آخر 10 مشاركات
جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          89 - جرح الغزالة - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          300 - القفاز المخملى - ريبيكا ستراتون - روايات احلامى (الكاتـب : samahss - )           »          46 - صرخة البراري - مارغريت واي - ع ق (الكاتـب : ورود الصباح - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حبيبي .. أبقني قريبة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : lolla sweety - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > منتدى قلوب أحلام شرقية

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-01-20, 06:18 AM   #41

شواطيء مولي

قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 443081
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » شواطيء مولي is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خريف عمري مشاهدة المشاركة
شكرررررررررررررررررررررا
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .




شواطيء مولي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-01-20, 05:11 PM   #42

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثامن
====================

وفي النادي كانت تتجمع الشلة كاملة وبصحبتهم شاب طويل يبدو عليه من سنه أنه قريب جداً من عمرهم فيه شبه إلى حد بعيد بهدى تخبر اقتراب ملامحهما أنه أخوها، وكان يجلس بجوار فتاه وكأنها تعمدت أن تضع الكثير من مساحيق التجميل لتغير من ملامحها فكانت تبدو وكأنها عروسة في يوم زفافها.
وكان يسود مجلسهم البهجة والهزار وكان صوت ضحكاتهم يملأ المكان حتى دخل آسر كافيتريا النادي وأخذ يبحث بناظريه في أرجاء المكان حتى وجدهم، فجلس على ترابيزة بالقرب منهم.
وهنا نظرت هدى لبسمة وهي تبتسم وكأنها تخبرها عن مدى نجاح خطتهما إلى هذا الحد، ثم نظرت إلى عماد وهذا كان اسم الشاب المصاحب لهم لتخبره بعينيها أن يبدأ فيما أتفقا عليه، فنظر تجاه آسر وهنا تغير وجه عماد وبدا عليه التجهم والجدية بعد أن كان يضحك ويميل قليلاً على الفتاه بجواره ويهمس لها بالنكات، ثم قال بصوت يكاد يصل إلى مسامع آسر:- 100 مرة أقولك خففي المكياج دا مش كل ما نروح حته ألاقي 100 واحد وواحد بيبص عليكي ويتفرج وكان يتصنع على ملامح وجهه الغضب ثم تعمد أن يرتفع صوته وهو يقول:- مش معقول كدا أبداً يا بوسي.
وهنا اخترق سمع آسر اسم بوسي، فأيقن أنه واخيراً توصل إلى محبوبته ولم يكن يرى ملامح عماد ولا تعبير وجهه فقد كان آسر يجلس خلف عماد، ثم وقف آسر وسارا باتجاه بسمة ومن كان بصحبتها.
وهنا أشارت هدى برأسها إلى عماد لتخبره أن آسر خلفه ليتم باقي ما أتفقوا عليه.
فوقف عماد غاضباً ثم قال وهو يوجه كلامه للفتاه بجواره:- أنا مبقدش قادر استحمل أكتر من كدا أنا ماشي ومش هاجى النادي دا تاني. ثم ازاح الكرسي الذي كان يجلس عليه وغادر.
ثم تبعته تلك الفتاه وهي تقول:- عماد استنى يا عماد أنا جيه آه، استنى. ثم غادرت وتبعتها باقي البنات.
وهنا أحس آسر بالصدمة مما رأى وكأن سكين يغرس في قلبه للمرة الثانية فقد اختفت من أمامه بوسي مره تلو الأخرى وانقطع إمكانية تواصلهم مرة أخرى وهنا ألتفتت بسمة للخلف لترى آسر ولكنها صدمت مما رأته فقد رأت وكأنما وجهه وعينيه أصبحا مرآة تعكس مدا الحزن الذى يملأ قلبه وارتقى ليملأ عينيه، وهنا استشعرت بسمة بالآسي على الحالة التي وصل لها آسر ومدا الحزن الذى وصل إليه وعندها أحست وكأن أحد يعتصر قلبها، ثم نظرت هدى لبسمة ورأت في عيني بسمة ما تشعر به فأمسكت ذراعها وجذبتها لها ليكملا طريقهما.
وفي غرفة بسمة كانت هدى سعيدة لنجاح خطتهما وهى تخبر بسمة قائلة:- أيه رأيك... كل حاجه مشيت زي ما خطتنلها، بس مكنتش أتوقع أن عماد يكون بيعرف يمثل كدا وأنه يكون بيشغل مخه كدا، شكلي لما كنت معه في بطن ماما نقلتله شوية من ذكائي، ولونه تعبني على ما اقنعته أنه يمثل دور خطيب بوسي ومرضيش غير لما عرف أن الاشكيف قد أيه غلس عليكي وكان قليل الزوق أوى معاكي وكمان قد أيه ازاكى.
وكانت بسمة إلى حد ما شارده لا تكاد تستمع لما تقوله هدى من كثرة تفكيرها وأنشغالها بما أحسته من ألم مما ألت إليه حال آسر وكانت نظرت الحزن التي ملئت عينيه لا تفارق عينها.
وهنا هزتها هدى وقالت:- هااااي يا بنتي روحتي فين؟!
فقالت بسمة:- مش عارفة تصدقي يا هدى آسر صعب عليا وكانت هذه أول مرة تنطق فيها بسمة أسم آسر دون أن تسبقه بالاشكيف.
فقالت هدى:- أيه يا بنتي، صعب عليكي وهتقوليله الحقيقة؟
فقالت بسمة:- مش عارفة والله يا هدى، سبيها لظروفها.
وفى المكتب كان آسر جالس على مكتبه شارد الذهن كان جسده هو فقط ما يجلس على المكتب ولكن كان عقله وروحة حبيسة ما حدث بالأمس.
وكانت بسمة كلما رأته على هذه الحالة شعرة بتأنيب ضمير لما فعلته به، وكانت تختلس النظر له من حين إلى آخر فتجده على نفس الحال.
وبعد قليل أتى عم أحمد عامل البوفيه ليخبر بسمة:- أستاذة بسمة، عاوزينك في شؤون العاملين.
فنظرت بسمة لنهال وكأنها تبحث عن من يطمئنها ثم عادت بنظرها إلى عم أحمد وأجابت:- حاضر يا عم أحمد، أنا رايحة أهو.
في مكتب شؤون العاملين طرقت بسمة الباب ثم دلفت إلى الداخل وتوجهت إلى مدير المكتب وقالت:- السلام عليكم، أستاذ مدحت حضرتك طلبتني، أنا بسمة مختار من قسم الحسابات.
فقال مدحت:- آه... اتفضلى عند أستاذة علا علشان تمضي ورق تعينك وتحضري نفسك أنك هتتثبتي هنا معانا.
وهنا شعرت بسمة بالفرحة ولكن كانت هذه الفرحة مشوبة بإحساس خفى، أحساس بأن هذه الفرحة ناقصة تنقصها شيء مهم وهو شعور آسر بالسعادة فقد كانت رؤيتها لآسر حزيناً تسلبها نشوة السعادة بما لم يصل له أحد قط من قبلها.
وعندما توجهت إلى مكتب أستاذة علا قالت لها علا:- شكلك متوصي عليكي جامد والتقرير المكتوب عنك في حاجه مميزة أوى علشان بدل ما يتعملك عقد سنوي يتعملك ورق التثبيت على طول، دا أنا من ساعة ما اشتغلت مشوفتيش حد حصل معه كدا ولا حتى سمعت بدا.
فلم تجبها بسمة إلا بابتسامه لم تفصح عن الكثير وأكتفت بهز رأسها بطريقة أقرب للعشوائية.
وكانت بسمة مصدومة مما سمعت وتساءلت بداخلها:- أيه علاقة تقريري باللي حصل.
وعادت بسمة إلى مكتبها وهي تقلب في رأسها الكلمات التي سمعتها وتحاول أن تجد رابط مشترك بين تعينها بهذه السرعة وبين التقرير.
وأثناء عودتها إلى المكتب وجدت نهال هي الأخرى خارجه من المكتب ومتجها إلى المكتب الاخر لتنهي بعض الاعمال فأسرعت لها بسمة وأوقفتها سائلة:- نهال أنتى أقرب واحدة هنا في المكتب لأستاذ آسر وبحس أنكم أصدقاء هو كان قالك حاجة عن التقرير اللي كتبه عني، يعنى أنتى تعرفي حاجه عن موضوع تعييني هنا وعن تقريري؟
فقالت نهال:- آه، هما كانوا عاوزينك علشان كدا.
فأجابت بسمة:- أيوه... أنتى تعرفي حاجه؟
فقالت نهال وهي تبتسم:- الأول ألف مبروك على التعيين، ثانياً انتى عاوزه تعرفي ليه اتعينتى بسرعة ولا عاوزة تعرفي التقرير اللي كتبه آسر؟
فأجابت بسمة مسرعة:- الاتنين... لو تعرفي أي حاجه قوليلى عليها.
فقالت نهال:- طيب يا ستي بالنسبة للتقرير آسر كتب اللي كان شيفة واللي يرضي ضميره زي ما بيقول أنك ملتزمة في شغلك وفي مواعيد الحضور والانصراف، مجتهدة بتقدرى تنجزي تحت الضغط، يعنى في المجمل تقريرك كان كويس بس مش متأكدة إذا كان آسر ادالك تقدير جيداً جداً ولا امتياز علشان أنت عارفة أن المفروض التقارير دي بتبقى سرية وكان المفروض هيتعملك عقد بعد ما أتقدم التقرير بس...
فقاطعتها بسمة بلهفة:- بس أيه؟
فقالت نهال:- فاكره موضوع المرتبات والبرنامج اللي دخلتيه في شغل المرتبات؟!
فأجابت بسمة:- ايوة، أكيد فاكره مالها؟
فأكملت نهال حديثها:- ساعتها آسر وصل الموضوع للمدير العام وصعد الموضوع وطالب لك بتحفيز وساعتها هو اللي شار على المدير أنه يعينك على طول من غير عقد علشان كدا يعتبر فترة اللي اخديها تحت الاختبار هنا 6 شهور مش 3 بس.
فتساءلت بسمة:- وانتى عرفتي منين؟!
فأجابت نهال:- من السكرتيرة بتاعة المدير العام هي تعتبر صاحبتي وكانت بتسألني عنك علشان الكل هناك أفتكر أنك قريبة آسر علشان اللي عمله وأنه كان مهتم ومتابع الموضوع بتاعك.
وهنا وقعت هذه الكلمات على مسامع بسمة كالصاعقة اهتزت لها جميع كيانها مما جعلها تفقد توازنها وتشعر بدوار.
فأسرعت نهال لكى تسند بسمة وهى تقول:- بسمة... مالك يا بسمة، أيه اللي حصلك؟
فلم تفقد بسمة وعيها بالكامل ولكن من هول ما شعرت به وعندما، تماسكت قليلاً لم تستطع أن تحبس دموعها فغافلتها احدى الدمعات وتقاطرت من عينها.
فقالت نهال:- في أيه يا بسمة طمنينى عليكي؟
فقالت بسمة وهى تطمئن نهال:- أنا كويسه متقلقيش يا نهال هكون كويسه أن شاء الله.
ثم تحاملت بسمة على نفسها حتى دخلت المكتب وجلست على مكتبها وكلما نظرت لآسر ازداد احتقارها لنفسها وهذا ما بدا جليا على وجهها مما جعل ملامحها تبدو وكأنها تخبر كل من يراها بمقدار تعبها وإرهاقها.
حتى لاحظت نهال حالة بسمة فقالت:- بسمة قومي روحي شكلك تعبانة أوى وحالتك عاملة بتسوء اكتر.
وهنا انتبها آسر لما يحدث حوله فقد كان قليلاً ما يفيق من شروده ويعود إلى واقعه وينتبه لما يدور من حوله ثم قال موجها كلامه لبسمة:- قومي يا استاذة بسمة، انتى فعلا شكلك باين عليه أنك تعبانة أوى، ومينفعش حد يشوفك كدا قومي ورحى وانا هظبطلك الدنيا هنا وهكمل باقي الشغل اللي فاضل.
وهنا انصاعت بسمة لكلام آسر وغادرة المكتب ولكن أيضا تركت حبها لنفسها، نعم فقد كانت تشعر بالاحتقار لذاتها والأن اصبحت تكره نفسها، تكره ما فعلته بآسر.
وبعد أن خرجت بسمة من الشركة حاولت أن تتماسك قدر الامكان ثم أتصلت على والدتها قائلة:- ايوة يا ماما، بعد أذنك أنا كنت هعدى على هدى اقعد معاها شويه.
فقالت الام:- مالك يا بسمة صوتك متغير، في حاجة؟
فقالت بسمة:- لا ابداً بس علشان في ناس حواليه.
فقالت الام:- خلاص ماشي، بس متتأخريش وابقي طمنيني عليكي.
فقالت بسمة:- حاضر يللا سلام. واغلقت الهاتف ثم اشارت إلى تاكسي وتوجهت إلى منزل هدى بعد أن كلمتها وتأكدت أنها في البيت.
وفي غرفة هدى لم تستطع بسمة حبس دموعها فانهمرت كالفيضان من عينيها.
وعندما رأتها هدى بهذه الحال فزعت قائلة:- مالك يا بسمة، أيه اللي حصل؟
فقالت بسمة ويكاد لا يفهم حديثها من كثرة البكاء:- آسر... آسر يا هدي.
فقالت هدى بتلهف:- ماله، هو عمل معاكي حاجه تاني؟
وكانت بسمة قد دخلت في بكاء هستيري فلم تستطع الرد.
ثم اعادت هدى كلامها في قلق قائله:- وأيه اللي ممكن يكون عمله يوصلك للحالة دي!
فقالت بسمة:- ياريته ما كان عمل حاجه، أو كان عمل حاجه وحشه كان احسن من اللي اتعمل، للآسف أنا اللي كنت حقوده وشريرة لأبعد الحدود.
فقالت هدى:- ليه دا كله فهميني بس.
فقالت بسمة وهى تمسح بيديها الشلالات المتدفقة من عينيها:- آسر برغم أنه كان مش طايق وجودي في الشركة إلا أنه محولش يأذيني في شغلي وأنا اللي كنت بلعب بيه وبمشاعره، وللآسف استهتاري دا كسره وكسر مشاعره، انتى متتخيليش هو شكله بقى عامل ازاي بعد ما كان مالي المكتب نشاط وحركه دلوقتى بقي زي الراجل العجوز اللي مش قادر يتحرك من كتر امراض الشيخوخة اللي عنده، بقى عامل زي ميكون جسم من غير روح.
فقالت هدى بتعجب:- ليه كل دا معقول دا؟!
فحكت بسمة كل ما حدث لهدى بالتفصيل.
فقالت هدى:- معقول هو في حد كدا!
فقالت بسمة:- شوفتي يعني هو كان بيتعامل معايا باللي يرضي ضميره وكان بيتقي الله في التعامل معايا لأبعد حد، وانا اللي كنت لأيمه معه وشريرة بكلم معني الكلمة.
فقالت هدى:- بس انتى مش كدا وعمرك ما كنتى شريرة أو لأيما مع حد، أيه اللي حصل، ممكن علشان هو بدأ التعامل معاكي بطريقة مش كويسة؟
فقالت بسمة:- أنا مش هكابر واضحك على نفسي هو فعلاً طرقته في الأول كانت جافه وحاده بس برغم كدا عمره ما أذاني بالعكس لما حصلت الغلطة بتاعة حسام هو اللي وقف جامبي وحل المشكلة وكمان عرف الكل أني مش أنا اللي غلط الغلطة دي، بس...
فقالت هدى وهى تمسح بيدها على ظهر بسمة تحاول تهدئتها:- بس أيه... أهدى شوية يا قلبي.
فقالت بسمه:- مش عارفه أنا عملت كدا أزاي أيه يعني لما يكون في حد مش حابب أني أشتغل معه طالما مش بيأذيني، ومش بيتجاوز حدوده معايا مش أخر الدنيا يعني كل واحد حر، بس ليه أنا عملت كدا.
ثم مسحت بسمة دموعها ونظرة لهدى وقالت:- انتى عارفه لو حد تانى اتعامل معايا كدا ممكن مكنتش اهتميت ولا اتأثرت كدا وخد الموضوع عادى، بس مش عارفه ليه كان في حاجه جوايه كانت رفضه دا وخصوصاً من آسر، مكنتش متقبله منه الطريقة الناشفة دي وخصوصاً أنها كانت ليه أنا وبس، مكنتش قدرة استحمل انه ينتقضنى أو يهمش وجودي، كان جوايه حاجه دايماً تقولي أنه مينفعش يتعامل معايا بالطريقة دي أيه هي الحاجه ودى وليه هو بالذات أنا مش عارفه ودا اللي محيرني ومخليني هتجنن... خلاص هتجنن يا هدى.
وهنا ضمتها هدى إلي حضنها في محاوله يائسة لتهدئتها وقد بدا التأثر الشديد على هدى ثم تساءلت:- هتعملى أيه دلوقتى، هتعرفي آسر الحقيقة؟
فقالت بسمة:- لاء... آسر لو عرف أني كنت بضحك عليه مش بعيد يسيب الشغل ويمشي وكدا اكون فعلاً نهيت عليه وعلى مستقبله.... وخصوصاً أن بوسي متستهلش أنه تكون تعرف واحد زي آسر وأنه يدخل حياتها.
فقالت هدى:- طيب هتعملي أيه ؟
فقالت بسمة:- لازم اخليه يقطع الأمل أنه يوصل لبوسي تانى.
فقالت هدي:- أزاي، وهتعملي أيه؟
فحكت بسمة لهدى ما يدور برأسها وما تنوى أن تفعله ثم امسكت بسمة بحقيبتها واخرجت موبايلها.
فقالت هدى:- بتعملى أيه... استني خليها بكره وابقى اعملي اللي انتى عاوزاه.
فقالت بسمة:- لاء مش هقدر أخلي آسر يعيش يوم تانى بالطريقة دي على الاقل لما يفقد الامل يومين ويرجع لحالته الطبيعية تانى.
ثم اخرجت شريحتها الثانية وشغلتها.
فقالت هدي:- طب استني أنا هلبس وهاجي معاكي.
فالت بسمة:- خليكي انتي.
فقالت هدى بحزم:- ودا أزاي بقي، انتى مش شايفه حالتك، أنا استحاله أسيبك تروحي لوحدك رجلي على رجلك.
وفى بيت كان آسر يجلس في البلكونة يفكر فيما حدث وإذ بصوت يأتي من موبايله معلناً عن ورود رساله على برنامج الواتس فأمسك آسر الموبايل في عدم اكتراث وما إن رأى الرسالة ومن الذى ارسلها حتى اعتدل في جلسته وتبدلت ملامح وجهه 180 درجه وارتسمت ابتسامه على وجهه وأخذ ينظر مره اخري لأسم الراسل ليتأكد أنها من بوسي، وكانت تنص علي طلبها لرؤيته في كافيتريا النادي وكان الميعاد بعد ساعة من الآن، فأسرع آسر إلي غرفته ليبدل ملابسه.
وفي الكافيتريا كان آسر يجلس في انتظار بوسي وعندما وصلت بسمة وهدى للكافيتريا ورأت آسر تعمدتا ان يكونا في مكان يمكنهم من رؤيته بوضوح وفي نفس الوقت لا يراهم، فطلبت بسمة من احد الكرسونات أن يوصل ورقه إلى الشخص الجالس هناك وكانت تشير إلى آسر.
وما أن رأى آسر هذه الكلمات التي خطت بالورق حتى تحول وجهه إلى الحزن الشديد وكأن العالم بأسره ضاق حتى أصبح لا يكفيه فقد كان موجود داخل الورقة الخنجر الاخير الذي قتله، وأحس وكان عمره الذى قضاه في حب معشوقته ووفاءه لها ضاع هباءً فللآسف لم تحفظ قطته الصغيرة على وعودهم وعهودهم فلم تنتظر القاء مرة اخرى وفضلت الارتباط بغيره، فقد كانت تحوي هذه الورق رساله مفادها " لو سمحت متحولش توصلي او تتصل بيا أو حتى يكون بيننا أي تواصل، كفاية المشاكل اللي حصلتلي من ساعة ما حاولت توصلي وكفاية أنك كنت هتكون السبب في زعل بيني وبين خطيبي وكنا هنسيب بعض بسببك وياريت متحولش توصلي تانى"
وهنا تمتم آسر بكلمات:- وأنا ميرضنيش أنك تخسري الإنسان اللي اختارتيه يكون شريك حياتك، ثم تنهد وقال ربنا يسعدك وتكوني احسنتي الاختيار.
وهنا هربت احدى الدموع من بين قطبان اجفانه نزلت على قلب بسمة كالجمرة تحرق كل ما يأتي في طريقها ولم تستطع بسمة تحمل الألم فتصاعدت تأوها من فم بسمة لما حل بقلبها، ووضعت يدها تحاول أن تمسك قلبها لتخفف من آلامه.


فأسرعت هدى وسندتها قائلة:- مالك يا بسمة فيكي أيه؟
فقالت بسمة:- خديني من هنا بسرعة مش قدرة استحمل اكتر من كدا وانهمرت دمعات من عيني بسمة.
أما عن هدى فقد كانت حزينة على آسر وعلى ما آلت له حالة صديقتها المقربة التي تعتبرها بمثابة اخت لها.
وفي اليوم التالي في المكتب كان يعم الصمت وكأن اكتئاب آسر بالأمس عدوة انتشرت بالمكان إلا مريم فقد كان لديها القليل من حيوية وانطلاق، وكان مكتب آسر الفارغ يزرع في قلب بسمة الخوف الاضطراب فكانت تتبادل هي ونهال اختلاس النظر لمكتب آسر وكانت عيني بسمة حائرة بين مكتب آسر والباب في انتظار دخوله في أي وقت، برغم ما يبدو على بسمة من أعياء شديد، وكانت عيناه مصبوغة باللون الأحمر وكأن أُفرغ فيها الدماء، حتى انقطع أي أمل بحضوره هذا اليوم.
فقال حسام:- غريبة، أول مره آسر ميجيش الشغل، دا عمره ما اتأخر، وأول ما يعملها يغيب كدا على طول.
فقالت نهال في قلق:- هي فعلاً غريبه، وخصوصاً أن بقاله كام يوم مش على طبيعته.
وهذا ما جعل بسمة تشعر بتأنيب الضمير وأنها هي السبب في غياب آسر هذا، ولكن كان هناك شعور غريب تشعر به، انقباضه غريبه تؤلمها من الأمس ولا تعرف سببها، وكانت تقنع نفسها أن سببها شعورها بتأنيب الضمير.
وقالت مريم:- أنا اللي هجيبلكم الخبر اليقين، أدوني أنتم بس دقيقتين وهيكون عندكم سبب غياب أستاذ آسر المريب.
وخرجت مريم مسرعة.
وبالفعل بعد فتره ليست بالكبيرة عادت مريم ولكنها كانت تحمل وجه غير الذي خرجت به.
فسأله نهال بتلهف:- أيه مالك، أول مرة يبان على وشك الزعل، شكل النهاردة اليوم العالمي للمرة الأولى!
فقال حسام:- شكلها كدا معرفتش توصل لحاجه علشان كدا زعلانه.
فقالت مريم:- أنتو عارفين أستاذ آسر غاب النهاردة ليه؟
فقالت نهال:- ليه يا شارلوك هولمز.
فقالت مريم:- عمل حادثه امبارح ودخل عمليات.
وهنا وقع الخبر على الجميع كالصاعقة فكانت بسمة واقفه فلم تتحمل رجالها ثقل الخبر فخرت جالسه على الكرسي خلفها.
وقالت نهال في لهفه:- أيه.... بتقولي أيه، أزاي دا حصل.
فقالت مريم:- وهو راجع من النادي عمل حادثه.
فأسرعت نهال تسأل:- وانتي عرفتي منين؟
فقالت مريم:- لسه سمعه الخبر دا عند سكرتيرة المدير العام لما أخت الأستاذ آسر كانت بتتصل وبتبلغهم أنه مش هيقدر يجي، وكانت بتعمله إجازة.
وهنا أيقنت بسمة أنها هي السبب في كل ما يحدث لآسر من مصائب، فلم تستطع أن تتمالك نفسها وسقطت مغشي عليها.
فأسرع كل من بالمكتب إلى بسمة ليسعفوها.
وعندما أفاقت بسمة طمأنتهم:- الحمد لله أنا كويسة.
فقالت مريم:- هو أيه الحكاية، أيه اللي حصل لمكتبنا هو التعب بقى عندنا بالجملة ولا أيه.
فسألت نهال:- انتي عامله أيه دلوقتي يا بسمة، حقتك مكنتيش جيتي النهارده، انتي من امبارح وانتي باين عليكي التعب.
فقالت بسمة:- متقلقيش أن شاء الله هكون كويسة.
فقال حسام:- طب أيه، مش من الواجب نروح نزور آسر ونطمن عليه.
فقالت نهال:- أكيد هنروح كلنا بعد الشغل.
وفي المشفى كان يتجمع زملاء آسر وكارما حوله وكانت بسمة مترددة قليلاً قبل أن تتدخل غرفة آسر مما تشعره به من تأنيب ضمير فكانت تفكر كيف لها أن تواجهه وتنظر له وكيف تقدر علي رؤيته هكذا وهي السبب فيما حدث له اينطبق عليها مقولة "تقتل القتيل وتمشي في جنازته" فكانت تفكر:- ازاي هستحمل اشوفه وهو كدا وبأي وش ازوره، يا ترا هيكون عندي الشجاعة أني أشوفه وميبنش عليا حاجه ولكن كل ذلك لم يثنيها عن الدخول ورؤية آسر والاطمئنان عليه وعندما دخلت بسمة غرفة آسر لم تستطع أن تنظر إلى آسر ورؤيته ممدد على السرير في هذه الحال على عكس ما أحست به عندما رأت كارما وللوهلة الأولى أحست بشعور غريب لم تعرف له تفسير كانت ملامحها مألوفة لدرجه كبيره وكأنها تعرف كارما من قبل وكأنما تعاملا معاً وبينهما عشره أو على الأقل تقابلا ولو لمرة واحده من قبل وكان هذا الشعور متبادل فكانت كارما هي الاخرى تشعر بنفس الشعور والانجذاب وألفة تجاه بسمة.
فقالت مريم:- ألف سلام عليك وتقوم بالسلام عن قريب.
فقال آسر:- تسلمي يا مريم.
فقالت نهال:- شد حيلك كدا يحسن المكتب مضلم وملوش طعم من غيرك.
فقال آسر:- شكراً يا نهال، المكتب منور بيكم دايماً وبعدين مش كفايه شد أنا خايف من كتر الشد يتقطع.
فضحك الجميع ثم اتبع آسر حديثه:- مكانلوش لزمه تعبكم دا وأنكم تيجوا لغاية هنا. وكان ينظر إلي بسمة.
وهنا استشعرت بسمة بالندم والخجل مما صنعته فأطرقة رأسها إلى الاسفل قليلاً.
فقالت نهال:- أزاي بقى متقولش كدا، أنت ناسي أننا كلنا أسره واحدة.
ثم قال حسام:- وأيه اللي حصل، وأمتى هترجع تنور مكتبك تانى؟
فقال آسر:- يعني تقريباً شهرين كدا، أهو تترحموا من زنى ودوشتي شهرين.
فقال حسام:- بس أنت لسه مقولتش أزاى دا حصل.
فقال آسر:- كان عندي مشوار في النادي وأنا راجع كنت مضايق شويه وشكلي سرحت حبتين ومحستش غير وقدامي واحد كان بيعدي الشارع فحاولت افاديه وشكلي مقدرتش التحكم في العربية والحمد لله حصل اللي حصل كسر في ضلعين وكتف مفكوك بس الحمد لله ربطوه كويس وعملوله فيونكه كمان.
ثم ضحك ولكن بدا عليه الألم فكان يتألم آسر وتتوجع له بسمة.
وهنا كانت بسمة تحدث نفسها:- أزاي أنا عملت فيه كدا، وأزاي أنا كنت مستغلساه، أكيد كان في فدماغي حاجه متركبة غلط.
فقال آسر:- أيه يا كوكي مش نوية تقدمي حاجه للجماعة ولا أيه ؟
فقالت كارما:- لاء أزاي ثواني أحنا نقدر نتأخر عن آسر وضيوفه. وبالفعل قامت كارما وقدمت لهم الضيافه.
ثم قالت كارما:- يللا يا أستاذ آسر علشان دا ميعاد الدوا بتاعك.
وتوجهت إلى كومودينو كان موجود بجوار سرير آسر وبين الكرسي الذي كانت تجلس عليه بسمة وكان موضوع عليه ادوية آسر وكان بجوار الادوية بوكس هداية وعندما أمسكت كارما بالأدوية خبطت عن غير عمد بوكس الهداية فسقطت واستقر بين قدمي بسمة وفتح وظهر ما به وكان يحوي دبدوب السعادة فانحنت بسمة انحناءه خفيفة والتقطت الدبدوب ونظرت له وكأنه نقلها إلي زمن أخر حاولت فيه أن تربط بعض الاحداث ببعض.
فتوجهت كارما لبسمة وقالت وهى تأخذ الدبدوب:- تعالى يا سبب كل اللي احنا فيه.
فقال آسر:- كارما...
فقالت كارما:- غلطت في حاجه ولا بتبلا عليه مثلاً، مش من ساعة ما ظهر تانى والمشاكل نزله ورا بعضها.
فقالت بسمة:- اشمعنا الدبدوب دا؟
فقالت كارما:- اصل هو اللي كان شاهد علي الحادثة وكان مع آسر في العربية، دا غير أن آسر له قصة قديمة مع واحد شبه بالظبط.
فقال آسر وقد ملأ صوته الجدية:- كارما من فضلك مش كفايه كدا، مش عاوز أسمع كلام من النوع دا تانى، وياريت تشليه لغايت لما ارجع البيت.
وهنا تأكدت كل ظنون وشكوك بسمة وأحست وكأن احد ضربها على رأسها افقدها ادراكها لما حولها وكانت تحاول استيعاب ما حدث فكانت شاردة الذهن ولمع في عينيها قطرات من الدمع، ولكنها استطاعت ان تحافظ عليهم في محبسهم بعينها.
وهنا قالت مريم:- أيه يا جماعه مش كفاية كدا ونسيب آسر علشان يرتاح شويه.
فأبدا الجميع الموافقة عندما وقفو ما عدا بسمة التي كان ذهنها في مكان أخر.
وعندما رأتها نهال على هذا الحال قالت:- أيه يا بسمة مش هتنزلي معانا ولا أيه.

**قراءة ممتعة**


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-01-20, 06:34 PM   #43

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع
====================

وعندما وصلت بسمة للبيت توجهت مباشرةً إلى غرفتها ووقفت أمام الدولاب وأخرجت منه صندوق وأخذته وجلست على سريرها ووضعته أمامها وأخرجت منه صونؤر ونظرت له ثم احتضنته بقوة وكأنها أرادت أن تمزجه بها وبدأت في البُكاء حتى دخلت في بكاء هستيري مما جعل أمها تأتى على صوت بكاءها.
وعندما رأتها على هذه الحال فزعت وجلست بجوارها:- مالك يا بسمة في أيه، أيه اللي حصل؟
وهنا القت بسمة بنفسها في أحضان أمها وأخذت تبكى وكأنها لم تبكى قط في حياتها.
فقالت الأم:- في أيه يا بنتى طمنيني عليكي، في أيه؟
فقالت بسمة:- ماما ممكن تيجي معايا مشوار مهم؟
فقالت الأم:- أكيد يا قلبي أنا معاكي في أي حته أنتى عاوزه تروحيها، بس قوليلي فيه أيه وعاوزه تروحي فين؟
فرفعت بسمة رأسها وقالت وهي تمسح الدموع المنهمرة من عينيها:- إلبسي دلوقتى وفي الطريق هحكيلك يا ماما على كل حاجه، بس أجهزي أنت بسرعة.
وبالفعل عادت بسمة إلي المشفى عند آسر ولكن هذه المرة كانت بصحبة والدتها بعد أن أخبرتها بكل ما حدث معها.
وعندما طرقت بسمة باب غرفة آسر ودخلت تعجب آسر وكارما من عودتها في نفس اليوم وتداركت كارما الموقف قائله:- اتفضلي يا بسمة، (ثم وجهت كلامها لوالدة بسمة) اتفضلي يا طنط.
فدلفتا وجلستا بجوار آسر وبدأت بسمة بالكلام:- أنت بقالك فتره عاوز توصل لبوسي لكن دا محصلش.
فقال آسر:- لو سمحتى الموضوع دا خلاص خلص وبلاش نتكلم فيه تاني، وربنا يوفقها مع الإنسان اللي هي اختارته.
فقالت بسمة:- بس بوسي مش مخطوبة.
فنظر آسر لكارما ثم عاد بنظره إلى بسمة وقال في اهتمام:- أزاى دا أنا اللي اعرفه.....
فقاطعته بسمة:- أنت متعرفش حاجه، وهنا لم تستطع حبس دموعها أكثر من ذلك فانهمرتا كنهر جارف وهى تقول:- للأسف هي كانت طول الوقت قدامك بس مكنتش تستاهل أنك تكون في حياتها.
فقال آسر:- قصدك أيه.
فقالت بسمة:- قصدي أن بوسي هي بسمة.
فقال آسر:- أزاي دا، بس بوسي كان عينيها....
فقاطعته بسمة وهى تنزع من عينها العدسات اللاصقة:- قصدك أنها اللون دا وكانت عيناها كما اعتاد عليها بلونها المميز، ثم أكملت:- من فتره كان لون عينيه عاملي مشاكل وكان دايماً بيلفت الانتباه، ففضلت أني أستخدم لانسز بلون مش مميز أوى، علشان كنت عاوزه اللي يشوف لونهم الطبيعي ويلفته انتباهه شخص واحد هو... ولما تستطع بسمة النطق بهوية هذا الشخص فصمتت.
وكانت كارما مصدومة مما تسمع فقد كانت تشعر بشيء غريب تجاه بسمة من أول ما رأتها ولكنها لم تتخيل قط أنها هي صديقة الطفولة، أما آسر فكان يحاول أن يستوعب ما يقال له، ويحاول أن يسيطر على التخبطات المتلاحقة والامواج العاتية من المشاعر المختلفة والمتناقضة فقد كان يتأرجح بين شعوره بالفرحة لأنه وجد محبوبة الطفولة، وبين غيظه مما فعلته بسمة وتلاعبها به، وبين سعادته بأن محبوبته كانت لا تزال على عهدهم القديم، وتاره بين غضبه من نفسه أنه لم يتعرف على حقيقتها من قبل، وبين فخره من أن حبيبته تستطيع الدفاع عن نفسها وايقاف كل شخص عند حد لا يتجاوزه إلا برغبتها.
فقال آسر بجديه:- أنتى عملتي كدا ليه، ومين اللي ادالك الحق في كل اللي عملتيه، انتي متخيله أن الناس لعبه معاكي تلعبي بيها في أي وقت وتيجي تقولي آسفه، وكدا يبقى خلاص، والمفروض عليا دلوقتي أني اسمحك واقولك حصل خير.
فقالت بسمة:- لاء مش دا قصدي، وأنا عمري ما هقدر أسامح نفسي.
فقال آسر:- لا يا استاذة دا مش كفاية، لازم يكون في عقاب لكل غلط عقاب ومش هتقدري تهربي من عقابي دا مهما حصل ودا حقي.
فأطرقت بسمة رأسها وسقطت بعض القطرات على يد بسمة من عينها وقالت:- أي عقاب مهما كان قاسي فأنا عارفه أني استهله.
فقال آسر:- كويس أنك معترفة بدا، وانا مش من النوع اللي بيسيب تاره وأنتي عارفه كدا كويس.
فقالت بسمه وهى لا تزال تنظر للأسفل ولا تستطيع مواجه عيني آسر وبعد أن تنهدت:- أيوه عارفه كويس.
فقال آسر:- وانا شايف أن انسب عقاب ليكي اني اتجوزك.
وهنا رفعت بسمة رأسها ونظرت لعيني آسر مباشرةً وهي تكاد أن تطير من الفرحة بعد أن كاد قلبها أن يقف حزناً مما يقوله آسر، ثم نظرت إلي والدتها التي كانت مشاعرها تتباين بين الصدمة والفرحة لطلب آسر.
ثم نظر آسر إلي والدة بسمة وقال:- بعد أذنك يا طنط، أنا كنت عاوز اتقدم لبسمة، وأكيد بعد ما هطلع من هنا هيكون ليه زياره لحضرتك في البيت وأطلبها بشكل رسمي.
فنظرت بسمة وكارما إلي أمها وكأنهما تطلبان منها أن توافق على طلب آسر.
فقالت الام بعد أن تنقلت بنظرها بين بسمة وكارما:- وأنا موافقة، أهو على الأقل تخلص تارك وتارنا كلنا.
وضحك الجميع وكان الضحك الكثير يألم آسر بسبب كتفه والكسور ولكن فرحته بالارتباط ببسمة أنساه أي ألم شعر به أو أي شيء حدث له.
وفي اليوم التالي في المكتب كان حسام أول من وصل المكتب وأخذ يطوف حول مكتب آسر ويتلمسه ثم جلسه على كرسي آسر وهو يفكر:- يااااه.... بقالي قد أيه بحاول أوصل للكرسي دا وأخيراً دا حصل، بجد لو أطول أشكر اللي نرفزك يا آسر وخلاك تعمل الحادثة بجد مكنتش هتأخر ولوني كنت أتمنى أن الكرسي دا يكون ليه على طول مش بس الشهرين دول، بس مش مشكلة، اكيد هتسرف.
ولم ينتبه لدخول مريم المكتب التي تعجبت من جلوس حسام على مكتب آسر ولكنها لم تغير ساكناً وجلست على مكتبها.
وبعد قليل أتت نهال وبصحبتها بسمة وما إن رأيا حسام وتبدلت ملامحهما بعد أن كانا يضحكان تحولت ملامحهم إلى الاستياء وخاصة بسمة فقالت:- أستاذ حسام أنت بتعمل أيه؟
فقال حسام:- هو أيه اللي بعمل أيه، بشتغل طبعاً.
فقالت بسمة:- والشغل دا ميكونش غير على مكتب آسر؟
فقال حسام:- قصدك أيه؟
فقالت بسمة:- اللي أقصده هو اللي وصلك بالظبط.
فقال حسام:- ليه هو مش أنا النائب بداعه واللي بقوم بمكانه وبشتغل شغله.
فقالت بسمة:- أديك أنت اللي قولت مكانه يعني مش مكانك أنت، ولو على الشغل ممكن تعمله من على مكتبك يعني مش لازم أبداً تقعد على مكتب آسر يعني علشان تخلص الشغل.
فقال حسام وهو يتلجلج:- يعني أنتو شايفين كدا؟
فقالت بسمة:- ليه أنت شايف غير كدا؟
وقام حسام من مكتب آسر وتوجه إلى مكتب وكانت نهال ومريم ينظران إلى بسمة ويبتسمان.
ثم قالت مريم:- مش عارفه يا بسمة حاسة أن فيكي حاجه متغيره، أيه هي مش عارفه.
فضحكت نهال وقالت:- ركزي كدا شوية، وخليكي في مستوى النظر.
فقالت مريم:- أيه مش عارفه؟
فقال حسام:- عينيها.
فنظرت نهال وبسمة إلى حسام بتعجب.
فقالت مريم:- أيوه صح، أنتي مركبه لانسز، هي شكلها مميز وغريب بس شكلها حلو أوى عليكي.
فقالت نهال:- لا وأنتي الصدقة هي ألعت الانسز.
فقال حسام:- في حد يكون عنده العيون دى ويخبيها بالانسز!
فقالت بسمة بحده:- نعم.
فقالت مريم:- لا بجد أيه الحكاية؟
فقالت بسمة:- أبداً كانت في شوية مشاكل في عيني علشان كدا كنت بالبس اللانسز والحمد لله دلوقتى راحت.
وفي المشفى كانت بسمة وكارما يتبادلان الاعتناء بآسر وفي يوم كان آسر وبسمة يتذكران ما حدث معهم فقالت بسمة:- اللي نفسي أفهمه أنت ليه كنت بتعاملني بالطريقة الرهيبة دي، دا أنا فكرت أسيب الشغل بسببك أنت، من كتر ما كنت قالب وشك فيه.
فضحك آسر وقال:- يعني عرفت اطفشك؟
فقالت بسمة:- دا مين دا أنت بتحلم، أنا قعده على قلبك مش هسيبك.
فقال آسر:- لا وأنتى الصدقة، أنتي قعده جوه قلبي ومتربعة كمان.
فحمر وجه بسمة خجلاً وقالت لتغير الموضوع:- بجد، كنت بتعاملني كدا ليه وجالك قلب تعمل فيه كل دا؟
فقال آسر:- علشان كنت خايف منك.
فسألت بسمة في تعجب:- خايف من أنا! أزاي؟
فقال آسر:- كنت خايف على بوسي من بسمة؟
فقالت بسمة:- لاء معلش علشان أنا ساعات عقلي بيقى على قده، فهمني واحده واحده.
فقال آسر:- لأني كنت متأكد أن بسمة هي الوحيدة اللي تقدر تاخدنى من بوسي، وتنسيني وعدي ليها، وتخطف قلبي وتخليني احبها.
وكانت بسمة تسمع كلام آسر وهي تطير من الفرح والسعادة مما تسمع، فقد استطاعت أن تسرق قلب آسر في طفولتها، واستطاعت بشخصيتها وأسلوبها أن تستحوذ على حبه في الكبر.
ثم قالت:- وأيه بقي حكاية آسر دي كمان، أنا اللي أعرفه أنك أسمك ياسر.
فقال آسر:- أسمي الحقيقي آسر بس أنتى مكنتيش بتعرفي تنطقيه صح وكان أسهل عليكي اسم ياسر، ومن ناحية تانيه كنت حابب أن يكون ليه أسم أنتي الوحيدة اللي تناديني بيه، لكن أنتى بقي أيه حكاية بسمة وبوسي؟
فقالت بسمة:- بص يا سيدى، لما ماما كانت حامل فيه كان في قطه عندها وفي يوم كانت بتلعب معاها حاجه شدتها لعيون القطة وكانت بتبص في عينيها جامد فطلعت عيوني زي عيون القطة علشان كدا كانوا دايماً بيقولولي بوسي.
فقال آسر:- امممممم، يعني طنط اتوحمت فيكي على عيون القطط (وضحك آسر) ودا ايه الوحم الغريب دا؟
فقالت بسمة:- بقى كدا، طيييب أنا هقولها أنك بتتريق على وحمها وبقى شوف هتعمل فيك أيه. وضحك الاثنان.
ثم قالت بسمة:- هو بصحيح أيه اللي جابكم هنا وسبتم هناك ليه؟
فأجاب آسر:- أبداً، بابا الله يرحمه كانت جتله وظيفة في الشركة اللي بنشتغل فيها وكان طبيعي أننا نتنقل معه بس للآسف كان النقل قبل ميعاد نزولكم فمقدرتش أعرفك أننا هننقل من البلد ونيجي هنا ولما كنت في تانية كليه بابا أتوفي ودخلت الشركة مكانه، أبناء عاملين واشتغلت في المحاسبة تحت التمرين يعني لغاية ما خلصت الكلية وعدلت وضعي، وبعد وفاة بابا بسنه تقريبا ماما حصلته وبقيت أنا وكارما ملناش غير بعض.
فقالت بسمة:- ربنا يرحمهم، ويخليك أنت وكارما لبعض وتفرح بيها قريب.
ثم أمسكت بسمة هاتف آسر وقالت:- أمسك بقي وافتحلى الموبايل.
فقال آسر:- ااااه من أولها هنعمل فرش متاع على الموبايل.
وهنا سألت بسمة بتعجب:- فرش متاع! يعني أيه؟
فأجاب آسر:- دا بيبقى تفتيش مفاجئ في الجيش وبيكون على كل حاجه.
فقالت بسمة:- اهااااا، لاء المرة دي أنا وثقة فيك، أنا هسجلك نمرتي اللي بستخدمها على طول، بس دا ميمنعش أنا في أي وقت هتلاقيني بعمل فرش متاع فخد بالك كويس واعمل حسابك من دلوقتى.
فقال آسر:- ماشي يا ستي بس سجلي الرقم باسم "بسمت عمري" وفى حاجه كمان نمرتك أياها مش عاوزها تكون مع حد تانى أبداً، دي ليه أنا وبس.
وهنا ابتسمت بسمة وأحست أنها تحلق بين السحاب مما سمعته من وصف آسر لها ومن غيرته عليها وتذكرت وجه آسر وغيرته عندما كان حسام يحاول أن يغازلها، فقليل من الغيرة لا بأس به في الحب، فلطالما كانت الغيرة اعلان عن الحب وقليل منه يجعل للحب طعم لذيذ ويكسبه مزاق مميز.
وكانت غرفة آسر لا تخلو من الزوار ما بين خطيب كارما وأهله وما بين اصدقاءه وكارما والأهم هي بسمة ووالدتها وكان كل يوم يمر يزيد الارتباط بين آسر وبسمة ويؤكد أن ما بينهم هو حب حقيقي، نعم حب حقيقي فأصدق الحب هو الذى يأتي بعد خلاف لأن في هذا الوقت لا يحاول أحد الطرفين أن يتصنع الكمال أو أن يخفي عيوبه عن الاخر فلن يصدم أحدهما بما لا يستطيع تحمله من صفات بعد ذلك، أما عن حسام فكان طوال هذه الفترة يحاول أن يلفت أنتباه بسمة له وأن يفوز بها ولكن كانت بسمة تصده ودائماً ما ترفض تقربه منها وتصد محاولاته وتلميحاته لطلب الزواج منها.
وفي المكتب كان آسر يجلس على مكتبه بعد مرور فترة علاجه وكان حسام هو الشخص التالي وصولاً إلى المكتب بعد آسر وعندما دخل المكتب ورأى آسر جالس على مكتبه بدا عليه الصدمة وكأنه كان يتمنى عدم عودة آسر مرة اخرى فحاول أن يخفي ما يفكر فيه بإسراعه في قول:- حمد لله على سلامتك، المكتب نور، بس مش كنت خليتك كام يوم كمان ترتاح فيهم؟
فقال آسر وهو يبتسم:- كفاية كدا، الواحد وحشه الشغل واللي في الشغل.
فقال حسام:- وأنت كمان وحشتنا، بس الأهم عندنا هي راحتك وسلامتك.
فقال آسر:- أنا بقيت كويس وتمام، ورحتي في أنى ارجع المكتب واشتغل.
وهنا دخلت المكتب مريم وعندما رأت آسر قالت:- حمد لله على سلامتك، أيوه كدا خلى المكتب ينور ويرجع تاني زي الأول.
فقال آسر:- شكراً يا مريم، المكتب منور باللي فيه.
وما هي إلا لحظات حتى دخلت نهال وتبعتها بسمة وعندما رأيا آسر امتلأ وجههما بابتسامه تنم عن مدا فرحتهم بعودته.
فقالت نهال:- آسر... أيه المفاجأة دي، حمد لله على سلامتك، المفروض النهاردة نوزع شربات حلاوة رجوعك بالسلامة.
فأسرع حسام قائلاً:- وأنا اللي هجيب الحاجه الحلوة وهوزعها بنفسي.
فقال آسر:- هو لو على الشربات والحاجه الحلوة هي المفروض عليه بس مش هتكون بمنسبة رجوعي بس.
فقال حسام:- أيه في مناسبة تانى واحنا منعرفش؟
فقال آسر:- هو في، أنا وبسمة اتفقنا على الجواز وخطبتنا بعد يومين.
وهنا وقعت الكلمات على حسام ونهال كل صاعقة وتلاشت الابتسامة من على وجه نهال وعم الصمت للحظات أنهاه صوت مريم وهى تقول:- ألف مبروك، بس متنسوش تعزمونا.
فقال آسر وبسمة:- أكيد أن شاء الله.
وحاولت نهال أن ترسم ابتسامه على شفتيها ولكن كانت هذه الابتسامة زابله عندما قالت:- ألف مبروك ربنا يتمملكم على خير، أنتم فعلاً تستهلوا كل خير.
أما عن حسام فاستطاعة أن يخفي مشاعره جيداً ويتلون كالحرباء، فقد أجاد تغيير مواقفه وتبديلها كتغيير الحرباء للونها بما يوصله لغايته ويحقق له مصالحه فقال:- ألف مبروك، بجد فرحناكم أوى، فعلاً أنتم أكتر أتنين منسبين لبعض.
وفي بيت حسام كان في غرفته ثائراً وفي نوبة عصابيه شديدة فقد كان بداخله يغلي كالبركان وأخذ يحطم المرآه الموجودة بغرفته ويلقي بالكتب من على مكتبه في غضب شديد وهو يقول:- طب أزاي وأمتى، أمتى أتفقوا مع بعض علشان يتفقوا على الجواز دلوقتى دا من ساعة ما أشتغلت بسمة معانا وهما عاملين زي القط والفار ومش طيقين بعض ولا دا كان قدمنا أحنا بس ومن ورانا حبايب ولا هو القط ميحبش غير خناقه، ااااه أنا حاسس أن راسي هتنفجر مش قادر، أنت تانى يا آسر اخد مني كل حاجه المنصب والمكانة ودلوقتى عاوز تاخد الجمال، أنت أيه عاوز تكوش على كل حاجه كدا، بس دا مش ممكن يحصل وأنا موجود والأيام بيننا وهتشوف مين اللي هياخد كل حاجه المنصب والمكانه والمال وحتى بسمة ومين فينا اللي هيضحك في الاخر.
وفي بيت آسر كان وليد يعطي مفتاح لآسر وهو يقول:- أتفضل يا عم أدى مفاتيح عربيتك، اتصلحت ورجعت تمام ولا كأنه جديده، وقفت على دماغ الصنيعيه لغاية ما صلحوها ورجعوها زي الاول واحسن كمان.
فقال آسر:- شكراً يا وليد مش عارف اقولك أيه، دا كفاية تعبك معايا في موضوع الحادثة، وأنك أخد العربية وصلحتها، بجد مش عارف أشكرك ازاى.
فقال وليد:- لو عاوز تشكرني بجد جوزني أختك بسرعة.
وهنا قالت كارما:- أنت على طول متسربع كدا يابني أتقل شوية، البت وأهلها يقولو عنك أيه مش كدا اؤمال.
وضحك الجميع ثم قال وليد:- ولونى كنت عاوزك تبيع العربية دى وتجيب واحده غيرها.
فقال آسر:- ليه يعني علشان الحادثة، يا سيدى "قل لن يصيبونا إلا ما كتب الله لنا" وبعدين لولا الحادثة مكنتش هعرف أن بسمة هي بوسي وكنت عمري ما هوصلها.
فقالت كارما:- أيوه قول كدا بقي، ماشي يا سي آسر أنت وست بسمة بتاعتك دي.
وبالفعل تمت خطوبة آسر وبسمة كما حدث في خطبة كارما كانت تحوى أهل بسمة وأهل وليد وبعض من الاصدقاء المقربون من بسمة وآسر وكانت الفرحة عارمه تعم المكان.
ومرت الأيام زاد فيها ارتباط بسمة وكارما فأصبحا أختين لا يفترقا وكانتا دائماً ما يخرجان سوياً ليشتريا ما يلزمهما من اغراض ومتطلبات الزواج.
وفي يوم عادت بسمة إلى البيت ووجدت والدتها تحضر شنطة صغيره وتضع فيها غيارين لها فقالت بسمة:- ايه دا يا ماما في أيه؟
فأجابت الأم:- خالتك أتصلت وقالت أنها تعبانة شوية، ولازم أروح أشوفها وأن شاء الله مش هتأخر يوم ولا أتنين بالكتير وهرجع.
فقالت بسمة في حزن:- ألف سلامه عليها، استني أنا هاجي معاكي علشان اطمن عليها.
فقالت الأم:- لا خليكي هي بتقول أنها بقت كويسة، بس أنا قلبي مش جيبني أني مروحش واطمن عليها وزي ما قولتلك أن شاء الله مش هتأخر عندها.
فقالت بسمة:- خلاص ماشي يا ماما بس ابقي طمنيني أول ما توصلي، وأنا هكلم آسر وأقوله بلاش يجي النهاردة.
فقالت الام:- ماشي يا قلبي سلام.
وأمسكت بسمة الموبايل واتصلت بآسر:- السلام عليكم.
فقال آسر:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أيه دا كروان بيكلمني في التليفون، قلبي يا ناس.
فقالت بسمة:- بس للآسف في أخبار مش قد كدا.
فقال آسر باهتمام:- خير في أيه قلقتيني؟
فقالت بسمة:- متتخطش، هو بس مش هينفع تيجي النهاردة زي ما أتفقنا علشان ماما مسافره عند خالتو علشان تعبانة شوية وحبه تطمن عليها وهكون في البيت لوحدي.
فقال آسر:- طب أقفلى، وأنا جي دلوقتى.
فقالت بسمة:- أستنه تيجي فين؟!
لكن لم يجبها أحد فقد كان آسر أنهى الاتصال، وبعد قليل سمعت بسمة صوت جرس الباب فقامت وهى تنوى إذا كان آسر هو من يطرق الباب فلن تفتح وتحاول جعله يذهب وعندما وصلت للباب نظرت من العين السحرية فوجدت كارما واقفه وحدها أمام الباب، ففتحت بسمة الباب ودخلت كارما وهى تقول:- أيه يا بنتي مكنتيش نويه تفتحي ولا أيه؟
فقالت بسمة:- أنتي بتقولي فيها أنا فعلاً كنت نويه لو لقيت آسر مكنتش هفتح البال.
فقالت كارما:- لا متخفيش آسر مش من النوعية دي، وبيحب يمشي بالأصول والشرع ومتنسيش أننا في الاول والاخر مسلمين وشرقيين كمان يعني مينفعش بكل الاحوال أنه يجيلك وهو عارف أنك لوحدك ومامتك مش موجوده.
فقالت بسمة:- طيب ما أنا عارفه هو أنا حبيته من شوية.
وبعد قليل كانت بسمة في المطبخ تبحث في الثلاجة على ما تحضره للأكل ثم أتت كارما بعد أن بدلت كارما ملابسها وارتدت بيجامة من عند بسمة وهى تقول:- بتعملي أيه في حاجه أسعدك فيها؟
فقالت بسمة:- بشوف أحضر حاجه ناكلها يحسن طنطك رحاب شكلها أول ما سمعت بتعب أختها نسيت الدنيا وما فيها.
وقاطع حديثهما صوت موبايل بسمة وكان المتصل "آسر عقلي وحياتي" كما سمته على الموبايل فردت بسمة:- ايوه يا آسورتى.
فقال آسر:- آسورتك.
فقالت بسمة:- أيوه آسورتى أنا وبس، أنت خلاص بقيت ملكيه خاصة ومفيش حد يقدر ياخدك مني.
فقال آسر:- وأنا موافق، مين اللي مستغنى عن عمره اللي يفكر يدخل في منافسه معاكي.
فابتسمت بسمة وقالت:- كويس أنك عارف، وبعدين ليه تعبت كارما، أنا متعودة أنى ابات لوحدي.
فقال آسر:- دا كان زمان قبل ما تبقي بتاعتي، إنما دلوقتى أنا عمري ما هرتاح وأطمن وأنتى لوحدك في البيت، وأهو تونسو بعض لغاية ما ماما ترجع بالسلامه إن شاء الله، وبعد كدا متقعوديش تأوحي فيه كتير كدا.
فقالت بسمة:- حاضر يا افندم.
فقال آسر:- عموماً روحي أفتحي الباب.
فقالت بسمة:- ليه؟
فأجاب آسر:- أنتي روحي أفتحي الباب هتلاقي حاجه مستنياكي عند الباب.
وأغلق آسر التليفون، وتوجهت بسمة إلى الباب وفتحته فوجدت بوكس هداية كبير أمام الباب فأمسكته ودخلت به ونادت على كارما قائله:- كوكي تعالى شوفي كدا.
فأتت كارما مسرعة وهى تأكل في جزرة في يدها فقالت:- أيه دا، آسر بعتلك هدية، أيوه يا عم الله يسهله.
وكادت بسمة أن تفتح الهدية حتى استوقفتها كارما قائله:-
أستني اللحظة دي لازم تتصور علشان تكون ذكرى للأبد.
وأمسكت كارما موبايلها وشغلت كاميرا الفيديو فقد كانت كارما مهوسة بالتصوير وتسجيل اللحظات المميزة.
فقالت كارما:-١ ٢ ٣ أفتحى.
فقالت بسمة:- يللا تعالى نشوف أخوكي جايب أيه.
وفتحت بسمة البوكس فوجدت بوكس أخر أصغر قليلاً فنظرت إلي كارما وأخرجته ووضعته بجوار الأول، وفتحت غطاء الثاني فوجدت بوكس أصغر فقالت بسمة:- لاااا شكل أخوكي باعت هدية بوكسات والهداية هيخليها مرة تانية.
فقالت كارما:- مش بعيد يعملها، أنتى لسه شوفتى منه حاجه دا بيعمل كل مقلب ومقلب.
وأخرجت بسمة الصندوق الثالث وفتحته وقالت:- الحمد لله وصلنا شكله كدا كان أخر صندوق بس أيه قصاقيص ورق الكوريشه دى كلها؟! وهى تخرجها من الصندوق.
فقالت كارما:- شكلها حاجه ممكن تتكسر.
ولكن صدمتا عندما أخرجت بسمة كيس لأحد المطاعم يحتوي على سندويتشات من داخل صندوق الهداية، وهنا كادت ملامح بسمة أن تتجمد من المفاجأه ثم دخلت هي وكارما في نوبة ضحك هستيرى حتى قطع ضحكهم أتصال آسر للمرة الثانية، فردت بسمة وهى لا تزال تضحك ولا تستطيع السيطرة على نفسها:- أيه دا علبه جوا علبه جوا علبه علشان في الاخر تطلع سندوتشات!
فقال آسر:- أنتى متعرفيش أهمية الأكل عند كارما أيه، دي ممكن تقوم بالليل تاكلك وترجع تنام تانى، وقولت أكيد ماما مشيت قبل ما تلحق تعمل الأكل، وغير كدا أنا كان نفسي في السندوتشات دي وبصراحه مهنش عليا أكل منها من غير ما تاكلي منها انتى وكوكى.
فقالت بسمة:- خلاص سماح المرة دي.
وفي الصباح نزلت كارما وبسمة معاً لتذهب كلاً منهما إلى عملها حتى قالت كارما:- أيه دا مش دى عربية آسر؟
فقالت بسمة:- أه مظبوط هى عربيته.
وتوجهتا نحوه وعندما رآهما آسر خرج من العربية ووقفه يستند على بابها المجاور له وهو مفتوح وهو يحرك رقبته يمين ويسار في محاوله منه في فك تشنجات رقبته.
فقالت كارما:- أنت لحقت جيت من البيت أمتى؟
فقالت بسمة:- لا وأنتى الصدقة من شكل لوحة رقبته بتقول أنه كان بايت في العربية.
فقال آسر:- أنتي بتقولي فيها، أنا فعلاً كنت بايت هنا وشكل عيني غفلت بعد ما رجعت من صلاة الفجر في الجامع اللي هناك دا.
فقالت كارما:- وأيه اللي خلاك تعمل كدا؟
فقال آسر:- أومال أنتى كنتي عاوزانى أعمل أيه، ما انا مش هقدر أسيب أتنين بنات يباتو لوحدهم في الشقة ومكنش ينفع طبعاً أنى اطلعلكم فوق فكان انسب حاجه أنى استني تحت البيت، وكمان علشان عارف أن مدرستك يا ست كارما هتكون بعيده عليكي من هنا، يللا اركبو علشان نلحق نوصل كوكي ونرجع علي شغلنا.
وركبت بسمة بجوار آسر وكارما جلست في وسط الكنبه الخلفية.
وعندما وصلت كارما أمام المدرسة ونزلت، انحنت انحناءه خفيفة واستندت على نافذة بسمة وقالت:- شكراً على التوصيلة يللا سلام.
فقال آسر:- هنعدى عليكي نخدك بعد المدرسة علشان محضرلكم مشوار هنروحه.
فقالت كارما:- خلاص ماشي بس ربنا يستر من مشاويرك.
وبعد انتهاء يوم العمل مر آسر وبسمة على كارما ليصحباها معهم وفي السيارة سألت كارما:- هااا، هتودينا فين دلوقتى؟
فقال آسر:- اصبري على رزقك، أنتى على طول مستعجله كدا.
ثم وقف آسر بالسيارة في جراچات احدي المولات وقال:- بما أن طنط مش موجوده فأكيد مفيش حد حضرلكم أكل وأنا كمان نفس الحكاية فأسلم حل أننا نتغدا بره ونتفسح شوية وبعد كدا نروح، أيه في حد عنده اعتراض؟
فقالت كارما:- أنا عن نفسي موفقه جداً، حد يلاقي غدا وفسحه ويقول لاء، أكيد موفقة طبعاً.
ثم نظر آسر إلى بسمة فقالت:- طالما الكل موفق أنا كمان موافقة.
وفي مطعم المول أتى الجرسون ليعرف طلباتهم وبعد أن أختار كل منهم ما سيأكله وأنصرف قالت بسمة:- آسر أنا هاخد كوكى معايا ونجيب حاجه من المحل اللي هناك دا ونرجع بسرعة قبل ما الاكل يوصل.
فقال آسر:- ماشي بس متتأخروش.
وفي المحل بعد أن أشترت بسمة هدية لآسر طلبت من البائعة:- لو سمحتي حطيهالى في بوكس هداية وعاوزاكي تلفيه كويس أوى بورق الهداية وتلصقيه كويس.
فقالت البائعه:- قولى أنك عاوزانى أجبسلك الهدية مش بس ألفها.
فقالت بسمة:- ايوه مظبوط.
فقالت كارما:- أنتى هتعملي أيه ؟
فقالت بسمة:- هخلص تارى.
فضحكت كارما وقالت:- ااااه.... شكلكم نوين لبعض على نيه ما يعلم بيها إلا ربنا، أنا أيه اللي جبني معاكم.
وفي المطعم كان آسر يطلب من الجرسون أن ينتظر ولا يحضر الطعام حتى يطلب منه هو احضار الطعام.
وأثناء حديث كارما وبسمة دخل إلي المحل مجموعة من البنات أول ما رأوا كارما تعرفوا عليها فقد كانوا رفقة مقربين من بعضهم خلال دراستهم ولكن ظروف الحياه فرقت ما بينهم والأن تجمعهم الصدفة فأتو يسلمون على كارما.
فقالت أحدى البنات:- معقول كوكى.... كارما.
فقالت كارما:- أيه دا مها وسلمى وآلاء معقول أيه الصدفة الجميلة دى، بجد وحشنى؟
ثم عرفت كارما أصدقاءها على بسمة وهي تشير إليها:- بسمة خطيبة آسر اخويا، ودول بقي صحابي من أيام الإعدادية والثانوي بس بعد كدا اتفرقنا.
فقالت بسمة وهى تمد يدها لتسلم عليهم:- أهلاً وسهلاً.
فقالت مها:- خلاص طالما اتجمعنا النهارده يبقى نكمل باقي اليوم مع بعض.
فقالت سلمي:- أيوه يا كوكى، أحنا هنلف شويه في المول أيه رأيك تبقى معانا، وطبعاً بسمة هي كمان.
فقالت كارما:- لا بلاش بسمة علشان آسر مستنيها، وأنا هفضل معاكم يحسن بجد وحشنى اوى.
ثم أخذت كارما بسمة على جانب وقالت:- اهي جت من عند ربنا علشان تخلصو تاركم من بعض ومتوقعونيش أنا في وسطكم، وابقي قولي لآسر أنى هقعد شوية مع البنات واحصلكم على الغدا.
ثم غمزت بإحدى عينيها لبسمه وقالت:- واهو كمان يكون آسر شاف الهدية.
وفي المطعم جلست بسمة بجوار آسر وحكت له عن أصدقاء كارما وقالت له ما طلبته منها كارما، ثم اعطته الهدية قائله:- وأنا في المحل حبيت اجبلك حاجه تفتكرني بيها، ويارب تعجبك.
فقال آسر:- أكيد هتعجبني، هي مش عجبتك يبقي خلاص.
وأخذ آسر يقلب الصندوق لعله يجد بداية يستطيع منها أن يفك الغلاف فقال:- أنتى جيبه هديه لفاها ولا مكفناها ودي تتفتح منين بقى؟
فأمسك آسر بسكين من على المائدة أمامه وحاول أن يقطع الشريط اللاصق وأثناء محاولته في قطعه مر بجواره أحد رواد المطعم الذى تعثر وحتى يتجنب السقوط اسند على يد آسر مما جعل السكين التي بيده تندفع تجاه بسمة وقبل أن تصيبها كان يد آسر الاخرى هي من طلقت الطعنه وكأن مجرد وقوع بسمة في الخطر كان كافياً لجعل يده تتحرك لتحميها وكأنها أفعال لا اراديه، ففزعت بسمة على ما أصاب آسر وأمسكت يده وحاولت أن تكتم الجرح بمناديل وهي تقول:- آسر، ليه عملت كدا؟
فأطبق آسر يدها على يد بسمة وقال:- متقلقيش، أنا أستحمل أن ايدى تتجرح ألف مرة ولا أنى أستحمل أن قلبي يتخدش ولو خدش بسيط، (ثم وضع آسر يده الاخرى اسفل ذقن بسمة ثم رفع رأسها لأعلى حتى تلاقت العينين) ثم اكمل حديثه:- أنتى متعرفيش أنك قلبي اللي بيمشي على الأرض وحتى قلبي اللي بين ضلوعي بيدق على دقات قلبك أنتي وبيكي أنتي.
فوضعت بسمة يدها على صدر آسر فوق قلبه مباشرةً وقالت:- خد بالك منه كويس علشان قلبك دا سكنى ومسكني، ومش هقبل بأي حد مهما أن كان أنه يشاركني فيه، دا ليه أنا لوحدي وبس.
فقال آسر:- أي حد أي حد.
فقالت بسمة:- مش هقبل بأى مخلوق في الكون أنه يكون شريكي فيه.
فقال آسر:- طيب وكارما!
فضحكت بسمة وقالت:- كارما دي بنتنا الكبيرة ولا أنت نسيت، كوكى وصونؤر

**قراءة ممتعة***



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-20, 09:53 AM   #44

ZIIZI

? العضوٌ??? » 417650
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 159
?  نُقآطِيْ » ZIIZI is on a distinguished road
افتراضي

Merci beaucoup infiniment

ZIIZI غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-01-20, 12:09 PM   #45

k_meri

? العضوٌ??? » 341004
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,234
?  نُقآطِيْ » k_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond reputek_meri has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله

k_meri متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 08:26 AM   #46

شواطيء مولي

قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 443081
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » شواطيء مولي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ziizi مشاهدة المشاركة
merci beaucoup infiniment
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


شواطيء مولي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-01-20, 08:27 AM   #47

شواطيء مولي

قلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام


? العضوٌ??? » 443081
?  التسِجيلٌ » Mar 2019
? مشَارَ?اتْي » 47
?  نُقآطِيْ » شواطيء مولي is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة k_meri مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


شواطيء مولي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 05:03 PM   #48

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العاشر
=======================

وهنا جلست كارما بجوار آسر وهى تقول:- بتجيبو في سرتي ليه، وفين الاكل، أنتو خلصتو عليه كله.
فضحك آسر وبسمة وقال:- مستنينك يا ست كوكي.
فنظرت كارما إلى الهدية فوجدتها لم تفتح بعد فقالت:- أيه مش ناوى تشوف هديتك.
فقال آسر:- ربنا يستر، حاسس انكم مدبرنلى حاجه في الهديه دي.
وفتح آسر الهدية وصدم مما رأى وقال:- أيه دا!
فقالت بسمة:- مخدة بتتلبس في الرقبة علشان تلبسها لما تنام النهاردة في العربية.
وضحك الجميع ونادى آسر على الجرسون ليحضر الطعام.
ومرة الأيام على هذه الحال وكل يوم يمر يقرب آسر وبسمة من حلم حياتهم، أن يجمعهم بيت واحد.
وفى المكتب كان الكل منشغل في أنهاء عمله حتى دخل ضابط وبصحبته اثنين من العساكر فقال:- أستاذ آسر.
فرفع آسر نظرة تجاه هذا الضابط وقال:- أيوه... أنا آسر خير في حاجه؟
فقال الضابط:- ياريت تتفضل معانا من غير شوشره.
فقال آسر بعد أن وقف عن كرسيه:- على فين... ممكن أعرف أيه الحكاية.
فقال الضابط:- في النيابة هتعرف كل حاجه، بس ياريت دلوقتي تتفضل معانا.
فقال آسر في حده:- أنا هاجي معاكم، بس من حقي أنى اعرف سبب استدعائي للنيابة أيه؟
فقال الضابط:- أنت متهم باختلاس ١٠ مليون من الشركة.
فقال آسر باستياء مخلوط بالتعجب:- أيه!.... ازاى دا؟
وكانت مريم وحسام كلاً يهمهم ببعض الكلمات التي تنفي إمكانيه فعل آسر لهذا ثم نظرا لبعضهما.
بينما قالت نهال:- أيه!... مش ممكن.
وأسرعت بسمة نحو آسر وأمسكت بذراعه وكأنها تريد أن تخبئه خلفها حتى لا يستطيع أحد أن يأخذه وهى تقول:- مستحيل دا، أكيد في حاجه غلط آسر استحاله يعمل كدا، أكيد في حاجه غلط.
فقال الضابط:- من فضلكم الكلام دا تقولوا في النيابة والتحقيقات، أنما أنا مكلف بمهمه ومليش دخل بكل اللي بتقولوا فمتصعبوش الموضوع عليكم وعلينا، اتفضل يا أستاذ آسر.
وفي مكتب وكيل النيابة كان وكيل النيابة ممسك بفتاحة أوراق يقلبها بين اصابع يديه تارة ويخرجها من غمدها ويعيدها له تارةً اخرى، وكان يبدو على آسر القلق من الموقف برغم ثباته الانفعالي الكبير المستمد من يقينه ببراءته وبالعدالة السماوية التي لن تقبل بظلمه، وهنا سأل وكيل النيابة آسر وهو يستند بمرفقيه على المكتب:- ما قولك فيما هو منسوب إليك؟
فقال آسر:- محصلش، أنا عمري ما فكرت أني أخد مليم واحد من الشركة مش من حقي.
وهنا عاد المحقق بظهره إلي الخلف وهو يسأل:- أومال تبرر العجز الموجود في الميزانية السنوية بأيه؟
فأجاب آسر وهو يفرك جبينه:- مش عارف، اكيد في حاجه غلط.
فقال المحقق وهو يلتف بالكرسي الذي يجلس عليه ناحية كاتب النيابه:- أكتب، لقد أمرنا نحن هشام لاشين وكيل النيابة بحبس المتهم آسر محمد اربع أيام على زمة التحقيق.
وكان في الخارج يقف كلاً من نهال وكارما وبسمة ووالدتها وبصحبتهم وليد خطيب كارما، وكان وليد يحاول أن يهدئ كارما ويطمئنها فقد كانت شبه منهارة من خوفها وفزعها على آسر بينما بسمة كانت تبدو من الخارج متماسكه لإيمانها ببراءة آسر ولكن بداخلها كانت تتمزع خوفاً عليه، وهنا أتى حسام وكان يبحث بعينيه عن بسمة ونهال وعندما وجدهم ذهب مسرعاً تجاههما وهو يسأل:- آسر عامل أيه دلوقتى؟
فرد وليد:- هو جوا بيحققه معاه ولسه مخرجش.
فقال حسام وهو يتصنع القلق:- طيب في محامى معاه يحضر التحقيق؟
فقال وليد:- أكيد كلمنا أستاذ كمال سليمان علشان يحضر التحقيق وهو جوا معاه دلوقتى.
وهنا خرج آسر من غرفة وكيل النيابة فكانت بسمة هي أول من رأته فجرت نحوه وهى تنطق باسمه، فانتبهت كارما التي كانت تجلس على كرسي وتضع وجهها بين كفيها لتخفي دموعها المنهمرة لخروج آسر وأسرعت تجاهه وتبعهما نهال ووليد ووقف حسام لبرهه وهو ينظر لآسر وتملأ عينيه نظرت الشماتة والانتصار ثم رسم فوق ملامحه حزناً مصطنعا واقترب من آسر.
وعندما وصلت كارما لآسر أرتمت في حضنه تتلمس الاطمئنان وهى مستمرة في البكاء.
فقال آسر:- أهدي يا كارما أكيد ربنا مش هيسبنا.
ونظر آسر لوليد وهو يقول:- وليد خلي بالك من كارما.
فقال وليد:- اطمن أنت كارما في عيوني، المهم أنت دلوقتى.
ثم نظر آسر لبسمة وأمسك يدها وقال:- بسمة أنا بريء ومعملت...
فأسرعت بسمة فوضعت يدها على فم آسر وقالت:- متكملش أنا أستحالة اشك فيك أو أنك ممكن تعمل حاجه زي كدا، أنا ممكن اصدق أني ممكن اختلس لكن أنت لاء استحالة أنك تعمل كدا أو أن تقبل قرش حرام.
وابتسمت بسمة وأغمضت عينها بما يوحي انها مؤمنه بكل كلمة قالتها لآسر فتبسم آسر وأحس بمدى حب بسمة وشعر أن حبهما في أمان لا يستطيع شيء أن يؤثر فيه أو أن يهزه فحبهما راسخ رسوخ الجبال.
وفي بيت آسر كانت بسمة مع كارما في غرفتها ترتب معها حقيبة تحتوي على ملابس لكارما وبعض من المتعلقات الشخصية.
فقالت كارما:- ملهوش لزوم والله كل دا خليني هنا أحسن وعلشان كمان مضايقكمش.
فقالت بسمة:- لا فعلاً هضيقينا وهتخدى المكان كله، أيه اللي انتى بتقوليه دا، دا لو مشلتكيش الارض نشيلك جوا عينينا، وغير كدا ماما خلاص اصدرت فرمان أنى اجيبك معايا وقالت لي لو رجعت من غيرك مش هدخلنى الشقة، يرضيكي أني ابات النهاردة على السلم، وبعدين كمان علشان آسر يكون مطمن، يرضيكي أنه يكون قلقان عليكي مش كفاية اللي هو فيه، ويا ستي لو على سي وليد أهلاً بيه في أي وقت دا علشان خاطرك أنتى بس.
وفي اليوم التالي في المكتب كانت بسمة هي أول من كانت في المكتب وتحاول أن تبحث عن أي شيء تستطيع من خلاله أن تثبت براءة آسر حتى اتت نهال، وما من قليل حتى وصلت نهال فوقفت بسمة عن البحث فتوجهت نهال نحو بسمة وقالت:- صباح الخير يا بسمة، مفيش حاجه جديدة في موضوع آسر، أي حاجه تفيدة وتخرجه من اللي هو فيه. فغافلت احدى القطرات عين نهال فتساقطت على خدها معلنا عن مدى حبها لآسر وحزنها على ما آل إليه حاله.
فقالت بسمة في تفهم:- بتحبيه.... صح مش كدا.
فصدمة نهال من قول بسمة وصراحتها فقالت:- ومين يقدر ميحبهوش، آسر عزيز على الكل.
فقالت بسمة:- أنا عارفه دا، بس أنا قصدي غير كدا، ومتأكدة أنك فهمتي اللي اقصده. وكانت تبتسم لها لتشعرها أنها لن تغضب مما ستقوله.
فقالت نهال:- أنا فعلاً حبيته، أي واحدة هتتعامل مع آسر لازم هتتأثر بيه وبشخصيته وأخلاقه، آسر فعلاً من الاشخاص اللي تعتمدي عليهم، وتطمنى وأنتي معاه، ودول للآسف بقيو أوليلين في زمانه دا.
فقالت بسمة بهدوء وعلى ملامحها ابتسامه خفيفة:- يعني مضيقتيش أنه خطبني أنا.
فقالت نهال:- مش هكدب عليكي، أنا أتمنيت أنى أكون أنا مكانك، بس زى ما قولتلك أنا حبيته مش حبيت أمتلكه.
فقالت بسمة:- يعني أيه؟ اللي بيحب حد بيحب أن يكون ليه هو وبس ودا برضو نوع من أنواع التملك.
فقالت نهال:- للآسف مش في حالتي، اه أنا حبيته بس هو حب مين؟ مهم أني أحبه بس الاهم أنه هو كمان يحبني اللي بتقوليه ينفع لو هو كمان بادلني نفس المشاعر، ودا محصلش، هو اعتبرني اخت وصديقه له، وعلشان كدا كان لازم احترم اختياره ولو كنت شايفه أن اختياره دا غلط أو انك مش الشخص اللي ممكن يسعده كنت هدخل واحاول انبهه، بس أنتى فعلاً انسب واحدة له، وبحبكم هتقدرو تعدو من المشاكل اللي هتقبلكم.
فقالت بسمة:- طيب لو طلبت مساعدتك، وأننا نحاول نثبت براءة آسر.
فأسرعت نهال قائلة:- أكيد معاكي في أي حاجه تكون في مصلحة آسر.
فقالت بسمة:- أكيد اللي عمل كدا قريب مننا جداً يا إما من المكتب هنا أو حد من اللي بيستخدمو الجهاز بتاعنا، ومن الاحسن أن الموضوع دا يبقي بينا أنا وانتي بس.
فقالت نهال:- أنتى شكه في حد معين.
فقالت بسمة:- مش بالظبط، بس ...
وقطع حديثهم دخول حسام المكتب فأشارت بسمة لنهال أن يتابعا حديثهم في وقت لاحق.
فقال حسام:- صباح الخير، مفيش أخبار عن آسر؟
فقالت بسمة في اجابه مقتضبه:- لسه والله مفيش حاجه جديدة.
ولكن احس حسام بأن هناك شيء تخفيه بسمة وزاد ذلك الشعور صمت بسمة ونهال عند دخوله وكأنما كانا يدبران أمر لا يرغبان في أن يطلع عليه احد، وهذا ما زاد من قلقه وتوتره.
في مكتب وكيل النيابة كان المحقق يحاول الوصول إلى حقيقة ما حدث فقد كان يشعر أن آسر مظلوم إن لم يكون يجزم بذلك فسأل المحقق أسر بعد أن تحولت نبرة حديثه واصبح اهدى فقد اصبح يشعر بالتعاطف مع آسر:- في حد تاني معاه الباسورد بتاع الدفع الالكتروني؟
فقال آسر:- لاء... مفيش حد تانى.
ثم تذكر شيء واتبع حديثه:- بس من فترة كنت عملت حادثة وقعدت في البيت اكتر من شهرين، وساعتها كان حسام هو اللي معه الباسورد، بس لما رجعت من الاجازه غيرته.
فقال المحقق:- والحادثة دى كانت من أمتى؟
فأجاب آسر:- تقريباً من حوالى ٧ أو ٨ شهور.
فقال المحقق:-القضية دى فيها حاجه غريبه، كل اللي حققنا معاهم وكل الشهود محدش قال عنك حاجه تدينك بالعكس الكل كان بيأكد أنك مش ممكن تعمل حاجه زي كدا، حتى مرؤوسيك قالو نفس الكلام، والتقارير السرية بتقول أنك موظف نشيط وملتزم في كل حاجه!
فقال آسر:- أنا استحاله أنى أعمل كدا ببساطة لا أخلاقي ولا ديني يسمح لي أني أعمل كدا، أنا بشتغل في الشركة دى تقريباً بقالى أكتر من ١١ سنة وعمر ما حصل عجز عندى أو أي حاجه زى كدا، وغير كدا معملتش الحركة دى وأنا لسه موظف في الأول أو حتى أيام ما كان الشغل بيتسجل في الدفاتر بس وكان هيكون سهل عليا أني اغير في البيانات بسهولة وكان صعب أن حد يكشف حاجه، اقوم اعملها دلوقتى بعد ما بقينا نشتغل إلكتروني اللي من السهل أنه يتكشف.
وفي المكتب بعد انتهاء العمل تظاهرت بسمة بأنها تجمع اغراضها وترتبها حتى غادرت مريم المكتب وتبعها حسام الذي كان يبدو عليه الاستياء من وجود بسمة ونهال وتأخرهما في المكتب بعد أن غادر الجميع.
فآتت نهال ووقفت بجوار بسمة عند مكتبها وسألته:- هااا وصلتي لحاجه نقدر نساعد بيها آسر؟
فقالت بسمة بعد أن تلفتت حولها لتتأكد من أنه لا يوجد احد يستمع لحديثهم:- مش هينفع الكلام هنا نتقابل بره ونتكلم على راحتنا.
وفي أحدى الكافيتريات كانت بسمة ونهال يتحدثان فقالت بسمة وهي تقبض يدها وتطرق على المنضدة طرقات خفيفة:- زي ما قولتلك أكيد اللي عمل كدا سهل عليه أنه يدخل على الكمبيوتر ويتعامل معه من غير ما حد يشك فيه أو يسأله أنت بتعمل أيه.
فقالت نهال بعد أن مالت بجسدها لأمام:- معاكي حق بس اللي عمل كدا جاب الباسورد منين؟
فقالت بسمة:- هو دا السؤال اللي فيه كل اللغز ولو حلناه يبقي اتحلت القضية.
فقالت نهال:- طيب وهنعرفه أزاى؟
فقالت بسمة:- احنا دلوقتي نحاول نعرف العجز فين بالظبط وكان في أي فتره.
فقالت نهال:- تمام، معاكي بس أزاى؟
فقالت بسمة:- انا وانتى بكره أن شاء الله نروح المكتب بدرى شوية ونصور كل ورقة تخص الميزانية سواء الميزانية السنوية للإيرادات والمدفوعات أو الحسبة الشهرية أو حتى الحسبة الاسبوعية وكمان القيود اليومية كل ورقة وأي ورقة تخص الحسابات في السنة المالية دى.
وفي بيت بسمة كان يتجمع عائلة وليد وكارما وبسمة ووالدتها وكانت والدة وليد تحاول أن تخفف من حزن كارما فضمتها إلي حضنها وهي تقول:- أيه يا كوكي، مش تجمدى كدا شوية.
وكانت كارما تجلس على كنبة الانترية بين والدته بسمة ووالدة وليد وهنا انفجرت كارما في البكاء وهي تحتضن والدة وليد.
فقالت والدة وليد:- خلي ايمانك بربنا كبير، آسر مظلوم وربنا اسمه العدل وميرضاش بالظلم، وصدقيني آسر هيطلع من الموقف دا اقوى من الأول، بس لازم يطلع يلاقيكى قويه، متنسيش انه بيستمد قوته منا ولازم نبقي جامبه الفترة دى ونكون قدامه متمسكين.
فهزت كارما رأسها بالموافقة وهنا ربتت والدة بسمة على ظهر كارما لتشعرها بالأمان.
وفي المكتب كانت بسمة تصور كل الملفات والسجلات حيث كان يوجد ألة تصوير مستندات صغيرة في أحدى زوايا المكتب بينما كانت نهال تراقب المكان لتنبهها قبل أن يأتي أحد إلي المكتب وللآسف ربما أو لحسن الحظ لم تستطع بسمة أنهاء تصوير كل الأوراق وتبقي القليل عندما لمحت نهال حسام قادم من أول الرواق فحذرت بسمة التي أسرعت في ارجاع كل شيء لمكانه وكأن شيءً لم يكن.
وعندما دخل حسام المكتب وجد بسمة ونهال يجلسان عند مكتب بسمة وكانتا يتصنعان الحديث عن أشياء عامه فجلس على مكتبه ومرة اليوم عادياً لم يحدث فيه شيء هام حتى أتى ميعاد الانصراف وتكرر ما حدث بالامس من تلكع بسمة ونهال في الانصراف ولكن اليوم كان بغرض انهاء ما بدءا به في الصباح فقد كان المتبقي مجموعة قليله من الاوراق، وبالفعل انهت بسمة التصوير سريعاً ثم غادرا المكتب بعد أن اتفقا على أن يجتمعا في بيت بسمة ليحاولا أيجاد العجز.
وفي بيت بسمة وفي غرفتها كانت بسمة ونهال يفترشان السرير بالأوراق فقالت بسمة:- هو العجز في الاغلب من فترة قريبه مش من بعيد فأحسن حاجه إننا نبدأ بالعكس من الأيام الاقرب للأبعد ونخلص أسبوع أسبوع وان شاء الله نلاقي حاجه تساعدنا.
وبالفعل انهمكتا نهال وبسمة في العمل والتدقيق في كل قيد جيداً ولم يشعرا بالوقت حتى قالت بسمة وهي تمسك بمجموعة أوراق ولم ترفع ناظرها منها:- نهال، بصي كدا على اسامى الشركتين دول.
فقالت نهال وهى تميل قليلاً على بسمة:- وريني كدا فين.
فأشارت بسمة لها على مكانها في الورق وكانت في هذا الوقت كارما تدخل إلى الغرفة وهي تحمل صينيه وعليها ثلاث أكواب من العصائر وطبق يحتوي على بعض السندوتشات وهى تقول:- طنط بعته معايا حاجه تكلوها علشان تقدرو تكملو وربنا يوفقنا، ولو في أى حاجه اقدر اساعدكم بيها.
فقالت بسمة:- تعالي يا كوكى اقعدى معانا.
وأمسكت كارما بكرسي وجذبته إلي جانب السرير وجلست بين بسمة ونهال التى كانت كل واحده منهما جالسة على طرف السرير.
فقالت نهال:- أيوه فعلاً الاسمين دول أول مره أشوفهم عندنا في الشركة ومتعملناش معاهم قبل كدا، أستني كدا.
وأمسكت نهال بمجموعه أخرى من الورق وأخذت تقلب ناظرها بينهم حتى قالت:- تقريباً بدأت الشركة عندنا التعامل معاهم من بعد الحادثة بتاعة آسر ب٣ اسابيع، مش غريبه دى.
وقالت بسمة:- والغريب اساميهم، أنا مسمعتش عنهم قبل كدا، شكل الشركتين دول وراهم حاجة.
فقاطعتهم كارما:- وانتم محيرين نفسكم ليه ما تسألو بروفيسور جوجل عنهم وشوفو تاريخهم وأيه سوابق شغلهم في المجال دا أو أي مجال تاني.
وأمسكت كارما موبايلها وكتب اسم الشركة الأول وهنا اقتربتا بسمة ونهال لينظرا نتيجة البحث.


فقالت كارما:- غريبة أزاى دا، مفيش أي حاجه عن الشركة خالص، المفروض شركة بتتعامل في مجالكم دا وبالتعاملات اللي بتتكلمو فيها لازم تكون شركة كبيرة أو على الأقل ليها سابقة أعمال ولو واحدة حتى.
فقالت بسمة:- وفي الاغلب لو دورتي عن الشركة التانية هتلاقي نفس النتيجة.
فقالت كارما:- يعني أيه!
فقالت نهال:- شكلهم كدا شركات فاكسه يعني وهميه وملهاش وجود.
فقالت بسمة:- انا حاسة أن الشركتين دول وراهم سر وهما اللي هيوصلونا للي عمل العمله دى، بس احنا محتاجين نعرف الشركتين دول متسجلين باسم مين؟
فقالت نهال:- سيبو الموضوع دا عليا أنا اعرف واحده بتشتغل في السجل التجاري، هي اللي ممكن تفيدنا.
وأمسكت نهال حقيبتها واخرجت منها تليفونها واجرت اتصال بشخص ما.
قالت نهال:- السلام عليكم ، سمسمه أيه اخبارك.
وصمتت بمقدار ما يرد الطرف الأخر
فينك، ماسك أيه اليومين دول في الشغل.
ثم نظرت لبسمة وكارما وكانت عينيها تلمعان وتكاد أن تطير من الفرح ثم قالت:- بجد، يعني أنتى ماسكه دلوقتى تسجيل واشهار الشركات.
تبادلت بسمة وكارما النظرات بينهما وهما في قمة الفرح فقد اصبحوا قاب قوسين أو ادنى من أصحاب الشركتين سبب المشكلة والتي بدورهما سيخبران عن المجرم الحقيقي الذي يحاول أن يجعل آسر يتلقى العقاب بدلاً عنه.
فأكملت نهال حديثها:- طيب يا أسماء أنا كنت محتاجه منك خدمة، وعمرى ما هنسهالك أبداً.
وصمتت بمقدار ما ترد به أسماء ثم اكملت حديثها:- تسلمى يا أحلي سمسمه، بصي يا ستي أنا عاوزه أعرف اسم أصحاب شركتين ( وقالت نهال اسمى الشركتان) بس محتاجه أعرف مين اصحابهم بأسرع وقت ومن غير ما حد يحس لو تقدري تشوفيهم بكره اول ما تروحي الشغل.
ثم أغلقت نهال الاتصال بقول:- تسلميلي يا قلبي، بجد مش عارفه أشكرك ازاى؟
نظرت نهال لبسمة والفرحة تنظر من عينها:- خلاص اعتبرو الموضوع منتهي بكره أن شاء الله هيكون عندنا الخبر اليقين، اسماء قالت انها هتروح شغلها بدرى شوية علشان تدور من غير ما حد ياخد باله أو يحس بحاجه.
وهنا تقول بسمة وهى ترجع بظهرها للخلف حتى تسند على ظهر سريرها وتسند بزراعها على مخدتها:- كدا يبقي فاضل خطوة مهم، ودى لازم نعملها أنا وانتي بكره الصبح (وكانت تنظر إلى نهال).
فقالت نهال بتعجب:- خطوت أيه؟!
فقالت بسمة:- اننا نطابق الايرادات والمدفوعات اللي تخص الشركتين دول بالبيانات اللي متسجله في الدفع الالكتروني.
فقالت كارما:- انتى شاكه في حاجه؟
فقالت بسمة:- علشان نكون اتأكدنا من حاجه واهو نمشي في كل الطرق لغاية ما نوصل لحاجه.
ثم نظرت بسمة في ساعتها وقالت:- كويس لسه الساعة 7 يعني النيابة المسائية لسه شغاله وقدمنا ساعتين أو تلاته.
فقالت كارما:- وانتى عاوزه ايه من النيابة دلوقتى؟
فقالت بسمة:- هروح لوكيل النيابة دلوقتي، هو متعاطف مع آسر، هقوله على اللي وصلنا له واشوف آسر واعرف منه الباسورد.
في مكتب وكيل النيابة حكت بسمة كل ما توصلوا له وشكوكها تجاه المترددين على المكتب وخاصة من يستخدم الكمبيوتر.
فقال المحقق:- احنا ممكن نتولى المهمة دى، المفروض دا شغل المباحث.
فقالت بسمة:- بعد اذن حضرتك، أنا ممكن اقوم بالمهمة دى أحسن من أى حد تاني، أنا محدش هيشك فيا لما اروح المكتب بدرى ربع ساعة أو حتى نص ساعة لأن دا ميعادنا الطبيعي ولو أشتغلت علي الجهاز برضو مش هيثير شكوك حد لأن من طبيعة شغلى أنى بشتغل على الجهاز دا كتير بكدا المجرم الحقيقي مش هيعرف أننا بندور وراه ووصلنا لغاية فين، أنما لو حد جه يفتش مش هيقدر يوصل لحاجه دا غير اللي عمل كدا هيعرف وياخد باله.
فقال المحقق:- عندك حق. ثم ضرب جرس في مكتبه ليستدعي العسكري القابع أمام الباب، فطرق الباب ودخل وألقى التحيه.
فقال المحقق موجه حديثه له:- هات المتهم آسر من تحت، ثم نظر إلى بسمة واكمل حديثه:- هو هيجي دلوقتي ونعرف منه الباسورد، بس ياريت تعرفيني كل اللي بيحصل معاكي واللي توصليله أول بأول علشان اقدر اتصرف، وأنا موافقتش على كدا غير لأنى حاسس أنه فعلاً بريء ومن خبرتي باللي بنشوفه كل يوم أنه مش هو اللي يعمل حاجه زي كدا.
وعندما دخل آسر المكتب ووقعت عينيه على بسمة فزع وأسرع تجاهها قائلاً:- في أيه يا بسمة، كارما حصلها حاجه؟
فقالت بسمة بعد أن وقفت واصبحت امام آسر مباشرةً:- أهدى يا آسر مفيش حاجه اطمن كارما عندنا في البيت وماما ووليد وأهله كلنا حوليها اطمن أنت ومتقلقش، وخد بالك من روحك انت بس.
فنظر المحقق لهما واقترب بجسده من المكتب ووضع احدى يديه على المكتب والأخرى جعلها قائمة بحيث يكون مرفقه (كوعه) على المكتب ووضع كفه على خدة وأسفل ذقنه ثم قال وهو يبتسم:- هو كدا أنا المفروض اوصي على شجره هنا في المكتب واجيب ٢ ليمون. مازحاً ومحاولاً أن يخفف من هلع آسر.
فنظر آسر وبسمة له وابتسما.
فقال المحقق:- اقعدو كدا وخلونا نتكلم في المهم، دلوقتى احنا عاوزين منك أنك تدى الباسورد بتاع الدفع الالكتروني لبسمة.
فنظر آسر لبسمة وهو يسأل:- ليه، وأيه دخل بسمة.
فاخبراه ما حدث وبالفعل اعطي آسر الباسورد لبسمة.
وفي المكتب كانت بسمة ونهال بمفردهما يقارنان بين ما يخص الشركتين الموجود في أوراق الميزانية وما تم ادخله من مبالغ في الدفع الالكتروني فكانت بسمة تجلس أمام الكمبيوتر وبجوارها عن يسارها كانت تجلس نهال حتى كسر الصمت كلمات بسمة:- أيه دا.... الارقام بتاعة الشركتين دول بالذات مختلفين خاص، تقريباً كل الارقام متعدلة اللي في الورق حاجه والمدفوع حاجه تانيه خالص تقريباً في كل قيد في صفر زيادة.
فقالت نهال:- معقوله دى؟
فقالت بسمة وهى تلف شاشة الكمبيوتر لتكون الرؤية الشاشة واضحة لنهال:- بصي كدا، أهو شوفي بعينك.
وعندما لفت بسمة الشاشه ظهر لبسمة ظهر الشاشه فرأت ما لم تتوقعه ووقفت بسمة وهي تنظر لما وجدت وتقول:- أيه دا، معقول دا!!!
فقالت نهال في أيه ووقفت هي الاخرى من على كرسيها لتحاول أن ترا ما رأته بسمة وجعلها بهذه الحالة:- في أيه، أيه هو اللي مش معقول.
فقالت بسمة:- في كاميرا متركبة ورا الشاشة، اهي.
فقالت نهال:- مين اللي عمل كدا، وركبه هنا ليه؟
فقالت بسمة وهى تفكر:- أكيد هو اللي كان بيغير في المبالغ بتاعة الشركتين وركبها علشان يعرف الباسورد من وضعية الكاميرا وأنها متركزة على الكيبورد، لو فعلاً طلع تخميني دا صح والكاميرا لقطت أي حاجه تعرفنا مين اللي ركبها يبقى ربنا بيحبنا.
فقالت نهال:- يارب، تكون صورة حاجه تفيدنا.
ثم تلفتت بسمة ونظرة تجاه الباب ثم عدلت وضعية الشاشة لترجعها كما كانت حتى لا يشك أحد فقد سمعا صوت أقدام قادمة فعادت نهال مسرعة إلي مكتبها وأغلقت بسمة موقع الدفع الالكتروني ثم اخفت الورق الذى كان بحوزتها، فكان القادم حسام وعندما دخل ألقي عليهم التحية، وجلس علي مكتبه، وبعد قليل أتت مريم هي الاخرى وتصنعت بسمة أنها تنهي بعض أعمال متعلقة بالشركة على الكمبيوتر، ولكن في الواقع كانت تحاول أن تصل للبرنامج الخاص بالكاميرا والفيديوهات التي التقطتها، وبعد فترة ليست بالقليلة تنفست بسمة الصعداء وارتسمت ابتسامه على وجها وقالت أخير خلصت الشغل كله، وكانت في الحقيقة قد وجدت ملف خاص بالفيديوهات كان مخفي داخل ملفات الجهاز وكانت أحدى الفيديوهات تحتوى على تصوير ليد آسر وهو يغير الباسورد القديم بالجديد فقد كان لآسر علامه مميزة نتجت عن جرح قديم في يده اليمنى ومن هذه العلامة تعرفت عليه بسمة، وفى فيديو أخر كانت هناك يد تدخل الباسورد الجديد وكانت كل الفيديوهات مصحوبة بزمان وتاريخ التصوير، وحملت بسمة كل الملفات والفيديوهات على فلاشة كانت بحوزتها، ثم أغلقت الكمبيوتر وعادت إلي مكتبها.
وما أن انتهت بسمة حتى رن تليفون نهال وكانت المتصلة اسماء فخرجت خارج المكتب لتكلمها.
وبعد قليل قالت بسمة:- أنا محتاجه مج نسكافية يحسن حاسة أن في قطرين بيتسبقو في دماغي، هروح اخلى عم أحمد يعملي واحد، حد محتاج حاجه من هناك.
فقالت مريم:- طيب خليكي ونادي على عم أحمد يعملهولك.
فقالت بسمة:- مش مستهله، وكدا كدا أنا تعبت من القعدة وعاوزه امشي رجلي شوية.
فخرجت بسمة وراء نهال وقد كانت انهت نهال مكالمتها
فأخبرتها بسمة عن ما وجدت:- فعلاً طلع تخميني صحيح. وحكت لها ما رأت.
ثم سألتها:- ها وأسماء عرفة توصل لحاجه؟
فقالت نهال:- اه، وانا كتبتلك أسماءهم في ورقه، أهي كلمي أنتي بقى هشام بيه وعرفيه كل حاجه.
فقالت بسمة:- خلاص ادخلي انتي علشان محدش ياخد باله من حاجه.
اتصلت بسمة بالمحقق وأخبرته بكل ما توصلت له هي ونهال فقال لها:- اسمعيني كويس وافهمي اللي هقولهولك ونفذيه بالحرف، اتعملي مع كل الموجودين عادى جداً وحولى متطلعيش من المكتب أو أن يكون شخص واحد بس هو اللي في المكتب والأهم أنك تكوني أخر واحده تطلع من المكتب، أنتم مش بعد كدا بيتقفل باب المكتب عندكم؟
فقالت بسمة:- اه مكتبنا بيتقفل بعد اخر واحد بيطلع
فقال المحقق:- كويس أوى وبعد الشغل تعالى على النيابة وأنا هستناكي، وأقولك تعملي أيه بالظبط.
وذهبت بسمة لعم أحمد وطلبت منه مج نسكافية وعادت به إلى المكتب وجلست على مكتبه واثناء شربها للنسكافيه كانت ممسكه بموبايلها، ثم تركته وتصنعت الانشغال في العمل، وبعد قليل اتت لنهال رسالة على موبايلها فأخرجته فوجدت الرسالة مبعوثه من بسمة وبداخلها التعليمات التي قالها هشام بيه.
أما عن حسام فقد كان شارد الذهن وكأنه في عالم اخر وكان يفكر ويقول لنفسه:- أنا لازم اشلها واخفيها مينفعش تفضل أكتر من كدا، بس المشكلة أني مش عارف اقعد في المكتب دقيقتين على بعض لوحدى، أيه العمل.
وبالفعل نفذت بسمة التعليمات كما قالها المحقق وفي مكتبه كانت بسمة جالسه على كرسي وهشام بيه يجلس علي الكرسي المقابل لها وكان بينهم ترابيزة صغيرة وعليه كاميرة مراقبه حديثه وصغيرة في الحجم فقال هشام:- بسمة، ركزي معايا عاوزك بكره أن شاء الله زي العادة تكوني في الشغل بدرى شوية وعاوزك تعلقي الكاميرا دي في مكان عالي بحيث أن أي حد يقرب من الكمبيوتر او يستخدمة تصوره وهى على العموم بتصور فيديو بتظهر اقل حركه وبجودة عاليا، وهى زي ما انتى شايفه من غير اسلاك يعني مش هتحتاج وقت كبير في تركبه بس أهم حاجه ثبتيها كويس، وهيكون في عربيه مجهزة قدام الشركة بحيث نقدر نشوف منها اللي هتصورة الكاميرا ونِدخل في الوقت المناسب وحولى تثبتي الكاميرا اللي شوفتيها بحيث اللي يشلها من الجهاز ياخد وقت شوية، وعاوزك تقولي لأكبر عدد أن النيابة قررت تاخد الكمبيوتر علشان هتحتاجه في التحقيق وهتتحفظ عليه، ولما ابعتلك رسالة حاولي انك تفضي المكتب على قد ما تقدري.
فقالت بسمة:- حاضر فهمت وهنفذ كل اللي حضرتك قولت عليه.
وعندما همت بالوقوف قال المحقق:- مش عاوزه تعرفي اصحاب الشركات طلعوا مين؟
فجلست بسمة مرة اخرى وقالت باهتمام:- انتو عرفتوهم، مين!!!!!!

***قراءة ممتعة***




سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-01-20, 05:07 PM   #49

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الخاتمة
=================

وفي اليوم التالي نفذت بسمة كل ما طلب منها وبالفعل كانت هناك عربية مغلقه تقف أمام الشركة وتأكد المختص بأن الكاميرا تعمل بشكل جيد.
وبعد فترة كان الجميع موجود في المكتب وكانت تحاول بسمة أن تخفي نظرات من الحقد تجاه حسام.
فسألت نهال وهي جالسة على مكتبها وتمسك بقلم تتناقله بين اصابعها:- بسمة، مفيش جديد في موضوع آسر؟
فأجابت بسمة وهي لاتزال ترمي ببعض نظرات الاحتقار تجاه حسام:- امبارح بليل المحامي كلمني وقال أن النيابة قررت أنها هتفتش المكتب النهاردة وهتاخد الكمبيوتر وتتحفظ عليه علشان يعتبر دليل.
فقالت مريم:- ان شاء الله خير، وربنا يظهر براءة آسر.
فقالت بسمة وهى تنظر لحسام بغل:- يارب يا مريم.
ففكر حسام وقال لنفسه وهو شارد:- خلاص مفيش وقت، لازم أشيل الحاجات النهارد ضرورى وبأسرع وقت.
وأفاق من شروده على صوت بسمة وهى تقول:- أنا ريحه اصلي الضهر في المصلى، حد محتاج مني حاجه.
(بعد أن اتت الإشارة المتفق عليها)
فقالت نهال وهي تقف من على الكرسي الجالسة عليه:- استني خديني معاكي، ثم وجهت الكلام لمريم:- هتيجي معانا يا مريم ونصلي جماعة؟
فقالت مريم:- طيب وهينفع كلنا نسيب المكتب لو حد جه يخلص شغل أو أى حاجه.
فقال حسام مسرعاً:- روحي يا مريم وأنا موجود ولو في أي شغل هخلص أنا.
فقالت مريم:- كدا يبقي خلاص، حد يجيله فرصة أنه يصلي جماعة ويرفض يللا بينا، وقامت مريم من على مكتبها وانضمت لبسمة ونهال وتوجه إلي المصلي.
فقام حسام ونظر خارج المكتب ليتأكد أن بسمة ومن معها ابتعدا عن المكتب ولا يوجد أحد قادم ثم توجه إلى الكمبيوتر ولف شاشته بحيث يستطيع أن ينتزع الكاميرا الموجودة فوجد صعوبة قليلاً في انتزاعها فقال لنفسه بصوت مسموع:- أيه دا هو أنا كنت لاصقها بأيه علشان تبقي جامده كدا.
وبعد معافرة استطاعة ان ينتزعها، ثم شغل الكمبيوتر ليمحو الفيديوهات الموجودة، ولكن قبل أن يفعل ذلك كان هناك ضابط يدخل المكتب ويقف بجوار حسام ويوقفه قائلاً:- اتفضل معانا. (بعد أن وضع يده على كتف حسام).
فقال حسام:- على فين، اتفضل معاكم على فين وليه؟
فقالت بسمة وهي تدخل من باب المكتب في قمة أنفعالها:- تروح معاهم مكانك الطبيعي السجن اللي كنت عاوز ترمي فيه آسر بعد ما اختلست ونهبت وكنت عاوز تلبسها لآسر، تروح معاهم في مكانك اللي تستاهل واللي يليق بيك واللي زيك، أنت عارف انت اتكشفت ليه أولاً لأن ربنا اسمه العدل، ثانياً علشان أنت غبي، غرورك هيألك أنك مش ممكن تتكشف ومحدش هيشك فيك لأن محدش شاف الكره والحقد اللي ماليك ويوم ما تعمل شركات وهميه علشان تعرف تسرق وتحولها فلوس الشركة تكتبها واحده باسم ابن خالك والتانية باسم ابن خالتك على أساس أن كدا اسماءكم مختلفه، ومفيش حده هيدور وراهم، وفي نفس الوقت مش هيخونوك.
فقال حسام في غضب وهو يحرك يديه بعصبيه:- أيه اللي أنتي بتقوليه دا، دا كلام مش صحيح.
فقالت بسمة وهي تقف أمامه وتكتف ذراعيها أمام صدرها وبكل حزم:- أيه بتبلي عليك ولا بقول كلام محصلش، على العموم كل اللي حصل كان متسجل صوت وصورة وبأذن من النيابة كمان (واشارت إلي الكاميرا النثبته على الحائط) يعني خلاص انت وقعت ولازم تاخد عقابك على كل اللي عملته.
فقال حسام وهو منفعل وكاد أن يتهجم على بسمة:- أنتي أزاى بتكلميني كدا؟
وهنا أوقفه الضابط بعد أن أمر أحد العساكر أن يضع الحديد في يده.
وبعد أن غادر حسام أقتربت نهال من بسمة وحضنتها:- أشوف وشك بخير، وسلميلي على آسر لما يطلع بالسلام.
فقالت بسمة بعد أن عادت للخلف خطوة:- انتي بتقولي أيه، وأيه قصدك بأشوف وشك بخير دى.
فقالت نهال وهي تبتسم ثم نظرة إلى كفيها بعد أن شبكتهما:- أنا طلبت نقلي من هنا.
فقالت بسمة وقد بدا عليها التعجب:- تتنقلي من هنا هتروحي فين؟!
فقالت نهال:- انتي عارفه أن شركتنا ليها فروع كتير في محافظات تانية، وانا اتنقلت لواحدة منهم.
فقالت بسمة:- طب ليه عملتي كدا.
فقالت نهال:- علشان اقدر انسي واكمل حياتي، طول ما أنا هنا وآسر قدامي مش هقدر أنساه بسهوله، لكن لما ابعت شوية مين عارف يمكن أقابل اللي يخليني ابدأ حياتي معاه من جديد ويديني الأمان اللي بدور عليه.
فقالت بسمة وهي تبتسم رغم لمعة الدموع في عينيها:- ربنا يرزقك باللي يستهلك ويحبك ويصونك ويتفتحله قلبك ويكون عن قريب.
فقالت نهال:- وانتي كمان ربنا يسعدك أنتي وآسر.
واحتضنت بسمة نهال وكأنها أرادت أن تمزجها بها وهنا انهمر من الاثنين الدموع ولم يستطيعا التحكم به.
وفي بيت آسر كانت تملؤه الزينة معلناً عن فرحته بعودة آسر له وظهور براءته فكان الجميع منشغلاً بتجهيز البيت لحفلة اعدتها بسمة لاستقبال آسر.
وعند وصول آسر أخذ يتنقل بناظر في ارجاء البيت يملأ عينيه منه وهو يقول:- يااااه البيت وحشني بشكل.
فجرت كارما على آسر وارتمت في حضنه وهى تبكي.
فقال آسر:- أيه يا كوكي ما أنا قدامك أهو ومفيش حاجه حصلت، كفاية عياط.
فقالت كارما:- وحشتني، وحشتني أوى يا آسر.
فقال آسر:- أنا جمبك أهو، متقلقيش.
فقالت كارما:- علشان كدا قولت أن البيت بس هو اللي وحشك.
فضحك آسر وقال:- هو دا اللي مزعلك، أنا أقدر برضو على بعدك، أنتي أختي و بنتي.
وكانت بسمة تراقب ما يحدث في صمت وفرح شديد من ارتباط آسر وكارما فقد كانت تؤمن بأن الشخص إن لم يكن له خير في أهله وأخوته، لن يكون له خير في أي شخص اخر، ومن لم يكن له ولاء للبيت الذي نشأ وتربا به لن يقدر قيمة أي بيت أخر ولن يكون له يوماً ولاء لأى بيت ولا لأحد من سكانه.
فتوجه آسر نحو بسمة وقال بصوت يملأه الحب:- بجد مش عارف أقولك أيه، ولا أشكرك أزاي؟
فقالت بسمة وهي تنظر في عيني آسر:- تشكرني على أيه، هو الواحد لما يساعد روحه بيستنى شكر من حد، زي ما ياسر ميقدرش يعيش من غير بوسي، بوسي هي كمان مش ممكن تعيش من غير ما يكون ياسر جمبها. (وغمزت بسمة لآسر بأحدي عينيها وهى تبتسم)
وفي مكتب المدير العام كان يجلس آسر خلف المكتب عندما أتى أتصال وكانت المتصلة بسمة:- أيه يا أستاذ آسر مش ناوي تحضر عيد ميلاد كوكي؟
فقال آسر:- وأنا أقدر برضو أنتي مش عاوزاني ابات في البيت النهارده ولا أيه؟
فقالت بسمة:- طب يللا تعالى بسرعة يحسن مش عاوزه تطفي الشمع غير وانت موجود.
فقال آسر:- أنا جي بأسرع ما يمكن.
وكاد آسر أن يغلق الخط لولا سماعه صوت بسمة يستوقف:- آسر خد بالك وانت سايق وتعالي على مهلك أحنا هنستناك.
فقال آسر وهو سعيد:- حاضر
وفي فيلا صغيرة وعند وصول آسر كانت تتحلى بزينة اعياد الميلاد وكانت مملؤة بالأطفال تجري خلف بعض يلعبون في مرح حتى جرت طفلة صغيرة أتمت اليوم عامها الرابع نحو آسر وهي تقول بعد أن حملها على ذراعه:- اتأخرت ليه يا بابي.
فقال آسر:- وأنا أقدر اتأخر عن كوكي حبيبة قلب بابي.
نعم هي كارما أبنة آسر وبسمة وقد ورثت من أمها عيناها المميزة.
ثم أتى ولد في السادسة من عمره يقول:- أيه يا سي بابي هو أنت معندكش غير ست كوكي هي بس اللي حاببتك؟
فأنزل آسر كارما وجلس على ركبتيه وهو يمسك عمر من ذراعيه ويضمه إليه:- أزاى بقى هو أنا اقدر استغني عن عموري عيوني اللي من جوه.
وقد كان عمر أشبه ما يكون بآسر في صغره، فقد مر على تلك الحادثة سبع سنوات وقد أصبح آسر المدير العام للشركة وهو يعتبر أصغر مدير عام مر على الشركة، إن لم يكن أصغر مدير عام في هذا القطاع بأكمله وتزوج من بسمة بعد الحادث بقليل كما تزوجت كارما من وليد هي الاخر وأنجبت سندس وآسر.
ثم أتت بسمة وهى ترتدى فستان مناسبات رقيق يزيد من جمالها وكأن لم يغير الزمن بها شيء فمازالت القطة الجميلة والرقيقة وتقول لآسر:- يللا يا آسر قلبي الكل مستنيك علشان نطفي الشمع.
فقال آسر:- حاضر يا بسمت عمري وحياتي.
وتجمع الكل حول كارما الصغيرة ليطفئوا الشمع ويحتفلوا بعيد ميلاد كارما ويلتقطوا بعض الصور للذكرى وكانت أهم صوره هي التي ضمت الجميع فقد كانت تخبر كل من يراها بمدى الحب المتبادل بينهم وقوة ارتباطهم ببعض وكأن النظر لهذه الصورة كفيل أن يشعرك بمدى سعادتهم وينقل لك هذه السعادة وكأنها كانت مصدر السعادة وموزعة المعتمد.

***قراءة ممتعة ***



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-02-20, 01:43 AM   #50

فتاة الطبيعة

? العضوٌ??? » 39443
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 895
?  نُقآطِيْ » فتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond reputeفتاة الطبيعة has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة شكرا لك على هذا الابداع

فتاة الطبيعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.