شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   ضربة حظ * مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t464363.html)

صابرين شعبان 09-12-19 08:50 PM

ضربة حظ * مميزة ومكتملة *
 



https://upload.rewity.com/uploads/154089255098181.gif


السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

آل روايتي الكرام يسعدني اشاركم روايتي ضربة حظ أتمنى تعجبكم 💖💖


https://upload.rewity.com/do.php?img=149280


[rainbow]الملخص
التقينا صدفة في ممرات الحياة
أقتحمت حياتي
وتغللت بأعماقي
وتسللت لمشاعري فجأة
وأصبحت بين ليلة وضحاها
أهم شيء في حياتي[/rainbow]
مواعيد الفصول بعد الثانية عشر ليلا ثلاث أيام في الأسبوع
اسيبكم مع التمهيد و موعدنا اليوم مع الفصل الأول 💖💖💖💖



روابط الفصول

المقدمة .... المشاركة التالية
الفصول 1 - 5 .... بالأسفل

الفصول 6 - 10 متتابعة
الفصول 11 - 14 متتابعة
الفصول 15 - 20 متتابعة
الفصول 21 - 25 متتابعة
الفصول 26 - 30 متتابعة
الفصول 31 - 35 متتابعة
الفصل السادس والثلاثون
الفصول 37 - 45 متتابعة
الفصل 46، 47 متتابعان
الفصول 48 - الخاتمة نفس الصفحة



صابرين شعبان 09-12-19 08:55 PM

ضربة حظ
 
التمهيد
💕💕💕💕
كانت جالسة في متجرها تعمل على طلبيتها الجديدة من الأكواب عندما وجدته يدلف للمتجر و يقف أمامها مكتفا يديه بصمت ينتظر أن تسأله عن سبب مجيئه لهنا . تجاهلته رحيل و أكملت عملها بصمت و لامبالاة متجاهلة وقوفه فوق رأسها يراقبها .. شعرت بالتوتر و اهتزت يدها لتفسد الكوب . رفعت رأسها تنظر إليه بحدة لينطق ما جاء من أجله ليرحل . قال أثير بحزم و أمر .. ” تزوجيني رحيل “
ارتعشت يدها و اصطدمت بالكوب أمامها مع انتفاضة جسدها من الصدمة ليسقط الكوب مهشما . قالت بصوت مخنوق من الغضب .. ” أنت ماذا تقول أيها السيد هل تمزح معي . هل تظننا أصدقاء لتمزح معي “
قال أثير بهدوء و أمر .. ” لا لسنا أصدقاء و أنا لا أمزح تعرفيني جيداً تزوجيني “
• تمالكت نفسها و بعد وقوفها عادت للجلوس و استكمال عملها هذا المختل ستتظاهر أنه ليس أمامها حتى لا تقذفه بكوب على وجهه الوسيم هذا لتهشمه و يفقد مصدر رزقه الوحيد بفعلتها .. سمعت صوته الحازم يقول .. ” أجيبيني رحيل ليس لدي وقت “
فغرت فاه دهشة وقت لماذا بالضبط و جواب ماذا الذي ينتظره منها ..
ردت بحزم .. ” لا “
سألها أثير بضيق .. ” لا “
ردت ببرود مؤكدة.. ” لا أوافق “
سألها بضيق .. " لا لماذا “
نظرت له بغضب قائلة .. ” ألم تطلب جواب على سؤالك لأنك ليس لديك وقت ها قد حصلت عليه انصرف “
شعر أثير بالغضب من صرفها له بهذه الطريقة المهينة و كأنه لا شيء قال بحدة .. ” لا لماذا ، أريد جواب لذلك “
قالت ببرود .. ” أصبح لديك وقت الآن للثرثرة حسنا لا لأني لا أريد الزواج من ما هو مثلك “
تنفس أثير بعمق ليهدئ نفسه و قال ببرود .. ” مثلي كيف آنسة رحيل “
ردت ببرود .. ” مثلك شخص فارغ لا يملك غير مظهره و جسده “
اقترب من طاولتها التي تعمل عليها و وضع يديه على جانبيها يحتجزها في مقعدها خلف الطاولة و سألها ببرود .. ” فارغ لا أملك شيء “
ابتعلت غصة في حلقها و قالت بتوتر و عناد متجاهلة نبرة التهديد في صوته .. ” قولت مظهر و جسد و لم أقل لا تملك شيء “
سألها بسخرية .. ” ألا يكفوك هذان الشيئان “
ردت بغرور .. ” لا، لا يكفوني ليس طموحي أن أتزوج ممثل مغرور تلهث خلفه الغبيات و يحيط به المنتفعين و هو كأبله يظن أنهم يحبونه لشخصه و ليس لماله الفاسد فساد محيطه “
رد عليها أثير بصوت لاذع .. ” نسيت أنهم يحبون جسدي أيضاً بجانب مالي “
ردت بحدة و قد ذاد توترها من قربه هكذا و تفحصه لها بعيناه السوداء القاتمة .. ” حسنا أنت قولتها و هذا ما أخبرك عنه سيد أثير أنت لست طموحي لا أريد مالك أو جسدك “
رد بمكر و قد شعر بالغيظ منها و أراد جرحها فقط .. ” و أنت أيضاً ، لست طموحي ، و ليس طموحي أن أتزوج فتاة سمينة مثلك و ليست جميلة حتى و تشبه الأطفال بضفيرتها التي لا تحلها “
كتمت غيظها و حقدها حتى لا تنهض و تلكمه ثانيتا هذا الوغد كيف يقول عنها سمينة و هى لم تتخطى السبعون كيلو جراما هى بالفعل ممتلئة في أماكن معينة من جسدها و لكنه يناسبها ذلك و ليس جسدها شاذا بمظهره كما يدعي ثم أن طول قامتها لا يظهر هذا الامتلاء بشكل منفر و إلا ما تعرضت للتحرش كلما سارت في الطريق .. قالت ببرود .
” معك حق أنا لا أنفع لك بما أنك ممثل و مشهور فأنت يليق بك راقصة من نفس وسطك بجسد نحيل و شعر طويل يتطاير حول وجهها ليعجبك و ليس فتاة سمينة تزين الأكواب برسوماتها و لديها عمه مجنونة و شقيق مشاغب انصرف الآن أبحث عنها في مكان أخر “
قال لها بغلظة .. ” أنت وقحة رحيل و يوماً ما لسانك هذا سأقصه لك حتى لا يتطاول على ثانياً “
ردت بغضب .. ” و أنت حقير و مغرور لتأتي هنا و تظن أني سأوافق على عرضك المهين و كأنه هبه من السماء أنه حتى ليس طلبا بل أمرا هل أنت مجنون لتظن أني سأوافق على هرائك هذا هيا انصرف فقد عكرت مزاجي و ستفسد عملي “
قال أثير بحدة و عاد ليقف مكتفا يديه على صدره .. ” ستأتين بنفسك إلي رحيل و تطلبين مني أن أتزوجك و وقتها لن أقبل إلا إذا قبلتني لن أقول على يدي و لكني سأكتفي بقبلة على شفتي “
كادت تنفجر ضاحكة من ثقته بنفسه و قالت ببرود .. ” أنت لست مجنون فقط بل نرجسي لتظن هذا هيا انصرف لقد افسدت يومي “
مال عليها أثير حتى لفحت أنفاسه الحارة وجهها و قال .. ” تذكري رحيل ستأتين و تطلبين و لن أوافق إلى أن .. “
أشار لشفتيه المبتسمة بقسوة و أردف بهمس .. ” تقبليني و بشغف “
اعتدل و استدار لينصرف ليلتفت إليها و يقول .. ” بعد ثلاثة أيام رحيل قبلتنا الأولى و أنت من سيطلبها و أيضاً ستطلبين يدي للزواج .. أنا أثير صياد ، رحيل عمير “ نطق اسمها بسخرية و انصرف لتشتعل هى غضبا و حنقا من غرور ذلك الأثير

💖💖💖💖💖 💟💟💟

معنى أثير جوهر السيف و بريقه
معنى رحيل هو الذاهبة أو المغادرة

fazh 10-12-19 01:33 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بدايه ساخنه و مشوقه
أتمنى لك التوفيق

صابرين شعبان 13-12-19 01:09 AM

ضربة حظ
 
الفصل الأول
💕💕💕💕
دلفت لغرفتها و هى تثرثر بكلمات التذمر اليومية متجهة لفراشها و تشد الغطاء بعنف و تلقيه على الأرض قائلة بضيق و صوت رنان .. " أفيقي رحيل الساعة تخطت الثانية عشر كل هذا النوم لقد اختمرت كالعجين من كثرة النوم "
اتجهت فوزية للنافذة تفتحها لتدخل الضوء للغرفة ليكسوها بأشعة الشمس الدافئة في هذا الوقت من العام رغم برودة الجو . تململت رحيل و مدت يدها تبحث عن الغطاء قائلة بنعاس و تذمر .. " عمتي كفي عن هذه الكذبة كل يوم أعطيني الغطاء أشعر بالبرد الشديد و أغلقي النافذة أقبل رأسك "
عادت إليها فوزية لتمسك بذراعها تشدها منه بقوة تكاد تخلعه في يدها مما جعل رحيل تصرخ متألمة من فعلتها .. " أنهضي أيتها الكسولة لكم من الوقت سأتحمل دلالك هذا يا ابنة عمير هيا أنهضي لترى شقيقك المخبول الذي يمسك في خناق الجيران كعادته "
نهضت رحيل جالسة و هى تتثاءب بقوة كأنها تصرخ مما جعل فوزية تنهرها قائلة .. " أغلقي فمك هذا . ما هذا وحش يزأر لا أعرف كيف سترزقين بزوج يتحمل عاداتك السيئة تلك من نوم للظهيرة افتعال الجلبة في كل شيء طعامك ملبسك و حديثك حتى تثاؤبك يا إلهي أنت مشكلة متحركة "
مطت رحيل شفتيها بسخرية فعمتها لا تنفك تحشر سيرة الزوج المنتظر في كل أحديثها كيف سيقبلك و أنت لا تعرفين الطهو كيف سيقبلك و أنت لا ترتدين كالفتيات كيف سيقبلك و أنت تتصرفين بخشونة حتى تثاؤبها كيف سيقبلها به . هل أحدا أخبرها أنه جاء و ينتظر مثلاً . قالت رحيل ببرود .. " هل انتهيت عمتي أستطيع الذهاب للمرحاض الآن حتى أجهز ملابسي لأذهب للعمل "
ردت عمتها بحنق .. " قبل كل شيء أذهبي لترى شقيقك المخبول الذي يمسك في ابن الجيران من عند الصباح "
ردت رحيل باسمة .. " ألسنا في الظهر عمتي من أين جاء الصباح "
تخصرت فوزية و قالت ببرود .. " ابنة عمير انهضى و أجلبي شقيقك من الخارج أولا بدلا من أن تجدا خفي ذا الوردة على مؤخرتك و شقيقك "
تحركت رحيل لتخرج من الغرفة و هى ترفع يدها تتمطئ بكسل لتشتد منامتها على صدرها لتظهر امتلائه و ساقيها النحيفة الظاهرة من سروالها القصير لا تشير لامتلاء وركيها و مؤخرتها كان طول جسدها يظهر تناسقه تثاءبت مرة أخرى و حكت في رأسها و هى تتجه للمرحاض لتغسل وجهها قبل أن تبدل ملابسها و ترى أين شقيقها . خرجت من المرحاض و هى تفك ضفيرتها و تقوم بشعث خصلاتها متخللة إياها بأصابعها لتبعدها عن بعضها خرجت عمتها من غرفتها بعد أن قامت بترتيبها و قالت بحنق فور رؤيتها لمظهرها هكذا .. " بسم الله الرحمن الرحيم أقسم يا فتاة لو راك زوجك بهيئتك هذه عند الصباح سيصاب بنوبة قلبية مفاجئة ما هذا مشطي شعرك هذا الذي يبدوا كالغابة الجافة "
لوت رحيل شفتيها بسخرية فهي تعلم أن شعرها الجاف الطويل فور خروجه من ضفيرته يبدوا كالغابة اليابسة كما تقول عمتها و لهذا لا تتركه مسدلا أبدا حتى لا تجده و قد بات كأنها أصيبت بصاعقة كهربائية " عمتي لا تخافي أنا لن أتزوج و لن أترك شعري هكذا إن كنت خائفة اتركيني أبدل ملابسي حتى أرى يمان قبل أن يقتل أحدا "
تنحت عمتها جانباً و هى تقول .. " أذهبي له هكذا ربما أرتعب من مظهرك و سمع كلامك فيما بعد "
كادت رحيل تضحك على حديث عمتها هل هى بشعة لهذا الحد لتخيف الأولاد غريب فهي ترى نفسها في المرآة و ترى أنها ليست قبيحة أو مخيفة لهذا الحد ببشرتها الخمرية و فمها بشفتيه الممتلئة و عينيها البنية الواسعة و الشيء الوحيد الصغير في وجهها أنفها هى ليست جميلة و لكنها ليست قبيحة أيضاً هى عادية نوعاً ما تظن لو ارتدت أثواب فاخرة و مشطت خصلاتها ستكون رائعة كالفتيات الذين دوماً تشبهها بهن عمتها . قالت ساخرة .. " حسنا عمتي سأرتدي بذلة الشبح خاصتي حتى أكون أكثر تأثيرا "
ردت عمتها حانقة .. " هذا ما أخذه منك طول اللسان و العناد و الرأس اليابس لا أعلم لمن تشبهون أنت و شقيقك المتوحش المخبول أخي و زوجته كانوا طيبي القلب . "
لمعت عيناها حزنا على والديها و لكنها لم تقل شيئاً حتى لا تنفجر باكية فلا يفيد الحزن أو البكاء أو الصراخ فهو لن يعيدهم للحياة من جديد عادت لغرفتها بصمت و بدلت ملابسها ببنطال قماش فضفاض و تيشرت ضيق بأكمام طويلة . خرجت من غرفتها و اتجهت لباب المنزل تفتحه كان الدرج هادئا و لا صوت يشير لشقيقها العفريت في الخارج . هتفت به من على الدرج .. " يمان . يمان "
وجدته يخرج من شقة الجيران أمامهم يمسك بيده سندويش و يأكله بشراهة نظرت لشقيقها النحيل بغضب و سألته .. " ماذا تفعل عند الصباح لدى العم فهمي "
رد شقيقها و فمه مملوء بالطعام .. " كنت أتحدث مع باسم عن الدرس الذي فاتني أمس عندما لم أذهب للمدرسة فأمسكت بي عمتي فائزة للطعام معهم "
سألته بضيق و هى تسحبه للداخل من تيشرته .. " لم عمتي تقول أنك تتخانق معه "
رد عليها يمان بحنق .. " هى دوماً تظلمني أختي و تظن أني كلما تحدثت مع أحدهم فسوف أتخانق معه و أضربه "
ردت رحيل ساخرة .. " حقاً تظلمك حسنا هذا لا يبرر تناول الطعام لديهم إلا كرامة لديك ألا تخجل حتى تتناول الطعام لدى الأغراب "
قال يمان ببرود .. " لا لدي كلتاهما و لكني لا أتناول الطعام لدى أغراب فأنا أعرف جيداً عمتي فائزة و عمي فهمى و باسم منذ صغري لقد تربيت مع باسم و منذ كان والدي على قيد الحياة لم يمنعاني يوماً ما من الذهاب إليهم أو تناول الطعام لديهم "
شعرت بالحزن لم الجميع يأتي على سيرة والديها اليوم أولا عمتها و الأن يمان . ألا يعرفان أنها بالكاد تنس ذكراهم بعد هذين العامين على رحيلهم . قالت بانفعال .. " حسنا أنا لا أقبل هذا فلا تكرره بعد الآن مفهوم و لا غياب من الدراسة ثانيتا حتى لا تتحجج بذلك لتذهب إليهم و الأن هيا لتستعد حتى أوصلك للمدرسة في طريقي للعمل "
قال يمان بحدة .. " لا الوقت مازال مبكر أذهبي لعملك و لا تقلقي سأذهب وحدي أنا لست صغيرا أختي أنا في الثالثة عشر و لست في الثالثة "
تركها و ذهب لغرفته فزفرت رحيل بضيق و اتجهت للمطبخ لترى عمتها ماذا أعدت للفطور . وجدتها تقطع الطماطم على طبق الفول المهروس فقال بغيظ .. " عمتي الن تكفي عن الكذب في كل شيء لم يكن يمان يتشاجر مع باسم لم قولت هذا .. "
ردت فوزية ببرود .. " لأني سمعت فائزة تدعوه للفطور و أنا أعلم أنك لا تقبلين مثل هذه الأفعال فلو أخبرتك بذلك كنت ستهبين من على الفراش بمنامتك و تذهبين إليهم في منزلهم مقتحمة المكان و شد يمان من بينهم و لكني فضلت أن أخبرك بأنه يتخانق كعادته حتى تفعلي ما فعلته و ترتدين ملابسك قبل الذهاب هل أخطأت الآن فأنت متعودة على خناقاته "
زفرت رحيل بضيق.. " حسنا عمتي و لكن كفي عن الكذب في الموعد أرجوك الساعة الثامنة و ليس الظهر و يمان يذهب في الحادية عشرة للمدرسة و أنا أخبره أن يأتي معي الآن في طريقي للعمل يوماً ما سأقع في مشكلة بسبب كذبك هذا لم لا تقولين ببساطة الساعة الثامنة "
ردت عمتها ببرود .. " لأنك لن تستيقظي عندها و ستظلين نائمة للحادية عشر موعد ذهاب يمان للمدرسة أنت فتاة كسولة لم أر مثلك في حياتي انظري لنفسك في الرابعة و العشرين تبدين في الثلاثين بجسدك هذا و مظهرك المشعث دوماً ، لم ارك يوماً تتصرفين كما هن في مثل سنك ترتدين ثوب جميل و تضعين زينة لوجهك و تمشطين الغابة المتشابكة على رأسك هذه و تذهبين مع أصدقاءك لزفاف أو حفل خطبة ربما جن أحدهم و غشيت عيناه و جاء ليتزوجك قبل أن .... "
قاطعتها رحيل بضيق .. " شكراً لك عمتي الآن من يتزوجني مجنون و أعمي شكراً على العموم أنا لا أريد أن أتزوج أنا سأظل هكذا حتى أصبح عجوزا سمينة وحيدة و أموت "
خرجت من المطبخ و أردفت .. " أنا لن أتناول الفول هكذا لا أحبه بالطماطم و أنت تعرفين "
قالت فوزية ساخرة .. " نعم فهى تزيد من وزنك .. غبية " قالتها بضيق و هى تعد لها طبق أخر كما تحب أن تتناوله ..

********
انحنى الرجل الكبير و همس جوار وجهه حتى لا تستيقظ النائمة جواره متدثرة بالشرشف حتى رأسها لا يظهر غير وجهها .. " سيدي . سيد أثير استيقظ سيدي الساعة تخطت الثالثة عصراً موعدك للساعة الخامسة قد اقترب "
أخرج أثير صوتاً متذمرا و انقلب على معدته قائلاً بخشونة للرجل ..
" أخرج رفعت "
رد الرجل بهدوء .. " حسنا سيدي سأجهز الفطور لحين تتحمم "
خرج الرجل و أغلق الباب خلفه بهدوء فتح أثير عينيه ينظر لتلك النائمة جواره بضيق .. للأن نائمة ألم يخبرها أمس أن تنصرف باكرا قبل استيقاظه . نهض من على الفراش و اتجه لمرحاض غرفته ليأخذ حمام سريع و خرج ليرتدي ملابسه قميص و سروال جينز أسود و حذاء رياضي وكز تلك النائمة ليوقظها بعنف قائلاً .. " سهام استيقظي "
تململت المرأة و قالت بحنق .. " ماذا أثير لم توقظني الأن "
قال أثير بغلظة .. " ألم أخبرك أن تذهبي قبل استيقاظي سهام ما الذي يبقيك هنا للأن و قد انتهينا "
قالت سهام بحدة و اعتدلت في الفراش ممسكة بالشرشف أمام صدرها تداري عريها من نظراته الباردة .. " أنا زوجتك أثير و لست خادمة لديك أو امرأة تؤجرها لتصرفني وقت ما تريد "
رد ببرود و هو يستعد للخروج من الغرفة و تركها .. " لم تعودي سهام لقد انتهينا أمس هل نسيت "
ردت من بين أسنانها بحقد .. "أيها الوغد الحقير هذا لم يكن رأيك و أنت تقيم معي علاقة "
رد ببرود .. " أنت لم تمانعي و طلبت ذلك ألم تخبريني أنك تريدين وداعي في الفراش "
نهضت من على الفراش بعنف و لفت الشرشف حولها تداري جسدها قائلة باشمئزاز .. " تبا لك أيها الوغد الحقير ظننت أنك ستتراجع عن كلامك بترك بعضنا و لكنك حقاً حقير وضيع لقد أقمت معي علاقة رغم ذلك من أي صنف أنت "
رد أثير ببرود .. " من الصنف الذي لن تندمي لإقامة علاقة معه عندما تجدين رصيدك متخم بعد تركك "
اتجهت للمرحاض قائلة بغضب .. " اللعنة عليك و على رصيدك أيها الوضيع أعلم لم تتركني من أجل تلك الحقيرة ذات الوجه كدمية الباربي "
أغلقت الباب بعنف خلفها و أثير يقول بحدة .. " عند عودتي لا أجد لك أثرا هنا و لا شأن لك فيما أفعل و مع من "
فتحت الباب و نظرت إليه بحقد .. " أتمنى أن تتعفن في الجحيم و أن لا تقبل بك تلك الحقيرة لتعلم ما هو شعور الرفض "
أغلقت الباب مرة أخرى فاستدار ليخرج من الغرفة بدوره . هبط الدرج بسرعة و اتجه لغرفة الطعام . وجد رفعت يقف بجانب طاولة الطعام ينتظر مجيئه عندما راه أخرج المقعد قليلاً ليجلس أثير عليه قام بوضع الطعام أمامه و سكب له قدح القهوة قال أثير بغضب مكتوم
" ألم أنهيك عن دخول غرفتي رفعت طالما هناك أحدا معي "
أخفض رفعت رأسه بخجل و أجاب بهدوء .. " أعتذر سيدي و لكني لم أكن أعلم أن السيدة ستعود معك فقد أخبرتني أنها .. "
قاطعه أثير بضيق .. " أعلم ماذا أخبرتك رفعت و أعلم أن هذا التحذير الأخير لك فأنا لا أحذر مرتين تعرفني جيداً "
أومأ رفعت برأسه موافقا و قال بهدوء .. " أعلم سيدي أعتذر "
عاد أثير لتناول الطعام و قال بلامبالاة .. " قم بالمطلوب و تأكد من أخذها لكل شيء قبل أن ترحل اليوم و هاتف لي المحام ليحضر في الثامنة مساء لننهي كل شيء "
رد رفعت مؤكداً .. " بالطبع سيدي سأفعل هل هناك شيء أخر "
أجاب أثير بلامبالاة .. " لا هذا كل شيء أذهب الآن "
تركه رفعت و ذهب أمسك قدح القهوة يرتشف منه القليل و هو يتصفح الجريدة .ليسمع صوت سهام الغاضب تقول بحدة من أمام الغرفة ..
" أنا ذاهبة أيها الحقير و لكني أعدك أن تندم على فعلتك هذه معي "
قال أثير ببرود .. " هل هذا يعني أنك لا تريدين مالك الذي جنيته من زيجتنا هذه "
ردت بغضب و هى تقذفه بتمثال صغير جوار الباب كان موضوعا على طاولة صغيرة مذهبة عالية فجاء بجانبه مما جعله ينظر إليها بحدة .." سأخذه في المحكمة أيها الوغد عندما أقيم عليك دعوة "
قال أثير ببرود .. " بماذا عزيزتي عندما تزوجنا لم تطلبي أي شيء لا مهر و لا مؤخر و لا حتى راتب نهاية الخدمة لقد اكتفيت بالزواج بي و الحصول على كل مميزات ذلك من حياة مرفهة برفقتي "
قالت ببرود .. " ربما أثمرت ليلتنا هذه عن شيء لا تدفع بحظك كثيرا "
قال ببرود و لامبالاة .. " لا أظنك تفعلين هذه الفعلة البلهاء و تربطين نفسك بطفل تعلمين أنك ستربينه وحدك تعرفيني أفضل من هذا لا أحد أو شيء يلوي ذراعي "
استدارت لتخرج بهدوء .. " نعم أعلم أي حقير وغد أنت "
قال ببرود يوقفها .. " انتبهي لحديثك ربما رفعت عليك قضية قذف و سب "
ضحكت سهام ساخرة و أجابت بحقد .. " و ربما رفعت أنا عليك قضية نسب "
قال ببرود .. " ستخسرين . مؤكد ستخسرين "
ردت ببرود و هى ترحل " سنرى لاحقا "
قال بحدة .. " هذا إذا كان موجوداً "
خرجت سهام و هى تدفع مزهرية كبيرة بجانب الباب منقوش عليها رسومات صينية تبدوا باهظة الثمن . لتسقط المزهرية على الأرض و تتحطم لأشلاء . سب أثير بحنق .. " أيتها اللعينة ستدفعين الثمن "
سمع صوتها الساخر .. " في أحلامك أيها الوضيع "
دلف رفعت للغرفة و قال بهدوء .. " سيدي هل تأمر بشيء "
نهض أثير بحدة ليمسك بمفتاح سيارته قائلاً .. " الغ موعدي للخامسة أنا سأذهب لنادي "
تركه و خرج فزفر رفعت بضيق قائلاً .. " يا لها من حياة "

********
فتحت رحيل متجرها بعد أن انتظرت موعد يمان للمدرسة لتوصله قبل أن تذهب للعمل . رحيل خريجة فنون جميلة لم تعمل في وظيفة بل فضلت أن تمارس هوايتها في الرسم و الحفر على الزجاج و تصنع منه عملا فكانت تشتري أطقم الأكواب الزجاجية بأشكالها المختلفة و تقوم هى بالرسم و الحفر عليها و تزينها بالرمل الملون . و تذهب لعرضها على الفنادق أو المعارض أو متاجر الهدايا الكبيرة لعلها تجد من يحب اقتناء مثل هذه الهدايا فهى تعلم أن بعض النساء تحب الاحتفاظ بهكذا أشياء في منزلها . أو في الفنادق الكبيرة التي تريد شيئاً مميزا . و هنا أصبح لديها بعض الزبائن تقوم بعمل طلبيات لهم من وقت لآخر غير ما تبيعه في متجرها لبعض المشترين الذين يبحثون عن هدايا مميزة و بسعر معقول . دلف للمتجر شاب طويل القامة نحيف الجسد بشعر أسود طويل و عيون خضراء و بشرة بيضاء شاحبة قليلاً نظرت إليه رحيل بضيق سأله .. " ماذا تريد معتصم "
مر بعيناه السوداء عليها بإيحاء .. " أريد شراء هدية لشقيقتي رحيل ألا تريدين البيع لي "
زفرت رحيل بضيق . معتصم كان زميلها في الجامعة و لكنه كان من الطلبة الفاشلين حتى أنه لم يتخرج دوماً يفتعل المشاكل إلي أن طرد من الجامعة . علم مكان عملها صدفة و من وقتها و هو يأتي بين الحين و الآخر متحججا بأخذ هدية لأحدهم . لا تعرف ماذا يريد منها فهى كما تقول عمتها ليست جميلة أو ثرية أو حتى شخصيتها جذابة ليعجب بها أحد هى عادية . عادية حد الملل .. ردت رحيل ببرود .. " ثانياً ألم تأخذ لها واحدة الأسبوع الماضي . ماذا ستفعل بكل هذه الهدايا من الأكواب المزينة تبيعهم بدورها " انهت حديثها ساخرة .
قال معتصم بهدوء .. " أنت غريبة رحيل لا تريدين زبائن لبضاعتك "
مطت شفتيها بضيق . " حسنا معتصم اختر ما تريد فلدي عمل كثير اليوم "
اقترب منها كمن ينظر للمجموعات من الأكواب المزينة ليختار منها فقام بالاحتكاك بجسدها . انتفضت رحيل و ابتعدت بحدة و قالت غاضبة .. " انتبه معتصم ألم تراني و أنا بهذا الحجم أمامك "
نظر إليها نظرات غامضة لم تعرف أن تفسرها و لكنها لم ترتاح لها على أي حال . قال بهدوء ... " أسف رحيل . كنت أود أن أسألك ألم ترتبطي بأحدهم بعد " أردف بها بهمس و هو يتفحصها
لا تعرف لم شعرت بالنفور من نظراته المتفحصة هذه فقالت تجيبه بحدة .. " لا . و لن أفعل أنا لا أريد الزواج . أبدا " انهت حديثها بتأكيد
همهم معتصم ببرود .. " أها حسنا سأخذ هذا هناك "
أشار لمجموعة من الكاسات الزجاجية المحفورة على شكل ورقة شجر و ملونة بالأخضر المصدف . أحضرتها له رحيل و قامت بوضعها في علبتها و غلفتها بورق الهدايا اللامع و أعطتها له قائلة ببسمة باردة ..
" هذه هدية مني لشقيقتك و أخبرها أن هذه الأكواب كثرتها لن تفيدها إن لم تكن ستستعملها فهي حقا ليست للزينة كما تظن هى "
قال معتصم بحزم .. " لا رحيل لا أستطيع قبول ذلك "
ردت عليه بهدوء .. " لا بأس معتصم فأنت و هى كشقيقي يمان أليس كذلك الا تعتبرني مثل شقيقتك "
أضيقت عيناه و تجعد جبينه بضيق و قال بخشونة كادت تضحكها
" أجل بالطبع . حسنا شكرا لك على الهدية سأخبرها بذلك إلى اللقاء رحيل اراك فيما بعد "
ردت عليه بهدوء .. " وداعاً معتصم سلامي لشقيقتك "
خرج مسرعا بجسده المتصلب بضيق . فعلمت فيما كان يفكر من ناحيتها قالت ساخرة .. " ها هو ذا عريس محتمل قمت بطرده فوزية عمتي و أظن أنه يعجبه جسدي الضخم الذي لا يعجبك " سخرت من نفسها بمرح و عادت لتكمل عملها بحماس حتى موعد خروج يمان من المدرسة .


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
يمان معناه الرجل صاحب اليمين

صابرين شعبان 13-12-19 01:14 AM

ضربة حظ
 
الفصل الثاني
💕💕💕💕
عندما راها يمان واقفة تنتظره أمام المدرسة اتجه إليها بضيق ليقف أمامها بحدة و جسده متوتر من الغضب .. " أختي ألم أقل لك لا تأتي لتأخذينني بالله عليك أنا في الثالثة عشر و لست .. "
قاطعته رحيل ببرود .. " و لست في الثالثة . أعلم يمان أعلم جيداً كم عمرك . لا أعرف ما يضايقك حقا هل هو مجيئي و لا خوفي عليك "
رد يمان بضيق .. " مجيئك أختي أنت تعامليني كأني ولد صغير و أنا لم أعد هكذا "
قالت رحيل بحزن .. " لم لا تفهم أنه أهتمام بك يمان فأنت و عمتي كل ما تبقى لي في الحياة "
" أنا لا أمانع أختي و لكن ليس بمجيئك هنا لتحضريني و لتأخذيني للمنزل " قالها يمان متذمرا
ردت رحيل مبررة بضيق .. " لم لا طالما أنت في طريقي ما المانع "
رد يمان بحنق .. " أختي لقد أصبحت سخرية للأولاد بسببك هل أسترحت " قالها و انصرف غاضبا .
تحركت رحيل خلفه و قد تفهمت سبب غضبه الحقيقي ليس مجيئها و لكن سخرية الأولاد منه بسببها . أسرعت لتسير جواره و قالت بهدوء
" حسنا لن أفعل و أتي مرة أخرى بشرط واحد "
سألها بضيق .. " ما هو هذا "
ردت بحزم .. " أعلم كل شيء يحدث معك و لا تخفي عني أمر كتلك المرة عندما جرحك ذلك الولد في رأسك و أنت لم تخبرني "
فهى لم تعلم بذلك إلا عندما ارتفعت حرارته و رأت الجرح صدفة . رد يمان بتأكيد ..
" حسنا و لكن لا تدخل إلا إذا طلبت منك ذلك "
أمسكت بيده تلفها حول يدها ليكملا سيرهم للمنزل مجيبه إياه بتأكيد
" حسنا اتفقنا "

**********************
كان أثير يركض في النادي بعد أن ترك المنزل أتى لهنا و بدل ملابسه و بدأ في الركض وحدة بعد أن تخلص من هؤلاء المتطلفين على حياته كلما رأوه في مكان . تذكر حديث تلك الغبية سهام فزاد غضبه و أسرع في عدوه عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي التقاها فيه في حفلة لتوقيع عقده الجديد لذلك الفيلم لقد جاءت إليه تبدي اعجابها به كممثل و ظلت تمدحه لساعة لتنتهي السهرة و هى تخرج معه لبيته . علم أنها مطلقة و كانت تعيش مع زوجها في الخارج و لكنها سئمت البقاء معه و عادت لمصر بعد أن طلبت الطلاق . يا إلهي تلك الغبية لقد كاد أن يحصل عليها دون زواج و لكنه لم يقبل ذلك بل فور عودته للمنزل طلب من رفعت أن يحضر المأذون و تزوجها على الفور . عند مجيئه . الآن تهدده بالمحكمة و كأنها تملك شيء تستند عليه تلك الحقير هل تظن أنه لا يعلم لم تزوجته و لم أتت معه لمنزله من البداية . حسنا سهام إذا تجرءت و فعلت شيء ستنالين عقابك بالتأكيد فلا أحد لا أحد يلوي ذراعي أنا أثير صياد . توقف فجأة يلتقط أنفاسه بقوة و قد هدئ قليلاً و عيناه تتطلع أمامه للأشجار المحيطة بالنادي على شكل دائرة متماشية مع السور الذي يحيط به سمع صوت يأتي من خلفه يقول برقة جعلت قلبه يخفق بعنف .. " أثير عزيزي أنت هنا من أجلي يا ترى"
التفت إلى مصدر الصوت ليجد أمامه فتاة كما وصفتها سهام بالضبط تشبه عروس الباربي بشعرها الأشقر و ملامحها الصغيرة التي تشبه ملامح الدمية عن حق فم صغير وردي و بشرة بيضاء تشبه بشرة الأطفال . عينان واسعة خضراء وأنف صغير حاجبين كالخيط الرفيع و غرتها التي تزين جبينها . ابتسم أثير برقة و قال بهدوء و هو يدنوا منها بتمهل .. " عزيزتي درة أنت هنا أيضاً . لا لم أكن أعلم أنك هنا و لكن هذا من حسن حظي أني قابلتك اليوم أريد أن أخبرك بخبر مفرح "
سألته الفتاة بدلال و هى تدنوا منه بدورها .. " لم عزيزي أثير هل ربحت اليانصيب و تريد أن تخبرني عنه "
رد أثير بغموض .. " لا لقد تركنا بعضنا أنا و سهام أمس "
نظرت إليه الفتاة بلامبالاة تتخفى خلفها من سرعة دقات قلبها الذي خفق بحماسة و قوة .. " و هل تظن أن هذا يفرحني عزيزي "
رفع حاجبه بمكر .. " ظننت أن الأمر يهمك . ألم تخبريني مرارا أنها لا تناسبني و أني أستحق من هى أفضل و أجمل منها و أصغر سنا "
ارتبكت درة و قالت بجدية و وجنتيها تحتقن فهو فهم تلميحاتها إذن .. " أجل بالطبع جيد أنك تخلصت منها "
قال أثير بجدية .. " هل أستطيع الأن أن أتي لزيارتكم "
شحب وجه الفتاة و قالت بقلق .. " أجل بالطبع و لكن اليوم لدينا حفل في المنزل ربما يوماً أخر "
رد أثير بمكر .. " لم لا تدعوني للحفل عزيزتي ربما كان حفلا لا ينسى بالنسبة إليك "
شعرت درة بالخجل من طلبه فاليوم خاصةً لا تستطيع أن توافق على مجيئه لمنزلهم ليس قبل أن تتحدث مع والديها و تنهى الأمر معه قبل أن تعرف أثير على والديها .. " الأفضل أن تنتظر أثير ليوم أخر حتى لا تكون متضايق عندما يجتمع الضيوف لدينا حولك و يضايقونك بأسئلتهم "
رد أثير بحزم و في تفكيره شيء أخر .. " حسنا عزيزتي ما رأيك في الذهاب معا لكافتيريا النادي نتناول الغداء معا "
ردت درة بخجل و راحة أنه تقبل رفضها بهدوء .. " حسنا لا بأس و لكن لنسرع حتى أستطيع العودة للمنزل مبكرًا "
تحرك معها للذهاب غير منتبهين لتلك العينين الغاضبة التي تترقبهم من خلف عدسات مقربة .

***************************
عادت رحيل و يمان للمنزل ليجدا عمتهم تصرخ على الدرج و هى تسب جارتهم القاطنة الطابق العلوي فوق شقتهم أسرعت رحيل لتمسك بعمتها التي تهم بالصعود إليها قائلة.. " عمتي إلى أين ذاهبة "
ردت فوزية قائلة بغضب .. " سأصعد إليها تلك المرأة الغبية لقد قامت بتنظيف سجادها على ملابسنا في الشرفة دون أن تخبرني لرفعها أو تغطيتها لقد أفسدت كل ملابسنا أتسخت جميعاً "
قالت رحيل بحزم .. " لا عمتي أنا من سأصعد إليها فقط أنتظري هنا أرجوك أنا سأتحدث إليها و سأشكوها للعم رفاعي فقط أدخلي للمنزل أنت و يمان أرجوك "
ردت فوزية بحدة .. " و رحمة أبيك رحيل إن لم أسمع صوت صراخها عندما يؤدبها زوجها على فعلتها لأصعد بنفسي لتأديبها هذا أقل ما سأقبل به بعد تعبي في غسيل الملابس طوال اليوم و إلا سأخذ كل الملابس المتسخة و أجعلها تغسلها من جديد و أنا لا أمزح في ذلك "
اعادتها رحيل للشقة و قالت بجدية .. " حسنا فقط أنتظريني هنا يمان مع عمتك " قالتها ليمان حتى ينتبه لعمته و لا يتركها تصعد خلفها
تركتهم رحيل و صعدت لزوجة العم رفاعي جارهم لتشكوه زوجته فإن لم تفعل ذلك لن تسلم المرأة من يد عمتها المفترسة . طرقت رحيل الباب بضيق لتفتح لها ابنتهم الصغيرة وردة التي تصغر يمان بعامين قالت رحيل بضيق .. " أين أمك وردة حبيبتي "
ردت الفتاة بهدوء .. " في الداخل أبله رحيل "
هتفت رحيل بصوت حاد .. " أم خالد عمتي أريد الحديث معك "
خرجت المرأة يجفف يدها بمنشفة صغيرة متسخة قليلاً يبدوا أنها تنظف بها المطبخ . قالت بضيق و هى تعلم سبب صعود رحيل إليها فهى كانت تسمع سباب عمتها من على الدرج و تجاهلته خوفاً من الخروج إليها فتمسك بخناقها .. " ماذا هناك رحيل عزيزتي "
قالت رحيل ببرود .. " حقا عمتي لا تعرفين لم أنا صاعدة لهنا . هل يصح ما فعلته عمتي "
ردت أم خالد بحنق .. " و هل يصح ترك ملابسكم يومين رحيل غير مهتمين أن هناك من يقطن في البناية معكم و يحتاج بدوره تنظيف منزله مثلكم "
كتفت رحيل يديها و قالت ببرود .. " كان يكفي أن تخبري عمتي أن تزيل الملابس من الشرفة أم خالد و ليس تنظيف السجاد عليها الآن هى تريد من العم رفاعي أن يضربك أو تأتي بالملابس لتغسليها من جديد ماذا سأخبرها الآن "
ردت المرأة بغضب .. " أخبريها أن تذهب للجحيم هذه المرأة المجنونة"
خرج زوجها على سبها لفوزية فقال متسائل .. " ماذا رحيل ابنتي لم أنت واقفة على الباب تفضلي بالدخول "
ردت رحيل بهدوء .. " لأن عمتي أم خالد لم تقل لي أن أدخل عمي . و سبب مجيئي هى ستخبرك به بعد اذنك و عمتي أنا سأطيب خاطرها و أقوم أنا بتنظيف الملابس مرة أخرى "
استدارت لترحل فأوقفها رفاعي بحزم .. " أنتظري رحيل و أخبريني ما الأمر "
ابتسمت بهدوء و قالت .. " لا شيء عمي فقط عمتي فوزية و عمتي أم خالد اشتاقا لمشاكساتهم القديمة يبدوا أن الاثنتان غير راضيتين عن ابتعادهم عن بعضهما بعد خناقتهم الأخيرة "
التفت لزوجته التي شعرت بالخجل من فعلتها الآن فقالت بحدة ..
" حسنا لقد تعمدت ذلك حتى تأتي و تحادثني و لكنها لم تفعل و ظلت تسبني من على الدرج فقط و الآن أرسلتك أنت "
ابتسمت رحيل بمرح .. " حسنا إذا لم يضربك عمي رفاعي عقابا ستأتي بالملابس كلها و تجعلك تقومين بغسلها جبرا "
ابتسم العم رفاعي قائلاً .. " حسنا حلت المشكلة لن أضربها أجعليها تصعد بالملابس لتغسلها و ربما عادا للحديث و المصالحة فينتهي الأمر "
نظرت رحيل لأم خالد سأله .. ". هل أتركها عمتي "
ردت أم خالد بحنق .. " لا أنا سأهبط إليها هذه المجنونة و أقوم بنتظيف الملابس لديكم في شقتكم "
ضحكت رحيل .. " حسنا عمتي رغم أن رأسي سيصاب بالصداع من صوت الغسالة المزعج بعد اذنكم الآن سأخبرها أنك ستطعمين العم رفاعي الآن و ستأتين غداً و نحن في الخارج "
استدارت رحيل و هبطت الدرج لتعود لشقتهم . فور دخولها قالت فوزية بغضب .. " لم أسمع صوت صراخها إذن سأخذ الملابس .. "
قاطعتها رحيل بملل .. " ستأتي بنفسها لتقوم بغسلة هنا عمتي ستطعم العم رفاعي الآن و في الغد ستأتي إليك "
لانت ملامح وجه فوزية لتقول ببرود .. " حسنا أنقذت نفسها "
قال يمان بسخرية .. " و تقول أني من أمسك بخناق الجميع و هى من ستتحول لخط الصعيد و هى ترهب الجيران "
ضربته فوزية على رأسه قائلة بحدة .. " أصمت يا أحمق هيا بدل ملابسك لنتناول الغداء "
تركتهم رحيل قائلة .. " سأخذ حمام سريع و أبدل ملابسي "
دلفت لغرفتها و استلقت على الفراش تتنهد براحة من التوتر الذي تجعلها عمتها تعيشه كلما أمسكت بخناق أحد الجيران أو تعارك يمان مع أحد . تذكرت معتصم اليوم فشعرت بالضيق لم فعلته معه لم لا تقبل به فقط فهو رغم أنه لم يكمل دراسته و لكنه يعمل في وظيفة جيدة و كف عن افتعال المشاكل و يبدوا أنه يحبها و إلا ما شعر بالضيق بعد حديثها . لا هى تريد أن تحب أحدهم بدورها لا تريد الزواج فقط لأن عمتها تظل تخبرها أن تفعل ذلك . نهضت مرة أخرى و اتجهت لخزانة الملابس و أخرجت منامة خفيفة و خرجت لتذهب إلى المرحاض لتستحم قبل تناول الطعام و العودة للمتجر في المساء لتسلم الطلبية الجديدة ..

****************************
دلف أثير للمنزل بعد عودته من النادي و تركه لدرة على وعد باللقاء غداً سمع صوت رفعت و هو يصعد الدرج مسرعا ليبدل ملابسه قبل الخروج مرة أخرى . " سيدي لقد هاتفت المحام كما أخبرتني "
التفت إليه أثير بتساؤل .. " لماذا "
رد رفعت بصبر .. " سيدي من أجل السيدة سهام هل نسيت "
رفع أثير حاجبه متذكرا .. " اه نعم بالتأكيد لقد نسيت ذلك . على العموم أعتذر منه أنا ذاهب لحفل ما ربما تأخرت أتفق معه غداً يأتي "
تركه و صعد لغرفته فتنهد رفعت بضيق متمتما .. " هذا الرجل يحتاج لهزة عنيفة من أحدهم حتى يفيق ليرى إلى أين هو ذاهب بحياته "
عاد لعمله منتظرا أوامره الأخرى قبل أن يعود و يخرج داعياً الله أن لا يعود مع زوجة أخرى قبل أن يتخلص من الحالية .
دلف أثير لغرفته و اتجه لخزانة ملابسه يفتحها بنفاد صبر و تعجل و هو يمر بعيناه على صف بذلاته و قمصانه المصطفة بانتظام وقع اختياره على بذلة أزرق قاتم و قميص أبيض و ربطة عنق مناسبة وضعهم على الفراش و اتجه للمرحاض ليأخذ حمام سريع قبل الخروج مرة أخرى ليقوم بمفاجأة درة . نعم فهو قرر أن يحضر لها هدية و يقوم بطلبها من والدها اليوم في الحفل و رغم أنها رفضت مجيئه لمنزلهم اليوم إلا أنه يعلم أن رفضها حتى لا يلتف حوله الجميع و يضايقونه بأسئلتهم عن عمله الحالي و القادم كما يحصل معه دوماً عندما يكون في مكان عام . ربما هى تغار عليه و لم تستطع أن تخبره بذلك صراحة . ابتسم لتخيله أن هذا ربما يكون سبب عدم قبولها بمجيئه . عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي قابلها فيه في النادي لأول مرة كانت تبدوا خجولة و بريئة للغاية كانت تتعرض للمضايقة من أحد الشباب عندما تدخل هو ليمنعه من الاقتراب منها و صرفه بحدة . و من وقتها و هما يتقابلان من وقت لآخر في النادي كانت تخبره أنها تحب مشاهدة أعماله و تخبره ما أعجبها و ما كرهته لم تكن تنافقه كالبعض بل كانت تتناقش في السلبيات و الإيجابيات التي تلاحظها في أعماله و تنصحة بالأفضل . عندما قابلت سهام معه في تلك المرات لاحظ تغيرها و حزنها الذي ارتسم على ملامحها ليستشف أنها تكن له أكثر من إعجاب بأعماله كما يبدوا و يظهر له . تمتم بخفوت و هو ينهي أرتداء ملابسه . " حسنا عزيزتي درة ستكونين لي بعد وقت قليل . " نظر لساعته و أردف بجزل .. " ساعة واحدة فقط درتي "
تحرك ليخرج من غرفته ركضا على الدرج وجد رفعت ينتظره في الأسفل فسأله بضيق .. " ما بك رفعت تقف كالتمثال هكذا استرح يا رجل "
رد رفعت بهدوء .. " سيدي لا تنس أن الأمور بينك و بين السيدة سهام لم تنتهي بعد رجاءا لا تعقدها بأمر أخر "
رفع أثير حاجبه ببرود و رد بغلظة .. " لا شأن لك بشيء أفعله رفعت التزم بعملك فقط "
رد رفعت مستسلما فهو قد نصحه و عمل بضميره الذي يلزمه بتحذيره من افتعال الأخطاء التي يظنها حرية شخصية .. " حسنا سيدي كما تريد لقد أجلت موعدك مع المحام للغد في العاشرة صباحاً "
رد أثير ببرود .. " حسنا أراك فيما بعد "
تركه وخرج فزفر رفعت بضيق متمتما .. " أتمنى أن تجد من تكسر لك رأسك العنيد سيد أثير حتى تفيق و تعود للطريق المستقيم . و لكن هل أخبر والده يا ترى أم أنتظر لأعرف نهاية هذا الأمر "

***********************
" أنا سأذهب عمتي لن اتأخر " قالتها رحيل و هى تستعد للذهاب للمتجر لتسليم الطلبية الخاصة بالفندق الذي تتعامل معه منذ عام و يطلب كمية لا بأس بها من عملها . قالت فوزية تجيبها .. " لم لا تتفقي معهم على التسليم في الصباح رحيل ما الداعي للخروج ليلا "
ردت رحيل بهدوء لتطمئن عمتها .. فهى معها حق و هى تعود في وقت متأخر وحدها .. " لا تقلقي علي عمتي تعرفين هذه الطلبية فقط ما أقوم بتسليمها في المساء لطلب صاحب الفندق هذا لأنه يأتي بنفسه ليختار ما يريد و ما يريد تبديله قبل أخذها حتى لا يقوم بارجاع شيء و هذا خسارة لي عمتي فربما سوء النقل أضر ببضاعتي أنا من سأخسر حينها أطمئني سأتي بسرعة "
ردت فوزية مستسلمة .. " حسنا عزيزتي أنا لن أغفو سأنتظرك "
ردت رحيل بمرح .. " أنا سأعود في التاسعة عمتي هل كنت ستغفين قبلها أم تظنين أني سأعود في الواحدة ليلا "
قالت فوزية بضيق .. " حسنا كفاك ثرثرة و أذهبي حتى لا تتأخرين في العودة "
خرج يمان من غرفته قائلاً .. " أت معك رحيل فقد انهيت دروسي لليوم أختي "
ردت رحيل بحزم .. " إذا انهيت دروسك فأنت لم تنهي المذاكرة فافعل قليلاً قبل النوم يمان اتفقنا الإختبارات اقتربت "
قال يمان يجيبها .. " حسنا أختي لا تتأخري في العودة "
قبلت رحيل رأسه و رأس عمتها و خرجت مسرعة لتذهب للمتجر .

************************
وصل أثير للحفل الذي كان يقام في حديقة المنزل . بعد أن أشترى هدية لدرة و أخرى لوالدتها اتجه لمنزلهم بسيارته أوقف السيارة أمام المنزل ليأخذها أحد العاملين و يصفها بعيداً عن المدخل . دلف للداخل ليجد الكثير من الحضور من يعرفهم و من لا يعرفهم . مر بعيناه على الجميع يبحث عنها بلهفة كانت هناك واقفة كالملاك بين رجلين و امرأة تتحدث باسمة . اتجه إليها بلهفة و وقف عن قرب هامسا باسمها و رغم الجلبة التي حولها من الثرثرة للجميع إلا أنها سمعت همسته باسمها ليتأكد أثير أنها حقا تكن له المشاعر إن لم تكن تحبه . التفتت إليه بوجه شاحب متوتر . قبل أن تستأذن من المرأة بأدب و اتجهت إليه تسأله .
" أثير ما الذي جاء بك اليوم ألم نتفق على اللقاء غداً لنحدد موعد لتتعرف على أبي "
أمسك أثير بيدها قائلاً بلهفة .. " لم أستطع درتي إلا أن أتي اليوم أعتذر منك على تطفلي و لكني حقا متحمس لتعرف على والدك اليوم "
اقترب رجل من الخلف طويل القامة أسمر البشرة بشعر بني و عيون زرقاء ليقف خلفها و يلف يده حول خصرها مما جعل أثير يصدم من فعلته قائلاً ببرود .. " سيد صياد هل تعرفت على خطيبتي درة "
نظر إليها أثير بصدمة و هو يرى شحوب وجهها و جسدها المنكمش بين ذراعي الرجل الذي قبلها على عنقها بقوة قائلاً ببرود .. " نسيت أن أعرفك بنفسي جلال عبد الرؤوف خطيب درة و زوجها المستقبلي و قريبا عرسنا "

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

صابرين شعبان 13-12-19 01:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fazh (المشاركة 14654968)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بدايه ساخنه و مشوقه
أتمنى لك التوفيق

عزيزتي شكرا جزيلاً لك اتمنى تعجبك الرواية إن شاء الله 😘

صابرين شعبان 18-12-19 12:10 AM

الفصل الثالث
💕💕💕💕
نظر أثير بصدمة للرجل لبعض الوقت بعد قوله هذا ثم عاد للنظر لدرة الشاحبة التي ترتعش بين ذراعي الرجل هل من الصدمة هل من الخجل أم من الخوف ليفتعل لها مشكلة معه و قد أكتشف خداعها له . هل كانت تخدعه حقا هل كانت تسخر منه و تتلاعب به و هى تراه يبدوا مدلها بها . لقد ترك زوجته من أجلها . ما هذا هل يؤلمه قلبه لا هل يحبها ليتألم هكذا . هل هذا هو شعور الرفض الذي تحدثت عنه سهام هل شعرت بالألم مثله الآن . قال بصوت متحشرج محتنق من الغضب الذي يسيطر على حواسه الآن بدل الألم و الخيبة الذي شعر بهم منذ قليل .. " مبارك لك يا عزيزتي لم لم تخبريني أن عرسكم قد اقترب لكنت جلبت لك هدية و لكن نحن بها لا بأس "
أخرج من جيبه بيد مرتعشة هديتها التي جلبها لها قبل مجيئه لهنا و أردف ببرود .. " من حسن الحظ أني قد جلبت هدية لإحداهن و لكن لا بأس سأحضر لها غيرها "
فتح العلبة الصغيرة و أخرج منها السوار الألماسي و ألقاها على الأرض بأهمال قائلاً .. " أنها لك يا عزيزتي لتتذكريني دوماً أني كنت السباق في تهنئتك بزواجك المرتقب "
أمسك بيدها بقوة أمام نظرات جلال الغاضبة من فعلته و البسها إياه و نظر إليها ببرود قائلاً .. " أنه رائع عليك مبارك لك "
أبعد جلال يدها عن يد أثير و رد ببرود و هو ينزع عنها السوار ..
" شكراً لك و لكن كما ترى هو لا يليق بثوبها الآن ربما ترتديه مرة أخرى و على العموم شكرا لك و أتمنى أن تحضر عرسنا قريبا "
رد أثير بسخرية .. " بالتأكيد و الأن سأرحل فلدي موعد هام وداعاً درتي"
قالها بسخرية مستفزة للآخر قبل أن يتجه لباب المنزل الكبير متجاهلا نظرات عينيها الراجية و ملامحها الحزينة . هل تعتذر بطريقتها الصامتة أمام زوجها يا ترى . زوجها اللعنة على غباءك أثير لهذا ظلت تخبرك أن مجيئك اليوم غير مناسب فأنت كنت ستتقابل مع زوجها و هى لا تريد ذلك يبدوا أنها كانت تريد للعبتها أن تستمر لوقت أطول . خرج من الباب و وقف لثواني حتى يحضر له الرجل السيارة و لكنه لم يحتمل الوقوف في مكان قريبة فيه حتى لا يعود و يهزها غاضبا . تحرك مبتعدا سيرا على الأقدام في الظلام المحيط بالطريق لا يضيئه غير أعمدة الأنارة المنتشرة على جوانب الطريق بجانب صف الأشجار الذي يميز هذه المنطقة الراقية .كان يسير مسرعا و مشاعر الغضب تسيطر عليه يريد قتل أحدهم لينفس عن غضبه هذا حتى لا ينفجر .

************************
فور رحيل أثير أمسك جلال بيدها متجها بها لداخل المنزل تحت نظرات الخدم التي تنتشر في المكان لخدمة ضيوف والدها كانت تبكي بصمت مستسلمة لم يفعله و هو يسحبها خلفه كالشاه فلا شيء أخر يهمها بعد أن علم أثير كل شيء و ما كانت تخفيه و ما كانت تريد أن تنهيه قبل أن يأتي و حتى لو فعلت لن يجدي نفعا لن يعود إليها بعد فعلتها تلك . أدخلها لغرفة مكتب والدها و أغلق الباب بعنف خلفه مما جعلها تنتفض كمن يفيق من كابوس مزعج . وقف أمامها مكتفا يديه على صدره يتمالك أعصابه لبعض الوقت قبل أن يلمسها ربما تسبب لها في الأذى و غضبه يسيره الآن . دموعها تغرق وجهها و فمها المزموم بقوة جعله يتساءل هل تحبه لهذا الحد . عند هذه الفكرة نظر إليها بحدة و سألها بغلظة .. " ما مدى علاقتك به درة "
نظرت إليه بصدمة و حيرة . هل يسأل إن كانت تحبه أم إن كانت على علاقة به . علاقة جسدية يقصد . عند هذا الفهم لسؤاله فغرت فاه و تثاقل تنفسها قبل أن تسأله .. " ماذا تقصد بحديثك "
اقترب جلال بخطوة مهددة لها ،و جسده متصلب بتوتر .. " هل تحبينه "
ابتعدت بحدة تجاه الباب تريد الخروج قائلة بغضب .. " لن أجيب على ذلك "
أمسك بذراعها قبل أن تخرج قائلاً بسخرية .. " حقا لنعرف إذا كنت تفعلين "
لف ذراعيه حولها بقوة ليلصقها بجسده و مال على شفتيها يقبلها بعنف و غضب من شعوره أنها ربما تكون بالفعل تحبه أو تميل إليه أو حتى تفكر به . يعلم أنها كانت تلتقيه في النادي من وقت لآخر و لكنها كانت تراه أمام الجميع و لم تقابله خفيه ظن أنها معجبة به فقط كممثل و مشهور و لكن لقاءهم أمس أظهر له الكثير و علمه أنه سيطلق زوجته أكد له هذا الشعور أن هناك شيء بينهما . لقد ظن أنها ستتقبل زواجهم مع الوقت بعد ما حدث بينهم و علمها بفعلته تلك . ظن أنها ستسامحه و يعودان و يتفاهمان و لكن ما حدث أنها تبدوا كمن تريد الخلاص و ليس التفاهم بل و تفكر في غيره أيضاً . لن يسمح بهذا على جثته . حاولت أن تبعده بعنف و تبعد وجهها بغضب قائلة بصراخ .. " أتركني جلال أنا أكرهك لا أريدك أن تلمسني بعد الآن "
رد من بين أنفاسه الحارة التي تضرب وجهها .. " أنسى ذلك درة أنت لي و ستظلين ملكي للأبد لا تفكري حتى في التفكير بينك و بين نفسك أنك ستتركينني أو تبتعدي سأقتلك . هل تسمعين سأقتلك "
دفعته عنها بعنف قائلة .. " بل سأفعل و سأخبر أبي اليوم بما فعلته و عندما يعلم مؤكد سينفذ طلبي "
رد ساخرا .. " حقا و هل ستخبرينه بما كنا نفعله معا نحن أيضاً "
اندفعت تهجم عليه بعنف و غضب و هى تسبه غاضبة .. " تبا لك أيها الفاسق اللعين لن أسمح لك بذلك و لو قتلتك "
لف ذراعيه يحتوي غضبها قائلاً بسخرية مستفزة.. " أقتليني يا عزيزتي و لكنك لن تتركيني أنت ملكي درة فأستسلمي للأمر الواقع و أنسي ذلك الرجل صياد و إلا قتلته لك فلا أحد يفكر فقط التفكير في أخذ ما هو لي "
كانت تتخبط بين ذراعيه بغضب تريد أن تبتعد مما جعله يشدد من احتواءها و يقبلها بعنف تحول لشغف و حرارة جعلها تتصلب بين ذراعيه تقاوم ما يريد جعلها تشعر به . في انشغاله بمحاولة السيطرة عليها و محاولتها مقاومة الشعور بالحاجة إليه التي تريد الهروب منها بعقلها و تذكيره بكل ما فعله معها من قبل . لم ينتبها للواقف ينظر إليهم بذهول و صدمة و صوته يخرج غاضبا .. " درة . جلال ماذا تفعلان ؟؟ "

************************
توترت رحيل من نظرات الرجل الذي أرسله مدير الفندق ليستلم الطلبية التي اتفقا عليها فعندما وصلت للمتجر هاتفها صاحب الفندق يخبرها أنه سيرسل أحدهم مكانه و أنه سيقوم بالاختيار من بين أعمالها ما تناسبهم كان يقف متصدر الباب بجسده النحيف و هى تجهز له ما طلب منها تحضيره . كانت تضع الأكواب في العلب الصغيرة و تغلقها و تقوم بوضعها في علب كبيرة و غلقها بشريط لاصق . تنحنح الرجل و سألها بهدوء .. " ما اسمك آنستي "
اعتدلت رحيل واقفة و نظرت إليه قائلة ببرود .. " رحيل عمير سيدي "
ابتسم الرجل و دنا منها خطوة مبتعدا عن الباب قائلاً بهدوء .. " إن أخي ينتقي ببراعة من يعملون لديه "
ردت عليه ببرود وفهمت من حديثه أنه شقيق صاحب الفندق الذي تعمل معه فقالت ببرود .. " أنا لا أعمل لديه أنا أعمل معه بتقديم خدماتي في تحسين مستوى الخدمة في فندقه عن طريق بيع بضاعتي إياه "
ابتسم الرجل بمكر قائلاً .. " أنا أيضاً لدي فندق صغير أقوم على تحسينه ربما احتجت لخدماتك هناك هل تمانعين "
لا تعرف لم فهمت خدماته تلك بمعنى مغاير لكلمتها التي قلتها له و لكنها تجاهلت ذلك و عادت تكمل عملها . جاء رجلين أخرين لحمل البضاعة و وضعها في سيارة خاصة بالفندق و بعد حديث قصير معهم رحلا تاركين الرجل مع رحيل . مفترضا به أن يدفع ثمن البضاعة . قال الرجل بغموض و خجل مصطنع .. " في الحقيقة نسيت أن أحضر معي نقودك ثمن البضاعة لم لا تأتين معي لأعطيها لك و سأوصلك لمنزلك في خلال دقائق من انتهائنا . "
رفعت رحيل حاجبها بدهشة .. انتهائنا من ماذا يا ترى ما الذي يشير إليه هذا الرجل من خلف كلماته لولا أنها تعلم أنها ليست جميلة و لا تجذب أحدا لهذه الدرجة لظنت من حديثه أنه يريد شيئاً غير محترم منها .
ردت بهدوء و حزم .. " لا بأس سيدي يمكنك أن تذهب و وقتا أخر أحضر النقود أو أرسلها مع أحد العاملين لديك أو أنا سأمر على الفندق لأخذها لا تشغل بالك بهذا "
رد الرجل ببرود .. " حسنا كما تريدين سأرسلهم مع أحد العاملين لدي "
تحرك ليخرج من متجرها الصغير و جمعت أشياءها لتغلقه . وجدته ينتظر في الخارج فسألته .. " هل نسيت شيء سيدي "
رد الرجل بهدوء .. " أدعى سليم . "
ردت رحيل بهدوء تخفي مللها .. " أهلا بك سيد سليم هل نسيت شيء"
رد سليم بجمود .. " لا فقط أنتظر لأوصلك فلا يصح أن أتركك وحدك في هذا الوقت تعودين لمنزلك "
ردت رحيل بتأكيد .. " لا شكراً لك و لا تقلق بيتي قريب من هنا و ليلا استقل سيارة أجرة لا أعود سيرا شكراً لاهتمامك سيدي "
هز الرجل كتفيه بلامبالاة و قال .. " على راحتك اراك فيما بعد آنسة رحيل "
تركها و رحل فسارعت لأول الطريق لتأخذ سيارة أجرة فهذا الرجل أشعرها بالقلق حقا . وقفت تنتظر مرور سيارة و هى تنظر في ساعة يدها بتوتر لتجدها بعد العاشرة بقلق .. مر شابين على دراجة نارية يحدثون جلبة بصوت المسجل العالي الذي يصدح منه صوت منفر يظن صاحبه أنه فنان و صوته كتغريد البلابل و لكنه في الحقيقة كنعيق الغربان . لا تعلم كيف يسمع هؤلاء الشباب هؤلاء المرتزقة الذين يتمسكون بهذه الأعمال و دخول هذا الوسط الفاسد ليربحون الأموال بأسرع الطرق دون تعب و من يشجعهم على هذا هؤلاء الشباب التافه الذي لا يعرف أمامه من خلفه في هذه الحياة و لا هدف أو طموح يسعى لتحقيقه . سارت على الطريق تجاه المنزل بدلا من الانتظار لتأتي سيارة أجرة . لتكسب بعض الوقت بدلا من الوقوف على الطريق بعد سيرها قليلاً وجدت رجل يسير بترنح ظنت أنه مرض فجأة و لكنه أتضح أنه مخمورا عندما اقترب منها وجدته شاب لا يتعدي العشرون ربما أو أكبر بعام أو عامين . ابتعدت عن طريقه و لكنه ارتمى عليها يحتضنها و هو يغمغم بحديث غير مفهوم . انتفضت رحيل و أرادت أن تبتعد عن طريقه و لكنه أمسك بكم قميصها يشدها منه لتخرج صرخة خوف عالية من فمها ..

*************************
كان أثير قد ابتعد كثيرا عن منزل درة حتى يعود و يأخذ سيارته . ليعود للمنزل بعد أن هدأ .لو علم رفعت الآن ما حدث معه لفرح كثيرا و قد تحققت امنيته و لا أخرى ستدخل حياته قبل أن ينتهى من سهام كما أراد . تمهل في سيرة وضعا يده في جيب سروال بذلته حمدا لله أن الوقت ليلا و لا أحد على الطريق ليعرفه . فهو ليس في وضع يسمح له بالمجاملة و رسم بسمة زائفة على شفتيه لأحد معجبيه . كان يركل حجرا من وقت لآخر ينفث بقذفه عن توتره متخيلا ذلك البغيض أمامه تلفت حوله ليجد أنه في شارع قريب من منطقة المتاجر و السوق العام . لا يعلم كيف سار كل هذا من بيت درة لهنا دون أن يشعر ربما من غضبه لم يلحظ ذلك . سمع صوت صرخة اتيه من أول الطريق . فشعر بالقلق يبدوا أن أحدهم في حاجة للمساعدة . ركض لمصدر الصوت و على ضوء أعمدة الإنارة العمومية رأى فتاة تجسم على رجل و تكيل له اللكمات و الرجل يصرخ كالنساء يا إلهي لقد ظن أن المرأة هى التي تحتاج المساعدة و ليس الرجل . اقترب منها و هو يقول بغضب ..
" أنت أيتها المتوحشة أتركيه ماذا تفعلين بالرجل "
ردت عليه بغضب و سخرية .. " أؤدبه لا شأن لك أنت "
فرحيل فور أمساك الشاب بقميصها لم تجد نفسها إلا و هى تضربه بحقيبتها بعنف . مما جعل الشاب يحاول الهجوم عليها و يضمها لصدره و هو يقول بعض الكلمات الغاضبة المهينة .. اتجه إليها أثير بغضب يريد ابعادها عن الرجل قائلاً .. " أتركيه يا هذه هل أنت مجنونة لتفعلي هذا "
تجاهلته رحيل و قالت للشاب الذي تورمت عيناه من لكمتها .. " هذا حتى تتذكر أن لا تحتسي مشروب مرة أخرى و أن لا تتحرش بالفتيات على الطريق أيها الوقح الفاسد . "
أمسكها أثير من كتفيها ليرفعها و يبعدها فلم يستطع فقال بغضب ..
" أنت أيتها القاطرة السمينة أتركيه "
تركت رحيل الرجل و أمسكت بحقيبتها و التفتت للرجل خلفها و ضربته بعنف على وجهه بحقيبتها . صرخ أثير بألم .. " أنت أيتها الغبية ماذا فعلت سأطلب لك الشرطة "
ردت رحيل بسخرية و هى تلكمه على وجهه بيدها قائلة .. " هذا ليكون لديك قضية أيها الأحمق المتبجح الحاشر أنفه فيما لا يعنيه "
تراجع أثير من أثر اللكمة و سالت الدماء من أنفه فشعر بغشاوة على عيناه تمنعه الرؤية فقال بصوت مكتوم و هو يهم بالهجوم على رحيل بغضب . هذه المجنونة تضربني أنا . ألا تعرف من أكون .. " أيتها القاطرة أنا من سأؤدبك الآن بعد فعلتك هذه "
أمسكت رحيل بكتفه و لكمته بيدها الأخرى على وجهه و قبل أن يستوعب أثير ما فعلته به كانت تعيد الكرة و تمسك بكتفيه و ثنت قدمها لتضربه في معدته و دفعته ليسقط على الأرض و يصدم رأسه بالرصيف . شعر أثير بالدوار و الألم و هو يتمتم بذهول .. " أيتها اللعينة لقد . سأبلغ. أنت لا تعرفين . .."
تلاشى صوته و فقد الوعي .. نظرت رحيل بذهول للرجلين الفاقدي الوعي و ليدها بصدمة . هل ضربتهم حقا . هل ضربت رجلين هل حقاً ضربت رجلين الآن . تأوه الشاب المخمور و نهض متحاملا على يديه الإثنين قبل أن يسير بترنح مبتعدا عن طريقها . أخرجت رحيل صوت غضب و هى تمتم بضيق .. " يا إلهي ماذا سأفعل الآن . اللعنة ليتني لم أت اليوم . ماذا أفعل الآن . هل أتركه . هل أفيقه "
أرادت تركه و الرحيل و لكن ضميرها لم يقبل ربما جاء أحدهم و سرقه و هو مغشي عليه . انحنت لتفتش في ملابسه فأخرجت علبه صغيرة تبدوا كعلبة مجوهرات و هاتفه النقال و بعض النقود سبت قائلة ..
" أين محفظتك أيها الوغد لنعرف من أنت "
مدت يدها في جيب سرواله فلم تجد شيء . فتحت هاتفه لتجده مغلق برمز سري فسبت مرة أخرى قائلة بغضب .. " غبي أحمق كيف سأصل لأقاربك الآن تبا لك "
مرت سيارة أجرة فأشارت لها لتتوقف فلم ينتبه السائق لها . تركته و وقفت على الطريق تنتظر سيارة أجرة لتمر بعد قليل من الوقت جاءت سيارة فأشارت لها فوقف السائق على مسافة قريبة ركضت تنظر إليه من النافذة قائلة . " سيدي أرجوك زوجي وقع مغشي عليه أرجوك هلا ساعدتني لأخذه للمنزل رجاء "
رد السائق بتأكيد .. " أجل بالطبع يا ابنتي و لكن ساعديني في حمله فأنا كما تري رجل عجوز "
هبط معها و اتجه لأثير الذي ما زال فاقد الوعي أمسكت رحيل بهاتفه و نقوده و وضعتهم في حقيبتها ساعدته في حمله و وضعه في السيارة فقال السائق بقلق يبدوا أن رأسه ينزف هل أصيب من السقطة "
ارتعدت رحيل بخوف . يا إلهي لا تجعله يموت سأتحمل ذنبه و سأقضي الباقي من عمرى بالمحبس قالت بقلق .. " ربما أصيب سأحضر له الطبيب فور وصولنا للمنزل "
نظر إليه السائق و لوجهه الشاحب .. " ألا تريدين أن نذهب للمشفى "
قالت رحيل بحزم .. " لا سأحضر له طبيب في المنزل فقط أسرع "
تحرك السائق بعد أن صعدت للسيارة منطلقا لمكان سكنها كما أخبرته تدعي الله أن لا تكشف عمتها كذبتها أمام السائق و هى تسأل عن هوية الرجل و ماذا فعلت . عندما وصلت أمام البناية قالت للسائق برجاء
" فقط دقيقة سأجعل عمتي تفتح الباب حتى لا نقف به كثيرا فهى نومها ثقيل "
رد السائق بهدوء .. " نعم يا ابنتي و لكن أسرعي "
صعدت رحيل ركضا على الدرج و فتحت الباب بمفتاحها لتجد عمتها تنتظرها بالفعل في الردهة و هى تحيك بعض الملابس سألتها فور رؤيتها .. " لم تأخرت هكذا رحيل "
ردت رحيل بجدية فهى ليس لديها الوقت للشرح .. " عمتي سأصعد برجل فاقد الوعي الآن أنه زوجي لا تقولي غير ذلك أمام السائق و إلا قبضت على الشرطة "
سألتها فوزية بعدم فهم .. " ماذا تقولين هل جننت أم أنا ثقل سمعي متى تزوجت "
زمجرت رحيل بغضب .. " فوزية لا تقولي شيء حتى يذهب السائق و سأخبرك بكل شيء "
تركتها و هبطت لتساعد السائق في أنزال أثير و الصعود به لشقتها و هى تدعوا الله أن لا تفسد عمتها خطتها للهروب من المحبس إذا علم السائق أنه ليس زوجها ...

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

درة معناه اللؤلؤة العظيمة
جلال هو اسم علم مذكر و أصل الاسم جلالُ الله تعني عظمته

صابرين شعبان 18-12-19 12:15 AM

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

صابرين شعبان 18-12-19 12:17 AM


الفصل الخامس
💕💕💕💕💕
ادخلهم يمان بهدوء للمنزل و هو يتسحب على أطراف أصابعه ليدخل الولدين لغرفة شقيقته و هو يشير إليهم بالتزام الهدوء حتى لا تسمعه عمته من الداخل . فهو عندما تأكد من انشغالها في المطبخ لتعد الغداء لأثير عندما يفيق . أنتهز الفرصة و خرج ليخبر صديقيه بوجوده في منزلهم و رغم عدم تصديقهم إلا أنهم أتوا معه حتى يسخرون منه فيما بعد إذا كان يكذب . نظر الولدين لأثير بعدم تصديق . كان غافيا على جانبه و رأسه مضمد و كدمة زرقاء على وجنته و لكنها لم تغير شيء من وسامته بملامحه المتوترة كمن يحلم بكابوس . قال أحد الولدين و يدعى محمد .. ” أنه هو حقاً ماذا يفعل في منزلكم “
أشار إليه يمان ليخفض صوته و أجاب بمكر باسما .. ” لقد جاء مع رحيل أمس فقد ضربته و أفقدته وعيه و لم تقبل أن تتركه على الطريق ليتأذى أكثر “ رد الولد الثاني و يدعى علي .. ” بل أظن أن شقيقتك خطفته فهى مؤكد تحبه كشقيقتي مروة “
أكد يمان نافيا .. ” لا أخبرتك هى لم تعرف هويته بعد هى حتى لم تسأل من يكون “
نظر الولدين لبعضهما بنظرة تفهم قبل أن يقول علي بجدية .. ” هل تعلم يمكنك أن تجني مال كثير من وجوده لديكم هنا دون أن تعلم شقيقتك و عمتك أو هو “
نظر إليهم يمان بتساؤل قائلاً .. ” كيف ذلك أخبرني “
اقترب علي من أذنه و همس بعض الكلمات لتتسع عيني يمان بفرح و هز رأسه موافقا و قال بخفوت .. ” حسنا ..هيا لنخرج الآن قبل أن يفيق أو تعود عمتي و لنرى ماذا سنفعل في ما قلت الآن “
خرج الأولاد بهدوء كما دخلوا مغلقين الباب خلفهم بصمت .اعتدل أثير فور ذهابهم على الفراش و هو يقول بغضب مكتوم و صوت خافت ..
” ماذا سيفعلون يا ترى يجب أن أعلم ذلك لن أذهب من هنا الآن ليس قبل أن أنتقم من تلك الغبية السمينة و أرى ما يخطط شقيقها المشاغب هذا مع عصابته تلك “
عاد ليستلقي ثانياً و أردف .. ” أنا جائع اللعنة على هذا الموقف ما بهم هؤلاء يتركونني هكذا لا طبيب و لا طعام تبا لهم “
قبل أن يعود ليغفوا دلفت فوزية لغرفة رحيل فوجدته يهم بالنوم على الفراش يتحسس رأسه بوجه مكفهر . سألته براحة لعلمها أنه بخير الآن و لن تأخذ ابنة شقيقها على المحبس في قضية قتله .. ” حمدا لله لقد استيقظت لقد احضرنا لك الطبيب قريب جارنا رفاعي رغم أني لم أخبر رحيل أنه يكون دكتور بيطري حتى لا ترفض و تصمم على أحضار طبيب أخر و عندها ربما قد مت الآن “
نظر إليها أثير بصدمة .. ” ماذا قلت هل أحضرت لي طبيب حيوانات تبا لكم سأبلغ عنكم الشرطة بما فعلتموه بي منذ أمس “
لوت فوزية شفتيها بضيق .. ” و هل سيفرق الطبيب لقد ضمد جرحك و أعطاك بعض الأدوية “
سأل أثير فوزية بعصبية .. ” أين تلك الحمقاء البغيضة قريبتك أحضريها لي هنا الآن “
ردت فوزية ببرود .. ” ذهبت للعمل . و ستعود بعد ساعات أخبرني هل أحضر لك الطعام الآن أم لا تريد “
رد أثير بغضب .. ” لا أريد ربما أطعمتني برسيم طالما أحضرت لي طبيب بيطري “
ضحكت فوزية قائلة .. ” لا لا تخف لقد أعددت لك حساء الدجاج و الأرز و الفاصوليا الخضراء هل أحضره لك “
كان أثير يريد أن يرفض و لكن ألم معدته و رأسه لم يدعا له مجال للتفكير كان كل ما يفكر به هو أن يجعل أي ألم فيهم يخفت على الأقل رد أثير بضيق .. ” نعم أحضريه لي فأنا أموت جوعا “
خرجت فوزية لتجلب له الطعام فقال أثير بضيق .. ” نسيت سؤالها عن هاتفي مؤكد رفعت قلق الآن “

نظرت رحيل في ساعة يدها بتوتر منتظرة ذلك الرجل أن يرسل لها مال البضاعة كما أخبرها و لكنه لم يرسل أحدا . و لا هاتفها ليبلغها . لم تشأ أن تذهب للفندق اليوم و تترك عمتها مع ذلك الرجل لوقت طويل ربما أفاق و تسبب في مشكلة معها . حسمت أمرها و أمسكت بحقيبتها و همت أن تغلق المتجر لتذهب إلى المنزل و لترجئ ذلك الأمر لوقت أخر قبل أن تفعل وجدت ذلك الرجل سليم يقف أمام المتجر سائلا بهدوء ..
” راحله “
التفتت إليه مسرعة و اعتدلت بعد أن كانت تنحني لتغلق باب المتجر .ردت بهدوء باسمة بتصنع .. ” أجل سيد سليم كيف حالك “
رد الرجل باسما بغموض .. ” بخير لقد أحضرت لك مال البضاعة ألا تريدينه “
ابتسمت له رحيل ببرود ..هل هذا سؤال يسأله .. ” بالطبع أريده سيد سليم لأشتري بضاعة غير تلك التي أخرجتها أمس “
أخرج الرجل من جيبه ظرف كبير و مده إليها قائلاً .. ” هاك تفضلي نقودك “
أخذتها رحيل و أومأت برأسها شاكرة .. ” شكرا لك سيدي “
سألها سليم بجدية .. ” بما أنك انهيت عملك لليوم لم لا تأتي معي لنتناول الغداء معا لنتعرف أكثر و احادثك عن بعض الأشياء التي أريدك أن تفعليها لي في فندقي الصغير فعملك حقا قد راق لي و أريد أن تدخلي بعض أعمالك المميزة لدي أيضاً “
نظرت إليه رحيل بتفحص . لا تعلم هل يتحدث بجدية أم لديه نوايا أخرى مخفية . ” اليوم لا أستطيع سيد سليم فلدينا ضيف في المنزل و لكني لا أمانع عن الحديث في متجري هنا إذا أردت الحديث عن العمل حقا “
رد الرجل بصبر .. ” حسنا لا بأس طبعاً سأتي يوماً أخر . هل تريدين مني ايصالك لمكان “
ردت بنفي .. ” لا شكراً لك سيد سليم لا داع الوقت مازال مبكر “
أومأ سليم برأسه منصرفا بعد أن ألقى التحية . زفرت رحيل براحة لا تعلم لم نظراته المتفحصة إليها توترها . رغم أنه لم يتعدي حدوده معها .
تحركت لترحل بدورها تفكر في ذلك القابع في غرفتها كوحش الظلام الذي سينقض عليها فجأة ليأكلها حية .

كان رفعت يقطع الردهة الواسعة ذهابا و إيابا و شعور بالقلق ينتابه فسيده غير معتاد على الاختفاء لوقت طويل هكذا دون أن يخبره أن هو مكانه أو مع من . فكر بقلق ماذا يفعل هل يطلب والده ليخبره أم يبلغ الشرطة عن غيابه و لكنه لم يفت يوم كامل بعد لاختفائه ربما رفضا البحث عنه . فكر في السؤال عنه في موقع التصوير لليوم بعد نصف ساعة ربما سيذهب لهناك على الفور . و لكنه لم يؤكد على قراره إلا و الهاتف يرن بإلحاح رفع السماعة بلهفة ربما هذا سيده . ” نعم سيدي أين أنت الآن “
صمت قليلاً لترتسم الخيبة على وجهه و هو يجيب بتوتر .. ” لا السيد لم يعد منذ الأمس و لا أعرف هل سيذهب أم لا “
صمت قليلاً يستمع صوت المتكلم قبل أن يعاود الرد قائلاً .. ” نعم بالطبع سأبلغه . نعم إلى اللقاء “
بعد أن أغلق الهاتف شعر بقلق حقيقي لذلك قرر أن يهاتف والده و ليكن ما يكون .

دلفت فوزية لغرفة رحيل تمسك بيدها الإثنين صينية تقديم كبيرة و عليها عدة أطباق طعام احتوت على أرز و دجاج محمر و فاصولياء خضراء و طبق من الزيتون الأسود قالت بحزم لأثير المضجع على الفراش .. ” هيا أنهض لتتناول الطعام يا سيد “
اعتدل أثير بضيق و قال بحدة .. ” لتطلبي ذلك بهدوء و ليس بحدة ألا حس بالضيافة و احترام الضيوف لديكم ما هذه المعاملة السيئة التي أنالها هنا بعد فعلتكم معي أمس “
وضعت فوزية الصينية على قدميه بعد أن جلس و استند على ظهر السرير قائلة .. ” نحن لم نفعل شيء لقد أنقذت ابنة أخي حياتك بجلبك لهنا فلا تتذمر “
نظر إليها أثير بدهشة و رد بحدة .. ” أنقذت حياتي .. أنقذت حياتي لقد كادت تقتلني تلك المتوحشة السمينة بالأمس فقط لأني أخبرها أن لا تضرب الرجل “
ردت فوزية ببرود .. ” هذا يعلمك أن لا تحشر أنفك فيما لا يعنيك بعد ذلك حتى لا تنال ما لا يرضيك “
لم يرد أثير الجدال معها فقط يتمالك نفسه و سترى كلتاهما ماذا سيفعل معهم . نظر للطعام بشك و قال بهدوء .. ” هل أنت متأكدة من نظافته جيداً هل أعددته بماء معدنية فأنا لا أتناول الطعام المصنوع بغيرها و لا أتناول الماء من الصنبور “
تخصرت فوزية و هزت قدمها بحنق و قالت ببرود .. ” و لا تستحم بغيرها أيضاً “
رد أثير ببرود .. ” لا هذا أسمح به فصعب الحصول عليها من الصنبور “
قالت فوزية ببرود .. ” تناول الطعام يا سيد و إلا “
سألها أثير بحدة .. ” و إلا ماذا “
نظرت إليه فوزية مطولا قبل أن تتسأل بجدية متجاهله جواب سؤاله و قد تناست ما كانت تتجادل بشأنه معه .. ” أخبرني يا سيد ماذا تعمل حقا . ليعرفك صغيري يمان و يقول أنك شخص هام لهذا الحد “
ابتسم أثير بسخرية و رد ببرود .. ” خمني “
قالت فوزية ساخرة .. ” لو كنت أعرف ما سألت على العموم لا يهم فنحن لن نناسبك “
رفع أثير حاجبه مستنكرا و قال .. ” بالطبع لن تفعلوا فمن تظننين سيقبل بتلك الحمقاء السمينة “
دلفت رحيل على حديثه فقالت غاضبة .. ” أيها الوغد الحقير تأكل طعامنا و تسبنا في عكر دارنا يا لك من عديم الأخلاق “
نظر إليها أثير بحنق قائلاً .. ” لقد أتيت أيتها المعتدية .. أين هاتفي و أشيائي التي كانت في جيبي أمس هل سرقتها أيضاً “
نظرت إليه رحيل بغضب قائلة بحنق .. ” لو أردت سرقتك أيها الحقير لتركتك ملقى على الرصيف في الطريق و لأخذتهم و لم تكن ستعرف أين أقطن “
كانت تتحدث بعصبية و هى تخرج من حقيبتها نقوده و هاتفه النقال الذي أخذت أمس و هى تبحث عن ما يدل على هويته . القتهم جواره على الفراش و هى تقول بحنق مردفه .. ” خذ هؤلاء أيها الوغد و هيا لتذهب من بيتنا على الفور “
أمسك أثير الهاتف ليفتحه متجاهل طردها له . فوجده قد نفذت طاقته زفر بضيق سائلا .. ” هل لديك شاحن بطارية “
نظرت إليه رحيل بغيظ و ردت بقسوة .. ” لا ليس لدينا و لا هاتف لدينا “
وضع النقود في جيبه و مد يده قائلاً ببرود .. ” و العقد “
نظرت إليه رحيل بحيرة .. ” عقد ماذا “ سألت فوزية بضيق و هى ترى الحيرة على وجه ابنة أخيها . رد أثير ببرود .. ” العقد سيدتي الذي كان مع النقود “
تذكرت رحيل العلبة الصغيرة التي وجدتها في جيبه . فشحب وجهها لعدم تذكرها أين وضعتها أمس . هل تركتها على الطريق . هل وضعتها في جيبه ثانياً . هل وضعتها في حقيبتها . فتحت حقيبتها تقلبها على الفراش لتبحث بين أشيائها فلم تجدها . تركتها و اتجهت تجاهه و أمسكت ببذلته المجعدة تفتشها بسرعة مما جعله يهتف بها بغضب .
” ابتعدي ماذا تفعلين . هيا هاتي العقد أيتها السارقة هل تظنين ضربة على الرأس ستنسيني إياه “
تراجعت رحيل عنه و نظرت لعمتها القلقة قائلة بحدة .. ” يبدوا أني قد تركتها على الطريق أمس و أنا أبحث عن هويته “
ردت عليها فوزية بحدة و غضب .. ” غبية . غبية ماذا سنفعل الآن “
ردت رحيل بضيق .. ” لا تسأليني بل أسألي السيد ماذا سيفعل فهو يخصه “
رد أثير ببرود .. ” أنا لن أصدق هذه التمثيلية التي افتعلتها أنت و هى فلتجلبا لي العقد و ننهي الأمر لأرحل “
سألته فوزية بحدة .. ” العقد . العقد . كم يبلغ سعره خمسمائة جنيه ألف سنعطيهم لك على الحذاء “
رد أثير ببرود قائلاً و هو يمد يده إليها .. ” مائة ألف جنيه هذا ثمنه “
شهقت رحيل و فوزية بذعر .. ” ماذا “ صرخت بها كلتاهما لأثير الناظر اليهم ببرود و لامبالاة .. ” مائة ألف جنيه مصري إذا أردت أن تعلمي “
قالت فوزية بحنق .. ” هل أنت غبي كنت تسير و في جيبك مائة ألف جنيه و أيضاً تمسك بخناق أحدهم “
رد أثير بمكر .. ” سيدتي أخرجوا العقد و إلا أبلغت الشرطة الآن “
ردت رحيل غاضبة .. ” لم نأخذه أيها الوغد لا أتذكر أين تركته أمس “
نظر أثير للطعام الذي مازال على قدميه و يتصاعد منه البخار دليل على دفئه . فكر قليلاً . لم لا يختفي يومين بعيداً عن الضغط الذي سيواجهه بعودته الآن . فهو يريد أن يصفو عقله قليلاً و يهدأ بعد ما علمه عن درة و ما فعلته معه . أمسك بالملعقة و تناول الطعام بشراهة تحت نظرات رحيل و عمتها الدهشة من فعلته . انتظرا لحين أنهى الطعام و قال ببرود .. ” سأتغاضى عن العقد بشرط واحد فقط “
نظرت كلتاهما إليه بقلق عندما قال بحزم .. ” هذه الغرفة ستكون غرفتي للأيام المقبلة لحين أقرر الرحيل من هنا “

كانت تجلس في غرفة يمان تفرك يديها بتوتر . ماذا يقول هذا المخبول يمكث معهم . ماذا تقول عنه إن راه أحد الجيران قريبهم يعلمون أن لا أقارب لهم هنا على الأقل . ماذا تعرف عنه ، إذن لم يريد المكوث لديهم اذا كان كما قال يمان شخصية هامة و معروفة إذا كان يملك عُقد بمائة ألف جنيه فهذا يعني أنه ثري . لم يريد المكوث لديهم إذا . سيتوقف عقلها . دلفت عمتها تقف أمامها مكتفة يديها قائلة بغضب .. ” أنت سبب ما نحن فيه الآن بغبائك “
قالت رحيل حانقة .. ” عمتي أقبل يدك أتركيني الآن فعقلي سيشتعل . ماذا سنقول للجيران اذا راه أحد لدينا و ما علاقته بنا “
ردت فوزية بغيظ .. ” أنا لا يهمني ماذا تقولين أنا ما يهمني هو أن يخرج من بيتي يكفي على خدمتكم أنت و شقيقك لا ينقصني هذا المتذمر الذي لا يشرب الماء من الصنبور “
دلف يمان للغرفة فرحا و هو يقول بلهفة .. ” هل حقاً سيظل السيد أثير لدينا لبضعة أيام “
ردت فوزية حانقة .. ” و لم أنت فرح هكذا . فهو سيضيق علينا هنا و لا غرفة له “
رد يمان بحماسة . ” سيظل في غرفة رحيل كما أخبرني “
” و أنا أين سأظل “ سألت رحيل بغضب الآن من هذا المتطفل فقط لو تتذكر أين وضعت العقد لألقت به في الخارج الآن و لاستراحت من هذا كله . قال يمان يجيبها .. ”. في غرفتي أختي و أنا سأظل معه في الغرفة لا تقلقي لن أتركه وحده و الآن هو يريد أرسالك لمنزله لتحضري له بعض الحاجيات و الملابس “
أخرجت رحيل صوت مستنكرا و قالت بغيظ .. ” من يظنني فتى الطلبات خاصته “
قال يمان باسما بمرح لم سيجنيه من مكوثه لديهم .. ” لا بل من يظن سرقت عقده ذا المائة ألف جنيه “
زمجرت رحيل بغيظ و خرجت قائلة .. ” سأرى ماذا يريد الوغد “

” درة حبيبتي أهبطي للأسفل جلال ينتظر في غرفة الجلوس مع والدك يريد الحديث معك “
قالتها والدتها بضيق و هى ترى ابنتها تجلس في غرفتها المظلمة منذ ليلة أمس و لم تخرج منها لا للفطور أو الغداء . اتجهت لتفتح النافذة بعنف و اردفت غاضبة .. ” هيا درة أنهضي أغتسلي و أهبطي للأسفل فوالدك يكره الانتظار و لديه موعد بعد قليل “
نهضت درة بملامحها المتعبة فهى لم تغفو لساعتين منذ الأمس و أثير لم يجيب اتصالاتها الكثيرة .. ” حسنا أمي سأتي بعد أن أغتسل “
اتجهت للمرحاض و اغتسلت و عادت لغرفتها تبدل ثوبها بأخر نظيف فهى لم تبدل ملابسها ليلة أمس . ارتدت ثوب أبيض قصير بدون أكمام و جمعت شعرها الأشقر في عقده وضعت بعض الحمرة و ارتدت حذائها المريح و خرجت متجه لغرفة الجلوس لترى ما يريده والدها و جلال الآن بعد ما حدث أمس .. دلفت للغرفة لتجدهم جالسين في هدوء يتحدثان بخفوت . صمتا فور رؤيتها فقال والدها بحزم .. ” تعالي درة عزيزتي كنت و جلال نتكلم عن موعد عرسكم و قد تحدد بعد شهر من الآن هل هذا جيد لك “
نظرت درة لجلال بغضب و همت أن ترفض بقوة عندما قال جلال بحزم ” يمكنك أن تلحق موعدك عمي و أنا و درة سنتحدث الآن في كل شيء و نبلغك “
نظر إليهم بشك قبل أن يحسم أمره و ينهض قائلاً .. ” حسنا فلدي موعد هام الآن “
تركهم والدها و خرج فاتجهت إليه تقف أمامه بغضب قائلة .. ” ما الذي قلت لأبي الآن من أخبرك أني سأقبل الزواج بك “
أخرج جلال من جيبه ورقة صغيرة قائلاً ببرود .. ” هذه ما أخبرتني عزيزتي هل تريدين رؤيتها “
نظرت درة للورقة بشحوب قبل أن تترنح قليلاً و كادت تسقط عندما علمت ما الذي يوجد في هذه الورقة .. أمسك بها جلال بقوة يسندها على صدره قائلاً في أذنها .. ” أهدئي لن يحدث شيء سيء طالما أن تفتعلي حماقة . سنتزوج بعد شهر من الآن و إلا هذه ستكون على صفحات الجرائد هى و تلك الصور التي أخبرتك عنها و نحن معا في شقتي “
انتفضت بين ذراعي جلال بغضب و حزن .. ” ستفعل بي هذا حقاً “
ابعدها جلال لينظر في عينيها بغموض و قال بحزم رغم ما يشعر به داخله من رؤيتها ضعيفة هكذا و لكنها من اضطرته لذلك .. ” إذا اضطررتني لذلك حبيبتي “
قالت بسخرية و ألم .. ” تحبني حقا “ سألته بعتاب مشيرة لتلك المرة في شقته . علم ما خلف سؤالها فقال بحزم .. ” أجل و أنت تعلمين أنسى هذا الأمر و كأنه لم يكن و سنكون كما كنا من قبل سعيدين “
حاولت الابتعاد عنه بألم .. ” لا أستطيع ذلك . أنت لا تعرف ما شعرت به وقتها و ما أشعر به الآن “
قال بغضب .. ” و أنا أيضاً لا أستطيع نسيان أنك كنت تقابلين ذلك الرجل و لكني سأتغاضى عن ذلك حتى لا أخسرك “
سألته بغضب .. ” و هل فعلت فعلتك “
زفر جلال بضيق و أجاب بحدة .. ” أنها زلة واحدة و لن تتكرر لم لا تفهمين لقد كان وضعي حينها مضطرب لم أكن بكامل وعي بعد ما حدث بيننا “
دفعته درة في صدره قائلة بغضب و عودة لم حدث يهاجم مخيلتها و تتعاقب الصور في رأسها ليشتعل غضبها و يتأجج.. ” مستحيل أن أقبل ذلك أنس الأمر أنا لن أتزوجك و لو ... “ صمتت لاهثة و صدرها يعلو و يهبط بعنف من شدة انفعالها . عقد جلال حاجبيه بضيق سائلاً بحزم .. ” و لو ماذا درة “
لمعت عيناها بالدموع حائرة و صورة والديها تحتل مخيلتها الآن و كأنه علم بحيرتها فقال و هو يدنوا منها بخفوت .. ” أسف سأعوضك عن ذلك و لكن فقط دعينا نتزوج اتفقنا “
قالت بحدة .. ” أعطيني الورقة “
رد بحزم .. ” لا لن أفعل عندما نتزوج “
علمت بجوابه قبل أن تلقي بسؤالها فأرادت تركه و تذهب ليمسك بها يعتصرها بين ذراعيه قائلاً .. ” أخبرتك درة عروس جلال فقط فلا تثيري غضبي أرجوك فهذا سيؤذي كلانا “
حاولت التخلص من ذراعيه فشعر بالغضب ليابسة رأسها و أنها رغم كل شيء مازالت تقاومه شدد من ضمها إليه و دفن رأسها في صدره قائلاً بخفوت .. ” تسمعين دقاتي . هذا ما يفعله قربك بي “
شهقت باكية و ضربته على ظهره .. ” لم فعلت ذلك لم؟؟ لقد كنا سعيدين معا لم أفسدت كل شيء “
رد بحزم .. ” سأعوضك . فقط ثقي بي “
كانت تشهق بالبكاء و قلبها يرفض تصديقه منتظرا أن يكرر فعلته . دلفت والدتها للغرفة تنظر إليهم بقلق و هى تسمع صوت بكاء وحيدتها .
” درة ماذا حدث “
ابتعدت عن صدره و قالت لوالدتها بحزن.. ” لا شيء أمي لقد توفت صديقة لي و قد أخبرني جلال الآن “
رقت ملامح والدتها و اتجهت إليها تأخذها بين ذراعيها تضمها في لحظة تقارب نادرة بينهم ..” لا بأس حبيبتي مؤكد هى في مكان أفضل“
هزت رأسها موافقة بحزن فقال جلال بهدوء .. ” حسنا حبيبتي لم لا تخبري والدتك بخبرنا السعيد بعد أن احزنتيها “
نظرت إليه درة بضيق فأردف .. ” نحن سنتزوج بعد شهر من الآن عمتي فأستعدي لذلك “

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

موضى و راكان 19-12-19 03:12 PM

فصولك ممتعة و شيقة
فى انتظارك لنكمل ماستفعله القاطرة رحيل مع الصياد أثير
و يمان و عصابته الصغيرة و دورهم فى نشر خبر وجود أثير عندهم
موفقة دائما 👏🌹


الساعة الآن 07:26 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.