آخر 10 مشاركات
27 - حبى المعذب - شريف شوقى (الكاتـب : * فوفو * - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بحر الأسود (1) .. * متميزة ومكتملة * سلسلة سِباع آل تميم تزأر (الكاتـب : Aurora - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          436 - سراب - كارول مارينيللي ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          لآلىء الغيرة " قصة قصيرة " للقاصة أروع إحساس.. كاملة** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رحلة امل *مميزة*,*مكتملة* (الكاتـب : maroska - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-20, 08:18 PM   #541

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


الفصل الرابع عشر
...................................

" فديتُكِ بروحي مرة قبل لُقياكِ .. وأفديك الآن ألف مرة وأنا عاشق "

كانت تجلس وهي تضع شيئا يغطي شعرها وقد انتهت من صلاتها قبل قليل وظلت تردد أدعية تحفظها عن ظهر قلب لمثل هذه الأوقات العاصفة كما تعلمت من أبيها وأمها

ابتسمت بحنين على ذكراهم وهي تتنهد شاردة فيهم ..

يا إلهي مرت أسابيع طويلة .. كم اشتاقت لهم !

رفعت يديها تدعو الله بأن يكحل عينيها برؤيتهم جميعا بخير
وأن يحفظ لها آدم ولا يبعده عنها أبدا وألا يفترقا ..

طرقات هادئة على باب غرفتها جعلتها تعقد حاجبيها خارجة من دعائها متسائلة عن هوية الطارق .. فآدم دائما يدخل دون استئذان

نهضت تفتح الباب لربما أحد من الطاقم يحتاج لشيء ما ..
فتحته وطالعت مارتن الواقف بحيرة وبعض الغضب لكنها سألته بتوجس " هل تحتاج شيئا .. مارتن ؟ "

ابتسامة صغيرة على جانب شفتيه ظهرت بينما يومأ لها قائلا " أحتاج للتحدث معك "

عقدت حاجبيها تنظر له بتعجب لكنها ردت ببرود " تفضل "
سألها مبديا الدهشة وهو يرفع حاجبيه " هنا "
لترد عليه باقتضاب وريبة " أين إذا ! "
هز كتفيه مجيبا ببساطة " اسمحي لي بالدخول للغرفة .. أم .. هل أنتِ خائفة مني " قال الجملة الأخيرة بنبرة شعرت بها مستهزئة وكأنه يستفزها

شمخت بذقنها وهي تشعر بالفعل بعدم خوفها أبدا .. فآدم بالقرب منها على أي حال
قالت بإقتضاب تزم شفتيها وهي تشير بيدها للغرفة ليدخل " تفضل "
دخل للغرفة وهو يرمي بنظراته هنا وهناك ليتوقف عند السرير للحظة ثم هبط بنظراته لذلك المفرش الصغير النظيف المفرود على الأرض
ظهرت إبتسامة صغيرة مستهينة وهو يرفع نظراته لها قائلا " كنتِ تصلين ! "

زفرت وهي تشعر بالتوتر من وجوده وتلك الذبذبات الشريرة التي تنبض من حوله فتصيبها بقلق أخفته ببراعة بينما ترد بقوة " أجل أصلي .. " ثم ابتسمت ابتسامة بلا معنى وهي تردف " أخبرني بما تريده الآن "

نظر لها ثم للباب الذي تركته مفتوحا لتقول قاطعة عليه أفكاره " أفضل أن يكون مفتوحا وأنت هنا غريب عني .. تكلم من فضلك "

نظر لها ببرود يخفي جحيم من غضب وهو يقول " لكنك تغلقينه بوجوده .. أم لأنه القبطان ! "
اشتعلت سمائها المظلمة فورا بنيازك الغضب .. ما باله يشغل نفسه بآدم !! .. إنه القبطان بحق الله .. ليظهر بعض الإحترام قليلا !

ردت عليه بكبرياء وعنف صارم بوجه جاد يثير غيظه عندما تظهره له " علاقتي بآدم لا يتدخل بها أحد أبدا .. أخرج من الغرفة الآن " قالتها وهي تشير بيدها للباب
ليضحك ضحكة سمجة ويقول رافعا يديه " حسنا حسنا .. لا داعي للانفعال .. أنا أطمع في الوصال فقط "

عقدت حاجبيها بعدم فهم .. وشعور بداخلها ينمو .. ينبؤها بالخطر
لتقول بحذر " ماذا تقصد "
نظر لعمق عينيها للحظات ولم تستطع سبر أغواره حتى رد عليها - بما يقنعه به عقله - بنبرة فجة " هل تأخذين شيئا معينا أم مجرد متعة متبادلة "

اتسعت عيناها ما أن وصلتها كلماته الحقيرة .. وقد فهمت ما يقصده تماما شاعرة بكلامه كخنجر مسموم غُرز في منتصف كبريائها ..
ودون شعور منها أو حتى نقاش .. رفعت يدها لتحط بها على وجنته بكل قوتها حتى تركت أصابعها بعض العلامات مجفلة إياه بينما تصرخ بعنف " أيها الحقير .. هل تعتقدني عاهرة كأمثالك .. أخرج من هنا حالا قبل أن يحدث لك ما لن يحمد عقباه "

اتسعت عينا الشاب العشريني بغضب وهو يتلقى إهانتها بمثل هذه القوة ودون أي تردد .. فتزيد من نيران جحيمه نافخة جمرات كرامته التي اشتعلت يوما ولم تُطفئ حتى الآن
فتخلى عن حذره كله ليهجم عليها ممسكا شعرها بقبضته يصرخ فيها وهو يحرك رأسها بقوة كادت أن تقلعه من مكانه " أيتها السافلة .. هل ستمثلين دور الشريفة في وجهي وأنت غارقة معه ملبية له كل رغباته أمام الجميع بمنتهى الوقاحة .. أيتها الشرقية الوضيعة "

صرخت تريد التحرر منه تتمنى لو يسمعها آدم في هذا الجو العاصف بالأمطار وهو في الطابق الأعلى .. لكنها قالت رغم خوفها وهي تشم رائحة كريهة من فمه فاكتشفت أنه مخمور !! " أبعد يدك القذرة عني أيها المختل .. وأخرج من هنا حالا قبل أن أنادي على آدم ليأتي فيلقي بك في المحيط حيا "

ما أن أنهت جملتها حتى تحول وجهه الوسيم لوجه شيطاني مخيف أجفلها .. فجف حلقها وهي تدرك أن كلامها قد زاد من جنونه .. وبالفعل اشتعل غضبه أكثر وهو يسمعها تهدده بآدم .. وببصيرة عمياء وقلب حاقد وروح متخبطة بين أمواج الخيانة والخذلان صرخ بعنف أعلى وهو يلتصق بها " ولمَ أخرج ولا أحظى ببعض المتعة التي تمنحينها لآدم الذي تتشدقين بشجاعته الزائفة .. لا تقلقين أنا أستطيع إسعادك .. كما أن ذلك الجبان .. أضعف من أن ينقذك مني "

شحب وجهها والدم يتجمد في عروقها .. ولحظة واحدة وكانت تبدأ في الصراخ وضربه بعنف فدفعها مستخدما قوته الجسدية التي تفوقها أضعافا .. سقطت أرضا ليرتطم رأسها بطرف السرير الخشبي بقوة آلمتها ..
لكنها لم تهتم بأي ألم وهي تراه يندفع مغلقا الباب .. بالمفتاح
ثم التفت لها قائلا بفحيح أفعى سامة تريد الالتفاف حولها " حتى وإن أتى .. تأكدي بأني سأترك في حياتك ندبة سوداء "

صدرها يعلو وينخفض بلهاث وهي تزحف للوراء وعقلها يعمل في كل الإتجاهات .. وما أن اقترب حتى انتفضت واقفة تركض ناحية الباب وهي تصرخ مستغيثة ..
فشدها من شعرها حتى شعرت ببعض الخصلات تقطعت وهي تصرخ وتركله بقوة محاربة لا تستسلم

لكن بقوة بنيته كان قد سيطر عليها وهو يدفعها على السرير ثم هجم عليها
ينوي الإنتقام دون تفكير .. منه فيها
شاعرا بالقهر وهو يسمعها تخبره بمنتهى الثقة بأنها ستنادي على آدم !!
منذ متى وكان آدم بطلا .. الجبان المتخاذل .. الضعيف
لا .. هو بطل .. لطالما رآه الجميع البطل وانجذب الكل له بمنتهى الغباء .. !

عند هذه النقطة .. مد يديه يمزق ملابسها التي تخص آدم وكأنه بذلك يمزق آدم نفسه .. شاعرا بأنه يحتاج لأخذ ثأره منه ولا يستطيع الصبر أكثر .. لقد أتت له تلك الشرقية على طبق من ذهب !

وما أن سمعت ماسة صوت ملابسها تُمزق وعراكها لا يجدي نفعا .. حتى صرخت بعنف شعرت أنه مزق أحبالها الصوتية مُنادية بكل قوتها بصرخة امتزجت مع صوت الرعد بالخارج " آآآآآآآآداااااااااااام "

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:19 PM   #542

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

في الأعلى – غرفة القيادة

عاود متابعة أعماله وهو يشعر فجأة بشيء يضرب قلبه
وكأن قلبه انقبض فجأة منكمشا على نفسه بخوف .. ثم اندفع يضرب صدره يضخ دمائه بتسارع وكأنه يعدو !

سحب نفسا وهو يحاول إعادة التركيز في عمله يشرب من مشروبه الساخن ..

و لحظات ..

ورفع آدم وجهه المحني ناظرا أمامه لـ اللاشيء عاقدا حاجبيه .. وهو يسمع صرخة استغاثة امتزجت بالرعد .. وكأنها آتية من بعيد بسبب صوت المحيط الغاضب .. وصلت لقلبه قبل أذنيه ..
فمرت لحظة واحدة قبل أن يهتف فجأة بإستدراك بعينين جاحظتين " ماسة ! "
والمشروب يسقط من يديه ..

رفع جون نظراته من الخرائط هو الآخر مجفلا من سقوط المشروب قائلا " ماذا بك آدم ! "

لكن آدم لم يسمعه ربما .. وإنما استقام بجذعه المائل وشئ ما بقلبه يخبره أن ماسة نادته رغم عدم شعور أحد أخر بصرختها غيره !!
فصرخ مُكررا وهو يركض للخارج " مااااااسة "

انتفض جون وتايلور وباقي الرجال والأخير يقول بتوتر " ماسة ؟ ما بها ماسة ! "
ركض جون وراء آدم قائلا بتوتر أكبر " لا أعلم تايلور لا أعلم " ولحق به البعض معهم تايلور ..

تتسابق خطواته في تعثر حتى شعر أنه سيسقط على وجهه ومع اقترابه من السلم سمع صوت صرخات واضحة فتتسع عيناه وهو يردد اسمها وقلبه يضرب بعنف حتى كاد أن يحطم صدره
لمَ يشعر أن المسافه للغرفة أصبحت بالكيلو مترات !!

وصل للغرفة أخيرا ليجدها مُغلقة بإحكام وصوت استغاثة ماسة بصرخات تعلو دون توقف بهستيريا ..
كان يضرب على الباب بعنف وهو يصرخ " افتح الباب .. سأقتلك .. افتح الباااااااااب "

صوت ماسة كان يثير جنونه والجميع اجتمع من حوله فشعر بإختناق
صوت ماسة تناديه يمتزج بصوت آخر
وكلاهما يتشابهان بنفس نبرة الذعر والهلع

فلم يشعر بنفسه إلا وهو يبتعد خطوات للوراء ثم اندفع للباب صارخا بعنف حتى ارتج الباب وقفله ينكسر محدثا دويا عالٍ

وفي الغرفة أمام عينيه رأى ماسته ممددة على السرير تتعارك مع حيوان يحاول أن يفترسها بملابس ممزقة تُظهر الكثير .. الكثير جدا مما جعل الدم يغلي في عروقه حتى شعر برأسه سينفجر فورا
تحرك بسرعة الضوء ربما يرفع مارتن بيدين من فولاذ ليشده من جذعه حتى أن ماسة انتفضت معه ويلقي به أرضا ويُلقي بنفسه فوقه ..

يسدد له اللكمات في كل مكان يطاله وهو يصرخ بكل لفظ وقح تعلمه يوما .. والآخر يحاول تفادي الضربات حينا وتسديد بعضها له في حين آخر ولا أحد يستطيع فك ذلك الإشتباك العنيف

انتفض مارتن في محاولة لمعاركته فلكم آدم في وجهه .. مما جعل الأخير يصاب بمس من الجنون الذي يغذيه غضبه
زمجر آدم كأسد متوحش وهو يندفع بإتجاهه يدفعه ناحية المرآة ويمسك بفكه بأصابع تركت علامات وهو يدفع رأسه مرة تلو الأخرى حتى هشم رأسه زجاج المرآة وسال دم مارتن الذي خارت قواه تماما من ضرب رأسه على الزجاج
بينما آدم لا يراه سوى سارق .. سارق ينوي سرقة ماسته الثمينة منه .. أو قاتل .. قاتل ينوي قتل حوريته التي جازف يوما بحياته لينقذها .. قبل حتى أن يلقاها !
فماذا الآن وهو عاشق !

والله لن يحدث .. لقد أقسم بكل ما هو غالٍ ونفيس ألا يمسها سوء .. والله لن يأخذها منه أحد ..

والله لتعودن لأهلها سالمة لا يصيبها خدش واحد .. ولو على حساب ألم قلبه بل ولو على حساب حياته كلها .. والله لن يهد ثقتها به وأمانها القائم على وجوده
والله لن يأخذوا منه .. فرحته الوحيدة !!

" أيها الحقيييييير " صرخ بها وهو يُلقي به أرضا من جديد ويعاود تسديد لكمات دون أن يشعر بأن مارتن قد قارب على فقد وعيه بالفعل بسبب ضربه وبسبب الخمر الذي شربه قبل قليل والدماء قد تفجرت من أنفه ورأسه ..

حتى الأيادي التي حاولت مرارا أن ترفعه من عليه .. كان يبعدها بعنف وهو يشعرها نفس الأيادي التي سحبته يوما لتوقفه عن إنقاذ فتاة أخرى سابقا .. فماتت أمامه دون أن يحرك ساكنا
لكن هذه ليست أي فتاة .. إنها روحه !

صرخ تايلور بعنف بجوار أذنه بصوت عالٍ وهو يكبله مع بعض الرجال بعد فشل أكثر من مرة ليوقفوه .. مستشعرا حالته الهستيرية وكأنه يعلم ما يمر به " آدم توقف .. ستقتله .. ماسه بخير .. ماسة تحتاجك يا آدم .. ستقتله يا آدم "

تشوشت نظرات آدم للحظة واسم ماسة يوصله بالواقع .. وكأنه يستوعب ما يحدث ليحيطه جون فورا بذراعيه ويرفعه مستغلا تردده اللحظي وقال تايلور مجددا ينبهه أو يخرجه من دوامته وهو يهزه من رأسه بيديه " ماسة يا آدم .. ماسة "

تلقائيا تحولت نظراته لماسة ليجدها متخذة وضع الجنين تنتفض تغطي نفسها بذراعيها مغمضة عينيها بقوة وكأنها تهرب مما يحدث حولها وصوتها يخرج كعويل مكتوم ..

عاد بنظراته لمارتن ليجدهم يسحبونه للخارج وهو فاقد للوعي ودمائه لطخت الأرضية الخشبية .. لتشتعل عيناه بالمزيد من الجنون ولكن قبل أن يتحرك يلحق به .. وصلته همسات ماسة المتكررة المستنجدة باسمه فنفض صديقيه بعيدا عنه وعاد لها بلهفة يتلمسها ..

انتفضت ماسة صارخة ما أن اقترب منها .. فنزل بوجهه جوار أذنها هامسا بحذر من بين أنفاسه اللاهثة يحاول طمئنتها أو ربما طمئنة نفسه " شششش اهدأي ماسة .. أنا هنا .. وأنت بخير معي .. لم يحدث شئ .. لم يحدث شئ .. أنا هنا حبيبتي .. أنا هنا "

استمرت في انتفاضاتها وهمساتها باسمه وكأنها تستجدي الأمان بأحرفه الخارجة من بين شفتيها بتعثر طفلة مرتعبة

فتحرك بعد أن شعر بجون يحاول مواربة الباب المخلوع عليهما .. ورفع الغطاء عليها بيدين مرتعشتين وصدر يتحرك دون استقرار وقلب ثائر داخله بغضب .. يلفها به يستر جسدها وقد شعر بألم ينحره نحرا .. وظل يتلمس شعرها بحذر متمتما بكلمات تهدئها .. يخبرها عن وجوده معها .. وأنها بخير ولم يحدث شئ ..
مؤجلا إطفاء حرائق قلبه لحين آخر بعد أن تنام ..

حتى مر قليل من الوقت .. ففتحت عينيها أخيرا وقد هدأت بعض انتفاضاتها ليستقبلها بعينيه القلقتين .. المطمئنتين لها !!
فقالت بإرتجاف وأعين زائغة برعب " إبقى معي آدم .. لا تغادرني الليلة .. أر .. أرجـ..ـوك .. أنا .. مرتعبة "
ليرد بسرعة " أنا هنا ولن اغادرك يا حبيبة آدم .. أنا هنا "
قالت له بضياع بعينين تحكيان له قصص من الذعر " ضمني إليك "

نظر لها للحظات مدركا أنها لا تعي ما تطلبه لكنه استجاب لها فورا .. وتمدد بجوارها وهي ملتفة بالغطاء يسترها
ومد يده برفق يأخذ رأسها يضمه لصدره بحذر يلعب بشعرها يُلهيها مُرسلا لها سحب دافئة من عطره تلفها بسكينة .. وما هي إلا لحظات حتى انفجرت في البكاء العنيف !

ألصق رأسها على صدره أكثر وهو حريص ألا يمس باقي جسدها حتى لا ترتعب وهدهدها كالأطفال وهو يتوعد في داخله لذلك الحقير مع كل دمعة ماسية تخرج من سمائها العاصفة بالجرح ..
يقسم أنه لولا ذعرها هذا لكان قتله بين يديه دون رأفة

قبل فروة رأسها مرارا وهو يتوسلها بالفعل ألا تخاف .. ويقسم لها أنها بخير ما دام هو هنا
لكنها همست بإرتجاف تشكوه " لقد .. ضربني .. و .. كاد أن .. "
قاطعها بعنف رغم خفوت نبرته " شششششش .. أقسم بالله لكنت قتلته وألقيت به لأسماك القرش تنهش فيه "

همست من بين شهقاتها العنيفة وهي تتشبث بقميصه بيدين مرتعشتين " كنت أعلم أنك .. ستنقذني .. لطالما أنقذتني وستفعل دائما .. لا تتركني أرجوك "

قال بسرعة مؤكدا " وسأفعل دائما .. لن أتوقف عن إنقاذك وتلبية ندائك يا حورية .. ولن أتركك أبدا حبيبتي .. أبدا "

أغرقت رأسها في حضنه أكثر تزيد من تشبثها .. تشعر بأمان غريب لطالما يتسلل لها وهي معه .. وها هو يتسلل لها من جديد رغم كارثية ما مرت به !

مغمضة عينيها .. سرعان ما استسلمت لنوم تهرب فيه يتخلله شهقات ضعيفة وانتفاضات لجسدها الرقيق ..

أما هو ..
رغم صعوبة ما يشعر به وكل خلية فيه تصرخ ليخرج فيزهق روح ذلك الحقير .. لكنه بقى معها .. وكالعادة .. في وجودها لا يشعر بأنه جبان لا يلبي النداء كما كان يشعر دوما .. بل لا يفكر للحظة وهو يخبرها بثقة أنه سيلبي ندائها وإنقاذها دائما
.. ومر وقت خرج فيه الصباح الجديد لا يشي بعواصف الجنون في الليلة المنصرمة ..
حتى وجد نفسه وسط كل توعداته وغضبه وخوفه ووعوده إلا وهو يلحق بها للسقوط في نوم .. خالٍ من الكوابيس المريعة .. على رائحتها !!

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:21 PM   #543

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

أشرقت شمس ذهبية في سماء صافية إلا من بعض سُحب قليلة تزينها .. وكأن ليلة الأمس كانت ليلة قمرية دافئة لا ليلة عاصفة برياح تضرب في القلوب قبل الأجساد ورعد وبرق يصمان الآذان ويخطفان الأبصار .. وموج ثائر يخيف الناظر إليه .. وقلوب خائفة ، مذعورة ، متوعدة ، حاقدة أو غاضبة !

تململ آدم في الفراش وهو يفتح عينيه مُستيقظا يشعر بصداع يضرب رأسه ضربا .. وسرعان ما هاجمته ذكريات الليلة البائسة فأظلمت نظراته الناعسة ..

نهض بجذعه مع اكتشافه لعدم وجود ماسة بالغرفة .. لتتسع عيناه واضعا أخطر الإفتراضات عن مكان وجودها !!
لكن ما هي إلا لحظات مرعبة حتى خرجت ماسة من الحمام الملحق بالغرفة بشعر مبلل وملابس من عنده جديدة

أنزل ساقيه أرضا وهو يطالعها بلهفة وقلق .. فانتبهت له خارجة من شرودها الحزين
التفتت له بمحياها المتألم فابتسم لها بحب ودعم ..

ظلت واقفة أمامه للحظات بصمت وسرعان ما أغرورقت عيناها بدموع قهر لتتحرك راكضة في إتجاهه .. ونهض هو فورا متلقفا إياها بين ذراعيه يرفعها من على الأرض وكأنه يخفيها عن العالم في صدره ..

غرقت هي بين ذراعيه تبكي بخفوت وهو يتحسس أعلى ظهرها في مواساة صامتة

تتذكر عندما استيقظت صباحا وجدت نفسها بين ذراعيه مستكينة إليه .. فنهضت برفق حتى لا توقظه وهي خجلة من قميصها الممزق والذي يكشف عن جزء من جسدها ويظهر ملبسها الداخلي .. فأخذت بعضا من ملابسه ودخلت للحمام بخطوات تشعرها ثقيلة .. متألمة
وهاجمتها ذكرى أول يوم على السفينة .. عندما احتل أفكارها فكرة أن يعتدي عليها أحدهم بالفعل .. وبمجرد وجود ذلك القبطان المدعو بآدم كانت تشعر ببعض الأمان رغما عنها .. أمان مجهول المصدر حينها
وليلا عندما تعرضت لما تعرضت له .. صرخت تلقائيا باسمه ..

تستجدي أمانه من جديد ليس كقبطان أنقذها يوما .. وإنما كحبيب تؤمن تماما أنه سيفديها بروحه أيضا .. وظلت تصارع كمن يصارع الموت .. بإنتظاره .. ليأتي وينقذها كما اعتادت أن يفعل .. وفعل

لم تخشى أن يحدث لها ما هو أسوأ في الحقيقة وآدم قريب منها .. لكنها متألمة لما مرت به من إنتهاك ورعب لم تعشه من قبل ..
لم تتعرض يوما لهذه البشاعة .. تحتاج لأبيها بشدة .. تتمنى لو تبكي بين ذراعيه تشكوه ..
وماذا لو لم يكن آدم أصلا موجود على السفينة فحقق مبتغاه ذلك الحقير !
لكنها لم تكن لتسمح له .. أجل
إنها تلك الشرقية والتي تربت على أن أغلى ما تملكه الفتاة كبريائها وشرفها .. لتمت دفاعا عنهما .. والليلة السابقه كانت مستعدة للموت في سبيل الدفاع عنهما فعلا
لكنها لم تحتج لهذا ..

لقد كان هو هنا .. بقربها .. يفديها بروحه .. منقذها الدائم !

هدأ بكائها قليلا .. فرفعت وجها أحمر وهو ينزلها أرضا أخيرا .. وقد شعرت وكأنها بالفعل بكت بين يدي أبيها كما تتمنى ..
لتشكوه بما يؤلمها قائلة بصوت باكٍ كطفلة " ذلك الحقير .. كاد أن يعتدي عليّ يا آدم .. كاد أن يقتلني حية "

لمعت وحشيته النادرة في عينيه ليرد عليها بالعربية هادرا بعنف " والله لكنت فعلت به الأفاعيل وأدنيه من الموت مرة بعد مرة .. لأجعلنه يتمناه ولا يطوله ذلك ال*** "

توقف بكائها للحظة و رمشت بعينيها مجفلة مندهشة من سبته الوقحة لتهز رأسها وهي تعود لتنشج من جديد قائلة " يا إلهي آدم .. توقف عن السب بوقاحة ! "

عقد حاجبيه للحظة ثم صرخ بحدة " ماذا تريدين أن أقول .. المتوحش القاسي ! "
نظرت له وهي لا تزال تشهق دون كلام .. بصراحة هو يستحق الحرق حيا لا مجرد سُبة !

طرق على الباب أجفلها فرفعت يدها تتشبث بقميصه .. لا يعرف إن كان يشكر الطارق أم يضربه
رفع يده يحيط كتفيها بدعم قائلا بنبرة رجولية بصوت أجش " مما تخشين ؟ .. أنا معك .. ليُريني نفسه ذلك الذي يطرف بصره لكِ "
رفعت نظرات ممتنة له فضغط على كتفيها ثم قال بهيمنة شخصية القبطان " ادخل "

دخل جون مرددا تحية الصباح ثم نظر لماسة قائلا ببسمة لطيفة " كيف حالك اليوم ماسة ؟ "

أطرقت بحرج ووجه ممتقع وهي ترد بكلمة غير مفهومة فرحمها مستشعرا حرجها ونظر لآدم قائلا " نحتاجك بالأعلى آدم " قالها وهو يشير بإبهامه للأعلى ثم صمت للحظة ينظر لماسة بتردد وأكمل " بخصوص مارتن "
جف حلقها ووجهها يشحب دونا عنها فشعرت بضغط آدم على كتفها أكثر بقوة لم تؤلمها رغم عنفها وإنما طمأنتها

نظر آدم لجون للحظة ثم قال بهدوء " لا بأس .. أنا قادم "
أومأ الأخير بإحترام وأنصرف بهدوء
تبادل آدم النظرات مع ماسة ثم رفع يده يمسد على صدغها و قال " عليّ الصعود .. ابقي أنتِ هنا الآن .. حتى أعود "

هزت رأسها برفض قوي وهي تقول " لا لا .. لن أبقى في مكان بدونك .. سآتي معك "

تنهد بإرهاق وهو يكرر " ماسة .. لا داعي لمواجهتك لذلك الكلب .. فقط ابقي و .. "
قاطعته تقول بحدة نافضة عنها ارتياعها رغم الشحوب الذي لا يزال يكسو وجهها " لا آدم .. لن أمكث في الغرفة هربا من حقير من المفترض أن يخشى هو مني .. أنا لست بجبانة "

لم يستطع منع لمعة الإعجاب التي مرت بعينيه خاصة وهو مدرك لحالتها فعلا وهول ما مرت به
ضيق عينيه قائلا بوقاحة لينفض ذلك الشحوب عن وجهها " ألا يمكنني أخذ قبلة شُكر على الأقل ؟ "
بالفعل حل احمرار الخجل يحتل ملامحها يغزو شحوبها وهي ترمش بعدم استيعاب لما قاله ثم عقدت حاجبيها قائلة " ليس من الصحي أبدا أي تقبيل في حالتي هذه "
رفع حاجبا وهو يميل برأسه قائلا بتهكم " خسارة ! .. ويالكثرة التقبيل بصراحة .. أغرقتني ! "

زمت شفتيها تحدجه بنظرة ساخطة
فتحرك يدخل للحمام .. وقد حلت ملامح الغضب على وجهه من جديد .. ويداه تتقبضان مطالبة بقتل مارتن
بينما هي تتكتف ناظرة للباب بتوتر منتظرة أن يخرج آدم من الحمام سريعا فلا تريده أن يبتعد عنها ولو خطوة واحدة !



.....................



في بلاد ماسة ..

دخلت للشرفة وهي تضع تعدل من وشاحها على رأسها ..
وكان هو جالسا يشرب من قهوته بشروده المعتاد مؤخرا فجلست بجواره ليرفع نظراته منتبها وسرعان ما أهداها ابتسامة رغم حزنها لكنها لم تقل جمالا أو قوة يوما

ردت بسمته بأجمل وأحن وهي تربت على يده قائلة رغم معرفتها بالإجابة " بما تشرد حبيبي "
نظر للحي أمامه مجددا في وقد كان الشروق يبدأ لتوه ورد " أفكر في ماسة "
شردت بنظراتها هي في ابنة قلبها الجميلة ثم قالت مهمومة " الليلة الماضية كلها قضيتها بكوابيس .. يا الله .. ماذا حل بنا هكذا "
أسبل يوسف أهدابه وهو يرد " الحمد لله على كل حال "
تنهدت وهي تحمد الله ثم قالت تنفض الحزن " هل أعد الفطور الآن "
أومأ لها قائلا " أجل لنتناوله معا .. ألم تنهي نهى صلاتها ؟ "
ردت سمية وهي تنهض " أجل .. أنهتها .. هيا الحق بنا للإفطار عزيزي "
لم يرد فخرجت هي وعاود هو لشروده في السماء التي لم يحتلها نور الشمس كاملا وتمتم " يا رب الكون .. أشعر بها حية .. قلبي دليلي .. يخبرني بها حية ومرت بأزمة بالأمس " صمت وعيناه تدمعان وهو يردف " لا أريد سوى أن تكون سالمة .. طامع في رحمتك يا رب .. إنها فتاة وحيدة أنت فقط الأعلم بما مرت به .. فاحفظها يا الله .. وردها لي لترد روحي بعودتها "

نهض بعدها من الكرسي وهو يحمل فنجانه الفارغ ينظر للشارع أمامه
انتبه للبوابة في البيت المقابل تُفتح ويخرج منها جاره وصديقه السيد حافظ الذي رفع وجهه يلوح له قائلا " صباح الفل يا أبا ماسة "
ابتسم يوسف له وفخره يظهر من اللقب ثم لوح له يحييه وقال " إلى أين في هذا الوقت يا رجل يا عجوز "
كشر حافظ ممتعضا ثم قال " ليست بضع سنوات تلك الفارق بيننا التي ستجعلك تراني عجوزا يا يوسف "

ابتسم يوسف وهو يرد بأريحية " لا ليست بضع سنوات .. وإنما الشعر الأبيض في رأسك "

لوح حافظ له متصنعا الحنق وهو يقول " أدخل لبيتك يا يوسف قبل أن يصحو الجيران على عراك بيني وبينك الآن "
قهقه يوسف بإرهاق بينما تحرك حافظ وهو يكمل بعفوية " هل تحتاج أن أشتري لك بعض الطعمية والفول معي "
ابتسم له يوسف وهو يلوح شاكرا ثم دخل لبيته نازلا للأسفل حيث زوجته وبنته يحضران الإفطار ..

ابتسمت نهى وهي تقبله تحييه حتى جلسوا ثلاثتهم على المائدة وبدأوا في الأكل ..
وعينا نهى تدمعان دون أن تشعر حتى ..
وتسيل دموعها وهي شاردة ناظرة لكرسي رابع فارغ

فتغص سمية بالطعام .. ويغمض يوسف عينيه بقهر !



يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:22 PM   #544

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

على السفينة ..


بخطوات مرتبكة زرعت فيها الشجاعة قسرا صعدت للأعلى معه .. وشعرت بيده تتشبث بيدها فتزفر متوترة ..
وكان هو بجوارها يتفتت غضبا مع كل خطوة يخطوها وهي بجواره تشعر بكل هذا التوتر والترقب ..
شعر بها تضغط على يده فنظر لها لتقول متصنعة الهدوء " لا تجعله يستفزك .. يكفي ما حدث بالأمس .. لا أريد أكثر آدم .. أرجوك "

على الرغم من أنها كانت شبه مغيبة بالأمس لكن الدماء التي على الأرض والمرآة المحطمة أخبرتها بمدى الجنون الذي نال منه ليلا
ولا تريد تكرار الأمر وأن يفقد آدم السيطر فيأذي الحقير هذا
رغم أنه يستحق .. ولكن هي فقط تخشى على آدم من تهوره وأن يرتكب شيئا بشعا !

زفر آدم بعدم رضا لكنه أومأ قائلا " لا تقلقي .. لن يحدث المزيد .. رغم حزن قبضتي على عدم استخدامها ! "
ابتسمت بإرتعاش فسحبها وهو يكمل سيره للأعلى حتى وصل ..
كان مارتن جالسا في المقدمة رأسه مربوط برباط طبي لإيقاف نزيفه بعد أن تدخل الطبيب – للأسف – لإنقاذه وكان يقف بجواره جون وتايلور وبعض الرجال

ما أن وقعت نظرات ماسة عليه حتى شحب وجهها والذكرى تهاجمها أكثر حتى اقشعر بدنها فترفع يدها الحرة متشبثة بذراع آدم دون شعور
مما جلب ابتسامة ساخرة لشفتي مارتن لاحظها آدم فتقبض يمنع نفسه بالقوة من أن يفتك به والأول يطالعه بسخرية وحقد .. ووجه متورم !

وقف آدم أمامه بملامح نُحتت من حجر .. وهجم عليه بقبضته ليوقفه أمامه .. ثم قبض على يديه وراء ظهره وماسة لا تزال على نفس تشبثها وإدعائها الصلابة بقوة تُحسد عليها وفتح فمه قائلا بصرامة " أنا .. بصفتي قبطان هذه السفينة .. وبوجود الشهود .. أتهمك بتعديك على الربان .. بالإضافة لتعديك على ناجية من ضمن الرُكاب .. والتي بحكم القانون لها حقوق على هذه السفينة تضمن عدم التعرض لها وحمايتها منذ اللحظة التي تم إنقاذها .. وبحكم صلاحياتي .. أعلن إيقافك عن العمل محولا إياك للتحقيق بمجرد وصول السفينة لليابسة .. ومن هنا حتى نصل فأنت ستقيم في غرفة منفردة كحبس إجباري لك لا تغادره إلا بأمري "
ثم اقترب منه أكثر مكملا بلهجة خطرة " وبصفتي رجل تعديت على حبيبته .. أقسم بالله إن سمعت فقط نبرتك تعلو .. لأضربك كما لم أفعل مع أحد يوما "

ظل مارتن صامتا يطالعه بنفس الحقد والسخرية وكذلك ينظر لماسة التي تكتفت تحارب موجة غثيان من ذكريات الأمس وتخفي ارتعادة جسدها بمهارة تصر أن تظهر قوتها أمامه ثم بعد لحظات قال متصنعا الذعر بسخافة ملوحا بأصابعه مقلدا الإرتعاش " أووووه .. لقد ارتعبت .. كم أنت شجاع سيدي الربان ! "

نظر له آدم ببرود ورفع إحدى حاجبيه مستهترا به

لكن مارتن اشتعل غيظه وحقده أكثر قائلا بحدة راميا الحقيقة في وجهه معريا آدم أمام الجميع وأمام ماسة تحديدا " وهل البطل المغوار الشجاع الذي يتشدق بضربي وسجني .. أخبر حوريته السمراء بأنه ليس بطلا بل .. مجرد جبان بائس متخاذل لا يهتم سوى بنفسه .. أم نسيت يا .. جبان "

شحب وجه آدم فورا وشهقت ماسة شهقة وصلت لأذنيه جيدا .. فسقط قلبه بين قدميه غير راغب بتعرية نفسه أمامها هي تحديدا .. ليلحظ مارتن شحوبه فتتحول بسمته الساخرة لأخرى .. منتصرة !

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:25 PM   #545

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

ظهرت الإبتسامة المنتصرة المتشفية على وجه مارتن وهو يلاحظ شحوب وجه آدم ..
فآدم الآن متأكد بأنه يعرف النقطة السوداء في حياته .. بل ويريد فضحه أمام الجميع ..

رمش آدم بعينيه وكأنه يتمالك نفسه ثم تكلم رغم شحوبه إلا أنه حافظ على ملامحه الهادئة الحازمة " خذوه للأسفل .. لا أريد رؤية وجهه "
رد مارتن بإستهتار مندفع " سيفعلون .. ولكن ليس قبل أن أخبرها بفعلتك السوداء "
صرخت ماسة حينها بصوت مذهول غير مستوعبة وقاحة مارتن أمام آدم وقد تناست كل ما مرت به "أاية فعلة سوداء "

حول مارتن نظراته الحاقدة بينها وبين آدم فارتعشت ثم قال بتشفٍ " السيد آدم .. منقذك وحاميكِ .. ما هو إلا جبان .. قتل إحداهن يوما بجبنه "

" اخرس " صرخ بها آدم وقد وصل لأقصى درجات صبره فهجم يمسك مارتن من تلابيبه مكملا صراخه العنيف " أنت تتحدث عن القبطان أيها الحقير .. الرجل الأول على هذه السفينة .. كلمه أخرى وسألقي بك في الماء "
صرخ مارتن في المقابل بتهور لم يحدث له سابقا " ولماذا تريد أن أخبئ الحقيقه عنها .. ها .. أم تخشى أن تسقط من نظرها يا جبان يا حقييي" قاطعه آدم بلكمة عنيفة على وجهه كادت أن تسقطه أرضا وصرخ بعدها في الواقفين " هل ستظلون واقفين هكذا .. خذوه للأسفل وإحبسوه في إحدى الغرف .. ومن يخرجه أو يتحدث معه .. فسيلحق به .. حالا "

فورا اندفع بعضا من الرجال يكبلونه ويسحبونه وسط صراخه وسبه لآدم " أيها الجبان .. أنت قتلتها بجبنك .. أنت قاتل جبان "
بعد أن أنزلوه وابتعد صراخه الذي كان يرسل رعدة لجسد آدم قال بحدة ووجه متخشب " الجميع إلى عمله .. ومن يقصر في عمله سيشاركه الحبس "

تحرك الجميع فورا كلٌ لعمله بعد انتهاء المشهد الدرامي العجيب .. وسؤال واحد يدور في الرؤوس " من هي التي قتلها آدم بجبنه وكيف ! "

نظر تايلور وجون بأسى لآدم الذي تحرك تاركا الجميع صاعدا للأعلى بخطوات مكتومة الغضب وحده يكاد لا يرى أمامه من الذي يشعر به الآن ..

تمتم تايلور لجون بحنق " اللعنة .. سيعود من جديد ليُشعر نفسه بالذنب .. وكأنه قتلها فعلا .. هذا الغبي "
قال جون متعجبا " من أين يعرف مارتن بشئ كهذا .. لا أعتقد أن أحدا يعرف هذه القصة القديمة غيرنا بحكم صداقتنا ووجودنا وقت الحادث "
زفر تايلور قائلا بحيرة " لا أعلم يا جون .. لكني أرى أن مارتن يرى الأمر من منظاره هو .. أو وكأنه يتعمد بالتشفي فيه بقصد !! "
سأله جون " هل تعتقد أن مارتن يعرف جين "
صمت تايلور للحظة ثم قال وهو يتحرك لمطبخه " أنا متأكد أنه يعرف الفتاة جيدا .. وحزين عليها أو .. غاضب ! لهذا فعل ما فعله "

وقف جون متعجبا متحيرا وهو يفكر في الأمر ثم لمح ماسة الواقفة متسمرة مكانها بعد أن تحرك الجميع تتحرك بعد لحظات بخطوات عنيفة تصعد لاحقة بآدم



............................



" هل تعلم بأنك الأفضل على الإطلاق "
نظر لها بطرف عينه ثم قال متهكما " حقا ! "
أومأت له بقوة وهي ترد " أنت الأروع والأشجع و .. الأوسم على الإطلااااااااق "
ابتسم ابتسامة صغيرة جانبية وهو يرد بثقة تغيظها وتثيرها في آن واحد " أعرف "
زمجرت وهي تهجم عليه متعلقة بعنقه فيصيح بها أن تتوقف لكنها لم تتوقف وصرخت " قل أحبك جين .. عدني بأنك دائما ستظل لي أنا .. تحميني دائما .. وتدللني دائما "

نفضها عن عنقه وقال متصنعا الغضب " لن أفعل .. لا شيء مضمون "
ابتسمت حتى تحولت بسمتها لقهقهة ناعمة ثم قالت بنعومة تشبه ضحكتها " هل تحبني ؟ "
ظل عاقدا حاجبيه للحظات ثم رد باقتضاب متنازلا " أحبك "
ضمت نفسها إليه وقالت بثقة " إذا سأعتبر هذه الكلمة كوعد لكل ما طلبته .. يا وسيم "
فابتسم بحب وهو يضمها له دون كلام وظلا صامتين يراقبان الغروب معا من هذا المكان العالي .. على الرغم من أن جين لا يستهويها الأمر بالفعل لكنها تفعلها لأجله !



..............................


واقفا أمام السور الهواء يضرب وجهه ضربا .. وكأن الهواء نفسه يعاقبه على ما فعله .. او ما لم يفعله
لم يكن يريد أن ينكشف الأمر أمام ماسة تحديدا .. يريد أن يظل ذلك البطل في عينيها .. المنقذ الشجاع دائما ..

لكن بعد ما سمعته ستطلب التفسير .. فماذا سيحكي لها .. أنه بالفعل .. جبُن للحظة فضاعت فتاة أخذت منه وعدا بحبه وحمايته !!

" آدم " نادته ماسة وهي تجده واقفا يوليها ظهره متخشبا ويصلها صوت تنفسه الغاضب أو المتألم !
فأغمض عينيه متمتما في نفسه " ليس الآن "

اقتربت منه أكثر حتى أصبحت ورائه فرفعت يديها تلمس ظهره المتشنج .. وكأنه يعاني ألما بالفعل

قال بصوت متحشرج مُرهَق " ليس الآن .. لا تطالبيني بشيء الآن .. أريد البقاء وحدي "
تحركت يداها الاثنتان على ظهره في مواساة صامتة .. لا تريد السؤال عن شيء .. صحيح صعدت لتفهم منه معنى الذي حدث وسمعته .. لكن وهي تراه بهذه الحالة .. فقطعا لا تريد شيء سوى أن تربت على قلبه المتألم .. يا الله .. ماذا حدث ليتألم بهذا الشكل !!

همست بتهدج حزين تواسيه وتدعمه وقد نست كل ألمها وكل الليلة الماضية بقوة لأجله هو " لا بأس آدم .. أنا لن أطالب بشيء .. فقط أريد أن أظل بجوارك "
صمت يطرق برأسه دون رد
فصمتت هي للحظات مُفكرة ثم فتحت فمها تقول بنبرة أودعت فيها كل حبها وصدقها وإمتنانها شاعرة أنه يحتاج ما تقوله " أنت بطلي آدم .. مهما حدث أنت ستظل بطلي وحاميّ .. لا تفكر يفي الأمر حتى "

التفت لها برأسه يبادلها النظرات .. وكأنه يبحث عن صدق إجابتها في عينيها لتومأ مؤكدة قائله بثقةه " أنت منقذي وحبيبي .. صدقني .. هذا لم ولن يتغير يوما "
مالت ابتسامته بحزن ثم قال لها برجاء " ماسة أنا أعرف أن ما مررتِ به بالأمس سيء جدا ولكن .. رجاءا اتركيني وحدي .. ادخلي غرفتك واغلقي الباب بالمفتاح وهذا الحقير تم حبسه أصلا .. حقا أحتاج البقاء وحدي "

رجائه مس قلبها وآلمه .. لكنها لا تريد تركه وحده يصارع ذكريات تعلم جيدا أنها ستهاجمه وتعلم أيضا رغم جهلها بهذه الذكريات بأنها سيئة .. سيئة للغاية ..

فلمع العناد في عينيها لترد وهي تتقدم واقفة جواره متكتفة بعند البغال " لن أتركك .. فلا أنت يجب أن تقف وحدك .. ولا أنا سأشعر بالأمان بدونك بعد ليلة الأمس "

ابتسم لها ابتسامة متأثرة بمحاولاتها لمواساته والتخفيف عنه .. حبيبته المواسية المتعاطفة معه بكل كيانها رغم جهلها بكل شيء ..

عاد بنظراته للمحيط .. ولكن رغما عنه يفكر بها وبوجودها حوله وبغضبه على ما حدث لها بالأمس

أما ذكرياته وشعوره بالذنب الذي اعتقد أنها ستفتك به اليوم بالذات .. قد توارت تماما في صندوقهم الأسود المغلق .. والذي أغلقته ماسة بنفسها وألقت بالمفتاح بعيدا .. بوجودها جواره .

ييتبع ...


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:27 PM   #546

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

مرت ساعات من النهار حتى أصبحت الشمس تقترب من المغيب .. وهما صامتان
حتى عندما صعد أحدهم يخبرهم بأن الطعام جاهز .. لم يرد آدم فقامت ماسة برفض الطعام بأدب

فلا هو سيأكل ولا هي ستتحرك بدونه .. تتمنى لو تسأله ليفتح قلبه لها .. لكنها تخشى عليه من أن يتذكر شيئا يؤلمه .. وتخشى أيضا أن يرفض الإفصاح .. فيتألم قلبها من عدم مشاركته إياها أمر يخصه في الماضي كما تعتقد ..

نفضت أي أفكار قد تهاجمها الآن ثم تطلعت تنظر للمحيط أمامها فلاحظت شيئا ما يتحرك في الماء لتعقد حاجبيها تنظر له .. لتجد حوتين يقفزان في الماء لتصرخ بحماس وهي تتقافز كطفلة مستغلة فرصة جذبه من شروده " حوتان .. انظر آدم أنه الحوت الأبيض والأسود "

خرج آدم من شروده على صرخاتها الحماسية لينتبه للحوتين القافزين في الماء أمامهما ليبتسم بشحوب قائلا " إنه حوت الأركة "
سألته وهي تتابعهم بنظراتها " هل هذا اسمه "
رد مجيبا " أجل .. ويسمى الحوت القاتل أو السفاح "
انحسرت ابتسامتها واتسعت عيناها وهي تسأله بقلق وتردد " هل يقتل ؟ .. هل يمكن أن يأذي السفينة ويقتلنا "
نظر لها بدهشة " ما الذي تقولينه يا ماسة ! "
عضت على شفتيها بحرج متمتمة " أنا أجهل الكثير في عالم البحر .. لا أعلم عن الحيتان سوى أنها من الثدييات "
اومأ متفهما بقلب مهموم ..

سألته وقد عادت لحماسها فتحاول اخراجه من صمته الكئيب هذا " ولماذا تقفز هكذا "
خرج من صمته يشرح لها بصبر " قد تكون تلعب .. أو ربما تحك جسدها بالماء "
ارتفع حاجباها قائلة بدهشة حقيقية " حقا "

رد مكملا وهو يومأ " أجل .. عندما تقفز للسطح وتنزل على جانبيها أو ظهرها .. فهي قد تكون تلعب أو تعبر عن راحتها النفسية أو ربما أنثى تدعو للزواج .. أو تحك جسدها كما أخبرتك .. وأحيانا عندما تقفز عاليا وتهبط بشكل عمودي فإنها غالبا تهاجم فريستها وتصدمها بقوة "

قالت بإنبهار وقد اختفت من أمامها الحيتان " وااااااو .. هذا رائع .. هل تعرف الكثير عن عالم البحر "
ابتسم لها ابتسامة صغيرة وهو يقول " بالطبع ليس الكثير .. فمهما وصلت معرفة الإنسان لحد كبير .. سيظل هناك الكثير مما يجعل كل ما توصل له ما هو إلا نقطة في بحر عظيم .. لكن هذا مجال عملي وشغفي فلدي معلومات كثيرة بالطبع "
لترد مؤيدة " اجل .. الله خلق الكثير "
فقال عفويا بالعربية " ونعم بالله "

عاد ينظر للمحيط قليلا بصمت ثم لمحها تنظر له مراقبة إياه بعينين براقتين ليعقد حاجبيه قليلا ويهز رأسه بإستفهام .. هزت كتفيها ببساطة قائلة " لم أستطع الاعتياد بعد على أنك عربي "
اتسعت ابتسامته أكثر دون رد ثم التفتا معا بصمتهما يراقبان الشمس التي بدأت في مغيبها

طوال النهار .. كلما ذهب بتفكيره لذكرياته البعيدة .. تصله رائحتها بجواره فتسحبه لها من جديد .. بأفكاره وحواسه وكليته .. لينسى أي ذكرى أخرى غير ذكرياته معها هي فقط
كلما شعر أن إحساسه بالذنب قد بدأ يخرج من مخبئه مهاجما إياه .. يسمع صوت الرياح وهي تداعب خصلات شعرها وكأنها تداعب مشاعره هو .. فيخرج إحساس العشق من قلبه نابضا .. قاتلا أي احساس آخر عداه
يشعر وكأن الرياح نفسها تتأوه من فرط جمالها وهي تمر عليها ..
ويالحظ الرياح !! ليته كان هواءا .. فيداعب خصلاتها .. ويسكن رئتيها .. ويلامس جسدها .. ويذوب عشقا فيها ويمتزج !!

زفر نفسا ساخنا من بين شفتيه اللتين انفرجتا يتابع ملامحها من جانب وجهها بطرف عينيه .. شفتيها مرتفعه بطريقة مغرية وكأنها تنادي .. هل من آدم ليقبلني !!

مغرية هي له دون فعل أي مجهود ..

لا يستطيع تخيل اذا قامت ببعض المجهود لإبراز جمالها أكثر بتلك الأشياء والمستحضرات التي تستخدمها النساء .. هل من الممكن أن يزد جمالها أكثر من ذلك .. ربما .. ليزد أكثر .. ولينفجر هو !!

تنحنح يجذب انتباهها فرفعت نظراتها له مبتسمة بنعومة وثقة غريبة تشع من عينيها أضعافا .. والرياح تعود لتتداعب شعرها وتتخلله فتحمل له رائحتها لتصل لأنفه فرئتيه .. فينتعش .. !

وجد لسانه فجأة يتحرك عفويا ببطيء بإحدى أشهر الأغاني العربية التي سمعها يوما وفُتن بكلماتها .. وكأنها كانت تشي له بمستقبله مع تلك الحورية !

" لما النسيم بيعدي بين شعرك حبيبتي بسمعه
بيقول آهات
وعطورك الهاديه اللي دايبة فيكي كل ما تلمسك
بتقول آهات
عايزاني ليه لما تقوليلي بعشقك مصرخش وأملى الكون
آهااااااات

اتسعت عينا ماسة بدهشة وهو يدندن بأحد الأغاني العربية .. فعضت على شفتيها حتى كادت أن تدميها وهي تسمع غناءه الخافت الموجه لها والذي عزف على كلماته قلبها ألحانا .. بينما اقترب آدم تاركا لنفسه حرية الغرق فيها وهو يمد يديه ممسكا بخصرها مكملا غناءه ..

" يا نجمة كل ما ضيها يلمس حجر
يعلى ويتحول قمر
بكتب حروف اسمك بحبات الندى
على كل أوراق الشجر
ترفع ماسة وجهها له تتمعن في كل ملامحه بعشق ذائب وهي تراقب الكلمات الخارجة من بين شفتيه .. بينما هو يتمسك بها أكثر كطوق نجاة ويلصقها به منتشيا بعدم إجفالها منه خاصة بعد تجربة الأمس المريعة لها كفتاة .. وقرب وجهه يغرقه في شعرها مغمضا عينيه بإستسلام لسحرها الشرقي مردفا ..
" مين اللي يقدر يعشقك ادي أنا
مين اللي يقدر يوصفك زيي أنا
يا حلم نفسي تحلمه كل القلوب
يا أعلى احساس شدني خلاني أدوب
خلاني أحس اني بشر
عايزاني ليه لما تقوليلي بعشقك
مصرخش واملى الكون آهاااات

أنهى غناءه الخافت فساد صمت .. حلو .. بأنفاس عالية منه وقد اشتعل العشق في صدره أكثر .. بينما يداه الممسكتان بخصرها تسللتا لظهرها فيطوقها أكثر بذراعيه ليحتضنها متأوها .. ناسيا كل ألم أو ذنب .. فقط عشقها

وهي مغمضة العينين ساندة رأسها على كتفه مبتسمة بإرتجاف خجول .. لا تقوى على إبعاده حتى مدركة بحاجته لها .. ولم يشعرا بأنهما كانا يتمايلان وكأنهما يرقصان

غابت الشمس تاركة السماء سوداء الصافية ورائها ..

فانتبه فجأة وكأنه تذكر أمرا مهما .. لقد انتهى النهار وهما يقفان هنا .. ولم يأكلا أي شئ .. يا إلهي ماسة حتى لم تفطر

هتف فجأة وهو يبعدها عنه " ماسة .. أنتِ لم تأكلي .. لا بد وأنك جائعة جدا "
نظرت له تمط شفتيها بإمتعاض تداري على خجلها وتأثرها قائلة تمصمص شفتيها مصدره صوتا معبرا عن امتعاضها " هل تذكرت الآن أني لم أتذوق طعم الأكل منذ البارحة .. يالسعادتي !! "
قال لها متفاجئا " ولماذا لم تنزلي للأكل "
ردت عليه ببساطة " لم أكن لأتركك وحدك .. أنت أهم من الطعام .. في سابقة لم تحدث من قبل "

ابتسم من كلماتها ثم قال بإعتذار " آسف ماستي .. هيا لننزل ونأكل حتى نشبع "
نظرت له للحظات وكأنها تستكشفه ثم سألت بجدية تميل بوجهها قليلا " هل أنت بخير الآن "
صمت قليلا وكأنه يبحث في نفسه عن الإجابة .. ثم ابتسم قائلا وهو يمسك بيدها " طالما أنتِ هنا .. أنا بخير .. بخير جدا "
ابتسمت بحب وسارا معا ينزلا .. ليأكلا

وأكلا سويا بنهم .. خاصة حين شعر آدم بجوعه المفاجيء

ابتسم تايلور وجون وهما يتبادلان النظرات المرتاحة يراقبانه يأكل ويتضاحك مع ماسة في المطبخ .. ويبدو أنه أفضل كثيرا مما اعتقدا أن يكون .. بوجود الفتاة الشرقية طبعا .

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:28 PM   #547

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

في غرفة مظلمة لم يهتم بإنارتها .. جالسا على السرير الصغير يسند مرفقيه على ركبتيه دافنا رأسه بين يديه
الطعام بجواره لم يُمس حتى !
لقد أهتموا بجلب الطعام له .. رغم أنه لم يستحق حت اطعامه !
رفع وجهه ببطيء ينظر لـ اللاشيء أمامه وقلبه يضرب برتابة .. وكأن الحياة كلها انسحبت منه أخيرا
بإنتقامه الرخيص !

أغمض عينيه بقوة وهو يجز على أسنانه بغضب
لقد أضاع نفسه بنفسه !
هو الذي لم يحب الخطأ يوما كما تربى .. ها هو ارتكب ببساطة أكبر الأخطاء
مستخدما فتاة لا ناقة لها ولا جمل في لعبة رخيصة آذته هو قبل أن تؤذيه

أجل .. الآن وبعد سنوات عدة ..
وأيام طويلة من عمره ضاعت وراء سراب .. وراء استرداد حق مهما فعل لن يسترده .. بعض أن عاش للحظات نشوة الإنتقام
ها هو لا يشعر في حلقه إلا بطعم المرارة !
مرارة الخسارة .. خسارة نفسه هو قبل أي شيء

سنواته قضاها في عمل لا يحبه فقط لينتقم .. وفشل
سنوات قضاها في حسرة وخذلان فقط ليسترد ماء وجهه .. وفشل
سنوات قضاها في ألم خسارة حب لم يكن له يوما حاول تعويضه .. وفشل
ماذا حقق هو من كل هذا !

تمتم ببطيء ورتابة " لا شيء .. فقط لا شيء ! "

لا لقد صبح الشخص الشرير وياللعجب .. يستحق !
أعاد جسده للسرير وهو يتمدد ناظرا للسقف الخشبي معاودا التمتمة بلا حياة " لا شيء .. فقط المرارة وضياع المتبقي من كرامتي "

وأغمض عينيه لينام .. عله يحلم بشيء جيد !


....................


تثاءبت ماسة وهي جالسة في المقدمة بينما آدم في غرفة القيادة يتابع عمله .. تراقبه وهي تشعر به أكثر هدوءا واستقرارا ..
ابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تشعر بهذه المكانة التي تحتلها في حياته ..
تتذكر منذ قليل بعد أن انتهيا من الطعام ونهض آدم ليتابع بعض الأعمال التي تركها لجون طوال اليوم فأتى لها تايلور يعطيها بعض القهوة الساخنة فشكرته بابتسامة ثم سمعته يسألها بعذوبة " كيف حالك الآن "

ارتجفت فورا وابتلعت ريقها لكنها وبإصرار ابتسمت له بلطف وهي تعلم أنه يسأل عن حالها بعد ما حدث بالأمس لها وردت " أنا بخير جدا الآن .. شكرا لك تايلور "
ابتسم وهو يومأ جالسا بجوارها يشاركها شرب القهوة ثم قال " أتمنى ألا يؤثر ما حدث عليكِ ويؤثر على محبتك للجميع هنا "

نفت بسرعة وهي تقول بجدية رغم توتر ملامحها من مهاجمة الذكرى البشعة " بالطبع لا .. أنا أقوى من أن أتأثر بهذا الأمر شخصيا صدقني .. ومحبتي للجميع هنا خالصة لن تتأثر بموقف تسبب به شخص حقير "

صمت ولم يعقب يشرب قهوته بهدوء يبحثان عن الدفيء
فقالت بعد لحظات بتردد " هل تعرف .. عما كان يتحدث ذلك البائس "
لم ينظر لها تايلور وظل صامتا فإعتقدت أنه لن يرد لكن بعد بعض الصمت أتى صوته لها هادئا " عندما سيشعر أنه يريد إخبارك .. فسيخبرك بنفسه "

عقدت حاجبيها بضيق وهي تفهم أنه يقصد آدم .. إذا تايلور يعلم ؟ .. لمَ لا يخبرها
وكأنه سمعها فنظر لها مكملا بابتسامة " اسمعي يا فاتنة الشرق .. لا تسألي أحدا عن هذا الأمر .. ولا حتى تسألي آدم .. يكفي أن تعلمي أن أمرأ مؤلم بالنسبة لآدم مر به .. وليس معنى أنه لا يتكلم معك بأنه لا يثق بكِ .. ربما لا يثق بنفسه كفاية .. أو ربما غير مستعد بعد للتحدث "

نظرت له بشك فقال لها أخيرا يحاول إقناعها " آدم يحبك جدا ماسة .. تأكدي أنه بعد ما حدث صباح اليوم .. لم أعتقد أبدا أنه سيكون بخير على الأقل هذا اليوم .. لكن ما إن نزل يطلب طعاما لكما ويأكل بنهم ويتضاحك معك براحة .. علمت وأدركت .. بأنك الوحيدة القادرة على إخراجه مما يعيشه .. وقد فشل الجميع سواء أهله أو أصدقائه من إخراجه من دوامة الشعور بالذنب والتي يجبر نفسه على العيش فيها بإنتقام جائر "

عقدت حاجبيها رغم دقات قلبها التي ابتهجب تتقافز ما أن سمعت ما قاله .. هل تمثل لآدم كل هذا حقا !!
لكنها سألته تبحث عن إجابة لما يعيشه " ولمَ يشعر بالذنب وينتقم من نفسه ؟ .. ومن هي التي ماتت ! "

ابتسم تايلور وهو يعود يشرب قهوته التي بردت مسبلا أهدابه وقال " توقفي عن اللف والدوران .. لن أبوح بشيء .. انتظري أنتِ ليأتيكِ ماسة "

ثم رفع نظراته مردفا بجدية " صدقيني ماسة وثقي بي .. فقط انتظري حتى يخبرك بنفسه وتأكدي حينها .. أن آدم يأتي للتخلص من شعوره بالذنب .. طالبا معطيا الحب الخالص دون شوائب من الماضي "

زمت شفتيها عابسة تفكر بكلامه .. هل ستستطيع الإنتظار .. ماذا إن لم يُرِد التخلص من الذنب الذي لا تعلم عنه شئ !!
قالت له بصدق ممزوج بخيبة " كنت أتمنى لو أساعده فقط في تخطي الماضي "

قهقه تايلور ثم أجابها بود " انتِ بالفعل تفعلين يا حمقاء .. ماذا كنت أشرح منذ دقائق "
ارتفع حاجباها مرددة " وماذا أفعل أنا .. أنا لا أفعل سوى دعمه بكلمات لا أعلم إن كانت في محلها أم لا !! "
تنهد تايلور يهز رأسه يأسا ثم قال " ماسة .. فقط تصرفي كما تتصرفين معه دائما .. هو يتحسن بمجرد وجودك .. ثقي بهذا .. مجرد الكلمات التي تعتقدين أنها في غير محلها .. قد تكون له كالبلسم الذي يتعافى عليه "

تنهدت هي الأخرى يائسة عابسة من أن تحصل على إجابة واضحة لكنها أومأت له قائلة " شكرا لوجودك تايلور "
غمز لها بطريقة جعلته أصغر عمرا وقال " أنا في خدمة العشاق "
اتسعت ابتسامتها .. تخجل من أن يعرف الجميع أنها تحبه .. بل تشعر بالفخر بأن هذا الرجل هو حبيبها

سمعت صوت تايلور آتيا بسخرية لذيذة وهو يقول " لكن لا أعتقد أبدا أني سأكون في الخدمة طويلا "
نظرت له بعدم فهم لتجده ينظر بإستفزاز ل .. آدم
نظرت لآدم لتجده واقفا خارج غرفة القيادة مع جون يتحدثان بما لا تسمعه لكن نظراته عليها وعلى تايلور .. نظرات غاضبة عابسة بغيرة فابتسمت له ابتسامة جميلة جعلته يعبس أكثر وتشتعل عيناه فعضت على شفتيها بتلك الحركة التي تغريه لينادي على تايلور حينها بحنق " تايلور .. ماذا تفعل عندك جالسا كالنساء .. تعالى ساعدني في غرفة القيادة "
رد تايلور ببراءة مستفزة " وبماذا أساعدك .. أنا طباخ "
فقال آدم وهو يشعر أنه سيقتله " تعالى واجلس معي فقط "
ضحك تايلور يهز رأسه يأساً .. ثم قال لماسة وهو ينهض " لطالما كان العاشق غيورا على معشوقته .. فما بالك أن يكون ذلك العاشق بأصول شرقية فيسري الجنون في شرايينه مع الدم "
انفجرت ماسة في الضحك برقة أشعلت آدم أكثر وتحرك تايلور يغادر بخطوات مستفزة بطيئة بتعمد .. فحدجه آدم بنظرة خطرة حتى دخل تايلور للغرفة وجون يلحق به والاثنان مستمتعان على حسابه .. ثم حول نظراته لماسة الضاحكة التي ما أن رأت حنقه حتى كتمت الضحك فورا متصنعة الجدية تضم إصبعي السبابة والإبهام معا تحركهما بموازة لشفتيها بمعنى أنها أغلقت فمها .. فلم يستطع منع ابتسامته من الظهور ثم تحرك داخلا غرفة القيادة وهي أمام عينيه حتى يبث كل منهما الطمأنينة في قلب الآخر بعد ما مرا به .


" ماسة "
خرجت من شرودها الطويل فيما حدث قبل قليل ولم تشعر أنها كانت تبتسم ابتسامة صغيرة إلا عندما سمعت صوت آدم يناديها فنظرت له وهو واقفا يطالع جلستها من علو
قال لها بتعجب " فيما أنت شاردة مبتسمة هكذا "
رفعت قبضتها تسند بها جانب وجهها مستنده بذراعها على الطاولة بجوارها ثم قالت بتنهيدة هائمة " فيك "

ظهر شبح ابتسامة عابثة على شفتيه وهو ينحني بجذعه مقربا وجهه منها .. محاصرا إياها بين ذراعيه حيث ذراع يستند على الطاولة أمامها وذراع يستند على ظهر كرسيها
قال لها بهمس مشتعل ووجهه قريب جدا من وجهها " في أي شئ تفكرين فيّ تحديدا "

قالت بتعثر وهي تسحب أنفاسه لرئتيها " لا .. لم أقصد .. لم أقصد معنى وقح "
رفع حاجبيه ببراءة وهو يقول " ومن جاء بسيرة الوقاحة الآن " ثم أصدر صوتا مطقطقا بلسانه وأردف " أنتِ رأسك تفكر في أمور مخجلة يا ماسة "

همست بتوبيخ حانق " آدم "
رد بهمهمه وهو ينزل بنظراته لشفتيها " هممم "

ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر أنها محاصرة بالإضافة للخدر الذي ينتشر في أوصالها وهي تراه بكل هذا الإغراء فهمست من جديد باسمه لكن بخفوت وعيناها تتحرك هنا وهناك " آدم "
اقترب من شفتيها أكثر قائلا بهيمنة " لا تتحركي "

اتسعت عيناها وهي تنظر حولها مكررة " ولكن آدم "
فعاود الأمر " فقط .. لا .. تتحركي "
صمتت تغمض عينيها تزم شفتيها متسائلة إن كان هناك صرصور يمشي عليها أم ماذا !

أنفاسه داعبت وجهها أكثر فأكثر حتى شعرت بأنفه يلامس أنفها ..
فأدركت أنه ليس صرصور وإنما .. قبلة !
وهي لا حول لها ولا قوة لم تستطع حتى الإنتفاض .. فقط ترتجف وقد هاجمتها موجة استسلام ذكرتها بإستسلامها له ذلك اليوم عندما .. قبلها أول مرة
وياللعجب كانت منتظرة القبلة !

زاد ارتجافها أكثر وهي تتذكر قبلته اليتيمة من قبل .. لحظات ثم .. لا شيء !!

شعرت بالهواء البارد يضرب وجهها الساخن يرطب قليلا من حرارته واختفت تماما أنفاسه الحارقة المداعبة لملامحها !
فتحت عينيها ببطيء ناظرة له .. لتجده واقفا أمامها متقبضا عابسا وكأنه غاضب ربما !!
عقدت حاجبيها ولم تعلم أن خيبة الأمل أطلت فمن عينيها ليراها واضحة فإزداد عبوسه وقال بصوت أجش كاتما انفعاله " هيا للنوم "

سحبت نفسا من الهواء البارد تهدئ من ارتجافها ثم نهضت تنوي الذهاب لغرفتها
تفاجئت وهو يمسك بيدها برفق يسحبها معه للغرفة حتى وصلا لها ودخلا بهدوء ..

كانت قد هدأت بعض الشيء فنظرت له متكتفة وهو واقف أمامها تسأله " أين ستنام "
قال لها بهدوء رغم استمرار عبوسه " في أي مكان .. لا يهم "
تسائلت عن سبب عبوسه .. هل هو غاضب منها .. هل كان يختبرها فوجدها مستسلمة فشعر بالضيق منها !

سألته وقد خشت أن يفكر في ذلك " هل أنت غاضب مني "
رمش مجفلا وهو يرد بسؤال " لا .. لمَ تسألين هذا السؤال "
ردت وهي تحرك كتفيها بخفة " أنت .. عابس "
أطرق بنظراته ثم قال " لا .. فقط " صمت يبحث عن إجابة لكنه قال بعدها بهدوء " لا شئ ماسة .. أنا سأنام في الخارج .. تصبحين على خير "

واستدار يغادر لكنها لحقت به تمسكه من ذراعه تديره لها قائلة مندفعة " إلى أين .. لا تتركني .. أنا آسفة "

قاطعها يقول " ماسة أنا لست غاضب أنا فقط .. " صمت للحظة يرتب كلماته ثم أكمل " أنا فقط كنت سأندفع لتقبيلك وضغطت على نفسي كثيرا لأتوقف حتى لا .. تغضبي "

صمتت دون رد فقال مكملا " اسمعي .. عندما أكون أنا مندفعا مستسلما لمشاعري تجاهك فأنتِ تكونين حازمة بلسان سليط وتجعليني أقف عند حدي .. لكن عندما تكونين أنتِ في مكان ضعف مستسلمة كما حدث منذ قليل .. فأعدك بأن أحاول الوقوف في وجه مشاعري وأسيطر على نفسي بكل قوة .. فأنا أعلم أنه إن قبلتك ستغضبين من نفسك قبل أن تغضبي مني .. لذا أنا سأحافظ عليكِ حتى من نفسي "

نظرت له بعينين عاشقتين لا تتوقفان عن النظر له بوله يزداد يوما بعد يوم ثم قالت ببراءة عفوية " وماذا إن لم نستطع كلانا " عضت على شفتيها مستوعبة سؤالها الغبي وهي تضرب رأسها .. فإبتسم لها قائلا بشقاوة محببة " حينها ليس بيدي حيلة .. أحيانا تكونين أكثر لذة من أن أقاومك "
ضحكت بخفر دون رد فظل واقفا ينظر لها بصمت .. لا يزال يضغط على نفسه بقوة مضاعفة حتى لا يقبلها .. يا إلهي .. لا يصدق مدى عذابه !!
قالت ماسه بعد لحظات " اذا .. إلى أين ستذهب .. ألن تنام هنا ؟ "

" وهل ستنامين كالأمس في أحضاني " قالها يغيظها بمشاكسة
فغطت وجهها بكفيها وهي تضحك قائلة " يا إلهي .. لا أصدق أني طلبت منك أن تحتضنني "
رد عليها بصوت أجش متأوها " هذا أفضل طلب طلبه مني أحد على الاطلاق "
" توقف آدم " قالتها بخجل ووجهها يحمر
فإبتسم وهو يصمت حتى لا يزيد من اشتعال الغرفه أكثر ..

سألها بخفوت " هل تريديني أن أنام هنا "
قالت ترد بتردد " في الحقيقة أجل .. سأخاف النوم وحدي بعد الآن .. أرجووووك " قالت برجاء يمسه وكأنه يحتاج أن ترجوه !
أومأ متفهما .. في النهاية لم تمر بأمر سهل .. على الرغم من صلابتها وشجاعتها التي رأها اليوم بنفسه وهي تتعدى الأمر ولا تعيره اهتمام بل صبت كل اهتمامها عليه هو اليوم .. لكن ستظل فتاة تعرضت لشيء حقير

شعر بغليان في عروقه من جديد فإبتلع غضبه وقال بهدوء مبتسما " حسنا .. هيا للنوم وأنا سأنام على الاريكة "
قالت تطلب منه " أرجوك . نم أنت على السرير وأنا سأنام على .."
قاطعها ضاحكا " توقفي عن طلب هذا فلن أفعله .. ستنامين أنت على السرير .. انتهي " ثم سحبها للسرير لتستوي عليه ويقبل جبينها بعد أن دثرها جيدا وتوجه للأريكة يتمدد ..

بعد قليل كانت غفت آمنة بوجوده غارقة في أحلام مليئة به
أما هو فظل غارقا في أفكاره الكثيرة المتداخلة لكن فكرة واحدة سيطرت عليه لتوقظ وحش ألم الفراق بداخله
فلم يبقى سوى أسبوع واحد على الوصول لأوربا .. وتنتهي رحلة عشقهما القصيرة !!

انتهى الفصل الرابع عشر .. موعدنا بكره باعادة تنزيل فصل جديد


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:40 PM   #548

إسراء أبو شرف

? العضوٌ??? » 462865
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 34
?  نُقآطِيْ » إسراء أبو شرف is on a distinguished road
افتراضي

لما النسيم بيعدي في شعر ماسة ادم بيقول اهات .. اصلا عادي
فصل جميل تسلم ايدك يا قمر


إسراء أبو شرف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:46 PM   #549

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 5 والزوار 12)
‏Heba ahmed11, ‏نهى 158, ‏إسراء أبو شرف, ‏سيلينان, ‏Aloa


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-20, 08:48 PM   #550

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

متشوقة اعرف آدم راح يفتح قلبه لماسة امتى ؟
ولا ما راح يخبرها باللي صار معه بالماضي !
حاسة كمان انه في شي بعد ما انكشف بماضي آدم
تسلم ايدك يا لولو الفصل جميل


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:12 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.