30-12-19, 03:54 AM | #12 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل السادس 💕💕💕💕💕 دلفت رحيل لغرفتها بعنف لتجده مازال مضجعا على فراشها بأريحية كأنه في منزله . سألته بعنف .. " ماذا قلت ليمان أخي ماذا تريد مني " اعتدل أثير ببرود قائلاً .. " قلت له أريد أن تذهبي لمنزلي لجلب بعض الحاجيات الخاصة بي هل لديك مانع أم تريدين مني أن أخرج من هنا و أذهب للشرطة . ربما أنت متضايقة من وجودي " زمت رحيل شفتيها بضيق و عيناها تنظر إليه بغضب تريد أن تحرقه لبروده قالت من بين أسنانها .. " ماذا تريد يا سيد " ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه و قال بلامبالاة .. " بعض الأشياء سأدونها لك في ورقة ربما إن أخبرتك عندما تذهبين لهناك تكوني نسيت نصفها . و أنا أكره أن أطلب شيء و لا ينفذ و ربما غضبت عندها و أنت لا تريدين ذلك صحيح "؟ نظرت إليه بغضب و كتفت يديها حتى لا تتهور ثانياً و تضربه و عندها حقاً تكون أعطته سببا لإبلاغ الشرطة عنها . " تفضل ماذا تريد " قالتها بغيظ . أجاب ببرود .. " ورقة و قلم " سألته بحنق .. " ماذا " قال بملل .. " ورقة و قلم لأدون لك ما أريده من منزلي و عنوانه " تحركت رحيل في غرفتها تفتح درج الكومود جواره و أخرجت مفكرتها و أعطته إياها و قلم حبر . أخذهم أثير ببرود و ظل يدون أشياء فيها لمدة خمس دقائق مما جعلها تقول بسخرية .. " ماذا هل تجد صعوبة في الكتابة و تتهجئ أم ستحضر منزلك بأكمله هنا " رفع عينيه إليها ببرود قائلاً .. " ليس من شأنك أنت فقط تنفذين ما أقول دون جدال و إلا أنت تعلمين " صمتت رحيل و هدئت نفسها لحين انتهى من التدوين لم يريد و مد الورقة لها قائلاً ببرود .. " عنوان المنزل في الورقة الصغيرة يمكنك أن تذهبي الآن " قالت رحيل بحنق .. " الآن لقد أظلمت " رد ببرود و أمر .. " نعم الآن لقد قابلتك أمس في وقت بعد ذلك بكثير هيا أذهبي أريد أن أبدل ملابسي هذه لقد تعرقت بها في هذا المنزل الخانق " قالت رحيل بغضب .. " نحن شتاءا أي عرق هذا " أشار أثير لملابسه بتعالي و أجاب .. " ملابسي من خامات جيدة لتشعرك بالدفء و ليست كتلك التي ترتديها أنت " قبضت رحيل على الورقة و استدارت لتخرج و هى تتمتم بغيظ . " لأذهب قبل أن أرتكب جريمة " سألها أثير ببرود .. " ماذا تقولين " ردت عليه بحنق .. " و ما شأنك أنت أتحدث مع نفسي " قال باسما بسخرية .. " الا يكفي سمينة و غبية أيضاً مجنونة " أذهبي إليه و أضربيه رحيل . أريدك أن تكسري رأسه و تهشمي فكه الساخر هذا أفقأي عينه السوداء الساحرة هذه التي تنظر إليك كأنك فراغ . أقطعي لسانه هذا الذي يهينك بسبه لك و نعته لك بالسمينة . هذا الوغد الفاسق أنا لست هكذا هل هو أعمى إن بنيتي ممتلئة قليلاً و لست سمينة لحد زيادة الوزن أنا عادية عادية أيها الوغد ما نوع النساء الذين يعرفهم المرأة العصا . زفرت رحيل بغضب و عادت لتخرج حتى لا تقتله . بعد ذهابها عاد أثير يضجع على الفراش براحة و على شفتيه ابتسامة ساخرة ما لبثت أن تلاشت فور تذكره لم هو يريد المكوث هنا في هذا المكان . ******************* كان رفعت يمسك بالهاتف بقوة و هو يستمع على الجانب الآخر لتلك النبرة الغاضبة .. قال بهدوء .. " سيد مختار أرجوك أنا لم أخبرك حتى تثور فقط أردت أعلامك حتى تخبرني ماذا أفعل هل أبلغ الشرطة أم أنتظر مجيئك " سمع محدثه لبعض الوقت قبل أن يجيب .. " حسنا سيدي سأفعل ذلك " أغلق الهاتف و زفر بقوة متمتما .. " لقد تعبت حقاً . أنت أصبحت عجوزا رفعت لا تتحمل كل هذا الضغط . ليعود السيد و أرحل من هنا فور مجيئه لبلدتي " سمع طرق على الباب يبدوا غاضب . هل عاد السيد . أسرع ليفتح الباب غير منتظر أن يجيب أحد الخدم . نظر للقادم بخيبه عندما وجد أنه ليس سيده . نظر للفتاة الواقفة أمام الباب بتعجب يبدوا أنها أحدى معجبات السيد و لكن كيف دلفت لهنا . " من سمح لك بالدخول لهنا " قالت رحيل غاضبة . ما هذا كل من علاقة بهذا الرجل عديمي الذوق و الأخلاق هكذا ألا يكفي ما واجهته من ذلك الرجل على الباب الكبير في الخارج و كأنها ستدخل البيت الأبيض . بعد أن رأى ما بيدها سمح لها بالدخول . فذلك الوغد قبل أن ترحل من المنزل أعطاها منديلة و أخبرها أنهم لن يسمحوا لها بالدخول دون شيء يدل على أنه مرسلها " سمح لي البغيض الأخر في الخارج . أنت رفعت " رفع رفعت حاجبه بتعجب من فظاظتها .. " أجل أنا هو رفعت " قالها بقرف رادا على طريقة حديثها .. ازاحته من أمامها و دلفت للمنزل قائلة بحنق .. " سيدك الوغد أرسلني يريد منك بعض الحاجيات التي تخصه فهذا الحقير سيمكث لدينا بضعة أيام " اتسعت عيني رفعت بدهشة من سبها المستمر لأثير . و الذي يدل على كراهيتها له . " هل السيد لديكم . من أنتم . هل هو مختطف أم ماذا هل تريدون فدية يا إلهي " قالها بخوف و توتر ردت رحيل مسرعة .. " مهلا مهلا . من هذا المختطف . فدية ماذا أهدئ يا سيد لقد أرسل لك رسالة معي بطلباته و هل يطيقه أحد ليخطفه " قال رفعت مسرعا .. " هاتها " أخرجت رحيل له الورقة فأخذها رفعت بلهفة يقرأ ما دون بها . قال لرحيل بعد أن تنفس الصعداء . " أنتظري سأتي معك لهناك لأطمئن " مطت رحيل شفتيها بضيق .. " تفضل و أسرع الوقت تأخر و لا أريد العودة متأخرة و أبحث عن سيارة في هذا الوقت " تركها رفعت و ذهب ليحضر كل ما طلبه أثير .. تلفتت رحيل حولها تنظر لمنزله كانت تقف في ردهة كبيرة واسعة للغاية تعادل شقتهم ثلاث مرات . تفترش الأرضيات البنية اللامعة سجاد ناعم يجمع ما بين البني الداكن و البيج الفاتح طاولة في المنتصف عليها مزهرية كبيرة مملوئة بالزهور المتفتحة التي يخرج منها رائحة زكية . و أخرى في جانب الردهة عليها رسومات صينية و مرآة مذهبة على الحائط في أحد الجوانب و صورة كبيرة لهذا الوغد على أحد الجدران المجاورة لباب غرفة ما لا تعلم ما خلف بابها . اقتربت منها تتطلع عليه بتأمل و شرود شعره الأسود الطويل يبدوا مشعثا يعطيه مظهرا عابثا ابتسامة شفتيه المغوية و نظرة عينيه التي ترسل دعوة تقول لك اقتربي . كان يضع قدمه على مقعد منخفض و يستند بذراعيه على قدمه المرتفعة يميل للأمام و ينظر ؟ ينظر لها !! هل ينظر إلي ؟ غيرت وقفتها و تنحت جانباً بعيداً عن مستوى نظره لتجد أنه ينظر إليها أيضاً . اتسعت عيناها بدهشة . كيف هذا ؟ ارتبكت رحيل و ابتعدت لتتقهقر تجاه الباب تنتظر الرجل . رفعت . إذا فالوغد حقا ثري و للغاية ماذا يعمل يا ترى تاجر مخدرات . ليمتلك كل هذا المال . حسنا ستسأل يمان عنه عندما تعود . تململت من طول الوقت الذي غابه الرجل في الداخل . و لكنه عند عودته كان يحمل حقيبة كبيرة يجرها جرا من ثقلها سألته رحيل بدهشة .. " ما هذه الحقيبة يا سيد أنا أخبرتك أنه سيمكث بضع أيام و ليس سنين " رد رفعت بصبر .. " هذا ليس كل شيء باقي الأشياء يجهزها الخدم في الداخل " خرج صوت مستنكر من حلقها و هى تتسائل بحنق .. " ماذا باقي الأشياء . لماذا ماذا طلب في هذه الورقة الصغيرة " رد رفعت بهدوء .. " ستعرفين سيدتي أليس هذا سيذهب لمنزلكم " زمت رحيل شفتيها بغيظ و عقدت حاجبيها بغضب و تمتمت بخفوت " اللعنة عليه هذا الوغد " أنتظرت لبعض الوقت حتى ينتهى الخدم من تجهيز كل شيء و عادت مع رفعت للمنزل و الذهول يتملكها من طلبات الوغد . ************************ سألت فوزية رحيل التي تستعد للذهاب لعملها في اليوم التالي قائلة بحنق .. " لأين ذاهبه آنسة رحيل و تاركة هذا في المنزل " قالت رحيل بضيق فهى منذ الأمس و هى تتمالك أعصابها بشق الأنفس حتى لا ترتكب جناية بحق نفسها قبل أحد أخر و هو بقتل هذا الرجل المحتل غرفتها . " ذاهبه للعمل عمتي ماذا تريدين مني فعله تحمليه هذه الفترة لحين يرحل من هنا أرجوك ليس لدي مائة ألف جنيه أعطيهم له " أشارت فوزية حولها في الغرفة قائلة بحنق .. " أنظري لم فعله بمنزلي " تلفتت رحيل حولها في غرفة يمان فأمس عندما أتى معها ذلك الرجل رفعت و جلب معه حقيبة ذلك البغيض التي تحتوي على ملابسه لم يكن هذا كل شيء لقد كانت فقط البداية قبل أن يقلب بيتهم الصغير رأسا على عقب . عندما وصلت و رفعت و رأى الحقير شعر بالقلق و هو يرى كدمات وجهه سائلا عما حدث . أجابه البغيض ببرود أن لا يهتم بأي شيء و أنه بخير و بعد ذلك لم تعلم و عمتها ماذا حدث لتجد ملابسها مكومة في الخارج و ملابسه تحتل خزانتها و ثلاجة صغيرة متنقلة تأخذ مكان الكومود جواره و رجل عامل يأتي و معه مكيف هواء قام بتركيبه في غرفتها . و فراش جديد مريح لسريرها الصغير . و علب و علب من زجاجات المياه المعدنية و العصائر . كانت متراصة في غرفة يمان لعدم سعة غرفتها لكل شيء طلبه تلفاز صغير في غرفتها وضعه على طاولة الزينة خاصتها كادت تصرخ و تسأله هل ستمكث لدينا لأعوام لحين ينتهي ثمن العقد . و لكنها لم تستطع أن تنطق بكلمة . تجد يمان متحمس لمكوثه كأنه وقع على كنز كبير . لم تعد تفهم شيء لذلك ستهرب من هنا بالعمل . قالت رحيل تجيب عمتها تهدئها .. " أرجوك عمتي هو وقت قصير و سيرحل أرجوك لا تفتعلي معه المشاكل فيبدوا أنه وغد حقير " قالت فوزية بانفعال .. " لقد طلب أن أعد له الطعام الخاص به بالمياه التي جلبها " كادت رحيل تبتسم لذلك و لكن حتى لا تثير غضب عمتها قالت .. " لا بأس أفعلي فنحن سنتناول الطعام ذاته فنستفد بشيء من مكوثه لدينا " قالت فوزية بغضب .. " منذ قام بشحن بطارية هاتفه و هو لم يكف عن الضجيج لقد تعب رأسي و لم يمر يوم عليه هنا " زفرت رحيل بضيق .. " ماذا تريدين أن أفعل هل أذهب إليه و أطرده خارج المنزل و أنتظر الشرطة تأتي و تأخذني . هل تريدين ذلك " كتفت فوزية يديها بحنق صامتة فأردفت رحيل برجاء .. " عمتي فقط بضعة أيام و سيرحل و أجعلي يمان يهتم بما يخصه حتى لا يضايقك و الطعام نحن سنتناوله معا و أنا سأقوم بإعداده اتفقنا " قالت فوزية فوزية بحنق .. " يريد أن يفطر حليب طازج و عسل و جبن و مربي فقط " ابتسمت رحيل قائلة .. " أخبريه أن يشتري بقرة إذن فليس لدينا حليب طازج له كل يوم " لوت فوزية شفتيها بسخرية .. " و إن فعل و جلبها هنا أين سنضعها في غرفتي " ابتسمت رحيل قائلة بمرح .. " ليست هذه المشكلة عمتي كيف سنجلبها لهنا من على الدرج " ضحكت فوزية بمرح و قد لانت ملامح وجهها و تنهدت قائلة .. " هذا الرجل يجب أن يتربي من جديد و أنا أظن أني علمت ماذا سأفعل معه منذ الآن " ردت رحيل بشماته .. " هذه هى عمتي " ************************* رن هاتفه للمرة العاشرة في النصف ساعة الماضية .. ينظر للمتصل متجاهلا الجواب . أستلقى أثير على الفراش المريح يتطلع لسقف الغرفة الأبيض المترب الذي يبدوا أنه له سنوات طويلة حتى كاد أن يسود رفع هاتفه لمستوى نظره ينظر لرقم المتصل . هل يجيب . أم فقط يتجاهل كل شيء و وجودها و كأنها لم تكن . كان الهاتف يلح في الرنين أراد أن يجيب و أستسلم لنداء قلبه الذي ظل يخبره أن يحسبها بينما عقله يقول لا تفعل و ربح القلب . فتح الهاتف ليسمع صوتها المتلهف يقول .. " أثير أين أنت لي يومين أهاتفك ليل نهار أثير أرجوك أريد أن أراك أريد أن أخبرك بما حدث ذلك اليوم " كان أثير يستمع إليها بغضب متذكرا الآخر القريب و هو يلامسها و كأنه يخبره أنها ملكه و لا تقترب . ماذا تريد أن تخبره أنها ليست مرتبطة . و هل كان يكذب ذلك الرجل . لم لم تخبره وقتها و تنفي الأمر . عاد صوتها يلح في الإيجاب .. " أثير أرجوك " تنفس بقوة قبل أن يعاود غلق الهاتف دون جواب . أغمض عيناه بقوة لترتسم ملامحها الرقيقة خلف جفنيه . عقد حاجبيه بغضب لتفكيره أنه كان ستقدم لخطبتها من والدها . ماذا سيكون موقفه و هو يعلم أنها مرتبطة منه . لقد كاد أن يصبح سخرية ذلك اليوم . تباً لك درة فتح الباب و دلفت فوزية للغرفة قائلة ببرود .. " صباح الخير يا سيد ألم تنهض بعد " فتح أثير عينيه قائلاً ببرود .. " ماذا ترين أنت سيدتي " ردت فوزية بسخرية .. " أرى أنك نهضت . هيا لقد جهزت الفطور تعال قبل أن ننتهي و إلا ستضطر لانتظار الغداء و أرتدي شيئاً لائقا لدي فتاة عذراء في المنزل في سن الزواج أنت لا تريد أن ترى عضلاتك تلك و تفتن بها " اعتدل أثير في الفراش قائلاً ببرود متجاهلا حديثها عن تلك السمينة ابنة شقيقها .. " سأتناوله هنا " ردت فوزية ببرود و تركته لتغادر قائلة .. " ستنتظر طويلاً ليأتي " زفر أثير بحنق و عاد ليستلقي بعناد منتظرا أن تأتي لتجلبه بنفسها لتتقي غضبه هى و ابنة شقيقها السمينة .. ************************** كانت درة تنظر لهاتفها بشرود و حزن مفكرة في عدم رد أثير على حديثها . فقط لو كان تحدث معها لتفهمه كل شيء و ما حدث . لم تنتبه عندما دلف جلال لغرفتها دون أن يطرق الباب . تفاجأت درة بوجوده في غرفتها فقالت بحدة غاضبة .. " كيف صعدت لغرفتي جلال من سمح لك بذلك أين والدتي " رد جلال و هو يغلق الباب خلفه مما جعلها تتوتر .. " ذهبت للقاء صديقاتها في النادي لقد أخبرت الخادمة أن تبلغك بمجيئي و لكني صرفتها فور رحيل والدتك و أخبرتها أني سأصعد إليك بنفسي فأنت خطيبتي و قريبا سنتزوج أليس كذلك " سألته بحدة متجاهلة حديثه عن الزواج .. " لم تغلق الباب و ماذا تريد ألم ننتهي جلال " رد جلال بسخرية .. " أمس أخبرنا والدتك أننا سنتزوج اليوم تقولين انتهينا " كانت ترتدي منامتها التي تشبة منامات الأطفال برسمتها لأحدى الأميرات التي تظهر في أفلام الأنمي . نظر جلال إليها بغموض قائلاً " هل تبدلين ملابسك و تأتين لنتحدث أم نتحدث هنا و أنت هكذا . أنا لن أمانع إذا أردت أنت ذلك " قالت درة بتعب من هذا الأمر .. " لم لا تفهم جلال أنا لم و لن أسامحك لم لا تتركني بهدوء و تخبر أبي أننا لم نتفق " سألها بخشونة .. " هل تحدثت مع ذلك الرجل أثير " ردت بغضب ..فقد ملت من أفهامه أن أثير ليس سبب رفضها له بل فعلته .. " لا لم أحادثه و إن فعلت هو ليس له شأن بقراري " اقترب منها جلال و قال بحزم .. " عقد قراننا الخميس المقبل إذا لم توافقي سأذهب لوالدك مباشرةً و أريه تلك الورقة و الصور " استدار ليرحل فهو أتى ليراضيها و يتفاهمان و لكنها يابسة الرأس إذن لتأتي لبيته و عندها يتصرف معها فقط تكون تحت سقف بيته . قبل أن أن يخطو للخارج وجد ذراعيها الناعمة تلتف حول جسده تمنعه الرحيل و صوتها الغاضب يخبره ببكاء .. " أنت لن تفعل بي هذا جلال أنت لن تتركني هكذا دون أن نتفاهم لم تريد تدمير حياتي ماذا فعلت لك " تصلب جسده تحت ذراعيها . هل تظن هذا أنه يريد تدمير حياتها . هل زواجه منها دمار لحياتها . هل نسيت كل ما كان بينهم . لقد كانت هفوة هفوة منه لم يقصدها . جعلتها تكرهه لهذا الحد . اللعنة كيف يتصرف معها كيف يفهمها . أنه لم و لن يريد امرأة سواها في حياته . استدار إليها ينظر لدموعها و حزنها المرتسم على وجهها و اليأس الذي ينضح من صوتها و هى تقول .. " لا تفعل و أتركني بسلام أنا لا أتخيل أن أكون لك بعد ما حصل ذلك اليوم " رد جلال غاضبا .. " لم يحصل شيء . ذلك الذي رأيته لم يكن أنا لقد كان شخصاً أخر متى ستفهمين هذا " هزت رأسها رافضة فزفر بغضب .. " عقد القران الخميس درة إذا لم تريدي ذلك أخبري أبيك بكل ما حدث " نظرت إليه بغضب يائس . تعلم لأي حد رأسه يابس تعلم لأي حد هو عنيد . لم تشعر إلا و راحتها تهبط على وجهه بقوة و أنفاسها تخرج لاهثة و جسدها ينتفض بذهول من فعلتها . كان أحتقان وجهه يدل على شدة غضبه من فعلتها و جسده المتحفز كأنه يهم بالأنقضاض عليها و أقتناصها . لفحتها حرارة أنفاسه التي تخرج من صدره و تضرب وجهها بقوة . تقهقرت خطوة مبتعدة كأن الهالة من الغضب حوله تخبرها بأن تهرب . و لكن هل تستطيع ذلك. ************************* لم يعرف كيف عاد للنوم ثانياً بعد خروج فوزية من غرفته و لكنه استيقظ على صوت همسات تدور في الغرفة حوله . لم يفتح عيناه منتظرا أن يبادر ذلك الهامس بفعل شيء . أو الاقتراب منه و إيقاظه و لكنه لم يفعل . بعد قليل عاد الصمت للعرفة . ففتح أثير عينيه ليجد الغرفة فارغة . نظر لساعة يده فوجدها الثانية عشر ظهرا . شهق بضيق هل تركته تلك المرأة دون طعام للأن . نهض من الفراش ليخرج من الغرفة . وجد الصغير يمان يقف مع ولدين في مثل عمره تقريباً و هم يعطيانه بعض النقود . قال أثير بحدة .. " أنت يا ولد هناك " أخرج يمان الولدين خارج المنزل و أغلق الباب و هو يلتفت إليه قائلاً " يمان يا سيد أثير . اسمي يمان " سأله أثير متجاهل حديثه .. " أين شقيقتك السمينة " رد يمان ببرود .. " شقيقتي السمينة إن سمعتك تنعتها هكذا ثانياً ستصيب رأسك بأبريق الماء و لا تلوم غير نفسك وقتها نصيحة من ولد صغير لا تعرفه لا تضايقها لأختي حتى تأمن جانبها و إلا " صمت يمان بسخرية و هو يشير لكدمة وجه أثير على وجهه . نظر إليه أثير بغضب قائلاً .." هل تهددني يا ولد " رد يمان بسخرية .. " كيف و أنا ولد صغير ماذا أستطيع أن أفعل لك " نظر إليه أثير بقرف قائلاً .. " أين فطوري لقد تخطت الساعة الثانية عشرة " قال يمان بجدية .. " لقد فاتك مع الأسف و عمتي لن تجعلك إستثناء لست أغلى من أولاد شقيقها . أنتظر لوقت الغداء " " ماذا " سأل أثير بحنق . ليجيب يمان بجدية .. " تناول مما يوجد في ثلاجتك الصغيرة فهى مملوءة بالأطعمة " تخصر أثير بحنق .. " أكل بسكويت و شوكولا " ابتسم يمان بسخرية مستفزة .. " كما تتناول المياه المعدنية " عقد أثير حاجبه بغضب و قال بحدة .. " أين هى عمتك و أنا سأتحدث معها " قال يمان بمكر .. " عمتي لو رأتك خارج غرفتك بجسدك العاري هذا مؤكد ستضربك على مؤخرتك حتى يظهر لك صاحب " كتف أثير يديه أمام صدره لتبرز عضلات صدره أكثر . سأله يمان بمكر .. " هل من يقوم بالحركات الخطرة في أفلامك أنت أم البديل . فأنت تبدوا قوي البنية و لكن دوماً ما تظهر تلك المشاهد غريبة و كأن شخصين يقومان بها . و هذا يفقد المشاهد متعة المشاهدة تكون له كالفاصل الإعلاني في المسلسل التركي المدبلج يجعلك تغضب من المقاطعة " سأله أثير باهتمام و قد أسترعى انتباهه حديث الصبي .. " حقاً تفعل هل تجدها حينها غير حقيقة " رد يمان بجدية .. " بالطبع " قال أثير بتأكيد .. " سأفكر في حديثك جديا و أضعه موضع التنفيذ إذا أمكنني ذلك " رد يمان بلامبالاة .. " على راحتك أنا فقط أخبرك برائي كمشاهد لأفلامك التي أحبها " سأله أثير بتعجب .. " كيف و شقيقتك و عمتك لم تعرفانني للأن " ابتسم يمان بمرح .. " لا يشاهدان التلفاز و إن فعلاً يشاهدان المسلسلات التركية و الهندية و الباكستانية المدبلجة " شخر أثير بسخرية .. " لهذا نحن متأخرين دوماً ما نشجع المنتج المستورد و لا نشجع المنتج المحلي " رد يمان بسخرية .. " أنت لا تريدهن أن يعرفنك حقا و يعرفن من أنت " رد أثير ببرود .. " لا لا يهمني بالطبع أن يعرفنني أو يعجبن بي " هز يمان كتفيه بلامبالاة . سأله أثير بجدية .. " لماذا كان الولدين يعطيانك المال منذ قليل " ارتبك يمان و قال ببرود .. " لقد كانا يقترضان مني بعض النقود و قد رداها لي هل لديك مانع " لوى أثير شفتيه ساخرا .. " لا ، لم أمانع هل هو مالي " جاءت عمته صارخة فور رؤيتها أثير واقفا هكذا .. " يا إلهي ماذا تفعل خارج غرفتك هكذا هل جننت أيها السيد " التفت إليها أثير بلامبالاة قائلاً ببرود .. " ماذا أنا أرتدي بنطالي ألا يكفي" ثم أردف بتحذير .. " أنا سأذهب لأستحم و لحين انتهي يكون فطوري قد جهز سيدتي " تركهم و انصرف فتمتمت فوزية بحنق .. " ما هذا الابتلاء الذي بليتنا به رحيل . " 🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼 | ||||||||
30-12-19, 03:55 AM | #13 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل السابع 💕💕💕💕💕 وضعت فوزية طبق صغير من الفول بالبيض و طبق زيتون و قطعة جبن قريش و كوب شاي ساخن و بعض قطع البسكويت الذي جلبه أثير في حاجياته أمامه و هو جالس على مائدة الطعام منتظرا أن تحمم و أرتدى ملابسه . نظر إلى الطعام بقرف قائلاً .. " هل هذا هو الفطور سيدتي " ردت فوزية بلامبالاة .. " لا بل هو بواقي الفطور الذي لم تنهض لتتناوله معنا . " شخر أثير بحنق مما جعل فوزية تضربه على مؤخرة رأسه قائلة بحنق " تأدب عند الحديث أمامي أو أمام أبناء أخي . لا يصدر منك مثل هذه الأفعال " رفع أثير يده يمسد رأسه و عيناه متسعة بذهول لفعلة فوزية معه . قال بغضب .. " هل تعلمين من أكون حتى ترفعي يدك علي ألا يكفي تركت ابنة أخيك تنجو بفعلتها عندما شوهت وجهي و سرقت عقدي " ردت فوزية ببرود .. " ما فعلته بك يروق لي . أما عن سرقة عقدك الثمين فأخبرك أني لا أصدقك بالطبع . فهى تربت على يدي و أنا أعلم ما يمكنها أن تفعل و هى لا تحتاج لتسرق حتى تعيش رغم بيتنا البسيط و حارتنا القديمة فنحن نملك المال الذي يجعلنا في غني عن النظر لعقدك الحقير و نطمع به . هل ستتناول الطعام أم أرفعه فليس عندي وقت أهدره على المماطلة معك و تدليلك " نهض أثير بغضب ليعود لغرفة رحيل قائلاً بحنق .. " أرفعيه أنه طعام يقرف القط لدي تناوله " سألته فوزية بضيق .. " هل لديك قط " رد أثير بغلظة .. " لا أنه تشبيه " قالت فوزية براحة و سخرية .. " حمدا لله لأنه لو كان لديك كان على جثتك أن يأتي لهنا . هذا ما كان ينقصني فوق تحملك أيضاً " التفت إليها أثير قائلاً ببرود .. " تقولي على جثتي و ليس جثتك " ردت فوزية ساخرة .. " لا على جثتك أنت من قال إني أريد التضحية بنفسي أو قتل نفسي لأثبت لك شيء " زمجر أثير بغضب و أغلق الباب في وجهها بعنف . فقالت بغضب .. " إن كسر ستدفع ثمنه " سمعت صوت تحطم شيء في الداخل فقالت ببرود .. " أتمنى أن يكون تحطم فوق رأسك هذا الذي سقط ." *************************** كانت درة تنظر لجسده المتحفز بقلق و توتر بعد فعلتها ليعطي عقلها أشارة التحرك و الهروب من أمامه قبل أن ينقض عليها . تحركت قدميها لتستدير و تبتعد عندما أمسكها جلال من رسغها بقوة قائلاً بمكر و فرقعة أصابعها على وجنته مازالت ترن في أذنه .. " لأين ذاهبه حبيبتي " أمسكت بيده المحيطة رسغها براحتها لتبعدها قائلة بعنف و الخوف يعصف بها فلا أحد من والديها في المنزل و غرفتها بعيدة عن مكان وجود الخدم في المنزل .. " أتركني جلال هل جننت " شدها لصدره و لف ذراعيه حولها قائلاً بجنون .. " أجل جننت بالطبع . ماذا تنتظرين بعد فعلتك تلك أن أقبلك عقابا " ردت درة بذعر و هو يعتصر جسدها بغضب .. " لا جلال أبتعد اللعنة عليك سأخبر أبي " رد جلال بخشونة .. " أخبريه بكل ما أفعله و فعلته معك درة لنرى كيف سينظر إلى ابنته الوحيدة المحترمة التي كانت تأتي إلي في شقتي و ترتدي لي .." وضعت يدها على فمه توقفه عن الاسترسال في الحديث و عيناها تتسع بألم و دموعها تهطل حزنا و خيبة فيمن كانت تظنه يحبها حقاً . خرج صوتها معذبا و هتفت باسمه بألم.. " جلال " مرت عيناه على صفحة وجهها المتألم بجمود يعلم أنه بحديثه هذا يجرحها و يشعرها بالرخص و لكن ماذا عنه و عن ما يشعر به بعد أن علم أنها تريد تركه و تتزوج ذلك الرجل أثير . هى ملكه هو بكل مساؤها و حسناتها له و لا أحد غيره كلاهما أخطأ و على كلاهما تحمل نتيجة ذلك و لكن ليس بابتعادهما . لم يجد نفسه إلا و هو يحني رأسه تجاهها و يمسك شفتيها الحمراء بأسنانه في قبلة غرضها العقاب و ليس التقارب كان يريد عقابها على مجرد تفكيرها في الابتعاد عنه ، عقابها في التفكير في آخر ، عقابها لعدم مسامحتها لأولى أخطاءه ، عقابها لعدم حبها له كما يفعل هو بعد كل ما كان بينهما ، آنت بألم و دموعها تسيل أكثر محاولة دفعه عنها و لكنه كان يمسك بها كالغراء يلصقها بجسده الصلب . ابتعد بعد ثوان ينظر لعينيها الدامعة قائلاً بصوت لازع " سنتزوج قريبا فاستعدي لذلك عقد القران نهاية الأسبوع سأحادث والدك . إذا قمت بأي عمل أحمق صدقيني لن تعلمي ما يمكن أن أفعله بك و بأبيك أيضاً . تجارته على المحك و بقاءها في يدي " استدار و تركها و رحل لتعود و تتهالك على الفراش و شعور باليأس يسكنها . ************************* دلفت رحيل للمنزل و هى تنصت لصوت و لكنها لم تسمع شيء هل قتلته عمتها يا ترى . خرج يمان من غرفتها و قال باسما .. " رحيل لقد أتيت مبكرا اليوم " تطلعت خلفه على باب غرفتها التي خرج منه ذلك البغيض يستند على إطاره و يديه في جيب سرواله الأبيض . و خفه الأسود و قميصه الناصع البياض كالجديد . ربما هو هكذا و هذا الرجل يرتدي ملابسه لمرة واحدة فقط .كان ينظر إليها بسخرية مما جعلها تستشيط غضبا و لكنها لم تظهره له و سألت ببرود .. " أين عمتي " رد يمان بلامبالاة .. " في المطبخ تعد الغداء " ردت رحيل بخشونة و نظرات ذلك البغيض مازالت مسلطة عليها .. " حسنا سأذهب لغرفتي أستريح قليلاً .." قال أثير بأمر .. " لا بدلي ملابسك و تعالي لتتحدثي معي قليلاً فقد سئمت منذ الصباح " خرج صوت مستنكر من حلقها .. " و ما ذنبي في ذلك عد لبيتك حتى لا تشعر بالملل " قال أثير ببرود .. " سأعود عندما أخذ العقد الذي سرقته " قال يمان بغضب .. " أختي ليست سارقة يا سيد تحدث معها بأدب و إلا" سأله أثير ساخرا مهددا .. " و إلا ماذا . ماذا ستفعل يا ولد " هم يمان أن يعود إليه و يلكمه في معدته عندما أمسكته رحيل قائلة بحزم .. " يمان . يكفي أتركه يقول ما يقول لا تهتم فقط بضعة أيام و يرحل من هنا فلنتحمله لذلك الوقت أو ربما وجدنا ذلك العقد ليأخذه و يرحل " لوى أثير شفتيه بسخرية و ابتعد عن إطار الباب متقدما نحوها قائلاً ببرود .. " لحين ذلك الوقت أذهبي و اعدي الطعام مع عمتك فأنا لم انتناول الفطور و عمتك الشريرة تلك لم تطعمني منذ الأمس " أخذت رحيل يمان معها للغرفة و هى تتمتم بغيظ .. " تعال يمان و إلا لن أستطيع أن اتمالك نفسي ربما قتلته و هو لا يستحق أن أسجن لأجله دقيقة " زم شفتيه بسخرية بعد أنصرافها و تمتم بخفوت .. " لا ضير من بعض المغامرة لأبدد حياتي الفاترة قليلاً و لو كان علي العيش مع تلك السمينة و عمتها المجنونة و شقيقها المشاغب ذلك " تحرك تجاه الشرفة ليفتح بابها و يخرج يتطلع للمكان الذي يقطن به لبعض الوقت ليتفاجئ بما أمامه .. ************************* أستمع رفعت لصوت محدثه بصمت قبل أن يقول بهدوء .. " أجل مختار هو بخير لا تقلق سيعود للمنزل بعد عدة أيام " عاد للصمت و الإستماع لمحدثه الذي ما هو إلا والد أثير قبل أن يجيب بتأكيد .. " بالطبع سأخبرك بكل شيء فقط عندما تأتي لهنا و لكن هل حددت موعد لمجيئك لهنا حتى أبلغه " صمت أخر و بسمة ماكرة على شفتي رفعت الذي قال بمرح .. " يا ليت تفعل هذا يا رجل لقد تعبت و أريد العودة و المكوث في بيتي جوارك لقد هرمت و لم أعد شابا صغيراً على ما يفعله ولدك بي " صمت من جانبه و حديث من الآخر لينفجر رفعت ضاحكا و هو يقول " حسنا سأنتظر إلى اللقاء الآن " أغلق الهاتف و قال بمرح .. " ماذا ستفعل عندها سيد أثير لنفعل ذلك و نرى ما سيكون " ************************** نظر أثير للطعام أمامه قائلاً بتساؤل .. " هل طهوته كما طلبته سيدتي " كادت فوزية ترفع الطبق أمامها و تهبط به على رأسه و لكن بدلاً من ذلك قالت ببرود و هى تضع الطعام أمام رحيل و يمان .. " نعم كما أخبرتني ليس تنفيذا لأوامرك فعلت و لكن فضول مني لأعلم الفارق بين ذلك و بين ما تتناوله أنت لأعلم هل يوجد فرق حقاً للأفضل أم أنك مجرد أحمق موسوس متطلب لا أكثر " نظر إليها أثير بحنق و مد يده ليتناول الطعام بصمت فهو جائع على ايه حال و لو كانت اعدته دون شيء كان سيتناوله أيضاً . نظر إليه يمان بمكر و رحيل بلامبالاة و وجهت حديثها لعمتها قائلة .. " عمتي لدي زبون سأذهب لفندقه لأرى ما يريد مني هناك . سأحظى بعمل جيد إذا أتفقنا معا . و لا تقلقي هو سيوصلني لأول الحارة هنا حتى لا يحدث كذلك اليوم " قالت فوزية بضيق و قلق .. " رحيل ألم أخبرك لا عمل ليلا أنظرى ما جلبت لنا أخر مرة " القت نظرة ساخرة تجاه أثير الذي تجاهل تلميحها و قال بمكر .. " و ما هو هذا العمل الذي يستدعي ذهابك لفندقه و على ماذا ستحظي بالضبط من عملك معه " نظرت إليه رحيل مصعوقة من تلميحاته الفجة الوقحة التي خلفها أشياء تمس سمعتها و أخلاقها . لم تعرف ما حدث بالضبط فهى قبل أن تفيق لتفعل شيء أو تجيبه وجدت عمتها تمسك بطبق الشوربة الدافئ و تسكبه على رأسه زاجرة إياه قائلة .. " أيها الوقح أحتفظ بأفكارك القذرة لنفسك " شهق أثير بصدمة و نهض مبتعدا عن الطاولة حامدا الله أن الشوربة فقط دافئة و ليست ساخنة كانت شوهته .." ماذا فعلت أيتها المرأة المجنونة " رد يمان بلامبالاة شامتاً به .. " أخبرتك أن تلتزم الأدب في الحديث مع عمتي و شقيقتي و أنت لم تقبل النصيحة هذا جزاء حديثك الوقح " قال أثير بغضب و هو ينفض الشوربة عن شعره و وجهه .. " تبا لكم من حمقي " قالت رحيل بغضب .. " أنت هو الأحمق " تركهم و عاد لغرفة رحيل و خرج بعد ثانيتين ممسكا بملابس نظيفة قائلاً بغضب شديد قبل أن يتجه للمرحاض .. " أقسم أن تدفعي ثمن فعلتك هذه " ردت فوزية بسخرية .. " أخبرني فقط كم ربما لا يكون معي فراطة " ضحكت رحيل قائلة لعمتها بسخرية .. " فراطة عمتي " ردت فوزية بلامبالاة .. " هكذا سمعتها في المسلسل التركي المدبلج باللهجة السورية " ضحك يمان و قال بمرح .. " يجب أن تشجعي منتج بلدك عمتي لا تغرقيه بالشورباء و تشاهدين الأتراك و الهنود " قالت فوزية رغم أنها لم تفهم عما يتحدث يمان .. " أنهم شديدي الوسامة يا ولد كيف سيكون منتجنا المحلي بجانبهم سيكون صفر على الشمال بالتأكيد " كانت رحيل شاردة و قد عادت لتناول الطعام بصمت تاركه يمان يشاكس عمته .. ********************* طرقت رحيل باب غرفته بقدمها و هى تحمل بين يديها صينية موضوع عليها عدة أطباق صغيرة بها طعام من الغداء . لم يستجب ذلك البغيض و يفتح الباب . فاضطرت لوضع الصينية على الأرض و فتح الباب ثم حملتها لتدخل بها الغرفة . وجدته و قد تحمم و بدل ملابسه . كان مضجعا على معدته مغمض العينين . تنحنحت بهدوء لينتبه لدخولها فيبدوا أنه قد غفى أو يدعي ذلك .. " يا سيد " اعتدل أثير على ظهره و نظر إليها بتفحص صامت فقالت ببرود .. " جلبت لك بعض الطعام أعلم أنك جائع و لم تتناول فطورك " كان أثير بالفعل جائع و قد حاول أن يغفو حتى لا يسمع زمجرة معدته من حين لآخر مطالبة إياه باسكاتها بالطعام .. قال بهدوء .. " هل هو دافئ " رفعت عينيها تنظر لسقف الغرفة بيأس و لكنها أجابت بهدوء باسمة " أجل دافئ بالطبع لقد سخنته بنفسي " اعتدل أثير على الفراش و أشار إليه لتضع رحيل الطعام أمامه .. و بالفعل وضعت الصينية بهدوء و قالت .. " عندما تنتهي أخبرني و سأخذها " سألها قبل أن تذهب .. " هل ستذهبين للقاء ذلك الرجل في الفندق حقا" نظرت إليه بجمود . لا تريد أن تجيب و لكنها أجابت بهدوء و لامبالاة " بالطبع سأذهب " عقد أثير حاجبيه بضيق قائلاً بتساؤل حاد تعجبت منه .. " ما هو عملك بالضبط يا آنسة " تفهمت رحيل سبب سؤاله كانت تريد حقاً أن لا تريحه و تجيب و لكنها كانت ستشعر بأنها سخيفة إن فعلت شيء كهذا . فلما تفعل فهو لا يهتم بها و لكنه الفضول فقط ما يجعله يسأل .. " أرسم على جميع أنواع الزجاج بما فيهم الأكواب و هو عملي الأساسي " قال أثير بحزم .. " أستمعي لحديث عمتك اذا و لا تذهبي الآن لذلك الرجل فليكن في الصباح و الفندق ملئ بالعاملين " قالت رحيل بحزم .. " لا . الآن سأذهب . و لا تقلق نسيت ما حدث لك و الاخر أنا لست هينة كما تظن " قال بلامبالاة و بدأ في تناول الطعام ." إذا براحتك لقد نصحتك فقط " ردت رحيل بسخرية غير مقصودة .. " شكراً لك سأتذكر نصيحتك هذه عندما يحدث شيء لا قدر الله ذلك " تجاهلها أثير و تناول الطعام بصمت . فتركته و خرجت لتستعد تمتم بخفوت فور خروجها .. " غبية حمقاء لا عقل لديها " ******************** قال جلال بهدوء و درة جالسة جواره في منزلهم .. " لقد اتفقنا عمي أن عقد القران سيكون الخميس المقبل و الزفاف بعد ذلك بأسبوعين " قالت والدتها بدهشة .. " هكذا بسرعة نحن لن يكون لدينا وقت لنعد لزفاف كبير و ندعوا جميع العائلة و الأصدقاء " نظر جلال لدرة الشاحبة بلامبالاة .." لا داعي للقلق أنا سأجهز كل شيء فقد أنت قومي بدعوة من تريدين " سأله والدها .. " هل والداك سيأتون جلال أم لن يحضروا " قال جلال يطمئنه فهو يعلم أن قبول والديه هام بالنسبة له فهو سيكون صهرهه و شريكه و لا يريد أن يعترض شيء هذا الأتحاد بعدم موافقة والديه بعد أزمته المالية الأخيرة فهو يعلم تفكير والديه جيداً .. " سيأتون عمي بالطبع و باقي العائلة لا تقلق أنتم فقط أستعدا و أتركا الباقي لي " رد بهدوء .. " حسنا إذا ليكن عقد القران يوم الزواج فلا وقت كثير بينهم" رد جلال بحزم .. " رجاء عمي لا تقل هذا لقد وعدت درة أنه ستكون زوجتي هذا الأسبوع . هل تريدني أن أخل بوعدي هذا في بداية حياتنا معا " نظرت إليه درة بضيق و حزن و لكنها لم تقل شيء يظهر الجفاء بينهما لوالديها حتى لا تكثر التساؤلات عن التوتر الدائر بينهم . و ما أسبابه . سمعت والدها يقول بهدوء . ." حسنا كما تريدان و الآن سأذهب فلدي موعد هام " نهضت معه زوجته لتوصله للخارج . التفت جلال لدرة و مد يده يلمس وجنتها بتملك و قال بحزم .. " هكذا أحبك مطيعة و هادئة درة جلال " قالت بجمود و غضب .. " درة محي الدين فكري " ابتسم جلال بمرح من غضبها قطته الصغير التي لا تظهر مخالبها إلا له و تكن الملاك الهادئ أمام الجميع .. " لا يهم فالبنهاية أنت ستكونين ملكي عزيزتي " ردت درة بقسوة .. " لا تحلم بهذا . و لا تظن أن زواجنا سيعطيك حق فعل ما تريده معه . أخبرتك أنا لن أقبل بك زوجا مهما حصل بعد ذلك اليوم جلال فراجع نفسك الآن و أعلم ما أنت مقبل عليه بزواجك بي " مال جلال نحوها و قبلها بعنف فدفعته بغضب قائلة .. " كف عن فعل ذلك معي " رد جلال بمكر .. " ليس هذا كل ما أريد فعله عزيزتي صدقيني فقط هذا دفعة صغيرة مما أنوي فعله معك فقط لأشبع شوقي إليك منذ ذلك اليوم الذي كنت ... " وضعت درة يدها على أذنها تكتم صوته أن يصلها و هى تقول بأنهيار " أصمت . فقط أصمت أرجوك لم أعد أحتمل سماع حديثك عن ذلك " ادارها إليه ينظر إليها بغضب و راحتيه تمسك بذراعيها قائلاً بقسوة .. " سأتحدث عنه مرارا هل تعرفين لماذا لأن كلانا كان يريد ذلك ليس أنا فقط أنت من تراجع في اللحظة لولا ذلك لكنت معي الآن و في أحضاني و ... " ضربته على صدره غاضبة .. " تبا لك جلال . تبا لك . تبا لك أيها الخائن أنا لن أسامحك أبدا ، أبداً ، أبداً " لف ذراعيه حولها بعنف يؤد حركتها حتى تكف عن ضربه و هو يهتف بها بخشونة .. " يكفي درة لقد تحملت منك الكثير و لا شيء أخر و إلا ستكون المعاملة بالمثل تذكرى ذلك لولا وجود والدتك هنا لأريتك ما كنت سأفعله " ابعدها عن صدره ليدفعها تعود جالسة على المقعد و تحرك يتركها قبل أن يفعل ما يندم عليه كلاهما .. ********************** " هل تقول الصدق هل هو لديكم في المنزل " سأل الصبي يمان الذي أجاب بمكر باسما .. " أجل إن لم تصدقني أسأل محمد و علي لقد رأياه بعينيهم و لكني أخبرتهم أن لا يخبروا أحد حتى لا تثور عمتي و رحيل " سأله الصبي و يدعى بسام " هل ستجعلني أراه كما راه محمد و علي " فعل يمان حركة بأصبعيه الإبهام و السبابة قائلاً .. " ماذا ستدفع لي إن جعلتك تراه " بحث الصبي بسام في جيبه لثواني و أخرج منها جنية و نصف و ربع من المعدن و مدهم ليمان قائلاً .. " هذا كل ما معي هل يرضيك " ابتسم يمان بمرح .. " أجل رغم أنه قليل عن ما دفعه لي عصام و خالد و لكن لا بأس أنت رفيقي " قال بسام بحماس .. " هيا بنا إذن لنراه " رد يمان محذرا .. " لا ليس الآن فرحيل في المنزل و لكنها ستخرج بعد قليل إذا ذهبت و انشغلت عمتي و هو نائم سأدعك تراه و إلا أنتظر للغد قبل أن يستيقظ فهو ينهض بعد الجميع مما يجعل عمتي لا تكف عن التذمر " شعر بسام بالخيبة و أنه لن يراه الآن و لكنه أجاب .. " لا بأس سأنتظر و لكني سأحضر هاتف مرام لألتقط لنا صورة معا لأريها للأولاد في المدرسة " قال يمان بحماس .. " نعم سأجعلك تفعل دون أن يشعر و لكن تخبر باقي الأولاد أني جعلتك تفعل هذا حتى لا يطلبون ذلك بدورهم " هز بسام رأسه بحماس لكونه الوحيد الذي سيملك صورة لأثير .. " نعم بالطبع لن أفعل " قال يمان بجدية .. " حسنا هيا لنذهب و نلعب على طاولة البلياردو أول الحارة لحين ذهاب رحيل لعملها . " تحرك كلاهما و كل منهم يشعر بالحماسة لسبب مختلف يدور في رأسه 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||||||
30-12-19, 04:00 AM | #14 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل الثامن 💕💕💕💕💕 مد يده يصافحها بعد أن وصلت في الموعد كما اتفقا . قال سليم بجدية .. ” سترى المكان دون تضيع وقت حتى لا تتأخرين في العودة ربما رفضت ايصالي إياك كتلك المرة .“ ردت رحيل بجدية و هى تتجه معه لداخل الفندق الذي كان يعج بالعاملين رغم أن الساعة تخطت السابعة . ” لا تقلق لقد أخبرت عمتي أنك ستقوم بايصالي لأول الحارة حتى لا تقلق على كالمرة الماضية “ تطلعت حولها و سألته .. ” العمل مازال مستمرا للأن “ رد سليم باسما .. ” من أجلك فقط شعرت أنك ستكونين أكثر راحة إذا وجدت إناس هنا فأنا رأيت التردد في عينيك من المجئ هنا “ نظرت إليه رحيل ممتنة للفتته هذه و قالت بهدوء .. ” حسنا لنرى ما تريد هنا “ جال بها سليم في الفندق الصغير ذا الثلاث طوابق و كل طابق منه يحتوي على ثمان غرف متقابلين كان كل طابق يحتوي على نافذة كبيرة أخر الممر تطل على الطريق من الزجاج السميك . قالت رحيل بجدية .. ” ما رأيك أن نقوم ببعض الرسومات على زجاج و إطار النافذة لتعطي شكل أفضل من هذا طالما لا تستخدم في الإضاءة “ أشار سليم للحائط المحتوي على النافذة قائلاً بجدية .. ” لم لا يكون رسومات للحائط بأكمله و النافذة من ضمنه أعني أن تكون رسمة كبيرة من بداية الحائط من الأعلى إلى الأسفل مرورا بالنافذة لتكون جزء منه“ قالت رحيل بتردد .. ” و لكن لم أرسم على حائط من قبل تخصصي هو الزجاج “ رد سليم بحماس .. ” لنجرب إذن و لنعلم لأي حد تصل قدراتك إذا لم تجربي لن تعرفي أليس كذلك “ ابتسمت رحيل بهدوء .. ” نعم معك حق و لكن هل ستجازف بالحائط الخاص بك “ رد سليم باسما .. ” لن أمانع و إذا نجحت في ذلك سأكون أول من يحظى بموهبتك ربما أصبح فندقي مزارا ليروا رسوماتك لدي “ ابتسمت رحيل بفرح غير قادرة على التعبير عن مشاعرها تجاه عرضة هذا الذي ربما أضاف لها الكثير في حياتها العملية .. ” شكراً لك استاذ سليم هذا يسعدني و يشرفني العمل لديك “ كانت رحيل تتعجب من مشاعرها الآن و تبدلها بعد أن كانت تشعر تجاهه بالقلق و النفور من نظراته إليها و لكن مجيئة أمس و طلب العمل معها بكل أدب و أقنعها بالمجيء لهنا غير تغير نظراته جعلها تطمئن قليلاً . لتوافق بعد أن قال أن تجلب أحدا معها إذا أرادت . رد سليم باسما .. ” و أنا أيضاً آنسة رحيل هل نرى باقي العمل “ أومأت برأسها ليشير إليها للسير أمامه و هو يرشدها للمطلوب منها بعد ذلك .. ******************* جالسة في ملهي تحتسي الشراب بشراهة و هى تمتم بالسباب بخفوت كانت سهام تشعر بالغضب الشديد بعد أن طلقها الحقير بهذه الطريقة الوضيعة كانت تتوعده في سرها بأنها ستنتقم منه في وقت ما نكاية بما فعله بها . لم تشعر بذلك الذي كان يجلس بعيداً يراقبها بتفحص كالقط الذي يراقب الفأر قبل أن ينقض عليه . نهض تاركا مقعده و أتجه إليها بخفة . جلس جوارها و تنحنح في ذلك الصخب الدائر حولهم في الصالة التي تعج بالشباب الذين يرقصون و يمرحون بجنون غير ناعين للحياة هما و قد وجدوا من يغرف المال من خزانته و يعطيهم ليستمتعوا في الحياة غير عابئين إن كانت حياتهم على خطأ أم صواب لمس الرجل كتفها العاري و همس في أذنها .. ” عزت صبري عزيز . تسمحين لي أن أقدم لك مشروب أخر “ التفتت إليه سهام بتركيز تحاول مقاومة الدوار الذي بدأت تشعر به و قالت بلسان ثقيل .. ” و من هو عزت صبري “ ابتسم الرجل بمكر قائلاً .. ” شخص معجب بفتنتك سيدتي ألا يكفي هذا لديك “ رفعت سهام رأسها و مدت يدها لتصافحة قائلة .. ” سهام شاكر مطلقة للمرة الثانية من زوج حقير “ ابتسم الرجل بسخرية و قال بغموض .. ” هذا جيد بالطبع إذا لا مانع لنتعارف . هل لي بأحضار مشروب لك الآن “ نظرت إليه سهام بصمت لثوان قبل أن تجيبه بلامبالاة .. ” بالطبع يسرني ذلك “ *********************** دلفت رحيل بهدوء للمنزل و هى تشعر بالراحة بأن المقابلة انتهت بخير . شعرت بالحماسة لاتاحة الفرصة لها بتجربة عمل جديد . كادت تتجه لغرفتها عندما تذكرت مكوث ذلك الأحمق لديهم فعادت أدراجها لغرفة يمان عندما دلف أثير من الشرفة سائلا .. ” لقد عودت “ شهقت رحيل بفزع و وضعت يدهاج على صدرها المنتفض قائلة .. ” يا إلهي يا رجل لقد أفزعتني “ رد أثير ببرود .. ” حقاً لماذا فيما كنت شاردة الذهن آنستي “ تطلعت عليه ببرود قائلة .. ” شيء لا يخصك على ايه حال يا سيد “ تقدم منها أثير خطوة قائلاً بهدوء .. ” لم لا نتعرف من جديد آنسة فيبدوا أن مكوثي لديكم سيطول “ ردت رحيل بضيق .. ” أرجوك لا تقولها “ ” ما هى هذه التي لا أقولها “ سألها أثير ببرود و هو يعلم جيدا مقصدها ” أنك ستظل هنا طويلاً . لم لا تفهم أنا لم أخذ العقد الخاص بك فعلما تعاقبني “ أجابت رحيل بغضب قال أثير بمكر .. ” هل أضايقك بمكوثي لديكم لهذا الحد . غريب غيرك يتمنون فقط الحديث معي و ليس العيش “ سألته رحيل بملل .. ” و من أنت رئيس الجمهورية “ رفع أثير حاجبيه بسخرية .. ” ستعرفين . ربما يوما ما “ ردت رحيل ببرود .. ” حسنا لذلك الحين تصبح على خير يا سيد “ ” أثير “ قالها بأمر نظرت إليه بتساؤل ليردف ببرود و ترفع .. ” أثير اسمي يمكنك مناداتي به “ رفعت رحيل حاجبها بسخرية من غروره و من أخبره أنها تريد أن تناديه باسمه .. ” شكراً لك على هذه الهبة “ هز أثير كتفيه بلامبالاة قائلاً .. ” على الرحب و السعة تصبحين على خير رحيل “ قال اسمها ببرود و هو يعود لغرفتها رفعت يدها للسماء في حركة يأس قبل أن تخفضها لرأسها تشد شعرها قائلة .. ” أنت جلبته لنفسك رحيل تحملي الآن “ اتجهت لغرفة عمتها لتطمئنها بعودتها قبل أن تغفو . ************************ وكزته فوزية على كتفه بعنف قائلة .. ” أنت يا سيد أستيقظ الآن الساعة تخطت الثامنة “ تململ أثير و أدار ظهره إليها قائلاً .. ” تبا الثامنة و توقظيني هل سأذهب لبيع الحليب “ ردت فوزية و هى توكزه ثانياً .. ” لا بل لتشتري لنا الخبز من المخبز أول الشارع . هيا أنهض “ اعتدل أثير على ظهره و قال بحدة .. ” أشتري ماذا . من تظنينني “ ردت فوزية ببرود .. ” مقيم معنا في المنزل و سيسري عليك ما يسري علينا هيا أنهض قبل أن يزدحم المخبز “ تركته و خرجت . فنهض أثير و هو يسب بحنق .. ” تبا هذا ما كان ينقصني أقف في الصف لشراء الخبز “ دلف يمان يبتسم بسخرية قائلاً .. ” عمتي أخبرتني أن أتي معك أريك المخبز خوفاً من أن تضل الطريق . هيا ارتدي ملابسك و أخرج فرحيل تريد الفطور حتى تذهب للعمل و هى لا تحب أن تأكل خبز بائت و لا تنس أن تخفي وجهك حتى لا يعرفك أهل الحارة هنا “ شخر أثير بغضب .. ” هذا ما ينقصني أن أخدم شقيقتك السمينة هذه “ كتف يمان يديه أمام صدره و قال ببرود .. ” لو أنت رجل حقاً قل هذا أمامها لنرى “ نهض أثير بحدة و أتجه إليه يدفعه خارج الغرفة بغضب قائلاً .. ” أخرج أيها المشاغب حتى ارتدي ملابسي ليس لأني خائف من شقيقتك السمينة بل لأني جائع بالفعل “ قال يمان و هو يتركه .. ” نعم صدقتك “ زفر أثير بحنق .. ” اللعنة عليهم عائلة مجنونة أوقعني حظي السيء بها“ *********************** كانت رحيل تأكل بصمت كاتمة ضحكتها لمظهره الذي كان يبدوا كالمخبرين السريين . كان يرتدي قميص و سروال جينز و يرتدي على رأسه قبعة تخفي أذنيه و جبينه و نظارة شمسية سوداء و ياقة جاكيته الجلد الأسود يخفي ما تبقي من وجهه هكذا دلف للمنزل و هو يحمل بين يديه الخبز الساخن . نظر إليها بغضب و وضعه على المائدة قائلاً بحنق ” هذا لكم و عمتك تعرف ما اتناوله عند الصباح “ و لكن هذا ما حصل عليه طبق من الفول و البيض و الجبن و بعض الزيتون الأسود و اللفت المخلل و الجزر . كان يتناوله بقرف و غضب و عمتها ترمقه بنظرة ساخرة من وقت لآخر . أنهت طعامها و نهضت قائلة ” تأخرت عن العمل سأذهب الآن عمتي هل تريدين شيء قبل رحيلي “ ردت فوزية باسمة .. ” لا عزيزتي فقط لا تتأخري في المجيء “ قبلت يمان و قالت محذرة .. ” إياك و الغياب اليوم أيضاً “ هز يمان رأسه قائلاً .. ” لا تقلقي أختي سأذهب فلدي اختبار اليوم “ قبل أن تذهب قال أثير بأمر .. ” سأتي معك للعمل اليوم فأنا أشعر بالملل من الجلوس طوال اليوم وجهي في وجه عمتك المتذمرة على الدوام هذه “ رفعت رحيل حاجباً بتعجب من طلبه .. ” ماذا تقول تأتي معي بأي صفة يا سيد و ماذا ستفعل هناك “ قال أثير ببرود .. ” و هل هناك ضرورة لتعريفي باي صفة ثقي أني لا أحتاج للتعريف عني لأحد “ قالت فوزية بجدية لرحيل .. ” عزيزتي أذهبي أنت حتى لا تتأخرين أنا و السيد لدينا عمل كثير هنا “ تحركت رحيل لتذهب فسأل أثير ببرود ” عمل ماذا هل سأذهب للسوق لشراء الخضروات لك “ قالت فوزية تجيبه و هى تتخصر بملل .. ” لا بل ستخرج الفراش للشرفة اليوم الشمس مشرقة اليوم و الشقة تحتاج تنظيف فرصة و لدي رجل قوي في المنزل ليحمل الأشياء الثقيلة عني “ و هكذا جاء رفعت لرؤيته ليجده على هذا الحال مرتديا شورت قصير يصل لركبته و تيشيرت ضيق يظهر عضلات جسده و فوزية تشرف عليه ليفعل هذا و يحمل ذاك لمكان آخر . كان رفعت ينظر إليه بصدمة و دهشة و لكنه فقط قال بغضب مكتوم .. ” فقط ، لا تسأل “ أخذه لغرفة رحيل و وقف أمامه متخصرا و العرق يغرق جبينه و سأله ” ماذا هناك لتأتي دون طلب مني بذلك مؤكد هناك سبب قوي لذلك “ رد رفعت بهدوء .. ” السيد مختار قادم بعد ثلاث أسابيع مع السيدة والدتك يريدون رؤية عروسك الجديدة “ اتسعت عيني أثير بصدمة .. ” ماذا . لماذا . من أخبرهم أني تزوجت “ قال رفعت يجيبه بهدوء .. ” لا نعلم من أين علما بذلك سيدي و لكن يبدوا أنهم لم يعلموا بطلاقك من السيدة سهام أيضاً “ زمجر أثير بحنق .. ” تبا ، تبا “ فهو لم يدع مجالا لنشر زواجه من سهام حتى لا يصل لوالديه ماذا يفعل الآن و كيف سيخبرهم أنه قد طلق زوجته بعد شهرين من زواجه منها . نظر لرفعت قائلاً بضيق .. ” حسنا رفعت شكراً لك لأنك أبلغتني الآن عد للمنزل “ سأله رفعت بضيق فمكوثه هنا قد طال عما كان يتوقع لا يعرف ما يعجبه في المكوث مع هذه العائلة رغم معاملتهم السيئة له .. ” و أنت سيدي متى ستعود للمنزل “ رد أثير بملل .. ” قريبا رفعت هيا عد للمنزل الآن و دعني أفكر في تلك الورطة “ تركه رفعت و خرج ليجد فوزية تدفع بعده علب من تلك التي جلبها ا لأثير تحتوي على زجاجات المياة قال بهدوء .. ” تسمحين لي بمساعدتك سيدتي “ اعتدلت فوزية تنظر إليه قائلة .. ” لا سيفعل سيدك الوغد “ ابتسم رفعت بمرح قبل أن تخرج قهقهة مرحة من فمه قائلاً بنفي ” بعد ما أخبرته به لا أظن أنه سيفعل شيء و لو أطلقت عليه النار مهددة “ ردت فوزية ببرود و هى تشير للعلب .. ” حسنا لتفعل أنت هيا سأريك مكان وجودها أين “ تحرك رفعت لتنفيذ أوامرها و هو يبتسم بمرح لما يمكن أن يحدث مع أثير إذا رفض تنفيذ طلبها . *********************** مر يومين أخرين و أثير يستيقظ مبكرًا لجلب الخبز و الجلوس باقي النهار بملل مع تلك المرأة المجنونة التي لا تكف عن إصدار الأوامر له أن يفعل ذلك و يضع هذا هنا و ذلك هناك حتى السجاد جعلته يحمله و هو مبلل ليضعه في الشرفة ليجف . يتعجب من تحمله لكل هذا و هو مفترضا به أن يلقي الأوامر عليهم . اليسوا هم من سرقوا العقد خاصته مع هذا يعاملونه كأنه عاله عليهم يطعمونه و يكسونه و يأونه تحت سقف بيتهم . وقف أمام رحيل قبل أن تخرج من المنزل ذاهبه لعملها قائلاً بحزم .. ” سأتي معك اليوم أريد أن أرى مكان عملك و أخذ فكرة ربما احتجت لك أنا أيضاً في عمل كذلك الرجل صاحب الفندق “ رغم ما خلف حديثه من معان سيئة و لكنها تجاهلت ذلك و قالت رحيل بحزم .. ” ليس اليوم سيد أثير فلدي عمل خارج المتجر مرة أخرى إذا ظللت ماكثا لدينا “ رد أثير ببرود .. ” سأظل فليس لي ميزاج للعودة لمنزلي الآن “ مطت رحيل شفتيها ببرود .. ” حسنا وداعاً إذا لذلك الحين “ تركته رحيل و خرجت فعاد لغرفتها بملل . لا يعرف ما الذي يشده ليعرف ماذا تعمل و أين و من الذين تحتك بهم و كيف تتعامل مع الأشخاص الذين يمرون في حياتها و يزداد ذهوله و دهشته لكونها لم تعرفه للأن و لا لمحت أنها رأته من قبل . هل هناك فتاة بهذه السذاجة كأنها تعيش في عالم غير عالمهم . أما شقيقها المشاغب الصغير هذا الذي يظن أنه غير منتبه لدخوله الغرفة كلما كان غافيا و معه ولد أو ولدين يتهامسون فوق رأسه و أذنه تلتقط صوت فلاش كاميرا الهاتف و هى تعمل يعلم أن الشيطان الصغير يأخذ نقود من الأولاد ليريهم إيه . هذا الوغد الصغير يتاجر به .و هو لا يقول شيء حتى لا يشعل المنزل حريق إذا علمت تلك السمينة و عمتها المجنونة . و ما يشغل عقله أكثر هو مجئ والداه قريبا ليروا زوجته . من أين يجلب زوجه في أسبوعين . تنهد بتعب و جلس على الفراش ينظر لسقف الغرفة بشرود عندما سمع طرق الباب . أنتظر لتفتح فوزية أو يمان و لكن لم يفتح أحد . إلى أين ذهبوا يا ترى . نهض بتملل و أتجه للباب يفتحه . وجد أمامه رجل كبير السن قليلاً يبدوا عليه التعب و كأنه كان مريضا قال باسما لأثير .. ” صباح الخير سيدي هل أصبحت بخير الآن “ سأله أثير بتعجب .. ” هل تعرفني من قبل “ رد الرجل بتأكيد .. ” بالطبع سيدي أنا السائق الذي أوصلك وقت الحادث عندما فقدت وعيك على الطريق “ رفع أثير حاجبه بتفهم .. ” اها بالطبع شكراً لك . هل هناك شيء “ قال الرجل و هو يخرج من جيبه علبه صغيرة عرفها أثير جيداً .. ” هذه العلبة سقطت من زوجتك و هى تحملك معي لتدخلك للسيارة لقد جلبتها بعد أن وضعتك معها و لكني نسيت أن اعطيها إياها في وسط قلقها عليك و طلبها أن أسرع للمنزل “ لم يصدق أثير أن الرجل علم ما في العلبة و إلا ما أعادها إليه . قال الرجل بصبر لصمت أثير .. ” أعلم أن هناك مشكلة كبيرة حدثت بينكم لضياع هذا العقد فهو يبدوا ثمين للغاية و لكني حقاً كنت مريض لذلك تأخرت في المجيء أرجو أن تصطلح الأمور بينك و بين زوجتك بعودته و لا تلومها لشيء فهى كانت قلقه عليك فقط “ أعطى الرجل العقد لأثير الدهش من إستمرار ترديد الرجل على أن تلك السمينة زوجته . أخذ العقد شاكرا الرجل الذي انصرف تاركا أثير عقله يعمل في إتجاه آخر غير ذلك الذي مفترضا به أن يعمل و هو عودة العقد و بطلان سبب مكوثه لديهم . ************************ قال سليم بحزم لرحيل التي مازالت تعمل حتى وقت الراحة .. ” يكفي رحيل تعالي لتتناولي طعام الغداء معنا لقد أنتصف النهار و أنت لم تستريحي لدقيقة “ وضعت رحيل فرشاتها و التفتت إليه باسمة و هى تقول بمرح .. ” سيد سليم أنت أول زبون لا يهتم بسرعة انتهاء عمله “ أشار إليها سليم لتأتي قائلاً .. ” تعالي لقد جلبت لي و لك الطعام فأنا أيضاً لم اتناوله منذ الصباح و جائع للغاية “ كان سليم قد وضع مقعدين صغيرين بدون ظهر من الخشب و طاولة صغيرة من البلاستيك واضعا عليها الطعام . اتجهت إليه رحيل ممتنة و هى بالفعل تشعر بالجوع الشديد . ” شكراً لك سيد سليم لن أقول لا . فأنا بالفعل جائعة “ أشار سليم لتجلس فأمسكت بحقيبتها و أخرجت منها مناديل مبللة لتزيل الطلاء العالق بأصابعها . سألها سليم بهدوء و هو يضع أمامها بعض السندوتشات التي تحتوي على الدجاج و البطاطس و شرائح الخيار .. ” كم عمرك رحيل أنا لا أستطيع تحديد عمرك . فأنت تبدين صغيرة و مع هذا أنت تخرجت من الجامعة و تعملين منذ سنوات طويلة كما أخبرني أخي “ خفق قلبها باضطراب . هل يسأل عنها شقيقه لماذا . هل بسبب عملها أم هناك نواية أخرى لذلك ” عمرى أربع و عشرون عام . و أعمل منذ سنوات هذا لأني كنت أعمل منذ كنت أدرس “ ابتسم سليم قائلاً .. ” أنت صغيرة بالفعل “ قالت بتأكيد .. ” لا لست هكذا “ رد سليم بغموض .. ” ربما أنت كذلك بالنسبة لي فأنا تخطيت الثامنة و الثلاثون أي أكبرك بأربعة عشر عاماً “ ابتسمت رحيل بهدوء و قد أحتقن وجهها لظنونها التي اتجهت لطريق أخر بعد حديثه هذا .. قالت بهدوء .. ” لست كبيرا لهذا الحد سيد سليم“ تناول بعض الطعام بصمت بعد حديثها قبل أن يعاود سؤالها بهدوء ” هل أنت مرتبطة رحيل “ كادت تغص بطعامها لتسعل بقوة مد سليم يده بالماء قائلاً بضيق ” أسف على حديثي هذا أثناء الطعام ربما تحدثنا فيما بعد هيا تناولي هذا “ تناولت رحيل الماء من يده و تجرعت منه القليل و قالت بهدوء ” أسفة فقط تناولت الطعام بشكل خاطئ لم أنظم تنفسي أثناء ابتلاعه أعتذر منك “ رد سليم باسما .. ” لا بل أنا من عليه أن أعتذر للحديث أثناء الطعام هيا تفضلي بتناوله قبل أن يبرد “ عم الصمت طوال فترة تناولهم الطعام حتى انتهت رحيل و عادت لتكمل عملها و عقلها يعمل في التفكير خلف أسئلته تلك . يبدوا عمتي أنه هناك عريس محتمل لابنة شقيقك السمينة كما تخبريني دوماً . 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||||||
30-12-19, 04:03 AM | #15 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل التاسع 💕💕💕💕💕 عادت رحيل للمنزل بعد يوم عمل طويل و لكن مريح فهى حقا استمتعت كثيرا بالرسم على جدار السيد سليم الأول و حقا النتيجة للبداية كانت مذهلة فهى قد أختارت رسمة مبهجة تريح النظر و هى مجموعة من الزهور المختلفة الأشكال مجموعة في عقدة واحدة بشريط على شكل ورقتين شجر بألوان مختلفة متناسقة مع بعضها . وجدت المنزل صامت فبحثت عن عمتها و هى تنادي عليها قائلة " عمتي لقد عودت " لم تجب عمتها فاتجهت لغرفتها لتفتش عنها فلم تجدها . طرقت الباب لغرفتها فخرج أثير من الغرفة عاري الصدر و هو يقول ببرود .. " ماذا تريدين " اخفضت رحيل عينيها بخجل و حنق و قالت غاضبة .. " تحشم يا سيد و ارتدي ملابس و أنت في منزلنا أنت لست في منزلك " رد أثير ببرود و هو يكتف يديه أمام صدره جعل عضلات ساعديه و صدره بارزة .. " أنا في غرفتي و أنت من طرق بابي فلتتحملي ما سترينه و لكني لا أظن أنك مستاءة لهذا الحد من رؤيتي هكذا غيرك يدفعون لي لأظهر أمامهم هكذا " شهقت رحيل بصدمة .. " لماذا ، ماذا تعمل لتأخذ نقود على التعري " سألته بخشونة قبل أن تضع يدها تخفي فمها في حركة مصدومة عند لفظ كلمة تعري . رفع أثير حاجبه ببرود .. " ماذا تريدين ، لم طرقت الباب " ردت رحيل بضيق .. " أين عمتي هى ليست في المنزل " رد أثير و هو يعاود غلق الباب في وجهها .. " لدي جارتكم في الأعلى " نظرت رحيل لباب غرفتها الذي أغلق بعنف في وجهها لتسبه قائلة " وغد حقير . متى ستذهب من بيتنا لقد سئمنا وجودك " سمعت صوته البارد يقول .. " فلتجلبي العقد و سأرحل على الفور " تركته رحيل و ذهبت لغرفة يمان لتبدل ملابسها و هى تسبه بكل الشتائم التي تعرفها . ************************ دلف يمان للمنزل ممسكا بيده عدة مجلات و جرائد و اتجه لغرفة رحيل ليعطيها لأثير .. سألته رحيل قبل أن يدخل إليه .. " ما هذا بيدك يمان " رد يمان بلامبالاة .. " جرائد للضيف لقد طلب أن أشتريها له " زمت رحيل شفتيها بضيق .. " هذا الرجل سيجعل الجميع يعمل تحت أمرته " لم يجب يمان فقالت بحزم و تأكيد .. " إياك أن يطلب منك جلب شيء و تجلبه له ، إن أراد فليذهب بنفسه مفهوم " هز يمان كتفيه بلامبالاة قائلاً .. " حسنا . هل أعطي هذا له " أشارت بيدها بحنق .. " أذهب " دلف يمان للغرفة و ألقى المجلات على الفراش لأثير المضجع يلعب في هاتفه النقال. رفع أثير عينه ينظر إليه ببرود قائلاً.. " هل هذه طريقة تعطيني إياها شيء طلبته منك أين هو أدبك " رد يمان بسخرية .. " أسأل أدبك أنت عنه ربما الاثنان يمرحان معاً في مكان ما " مط أثير شفتيه بقرف .. " شكراً لك على ايه حال " ضحك يمان بمرح .. " هاقد عاد أدبك قبل خاصتي " قال أثير بصوت لازع .. " هاهاها ظريف أيها التاجر الصغير " ارتبك يمان للحظة و هو يفهم ما خلف عبارته قبل أن ينظر إليه بتحدي أن يخبر أحد شيء عمته أو شقيقته . أشار إليه أثير ليخرج قائلاً .. " أذهب أيها الوقح أريد أن أتصفح هذه بهدوء " تركه يمان و هو يقول بسخرية .. " منتج فيلمك الأخير الغضب يطالب بعودتك لاستكمال التصوير و إلا سيرفع قضية لتتحمل الخسائر الناتجة عن التأخير " أغلق الباب خلفه قبل أن يجيبه أثير الذي فتح المجلات يبحث بها عما يقول المشاغب الصغير ، عندما وجد الخبر زفر بضيق و تمتم بخفوت " تبا هذا ما ينقصني أيضاً " ظل يقلب في باقي المجلات والجرائد بحثا عن شيء يخصه و يخص اختفائه . ليقع نظره على ذلك الخبر الذي نشرته صحيفة محلية و فيه تم أمس عقد قران الآنسة درة كريمة أحمد محي الدين فكري على المهندس جلال عبد الرؤوف و سيقام الزفاف خلال الشهر الحالي . كور أثير الصحيفة بغضب قبل أن يقوم بتمزيقها بعنف و هو يلقيها على الأرض و شعور بالغضب و الكراهية لتلك المخادعة يتملكه . منذ أيام فقط أرادت محادثته في الهاتف . مخبره إياه بأنها ستعاود مهاتفته ليتحدثان . لقد ظن أنها ستنهي الأمر مع ذلك الرجل و تخبره شارحه ما حدث و لكن يبدوا أن تلك الماكرة كانت تتلاعب به فقط . أزاح باقي المجلات بعنف من على الفراش و أستلقي مغمضا عينيه و قد قرر العودة حتى لا يجد الكون و قد تهدم فوق رأسه مع قرب مجئ والديه . ليجد حلا في تلك الورطة أيضاً . ************************** " عمتي أنا ذاهبة للعمل " قالتها رحيل بصوت عال لتسمع عمتها في المطبخ . خرج أثير مرتديا ملابسه و كأنه ذاهب لمكان ما سألته رحيل متأملة .. " ستعود لمنزلك " رد ببرود قائلاً .. " لا أتي معك اليوم فقد سئمت الجلوس في المنزل و أريد الخروج من المنزل قليلاً " قالت رحيل تجيبه بنفي .. " لا أنا لست ذاهبة للمتجر اليوم أيضاً " صمم أثير بعناد .. " لا يهمني سأتي معك و أنتهي الأمر " سألته غاضبة من يباسة رأسه .. " بأي صفة يا سيد ماذا أقول لأصحاب العمل عن شخصك فأنا نفسي لا أعرفك " رد أثير ببرود .. " بالنسبة لمعرفتك بي لا يهم أن تعرفيني أم الأخرين فأخبريهم أني زوجك ، هل هذا جيد " شحب وجهها بغضب .. " هل جننت هل تريد تشويه سمعتي عندما يعلمون أني لست متزوجة . ثم أن أصحاب العمل بالفعل يعرفون أني لست متزوجة " قال أثير بلامبالاة .. " إذا حلت المشكلة لتعريفي للأخرين هيا بنا " ردت رحيل بحزم .. " لا " أجاب أثير بأمر .. " نعم " " قلت لا " قالتها رحيل حانقة " و أنا قلت نعم " رد أثير بحزم لتخرج فوزية على جدالهم لتسأل بملل .. " ماذا هناك " أشارت رحيل إليه بضيق .. " عمتي يريد أن يأتي معي للعمل اليوم " ردت فوزية بلامبالاة .. " خذيه معك أخرجيه من المنزل قليلاً لقد سئمت وجوده حولي حقاً و كثرة طلباته التي لا تنتهي " رفع أثير حاجبه ببرود .. " طلباتي أنا . أم أنت سيدتي أحضر خبز . أحمل هذا . أدخل ذاك . أنا من سئم جلوسه معك صدقيني لذلك سأهرب منك قليلا " أشاحت فوزية إليه بلامبالاة .. " أذهب إذن و أكون شاكرة إن لم تعد " " عمتي " قالتها رحيل مستنكرة لتجيب فوزية بملل .. " هيا أذهبي و ألقي به أسفل أول سيارة تقابلك هيا أريحيني منه " كتم أثير بسمته . هاتين المرأتين حقا مجنونتين لو تعرفان من هو . خرجت رحيل بغضب فأسرع أثير خلفها ليلحق بها ليعلم أين تعمل بالضبط . ****************************** منذ عقد القران و هى تبدوا كالمغيبة . استقبلت التهنئة بفتور و عدم تصديق أنها حقاً قد تزوجته . تزوجت جلال خطيبها و من كان حبيبها . كان . هل كان أم مازال درة لا تكذبي على نفسك . لا ، لا أكذب كان بالفعل بعد فعلته تلك . و هل كان سببها وحده درة؟؟ ألم تكوني مشاركة في الإثم معه . ألست السبب فيما حدث بعد ذلك . لا لست السبب أنه هو ، هو من ضعف ، هو من خانني فور أن أدرت له ظهري . كيف استطاع فعل ذلك كيف . كيف عدت إليه بدورك ، لو لم أعد هل كنت اكتشفت خيانته يوماً ، كانت ذكرى ذلك اليوم تعاود مهاجمتها مرارا وتكرارا ، كانت قد أعلنت له موافقتها على أن تتزوجه عرفي لحين عودة والديه و موافقتهم على زواجهم . فهو لم يكن قد أبلغهم بعد بارتباطه بها . و والدها لم يحدد موقفه من هذا الارتباط إلى أن يأتي والداه و طلبها منه رسمياً . لم تكن مرتها الأولى في الذهاب لشقته . يا إلهي كلما تتذكر ذلك الوقت و تلك المرات تبكي قهرا ، كيف كانت بكل هذا الغباء و الانحلال ، هى تفعل ذلك ، و مع رجل لم يكن خطيبها رسمياً حتى ، و لكنها كانت مهووسة به منذ قابلته في ذلك الحفل ، نعم لقد وقعت بغرامه كالغر الساذج فور رؤيته ، و لم لا فهو كان حلم الفتيات ، شاب و وسيم و غني ، و لم يرى غيري عندما وقع بصره علي ، يالغرورك يا درة و ماذا جنيت من ذلك غير ما جعلني أشعر به من رخص و حقارة و خيانة لوالدي ، تبا لك جلال ، تبا لك ، انتفضت على لمسة متملكة لكتفيها لتنظر إليه بحدة و كل مشاعر الخيبة مرتسمة على وجهها ، زم جلال شفتيه بضيق و همس لها بحدة .. " لقد انتهيا من ذلك درة لقد أصبحت زوجتي الآن ، كفي عن اشعاري بالذنب كأني اعتديت عليك و تزوجتك غصبا " قالت بفتور .. " ألم تفعل " رد بحزم .. " لا ، لم أفعل ، أنت تريدين ذلك أكثر مني " ردت بعنف .. " لا " رد بلامبالاة و تأكيد .. " بلى " لم تشأ جداله فهى تشعر أنها مستنزفة و خائرة القوى ، قالت بيأس و استسلام كمن لم يعد يجد مخرجا لورطته من التيار الذي يجرفه ، فاستسلم له .. " أنا متعبة سأصعد لغرفتي ، لا أظن أنك تريد افتعال فضيحة أمام والدي و ضيوفهم ببقائي جوارك الآن " لم يشأ جلال الضغط عليها فأومأ لها برأسه موافقا . فهى تبدوا مرهقة بالفعل .." أذهبي سأبلغ أبويك . تصبحين على خير " تركته لتذهب لغرفتها تحت نظراته الحادة الغاضبة و الثائرة . ************************* كانت رحيل تسير بغضب متجاهلة محاولته اللحاق بها . قال أثير بملل فهو حقاً سئم تجاهلها و غضبها لمجيئه معها هل يا ترى تخشى أن يعرف شيء عنها فيخبر عمتها . " أنتظري آنسة لم أنت متعجلة هكذا لقد تعبت قدمي من اللحاق بك الا يكفي هذا الطريق المقرف الملئ بالحصى ، هل يوجد طرق سيئة للأن لهذا الحد . " وقفت رحيل فجأة فكاد يصطدم به .. " لا يعجبك المنزل و لا يعجبك الطعام و لا يعجبك الطريق لم أنت مستمر في المكوث معنا أذهب لبيتك " رد أثير ببرود .." حسنا سأفعل بالطبع ولكن ليس اليوم على الأقل " عادت للسير ثانياً فأكمل السير خلفها و على شفتيه ابتسامة شامتة أنه يسبب لها الضيق هذه الحمقاء التي أبرحته ضربا و علمت على وجهه الذي مازال بكدماته . تلك السمينة . ترك مسافة قريبة بينهما حتى لا تتسبب في فضيحة له و إذا كانت هذه الحمقاء لا تعرفه فكثير يعرفونه وجد شاب نحيف يستوقفها ليتحدث معها . أسرع قليلاً ليقف جانبها بهدوء و الرجل يسألها .. " ذاهبة للمتجر رحيل هل أوصلك لهناك " قال أثير ببرود قبل أن تجيب .. " لا داعي لذلك هى معي يا سيد لا تقلق و بالمناسبة من أنت " نظر معتصم لذلك المتحدث بذهول بعد أن نزع نظارته الشمسية الكبيرة قال بدهشة .. " هل . أنت ، أنه ، أليس . أنت " سألته رحيل بضيق .. " ماذا معتصم هل تعرف السيد " نظر إليها معتصم ببلاهة .. " رحيل . من أين تعرفينه أنت " رد أثير ببرود .. " أنا قريبها و ماكث لديهم في المنزل " سأل معتصم بدهشة .. " قريبها . منذ متى " فهو يعرف رحيل منذ الجامعة . ردت رحيل بضيق .. " أنه ضيفنا لبضعة أيام فقط معتصم ليس قريبنا حقا و لكن أنت من أين تعرفه . " قاطعها أثير بملل .. " هل لنا أن نرحل لقد تأخر الوقت على العمل ، وداعاً يا سيد " وجه حديثه الأخير لمعتصم الذي راقب انصرافهم بدهشة قال لرحيل قبل أن تبتعد .. " سأمر عليك في المتجر غداً رحيل " فهو يريد أن يعرف من أين تعرفه رحيل . قالت رحيل فور ابتعادها عن معتصم .. " ألا تستطيع أن تحتفظ بلسانك داخل فمك . ما بك تخبره أنك قريبي من أين قريبي ألم أخبرك أن من أعرفهم يعرفون عني كل شيء " رد أثير بلامبالاة .. " ظننته يضايقك " رمقته بنظرة غاضبة .. " حقاً تعرف مصير من يضايقني فلا تتذاكى علي يا سيد ، و لكن هل يعرفك معتصم . من أين يعرفك " هز كتفيه و أعاد نظارته الشمسية قائلاً .. " الجميع يعرفني أنت هى الحمقاء " رفعت أصبعها في وجهه بتحذير قائلة .. " للتو شفيت كدمتك فلا تجعلني أعيدها و أتسبب لك بأخرى " رفع أثير ذراعه مشيراً للطريق قائلاً .. " هل انتهيت يمكننا إكمال الطريق الآن " تركته رحيل لتكمل سيرها للفندق و لم تستقل سيارة أجرة عقابا له . وصلت رحيل مع أثير للفندق الخاص بالسيد سليم . و هو يتصبب عرقا في هذا الوقت من الشتاء . و يسبها داخله لعنا . صعدت الدرج مسرعة و هو خلفها لتصل لمكان عملها . كان المكان يعج بالعاملين كالعادة عند وصولها تقدمت منها فتاة شابة من ضمن العاملين و هى تعمل في المطعم الخاص بالفندق . قالت ونس بجدية .. " رحيل لم تأخرت للأن السيد سليم يظل يسأل عنك " نظرت رحيل لأثير بضيق و كأنها تخبره أنه السبب فيما يحدث معها . التفتت ونس لأثير الذي نزع نظارته الشمسية يبتسم لها كأنه يقول تعرفيني .. " أنت . أنه ، هو ، من " سألت ونس بدهشة رحيل و هى تشير إلى أثير ، سألت رحيل بملل الآن ونس و من قبل معتصم ما به هذا الرجل هل هو مجرم خطير يا ترى يعرفه الجميع و هى لا .. " ماذا ونس تحدثي لا أفهم منك شيء " قالت ونس بلهفة .. " أثير صياد صحيح يا إلهي لن يصدقني أبي في المنزل أني رأيتك حقا " مد أثير يده بغرور و هو يرمق رحيل بسخرية .. " سعدت بمعرفتك آنسة " سألها بتصنع فقالت معرفه .. " ونس سيد أثير سيفرح العاملين عندما أخبرهم أنك هنا " كانت ستنصرف و تتركهم لتخبر العاملين بوجوده فالتفت لرحيل قبل أن تنصرف .. " سيد سليم في مكتبه أذهبي إليه " بعد ذهاب ونس نظرت رحيل لأثير بضيق .. " من أين تعرفك ونس " رد أثير ببرود .. " ليس الجميع غبي و أحمق مثلك " لكمته رحيل في معدته فانثنى أثير و سعل متألما و سبها بفظاظة .. " اللعنة عليك أيتها السمينة " كانت ستضربه مرة أخرى عندما وجدت ونس تعود مع الفتيات و العاملين في الفندق و كل منهم يمسك بيده مفكرة صغيرة . أحاطوا بأثير تحت نظراتها الذاهلة و كل منهم يمد يده بمفكرة ليوقع له و هتافهم يصم أذنها . تقدمت منه فتاة شابة و هى تشير على صدر تيشيرتها الأبيض و هى تقول بلهفة و رجاء .. " أرجوك وقع لي هنا سيد أثير " لتزداد باقي الفتيات حماسة و يفعلن كما فعلت تلك و هو يوقع لكل واحدة منهم على قميصها . لم تعرف ما تقول ، هل تسأله من هو بالضبط تخشى إن فعلت يسخرن منها العاملين لأنها أتية معه و لا تعرف من هو بالضبط . أنتظرت حتى انصرفوا تباعا ليبق معها ينظر إليها بتحدي و سخرية .. " ماذا " سألها أثير بمكر ردت رحيل بهدوء و قد أستعادت برودها .. " من أنت بالضبط يا سيد " " أخبرتك أثير صياد " قالها بغرور فسألته بفظاظة .. " و من يكون عالم ذرة هذا الأثير " رد أثير ببرود .. " أنا ممثل آنسة ألم تشاهدي التلفاز أو ذهبتي لدور العرض ، السينما " نظرت إليه رحيل بقرف قائلة بسخرية .. " ممثل . هل هذه مهنة " رد أثير ببرود .. " نعم و جلبت لي عقد ب مائة ألف جنيه و أنت أضعته بحماقتك " لوت شفتيها بسخرية قائلة .. " لهذا ضاع العقد . لو كنت تتعب في جني المال ما ضاع منك بسهولة هكذا " " هذا حديث حاقد فقط " قالها أثير بمكر أشاحت بيدها بلامبالاة و انصرفت قائلة .. " سأذهب لأرى عملي ليس لدي وقت أضيعه معك في حديث هراء " تمتم بخفوت .. " حمقاء سمينة " ردت بفظاظة .. " وغد حقير أحذر و إلا استمعت لحديث عمتي و القيتك تحت أول سيارة " " أخفتني " قالها ساخرا لظهرها الذي أختفي خارج الردهة الواسعة للفندق .. ************************ كانت رحيل جالسة مع سليم مكتبه و هو يسألها باهتمام .. " حقاً لا تعرفين من هو هذا الرجل " ردت رحيل بضيق فهى تركته مع أحدى العاملات يطوف في الفندق و يشاهد عملها . " لا ، لا أعرفه . من هو بالضبط ، أنه مجرد رجل تسببت في فقدانه الوعي و لم أشأ تركه على الطريق " ابتسم سليم باعجاب فهى لم تتأثر به و بوسامته كباقي النساء . أنها فتاة جادة .. قال بمزاح .. " لو كنت تركتني أوصلك ذلك اليوم ما حدث هذا معك " ابتسمت رحيل متذكرة كم كانت تخشاه ذلك اليوم و رفضت أن يوصلها " هذا ما حدث ربما كان عقاب لي ل ... " صمتت رحيل و لم تكمل هل تقول عقاب لي لظني السيء بك . نظر إليها سليم بتفهم ربما علم ما دار في خلدها . نهض قائلاً بمرح .. " حسنا هيا لنراه ما يفعل في الخارج قبل أن تقوم العاملات لدي بحرب أهلية من أجله " ضحكت رحيل بمرح قائلة .. " اتعجب حقاً أن يطيقه أحد " ضحك سليم بمرح .. " أتعجب حقاً أنك لم ترى له فيلم واحد للأن هل كنت في عالم أخر غير هذا " ردت رحيل ساخرة .. " حقاً بعد أن عرفته لا أظن أنه فاتني الكثير " ضحك سليم بمرح و شعر براحة لعدم اهتمامها بذلك الرجل حتى بعد أن علمت هويته . 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 | ||||||||
30-12-19, 04:16 AM | #16 | ||||||||
كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| الفصل العاشر 💕💕💕💕💕 كان أثير يسير جوارها بعد إنتهاء العمل في الفندق . فقد ظل معها حتى انهت عملها رغم رفضها و طلبها منه أن يعود للمنزل . عندما ذهبت لتبحث عنه مع سليم كان كما توقع سليم يلتف العاملون حوله و هو يثرثر بحماسة عن فيلمه المقبل و الذي يقوم بتصويره الآن . عندما رأوا سليم ذهب الجميع كلا لعمله . وقف أمامه بتحدي سائلا .. ” متى تنتهى رحيل “ رفع سليم حاجبه مستنكرا سؤاله فلا يخصه أن يسأل عن عملها . ردت رحيل بضيق .. ” يمكنك الرحيل للمنزل اذا أردت فأمامي عمل كثير لحين انتهي “ رد أثير بتصميم .. ” سأنتظر فليس هناك شيء ينتظرني في المنزل “ و هكذا ظل معها و لم يبرح جوارها أو ترك فرصة لسليم أن يتحدث معها و عندما أحضر لهم سليم طعام الغداء . أصر أن يرسل أحد العاملين لديه ليحضر له طعامه المفضل . و جعلهم ينتظرون لحين يعود و يتناولونه سويا . ركل أثير حجرا في طريقه و هو يسير جوارها بصمت فسألته رحيل بنفاذ صبر .. ” ماذا هناك تتعارك مع الحجارة في الطريق “ ” في ماذا كنتما تتحدثان عندما كنتما تحتسيان القهوة بعد الغداء “ سألها أثير بصوت لازع يشوبه الإتهام مما جعل رحيل تصعق من سؤاله ” لا أفهم ، ماذا تقول “ سألت ذاهلة أجاب أثير بتكبر .. ” ذلك الرجل في ماذا كنت تحادثينه وحدكما “ نظرت إليه بدهشة هل هو يحاسبها على تصرفاتها . ما دخله بما تفعل و بما قالت و مع من تتحدث . ” و ما شأنك أنت “ قالت ببرود بعد أن تمالكت نفسها حتى لا تجيبه بغضب و هم في الطريق ربما أثار فضيحة و هو يحقق معها هكذا و قد أقتربت من المنزل . رد أثير ببرود .. ” ألم تخشى على سمعتك و أنت تتخذين جانباً في الحديث معه أمام العاملين . أليس هذا ما قلته لي و أنت تخبريني أن لا أ قول أنك زوجتي . حتى لا أشوه سمعتك “ وقفت أمامه و كتفت يديها باعتراض .. ” و هل حديثي البرئ مع الرجل يشوه سمعتي و كذبي بأنك زوجي لا يفعل . هل أنت مجنون “ ” بل أنت الحمقاء . و لا ترين أبعد من أنفك . أفيقي “ رد غاضبا و لا تعرف سبب غضبه ذلك . رفعت أصبعها في وجهه محذرة .. ” لا تتدخل في شؤوني أنت مجرد ضيف لدينا ستمكث بضعة أيام و ترحل . فلا تعين نفسك حارسا و ناصحاً لي و أنت أبعد عن ذلك “ ” هل تخبريني أنه يروقك ما يفعل الرجل معك “ سألها أثير بخشونة ردت رحيل بحدة و قد نفذ صبرها .. ” ماذا يفعل . لا شيء . أنت هو المريض الموسوس كما قالت عمتي “ ” هل تخبريني أنك لم تنتبهي لنظراته إليك كلما كان جوارك “ سألها أثير بغضب أثارها . نظرات ماذا هذا المخبول الرجل يتحدث معها بأدب و لم يتعدى حدوده معها أو حاول أن يقترب منها ليثير ريبتها . تعلم أنه إنما يلقي بعض العبارات التي تظن خلفها شيء أخر يقصده غير ما يظهر و لكن ربما هى من تفهم بشكل خاطئ كذلك اليوم عندما أتى لمتجرها . قالت رحيل بحزم و هى تتحرك مسرعة لتصل إلى المنزل .. ” أنا لن أجيب “ أسرع أثير خلفها ليلحق بها و هو يتمتم ببرود .. ” بالطبع لن تجيبي فأنا معي حق في حديثي لذلك لا تجدين ما تدافعين به عن نفسك “ و هل هى متهمة هذا الأحمق لتدافع عن نفسها . ” أنت رجل فظ أرحل من بيتنا “ قالتها رحيل حانقة و هى تسرع في الذهاب . ” عندما تعطيني العقد سأذهب “ قالها بغيظ من عدم اهتمامها به و رغبتها في التخلص منه و رغم أنه يعلم أنه يكذب و قد استعاد العقد و لكنه لن يسمح لها بالفرصة لطرده إذا علمت أنه استعاده . وصلت لأول الطريق . كان هناك عدة عمال يقومون بالحفر لا تعلم لماذا و قد تركوا الطريق صباحاً على حاله منذ زمن ربما ليوصلون الغاز أو الكشف على مواسير الصرف أو أي شيء آخر لا تعلم و لا تهتم أن تعلم . كان الأولاد يلتفون حولهم يراقبون العمل كمن سيستخرج كنزا بعد قليل و ملامح الترقب على وجوههم . كان يمان يقف من ضمن الصبية . فذهبت إليه لتأخذه معها هذا الأحمق ربما سقط في الحفرة أو. دفعه أحد الأولاد في مزحة ثقيلة منهم . ” يمان “ هتفت به رحيل بغضب و هى تندفع نحوه و لم تنتبه لتلك الأسلاك الغليظة الخاصة بمولد الكهرباء الخاص بماكينة الحفر الدقاقة . كادت رحيل أن تسقط على وجهها عندما أندفع أثير نحوها قائلاً بلهفة .. ” رحيل أنتبهي “ قبل أن تسقط على وجهها كان أثير قد أمسك بذراعها بقوة و بدلاً من الإندفاع للأمام سقطت بين ذراعيه للخلف في ردة فعل عنيفة . تسمرت رحيل لثواني بين ذراعيه قبل أن ترى ضوء الهاتف يضيء في وجهيهما عدة مرات و صوت كاميرا الهاتف تعمل بدون توقف . أوقفها أثير سائلا بهدوء ” أنت بخير رحيل “ أومأت برأسها و قد شحب وجهها من الصدمة لم كان سيحدث معها أمام كل هؤلاء المتفرجين الذين وقفوا يشاهدون . أدار أثير رأسه ينظر للممسك بالهاتف و على شفتيه ابتسامة عريضة و كأنه وقع على كنز . مد يده إليه قائلاً بأمر .. ” الهاتف يا ولد “ أبعد الصبي هاتفه قائلاً .. ” لماذا “ رد أثير ببرود و هو ينزعه من يده بحدة .. ” سأعيده لك لا تقلق . هيا يمان للمنزل “ اتجه يمان إليهم بقلق بعد ما حدث يعلم أن رحيل ستوبخه الآن و لكن ليعود للمنزل أولا حتى لا تفعل أمام الأولاد .. ” أنت بخير أختي “ ردت رحيل بخفوت .. ” أجل هيا للمنزل يمان يكفي حديث على الطريق “ قال الصبي بضيق .. ” و لكن هاتفي “ رد أثير ببرود .. ” سنعيده لك تعرف يمان صحيح “ نظر الصبي ليمان قائلاً .. ” إياك أن تعبثا بهاتفي و ما عليه “ ” حقاً . ماذا ستفعل “ سأله أثير ساخرا و هو يعلم مقصده من العبث بهاتفه . هل حقاً يظن أنه سيترك صورته مع تلك الحمقاء تظهر للعيان هذا ما كان ينقصه . زم الصبي شفتيه بضيق و غيظ و قال بحدة .. ” أعطيني صورة لك إذا و أنا سأصمت عما التقط هاتفي .“ دفعه يمان في صدره قائلاً .. ” و ما التقط أيها الغبي كف و إلا أبرحتك ضربا “ تدخل أثير و رحيل ليفضوا النزاع بينهم بعد أن أمسك الصبي بيمان يريد ضربه هو أيضاً .. ” كفى يمان هيا للمنزل “ قالها أثير و أردف موجها حديثه للصبي .. ” و أنت أخبرك أني سأعيد هاتفك هيا أرحل الآن “ قال الصبي بتحذير .. ” أعيده إلي و إلا أبلغت الشرطة أن النجم المشهور أثير سرق هاتفي و الأولاد سيشهدون معي “ شخر أثير ساخرا .. ” أفعل أيها المبتز الصغير . ما هذا المكان الذي أمكث به ملئ بالحمقى “ رد يمان بغضب .. ” أرحل إذن يا سيد لم ما زالت لدينا “ ردت رحيل غاضبة .. ” يكفي هيا للمنزل لقد أصبحنا مادة للألسن بسببك سيد يمان و وقوفك هنا و هذا المغرور المتذمر “ تركتهم و تحركت عائدة للمنزل و هى تقسم أنه سيعود لمنزله اليوم قبل الغد و لو أبلغ عنها الشرطة . ************************ دلفت ونس للمنزل بتعب بعد يوم عمل طويل ألقت بحقيبتها باهمال و نزعت حذائها و ألقته بعيداً و هى تفتح أزرار قميصها الأنثوي بقماشه الخفيف . سمعت صوت يقول .. ” أيتها الحمقاء البغيضة ما زالت تفعلين هذا عند دخول المنزل غير عابئة بمن ستجدين فيه . ربما أحدا غريب أو مثلي “ صرخت ونس بفرح و أندفعت تجاه الأريكة لتجد جلال يجلس و بين يديه كوب عصير ربما أعده لنفسه فوالدها لم يعد بعد .. ” جلال أيها الحقير اشتقت إليك يا وقح أين كنت كل هذا الوقت “ كانت تتحدث و هى تمسك بكتفيه تهزه بعنف حتى سقط عليه العصير و أتسخت ملابسه ، رد جلال غاضبا لأفسادها ملابسه .. ” أنت أيتها المجنونة أفسدت ملابسي “ ضحكت ونس و أمسكت رأسه تقبله بقوة قائلة .. ” أين كنت كل هذا الوقت لي فترة طويلة لم أراك أو أتيت لترى أبي . سأخبر أبيك عندما يعود ليحقق معك عن مكان أختفائك و ابتعادك عنا “ أمسك جلال بيدها بين راحتيه و شدها لتجلس جواره على الأريكة أحاط كتفها برقة قائلاً بحنان .. ” اشتقت إليك أنا أيضاً ونس ألم يأن أوان عودتك لنا الن يحظى أبي بالصفح بعد كل ما حدث “ وضعت رأسها على كتفه لتلمع عينيها بالدموع قائلة .. ” جلال أنا لم أنس بعد أرجوك لا تتحدث معي عن ذلك حتى لا تزيد من ألمي كلما تذكرت “ قبل جلال رأسها بحنان و أجاب .. ” حسنا غاليتي لك ما تريدين و لكن لا تضعيني في نفس المكان مع أحد فهذا سيؤلمني أنا أيضاً “ هزت رأسها على كتفه موافقة و مسحت دموعها بعنف تنفض عنها ذلك الألم الذي عاد و أتقد في صدرها وقالت سائلة .. ” متى عدت حبيبي “ ابتسم جلال براحة و فرح فهو مازال يحظى بمحبتها رغم كل ما حدث و ابتعادها .. ” ليس من وقت طويل و لكني انشغلت قليلاً الفترة الماضية و لم استطع المجئ و رؤيتك لقد كنت متعب ذهنيا و ميزاجي كان أسود فلم أشأ المجئ و أحزانك معي “ سألته برقة و راحتها تدير وجهه إليها لتنظر في عينيه .. ” درة “ خفق قلبه بحزن بمجرد ذكر اسمها المجرد . قال جلال بحزن .. ” لقد عقدنا القران منذ أيام “ شهقت ونس بدهشة .. ” ماذا ، دون أن تخبر أبي “ سألها جلال بسخرية مريرة .. ” أي واحد منهم تقصدين ونس “ ارتسم الحزن على وجهها لتتغير ملامحها الرقيقة الناعمة بعينيها الزرقاء الشبيهة بعينيه و بشرتها الخمرية و فمها بشفتيه الرفيعة التي ارتعشت بتوتر و هى تتجاهل الجواب .. عادت لوضع رأسها على كتفه ثانياً و لفت ذراعها حول خصره تضمه تلتمس منه بعض الحنان التي تفتقده رغم ما يحاول والدها تعويضها عنه . رفع جلال رأسها ينظر في عينيها سائلا .. ” ماذا تفعلين هذه الأيام ، مازالت تعملين طاهية “ ابتسمت ونس برقة .. ” نعم بالطبع ماذا تظنني أعمل و لكن لا تستهن بي أنا رئيسة الطهاه في الفندق الذي أعمل به “ قال جلال بمزاح .. ” الفندق الذي لم يدخله زبون للأن “ ضربته ونس على صدره بمرح .. ” كف عن مراقبتي أيها الأحمق و إلا “ ضحك جلال قائلاً .. ” ماذا ستفعلين تجعليني أغفو دون عشاء “ قبل أن تجيبه ونس سمعت صوت الباب يفتح و يدخل والدها قائلاً ” من جاء لزيارتنا يا ترى “ نهضت ونس من جوار جلال و اتجهت للرجل ذو الشعر الأبيض و ملامح الكبر على وجهه من تجاعيد و خطوط جبينه التي تعلن عن مداومته على عقد حاجبيه مفكرا .. ضمته ونس قائلة برقة .. ” اشتقت إليك أبي هل أنت جائع أجهز لك العشاء “ رد حسان بهدوء .. ” نعم عزيزتي حتى يتناوله معنا جلال قبل رحيله “ ردت ونس بأمر و هى تنظر لجلال .. ” بل سيبيت معنا اليوم فأنا لدي أحاديث كثيرة معه “ شعث جلال شعرها الناعم القصير كالرجال قائلاً .. ” نعم بالطبع أنا أيضاً لدي حديث طويل معك ، هيا أذهبي لحين أتحدث قليلاً مع عمي “ تركتهم ونس بفرح لموافقة جلال عدم الرحيل . نظر إليه حسان قائلاً بهدوء .. ” كيف حالك جلال . لم لم تأت منذ عدت “ رد جلال بتوتر .. ” لقد كنت منشغل قليلاً الفترة الماضية فلم أستطع المجئ قبل الآن “ سأله حسان ..” كيف حال والداك “ رد جلال .. ” بخير حال سيعودون قريبا “ شعر حسان بالقلق و التفت لمكان إحتفاء ونس قائلاً بضيق .. ” عودة مؤقتة أم نهائية “ فهم جلال ما مقصد عمه من سؤاله ” لا أعلم بعد عمي سنعرف قريبا “ سأله حسان بضيق .. ” هل علمت ونس بعودتهم “ هز رأسه نافيا .. ” لا ، ليس بعد و لكني سأخبرها “ جلس حسان بتعب و قال .. ” و أنت كيف هى أحوالك “ رد جلال بتوتر .. ” لقد ،لقد تزوجت “ نظر إليه حسان بصدمة و لم يعلق بشيء فيبدوا أن الأيام المقبلة لعودة أخيه الأصغر ستشهد توتر على جميع الأصعدة . ************************** دلفت رحيل للمنزل بغضب تاركة الباب لأثير و يمان القادمين خلفهم خرجت فوزية من المطبخ تجفف يديها قائلة بضيق .. ” لم تأخرتم هكذا اليوم لقد غربت الشمس “ لم يجيبها أثير الذي ذهب لغرفة رحيل صافقا الباب خلفه دون أن يجيب . فأمسكت فوزية بيمان قبل أن يذهب لغرفته الماكثة فيها رحيل . سألته بضيق .. ” ماذا بهم . و أنت أين ذهبت كل هذا الوقت “ قال يمان بملل .. ” هما لا أعرف . أنا كنت في الخارج أشاهد عمال الحفر هل لديك أسئلة أخرى “ ضربته كف على مؤخرة رأسه قائلة .. ” حسنا أذهب ، هذا ما أخذه منكم أنت و شقيقتك الغبية “ تركها يمان و دلف للغرفة يقف أمام رحيل الجالسة على الفراش ضامه يديها بغضب . كان ينتظر ما ستقوله و توبخه من أجله و من أجل ما حدث مع ذلك البغيض أيضاً رفعت نظرها إليه بضيق .. ” لن أتحدث الآن يمان فأنا غاضبة ربما ضربتك كف جعلك أصم “ ابتسم يمان بمرح و قال .. ” لا تخافي أختي السيد أثير سيحذف الصور من هاتف أيمن لن يرها أحد “ نهضت رحيل بعنف متوعدة فهرب يمان من الغرفة و هو يقول بتوتر .. ” سأذهب لأعيد الهاتف له قبل أن يخبر أبيه و يأتي ليستعيده “ عادت للجلوس على الفراش و ارتسمت بسمة مرحة على شفتيها من مشاغبة شقيقها . تلاشت بسمتها ما أن عاد لتفكيرها ما حدث منذ بداية اليوم و ذهاب ذلك الرجل معها للعمل . ************************* كان مضجعا على الفراش يتصفح الهاتف . كان ينظر للصور الذي التقطها الصبي . عندما كادت تسقط ليشدها قبل أن تندفع على وجهها تفحص ملامحها المصدومة و عينيها المتسعة . و جديلتها التي تلامس الأرض . مر على الصور بسرعة قبل أن يقوم بحذف بعضها و يده تقف عن العمل ليستمر بالنظر مطولا إليها . وجد نفسه يخرج هاتفه و يرسل له ما تبقى من الصور . قبل أن يحذفها من على هاتف الولد . أرسل بعض صوره لهاتفه ترضيه له حتى لا يتفوه بالهراء و هو في غني عن ذلك الآن . دلف يمان للغرفة بعنف . فقال أثير غاضبا .. ” ألا تطرق الباب يا ولد ألا تعرف الأدب أبدا “ رد يمان بلامبالاة .. ” أنه بيتي أدخل وقت ما أحب مكان ما أحب هل رأيت أحدا يستأذن لدخول غرفة في بيته “ زمجر أثير بحنق .. ” تبا لك ، فقط أصمت , ماذا تريد “ رد يمان بسخرية .. ” أصمت ، أم أخبرك ما أريد “ نهض أثير من على الفراش و وضع الهاتف في يده قائلاً .. ” خذ هذا أعده لصاحبك و عد سريعا حتى لا تأتي شقيقتك السمينة و تضايقني “ نفض يمان يده عن كتفه التي تدفعه للخروج قائلاً .. ” كف عن سب شقيقتي و نعتها بالسمينة و إلا ألقيناك في الخارج “ تركه يمان و خرج فتمتم أثير بحنق .. ” ما هذه العائلة التي لا تملك غير لسان طويل “ بدل ملابسه و عاد ليضجع على الفراش ليحصل على قليل من النوم قبل أن توقظه تلك المرأة صباحاً ليحضر لها الخبز من المخبز . ********************** طرقت فوزية الباب بعنف قبل أن تدخل إليه قائلة .. ” تعال قليلاً أحتاج مساعدتك في الخارج “ نهض أثير بتذمر قائلاً .. ” ماذا تريدين الآن . خبز و أحضرت . مقاعد و حملت ، تنظيف و ساعدت ، سجاد و رفعت . فراش و أخرجت للشرفة أرجوك أرحميني ، ماذا تريدين بعد “ قالت فوزية ببرود .. ” لا تخف ، لن تحمل شيء ، فقط ستمسك لي شيء “ خرج أثير خلفها بتذمر قائلاً .. ” ما هو هذا الشيء الذي تريدين مني أمساكه “ دخلت فوزية للمطبخ و قالت ” هذا “ أمسكت بحمامة ، قالت و هى تشير لرأسها قائلة .. ” أمسك هنا “ فعل ما أخبرته به و سألها أثير بضيق ..” ماذا هل ستطعمينها “ أمسكت فوزية بالسكين جوارها من على رخامة المطبخ المعلقة قائلة ” لا ، سنُطعمها “ مرت فوزية بالسكين على رقبة الحمامة لتذبحها فشهق أثير بأشمئزاز ” تبا ، اللعنة ماذا تفعلين بالكائن المسكين “ نظرت إليه فوزية بسخرية .. ” مسكين “ وضعت الحمامة في طنجرة كبيرة حتى لا تلوث الأرض بدمائها و أمسكت الأخرى قائلة ” أمسك بهذه أيضاً “ رفض أثير غاضبا .. ” لا . لن أفعل ، ألا قلب لديك “ هتفت به فوزية بحنق أمرة .. ” قلت أمسك برقبتها بدلا من جز رقبتك أنت “ فعل أثير و أمسك برقبة الحمامة التي اهتاجت بين يديهم كمن يعلم ما سيصير له و ما مصيره . ذبحتها بدورها و أثير يشيح بوجهه و معدته مهتاجة من رؤيتها للطائر المسكين الغارق في دمائه . فهو رغم أنه تربي في قرية و عائلته تمتلك مزرعة كبيرة تضم جميع انواع الحيوانات و الطيور و لكنه لم ير يوماً أمه تقوم بذبح أحدهم أو أبيه فعل . يا إلهي هل هذا غثيان ما يشعر به . سمع فوزية تقول بأمر .. ” هذا أيضاً “ التفت إلى الطائر الضعيف ليشعر بموجه من القيء تصعد لحلقه فأسرع هاربا من المطبخ و هو يضع يده على فمه يكتم تقيئه . نظرت فوزية إليه بذهول و تمتمت بخفوت دهشة .. ” هل هذا رجل “ ***************************** قال يمان بلامبالاة بعد أن عاد من غرفة رحيل المحتلها أثير .. ” لا يريد تناول الطعام “ عقدت فوزية حاجبيها بتعجب .. ” لماذا فهو لم يتناول غداءه أيضاً “ قال يمان بعدم اهتمام لأمره .. ” يقول أنه متوعك و لا يريد تناول شيء حتى لا تسوء حالته “ تمتمت بخفوت .. ” جبان أحمق “ سألت رحيل بتعجب .. ” هل حدث شيء و نحن في الخارج عمتي “ ردت فوزية بحنق .. ” لا أنه معتكف في غرفته منذ ساعدني بذبح الحمامات . حتى لم يكمل ذبحهم لقد هرب كالجرو من المطبخ “ نظرت رحيل إليها بصدمة .. ” جعلته يذبح معك الحمام عمتي لماذا “ ردت فوزية ببرود .. ” و لم لا ، هل طلبت منه قتل نفسه “ قالت رحيل بضيق .. ” لا عمتي و لكن كان عليك أن تعلمي أنه لا يقوم بفعل هذا في حياته أنه يأكل الطعام المطهو بمياه معدنية ، هل كنت تنتظرين أن يتقبل أمر ذبح الحمام أراهن أنه لن يأكله مرة أخرى في حياته و قد علم ما يحدث له قبل أن يقدم على طاولته “ ضحك يمان بخفوت و تمتم بمرح .. ” جيد سأتناول نصيبه إذن “ نظرت إليه فوزية بضيق ، و أمسكت بأحدى الحمامات المحشوه و وضعتها أمامه قائلة .. ” و نصيبي أيضاً فهذا الأحمق قد أفقدني شهيتي أنا أيضاً “ نهضت رحيل قائلة .. ” سأعد له بعض الطعام حتى لا يغفو و هو جائع يكفي أنه لا يتناول الفطور و يظل يتلاعب بالطعام حتى ننتهى “ نهضت فوزية بدورها قائلة .. ” حسنا أفعلي ما تريدين أنا سأذهب لغرفتي أستريح قليلاً فيومي كان طويل بعد تنظيف الحمام و طهوه “ تركت كلتاهما يمان الذي نظر للطاولة بمرح قائلاً .. ” يا لحظك يا يمان لا تناول أرز اليوم فقط الحمام . “ سمع صوت رحيل تقول .. ” حمام و تنظيف الطاولة أيضاً “ زم شفتيه بضيق قبل أن يمد يده و يمسك بالحمام يأكله متمتما .. ” لا يهم تنظيف تنظيف سأحظى بوليمة على ايه حال “ ************************ قال رفعت لمحدثه بهدوء .. ” لا ، لم يعد بعد ، غداً سأذهب إليه لأراه فغيبته قد طالت “ صمت قليلاً ينصت لمحدثه . قبل أن يجيب .. ” لا ، لم أخبره بالطبع عن معرفتكم لطلاقه “ صمت و أنصات و معاودة الحديث .. ” نعم بالطبع أخبرته بمجيئكم و أنكم تريدون رؤية زوجته . و لا أعرف حقاً كيف سيحلها فهو لم يحادثني عن ذلك “ أنصت قليلا ثم قال باسما .. ” أنا أيضاً متحمس لمعرفة كيف سيحل الأمر قبل مجيئكم “ بعد قليل من الانصات و الرد أغلق رفعت الهاتف و قد قرر الذهاب لأثير غداً ليخبره بأن أوان عودته للمنزل قد حانت . 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹 ونس هو اسم عربي يطلق على الذكور والإناث و معناه الصحبة و الألفة و يوحي بالدفء و الأنس حسان اسم علم مذكر عربي من الحُسن، جاء على صيغة المبالغة ليدلَّ على كثرة الحُسْن. أو هو مبالغة في الحِسِّ، فهو شديد الإحساس. | ||||||||
31-12-19, 03:54 AM | #19 | |||||||||||
نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0) موضى و راكان, مريم@ فصول رائعة هل سليم يحب رحيل أم يريد الإيقاع بها في حبائله أثير المغرور كيف سيحل ورطته في انتظارك يا جميلة لنتابع الاحداث القادمة دمتى موفقة و مبدعة | |||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|