آخر 10 مشاركات
قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          253- لعبة الحب - بيني جوردن - دار الكتاب العربي- (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          151 - قسوة الحب - روايات ألحان كاملة (الكاتـب : عيون المها - )           »          همس الشفاه (150) للكاتبة: Chantelle Shaw *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          25 - تهربين إليه ! - شارلوت لامب ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          221 - مدللة - جيسيكا هارت (الكاتـب : Fairey Angel - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree500Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-04-20, 08:19 PM   #661

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


مساء الخير حلوات روايتي .. ثواني وأنزل الفصل التاسع عشر بإذن الله


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:20 PM   #662

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

الفصل التاسع عشر
...............................


" أغدا ألقاك .. يا خوف فؤادي من غدِ ! "


رفع وجهه لها رافضا تحريرها قائلا باقرار مؤكدا ما ترفضه " بلى .. طائرتك غدا صباحا "

شهقت وكأن مجرد تأكيده لما ترفضه كان مثل طعنة لقلبها

غدا ؟ .. غدا سترى أهلها ! .. غدا ستعود للوطن ! .. غدا ستطمئن على أختها ! ..
غدا ؟ .. غدا ستتوقف عن رؤية آدم ! .. غدا ستغادر وطن آدم .. غدا ستنقطع علاقة الحب بينها وبين آدم !!

همست بصوت لا يكاد يسمع من بين دوامة دموعها تعبر بكلمة واحدة بينما قد توقفا عن الرقص وتوقفت كلمات الأغنية " غدا ! "

فأغمض عينيه هو رافضا كل أقداره اللعينة لكنه كرر لها يكاد يشهق باكيا مثلها " غدا "

شهقت تسحب الهواء بعنف شاعرة بالاختناق .. تحاول ايقاف سيول الدمع الفائضة من بين جفنيها المنتفخين وهي تكرر " غدا .. غدا سأعود لوطني .. سأعود "
أبعدها من بين ذراعيه قليلا يقول محاولا العودة لجموده يرد بهدوء كاذب " أجل .. أخيرا أنتِ عائدة لأهلك "

" ونحن " همستها بضياع .. برجاء ..
فنظر لها بعجز وأغمض عينيه مجددا بتهرب ملتزما صمته للحظات ثم قال بصوت مبحوح بجرحه يعاود النظر لها " هذا .. مكتوب "

" لاااااا " صرختها معترضة وهي تسقط أرضا سامحة لدموعها التي حاولت حبسها اللحظات الماضية لتسيل مجددا فأجهشت بالبكاء تغطي وجهها بيديها وشعرها نزل كستار يغطيها

تأوه آدم وهو يسحبها واقفة يقول " ماسة .. توقفي .. توقفي عن البكاء أرجوك "
دفعته عنها بهستيريا تصرخ " لا .. ابتعد .. ابتعد عنييييييي "

صرخ في المقابل بنفاذ صبر " تبا لذلك "
ثم سحبها لحضنه مجددا بينما هي تقاومه دون جدوى حتى تمكن الارهاق منها فاستسلمت لشهقاتها التي تمزق نياط قلبه وتبعثر روحه
تشبثت بملابسه بيديها وهي دافنة وجهها قائلة من بين بكائها العالي " سنفترق يا آدم .. لن نكون معا يا آدم "

ظل آدم صامتا يلهث كمن يركض في سباق .. كاتما بكاءا رجوليا شاعرا أنه على حافة الإنفجار ..
همست مجددا دون وعي " لا أريد تركك .. أرجوك .. أرجوك أنا أحبك .. كيف سأعيش بدونك .. كيف يمكن أن أعيش بدونك .. سأموت .. سأموووت والله "

انتفض وهو يتشبث بها بعنف رافضا ما تقوله .. هو من سيموت .. هو فقط الذي يدرك جيدا بأنه سيتحول لمجرد جسد يعيش لمجرد أن يعيش فقط .. ولكن دون حياة

ظلت تهذي بكلماتها التي كان قلبه يتضخم بسببها تكاد تصيبه بأزمة .. أخفض وجهه يدفنه بين خصلاتها السوداء يوزع قبلات بطيئة يتمتم بكلمات لا يعلم تهدئها أم تزيد من ألمها

وسرعان ما تحولت قبلاته البطيئة لأخرى محمومة وهو يتمتم هامسا " أنا أحبك .. أحبك وسأظل أحبك .. أحبك بجنون ماسة .. بجنووووون .. أحبك .. وأشتاقك منذ الآن .. يا إلهي أشتاقك منذ هذه اللحظة "
ظل بكائها مستمرا وقبلاته تزداد إشتعالا وهي تنزل على وجنتيها المحمرتين يمسح دموعها بشفتيه

سكنت ماسة فجأة تستوعب قبلاته على وجهها ثم أبعدت وجهها عنه قائلة بتعثر تحاول الخروج من حالتها " آدم .. توقف "

لكنه لم يكن ليتوقف وهو ينزل من وجنتها التي أبعدتها عن مرمى شفتيه لعنقها الأسمر مقبلا إياه قبلات ساخنة وهو لا يزال يتمتم غارقا معها في نفس حالتها وذقنه تخدشها ..

شهقت ماسة مجفلة تقاوم إرتعاشها تحاول ابعاده لكنها انتفضت بذعر وهي تجد يديه تتحسس جسدها بجرأة لم تقابلها منه أبدا ودون وعي منه .. صرخت به بهلع " آدم توقف .. توقف أرجوك "

أتى صوته متحشرجا متباعدا " كوني لي .. كوني لي الآن .. لا أستطيع تركك ماسة قبل أن أدمغ جسدي بوشم مفاتنك "

شهقت برعب من فداحة كلماته الفظيعة تحاول التملص منه دون أن تقدر ..
وذكرى قريبة تهاجمها وهي تتعرض لمثل هذا الانتهاك بطريقة أبشع تحاول الهجوم لتغيب عقلها فتفزعها

لكنها استجمعت شجاعتها .. فمن بين يديها آدم .. آدم ليس حيوانا يحاول افتراسها .. آدم هو الذي يحميها من كل تلك الحيوانات ..

كانت تتمتم بالكلمات لعقلها تحاول السيطرة على ذعرها وهي تدفعه عنها وما هي إلا لحظات حتى استجمعت كل قوة لديها لتدفعه في صدره على حين غرة وهي تشعر بشفتيه تحاولان الوصول لشفتيها .. أجفلته فتراجع خطوتين للوراء ولم تمهله فرصه للاستيعاب حتى وهي ترفع يدها عاليا لتنزل على وجنته بقوة وهي تصرخ " هلا أفقت الآن "

تجمد المشهد فجأة ..
آدم واقفا ترتعش عضلة في خده .. ثم التفت لها ببطيء غير مستوعب .. وعيناه تلوح بهما نظرة الوحشية بينما يديه متقبضتان بقوة .. جاعلة إياها ترتعش

لكنها ظلت أمامه تنظر له بثبات تزم شفتيها تحافظ بشق الأنفس على إرتجافهما ما بين تأثر وحزن وذعر .. تطالعه بشجاعة في انتظار لرد فعله
طال الصمت للحظات بينما صدر كل منهما يتحرك بهياج كل له سببه ..

حتى قطع الصمت وهو يقول بنبرة ميتة صقيعية " اركبي السياره الآن "
نظرت لملامحه الجامدة تحاول أن تتبين منها أي رد فعل أو أي علامة لنواياه لكنها نهرت نفسها بحزم وهي تخبر قلبها بأنه آدم .. آدمها .. ملاكها الحارس .. فتحركت للسيارة بهدوء تركب منتظره إياه

بينما آدم ظل واقفا متخصرا ينظر للبعيد يلجم كل وحوشه التي اهتاجت فجأة .. كل مشاعره المتداخلة من حب وألم
وحزن و .. غضب
مدركا أن هذه أول مرة تمتد عليه يد وتصفعه ..

جز على أسنانه وهو يعود يركب السيارة بعنف ثم سرعان ما تحرك بها مصدرا صوتا عاليا .. متحكما في غضب كبريائه اللعين .


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:21 PM   #663

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

ليلا ..

تمشط شعرها أمام المرآة برتابة وعينين ذابلتين .. منتفختين بكاءا .. وصداع عنيف يسكن رأسها

تمشطه بعنف ولا تشعر بألم حتى .. ستعود غدا لوطنها وتغادر آدم ..

لمَ تشعر أن الأمر أمَر مما تخيلت .. أثقل وأصعب مما ظنت

منذ ما حدث بينهما صباحا لم تره .. فبمجرد أن وصلا للبيت أنزلها وغادر وهي التزمت الغرفة والصمت معا ..

تركت فرشاة الشعر من يدها وتحركت بخطوات ميتة للسرير تتمدد عليه وتغطي نفسها بعد أن أغلقت إضاءة الغرفة لتسبح في الظلام وعيناها شاخصتان للنافذة تنظر إلى الليل المظلم والمطر الغزير خارجا .. تتساءل متى سيأتي الغد .. وهل تريده أن يأتي !

هاجمها فجأة الحنين لعائلتها .. لأمها وأختها .. وأبيها الغالي
ابتسمت بسعادة في الظلام ابتسامة دُمجت مع خليط دموعها التي تتجمع بطبقات متثاقلة تهبط بصمت وحزن
يصنعون معا حزمة مشاعر متداخلة بين الحزن والفرح .. الألم والشفاء
حزمة مشاعر هي الأصعب يكللها الضياع .. وهي تهيم في المنتصف

تحركت شفتاها بإرتعاش مخرجة الكلمات متحشرجة مخنوقة بينما تتذكر وجه أبيها الغالي فتنساب الأحرف منها :


" أغدا ألقاك .. يا خوف فؤادي من غدِ
يالشوقي وإحتراقي .. في إنتظار الموعدِ
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه إقترابا
كنت أستدنيه لكن هبته لما أهابَ "



ظلت تردد هذه الكلمات ودموعها تجري أكثر وصوتها يختنق أكثر وأكثر بينما قلبها يئن منكمشا بحزن .. وسعادة

ولا تدري أن خارج غرفتها يقف آدم يستند بجبهته على الباب يمنع نفسه من الدخول لها وإحتضانها فهو لا يضمن أفعاله في هذه اللحظة خاصة بعدما حدث صباحا فالتفت يسير بخطوات مرهقة لغرفته متمتما ببطيء " يا خوف فؤادي من غدِ "



.........................



مرت ساعات الليل بسرعة وها هو خرج من الحمام بعد أن جفف نفسه وأرتدى ملابسه .. ملابس سوداء كلها .. وكأنه يعلن حالة الحداد على قلب موته بعد ساعات وروح بها علة و تحتضر ..

أما هي فقد أخذت كل شيء جلبه آدم لها ووضعته في حقيبة سفر صغيرة .. لن تترك شيئا .. تريد أخذ كل ما يذكرها به

مدت يدها ببطيء تخرج سترته من خزانتها .. تلك السترة التي ألبسها إياها قبل أيام قليلة عندما خربت الأمسية الرومانسية التي حضرها لها ..
ضحكت ضحكة مخنوقة مُرة وهي تتذكر إندفاعها تلك الليلة .. تلوم نفسها إنها لم تستمتع معه وتستغل تلك الليلة في صناعة ذكريات أكثر تعيش عليها ...

أخذت السترة تقربها من أنفها تشم عطره هامسة " أرجوكِ .. حافظي على رائحته .. للأبد "

أبعدتها بعد ذلك تطويها بعناية وتقوم بوضعها في الحقيبة وأغلقتها وكأنها تغلق على قلبها في صندوق تحتجزه

بعد دقائق كانت تخرج من غرفتها تجر الحقيبة لكنها توقفت للحظات تستدير ناظرة لغرفتها .. أجل فرغم أيامها القليلة فيها إلا إنها شعرت بها غرفتها الآمنة .. ككل البيت الآمن لها .. تمسح الغرفة بعينيها بنظرات هي الأخيرة ..

في هذا الركن من الغرفة وقفت تتحدث معه في الهاتف ، وهنا كانت تجلس مع مايانا بينما الأخيرة تضع لها المستحضرات الطبية لوجهها بالإكراه , وهنا كانت السيدة إيلين تتحدث معها عن آدم , وهناك أمام النافذة كانت واقفة تراقب آدم خلسة ..
ابتسمت بحزن وهي تخبر نفسها بأنها لم تكن خلسة على الإطلاق .. لطالما كان يقبض على نظراتها بالجرم المشهود .. ثم يغمزها !!
أتت لهذه الغرفة يوما كمحطة استراحة وها هي تنطلق منها مجددا تكمل الرحلة .. يضنيها الشوق منذ الآن لها

دمعت عيناها بدموع فراق وتمتمت " سأشتاق لكل جزء فيكِ يا غرفتي .. ولكل شخص فكرت فيه وانا أسكنك "

وخرجت تسحب الباب ببطيء تغلقه مغمضة عينيها على دموعها حتى لا تنزل على وجهها بينما تنزل على قلبها كشلال النار ..

وعندما التفتت وجدته واقفا أمامها عاقدا حاجبيه بشدة وملامحه مظلمة وخطوط وجهه تشتد .. كمن يعاني الألم
ذكرها بأول أيامها على السفينة .. عندما كان عاقد الحاجبين دائما .. جامدا .. متخفيا بألمه

لم تجفل لرؤيته بل ظلت تبادله النظرات تشعر بأن ألمها ظاهر جدا وروحها عارية أمامه لكنها لم تحاول حتى سترها

تحرك آدم كشبح ملتف بالسواد يمسك بالحقيبة بخشونة وقال بصوت أجش كاتما لإنفعالاته " هيا لقد تأخرنا بما يكفي "
واستدار نازلا السلم لتتبعه ماسة بخطوات ميتة رتيبة فاقدة لحماسها السابق

عندما نزلت للأسفل وجدت الجميع واقفا بإنتظارها مما جعل الغصة في حلقها تثقل أكثر ..

ركضت مايانا بإتجاهها تحتضنها بقوة وهي تقول بالعربية المتكسرة بصوت مخنوق " سأشتاق لكِ .. سأشتاق جدا يا ماسة .. أنا أحببتكِ جدا "
بادلتها ماسة الحضن بقوة وهي تأمر نفسها بحزم ألا تبكي .. لا تبكي ماسة .. لا تبكي أبدا

تركتها مايانا بأعين مبتلة بينما تقدمت ماسة من السيدة إيلين تقول " سأشتاق لكِ جدا .. شكرا على حسن استضافتكم لي "
ابتسمت لها بحنو وهي تحتضنها بحب وكلاهما يكتم تأثره وبكاءه وايلين تهمس " شكرا لكِ أنت .. شكرا لكل شيء حبيبتي "

سلمت ماسة بعدها على والد آدم وعلى سليم وكلاهما كان متأثرا بشدة يساندان زوجاتهما
قال لها سليم " اهتمي بنفسك ماسة .. سررنا جدا بالتعرف عليك " أومأت ماسة دون أن تعقب فهي تعلم إن حاولت التحدث الأن فستنفجر بكاءا

نظرت لذلك الواقف بهدوء يرسم شبح ابتسامة صغيرة يقول بنبرة شعرتها غاضبة " سررت بمعرفتك .. أتمنى رؤيتك مجددا "
ابتسمت بمرارة .. حقا تتمنى لو يكون هناك مجددا لكنها قالت بغصة " سررت بالتعرف عليك أيضا مليك .. تمنيت معرفتك أكثر .. و .. رؤيتك مجددا "

زم شفتيه بشكل ملحوظ .. وغضبه يظهر أكثر في عينيه دون أن يحاول اخفاؤه فعقدت حاجبيها لكنها لم تعقب ..

انحنت لكرسي الأطفال الذي تجلس فوقه الصغيرة ابنة سليم ومايانا تقبلها برفق فأمسكت الطفلة بشعر ماسة بقوة
حاولت مايانا أن تنزع شعرها من يد طفلتها المتشبثة بتعنت ولكن ما أن تركته الصغيرة حتى انفجرت في البكاء تصرخ بقوة فحملها سليم يحاول أن يهدئها بينما قالت مايانا بتحشرج " حتى الصغيرة ستشتاقك ماسة "
ابتسمت ماسة والدموع تعود لتتثاقل بينما أتاها صوت آدم يقول بخشونة " هيا ماسة .. سنتأخر "

أومأت وهي تستدير مطرقة بملامح متعقده ألما .. قلبها يصرخ في صدرها محتجا وعيونها تريد البكاء تحرقها بعقاب على حجزها للدموع بالقوة
استدارت لهم عند الباب تنظر لهم نظرة تعلم أنها الأخيرة

نظرة إشتياق وألم فراق .. ثم ابتسمت لهم ابتسامه مرتعشة وهي تلوح بيدها بصمت .. واستدارت تخطو للخارج أخيرا ودمعة غافلتها تتحرر من عينها

بينما انفجرت مايانا في البكاء تأثرا وسليم يحتضنها متمتما بكلمات يهدئها بها والصغيرة لا تزال تصرخ باكية كأمها

ركبت السيارة بجوار آدم الجامد الملامح بصمت يماثل صمتها وانطلق أخيرا وهي تنظر للبيت نظرة أخرى حتى أبتعدت عنه .. وانسدل ستار النهاية للفصل الخاص بهذا المكان في حياتها .. للأبد .

يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:22 PM   #664

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

انتفضت ماسة على صوت إعلان موعد رحلتها القريب فالتفتت حولها في المطار لتجد أن البعض بالفعل يتحرك مستجيبين للنداء ..

بينما هي ظلت بحدقتين متسعتين وملامح شاحبة وشفتين ترتعشان كالأطفال .. مظهرها كان يجلب الغم والحزن أكثر لقلبه المحتضر بالفعل لكنه تنحنح يقول لها " إنها طائرتك .. هيا إذهبي "

التفتت له بحدة تنظر له بصدمة جعلته يتقبض فعاد يكرر بخشونة " إذهبي الآن .. ستفوتك الطائرة "
ظلت تنظر له للحظات ثم تستدير ناظرة للمكان الذي ستدخل منه للحظات أخرى وكأنها تقارن !

لكنها أجفلته وهي تقترب منه بلهفة تستطيل على أصابعها رافعة وجهها له بملامح رجاء صفعته بقسوة وأصابعها تتشبث بملابسه وهي تقول بعدم ترابط " ما رأيك أن تأتي معي .. أجل تعالى معي .. ستحب البلد كثيرا .. ستحب الجميع وسيحبونك الجميع .. تعالى معي آدم .. تعالى معي أرجوك "

صدره يعلو ويهبط بسرعة أكبر وكأنه في سباق يلهث لكنه تمالك نفسه وهو يرد بتحشرج " إلى أين آتي ماسة .. ماذا تقولين .. لا أستطيع "
ظلت عيناها تتحركان على وجهه وكأنها تفكر بسرعة ثم استطردت تقول " يمكنك أن تأتي في زيارات إذا .. ها .. ما رأيك .. تعالى في زيارات وسأعرفك بأهلي .. أبي سيحبك جدا .. سأخبره أنك أنقذت حياتي مرارا .. تعالى زيارة يا آدم لي أرجوك "

هز رأسه بعنف نافيا وهو يقول بإختناق " لا أستطيع ماسة .. لا يمكن أن نظل معلقين بهذا الشكل "
أومأت له بسرعة قائلة بكلمات تتقافز على فمها " لا لا .. أنا أستطيع أن أعلق معك للأبد .. أنت فقط تعالى دائما أرجووووك .. أنا أوافق على رؤيتك فقط "

جز على أسنانه بغضب يدرك أن الوقت يمر وهي متشبثة به بعناد فقال بحزم آلم قلبه قبل قلبها وهو يلقي بحفنة التراب الأخيرة على قبر حبهما " لا .. لا ماسة .. يكفي تراهات وأحلام وردية .. أنا أعيش في البحر وأنت تسكنين اليابسة .. لن نلتقي مجددا .. لن تري وجهي مرة أخرى .. لا أريد أن أتواصل معك أكثر من ذلك فهذا سيكون تضييعا لعمرينا أكثر .. أنتِ أستاذة جامعية وأنا قبطان بحري لا أعيش في مكان واحد .. أفيقي بالله عليكِ فحتى لقائنا كان غريبا منذ أول يوم ولن يتكرر "

سكنت فجأة .. بل تجمدت كل خلاياها وهي تلهث ناظرة له بوجه ممتقع وكأنه غافلها على حين غرة ..

أجل هو محق .. هي تعيش في اليابسة بينما هو في البحر
كيف سيلتقي الغزال بالحوت يوما ما ؟!
هو محق .. إنها أحلام وردية وتضييع لعمريهما !
ولكن .. هل سيوجد عمر من بعده !!

تركت ملابسه ببطيء بينما تنزل من على أطراف أصابعها معتدلة وكأنها تهبط من السحابة الناعمة المخملية لأحلامها للواقع الصلب القاسي أخيرا وشفتاها ترتجفان وعيناها زائغة
بينما هو يلهث ويلهث وجسده يئن ..

و حبة عرق نزلت من جانب رأسه لصدغه حتى رقبته لتبتلعها ملابسه تعبر عن الجحيم الذي يعيش في ناره المستعرة !

تراجعت ماسة خطوة للوراء بينما صدح من جديد صوت إعلان رحلتها الأخير ..

والمكان من حولهما يعج بالناس ..
فتاة تحتضن أحدهم وتبكي وهي تودعه .. وطفل يحتضن أبيه صارخا بحماس لعودته أخيرا .. وهنا من يلوح لزوجته من بعيد ضاحكا وهو يقف بالورد في إستقبالها .. بينما هذه الأم تقف بتوتر منتظرة خروج أحدهم وقد نفذ كل صبرها ..

أما هما فمنعزلان تماما ينظران لأعين بعضهما للمرة الأخيره ثم أمسكت ماسة بحقيبتها وهي ترجع للوراء ببطيء .. ببطيء شديد وعيناها تنظران لعينيه ..

اندفع ناحيتها فجأة جالبا الأنظار لهما وهو يسحبها لحضنه .. فقط آخر مرة .. آخر مرة وسأتركها ..

نزل بشفتيه لجبهتها يقبلها هناك .. قبلة قوية تدمغها .. أحرقتها ..

حتى ابتعدت بعنف هامسا " اذهبي .. اذهبي الآن أرجوكِ "


شهقت وهي تبتعد بالفعل بظهرها عنه .. وهو متجمد في مكانه فاغرا لشفتيه يتنفس منهما ووجهه يشحب وهو يرى رحيلها .. رحيلها الأخير وللأبد

حتى التفت تبعد نظراتها عنه أخيرا مطرقة تجر حقيبتها وتجر معها أذيال الخيبة ولم تقاوم أخيرا نزف عيونها الدموع والشهقة التي شقت حنجرتها ..

وهو لا يزال متجمدا ناظرا لخطواتها المبتعدة وصدره ينكمش بقوة ثم ينتفض فجأة ضاربا صدره ثم يعود لينكمش ويضرب صدره وكأنه يعاقبه ..

كل خلية فيه تئن صارخة بها أن تعود .. يراقب خطواتها التي تبعد فيهمس بإرتعاش " لا .. لا لا .. عودي لي .. إنظري لي .. لا تتركيني فأنا أحتضر .. عودي لي ماسة .. اصرخي في وجهي واصفعيني مرارا وخذيني عنوة .. عودي لي ماسة .. من لي سواكِ بين الناس .. من لي سواكِ .. اختاريني أنا أرجوكِ "

لكنها لم تعود .. ولم تنظر له .. واختفت من أمامه تماما بين الجموع ..

عقد حاجبيه وهو يجبر ساقيه على الحركة بخطوات صغيرة وعيناه تجريان ببحث عنها .. وخطواته تتسارع .. وعيناه تدوران في المكان أسرع

يتلفت هنا وهناك وهو يكمل همساته " أين أنتِ .. أين إختفيتِ .. عودي لي .. عودي لي الأن .. لا تتركيني ماسة .. لا تهجريني .. سأموت يا ماسة سأموت "

لكنها اختفت .. ابتعدت .. هجرته وراحت .. وعاد وحيدا .. شريدا
يجوب العالم وحده مع الأمواج .. التقط يوما ماسة .. لكنها أبدا لم تكن له .. كانت ملكا لأحدهم وها هو أعادها .. لقد أعاد الأمانة سليمة هذه المرة .. إذا لماذا يشعر بألم فاق ألمه السابق ..

استدار بعدها مطرقا يتخبط بهذا وذاك ولا يعلم إن كانت الناس تعتذر أم تسبه لإرتطامه ..

كتفيه منحنيان وخطواته متثاقلة حتى خرج من المطار لكن ليس قبل أن ينظر له نظرة أخيرة وكأنه يتأكد من أنها اختفت بالفعل
ثم ركب سيارته منطلقا عائدا لبيته متجاهلا نظرات عائلته المشفقة أو المتعاطفة معه وصعد للأعلى لا يرد على أحد ..

لكنه لم يدخل لغرفته .. إنما دخل لغرفتها هي وأغلق الباب ورائه بالمفتاح ثم تقدم من سريرها يشتمه ويده تتحسسه .. بالأمس كانت هنا .. رائحتها لا تزال هنا .. يشمها بقلبه قبل أنفه .. أغمض عينيه وهو يقول ممددا على السرير " اشتقت لك ماستي .. لن أنسى حبكِ وسأبقى على عهدكِ ما حييت "

اختنق صوته في أخر كلماته وهو أخيرا يبكي .. يبكي بين وسائدها متسائلا لماذا مكتوب عليه دائما أن يصاب قلبه بالهم والألم ..
استغفر ربه وهو يبكي مشتاقا لها ولم تمضي ساعة على فراقها حتى .. مشتاقا لها بجنون

بكى كثيرا ولكن هذه المرة وحده
ليس بين ذراعيها !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:24 PM   #665

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

انتفض من مكانه بعنف أجفل من حوله .. يدور حول نفسه بصدر يلهث مشيرا لعنف انفعالاته
وكأنه يريد قتل أحدهم الآن
والجميع يطالعونه بتوجس

صرخ فجأة بصوت عالٍ " تبا للغباء .. لماذا يفعل هذا بنفسه .. أهو مختل "
" مليك " قالها أبو آدم بحزم ينهره بينما مليك لم يكن يسمع لأحد أصلا فصرخ " ماذا عمي .. ماذا الآن ماذا "
قالت مايانا وهي تجفف دموعها عن وجهها الأحمر متأثرة برحيل ماسة وحالة أخيها منذ ساعات يجلس في غرفة ماسة " مليك .. أهدأ أرجوك .. يكفي ما به آدم .. لا نريده أن يسمعك الآن "

سخر مليك ضاحكا أمام نظرات الجميع المستنكرة ثم قال بقسوة تفيض بألمه شعروا بها " ليته يفعل .. ليته يفعل فيذهب ليأخذ من يحبها .. من يحب لا يترك "
صمت قليلا ثم اندفع بعدها يخرج من البيت شاعرا بالاختناق يصرخ " من يحب لا يترك .. تبا للغباء .. ما الحب إلا أنانية .. لا أكون عاشقا إلا وأنا أناني أحارب لأخذ من أحب .. تبا لكم جميعا .. تبا للمثالية إن لم تُعطني ما أريد "

قالها واختفى خارجا من البيت فزفر الجميع مرهقين بينما قال أبو آدم " جراي .. اذهب معه .. لا تتركه وحده في هذا الموقف "
أومأ جراي الذي كان قد نهض بالفعل يرتدي الحذاء ليلحق بابن عمه وركب بجواره السيارة قبل أن ينطلق قائلا بفكاهة " حسنا جاهزون لسباق الشوارع الممنوع .. أرجو ألا تمسك بنا الشرطة أو نُصاب بحادث يشوه وسامتنا مليك "

بينما مليك لم يرد .. كان ينطلق بسرعة عنيفة غير مراعي لقوانين المرور الصارمة في الدولة يتمتم لنفسه " يوما ما .. سآخذ من أحب عنوة من الجميع .. عنوة حتى من نفسها هي أيضا .. بمنتهى الأنانية مني "

بينما بجواره أغمض جراي عينيه بعد لحظات وصوت يصل لمسامعه واضحا هامسا بيأس " آه .. الشرطة "



.................



ترفع يدها لتحط بها على الشباك الشفاف للطائرة وهي تنظر من خلاله لوطنها .. فهذه هي العاصمة التي تعيش فيها .. تستطيع رؤية معالمها من الطائرة
معالم زارتها مرارا وتكرارا مع عائلتها
عائلتها التي بعد وقت قصير ستراها أخيرا بعد أشهر من الفراق ..

ترى كيف هم الأن .. هل ينتظرون عودتها أم آمنوا بموتها !
اعتدلت في جلستها تستند على ظهر المقعد وتغمض عينيها المتورمتين بشدة ..
كل من رآها في الطائرة تعجب من شكلها وسألتها المضيفة مرارا إن كانت بخير أو تحتاج لمساعدة ..

لقد ظلت تبكي لوقت طويل بعد صعودها للطائرة لساعات حتى ظن الجميع أنها تعاني رهاب من الطائرة أو مريضة
ثم شعرت فجأة أن عليها التوقف حتى لا تظهر بشكل مخيف ما أن ترى عائلتها ..

فغلبها الحنين لهم من جديد لتهدئ وتستكين فورا
كم اشتاقت لهم جميعا .. وله !

انعقد حاجباها فوق عينيها المغمضتين وهي تتذكر آدمها وتتساءل كيف هو الآن ..

بينما بجوارها يجلس شاب ينظر لها بطرف عينيه ملاحظا ملامحها المتألمة أو ربما تخشى هبوط الطائرة ..

فتحتح سائلا بهدوء بالعربية الصريحة " آنستي .. أنت بخير ؟ "

تأففت ماسة بعنف وقد نفذ صبرها .. لقد سمعت هذا السؤال ربما عشر مرات خاصة من الجالس بجوارها هذا
أرتبك الشاب من تأففها وزاد إرتباكه ما أن فتحت عيناها تقول بغيظ خالٍ من اللطف وقد أستفزها " هلا توقفت عن هذا السؤال .. ما شأنك أنت بي "

أحمرت أذنا الشاب لكنه حافظ على هدوئه قائلا بجمود وبعض الجلافة " ليس لي بك شأن فعلا .. وسعيد بهذا "

ثم اعتدل في جلسته وقد تجاهلها تماما فأغمضت عينيها مجددا تمنع نفسها من سبه وقد شعرت برغبة كبيرة لفعل هذا !


....................


" يوسف "
انتبه لنداء زوجته فالتفت لها مبتسما باتساع لترد ابتسامته تقول " حبيبي .. هل أنت بخير .. لم تذهب لعملك اليوم "

تنهد وهو يعاود النظر من الشرفة يقول بشرود " لا أعلم .. أنا بخير لكني لا أريد ترك البيت اليوم "
عقدت حاجبيها بقلق وهي تقترب منه تعدل من وشاح رأسها قائلة " حبيبي .. منذ الأمس وأنت شارد ما بك .. أخبرني أرجوك "

زفر يوسف وهو ينظر لها بحيرة من نفسه ثم قال بعدها يشارك شريكة عمره بما يشعر " لا أعلم .. هنا " قالها وهو يرفع يده لقلبه ثم أردف " أشعر به منفعل .. يتحرك بعنف صاخب .. طوال الليل أحلم أحلام متشابكة لا أذكرها .. ولكن أشعرها أحلام سعيدة .. لا أعرف حقا "

رفعت سمية يدها لمكان قلبه فارتفع حاجباها وهي تشعر بنبضاته متسارعة بالفعل فقالت بخوف " يوسف .. هل آخذك للمشفى .. أخبرني أرجوك "
ابتسم مدركا حالة زوجته القلقة دائما على عائلتها فقبل رأسها يقول " لا أنا بأفضل حال .. ربما تأثير أحلامي "

طالعته بعد اقتناع فقال وهو يسحبها للخارج " ما رأيك أن نذهب لنرى نهى ماذا تفعل "
وأخذها ونزل بالأسفل .. يحاول عدم التفكير أو التركيز بما يشعر به من .. سعادة عجيبة !!


يتبع ..

noor elhuda likes this.

آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:25 PM   #666

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

بعد ساعة ..


لقد أنهت كل شيء وها هي على بعد أمتار قليلة لتستقبل أشعة الشمس في الخارج ..

فتحت الحقيبة الصغيرة التي أعطاها لها آدم في السيارة بها جواز سفرها وتذكرة السفر وباقي مستلزماتها
وعندما غادرته وفتحتها لتخرج جوازها حتى تفاجئت بوجود أوراق مالية بعملة أجنبية دسها في الحقيبة دون أن تدري
لقد أهتم حتى أن يكون معها مال لتشتري شيئا إن احتاجت وأيضا لتصل لبيتها بسيارة أجرة

كذلك وجدت ورقة مطوية بعناية وقد علمت أن بها كلمات منه فأجلت قراءتها ما أن تصل لبيتها

تدحرجت دمعه أخيرة من عينيها فمسحتها بفتور وهي تخرج الأموال لتبحث عن المكان المخصص لتحويل العملات ..

تحركت وأعطت ورقة المائة لتصرفها ثم أخذت الأموال تعيدها في الحقيبة الصغيرة الملفوفة حول خصرها النحيل من جديد ..

وتحركت بخطوات لم تشعر بمدى سرعتها ولهفتها .. لقد حان موعد رؤيتها لعائلتها .. وكم نفذ صبرها لذلك !

خرجت من المطار تسحب نفسا عميقا وهي ناظرة للسماء باشتياق ..
إنها نفس السماء في كل العالم .. لكن هذه السماء مميزة بطلتها على أراضي وطنها الحبيب .. وكم تبدو مختلفة جميلة .. صافية رغم فصل الشتاء .. بجو دافئ يميز بلادها !

سارت بخطوات بطيئة تتلفت حولها وكأنها تعيد اكتشاف كل الوجوه والملامح

ملامح أبناء وطنها .. الملامح المختلفة كل الاختلاف عن تلك الملامح التي رأتها في الشهرين السابقين
وكم تشعر بالتآلف هنا .. يشبهونها وتشبههم .. نفس الضحكة والملامح رغم الاختلاف !!
نفس اللغة واللهجة .. نفس الملابس .. نفس التصرفات .. نفس التفكير .. رغم الاختلاف أيضا !!
كم اشتاقت لكل هذا !!

ظلت تتلفت هنا وهناك غافلة عن العينين اللتين تراقبان نظراتها المتجولة في الوجوه بحيرة !

أجفلت ماسة من الصوت الذي أخرجها من حالة الحنين التي كانت فيها وهو يقول متنحنحا ببعض الحرج " أعلم أنه ليس من شأني لكن .. هل أنت تائهة .. هل هناك من ينتظرك .. هل تحتاجين لهاتف "

نظرت لذلك الشاب الذي علمت بهويته فورا .. إنه الشاب الذي كان يرافقها في رحلتها .. تشعر بنفسها تعرفه لا تدرك لماذا !

ظلت تتطلع له بجمود صامتة فأكمل بينما يسب نفسه في سره أنه يحاول المساعدة رغم احراجها له سابقا " كنت فقط أريد مساعدتك إن كنتِ تحتاجين "
سحبت ماسة نفسا وهي تخبر نفسها أن تتحلى ببعض الذوق فالشاب يحاول المساعدة بلطف فقالت بابتسامة مجاملة تكلفتها " شكرا لك .. أنا سأذهب بمفردي "
علقت أنظار الشاب على ابتسامتها بينما يقول بدون تركيز " إلى أين " اختفت ابتسامتها في الحال فقال مستدركا " أقصد هل تعرفين العنوان وحدك "

زمت ماسة شفتيها وقد شعرت بتدخل سافر منه فقالت ببرود وشموخ بنت البلد " أنا بنت البلد .. إن كنت تحتاج أنت لمن يوصلك لبيتك فأخبرني يا .. شهم " قالت الكلمة الأخيرة ساخرة

ثم تحركت تتجاوزه مشيرة لسائق الأجرة الذي استقبلها يحمل حقيبتها بأدب مبتسما لرزقه وظل الشاب يتابعها متسائلا إن كانت الفتاة أحرجته بالذوق وقد اعتقدت أنه يشاغلها !

ثم سرعان ما شقت ابتسامة صغيرة وجهه وهو يتمتم بمشاكسة " بنت بلد إذا .. يالحظ البلد المسكين على هذا الجمال الأسمر "

انتبه فجأة على ذلك الذي يركض بإتجاهه يصيح بحماس عليه فإتسعت ابتسامته وهو يتحرك ناحيته راكضا يستقبله بحضن كبير مشتاق ..

ناسيا بنت البلد .. مؤقتا !!



يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:27 PM   #667

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي


" دور جواك تلقاها هي الصحبة وهي الأهل
عشرة بلدي بتبقى نسيانها ع البال مش سهل
يمكن ناسي لإنك فيها
مش وحشاك ولا غيبت عليها
بس اللي مجرب وفارقها
قال في الدنيا مفيش بعديها "



ابتسمت ماسة مستمعة للأغنية التي قام بتشغيلها السائق متعمدا نظرا لأنه أخذها من المطار ..
تطلعت من شباك سيارة الأجرة للشوارع وكأنها تبحث عن الاختلاف الذي حدث في فترة غيابها !

وهي تدندن مع كلمات الأغنية متنهدة بعشق .. يا الله كم تعشق بلدها بكل المميزات وحتى العيوب

" إن غبت بحنيلها
وأنسى الدنيا وأجيلها
وإن جيت أنسى تفكرني
بمليون ذكرى القلب شايلها "


دخلت السيارة للحي الذي تقطن فيه حتى تعالى وجيب قلبها .. تنظر بعينيها المتلهفة للطريق الذي تحفظه عن ظهر قلب علها تجد أحدا تعرفه ..

يا إلهي قلبها سيتوقف من كثرة طرقه على قفصها الصدري المسكين ..

سترى عائلتها .. ستراهم أخيرا

" هذا هو العنوان الذي وصفته آنستي "

انتبهت ماسة على كلمات السائق فنظرت لبيتها نظرة طفل ضاع عن بيته ووجده أخيرا

ترجلت بارتعاش تعطي السائق الأجرة فقبل المال ورفعه على جبهته في علامة شكر واضحة لله وترجل ينزل الحقيبة فشكرته بخفوت لينصرف في الحال باحثا عن رزقه ..

رفعت نظراتها المنبهرة للبيت
وكأنها تراها لأول مرة .. بأنفاس لاهثة
ظلت تتطلع للبيت المتكون من طابقين فقط .. بيت متوسط الحجم من الداخل في هذا الحي الذي يسكنه الطبقة ميسورة الحال .. بيتها الذي يملؤه الدفيء والحب ..

ترى ما الذي يخيم عليه الآن بعد غيابها ؟ .. هل أختها معهم ؟ .. هل يتوقعون عودتها وينتظرونها ؟

آآآه توقفي ماسة وادخلي لتعلمي كل هذا ..
لكن ساقيها وكأنهما هلام لا تستطيع التحرك بهما ..
يا إلهي .. أنها تريد لو تركض صائحة بصراخ متحمس مشتااااااق لكل ذرة في البيت فما بال ساقيها لا تتحركان !!


" كم مرة سأقول لكِ يا نهى أن تغلقي الباب الخارجي ورائك "

سمعت ماسة هذه الجملة آتية من داخل البيت مرافقة لصوت خطوات تقترب ..
أنه صوته ..

قلبها ارتفع بنبضاته ومعدتها انكمشت ودموعها عادت من جديد

أجل صوته .. وهذه خطواته .. وهذا أيضا طبعه ينهر نهى دائما عن عدم إغلاقها للباب الخارجي ويخرج هو ليغلقه من ورائها حتى لا تدخل القطط التي اعتادت أن تطعمها هي ونهى ..

نهى ؟ .. أختها ؟؟ .. هل هي موجودة .. لقد عادت أختها .. لقد عادت سالمة واستطاعت النجاة

زفرت نفسا مرتاحا .. تكاد تبكي بسعادة تحمد الله الذي لم يخيب ظنها وحفظ أختها ..

انتفض كل جسدها .. وتسمرت نظراتها على ذلك الرجل الذي أختلط الشيب في رأسه بشعيراته القصيرة السوداء فأصبح شعره رماديا جميلا يليق به وكم تحبه بهذا اللون

هذا الرجل .. الذي يبدو عليه وكأنه كبر في العمر خلال الشهور الماضية سنوات والذي أنحنى كتفاه بسبب حزنه عليها !

هذا الرجل .. الذي ما أن اقترب يمسك البوابة ليغلقها حتى تسمر مكانه يطالع الواقفة تنظر له من بين دموعها الجارية التي لم تشعر بهطولها .. تناظره باشتياق وشفتاها ترتعشان

متسائلا في نفسه ..
هل هذه ماسة ؟ ..
أم هو طيفها الذي يطارده دائما وهو يراها كل يوم في صحوته ونومه النادر ..
يراها كل يوم تدخل عليه من هذا الباب الذي كان ينوي غلقه .. تُلقي بنفسها بين أحضانه لتكذب كل من قال أنها ماتت ويطالبون بعزاء لها .. تدخل عليه بصياحها وصخبها المعتاد تشتكي وتتشكى له .. هذه ماسة .. ابنته .. الميتة كما قال الجميع إلاه هو وعائلته ..

عقد حاجبيه وأنامله ترتعش على البوابة وأنفاسه كتمت في صدره المتضخم تلفه مشاعر كثيرة ..

" ماسة " كانت هذه همسة تكاد لا تُسمع خرجت منه بينما كل خلية من خلايا جسده الذي كبر في العمر سنين منذ اختفائها تصرخ بين آهة إشتياق موجع طويل .. ولقاء آن أوانه أخيرا !!

لكن همسته وصلت لأذنيها اللتين تحفظان صوته وتميزه بين الآلاف فردت بنفس همسه وهي يكاد يغشى عليها " أبي "

ما أن قالتها حتى إندفع الادرينالين لكل أوردتها فجأة لتترك حقيبتها وخطواتها تتسابق مع بعضها بحثا عن حضنه
" أبييييييي " قالتها وهي تلقي نفسها بين أحضانه
أخيرا ..
أخيرا وصلت له ..
أخيرا عادت لحضنه ..
أخيرا تشتم رائحته التي إشتاقتها بجنون


" آآآآه مااااسة " قالها يوسف بصوت خفيض مبحوح وكأنه يخشى لو ارتفع صوته ستتلاشى كحلم كل يوم بينما دموعه تنزل ولم يستطع مقاومتها أكثر
رفع يديه المرتجفتين يحتضنها بكل قوته التي عادت له فجأة بعودتها .. وكأنه عاد لصباه بعودة صبيته الجميلة ..
يديه تتحركان عليه وكأنه يتلمس إن كانت حقيقة أم كذب

تشهق شهقات عنيفة بين أحضانه وهي تتشممه
ترفع وجهها وتقبل خده ورأسه ويديه بينما هو يقبل رأسها مرارا نازلا على خديها المبتلتين .. يمسك بيديها يقبلهما بهوس
متمتما بالحمد قائلا من بين دموعه " كنت أعلم .. كنت .. أعرف بعودتك .. كنت أعلم وأنتظر .. يا نظر عيني أبيكِ .. يا روح أبيك التي اشتاقها .. يا نور عيني يا ماسة .. يا ماسة قلب أبيك "

تشهق أكثر وأكثر وكأنها كانت في سباق وانتهى أخيرا بفوزها .. رغم خسارتها الفادحة !

قالت من بين شهقاتها وهي تُلقي بنفسها على صدره من جديد تكاد تخترقه من تشبثها وضغطه على جسدها بقوة عنيفة آلمتها " اشتقت لك .. أبييييي .. اشتقتك جدا .. اشتقت لك حبيبي .. آآآآآآآآه كم اشتقت لك "

رد عليها بتأوه وهو عاجز عن ايقاف دموعه " وانا اشتقت لك يا بنيتي .. اشتقت لك جدا يا نور عيني "


" ابى .. كل هذا تغلق ال .. "
كانت هذه كلمات رقيقة خرجت من نهى التي قطعتها ما أن رأت المشهد أمامها فشهقت ترفع يدها لفمها وهي ترى أختها وتسمرت ..

رفعت ماسة وجهها الغارق بدموعها من أحضان أبيها وقالت ودموعها تسيل كالشلال بينما تضحك بتحشرج " نهى .. لقد عدتِ .. كما أنا عدت أيضا "

صرخت فجأة نهى باسم ماسة منتفضة .. دافعة عنها ذلك الشبح الذي سكن جسدها الهزيل في فترة غياب ماسة .. و ركضت ناحيتها تنتزعها من أحضان أبيها وتُلقي نفسها بين ذراعيها تكاد تتقافز من مكانها ..
بل بالفعل كانت تتقافز بينما تحتضنها وهي تصرخ بجنون باسمها أفزع الجيران .. وتقول من بين بكائها هي الأخرى " أنت عدتِ أختي .. ماسة عاااااادت .. عااااااااادت أبييييييي .. اشتقت إليك .. كنت أعرف أنك ستعودين لي كما وعدتيني .. أنا آسفة ماسة .. أسفة "

ظلت ماسة تضغط بذراعيها على جسد أختها في عناق قوي .. مجنون بينما تترنح ضاحكة من تقافز أختها وحركاتها المنفعلة !!

ابتعدت نهى عن أحضانها وهي تقول صارخة منتبهة " أمي .. أمي ستفرح بجنوووون .. أمي تنتظرك " قالتها وهي تسحب جسد أختها المتعب بسرعة وتقطع الحديقة الصغيرة والمرآب بإتجاه البيت تصيح منادية أمها حتى أفزعت الطيور من أعشاشها بينما يوسف يضحك مكفكفا دموعه مستندا على البوابة لاهثا .. رفع وجهه للسماء بدموع أب عاشق لابنته .. رُدب له روحه وقال " ألف حمد وشكر لك يا رب .. ألف حمد وشكر لك "
ثم عاد يسحب الحقيبة يدخلها للبيت متجاهلا نظرات الفضول من الجيران .. فهو لم يشبع من ابنته بعد !


" أمييييي .. أمييييييييي أين أنتِ .. ماسة يا أمي مااااااسااااااة " صرختها نهى بجنون لتخرج الأم من المطبخ بهلع وهي تقول " ماسة .. أين ماسة .. ماذا حل بابنتي "

لكنها توقفت فورا وهي تطالع ابنتها الكبرى أمامها ..

نظرتا الاثنتان لبعضهما بدموع تجري من ماسة ودموع تتجمع في عينيّ الام .. وسرعان ما نزلت دموع الأم أيضا وهي تقترب بلهفة من ابنتها صارخة باسمها هي الأخرى

احتضنتها ماسة بقوة وهي تعود للبكاء بعنف بين ذراعيّ أمها التي تتمتم بكلمات غير مفهومة وهي تقبل كل جزء من وجهها ورأسها وتعود من جديد لإحتضانها ..
تتشمها بهوس وجنون تتأكد أنها هنا بين ذراعيها وعادت لأحضانها سالمة ..

حتى شعرت ماسة بجسد أمها يقع أرضا بينما لا تزال متشبثة بماسة تبكي بحرقة فنزلتا الاثنتان على ركبتيهما ولم يفترقا ويوسف ونهى يتابعان الموقف بدموع تنزل من جديد وإبتسامة واسعة على الوجوه .. لم تظهر منذ وقت طويل !


يتبع ..


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:29 PM   #668

آلاء منير

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية آلاء منير

? العضوٌ??? » 458020
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 827
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » آلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond reputeآلاء منير has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
الكلمات تبني جسوراً في مناطق لم تستكشف بعد !..
افتراضي

مساءا ..

كانت ماسة تجلس على الأريكة في غرفة المعيشة بينما يوسف على يمينها وسمية على شمالها وأختها تجلس على الأرض تضع رأسها على ركبتي ماسة ..

لقد انقضى باقي النهار في البكاء والدموع وعبارات الاشتياق وعدم التصديق حتى أمر يوسف بحزم ماسة أن تصعد لغرفتها وتتحمم وترتاح فوافق الجميع على مضض لتصعد تتحمم وتغير ملابسها لأخرى مريحة من خزانتها التي لم يتغير فيها شيء .. لكنها لم تستطع النوم والراحة فنزلت لهم من جديد تجلس بينهم ولم يستطيعوا أن يأمروها بالنوم وقد كانوا في اشتياق يفوق الحد لها وهي كذلك ..

ظلت سمية تعد أصناف من الطعام تكفي لحي كامل ونهى تساعدها بحماس وسعادة .. حتى أكلت ماسة وشعرت أنها ستنفجر والجميع يشارك في اطعامها وتقبيلها كل دقيقة بعدم تصديق ..
كانت تضع رأسها على كتف أبيها بينما تمسك بيد أمها وبيدها الأخرى تملس على شعر أختها في صمت وكانت سمية تتلاعب بخصلاتها السوداء بحب ..

قال يوسف يقطع الصمت برفق يكرر سؤاله الذي سأله مئات المرات " كيف حالك بنيتي .. هل أنت بخير "
تحشرجت أنفاس ماسة لكنها استطاعت القول بخفوت بينما تغمض عينيها بسلام " الحمد لله .. أنا سالمة يا أبي "

قالت نهى لماسة وهي تستند بذقنها على ركبة الأخيرة و ترفع نظراتها لها " كنت أعلم أنك بخير وستأتين يا ماسة .. كنت أخبر الجميع بذلك وكنت أراهن على عودتك "

ابتسمت ماسة دون رد ودون أن تفتح عينيها بينما سمعت سمية تقول " لماذا تأخرت ماسة .. كيف عدت بعد وقت طويل وليس فورا كأختك .. لمَ لم تتواصلي معنا لنطمئن "

تسارعت ضربات قلب ماسة وهي تتذكر .. كيف عادت ولماذا تأخرت كل هذا .. وهل نسيت أصلا ؟!
انتبه يوسف لصمتها فقال " لا داعي للتحدث في شيء الآن .. المهم أنها بخير ومعنا .. فيما بعد تخبرنا بكل شيء .. أليس كذلك ماسة قلبي "
أومأت له دون كلام تغالب دموع سخيفة تهاجمها فاندست بين أحضان أبيها أكثر تتنهد ليبتسم قائلا " حسنا .. أعتقد أنك بحاجة للراحة والنوم حقا هذه المرة .. هيا " قال كلماته وهو ينهض حاملا إياها بين ذراعيه فقالت ماسة باعتراض " لا أبي .. لا تحملني أنا ثقيلة "

ضحك الأب براحة بال أخيرا وهو يسمع صوتها في البيت من جديد وقال وهو يصعد بها السلم " أين ثقيلة .. لقد نقص وزنك جدا يا فتاة .. ماذا كنت تأكلين .. ثم هل أصبحت عجوزا في نظرك الآن "
رفعت ماسة وجهها له تقبله على خده بقوة وهي تهمس " حفظك الله لي أبي .. كم اشتقت لرائحتك وصوتك وأحضانك وكلك .. يا أعز الناس "

ابتسم لها دون كلام يقبل رأسها وهو يدخل لغرفتها التي كانت مهجورة منها والتي دخلها مرارا يبحث عن طيفها فيها أثناء غيابها المجهول السبب ومددها على سريرها ثم قام برفع الغطاء على جسدها يدثرها جيدا وهو يرفع يده يملس بها على شعرها الناعم فأغمضت ماسة عينيها .. ترتعد بذكرى آدم وهو يفعل المثل ..
كيف أمرها أن تنساه وهو يسكن حتى تصرفات أبيها .. الغبي قد كان بكل تصرف له يحفر اسمه أكثر في قلبها فكيف تنساه !!

انتبهت لابيها الذي جلس بجوارها وهو يلاحظ الألم الذي عصف بوجهها وانتفاضتها فقال بقلق " ماسة .. هل أنتِ بخير "
فتحت عينيها تجبر نفسها على الهدوء واغتصبت ابتسامة كاذبة وقالت " أنا بخير .. أنا فقط متعبة جدا "

أومأ لها بهدوء رغم أنه يعلم بكذبها عليه لكنه نهض مقبلا رأسها وقال " تصبحين على خير يا ابنة روحي .. عادت للبيت روحه بوجودك بيننا مجددا حبيبتي "

ابتسمت مجيبة إياه بحب فإنصرف تاركا إياها وحدها تصارع أطياف ذكرياتها التي بدأت رحلتها معها منذ الآن

ومنع أختها وأمها من الدخول لها بحزم فوافقتا على مضض متذمرتين !


........................


في منتصف الليل ..


خرج يوسف من غرفة ماسة يغلقها ورائه بهدوء بعد أن دخل عدة مرات ليطمئن عليها إن كانت نامت بسلام وكذلك اطمئن على نهى أيضا في عادة لم يتوقف عنها منذ صغرهما .. بعد أن نامت نهى في غرفة أخرى حتى ترتاح ماسة عن ثرثرتها الكثيرة الليلة ..

توجه لغرفته وهو يفكر أن هناك خطب ما في ابنته .. هو استطاع رؤية سعادتها بعودتها لكنها سعادة منقوصة ..

استطاع أن يرى أنها كانت مشتاقة لهم جدا لكن نيران الشوق في عينيها لم تخفت بل زادت .. وكأنها .. وكأنها تشبع شوقها لهم لكن شوقها لآخر استعرت نيرانه بوصولها فتشرد بين حين وآخر بتفكير حزين ..

ترى ماذا حل بقرة عينيه في الفترة التي غابت فيها .. يحتاج لكلام مطول معها لكن ليس هذا وقته .. خاصة أنها تبدو كمن يتألم ..
لقد مسح من عينيها دمعة وهي نائمة كانت عالقه بين رموشها أقلقته أكثر ..
يتمنى من الله ألا يكون الأمر كبيرا ويمكن تداركه .. فالقلق ينهش قلبه تجاه ماسته ..


دخل لغرفته ليجد زوجته تمشي في الغرفة بغير هوادة وعندما رأته اقتربت منه بلهفة وقالت " هل نامت "

أومأ لها وهو يتجه للخزانة يغير ملابسه فساعدته وهي تكمل " أشعر أنها ليست بخير .. قلبي يخبرني أن ابنتي بها شيء يا يوسف "

أنهى ارتداء ملابسه البيتية المريحة ثم قال لها بابتسامة " اهدأي حبيبتي .. لا تنسي أنها كانت مفقودة لوقت ليس بالهين بالطبع ليس سهلا عليها "

لكن سمية كانت في عالم آخر وهي ترد عليه بهلع أم " هل من الممكن أن تكون تعرضت لشيء .. مثل .. مثل "
قاطعها بحزم وهو يقول " توقفي الآن سمية .. ما هذا التفكير .. الفتاة عادت الحمد لله وقد كنا نتخبط في غيابها .. وبدلا من أن نحمد الله على لطفه بنا ها نحن نفكر بالكوارث التي قد تكون حدثت "

ردت عليه بحزن ودموعها تتجمع وهي ترفع يدها على صدرها " الحمد لله طبعا .. الحمد لله كثيرا .. لكن قلبي مرعوب يا يوسف .. أخشى على فتاتي أن تكون قد مرت بتجربة صعبة "

تنهد يوسف ثم سحب وجه زوجته التي يعتبرها ابنته الأولى أيضا إلى صدره وقال وهو يمسد على ظهرها برفق " اهدأي حبيبتي .. كل ما يأتي من الله خير .. كما أني مؤمن أن ماستنا الصغيرة بخير .. فقط لا تقلقي واشكري الله .. بالأمس كنا نجهل مكانها يا امرأة واليوم عادت لنا أخيرا .. ما هذا النكد فيكن يا معشر النساء " قال جميلته الأخيرة بامتعاض وحنق مصطنع

فضحكت سمية بين أحضانه ضحكة متحشرجة بينما سمعته يكمل " هيا لنتوضأ ونصلي ركعتي شكر لله على فضله وغدا بإذن الله سأشتري ذبيحة نذبحها ونوزعها كلها على الفقراء شكرا لله على عودتها "

أومأت وهي تتحرك معه للحمام المرفق بالغرفة حتى تتوضأ وقد استطاع زوجها من تهدئة مخاوفها قليلا بينما هو اشتعل قلبه قلقا فوق قلقه لكنه أخفاه ببراعة حتى لا تهلع زوجته المعتمدة عليه وترك كل شئ للغد بإذن الله

فماسته عادت إلى بيت أبيها .. بعد طول غياب
أخيرا .


انتهى الفصل حلوات روايتي
اتمنى ينال اعجاب الجميع وفي انتظار كل تعليقاتكم بشوق كبير


آلاء منير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 09:30 PM   #669

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 72 ( الأعضاء 23 والزوار 49)
‏Heba ahmed11, ‏yaraamin, ‏Areej abdo, ‏رحاب ماهر, ‏angelm7md, ‏أووركيدا, ‏اية بورحلة 91, ‏rontii, ‏Aloa, ‏ام مريم والاء, ‏آلاء منير, ‏عاشقة الحرف, ‏sona81, ‏maram alsaeed, ‏تميمة الخير, ‏ايثو كردم, ‏ليلة القمر, ‏أم نسيم, ‏lana maythn, ‏Aishaziad., ‏houda4, ‏داليا فريد


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 09:34 PM   #670

Heba ahmed11

? العضوٌ??? » 459749
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 78
?  نُقآطِيْ » Heba ahmed11 is on a distinguished road
افتراضي

حزن عميق جدا مليان بيه الفصل
بين فراق ولقاء .. تهيم ماسة
لا حول ولا قوة الا بالله على هذا النكد
بصراحة ابدعت بوصف المشاعر .. ماشاء الله عندك ميزة جميلة بوصف المشاعر بقوة وسلاسة
اليوم تأثرت كتير بالفراق ولقاء ماسة بعائلتها
لقاء يوسف كان رائع جدا جدا

مليك حيرني هو زعلان على ابن عمه واضح لكن واضح له سابقة فراق ولا شو ؟
بالنسبة لجراي هاد متحمسة كتير له حبيت علاقته بمليك
متحمسة لجزء خاص لهم

الفصل عبارة عن مشاعر جميلة تم سردها بطريقة صحيحة
زعلانة جدا حسيت الفصل قصير وانا طماعة
منتظرة القادم بشوق اعتقد ما ضل غير فصل قبل رمضان يعني مافي لقاء بين ادم وماسة مجددا قبل رمضان هيك اتوقع

دمت مبدعة ومميزة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 75 ( الأعضاء 24 والزوار 51)
‏Heba ahmed11, ‏ام مريم والاء, ‏هيفااا, ‏آلاء منير, ‏yaraamin, ‏Areej abdo, ‏رحاب ماهر, ‏angelm7md, ‏أووركيدا, ‏اية بورحلة 91, ‏rontii, ‏Aloa, ‏عاشقة الحرف, ‏sona81, ‏maram alsaeed, ‏تميمة الخير, ‏ايثو كردم, ‏ليلة القمر, ‏أم نسيم, ‏lana maythn, ‏Aishaziad., ‏houda4, ‏داليا فريد


Heba ahmed11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.