آخر 10 مشاركات
136 - وجه في الذاكرة - ساره كريفن (الكاتـب : pink moon - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          ♥♥ خـواطـر قلبيــه ♥♥ (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          *** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          178 - قيد الوفاء - سارة كريفن - روايات عبير القديمة(كامله)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          روزالــــــــــينـــــــــــــــدا ... "مكتملة" (الكاتـب : أناناسة - )           »          إنه انت * مكتملة * (الكاتـب : الكاتبة الزرقاء - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-08-20, 03:51 AM   #971

زينه 4

نجم روايتي ومشاركة بمسابقة الرد الأول وابنة بارة بأمها

 
الصورة الرمزية زينه 4

? العضوٌ??? » 372378
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 3,418
?  مُ?إني » قلب امي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » زينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond reputeزينه 4 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
يمّه على داعيك يزداد قدّي بك افتخر يا ملهمه يا عظيمه
?? ??? ~
My Mms ~
Lightbulb


اتوقع أن صدفه بالحظه ضعف تكلم عماد وتبلغه ما حدث لـ ابيها وكمان تخبره ما فعل عفيفي في ابيها
وطلبه لـ الزواج !لاني اتوقع عفيفي يرفض وجود جدتها في حياتهم ؟ وع اساسه تكلم عماد ب لحظه ضعف !
ويبدا مشوار صدفه وعماد ....
بيسدد ديون ابوها ! لكن قضية المخدرات ممكن أ، فؤاد وعماد يخططون ع عفيفي !! ويرسل احد يشيل التهمه !! وتسكن صدفه هي وعائلتها بشقة عماد ! والجده بتسوي العمليه وبيخطب عماد صدفه من ابيها وبيوافق عليه حافظ عليها ولان عماد بأن معدنه في الازمه ! لاني اتوقع أن ابو صدفه راح يرفض قبول صدفه لطلب عفيفي وخاصه لما يعرف انه هو من كاد له !
عاشت الايادي مبدعه


زينه 4 غير متواجد حالياً  
التوقيع

كل يوم حكاية تسرد على مسامعنا مزيدا من أمل
تخبرنا بأن ما عند الله أفضل
تجعلنا نتفائل ...💛💭
رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 11:50 AM   #972

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الورد
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 08:50 PM   #973

فاطمة توتى

? العضوٌ??? » 417864
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » فاطمة توتى is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور فى انتظار الفصل

فاطمة توتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 09:14 PM   #974

الجوزاء●°

? العضوٌ??? » 444916
?  التسِجيلٌ » May 2019
? مشَارَ?اتْي » 57
?  نُقآطِيْ » الجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond reputeالجوزاء●° has a reputation beyond repute
افتراضي

في انتظار الفصل 🌿

الجوزاء●° غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 09:58 PM   #975

sma0
 
الصورة الرمزية sma0

? العضوٌ??? » 381314
?  التسِجيلٌ » Sep 2016
? مشَارَ?اتْي » 454
?  نُقآطِيْ » sma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond reputesma0 has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم
سؤال ياجميلات موعد تنزيل الراوية الاثنين ولا الخميس؟
وهل الموعد ثابت؟


sma0 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-08-20, 11:21 PM   #976

فاطمة توتى

? العضوٌ??? » 417864
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 85
?  نُقآطِيْ » فاطمة توتى is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sma0 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
سؤال ياجميلات موعد تنزيل الراوية الاثنين ولا الخميس؟
وهل الموعد ثابت؟
كان أول الرواية يوم الاثنين وبعدين أصبح الخميس


فاطمة توتى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 12:10 AM   #977

hafodha
 
الصورة الرمزية hafodha

? العضوٌ??? » 404626
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 198
?  نُقآطِيْ » hafodha is on a distinguished road
افتراضي

رواية من اروع مايكون دمتي مبدعة ومتألقة بانتظار الفصل 😚😚😚😚

hafodha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 12:19 AM   #978

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي




كل عام وأنتم بخير
عيد أضحى سعيد
أدام الله عليكم الأعياد بصحة وعافية




البريق الحادي والعشرون .. الجزء الأول



قبل أيام

دخل أكرم وألماسة معاً عائدين من مجموعة رافع فقابلتهما الزهراء بنظراتها القلقة الحائرة لتقف مسرعة تسأل بتوتر

" ماذا فعلتما ؟ "

وضعت ألماسة حقيبتها وخلعت سترتها لترد

" اتفقنا على كل ما أردناه "

جلس أكرم بمنتصف الأريكة منحنيا شارداً فأشارت الزهراء بعينيها لألماسة تسألها فهزت كتفها بلا فهم ثم سألت

" ما بك أكرم ؟! "

هز أكرم رأسه بمرارة وغضب وكل ما قاله فؤاد يحرق دمه ليسأل

" لماذا هربتِ بنا ؟ "

كانت الزهراء الوحيدة المعنية بالسؤال لذلك همست بانقباض

" ماذا ؟! "

رفع أكرم رأسه ينظر إليها بضيق واضح ثم وقف متسائلا بنبرة اتهام

" لماذا تنازلتِ عن كل شيء وحرمتِنا من كل شيء ؟ "

اقتربت ألماسة منه تسأل

" ماذا هناك يا أكرم ؟! "

استدار إليها صائحا وغضبه يتفجر بكل كلمة سمعها عظمت فؤاد وقللت منه

" ألم ترِ بعينيكِ العز الذي عاش فيه أولاد راسل ؟.. ألم ترِ منظره وهو جالس بكل عنجهية يرأس كل تلك الأملاك ؟.. ونحن حُكِمَ علينا بالنبذ والطرد من أرضنا وأهلنا .. حُرِمنا من كل شيء وظللنا عمرنا كله في مكان ليس مكاننا "

ألقت ألماسة نظرة على أمها وملامحها الناعمة تشحب بحزن فلمست ذراعه تنغزه لينظر للزهراء قائلة بحذر

" لقد تكلمنا في هذا سابقاً يا أكرم "

زفر أكرم نفسا ثائرا ليستدير ممررا أصابعه بشعره يتحرك للباب يريد الخروج لكن صوت الزهراء اوقفه وهى تهتف بغضب

" لست أنا مَن جئت بكما إلي هنا .. زاهد أراد إبعادنا عن أي مشاكل قد تحدث بعده .. شهادتي لم تكن كافية لتنجيه من الإعدام وقاسم ورفيع كتما شهادة الحق .. ماذا كنت افعل ؟ "

التفت أكرم إليها وهى تقترب نحوه وصوتها يعلو

" ألا تفهم خطورة أن اعود بكما أطفالا إلي الوادي لأعيش خائفة من الثأر ؟.. فؤاد أراد قتل أبيك ليأخذ بثأر أبيه وكانت النتيجة أن قتل غفيرهم .. كم احتمال كان موجودا أن يكرر فؤاد فعلته أو رمزي أو حتى ابن الغفير نفسه لأن أبيه تلقى الرصاصة عن زاهد ؟ "

وقفت جواره فاندفعت يدها في كتفه صارخة

" اليوم بعد كل تلك السنوات تسألني لماذا حرمتكما من العز ؟! "

كان انفجارها الأول وربما الأخير .. هى الهادئة دوما الصابرة عمرا .. وكما قال رؤية العز شيء آخر .. وخوف آخر أن يصحو فيهما جبروت أهلهم
حاول أكرم ضمها متنهدا فدفعته رفضا لتتجه للأريكة تجلس عليها قائلة بنبرة انخفضت قليلا بحزن

" أنا عشت وحدي أخاف عليكما وأظلل على هذا البيت .. لن يدرك أحد خوفي حين نقلنا زاهد للمدينة ليخفينا ولم يخبر إلا أخيه قاسم عن مكاننا .. لم يحب يوماً أن نحيا هنا .. شارك راسل في مجموعة رافع وكان يسافر للعمل ويعود للوادي .. لكن راسل بنى ذلك البيت الكبير وكان يخطط للحياة هنا مع أولاده وترك الوادي .. لكنه لم يلحق .. مات وترك كل شيء "

نظرت إليهما ففاضت ملامحهما بالذنب والندم وهى تحرقهما بصوتها المجروح

" لن يدرك أحد ما مررت به بعد إعدام زاهد .. أعدموني معه .. وكان عليّ أن أدفن حزني لأجلكما .. لم يكن لي حق الحزن ولا البكاء "

جلست ألماسة على أقرب مقعد ببطء حركة جسدها مستندة برأسها على ذراع الكرسي تخفي وجهها وغيومه .. تكرر الزمان ليأتي الدور عليها وتدفن هى حزنها بعد موت حبيبها
اليوم تدرك من أين ورثت هذه القوة ؟.. تشبه الزهراء حد أن يكون الحزن رفاهية لكليهما .. عليهما دفنه عميقاً حتى تستمر الحياة
هل سيأتي يوم وتحكي فيه لأولادها عما مرت به مثل الزهراء أيضا ؟!
جرت دموع الزهراء بذكرها لزاهد لتتابع بقوة

" كنت أنفق من مال قاسم الذي وضعه لنا بحساب البنك ؟.. نعم .. واعتبرته حق كل ما أخذوه من أرض ودار وغيره .. ماذا كنت افعل وزاهد وضع كل ماله في المجموعة وإن طالبت بها انكشف مكاننا ؟ "

مسحت وجهها الأحمر لتحكي بنشيج مقهور

" وبعد كل ذلك لم تتركني المشاكل بحالي .. البناية التي اختارها زاهد جاءها أمر إزالة بعد سنوات قليلة ليكون عليّ عبء البحث عن مكان آخر بأسرع وقت وإلا وقعت فوق رؤوسنا .. بحثت حتى وجدت الشقة في بناية عبد الجليل بهذا الحي وانتقلنا إلي هنا "

يراها أكرم كالطفلة الكبيرة التي قسا عليها فاشتكت منه إليه .. حاول الاقتراب منها لكنها أوقفته وهى تشير إليه بقولها الباكي المتألم

" وبعدما ظننت أني ارتحت وجاءتني الفرحة بدخولكما أحسن كليات .. قُبِضَ على أكرم لأدور مجددا في المحاكم والقضايا "

توقف مكانه واجماً فصرخت الزهراء حتى راح صوتها

" اليوم مَن يجرؤ على محاسبتي بعد كل ما رأيته ؟.. مَن ؟ "

وقفت بألم تدعم نفسها بذراع الأريكة شاعرة بالدوار وقلبها ينفجر معها قهرا لكنها كانت واعية لكل كلمة .. أرادت أن تصفعهما بالحقيقة من البداية حتى لا يغترا بالعز كما قال
وقفت ألماسة متجهة إليها تربت على كتفها بالقول

" أمي اهدئي "

أبعدت الزهراء يدها رمياً لتتحرك بخطى قوية عازمة وتدخل غرفتها مغلقة الباب بغضب
ظل أكرم وألماسة واقفين تلتقي عيونهما بإدراك ثم قالت

" معك حق .. ربما لأني لا يهمني مخلوقاً وليس لدي أطفال أخاف عليهم مثلها فكنت ساواجه ولن يهمني .. لكن هى معها حق أكبر بكثير يا أكرم "

تنهد متجها للطاولة يشرب بعض الماء ثم قال بهدوء رغم غيظه

" اعلم .. لكن .. احترق دمي من طريقة كلامه والقوة التي يتحدث بها والسلطة التي تبدو عليه "

اقتربت منه تمسك بكتفه لترد بتآمر

" وهو نفسه يريد هذا .. أن يحرق دمنا .. لكن علينا ألا نعطيه الفرصة "

صمت لحظات ينظر أرضا مفكرا ثم قال

" اسمعي ماسة ما افكر به .. أريد أن نشتري منزلاً وننتقل من هذا الحي إلي حي أكثر رقياً .. وسنحتاج إلي ثلاث سيارات لي ولكِ ولأمي إذا أرادت الذهاب لأي مكان .. وساحضر لها سائقا .. لن ينفع أن نذهب أنا وأنتِ إلي المجموعة بسيارة أجرة أو بالحافلة ! "

جلست تستمع إليه مبتسمة وهى تضع يدها على خدها ناظرة له بعينين لامعتين فعقد حاجبيه متسائلا

‏" ماذا ؟! "

اتسعت ابتسامتها مجيبة

‏" استمع لأحلامك ! "

نظر أكرم حوله إلي الشقة التي أحضرها لهم قاسم بعدما طردهم عبد الجليل ثم قال بنبرة قاسية

" لماذا تقولين أحلاماً ؟!.. كلها ستتحقق .. وأول ما سنفعله سنرد إلي قاسم مال هذه الشقة ومال الدبلومة التي تأخذينها .. بل ساطلب من البنك كشف حساب من بداية فتح الحساب وأرد له كل المال الذي أنفقه علينا ... على حذائي "

مطت شفتيها بضيق وهى تسمع ما قال بآثار ما عاش فيه لسنوات لتغير الموضوع قائلة

" حسنا .. اسمعني أنت أيضاً .. فكرت مثلك .. لكن بدلا من أن نشتري منزلا فكرت أن نشتري أرضاً في المكان الذي نختاره ونبنيها كما نريد .. الموضوع سيأخذ وقتاً بالطبع ولذلك سنقيم زفافك أنت ودموع أولاً .. ما رأيك ؟ "

التفت إليها بنظرة غريبة مجفلة كأنه لم يستعد لتلك الرسمية متوقفا عند عقد قران لتكون دموع ملكه !
أخفض عينيه ثم تحرك ليجلس جوارها مجيبا

" لا يا ماسة .. أنا موافق على شراء الأرض .. لكن لن أقيم زفافي أنا ودموع إلا بعد انتهاء بناء المنزل "

ظلا صامتين قليلا ثم فجأة ضحكت وهى تعض شفتها السفلى لتقول بصوت خافت

" يبدو أنك أحببت فترة عقد القران !.. ودموع تقول أخوكِ سيد الرجال !! "

استوعب أكرم لحظة ثم ضحك وهى تجذب انتباهه عما كان يفكر به فيضربها بخفة على كتفها ممازحاً

" أحببتها جداً هل انكر ؟!.. إنها فترة يجرب فيها الشخص إحساس اللص تماما مع إنه حقه .. ذلك التخطيط للسطو على شيء ما قبل أن يقبض عليك أحد !! "

تعالت ضحكاتهما معاً حتى تراجعا لظهر الأريكة فخرجت الزهراء تطالعهما على باب غرفتها وألماسة تهتف ناسية كل شيء للحظات

" عن نفسي لن أجربها !.. سيتم عقد قراني يوم الزفاف مباشرة .. فلست أنا مَن يسطو عليها أحد !.. ماهر يقول ..... "

صمتت واختفت ضحكتها حين انتبهت أنها سرحت بكلامها نحو أحلامها المقتولة ، نحو ذكريات وقفت تودع ضريحها
نظر أكرم جواره إليها ليحيط كتفيها يجذبها لصدره يضمها ماسحاً على شعرها بحنان قوله

" ستفرحين يوماً ما يا ماسة .. الحزن لا يدوم .. والنسيان نعمة من الله على أهل الأرض "

عانقته ألماسة باحتياج رهيب لأحد تضع رأسها على كتفه .. وعلى بعد خطوات مسحت الزهراء عينيها الدامعة ببسمة حزن وهى تدعو أن يمنحهم الله هذه النعمة العظيمة .. النسيان.








دخل عماد مغلقا باب الشقة خلفه ليتجه إلي الأريكة بمنتصف البهو فيرى ليلة جالسة مكومة على أحد الكراسي .. عيناها شاخصتين سوداوتين متسعتين بحقد قلبها .. والشقة صامتة تماما كأنها سكنى للأشباح

فقط نظرة رفعتها إليه ترى منظره المعتاد الفوضوي .. أكمامه المرفوعة وأزراره المفتوحة وسترته المعلقة باصبعه خلف كتفه .. لا يتغير
ألقى عماد سترته ليجلس يملأ الأريكة كالعادة يطالع صمتها بريبة متسائلا

" ما بكِ ؟! "

ضمت ليلة شعرها الطويل المموج للخلف ترد بعد ثوان

" لا شيء "

خائفة أن تنكشف عودة أمير إلي مصر وحينها ستسيل الدماء حتماً .. وخائفة أكثر أن يتركها عماد بالتذكر بعدما تأقلمت نفسه على وجودها حتى لو كانت مركونة
لا يمكن أن تخسر هذا المستوى الذي تعيش فيه في المدينة ، لن تعطيه الفرصة ليتحرر منها كما يريد .. ولعبتها على شهامته للنهاية !
لكنها مرهقة هذه الأيام .. مقابلة أمير استنزفتها .. وكلماته استفزتها ، تنخر في عقلها بوسواسٍ خناس ، وتكرر تعذيبها ببطء

( انظري إلي نفسكِ .. ما زلتِ كما تركتكِ بل ازدادت روحكِ كرهاً ومقتاً .. أنتِ نفس سوداء لا تميل إلا إلي أمثالي .. أرى عينيكِ تلمعان للحرام .. أنا لم اخطئ معكِ .. أنتِ هكذا ليلة !.. توقفي عن خداع نفسكِ باسطوانات الشرف )

أجفلها عماد وهو ينادي بصرامة

" ليلة .. سألتكِ ما بكِ ؟ "

نظرت إلي عينيه السوداء الآمرة وانتفض قلبها بدقات خائنة .. تريد أن تبكي على ما وصلت إليه لعدم قدرتها على إعادة الزمن
لعقت شفتيها الوردية وهى تقبض يديها على بنطالها الأسود كي لا يتضح ارتجافها ثم ردت

" اشعر أني متعبة قليلا "

سأل عماد ببرود ساخر

" ما الذي يتعبكِ ؟! "

روحها تغور عميقا شاعرة بأنفاسها تلهث بغرابة وتلك النظرة من عينيه تقتلها .. الاستهانة والاحتقار .. تحتملهما مقابل أن تحيا هنا ولا تُدفَن في بيت والدها في الوادي الذي تكرهه
خرج نفس مرتجف من شفتيها وهى تجيب بارتجاف وألم

" صداع .. وتقلصات بمعدتي لا تفارقني .. ولا استطيع تناول شيء منذ أيام .. و... وهناك ثقل على صدري يخنق أنفاسي "

عقد حاجبيه منتبها لشحوب وجهها والضعف الذي يظهر عليها .. صوتها المنخفض ونبرتها المجروحة النادرة التي تريد البكاء
سحب عماد نفسا طويلا ليطلقه وهو يأخذ سترته يخرج منها الهاتف يطلب اسما ثم تسمعه

" رفيق .. الحمد لله بخير .. نعم نعم إن شاء الله .. أريدك أن تحجز لي موعداً .. بعد ساعة تقريبا .. شكرا رفيق "

أغلق الخط ثم قال بنبرته المتسلطة

" انهضي وجهزي نفسكِ .. سنذهب إلي رفيق يرى ما بكِ "

كتفت ليلة ذراعيها تهز رأسها قائلة بتشوش

" لا أريد الذهاب إلي اطباء "

التفت وجهه نحوها بنظرة واحدة .. نظرة سلطان أمر وينتظر التنفيذ .. ورغم ما كانت تثيره فيها من غضب لكنها اليوم أخفضت رأسها بخزي لتنهض بلا كلمة وتدخل لارتداء ملابسها

بعد دقائق كانت تستند لظهر مقعدها والألم يشتد عليها مع حركة السيارة .. عيناها ترمق جانب وجهه الجامد بدموع تكاثفت حتى تساقطت
تبكي حباً بلا أمل .. مقتنعة تماما أن حياتها توقفت عند هذا الحد اليائس .. ربما لو صدق ندمها لاستقامت حياتها .. لكنها تمادت بحريتها حتى خسرت كل فرص الحياة الصحيحة
تعرف أنه لن يصبر عليها أكثر ومصيرها إلي تراب الوادي .. من التراب وإلي التراب !.

بعدما فحصها الطبيب رفيق جلس خلف مكتبه يكتب الأدوية اللازمة قائلا

" لديها اضطراب شديد بالقولون .. ستقوم ببعض التحاليل لنرى السبب .. عادة القولون العصبي يكون بسبب مشاكل بالجهاز الهضمي أو وراثة أو سبب نفسي كالاكتئاب والتوتر .. عامةً ساكتب لها بعض الأدوية سترتاح عليها .. ويجب الالتزام بنظام غذائي صحي وتجنب ما يسبب اهتياج القولون وبالأخص العصبية والقلق "

اومأت ليلة باستكانة بينما يأخذ عماد ورقة الأدوية ناهضا ليشكر صديقه ويشير لها لتتقدمه

مرت رحلة العودة بصمت تام .. طريق طويل وتمنت ألا ينتهي وهى معه ، لم تعد تخرج معه إلا في ذهابهما للبلدة لتزور أهلها كل فترة ، وترسم أمامهم مستواها لترى الحسد في عيون بنات الزِيِن
هناك .. حيث لا طبيب إلا وقت خروج الروح لا مع بعض الصداع وألم بالقولون .. كيف يمكنها خسارة عماد ؟!

صعدا إلي الشقة فاتجهت ليلة إلي غرفتها وتمددت على سريرها بملابسها متعبة .. الوجع يضغط على كل جسدها
تمسكت يدها بالوسادة تطبق شفتيها بقوة حين دخل عماد ورآها .. اتجه إليها حاملا كيس الأدوية ففتحه وطالع المواعيد ليعطيها أحد الأقراص مع قوله

" طلبت لكِ طعاماً خفيفاً .. لابد أن تأكلي شيئا "

هزت ليلة رأسها بطاعة لو رآها سابقا لجزم أنها تمثل كعادتها الكاذبة .. يرجح أن ألمها بسبب نفسي .. شعورها بالنبذ منه يجرحها ويمرضها ..
لكنه ليس بيده .. وما رمى يوماً كلمة قالتها بركة خلف ظهره ، بركة قالت له اتمم سترك عليها تنل ما تريد ..
وهو يريد التحرر من وجودها بحياته ، لكن ليس على حساب نفسه .. إن اتمم علاقته الزوجية بها سيشعر أنه مثل ذاك الذي اخطأت معه .. رآها رخيصة فأخذها حراماً .. وهو يراها رخيصة وإن كانت له حلالاً .. ولن يرضى لرجولته بهذه الإهانة

أشاح عماد بوجهه غضبا حين تذكر فنهض فجأة لكنها أمسكت بيده تقول بضعف

" عماد .. اصبر عليّ قليلا .. لا تطلقني أرجوك "

نظر عماد إليها من علو وهى ترفع عينيها الداكنتين الهائمتين لطوله المهيمن بالفطرة .. تنظر له باستجداء ودموعها تسيل بجمال فتنتها الأسود
انعصرت عيناها بأنين متألم وهى تترك يده لتتشبث بالوسادة مجددا .. فعاد يجلس جوارها زافراً يمد كفه لجانب وجهها فشعرت بالدفء يسري لأخر قطرة دماء ملوثة بها
يده الأخرى تدعم معصمها وهى تشد على الوسادة قائلا برفق

" اصمتي ليلة .. مَن تكلم بسيرة الطلاق الآن ؟ "

أغمضت ليلة عينيها حين بدأ مفعول الدواء ليهدأ الألم ويغلبها نوم عميق
سحب عماد يده عن وجهها ليقف ويغطي جسدها ثم ظل ينظر إليها لحظات قبل أن يخرج من الغرفة

نوماً رأت فيه نفسها سجينة غرفة ضيقة بقبو دار الزِيِن تسكنها الفئران لأيامٍ بلا طعام ولا قطرة ماء .. وصوته يتردد كوحش مخيف

( لي حساب معكِ اسوأ من كل ما رأيتِه بحياتكِ )

وعيده ذلك اليوم بذلك المقهى .. بعدما أضاعت منه تلك الفتاة !.. بعدما اخبرتها أنه زوج لثلاثة !!.. لقد كان وجه عماد الآخر .. وجهاً أكثر قسوة مما يظن أحد !.

صباح اليوم التالي استيقظت ليلة بإرهاق لكن كان الألم اهدأ كثيراً .. اعتدلت على سريرها جالسة على حافته ثم نظرت جانبا حيث علب أدويتها بجوار الهاتف .. فأخذته تطالع أخر رسائلها لترى رسالة من عماد فتحتها بلهفة لتقرأ

( ساحضر اليوم لنذهب للمعمل للتحاليل التي طلبها رفيق .. خذي أدويتكِ والطعام على الطاولة )

ابتسامة شملت وجهها بأكمله وخرجت من غرفتها ركضاً شعرها يتطاير خلفها ناسية التعب لتتجه حيث الطاولة وأكياس الطعام عليها .. سحبت كرسياً لتجلس بابتسامتها السعيدة ولا تصدق نفسها .. ألم يقل عنها صاروخ ذات يوم ؟!.. أيعقل أن هناك أملاً ؟!.





نزلت فجر من سيارتها الرمادية الأعجوبة حين لمحته ينزل من سيارة الأجرة وينتظرها .. نافخاً !
تبسم ثغرها وهى تنظر إليه واقفاً متحفزاً واضعاً يديه في خصره أمام معهد الموسيقى كحارسه
شعره يطير بالهواء البحري وقميصه الأبيض يحدد عضلاته المبالغة كلما التصق بجسده ثم تراخى

تحركت فجر إليه مبتسمة ولا سبب لابتسامتها إلا سعادتها .. بدون كثرة تفكير وتحليل هى سعيدة وتشعر بالأمان في حضرته
ببساطة وجوده يرفعها لأعلى وبنفس الوقت قدماها على الأرض وهو يحتاجها ويستعين بها
وهذا ما تريده تماما .. احتياج متبادل .. فلا تشعره بضعفها دون أن ترى ضعفه لها .. لها هى فقط

ما إن رآها زايد حتى نفخ مجددا قائلا بنزق

" لا أحب حركات المصريين هذه .. طالما كلانا سيذهب إلي نفس المكان فلمَ لا نذهب معا ؟!.. ألابد من كل تلك المؤامرات حتى نتقابل ؟!.. لمَ نعير لكلام الناس اهتماماً من الأساس ؟! "

انتظرت فجر حتى أنهى كلامه ثم عدلت نظارتها الطبية على أنفها وردت بهدوء

" أولا ليست حركات مصريين لكنها الأصول .. لقد ركبت معي سيارتي مرة ولن ينفع أن تنزل معي من البناية ونستقل السيارة عادي كل مرة بلا رابط بيننا .. ثانيا أنا لا اهتم بكلام الناس لكننا نعيش في مجتمع له تقاليد واتبع ما أراه صحيحا فيها .. ثالثا وهذا الأهم .. أنت مَن صممت على حضور تدريب فرقتي لذلك لست مسؤولة عن إحضارك "

ظل زايد محدقا بها قليلا بصمت .. بوجهها المحدد بحجاب بأول درجة للون البنفسج فلاءم عينيها البنية ذات الطيف الشمسي الفرعوني

يجذبه ذاك الطيف الساكن بعينيها جزءا فيها .. يتناقض عنه بكل الطرق .. بقدم قوة حتشبسوت وجمال نفرتاري .. وسكون معبد عالي الأعمدة يمنحك الغربة بقدر الرهبة

وهو بحداثة جاستن بيبر وصفات فتاة أحلامه لتايلور سويفت .. وإجرام شيكاغو في ظلمة الليل

ثم ابتسم تلك الابتسامة التي توقف نبضاتها لتحييها صاخبة متسائلا

" ألا يوجد رابط بيننا حقاً ؟! "

أخفضت فجر عينيها بحياء وتجاوزته إلي الداخل وهى تشعر بخطوات قدميها .. خطوة في السماء وخطوة على الأرض .. هذا ما يشعرها به زايد

دخل معها قاعة التدريب فأشارت له أن يجلس على كرسي جانبي وتحركت حيث يقف أمجد ومصطفى وبقية أعضاء الفرقة
عيونهما تلقائيا اتجهت نحوه فيسأل مصطفى بحزم

" هل سيحضر جاركِ التدريب معنا مجددا يا فجر ؟! "

انسحب أمجد بحرج بينما تعبس فجر معترضة لترد بسؤال

" هل هناك مشكلة يا مصطفى ؟! "

اشتعل غضب مصطفى وهو يرى عيني زايد بعينيه مباشرة يعقد ساعديه جالسا بأريحية مبتسما باستفزاز كأنه يعلم أن الحوار عنه !
رد على فجر بحدة رغم انخفاض صوته

" منذ متى نحضر أغراباً ليروا عملنا ؟! "

تصلب وجه فجر بغضب تلميحه لتقول صارمة بلا تردد

" لا بأس مصطفى .. إذا ضايقك الأمر هكذا سنرحل أنا وهو "

استنكرت ملامحه رفضاً هاتفاً

" لهذه الدرجة فجر ! "

برقت عيناها تواجهه بشجاعة فصمت بنظرة خائبة جعلت ملامحها تترفق به قليلا وهى تستدير لتغادر بالفعل لكن صوته أوقفها

" انتظري فجر من فضلكِ .. انتهينا من التدريب الموسيقي وتبقى إلقاءكِ للقصائد التي اخترناها للحفل القادم .. ليس لدينا وقت "

كان صوته قاتما بوقع الألم به وضياع الفرصة الأخيرة ، لقد تأخر كثيرا بالفعل ولا لوم عليها .. كم مرة أراد الاعتراف وتوقف وتأجل .. وكان واضحا أن ذلك الشخص الغريب قد جذب فيها ما لم يفعله بصمته على نغم البيانو

استدارت فجر بنظرتها القوية فتحرك مصطفى نحو البيانو متجهما .. نظرت نحو زايد فكان على وضعه المستريح الشقي مرسلا إليها قبلة هواء خفية جعلتها تتورد خجلا

وقفت في المنتصف حيث مكانها المعتاد بقيادية محترفة مُقدَرة ، وهو يراقبها بإعجاب وانبهار بشيء لم يره قبلا
كانت هى التقدير ذاته .. وكان هو الفوضى ذاتها.

بعد وقت طويل انتهت فجر من إلقاء ما يعدونه من قصائد للحفل .. وكأنما كانت له جرعة من نيكوتين صافٍ تضبط معدل شغفه بصوتٍ كرنات الياقوت الفرعوني

بعدما توقفت الموسيقى اتجهت إلي مصطفى تشير أمامه لمقطوعة موسيقية معينة لتنظر إليهم قائلة بصوت خافت

" الأخيرة بقلمي .. أريد أن أجربها معكم "

رفعت نظارتها فوق حجابها وعادت إلي مكانها تنظر إلي زايد بنظرته المهلكة اهتماماً وشغفاً .. نظرة رجل إلي أنثى استثنائية
وانطلق صوت الفجر هذه المرة بكلماتها لا إلقاءً .. بل إحساساً


جلست لإعادة ترتيبي
أوراقي ونثري وأشعاري
انزل من سفنٍ ماضيةٍ
وألامس رمالَ الشطآنِ
قد مت يا عمري أزماناً
وقدومك نحوي أحياني
ما كنت يوماً بحمامة
ولا رفرفت بجناحاتي
وما عرفت دق العشقِ قبلاً
ما فقهت إلا كلام أوطاني
بلدي وطن
أهلي وطن
كرامتي وطن
وجئتني - يا كل الفوضى -
توليت كل قناعاتي
فغزلت الكلماتَ الليل تشدو
وتسمع الروابي والسحابِ وشقائقِ النعمانِ
كيف أضحيت لي ذنباً ؟!
وقد كان قلبي من رمادٍ
بعد موته ما عاد للحياةِ لولاكَ
يا سفر المغرب في ظلامٍ
انظر للشمسِ تحاوطني بذكراكَ
والأسطر تختصر الأسطر
عن عشقٍ بات بدنياكَ
بعينيك أدركت جمالي
سمعت بحاراً وقصائد معسول كلامٍ وأغانٍ
فما كان صوتاً يعنيني إلاكَ
سبحان مَن وضعك في قلبي
مدى الدهرِ والحديثِ والشقاءِ ولا أنساكَ


لا تعلم كيف أخذها من بينهم ؟!.. وجدت نفسها تنسحب معه حين أمسك كفها بعدما أنهت قصيدتها وتلقت الإعجاب عليها من الجميع إلا مصطفى .. كان يعلم أنها مكتوبة لرجل غيره
وكان زايد يعلم أنها مكتوبة له .. امتلكها قلباً وأخذها قالباً ليستأثر بهذه اللحظات ملكاً له وحده

تشرب فجر من قهوتها الداكنة بينما تفكر في تلك اللحظات المسلوبة منها .. ما إن قال هيا فكانت كلمة واحدة وذهبت معه !
أعاد زايد عينيها إليه حين سأل فجأة

" هذه الكلمات مكتوبة لي فجر .. أليس كذلك ؟ "

وضعت كوب القهوة وهى ما زالت تفكر في ذهابها معه .. تتأمل طلته الأجنبية التي تجذب الأنظار .. ربما !.. ربما هذا هو سبب شعورها بالتباهي وهى معه .. في حين أنه يبدو عليه الانطلاق والثراء فتشعر بالغرور أمام الناس أنه اختارها هى !.. ولا أحد يعلم أن مستواه مثلها بسيطاً عادياً .. لكنه فقط عائد من الخارج فما زال عليه بريق الغرب !

عادت تمسك زمام أمرها لتقول بابتسامة هادئة

" أنا اكتب كثيراً زايد .. منذ أحببت الشعر وبدأت بإلقائه ووجدت نفسي أدون مشاعري وأفكاري .. ليس شرطاً أن تكون مكتوبة لأحد ! "

أشار زايد بالسكين حيث يقطع قطعة من كعك الفراولة يتناولها مصمماً بمكر

" لكن هذه الكلمات لي أنا !.. أنا الفوضى .. والذنب .. وسفر الظلام !.. أدرك رأيكِ بي .. وهو أجمل رأي سمعته عني في حياتي "

اتسعت ابتسامتها بلا رد وهى تنظر حولها .. مقهى جميل ارستقراطي يشبه ذوقها تماما رغم أنه اختياره هو .. أثاثه بنياً داكنا وإضاءته صفراء كالقصور العتيقة ، وتنساب موسيقى بيانو هادئة للغاية كأنها آتية من سحر بعيد

ثم نظرت إليه مجددا وأطراف شعره الطويل تتحرك بهواء المكان على كتفيه ولحيته التي تركها تطول فيبدو غريباً غربياً على المكان
تنهدت وهى تتلاعب بالشوكة بطبق الكعك أمامها لتقول بشرود

" هذا المكان أمر عليه كل يوم .. وكل يوم افكر في دخوله ثم أتراجع واعود للبيت "

يسأل زايد مبتسماً

" منذ متى لم تتناولي غداءكِ بالخارج ؟! "

عدلت فجر نظارتها من حوافها وهى تعبس بجدية ثم قالت بنبرة حزينة رغم اتزانها

" منذ .... آه تذكرت .. منذ أخذت أول راتب لي حين أصبحت معيدة ... دعوت أمي لنتناول العشاء بالخارج .. وبعدها بفترة لحقت بأبي "

مد ذراعيه عبر الطاولة ليسحب نظارتها متأملا عينيها المحددة ثم سأل بخفوت مبتسم

" ومنذ ذلك الوقت تعيشين وحدكِ ؟ "

تعالت نبضات قلبها وهى تخفض عينيها عن نظراته الجريئة الحرة .. فلا رأتها قبلا ولا عاشتها يوما ، ولا اهتزت أوردتها باندفاعات دموية عشقية لرجل هو عنوان فوضى
عدلت جانبي حجابها ثم أجابت بعد ثوان حتى لا يتأثر صوتها مثلها

" عشت فترة عند عمي .. وبعدها قليلا عند خالي .. لكن لم ارتح في أي مكان إلا بيتي .. فصممت أن اعود وافتح الشقة واعيش فيها وحدي .. قلت لهم الحي كله يعرفني وأنا في أمان هناك "

شعر بالذنب لما حدث لها بسببه فشرب قليلا من كوب قهوته المحلاة بالكريمة صامتا فابتسمت بتفهم لتسأل بجدية

" وأنت .. أظن أن هناك أشياءً كثيرة لتشرحها لي !.. مَن يطاردونك .. وما قصة السكين الذي تحمله .. وأين كنت ولماذا عدت فجأة .. لكن يمكنك البدء بماذا تفعل في حياتك حالياً .. ماذا تعمل ومن أين تنفق ؟ "

ضحك زايد ضحكة خافتة بدت مرتبكة قليلا قائلا

" تريدين معرفة كل هذا اليوم ! "

مالت للأمام تستند بذراعيها على الطاولة ترد

" اليوم إجازتي وأنهيت تدريبي وأظن أنك متفرغا مثلي "

هز رأسه رافعاً حاجبيه وهو ينظر حوله كالمحاصر ثم مرر يده في شعره الطويل متراجعاً على كرسيه ثم مسح على لحيته دون أن ينظر إليها كأنه يكسب وقتاً أو يفكر !
وفجأة نظر إليها مطلقاً نفس عميق وقال

" سابدأ بالأسهل .. حالياً لا اعمل شيئا .. أنفق من المال الذي أحضرته معي حين عدت "

لم يبد على وجهها أي رد فعل تنتظره يواصل فاقترب مثلها للطاولة وخفت صوته بملامح جادة

" أما باقي الاسئلة لها إجابة واحدة ... كنت في شيكاغو .. حين سافرت تعرفت على بعض الشباب العرب الهاربين من أوطانهم العربية إلي الحرية مثلي .. أو هذا ما أردناه وكنا نظنه .. لم نجد عملا بسهولة لذلك تورطنا مع مافيا لتجارة المخدرات .... "

شهقت فجر بلا صوت وظلت شفتاها مفترقتين مصدومة وهو يتابع بصوتٍ كالهمس

" عملت معهم كموزع لفترة .. ثم شعرت بالقرف .. ذلك الطريق لم يكن لي من البداية .. عالم لا يعرف إلا المال الملوث بالدم .. لا نتحرك إلا بالأسلحة .. ليلاً في عز الظلام حتى لا يتعرف علينا أحد .. لكن لم يكن الانسحاب سهلا .. تعرفت على رجل ساعدني أن اعمل عنده في مطعمه لأكسب نقود جيدة .. فكنت نهارا عنده وليلا بالشوارع أوزع المخدرات وافكر كيف اخرج من تلك الدائرة وأظل حياً ... "

صدمتها تتعاظم وهى ترى تتابع مشاعره على وجهه من الازدراء للاحتقار للخوف للمرارة التي تجلت بكلماته

" هناك يا فجر مَن يعرف أسرارهم لا يخرج منهم إلا بالموت "

زفر نفسا طويلا شعرته يتردد بصدرها ووجهه القريب منها يعاني بمجرد الحكاية وهو يكمل

" ثم جاءتني الفكرة حين حدثت أمامي .. أحد الشباب الموزعين تمت سرقته .. وضربوه حتى مات .. ذهبنا إلي رئيسنا وأبلغناه فلم يهتم وقال إنه كلب ومات .. فقررت أن أكون الكلب التالي "

عقدت حاجبيها بلا تصديق فيؤكد لها بقوة

" نعم مجرد كلب .. طالما ارتضيت على نفسي هذا من البداية فالكلب أفضل مني "

ارتجفت شفتاها المفترقة فأغلقتها وقلبها يدخل درباً آخر شاعرة بكل خلية من جسدها تنتفض لحمايته فيزدرد زايد ريقه متابعا

" خططت للأمر جيدا .. اخترت بعض الشباب الذين نوزع لهم وافتعلت مشاجرة كبيرة وتركتهم يضربونني حتى كدت أفقد وعيي فعلياً فركض الجميع مبتعدين .. وكان معي موزع آخر مثلت أمامه أنني مت فتركني جوار القمامة وركض خائفا .. وعرفت تلك اللحظة أنني تحررت "

كانت الصورة أكثر بشاعة ، كل كلمة تنطبق في ذهنها بصورة لما حدث كأنها تعيش الأمر معه ويعيشه مجددا وهو يقول بنبرة صارت ابطأ وأصعب

" لم أذهب إلي غرفتي خوفاً أن يأتوا ليتأكدوا من موتي .. كنت أسكن في غرفة بحي شعبي قذر لكن كانت جيدة للتخفي .. فظللت في منزل ... منزل فتاة .. كانت تحبني "

لم يكن وقتاً للغيرة بأي طريقة وهو يخفض عينيه بقصدٍ واضح ، كان وقتاً لتفكر كيف عانى وهو يظن أنه حلق للحرية .. خرج من مصر .. من بيت والده ليسكن مكاناً قذراً وغرفة اختباء
وكان وقت خوف بكل الطرق .. خوفا أصبحت تعلم أنه فيها كأنثى
رفع زايد عينيه بنظرة مذنبة متألمة ليقول بإنهاك

" تعافيت من آثار الضرب عندها .. كانت الوحيدة الآدمية وسط بشر أقسى من الذئاب .. ثم تدبرت أمر عودتي إلي مصر .. لكن للأسف .. أحدهم رآني في المطار "

الدماء انسحبت من وجهها خوفاً عليه تهمس بشحوب

" جاءوا وراءك يريدون قتلك "

مد زايد كفيه يأخذ يدها الباردة يضغط عليها فلم تمنعه هذه المرة وهو يحاول أن يطمئنها ويطمئن بها

" لا تقلقي .. هم لا يعرفون مكاني .. حين اقتحموا شقتكِ ظنوا أنني اختبأ فيها فقط ولم يعرفوا أني أسكن بنفس البناية "

هزت رأسها نفيا لتقول بخوف وتقرير لا سؤال كالمرة السابقة

" وإن عرفوا !.. أنت في خطر يا زايد "

ربت على ظاهر يدها بين يديه ليؤكد

" لا تخافي فجر .. أنا اعلم خطواتي جيدا "

ما زالت تهز رأسها تهمس بلا قدرة على التحكم بنفسها

" لا .. لابد من إبلاغ الشرطة "

شد زايد على يدها هاتفا بنبرة منخفضة

" لا يا فجر .. هكذا سيعرفون طريقي .. هل تتذكرين ذلك اليوم حين قلت لكِ مشفى لا ؟.. لأن أي محاولة رسمية سيعرفون مكاني .. لكن هكذا أنا مَن يتحكم بالأمر "

صمتت فجر وهى تنظر إلي تفاصيل وجهه كأنها تراه لاخر مرة .. ترى ملامحه القوية الداعمة بحرية مثله .. وانخفض احتياجه هو ليعلو احتياجها هى .. هاتف يصرخ بأعماقها لن تقدر على فقد جديد
تلك الرؤية التي ظلت تتشوش بالدموع وهى تهمس بموت مرعب

" أنت في خطر "

ظل زايد مسمرا أمام تلكما العينين الصادقتين حد وجع الروح .. ثم قال بإرادة مسلوبة أمامها

" No, everything is ok till now "

نعم .. كل شيء بخير إلي الآن .. إلي الآن فقط !

وسالت دمعة .. دمعة لأجله تداخلت بكيانه ورجولته ولغته .. تليها دموع ضعف لفتاة ما تعرف إلا القوة

كفه تتمسك بيدها المثلجة وكفه الأخرى ترتفع لوجهها القريب يلتقط دموعها بسبابته فقط كأنه يخاف إن مسها أن يلوث طهرها بما تلوث به في الغربة

قلبه يطرق الضلوع ويضخ الحياة في وطن ادركه الآن وطنه قائلا

" فجر .. أريدكِ قوية كما عهدتكِ يا مصرية .. لا تليق الدموع بحفيدة الفراعنة ! "

يدها تحركت في كفه لتطبق على أصابعه فتبسم هامسا

" Trust me "

لم يكن يطلب الثقة من نفس الفتاة التي يحادثها كل مرة .. فهمتها وادركتها ومنحتها .. كان يطلب الثقة من .. حبيبته !.





انتهى

طبعا عارفين زحمة العيد يا دوب سرقت شوية وقت اكتب الجزء الصغنن ده 😂😂

موعد تنزيل الفصول .. كل يوم اثنين الساعة ١١ مساءا بتوقيت القاهرة
دمتم بخير


noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة نورهان عبدالحميد ; 04-08-20 الساعة 12:44 AM
نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 02:38 AM   #979

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

كل سنه وانتى واسرتك بخير وسعادة وعيد اضحى مبارك ان شاء الله

الامور هادية حاليا

مع حقد اكرم على الماضى وعلى فؤاد اللى عاش فى النعيم وهما عاشوا فى البيوت الفقيرة الآيلة للسقوط

زهراء كان ليها حق فى هروبها وخوفها على ولادها ودا التصرف الصحيح والطبيعى فى حالتها

ليلة عندها امل فى عماد رغم خوفها من ظهور امير

موضوع زايد طلع كبير وخطير المافيا مش معقول هتسيبه كدا بسهولة ربنا يستر

تسلم ايدك ياجميل


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-08-20, 02:40 AM   #980

soso#123

? العضوٌ??? » 456290
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 389
?  نُقآطِيْ » soso#123 is on a distinguished road
افتراضي

ثريا قدح
⁶عندما يخطأ الحبيب مهما بلغ خطأه المحب يغفر له وهذا مافعلته فجر


soso#123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.