آخر 10 مشاركات
جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          منطقة الحب محظورة! - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::سارة عاصم - كاملة+روابط (الكاتـب : noor1984 - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وإني قتيلكِ ياحائرة (4) *مميزة ومكتملة *.. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طريقة صنع البخور الملكي (الكاتـب : حبيبة حسن - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-20, 07:48 PM   #251

Maronmoka

? العضوٌ??? » 437509
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » Maronmoka is on a distinguished road
افتراضي


الفصل حلوة قوى ومشوق يالولو تسلم ايدك 😍😍😍😍

Maronmoka غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-01-20, 05:03 PM   #252

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Maronmoka مشاهدة المشاركة
الفصل حلوة قوى ومشوق يالولو تسلم ايدك 😍😍😍😍
حبيبتي يا مارون مبسوطة انه عجبك


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 07:55 PM   #253

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

دقايق والفصل السابع يكون جاهر بأمر الله


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 07:58 PM   #254

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل السابع
.................

" حُبك كالكفر.. فطهرني
من هذا الكفر..
إن كنتَ قويَّاً .. أخرجني
من هذا اليَم..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم "

نزار قباني


منذ يومين وهي في هذه الحالة .. وهو لا يعلم ما بها .. بعد أن انتهت العاصفة وأشرقت شمس الدفئ واستقر المحيط .. دخل الغرفة ليجدها تحت الغطاء على السرير متعرقة هامدة وكأنها فقدت كل ملامح الحياة من وجهها مرسلة لوجهه هو ملامح الذعر ..

هب مقتربا منها يتلمسها بلهفة ليصدمه اشتعال وجهها .. فهرع لطبيب السفينة ليقوم بالكشف عليها فيخبره أنها مصابة بالحُمى و تحتاج لبعض الكمادات وأعطاها دواءاً خافضاً للحرارة ..

ومنذ تلك اللحظة يقسم وقته بين العمل والاهتمام بها .. يطعمها بنفسه ، يعطيها الدواء ، يفعل لها الكمادات .. وهي تتقبل منه هذا .. مذعورة !

لا يعلم ما الذي حدث لتنظر له تلك النظرة الغريبة التي لم تفارقها منذ أن استيقظت من إغمائها .. فأول ما رأت عندما فتحت عينيها المرهقتين كانت عيناه الملهوفتين .. لتشهق بخفوت حينها وتتسع عيناها كأنها تقابل الموت !!

لا يدري ماذا حدث لها فجأة .. بل يكاد يُجن ليفهم ماذا بها .. هل من مرضها أم ماذا ! .. وما علاقة نظرة ذعرها منه بمرضها أصلا ! ..

لقد أتى العديد من العمال والضباط يتمنوا لها السلامة وكأنهم في مشفى ! .. مما أغاظه بشدة لكنه كالعادة تعامل ببرود وأمر الجميع بمتابعة أعمالهم بعد دقيقة من ( الزيارة ) ..
كان ينقص أن يحملوا لها باقات الورد أيضا .. حتى يحشو تلك الباقات في أفواههم وقتها !

لكنها كانت تعاملهم بهدوء وابتسامة شاحبة مجهدة .. أما ما أشعله كانت معاملة تايلور لها برقة كأنه والدها !! على الرغم من أنه ليس كبيرا ليكون كأبيها ولا هي صغيرة لتكون كإبنته .. يمكنها أن تكون صغيرته هو فقط .. لا غير

لكن و ما أن يذهب الجميع حتى تعود لنظرات الرعب و .. شئ أخر لا يفهمه كأنها .. تتعذب

تأوه آدم بداخله بشفقة وهو يدخل الغرفة مقتربا من ركدتها على السرير يهمس لنفسه " أقسم لو أعرف فقط ماذا حدث ويعذبك هكذا لأفعلن المستحيل لحله "

هل تشتاق لعائلتها .. هل تمر مثلا بصدمة متأخرة !
مد يده وهو يجدها نائمة يريد أن يعرف حرارتها .. على الرغم من وجود مقياس للحرارة إلا أنه يتخذها حجة ليلامسها قليلا وهو يشعر بأنها أصبحت تحرمه حتى من النظرة .. وكأنها حُرمت عليه فجأة !!

فتحت ماسة عينيها متململة لتُصدم بوجوده قريبا منها جدا .. بعينين مبتسمتين بحنان .. فاتسعت عيناها هي كالعادة منذ يومين .. ثم تحولت نظراتها الهلعة لنظرات .. نفور !!

هب آدم واقفا وهو يجدها تعاود إغماض عينيها بقوة كأنها تمحي صورته من أمامها ..
هل ماسة تنفر منه !! ماسة بحره .. تنفر منه هو ! كيف !!
قال بتحشرج وهو يراها تعود تفتح له عينيها بعذاب " حرارتك جيدة .. يمكنك مساعدة نفسك في الاستحمام قليلا "


ثم استدار مغادرا الغرفة بخطوات غاضبة مكتومة وهو يسأل نفسه بجنون للمرة الألف بينما يصعد للأعلى عما حدث ليغيرها هكذا .. هو ليس غراً حتى لا يفهم بأنه منذ تلك الليلة التي كانت تخاصمه وراضاها ونظراتها تفيض بالحب .. وبعد تلك الليلة التي بكت واحتضنها مواسيا أصبحت حتى لا تسيطر على نظراتها التي تلمع بحبها له كلما لمحته .. فتفضحها ببراءة .. براءة طفلة صغيرة تائهة في بحر حب لا تعرف حتى كيف تتعامل مع أمواجه .. مما يزيد من جنونه و .. حبه !!..

أجل يحبها .. ولم يستطع منع نفسه أو إنكار الأمر أكثر وهي بكل هذه البراءة والعفوية والحب والأنوثة والطفولة .. لم يستطع إلا أن يسقط أمامها مخرجا قلبه لها يرميه بين يديها بذهول مما يفعله مع فتاة لم يعرفها مدة طويلة .. !

ماذا يفعل وهي بكل هذه الحلاوة .. لم يستطع حقا إلا أن يستسلم صاغرا يربت على قلبه مواسيا في كل لحظة تمر فيقترب فراقهما المحتوم

فكر للحظة لو يصارحها .. إلا أنه تراجع بجبن في اللحظة التالية .. ظلما هو الاعتراف بحب لن يجدي إعلانه نفعا .. أن يتعلقا قلبيهما ببعض في موجة حب ظهرت من العدم فجأة ثم يتحطما معا على صخرة الفراق

لكنه رغم كل شئ .. كان يستمتع بكل لحظة تمر وهي تتطلع له خلسة - كما تعتقد - غير مدركة إنه يتطلع لها خلسة أيضا فيقبض على نظراتها التي تهفو إليه بالجرم المشهود فيضحك بداخله كطفل مبتهج يتقافز وهو يرى إحمرار وجهها من إنكشاف نظراتها له ..

لكن لحظة .. ما رآه منذ قليل .. لم يكن حبا أو نظرات مختلسة !.. .. لقد كان نفورا ! .. لمَ تنفر منه فجأة ؟ وهو لا يذكر أن هناك ما حدث !!

بهت للحظة وهو يفكر .. هل من الممكن أن تكون على علم بما حدث منذ سنوات .. هل تنفر منه بسبب ما حدث وما فعله أو .. بما لم يفعله بمعنى أدق ..

إلا أنه سرعان ما نفض ذلك الهاجس مخبراً نفسه أن لا أحد من الموجودين على السفينة يعلم بما حدث غير تايلور وجون وهما صديقاه لن يتحدثا بذلك معها .. إذا هناك شئ آخر
زم شفتيه وعيناه تلمعان فجأة بلمعة الإصرار .. هامسا بصوت مسموع لنفسه " أقسم ألا أتراجع هذه المرة وسأعرف ما الذي حدث لتنفر مني فجأة وفي عينيها لا تزال نظرات العشق ساكنة بهما .. تنظران إليَّ برجاء "

ثم عاد لوجهته العملية وهو يدخل لغرفة القيادة غافلا عن العينين الزرقاوتين اللتين تلمعان بحقد جعلهما أشبه بعيني بثعبان كريه .. وصاحب العينين يهمس بعد أن سمع كلمات آدم " هل تنفر منك الصغيرة الشرقية .. ياللروعة .. ماذا إذا عندما تعلم بما حدث .. ستشمئز منك "
ثم ابتسم .. بخبث !



آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 08:00 PM   #255

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

خرجت من الحمام شعرها يقطر ماءا مرسلا برودة إلى جسدها المرتعش .. فلم تستطع حتى على تجفيفه بشكل صحيح ..

منذ أن تركها آدم بعد الغداء الذي أصر أن تتناوله وهي لم تره .. أغمضت عينيها ببؤس عن صورتها في المرآة أمامها بينما تتذكر عندما كان يستكشف حرارتها وكيف هب واقفا كالملسوع بعد ذلك ..

فتحت عينيها مجددا تتناول الفرشاة من على طاولة الزينة تمشط شعرها بقسوة غير مهتمة بالألم وهي تعيد كل ما حدث خلال اليومين ..

لقد كان يهتم بها كأنها ابنته فعلا .. وكانت ترى نظرات الغيرة التي يغلفها بالبرود الكاذب عن الجميع عندما يأتي أحد من الطاقم يطمئن عليها ..

ونظرات الإهتمام وهو يستكشف حرارتها ..
نظرات حنان وهو يطعمها ..
نظرات أخرى متألمة عليها تتذكرها كهلوسات وهي محمومة بينما يقوم هو بعمل الكمادات حتى تعود بعدها غارقة في عالم النوم من جديد بتهرب من الواقع الذي تحاول تأجيل مواجهته على قدر الإمكان ..

تتذكر عندما كانت تستيقظ ليلا فتجده جالسا على كرسي جوار السرير وهو يمد ساقيه للسرير ويغط في نوم غير مريح .. فتتساقط دمعاتها وهي تجده بهذا الحنان والخوف عليها شاعرة بالذنب تجاهه أيضا ..

أخذت تمشط شعرها بعنف غاضبة من نفسها وهمست " كيف أمكنني .. كيف سمحت له .. كيف تماديت متناسية ديني بهذه الطريقة المحرمة فأحرق قلبه معي أيضا "
ثم نظرت للمرآة أمامها بأعين متسعة وكأنها تستوعب من جديد " يا إلهي .. أنا أحبه وربما هو كذلك فعلا .. أتمنى ألا يكون كذلك .. لو يكون مجرد وهم من نسج خيالي الرومانسي وأن ما يفعله من شعوره بالواجب فقط .. "

ثم عقدت حاجبيها بضياع وأطرقت برأسها بألم مكملة بسخرية مريرة " ولكن أي واجب هذا الذي يجعله يفعل معي ما يفعله !"

أغمضت عينيها تتذكر قبلته لها على جبينها ، على وجنتها ، احتضانه لها ، لمسه لوجهها ..
ربما الأمر خاطئ تماما سواء من نفس الدين أو مختلف .. لكن الأمر عندما يتخطى الحدود المرسومة بهذا الشكل المنفر فإنه يكون مخزيا يُشعرك بالذنب مضاعفا ..

تبتلع غصة مسننة في حلقها وهي تتذكر عندما فتحت عينيها لتجده يلمس وجهها برقه ليكشف عن حرارتها .. لقد كانت تنظر له في كل مرة بهلع من اكتشافها الأمر جديدا ..
لكن اليوم .. اليوم كان أصعب وهي تستوعب بعد أن شُفيت واستردت بعضا من صحتها .. أن لمسته لها .. أشعلت وجهها إشتياقا له ..
بل أشعلت كل أعصابها وهي تتمنى للحظة لو تبكي بين أحضانه تشكو له ما تمر به .. فشعرت بالنفور .. من نفسها ..

كيف يمكن أن تتمنى ما تتمناه .. كيف يمكن أن تشتاق له .. كيف يمكن أنه يسري في كل خلايا جسدها وقلبها وعقلها حتى أصبح إدمانا .. يا إلهي كيف يمكن وبهذه السرعة .. فأغلقت عينيها حينها محاوله إخفاء نظرة النفور من نفسها عنه ..
حتى شعرت به يقف منتفضا فجأة يتمتم ببعض الكلمات ثم يغادر ..
تاركا إياها تتعذب متأرجحة بين شعورين متناقضين بين صحة إبتعاده وعذابها فيه !..

لا تعرف ما الحل في تلك المعضلة حقا ..
همست لنفسها بوجه شاحب كما أصبح يلازمها منذ يومين " يا أبي .. أحتاج إليك جدا .. "


كلما فكرت أنه لا يوجد حل سوى إبتعادها عنه .. وللأبد حتى تشعر بقلبها يتلوى على جمرات فراقه .. فراقه لنبضاته الوليدة التي لم تكد تعزف ألحانها الجديدة على أوتار لم تعزف عليها من قبل .. ليتحول لحن الحياة الوردية فجأة للحن موت !

لكن لا خيار ثالث .. هل تذهب إليه تخبره أن يغير دينه مثلا !
ربما حينها يخبرها تلك الجملة التي يرددها البعض الذين لا يفقهون في دينهم شيئا .. ( الحب لا يمنعه دين .. الحب أسمى من أي دين )

ابتسمت ماسة بسخرية وهي تتذكر أنه قبل فترة كان هناك إنتشارا لفيديو زفاف على مواقع التواصل لفتاة مسلمة تتزوج من غير دينها .. وأبوها يقف بنفسه يسلم ابنته لعريسها بكل فخر !

تتذكر أنها ما أن رأت هذا حتى اشتعلت كل أعصابها وظلت تكتب تعليقات هجومية مجردة العروس من دينها بمنتهى العنف !
حتى أن أباها كان مذهولا من عصبيتها وحاول تهدئتها وقتها !
لكنها لم تكن لتهدئ خاصة وهي ترى تعليقات لفئة تحت السن القانوني أم ما يسميه المجتمع ( الأندر إيدج )
منهم من كان سعيدا مباركا ويهتف بشعار الحب لا يعارضه دين .. !

يا الله كم ودت حينها لو ترد على كل تعليق تخبر كل فتاة متولهة بهذا التعدي السافر أن تذهب لإكمال دروسها في المدرسة أولا وشرب الحليب قبل النوم أفضل من الحديث عن الدين الذي من الواضح أنها لا تفقه حتى عنه أي شئ !

هي كماسة ليست محجبة حتى الآن للأسف .. لكنها مدركة أن دينها يأمر بالحجاب .. هناك العديد من الأخطاء التي ترتكبها وسترتكبها منها الكبير ومنها الصغير
لكنها تعودت على طلب الغفران ذليلة لله أن يسامحها

لكن ماذا عن التعدي على حد الدين في الإرتباط بشخص من غير دينها !
ستطلب الغفران نهارا .. ويأتي الليل لتسكن بين أحضان الحرام مجددا .. !

رفعت الفرشاة تعاود تمشيط شعرها بعنف وهي تهمس بداخلها .. أبدا .. ستخطئ في أي شئ وفي كل شئ .. لكن لا .. ليس كهذا .. الحب أسمى من الدين .. نعم .. ولا يوجد كحب الله .. أليس هذا ما قاله لها أبوها منذ صغرها ..!

ولكن .. كيف ستطرد حبه المسموم من قلبها العليل به .. كيف يا الله .. كيف !

دخل آدم للغرفة ليجدها تقطع في شعرها لا تمشطه .. ليقترب منها بتوجس من حالتها المضطربة قائلا بحذر " ماسة .. أنتِ تؤذين شعرك "
إلا أنها لم ترد وهي غارقة بأفكارها وكأنها تتجاهله ليزم شفتيه مبتلعا ضيقه وغضبه مراعيا حالتها .. ثم اقترب منها بعفوية تعلمها منها ممسكا بالفرشاة قائلا لها " أعطني .. سأحاول تمشيطه أنا "

هبت فجأة تصرخ بصوت أجفله من عنفه " لا تلمسني " ثم أردفت بشفتين مرتعشتين ونظرات تائهة في بركة عذاب سوداء لا قرار لها قائلة برجاء لم يفهمه منها " أرجوك " ليهمس مصعوقا من حالتها التي لم يرها من قبل وهو يهز رأسه بصدمة وعدم فهم " ماسة ما الذي .."
قاطعته بصوت ضائع مشتت بعدم تركيز " أرجوك ابتعد .. عني .. لا أريدك أنا .. أنا أريد أبي .. أرجوك "

أظلمت عيناه حينها وكلماتها التي تقولها دون وعي تضرب قلبه فيتألم .. ثم تكلم من بين شفتيه المتيبستين بكبرياء لم يستطع التحكم فيه مراعيا حالتها الغريبة " حسنا .. ستعودين لأبيكِ قريبا عندما نصل .. وحتى ذلك الحين .. سأبتعد عنكِ كما تريدين .. ولو كان بيدي لما أظهرت لكِ وجهي " وتوجه للحمام وهي تنظر في إثره تحاول تجميع كلامه الذي نطق به عبثا .. قال انه سيبتعد تقريبا .. هذا جيد .. جيد .. أليس كذلك أم ماذا !

خرج من الحمام وهي على نفس الحالة التي لا يفهم لها سببا ليقول لها وهو يتحرك مغادرا الغرفة .. " سأحاول النوم في غرفة القيادة .. استمتعي بالغرفة لنفسك بعيدا عن وجهي "

وغادر صافعا الباب ورائه وتركها تنظر له من بين دموعها التي تحاول كتمها دون جدوى فتهطل فاتحة الطريق عبر وجنتيها لباقيها .. ثم همست مرتعشة " أحتاج للصلاة " و تحركت تتوضأ وتغطي رأسها بقميص له وترتدي من قمصانه الفضفاضة .. لتبكي في صلاتها تطلب الرحمة والصبر .. والعفو !

بينما صوت أبيها يتردد في عقلها ( كل بني آدم خطاء يا ماسة .. ولكن خطأ عن خطأ .. يختلف .. إلا حدود دينك حبيبتي )



آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 08:02 PM   #256

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

يحاول النوم في غرفة القيادة على مقعد خشبي طويل متجاهلا نظرات الإندهاش والتعجب من كل من يراه .. ناظرا للسقف شاردا بعبوس

هل حقا قالت له لا أريدك .. صرخت فيه ألا يلمسها
لماذا .. لماذا وقد شعر بأنه أصبح الأقرب لها من بين الجميع
لماذا وقد شعر بحبها و .. بحبه !

تنفر منه .. تصرخ فيه ألا يلمسها .. تخبره أنها لا تريده .. تترجاه أن يبتعد !
ما هذا .. هل جُنت ماسة !
أبعد اعترافه لنفسه بحبها .. تخبره بهذه البساطة أنها لا تريده !

في خضم كل أفكاره الشاردة التي تدور كلها حول فلك ماسة انتفض عندما سمع أحد العمال للسفينة يسأله بتعجب " سيد آدم .. هل الغرفة بها شئ .. لمَ لا تقبل النوم فيها أنت وكذلك الآنسة ماسة "

ظل ينظر للعامل للحظات يستوعب .. بإخبار العامل له أن ماسة ليست في الغرفة .. فهب يخرج من غرفة القيادة دون رد يبحث عنها .. لم يجدها عند المقدمة كما اعتادت أن تقف لينزل للأسفل يتأكد أنها لم تعود للغرفة .. لكنه لم يجدها أيضا فعقد حاجبيه متسائلا عن مكانها .. هل يعقل أن تكون...

اتسعت عيناه وهو يتحرك سريعا صاعدا لأعلى دور في السفينة .. ذلك المكان الصغير والذي به سور قصير غير آمن ولا يصعد إليه أحد أصلا إلا لمراقبة البحر في ظروف معينة ..

ابتلع ريقه الذي جف وهو يصل لينظر أمامه باحثا عنها فيشحب وجهه وهو يجدها واقفة عند السور القصير تتطلع للمحيط الهادئ نسبيا .. وفي حالتها التي لم تشفى تماما بعد من حُمتها .. قد تُصاب بدوار وتسقط في المحيط ولن ينقذها السور الصغير الذي لا يتعدى خصرها ..

انسحبت كل الدماء من وجهه حتى آخر قطرة وهو يتخيل سقوطها .. ولا يلحقها .. فتموت ببساطة أمام عينيه .. على صوت صراخها المتوسل به !

عند هذه النقطة التي توصل إليها همس بصوت متحشرج مبحوح برعب " ماسة "

فتحت ماسة عينيها التي كانت تغمضهما وهمسه يداعب أذنيها بخفة حتى ظنت أنها تتوهم .. إلا أنها عندما التفتت رأته واقفا هناك واستطاعت لمح حالته الغريبة في الظلمة الباهتة بينهما فعقدت حاجبيها من حالته وصوته المتحشرج يصل لها بصعوبة من بين أنفاسه اللاهثة وهو يقول " ابتعدي .. ابتعدي عن السور .. أرجوك "

قال الكلمة الأخيرة برجاء وقبل أن ترد أكمل هو بما لم تفهمه " ابتعدي .. فلن استطع إنقاذك هذه المرة أيضا .. ابتعدي "

ردت عليه وهي تشعر ببوادر دوار بسبب مرضها الذي لم يغادرها بعد وبسبب وجودها في هذه النقطة العالية وحدها على السفينة قائله بعدم استيعاب " لم أفهم "

إلا انه أكمل وهو لا يراها أصلا من بين ذلك الضباب الذي غلف عقله كما لم يفعل منذ سنوات فاستسلم له هذه المرة بضياع جاهد لنفضه سنوات طويلة سابقة " ابتعدي .. ابتعدي ارجوك .. ابتعدي جين "

عقدت ماسة حاجبيها وشعرت ببوادر احتراق من الغيرة - المحرمة - التي لم تستطع التحكم فيها وهي تسمع اسم أنثى أخرى من بين شفتيه يناديها به بالخطأ .. لتستدير له بجسدها تسأله عمن تكون هذه الجين الذي يتكلم معها باسمها ..

إلا أنها أثناء التفافها العنيف حول نفسها شعرت بدوار أشد يغزوها في لحظة ما لتجد نفسها في اللحظة الأخرى يختل توازنها فجأة .. وتسقط !!


************************


قبل ست سنوات

خرج من غرفة القيادة وهو يسب ويلعن من بين ضروسه الذين يطحنهم غيظا بينما يصعد على سلم خشبي قصير للدور الأعلى .. وجدها كما توقع أمامه فاردة ذراعيها مستقبلة هواء العاصفة بابتهاج أشعل غيظه وغضبه أكثر

اقترب منها يسحبها من ذراعها يديرها له بينما يصرخ بغيظ " هل يمكنك التوقف عما تفعلينه من جنون جين .. قلبي يكاد يتوقف في كل مره تفعلين هذه الأمور المجنونة .. ألا تخافين على شعوري ولو بقليل "

وكأنها لم تستمع أصلا لكل كلماته الغاضبة فتضحك جين بإبتهاج وشعرها الأشقر المسترسل بنعومة والذي يلامس كتفيها يتطاير حول وجهها بجنون وهي واقفة أعلى السفينة تنظر للمحيط الهائج بإستمتاع و قالت صارخة وعينيها الخضراوتين تلمعان بالحماس الجنوني " هلا توقفت أنت عن خوفك المرضي هذا .. أين الإستمتاع إذا "

تنهد بضيق يزفر أنفاسه الحانقة من عدم إستماعها لكلامه .. هو كقبطان لهذه السفينة .. لا يعصى له أحد أمرا إلا هذه الجين المزعجة .. حبيبته الفاتنة والتي بدأت علاقته بها منذ سنة عندما عرفته أخته الصغيرة على صديقتها الجديدة .. فيتبادلان نظرات الإعجاب مع الوقت ثم إرتبطا بعلاقة ..

تصغره بعشر سنوات تقريبا .. كانت في التاسعة عشر ربيعا مجنونة متمردة لا تعرف عن الحدود شيئا .. مغامرة بطبعها وهو كان يحب كل هذه الصفات ..
لكن أحيانا تلك الصفات تنقلب عليه فتشعره بالضيق عندما لا ترضخ له كما تفعل الآن .. لقد بدأ يشعر بالندم على إصطحابه لها في رحلته البحرية التي قاربت على الإنتهاء ..

لكن اليوم تحديدا يوجد عاصفة في المحيط يواجهونها وبدلا من أن يكون في غرفة القيادة بالأسفل مع الطاقم .. ها هو يقف محاولا إقناعها بالنزول والمكوث في الغرفة حتى تنتهي العاصفة .. لترفض ضاحكة وكأنه يمزح معها ..

أمسكها من ذراعها من جديد يديرها له قائلا من بين أسنانه " توقفي حالا جين .. أريد النزول مع الطاقم بالأسفل وأنت هنا تمرحين كأنك في رحلة "

لتنظر له بتحدٍ قائلة من بين شفتيها الوردية المكتنزة " أنا بالفعل في رحلة .. إنزل أنت .. أما أنا .. سأراقب تلك الأمواج التي تغريني باحتضانها " قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر للأمواج المتلاطمة أمامها مما أشعل أعصابه ذعرا وغضبا فأدار وجهها بعنف وهو يتخيلها قد تفعلها يصرخ بجنون من فعلتها " إياكِ .. إياكِ جين .. المحيط غير هادئ وغير آمن بالمرة "

رفعت نظراتها لتنظر لعينيه بملل من حرصه المبالغ فيه كما ترى قائلة بتأفف " حسنا سأنظر من بعيد فقط .. هل يمكنك النزول الآن وتركي وحيدة " حاول مجادلتها إلا أن صديقه جون الضابط الأول على السفينة ناداه من الأسفل بقلة صبر يتعجله " يا آدم .. ماذا تفعل عندك بحق السماء .. أحتاجك في غرفة القيادة "

زم شفتيه حينها بغضب ثم نظر لها نظرة محذرة ملوحا بسبابته ردتها بنظرة باردة غير مبالية .. ليتركها وينزل على مضض مخبرا إياها أنه سيصعد بعد قليل لها لينزلها للغرفة ..

ولكن .. بعد بعض الوقت وهو في غرفة القيادة مشغولا مع طاقمه .. سمع صوت صرخة .. صرختها هي تحديدا ليرفع وجهه من الخرائط يتطلع عبر الزجاج بجانبه للخارج بعد سماعه لتلك الصرخة .. الحماسية بجنون .. والتي يتبعها بعد لحظة كما توقع .. جسد جين وهو يقفز من الدور الأعلى للسفينة للمحيط .. ليصرخ بصوت مصدوم ووجه انحسرت منه الدماء وقلبه يسقط معها برعب " جييييييين "



" مااااااسة " كانت تلك صرخته التي خرجت منه في تلك اللحظة التي مرت فيها أمام عينيه الذكرى الأسوأ لقلبه .. الذكرى الأكثر ألما على الإطلاق والذي لطالما جاهد طوال الست سنوات على نفضها بعيدا .. وها هي تتجدد أمامه بمنتهى الألم ! .. وهو يرى سمرائه في لحظة تفقد توازنها .. لكن في اللحظة الأخرى كان الأدرينالين يندفع في كل قلبه وكأنه يبث فيه الحياة التي تجمدت في لحظة بداخله .. يدفعه دفعا ليتحرك بسرعة قياسيه باتجاه ماسة ..
وقبل أن تهوى في المحيط .. كان يشدها من مقدمة ملابسها لتجد نفسها فجأة تسقط على الأرض .. بين أحضانه !!



آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 08:05 PM   #257

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

" سأعد من واحد للعشرة .. وبعد ذلك سأقذف بكِ في الماء إن لم تقفزي بنفسك "
قالها يوسف ضاحكا بينما هي واقفة بجواره متخصرة يعلو ملامحها المليحة التوتر والخوف فابتسم لجسدها الصغير الذي ترتدي فوقه ملابس السباحة ثم قال " علينا بتنفيذ ما تعلمناه يا ماستي "

مطت شفتيها ممتعضة من كل ما تعلمته أصلا .. هل كان من الضروري أن تخبره أنها تحب تعلم السباحة .. لماذا لم تتعلم عزف البيانو مثلا كان أسهل !
زفرت عدة أنفاس متوترة مبتلعة ريقها تحاول نفض خوفها ثم اقتربت من القفاز العالي تصعد إليه و الذي ارتفاعه أربعة أمتار لتسقط في مسبح عمقه أربعة أمتار أخرى !

وقفت تنظر للماء أمامها بأعين متسعة ترجوه ألا يبتلعها بينما يأتيها صوت أبيها واقفا امام بركة السباحة على الأرض يقول موجها " لا داعي للنظر للماء بهذا الخوف .. ستقفزين عموديا "

رفعت نظرات عابسة تحمل شجاعة مهزوزة وقالت معترضة " أنا لست خائفة بالمناسبة "
ابتسم الأب مشجعا ثم قال " لا بأس يا بابا .. أعلم أنكِ شجاعة .. هذه لأنها فقط ستكون أول مرة لكِ بمفردك .. وستجدين الأمر ممتعا .. وما أن تشعري بعدم قدرتك على السباحة سأقفز إليك أنا "

أومأت له بثقة .. أجل .. أبوها هنا فلمَ الخوف أصلا
أنزلت نظارات السباحة على عينيها الصغيرة ثم سحبت أنفاسها لتنظمها بهدوء وأبوها يبدأ في العد حتى أتى رقم عشرة فتوترت للحظة سرعان ما نفضتها وهي تحبس أنفاسها .. وتقفز !

كان الأمر ممتعا وهي تهوى بين ذراعي الماء الذي استقبلها بداخله محتضنا إياها بالكامل حتى شعرت بقدميها يلامسان أرض المسبح .. فابتسمت بداخلها بنشوى .. من قال أن عزف البيانو قد يكون أمتع من السباحة !!

حاولت القيام بكل ما تعلمته لتخرج بعد لحظات قصيرة مجددا على السطح تشهق تلتقط أنفاسها أخيرا وأبوها يصفر لها بتشجيع وهي تبدأ في السباحة برشاقة ذهابا وإيابا ..
حتى شعرت فجأة .. بعضلة في ساقها تتشنج مانعة إياها من الحركة في نفس الوقت الذي كان أباها استدار يجلب لها المنشفة

تحاول المقاومة والمقاومة رافضة أن تسمح للذعر أن يجتاحها وتقلق أباها لكن .. دون جدوى حتى شعرت بالماء هو من يجتاحها داخلا عبر أنفها وفمها الذي تشهق به وهي تحرك ذراعيها بمصارعة مع الماء حتى استطاعت الصراخ أخيرا " باباااااااا "

وقبل أن تكمل الكلمة كان جسدها مغمور بين ذراعي منقذها الأبدي وهو يهمس ضاحكا يسبح بها نافضا ذعره عن ابنته " لا تقلقي أنت بخير الآن "


********************


أهذا أبوها ! .. لمَ تشعر إذا أنه ليس سوى آدم
كيف تتداخل صورة الأب لديها دائما مع صورته فتصبح واحدة تحمل ملامحه هو .. آدم
كيف دائما يكون هو موجود في كل وقت من المفترض أن يكون أبوها هو الموجود
كيف دائما يصاب بالذعر عليهما كما ذعر أبيها .. وكيف تثق مطمئنة به كما تثق مطمئنة بأبيها

كيف وتوازنها يختل وهي متأكدة أنها ستسقط من السفينة للمحيط تهاجمها في لحظة الطمأنينة ما أن صرخ باسمها .. متأكدة أنه سيلحق بها .. كيف !
و كيف تكون كل هذه الأحاسيس .. هي أحاسيس .. محرمة !

انتفضت ماسة بين ذراعيه برعب .. بينما هو يتشبث بها بعنف رافضا تحريرها .. ممددا على الأرض وهي فوقه منكمشة حتى كادت أن تتلاشى بين أحضانه ..

لا يشعر بها وهي تحاول الفكاك من أسر ذراعيه لها .. فهو منشغلا بخيالاته أو ربما ذكرياته وهي تضيع امام عينيه وهو لم يستطع فعل شيئا لإنقاذها .. تشبث بها بعنف أكبر وأصابعه تنغرز أكثر في لحمها .. مما جعلها متأكدة بأنها ستترك أثرا واضحا على جسدها ..

" آدم " .. تلك الهمسة الرقيقة التي داعبت أذنه وهي تتخلل صوت المحيط من حولهما وصوت الرياح هي ما نبهته .. همسة رقيقة عذبة مرتجفة متحشرجة مع صوت رياح خفيف وحركة محيط هادئة نسبيا .. لا صوت صرخة مذعورة متقطعة تطالب بالإنقاذ مع صوت رياح غاضبة ومحيط هائج بجنون ..

ففتح أخيرا عينيه وهو يراها تعلوه وجهها يقابل وجهه تشرق عليه بشمس دفئها على روحه المظلمة .. وأنفاسهما تتصارع معا وشعرها المموج أصبح كستار ليل يعزلهما عما حولهما وهو يغطي وجهيهما معا ..

همست مرة أخرى باسمه وهي تحارب ذلك الشعور المتناقض بالفرحة لوصاله واشتمام عطره الممزوج برائحته الرجولية الخاصة مع صوت المحيط حولهما في خلطة فريدة زادت من دوراها أكثر ..

ولا تعلم أنه يحارب نفس الدوار اللذيذ الذي سببته توليفة رائحتها الممزوجة بهواء المحيط التي تصله فتداعب أنفاسه التي كادت أن تختنق بروائح عاصفة الماضي قبل أن تظلله سماء عينيها الصافية الصيفية ..

حاولت ماسة التملص مرة أخرى دون فائدة فقالت بحنق مرتعش من بين أسنانها " آدم ابتعد .. قد يصعد أحد ويرانا بهذا الشكل المخزي أرجوك " ليضحك وهو يفك تطويق ذراعيه من حولها أخيرا على مضض وهو يتخيل وجهها كيف أصبح لونه الآن ..

فنهضت تعدل من شكلها بنزق وهي تراه يضحك فتزم شفتيها بتوتر قائلة همسا بلغتها " اللعنة .. اللعنة عليك وعلى وسامتك وضحكاتك يا آدم .. ما هذه الورطة يا ربي "

نهض برشاقة واقفا أمامها وقفته الشامخة تلك ممسكا يديه وراء ظهره قائلا " المزيد من الدردشات وذكر اسمي خلالها "
عقدت حاجبيها ولم ترد مفكرة إن كانت تنزل مبتعدة عنه قدر الإمكان لكن قبل أن تتحرك كان هو يعود لجديته فقال " لمَ صعدت هنا .. هذا المكان ليس آمنا "
لترد بعنف موجه لنفسها هي كتوبيخ " وما شأنك أنت .. أنت تصعد هنا أيضا "

اختفى الهدوء من وجهه ليظهر قناع وحشيته النادرة فهب ماسكا إياها من مرفقها بعنف يصيح بحدة أجفلتها حتى يوقف جنونها الذي لن يتحمله أبدا في هذا الشأن " لا أريد أن أراكِ هنا .. أنا قبطان سفينة آخذ بحذري جيدا أما أنتِ فلا .. هل تفهمين ماسة .. لا تصعدين إلى هنا مجددا .. إياكِ أن ألمحك وحدك هنا .. فهمت ِ " صرخ بكلمته الأخيرة بعنف أعلى أخافها للحظة منه

"ذراعي يؤلمني آدم .. أتركني " قالتها صائحة في المقابل رافضة صوته العالي عليها مجددا بينما تحاول السيطرة على إضطرابها بمشاعرها
زم شفتيه للحظة ثم قال سائلا وهو يترك مرفقها " لمَ تركتِ الغرفة أصلا "
ردت بتوتر متهربة النظرات " لا أريد النوم في غرفتك "
ارتفع حاجبا مشقوقا ساخرا و قال لها بتهكم " لقد تركت الغرفة لكِ .. حتى ألبي رغبتك قدر ما أستطيع في عدم تقبلي لهذه الدرجة .. فلمَ تركتيها " قال كلماته الأخيرة ببعض الجرح الذي تسرب لصوته دونا عنه

فعضت على شفتيها بتوتر وهي تحاول البحث عن حجة فصاح بها " لا تعضي على شفتيكِ هكذا "
رفعت عينيها له فيسألها هو غارق فيهما بخفوت متنهدا " لم تركتِ الغرفة ماسة ؟ "

أجابت وقد حشرها في الزاوية " بصراحة أخاف النوم وحدي على هذه السفينة "
عقد حاجبيه قائلا بتعجب " ماذا ! .. لماذا ؟؟ "
ردت وهي تعيد خصلة سوداء وراء أذنها شاعرة بأنها سخيفة " لا أعلم .. أشعر بالخوف فقط .. الجميع هنا رجال وعندما تكون موجودا أشعر بالهدوء والثقة أنه لن يدخل علي أحد "

رفع آدم حاجبيه وهو يسألها بدهشة أكبر " لقد ظننت أنك على علاقة طيبة بالجميع "
قالت ببساطة " أجل .. لكنهم رجال في النهاية .. من وبيئة مختلفة وعادات .. مختلفة " قالت كلماتها الأخيرة بألم لم يلحظه وهو يسألها مكملا التحقيق بخبث " أنا أيضا رجل .. بل وأنام معك بنفس الغرفة .. فلماذا لا تخافين مني "

تنهدت منزعجه من تحقيقه معها وردت عليه بتوتر عابسة تداري على شعورها تجاهه " أنا فقط .. معتادة عليك .. كما أنك أنقذتني من قبل لذا .. لا أخاف منك "

طالعها بنظرة غير مقتنعة لتطرق بوجهها أرضا
زم شفتيه ينظر لها بإصرار التمع في عينيه فجأة وهو يريد أن يكتشف الأن ما بها ليريح نفسه ويريحها من تخبطها الواضح له دون أن يعرف أسبابه .. فيسألها برقة وهو يرفع وجهها بأصابعه " أخبريني ماسة .. ما بكِ .. لماذا أشعر .. بابتعادك عني فجأة .. ماذا فعلت أنا "
قالت له بصوت متحشرج يقاوم الضعف وهو يتكلم برقته التي تذيبها تلك " لم تفعل شيئا " ثم أبعدت أصابعه عن وجهها وهي تقول " سأنزل لأسفل "

أوقفها ممسكا بوجهها بين يديه بإصرار أكبر قبل أن تتحرك خطوة قائلا بقوة " لا ماسة .. لن تنزلي قبل أن أفهم ما الذي حدث فجأة لتتغيري معي بهذا الشكل وأصبحت وكأنك تنفرين مني .. لن تغادري قبل أن تتكلمي .. والآن "

لتنظر له بتوتر مبتلعة ريقها مفكرة بطريقة لتبعده عنها .. نهائيا !



انتهى الفصل يا حلووووووووين .. منتظرة دعمكم وتعليقاتكم بشوقك حبيباتي


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 09:15 PM   #258

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

حبيت جدا الفصل .. حبيت ماسة وهي بتجاهد حتى مشاعرها وده اصعب شئ على الانسان انه يجاهد نفسه وأهوائه وحبيت النقطة ياللي حكيتي عنها .. لم أقرأ رواية تناقش أمر زي ده في زواج المسلمة من غير مسلم وللاسف الموضوع اصلا صار ينتشر تحت شعار الحرية الشخصية !! .. وبالفعل خطأ عن خطأ يفرق وكل بني آدم خطاء كما قال رسولنا الكريم وخير الخطائين التوابون .. ربنا يهدي الجميع
احس قرب خلاص ظهور المشاعر رغم خوفي من اللي ماسه ناوية تقوله .. يا ترى ناوية ع ايه معقول تقوله انها متجوزة مثلا ههههههههههه عقلي شطح بعيد بس هي مجنونة وتعملها .. بس حاسة خلاص مش فاضل كتير على الاعتراف الكامل والحب جاي يغمرنا بأمواجه ادينا مستنيين .. فصل مشوق اوي حقيقي بحس الفصل من حلاوته بيخلص بسراعه ما بحس بيه اطلاقا
كلماتك وعباراتك ووصفك وسرد وايضا تشبيهاتك الجماليه بحسها بترسم قدامي الصوره كامله وتوصف المشاعر بطريقة اقوى .. ولا زلت بسأل .. انتي متأكده ده أول عمل ليكي ؟ هههههههههه
موفقة حبيبتي آلاء


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 09:23 PM   #259

Maronmoka

? العضوٌ??? » 437509
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 63
?  نُقآطِيْ » Maronmoka is on a distinguished road
افتراضي

الفصل رائعة حبيبتى ❤️❤️❤️بس خلص بسرعة ليه 😭😭😭😭😭

Maronmoka غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-20, 09:26 PM   #260

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Heba ahmed11 مشاهدة المشاركة
حبيت جدا الفصل .. حبيت ماسة وهي بتجاهد حتى مشاعرها وده اصعب شئ على الانسان انه يجاهد نفسه وأهوائه وحبيت النقطة ياللي حكيتي عنها .. لم أقرأ رواية تناقش أمر زي ده في زواج المسلمة من غير مسلم وللاسف الموضوع اصلا صار ينتشر تحت شعار الحرية الشخصية !! .. وبالفعل خطأ عن خطأ يفرق وكل بني آدم خطاء كما قال رسولنا الكريم وخير الخطائين التوابون .. ربنا يهدي الجميع
احس قرب خلاص ظهور المشاعر رغم خوفي من اللي ماسه ناوية تقوله .. يا ترى ناوية ع ايه معقول تقوله انها متجوزة مثلا ههههههههههه عقلي شطح بعيد بس هي مجنونة وتعملها .. بس حاسة خلاص مش فاضل كتير على الاعتراف الكامل والحب جاي يغمرنا بأمواجه ادينا مستنيين .. فصل مشوق اوي حقيقي بحس الفصل من حلاوته بيخلص بسراعه ما بحس بيه اطلاقا
كلماتك وعباراتك ووصفك وسرد وايضا تشبيهاتك الجماليه بحسها بترسم قدامي الصوره كامله وتوصف المشاعر بطريقة اقوى .. ولا زلت بسأل .. انتي متأكده ده أول عمل ليكي ؟ هههههههههه
موفقة حبيبتي آلاء
مبسوطة انه عجبك حبيبتي وممنونة لكلماتك جدا وتشجيعك والريفيو اللي ركز على مقصدي من فصل اليوم .. بالنسبة للشخلعة فهي هانت فعلا .. وباذن الله احاول اعوض عن قصر الفصل المرة الجاية
ممنونة حبيبتي مرة تانية


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.