبه شعرها بين أضلاعه والدماء تندفع في شرايينه بغضب ثائر فتكاد رأسه الانفجار يسأل همسا بصعوبة

" كيف مات ؟ "

لتزيد اسما الجموح البري العاصف بداخله بسخريتها المريرة

" حادث "

تعلم أنه لا يعرف عن عمر شيئا .. فعل فعلته وتفاخر بها أمام أصحابه .. لم يندم .. لم يهرب .. بل تكبر وتجبر وظلم وافترى بهتانا واثماً
كانت تجسيدا حياً لنبض الألم ، دمعة خلف دمعة تسقط أرضا وهى تتابع بحزن دامغ

" أمي انهارت وأبي انكسر .. وأنا لم اخبرهما أنه أصبح لدي ابن حتى الآن "

تشعر بالخدر كيوم استيقظت بجواره على الحقيقة السوداء
تمسح العرق عن جبينها بإرهاق نفسي رهيب ضاغطة على حجاب رأسها الساخن بطرقات الصداع وهى تواصل بنبرتها مذبوحة الروح

" عدت من السفر لاختفي مجددا بهذه الشقة ... حتى اختنق كريم وشعر أن هناك شيئا خاطئا .. فأصبحنا نخرج لبعض الوقت ... ليشاء الله أن ترانا أنت "

ينقبض قلب فؤاد معتصرا نفسه بآلية تعذيب خاصة به وحده .. مات عمر .. مات لا يدري جريمته وبشاعة كيانه
ظلام دامس يسكن كهوف كيانه وعلى حين غفلة اشتعلت نيران منسية تحرقه .. لكأن أعمق سراديب الوجع بداخله تفور حمماً ..
وضوء مؤلم يهدد باقتحام دهاليز روحه ، فائق الإشعاع فياض الإنارة ثري التعمق ، يصطدم بالفراغ المتضخم لقلبه النابض
ليشع سؤال وسط الحزن والأسى

" ماذا قلتِ لكريم عن .... أبيه ؟ "

تغمض اسما عينيها ترد بتعب

" مسافر .... مثلنا .... كلنا في بلاد غريبة ليست بلادنا "

يرفع فؤاد عينيه نحو غرفة مغلقة يسأل ما يعرفه

" أين هو ؟ "

تأخذ نفسا طويلا متراجعة للخلف تجيب بتبلد مفاجيء

" نائم "

وقف فؤاد يقترب من الغرفة بأنفاس ثقيلة وطاقات كارثية تشتهي تلك الحياة البريئة داخله ، ورغم الخوف استدار بعينيه الهائجة قائلا بنبرته الآمرة

" كل هذا لابد أن يتغير ... لابد أن يعرف أني أبيه .. لابد أن أتزوجكِ أمام الناس .. لن يعيش ابن فؤاد رافع مختفيا هكذا "

تبتسم اسما بقهر مستندة للأريكة ساخرة

" هل استيقظ ضميرك فجأة ؟! "

يزفر فؤاد بقوته المكبوته عنفا يرد باحتراق منفعلا

" لو كنتِ اخبرتِني وقتها ... "

قاطعته اسما بذلك البرود

" لو كنت اخبرتك وقتها لأنكرت أنك تعرفني أصلا "

أنفاسه تشتعل من جمر صدره يهتف

" لكن الآن أريد أن يعرف أني أبيه "

أصدرت اسما صوتا ساخرا قتله
أهى حقا صحوة ضمير مفاجئة ؟! .. لذلك يشعر أنه أسوأ إنسان على وجه الأرض .. إنها محقة !.. كان الإنكار ليكون خياره الأول
ينظر لأعلى مغمضا عينيه ملامحه تتشقق بالذنب فتقسو عنيدة بإرادته وهو ينظر إليها قائلا

" يجب أن نتزوج لأجله .... وإن طلبتِ الطلاق بعدها سأنفذ ما تريدين "

تأوه مختنق خرج مع أنفاسها بلا وعي يترجم ألم روحها المتغضنة به ملامحها واختضاض صدرها بلمعان الدموع بعينيها الجميلة لتصمت طويلا ثم تقول موجوعة

" ساخبره أنك عائد من سفر طويل لم تستطع الوصول إلينا فيه .... ساخبره أنك كنت تفكر فيه طوال تلك السنوات لكن الظروف فرقت بيننا ... ساخبره أن والده رجل عظيم وشريف وصادق ... ساخبره أن ..... "

شهقة بكاء قطعت صوتها تريد الصراخ .. يا الله
تريد قتله .. انتهكها باسم الحب وإجبارا عليها تقبله الآن
‏يعقد فؤاد حاجبيه بشدة وعيناه تثبتان عليها ، ذنبه الباكي المتجسد ظلماً فيسرع بإخراج بطاقة أرقامه يلقيها على الطاولة قائلا

" اخبريه بأسرع وقت .. يومين وساحضر لأراه .. وإذا احتجتِ شيئا اتصلي بي "

يغادر مغلقا الباب خلفه ليعلو بكاء اسما ? صباح تلك الليلة .. تماما.



فتح فؤاد باب الشقة التي أهداها إلي بَهَار بحالة من عدم الإدراك .. رأسه يضج مصدوماً وكل موازينه تختل
يجلس بمنتصف البهو والدنيا تدور حوله ، شريط أسود من حياة دامية يجري أمام عينيه المستعرة
كل ضربة قاتلة أخذها لم يخرج منها أقوى .. خرج منها أقسى .. أشرس .. ميت القلب أكثر .. ميت الضمير
لكنه لم يستطع منع ذلك الوجع ، وجع الخوف .. الخوف من الأيام .. الخوف من الطعنة القادمة ، من أين ستأتي ؟!
لم يكن يعلم أن الخنجر بيده هو !
عيناه بنظرة فارغة تنظر أمامه ولا ترى .. فقط لسانه يردد بصدمة الألم

" كانت حامل "

خرجت بَهار من غرفة النوم بهدوء على غير عادتها الفاتنة الجريئة تتجه إليه وصوت أنفاسها يتعالى بغرابة .. حتى وصلت قريبا منه فتعثرت ببروز في قدم الطاولة أمامه ليلتفت فؤاد منتبها يسند ذراعها ليجلسها جواره متسائلا بلا اهتمام

" ما بكِ ؟ "

شاحبة الوجه زائغة العينين ترد بخفوت شديد

" متعبة قليلا "

لا يعلم ماذا يفعل هنا ؟!.. ربما جاء ليفصل ذنبه الأكبر بذنب آخر يماثله بشاعة
أطرق مستندا بمرفقيه على ركبتيه ليقول ساخرا بمرارة

" لا تقولي أنكِ حامل أنتِ أيضا !! "

ازدردت بَهار ريقها بتوجس وهى تبتعد عنه قليلا تسأل بتردد

" كيف عرفت ؟! "

لم يسمعها أو .. لم يستوعب !
ينعقد حاجباه تدريجا ليرتفع أحدهما وهو يلتفت برأسه إليها ببطء هامسا

" ماذا ؟! "

حاولت بَهار أن تتكلم لكن فجأة غطت فمها لتنهض مسرعة متجهة للحمام تتقيأ كل ما بمعدتها وهو فاغر الفم مشدوه النظرات ..
لتخرج بَهار من الحمام ملامحها تتألم واضعة ذراعها على بطنها تسأله بحذر

" كيف عرفت أني حامل ؟! "

ولم تدرِ سوى أنها تراجعت حتى اصطدمت بالجدار خلفها .. بنظرة عينيه .. الدامية !.



انتهى الفصل الخامس
موعدنا القادم إن شاء الله في موعد الرواية الجديد والثابت
الاثنين من كل أسبوع الساعة ١١ مساءا بتوقيت القاهرة
دمتم بحفظ الله


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 12:17 AM   #406

Mini-2012

? العضوٌ??? » 456252
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,977
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » Mini-2012 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جميل
رغم انه نصف الفصل العادي إلا انه غني بالاحداث
مشهد فؤاد الاخير جعلني اضحك بشدة بدون القدرة على التوقف


Mini-2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
ﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 01:25 AM   #407

Mummum

? العضوٌ??? » 441364
?  التسِجيلٌ » Feb 2019
? مشَارَ?اتْي » 462
?  نُقآطِيْ » Mummum is on a distinguished road
افتراضي Mummum123456789123456789

تسلم ايدك حبيبتي فصل جميل جدا

Mummum غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 01:27 AM   #408

TasneemIshahab

? العضوٌ??? » 460486
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » TasneemIshahab is on a distinguished road
افتراضي

القدر وتدابيره ليكون له ولدان من صلبه بغفله الحرام فؤاد الظلام الذي بيتلع المور

TasneemIshahab غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 01:28 AM   #409

TasneemIshahab

? العضوٌ??? » 460486
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 29
?  نُقآطِيْ » TasneemIshahab is on a distinguished road
افتراضي

النور اخطأت بالتعليق السابق

TasneemIshahab غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 02:23 AM   #410

soso#123

? العضوٌ??? » 456290
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 389
?  نُقآطِيْ » soso#123 is on a distinguished road
افتراضي

ثريا قدلح
ولدان وبنفس الفترة وبالحرام
يالبشاعة أعمالك وظلمك
للقدر تصرف وهو يكسرك الان ويذلك ربنا مابيضيع حق احد انت تجبرت وظلمت
والماسه واكرم استقووا وسيطالبان بحقهما
طوال قراءتي وانا مشدودة يابشاعة الظلم


soso#123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.