آخر 10 مشاركات
أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          طيف الأحلام (18) للكاتبة: Sara Craven *كاملة+روابط* (الكاتـب : nano 2009 - )           »          119 - بدر الأندلس - آن ويل - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-02-20, 12:20 AM   #441

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


البريق السادس
( داخل مساجد مصر )

وقف فؤاد يستوعب ما قالت حد الغرق في تفاصيل ماضيه متذكرا .. اسماً بناه في عالم لا مكان فيه لضعيف
لا مكان فيه لمَن يسمح لأحد أن يتلاعب به
وغضبه سيفا يشق مشاعره العصية نصفين .. نصف تأسى منذ قليل بمعرفة ابنه .. ونصف يغبره الظلام المتوحش
وبنصفه الثاني كان الظلام يحدد عينيه الحادة متسائلا بنظرة صاعقة

" ماذا قلتِ ؟! "

‏افترقت شفتا بَهار وعيناها تستقران بكل الذعر على عينيه السوداء القاتلة .. ويختفي الغرور والثقة بكل الرعب .. الهلع .. الخوف النابض بقلبها لتهمس بعجز

" رغما عني والله يا فؤاد "

يقترب منها فتلتصق أكثر بالجدار وجسدها كله يرتجف تتمنى الأرض تنشق تحتها ولا تواجه شيطانه هذه اللحظة
يا إلهي .. لم تره بهذه الصورة من قبل ..
ملامحه تحاكي إجراما حقيقيا وهو ينظر إليها يريد قتلها صائحا بقسوة

" رغماً عنكِ .. عليّ أنا ؟! "

ذراعها تلتف حول بطنها تحاول الكلام فيجف حلقها بلا قدرة لتقول بفزع

" لم أقصد صدقني .. تعرف الاحتياطات التي اتخذها "

لا تعلم كيف مال قابضا على شعرها الأشقر وما أدركت سوى صراخها وهو يصفعها وصوته الجهوري المخيف يصدح

" لم نتفق على هذا يا بنت الـ... "

تشهق بَهار متوجعة ووجهها يحمر كالدم بآثار أصابعه على وجنتها المحترقة تصرخ بتشوش متألم

" آآه .. حرام عليك يا فؤاد "

لا يرى أمامه وجسده كله يرتجف في ظلمة حقد مميت وشعرها بيده بلا قوة لها يهزها صارخا فيها بجنون

" مال وأعطيتكِ .. شقق وسكنتِ في أرقى مناطق لم تحلمي بها .. ملابس ومجوهرات وجعلتكِ امرأة بعد الفقر الذي أتيتِ به .. لمَ الطمع إذاً ؟!.. لماذااا ؟ "

بكاؤها يعلو بشهقات مخيفة وساقاها تنهار لتقع أرضا فيشد شعرها يوقفها وهى تهتف بألم رهيب

" لم أطمع .. رغما عني "

عيناه الشيطانية تعصف برياح متوحشة تسود ملامحه ..
غضب عنيف راغبا في تحطيم كل شيء وصوته يعلو أكثر

" تريدين ربطي بطفل !.. تظنين أني قد أتزوج رخيصة مثلكِ يا بَهار ؟!... أنا لن يكون لي طفل من واحدة مثلكِ .. ستجهضين هذا الطفل غداً "

شهقت بَهار مصدومة ليتوقف بكاؤها وهو يدفعها بعيدا فتقع مكومة أرضا تختض بذعر ، تسمع صوت أنفاسه الوحشية وهو يقول بهيمنته العنيفة

" وكل شيء أخذتِه تتركينه هنا ولا أرى وجهكِ مجددا ... مفهوم ؟ "

ظلت صامتة دموعها تسيل بصدمة وهو ينظر إليها كأنه ينظر لمرآة ذنوبه
ليس ابنا آخر من حرام !
هو الذي قرر ألا يكون له ولد يدمره مثلما دمره رفيع رافع
عنف وجنون تضج به جوانح رجولته وحرقة الفؤاد تحوله لجمرة مشتعلة تتقاذف نيرانها من عينيه الحمراوتين ..
ووسط الجنون يطل الألم صاخبا ?سفينة بلا مرسى .. بلا معبَر .. تصارع كل شيء لتظل طافية .. صامدة ..
رياح الماضي ومطر العصيان وأمواج الظلام وغرق الضمير شرارات جسده الخطرة تتبعثر حولها وهو يقول بصدره المتحرك بعنف

" أنتِ اخترتِ .. المثل يقول الطمع يقل ما جُمِعَ !! "

يخطو فؤاد أمامها ثائرا يغادر فيفتح الباب ليقف لحظة ينظر إليها منادياً

" بَهار "

بالكاد استطاعت أن ترفع عينيها لتلاقي ملامحه المظلمة وهو يحذرها

" إذا لم تنفذي كل كلمة قلتها تعرفين ماذا سيحدث لكِ .. وتعرفين دماغ فؤاد رافع حين تغلق !! "

بنظرة لملامحها الجميلة التي اختفت فتنتها يدرك خطئاً آخر تعايش معه حد التصور أن لا شيء بالكون لن يكون على مزاجه الصاخب .. سباقات ورهانات وفاتنات على باب تحدي العمر الذي انسرق منه
اليوم على باب الانتقام تقف دوامة فطرية بمثابة ابن له .. وتقف ألماسة حادة ناوية خدشه على حين فرصة
لن يلين اليوم بعد كل ذاك الصخب المدمر .. كريم ابن اسما الأنثى التي ظلم براءتها افتراءاً وسيعترف به
أما بَهار .. ليس رغما عنها !.. يقسم أنها خطتها لتوريطه .. بَهار لا تريد سوى مال وجاه وسلطة جبارة
وحين استدار ليغادر تأكد من ظنونه بقولها الضعيف

" فؤاد .. سأجهضه لكن لا تتركني .. لا تأخذ مني شيئا "

توقف مجددا لينظر إليها باستجدائها المثير للشفقة وعينيها الضائعتين فتشمئز ملامحه هامسا

" قذرة ! "

أغلق الباب بقوة ليغادر منطلقا بسيارته على الطريق السريع بقيادته المجنونة .. طامعاً أن تقضي عليه هذه الهواية بيومٍ قريب !.
...........................



قاعة المؤتمرات .. جامعة القاهرة

بالقاعة الكبرى وأمام مئات الطلاب والباحثين وقف أستاذ العلوم الجغرافية يقدم ما يليه في الندوة قائلا

" والآن سننتقل إلي الجزء الثاني من الندوة مع شهاب رافع "

تقدم شهاب من منصة الحوار يضع مكبر الصوت ثم يأخذ جهازا أسود ليزري يضيء به شاشة العرض يقول باتزان

" أسعدني وجودي معكم هنا في هذا الصرح العظيم وأمام طلاب جامعة القاهرة العريقة "

خفتت الأنوار قليلاً واضاءت الشاشة على منظر مختلط تعلو فيه المآذن فيتابع


" على مدار ندوات المؤتمر سنناقش اجزاء تاريخية هامة قد يغفل البعض عنها لاعتيادية رؤيتها بمصر .. في هذه الندوة سنتحدث عن جزء من تاريخ مساجد مصر .. منها مساجد بنيت منذ عصر الخلفاء الراشدين وقائمة إلي يومنا هذا .. عمرها يتجاوز الألف عام .. أصبحت من آثار الحضارة الاسلامية وموضع دراسة تاريخية ومعمارية لما بها من فن هندسي بديع التصميم حسب كل عصر "

يضغط شهاب على الجهاز لتتبدل الصورة لمقطع مصور قصير يشرحه مشيرا بضوء الليزر للشاشة
" يقال إن أول مسجد بني بمصر هو مسجد عمرو بن العاص لكن هذا ليس صحيحا .. مسجد ( سادات قريش ) هو أول مسجد بني في إفريقيا بعد الفتح الإسلامي .. هنا في مصر بمحافظة الشرقية .. أقامه عمرو بن العاص عام ١٨ هجرياً في محيط معاركه خلال فتح مصر .. ودفن أسفله عدد كبير من الصحابة قتلوا في المعارك ينتمون لقبيلة قريش لذلك أطلق عليه ( سادات قريش ) "

يعرض المقطع المسجد من الداخل من درج البداية والسجاد الأحمر والأعمدة القائمة ثم المنبر حتى يركز على اللافتة الخارجية فيقول شهاب

" إذا نظرنا إلي اللافتة على باب المسجد مكتوب عليها أسسه عمرو بن العاص في الفتح الاسلامي وهو أول جامع في افريقيا "

تنتقل الشاشة لصورة أخرى لبناء أكثر ضخامة تعلوه كلمة ( الله أكبر ) ليتابع

" بعده سنة ٢١ هجرياً .. بُنِيَ مسجد ( عمرو بن العاص ) ليلقب بـ ( الجامع العتيق ) أو ( تاج الجوامع ) .. وشارك في تصميمه بعض الصحابة ويقال أنه اشترك في تحديد قبلته ثمانون من الصحابة "

تتوالى الصور للمسجد من كل الجهات واثناء ترميمه مواصلاً

" عندما بُنِيَ المسجد كان من الطوب اللبن وأرضه مفروشة بالحصى وسقفه مغطى بجريد النخل .. لم يكن له محراب ولا مئذنة ولا نقوش جدرانية .. وبتوالي حكام مصر تم تطويره وزيادة مساحته وانشاء المنابر .. لكن بعد الحملة الصليبية .. خاف وزير يدعى شاور من احتلال الصليبيين للمدينة لعجزه عن الدفاع عنها .. فأشعل فيها النيران "

يُعرَض المقطع المصور للمسجد بتمثيل تشبيهي له بكل عصر وحتى الحروب الصليبية وشهاب ينزل من المنصة وسط الطلاب يشاهد معهم ويتابع كلامه

" واحترق مسجد ( عمرو بن العاص ) .. ليأتي صلاح الدين الأيوبي ويأمر بإعادة إعماره .. وهناك بنى محرابا كبيرا مكسوا بالرخام عليه نقوشا باسمه .. وبعدها تم ترميم وتجديد المسجد في العصور المختلفة حتى وصلنا إلي يومنا هذا "

تظلم الشاشة قليلاً ليضئ بها ضريح أخضر النور فتتغير نبرة شهاب الشجية مع تبدل الصور

" في العصر الأموي .. تم بناء مسجد ( السيدة زينب ) .. مَن منا لم يسمع عنه وهو من أكبر وأشهر مساجد القاهرة .. هناك .. حيث ضريح السيدة زينب ابنة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه .. هناك ... حيث ترتاح النفوس ببركة ذلك المكان وزيارة الطاهرة أم اليتامى كما يلقبون السيدة زينب ... لأنها كانت تقضي حوائج الناس وأولهم اليتامى وكبار السن "

والصورة خير متحدث عن طراز المسجد ونقوش جدرانه .. داخله وخارجه .. أعمدته ومنابره .. مآذنه
ويسطع اسم بالنور على الشاشة فيتحرك شهاب بالممر بين كراسي القاعة قائلا

" قال أحمد بن طولون حين حكم مصر .. ( أريد أن ابني جامعا إذا غرقت مصر بقي وإذا احترقت مصر بقي ومن مال حلال ) "

يعرض مقطع التصوير أدق تفاصيل المسجد وشهاب يعاود الصعود على المنصة الخشبية مفسراً

" وبالفعل تم بناء المسجد على قمة ( يشكر ) الصخرية بجبل المقطم حتى لا يغرق بفيضان النيل .. وبُنِيَ بالطوب الأحمر الذي إذا احترق ازداد صلابة .. ومن مال حلال لأنه لم يبن بعمل السخرة بل من ماله الخاص "

تتغير الصور وبعض طلاب الجامعة يصورون بهواتفهم وهو يشرح جمال الصور

" مسجد ( أحمد بن طولون ) أول مسجد في مصر يبقى على حالته الأساسية منذ بنائه منذ أكثر من ألف ومائة عام .. به أول مئذنة حلزونية تُرفَع في سماء مصر ويُعَد من أكبر المساجد حيث يضم واحد وعشرين باباً ومائة وتسع وعشرين نافذة وخمسة محاريب .. وأجمل ما نُقِشَ على جدرانه شريط كتابي أسفل السقف يمثل أكبر سورتين في القرآن الكريم (البقرة وآل عمران) "

تتباطأ الصورة على الشريط وروعة الخط لتتبدل بعدها لأشهر ما يعرفه الجميع فينتقل بسلاسة النبذات القصيرة

" وببداية العهد الفاطمي .. بدأ بناء ( الأزهر الشريف ) أشهر المساجد في العالم الإسلامي لنشر وتعليم الاسلام .. وهو ثاني أقدم جامعة قائمة بالعالم .. بعدما أتم جوهر الصقلي فتح مصر وبدأ في تأسيس القاهرة قام بانشاء القصر الكبير وأعده للخليفة المعز لدين الله .. وبدأ في انشاء الجامع الأزهر ليكون مسجداً جامعاً للمدينة ولا يزال حتى اليوم منارة للعلم ورمزاً بالعالم الاسلامي "

وبانتقالٍ آخر يرتب أفكاره قائلا باختصار

" تحفة معمارية أخرى شاهدة على تاريخ ألف عام .. مسجد ( الحاكم بأمر الله ) والذي تأثر بكل الأحداث التاريخية التى مرت عليه بشكل استثنائى .. بداية من عهد الدولة الفاطمية وحتى عصر الجمهورية "

لم يكن هدفه من تلك النبذات هو حفظ المعلومات أو حتى الاستفادة التامة منها حالياً ، المعلومات حاضرة دوماً بالكتب والانترنت ، لكن الهدف الحقيقي لذكر كل هذا هو حين تمر بجوار أحد هذه المساجد بمختلف محافظات مصر أن تتذكر أنها ليست أبنية عابرة ، أن تتأملها بعين فنية ناظراً لكل ركن وكل حجر وكل نقش وتفصيله والتأكد أن وراءه قصة ..
النبذة القصيرة هى أفضل محرك بحث .. وعلى هذا النمط يتم النظر إلي كل شيء بالبلد

هل فكروا يوماً في اسماء الشوارع ؟!

هل يعرفون قصص تلك الاسماء ؟!.. مَن هى تلك الشخصيات التي صارت الشوارع ملقبة بها ؟!

مَن عماد الدين والصنافيري وعابدين وعبد السلام عارف ومكرم عبيد ومحمد محمود وعبد العزيز وطلعت حرب والمعز لدين الله وأمير الجيوش ومنصور ورشدي ورمسيس وغيرهم ؟!

يعود بأفكاره لموضوع الندوة فيقول بعملية

" وهنا جمال فن العمارة في ( جامع الأقمر ) .. أول جامع في القاهرة تحتوي واجهته علي تصميم هندسي خاص .. أحجاره البيضاء تشبة لون القمر .. وواجهته بها زخارف فريدة من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة بالحجر .. والدوائر الزخرفية التى تبدو كالشمس تحمل فى ثناياها اسم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه "

تتتابع الصور مرفقة بمقاطع مصورة تتحرك داخل المسجد ليتابع

" وهنا .. نرى مسجد ( الإمام الحسين ) سيد شباب أهل الجنة .. حيث تتعلق القلوب بمحبته فيأتون لزيارة المشهد الحسيني .. تتعدد الروايات عن استشهاد الحسين رضى الله عنه لكن المؤكد هو أن هذا البناء العظيم يستقبل زوار القاهرة وأهلها ليجدوا في صدورهم السكينة وطمأنينة البركة "

هو ليس حاضراً ليقف يسرد في تواريخ وخصائص بنائية ، لكنه يعتبر نفسه مرسالاً لأي موضوع يتحدث فيه أن يوصله بإحساسه بالمكان
وبقدر إحساسه يواصل قوله

" وعندما تُذكَر مدينة طنطا بمحافظة الغربية يُذكَر مسجد ( سيدي أحمد البدوي ) الشيخ الصوفي الكبير .. ويعتبر مزاراً لكل أهل مصر حيث تم إدراجه ضمن المساجد الأثرية كونه تحفة معمارية بهندسته ومشغولاته الخشبية ولوحاته الخطية على منبره ومحرابه .. ويتم الاحتفال بمولده بكل عام تحت إجراءات أمنية وسط مئات الحضور "

يذكر أن بركة قديماً كانت تحكي لهم قصص المولد وبعض الغرائب فيه .. فقد كان أباهم يسافر كل عام لحضور هذه الموالد باختلاف طقوس احتفالاتها
ومولداً آخر يذكره قائلا

" ومولد آخر يُقام هنا بمسجد ( سيدي ابراهيم الدسوقي ) أو ( المسجد الابراهيمي ) .. فقد كان ابراهيم الدسوقي شيخ الاسلام في فترة من حكم المماليك حين انتشر تفقهه ومعارفه العلمية وأتباعه .. اليوم المسجد به مكتبة اسلامية تجمع المراجع الكبرى في الفقه والحديث والأدب يقصدها الباحثون من كل مكان "

عند هذه النقطة وجد البعض يدون شيئا ، ربما لأنهم يبحثون دائما عن أماكن بحث حية بدلأ من الجلوس أمام جهاز صامت ولا يفعلون سوى ضغط الأزرار والقراءة

جمال البحث الحي في أماكنه وبين الأوراق والأبنية تجربة لا يشعر متعتها إلا الباحث الحقيقي وليس مَن يبحث من باب الواجب المفروض عليه

تدور الصور مجددا لتصبح شديدة الفخامة بالرخام المميز وهو يقول

" لنأتي لعصرٍ آخر تميزت بعض أمثلته بالثراء مثل مسجد ( محمد علي ) أو كما يطلقون عليه مسجد ( الألبستر ) أو مسجد ( المرمر ) لكثرة وجودهما به .. مشيد على جزء من أرض قصر الأبلق داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي .. يجاوره داخل القلعة مسجد ( الناصر محمد بن قلاوون ) .. أما خارجها هناك عدة مساجد أثرية أخرى كمسجد ( السلطان حسن ) ومسجد ( الرفاعي ) وغيرهما "

كان المقطع الأطول وهو يعرض القصر وقلعة صلاح الدين ثم يركز على تصميم المسجد والمرمر والألبستر به .. لينتقل لعرض للمساجد المجاورة حتى تبدلت صور مختلفة عليها اسماءها فيقول شهاب

"وبعصر الدولة الحديثة منذ إعلان الجمهورية إلي اليوم .. تم تشييد العديد من المساجد الرائدة في تصميمها المعماري لتظل تحفة اسلامية وتاريخية بالمستقبل .. أمثال مسجد ( مصطفى محمود ) الذي بناه العالِم والمفكر المصري دكتور مصطفى محمود .. مسجد ( الصحابة ) بمدينة شرم الشيخ والذي أصبح بجمال تصميمه أحد معالم المدينة السياحية .. مسجد ( الميناء ) ومسجد ( عبد المنعم رياض ) بمدينة الغردقة "

لتُعرَض أخر صورة فيعلق عليها

" ومسجد ( الفتاح العليم ) .. أحدث مساجد القاهرة ذات الطراز الإسلامي المميز لتعلوه أكبر قبة لمسجد فى الشرق الأوسط "

يغلق شهاب الشاشة ليسير على المنصة قائلا بابتسامة

" والحكمة من كل ما ذُكِرَ ليس تعداد تلك المساجد .. فهناك أكثر بكثير من كل هذا .. في كل شارع مسجد أو زاوية لملايين المصلين في مصر والمعلومات موجودة بكل مكان .. لكن تلك القيمة الشاهدة على أحداث مرت عبر مختلف العصور لتصل ليومنا هذا .. ذلك الفخر بكون ذلك الفن المعماري بنته أو شاركت فيه أيادٍ مصرية .. أيادٍ كانت تحمل ضمير الأوطان لتبني تحف وآثار تصمد آلاف السنين.. فلننظر نظرة مختلفة حين نمر جوارها .. نظرة أكثر تمعناً ويقيناً بأهمية هذا البلد "

يراقب تعابير وجوههم ما بين الاهتمام والاستحسان ومؤكد هناك الملل ! .. ليس الجميع يهتم بمعرفة ولو شيء بسيط عن منشأة تاريخية يدخلها ولا يعرف عنها شيئا
فيضيف سؤالاً يعرف إجابته مسبقاً

" أي اسئلة ؟ "

بعض الرؤوس تهتز نفياً فينهي حواره بلباقة

" شكرا لحسن استماعكم لهذا العرض وأراكم في ندوة الأسبوع القادم ضمن فعاليات المؤتمر "

يعلو التصفيق الروتيني وهو ينزل عن المنصة يخرج من القاعة ليجد أستاذ الجغرافيا أمامه فيصافحه قائلا

" أحسنت .. شكرا لتلبية هذه الدعوة شهاب .. اعلم أنك مشغول لكن اعتذار أستاذ التاريخ عن الندوة وضعني في وضع حرج "

يرد شهاب مبتسماً

" لا بالعكس .. أنا استمتعت جدا بالحضور واستفدت من العروض السابقة "

يودعه الرجل ذاهباً بقوله الوقور

" أراك الأسبوع القادم "

يخرج شهاب من القاعة متجهاً لسيارته فيلمح على جانب الطريق وجهاً ذهبياً بسمرته المألوفة ليهتف بدهشة

" إيزارا !! "

التفتت إليه تتألق عيناها الواسعة تبتسم وهى تصل إليه قائلة باحترام بلغتها الفصحى المُكسَرة

" سيد شهاب .. كنت رائعا "

فغر شهاب فمه وهو يمر بعينيه على قميصها الأبيض وبنطالها الچينز وحتى حذائها الرياضي !.. كيف تشبه طلاب الجامعة هكذا ؟!
لتعود عيناه السوداء المذهولة لوجهها وشعرها الناعم المرتفع في ذيل فرس كثيف
شعر !!.. إيزارا لها شعر !!
يسعل فجأة مخفياً أفكاره الحمقاء ليسأل بدهشته

" ماذا تفعلين هنا ؟!.. ألستِ في إجازة ؟! "

تومئ إيزارا بملامحها الجميلة لترد

" لي صديقة تدرس بالجامعة هنا استطاعت أن تحضر لي دعوة للندوة "

استند شهاب لباب السيارة متسائلا باستغراب

" أنتِ مهتمة بالجغرافيا والتاريخ ؟! "

تتلاشى ابتسامتها قليلا تحاول إنهاء الحوار ترد بحرص

" نعم .. لقد كان التاريخ مجال دراستي ببلدي "

يحك شهاب رأسه ليقول بابتسامة بلهاء

" بالزنجبار !! "

تنظر إيزارا حولها ثم تنظر إليه قائلة بجدية

" نعم .. بجمهورية الزنجبار "

تختفي الابتسامة البلهاء لكن ملامحه تتخذ شكلاً آخر تماما وهو يقول بتقطع

" أنا ... لم أكن اعلم أنكِ ... متعلمة "

لم ترد إيزارا شاعرة بالحرج فتنظر أرضا عله يتركها لكنه يسأل بتردد

" لكن .. لمَ أتيتِ إلي مصر لتكوني ... ؟! "

صمت بحرج أكبر منها فتابعت عنه وهى تنظر له بثقة

" خادمة "

تظهر الجدية على وجهه وهو يجرحها بلا قصد ليقول

" صدقيني إيزارا لا اقصد شيئا سيئا .. أي عمل شريف ليس عيبا "

تبتسم بلا تعبير تنهي الكلام بقولها

" بعد إذنك سيد شهاب .. عليّ العودة فأمامي سفر "

ينعقد حاجباه وهى تستدير مبتعدة فيوقفها متقدماً أمامها سائلا بتعجب

" عودة ! .. إلي أين ؟! "

ترد إيزارا بعفوية مهنية

" إلي عملي "

يبتسم شهاب ناظرا لوجهها الأسمر قريب الملامح إلي القلب ليقول بتفكه

" أظن أن عملكِ وبيتي في نفس المكان تقريبا !!.. والمُفتَرَض أن نسافر معاً ! "

ترد إيزارا بنفس النبرة

" إذاً ؟! "

ينظر شهاب لها كالمجنونة قائلا وهو يتجه لسيارته

" إذاً ماذا ؟! .. تعالي اركبي "

ظلت إيزارا بمكانها لتلتفت إليه تقول بصوت جاد

" اعتذر سيد شهاب .. لا استطيع هذا .. أراك بالبيت "

تغادر المكان وأمام عينيه الذاهلتين تستقل سيارة أجرة ..
يميل رأس شهاب وهو يتذكر ذيل الفرس المتمايل شرقا وغرباً وكل فكره في شيء واحد .. إيزارا لها شعر !.

.......................




تنظر اسما إليه وهو يدور بالبهو متوترا بشدة على سنه الصغيرة ، قلبها يتوجع منقبضا ولم تعد تسيطر على حالة الغثيان التي تنتابها بتذكره كما تسيطر على الغضب لأجل كريم
تكره مخلوقا يدعى ' فؤاد رافع ' ومجبرة على تقبله البغيض
تتنهد بإجهاد تربت على الأريكة جوارها قائلة

" كريم حبيبي تعال جواري واهدأ "

نظر كريم إليها بوجه رقيق ملامحه شفافة قلقة تثير عطفا جميلا ليسأل للمرة التي لا تعلمها

" هل سأرى أبي حقاً ؟! "

بعض الحماس يحمله صوته رغم القلق .. أياماً تلف وتدور حتى استطاعت إخباره تحت هواتف فؤاد وضغطه بالسرعة ، وكان رد فعل كريم مفاجئا وهو يتلهف لرؤية أبيه بعد سنوات الغياب فلا تنتهي اسئلته المتكررة
ما زال يسير فتهز رأسها بأسى قائلة

" كريم ... اجلس حبيبي واهدأ "

يجلس كريم بعيدا قليلا قلبه يدق برهبة ليهب واقفا بعد لحظات يسأل

" متى عاد من سفره أمي ؟ "

فتحت اسما فمها لتجيب لكنه يعاجلها بسؤال آخر

" ولماذا لم يستطع الاتصال بنا طوال ذلك الوقت ؟! "

شفتاها ترتجفان لا تجد رداً وروحها تختنق وهو يسأل مجددا

" هل يعرف شكلي ؟! "

سحب الدموع بعينيها تنتظر إشارة هطول ليعطيها كريم وهو ينظر أرضا متسائلا بحيرة قلقة

" هل سيحبني ؟ "

أمطرت دموعها .. بضعف الأمومة المقهورة وقلبها يستعيد أحزانه لتتوحد معها بكيانها المُدَمَر
وطفلها .. منظره الحائر أقسى عليها من كل ما مرت به .. ترى طفولته بأسمى معانيها تتغنى بأناشيد الحياة .. وهو بانتظار رجل ما يعرف سوى الموت
صوتها تاه كعمرها تحاول كتم شهقات البكاء فتمسح وجهها قائلة بنبرتها المقتولة

" نعم حبيبي .. يحبك كثيرا "

يقترب كريم منها تميل زاويتا شفتيه لأسفل ببكائها هى فيمد يديه الصغيرتين يمسح دمعها ولا زال يسأل بحزنه

" كيف وصل إلينا الآن ... كيف ... ؟! "

حزن يقطع القلوب وعيناه تغيمان ببراءته الفطرية
ترتجف أنفاسه ترقبا بأفكار لا تنتهي برأسه الصغير فتحتضنه اسما لصدرها تشعر دقات قلبه السريعة تقول

" كريم .. كريم حبيبي .. والدك سيجيبك عن كل اسئلتك لكن انتظر قليلا فقط "

يبتسم محتضنا عنقها بقوة قائلا بلا تصديق

" سيكون لي أب مثل أصحابي ! "

تبكي اسما هائمة فوق الغيوم التي تحملها هنا وهنا كريشة طائرة بلا عنوان .. وجهها الوردي ينير بحجابها والرضا لكن فؤاد .. لعنة
انتفضت فجأة وجرس الباب يرن فاندفع كريم نحوه ليفتح وهى تهتف

" كريم انتظر ... "

وقف كريم يرفع عينيه لأعلى ينظر للقادم المهيب بطوله المسافر فيعقد حاجبيه متسائلا باستغراب

" أنت ؟! "

بلا حركة .. بلا صوت .. يحدق فؤاد به وهو يتابع بإحباط

" أنت ... الرجل الذي قابلناه في النادي !!.. أنت قلت أنك صديق أمي "

يزدرد فؤاد ريقه على الحجر العالق بحلقه وكريم يدخل قائلا بقنوط

" ماما .. هذا صديقكِ أنتِ ... أبي لم يأتِ بعد "

تلقى طعنات الكلمات بصمته النابض صخباً سرياً
وقفت اسما تنظر إليه وهو على عتبة بابها وتوقف معها كل شيء .. الماضي يجاوره .. في أعتابه السوداء .. ينتظر نهشها بحرفية الذكريات القاتلة
وهو .. شاحب الوجه مظلم الملامح قدمه لا تقدر أن تخطو خطوة واحدة ولسانه ينعقد فلا يستطيع إلا

" أنا .... "

لم يكن صوته .. لم يكن كما عرفته .. كان مجرد رجل يمتلك شيئا حقيقيا ذو قيمة لأول مرة بحياته
رجل ثاكل المعاني فلم يعش إلا الدمار وحرب استنزاف البشر .. رجل يريد الصراخ مناديا ملاذ الأمان فيرد الصدى .. ما لك من حبيب
حسبها عيناه .. عيناه المطعونة وهو ينظر إلي ندبته الكبرى .. وذنبه الأعظم
حسبها لسانه الذي ردد بصعوبة

" أنا ... أنا ... "

يتعجب كريم من وقفتهما الغريبة فيسأل بتذمر

" أنت ماذا ؟! "

عليه قولها .. عليه أن يخطو تلك الخطوة .. الخوف كبله فجأة فتجلد قلبه رغم نبضه الهادر

بضخامة جسده العضلي الذي تبرزه ملابسه السوداء يقف شامخا .. لكن على أرض مهتزة
ألماً غريباً يشعره لأول مرة .. جميلاً حد البكاء .. مريرا حد السخرية .. ناظراً إلي ابنه الذي لا يعرفه
يحاول قولها .. وأخيرا قالها

" أنا .... أباك "


تغطي اسما فمها تمنع البكاء تترقب رد فعل كريم بتوجس وهو يميل برأسه يحدق بفؤاد بلا تعبير محدد ليقول بعدم فهم

" أنت ... بابا ! "

أطلق فؤاد نفسا حبيس صدره المشتعل مستمعا إلي كلمة حروفها من نار ونور .. كلمة تحمل الغربة والوطن
ذلك النور يكبر بروحه وهو يتأمل ابنه .. يتأمل وجهه الصغير المشرق وشعره الأسود الناعم وملامحه التي نُسِخَت عنه
يتحرك كريم نحوه قليلا ولهفته تخبو وتصحو ليتوقف قائلا

" أنت لم تكن تعرف اسمي ولا عمري !.. لقد سألتني في النادي "

نغزة ذابحة بصدره تفترق شفتاه طويلا ثم تنطبق بلا كلمات ليتقدم الخطوة العالقة يكرر

" أنا .. أباك "

ينظر كريم لاسما بعينين دامعتين يسأل بخفوت وشفتاه ترتجف بطفولة رهيبة الأثر

" هل هذا أبي ؟! "

تبكي اسما بصمت تهز رأسها إيجاباً فيعيد كريم نظره لفؤاد مدققاً بملامحه الغير مألوفة .. ملامح جامدة غريبة لا تشعره برأفة قلب ولا لين مشاعر لكن .. موجوعة
عيناه الدامعة تطرق أرضا بلا استيعاب تام يسأل

"لماذا لم تأتِ طوال ذلك الوقت ؟ "

يقترب فؤاد منه يرد بألم عميق لأبعد وأظلم أعماقه

" لم استطع الوصول إليكما .. رغماً عني "

يطرق كريم أكثر ليخفي دموعه الحزينة يرفع يديه يمسحها متسائلا

" أين كنت مسافرا ؟ "

ينخفض فؤاد أمامه على ركبة واحدة يجيبه بعذاب

" في بلاد بعيدة .... بعيدة جدا "

رفع كريم عينيه لوجهه القريب فينظر لعينيّ رجل يقول أنه أباه ليسأل مجددا

" أنت أبي حقاً ؟ "

ولأول مرة يشعر أنه قلب ميت ووجد نبضاً .. مسكن فارغ ووجد دفئاً .. وعلى قارعة الطريق ظلله أمناً
ولأول مرة يشعر بصدق إحساسه قبل كلماته

" نعم .. سأكون بجانبك ولن أحرمك من شيء أبدا بعد اليوم "

تتوتر أصابع كريم معا لا يعرف ماذا عليه أن يفعل فيواصل اسئلته

" لن تسافر مجددا ؟ "

يهز فؤاد رأسه نفيا عاجزا عن النطق
كان بحالة انهيار قائمة بذاتها .. لتقيم رجولته حداً فاصلاٌ بين حطامه ووقفته الأبية أمام الجميع
كونه المظلم الساكن به سنوات طويلة ينهض متنقلا لبعدٍ آخر نورانياً .. فلكٍ جديد تدور به شمس ساطعة على أفلاك أُجبر عليها
يلتفت كريم نحو اسما يسأل بتردد

" ونحن .. ألن نسافر أيضاً ؟ "

بين مسافات الأمكنة الضيقة يمتلئ ذاك الفراغ داخله بآشعة جديدة .. لطالما كان الملك على بلاط قصور الظلام
اليوم يعلن ملوكية إرث جديد .. إرث من صلبه يسحبه لتعانق رجولته حرية الاختيار
ولأول مرة يرغب بالتخلي عن سلاحه والتسلح من جديد بحياة حقيقية بدلأ من ضجيجه الأعمى
وبضجيجٍ مثير للنور تخرج أنفاسه هاتفة مع كلماته ويداه ترتجف وهو يمسك بكتفي ابنه

" لن تبتعد عني مرة أخرى يا كريم .. سنعيش هنا .. وتعرف عائلتك الكبيرة .. أعمامك وجدتك .. وأهلك جميعا .. ستكون مدرستك هنا .. وأجمل بيت تختاره ساشتريه لك .. فقط اطلب ما تريد وسيكون عندك "

تشيح اسما بوجهها الغارق دمعاً ممزقة القلب تعاني نزاعاً مؤلماً بين الحياة والموت ..
أهداها الموت يوماً مغلفا في هدية حبٍ كاذب
واليوم يهديها حياة معترفا بابنها .. لن تكابر بالإنكار أنها أرادته أن يعرف ولده .. كانت لتظل أماً وحيدة يحاسبها ابنها حين يكبر
تسمع كريم يسأل بنبرته الطفولية كسهام في قلوب مُعذَبة

" وستأتي وتحضرني من المدرسة كأصحابي ؟ "

عينا فؤاد تدمعان وكل ما به يعيش عذاباً وجعاً ندماً فترتجف شفتاه وهو يحاول التبسم مجيبا بصوت متحشرج بالألم

" كل يوم ساحضرك من المدرسة "

يدور كريم في أفكاره الطفولية الخاصة عن حياته القادمة ليقول مبتسما ببراءة

" شكرا "

قتلته .. لتحيي أبوة لم تحلق بعد في سمائه ، ولا تملك إلا جناحين كسيرين من شظايا الاعتراف
يقربه فؤاد إليه متحسسا ذراعيه الصغيرتين بإحساس أنقى من أن يوصف قائلا بنفس النبرة المتألمة

" لا تشكرني ... فقط قل لي .... بابا "

بابتسامته الجميلة ينظر كريم إليه يعقد حاجبيه فيشبهه وهو يرد

" لم أتعود بعد "

يغمض فؤاد عينيه بوخز الدمع الحارق وقلبه يهدر شوقاً إلي كلمة تحمل نجاته بين ثنايا حروفها
يجرب كريم الكلمة سراً ليقولها جهراً

" بابا !! "

غمره فؤاد بحضنه بكل قوته .. الواهنة هذه اللحظة .. لتسيل دمعة أب أخفاها في عنق ابنه وهو يضمه بعد غياب
وسطع النور شديد الحدة رغم جلد الذات .. فتجلت الصور والاسماء والذكريات الماضية لتقابل درب الاندثار ..
لكنها معاناة أن تحزن وسط جمال الفرح وصوت بركة يباغت عقله
يا ويلي كيف سيداويك ؟!.


يتبع....



نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 12:27 AM   #442

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

يتلقى أكرم مكالمة على هاتفه القديم بعمر عامه الجامعي الأول حين تلقاه هدية من الزهراء حيث كان الأحدث وقتها .. اليوم ليس معه ثمن شطيرة بجيبه .. تعطيه الزهراء مالاً لا يمسه ولا يريده بعد هذا العمر
منذ تعافى ينزل ويبحث عن عمل بلا جدوى .. فلا قيمة لشهادته الهندسية .. ولا ملاذ لذوات السوابق الجنائية
يفتح الخط مجيباً فيأتيه صوت مرتضى طيباً أصيلاً

" كيف حالك أكرم ؟.. سادخل بالموضوع مباشرة لعله خير .. أنا بالطبع اعرف بما حدث معك وجعلك تعتذر عن العمل بالورشة .. لكنك بخير وتتعافى وأنا بحاجة لأحد معي بالورشة بعد رحيل الميكانيكي الذي كان يعمل معي ... فكر في الأمر وانتظر ردك "

بدقيقة واحدة كان عمل يدق بابه فيتطلع من شرفته للسماء ينهي الاتصال باختناق

" حسنا يا مرتضى ساتصل بك "

يرد مرتضى برضا نفس

" قدم الله ما فيه الخير .. السلام عليكم "

أغلق الخط يتنفس بعمق عله يزيح ثقل صدره .. علّ نفسه ترضى داعياً ألا يحمله ربه ما لا طاقة له به
رغماً عنه ثقيلة عليه .. ميكانيكي بدرجة مهندس معماري !
وافق بالبداية لكن بعد خطبة دموع لا حياة لحياته الباقية.

زفر بضيق ممررا يده بخصلات شعره القصيرة ليخرج إليهما بالبهو فيرى الزهراء قادمة من غرفتها تحمل كومة أوراق وتدفعها على رجلي ألماسة قائلة بقوتها

" خذي .. هذه كل أوراق أبيكِ .. اعطيها للمحامي الذي لا اعرف من أين احضرتِه لترفعي القضية التي لا ارضى عنها "

أجفلت ألماسة قليلا ثم عاد وجهها لصلابته الجامدة وهى تنظر بعينين متسعتين نحو أمها ثم تبدأ في فرز الأوراق وكل ورقة تمر تزيدها غضباً داخلياً حتى نهضت تتجه للأريكة حيث تجلس الزهراء تعطيها ورقة قائلة بغضب

" انظري أمي .. انظري إلي الأوراق .. هذه حجة الأرض التي تثبت أنها لأبي "

تعطيها ملفا آخر ليرتفع صوتها أكثر

" هذه عقود شراكته مع أخيه في المصانع "

تنظر الزهراء للأوراق القديمة بانزعاج ثم تنظر لألماسة وصوتها يعلو بجنون

" كل هذه حقوقنا وتريدين السكوت عنها ! "

وقفت الزهراء تهزها من ذراعها وصوتها يعلو فوقها بصرامة الأمومة

" اخبريني ماذا يحدث معكِ ؟!.. ما الذي جرى لكِ ؟! "

تبتعد ألماسة عنها تشد جانبي شعرها وهى ترجعه للخلف بغضب كاد تقطيعه صارخة بملامحها المشتدة وعينيها المتسعتين بلا وعي

" تسألين ماذا حدث لي ؟!.. حقاً ؟! "

بحالة فاقدة للعقل لا تنتبه لما تقول يتفجر كل غضبها بهول حمم الحزن فيها تصرخ حتى ضاع صوتها

" انقلبت حياتي كلها ومات خطيبي وطُرِدت من عملي واكتشفت أن أبي قتل أخيه وابن عمي يريد قتلنا جميعاً ولنا كل هذه الحقوق ونعيش طوال عمرنا في حي شعبي في شقة مثل الجحر هاربين لا نعرف أحداً ولا أحد يعرفنا ... بعد كل هذا تسألين ماذا حدث لي ؟! "

يعلو صدرها ويهبط بقوة تنفسها ووجهها يدفع الدماء عنفا بقسماتها أمام الزهراء المصدومة لتستدير تدخل غرفتها صافقة الباب لتنتفض أمها
تقدم أكرم من الزهراء يحيط كتفيها قائلا

" اتركيها أمي .. لا تمنعيها حتى لا تلومكِ يوماً .. لقد تأذت كثيرا "

تسيل دموعها وهى تجلس جسدها يرتجف كعادتها بأي شجار فتقول بحزن

" لأنها طوال الوقت صلبة لم اشعر بكل ما حدث لها .. اعرفه لكن حين ... حين قالته كله هكذا شعرت أنني لا أدرك ألمها حقاً "

يجلس أكرم جوارها يضمها إليه لتهدأ يرد

" لقد انشغلنا بانتقالنا وما حدث لي وما يفعله فؤاد ونسيناها "

تمسح وجهها الرقيق بملامحه الطفولية غير ظاهرة التجاعيد تزينه شعرات فضية متناثرة بشعرها الأسود لتقول بضعف

" هل توافقها على القضية ؟.. أنا لا أرفض لكن أخاف عليكما شر فؤاد "

صمت أكرم قليلا تغيم عيناه بإرادة قديمة ليجيبها

" أنا نزلت يوماً لأطالب بحق وطني أمي .. ضاعت سنوات من عمري لكلمة حق أردتها .. قد أكون تغيرت لكن .. كيف امنعها عما قمت أنا به قبلاً ؟! "

تهز رأسها بحزن متزايد وهى تقول بإصرار مرير

"فؤاد لن يجعلنا نأخذ أي شيء ... لن ننال أي شيء ... لكن .. لن اترك ابنتي وحدها "

مرت لحظات بصمت بائس على أسرة صغيرة ما رأت فرحاً بسنواتها الأخيرة .. وربما بحياتها .. منذ تيتما بموت أبيهما
واليوم .. يأتي ابن عمهما ليحل كارثة عليهم .. إنه يحلم !!
تلمع عينا الزهراء بعزمها الأخير وهى تقول بجدية

" فلنرفع القضية باسمنا جميعاً .. ما عاد الاختباء مجدياً "

تغمض عينيها على صدر أكرم وشفتاها تهمس آية الطمأنينة من الله سبحانه

" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا "

وبداخل غرفتها كانت ألماسة تبكي عمراً ضاع .. عيناها حمراوتين كالدامية ووجهها منتفخاً حتى لم تعد تتعرف على وجه الألماس بها
لقد أخذت لها الحياة موعداً دائماً في معاقل الحزن .. أمام الزخم الجمالي للسعادة البسيطة التي كانت تشعرها حسدتها الحياة عليها فأخذتها كلها
كلما تذكرت ما انقلب بدنيتها بأيام قليلة ينصعق عقلها شاعرة بالدوار ..
مشاعرها تدور منها .. وهى تدور معها
والوجع .. كاسر لا يرحم ..
كل عذابات الدنيا ولهيب نيرانها يتأجج في روحها هذه اللحظة
كل سحب الحزن تسقط أمطارها ببذخ فوق وجنتيها تشارك الشتاء الممطر ..
ويتداعى قلبها ألما في لحظات تنفصل فيها عن الواقع وصورته تتجسد بخيالها حاملة رسالة الأنين ..
ماهر .. رحل ولن يعود
فلتتذوقي نيران .. الفؤاد !.

...........................


بعد أيام قليلة

بمكتبه بالمصنع دخلت الفتاة الجديدة التي استبدل بَهار بها تستأذنه قائلة بجدية

" سيد فؤاد .. هناك إعلان من المحكمة باسم سيادتك يجب استلامه "

سيد وسيادتك !!.. واسمها نوال !.. آآه .. رحمكِ الله يا بَهار !

رغم وجومه الدائم هذه الفترة معيداً حساباته منذ ظهور كريم ينظر فؤاد إلي تلك الفتاة بملابسها المحترمة الأنيقة وملامحها الناعمة المكتفية بملمع شفاه يحيطها شعرها الأسود المرتب بجدية تشبهها !.. هو اختارها عقاباً له !!

يشير بيده بلا اهتمام أن تحضره فتتجه نوال للباب تبسط كفها ليدخل رجل حاملاً الاعلان على دفتر كبير يتجه نحوه يسلمه ورقة ثم يقول

" وقع لي هنا من فضلك "

يقرأ فؤاد أولاً فتتبدل ملامحه لعبوس غاضب وعيناه جمرتين تنهب السطور التي تحمل اسمه واسماء عائلة زاهد
وقف فجأة متحفزاً بشراسته الفطرية فيتراجع الرجل متسع العينين مشيراً للدفتر يكرر بتوجس

" من فضلك وقع لي بالاستلام "

ظل ثوانٍ سبابته تنقر على المكتب مفكراً ثم وقع باستلام إعلان القضية بالفعل ليخرج من المصنع منطلقاً بسيارته ..
خطوة تأخرت بانشغاله بابنه وعليه القيام بها !.

وصل فؤاد لمكتب المقاولات الخاص بعمه قاسم فيدخل دون انتظار كلمة السكرتيرة يضع الاعلان على مكتب عمه سائلاً بنبرته الآمرة

" كنت تعلم بهذا أليس كذلك ؟! "

نظر قاسم للورقة ليرد بهدوئه البارد

" كنت اعلم وتركتهم لأني اعرف أنهم لن يأخذوا معك حقاً ولا باطلاً "

يميل فؤاد نحوه بنظرة مدققة مقلقة ليسأل بخبث

" ما الذي تخفيه عمي ؟! "

يتراجع على كرسيه بملامح مغلقة يجيبه

" لا شيء "

يرتكز فؤاد بذراعه على المكتب بينهما عيناه الحادة بعينيّ قاسم قائلاً

" لا أظن أن ابنة أخيك تكذب حين قالت عمي قاسم يعرف الحقيقة !.. ماذا تقصد بالحقيقة ؟! "

أشاح قاسم بوجهه صامتاً وفؤاد يحدق به مفكراً حتى اعتدل واقفا ليقول بنبرة مريبة الأفكار

" راسل هو الظالم كالعادة إذاً ! "

ينظر قاسم إليه صمته يؤكد أكثر من الكلام فيبتسم فؤاد وعيناه تضيقان بأفكاره الشيطانية ليسأله كأنه يسأل عن غريب وليس والده

" ما الذي فعله ليجعل زاهد يصل لدرجة قتله ؟! "

نظر قاسم أرضاً والأفكار تتسارع بعقل فؤاد ليضحك فجأة ضحكة خبيثة يقول اسماً مغزاه واضحاً

" الزهراء ؟! "

تنهد قاسم وهو يقف يلتف حول مكتبه ليتقدم منه يرد

" لا تنبش الماضي أكثر .. ابتعد عنهم "

كل شيء كان ينكشف وحده لكن الهام بعد اليوم مَن يعرف وليس ما عرفه !.. ولا يهمه ما فعله والده بقدر أهمية الحفاظ على اسمه هو وسط عائلته ! .. راسل ورفيع زرع شيطاني مثله .. مُتوَقع منهما أبعد من هذا !
وهو .. لم يكن له خير بأحد .. الجميع تحت أوامره واليوم يأتون مطالبين بتعب سنوات بحق امتلاكهم القديم .. يحلمون لا أكثر !!
لذلك خفتت ابتسامته لتشع عيناه نارها كنوايا كلماته

" بعد هذا الاعلان ؟!.. لا أظن يا عمي "

يستدير فؤاد مغادرا أمام عينيّ قاسم السلبية لكنه يلتفت مجددا قائلاً بنبرة مخيفة

" ولا تهمني معرفة شيء أكثر .. اخبرهم أنهم يفتحون النار .. واخبرهم عن نار فؤاد رافع "


.............................


في غرفتها الباعثة على هدوء النفس حيث لا شيء بالخارج تدخله معك إلا مشاعرك الصادقة .. هذا جمال الجلوس معها .. ترتاح إليها .. نعمة من الله وهبها لبعض عباده .. أن تقر النفس قبل العين برؤيتهم
يمسك عماد بيدها مبتسما جالساً أمامها حيث تجلس على كرسيها الأثير بزاوية الغرفة العطرة ببخورها الدائم تنظر له بعينيها الرمادية تقول برضا

" ابلغتني نصرة أن الشيخ رشاد يرسل لي سلامه .. وبعث لي ببخورٍ من طيب أرضنا "

يقبل عماد يدها لينظر إليها قائلا

" سامحيني يا بركة أني لا أزوركِ هذه الفترة .. انشغلت قليلا و ... "

تألمت .. كاد يقولها وعيناه تعكس أسى الفقد والخسارة لرجل اعتاد التألم
ما كان يوماً ناقماً على وضعه بل حمل صخر طريقه ? نداء استغاثة عله يجد روحه بعد الفقد الأول ..
ليأتي الفراق الثاني اكثر وجعا .. اطلقت سراح روحه لتجعلها هائمة في فراغ شاسع ممطر .. مطر كالهاطل منذ صباح وعد مُخلَف خلف نافذة صار ما يرى منها صفاء سماء .. ولا حركة موج
تشد بركة على يده تعيد عينيه المسبلة لعينيها وهى تهز رأسها تقول بنبرتها القروية

" سيُجبَر خاطرك يا ابن الزِيِن "

يخفق قلب عماد بوجع رهيب في حالة انفصال تامة منذ الرحيل .. يجالس يحيى مع أحزانه .. يرتاح بوصال كموسيقى تثلج حرائق جراحه .. ويفني نفسه الباقية لأجل روينة
وهو .. لا حياة .. قد خفتت فيه تطرفات التحدي ورصاصات الانطلاق
ترفع بركة عيناها لأعلى تتنهد بملامح تجذبه أكثر لتغمضها داعية

" آآه .. ربي يجبر خاطرك يا ابن الأصول "

يطلق عماد نفسا غير مسموع تاركاً يدها لكن ألمه طال ثنايا قلبها النقي فتنظر للبعيد متسائلة

" كيف حاله الغالي مَن أعطيته اسم عائلتك ؟ "

عادت ابتسامته مغمورة بالحنان وهو يرد بوجعه

" يحيى بخير .. ادعِ له يديمه الله لي .. لن أقدر من دونه "

تسحب بركة نفساً طويلا متحشرجاً بصدرها العجوز لتتسع عيناها مشعة كنبرتها

" يحيا .. ثوابه في ميزانك لو تعلم كبييير "

تنحني عيناه السوداء حزناً رغم بسمة أمل يؤكده لنفسه .. لمسة حزن تضفي عليه جاذبية لا تُقاوم ? غريب غامض مثير للدهشة
تلك الدهشة التي تلفك كأنفاس ساخنة ترحب باقتحامها قدر الرغبة في الخلاص منها
وصوته العميق يحمل تلك اللمسة الرجولية

" طمأن الله قلبك يا بركتنا "

تبتسم بركة وهى تهز رأسها يمينا ويسارا شفتاها تتمتمان بشيء ما .. لطالما كان عماد غاليا على قلبها .. لسانه المعسول وقلب العاشق به يتضافران مع أصل رجال الوادي الخشن ليمتزجا في شخص عماد
حين تراودها الرؤى عن فؤاد على حين منام ترى النار حية .. وحين تتذكر عماد تراها .. فتبلغه بنبرتها الروحية

" جاءتني السلاف في منامي بالأمس "

طرقة قلب عنيفة بصدره وعيناه تشتد كيده التي تقبضت وهى تتابع بصوتها العميق


" وجهها مضيئا كالبدر في تمامه .. ربي زرع في قلبيكما المحبة .. طاهرة يا ولدي .. والطاهرة نطقت اسمك "

يمرر كفه من جبهته لشعره حتى تستقر على مؤخرة عنقه مطرقا وتفكيره يتوقف أمام هول الحنين ناطقا بخفوت

" اشتقت إليها .. كثيرا "

تغمض عينيها ورأسها ما زال يهتز وأفكار تتدفق بعقلها فتقول بتلك النبرة

" والشوق إلي ابنة المهدي قتال يا ابن الزِيِن "

يرفع عينيه لها مصدوما يفيض قلبه بهدر النبضات وعيناها الموجية تتجسد بخياله محلاة بياسمين محياها وبركة تردد بشرودها الجميل

" ليست صدفة .. ليست صدفة "

صدفة المهدي .. تلك الأنثى التي أخفاها كالسر قابعة في زوايا كيانه تحتلها ? غمر البحر
وعلى حين وعد بعمرٍ قادم دفعته لمخزن ذكرياته ومستودع اللا وعي راحلة ..
اخبر عنها أقرب اثنين إليه .. بركة ووصال .. وكان يتمنى لو اخبر عالمه عن أنثى حين تنظر .. تعيد دوزنة الحب على إيقاع ألمه

أنثى بإمارة البحر .. بلون الفضة .. بعبق العود .. لكنها بطعم تفاحة محرمة
وغربته اليوم بلون مهاجر ضاقت به السبل يشكو

" وجدتها .. وضاعت مني مجددا .. لا تحتمل وضعي وليس هناك حل لأكون معها بدون أن اؤذي وصال وروينة .... تركتها حتى لا اؤذيها أكثر "

فجأة ضحكت بركة وعيناها مغمضتين لتكرر

" سيُجبَر خاطرك ... سيُجبَر خاطرك "

يتحرك حلقه بصعوبة مبتلعاً غصة الشوق والتمني المسكوت عنه .. أن يكون لها وحدها ولا يريد سواها .. نبضة أنانية يدفنها متذكرا حياته
يمسك يدها المجعدة يقبلها مجددا وهو ينهض مستنزفاً قائلا بإرهاق

" سأذهب .. لن اتأخر عليكِ مجددا "

تسند بركة رأسها للخلف منتظمة الأنفاس وهو يغادر الغرفة فتوقفه قائلة بنبرة عجيبة

" اتمم سترك على ليلة الزِيِن الغابرة يا عماد .. اتمم عليها تنل ما تريد .. معدنها أجوف يا ولدي وطريقها عار .. اتمم عليها تنل ما تريد "

اتسعت عينا عماد شاعراً بالقلق حوله يحاصره في حيز مكاني شديد الضيق .. يخنق أنفاسه لكنه يعطيه إشارة ما ..
ذلك الستر سجانه .. فهل يرضي السجان لتتكسر قضبانه ؟!



دخل عماد الشقة بأحاسيس غريبة تتضارب داخله .. بين الكره ورغبة الخلاص .. وعبء خيبات الأمل على صدره
هنا تضيق الجدران في حيز سجنه .. وكلمات بركة سوطاً ناعماً بيد ليلة .. ناعماً لدرجة الخطورة القاتلة
تسرع ليلة نحو الباب متفاجئة بسؤالها

" عماد !.. لماذا أتيت اليوم ؟! "

يرتفع أحد حاجبيه وعيناه فقط تلمسها من قدميها في خف بيتي مثيرة أحباله الرفيعة ثم قميص نومها سكرياً حريرياً يقارب الشفافية فيصعد لوجهها متسائلا بنبرة تماثلها إغواءا

" هل أذهب ؟! "

يرتجف جسد ليلة بنظراته فتمسد مؤخرة عنقها تجيبه بابتسامة

" لا بالطبع ! "

نظراته مريبة بالفعل .. شعرها المصبوغ بنياً بيوم ميلادها يقلقه أكثر !
ومنظرها هذا وهى وحدها يقلقه أكثر وأكثر !.. ربما لأنها حين تتوقع قدومه تستعد بكل أسلحة جمالها لكن هذا الجمال الليلي ... !
حين ظل واقفا يتأملها طويلا اقتربت منه تسأل بنظرة حادة وشفاه مرسومة

" هل اطلب لك عشاءاً ؟ "

تحمل عيناه مكراً غير معتاد وملامح متلاعبة تعاكس صرامته تماما فتتسع ابتسامتها وهى تلف قدم حول الأخرى باشتهاء
ألا ينتهي صبرها الآن ؟!
يزفر عماد بيأس ملقيا نظرة على تلك القدم الانسيابية وهو يدخل البهو فيلقي سترته المعلقة باصبعه على كتفه على أقرب مقعد ويقف يضع يديه بخصره لا يعرف ماذا يفعل ؟! .. هنا ؟!
وهى أيضا لا تعرف ماذا يفعل هنا ؟!
تزم ليلة شفتيها وهى تقف خلفه بتوتر حراري رهيب بمنتصف هذا الليل البارد لتتحرك أمامه تسأل

" لم تخبرني لماذا أتيت ؟!.. هل هناك شيء ؟ "

لا يرد محدقاً بعمق عينيها فتعض شفتها بأنوثة تقول بتردد

" أريد أن اسألك شيئا "

ما زال بنفس ملامحه العجيبة رغم وجومه صامتاً فتعتبر صمته إذناً لتسأل بنظرة كره طلت من عينيها بلا وعي

" هل تقابل تلك الفتاة مجددا ؟ "

ظل عماد بصمته الواقف على الأطلال .. يحادث أحجاراً تفهم لغة واديه وانفجارات مزاجه على مهل .. على شوق .. على غضب
سفينة تغرق برئيسين !.. وهو ربان سفن حياته العديدة المُشرَعة على شواطئ بلا هوية
تجعل دماؤه تفور غضباً وهو ينظر لوجه ليلة صحراوي الجمال .. وكثافة شعرها المتموج الخارج من محبرة الأنوثة الطاعنة
غضب بذكرها صدفة جعله يضحك فجأة ضاغطاً أعلى أنفه لأنه سيؤذيها حتماً لو ترك نفسه فتسأل ليلة بضيق

" علام تضحك ؟ "

لم تسأله عنها منذ رأتها بشركة التأمين لكن الليلة فرصة معرفة وهو بحالته هذه على غير هدى !
لكنه أشهى غموضاً وأكثر دفئا بضحكة الرجولة على شفتيه
تتوقف ضحكته يجيبها بنبرة غريبة يسكنها ألم لم تفهمه


" أليس غريبا أنها ضاعت بسببكِ لأعود واقابلها مجددا بسببكِ أيضا ؟! "

تغيم عيناها حقدا وهى تقترب منه تسأل بغل

" أنت تقابلها ؟ "

يناظرها عماد ببرود يكاد يرى دخان ملامحها رغم الفتنة الجريئة لكنها .. لا تسمن قلب ولا تغني جوع رجولة
يهز رأسه نفيا بذاك البرود متمعناً بوجهها الذي يلين متلوناً بدهاء الأنوثة لتُرسَم أجمل ابتساماتها وهى تقف أمامه ترفع عينيها لعينيه قائلة

" أحلى ما فيك أنك لا تكذب .. إذا كنت تقابلها لقلتها وأنت تنظر في عينيّ ! "

مسكينة ليلة !.. تظن أنها قد تكسب يوماً مربعاً ولو صغيراً في رقعة قلبه الشطرنجية .. رقعة من الأبيض والأسود
الأبيض وصال ويحيى .. الأبيض روينة .. الأسود وجع وعذاب وجرح عمرٍ ماضٍ وعمرٍ قادمٍ .. الأسود غضب وصراخ وحطام
لا مكان لها بكيانه .. قد تكون هى سبب الأسود لكن ليست فيه ولن تكون

تقترب ليلة أكثر حتى كادت تلتصق به عطرها الثقيل يغمر أنفه بشعاً على روحه فترتفع يداها بحذر تنتظره أن يوقفها لكنه لم يفعل .. حتى استقرت يداها على صدره لتقول بنبرة خافتة ضعيفة

" أنا آسفة أني أقمت حفل عيد ميلادي دون علمك .. اعرف أنك غاضب مني أكثر من يومها "

تنخفض عيناه لحظة ليديها على صدره ثم ترتفع بنظرة جادة كملامحه وهو يقول قاصدا كل حرف واجم بكلماته

" وهل تعرفين كم أكرهكِ ... هل تعرفين أنكِ نقمة في حياتي .. أنكِ بلاء فوق رأسي ؟ "

لو لم يتزوج ليلة لكان مع صدفة مذ رآها .. لكان حراً أن يملك ما يريده هو ..
يشعر بالغضب المقيد انفجارات حادة داخله فتمتد كفه لجانب خصرها يطبق عليه بقسوة .. على الحرير الرقيق يريد إيلامها لكنها اقتربت أكثر حتى انطبع جسدها على جسده يشعره

تفترق شفتاها بلا اهتمام لما قال وأنفاسها تتسارع بارتعاشها .. فورة الرغبة حمى رعدية تصيب جسدها بيده على خصرها .. وقربه المهلك .. رائحة رجولته البرية
ترتفع ذراعاها أكثر حول عنقه تغمر وجهها في رقبته بتأوه تقول بنبرة حارة

" اعرف اعرف .. لكنك لا تعرف كم أحبك .. اعشقك "

ليلة .. امرأة من ملح .. تكوي وتلهب ولا تملك دواءاً .. هى الداء نفسه
لوحة مزيفة الجمال حد الاشتعال بآهات شفتيها على رقبته
يبتعد عماد خطوة لا يطيق لمستها فعلياً فتلتصق به مجددا لتمد جسر العاطفة بدعوة مساء فاتنة الهمس

" لا تتركني .. كن معي مرة واحدة فقط .. اغمض عينيك وتخيلني وصال ... اغمض عينيك وتخيلني روينة "

ينفعل عماد وهو يمسك كتفيها يبعدها لا يصدق ما تقول هاتفاً بغضب

" لــيــلـة "

تمتزج أنفاسها معه بدقات قلبها الهادرة فتحيط عنقه بكفيها تهتف بهذيان

" المسني عماد .. قبلني مرة واحدة فقط "

يتنفس عماد بعنف ناظرا لوجهها الأحمر وجسدها المكشوف متوهجا .. ولا يدري كيف اختفت يداه في كثافة شعرها لــ....




انتهى


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 12:28 AM   #443

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


من داخل مساجد مصر

مسجد سادات قريش





مسجد عمرو بن العاص











مسجد السيدة زينب





مسجد احمد بن طولون








الازهر الشريف












مسجد الحاكم بأمر الله








مسجد الاقمر












مسجد الحسين









مقتنيات سيدنا محمد ص بمسجد الحسين




مسجد سيدي أحمد البدوي













بأيام المولد




مسجد سيدي ابراهيم الدسوقي










مسجد محمد علي









جدار القبة من الداخل



سقف المسجد




مسجد الناصر بن قلاوون



مسجد الصحابة







مسجد الفتاح العليم













التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 04-02-20 الساعة 01:15 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 12:55 AM   #444

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 81 ( الأعضاء 32 والزوار 49)

ام زياد محمود, ‏rasha emade, ‏amira bacha, ‏Malak assl, ‏aa elkordi, ‏ارج هاجر, ‏ام سليم المراعبه, ‏Khawla s, ‏م ام زياد+, ‏نجوان محمود, ‏جنون امراه, ‏يمنى ذيب, ‏Yasmin yousef, ‏Ramroma3, ‏روان أحمد فهمي, ‏jassminflower73, ‏نوره صانع, ‏MonaEed+, ‏قمر صفاء, ‏فديت الشامة, ‏Nesrine Nina, ‏هنا بسام, ‏abomadleen1, ‏فاطمة توتى, ‏زهراء2, ‏ام الارات, ‏حلا هشام, ‏سحاب الحربي, ‏بيلسآن, ‏rokaya


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 01:01 AM   #445

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخير يا غالية ..

فؤاد انكوى بنار الولد ..الولد الذي اضاء له ظلمة روحه قليلا ..

يا ترى ما خطوته التالية ..
قسوته مع بهار هل كانت بمحلها ام انه صنع له قبرا اخر ..


وعماد واه منك .. ها قد غرقت مجددا ..فكيف الخلاص ..



اليوم حابة اشكرج على مجهودك في جمع المعلومات التاريخية حول مجال البناء ..كل فصل كان يحتوي جزء كبير من الشرح الوافي الخاص بتأريخ مصر وثقافتها ..

انت مبدعة ..
سلمت اناملك
..


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 01:19 AM   #446

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 89 ( الأعضاء 34 والزوار 55)

ام زياد محمود, ‏Ramroma3, ‏rowdym, ‏فاطمة توتى, ‏ارجو عفوك, ‏nonyram1, ‏ام الارات, ‏ام نورين, ‏ماري ماري, ‏Malak assl, ‏Elhouda, ‏Khawla s, ‏رانيا زهير, ‏MonaEed+, ‏همس البدر, ‏rasha emade, ‏amira bacha, ‏aa elkordi, ‏ارج هاجر, ‏ام سليم المراعبه, ‏م ام زياد+, ‏نجوان محمود, ‏يمنى ذيب, ‏Yasmin yousef, ‏روان أحمد فهمي, ‏jassminflower73, ‏نوره صانع, ‏قمر صفاء, ‏فديت الشامة, ‏Nesrine Nina, ‏هنا بسام, ‏abomadleen1


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 01:26 AM   #447

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

رحلة ممتعه جدا فى مساجد مصر مع شهاب غير صدمته برؤية ايزارا وهى فى الجامعه شكلها وراها حكاية كبيرة
ماسة قررت تنتزع حقها هى واخوها وامها بالعافية من فؤاد بس لغاية امتى عمهم هيفضل على صمته وليه خايف من انفضاح سر اللى حصل زمان هل الموضوع فعلا ليه علاقة بالزهراء

فؤاد جميع الجبهات عليه دلوقتى .. بهار ومحاولتها ربطه .. ذنبه القديم اللى ظهر مع اسما وكريم .. محاربة ماسة ليه علنى

بس بالرغم من احساسه بالذنب مع اسما الا انه ما زال متجبر مع ماسة ومش عايز يبحث جديا عن الحقيقة ويديهم حقهم

اكتر حد يحزن القلب فعلا هو اكرم يا رب جوازة دموع تبوظ

عماد يخربيتك اهمد بقى بس مافهمتش كلام بركة ليه عن ليلة هل فعلا هيتمم جوازه منها ولا ايه الحكاية معاها
تسلم ايدك ياجميل الفصل روعه


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 01:38 AM   #448

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك ياقمر الفصل روووعه 😍😍
انا خفت من كلام بركه مع فؤاد
قرر يتزوج اسما وتستحق بعد كل هالعذاب موت اخوها لعبه فؤاد للحصول عليها وناتج ابن وكم قلبي وجعني على حوارهم 😭😭
ليله وحده حقيرة قال اتخيلني وصاول قرف يقرفها وهو ماصدق ومسك شعرها غبي منه في هالعماد😒
يانورا نفسي اعرف شو قصه الزوجات الثالث 😂😂
المأسه ياترى رح تقدر لفؤاد وتسترد حقها وحق ابوها
وشكله الزهراء السبب بقتل الاخ لاخوة
اكرم نفسي يتحرك واقف زي الحيط😂😂


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 01:56 AM   #449

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 103 ( الأعضاء 29 والزوار 74)
‏sandynor*, ‏الماسه مياسه, ‏قمر صفاء, ‏رانيا زهير, ‏hadeer22, ‏Zozaaaaa, ‏Racha785, ‏Khawla s, ‏همهماتى, ‏زهره ابي, ‏Tankosha, ‏ريما حرب, ‏jassminflower73, ‏Ramroma3, ‏فاطمة توتى, ‏ارجو عفوك, ‏nonyram1, ‏ام الارات, ‏Malak assl+, ‏Elhouda, ‏MonaEed, ‏rasha emade, ‏amira bacha, ‏aa elkordi, ‏ارج هاجر, ‏ام سليم المراعبه, ‏م ام زياد, ‏نجوان محمود


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 02:26 AM   #450

ام الارات

? العضوٌ??? » 390163
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 588
?  نُقآطِيْ » ام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond reputeام الارات has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل مليان شجن ... من اوجاع قؤاد .... لعذابات الماس ... وحيرة عماد برغم كل اللي عنده الا انه مش كفاية ليه
ياترى الست البركة دي ما منعتش فؤاد عن اللي حصل ليه عرفت تعيش بعيد عن ابنها اللي مات وهي ببركتها دي ماعرفتش اللي حصل ايه ولا تعرف تحمي عيلته ... قصدها ايه بتم سترك .. قصدها يتم جوازه بيها ولاااا مايطلقهاش وبس ... والله انا خايفة تطلع بنت بنوت وهي عملت كل الدراما دي عشان تجبره يتجوزها ... وتكون هي راحة قلبه ويرحم نفسه من كتر الحريم ... كلام بركة عن ابن وصال ياترى من اغتصاب ولا ابوه عليه طار ولما سماه على اسمه كده حماه .... هيفضل عماد ده لغز مستفز بالنسبة ليا ... ومش متخيلة ازاي حريمه هيرضوا حتى وان وافقوا عشان خاطره بس عمر ما عيرتاحوا ولا قلوبهم تصفى .. يحيى انا فهمت انه مريض اهه ممكن يموت ... وبعدييين هوه انا كل ما اتكلم اموت حد عيب عليا ... انا مالي خليها انت ياستي زي ماكلكعتيها 😘😘


ام الارات غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.