آخر 10 مشاركات
وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )           »          [تحميل] نار الغيرة تحرق رجل واطيها،للكاتبة/ black widow (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حَــربْ معَ الــرّاء ! (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة حـــ"ر"ــــب (الكاتـب : moshtaqa - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          `][جرحتني كلمتهاا][` (الكاتـب : بحر الندى - )           »          نار الغيرة تحرق رجل واطيها ....للكاتبة....black widow (الكاتـب : اسيرة الماضى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-20, 08:49 PM   #561

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


جاري اعادة تنزيل الفصل الخامس عشر


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 08:51 PM   #562

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل الخامس عشر
............................

" وظلي قُربي غني لي .. فأنا من بدأ التكوينِ .. أبحث عن وطن لجبيني "


بعد ثلاثة أيام ...

بعد الغداء كان كلٌ إنصرف لعمله وأشغاله وهي جالسة تراقب الجميع في حين بصمت وتراقب المحيط حينا آخر بنفس الصمت .. الكئيب !!

لقد أخبرها آدم بإقتراب موعد الوصول لأوربا بالأمس

وتتذكر جيدا ما شعرت به حينها .. شعرت وكأن قلبها قفز في صدرها بإحتفال صاخب لقرب موعد رؤيته لأحبابه ثم سقط عند قدميها بعد لحظات متكسرا محطما لأشلاء لقرب فراق حبيب آخر !

لم تتحدث معه .. يكفي ما رأته في عينيه من ألم يحاكي ما في عينيها .. فلم يتحدثا بشيء .. فقط أخبرها بالأمر بتقرير واضح
ببساطة بعد ثلاثة أيام ستصل السفينه لموطن آدم والذي سيساعدها فيه بالعودة سالمة لأهلها .. ستعود لوطنها بينما يبقى هو بوطنه .. نقطة آخر سطر في الرحلة !

لم تكن تفكر بالفراق رغم أنه فراق لا مفر منه .. لكن ببساطة مجرد التفكير في الأمر قاتل .. وها هو يأتي كوحش سيبلتع حبهما الذي لم يكد يفارق المهد حتى

حانت منها نظرة لقبطان سفينة قلبها .. العابس
إنه عابس منذ أيام وبالأمس علمت سبب عبوسه أخيرا

ورغم ذلك كان يأخذها كل يوم ليصعدا للأعلى يقفان معا بصمت أبلغ من الكلمات .. وكأنه لا يجد ما يقوله لها فيكتفي بنظرته لعينيها أو دقات قلبه التي تعزف لحنا معذبا

أما هي منذ أن علمت .. تشعر بأنها وقعت تحت شقي الرحى .. تشتاق لأهلها حد الجنون وتتمنى لو تراهم اليوم قبل الغد .. ومن ناحية أخرى تتألم بشدة لفكرة فراقه الكريهة
تفكر وتفكر وتفكر .. هل من مفر ؟!
هل يوجد حل وسط يمكن أن تلجأ إليه !
ولكن لا .. ببساطة لا يوجد
فهي الأستاذة الجامعية الشرقية
وهو القبطان البحري الغربي

ببساطه لن يلتقيا .. حتى إلتقائهما هنا .. كان كمعجزة حدثت لقلبها الذي كان يحتاج لمَرسى فتلقاه قلب القبطان الذي كان بلا مرسى في المقابل !

شعرت بوخز الدموع في عينيها فإلتفتت تنظر للماء حتى لا يراها أحد .. ولا يراها هو تحديدا

يا إلهي .. ما أصعب ما تشعر به !!

*************

عابس متجهم الوجه .. ملامحه وكأنها نُحتت من الصخر لكل من يراه .. كل الطاقم يتعجب من حالته الغريبه
أصبح نزق الطباع عصبي بشدة ولا يتحمل شيئا !!
وهو يعلم بذلك .. فمنذ تلك الليلة قبل ثلاثة ليال التي تذكر فيها بإقتراب موعد الوصول .. وهو يشعر بأن قلبه في كل يوم يتحطم جزء منه
هو يخطط أن يتكفل بها رغم صعوبة الأمر بعض الشيء لكنه سيفعل المستحيل حتى يأخذها معه ويساعدها للعودة لبلدها بنفسه
العوده لبلدها ! لمَ أصبح طعمها أكثر مرارة عما قبل
أ لأنه أحبها ؟!
أليس من المفترض لأنه يحبها أن يفرح لها لعودتها أخيرا لمن تحب ! .. لكن ماذا عنه !!
ألم يعد نفسه أن يتكفل بالأمر .. لمَ الأن يتمنى لو أنه لا يفعل منكسا وعده !
لمَ يتمنى لو تخبره مثلا بأنها ستبقى معه ولن تغادر !

ابتسم بسخرية مُرة من أفكاره .. فأي جنون هذا الذي يجعلها تترك أهلها ببساطة وهي التي كادت أن تضحي بحياتها لأجل أختها !

وأين ستبقى إن حدثت معجزة ما وفعلت .. فهو كقبطان لا يغادر البحر أصلا .. هل ستفارق أهلها لأجل بضع أشهر أو أسابيع قليلة في السنة تقضيها معه وبعدها يهجرها !!

رفع نظراته لها .. فرأى ملامحها المتعقدة قليلا وكأنها تتألم !
وسرعان ما التفتت بوجهها للماء
تنهد بحرقة .. إنها تتألم مثله .. وهذا - رغم عدم رغبته في إيلامها - أراحه !
على الأقل تحبه وتتمنى لو استطاعت البقاء معه ..

خرج من غرفة القيادة يتوجه لها .. وكأنه يريد استغلال كل لحظة ليصنع ذكرى يعيش عليها .. عما قريب .


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 08:52 PM   #563

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

" ماسة " ناداها بصوت أجش خافت جعل قلبها يئن وكأنه يخبرها بأنه سيشتاق لتلك النبرة قريبا ..
نظرت له بإبتسامة حاولت أن ترسمها حلوة لكنها خرجت مرتعشة حزينة .. ولم تشعر بتلك الدمعة التي غافلتها لتخرج من حبسها الإجباري متلألئة أمام عينيه

ارتعشت عضلة بفكه وهو يتتبع مسار تلك الدمعة الماسية التي انسكبت من بحرها المُظلم فرفع يده يمسحها بإبهامه برقة وظلت يده هناك تتحسس وجهها للحظات .. ناظرا لها دون كلمات

ماذا سيقول لها .. قلبه يصرخ به متهما إياه .. هو السبب .. أجل .. هو من علقها به رغم معرفته بما سيحدث
لكنه لم يكن بيده إلا أن يسقط في شِبَاك حبها التي غزلته حول قلبه بإحكام
لمَ عليها أن تكن بمثل تلك الروعة !!

اغتصب ابتسامة بعد لحظات بصعوبة وهو يبتلع طعما مرا بحلقه ثم قال " تعالي .. لنصعد للأعلى "
أومأت بصمت تسلمه كفها الذي تخلله بكفه وتبعته تنظر له بقلبها قبل عينيها

صعدا للأعلى وكالعادة وقفا بجوار السور وكل حواسه تنتبه لها إن اختل توازنها في أي لحظة .. فلن يستطع التخلص من هذا الهاجس بشأنها أبدا على ما يبدو ..

و بقيا صامتين .. وماذا يوجد ليُقال !

بعد دقائق طويلة مرت كسرت هي الصمت وهي تسأله محاولة أن تتمالك نفسها حتى لا تنفجر في بكاء حارق " هل ستسلمني للشرطة لتعيدني للوطن أم ماذا سيحدث "

نظر لها للحظتين يتأمل وجهها وكأنه يحاول الشبع منه دون جدوى وقال بعدها " من المفترض أن أسلمك للشرطة بالفعل .. لكن أنا سأتعامل بكل جهدي مع بعض الضباط هناك وسأضمن عندهم بأني سأعيدك لوطنك .. أتمنى أن يجدي الأمر نفعا "

اتسعت عيناها بقلق وهي تقول بتوجس " وهل يمكن ألا يجدي الأمر نفعا "
ابتسم يعلم ما يدور بداخلها فقال يحاول مشاكستها عله يبدد كل تلك الطاقات السلبية والمشاعر الحزينة من حولهما " ماذا إن لم يجدي .. هل ستختبئين مجددا "

ابتسمت بحنين لتلك الذكرى المجنونة وقالت بثقة " سأفعل ما تخبرني به .. أعلم بأني سأكون بأمان "

صمت يطالعها .. كالعادة تهز كيانه كله بكل كلمة تتفوه بها شفتيها ..

قال بعدها يطمئنها أكثر بثقة " أنا أعرف العديد من الضباط والمفتشين في بلدي .. سأقصد شخصا ما هو صديق لي وأعلم بأنه سيساعدني .. لا تحملي هما .. أنا أكثر تمكنا في بلدي وسأستطيع التصرف هناك .. ستكونين بخير .. أعدك "
ردت بثقة فورا " أعلم هذا جيدا وأثق به "

أهداه ابتسامة ثم عم الصمت بينهما للحظات أخرى قاطعه هو هذه المرة بسؤاله " هل تشتاقين لأهلك جدا "
أومأت له وهي ترد بحنان " جدا .. وأريد أن أطمئن على أختي "

ابتسم لها صامتا دون رد مجددا وهو يطرق النظرات ..
فكسرت الصمت هي حينها تسأله بنفاذ صبر فجأة بصوت متحشرج وهي تشعر أن قلبها سينفجر ألما " ماذا .. عنا آدم "
تخشبت كل عضلة في وجهه وجسده وأظلمت عيناه بقوة لا يعلم بماذا يرد وقد سألته بوضوح بشجاعة لم يمتلكها هو .. بماذا يطمئنها هذه المرة وهو يحتاج لمن يطمئنه !!

تحرك حلقه بصعوبة وفتح فمه بعجز وأغلقه .. ثم قال بما لا يملك قول غيره بألم " أنا آسف ماسة "

شهقت ماسة بعنف وهي تحرر رغبتها في البكاء أخيرا بعد أن سمعته فيعلو نشيجها ..

رفعت قبضتها الصغيرة تضرب كتفه القوي وهي تقول بصوت مبحوح " هل أنت نادم على حُبنا "
أغمض عينيه صامتا يستقبل ضرباتها الضعيفة على كتفه والقويه جدا على قلبه
صرخت به بنفس صوتها المبحوح بوجع قلب يفقد أغلى أحبائه " هل أصبحت عبئا عليك الآن يا آدم .. هل تندم على حبنا يا آدم .. أخبرني .. هل تأسف عليه "

صرخ وهو يلتفت لها بجسده كله غير قادر على الصبر أكثر وهي في تلك الحالة بعد أن تصدعت قشرة هدوئهما معا " توقفي ماسة بالله عليكِ .. لست بنادم ولو عاد الزمن لأحبتتك مرة بعد مرة دون أي تردد "
ثم أمسك بكتفيها يهزها وهي تشهق ببكاء يحرق قلبه وأردف " لكني لم أكن سأفعل ما فعلته .. لم يكن عليّ أن أستسلم لحبي وأسحبك معي في تلك الدوامة .. كان عليّ أن أخبئ حبي عنكِ حتى لا تتألمين كما يحدث الأن "

ضربت في صدره بعنف وهي تهتف من بين بكائها " أنا أحببتك .. وليس من حقك أبدا أن تخبرني بندمك على علاقتنا أو ندمك على حبي لك .. ليس من حقك أن تمنعني من حبك الذي تغلغل كل خليه من خلاياي اللعينة فأصبحت تسري مع كريات دمي .. ليس من حقك .. ليس من حقك "

سحبها بين ذراعيه يكتم شهقاتها في صدره يرفع وجهه للسماء يستغيث من هذا الألم ..

نعم علاقته بها رغم قصرها إلا أنها أفضل ما حدث له في حياته .. هكذا ببساطة .. دون أي تزييف أو إنكار
ماسة كانت كالشفاء له .. لكنها كانت كالإدمان أيضا

فها هو لم يعد يفكر كثيرا بما كان يشعر به من الذنب بعد أن أصلحت من عطب نفسه .. وسدت تلك الفجوة التي كان يحيا فيها .. وضمدت كرامته الجريحة مرة بعد مرة بكلماتها التي كانت كالسحر عليه ..

لكن ها هي ستبتعد .. وبعد أن كان بكرامة مجروحة وشجاعة ناقصة .. سيبقى بقلب يئن وروح تتوجع ..

تشبثت بيديها بملابسه تقول بجنون صارخة وعينيها تتحركان على وجهه دون هوادة " لا تذهب آدم .. لا تتركني أرجوك .. أتوسل إليك يا آدم .. أتوسل إليك .. أنا أحبك .. أحبك جدا يا آدم .. لا أستطيع .. لا أستطييييع "

كان ينظر لها بقلة حيله .. ماذا يفعل .. ماذا يجب أن يفعل
كان يعلم أن فراقهما مؤلم لكليهما لكنه مخطئ ففراقهما قاتل .. يقتلهما ببطيء .. ماذا يفعل يا ربي !

قال بصوت مرتعش يحاول أن يهدئها رغم أنه نفسه غير هادئ وكل عضلة فيه ترتعش بانفعال " ماسة .. اهدأي حبيبتي .. اهدأي .. هناك بضع أيام بعد .. فبعد أن نصل ستكونين معي لعدة أيام أخرى ويمكننا أن نتفق على .. "
قاطعته بقلة صبر ودموعها كفيضان نهر جارٍ لا توقفه سدود " لا .. لا يا آدم .. حتى إن مرت أيام أو أسابيع حتى .. سيأتي يوم وتغادرني .. عدني الآن أنك ستبقى معي للأبد "
تشبثت به أكثر ترفع وجهها وهي تستطيل على أطراف أصابعها وتكمل صارخة " عدني الآن .. تبا لك "

صرخ في المقابل بعجز وهو يهزها بين يديه " لا أستطيع .. لا استطيييييع "

اندفعت شياطين جانبها المجنون الناري فجأة من مكامنها فنظرت له بحدقتين ترتعشان بغضب تتمنى لو تخربش وجهه الوسيم بأظافرها .. وبالفعل دون تردد رفعت أصابعها لوجهه تحقق أمنيتها المجنونة تريد تفريغ كل ما تشعر به عليه

تأوه آدم بعنف وهو يقابل كل هذا الجنون منها وأظافرها التي تخربشه فأمسك بمعصميها يبعدهما عنه صارخا " اهدأي الآن وإلا صفعتك ماسة "
ظلت تتحرك بعنف تريد التحرر وتضربه في ساقيه بقدمها الصغير وهو يحاول السيطرة عليها بذراعيه .. ورغم كل شئ يشعر ببعض الراحة .. فماسة بهذا الشكل تخرج كل ما بداخلها من صدمة وحزن وألم علها ترتاح قليلا بعد صمتها الكئيب الغير معتاد هذا ..

تعرقلت قدميهما معا فسقطا فجأة من عنف حركاتها على الأرض ..
ليفترش الأرضيه الخشبية بظهره وهي نائمة فوقه ولا تزال تتحرك بهيستريا تريد خربشته وضربه ..

أغمض عينيه يجز على أسنانه مستوعبا وضعهما الذي أشعل نارا مختلفة فوق نار ألمه مدركا أيضا أنها لا تعي وضعهما اللعين ..

صرخ وقد يأس أن تستكين أو تهدئ " اهدأي ماسة وتوقفي عن تحركك الهستيري .. فأنا لست مسئول عما سيخرج مني بعد قليل "

وكأنها لم تسمعه أصلا فظلت تحاول ضربه بجنون وتريد التحرر من ذراعيه التي تلتف حولها تمنع تحركها تصرخ " اتركني .. اتركني أيها المخادع .. سأفقأ عينيك بيدي "
تأوه بعنف وهو يجدها تهبط بوجهها تعض كتفه بجنون فتحررت ما أن تركها وفك ذراعيه من حولها ليدلك كتفه مغمضا عينيه بقوة .. أسنانها حادة كأسنان نَمِرة شرسة .. ما هذا الجنون !!

نهضت فجأة على ركبتيها بجواره تعلوه لتضربه بعنف في كتفه وكأنها لم تشبع بعد فزم شفتيه يطحن ضروسه .. حسنا لقد طفح الكيل !

في حركة مباغتة سحبها بعنف فانقلبت بجواره ومال عليها بجسده يعلوها فأصبح وجهها أسفل وجهه لا يفصلهما الكثير وذراعيه تحكم اللف من جديد حول جسدها مكبلا إياها

أجفلت مما فعل وهي تستوعب أخيرا ما يحدث كأنها صُفعت للتو لتفيق ..
لطالما كان لديها جانب هيستيري لا تفيق منه بسهولة ..

هدأت رغم تسارع دقات قلبها وأنفاسها اللاهثة كأنفاسه تماما
وظل آدم يمسح ملامحها بعينيه .. والغروب يعكس ألوانه عليهما ليشعرا وكأنهما أنعزلا عن العالم كله

همس آدم بصوت أجش من بين أنفاسه " أهدأي .. اهدأي ماستي .. اهدأي حبيبتي "

وكأن صوته كان يعطيها الإذن لتنشج في بكاء ناعم رقيق هذه المرة قائلة بصوت مختنق " لا تتركني آدم .. انا أحبك جدا "

كم مرة قالت أحبك اليوم .. وكم يشعر بالتعاسة وهو يجدها تخرج من بين شفتيها بحزن ، بألم ، بتوسل باكٍ لا يستطيع تلبيته أصلا .. وكم يؤلمه ألا يُلبيها لأول مرة ..

زفر نفسا حارقا وهو يضع جبينه على جبينها قائلا بصوت متحشرج عاجز " ماذا أفعل .. قولي لي ماذا أفعل !! .. أنا عاجز يا ماستي .. آسف حبيبتي .. والله لو بيدي لما تركتك تغبين عن عينيّ أبدا .. حرقتي أضعاف حرقتك يا ماسة .. ماذا أفعل .. كيف نلتقي ترضي كلينا ! "
قالت تشعر بالضياع بعينين زائغتين " لا تتركني يا آدم .. البنات في بلادي بعمري يصبحن أمهات .. لكن أنا كنت أرفض أي شخص يطرق باب قلبي .. وكأني كنت بإنتظارك أنت .. كان قلبي يعلمك ويشعر بك قبل حتى أن أراك .. كيف ببساطة أفرط بك .. بعد كل ما جرى .. بعد أن وجدتك .. بعد أن إلتقطتني .. بعد أن رسى قلبي على مرساك يا آدم "
أغمض عينيه بعذاب يحطمه .. هل مر بمثل ما يمر به يوما ؟ كلا لم يفعل ..

همس بصوت يشتعل بالسخط من قدره " بل إنه أنا من وجدك .. بل أن قلبي الغارق كان يبحث عن مرسى له حتى وجدتك يا حوريتي لتنقذيني وتسحبيني لمرساكِ أنتِ يا ماسة .. ماستي .. ماستي أنا "

كان يكرر كلماته الأخيره وكأنه يناديها .. وكأنه لا يجد ما يقوله أكثر فيكتفي بنطق اسمها بياء ملكية .. ملكيته هو

تأوه فجأة بقوة وكأنه يعاني مرض وهبط يدفن وجهه في تجويف عنقها ..

أما ماسة ففكرت .. ما الذي تفعله ! .. إنه يتألم .. تعلم أنه يتألم بشدة فهي على يقين كامل بما تعنيه له ..

كيف تشكوه كل ألمها متناسية ألمه .. كيف تتشبث به وهي تعلم أنه عاجز .. كيف تخبره بحزنها وهو قلبه ينفطر حزنا !

عقدت حاجبيه فوق عينيها المرهقتين وهي تشعر .. برطوبة في عنقها !!

شهقت بنعومة وهي تستدير بوجهها وتجبره على رفع وجهه بيدها لتجد عينيه رطبتين .. يا الله إنه يبكي .. يبكيها !

لم يكن منفجرا في البكاء كما فعلت هي .. إنما هناك بضع دمعات غافلته لتخرج من جرتي عسله فتسقط على عنقها .. وكأنها تواسيها أو .. تشكوها !!

همست باسمه بإرتعاش لا تعلم ماذا تقول له .. كان عليها أن تتمالك نفسها أكثر من ذلك ..

قال بصوت أجش مخنوق وكأنه يكتم بكاءا حقيقيا " أحبك .. أحبك جدا ماسة .. أحبك كما لم أفعل يوما ولن أفعل .. ليتنا نستطيع البقاء معا .. لو فقط نستطيع .. لو نستطيع "

ارتسمت ابتسامة حزينة عاجزة على شفتيها .. تريد أن تسيطر على حالتهما رغم أنها فاقدة للسيطرة على نفسها حتى وقالت مرددة بحزن ناعم ودموعها تسيل " لو .. نستطيع "

هبط بنظراته لشفتيها المرتعشتين للحظات .. وكان في حالة فاقدا لسيطرته وكانت في حالة مستسلمة تماما بإرهاق مضني وقد هدها بكائها العنيف ..
حتى أنهما نسيا وضعهما وهما يفترشان الأرض الخشبيه وهو مائلا نحوها !

همس باسمها بارتجاف وكأنه يخبرها أن تمنعه لكنها كانت أضعف من ذلك .. فهبط بوجهه معتقلا شفتيها المرتجفتين بشفتيه القاسيتين فيكبلهما نازعا إرتعاشهما .. كانت قبلة عنيفة بعض الشيء .. متملكة .. خائفة مرتجفة .. مختلفة تماما عن قبلته الأولى لها وقد تخللها شيء من .. التوسل !

وما أفقده سيطرته أكثر عندما رفعت ذراعيها بدون وعي تتشبث به تبادله قبلته بقلة خبره وتردد زاده جنون !!

عقد حاجبيه ينهر نفسه .. عليك الابتعاد آدم .. لقد وعدتها أن تسيطر على مشاعرك يا آدم فابتعد .. إلا أن جسده تشبث بها أكثر بعناد وذراعيه يحيطان بجذعها كله وكأنه يزرعها بين ضلوعه كوردة ناعمة يخشى عليها من الذبول !
وشفتيه أصبحتا أكثر تطلبا وهو يجد ماسة تستقبل ما يقدمه وتقدم له على استحياء .. يعلم أنها في حالة ضياع تجعلها بهذا الاستسلام النادر .. وكم حلو استسلامها !!
وكم يبغى لو يظلا هكذا في رحلة لا تنتهي أبدا مهما امتدت ..

تأوه صغير خرج من بين شفتيها عبر شفتيه لا يعلم إن كان تأوه اعتراض أم توجع من انفلاته العنيف .. لكنه وصل لشفتيه فارتجف كله وهو يستوعب ما يحدث .. وكانت عزيمة قلبه أقوى من جسده .. قلبه العاشق الذي نهره بحزم فرضخ له .. على مضض لم ينكره !


ابتعد بشفتيه عنها يشهق وهو يسند جبينه على جبينها فشهقت هي الأخرى طلبا للهواء فاتحة فمها تتنفس منه بلهاث

أطبق على شفتيه يمنع نفسه من التمادي أكثر أو ربما .. يحتفظ بمذاقها المُحرم !

مرت لحظات طويلة بينهما يجاهدان لتهدئة أنفاسهما وضربات قلبيهما .. فتح عينيه ينظر لملامحها الجميلة

عيناها تغمضهما وشفتاها منفرجتان بإغواء يحارب حتى لا يستجيب له ، متورمتان من فعل قبلاته المشتعلة !

سحب نفسا حادا وهو يبتلع ريقه قلقا من رد فعلها حيال ما حدث ..

فتحت ماسة عينيها ترمش بهما ببطيء عاقدة حاجبيها كأنها تستوعب .. فتستقبلها عينيه الذائبتين بالعسل .. حبيبتاها القريبتان منها .. اللامعتان برغبة لم يستطع اخفائها فارتعشت أكثر ..

همس لها بحذر وهو يشعر بإرتجافها " أنتِ بخير .. اهدأي " قالها ورفع أصابعه يمسد على خدها بظاهرها
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تومأ له دون أن تعرف على ماذا بالضبط فابتسم وهو يبتعد قليلا عنها فنهضت بجذعها جالسة مطرقة ..

جلس هو الآخر ناظرا لجانب وجهها المحني الذي غطاه شعرها ثم ناداها بحذر مجددا " ماسة "
نظرت له بحرج وهي ترد ببراءة وبعض الرهبة بأعين متسعة " نعم "

صمت للحظة و رد فعلها البريء المشوش جعله يرغب بالضحك و أن يعود لتقبيل وجهها كله .. لكنه قال بعدها وهو يحك مؤخرة عنقه " كانت .. لحظة استسلام لكلينا "
تنهدت وهي تومأ مطرقة مرة أخرى

رفع يده يبعد شعرها عن وجهها ليلمه كله على كتفها من الناحية الأخرى ثم رفع بأصابعه ذقنها لتنظر له وقال بصدق " أنا أحبك "

ابتسمت وعيناها تغرقان بالدموع مجددا وأومأت من جديد ثم قالت وهي ترفع كتفيها وتنزلهما بعجز " وأنا أحبك .. وأشتاق إليك منذ الآن "

بادلها النظرات الحزينة في جلستهما .. ثم سحبها برفق لأحضانه .. وهذه المرة بكت برقة على صدره مستسلمة للقدر وتتشبث به هامسة كل دقيقة بحبها واشتياقها له دون تردد أو خجلها المعتاد ..
لتهبط دمعة أخرى يتيمة من عينيه لم يشعر حتى بها على شعرها الكثيف الذي ابتلعها بينما هو يبتلع غصته الخاصة .

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 08:55 PM   #564

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

آخر ليلة على السفينة ..

بخطوات هادئة – ظاهريا – تحمل بداخلها غضبا مكتوما تحرك لآخر جزء في السفينة ثم أخرج مفتاح ما من جيب بنطاله وهو يصل لغرفة مُغلقة ..
وضع المفتاح بالباب وهو يسحب نفسا من الهواء البارد للحظات مستحضرا جانبه الغربي البارد ..

ثم فتح الباب ودخل ليستقبله ظلام الغرفة ..

امتدت يده إلى الحائط بجانبه لينير الإضاءة التي بددت الظلام من حوله وأظهرت له أخيرا ذلك الجسد الممد أمامه على السرير الضيق بلا إكتراث يضع ساعده على عينيه ..

تقدم آدم للداخل وهو يغلق الباب ورائه مذكرا نفسه أن يهدئ .. أن يمحي تلك الصورة اللعينة التي تهاجم ذاكرته وهي الذكرى الأسوأ له بسبب ذلك الحقير الغير مبالي أمامه ..

" هل أزعجت نوم سموك ! " قالها آدم ساخرا فلاحت ابتسامة صغيرة على فم الآخر أشعلت أعصابه أكثر فود لو يفتك به ..

رفع ساعده عن عينيه ليطالعه وجهه الذي خفت كدماته لكنها لم تختفي تماما وقال له بسخرية أكبر " لقد تأخرت .. توقعت قدومك قبل هذا "
حرك آدم رأسه قليلا في حركة آمرة مع كلمته " اعتدل "
اتسعت ابتسامته لكنه اعتدل ببساطة ووقف بطوله الفارع الذي يماثل طول آدم بينما الأخير يقول مباشرة وعيناه يهاجمهما احمرار الغضب " من أنت مارتن .. ولمَ فعلت ما فعلت من حقارة "

ارتعشت عضلة في وجه مارتن وكلمة ( حقارة ) تصيبه في مكانها الصحيح .. لكنه حافظ على ملامحه الساخرة وقال بوقاحة " أنا أحدهم .. يكرهك "
قبض آدم على يديه وكأنه يريد لكمه وقال بصراحة أكبر " من أين تعرف جين "
صمت مارتن والغضب يعود ليكتسح وجهه نازعا القناع الساخر الزائف ورد بفحيح " من أين أعرف جين ! .. بل قل إلى أي مدى أعرفها .. أنا أعرفها أكثر منك "
عقد آدم حاجبيه وهو يميل برأسه مدققا النظر في ذلك الشاب ثم قال ببرود مفتعل " لا أحب كثرة الثرثرة .. أفضل الحديث مباشرة "

ابتعد مارتن عنه بعنف وقد أغضبه بروده فصرخ " لا تحب الثرثرة .. ولكنك تحب سرقة ما ليس لك .. تبا لك .. ما أنت إلا جبان بائس مغرور بشكل مثير للشفقة "
لم تهتز عضلة في وجه آدم وقد شعر أن هذا الشاب لديه جانب مجنون أو مختل بالفعل لم يروضه أحد لكنه قال بحزم " أولا تأدب في حديثك معي .. فأنا أتحكم في نفسي بشق الأنفس حتى لا أزهق روحك حالا .. ثانيا .. عن أي جنون تتحدث .. هل أنت مختل "

صرخ مارتن بعصبية " أجل .. أجل فأنت القبطان العظيم .. الأفضل في كل شيء .. فتأخذ كل ما ليس لك به حق ولكن مع هذا تحدثك الناس بأدب "

زفر آدم مغمضا عينيه وقد بدأ يشعر ببعض الملل بجانب غضبه .. يكره الثرثرة .. لمَ كل من حوله لا يكونوا مباشرين مثله !
فتح عينيه مجددا يقول مكررا بصبر أجهده " من أين تعرف جين "

صمت مارتن وهو يلهث وكأنه في سباق ثم قال بخفوت مستسلم " كانت .. حبيبتي "

ضاقت عينا آدم ولم يعقب وقد بدأ يقرأ الأمر بشكل أوضح والآخر يكمل " وذهبت إليك ببساطة .. فضلتك علي .. وقد نالت ما نالته بتفضيلها البائس " صمت للحظة ثم ابتسم بعينين زائغتين يردف بحقد شوه ملامحه الوسيمة " إنها عدالة السماء .. أليس كذلك " ثم رفع سبابته في وجه آدم قائلا بصراخ " لكن أنت لم ينالك جزائك بعد "

أغمض آدم عينيه وللمرة التي لا يذكر عددها يحاول أن يستحضر جانبه البارد للتعامل مع شخص يراه يعاني من عطب ما .. عطب في كرامته .. ربما يشبه .. كلاهما بكرامة مجروحة مع إختلاف تعامل كل واحد مع الأمر ..

فتح عينيه مجددا يطالع وقفة مارتن المتحفزة وكأنه يتوقع عراكا ثم قال بهدوء بأمر واقع " إذا .. أنت لا تنتقم لأجل حبك .. بل لكرامتك .. وسعيد بمصير جين ! "
أجفلت ملامح مارتن وعيناه تشوشت وهو يردد " لا .. لا أنا حزين لأجل ما لاقته .. وبسببك " صمت للحظة ثم أردف بعناد وصراخ " بسببك وبسبب أنانيتك وجبنك "

زم آدم شفتيه بغضب يفلت منه وصرخ في المقابل " اخرس ولا ترفع صوتك بإتهامات غبية "
صمت وهو يقترب منه يمسك بتلابيبه وأردف من بين أسنانه " عن أي حزن تتحدث وأنت تراها لاقت ما تستحقه لجرحك ها .. أنت هنا بعد كل هذه السنوات لتنفذ أمر أصدرته كرامتك الغالية وكبريائك اللعين بسبق إصرار .. مؤجلا تفكير عقلك مستخدما فتاة لا شأن لها بما حدث وقد أوشكت أن .. " صمت آدم وعيناه تتسعان مستعرة بنيران الصورة التي تهاجمه فرفع قبضته لكمه على حين غرة فارتد مارتن للوراء مجفلا وآدم يصرخ " تبا لك .. أوشكت على قتلي أنا "

رفع مارتن يده يمسح أنفه النازف وابتسامة مقززة تُرسم على شفيته وهو يقول بشماتة " وهو المطلوب "

شتم آدم وتخلل خصلاته بيديه وهو يخبر نفسه أنه سيتحكم في أعصابه .. لقد أتى ليعرف من هو لا ضربه مجددا .. وضربه وحده لا يكفي لهذا الغبي ..

نظر له آدم بعد لحظات والأخير يطالعه بسخرية مستفزة رافضا حتى أن يعاركه .. على الرغم من أن آدم لا يفوقه قوة ولا حجما .. فهو يتمتع بقوة جسمانية عالية في المقابل .. ولكن وكأنه يشعر بنفسه .. بالفعل يستحق !!

قال آدم بهدوء كاذب " اسمع .. لا يهمني ما علاقتك بجين أكثر ولا كيف ترى الأمر .. كل ما سأقوله لك .. " صمت وهو ينظر لعينيه بتركيز وأردف " على الرغم من أنك لا تستحق الصراحة .. لكني لم أكن أعرف بعلاقة جين بغيري .. وحتى لو كنت أعرف .. فليس معناه تصرفك بمثل تلك الحقارة "
رفض مارتن أن يظهر ما بداخله من خزي وأصر بعناد على ملامحه الساخرة بينما آدم يكمل " أنت لا تهتم سوى بنفسك المنبوذة لا حُبا بجين .. لا تضيع سنينك في وهم كاذب وراء تحقيق عدالة زائفة "

صرخ مارتن وهو يدفع آدم بغل " ليست زائفة .. أنت قتلتها "
" وأنت تراها تستحق .. فلا تدعي الألم عليها " صرخها آدم في المقابل بصوت أعلى جعل الآخر يلهث صامتا بعجز معترفا على الأقل بينه وبين نفسه .. أنه – للأسف – يراها تستحق !!

ابتعد آدم عنه متوجها للباب وهو يقول " أنا أكرهك مارتن .. ولا أنكر رغبتي في تمني السيء لك صدقني " صمت وهو واقفا بجوار الباب يلتفت لمارتن الذي ظهر على وجهه التشتت والتعب وأكمل " لكني أدرك ما أنت فيه .. ونصيحة تمنيت لو احتفظت بها لنفسي ولا أعطيها لك .. من شخص أكبر منك عمرا على الأقل ربما مر بما تمر به من تشتت " صمت للحظة وهو يقول بعدم رضا أنه ينصحه " لا تعيش سنواتك في رثاء لذاتك وكبريائك .. فتجربة واحدة لن تدمرك كما توهم نفسك بل ربما .. تبنيك وتدفعك للأمام ! "

فتح آدم الباب وقال وهو يخرج " غدا نصل للميناء .. وأنا سأوقف التحقيق معك مارتن .. سأعتبر أنك أخذت جزائك مني .. لكنك لن تعمل معي ولن تريني وجهك الحقير مجددا "
خرج من الغرفة ونطق بآخر كلمات قد يوجهها لمارتن يوما " ابتعد عن البحرية مارتن .. فهذا ليس مكانك .. ابحث عن مرساك على الأرض فهو ليس هنا "

وأغلق الباب ورائه بهدوء .. يسحب نفسا من الهواء البارد مغمض العينين يُحيي نفسه على صبره وطبعه البارد الذي يفيده في الكثير من الأوقات وترك في الداخل مارتن يغمض عينيه ويتحرك لسريره بكتفين متهدلين وهو يردد بتعب " ابحث عن مرساي على الأرض .. فهو ليس هنا .. ليس هنا وأنا أحتاجه ! "

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 08:58 PM   #565

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

دخل لغرفته مع ماسة بعد قليل وهو يشعر بحزمة مشاعر مختلفة ما بين راحة ورضا وغضب وسخط !
ابتسم آدم داخليا وهو يركز أكثر على كلمة ( غرفته مع ماسة ) وقد شعر بها حميمة أكثر من اللازم ..

استقبله وجودها جالسة على السرير تمشط شعرها بشرود وقد تحطمت المرآة من قبل ولم يهتم بإيجاد غيرها حتى
أغلق الباب ورائه والذي قام بإصلاحه سابقا واقترب يجلس بجوارها يبادلها الإبتسام بجمال ..

وضع رأسه على كتفها وهو يمد يده متخللا خصلاتها المموجة التي يشعرها تلتف حول قلبه كقيد حريري متموج كما البحر يغرقه !
قال فجأة بنبرة متكاسلة " هل تعلمين .. أشعر أحيانا كما لو كنا زوجين ! "

ابتسمت بخجل وهي تنظر له قائلة " و كيف هذا "
استمر يتلاعب بشعرها كطفل يلهو بخصلات أمه ورد " أنا معك وأنتِ حولي دائما .. نأكل سويا .. ننام بنفس الغرفة .. آتي آخر الليل فأجدك على سريري بإنتظاري .. "
صمت وهو يدفن وجهه في عنقها مردفا بوقاحة وعبث " خسارة .. لو فقط نستطيع اكمال دور الزوجين للنهاية فأبثك أشواقي بطريقتي الخاصة "

على الرغم من احمرار وجهها القاني إلا أنها دفعته و هزت رأسها بيأس وقالت بشفتين ممطوطتين بامتعاض " لا فائدة منك .. سافل لم ترى نصف ساعة تربية من أمك "

قهقه بتعب وهو يقول " من أين تأتين بعباراتك المجنونة هذه "
هزت كتفيها فتحرك رأسه معها بخفة وهي تقول " من بلاد الشرق "
التصق وجهه مجددا متمرغا في شعرها وهو يرد بخفوت مرهق " أحبك ! "

تنهدت وهي تنظر له بعينين متعبتين من أوقات البكاء التي أصبحت تكتنفها في اليومين السابقين كلما اقترب وقت الوصول و ردت " وأنا أعشقك قبطاني "

طبع قبلة بخفة على وجنتها فعبست تضربه في صدره بينما هو يقول بعفوية " هل أصنع من خصلاتك ضفيرة "

رفعت حاجبيها دهشة وهي تقول " هل تعرف كيف تضفر الشعر "
رد ببساطة " لا .. علميني "
ضحكت تهز رأسها لكنه كرر بإصرار " جربيني أنا ذكي .. سأفعلها "
ابتسمت وهي تمسك خصلاتها تفرقها لنصفين لصنع ضفيرتين فأمسكت بجزء لتعلمه وهي يمسك بالآخر يقلدها بخفة عاقدا حاجبيه بتركيز ..

بعد قليل .. كانا قد انتهيا من صنع ضفيرتين طويلتين فابتسم بانتصار يقول " ألم أخبرك "
ابتسمت له وهي تنظر له بتركيز ثم قالت " هل أنت بخير "
رفع نظراته لها يرد " طالما أنتِ هنا "
نهضت وهي تسحبه قائلة " لنصعد للأعلى " صمتت قليلا ثم أكملت نبرة يتخللها حزن " هذه آخر ليلة في رحلتنا .. لنقضيها بالأعلى "

ابتسم وهو ينهض معها ليصعدا سويا ..

بعد أن صعدا .. قالت له بعد بعض الصمت وهما متجاوران عند السور " أخبرني ما بك "
تنهد ثم قال " هل أنا مفضوح دائما أمامك "
شبكت ذراعها بذراعه وهي تجيبه بترقب " جيد أنك تعلم .. ألن تخبرني بما يؤرقك "
لم يأتيها اجابة سوى تنهيدة مهمومة زادتها هي هم .. لن يخبرها .. منذ أيام تتمنى لو يفصح لكنه لم يفعل .. فقط يزفر بتعب !

أغمضت عينيها تنفض غضبها منه وحزنها وتألمها من عدم مشاركته لماضيه .. تبا لمَ فقط لا يُريحها !

ومضت كلمات تايلور بعقلها فجأة وهو يقول " صدقيني ماسة وثقي بي .. فقط انتظري حتى يخبرك بنفسه وتأكدي حينها .. أن آدم يأتي للتخلص من شعوره بالذنب .. طالبا معطيا الحب الخالص دون شوائب من الماضي "

" ماسة .. فقط تصرفي كما تتصرفين معه دائما .. هو يتحسن بمجرد وجودك .. ثقي بهذا .. مجرد الكلمات التي تعتقدين أنها في غير محلها .. قد تكون له كالبلسم الذي يتعافى عليه "

انتبهت لآدم مجددا وهي تنظر للماء المظلم أمامها بصمت مفكرة بقلب مخلص عاشق .. لن تضغط عليه .. هي تثق به وهذا كفاية !
لكنها تشعره عاد مجددا يغرق بأفكاره الخاصة مبحرا بعيدا عنها .. فكيف تشده لمرساها !

لمعت عيناها فجأة فنظرت له تقول بشقاوة " آدم .. هل تحب فيلم تيتانيك ! "
نظر لها آدم متعجبا للحظات ثم قال ببساطة " أفضل أفلام رامبو "

رمشت بعينيها بعدم استيعاب ثم مطت شفتيها تقول بالعربية " يا حبيبي .. الغباء العاطفي انتقل مني إليك كفيروس مُعدي ! "

قهقه بخفوت فأردفت بنبرة حانقة بها دلال طفولي " آدم .. أرجوووووووووك "
علت الدهشة مخلوطة بعدم الفهم ملامحه فقال " أرجوك ماذا ! .. ماذا تريدين !! "
تنهدت وهي ترد بخجل " أريد تقليد تلك الحركة الشهيرة في فيلم التيتانيك "

ضيق آدم عينيه للحظات ثم لمعت عيناه بوقاحة وهو يقول " أي حركة .. رسم البطل للبطلة .. إنها المفضلة لدي ! "
شهقت تنهره " يا قليل الأدب .. ليست هذه "
ثم تحكمت في نفسها وقد تخللها الحماس للفكرة " بل عندما أوقف جاك روز عند المقدمة وجعلها تشعر بنفسها تطير " أنهت جملتها وهي تفرد ذراعيها مغمضة العينين وكأنها تعيش المشهد بينما آدم يطالعها رافعا حاجبه باستنكار وسرعان ما صرخ " أي تيتانيك وجاك و روز .. أنا لا أحب هذا الفيلم أصلا "

تأففت ماسة خارجة من مشهدها الخاص لتقول " تبا لكم أيها الرجال .. منعدمو الرومانسية "
هز آدم رأسه ضاحكا بتعجب .. النساء مجنونات !
قال لها ببساطة مُغيظة " أي رومانسية في فيلم مات فيه البطل أصلا "

امتعضت ملامحها وصمتت وقد قتل رغبتها في مهدها .. !

نظرت للماء أمامها وارتفاع السفينة وتلك الرياح الباردة التي تنعشها .. فأغمضت عينيها وهي تفكر من جديد .. إنها آخر ليلة لهما على السفينة .. انتهت الرحلة سريعا !

ضغطت يداها على السور وهي تفتح عينيها من جديد تقول فجأة " آدم .. أريد أن أطلب منك طلبا .. هو الأخير في رحلتنا " قالتها بخفوت وهي ترفع وجهه له لينظر لها يرد على الفور " أي شيء مُجاب لكِ يا حورية "
ابتسمت له بتردد ثم حسمت أمرها لتقول برقة " أريد أن أجلس على السور و.. "
" لا " قالها بنبرة قاطعة مشحونة أجفلتها !

طالعته بدهشة تقول " و لمَ لا .. أنا أريد تجربة الأمر بشدة "
هز رأسه رفضا وهو يقول مستنكرا " لا ماسة .. هذا خطير .. هل جننتِ "
ابتسمت له تقول ببساطة " لمَ خطير .. أنت معي ! "
رمش بعينيه وكلماتها البسيطة تنعشه لكنه عاد يهز رأسه بإصرار قائلا " لا ماسة .. ليس مضمنونا أن .. "
" أنا أثق بك " قاطعته تقولها برقة ونبرة بسيطة تخللها دهشة اصطنعتها لتعبر له عن تعجبها من عدم ثقته .. فنظر لها بتردد لتكرر " أنا أثق بك .. تشبث بي جيدا فقط .. لن أسقط "

نظر للسور وكأنه يختبره .. أو يخبره ألا يخذله !
ثم رفع نظراته لها بتشتت لتقترب منه قائلة " حقا آدم .. أتمنى لو أجلس على السور .. كمن تطير وأنت .. تحميني ! "

أغمض عينيه يقول بضحك مرتعش " من أين تأتين بأفكارك بالله عليكِ "
( من مخاوفك ) هتفت بها بداخلها لكنها لم تعبر عنها
نعم .. هي لا تعلم ما مر به في الماضي ولكن .. تشعره سيء .. قلة ثقته .. حذره الدائم عندما تقف بجوار السور .. ما سمعته من ذلك الحقير مارتن .. !

انتبهت له يلتصق بها قائلا بخفوت " إلى أي مدى تثقين بي "
ابتسمت باتساع وهي تنظر لها بعينين تسردان له مدى ثقتها به فأجفلها وهو يرفعها بين يديه لتصرخ ضاحكة بينما هو يتنفس لاهثا !

" تشبثي بي " قالها بتوتر متصاعد وهو يضعها على السور بحذر متشبثا بها بقوة آلمتها بالفعل لكنها لم تعترض ..
حتى استقرت جالسة على السور الحديدي ظهرها مستندا على صدره الذي يحتويها كلها وساقاها تتلاعب بهما وتهزهما بطفولية في الهواء ضاحكة مثيرة في قلبه الزوابع بينما ذراعاه متلفان حول خصرها بقوة دافنا وجهه في عنقها يتنفس باضطراب كأنه يهديء من مخاوفه

" هذا رااااااائع " قالتها منبهرة وقلبها يدق منفعلا !
فصرخ هو بانفعال مختلف " تبا لكِ ولجنونك يا ماسة "

لم ترد و مر وقت وهي تضحك مستقبلة الرياح الباردة بانتعاش بينما هو يطالعها منبهرا بمدى جمالها وعفويتها و .. ثقتها به !
يا إلهي إنها تثق به لدرجة تصدمه هو نفسه !

أسند ذقنه على كتفها بينما يقول لها " سعيدة ؟ "
أومأت له بفرح ترد " جدا جداااااا "
تنهد يلفح بأنفاسه عنقها وهو يقول بشرود " لم أتخيل يوما فعل ما أفعله معك "
التفتت له بوجهها مبتسمة وهي تتشبث بذراعيه حولها تقول " وأنا لم أتخيل يوما أن أثق بشخص وأحبه مثلك "

أهداه ابتسامة حلوة وقد تخلص من الكثير من توتره وقال لها فجأة " غني لي .. بالعربية "
احمر وجهها والظلام يداري ذلك الاحمرار وصمتت وهي تنظر للماء للحظات بصمت ثم قالت " مممممممم سأعيد لك مقطعا صغيرا من أغنية أحبها غنيتها في السابق أمامك ولم أعرف بفهمك لكلماتها " صمتت تنظر له مجددا ولمعة عينيه تخبرها بوضوح أنه تذكر أي أغنية تقصدها وأكملت بخجل " هي لك .. كما كانت لك في المرة الماضية "

قال لها بخفوت " أسمعك بقلبي "
تنحنحت تطرد خجلها وهي تستحضر صوتها ثم بدأت تغني بخفوت والرياح تلفهما بنعومة رغم بردها .. والقمر متسللا ..

" يا حبيبي
يلا نعيش في عيون الليل
ونقول للشمس
تعالي تعالي بعد سنة .. مش قبل سنة
دي ليلة حب حلوة "


التفتت له من بين غنائها تشجعه بنظراتها فابتسم يكمل بصوت أجش خافت مندمجا معها
" بألف ليلة وليلة ..
بكل العمر ..
هو العمر إيه غير ليلة
زي الليلة زي الليلة الليلة
زي الليلة "

مد آدم يده منتبها مخرجا كاميرته الصغيرة متسائلا وهما يكملان الغناء باستمتاع .. كيف لم يلتقط صورا لهما معا حتى الآن !

وانقضت ليلة العشق الأخيرة في رحلتهما القصيرة .. ما بين غناء وضحك وصور .. وابعاد الحزن للغد القريب !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 09:00 PM   #566

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

صباح اليوم التالي – ميناء إحدى الدول الأوربية


انتفضت ماسة على صوت صفير السفينة القوي الذي يعلن عن وصوله للميناء أخيرا ليخرجها من شرودها بينما كانت هي واقفة في الغرفة بجوار الشباك تنظر للماء الممتد ..

رفعت يدها الصغيرة إلى صدرها اللاهث تحاول أن تهدئ من دقات ما بداخله القلقة .. المتألمة

" حسنا ماسة لقد عاهدتِ نفسك أن تتصرفي بطبيعية ولن يظهر عليك ألمك .. لأجل آدم " رددت ماسة تلك الكلمات بخفوت على نفسها للمرة العاشرة ربما ..

لقد انقضت الليلة الماضية بطريقة حُفرت على جدران قلبها وذاكرتها .. ولم يتحدثا بشيء يخص الفراق أبدا ..
لكنها مع ظهور أول خيوط الشمس نزلت لغرفتها تاركة آدم في غرفة القيادة .. فلم تستطع منع نفسها حينها من التفكير بفراقها عنه الذي يقترب..

وما بين ابتعاد آدم واقتراب عائلتها .. في المنتصف قلبها يتمزق !

تنهدت تحاول أن تبعد كل تلك الأفكار التي تهاجمها عن ابتعادها عن آدم للأبد .. عليها أن تركز فيما سيحدث معها في هذه الدولة الجديدة ..

دخل آدم للغرفة فنظر لها وهي تستدير له تبادله النظرات بصمت للحظات ..
تنحنح بهدوء قائلا " حمدا لله على السلامة .. لقد وصلنا ماسة .. سننزل الأن .. هل أنت جاهزة ؟ "
سحبت نفسا طويلا وهي تقترب منه تقول ما أن وقفت أمامه " أنا .. جاهزة "

أومأ وهو يمسح على ملامحها وتفاصيلها بنظراته المشتعله التي أحمرت لها وارتفعت يده يمسد على خدها وكأنه يطبع تلك الصورة جيدا في ذاكرته
آخر صورة ربما .. للحورية الشرقية على سفينة القبطان !

تنحنحت تقول بارتباك " هل سنذهب .. الآن "
أومأ من جديد بصمت وأمسك بيدها الصغيرة وسحبها معه خارجا من الغرفة التي جمعتهما على مدار الأسابيع الماضية ..
و مع كل خطوة تخطوها تهاجمها ذكرى مختلفة
هنا أول لقاء لهما .. وقعت عيناها على عينيه ..
هناك أول اعتراف حب .. وكلمات عشق لم تسمع مثلها يوما ..
وهنا أول قبلة مجنونة .. وهناك وقفا تحكي له قصص كثيرة واستمع هو لها ..
كل ما مرا به معا يهاجمها الآن .. فتدمع عيناها ببكاء خانق تكتمه بالقوة !

حتى خرجا من السفينة وحطت الحورية قدميها على اليابسة .. أخيرا !


************


بعد أكثر من ساعتين ..


واقفة تضم قبضتها الصغيرة على فمها بتوتر تنظر لآدم الواقف بعيدا عنها قليلا يتحدث في الهاتف منذ وقت ..

بعد أن غادرت السفينة معه هو وتايلور وجون وسارت بجواره متشبثة بيده .. فلم يتكلم معها أحد نظرا لأنها مع القبطان .. ظل يتحدث في الهاتف عدة مرات لكنها لم تفهم سوى إنه ينتظر أحدهم ..

وها قد مرت أكثر من ساعتين وهما ينتظران في أحد المكاتب الواسعة بعد أن دخلا لمبنى ما في الميناء يعج بالضباط لكنها لم تشعر بأي قلق وهو معها
ترى من ينتظر !

لمعت عيناها بالمعرفة فورا وهي ترى أحد الأشخاص يدخل للمكتب بأريحية ليتوجه له آدم يسلم عليه .. هذا هو من ينتظره غالبا !

رجل في أوائل الأربعينات إن صح تقديرها يبدو من أصل أفريقي حيث يتميز ببشرة داكنة وملامح غليظة بعض الشيء .. لكن له ابتسامة جميلة بيضاء ويبدو أنه على علاقة قوية بآدم .. على الأغلب أصدقاء

كان الرجل والذي سمعت آدم يدعوه ستيفن يرتدي حلة رسمية باللون الأزرق الداكن بربطة عنق مهذبة .. يبدو عليه أيضا أن له وظيفة مرموقة في هذا المكان

لم تنتبه أنها استغرقت في التفصيل والتحليل حتى اقترب الرجل واقفا أمامها يتمعن فيها فاحمرت ..

تقدم آدم يقف بجوارها يحيط خصرها بذراعه بحماية عفوية لها فابتسم المدعو ستيفن وقال لآدم متنحنحا بالانجليزية " ألن تعرفنا "
ابتسم آدم وهو ينزل بنظراته لماسة التي تبادله النظر باستفهام وهو يقول " ماسة هذا ستيفن صديقي ورئيس المفتشين في الميناء " ثم أردف وهو يرفع نظراته لستيفن " وهذه ماسة التي أخبرتك عن إنقاذها على متن السفينة " وصمت يعود بنظراته الواثقة لماسه مكملا " وحبيبتي "

عضت على شفتيها بخجل وهي تبتعد بنظراتها ليبتسم ستيفن بتفهم ببساطة ثم استدار ليجلس وراء مكتبه بعد أن سلم على ماسه بإحترام وقال " اجلسا لأفهم أكثر .. ما المطلوب مني آدم "

ابتسم آدم وهو يجلس بجوار ماسة المتوترة وقال " إذا أنت تعلم أن هناك ما هو مطلوب منك "
ضحك ستيفن بأريحية وقال بذكاء " آه .. أعتقد أن موعد رد الدين قد جاء "
ظهر شبح ابتسامة غامضة على شفتي آدم وهو يرد بجدية " لقد جاء ستيف "



يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 09:06 PM   #567

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

في بلاد ماسة ..

خرج من غرفته يرتدي ملابسه الرسمية للعمل بينما ينزل الدرجات وبداخله .. مبتهج !
حتى أنه لم يستطع منع ابتسامة صغيرة من الظهور على شفتيه ..

دخل للمطبخ يقبل ابنته وزوجته التي ابتسمت تقول له " صباح الخير عزيزي .. الإفطار جاهز "
رد الابتسامة بأوسع منها وهو يجلس منتظرا قائلا بشهية مفتوحة " أجل .. ضعي لي الكثير أنا جائع "

تعجبت من حاله وكذلك نهى التي مطت شفتيها بعدم فهم لكن ثلاثتهم جلسوا يتناولون الإفطار ما بين مبتهج ومتعجب !!

قالت نهى " ما بك أبي ! "
نظر لها يبتسم لوجهها النحيل وقال مستبشرا " كنت أحلم بماسة طوال الليل .. أحلام جميلة .. لن أحكيها لكما الآن حتى تتحقق "

عقدت نهى حاجبيها بعدم رضا عن اخبائه أحلامه بينما سمية قالت بشرود " بإذن الله تتحقق "
نظر يوسف لها منتبها لنبرتها المهمومة فربت على يدها برفق وقال " ستعود .. أنا أعلم "
نهضت نهى تتنحنح تقول باقتضاب " أنا سأخرج بعض الطعام للقطة بالخارج "
امتعضت أمها وقالت بعدم رضا " اغسلي يديك جيدا بعدها .. ولا تلمسيها .. لا أعلم سر إصرارك على إطعام هذه القطة التي أصبحت تحفظ مواعيد طعامها فتأتي بإنتظام "
ابتسمت لها نهى تقول " هذه عادة ماسة .. لحين عودتها أمي " قالتها وخرجت بهدوء وهي تحمل بعض الطعام المخصص للقطة ..
بينما يوسف قال لسمية " اتركيها تفعل ما تشاء .. هيا حبيبتي أكملي طعامك "

خرجت من الباب الخارجي لتبتسم فورا ابتسامة شاحبة وهي تجد القطة الصغيرة تموء وقد كانت في إنتظارها فعلا فجلست على عقبيها وهي تضع لها الطعام دون أن تمسها ..

انتبهت للسيارة التي وقفت أمام البيت المقابل تترجل منها جارتها ( خلود )
نهضت نهى تبتسم لها بينما خلود تقترب منها بعد أن ودعت زوجها في السيارة و قبلتها ببشاشة قائلة " صباح الخير نهى "
ردت عليها ثم قالت " لماذا أنتِ هنا من بعد شروق الشمس هكذا .. هل تبيعين اللبن "

مطت خلود شفتيها متأففة تقول بحنق " إنه أخي الغليظ .. تبا له أيقظني منذ الصباح يريد التحدث مع أمي لأن هاتفها معطل وأبي هاتفه مغلق .. فأيقظت زوجي الحانق وتركت ابني الصغير عند حماتي وأتيت "

ارتفع حاجبا نهى باستنكار وقد ظهر طبعها المتدلل فقالت بعدم رضا " هل هو أخوكِ أم شخص يريد تعذيبك .. ما هذا التجبر ! "
تنهدت خلود موافقة على كلامها بأسى مضحك وقالت " إنه مستفز .. على الرغم من أن الوقت عنده بالفعل قد يكون الفجر الآن .. تعلمين أنه يعيش بدولة *** بأوربا منذ سنوات وهناك فرق توقيت "

أومأت له نهى بإدراك حتى صدح رنين هاتف خلود فرفعته ترد بلهفة مناقضة لعصبيتها المفتلعة تقول " كريم يا غليظ .. ألا عمل لديك "

أتاها صوت أخيها الأكبر يرد ببرود وتسلط فهزت رأسها يأسا وهي ترد " حسنا حسنا لقد أوصلني زوجي للتو وذهب .. كنت اسلم على نهى "
صمتت قليلا تستمع لرده ثم قالت بثرثرة " نهى يا كريم .. جارتنا الصغيرة ألا تذكرها "
ابتسمت باتساع بينما نهى تراقبها بشرود غير منتبهة وخلود ترد على أخيها بضحك " أجل هي من كنت تشتري لها الشوكولاتة .. حسنا أنا سأدخل حالا لتكلم أمي "
قالتها وهي تشير لنهى ملوحة فانتبهت الأخيرة تودعها مبتسمة ..

خلود جارتهم ابنة العم حافظ هي كانت صديقة لماسة جدا منذ الصغر وكذلك أخوها ذاك .. حتى بعد زواجها لم تنقطع علاقتهما رغم أنها قلت عن قبل .. وهي الوحيدة من بين كل المعارف التي تثق مثلهم هي وأهلها أن ماسة ستعود ..

انتبهت نهى للقطة التي تموء وهي تتمسح بساقيها فابتسمت وهي تقول بحنين " هل تشتاقين لصديقتك ماسة كما نفعل نحن .. لقد تأخرت جدا .. لكنها ستعود يوما ما .. أنا أنتظرها مهما غابت .. سأنتظرها "

................


خرج ستيفن يتبعه آدم من الغرفة بعد أن طلب الأول أن يتكلما على انفراد تاركين ماسة وحدها في المكتب ..

وقفا أمام الغرفة فتكلم ستيفن مبادرا " هل تطلب مني تهريب الفتاة آدم "
رفع آدم حاجبيه وهو يهز كتفيه قائلا بإستنكار " أي تهريب ستيف .. الفتاة ستدخل البلاد حتى تعود لوطنها وهذا حقها "
رد ستيفن يقارعه " من المفترض أن تتركها هنا آدم لا أن تأخذها لبيتك وتتابع بنفسك أمر عودتها مع سفارتها "

تنهد آدم بضيق ثم رد بهدوء " لا أستطيع تركها هنا ببساطة يا ستيف "
رفع ستيفن يديه يلوح بهما بتعجب وهو يقول " وهل سنأكلها .. إن لها حقوق وقوانين تنص على حمايتها وستعود لبلادها فلن نحتفظ بها بدون حق .. كما أني أستطيع الضمان لك أنها ستكون بخير حتى تعود .. ويمكنك أن تراقب الاجراءات البسيطة بنفسك "
هز آدم رأسه نافيا بعنف وهو يرد بقوة " لا أستطيع .. لن أتركها هنا قلت لك ستيف لهذا طلبت مساعدتك وإلا سلمتها بنفسي "
تأفف ستيفن قائلا " لكن القانون يقول .. "
قاطعه آدم صارخا بقلة صبر " أنا أعلم ما يقوله القانون .. أنت تستطيع أن تساعدني ستيفن في هذا الأمر ونستطيع وضع ضمانات لعودة الفتاة لوطنها بسلامة .. لمَ تعقد الأمر .. إن لم تشأ أن تساعدني فقل ببساطة "

جز ستيفن على أسنانه وهو يصيح " أي هراء هذا .. كل ما في الأمر أني أخشى إن هربت الفتاة .. ستكون مسئولية كبيرة علينا .. ألا تسمع عن المهاجرين الغير شرعيين الذين يأتون لبعض الدول الأوربية و .. "
قاطعه آدم من جديد بملل " بالله عليك عن أي هجرة غير شرعية تتحدث .. أنا أضمن لك أنها ستعود لوطنها .. كما أن الأمر بسيط .. فبدل أن تبقى الفتاة مع الشرطه حتى تعود ستبقى معي "
صمت قليلا ينظر له برجاء وأردف " تستطيع فعلها ستيف .. أرجوك .. ساعدني في هذا "
زم ستيفن شفتيه لثوان يطالع آدم يرجوه وهو الذي لم يرجو أحدا يوما .. ثم رفع يديه يلوح بهما باستسلام قائلا " حسنا آدم اللعنة عليك .. سأفعلها بطريقتي ردا لدينك عندما أنقذتني قبل سنوات من الغرق "

ابتهج آدم واندفع يحتضنه بخشونة فدفعه ستيفن بنزق قائلا " ابتعد عني .. هل أنا زوجتك "
اشمئز آدم بقرف بينما قال ستيفن مجددا وهو ينظر لماسة " الفتاة جميلة وتستحق "

أرسل له آدم نظرة متوعدة ترافقها سُبة وقحة .. ليضحك ستيفن بمحبة مستسلما ثم قال بجدية " حسنا .. نحتاج أولا للكشف عليها سريعا والتأكد من صحتها قبل دخولها البلاد "

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 09:07 PM   #568

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

وقفت ماسة ما أن دخلا من جديد للغرفة وهي تنظر لهما بترقب .. لقد سمعت صراخهما على بعض .. يبدو أنهما على خلاف بسببها !
قال ستيفن موجها حديثه لماسة ما أن جلس وراء مكتبه " حسنا آنسة ماسة .. أريد اسمك كاملا وأن تقصي عليّ كل ما حدث معك في البحر .. وأريد بعض المعلومات الشخصية عنكِ في بلادك أيضا وعن الرحلة التي كنتِ فيها "

نظرت ماسة لآدم الجالس جوارها فابتسم مطمئنا يومأ لها فتنحنحت وبدأت في الكلام ...

ما أنهت كلامها الذي أخبرته فيه عن أسمها وعملها كأستاذة جامعية وكالعادة ظهرت الدهشة جلية على وجهه ليكتم آدم ضحكته حينها فجزت على أسنانها بغيظ وهي تضربه في ساقه بقدمها في الخفاء بطفولية .. ثم أكملت بهدوء وشرحت رحلتها وغرق السفينة وإنقاذ آدم لها .. وأخبرته عن إختبائها الطفولي في السفينة أيضا بحرج لكنه لم يعقب بشيء ..

قال ستيفن بهدوء وهو يكتب على حاسوبه الشخصي المعلومات التي أعطته إياها " حسنا آنستي .. يمكنك الإنتظار هنا في المكتب حتى أعود أنا وآدم .. وسنأتي بطبيب صديق لنا هنا لفحصك .. و يجب إيجاد حل لوجودك على السفينة كل هذا الوقت رغم أن السفينة مرت بأكثر من ميناء ! " ثم تحرك يحمل حاسوبه المحمول وينهض ويشير لآدم ليتبعه ..

قبل أن يتبعه آدم قالت له بقلق " أي طبيب ولماذا .. وما أمر مدتي على السفينة .. هل ستتسبب لك بمشكلة ! "
أمسك آدم بقبضتها المضمومة يتحسسها برقة قائلا يبث الطمأنينة في نفسها " لا تقلقي ماستي إنها اجراءات بسيطة يمكن حلها مع ستيفن أو بفرض غرامة ما لن أتضرر منها .. والطبيب للتأكد من سلامتك أولا وعلى صحتك .. لم يتبقى سوى القليل ثم سآخذك للمنزل أخيرا "

رفعت نظراتها متسائله تقول برهبة " منزلك ! "
أومأ وهو يقول " منزلي أنا وعائلتي "

ابتسمت له بتوتر مما تعيشه فنهض يقبل رأسها واستدار مغادرا فنظرت في إثره تشعر بقلق من أن يفشل الأمر ولا يأخذها معه .. لكن تعود لتخبر نفسها بحزم إن فشل الأمر وظلت مع الشرطة لن تظهر أي قلق أو حزن لآدم .. ستتعامل مع الأمر بهدوء ..

تنهدت وهي تعود بظهرها للوراء تستند على الكرسي تدعو الله أن يمر الأمر كما تتمنى ..

بعد عشر دقائق تقريبا دق الباب فعقدت حاجبيها للحظة لا تعلم هل تأذن بالدخول أم ماذا تفعل .. لكن لم تأخذ وقت في التفكير حيث أن الباب فُتح ودخل شاب أشقر يرتدي زي الضباط ومعه صينية صغيرة
وقفت ماسة تنظر له بترقب فوضع الشاب الصينية على المكتب أمامها وقال بتحفظ " هذا الطعام أوصى به القبطان آدم لكِ آنستي .. يخبرك بأكله قبل قدوم الطبيب "

نظرت للطعام فهاجمها فجأة شعورها بالجوع الذي كان يتوارى خلف شعورها بالتوتر ..

أكمل الشاب بهدوء " إن إحتجتِ لأي شئ أنا موجود في الخارج "
أومأت له مبتسمة إبتسامتها الجميلة وقالت " شكرا لكِ حضرة الضابط "

أومأ الضابط بهدوء وخرج يغلق الباب ورائه فأخذت ماسة الصينيه وابتسمت وهي تفكر " حتى وهو مشغول بكل هذا لا ينسى إطعامي والاهتمام بي .. كم أحبك آدم "
وشرعت بالأكل بنهم تحاول أن تبعد توترها حتى يمر الوقت ويأتي آدم ليأخذها للبيت !


***************


بعد وقت ..

وأخيرا .. !

ها هي تخرج من مكتب ذلك المدعو ستيفن وتسير معه هو وآدم لا تعلم إلى أين .. حيث أتى آدم يخبرها بأن تلحق به فتبعته صامتة ..

كان ممسكا بيدها بينما يتحدث مع ستيفن بالعديد من الأشياء والتي لم تركز فيها .. فقط تتبعه شاردة هادئة .. لقد تم فحصها من قِبل طبيب .. أشقر أيضا !
ما بالهم كلهم ملونون ! ..
آدم أيضا رأته وهو يوقع على العديد من الأوراق التي استشفت أنها ضمانات وبعض الاجراءات التي يحملها على عاتقه كقبطان بحري .. ابتسمت بحب من بين شرودها سعيدة بكل الذي يفعله لأجلها ..

أفاقت من شرودها منتبهة لتايلور وجون حيث كانا جالسان في الخارج بانتظارهم فهتفت بسعادة " ألم تذهبا بعد "
تعجب آدم من حماسها بينما ضحك تايلور وجون يرد " عليكِ أن تعلمي يا ماسة أن ثلاثتنا لسنا مجرد زملاء في العمل .. نحن أصحاب لا نفترق "

ابتسمت لهم بسعادة وهي تنظر لآدم الذي عبس في وجهها وقال " ما هذا الحماس وكأنك اشتقتِ لهم .. انتبهي لنظراتك "
تصنعت العبوس وهي تقول بجدية مضحكة " حاضر سيدي .. هكذا "
ابتسم لها يهز رأسه وهم يتحركون جميعا معا حتى صرخ فجأة جون بسعادة فضحتها نبراته " أماندااااااااا "
انتبهت ماسة مجفلة لتلك الأماندا التي ركض باتجاهها وهو يلقي بحقيبته أرضا بدون اهتمام فقفزت بين أحضانه دون تردد و .. قبلته !

عبست ماسة محمرة الوجنتين بينما ابتسم آدم يقول متصنعا الحسرة بصوت خافت وصلها " آآآآآآآه .. زمن القبلات الجميل ! "
" تأدب " قالتها تنهره بتحذير فصمت ضاحكا

أشار لهم جون وهو يغادرهم مودعا مع تلك الأماندا الشقراء – كالعادة – فقالت ماسة " من هي ؟ "
رد آدم ببساطة " زوجته "
اتسعت عينا ماسة تقول " هل هو متزوج "
رد تايلور حينها هذه المرة وهو يتلاعب بهاتفه قائلا " أجل .. الجميع متزوجون .. لكن عمل البحرية يُجبر الرجل على فراق عائلته كثيرا "

انحنت عيناها بحزن وهي تتخيل كيف يعيش أهل آدم مع هذا الأمر .. إنه صعب جدا !
نظرت لتايلور مجددا تقول " وأنت متزوج ؟ "
ابتسم لها وهو يرد " لا أنا منفصل .. لكن لدي طفل وطفلة جميلين .. توم وسارة "
ابتسمت له بجمال وهي تدعو به أن يبارك فيهم ..

انتبهت بعدها لآدم الذي فتح لها سيارة توقفت أمامهم .. فرفعت له عينين مندهشتين فابتسم لها قائلا برقة " ألا تشتاقين لحمام دافيء وسرير ناعم لتنامي لساعات "

ابتسمت بتعثر وهي تستوعب أنه يخبرها بأنهما في طريقهما لبيته فغمز لها مشيرا بذقنه للسيارة فركبتها فورا تتنهد براحة ..

هي الأن سعيدة .. سعيدة جدا وتشعر بالراحة

استرخت في المقعد الخلفي مرجعة رأسها للوراء وهي تلوح لتايلور بعيون ممتنة .. قد لا تراه مجددا فدمعت عيناها تأثرا وهي تقول بينما السيارة تبدأ في التحرك " سعيدة بمعرفتي لك .. تايلور .. جدا "
بادلها الابتسام بمحبة وهو يقول بينما السيارة تبتعد " حافظي على نفسك يا فاتنة الشرق "

رأت السيارة بعد قليل تتوقف بينما يقودها ستيفن .. لكن ضباط التفتيش فتحوا الأبواب ما أن تعرفوا على سائق السيارة وهم يحيونه بإحترام وهدوء ..

نظرت ورائها لتجد أنها تودع الميناء وها هي السيارة تشق الطريق .. لمنزل آدم ..

ودون إرادتها دمعت عيناها وهي تودع الماء .. تشكره في سرها على تلك الفرصة التي التقت بآدم بسببها .. تودع أيام جميلة .. ربما لن تتكرر مرة أخرى ..

وما أن اختفى الماء من أمامها ودخلت السيارة في طرق المدينة حتى أغمضت عينيها ساقطة في نوم عميق ودموعها تتساقط !


انتهى الفصل كده المتبقي بس فصل اخيرا سيتم اعادة تنزيله بكره قبل ما نبدأ ننزل الجديد بإذن الله .. واخيرا


آلاء منير غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]وقد يكون مرساك ذلك الشيء المُنير الذي تحسبه ناراً ستحرقك .. لكنها في الحقيقة نور المنارة .. يهديك !..[/rainbow]

رواية قلب بلا مرسى
رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 09:14 PM   #569

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

فصل جميل واخيرا عودة الحورية لليابسة وخروجها من الماء
ترى ماذا ينتظرها في بيت قبطانها ؟ .. وما نهاية حبهما المليء بالصعوبات !
متشوقة جدا للقادم اخيرا هانت ونرجع للابطال باحداث جديدة .. المهم المنتدى ما يعملها مرة تانية هههههههههههه
يسلمو ايدك حبيبتي لولو .. فصل يجنن


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 09:17 PM   #570

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 5 والزوار 8)
‏Heba ahmed11, ‏ebti, ‏آلاء منير, ‏شغف الحياة, ‏منال سلامة


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.