آخر 10 مشاركات
فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          338 - سأبكي غداً - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          466 - أميرة الجليد - ساندرا مارتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          258 - بلا عودة - هيلين بروكس ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          دموع أسقطت حصون القصور "مكتملة" ... (الكاتـب : فيرونا العاشقه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-06-20, 10:49 AM   #841

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 09:58 PM   #842

الجوزاء●°

? العضوٌ??? » 444916
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » الجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond repute
افتراضي

في فصل اليوم

تسجيل حضوور 💛


الجوزاء●° غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 11:20 PM   #843

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

نسجيل حضووور💕💕💕

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 12:02 AM   #844

Nidal Bayrakdar

? العضوٌ??? » 442924
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 257
?  نُقآطِيْ » Nidal Bayrakdar is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظاررررررررررررررررر ر

Nidal Bayrakdar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 12:09 AM   #845

Manar saif

? العضوٌ??? » 456965
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 112
?  نُقآطِيْ » Manar saif is on a distinguished road
افتراضي

في الانتظااااار 💃😍😍

Manar saif غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 12:35 AM   #846

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

مساءكم ورد وريحان

فصل الليلة نقطة فاصلة في رحلتنا .. لمَن سأل عن توقيع شهاب فإن شهاب هو مرشد الرواية السياحي وسبب وجوده هو وصف لمناطق معينة
أردت وصفها في مصر .. لذلك اعتبره رمزا ولم اختر توقيعاً له .. لكم أن تتخيلوه بوجهه الضاحك المغامر مع كل تخيل للأماكن التي يصفها

اما بالنسبة لراشد ورنوة ... هكذا ... كما تخيلتهما تماما



قراءة لامسة لمشاعركم



البريق الثامن عشر





دخل راشد غرفة رنوة فوجدها تحدق بسقف الغرفة بسكون تام وملامح بلا تعبير كالأموات .. للحظة قلق عليها فأغلق الباب بصوت عال لترمش بعينيها فاطمئن قليلا

عليه أن يتعامل مع هاجس أن قابليتها للانتحار موجودة وربما تصبح أعلى .. غاضب منها حد الرغبة في عدم رؤية وجهها ، ومشفق عليها حد الرغبة ألا يفارق وجهها البرئ عينيه !.. وعاشق لها حد إخفائها عن دنيا البشر

رسم وجهه الوقور ابتسامة هادئة مقترباً منها ليجلس على الكرسي الذي لم يفارقه من ليلة أمس متسائلا بهدوء

" كيف تشعرين الآن ؟ "

لم تنظر له وعيناها المنطفئة متجمدة على السقف ترى خيالات غريبة بصمت فتختفي ابتسامة راشد بخوف أن - تبتعد - بعد كل ما كان .. والخوف الأكبر أن - تتباعد – وإن معه كانت
كلمات أخيها كاللحن المعزوف نشازا على أوتار القلب تجعله يترنح في فضاء اللا هوية .. وما أصعب على رجل بمقامه أن يفقد هويته بعد علو
لكن نظرة لوجهها تربط على فؤاده أن لا بأس .. هويتك محفوظة في عيون هذه الأنثى

وكل ما أراده اللحظة أن تنظر إليه ليتعرف على نفسه بأعماق عينيها فيمسك بيدها يناديها همساً متألماً

" رنوة "

طائفة في ذاك اللون الأبيض فوقها .. ترى فيه لون الموت لا الحياة .. ترى فيه كفناً وقبراً .. ولا تبصر فستان عروس وقبس نور
داخل دائرة تضيق عليها تترامى حولها قضبان الثلج فتذرف دموع الندم صمتاً

ينتبه راشد لدموعها وملامحها الضائعة فيعقد حاجبيه بألم ثم يمسحها قائلا برفق

" انظري إليّ رنوة .. هل تتألمين ؟ "

وسط تلك القضبان صوته الدافئ يكسر برودة الثلج فتنظر لعينيه كطوق نجاة أخير لتتحرر من الأسر.. لأنها ما عادت تملك إرادة ..

بإرادته هو ستهدم أسوار مدينتها وتبكي تحت المطر.. لعلها تتطهر من الذنب وتتلحف بعدها بأوشحة الستر

تحرك رأسها بضعف لتجيبه بمقاومة واهية

" لا .. أحسن لكن .. هناك بعض الألم بمعدتي "

تبسم لعينيها ببعض الراحة وهو يقبض على هويته المترنحة ، ويقسم أنها عمرٌ أهداه القدر أن يعيشه بعد العمر .. ويقسم أن حبها حياة ورغم التمنع ما كان منه مفر ..

ويقسم انه فيها بين عقله والجنون .. بين عقله والحماقة .. بين عقله والسعادة .. بين عقله وكل شيء يقول إنها مستحيلة .. وبالأمر الواقع وأمام الله ستكون وحدها الحليلة

يسيطر راشد على تلك اللهفة داخله ليرد

" ليس بمعدتكِ .. بل أسفل ظهركِ .. وأسفل بطنكِ قليلا أليس كذلك ؟ "

اومأت رنوة بخجل وضياع فمد راشد كفه يتحسس موضع رحمها فانتفضت فجأة تبعد يده هاتفة

" لا "

قبض يده وكفه الأخرى تترك يدها بجرح بارد قاسٍ فكأن كلمات أخيها تخرج له لسانها مبتسمة بشماتة جعلت غضبه يدور حول نفسه كاسراً .. لكنه يقتله

يتحدى كل الحواجز حتى لو عناداً ليقول بنبرة متسلطة لانت قليلا وهو يمر بأصابعه بين شعرها الناعم على الوسادة

" لا تنسي أني طبيبكِ أيضاً ولست حبيبكِ فقط .. وبالمناسبة .. لقد أصبح شعركِ أجمل وأكثر كثافة "

تخفض رنوة عينيها متذكرة ذلك اليوم حين وصف لها دواء شعرها ، واظبت عليه حتى في فراقهما .. كانت تأخذه ومع كل حبة تعانق عشق راشد الغير مشروط داخلها
عاد جسدها يرتاح متنهدة ثم تقول بتردد وخوف

" قالت ابنة عمي أن فؤاد صار أفضل .. وتم نقله لغرفة عادية "

يبتسم راشد ساخرا ليخفف عنها بالقول

" أخاكِ المجنون غادر المشفى ولم يكتب له أي طبيب خروجاً ! "

اتسعت عيناها بمشاعر مختلطة بين صدمة وعدم استيعاب ورعب من القادم لتقول بصوت مرتجف

" غادر دون أن يأتي إليّ ! "

أدركت بحدسها النبذ لتضربها الوحدة بعري ظهرها أمام راشد .. حتى لو عاقبوها .. حتى لو احتمت براشد .. لكن كل هذا تثقل قيمته أن لها عائلة .. لكن الآن ...
يلمع بريق عجيب بعيني راشد ولم يخف ابتسامة متملكة قائلا

" أنا ذهبت إليه "

عادت يده تمسك يدها الهامدة جوارها ضاغطاً عليها بتملك يتابع

" لدي لكِ خبران .. أحدهما جيد والآخر .... "

صمت وابتسامته تتسع بلا قدرة على إيقاف ذلك الشعور الماكر داخله .. وحدها في الدنيا وليس لها سواه .. إن ندمت يوماً .. إن أرادت الابتعاد .. فلا تراجع إلا إليه .. ولا تقدم إلا منه
تسارعت أنفاس رنوة ودموعها تسيل بإدراك لترد بحزن امتلك كل خلاياها

" لا شيء سيكون اسوأ مما أصبحت فيه "

يده الأخرى تنقبض كأنها تسجن رنوة بقبضته كما سُجِنَت بقلبه ليخبرها مقترباً منها قليلا

" أنا طلبت يدكِ مجددا وفؤاد وافق على زواجنا ... وحدد موعد الزفاف بنفسه ... بعد شهر من اليوم "

نظرت إليه .. إلي رماد عينيه الآملتين ترى حريراً أبيض يتوهج .. ترى تاريخاً يُمحَى ويعاد بخط قلمه .. ترى ذاك القلم ينقش اسمها بأعماق عينيه

تنهمر دموعها والحزن يتراجع بفجر يشرق بحياة تمنتها فتقول بصوت متقطع

" زفاف !.. أنا سأكون عروساً !!.. بعد أن كنت سأقابل الموت .. سأكون عروساً !!! "

تتسع ابتسامته بضحكة ملكت قلبها ليفرد يدها على وجهه يقبل باطنها مؤكدا بنظرة واثقة

" ستكونين أجمل عروس "

تتشبث بالأمل لكن شمسه تعاند لتمد لها يدها الأخرى بالألم متسائلة

" والخبر الآخر ؟ "

ترفقت ملامح راشد بصمت للحظات ثم انتقى كلماته بحرص

" فؤاد غاضب .. ومؤكد حين يخبر أهلكِ سيغضبون .. لذلك فضّل ألا تظلي في بيتكِ هذه الفترة .. ستمكثين في شقته هذا الشهر حتى يهدأ الجميع "

شعرت أن أحدا نحرها .. أغمضت عينيها وساقاها ترتعشان كأن جذورها تُقتَلع من أرضها ، ثم تفتحها تبصر الفرحة المنقوصة لترد باستسلام

" تقصد .. أنه نبذني .. وسيحرمني من كل شيء حتى اسمي وانتمائي لهم "

رغم سعادته أنها باتت ملكه لكن ألمها يشعره بالاختناق فيهدئها راشد قائلا بحزم

" رنوة ... خطوة بخطوة كل شيء سيُحَل .. لا شيء يأتي هكذا مرة واحدة "

ظلت صامتة والوحدة ترسم على وجهها الذابل مأساة وردة مكسورة .. ثم نظرت إلي وجهه تحاول الصمود به لتسأل

" وأنت ... هل ستسامحني يوماً ؟ "

تجهم وجهه بغضب بارد مبعداً عينيه حتى لا يطفو غضبه قائلا

" لا رنوة .. لن استطيع .. هذا ابني .. ربما كان ولداً يحمل اسمي أو فتاة جميلة تشعرني بالحياة "

تعض شفتها وجسدها يتذكر الألم الآخر لترد بأسى

" لم استطع التحمل .. خفت منهم .. وخفت من المستقبل "

رغم غضبه تعلم لا أكثر حناناً منه عليها .. عيناه ترفض رؤيتها لكن يده لا تفلتها .. قلبه يذرف دماء الحرمان لكن عرشه تجلس عليه رحباً متفهماً
لن يحتوي غيره حزنها ، حماقتها ، ضعفها .. مليئة هى بالعيوب وهو دليلها

يتحكم راشد في مشاعره شاعراً أن فقدان طفله هو عقابه على ذنبه الأكبر لينظر لوجهها الأبيض ثم يلمس الكدمة تحت عينها متسائلا بحدة مكتومة

" فؤاد مَن ضربكِ هكذا ؟ "

ضربت الدموع صدرها قبل أن تشهق ببكاء جديد والاشتياق لفؤاد يقتلها قائلة

" فؤاد لم يمد يده عليّ إلا مرة واحدة .... لكن رمزي .... "

تلاشى صوتها مجروحاً فنهض راشد يجلس جوارها يحتضن رأسها هامساً

" لا بأس .. انسي كل ما حدث "

تمر ذكرياتها مع فؤاد أمام عينيها ، شريط سريع يلوح مودعاً .. وثاق ينقطع .. وثاق جديد يتمسك بيديها من الغرق .. فلتغفر يا حب

فلتغفر يا مَن اخطأنا باسمك ، وتوارينا تحت التراب برسمك ، فلتغفر يا مَن أهلكت قلوبنا لحبيبٍ شوقاً .. وأبعدت عننا أهلاً وسنداً.







لم تعد تستطيع الاستغناء عن هذا الوسط الذي حفرت لتحشر نفسها فيه وتأخذ وضعها حتى نجحت ..
جلسة صاخبة في النادي الرياضي ، لكنه بهم أصبح نادي النميمة والحكايا المشتعلة ..
كتلك التي يتضاحكون عليها عن صاحبهم الغائب فتسأل إحداهن بلؤم التشويق

" هل عرفتم ما فعله وائل حينها ؟! "

تهتف أخرى بعينين لامعتين فضولا

" ماذا ؟! "

تجيب الأولى عن سؤالها بضحكة عالية

" رأى زوجها يدخل عليهما غرفة النوم فقفز من النافذة ووقع جوار كلب الحراسة ! "

جذبت انتباه ليلة لتنظر لها بعينيها المحددتين بكحلٍ خام كأنه صاعد من داخلها ليقبض قلوب الناظرين لها .. وأحمر شفاهها بلون ثيابها الحمراء يصرخ بجرأتها مستمعة لتلك الأخرى ضاحكة بصخب

" آآآه ... لذلك يختبئ بحجة العمل بينما هو يتعالج مما فعله به الكلب ! "

‏تعلو ضحكاتهم فيسأل شاب مجاور لها بإثارة متخيلاً ما يُحكَى بوقاحة

" وماذا حدث لميار ؟! "

أجابته فتاته بميوعة وتشفٍ بخراب البيوت

" ما الذي تتوقعه ؟!.. طلقها زوجها بالطبع "

شردت ليلة بعيدا حيث يوم فعلتها السوداء التي أمالت موازين حياتها لتلقيها قيوداً بين كفي ' عماد زين الدين '
كفان تمنحان حرقة الشمس كما تملكان دفئها المُحرَم ، تسكبان مياه النار وتمنعان غيث المطر
وتلف الدنيا بها وهى المُعلَقة فيه تأبى تحريره أو السقوط من كفيه .. كفي أمانها وعشق قلبها الذي لن تناله يوماً

ضاعت في أفكارها لتقول بوجهٍ بارد قاسٍ

" جيد إنه لم يقتلها ... المرأة التي تخون زوجها تستحق الموت "

التفت الجميع إليها فتلمع عينا ذلك الشاب هاتفاً بضجة

" آآه .. ليلة والآراء الحادة !.. الأصل غلاب ! "

نظرت له بحدة كأنه أهانها بتذكيرها بقبليتها .. ما زالت عقدتها النفسية نظرة - بعض - سكان المدن لأهل الريف والصعيد والقبائل مهما عظمت عائلاتهم ، هناك تصور بجهلهم وهمجيتهم لا يزول كأنه يُوَرث من جيل لجيل ، غافلين أن أصلهم من البداية منهم بغض النظر عن مكان ميلادهم الحديث ، غافلين أن جميع البشر سواسية ولا فضل في أحد عن أحد

حادت عيناها عن وجه ذلك الشاب خلفه .. لوجهٍ آخر وصفها يوماً متوحشة الجمال .. وجه ينظر لها ما نسته .. بابتسامته وملامحه الأجنبية اللعوب

همست ليلة بصدمة وهو يختفي خلف أحد المباني

" أمير ! "

شُلّ جسدها عن الحركة لحظات تستوعب وشريط عمرها يصفعها وهو يمر بذهنها بسرعة أشعرتها بالدوار .. وقفت فجأة لتتحرك بغضب تخرج من الظل لآشعة الشمس تحرق وجهها وتلهمها حطب موقدها الناري ليشتعل
تناديها إحدى الفتيات بدهشة

" إلي أين ليلة ؟!.. ألن تشاهدي معنا مباراة التنس ؟ "

لم ترد عليها في طريقها الجاحد لكنها توقفت فجأة خوفاً أن يأتي أحد وراءها فاستدعت تعاليها وغرورها لتلتفت إليهم آمرة

" اذهبوا وأنا سألحق بكم "

كان مستحيلاً أن يراها أمير منكسرة ذليلة بعد ما حدث .. لذلك رفعت رأسها وتابعت طريقها وكل خلية بجسدها تقسو .. تتوحش ..

كملكة على بلاط قصرها أقامت المذبحة وخطت فوق الدماء ثم تلذذت بلمس حواف المقصلة
وصلت خلف المبنى وأدارت رأسها بحذر فلم تجد أحداً .. لكن الصوت الخبيث أتاها قريباً من خلفها

" لم أظن أنكِ لن تتغيري هكذا ليلة .. ما زلتِ بنفس الجمال بل أكثر .. متوحشة الجمال "

استدارت ليلة شعرها البني المموج ينازل الهواء بطوله وعيناها السوداء تشع المزيد من السواد الكاره وهى تنظر إليه بعد غياب
هو أيضاً ما زال كما هو .. بشرته بيضاء كالأجانب .. وأصبح عندها .. كالأموات ، لم يزد عليه إلا كتل العضلات الاصطناعية عنواناً لرجولة زائفة

وجهها كالرخام بلا حياة تهمس بحقد

" أين كنت ؟ "

ابتسامته ما زالت مستفزة واضعاً يديه في جيبيه بأريحية قائلا بلا مبالاة

" عرفت أن هناك مَن بحث عني كثيراً "

تصطك أسنان ليلة من الغضب الذي تتحمله لتسأل بكل الغل بقلبها

" أين هربت ؟ "

يجيب أمير ناظراً لعينيها مستمتعاً بمشاعرها المتطرفة

" لم أهرب .. سافرت كما كان محضراً لي لأتابع دراستي بالخارج "

هتفت ليلة بصوتها المبحوح بأنوثته الطبيعية وغضبها يطفو

" وتحملت أنا كل شيء وحدي وأنت مَن بدأ "

التف أمير حولها يخفي تأثره بهذا الصوت المثير ، وضعفه تجاه أنوثة ليلة دوناً عن النساء
ليلة حالة مختلفة .. فائضة بكل شيء .. همجية نافرة كارهة .. سادية القلب لا تحمل رقة وضعف النساء
يعض شفته السفلى بخبث أفكاره ليقول بتلاعب

" ما الذي تحملتِه ؟!.. لقد علمت أنكِ تزوجتِ وتابعتِ دراستكِ وكل أموركِ بأفضل حال "

ظلت ليلة مكانها توليه ظهرها كما يعطيها ظهره وكلاهما لا يواجه الآخر لأسبابه المختلفة
لكنها ما إن أنهى كلامه نغزها قلبها برغبة بكاء عنيفة شاعرة بقيمة عماد وما قدمه لها .. لقد عاشت حرة بأفضل حال رغم ما فعلت .. حفظها عماد برجولة رجال الوادي جميعهم .. وأحكم سيطرته على نفسه كي لا يقتلها كما تملي عليه أعرافهم

رفعت ذقنها تزدرد ريقها بغصة شائكة ثم قالت بغرور

" صحيح .. وأفضل منك "

تحركت خطوات متسائلة ماذا تفعل هنا ؟!.. ربما أتت خلفه لتخبره فقط هذه النقطة .. أنها أفضل منه !
لحقها أمير ليسأل فجأة مبتسماً بوسامته العابثة

" ألا زلتِ تحبينني ؟! "

نطقت ليلة بكره وصوتها يصله واضحاً

" نذل "

تغادر بلا احتمال لوجوده فيسد طريقها بجسده متسائلا بوقاحة

" سعيدة مع زوجكِ ؟! "

اشتدت ملامحها وهو يقترب من خطها الأحمر فتحذره من بين أسنانها

" ابتعد عن وجهي "

راقب أمير حركة شفتيها فتبرق عيناه بنفاد صبر وهو يمسكها من كتفيها يقيدها بقوته قائلا باهتياج شره

" ما زلتِ شرسة كما أنتِ !.. متوحشة الجمال .. كم اشتقت إليكِ مرات ومرات بعد المرة الوحيدة التي تذوقتكِ فيها .. لطالما سألت نفسي ماذا فعل بكِ زوجكِ حين اكتشف أنكِ لستِ ... ؟ "

لم يكملها .. فقد تعنف جسدها ليتحرر منه وارتفعت يدها بصفعة لاسعة أمالت وجهه جانباً وهى تهتف بغضب أعماها

" كم أردت أن افعلها منذ دخلت علينا أختي تلك الليلة ورأت عملي الأسود .. أنت عملي الأكثر سواداً .. كنت أكره عائلتي وأصلي الهمجي لكنك جعلتني اكره نفسي .. لم أندم في حياتي إلا على معرفة حيوان مثلك .. معرفة سوداء "

حك أمير خده المصفوع متراجعاً خطوة وشفتاه مفترقتين لاهثاً قليلا ليتمالك رغبته الفائرة أكثر بعنفها قائلا باستفزاز

" مهلاً على نفسكِ قليلا ليلة .. هل كنتِ تحضرين كل هذا الكلام لترميه بوجهي بعد كل تلك السنوات ؟!.. هل أنا المخطئ وحدي وأنتِ البريئة ؟! "

أنفاسها ثائرة ووجهها أحمر بدمائها التي تغلي ببداوة وهو يتابع باستهزاء

" انظري إلي نفسكِ .. ما زلتِ كما تركتكِ بل ازدادت روحكِ كرهاً ومقتاً .. أنتِ نفس سوداء لا تميل إلا إلي أمثالي .. أرى عينيكِ تلمعان للحرام .. أنا لم اخطئ معكِ .. أنتِ هكذا ليلة !.. توقفي عن خداع نفسكِ باسطوانات الشرف "

اتسعت عيناها بإشعاع مخيف ومشاعر مريعة تتصارع داخلها وتسطع ببشاعة على ملامحها الفاتنة وهو يغادر ويتركها تشرب كأس كلماته حتى صرخت فجأة

" يا حقير .. ألا تعلم مَن أنا ؟.. أنا ليلة زين الدين .. أنا ليلة "





" ما الذي تقوله فؤاد .. ما الذي تقوله ؟!.. هل جننتم كلكم ؟!.. تريدون قتلها والآن تقول أنك وافقت على زواجها من ذلك الرجل ؟!.. وافقت هكذا وحدك !!... وأنا .. أين أنا ؟!.. هل صرت المتحكم فينا جميعاً ؟!.. هل هذا تصرفك السليم يا كبييييير ؟ "

صرخت تحية من بداية كلامها بأعلى صوتها حتى بُح تماما واختفى بنهاية صراخها المفزع
تلوح بذراعيها كالغريق في منتصف البهو وقد ارتدت الأسود مسبقاً حداداً على عائلتها المتفرقة

وجهها بغلظة الرجال يشتد بالحمرة القانية وهى تضع كفها على صدرها لتنوح بلهجة بلدتهم الجارية بالعروق

" ضعتِ يا ابنتــــي .... أحرقك الله يا راااااسل .... أنت السبب في ضياع ابنتك التي لم ترها .... يا سواااااادي ... يا سواااااادي "

اقتربت عديلة منها تحاول تهدئتها فتنفر منها تحية لتدفعها بعيدا وهى تنوح بعويل المصائب
يختفي إدراكها لما حولها وهى تجلس أرضاً باكية بسوادها .. كيوم جلست بأرض الاسطبل تبكي راسل كذباً وداخلها شامتاً بموته وجزائه من عمله حين اشتهى الزهراء

وقفت إيزارا بعيداً تراقب ما يحدث خفية ترى شهاب صامتاً متجهماً حتى اختلفت ملامحه كأنها لم تره يوماً
تقترب عديلة منه تهمس وهى تخفي فمها

" قل شيئاً شهاب .. حين يعلم رمزي سيقلب الدنيا "

فجأة شعر شهاب بالانفصال عن هذه العائلة تماماً ، ابتسم ساخراً ذاهلاً مما يحدث حوله ليهز رأسه ناظراً لفؤاد بالقول

" أنت صحيح يا فؤاد !!.. طالما أن كل ما نحن فيه خطأ .. إذاً خطؤك هذا أيضاً أكبر صحيح !!.. رمزي رفع يده حين سافر بالأمس ذلك المؤتمر الطبي .. لقد ترك الأمر لك ككل شيء .. اعلمه جيداً .. زوابعه تهب ثم تختفي بلا أي تأثير !.. أنت صحيح يا أخي !!.. صحيح جداً !! "

يضحك شهاب بمرارة مصفقاً بيده بسخرية وهو يغادر البيت تاركاً ورائه احتراقات يحاول الخروج منها سليماً

أما هو .. كالطود كعادته .. جبل لا تهزه الريح !.. قولاً لن ينساه كأقوال كثيرة اخترقته منها

صوته الآمر الناهي يغلف جدران البيت صقيعاً بإشارة واحدة من قوله الأخير ونظرة عينيه المتحجرة

" كل ما قلته سيُنَفذ بالحرف الواحد .. جميعنا سنحضر الزفاف .. ولا وجود بعدها لفتاة في هذا البيت .. راسل لم ينجب إلا ثلاثة رجال .. واقسم بمَن خلق الخلق .. إن دخلت رنوة هذا البيت دون إذني ستموت مكانها .. بسلاحي "

تشهق عديلة بلا صوت وحسرتها على الأرض التي ضاعت منها من زواج نديم برنوة كالعلقم بحلقها تكاد القضاء عليها
يزداد عويل تحية ضاربة على فخذيها بقوة وسم الثعبان ينساب بقسوة لا نهاية لها

" سيكون ذلك عقابها "




بنفس التوقيت العصيب .. بمكانٍ يعلن عن فورة غضب أخرى .. غضب يحرق ويدمي
تضرب تقى بكفيها على مكتبها بعنف شديد حتى تورمت يداها .. ثم أزاحت كل ما عليه رمياً على أرض غرفتها وهى تلهث
وجهها النضر يحتقن بالدماء والخبر الذي أبلغه راشد لها قراراً نهائيا .. موعد وزفاف !!.. ما هذه المهزلة التي ستعيشها ؟!

دخل راشد خلفها يحاول معها مجددا بحزم

" اهدئي يا تقى .. أنتِ أكثر من مرة طلبتِ مني الزواج حتى لا أظل وحيداً .. الآن أنا اخترت وقررت .. ماذا تفرق رنوة عن غيرها ؟!.. فارق العمر بيننا .. انسيه .. لا يوجد فارق بيننا .. لم نشعر به "

هتفت تقى بانفعال وعروقها تشتد بنفور

" هذه صديقتي .. صديقتي هل تسمعني ؟!.. دخلت البيت ورسمت عليك وسرقتك يا دكتور .. وأنت ما صدقت فتاة صغيرة تعيد لك شبابك "

صرخ راشد بغضب مخيف

" تـقـــى "

انتفضت مكانها باسمها الذي رج الجدران ولولا المسافة بينهما ربما لكان صفعها بسوء ما قالت
يعلو صوت راشد جهورياً ضخماً بغضبه لا يدرك ما يقول

" رنوة ستكون زوجتي وستحضرين زفافنا رغماً عنكِ .. أنانية .. عشت طوال عمري لأجلكِ .. عشت أربيكِ وأخدم الناس ونسيت نفسي .. أحبها .. أحببتها رغماً عنكم جميعاً وستكون سيدة هذا البيت وسيدتكِ أنتِ أيضاً "

اتسعت عيناها مرتجفة متجمدة مكانها ترى غضبه لأول مرة بحياتها وهو يغادر ضارباً باب الغرفة بالحائط .. ثم سالت دموعها بقهر ما شعرته يوماً.






تعالت الزغاريد فور انتهاء عقد القران بدعاء للعروسين في شقة دموع ، ليسحب أمجد المنديل الحريري الأبيض عن يد أكرم وجمال فترتفع الأغاني بفرحة خالصة

يرفع أكرم رأسه يرى المدعوين المقربين منهما وقد تجلت السعادة بوجوههم دون أن يدق ماضيه أبواب الليلة .. الليلة فخر وشرف وبهجة بلون البدايات ، ولا عزاء لقاتلي الأرواح
وقف جمال على ساقه الوحيدة والطرف الصناعي لساقه المبتورة مستنداً على عصاه يعدل سترة بذلته التي حفظها طويلا ليوم فرحته بابنته الكبرى ليخبر الصغرى مبتسماً دامع العينين ‏

" اخبري دموع أن تأتي يا روان "

تومئ روان بضحكتها المشرقة لتتحرك بفستانها النيلي كالعروس نحو غرفة أختها فيربت صلاح على ظهر جمال يبارك له ثم يهمس بأذنه معترضاً كالعادة

" لماذا عقدتم القران بهذه السرعة يا جمال ؟.. لم يمر الكثير على يوم قراءة الفاتحة لتقفز هكذا بلا خطبة للزواج !! "

حلّ الشجن على ملامح جمال وغلالة الدمع تزداد كثافة بعينيه متذكراً يوم قراءة الفاتحة ومرور الأيام بين شد وجذب .. اختار أكرم ودموع أن يرتبطا بوثاق يلغي كل الحواجز المادية .. وهو ترك دموع لقرارها الثابت بمرور الأعوام .. ربما لو كان قراراً جديداً لوقف لها ، لكنه تأكد أن ثبات دموع على أكرم لا جدال فيه
لذلك ضحك بخفوت ليرد على صلاح برضا

" إن كان القدر حفظهما لبعضهما كل تلك السنوات يا صلاح .. فمَن أنا لأمنعهما الآن ؟!.. المهم أن دموع تزوجت مَن أرادته طوال عمرها .. أكرم رجل لم أكن أرضى بغيره لها .. صحيح الظروف قد تؤثر على مشاعري كأب .. لكن قناعتي تجاه أكرم ورجولته ثابتة مثل دموع "

يتمسك صلاح بيد صديقه داعماً يسنده لكن جمال يتحرك وحده كما تمنى دوماً يتلقى المباركات من الأهل والجيران والدمعة تكاد فراراً من عينيه

أسرعت روان نحو ألماسة حيث تقف جوار الزهراء بفستانها الداكن لتهمس لها بشحوب وصدمة

" ماسة .. لا أجد دموع بغرفتها ! "

التفتت ألماسة متفاجئة ترى الهلع على وجه روان ثم قالت بدهشة

" ماذا ؟!.. ربما بالحمام أو ترى التحضيرات بالمطبخ "

تنفي روان برأسها تجيبها بخوف

" ليست بأي مكان في الشقة "

نظرت ألماسة في وجوه المدعوين تتأكد أن دموع غير موجودة ثم ابتعدت مع روان تبحث في أنحاء الشقة المتوسطة لتتوقف عند باب غرفة دموع تهمس

" أين ذهبت المجنونة ؟! "

التفتت نحو أكرم المنشغل مع أعضاء فرقة معهد الموسيقى لكن عيناه ترنو كل لحظة نحو باب الغرفة ينتظر بلهفة لا يخفيها .. بإحدى نظراته التقطت حركة رأسه المتسائلة القلقة فأغلقت باب الغرفة حتى لا تثير الأمر ثم قالت لروان بخفوت

" لا تقولي شيئا وأنا سأرى إن كان أكرم يعرف مكانها .. مَن يسألكِ قولي إنها آتية "

تهز رأسها تحاول السيطرة على توترها فتتجه ألماسة نحوه تسحبه معها باسمة بتصنع ثم تسأل دون أن تلفت النظر

" أكرم .. دموع ليست هنا .. هل تعرف أين ذهبت ؟! "

عبس أكرم وللحظة رأت بعينيه موجة ذعر خطفت روحه فجأة ثم تراجعت ليقول مفكراً

" كانت هنا منذ دقائق ونحن نعقد القران ! "

ترد ألماسة بقلق والزهراء تنظر إليهما متسائلة

" لا أجدها ! "

أخفض أكرم عينيه وقلبه يتسارع نبضه قابضاً يده على الفراغ بنظرة نزفت مشاعره فيها كل خوفه .. لتلمع عيناه فجأة رافعاً بصره نحو باب الشقة ثم ربت على ذراع ألماسة قائلا بابتسامة صغيرة

" غطي غيابي ! "

تطالعه ألماسة باستغراب وذلك الطيف الشقي القديم يتراقص حوله وهو يسرع للباب ثم خرج واختفى !

نزل أكرم الدرج مسرعا ليتوجه تحته مباشرة حيث جلستهما القديمة ليرى خطواته على ضوء أنوار عقد القران المعلقة على البناية وضوء مصباحها الصغير

توقف أكرم مطمئنا وهو يراها أخيراً بعدما صارت له .. إحساس يستغرق منه عمراً آخر ليستوعبه الآن .. بزمان غير الزمان

وقفت دموع تنظر إلي وجهه بعين العاشقة فيها فتفصل كل ما كان عن الليلة .. تبتسم للرجل .. رجلاً اختارته وأهلكت الحياة انتظاراً لأجل تلكما العينين الآسرتين .. لأجل الأمان في حضنهما

تتأمل حلته السوداء كما تتشرب عيناه البنية تفاصيلها بحرية .. فستانها الفضي يحتوي جسدها كتمثال من أنوثة .. ثورية الغرام

عيناه تناجي عينيها بحديث صامت أشهى من حروف الأبجدية .. ما بينهما أبجدية أخرى حروفها من حرمان وانتظار

اقترب أكرم منها أنفاسه ترتجف تأثراً ليسأل ممازحاً بخشونة

" ما الذي تفعلينه هنا ؟!.. هل يعجبكِ منظري بالأعلى والعروس هربت مني ؟! "

لم تكن تريد أن ترى غيره الليلة ، بريق بعينيها يسحره وهى تراه كل شيء في دنيتها .. لطالما أوقفت حياتها عليه .. وله ..
وكأن اعتقاله كان اعتقالا لمشاعرها في حيز واحد يدعى ' أكرم رافع '

وكل مشاعرها ترجمتها كلمة واحدة راقب حروفها الذهبية بين شفتيها

" أحبك يا أكرم "

لأول مرة تعيش .. ويعيش .. يلمس كتفيها بشوقه الهادر وتلتف أصابعه حولها هلامية ثم تقوى وهو يتأكد أنها ليست خيالاً .. هو ابن الخيال ..
كم رسم لها أوهاماً وتمنى أن تُبعَث فيها الحياة تهون عليه

يميل أكرم نحوها فلا توقفه يدها ككل مرة يهمس مقتولا بالشوق

" هل يمكنني اليوم أن .... أن .... ؟ "

اقتربت دموع خطوة مرتجفة .. شفتاها تتردد وعيناها لامعة بدمع الوصال .. خطوة كإذن أن يوقظ تمرده يضمها لصدره يرتوي قطرات مطره على شفتيها
يتلقى بتلات اللاڤندر في عطرٍ قد سكبه عليها وما فارقته .. يشد وثاقه حول جسدها يشعرها يتوحد فيها يتنعم بها ، وما ترك شفتيها إلا قاطفاً زهر الشجر

أسندت دموع جبهتها على صدره مخطوفة الأنفاس ويدها على قلبه الصاخب دوياً كقلبها تسمع همسه المتيم

" مبارك عليّ .. امتلاككِ .. أخيراً "

أصابعه تمر على شعرها المرفوع بشكل جمالي لتنساب مع خصلاته على ظهرها يشعر بنبضه ككل ما فيها .. تنبض ..

تطارد دموع تلك الدقات تحت كفها ثم تتلمس شفتيها بخجل العذارى ، وغرابة أول قبلة من حبيب تشعرها بقيمة شفتيها ..
لكنها كما شعرت اللحظة أظافرها تتشبث به تعبر عشقاً

" لا اشعر إني ألمسك اليوم لأول مرة .... وتلمسني لأول مرة ... اشعر إني ملكك منذ زمن طويل يا أكرم "

شفتاه على جبينها تنثر نجماته الحارة على جانب وجهها المخفي فيه هامساً بثقة وعزة حروف الأنا

" أنتِ بالفعل ملكي دموع .. خطوط طريقكِ أنا رسمتها .. كلها تصل بكِ إليّ .. درج طموحكِ أنا بنيته .. كل درجة بفكرة .. وكل فكرة خلفها أنا .. أنا فقط "

لا يصدق أنه تركها يوما لغيره يأخذ كل هذا ، كفه تحفر ظهرها بغيرة وعذاب وهى محفورة على جسده يلاشي أي مسافة حتى الصفر .. هو ابن المسافة ..
كم طال الطريق بينهما بمنتصفه جدار من الألم والاشتياق حتى التقيا بوعد الحب

رفعت دموع وجهها تملأ عينيها بملامحه فترفع يدها تلمس لحيته ترد بفخر

" قل أنا مجدداً .. حين تشعر بقيمتك هكذا تشعرني بقيمتي أنا "

ابتسم أكرم محددا وجهها بعينيه قبل أن يمد يده لعينيها .. وجنتيها .. شفتيها .. ذقنها .. لخطوط وجهها الدائر قائلا

" اشعر أن استدارة وجهكِ قد اكتملت اليوم .. وجهكِ كالبدر دموع "

أجمل ابتسامة رآها بشفتيها وهى تخفي وجهها في صدره مجددا فيضمها بحنانه مسنداً ذقنه على رأسها مغمضاً عينيه
يضم معها هذه الدقائق التي تتحقق بعد حلم .. بعد هزيمة .. بعد غفلة أمس بعيد

حين خرج في يناير ظن أنها نهاية لكنه لم يدرك أن ديسمبر رحل بالنهايات .. وجاء يناير بالأحلام .. وأن رقم واحد الذي كان على مكعب نرد حياته هو دموع لا غيرها

رفعت دموع رأسها تنظر لعينيه الفائضة بلهيب عشاق فبراير ونيران ألوانه الحمراء تهمس

" أريدك أن تعدني أنك ستقاوم كل شيء قد يقف في طريقنا .. وأن الرجل الذي عشقته لا يهزمه أسر ولا قيود .. وأن تلك ( الأنا ) ستظل لأعظم رجل عرفته بحياتي "

سكن أكرم ظاهريا يستمع إليها لكن داخله يحترق بنيران من كل الجوانب .. حطامه يصحو يجذبه للقاع ويده تتعلق بحافة النجاة ، فأغمض عينيه على وخز جسده نافضاً الألم على ثغرها .. بين شفتيها لا يشبع ولا يهدأ وهى تبادله رغبة حارة كبرت على مدار عمر وما بها خجل .. فقط ثورة وعمق فياض بالأشواق

خطوات سمعاها تدخل البناية فأسرع أكرم ينحني يلتقط المصباح الصغير من المقعد المتهالك يطفئه ليدفع دموع نحو الجدار واضعا كفيه عليه حولها مستمعاً لصوت الخطوات الصاعدة حتى ابتعدت ، لكنها لحظة فقط وصوت خطوات أخرى تنزل الدرج

تكتم دموع ضحكتها محدقة بوجهه القريب على الضوء الخافت ثم تمد يديها تلمس رقبته وياقة سترته فتبرق عينا أكرم بإثارة هامساً بخشونة يهز رأسها ليبعد يدبها

" توقفي .. ستفضحيننا .. جعلتِنا نقضي عقد قراننا تحت الدرج !! "

انفلتت ضحكة صغيرة منها هامسة بدلال

" تعال لنصعد إذاً ! "

أخفض أكرم رأسه يختطف قبلة صغيرة ثم يقول بعناد ماكر

" لا .. ما زال هناك أشياء أريد قولها ! "

تدفعه دموع بتمنع قائلة باعتراض زائف

" في وقتٍ لاحق يا أكرم ! "

أمسكها من ذراعها يلويه قليلا يرد بخبث جملة المسرحية الشهيرة

" وقت لاحق !.. بعد أربعة عشر سنة حباً فيكِ تقولين في وقت لاحق !! "

تتأوه دموع بشقاوة هامسة اسمه بنبرة تقتله لترد

" آه آه .. أكرم !.. يكفي ما أخذته اليوم !.. سيقولون أن العروس هربت والعريس ذهب ليقتلها ! "

يضحك أكرم يحيط وجهها بكفه ليقبل خدها تحت يده بحرارة قائلا بمكر

" قلت لماسة أن تغطي غيابي ولم اعلم أني سأذهب بعيدا هكذا !! "

شفتاه تتحرك إلي فمها فأبعدته دموع فجأة للخلف بقوة ذراعها لتهرب ضاحكة بالفعل والقول الجرئ

" سنصعد الآن لأنك مهما قلت لن يكفيني !.. بعد أربعة عشر سنة حباً فيك لن تضحك عليّ بهذه الثواني تحت الدرج !! "

فستانها اللامع بفضيته يتطاير حولها وهى تركض لتصعد الدرج فيضحك أكرم بانتشاء قبل أن تختفي ابتسامته تماماً بغيمة سوداء أخفت لمعان عينيه !.. ثم صعد خلفها ..

وجدها أمام باب شقتها تقف برزانة ووقار مدير المديرية !!.. فغمز لها بعبث ثم أمسك يدها ليدخلا فتتعالى الزغاريد بلا توقف وهما يتلقيان التهاني من كل الحاضرين .. تحتضنها الزهراء ثم تأخذ أكرم بحضنها باكية فينحني مقبلا يدها ثم يمسح دموعها ..

من حضن ألماسة إلي صدر والدها تدمع عيناها وهى تقبل يده المجعدة بقوة وحب ثم أختها روان .. لتصطدم بعينين من فرط الغضب بهما شعرت أنه سيطيح بها بأي لحظة !

تمالك شريف أعصابه لتغطي كبرياؤه غضبه بلمحة بصر .. يمسك يد زوجته منى ليقترب من دموع مبتسما بغرور .. وفجأة وجدت ذراع أكرم تلف خصرها بتملك وهو يجاورها ملاصقاً لها

بمنتهى الهدوء تلاقت أعينهم جميعاً ليقول شريف بثبات مبتسم

" مبارك "

بينهم مسافة تحمل شرر القلوب فتتدارك دموع الموقف لترد بلباقة

" شكراً .. شكراً لمجيئكما "

للحظة تعلقت عينا شريف بعينيها الهاربة ثم يقول بجفاء

" هذا واجب .. لقد كنا .... جيران "

انغرست أصابع أكرم في خصرها وهو يشعر بالحنين بصوت شريف فعقدت دموع حاجبيها بألم لينهي هو الأمر بقوله

" أنرتما "

سحبها مبتعداً بملامح جامدة فربتت على يده على جانب خصرها تذكره بألمها فخف ضغطه عليها لتسأله بعزم لنسيان الماضي

" أنت بخير أليس كذلك ؟! "

أدار أكرم وجهه إليها يهدأ غضبه من الموقف ومن نفسه قبلاً بنظرة إلي وجهها .. ثم ابتسم ابتسامة باهتة وهو يقبل جبهتها بقوة شعوره بالذنب بحقها .. وكانت تدرك غضبه من نفسه لما دفعها إليه.


وبتلك الزاوية كانت تقف زوجة ما زالت عروساً لكنها أدركت أن قلب ضابطها يحيا في .. دموع
دموع تذرفها هى وهو يؤدي كل ما تنص عليه الرجولة بالحرف .. لكن يؤديه واجباً .. كما حضر الليلة واجباً كما قال كذباً

مسحت منى عينيها شاعرة أن المكان يطبق على صدرها وهى ترى عيون شريف تختلس النظر للعروس الفضية فوقفت أمامه فجأة تقول ببعض الحدة

" شريف أنا متعبة .. هل يمكن أن نذهب من فضلك ؟ "

أجفل شريف ناظراً لها بتجهم ورغبة عقاب أن قطعت أفكاره لكن بنظرة منه لدموع وهى تضحك مع أكرم أشار لمنى أن تخرج أمامه فتقدمته بصلابة امرأة تكتم معاناتها ببئر عميقة .. حتى غادرا البناية.





" اللهم اشهد إني تبت إليك .. اللهم اشهد إني لن أعود لذلك الذنب .. اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت .. فاغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "

تنساب الكلمات على لسانه وهو يسجد في صلاة لله الواحد القهار .. يتوسله رحمة وقبول توبة نصوح

اعتدل راشد جالساً بغرفته ودموع الندم تنهمر على وجهه ليسجد ثانية بالهمس الخائف

" سبحان ربي الأعلى .. سبحان ربي الأعلى .. سبحان ربي الأعلى ... اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت .. خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت .. أعوذ بك من شر ما صنعت .. أبوء لك بنعمتك عليّ .. وأبوء بذنبي .. فاغفر لي .. فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "

اعتدل ليقرأ التشهد ويُسلِّم خاتماً صلاته وظل مكانه طويلا يتفكر فيما ارتكب من آثام .. وذنب بعمر كامل
يرفع كفيه يطلب رحمة الحق العزيز الحكيم

" اللهم أنت الله لا إله إلا أنت الواحد الأحد .. الفرد الصمد .. الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .. اللهم عاملني بما أنت أهله ولا تعاملني بما أنا أهله فأنت أهل التقوى وأهل المغفرة .. ‏اللهم يا غافر الذنب .. يا قابل التوب .. يا مطلع على الضمائر والقلوب .. يا مَن أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء رحمة .. اغفر لي ذنوبي وتجاوز عن سيئاتي إنك أنت الغفور الرحيم "

له توبة .. حتى لو أتى بكل الموبقات له توبة ما دامت الروح ما زالت تسير للأجل والشمس لم تشرق من المغرب بعد ..
له توبة من كل المعاصي عدا الشرك بالله

مَن ذا الذي يغلق باب الرحمن الرحيم بوجهه ؟!.. مَن ذا الذي قد يحكم أنه عاصٍ سيتلقى عقابه في نفسه وأهله .. وابنته ؟

الدموع تسيل وحدها في رهبة ليل يثقل كاهله بالذنب وشفتاه تتمتم بوجل

" اللهم لا تعاقبني في ابنتي .. ولا فيمَن كتبتها لي .. اللهم اغفر لي ولها ما فعلناه سراً وسترته عن الناس .. اللهم إنك وضعت حبها في قلبي فلا تحاسبني عليه .. ولا تعاقبني على جهري به .. ربي إن الكتمان كان فوق طاقتي وأنت بي اعلم "

أطرق برأسه وأنفاسه تتهدج بالبكاء الخافت وشظايا الندم تسير بدمائه تؤرق ضميره وتجلده بسياط الأوزار

وتلك الكلمات كالصرخات في أذنيه تشوش عقله وإرادته وتحمل له تحذيرات المجهول

لن تفرح يوماً مهما اقتربت منك .. ستكون قريبة وبعيدة .. ستكون هنا وكارهة .. ستكون صامتة وضائقة وتعيسة

يضغط عينيه ثم يرفع رأسه للسماء ناظرا من شرفته ملامحه تفيض بالحسرة والحزن
يحاول التغلب على الوسواس مطمئناً قلبه برحمة الله يهمس بحشرجة البكاء

" اللهم لا تعذبني بها يوماً واعني على إسعادها ما تبقى لي من عمر .. اللهم أطل في عمري لأجلها .. واجعل ألم فقدان ولدي كفارة لذنبي وذنبها "

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

هو - عز وجل - القائل لعباده لا تقنطوا من رحمتي

يا ابن آدم لو أتيت الرؤوف وخطاياك لعنان السماء لغفر لك ولا يبالي

وما ظنكم برجلٍ ألهمه الله أن يستغفر ؟!

ما ظنكم برجلٍ ندم وعزم وتاب الله عليه ليتوب ؟!

وما كان الله سبحانه يريد العذاب لبشرٍ ألهمه التوبة.






بنفس التوقيت .. ومكان آخر أكثر عزلة ووحشة
تجلس رنوة في الظلام تفكر ولا تتوقف عن التفكير بملامح متبلدة ميتة المشاعر ، لكن عقلانية

غداً الزفاف .. الليلة تحرير الروح من الألم وبدء حياة جديدة .. لكن أنى لها الراحة وهى يوماً بعد يوم فهمت لمَ عزلها فؤاد هنا ؟

بهذا المكان يرسم لها حياتها مع راشد مستقبلا كما يتصورها .. شهر بتمامه لا ترى أحداً ولا يراها أحد .. طلباتها المحدودة مجابة بسائق فؤاد الذي أوصلها إلي هنا وفتح لها ثم أغلق عليها الشقة .. سجانها

وهنا .. وجدت كل ما تملك في غرفتها في منزل ' راسل رافع ' من أغطية سريرها حتى أصغر قلم .. فؤاد أصدر الحكم ونفذه .. تتخيل منظر غرفتها في بيتها الذي نبذها .. مهجورة قافرة ، جدران باردة مَن يدخلها يجد غبار أنثى لم تكن

هنا .. أعادت النظر في كل حياتها الضعيفة .. تائهة وحيدة كسيرة الجسور .. عرفت معنى أن تكون في القاع منبوذة مكشوفة العنق في وجه أنصال الدنيا .. عرفت معنى السقوط والطرد حتى لو طرد من حضن بارد شائك كالصبار

أدركت ندماً قاتلا آخر .. على خطاياها بحق الجميع حتى مَن أحبته .. على خطواتها الخاطئة في الحياة

خطوتها نحو راشد كانت خاطئة من البداية .. لو امتلكت إرادة أقوى أن تمنع نفسها لكانت صححت مسار الكثير .. لكن من البداية فقط !.. خطوتها نحوه الآن أصح ما قد تفعله وهذا ما لا يدركه فؤاد الآن ..

يظن أنها ستتأثر بالصورة التي رسمها لها بهذه العزلة .. وأنها ستتراجع نادمة رافضة زواجه راضية بذل الحياة بعدها .. لا يهون عليها الحياة الآن إلا صوت راشد ورفقه بضعفها الذي تعلمه جيدا

مكالماته لها دواء وشفاء يدعمها نفسياً بعد تجربة مريعة تسببت فيها لنفسها .. آلامها كانت لا تُحتَمل بالبداية وأعراض ما بعد الإجهاض تنتابها فلا تفهمها .. لكنه يخبرها بأكثر الأمور التي تخجل منها ويصف لها الأدوية باحترافية مهنية لتخلد كل ليلة لراحة مضنية

منعهما فؤاد من اللقاء هذا الشهر ليتمكن من كسرها أكثر .. لكنه لا يدرك أن أخته الصغيرة كبرت .. نفسها بنفسها كسرت .. لكن ما زال بظهرها رجل يجبر كسرها .. رآها امرأته قبل أن يراها طفلته .. وهبها رجولته ثم أتاها بعرائس العيد

الآن تفكيرها أنقى لتدرك أنه رغم رهبة النبذ وندم الذنب .. أحلامها ما زالت على جواد رجل اختارته بإرادتها

هاتفها يرن فتأخذه بلهفة تفتح الخط دون أن ترى الاسم فلا يحدثها إلا راشد وقد منع عنها فؤاد أمها ، وشهاب يأبى التعامل معها إلا بمكالمة واحدة متحفظة طوال الشهر

لكن الصوت الذي أتاها جمد الدم في عروقها بنبرته الشيطانية

" مبارك زفافكِ يا ابنة راسل رافع .. أثبتِ أنكِ ابنة أبيكِ بحق .. مبارك على مَن اخطأتِ معه "

شحب وجه رنوة وانهار جسدها ارتجافاً وشفتاها تتيبسان وهى تسمع صوتاً من فؤاد ما سمعته قبلا

" ستعرفين أي مصير اخترتِ حين يبدأ أول خيط للشك بكِ يتسلل بينكما .. الرجل لا يأمن لامرأة فرطت في شرفها قبل الزواج حتى إن أحبها وظل متمسكاً بها "

انخسف قلبها وروحها تتمزق في عذاب صفعات تميتها بكل حرف والكلمات تنغرس فيها كالخناجر السامة

" ستعرفين أي خطأ ارتكبتِ حين تشعرين بعمركِ الذي يضيع بلمح البصر .. وتخجلين منه أمام الناس التي ستنظر لكِ بشفقة وانتقاص .. ستعيشين في جحيم من صنع يديكِ .. تقبلي عقابكِ راضية "

الهاتف على أذنها يقع جوارها بارتعاش يدها وهى تسمع صوته بعيداً

" أراكِ غداً .. يا وردة ! "

همد رأس رنوة على ظهر المقعد والدنيا تدور من حولها بضياع ، تأتيها بماضٍ عرفته عن والدها للمرة الأولى تربط بينه وبين حياتها .. أصبحت مدنسة ..

وحقيقة واحدة تضرب قلبها بسكين حي

لقد قتلت لهفة راشد .. والرجل لا يأمن لأنثى فرطت بشرفها !!.




انتهى




التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 30-06-20 الساعة 01:27 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 12:36 AM   #847

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير تسجيل حضوووور🌹🌹🌹

Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 01:14 AM   #848

راما الفارس

? العضوٌ??? » 386178
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,037
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » راما الفارس is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روعة بمعنى الكلمة ورنوة وراشد بقطعوا القلب

راما الفارس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 01:15 AM   #849

تالن يوسف

? العضوٌ??? » 431382
?  التسِجيلٌ » Sep 2018
? مشَارَ?اتْي » 162
?  نُقآطِيْ » تالن يوسف is on a distinguished road
افتراضي

الفصل فظيع ياساندي تسلم ايدك❤️❤️❤️❤️

تالن يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-06-20, 01:28 AM   #850

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 114 ( الأعضاء 45 والزوار 69)
‏sandynor*, ‏زهرة الغردينيا, ‏سالي الغريب, ‏Malak assl+, ‏مروه شرف, ‏temoony, ‏hafodha, ‏أميرةالدموع, ‏rokaya, ‏ارج هاجر, ‏احلى بنات, ‏نسيم الحياه, ‏مون شدو, ‏غرام العيون, ‏وردة الفرح, ‏Hendalaa, ‏asaraaa, ‏remokoko, ‏كنزة ملك, ‏jadayal, ‏الرسول قدوتى, ‏rashid07, ‏Ritamouff, ‏يمنى ام تميم, ‏ام جنا 15, ‏MonaEed, ‏princess of romance, ‏Hala yehia, ‏silviia, ‏tafanegm, ‏Solo~, ‏ام زياد محمود+, ‏ريامي, ‏rasha emade, ‏farah mum, ‏Nidal Bayrakdar, ‏Reem salama, ‏همس البدر, ‏Manar saif, ‏طوطه, ‏Moon roro, ‏Other, ‏Racha785, ‏maryam ghait


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.