آخر 10 مشاركات
مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          The Greek`s Blackmailed Mistress by Lynne Graham (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          112 - دمية وراء القضبان - فيوليت وينسبير - ع.ق (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          تسكنين دمي (3) -قلوب قصيرة- للكاتبة الرائعة: ككاابو (زهرة قحل)*كاملة&روابط*مميزة (الكاتـب : Just Faith - )           »          26 - نداء المستحيل - فانيسا جيمس (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          قلبه من رخام (37) للكاتبة الآخاذة: أميرة الحب raja tortorici(مميزة) *كاملة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          1126- الملهمة - ميراندا لى - دار النحاس ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-01-20, 03:43 PM   #31

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جمعة طيبة للجميع

الفصل السادس
----------------------------------------

وما من لحظات إلا ورن تليفون بسمة وكالعادة ذهبت لتتحدث بجوار الشباك وكانت المتصلة هدى.
فقالت بسمة:- السلام عليكم، أيوه يا دودى.
فقالت هدى:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازيك يا بسومتى عامله أيه؟
فقالت بسمة:- والله انتي بنت حلال لسه كنت بفكر فيكي.
فقالت هدى:- اكيد طبعاً... بس كنتي عاوزة أيه؟
فقالت بسمة:- انتي فاضية النهاردة؟
فقالت هدى:- آه فاضيه موريش حاجه مهمة النهاردة، بس قوليلي في أيه قلقتيني؟
فقالت بسمة:- متقلقيش هو كل الحكاية أنى مضيقة شوية وفى حاجه محيراني وكنت محتاجه أتكلم مع حد، وانتي عارفه أنك اقرب واحده من صحابي.
فقالت هدى:- خلاص تمام أيه رأيك أعدى عليكى بعد الشغل.
فقالت بسمة:- أوكيشن، يللا سلام.
ومر اليوم على بسمة في المكتب وكأنها تعض على الجمر لم تشارك في أي حديث مما دار في المكتب إلا من كلمات قليلة عندما يوجه لها الحوار فلم تخبر أحد بما حدث معها في الصباح حتى آتى موعدها مع هدى وبالفعل تقابلتا وذهبتا إلى الكافيتريا التي اعتادوا أن يجلسوا فيها.
وهنا بدأت هدى الحديث قائلة:- ها يا ستي مالك وأيه اللي مضيقك أوى كدا؟
فقالت بسمة:- مضيقنى دي كلمة قليله جداً على اللي أنا حاسة بيه، تقدري تقولي أنى هطق، مفروسة، هتجنن خلاص بجد أنا لو فضلت في مستشفى المجانين دي اكتر من كدا هتجنن أكيد هيحصلى حاجه.
فقالت هدى:- معقول للدرجة دي، أهدى كدا وقوليلي في أيه، وفين مستشفى المجانين دي؟
فقالت بسمة:- هو في مستشفى للمجانين غير الشركة عندنا.
فقالت هدى:- ليه هي شركتكم بدل ما كانت بتاعة بترول غيرت النشاط وبقت بتنتج مجانين ولا أيه؟
فقالت بسمة:- لاء طبعاً هي زي ماهي بس الكائن الغريب اللي عندنا.
فقالت هدى وهي تحاول أن تمازح بسمة وتخفف مما هي فيه:- أيه دا هو في كائن فضائي لقيوه عندكم في الشركة في بير من الابار؟
فقالت بسمة:- كائن فضائي أيه بس أنتي كمان، أنا قصدي على الاشكيف اللي اسمه آسر دا.
فقالت هدى:- اااه... قولي الاشكيف، طب ما أنا عارفه أنه هو أكيد اللي مضيقك ومعصبك كدا، قوليلي يا ستي هو عمل أيه؟
فقالت بسمة:- دا بجد انسان غير سوي استحاله يكون طبيعي زي كل البشر.
فقالت هدى:- دا أنا خلاص عرفته كويس، اللي عاوزه اعرفه هو عمل أيه جديد خلاكي بالشكل دا؟
فحكت بسمة ما حدث معها.
فقالت هدى بتعجب:- أيه اللخبطه دي بقى؟!
فقالت بسمة:- أهو شوفتي أنتى نفسك استغربتي منين كنت لسه من كام يوم بتشكرنى وبتقول أن شغلي كويس وأنى أنجزت فيه ودى لوحدها حاجه غريبة وما تتصدقش ومنين دلوقتي بيعمل الحركات دي علشان يطفشنى من المكان وصمتت لثواني ثم اتبعت كلامها:- دا غير سوى أكيد عنده شيزوفرنيا.
فقالت هدى:- لاء... هو أكيد في حاجه احنا مش عارفينها، هو بيحاول يخليكى أنتى اللي تمشي.
فقالت بسمة:- قصدك أيه؟
فقالت هدى:- هو حاجة من اتنين يا أما هو حد معندهوش ضمير بيقرفك وعاوزك تغلطى علشان لما يكتب تقريره تبقى فعلاً انتي ما تصلحيش أنك تستغلى، أو يا أما هو حد فعلاً زي ما بيقولوا أنه في الشغل حمبلى يعنى عنده ضمير زيادة شويتين ولما بتعلمي شغل كويس بيقول ويديكى حقك فيه، بس في حاجه احنا منعرفهاش هي اللي مخلياه مش ضيقك وعاوزك أنتى اللي تقرري أنك تسيبي المكان سواء أنك تمشي خالص أو تتنقلي ولو هو من النوع دا يبقى ميتخفش منه لأنه مش هيخبى مجهودك أو أنه ينسبه ليه أو يدبسك في مصيبة.
فقالت بسمة:- استني هنا تقرير أيه اللي بتتكلمى عليه؟!
فقالت هدى:- أنتي ناسيه أنك لسه تحت الاختبار وفي 3 شهور تمرين يا أما مديرك يكتب تقرير يقول أنك فعلاً استفدى من التمرين وأنك تصلحي للعمل فيتمضى معاكى ويتعملك عقد أو تثبيت على حسب الشغل أو يتكتب في التقرير أنك لا تصلحي وساعدها هيتقالك باى باى.
فقالت بسمة:- معقول!... هو في حد ممكن يعمل كدا، وأيه اللي هيستفيده من قطع عيش حد دا الرزق بتاع ربنا.
فقالت هدى:- هو من ناحية في حد كدا فهو في كتير وبيعمله كدا علشان بيكون ليهم حد عاوزين يدخلوا في المكان دا، بس على ما اعتقد أن الاشكيف مش من النوعية دي بس هو في حاجه مخبيها وهى اللي مخلياه يتعامل معاكى بالطريقة دي ولازم نعرفها.
فقالت بسمة:- أنا عرفاله دا شخصية غريبة.
فقالت هدي- وعلى العموم خدى بالك واتعملى بحظر وخلى بالك من كل كلمه وتصرف بتعمليه علشان محدش يقدر يمسك عليكى حاجة وتقريرك يكون كويس لغايه ما يعدو ال 3 شهور دول على خير.
ثم تساءلت هدى:- هو فاضل من 3 شهور دول قد أيه؟ يعنى أنتى بدأتي الشغل أمتى؟
فقالت بسمة:- يعنى بقالي كدا شهرين وشوية، يعنى تقريباً قربت أكمل التلت شهور.
فقالت هدى:- يعنى دا أهم وقت خدى بالك وأن شاء الله خير.
فقالت بسمة:- ربنا يستر.
وبالفعل ظلت بسمة على هذا الحال فترة من الزمن تتبع فيها نصائح هدى وتحاول أن لا تنفع أو تتسبب في مشاكل وتراعي أدق التفاصيل في كل تصرفاتها مع حذرها الشديد في التعامل وخاصة تعاملها مع آسر وكان هذا يسبب لها ضغط شديداً فهي لم تعتاد على أن تترك أحد يتعامل معها بطريقة غير لائقة دون أن تأخذ حقها ممن أساء إليها.
حتى آتى يوم كان آسر خارج من المكتب وهو ممسك ببعض الأوراق ثم تبعته نهال مسرعة وهي تستوقفه خارج المكتب قائله:- آسر.
فقال آسر وهو يقف ويلتفت خلفه:- أيوه يا نهال.
فقالت نهال:- أنا من ساعة ما جيت أشتغل هنا واحنا بنعتبر نفسنا أصدقاء صح.
فقال آسر:- أكيد، بس أيه لزمة الكلام دا.
فقالت نهال:- يعنى أكيد صداقتنا دي تسمحلى أنى أسألك عن حاجه.
فقال آسر وقد بدا عليه الاهتمام:- خير يا نهال اسألى.
فقالت نهال:- بسمة... هي كدا تبقى تقريباً خلصت فترة الاختبار.
فقال آسر:- اااه... انتى قصدك التقرير.
فأشارت نهال بالموافقة.
فقال آسر:- أنتى متخيله أيه، المفروض صداقتنا اللي بتقولى عليها تخليكى تعرفي أيه اللي ممكن أكتبه في التقرير دا.
فقالت نهال:- ما ده اللي محيرنى أنت طول عمرك بتساعد الناس وخدوم جداً مع اللي تعرفه واللي متعرفوش وعمرك ما حبيت أنك تأذى حد أو تقطع عيشه بس معاملتك مع بسمة... وهنا سكتت نهال.
فقال آسر:- مش معنى أنى مش حابب وجودها معانا في المكتب يبقى أخالف ضميري وأكون السبب في قطع عيش حد أو أنى أظلم حد.
وهنا قالت نهال في خجل:- أنا عارفه دا طبعاً ومقصدش حاجه بس..
فقاطعها آسر:- مبسش خلاص على العموم أنا خلصت التقرير ورايح أسلمه وفي الاغلب خلال أيام هيطلبوا بسمة علشان يمضوها العقد. ثم ترك آسر نهال وغادر.
وفي المساء في بيت آسر كان يجتمع كلاً من عائلة آسر ووليد فكان والد وليد ووالدته يجلسون على كنبه الصالون ويجلس وليد على الكرسي المجاور له وكان آسر يجلس على الكرسي المقابل له وكان باب الغرفة في مواجهة الكرسي الذي يجلس عليه آسر وعندما دخلت كارما وهي تحمل الضيافة.
قالت أم وليد وكانت سيده في العقد الخامس من عمرها هادئة الطباع يبدو عليها الحكمة والرزانة كما يبدو عليها الذوق الرفيع في ملبسها الذي يتسم بالبساطة، تعلو وجهها ابتسامة رقيقة تشعر بالراحة والانجذاب لها عند رؤيتها والحديث إليها:- تعالى اقعدى جمبى يا عروستنا، يا أحلى عروسة وبالفعل قدمت كارما الضيافة وجلست بجوارها.
فقالت والدة وليد:- أنتى عارفة أنا طول عمرى كان نفسي يكون عندى بنت وأول ما أتجوزت بابا وليد وكنت حامل كان نفسنا تكون بنوته بس ربنا مأردش وربنا كرمنا بوليد وبعده أخو وائل وأخيراً ربنا كرمنا بعدها بوعد وأهو بقى عندى كارما كمان.
وهنا قال والد وليد:- أهي الحاجة ناهد سهلت الدنيا ودخلت في الموضوع اللي جاينله، احنا يشرفنا إن تكون كارما من نصيب وليد وتبقى بنتنا التانية.
فقال آسر:- دا احنا اللي نتشرف دا كفايه تربيتكم العالية لأستاذ وليد وأخلاقة وسمعتكم الطيبة.
فقال والد وليد:- أيه أستاذ دي بقى دا أنت تقوله وليد من غير حاجه ولا أنت لسه عامل فرق.
فقال آسر:- خلاص يا عمي اللي تشوفه، أكيد محدش هيقدر يتنيلك كلمه.
فقال والد وليد:- يبقى على بركة الله نتكلم بقى في التفاصيل.
فقال آسر:- هو أهم حاجه بالنسبه لينا أن وليد يتعامل مع كارما بما يرضي الله ويحافظ عليها ويصونها أما الماديات مش هنختلف عليها.
فقال والد وليد:- ونعم الناس ربنا يرحم والديك فعلاً ونعم التربية وعلى العموم كل حاجه أكيد هتتكتب في القايمة.
فقال آسر:- أنا امنت وليد على كارما اللي هي عندي أغلى من روحي مش هأمنه على عفش مهما كان عمره ما هيكون أغلى من كارما.
فقال والد وليد:- عندك حق بس برضو هيتعمل قايمة، كارما زي بنتي تمام واللي أرضاه لوعد لازم أرضاه وأعمله لكارما ولبنات الناس.
وكان اللقاء يسوده السعادة والفرحة فقد ائتلفت العائلتين وأصبح هناك تجانس سريع وغريب بين عائلة آسر وعائلة وليد وكأنهم يعرفون بعضهم من سنين وكأنما أصبحوا عائلة واحدة وخلال هذا الاجتماع تم تحديد كل شيء حتى ميعاد الخطبة وميعاد الفرح.
في المكتب كان يعم المكان الهدوء والكل كان مشغول بأنهاء العمل المكلف به ولكن كان يبدو على بسمة القلق والتوتر وعدم الارتياح وكأن شيء مفقود ولاحظ آسر هذه الحالة التي تبدو على بسمة لأول مرة.
فقال آسر:- أستاذة بسمة في مشكلة.
فقالت بسمة وهي تكابر و تحاول أن تكون ثابته:- لا مفيش حاجه مهمه، حاجه بسيطة في الحسبة الشهرية وبظبطها.
فكانت بسمة تحاول أن تحل المشكلة قبل أن يعلم آسر بها حتى لا تكون زريعة له عليها وتكون غلطه تحسب عليها ويستطيع بها آسر أن يأذيها أو تكون حجه عليها لتقديم تقرير سيء عنها فلم تكن بسمة تعلم أن آسر قدم تقريره بالفعل وتجنباً لردود أفعاله الحاده معها.
فقام آسر من على مكتبه واتجه إلى بسمة وهو يقول في اهتمام:- مشكلة في الحسبة الشهرية، ورينى كدا وأمسك دفتر الديون ودفتر الحسبة الشهرية وأخذ يقلب ناظره فيهما ويقارن بينهما حتى قال:- فعلاً في حاجة غلط الميزانية كدا مش مظبوطه كدا في عجز كبير تقريباً 250 ألف، راحوا فين دول، ثم حمل آسر الدفترين وتوجه إلى مكتبه وهنا ايقنت بسمة أن آسر سوف يسبب لها مشاكل ولكنها لم تستطع أن تصنع شيء لأنها بالفعل أخطأت في مرحلة ما ويقع على عاتقها جزء من هذا الخطأ، إن لم يكن كله.
وضع آسر الدفترين على مكتبه ثم توجه إلى الدولاب الموجود في المكتب وأخرج منه دفتر الشطب رقم 22٥ وأخذ ينظر فيه بأمعان وتوجه إلى مكتبه وأخذ يبحث بدقة فيه ويراجعه جيداً ثم عاد مرة اخرى وإلى الدولاب وأخرج منه دفتر 275 ثم رجع مرة أخرى لمكتبه ووضع الدفاتر الأربعة أمامه على المكتب واخذ يتنقل بين الدفاتر وهو ممسك بقلم رصاص يحاول أن يجد الخطأ ويتعرف على سبب هذا العجز وأين اختفى هذا المبلغ وظل على هذه الحالة من العمل المتواصل إلى ما يقرب من نهاية الدوام حتى لم يتبقى سوي ما يقرب الساعة على ميعاد الانصراف حتى صاح آسر:- اخيراً لقيته.
وهنا شعرت بسمة ببعض الراحة فأسوء ما سيحدث الأن أن تترك العمل بينما سابقاً كانت هي المسؤولة عن العجز ومن الممكن أن تتحول إلى قضية وتلزم هي برد المبلغ كامل.
فقالت بسمة بلهفة:- فين؟
فقال آسر:- في قيد من قيود اليومية اتشطب في الشطب والحسبة الشهرية بس منزلش من دفتر الديون ودا اللي عمل الفرق الكبير دا.
ثم وجه آسر كلامه إلى حسام وقال:- حسام مش دا القيد اللي أنت شطبته؟
فقال حسام وهو يتوجه إلى آسر:- انهى دا، معقول أكون غلط الغلطة دي؟!
فقال آسر:- مش دي استمارة قطع غيار أتوبيسات الشركة اللي جت من شركة موتورز لقطع الغيار؟
وهنا نظرت بسمة بتعجب إلى آسر فقد اعتقدت أنه سيلقى باللوم عليها ولكنه أعترف أن هذا الخطأ كان خطأ حسام ولكن هل سيكون هذا الاعتراف قاصر على من في المكتب وخارجه هكون أنا الملامة، وما من لحظات حتى حانت ساعة الانصراف ولكن بسمة ظل ما حدث يشغل تفكيرها ولكنها فضلت أن تنتظر في هدوء ماذا سيحدث معها غداً، فقد ايقنت أن غداً هو اخر يوم لها في العمل.
وبحلول الغد كانت بسمة طول اليوم في المكتب تترقب وتنتظر في أي لحظة يتم استدعاءها والطلب منها تقديم استقالتها، ولكن هذا لم يحدث ومر اليوم طبيعياً وهادئاً إلى حد بعيد إلا من تغيب حسام عن العمل هذا اليوم.
وفى بيت بسمة كادت الحيرة أن تذهب بعقل بسمة والفضول يحترق بداخلها، لماذا لم يتم استدعاءها حتى الآن، وهل بالفعل آسر لم يصعد الموضوع حتى الآن ولماذا؟ وفي هذا اليوم جاف النوم جفون بسمة فلم تتذوق للنوم طعم وفى اليوم التالي كان كالعادة آسر هو من يوجد في المكتب بمفردة حتى سمع صوت يأتي من خلفه:- ليه؟!
فألتفت آسر فوجد بسمة واقفة عند الباب فقد نجحت أن تكون هي أول من يصل بعد آسر قبل أي من الباقين لكى تستطيع معرفة ما يدور في رأس آسر وما ينويه تجاهها.
فقال آسر:- هو أيه اللي ليه دا؟ أنتى صاحية على الفوازير النهاردة ولا أيه؟
فقالت بسمة:- لا طبعاً لسبب بسيط جداً أنى منمتش من الأصل علشان اصحى.
فقال آسر:- ياااه... للدرجة دي؟!
فقالت بسمة:- ليه ساعدتني أمبارح وعرفت العجز فين رغم أنه كان صعب وأخد منك اليوم كله تقريباً، لاء وأيه عرفت كمان مين اللي كان السبب في الغلطة دي ووجهته بيها؟
فقال آسر:- ودا ضايقك ولا كنتى عاوزانى أقول أنك انتي اللي غلطانه؟
فقالت بسمة:- ايوة دا اللي كنت متوقعاه منك ومن طريقة معملتك معايا من أول يوم اشتغلت فيه هنا، ونتكلم بصراحة أكتر دي كانت فرصة كويسة جداً ليك تخليني أمشي من هنا.
فقال آسر بضيق وغضب واضح في كلامه:- طالما بنتكلم بصراحة بقى أسمعي بقى آه أنا كنت أحب أنك تتنقلي من المكتب هنا، لكن عمرى ما هسمح أن واحد يتعاقب مكان حد تانى ولا ضميري يسمحلى أنى أشوف غلط وأسكت عليه وأخلى حد تانى يشيل نتيجة غلطة هو معملهاش وأنا كنت متأكد أنك مش ممكن تختلسي أو أنك تغلطي الغلطة دي، وغير كدا لو فضلت نتيجة الميزانية كدا والعجز دا فضل موجود واتصعد الموضوع كنتي هتتحولى تحقيق ومش بس هتتنقلي من المكتب لا دا مش بعيد كانت توصل للسجن أو أنك تسددي المبلغ بالكامل وأقل أقل حاجه هتتعمل معاكي ساعتها أنك متحلميش أنك تشتغلي في أي حته تبع الحكومة تانى.
وهنا ترك آسر بسمة وخرج من المكتب تاركها في حالة ذهول وتحاول أن تستوعب ما أُلقى على مسامعها.
وما من لحظات حتى أتت نهال ورأت بسمة على هذا الحال فسألتها بلهفة:- مالك يا بسمة في حاجه حصلت؟
فأفاقت بسمة مما هي فيه وقالت:- لا أبداً مفيش حاجه متخديش في بالك.
وكان آسر ذاهب إلي سيارته يجلب منها بعض الاغراض وهو يشعر بالضيق والحنق الشديد وعندما جلس في السيارة خبط بيده على عجلة القيادة ثم مسك بكلتا يديه على عجلة القيادة وأسند ناصيته على يديه وكان أشد ما يغضبه أن بسمه ظنت به ما ظنت من انعدام الضمير وأنه يستحل ايذاء الغير وخاصه أن الغير هذا هو بسمة برغم أنه لا يستطيع فهم هذا الشعور الذى يشعر به ولماذا كل كمية الغضب هذه الذى كان سببه الصورة التي انطبعت لدا بسمة، فهو لم يهتم يوماً لما تظنه بسمه به.
وفي المكتب بعد أن وصل حسام إلى المكتب وكان يحمل بيده صندوق هدايا صغير توجه إلى مكتب بسمة وقال:- آنسة بسمة لو تسمحي تقبلي منى الهديه البسيطة دي.
فنظرت بسمة بتعجب لحسام ثم قالت:- أفندم.... أيه المناسبة.
فقال حسام:- دي اعتذار بسيط منى عن الموقف اللي اتحطيتى فيه بسببي، بسبب اللخبطه اللي حصلت أول امبارح .
فقالت بسمة بجدية تملأ صوتها:- أنا اسفة، أولاً أنا مبقبلش هدايا من أي حد وثانياً دا شغل يعنى وارد أن يكون في غلط بس المهم أن الغلط دا يتصلح قبل ما يأثر على مصلحة أي حد. وتالت حاجه ودا الأهم أن اللي يستحق الهديه دي فعلاً هو أستاذ آسر لأنه هو اللي قدر يعالج الغلط اللي حصل ويلم الموضوع والحمد لله عدا على خير.
وهنا عاد حسام إلى مكتبه وهو يجر اذيال الخيبة ويحاول أن يخفي أحراجه مما فعلته به بسمة.
وكان آسر يتابع الحديث بمسامعه دون أن يلاحظ أحد اهتمامه بالحوار القائم بين بسمة وحسام وكان يشعر بداخله بالأعجاب الشديد من بسمة وبمقدرتها على إيقاف كل شخص عند حده بطريقة صارمة.
وفي بيت بسمة كانت بسمة تجلس في غرفتها خلف مكتبها وهي تمسك بدبدوب لها تسند عليه رأسها ولكن عقلها كان في مكان وزمان اخر تدور في اذنها اصوات الذكريات حتى اعادها إلى هذا الزمان صوت أمها وهي نقول:- بسمتي مالك؟ فيكي أيه؟
فقالت بسمه:- ابداً يا ماما؟
فقالت الام:- أزاي بقى، دا أنا خبط كتير على الباب ولما ماردتيش دخلت اطمن عليكي لقيتك في دنيا تانيه ومحستيش بيا لغاية ما دخلت، أيه هتخبي على ماما حببتك، ولا خلاص مابقيناش أصحاب علشان تحكيلى اللي شاغل تفكير كدا، انتي بقالك يومين مش على بعضك؟
فقالت بسمة:- لا طبعاً، أنتى مش بس ماما دا أنتى صحبتي وأغلي واحده عندي، وانا متأكدة انك انتي الوحيدة اللي هتنصحينى باللي يفدني.
فقالت الام:- طب أحكيلى أيه اللي عامل فيكي كدا.
فقالت بسمة:- أنا مش قولتلك على موضع الغلطة اللي عملها حسام وكنت هلبس فيها أنا لولا الاشكيف عرف فين المشكله اللي كانت عامله العجز وحلها.
فقالت الام:- حرام عليكى يا مفتريه أنتي لسه مسمياه الاشكيف، الراجل كتر خيره في اللي عمله لولاه كنتى محتاسه ويا أما كنتى اتحبستى أو أننا نسدد العجز وكان زمانك قعده جامبى بتقشري بصل.
فقالت بسمه:- بصل.... بصل يا أم بسمة.
فقالت الام:- أنتى أخرك معايا البصل.
فقالت بسمة:- ماشي يا ست ماما المهم النهاردة سي حسام جه المكتب وجايبلى معاه هديه قال يعني بيعتذر بيها عن اللي حصل.
فقالت الام:- مممم... شكل طريقة كلامك عنه أنه شخص مش مريح.
فقالت بسمة:- أنتى عارفه يا ماما رغم أنه عكس تماماً الاشكيف في طريقة تعمله معايا وأنه دايماً بيحاول يهزر معايا إلا أنى بحس أنه ملصق.
فقالت الام:- ايه ملصق دي، هو صمغ، ولا اتكب عليه عسل؟
فقالت بسمة:- لاء بحس أنه متصنع مش بيتعامل بطبعته، مش عارفة بحس أنه في حاجة مابتريحنيش، مش عارفه بحس أنه مش هو الشخص اللي فعلاً يعتمد عليه وأن الواحد يكون مطمن وهو معه أو لو وقع أو حصله حاجة مش هو دا اللي يسنده ويقف جامبو بعكس الاشكيف رغم أن تعامله ناشف وجدي أوي بس فعلاً لو حصل حاجه تلاقيه هو أول مين يساعد ويحاول يحلها فعلاً سواء المحتاج له دا حد هو بيرتحله في التعامل أو أي حد تانى واقرب حاجه اللي عامله معايا رغم أنه مش طايقنى في المكتب، تصوري يا ماما أنه قالهالى النهاردة كدا وش.
فقالت الام:- بصي يا بسمة طالما هو عارف حدوده كويس ومابيحولش يتعداها خلاص متقلقيش، وبعدين أنا عارفه أنا مربية أيه يعنى اللي هيفكر بس مجرد تفكير أنه يتعدا حدوده معاكي أو أنه يعمل لنفسه في حياتك حجم أكبر من حجمه أنا متأكدة أنك هتطيريه.
فضحكت بسمة والام ثم أتبعت بسمة حديثها وهى ترتمي بين أحضانها:- أنتى عارفه يا ماما الموقف دا فكرني بأيه؟
فقالت الام:- بأيه يا حبيبت قلب ماما؟
فقالت بسمه:- بياسر.
فقالت الام:- وانتى أيه اللي فكرك بيه دلوقتى؟
فقالت بسمه:- كان في مرة واحدة ست كانت جيه ناحيتنا وهي ماسكه في ايدها ولد متعور والولد دا كان بيشاور عليا وبيقولها أنى أنا اللى عورته بالطوبة، وأول ما ياسر شاف المنظر دا جرى عليا ووقف قدما الست دي وخباني ورا ضهره وقالها مش بسمة هي اللي ضربتلك أبنك، اللي ضرب أبنك ولد أسمه محمود علشان أبنك خطف من ايده حلويات كان بياكل فيها وجري فمحمود رمي عليه طوب وجت واحده فيه.
فقالت الام:- يااااه... انتى لسه فكراه.
فقالت بسمة وهي تحدث نفسها وهى اللي زي دا ممكن يتنسى أو انه يتشال من القلب.
في بيت آسر كان تكسوه زينة تعلن عن أن ميعاد الخطبة قد حان وبالفعل تمت مراسم الخطوبة في حفل يجمع بين العائلتين والقليل من الأصدقاء المقربين وكانت الفرحة والسعادة تعم المكان ويشعر بها كل من كان موجود في الحفل.
وبعد انتهاء الحفل جلس آسر وكارما يتحدثان ويتذكران الماضي فقال آسر:- ياااه وأخيراً اليوم دا خلص، هو فعلاً كان متعب بس كان يوم حلو أوى.
فتساءلت كارما:- بجد يا آسر؟
فأجاب آسر:- اكيد طبعاً أومال أنتى كنتى فاكره أيه دا انتى كنتى زي ميكون أميرة من الاميرات.
ثم سكت قليلاً واتبع حديثه:- يااه معقول كبرتى بالسرعة دى دا انتى لسه امبارح كنتي البنوته الصغيرة اللي بنحايلها علشان ترضى تروح المدرسة.
فقالت كارما:- اومال أنت فاكر أيه يا أبيه العمر بيجرى عقبال متلاقي أنت كمان بنت الحلال اللي تسعدك وتفرح قلبك.
فقال آسر:- ماشي يا لمضة يللا بقى يحسن أنا خلاص فصلت يا دوبك اللي فاضل يوصلني لغاية أوضى ويا قدرت أغير هدومى يا البطارية تكون فضيت على كدا ثم أتكأ آسر بيده على مسند الكنبة ليقوم وتوجه إلى غرفته وبعد أن دخل آسر غرفته وابدل ملابسة ألقى بنفسه على سريره وتمدد وأستند برأسه على ظهر السرير ثم أمسك بمقبض درج الكومودينو المجاور لسريره وجزبه إليه واخرج منه صورة الذكريات وأخذ ينظر لها كعادته فقد أعتاد أن يكون اخر ما يغلق عليه عينيه هي صورة بوسي.
وهنا طرقت كارما الباب لتطمئن على آسر قائلة:- آسر قوم يللا علشان تاكل لقمة أنت تقريباً ماكلتش حاجة من الصبح وميهونش عليا تنام وانت على لحم بطنك.
فوجدت آسر ممدد على السرير ويمسك بصورة الذكريات فأكملت حديثها:- يييييي... هو انت لسه محتفظ بالصورة دي، ارحمها شوية كدا الصورة هتدوب.
فقال آسر:- اااه.. انتى شكلك فاضية ومش لقية حاجة تعمليها فقولتى لما تيجى تفوقي عليا، لا يا ماما عندك سي ويلو بتاعك دا أديلو شوية من بركاتك دي كلها.
فقالت كارما:- لا بجد فعلاً الصورة بان عليها أنها اتأثرت من الزمن رغم محفظتك الشديدة ليها، هي من أمتى واحنا متصورنها؟!
فتساءل آسر:- انتى عاوزة أيه دلوقتى؟
واجابت كارما:- طيب ليه مش تصورها على الموبايل أو حتى تسحبها على سكانر وتحفظها على الموبايل أو فلاشة كمبيوتر مش كدا يبقى أحسن؟ وعلى الاقل ساعتها هتكون معاك على طول ومفيش حاجة هتأثر فيها أو تغير من شكلها.
وهنا سكت آسر عن الكلام وأخذ يفكر في كلام كارما:- أزاى مخطرش على بالى أنى أعمل كدا.
فقطع شروده كارما وهي تقول:- متفكرش كتير ويللا تعالى علشان تاكل يحسن أنا هموت من الجوع وأمسكت بيده وجذبته لها.
فقام آسر وهو يقول:- طيب... طيب خلاص كله ولا جوعك، هو أنا مستغنى عن نفسي يللا يحسن تصحى من نومك تاكلينى.
وفي الصباح أول ما فعله آسر أن أفاق من نومة أمسك بالصورة وموبايله وألتقط صورة للبنت الصغيرة. وجعلها خلفية للمتصل.
وفى المكتب كان آسر يجلس على الكمبيوتر لينهي بعض من أعماله وكان يضع بجوار الكمبيوتر موبايله حتى آتى عم فتحي وهو المستخدم الخاص بمكتب المدير العام قائلاً:- أستاذ آسر المدير العام عاوز حضرتك ضروري في المكتب عنده.
فقال آسر:- حاضر يا عم فتحى أنا رايحله دلوقتى.
وقام آسر متجه إلى مكتب المدير العام ولكنه نسي موبايله بجوار الكيبورد وبعد قليل نظرت نهال في ساعتها وقالت:- بنات أنا رايحه أصلى الظهر في مصلى الشركة دقيقتين ومش هتأخر.
وخرجت من المكتب وكان حسام قد تخلف اليوم عن الحضور، وهنا قامت بسمة واتجهت إلى ترابيزة الكمبيوتر لتكمل بعض الاعمال.
ثم قالت مريم وهي تمسك بمجموعة أوراق:- بسمة أنا رايحه المكتب التانى أخلص شوية شغل.
فقالت بسمة:- خلاص تمام.... ربنا معاكى.
وأصبحت بسمة فى المكتب بمفردها وكأن القدر أراد أن تكون بسمة وتليفون آسر في مكان واحد لا يوجد احد اخر وكأنهما هما فقط انتقلا إلى عالم أخر لا يوجد فيه سواهما وما من دقائق حتى انشغلت بسمة في العمل على الكمبيوتر ولم تلاحظ وجود التليفون حتى رن وكأنه يحاول أن يلفت أنتباهها ويخبرها بوجوده، في بادئ الامر لم تهتم بسمة بالتليفون حتى لفت ناظرها صوره وكأنها تومض في عينها تحاول لفت انتباهها لها فأمسكت الموبايل للتأكد مما رأته، نعم أنها تعرف هذه الصورة جيداً ولم تشعر حتى وجدت نفسها تقول بصوت عالي:- أيه اللي جاب الصورة دي هنا، هي أيه الحكاية بالظبط؟! وما هي إلا لحظات واختفت الصورة وهدأ بعد ذلك التليفون وكأنه أتم مهمته المكلف بها على أتم وجه، ثم شعرت بسمة بأقدام أحد آتى إلى المكتب فأسرعت وتركت الموبايل في مكانه وتصنعت أنها منشغلة على الكمبيوتر.
وفي المدرسة قام زملاء وليد وكارما بعمل حفلة صغيرة بمناسبة إعلان خطبة وليد وكارما.
فقالت منى:- ألف مبروك يا كارما، ألف مبروك يا وليد رغم أنكم عملتوها من ورانا من غير ما تعزمونا.
فقالت كارما:- متزعليش هو الموضوع جه بسرعة وكنا عملينها على الضيق وأن شاء الله يوم الفرح أكيد الكل هيكون معزوم.
فقالت مروة:- ألف مبروك وربنا يتمملكم على خير بس في الفرح متنسوناش.
فقالت كارما:- لا اكيد... كل المدرسة هتكون معزومة.
وفى المكتب كان آسر هو من تسمع بسمة خطواته وعندما وصل المكتب وجد بسمة منشغلة في العمل على الكمبيوتر وأخذ آسر ينظر على المكتب وبين جنبات الغرفة باحثاً عن موبايله ثم من خلفه دخلت نهال وجلست على مكتبها، ولاحظت نهال أن آسر منشغلاً بالبحث عن شيءً ما فسألته:- أيه، بدور على حاجه، في حاجه ضيعه منك؟
فأجاب آسر:- آه... موبايلي مش لقيه.
وهنا تظاهرت بسمة أنها الآن انتبهت لحديث آسر وقالت:- في موبايل هنا في ترابيزة الكمبيوتر... هو دا؟
وتقدم آسر تجاه بسمة وأمسك منها الموبايل وقال:- آه هو دا شكراً.
فنظر آسر إلى موبايله فوجد هناك مكالمة فائتة.
ولكن كان كل ما يشغل تفكير بسمة هو كيف وصلت هذه الصورة إلى موبايل آسر وبعد قليل أمسكت بسمة بمجموعة أوراق لتعطيها إلى آسر ليراجعها لكي تضعها بعد الانتهاء منها في الدبارة الخاصة بها، فوقفت بجوار مكتبه ولم تنقل نظرها من على شاشة الموبايل الذى كان يضعه آسر أمامه على المكتب وكأنها كانت تتمنى وتدعي ربها أن تظهر هذه الصورة مجدداً وما هي إلا لحظات حتى رن الموبايل وظهرت الصورة المنتظرة وكأن دعاءها استجاب في الحال.
وهنا أمسك آسر الموبايل بعد أن تأكد أن بسمة رأت الصورة جيداً وكان يبدو على آسر التعجب الشديد فهو لم يعلم عن بسمة أنها فضوليه وكان عنده شعور خفي بأن بسمة تعرفت على من في الصورة.
ثم خرج من المكتب ليجيب على من يتصل عليه دون أن يسمع أحد حديثة ولكنه كان يحاول اختصار المكالمة قدر الامكان ليحاول أن يستشف إلى ماذا كانت ترمى نظرات بسمة للصورة وله.
وعندما احست بسمة أن آسر أنهى مكالمته اسرعت إليه وسألته:- مين اللي في الصورة دي؟.. حضرتك تعرفها؟!
فرد آسر بتعجب:- نعم!
فقالت بسمة:- أنا مقصدش أنى أكون فضولية بس استغربت شوية علشان تقريباً صاحبة الصورة دي أنا عرفاها.
وهنا تغيرت ملامح آسر وكأنما وجد ضالته المنشودة ولمعت عينيه بطريقة لم يسبق لبسمة أن تراها منذ بدأت العمل معه وبدا عليه الاهتمام:- انتى تعرفي بوسي بجد؟
فقالت بسمة بتعجب:- بوسي! (ولكن سرعان ما تداركت الامر دون أن يلاحظ آسر التعجب الذى بدا عليها) وأكملت قائلة:- آه دا أنا وهى كنا على طول مع بعض في المدرسة وتقريباً مكناش بنفترق ولغاية دلوقتى بنكلم بعض.
فقال آسر بلهفة:- وهى عمله أيه؟ ولسه زي ما هي ولا أتغيرت؟ لسه البنوته الرقيقة ولا الدنيا غيرتها؟
فقالت بسمة:- هي كويسة، بس أكيد ملامحها أتغيرت شوية ومفيش حد بيفضل على حالة.
فقال آسر:- آه... فاهم طبعاً أكيد ملامحها هتتغير شوية.
فقالت بسمة:- بس برضو حضرتك مقلتليش تعرفها منين... هي قربتك؟!
فقال آسر باندفاع:- آه هي قريبه ليه.
ثم صمت للحظات وكان يحدث نفسة قائلاً:- هي قريبة ليه أكتر مما تتخيلي، هي أقرب حد في الكون دا كله لقلبي.
في نفس الوقت كانت بسمة هي الاخرى تحدث نفسها بتعجب:- طيب أزاي!... معقول يكونوا فعلاً قرايب؟
وهنا أنتبه آسر لنظرات بسمة المتعجبة تجاهه وقال:- هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟
فقالت بسمة:- طبعاً اكيد، لو في أمكاني ليه لاء.
فقال آسر:- لو ممكن رقم بوسي أو أي حاجة ممكن أقدر اتواصل بيها معاها.
فقالت بسمة في تلجلج:- أنا أسفة يا أستاذ آسر، مش هقدر اديلك الرقم غير لما استأذنها الاول.
وصمتت للحظة وفي هذه اللحظة علا وجه آسر الحزن وخيبة الأمل.
ثم اتبعت بسمة حديثها قائلة:- بس ممكن أخلى بوسي هي بنفسها تيجي هنا.
وما أن سمع آسر هذه الكلمات حتى أشرق وجهه من جديد وقال بلهفة:- ياريت... لو فعلاً تقدري تخليها تيجي هنا.
فقالت بسمة وهي تمسك تليفونها:- ثواني وهتشوف.
ثم أخذت بسمة تبحث في التليفون عن اسم وما من لحظات حتى وجدته وأجرت اتصال به.

**قراءة ممتعة**





سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-20, 04:50 PM   #32

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 1 والزوار 10)
‏سمية سيمو


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-20, 12:57 PM   #33

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
Rewitysmile6




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مساء الورد والجوري....
احم احم لقد أتيييييت لأخبركم أنه تم تمييز الرواية الرائعة والجميلة كجمال كاتبتها من قبل كادر قلوب أحلام لأسلوب الكاتبة الجميل بالسرد ...
مبارك جميلتي
إيمان تميز الرواية ...ونتمنى لك المزيد من التألق والتوفيق حبيبتي...

وفقك الله وسدد خطاك...
تحياتنا وودنا لك غاليتي...







الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-01-20, 03:25 PM   #34

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألف مبروك حبيبتي تستاهلي التميز،
ربنا يوفقك


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-20, 03:07 PM   #35

شواطيء مولي

قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 443081
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » شواطيء مولي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأسيرة بأفكارها مشاهدة المشاركة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
مساء الورد والجوري....
احم احم لقد أتيييييت لأخبركم أنه تم تمييز الرواية الرائعة والجميلة كجمال كاتبتها من قبل كادر قلوب أحلام لأسلوب الكاتبة الجميل بالسرد ...
مبارك جميلتي
إيمان تميز الرواية ...ونتمنى لك المزيد من التألق والتوفيق حبيبتي...

وفقك الله وسدد خطاك...
تحياتنا وودنا لك غاليتي...





وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مساء الفل والياسمين....
فرحتوني اوي بالخبر دا ودايما تكونوا منصتنا اللي من خلالها نقدر نقدم افكارنا واحاسيسنا و الروايات اللي ان شاء الله تكون في تحسن مستمر


شواطيء مولي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-20, 03:09 PM   #36

شواطيء مولي

قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 443081
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » شواطيء مولي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية سيمو مشاهدة المشاركة
ألف مبروك حبيبتي تستاهلي التميز،
ربنا يوفقك
الله يبارك فيكي يا قلبي وانتي كمان تستهلي كل خير


شواطيء مولي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 12:51 PM   #37

شواطيء مولي

قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 443081
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » شواطيء مولي is on a distinguished road
افتراضي

ياترا مين بوسي؟ وفعلاً بسمة تعرفها ولا هي بتقولك كدا وخلاص؟
ولو فعلاً بسمة هي بوسي ازاي آسر معرفهاش لغاية دلوقتي وخصوصاً ان بوسي كان ليها لون عيون مميز اما بسمة فلون عنيها عسلي زي اغلب الناس؟!


شواطيء مولي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-20, 02:39 PM   #38

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع
================

قالت بسمة:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم صمتت بمقدار ما يرد الطرف الثاني التحية.
فقالت بسمة:- ازيك يا بوسي أيه أخبارك؟
فنظرت هدى إلى شاشة التليفون لتتأكد من المتصل فقد كانت هدى هي الطرف الاخر الذى تحدثه بسمة.
فقالت هدى:- بوسي مين يا بنتي سلامتك، أنتي لخبطي في النمرة ولا أيه.
فقالت بسمة:- الحمد لله أنا بخير وتمام.
فقالت هدى:- بخير وتمام أيه أنتى شكلك سلوك مخك دخلت في بعض.
فقالت بسمة:- كدا برضو يا ندله يبقى بقالي فترة شغاله في شركة قريبة من بيتك ولغاية دلوقتى مفكرتيش ولا مرة تيجي تشوفيني فيها، فلحة بس كل ما تتكلمى تقولي أنك هتجيلي تزوريني ومفيش حد شاف وشك لغاية دلوقتى.
وكانت بسمة تنظر إلى آسر فوجدته ينظر لها بإمعان ويتابع حديثها بتركيز شديد.
فقالت هدى:- لا... كدا أنا اتأكد أن شغلك مع الاشكيف طير الشوية اللي كانوا فضلين في عقلك.
فقالت بسمة:- خلاص تمام هستناكى بكره أن شاء الله تعدى عليا في المكتب وعلشان كمان تشوفي صحبتك في شغلها الجديد.
فقالت هدى:- مين دي اللي تجيلك... هو أنا مجنونه، دا أنا بالشكل دا مش هفكر أنى أعدى من جامب الشركة عندكم.
فقالت بسمة:- يللا سلام.
فقالت هدى:- يا عيني عليكي يا بسمة، كان بدرى عليكي عقلك يطير يا لوزه... يللا خد الشر وراح، سلام.
فقالت بسمة وهي توجه حديثها إلى آسر:- خلاص يا أستاذ آسر بوسي بكره أن شاء الله هتكون هنا... حضرتك بس تؤمر.
فقال آسر:- شكراً... بجد مش عارف أشكرك أزاي.
فقالت بسمة:- على أيه... الموضوع مش مستاهل.
فقال آسر محدث نفسه:- الموضوع مش مستاهل أزاي...(ثم تنهد وكأن أحد ازاح الهرم الاكبر عن كاهله) آاااه لو تعرفي أنك بكدا رجعتي لي روحي تانى ليه.
وبعد فترة رن هاتف بسمة فأمسكته وكانت المتصلة هي هدى فردت عليها بسمة وهي جالسة على مكتبها، وكانت هذه أول مرة تكلم بسمة هدى ولم تذهب إلى مكان منعزل.
فقالت بسمة:- أيوه يا هدى.
فقالت هدى:- الحمد لله أنك عرفتي أنى هدى مش بوسي.
فقالت بسمة:- أكيد عارفة، أيه يا بنتي مالك؟
فقالت هدى:- أنا برضو اللي مالي ولا أنتى اللي كله ساح عندك على بعضه.
فقالت بسمة وهي تضحك:- لا متخفيش مفيش حاجه ساحت ولا حاجه.
فقالت هدى:- أومال أيه اللخبطة اللي كانت من شوية دي.
فقالت بسمة:- مش هينفع دلوقتى علشان عندي شغل كتير لما هروح هكلمك وأفهمك على كل حاجه.
فقالت هدى:- خلاص ماشي بس ما تنسيش... أنا عاوزه أفهم.
فقالت بسمة:- لا متقلقيش مش هنسى، يللا سلام.
وما تبقى من يوم العمل كانت بسمة تسترق النظر إلى آسر فتجده شارد الذهن يتنقل بين ذكرياته تعلو وجهه أحياناً ابتسامه خفيفة وأحياناً تلمع قطرات من ماء العيون في مقلتيه.
وفي بيت بسمة كانت بسمة تكلم هدى في التليفون قائلة:- ايوه يا دودو.
فقالت هدى:- أيه يا بنتي اللخبطة اللي كنتي فيها الصبح دي.... فهميني بقى في أيه؟
فقالت بسمة:- مش الاشكيف طلع يعرف بوسي!
فقالت هدى:- بوسي مين؟! ومين دا اللي طلع يعرفها؟ هو منين بيودي على فين؟!
فقالت بسمة:- أيه يا هدى متركزي معايا شوية مالك النهاردة؟
فقالت هدى:- ما انتى اللي بتقولي حاجات عجيبة النهاردة.
فقالت بسمه:- هو فعلاً النهاردة يوم العجب العجاب.
فقالت هدى:- الاشكيف اللي هو آسر طلع يعرف بوسي.
فقالت بسمة:- أيوه... تخيلي.
فقالت هدى:- بوسي.. بوسي.. اللي هي بوسي بتاعتنا.
فقالت بسمة:- ايوه بوسي بتاعتنا.
فقالت هدى:- وآسر... آسر اللي هو الاشكيف.
فقالت بسمة:- أيوه هو آسر الاشكيف وبوسي إياها.
فقالت هدى:- طب أزاي دي صعبة أوى.
فقالت بسمة:- مش بقولك النهاردة كان يوم عجب.
فقالت هدى:- لاء أستنى الموضوع مش هينفع على التليفون أنا هلبس واجيلك.
وأثناء عودة آسر إلى بيته مر أمام محل ألعاب ودمى فتوقف ونزل من سيارته ودخل المحل وأخذ يبحث عن دميه مختصة فآتت بائعة في المحل ووقفت بجوار آسر وقالت له:- شكل حضرتك بدور على حاجه بعنها، قولي على شكلها يمكن أقدر اساعدك.
فقال آسر:- آه... فعلاً أنا بدور على حاجه مخصوصة، هو دبدوب لونه موف فاتح وبطنه كانت باللون الأبيض مرسوم فيها قلب بجناحين لونه بمبي غامق.
فقالت البائعة بتعجب:- أنا بقالي فتره هنا مشوفتش قبل كدا دبدوب بالمواصفات دي.
وهم آسر بالمغادرة وقد علا وجهه الحزن حتى استوقفه صاحب المحل وهو رجل تنم التجاعيد في وجهه عن سنه الذى قد يكون تجاوز الخمسين إن لم يكن قد اقترب من الستين قائلاً:- يااا... هو لسه في حد بيدور على دبدوب السعادة.
فنظر آسر له بفرحة وقال:- حضرتك تعرفه؟
فقال صاحب المحل:- اكيد طبعاً، أنا ياما بعت منه من 20 سنة تقريباً، بس أنت أيه اللي فكرك بيه دلوقتى دا بقاله مده كبيره محدش سأل عنه والمصنع بتاعه بطل يعمل منه.
فقال آسر:- اصلى كنت محتاج واحد منه ضروري. بعد أن لمع الحزن مرة ثانية في عيني آسر.
فقال صاحب المحل:- خلاص متزعلش نفسك، أنا ممكن اتصرفلك في واحد طالما أنت عاوزه ضروري أوى كدا.
فقال آسر:- ياريت يا عم، أنت كدا تبقى خدمتني خدمة كبيرة يحسن بقالي مده بدور عليه ومش لقيه ومحتاجه بكره ضروري.
فقال صاحب المحل:- بكره.... بكره.
فقال آسر:- ويا سلام لو لقيتهولى النهاردة.... ساعتها مش عارف أنا ممكن أعمل ايه.
فقال صاحب المحل:- خلاص يبنى عدي عليا أخر اليوم على الساعة 11 بليل أكون شوفت عندي في المخزن القديم أو أكون قدرت أتصرفلك في واحد.
فقال آسر:- يارب تلاقي وأن شاء الله هكون عند حضرتك الساعة 11 بالتمام، تحب أسيب لحضرتك حاجه من حسابه.
فقال صاحب المحل:- خليها لما ألقيه الأول.
وفي بيت بسمة كانت هدى قد وصلت وسلمت على والدت بسمة قائلة:- ازيك يا طنط، عامله أيه دلوقتى؟
فقالت والدت بسمة:- الحمد لله يا هدى بخير، انتى عامله أيه ومامتك وأخواتك؟
فقالت هدى:- بخير الحمد لله، ماما كانت عاوزة تيجى تشوفك بس حضرتك عارفة أن رجلها بتوجعها ومبقتش تقدر تنزل كتير اليومين دول.
فقالت الام:- ألف سلامه عليها، ربنا يشفهالكم ويعفيها ويباركلكم فيها وتفرح بيكى عن قريب، وأن شاء الله في اقرب فرصه اروح ازورها واقعد معاها شوية.
فقالت هدى:- تسلميلي يا طنط، تنورينا في أي وقت.
ثم عم الصمت للحظات وكانت بسمة وهدى ينظران إلى بعضهما، ففهمت الام ما ترمى له نظرات هدى وبسمة فقالت موجها كلامها لبسمة:- بسمة خدى هدى واقعدوا في اوضتك علشان تكونوا على رحتكم... هدى مش غريبة.
فأمسكت بسمة هدى من يدها وتوجهة إلى غرفة بسمة وهدى تقول:- عن اذنك يا طنط.
وفي غرفة بسمة جلست هدى على سرير بسمة والتقطت أحد الدباديب الموجودة على السرير واحتضنتها وأسندت رأسها عليه وجلست بسمة وهى تتكأ بجانبها على السرير في مواجهة هدى.
فقالت هدى:- تعالى هنا وفهمينى كل حاجة بالتفصيل.
فشرحت بسمة ما حدث معها بالتفصيل إلى هدى.
فقالت هدى بتعجب:- معقول دا يحصل.... أيه الصدفة الغريبة دي؟!
فقالت بسمة:- شوفتي يا بنتي.
فقالت هدى:- طيب والصورة دي وصلتله أزاي؟
فقالت بسمة:- ما هو دا اللي محيرني ومن ساعة ما شوفتها بحاول أفكر مش عارفة أوصل لحل.
ثم عم الصمت حتى خرجت بسمة بفكرة وهنا اعتدلت بسمة في جلستها قائلة:- بس... انتى عارفة يا هدى أن الصورة دي جت في وقتها.
فقالت هدى:- أزاي يعنى؟
فقالت بسمة وهى تذهب وتجيء أمام هدى:- أنا من خلال الصورة دي اقدر اخد حقي واخلص تاري مع الاشكيف.
فقالت هدى وهي تتابع بسمة بعينيها:- أزاي!... قصدك أيه، شكلك كدا نويه على حاجه.
فقالت بسمة:- قبل ما أعرفه فين بوسي لازم أعرف الأول الصورة دي وصلتله أزاي والاهم أنى اخلص كل اللي كان بيعمله فيا وأحرق دمه زي ما ياما حرق دمى.
فأمسكت هدى يد بسمة وقالت لها:- اقعدي هنا كدا وفهمينى انتى ناوية على أيه؟
فجلست بسمة على السرير ثم قالت:- هلعبه لغاية موصل للي أنا عاوزاه.
ثم اتبعت كلامها:- انتى كل اللي عليكى أن بكره على الساعة 12 ونص أو 1 تتصلي بيا وأنا هكتب على رقمك في الموبايل اسم بوسي وتقولي أنك مش هتقدري تجيلى وأنك هتحاولى تجيلى في وقت تانى... اشطة.
فقالت هدى:- أشطات... بس خدى بالك يحسن تتقلب اللعبة عليكى.
وفي الصباح كان آسر يكاد أن يطير قلبه من بين أضلعه فرحاً، لقد آتى اليوم الذى لطالما انتظره فكم تمنا أن يلتقي بصديقة طفولته، حب صغره الذى رافقه طوال عمره، فكان يجلس على مكتبه ويضع صندوق هدايا على ترابيزة صغيره ملاصقة لمكتبه من ناحية يمين آسر موضوع عليها التليفونات الخاصة بالمكتب.
وكانت بسمة من حين إلى آخر تسترق النظر إلى آسر فتجده إما أنه ينظر إلى ساعته أو يقلب الصندوق بين يديه وكان كثير الشرود.
وكان آسر يترقب وصول بوسي في أي وقت وكان يتنقل بين ذكريات طفولته وبين الواقع حتى وضع يده على الصندوق وتذكر بوسي وهي تمسك بدبدوب مثل الذى أشتراه آسر بالأمس.
بوسي وهى تلعب بالدبدوب:- أصحى يا صونؤر... أصحي يللا كدا هتتأخر على المدرسة.
فقال آسر وهو يتصنع الجدية:- أيه هو سي صونؤر دا لسه مصحيش لغاية دلوقتى يللا علشان أوصله المدرسة في طريقي.
فقالت بوسي:- يللا بقى يا صنؤرى أصحى... بابا بيزعق.
فقال آسر:- أنا كدا هتأخر على الشغل.
فقد كان آسر وبوسي دائماً يلعبا سوياً لعبة الاسرة فتقوم بوسي بدور الام الحنونه ويقوم آسر بدور الاب الحامي لأسرته والعطوف عليها وكانت كوكي هي البنت الكبرى لآسر وبوسي والدبدوب هو الابن الصغير الشقى والمدلل صونؤر.
وأثناء اندماج آسر وبوسي في لعبهم إذا بأحد الأطفال ينقض على صونؤر ليخطفه ويجري به.
وهنا أحست بوسي وكأن احد قام باختطاف أبنها صغيرها المدلل وانفجرت في البكاء حزناً عليه وما إن رآها آسر على هذا الحال حتى أطلق لساقيه العنان ليسابق الريح لكى يصل إلى هذا الغادر الخاطف لأبنهما وبالفعل لحق بيه وأمسكه وحاول أن يستعيد صونؤر من يديه ولكن كان هذا الطفل متمسك بالدبدوب ويمسك به بقوه ولكن كان آسر مستميت على صونؤر بكل قوته حتى استطاع أن يفلته من يد الطفل ولكن بعد أن تمزق جزء من إحدى أطرافه.
وعندما عاد آسر وهو يحنى رأسه ويخفي صونؤر خلف ظهره ثم أخرجه وجعله أمامه رويداً رويداً وما إن وقعت عيني بوسي على صغيرها حتى تلألأت قطرات من الدمع في عينها.
فضم آسر بوسي إليه وقال:- متزعليش يا بوسي أنا هصلحه دلوقتى وهيكون أحسن من الأول.
ثم هرول آسر إلى بيته ثم عاد وهو يحمل إبره وخيط ثم جلس بجوار بوسي وأخذ من يدها الدبدوب ووضعه على رجليه وفي محاولة منه أن يعيد حشو الدبدوب الذى خرج منه وأن يخيط الجزء الذى تمزق أستطاع بالفعل أن يداوى ما حدث ولكنه لم يستطع أن يخفى آثر الخياطة جيداً، وعندما أنهى آسر اصلاح الدبدوب نظر إليه فوجد آثر الخياطة واضحاً أحس بالحزن وبدا ذلك عليه جلياً، فأطرق برأسه إلى الأسفل.
وهنا وضعت بوسي يدها على خد آسر وقبلته في خده الآخر وقالت له:- شكراً أنك صلحتهولى.
فنظر آسر لها ثم عاد بناظرة إلى الدبدوب وأخذ يمسح بأصبعه على آثر الخياطة.
ففهمت بوسي أنه حزين لآنه لم يستطع إرجاعه كما كان، فأمسكت يده وقالت:- كدا بقى صونؤر مميز ومفيش حد تانى شبهه.
ثم أكملت موجهه حديثها إلى الدبدوب:- شوفت يا صنؤرى بابا عملك عمليه وخلى دراعك أقوى من الأول.
وفي المكتب كان يرتسم على وجه آسر ابتسامة واسعه بسبب ما داعبه من ذكريات، وما أفاقه إلا صوت هاتف بسمة وهو يرن فقد حان الميعاد الذي اتفقت عليه هدى وبسمة.
فجذبت بسمة تليفونها ونظرت فيه ثم قالت:- دي بوسي.
وهنا انتبه آسر ولأول مره يتابع بسمة وهى تتحدث في التليفون.
فقالت بسمة وهي تبتسم:- أيه وصلتي خلاص. ثم صمتت وتظاهرت بالاستياء ثم نظرت إلى آسر الذى كانت أعيونه متعلقة بها.
وقالت:- أيه... مش هتقدرى تيجى ليه؟!
وهنا وقعت هذه الكلمات على قلب آسر وكأنما سكين غمست فيه وصعد أثرها على وجهه.
فقالت بسمة وهى تتابع حديثها على التليفون:- آه.. خلاص ماشي، زي ما تحبي.. سلام.
ثم نظرت إلى آسر وقالت:- أنا آسفة يا أستاذ آسر... بوسي أتصلت وبتقول أنها مش هتقدر تيجى.
فقال آسر بلهفة تملؤها الحزن الممزوج بالقلق:- هي كويسة.
فقالت بسمة بتعجب:- آه كويسة!... بس حصل عندها ظروف ومش هتقدر تيجى النهاردة.
ثم أكملت حديثها سريعاً:- بس قالت أنها هتيجى قريب.
فارتسمت على شفتي آسر ابتسامة لا تصل إلى أن تقلل من الحزن الذى يملأ عينيه وهز برأسه فقط.
ثم جلست بسمة تفكر في موقف آسر وتحدث نفسها:- أزاي بعد كل اللي حصل دا يكون كل اللي هامه أنه يعرف أنها كويسه ولا لاء وأن سبب اللي مخلهاش تيجي أنها متكونش تعبانة أو حصل لها حاجه، دا أنا لو في حد عمل معايا الحركة دي مش بعيد كنت معرفتهوش تانى... هي أيه الحكاية بالظبط.
وفي البيت كان آسر يحاول أن يتظاهر أمام كارما أنه على طبيعته ليخفى عنها ألمه وشعوره الكبير بخيبة الأمل بعد أن بنا لنفسه قصوراً من الاحلام وكم كان يمنى ننفسه بالنظر إلى حبيبته وقطته الصغيرة والقرب منها وإعادة وصل ما قد قطع ولكن للآسف هذا لم يحدث، فحاول أن يخفى عن كارما مدا ألمه ولكن لم يفلح في هذا الامر، فقد شعرت كارما بما يحاول أن يخفيه فبعد أن تناولا الغداء ذهب آسر إلى غرفته وما لبث أن آتت كارما لتطمئن عليه.
فطرقت الباب قائلة:- آسر أنت نمت؟
فقال آسر:- ادخلى يا كارما.
فتساءلت كارما بعد أن جلست بجواره على السرير:- مالك يا آسر؟
فأجاب آسر:- أبداً يا كوكى، مفيش حاجه أيه اللي خلاكي تقولي كدا؟
فقالت كارما:- دا على أساس أنى مش عرفاك، متنساش أنى أقدر أعرف أمتى بتكون بتهزر مبسوط فعلاً من قلبك، وأمتى بتكون حاطت ماسك الهزار.
فقال آسر:- ماشي يا عم المفتش كونن، انتى عاوزه تفهمينى أنك كبرتي أوى كدا.
فقالت كارما:- الموضوع ملهوش دعوه بالسن، الموضوع هنا يخص الإحساس.
فنظر آسر لكارما وهو معجب بها ثم قال:- أيوه يا عم الحساس.
فقالت كارما:- أيوه يا آسر أحساس، أنت عارف... انت بالنسبالي مش بس أخويا، أنت أبويا وسنتي في الدنيا دي، أنت السند اللي بتسند عليه لما بكون هقع، أنت أماني من أي حاجه بتخوفني، أنت اللي برمي عليك همومي وبيشيل عنى أي حمل أو أي حاجه تزعلني لأنى متأكدة أن مفيش حد هيخاف عليه ويتمنالى الخير غيرك أنت، بس لما بشوفك زعلان أو مضايق بحس أنك ابنى وببقى هتجنن علشان اعرف مالك، وساعتها بتمنى أن يكون معايا استيكه أمسح بيها كل احزانك وهمومك، وأفلتت دمعه من عيني كارما.
وهنا احتضن آسر كارما بقوة وكأنما أراد أن يمزجها بأضلعه، فقد أيقن أنه لا توجد قوة في هذا العالم تستطيع أن تفرق بينه وبين كارما، وأنهما جزئيين يكمل بعضهما الاخر ولا يمكن أن ينفصلا.
وفي بيت بسمة كانت لأول مرة تشعر بالضيق لما حل بآسر وأنها هي السبب فيما حدث له، فقد كان ضميرها يؤرقها لما فعلته بآسر واللعب به بهذه الطريقة فكانت بسمة تحدث نفسها:- أيه اللي أنا عملته دا؟ وأيه كمية الإحباط دي اللي شوفتها في عيون آسر، أنا من ساعة ما أشتغلت معاه مشفتوش بالضعف دا ولا الحزن دا، هو فعلاً كان كل ما يشوفني كان يضايق بس برغم كدا عمرى ما شوفته بالشكل دا.
ثم أكملت حديثها وكأن روح الانتقام هي المسيطرة:- حزين أيه.. دا يستاهل اللي حصل فيه واكتر، علشان يشوف شوية من اللي ورهوني ويتحرق دمه زي ما ياما حرق دمى ونرفزني، أيه يا بسمة هو هيصعب عليكي ولا أيه؟ علشان زعله شوية ما أنتى من ساعة ما أشتغلتى معه وهو مزعلك على طول ووقفلك على الوحدة... دا أنتى من كتر عمايله معاكى فكرتي أنك تسيبي الشغل من تحت راسه، لاء أجمدى كدا وكملي اللي بدأتيه للآخر، انتى خلاص بدأتي في الدرس ولازم تخلصيه للآخر لازم تعلمية أن لكل فعل رد فعل وممكن يكون اقوى منه مش بس مساوى ليه، وعلشان يعرف أن مش الكل بيسامح في حقوقه.
************
ومرت عدة أيام لم يعرف آسر كيف مرو فقد كانت عينيه متعلقة بالباب ينتظر قدوم بوسي ودخولها من باب المكتب في أي وقت ولكن هذا لم يحدث وكان كل يوم ينبعث فيه امل أمكانية رؤيته لقطته، حبيبته الصغيرة ويموت هذا الامل ومعه جزء من روحه عندما يحين موعد الانصراف من العمل، حتى آتى يوم فقد فيه آسر كل أمل له في أن تأتى بوسي وتزوره في المكتب واستجمع فيه شجاعته وتوجه إلى بسمة قائلاً:- أستاذة بسمة... أنا عارف أنى طلبت منك قبل كدا رقم بوسي أو حتى طريقة أعرف اتواصل بيها معاها.
فقالت بسمة:- أنا، آسفة....
وهنا قاطع آسر بسمة قائلاً:- أنا عارف أنك مش هتقدرى تدينى نمرتها غير لما تستأذنيها، أنا فاهم دا كويس ومقدره، بس أنا فعلاً محتاج أتواصل معاها فلو ممكن تستأذنيها أنى اخد رقمها أكون شاكر ليكى.
فقالت بسمة:- حاضر.... هبلغها وارد على حضرتك بكره أن شاء الله.
فقال آسر:- شكراً. وتوجه إلى مكتبه وجلس ينهى ما تبقى لديه من عمل.
واخذت بسمة تفكر كيف تخرج من هذا المأزق، حتى ابتسمت ابتسامه تنم عن أنها توصلت لحل.
وفي البيت كانت بسمة تكلم هدى على التليفون فقالت:- أيوه يا دودو، ألحقى صاحبتك يحسن شكلي كدا وقعت نفسي في مشكلة.
فقالت هدى:- ليه في أيه؟ أيه اللي عملتيه يا كارثه؟
فقالت بسمة:- الاشكيف.
فقالت هدى:- ماله تانى، والله دا أنتى اللي بقيتي الاشكيف والواحد بدأ يخاف منك؟
فقالت بسمة:- ما هو اللي بدأ، والبادي أظلم، المهم دلوقتى دبرينى.
فقالت هدى:- في أيه بس وأيه اللي حصل يا أخرة صبري.
فقالت بسمة:- الاشكيف النهاردة طلب منى أنى استأذن بوسي واديله رقمها.
فقالت هدى:- يا نهار أبيض، وهتعملي أيه دلوقتي؟
فقالت بسمة:- أبيض... قولي يا نهار كحلى، بني، أنما مش أبيض خالص، مش عارفه أعمل أيه، هو لو أنا عارفه هعمل أيه كنت أتصلت بيكى أخد رأيك؟
فقالت هدى:- طب قوليلى هو سمع صوتك في التليفون قبل كدا أو معه نمرتك؟
فقالت بسمة:- لاء طبعاً، أنتى متخيله أنه ممكن يكون في يوم من الأيام اتكلمنا في التليفون، بس مش عارفة في الـ c.v اللي كنت قدمته كنت كاتبه رقم واحد بس ومعتقدش أن في حد في الشغل معه رقمي التانى، بس بتسألى ليه؟
فقالت هدى:- بما أن صوتك في التليفون بيكون متغير عن صوتك الحقيقي، وكتير بيتلخبطوا لما بيكلموكى فيه، أيه رأيك تكلميه أنتى؟
فقالت بسمة:- أزاي دا، طب ما هو كدا ممكن يعرفني.
فقالت هدى:- أنا هقولك تعملي أيه.
وفي بيت آسر كانت كارما جالسة على كنبة الانتريه تشاهد التلفاز فآتى آسر وجلس بجوارها وقال:- أيوه بالناس البخيلة.
فقالت كارما وهي تنظر إليه:- ليه بقى؟!
فقال آسر:- أنتى مش ملاحظة أن من ساعة ما أتخطبتى معزمتيش وليد وأهله ولا مره عندنا، هو مش المفروض نعملهم عزومه حلوه كدا، حتى علشان يطمنوا على أبنهم أنه هيتجوز ست بيت شاطره، ولا عاوزاهم يقولوا أننا نسبنا بيت ناس بخلا أو يقولوا أن مراة ابننا مبتعرفش تطبخ.
فقالت كارما:- ايوه صحيح... أزاي راح عن بالى فكرة العزومة؟
فقال آسر:- علشان تعرفي أنى على طول بفكر فيكي وفي مصلحتك.
فقالت كارما:- ربنا يخليك ليا، أنا من غيرك مكنتش عارفه كنت هعمل أيه.
فأمسكت كارما تليفونها وأخذت تكتب لوليد رسالة على الواتس.
وهنا سألها آسر:- بتعملى أيه؟
فقالت كارما:- بكلم وليد علشان أقوله على العزومة.
فقال آسر:- بسرعة كدا.
فقالت كارما:- أيوه خليها فحموتها كدا وأنا متحمسة، خير العزومات عاجلها.
وفي المكتب كانت بسمة تعطي لآسر بعض الأوراق ليراجعها وهنا انتهز آسر الفرصة وسألها عن رد بوسي على طلبه.
فقال آسر وهو يتلجلج:- استاذه بسمة... ياترا قدرتى تكلمى بوسي؟
فقالت بسمة:- آه كلمتها. وهنا نظر آسر باهتمام مترقب لما ستجيب به بسمة.
ثم أكملت بسمة حديثها في قليل من التردد:- هي بتفضل أنها تاخد رقمك وهى تكلمك لما يكون الوقت مناسب ليها... أنت عارف علشان ميكونش في مشاكل ليها، فقولت استأذنك الأول قبل ما ادهولها.
فقال آسر متفهماً:- آه طبعاً... تتصل في أي وقت، بس كنتى اتديلها الرقم على طول.
فنظرت بسمة بتعجب ثم ابتسمت وقالت:- ادهولها أزاي وأنا اصلاً مش معايا.
فضحك آسر وقال:- آه صحيح... معلش أنا آسف.
فقالت بسمة وهى تبتسم لآسر:- حصل خير... وأعطت التليفون لآسر ليسجل رقمه.
ثم عادت إلى مكتبها وأخذت تفكر كيف ستخرج من هذا المأزق وكيف لها أن تتخلص وتخرج بسلام من بعد مكالمة آسر وبوسي المرتقبة، وبعد قليل رن هاتف آسر وكانت المتصلة كارما.
فقال لآسر:- السلام عليكم، أيوه يا كوكى.
فقالت كارما:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ازيك عامل أيه؟
فقال آسر:- أنا كويس الحمد لله زي ماكنت من شوية قبل ما نزل من البيت، يعنى اللي ملحقتش يحصل حاجة أصلاً.
فقالت كارما:- يعنى أنا غلطانه أنى بتصل أطمن عليك.
فقال آسر:- لا مش غلطانه بس جديدة، أنا كل يوم بنزل أروح الشغل وعادى ومفيش مره أتصلتي علشان تطمنى عليه يعنى.
فقالت كارما:- الله بقى، أنا اللي غلطانه أنى بكلمك علشان أوصلك رسالة.
فقال آسر:- رسالة أية؟!
فقالت كارما:- وليد كان بيسلم عليك.
فقال آسر:- ااااه.... هو الموضوع في وليد، بركاتك يا سي ويلو وعلى العموم الله يسلمه.
فقالت كارما:- وحبيت أقولك أنى أكد على وليد أن العزومه تكون بكره أن شاء الله.
فقال آسر:- قولي كدا، يعنى طلبات العزومه هي اللي خلتك تتصلي.
فقالت كارما:- لاء... متفهمنيش صح.
فقال آسر:- ماهى مشكلتى أنى بفهمك صح، عموماً يا ستي أنا فاكر أننا عزمين وليد وأهله عندنا بكره على العشا، وأنا النهاردة همشي من الشغل بدري شوية علشان ألحق أجيبلك كل الطلبات اللي عاوزاها لزوم العزومه وأن شاء الله مش هنسي حاجه، في أي أوامر تانى، ولا في حاجه افتكرتيها تانى غير اللسته الطويلة اللي ادتهانى النهاردة الصبح.
فقالت كارما:- لا كفاية عليك كدا وأنا لو أفتكرت حاجه تانى أمرى لله أبقى اجبها معايا وأنا رجعه.
ورنت هذه الكلمات في مسامع بسمة وعلمت مدا اهتمام آسر بهذه العزومه وتوقعت أن آسر غداً سوف يكون منشغلاً بها إلى ابعد حد وهنا تهللت اسارير بسمة مما سمعت وكأن أحد مد لها يده وأخرجها من جب عميق، وأفاقت من شرودها على صوت آسر ينهى المكالمة قائلاً:- ماشي يا ستي هعديها لك علشان خاطر الناس اللي جيين بكره دول.
فقالت كارما:- يسلملى العاقل الحنون.
فقال آسر:- ماشي يا عروستنا يللا سلام.
وفي الصباح كانت كارما مستيقظة باكراً لتنهي تجهيزات العزومه من تحضير الاكل والحلويات والمشاوي وعندما استيقظ آسر توجه إلى كارما في المطبخ وهو يقول:- أكيد هلاقيكى هنا صاحيه من بدري بدل ما تعملي لينا الفطار شغاله طبخ وأشي صوانى في الفن وأشي حلويات، وأيه الهمه دي كلها أومال مبنشوفش الحاجات دي كلها على طول ليه؟
فقالت كارما:- يا سلام يا سي آسر يخونك الشيز كيك اللي كنت عملاهولك من يومين.
فقال آسر:- اااه.... أنتى قصدك على الشيز كيك اللي كنتى عملاهولى يوم ما جالنا ويلو وأكله، اللي أنا أصلاً مبحبهوش وبحب الكريم كراميل.
فقالت كارما:- مليش دعوة المهم أنى عملت حاجه حلوة وخلاص.
فقال آسر:- المهم فين بقى الفطار؟
فقالت كارما:- فطار أيه... هو مش الفطار دا تخصصك أنت.
فقال آسر:- ليه هو مش النهاردة في عزومه يعنى اللي يعزم يعزم بقى من أول اليوم، واليوم بيبدأ بالفطار، ها بقى فين الفطار؟
فقالت كارما:- يا سلام ودا من أيه أن شاء الله، أيه اللي جاب الفطار للعزومه، هو أيه اللي جاب القلعة عند البحر؟!
فقال آسر:- خلاص... خلاص هعمل الفطار وأمرى لله، بس أنتى وسعيلى شوية وفضيلى مكان أحضر فيه الفطار.
وبالفعل أنها آسر تحضير الفطار، وعلى ترابيزة السفرة وضع آسر طبق به فول وأخر طعمية وطبق يحتوى على مخلل (طرشي) وطبق آخر يحتوى على قالب جبن ويضع من يده طبق العيش ثم نادى على كارما قائلاً:- يللا يا ستو هانم الاكل خولوص وجاهز.
فخرجت كارما من المطبخ وتوجهت إلى السفرة وهي تقول:- الاكل جهز يا عثمان.
وضحك الاثنين ثم جلسا يتناولان الفطار، وبعد الانتهاء من الفطار قام آسر وأمسك في يديه أطباق فارغة ليدخلها المطبخ.
فقالت كارما:- سيب أنت يا آسر الاطباق هشلهم أنا ويللا أنت علشان تلحق تاخد شور علشان تلحق صلاة الجمعة.
فقال آسر:- لسه بدري، أساعدك شوية قبل ما أنزل انتى لسه فاضلك حاجات كتير لسه مخلصتيش.
فقالت كارما:- يللا أنت بس علشان انت بتحب تصلى في الصف الأول يللا علشان تلحق ولو على الحاجات اللي فضلالى فدول مش هيكملوا معايا حاجة ويكونوا خلصوا.
وقبل أن يأتي ميعاد أهل وليد كانت كارما قد أنهت كل ما يتعلق بالعزومة وبدأت في تجهيز ملابسها وأرتدت درس بسيطاً لكي يكون سهل عليها التحرك ويكون مريح لها أثناء تقديم الطعام.
وعندما كان آسر في غرفته لينتهى من تغيير ملابسة وقبل أن يأتي الضيوف بقليل رن الهاتف فنظر آسر بتلهف ظناً منه أن بوسي هي المتصلة ولكن للآسف كان المتصل مدير آسر في العمل ليخبره عن موضوع هام يخص العمل ويطلب منه الحضور مبكراً والتوجه له أول ما يصل إلى المكتب وأثناء ما كان ينهي مكالمته رن جرس الباب وقبل أن يتوجه لفتح الباب إذا برقم غريب يظهر على شاشة موبايله ويصاحبه خفقان سريع لقلبه وأسرع في الرد على المتصل قائلاً:- السلام عليكم وكان المتصل صامت قليلاً قبل أن يجيب.
فأسرع آسر قائلاً:- بوسي؟
فقالت المتصلة:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أيوه أنا بوسي حضرتك مين؟
وهنا أتت كارما وهي تنادى عليه قائلة:- آسر... يا آسر الناس بره بيسألوا عليك. وكان صوت كارما مسموع للمتكلم.
فقالت بسمة وهى تحاول أن تغير من نبرة صوتها:- أنا آسفة، شكلي اتصلت في وقت مش مناسب.
فقال آسر:- لاء متقوليش كدا، أنا كنت مستنى الاتصال دا من بدري.
فقالت بسمة:- خلاص أحنا ممكن نقفل دلوقتى ونبقى نتكلم في وقت تانى.
فقال آسر:- هو فعلاً أنا مضطر أنى أقفل دلوقتى، بس لو ينسبك أكلمك بكره الصبح أن شاء الله.
فقالت بسمة:- أن شاء الله.
فقال آسر:- ينسبك اتصل على الساعة 11؟
فقالت بسمة:- خلاص تمام.
فقام آسر بحفظ رقم المتصل، وخرج ليرحب بضيوفه، أما عند بسمة فكانت سعيدة أنها خرجت من مأزق مكالمة آسر وانهتها بأقل أضرار ممكنة بالنسبة لها، وبعدها أغلقت بسمة الهاتف وأخرجت منه الشريحة.
أما آسر فقد أمضى ليلته وهو يطير فرحاً بعدما أخيراً نال مبتغاه فقد كان في غرفته يفكر:- ياااه... معقول أخيراً لقيت بوسي، قطتي الجميلة وأمسك الموبايل وأخذ ينظر للرقم الجديد الذي تمت اضافته لقائمة المتصلين "حب العمر" هذا كان الاسم الذي حفظ به آسر رقم بوسي ثم أتبع حديثه لنفسه:- لاء وكمان أيه رقمها أخيراً بقى معايا.
وفي الصباح في المكتب كان آسر ممتلأ بالسعادة التي فاضت من عينيه لتلامس وتملئ كل ما يقع عليه عيني آسر سعادة وبهجه.
وكان بمعدل كل خمس دقائق ينظر آسر إلى ساعته ينتظر تمام الساعة 11 بفارغ صبر، حتى أتمت الساعة 11 وهنا أشرق وجه آسر أكثر فأكثر وأمسك موبايله وخرج خارج المكتب بقليل لكي يتحدث دون أن يستمع له أحد أو أن يقاطعه هذه المرة أحد، ولكن عندما أجرى هذا الاتصال اختلفت ملامح آسر وتبددت السعادة التي كانت تملأ عينيه عندما سمع صوت يخلو من المشاعر يردد هذه الكلمات البغيضة "عفواً هذا الهاتف غير متاح الأن" فقد كان تليفون بوسي دائماً ما يكون مغلق فقد حاول آسر مراراً وتكراراً أن يصل إلى صوت بوسي مرة آخري ولكن هيهات أن يحدث هذا. فقضا يومه بين النظر إلى شاشة الموبايل في التحقق من استلام رساله بفتح رقم بوسي وما بين محاولته معاودة الاتصال ثانيةً.
وفى اليوم التالي أنتهز آسر الفرصة وسأل بسمة في قليل من التردد:- استاذه بسمة... هي بوسي متعودة أن تليفونها يكون مقفول باستمرار.
فقالت بسمة:- لاء، يعني بيكون زي الطبيعي معظم الأوقات مفتوح إلا لو الشحن خلص منها أو في حاجه.
فأحس آسر بالقلق الشديد على بوسي من غلقها المستمر للهاتف قائلاً:- طب ما دا حاجه تقلق أن تليفونها يفضل من إمبارح مقفول كدا.
فقالت بسمة وهى تحاول تتارك الامر:- لا... عادي هي ساعات تليفونها بيفصل شحن ومش بتحس بيه غير لما تعوز تتصل بحد بتكتشف أنه فاضي واتقفل.
فقال آسر:- طيب...
وهنا قاطعته بسمة:- بس المفروض أننا هنتقابل بكره أن شاء الله قصدي الشلة كلها، ممكن حضرتك تيجى ساعتها.
فقال آسر:- ياريت... لو ينفع.
فقالت بسمة:- آه ممكن، احنا كدا كدا كنا هنتقابل في النادي بكره على الساعة 7 بعد المغرب.
وهنا عاد الأمل من جديد إلى آسر إلا أنه أصبح آمل يشوبه الحذر.
وفي البيت كانت بسمة وهدى يتفقان ويضعان باقي تفاصيل خطتهما ويقسمان الأدوار فيما بينها.
فتسألت بسمة:- بلغتي البنات عن خروجه بكره؟
فأجابت هدى:- آه بلغتهم وكلهم جايين وعرفت كمان كل واحدة هتعمل أيه وفهمتهم على كل حاجه.
فاستكملت بسمة سؤالها:- طيب وااا...
فأسرعة هدى في مقاطعتها:- متقلقيش قولتله وفهمته هيعمل أيه كويس أوى، أطمنى وراكى رجاله.
فضحكت بسمة واحتضنت هدى قائلة:- تسلميلى يا أحلى دودو في الدنيا.

****قراءة ممتعة للجميع****




سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-20, 12:30 AM   #39

خريف عمري
 
الصورة الرمزية خريف عمري

? العضوٌ??? » 400655
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » خريف عمري is on a distinguished road
افتراضي

شكرررررررررررررررررررررا

خريف عمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-01-20, 12:32 AM   #40

خريف عمري
 
الصورة الرمزية خريف عمري

? العضوٌ??? » 400655
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 312
?  نُقآطِيْ » خريف عمري is on a distinguished road
افتراضي

شكررررررررررررررررررررا

خريف عمري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:32 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.