آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          دميمة لعنها الحب (3) للكاتبة منال سالم "زائرة" *كاملة مع الروابط* (الكاتـب : منال سالم - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          Carole Mortimer (الكاتـب : Breathless - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          539 - سديم الصباح - ليندساي آرمسترونغ - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-20, 11:46 PM   #751

فاطمة توتى

? العضوٌ??? » 417864
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » فاطمة توتى is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضور فى انتظار الفصل

فاطمة توتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 11:47 PM   #752

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 63 ( الأعضاء 24 والزوار 39)
‏Solly m, ‏فاطمة توتى, ‏ارج هاجر, ‏هدى هدهد, ‏ام زياد محمود, ‏Ramroma3, ‏Besssma, ‏Mai shahin, ‏asaraaa, ‏Ektimal yasine, ‏بيبوبن, ‏Meem*, ‏hadeer22, ‏Tankosha, ‏ريما دودو حياتي, ‏هنا بسام, ‏safsf, ‏رودينا ابراهيم, ‏rashid07, ‏dorra24, ‏Mmmma, ‏نسيم الحياه, ‏ام سليم المراعبه, ‏bassma rg


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 11:50 PM   #753

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 776
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجييييييييل حضووووووووور

ام جواد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-06-20, 11:54 PM   #754

ام جواد
 
الصورة الرمزية ام جواد

? العضوٌ??? » 443659
?  التسِجيلٌ » Apr 2019
? مشَارَ?اتْي » 776
?  نُقآطِيْ » ام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond reputeام جواد has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 64 ( الأعضاء 25 والزوار 39)
‏ام جواد, ‏Solly m, ‏هدى هدهد, ‏فاطمة توتى, ‏ارج هاجر, ‏ام زياد محمود+, ‏Ramroma3, ‏Besssma, ‏Mai shahin, ‏asaraaa, ‏Ektimal yasine, ‏بيبوبن, ‏Meem*, ‏hadeer22, ‏Tankosha, ‏ريما دودو حياتي, ‏هنا بسام, ‏safsf, ‏رودينا ابراهيم, ‏rashid07, ‏dorra24, ‏Mmmma, ‏نسيم الحياه, ‏ام سليم المراعبه, ‏bassma rg
أدوات الموضوع


ام جواد متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 12:04 AM   #755

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,962
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

فييي فصل اليوم صبايا او لأ بعد اذنكن

Ektimal yasine غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 12:04 AM   #756

Solly m

? العضوٌ??? » 434739
?  التسِجيلٌ » Nov 2018
? مشَارَ?اتْي » 460
?  نُقآطِيْ » Solly m is on a distinguished road
افتراضي

عندي سؤال لو حد يفيدني
هل الكاتبة ساندي نور لها جروب على الفيس ؟؟
لو حد يعرف ممكن مشكور يكتبلي اسمه وانا حدور عليه


Solly m غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 12:04 AM   #757

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور علي نار ياساندي❤️❤️❤️❤️❤️

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 12:08 AM   #758

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي





البريق السادس عشر ... الجزء الثاني


تجلس عديلة جوار أختها على سرير الأخيرة تتشبث بطرف ثوبها الأسود مقربة فمها من أذن تحية بالقول الخافت

" اسمعي كلامي تحية .. لا تتركي رنوة لإخوتها .. أنتِ أمها ولكِ القرار عليها .. سنزوجها في بلدتنا ونستر الأمر .. نديم رافع حدثني مجددا في زواجه منها .. فلنوافق وننهي الأمر .. نديم منا وعلينا ولن يفضحها "

انتفضت تحية مبتعدة عنها ضاربة على صدرها ترد بذعر

" ما الذي تقولينه عديلة ؟!.. هل تدركين معنى كلامكِ ؟.. معناه أن تموت رنوة بيد نديم بدلا من أيدي إخوتها !! "

جذبتها عديلة إليها من جلبابها لتجادلها بقوة

" لا .. أنا أنقذها يا أختي .. أقول لكِ نديم منا وعلينا ويشتري الفتاة بالغالي .. لماذا لا ينجدنا في هذا الوقت ؟!.. بعد أن يجهض رمزي ما في بطنها نوافق على زواجها ونسترها "

للحظة شعرت تحية بالخوف والنفور وهى تسمع عن ابنتها وطفلها الحرام .. هل كُتِبَ عليها أحفاد الحرام ؟.. ولدها كبيرهم وابنتها الصغرى .. هل هذا عقابها لكتمان شهادة الحق يوماً ؟
لكنها تفكر كأي أم تريد ستر ابنتها بأي طريقة أمام الناس ظاهريا حتى لو كانت خاطئة بالباطن
غطت فمها بتفكير مرتعب مهموم لتقول

" وفؤاد ورمزي .. بل شهاب أيضا سيعترض ! "

توسوس عديلة بأذنها بنبرة متآمرة وعينين ماكرتين

" حين نخبر نديم لن يستطيعوا الاعتراض لأنه عرف كل شيء .. وسيكون الأفضل الستر بالزواج بدلا من الفضائح بالعائلة كلها ! "

وقفت تحية تتنفس بتعب واختناق وملامحها الخشنة لا تفقه حلا فتضرب على رأسها قائلة بجزع

" ربما يقبل نديم لكنه سيجعلها تعاني بقية حياتها .. سيعيرها ويذلها ويهينها وربما يضربها كل يوم ويعذبها .. ألا تعرفين نديم وغضبه ؟! "

لوحت عديلة بكفيها معاً ثم ضربتهما على بطنها وهى تحرك شفتيها يمينا ويسارا تقول باستياء

" أحسن .. تستحق التربية .. دعيه يؤدبها ويعلمها كيف تكون الرجولة على حق وليس الغادر الذي ذهبت إليه وفعلت المنكر "

ضربت تحية على عمود السرير ثم تمسكت به وهى تنوح داخلها بألم وخزي فمطت عديلة شفتيها ندماً ثم نزلت خلفها تقف جوارها تماثلها طولا وخشونة لتضيف بأسى مصطنع

" استغفرك ربي وأتوب إليك .. سأقول كلاماً لا يصح ! "

تهز تحية رأسها مقهورة لا تصدق مصيبتها فتطرق عديلة الحديد ساخناً بالحث المباشر

" ها .. ماذا قلتِ يا أختي ؟.. هل أتحدث إليه ؟ "

لا تنتبه تحية للهفتها ولا أسبابها الحقيقية لترد بصوت مكتوم

" ليس الآن عديلة .. سافكر جيدا أولا "

ربتت على كتفها بابتسامة عريضة طامعة لتقول بلهفة

" خذي وقتكِ حبيبتي .. أنا بالنهاية أريد الصالح لها .. أنا خالتها وأخاف عليها لولا فقط الغضب يجعل الإنسان يتفوه بأشياء خاطئة !! "

جرت تحية قدميها شاعرة بانهيار قريب لتتجه لباب الغرفة لا تطيق سماع حرف آخر فتهرب بالقول

" سأذهب لأرى إن كانت رنوة تحتاج إلي شيء "

لانت ملامح عديلة بسعادة مبالغ فيها وعيناها تتسعان بشدة وتلمعان بانبهار كأنها ترى أمامها ذهباً .. لكنها لم تكن ترى سوى الأرض التي وعدها بها نديم إن تم زواجه برنوة .. واستطاع الفوز بنسب ' فؤاد رافع ' .. وكل أملاكه !.






ترتب إيزارا غرفة شهاب كعادتها اليومية ، الضوء خافتا يطل من بين شقي ستار سميك على الشرفة
تطوي ثيابه المنثورة بكل مكان بفوضويته وتضعها بأماكنها التي تحفظها ، تجمع أحذيته الرياضية ترتبها حسب ألوانها .. من عادة شهاب يخرج أكثر من شيء حتى ينتقي في النهاية ملابسه العملية

أغلقت خزانته ثم اتجهت لتغير فراش سريره .. فدخل شهاب الغرفة قادماً من الحمام يلقي المنشفة على السرير دون أن ينظر فاصطدمت بوجه إيزارا وغلفته !
تأوهت بخفوت قائلة لفظ ميزه شهاب من اللغة الإفريقية ثم أبعدت المنشفة تنظر إليه بحذر فيدقق بملامحها معتذرا

" آسف إيزارا لم انتبه لوجودكِ "

طوت المنشفة على ذراعها ثم اومأت ترد بلغتها المُكسَرة الفصحى

" لا بأس سيد شهاب "

ابتسم ابتسامة باهتة ثم استدار متجها لخزانته فتحها ليخلع كنزته من فوق رأسه يلقيها أرضا ثم يأخذ كنزة صيفية بيضاء جديدة يرتديها على بنطاله الأسود

تحدق إيزارا به بإعجاب عفويته وحيوية تصرفاته .. ثم انخفضت عيناها للكنزة الملقاة أرضا فتتجه لتنحني وتأخذها .. لتستقيم بنفس لحظة تحرك شهاب فتضرب رأسها بصدره فيتأوها معاً
أسندها شهاب لتعتدل ليقول بامتعاض

" يكفي صدمات اليوم إيزارا .. اتركي كل شيء مكانه .. وهذه .. وهذه "

بكلامه يأخذ عن ذراعها الكنزة يلقيها بعيدا ثم يرفع المنشفة .. وبتحفز عضلاته ضربت المنشفة بوجهها أولا قبل أن تطير للجهة الأخرى وتقع
غطت إيزارا وجهها بكفها موجوعة ليرفع شهاب كفيه قائلا بأسى

" آسف مجددا إيزارا .. أنا لست بخير "

هزت رأسها بابتسامة صغيرة متسامحة فيطالع وجهها الأسمر الذهبي بألفة ثم تصعد عيناه على الوشاح المماثل للون جبينها .. وشاح الأنثى الصلعاء !.. فيتبسم لأيام كانت بلا كوارث

هذه الفترة تحل عليهم صيحات العذاب متتالية موجعة ولا حلول وسط للعودة
استدار شهاب مطلقا نفس عميق ليجلس مكانه أرضا يستند بظهره للسرير مرجعاً رأسه على الفراش مغمضا عينيه
تأخر الوقت وهو نائم لا يريد النهوض كي لا يصطدم بكارثة جديدة .. لم يتوقع غدرا من رنوة الصغيرة .. ولا يعرف كيف يتعامل مع الأمر أو ماذا سيصير الآن ؟!.. وللأسف لا يثق برمزي ولا فؤاد حين يتعلق الأمر بكارثة مثل هذه

اتجهت إيزارا لإزاحة الستار السميك الذي يحجب ضوء الغرفة ففتح شهاب عينيه قائلا بضيق

" لا إيزارا .. لا أريد نوراً "

استدارت تقترب منه خطوات تميل برأسها متسائلة

" هل أنت بخير سيد شهاب ؟ "

حرك شهاب رأسه على الفراش نفيا مغلقا عينيه فتقترب منه أكثر قائلة

" نعم .. أنت لست بخير منذ فقدت ابتسامتك "

فتح عينيه ينظر لها باستغراب مكررا

" فقدت ابتسامتي ! "

ردت إيزارا بصوتها الأنثوي المتكسر بالحروف مغويا باختلافه

" نعم .. كنت تملأ البيت بضحكاتك .. حين كنت تسافر يصمت البيت تماما ويصبح كئيبا "

ملامحه كئيبة بالفعل وقلبه فاقد للحياة منذ عرف ، حين يضربها رمزي لا يعرف أيدافع عنها أم يتركه عليها ؟.. لكن بداخله دماؤه تغلي ليضربها معه .. ولا يعرف كيف تحكم فؤاد بنفسه فلم يفعل لها شيئا وهو العنيف دوماً ؟.. إلا إذا كانت رنوة أغلى عنده مما يتصور الجميع

اشتدت خطوط وجهه الشابة بغضب وحزن يتزامنان معا ليرد بصوت قاتم

" أنتِ معنا منذ سنوات إيزارا .. الآن حين يحدث شيء بالبيت لا نخرجكِ حتى ننتهي من الكلام كالسابق .. بل أصبحتِ من أهل البيت .. تعرفين ما يحدث هذه الفترة .. أنا حتى لا اصدق أن هذا يحدث لنا "

قالها وبداخله عاتبا على رمزي الذي فضح أختهم أمام الجميع بلا اهتمام ولا حكمة
تسأل إيزارا بحذر

" هل تسمح لي أن اقول رأيي ؟ "

اومأ شهاب مشيرا للسرير خلفه بظهر يده قائلا

" بالطبع .. اجلسي "

لكنها اقتربت لتجثو جواره أرضا باحترام تقول

" جميعنا نخطئ سيد شهاب .. الاختلاف فقط في حجم الخطأ .. ومهما كان الخطأ كبيرا فإن الإنسان أبقى .. لا يمكن أن يكون العقاب قتلا أو ضرباً كما ... "

ترددت قليلا لتضيف دون النظر لعينيه

" فعلتم مع آنسة رنوة "

تجهمت ملامحه بسماعه لـ آنسة ورغم كل الغضب لكن سيطرته على أعصابه أقوى كالعادة فيقول بهدوء واجم

" خطأ رنوة لا يُغتَفر إيزارا .. ولا يمكن أن يعود شيء كما كان .. لم يعد يليق بها كلمة آنسة هذه .. ربما أنتِ لا تفهمين فداحة ما فعلته لأنكِ من بلد آخر .. لكن عندنا أصبحث ملوثة .. فقدت طهرها "

هتفت إيزارا باقتناع وحجة قوية

" بل افهم سيد شهاب .. نحن أيضا لدينا عادات وقيم وأشياء ممنوعة .. معظمنا ببلدي من المسلمين ونفهم الحلال والحرام .. لكن أنا اتكلم من وجهة نظر إنسانية .. لقد سمعت الآنسة رنوة تقول أن ذلك الرجل جاء للزواج منها والسيد فؤاد رفض "

نظر شهاب لها عاقدا حاجبيه بتفكير وهو يتذكر ما قالته له أمه حين أتى ووجد رنوة تنزف بعنف ضرب رمزي لها وإيزارا تتابع برفض

" اعذرني لكن أظنه رفض قبل أن يفهم الأمر .. ما الخطأ إن كان سنه كبيرا كما قال السيد رمزي ؟!.. ماذا إن كان يحبها حقا .. هل يُحسَب الحب بالعمر عندكم ؟! "

شعر بالضيق أن سيرة أخته يخوض فيها كل مَن بالبيت هكذا ليقول باقتضاب

" أنتِ متحمسة للحب فقط دون اعتبارات أخرى إيزارا ! "

صمتت لثوان حين لاحظت اختناقه ثم قالت بتهذيب

" في رأيي كل إنسان له الحق في اختيار حياته كما يريد .. حتى لو كان اختياره خاطئا فإن التجربة خير معلم له في المستقبل "

رفع شهاب جسده ليجلس على سريره يمسح وجهه بكفيه ثم يقبضهما معا مائلا بجذعه للأمام قائلا

" لكن هناك أهل وعائلة فائدتها أن تحذر وتحمي من الخطأ قبل وقوعه "

تأملت وجهه المتصلب ووسامته المصرية الشقية مزاحاً الهادرة غضباً ثم فضلت إنهاء الأمر بهدوء

" معك حق .. أنا فقط حزينة لأجل آنسة رنوة لأني أحبها مثل أختي "

خفت غضبه متنهدا بابتسامة واجمة ينظر لوشاحها المستفز ممازحاً

" وجميعنا في البيت نحبكِ إيزارا .. فقط لو تحررين شعركِ .. سنحبكِ أكثر !! "

عقدت حاجبيها الأسمرين السميكين لينتبه إليهما لأول مرة لتتذمر بأنوثة لم يرها منها قبلا

" نعم .. ظننتني صلعاء ! "

يضحك من قلبه على طريقتها ونطقها للكلمة بالفصحى المميزة ضاغطا على عينيه فتبتسم إيزارا بالقول

" سعيدة أنني رأيت ضحكتك اليوم "

نظر شهاب جانبا لها بوجهه الضحوك المغامر ليقول صدقاً

" أنتِ صديقة رائعة يا نهر الخمر "

اتسعت ابتسامة إيزارا حتى ظهرت أسنانها البيضاء بوجهها الأسمر ذو البريق الذهبي المميز .. تأملها شهاب بعفوية ليُحدِث نفسه بلا وعي إنها أجمل ابتسامة رآها في حياته !.






خرجت دموع من قاعة التدريب تبحث بباحة المعهد الخارجية عنه ، اليوم المرة الثانية له مع الفرقة ولم يركز نهائيا .. كأنه دخلها فقط ليكسب غفرانها ثم ينسحب في فرٍ ما سبقه كر

وصلت للباب الخلفي فأبصرته جالسا على الدرج في ظلال جدار المبنى .. ناظرا للسماء الواسعة ينشد حرية حُرِمَ منها
اتجهت إليه حتى سور الدرج الأبيض فاستندت عليه تنظر لظهره متسائلة بهدوء وبعض الحزم

" لماذا تركت التدريب ؟.. صوتك يحتاج إلي تنظيم تنفسك ليعود كما كان .. لم يعد نَفَسك طويلا كالسابق "

ظل أكرم صامتا قليلا ثم قال بنبرة خافتة بعيدة

" لم أغنِ منذ سبع سنوات ونصف "

أرادت أن ترى وجهه بأي شكل .. وكل شكل .. تريد حفظ تعابيره المتغيرة بطول غياب .. ورصد خطوط العمر .. الحزن .. الوجع .. في ملامح رجولته
افترقت شفتاها بصورة غير ملحوظة ليخرج منها نفس مرتجف بالتأثر وهو يتابع بنبرة عميقة ونظرة بلا روح

" أول ستة شهور قاومت .. كنت أغني بصوت منخفض خوفا أن يسمعني أحدهم .... هناك .. يجب أن تكون ضعيفا مكتوما دائما .. لو أدركوا أن بك روحاً ليخرج صوتك لا يرتاحون إلا حين يقتلونها نهائيا "

أغمضت عينيها بالوجع وقلبها يرتحل إليه على جسر ما خطرت ببالها خطاه .. جسر لا يؤدي إلا إلي مجالس عزاء .. وإعلانات حداد مُعلَقة .. على كل الأبواب المغلقة

سارت دموع خطوات حتى الجهة الأخرى لتقابل عينيه ثم تنحني تمسك يده وتعتدل بها تسأل

" وهل قتلوا روحك حقاً ... لتتوقف بعد ذلك ؟ "

رفع أكرم عينيه إلي وجهها يتناسى به فتك الماضي .. تغشى عينيه نظرة لم ترها منه قبلاً ، تحمل ضياعاً .. جراحاً .. وعمراً فانياً
مطعوناً خامداً على صخر الخيبات يقاسي ظمأ الرمال الحارة وأمامه .. واحة لا ينالها إلا الساعي نحو مولد المشاعر .. قاطعاً الطريق على النهايات أن تنثر رمادها الأخير

تعتدل كفه ليتمسك هو بيدها مجيباً بأنين الروح

" قتلوا جزءا كبيرا من روحي دموع .. لم يقدروا على البقية ... لأنها تحمل هدفاً للوطن .... "

تجمل صوته بحزن أجمل من كل الحزن لينطق حروف عالمه كله تمثل فيه

" وأنتِ "

تمر نظراته على وقفتها صاعدة من بنطالها الأسود حتى قميصها الداكن الجاد مثل وجهها .. قدم واحدة ترتفع درجة بأنوثة مقترنة الاشتعال

أحيانا تأتيه أوقات يريد التأكد أن رؤيتها حقيقة لا خيالا .. أنه حر حرية بمذاقها

تقلصت يدها في كفه لتجلس جواره على الدرج عيناها السوداء تلمع بالحنين تسأله

" هل كنت تفكر بي كثيرا ؟ "

يفرد أكرم يدها البيضاء على كفه ليحدد خطوطها مرسلا رجفة بجسدها مجيبا

" كل ثانية .. لم يوجد شيء آخر افعله إلا تفكيري بكِ .. هذا ما جعل عقلي مكانه لأكمل السنة النهائية في الجامعة حتى وأنا اعلم أنه لا مستقبل لي "

يمر بخاطرها شريف ولمسة يده التي ما شعرت بها إلا بنبضة عابرة من قلبها ، بينما الآن كيانها كله ينقلب نبضاً مرتجفا تأثرا بقرب أكرم
بتملك غامر تسحب يدها لترفعها إلي ذقنه تلمس لحيته بظاهر أصابعها لترد بأمل مبتسم

" بل هناك مستقبل لك وأجمل مما تتخيل .. فقط توقف عن التشاؤم واخبرني .. كيف كنت تفكر بي ؟ "

وكأن الشمس تشرق على ثغرها .. والليل ينازع نجوماً بين أهدابها .. ليخفيها ، لكنها تستعير البرق صحوة وتشع نورها

ملمس أصابعها مخملياً على وجهه يمحو عنه صفعات الموت .. وقسوة الاحتضار له

اقترب بوجهه منها شاردا عيناه لا تبصر إلا آشعة الشمس همساً

" هكذا "

أوقفته دموع واضعة يدها على كتفه تدفعه برفق هاتفة

" أكرم !! "

أجفل أكرم للحظة لينظر أمامه قابضا يده على رغبة عاتية أن تمتد بلا إيقاف .. بلا قيود ولا قضبان يتحسس منها
يدها على كتفه تدفعه بخفة ضاحكة فينظر إليها يجيبها صدقاً

" بأي طريقة وكل طريقة تجمعني بكِ "

ظلت لحظات تتأمل ملامحه مبتسمة ترى صورتها بأعماق عينيه البنية المحددة بالفطرة .. لونها مرسوما بأسهم نارية تتقاذف لتعلو المشاعر وتنهار لرجولة تستحق

هى من عشق الانهيارات .. لا تستطيع أن تحب إلا بمعاناة تكون على قدر ثورة .. ولا يمكنها أن تحب إلا رجلا بمحمل وعد العمر

وهاتان العينان يذكرانها بدموعها كل ليلة فتسأل

" هل بكيت ؟ "

نظر أكرم بعيدا بلا رد ففهمت بقلب يتقطع ألماً .. لتلمس خده تعيد وجهه إليه متسائلة بشجن

" ندمت ؟ "

كانت تريد الخوض فيما لا يدركه بشر .. ولا خطر على قلب أم من خوف ولهفة

وهو كان يستسلم في عرض بحره ، موقفا سفينة عمره ، منزلا شراع مقاومته ويمد يده .. يمدها إلا حيث لا غرق إلا للنجاة

رفع ذراعه على رأسه وأنفاسه تضيق بالذكريات ليعترف صراحة

" في لحظات ضعف "

لحظات يعطي لنفسه عذر استضافتها ضيفة ثقيلة على عنفوانه .. اطفأت حرائقه كلما زارته لترحل تاركة رجل يسير جوار حائط الصمت

تشبثت دموع بكفه السمراء لتقول باصرار وعزيمة

" أنت تحتاج إلي بكاء طويل على صدري يا أكرم .. في لحظة ضعف تتعرى فيها أمامي وحدي .. ثم تخرج لتواجه الدنيا بعدها بكل قوة "

عيناه تتحرك لصدرها حيث موطنا داعياً لبكاء راحة وصمود إنسان .. وهناك .. لا إنسانية
هناك يؤمر أمراً ألا يكون هو .. وهو اختنق من ذلك الشعور .. التظاهر أنك لست أنت
صرت حريصاً منهم ، تخشاهم وحائط الصمت يلازمك بإدعاء أنه أمانك .. تتقبل الظلم والجرح برحابة الكتمان

يطبق شفتيه على الكلمات شاعرا بوخز الدموع فعليا ليدفنها بركن الانتظار ويومئ برأسه مؤكدا

" وأنا انتظر تلك اللحظة دموع "

تبسمت دموع لقوله فتشعره كما كان تماما لها .. قريبا قريبا قريبا بداخل الروح ومنتصف القلب

ويراقب ابتسامتها فيقترب مجددا مسلوب الإرادة وللحظة .. تاهت وهى تغيب في ملامحه تدقق بانحناءة عينيه الصقرية وعدد الشامات بوجهه .. شامة بنية صغيرة أعلى جبينه .. واثنتان متجاورتان جوار شاربه المتصل بلحيته

خطوط عرضية خفيفة ظهرت بجبهته وهو يعقد حاجبيه الكثيفين فيقتربان من عينيه بجمال رجولي فخم .. وأثر غائر لوقعة وهو صغير على جبهته .. يغوي عاشقة بخصلة شعر بنية فاحمة قصيرة رفيعة من شعره الكثيف طارت عليه ..

أيقظها فقط ضغط يده على يدها بلا وعي فأبعدت رأسها للخلف تمنعه مجددا هاتفة

" أكرم ! "

أصدر صوتا معترضا باستفاقة راعدة لجسده ليمسح وجهه ويديره للجهة الأخرى
يبتعد بجلسته زافرا نفس طويل ليضحك بخفوت مغيرا الموضوع قائلا بتفكه

" ماذا ؟!.. ألا تقولين لحظة ضعف نتعرى فيها !!.. اضبطي كلامكِ "

تتضاحك برقة وهو يرفع يدها يمررها على وجهه تشعر أنفاسه الحارة فتسحبها لينظر لها يهمس لعينيها بمكر

" الظاهر أننا كبرنا وكبرت بداخلنا أشياء نكتشفها هذه الفترة ! "

أسدلت جفنيها بابتسامة ناعمة تخطفه هامسة

" الظاهر !! "

امتدت أصابعه لذقنها يرفعه قليلا وإبهامه يتلمس شفتها السفلى فتفتح عينيها على سؤاله

" ما أكثر شيء كبر بداخلكِ من تلك الاشياء ؟! "

تحركت قليلا بخجل فيبتعد اصبعه طواعية من شفتها إلي تجويف صغير كالقوس أسفل فمها يميل اصبعه معه باستكشاف تغيرات السنين
وجهه قريبا منها يتنفس عطر اللاڤندر مسكوبا له وحده لا يعلم سره إلا هو وهى تجيبه بعفوية

" أولادنا "

يده تركت وجهها ببطء متراجعا قليلا وهى تلاحظ انعقاد حاجبيه بنظرة لا يفهمها سواها لتتابع بتأكيد

" دائما تخيلت أننا سننجب صبيا وفتاة وكفى .. لكن العدد حقا كبر بداخلي بمرور السنين .. أريد أن أنجب منك أربعة أو خمسة أو أكثر ... لا يهم .. المهم فقط أن نكون عائلة كبيرة .. أريد رجالا يشبهونك ونساءً مثلي "

كان بخوفه الجديد الذي عرفته سريعاً ، مثلما عرفت طباعه القديمة حفظت الجديد المُكتَسب
تردد أكرم قليلا ثم سأل

" دموع .. هل تريدين خطبة ؟ "

يميل وجهها الدائر يدقق بتعابيره الجادة تسأل

" ألا تريد ؟ "

رد أكرم بنبرة حذرة

" فلنعقد القران وبعده الزفاف مباشرة "

تراقب حفر الألم وقلة الثقة بعينيه لتجاريه متسائلة

" لماذا ؟! "

وقف أكرم لينزل الدرج ثم يقف متخصرا يرد

" أخاف أن تغيري رأيكِ في فترة الخطبة ''

نزلت قدم دموع درجة وهى تفرقها عن قدمها الأخرى لتميل بجذعها مستندة على ركبتيها بمرفقيها في جلسة ذكورية بحتة ويدها تمر على ذقنها تسأل غيظاً

" اغير رأيي !.. بعد كل هذا هل تظن أني قد اغير رأيي ؟! "

يمسد أكرم مؤخرة عنقه قائلا بتوتر وتعب واضح .. من كل الدنيا

" لا تنخدعي بمقاومتي دموع .. بداخلي دمار لن ينصلح .. ولن تعرفي مداه وماذا سيحدث مستقبلا ؟ "

نقر حذاؤها على الدرج لحظات وهى تنظر لطوله وعرض كتفيه بعين مشتاقة لكنها ردت بصلابة

" اعرف .. لكن لم اعرف أنك فقدت الثقة بي لدرجة ألا تتأكد أنه في كل الأحوال سأظل معك يا أكرم "

استدار ينظر إليها بقلق يهز رأسه أنه لم يقصد فتابعت بنبرة جافة حانقة

" بالمناسبة .. أنا كنت ساطلب منك عقد قران مباشرة لكن ليس لنفس الأسباب الخائبة في عقلك .. لكن .... "

رقت عيناها قليلا بتفهم لتضيف باهتمام

" لتقترب لحظة الضعف تلك "

همّ الاقتراب منها لكنها نهضت فجأة متحفزة لتنزل الدرج فيمسك كتفيها ليوقفها لتبعده بحدة قائلة بجفاء وتحذير وهى تنظر لعينيه

" أنت تعرف أني قوية يا أكرم .. لكن رغم قوتي أحتاجك سندي وفي ظهري كما كنت دائما .. لذلك أحببتك .. وعلى هذا الأساس عدت إليك بيقين أنك ستعود كما كنت .. بل أفضل .. أكثر نضجاً ووعياً .. لذلك لا تجعلني أندم ولو للحظة "

تحركت لتغادر مبتعدة ثم التفتت له لتقول بنفس النبرة

" هيا لنواصل التدريب .. مصطفى قرر أن تشترك في حفل الفرقة القادم "

ألقتها عليه كمسؤولية زائدة قبل أن تغادر .. نظر أكرم حوله بقتامة ليجد نفسه يتساءل .. ما الذي يفعله هنا ؟!.






" ذبحة صدرية "

نطقها الطبيب الذي أسعفه حال خروجه من العناية المركزة بزيه الطبي المعقم فظلت ألماسة أمامه صامتة وهو يتابع

" سيظل في العناية المركزة حتى الغد .. أجرينا رسماً للقلب وآشعة تليفزيونية .. حتى الآن الوضع مستقراً .. ستكون زيارته ممنوعة لذلك الأفضل أن تغادري الآن "

تلفتت ألماسة حولها في الممر الذي بدأ يخلو بتأخر الليل تريد أن تخبره أن لها ابنة عم ملقاة بنفس المشفى لكنها نظرت إليه متسائلة

" هل هناك خطر عليه ؟ "

رد الطبيب مطمئنا قبل أن يغادر

" جسده يقاوم الألم .. لم يستمر إلا عشر دقائق وسرى مفعول الدواء .. سيكون بخير لا تقلقي "

وقفت ألماسة وحدها بملامح هادئة واجمة بشكل مريب .. قلق ؟!.. هل تبدو حقاً قلقة ؟!
هاتفها يرن مجددا فتفتح الخط ليأتيها صوت الزهراء

" متى ستأتي يا ماسة ؟.. هل أصبحت رنوة بخير ؟ "

ردت ألماسة بتوتر

" لم تعد رنوة وحدها أمي كما اخبرتكِ .. أنا كلمت فؤاد ليأتي إليها وفجأة وقع والطبيب يقول ذبحة صدرية وسيظل في العناية المركزة حتى الغد "

هتفت الزهراء متفاجئة

" يا ستار يا رب .. لا حول ولا قوة إلا بالله .. بعد ما فعله واعترافه بخطئه لا اعرف أحزن أم لا اهتم .. لكن مؤكد لا أريد رؤيته في مرض هكذا "

جلست ألماسة بإرهاق لتقول

" أمي أنا سأظل معهما حتى الغد .. لا استطيع ترك رنوة ولا اعرف ظروف ما يحدث لها ومعها شخص غريب .. ولا استطيع إخبار أحد آخر .. فأنا لا اعرف مَن يعلم بوضع رنوة الحساس "

نظرت الزهراء إلي الساعة قائلة بتوجس

" لكن ماذا سأقول لأكرم ؟.. سيأتي بعد قليل ومؤكد لن يقبل بقائكِ مع فؤاد "

ترد ألماسة بلا تفكير

" اخبريه أني مع صديقتي في المشفى وسأظل معها "

أكدت الزهراء عليها نفس كلماتها حتى إذا اتصل أكرم ثم أغلقت الخط .. هاتف فؤاد معها يرن بتواصل من إخوته وأمه ولا تستطيع فتح الخط وإخبار أحد .. ما يهدأها أنه اخبر شهاب أمامها أن رنوة معه لذلك ربما رفع عنهم بعض القلق.

مرت الدقائق وهى جالسة تستند برأسها للجدار مغمضة عينيها ثم تنتقل من ممر العناية المركزة إلي غرفة رنوة في طابق آخر لتراها ما زالت نائمة وذلك المسمى راشد جوارها غافياً على أحد الكراسي

ومرت ساعات تراخى شعرها منسدلا وشحب وجهها من عدم النوم فتمر للطابق الأرضي تطلب قهوتها ثم تصعد بها حيث العناية المركزة ..

وحيث طاقة زجاجية نظرت منها بعينين غائمتين بتلك الدنيا الدوارة .. طاقة يرقد خلفها بعيدا .. رجل فعل كل ما فعل .. ليلف الكون ويقع على صدرها هى ..
وقعت على ذراعه .. ووقع على ذراعها ..
وكلما قاوم واستقوى تهزه الرياح ليواجه عواصف الدمار
للمرة الثانية تراه على فراش موت .. موته الخامس !.. هل هى دعوتها عليه باللعنة ؟!.






أنهت فجر كي ملابس الغد ووضعتهم على الأريكة في صالة شقتها ثم تلفتت حولها لتطمئن أن لا شيء يتوجب عليها فعله .. ثم دخلت المطبخ تلقي نظرة أخر الليل المعتادة تتبعه بباقي الشقة لتغلق الأضواء وتدخل غرفة نومها

أصبح الأمر كالوسواس وكل قدم تنزل على الدرج تجفلها رغما عنها حتى صارت تكره نفسها وأشياء أخرى كثيرة جوارها !..
وتكره هذه الوحدة وغربة القلب .. بعدما تأملت أن هناك مَن يحميها .. ويحتاجها بالوقت ذاته ، اكتشفت أنه هى مَن تحتاج إلي أحد ما ، وأنه مهما شغلت وقتها بالدراسة أو الأشعار فإن لا شيء قد يعوض ذلك الجزء من كيانها كأنثى

لا أصعب من خذلان يمس الروح ويبقى ، ولا يعبر بحزنه عبور الكرام

حضرت حقيبتها على المكتب الصغير برتابة معتادة ثم ضبطت منبه هاتفها ووضعته جوارها لتتجه إلي زر الضوء جوار الباب لتغلقه ، لكن قبل أن تلمسه يدها طُرِقَ باب شقتها طرقات مكتومة فانتفضت متسعة العينين لكن ليس بنفس المشاعر السابقة

متجمدة صلبة وقفت مكانها وعقلها يعمل لا يتوقف كالمرة الأولى .. اليوم لا اتصالات هاتفية ستنجدها .. هى ستنجد نفسها بنفسها أو تموت بقدرها

طرق الباب مرة أخرى لتسمع صوتاً ضعيفاً ينادي

" فجر "

دق قلبها برهبة وهى تتعرف على الصوت لتهدأ أفكار وتهب أفكار أخرى وهى واقفة باستغراب فتسمع طرقة واحدة خفيفة مع الصوت المتألم

" يا فجر "

تحركت فجر بقلق ونبضات قلبها تتسارع ناظرة للساعة المتأخرة ثم اقتربت من باب الشقة ترهف السمع للأنفاس الثقيلة لتتخذ قرارها فارتدت الوشاح المعلق جوار الباب دائما وفتحت الباب ..

وما إن أبصرته حتى شهقت برعب متراجعة خطوة وهى تنظر بعينين مصدومتين لجسده الضخم وقميصه الأبيض مغطى بالدماء إثر قطع طولي بشبه سكين وخيوط من الدماء تسيل من رأسه على وجهه

ينعقد حاجباه باختلاجات قلبه حين رآها وأنفاسه تخرج ببرودة الخدر الذي يشل جسده هامساً

" أخذت حقكِ يا فجر "

انهار جسده أمام باب شقتها مضروبا بالجدار فتنخفض فجر إليه تجذبه من كتفيه بصعوبة هاتفة بلهفة وخوف

" زااااايد "

شبه ابتسامة تحركت بها شفتاه وهو يدرك خوفها عليه ليكرر همسا شديد التألم قبل أن يغيب عن الوعي

" أخذت ... حقكِ "




انتهى


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 12:15 AM   #759

نوال ياسين

? العضوٌ??? » 450734
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 236
?  نُقآطِيْ » نوال ياسين is on a distinguished road
افتراضي

يسعد مساكن بلش الفصل او لا

نوال ياسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-06-20, 12:17 AM   #760

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

استر يا رب



الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 112 ( الأعضاء 38 والزوار 74)

ام زياد محمود, ‏تالن يوسف, ‏ذسمسم, ‏نوال ياسين, ‏Besssma, ‏ارج هاجر, ‏مجد صالح, ‏أمل و ترقب, ‏nonyram1, ‏amina23, ‏rashid07, ‏Solly m, ‏Ektimal yasine, ‏نسيم الحياه, ‏فديت الشامة, ‏رودينا ابراهيم, ‏Safo85, ‏Haje_med, ‏Selinn, ‏Amira fares, ‏ayaammar, ‏temoony, ‏rontii+, ‏القرنفله, ‏وردة الفرح, ‏بيبوبن, ‏Ramroma3, ‏Mai shahin, ‏asaraaa, ‏Meem*, ‏hadeer22, ‏Tankosha, ‏ريما دودو حياتي, ‏هنا بسام, ‏safsf, ‏dorra24, ‏Mmmma


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.