آخر 10 مشاركات
عندما يعشقون صغاراً (2) *مميزة و مكتملة *.. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          جاك...كارا (114) للكاتبة: Lynn Raye Harris (ج5 من سلسلة دماء سيئة) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          زهر جبينها المكلل- قلوب أحلام غربية (118) [حصريا] للكاتبة Hya Ssin *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          وابتسم القدر(وعندما اقتربت النهاية...ابتسم القدر) *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : فاتن عبدالعظيم - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          1011 - ها قد اتت المتاعب - ديبى ماكومبر - د.نـــ (عدد جديد) (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-12-19, 09:55 PM   #21

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fleurrose مشاهدة المشاركة
من اجمل ما قرأت واااااو

تسلمين علي تعليقك كتير اسعدني اتمني اللى جاي كمان يعجبك 😍😍




نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 09:58 PM   #22

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
وحينما ينتهج العفو والتسامح على انه ضعف وخذلان تكون النتيجة قلوب قاسية لا تعرف الرحمة


حتى وان كانت همسة غير مقصودة وصلت الأذان فجعلت ذكرى قاتلة لمن أخطأ وقالها
وقت كتابة هالرسالة تحديدا كنت منعزلة عن ذاتي ..


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 10:03 PM   #23

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولا مرحبا بك في وحي الأعضاء واتمنى ان شاء الله ان تجدي
ما تتمنينه من نجاح.
قرات المقدمة واول فصلين ... الأحداث فيها تقلبات سريعة بشكل
مثير وتشويق ممتع ... ترى هل من رأته ملاك يغتصب فتاة هو نفس الرجل بشع الوجه ومن يراسلها هل هو احد الضابطين ..
هل الذي قتل في قصره هو نفسه الذي تزوج12مرة وكامت ملاك الرافضة ام انني شطحت الى البعيد
في انتظار المزيد من التوضيح .. تحياتي

اول شي وعليك السلام والرحمة 😘😘

ثاني مبسوطة كتير كتير أنه كاتبة كبيرة مثلك بتقرألي 😍😍

اممم انت سمحتي شوي بعيد على قولتك ومع ذلك مبسوطة كتير بتعليقك وكلامك الراقي مثلك دومتي مبدعة ⚘⚘🌷


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 10:10 PM   #24

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الفصل مشوق😍 ومثير بس برضه مافهمت من هي الي صورت الفيديو هل هي ملاك ولا بنت تانية 🤔 ..اتخلصوا من ربيع ولسة في في القاىمة ناس تانية خايفة يجي عليها الدور بس من الي بيراسل ملاك هل هو الضابط راكان ..لسة في غموض كبير ..الرواية مشوقة سلمت يداكي ودمتي بخير 💖💖
تسلميلي يا عمري انت 😍😍

اممم ملاك هى إللى صورت ولهيك دخلت الغيبوبة..
ربيع هاد ما بينحسب فى غيره كثير لسه 😥😥😥
والدور جاي على غيره كتير
إللى بيراسل ملاك لسه راح تعرفوه ..
ودمتي بخير يارب 😍😍


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 10:13 PM   #25

Fleurrose

? العضوٌ??? » 459183
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 4
?  نُقآطِيْ » Fleurrose is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الفصل مشوق😍 ومثير بس برضه مافهمت من هي الي صورت الفيديو هل هي ملاك ولا بنت تانية 🤔 ..اتخلصوا من ربيع ولسة في في القاىمة ناس تانية خايفة يجي عليها الدور بس من الي بيراسل ملاك هل هو الضابط راكان ..لسة في غموض كبير ..الرواية مشوقة سلمت يداكي ودمتي بخير 💖💖
usa today protonmail
نعم غموض كبير لكن هو ما يشوق للقادم


Fleurrose غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 10:13 PM   #26

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي للذكري همس قاتل

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 14-12-19 الساعة 10:50 PM
نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-19, 10:10 PM   #27

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

الفصل راح ينزل هلأ يا حلوين 😍😍

وعملتلكم مفاجأة وهى أنه راح نزل فصلين مو فصل واحد ..
منتظرة رأيكم وتعليقاتكم فما تبخلوا عليي🤗🤗


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-19, 10:12 PM   #28

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي للذكري همس قاتل

الفصل الثالث ..

قيل من قبل ' أن الصمت لغة العظماء.
بينما انا أراه حديث الأرواح ومناجاة المتألم ..
فى الصمت حديث لو أدركه المتكلم لسقط سريع لمعناه ..
لا نصمت فقط لأننا نشعر بالوحدة أو الألم بل نصمت احيانا لأننا لا نجد من يتفهم حديثنا أو يقدر شكوانا لذلك كان الصمت عالم آخر يتداخل معنا فنعيش فيه حديث بطريقة ترضينا وتخدم معتقداتنا...
………
أحاول العودة لحياتي والتعامل مع كل شيء كأن لم يكن ، مجرد لحظة شهدت فيها مالا يحق لي مشاهدته ، حتى وأن كان عقلي يخبرني بعكس ذلك وبأن ما رأيته لم يكن سوى البداية ، وبأن القدر هو من ساقني تلك الليلة لأتأخر واتوه فى أروقة الشركة ، مر شهر كامل منذ تلك الليلة وثلاث اسابيع منذ عودتي إلى منزلي ، الجميع يعلم بأني اعاني فى صمت كما لاحظ الجميع ذلك التغيير بي ، ولكن لا أحد اطلاقا يعلم حقيقة ما حدث تلك الليلة سواي بالطبع ، عدت الى عملي بتلك الشركة مجددا ولكن ليس لأني تلك رغبتي ، بل خوف من شكوك قد تطالني أو حتى مشاكل قد تطال عائلتي فما عانته العائلة بأكملها بعدما حدث لفؤاد لا يزال حيا بالذاكرة حتى الآن فلأيام بقينا فى حالة خوف وهلع وانا اخاف تكرار الأمر معي الآن خاصة كوني فتاة وما حدث لفتاة امامي يمنعني من البوح بما حدث حتى مع ذاتي....
ذاهبة إلى مدير الشركة لسبب اجهله وهذا أكثر ما يثير حيرتي واستغرابي فى نفس الوقت ، اقتربت من مديرة أعماله وما يطلق عليها لفظ ' السكرتيرة ، فأشارت الى الباب بألية تليق بها على الرغم من عدم تعاملنا مع بعضنا البعض مطلقا فأنا لا أراها سوى بوقت الاستراحة ويكون لقاءا عابرا أثناء مرورنا لا نتبادل فيه كلمة سوى اماءة خفيفة بالكاد ترى ، لم افكر طويلا وأن أجد نفسي فى لحظات فى مكتب عريض يكاد يكون بحجم شقتهم وبتصميم عصري أنيق بدرجات متعددة من اللون الرمادي متداخلة مع اللون الأبيض فى مزيج ساحر وكيف لا وهى تعمل فى كبري الشركات المتخصصة فى التشطيبات والديكورات ، لحظات فقط ما استغرقتها وهى تنظر حولها بانبهار قبل أن تسمع صوت ساخر يقول بتلكؤ " لم أكن أدرك بأن تصميم مكتبي يخطف الأنفاس لتلك الدرجة ، إذن يستحق بجداره ما أنفقته عليه "
رفرفت بعينيها أكثر من مرة تحاول محو نظرة الانبهار من ملامحها حتى لا تبدو بلهاء أمام مديرها أكثر من ذلك وبنظرة خاطفة لمحت عيناه تنظران إليها بشغف غريب جعلها تبعد عينيها بسرعة قبل أن تعاود النظر إليه مجددا بعدما رسمت ذلك القناع الجامد والذى لا يظهر شيء من ملامحها ، ما أن التقت عيناها بعينيه حتى سرت قشعريرة فى جميع أجزاء جسدها وعيناها تقع على ذلك الجسد المتحفز أمامها والذى يشبه نجوم السينما بل وأكثر غموض ووسامه بلون عينيه الذى يشبه لون مكتبه ، تلك الدرجة الغامقة مع لمعة واضحة تجعل الناظر يتوه فيهما ، ولكن مهلا لقد رأت مدير شركتها فى أول أسبوع عمل لها بالطبع هى لم تتحدث معه ولكنها علمت من زميلة لها تعمل معه منذ سنوات بأنه هو ، إذن كيف يكون ذاك هو مديرها ولم تدرك بأن سؤال عقلها تجاوز لسانها بصوت مسموع ، حتى رأته يقف أمامها رافعا حاجبيه باستنكار قائلا بخفوت " ماذا ' هل تقولين بأنك لا تعلمين من هو مديرك بالعمل ؟. "
نظرت إليه بذهول سرعان ما تحول إلى ادارك وهى تقول " انا فقط كنت مريضة وتغيبت عن العمل منذ شهر كامل وعدت منذ يومين فقط ، لذلك لا أعلم ، كما واني لم التحق بالعمل هنا سوى منذ شهرين ، أحدهما لم أحضره "
نظر إليها بغموض لم تفهمه وهو يشير إلى الكرسي ورائها قبل أن يجلس مقابلا لها وليس بكرسيه ، مما جعلها تنظر إليه بملامح ممتعضة سرعان ما أخفتها قبل أن يراها ، فتحدث قائلا بتساؤل " هل تعنين بأنك لم تعملي هنا سوى شهر واحد والشهر الثاني أخذتيه اجازة هكذا بكل بساطة وبشركة كهذه ؟.."
نظرت إليه بغباء للحظات قبل أن تفهم ما يرمى إليه فارتبكت لجزء من الثانية قبل أن تجيب بثابت " الأمر لم يكن بيدي ، كما وأنى وقعت على عقد العمل أو بمعني اصح فترة التدريب الخاصة لكي انال الخبرة المطلوبة قبل أن اوقع رسميا أن نال عملي الاستحسان من مدير القسم الذى اعمل تحت عهدته ، ولكن وقبل ظهور النتيجة الأولية ، حدث معي حادث ، اضطرني للبقاء بالمشفى لأسبوع كامل بسبب دخولي بغيبوبة غير معلومة الأسباب ، واخي من قدم طلب الإجازة بناءا على حالتي وقتها ، وباقي الشهر كنت بفترة نقاهة واسترداد نشاطي قبل العودة إلى العمل وهذا كل شيء " ....
نظر إليها بهدوء يخفي خلفه عواصف عاتية لم يسبق له وأن مر بها فى حياته قائلا بحزم " حسنا طالما الأمر كذلك وبما أن لديك اسبابك الخاصة وبما تتفق مع قوانين الشركة ، وانا سأعتبر ما حدث مجرد فترة مرت قبل استلامي الشركة هنا فأنا بالفعل لم أمتلك تلك الشركة قانونيا سوى من شهر تحديدا وأن سبقها بعض المفاوضات وكنت أظنك أيضا من المهندسات الأساسيات هنا فعملك مكتمل التفاصيل وكأنه يعود لخبرة أعوام وليس فتاة خريجة على ما يبدو ، وانا لا تهمني الخبرة والعمر بقدر ما تهمني الموهبة والتفاني ولذلك وما أن رأيت تصميمك المقدم إلي من ضمن افضل خمس تصاميم قدموا لهذا المشروع وأن أردت رؤيتك خصيصا لأنسب إليك العمل وحتى تكونين المسئولة امامي عن كل شيء بالتصميم فانا لا أقبل بالأخطاء وامنح الفرصة مرة واحدة لمن أراه يستحقها لذلك ' صمت قليلا ليرى ردة فعلها وحينما لم يجد أي اختلاف فى ملامح وجهها اكمل بخفوت متلاعب " لذلك عليك اغتنام الفرصة وبعدها سيصبح توقيعك على الملف الأصلي وليس ملف التدريب "
وأشار إليها بالملف الخاص بالتصميم وهو ينظر إلى الباب المغلق.....
أمسكت التصميم وبسيطرة تحسد عليها تقدمت من باب الخروج وقبل أن تفتحه سمعته يقول بمكر " أمممممم بالمناسبة لم تسألي عن اسمي ، لذا سأقوله أنا بصوتي حتى لا تكون هناك فرصة لنسيانه راسل سالم العمري أرجو حفظه جيدا "
بدون أن تنظر للوراء إجابته بغيظ " بالطبع لن انسي صوت مديري ' أستأذن '"
ما أن خرجت من عنده حتى شرد بتفكيره لذلك اليوم حينما أتي لكي يرى البند الذى اضافه شريكه لكي يستلم الشركة وتصبح ملكه ، فقد رأي خيالها من بعيد وسيطر عليه لدرجة أن تزوره فى أحلامه وهو ما لم يحدث معه على الإطلاق أن يتأثر بفتاة رآها من بعيد ولم يسمع صوتها ، ولكن تلك الهالة من الملائكية التى تحيط بها تجعل الأنظار تعتنقها من بعيد وتغوص فيها ، انشغل وقتها بأكثر من أمر جعلها تبتعد عن عقله قليلا ولكنه ومنذ أصبحت الشركة له وهو يبحث عنها بناظريه يمني نفسه لرؤيتها بدون فائدة حتى رآها اليوم مصادفة من نافذة مكتبة خارجة من المبني فى اتجاه الحديقة المقابلة للشركة فلم يتمالك نفسه وهو يخرج هاتفه ملتقطا صورة لها وما ساعده هو هاتفه الحديث ، دقائق وكان يطلب عامل القهوة ويريه الصورة ويعرف اسمها ملاك وهى بالفعل تشبه الملاك وكما وصفها بالضبط حينما رآها لأول مرة بقيت لنصف ساعة بالحديقة فقط تنظر أمامها بدون صوت أو حركة حتى ظنها نامت قبل أن تجفل وتبحث بحقيبتها عن شيء تبين انه هاتفها ، لحظات وكانت تنظر إلى المبني بنظرة غريبة لم يفهمها ربما لبعد المسافة ......
طرق خافت على باب مكتبه تلاه دخول مساعدته طالبه منه أن يتجهز لغداء عمل خارجي كما أخبرها صباحا قبل أن تعاود الخروج ويرتدي هو قناعه الثلجي المعتاد .......
كان جالسا على طاولة جانبية منتظرا حضور ذلك الأحمق ، ومعرفة سبب تأخيره وهو يدرك تماما أن هذا أكثر ما يثير ضيقه وحنقه ، عدم الالتزام يشعره بأنه على حافة الهاوية ، وذلك يتأخر ساعة كاملة بدون أن يبدي ملاحظة ويجعله يجلس مع هؤلاء بدون فائدة لهو الغباء بعينه وسيريه ما أن يراه ، بقي لدقائق وعندما شعر بتململ مرافقيه طلب منهم الذهاب معه فى رحلة قصيرة بسفينته الخاصة ....
وطلب من القبطان الإبحار بعدما أوصي رجاله بالبحث عن المفقود بنظره ، فهذا التأخير ليس من شيمه .....
……………..
كان يشعر بصداع قاتل يكاد يفتك به قبل أن يضرب ناقوس الخطر عقله متذكرا ما حدث معه فى الشاحنة ، يا ألهي كيف وصل إلى هنا ، بل كيف وصلوا إليه وهو من أخذ كامل حذره حتى وصل إلى المكان المطلوب ، فهل ذاك كان مقصودا وما سهل إليه الأمر سوى ليقع مع الشحنة ؟!!
الشحنة يا ألهي انها عمل أشهر ، كانت تلك فرصتي الوحيدة بعدما خسرت جلب المعلومات التى كلفت بجمعها ، إذن حياتي الآن أصبحت على المحك '
قاطع تفكيره الدخول المدوي لراكان وهو يمسك بيده سوط طويل يضربه فى الهواء مصدرا صوتا مخيف جعل امعاءه تتقلص من الالم " اممم مروان حقي الفتى اللامع والذى كان يحلم بالالتحاق بكلية الشرطة ولم يسعفه الحظ لذلك بسبب ما فعله ابني عمه وحرم من القبول ، لذلك جعل همه العمل ضدنا باستخدام عقله كما يبدو ،'
صمت لدقيقه لكي يرى ردة فعله ويسترعي انتباهه وحينما بفعل اكمل بحزم " ولكنه نسي فى خضم ذلك بأن المبدأ مبدأ ولو خسر حياته وليس حلمه ، على الرغم من أن المستقبل كان ما يزال بيدك وخسارة جزء من حلمك لا يعني خسارة طموحك وكان بقدرتك استغلال ذلك بأكثر من طريقة وبالطبع بعدد لا متناهي من الجامعات والأقسام ، ولكنك وقفت مكانك تبكي على اطلال حلم لم تكن واثق من قدرتك على تحقيقه والسبب ليس أبناء عمك ، بل تلك القدرات الخاصة والتى وجب توفرها فى كل من تقدموا لكلية الشرطة " ...
حينها ثار الشاب الثلاثيني قائلا بغضب جم " انت تقول هذا الكلام ببساطة لأنك لم تختبر ما عايشته وذلك القهر الذى تلبسني بسبب أبناء عم كما تقول ولكني لا أعرفهم ولم اتعامل معهم قط حتى أنهم كانوا يعيشون بمنطقة أخرى ومنذ الصغر ، فلما أخذ بذنهم ، لما على أن أجد حلمي يتهدم قبل أن المسه ولسبب ليس بي ، هل تدرك شعوري وانا ولثلاث سنوات اتدرب واتعامل كحامي الحما كما يقال أساعد الجميع بدون مقابل واسهر جزء من الليل فى كل مرة موعد مختلف فقط لكي أكون مستعد لأي اختبار قد اتعرض له بتدريبات الشرطة ثم أرفض هكذا وامنع من القبول والسبب أبناء عمي ، هل هذا سبب يستحق أن يشمت بي القريب قبل البعيد بسبب هذا وانا على قولهم وثقت بنفسي وتلبسني الغرور حتى تناسيت القوة العظمي وبأن ما يستحق شيء فقط يناله ، وأن ما حدث معي ورفضهم لي كان لعدم استحقاقي ، حتى أنهكوني وجعلوني أهرب ليس منهم فقط بل من عائلتي وقبلهم نفسي '' ثم قال بشر دفين جعل راكان ينظر إليه باندهاش فلقد علم مقدار تحسسه من الأمر وحزنه لما حدث ولم يكن يظن بأن الأمر وصل إلى هذا الحد ....
فتحدثت بهدوء قدر الإمكان قائلا " وهل تظن بفعلتك تلك قد ربحت شيئا ، فها انت اصبحت مجرما بجداره متهم بجريمتي قتل وشحنة أطفال تعدوا الثلاثين طفلا غير معلوم الغرض منهم أن كان لاستخدامهم فى أعمال غير مشروعة أو ابتزاز عائلاتهم أو الأكثر إدانة تجارة أعضاء " ……….
نظر إليه مروان بغل أسود سيطر عليه قائلا بصوت يقطر حقدا " حتى وان كان هذا ما حدث فقط يكفيني فى هذه اللحظة أن أرى تلك النظرة تعلوا وجهك ، نظرة يأس ، أن تعلم بأن هناك المئات مثلي يفعلون ذلك بدون أدنى إحساس بالخوف أو الحزن ، أن أمسك بيدي هاتين طفل صغير ما زال يتلمس طريق خطواته وأنا القي به إلى مصير مجهول هل سيعيش ام فقط سينتظر والدته بالجنة ' صحيح الاطفال يدخلون الجنة " كان يقولها بتساؤل ناظرا إلى عمق عيني راكان ....
نظر إليه راكان بشفقة جعلت المسجى ارضا يثور " وهل تظن بأن ما تفعله يؤثر مقدار شعره بالشرطة أو البلد إذن فأنت واهم كبير ' الشرطة منشغلة لدرجة انها ما أن تنتهي من قضية حتى تضعها برف ملئ بالقضايا المشابهة والتى اخفاها التراب وغبار الزمن ، ومن أخذت طفلها أنجبت غيره واحتسبته عند الله ، ومن قتلت زوجها تزوجت ، ومن قتلت ابنها عوضها الله بأخيه أو ذريته ' هل ظننت بأن العالم سيتوقف عند جريمتك ليتحسر على ذكائك الذى تستخدمه ضدنا وأن رأيت انا العكس ' فالذكاء أن لم يستخدم فى الخير فلا داعيا له ، وانت نهايتك أصبحت وشيكة ولكني أحب رؤية الفأر ينسلخ قبل ذبحه لذلك مرحبا بك فى جحيم افعالك ، وأيضا لم اندم على حديثي معك فأنا أؤمن بأن البعض يستحق فرصة كريمة أن اغتنمها عاش بها ولها ، وأن لفظها فالجحيم يرحب به دائما فى ضيافته " ……………
………….
نظرة واحدة منه إلى رجاله جعلتهم يقفون ارتعادا منه ، وهم يقرؤون على أرواحهم الفاتحة قبل أن يسمعوا صوته الغاضب مزلزلا موقع اجتماعهم والذى وعلى ما يبدو أصبح بلا فائدة الآن " هل أنا أوظف مجموعة من الخراف لدي ؟ ، لا خبرة لديهم على الإطلاق بقوانين عملنا ، ام تناسيتم بأني لا اسامح على أي خطأ خاصة فى عملنا هذا "
كان دورهم لينظروا إليه فتحدث أحدهم قائلا " نحن نعرف خطئنا سيدي ، ولكن ما حدث لم يكن ذنبنا فمهمتنا تقضي بانتظار مروان فى المكان المتفق عليه ، ونحن انتظرنا طويلا بدون جدوى "
نظرة صاعقة من راسل جعلته يبتلع باقي كلماته قائلا بفحيح مرعب " جملة اعتدت قولها لكم ومنذ بدأتم العمل تحت أمرتي ' لا أحد على الإطلاق يملك الحق بأخذ قرارات نيابة عني مهما كان حتى مروان حقي نفسه ' وانا سبق واخبرتكم بأني انتظر الشحنة منكم جميعا ولم اقل مروان وفقط ، لذلك جميعكم مسئولون امامي ،
وعهدة الشحنة لا تعود لعمل فردي ابدا فمن الغباء أن يظن أحدكم بأن من يجلبها لهنا هو الرابح الأكبر والعائد يكون له وفقط ، فلعبتنا لعبة جماعية اذا اختل لعب أحدهم تأثر الباقي وحادوا عن الهدف ، لذا مروان حقي أصبح خارج اللعبة بل ورصاصة قتله طبعت باسمه "
ونقل نظراته بين الجميع متوقفا عند شخص بعينه بتلك الندبة التى تميزه قائلا بصوت صارم " صفوت لقد صدر الأمر وتلك مهمتك الجديدة واحرس على إتمامها بشكل جيد ملتوي كما اعتدت وأيضا '
أعاد نظره إلى رجاله قائلا بصوت متشفى " وهؤلاء الخمسة رجالنا لذا اجعل الشرح مبسط لهم فليس راسل العمري من ينسي خطأ كاد أن ينهيه ، وامممم أراك بعد اتمامك المهمة بيومين لا أكثر "
.............
كان بشر ينظر إلى راكان ببسمة خفية لم يستطع أن يخفيها قائلا بصوت ضاحك " كفي يا صديق لقد اصبتني بدوار من كثرة ذهابك وايابك كف عن ذلك فيكفيني ما يحدث لي بالمنزل "
نظر إليه راكان بحنق قائلا " كيف وصل لذلك فقط كيف ؟ ...
الأمر مستعصي وانا لا اريد ان اخسره ، فالرجل عبقري وسيفيدنا كثرا أن انضم إلينا ولو بشكل غير مباشر ، وبتلك الأفكار التى تلازم عقله تجعله غير طبيعي مطلقا ، وبما أننا نحن من امسكنا به وبأوامر عليا اخشي أن يحدث معه كما حدث مع حكيم وانت تعلم جيدا بأن هذا سهل للغاية بداخل السجون ولا يحتاج سوى لمعركة حامية الوطيس وحركة خاطئة تنهى النزاع كما يحدث يوميا " ...
نظر إليه بشر قائلا بصوت هادئ حازم " راكان ما تفعله لن يجدي فأنت تعلم جيدا قدرة من هم مثلهم وأن كان القانون ضدهم فهم يستطيعون أن يجعلوه معهم ببعض التحايل أو القوة ، ومروان هذا أصبح بالنسبة إليهم كارت محروق الآن لا فائدة من وجودة ، ثم مروان نفسه لن يتحدث فهو كاره لنا ، لذلك لن يهمه أن سجن أو أعدم ، فجل ما يهمه أذيتنا وأذية من حوله لأنهم حكموا عليه فى وقت ما وطبع ذلك بذاكرته "
كان راكان يستمع إليه وعلى الرغم من تيقنه من كل ذلك الا انه يرى بأن هناك جانب مضيئ مازال موجودا بقلبه ولعل ذلك الجانب يسوقه إلى الفعل الصحيح الآن....
نظر إليه بشر بغضب جامح قائلا بشر " راكان رجاءا لا تقل لي بأنك تنتظر منه اعترافا بأنه مجرد بيدق بتلك اللعبة ، يا إلهي ستصيبني بالعته يا رجل أفق من أوهامك تلك لقد فعل هذا بنفسه وبكامل قواه العقلية ، فلا مزيد من التخبط كما أننا أصبحنا على مقربة من الهدف وايقاع أكبر رأسين هنا ، فلا تشغل عقلك بشخص كهذا فأنت اعطيته أكثر من فرصة ولم يحاول اغتنامها ، وقبل أن تنظر لي تلك النظرة نعم انا أعلم بأنك تركته فى المواجهة القديمة بمحض أرادتك ولم يكن هروب تكتيكي فدعك منه الآن لقد تعدي الخطوط الحمراء بفعلته تلك المرة " ...
نظر إليه راكان بيأس فهو يريد القضاء على الجريمة وليس المجرمين ولكن كما يبدو لا حل سوى إكمال ما بدأوه.......
.........
كانت مستلقية بغرفتها تنظر إلى السقف بتشتت ودمعة شاردة على وجنتها لم تشعر بها ، فمتى تكون الحياة عادلة تعطي بدون أن تأخذ حتى مع ثقتها بأن هذا قانون الكون بلا منح لا يوجد عطاء ، فها هى بصحة جيدة امام الجميع تحاول ادعاء القوة ، لكنها منافقة فما أن تعود لغرفتها حتى يتصدع قناع القوة ويتساقط على الأرض تاركا إياها مجردة عارية بحقيقة ترفض الاعتراف بها ، بأنها ضعيفة بلا حيلة رأت فتاة تنتهك أمامها بكل قسوة وتجبر ، وشاء القدر أن تكون هى شاهدة على كل لحظة انتهاك مرت بها تلك الفتاة بدون أن تملك حتى حق الاستنجاد بأحد ، تتذكر بعض اللمحات التى مرت بها وهى تحاول الا تصدر أدنى حركة واضعة يدها على قلبها حتى تخفف من سرعة نبضاته وباليد الأخرى ممسكة بالهاتف لكي يسجل ما يحدث ، للحظة كادت أن تتراجع وتغلقه فيكفيها أن ترى هى ما يحدث بكل وحشية ، لكن دخول مفاجئ لشخص ما جعل خلايا جسدها بأكملها فى حالة تأهب واستنفار ، جعلتها تتراجع عن الفكرة قبل أن تجده ينزل إلى مستوى الفتاة قائلا بصوت قاس لم يخلو من الشماتة " هذا هو جزاء الرفض عندي يا جميلة ، فلم تخلق بعد من ترفضني ، ووعد منى بأن اسمي سيرافقك منذ اللحظة مدى الحياة والتى اثق بكونها قصيرة للغاية "
وتركها وذهب هكذا بدون أي شيء آخر يذكر حتى وجهه لم يظهر أو تراه قبل أن تجد الحقيرين اللذان انتهكا الفتاة يحملاها ويخرجا سويا وتبقي هى واقفة لا تصدق ما حدث أمامها وشاهدته بمنتهي الخسة ..... بقيت مكانها لدقائق أو ساعات لا تعلم ، حتى شعرت بتغيير مفاجئ فى حركة الهواء ورائحة الغرفة من حولها مع تلك الحالة اللذيذة من الخدر قبل أن تستيقظ صباحا بمنزلها......
صوت مفاجئ ايقظها من شرودها فنظرت إلى نافذة الغرفة حيث اتجاه الصوت قبل أن تنظر الى هاتفها بضياع ' فهل سيفعلها ' ولكنها بقيت منتظرة الرسالة المعتادة ، التى لم تصل كما أخبرها بالأمس " ملاكي لقد أصبحت بخير ولا داعى لوجودي حولك وانت عدتي لعملك وحياتك ، وكما أخبرتك من قبل هذه الشركة لا أريدك بها ، ابحثي عن غيرها لن أمانع أو حتى اذهبي للعمل مع ابن عمك ريان معاذ الدين فى مكتبه كما اخبرك والدك ، ولكن هذه الشركة لا استسيغها ولا أحب فكرة تواجدك بها ولذلك وما ان تعودين اليها حتى تعتادي على عدم وجودي " ......
ذكرتها تلك الرسالة بأخرى تبعتها تلك الليلة فى سابقة لم يفعلها معها " فقط كوني حذرة وبخير ، لا تدعى نقاء الزجاج يخدعك فجرحه صعب ، كما جمال البحر فما أن تقتربي منه حتى يسحبك للعمق وبعدها لا ندم ' تذكري فقط بأني موجود حولك بكل مكان متى احتجتني مساعدتي ستجدين يدي تمتد إليك بدون طلب ' كوني بخير ملاكي فى حفظ الله " ......
مرت لليلتان على نفس المنوال لا رسائل تصل ولا هى تستسلم حتي ينتشلها سلطان النوم وهناك تراه يظهر من بعيد قبل أن يرميها بنظرة غامضة لم تفهمها قبل أن تقتحم عينان رماديتان حلمها بضحكة مستفزة تصحوا على إثرها منتفضة بفزع تمسح تلك الحبات المتجمعة على جبهتها بسرعة وهى تقرأ آية الكرسي بصوت منخفض ولكنه مسموع حتى تهدأ نفسها قبل أن تخرج من الغرفة لتبقي بردهة الشقة قليلا ...
دقائق فقط بقتها تنظر إلى الألشي حتى شهقت فزعة من أثر ملامسة لكتفها كانت من والدها وهو ينظر إلى تجهمها وجلوسها هكذا بهذا الوقت بذهول سرعان ما اخافه ما أن شهقت فرفعها بيديه وهو يسحبها إلى صدره بحنان ودفئ جعلا ملاك تسترخي وهى تشتم رائحة والدها الحبيب قبل أن تسمع صوتها يقتحم غياهب عقلها بقوله " مهما كان ما حدث معك حبيبتي وتصرين على كتمانه كعادتك ، لا تجعليه يأخذ أكثر من وقته وحقه ، كموجة عالية قذفتنا بعيدا عن الشاطئ ولكنها ذهبت فى حال سبيلها ،
فالحياة أمواج منها الخفيف القصير ' ومنها الثقيل الطويل ، ولكل منهما وقتها المحدد ، علينا نحن فقط أن نأخذ الدرس والعظة منها حتى نتحكم فى أنفسنا ونتعلم كيفية الوقوف فى وجهها بدون أن نقع ، فتلك لن تكون الموجة الأولى كما لم تكن الأخيرة ' أليس كذلك " .....
نظرت إليه بحب غامر وهى تومأ برأسها قبل أن تتجه إلى غرفتها مجددا ....
........
مرت الأيام ببطيء ثقيل على نفس ملاك ، من جهة غياب الرسائل المجهولة عنها ومن جهة أخرى اشتعال قلبها بما تخفيه فيه ويصر على الظهور للعلن بدون إرادة منها ....
وأيضا تلك النظرات التى يرميها بها مديرها فى العمل والتى لم تعد تفهمها خاصة مع حديثه الغامض اليوم ، الذى أثار حيرتها وتشتتها أكثر من ذي قبل فمهما كانت نظراته إليها غريبة بالنسبة إليها الا انها تبقي بالأخير نظرات ، للكن الحديث وبتلك الثقة الغالية شيء آخر .....
" ملاك هل انت مرتبطة بشخص ما "
نظرت إليه ببلاهة للحظات قبل أن تقول " لم أفهم ماذا تقصد بمرتبطة " .
رد بسخرية لم تخفي عنها " وهل هناك معني آخر للارتباط بنظرك "
نظرت إليه بذهول قائلة " ولما تسئل هكذا سؤال غبي اصلا فالجواب معروف للكل "
فكان رده هو ضحكة صاخبة " انا أعلم جيدا بكونك غير مرتبطة ولكن قصدت بشخص ما تلك ، وضعي مائة خط أحمر تحت شخص ما هذه ' مشاعر حب له وليس بالضرورة أن يكون ارتباط معلن بمحبس وخاتم ' وهذا بالضبط ما قصدته " واكمل بعد لحظات صمت ، كان فضولها وصل عنان السماء ..
" فأنا لا اتهاون فيما يخصني ومنذ هذه اللحظة أصبحت ملكية خاصة لراسل العمري " ... قالها بشغف ومشاعر تملكية واضحة لم يحاول أن يخفيها كما كان يفعل قبلا .....
وبسببه بقيت طوال اليوم بالموقع مشتتة ' مضطربة ' لا تعلم كيف تتصرف خاصة وهى لا تزال تحلم بالشبح '
لقد مضي شهر كامل منذ آخر رسالة وصلتها منه ، حتى اللحظة لم تفهم ماهيته ، ..
هل هو انسان ؟ أم شبح كما أخبرتها عهد ابنة عمها معاذ الدين...
وأن كان انسان كيف لا تراه ولا تعلم من هو وكيف يعلم عنها وعن حياتها كل شيء ، وهى لا تعرفه ...
وأن كان شبح بالفعل فلما اختفي فجأة بل وحذرها من العمل بالشركة ، وقد كان هو من انقذها واخرجها منها بطريقة لم تجعل احدا يجمع بين مرضها وما حدث تلك الليلة بطريقة لم تعلمها ، كما وانه يتواجد فى لحظات ضعفها فقط وكأنها يحميها '
صوت مفاجئ لزميلتها ايقظها من ذهولها وهى تقول بهيام جعل ملاك تبتسم بسخرية من وردية بعض الفتيات " يا إلهي ملاك انظري إليه ، هل شاهدتي مثله من قبل بالتلفاز أو الحقيقة ' انه يمثل الكمال بعينه خلافا لما نراه يوميا ، لون العيون بل وجسده العضلي وعضلاته المتناسقة ونظرته الحارة خاصة عندما يغضب يييي أنه أشهي من حلوة العيد "
ما أن نطقت زميلتها هناء بآخر جملة حتى انفجرت ملاك بالضحك فالوصف يناسبه تماما ' حلوة العيد '
فما كان من هناء سوى النظر إلى ملاك بشر قائلة بنبرة مجروحة " ملاك ليس معني إنك تقضين الكثير من الوقت معه وتتعاملان أحيانا وكأنكما صديقين أن تسخري مني ، فتبقي تلك أحلام وثرثرة فتيات "
قطعت ملاك ضحكتها وهى تنظر إلى هناء بصدمة لمثار افكارها قائلة بصوت هامس " هناء رجاءا انت تعلمين جيدا بأن ما يجمعني بالسيد راسل هو العمل وفقط ، ولا داعي لحديثك هذا فانت تعلمين بأني اعتبرك صديقتي وليس مجرد زميلة ، وما اضحكني هو الوصف ذاته وليس أفكارك فأن تتخيلي رجل مثله بقوته وغموضه حلوي عيد لهو شيء صادم ، فقط لا غير حبيبتي ، انا اعتذر ان كنت أزعجتك " ..
نظرت إليها هناك بجدية قبل أن تتعالي ضحكاتها هى الأخرى قائلة من بينها " لم أتخيل بشاعة الوصف سوى بعد حديثك له ، ولو علم المدير بما وصفته لأوقعني صريعة بنظرة واحدة "
نظرت إليها ملاك بابتسامة رائقة نادرا ما رأيتها محدثة نفسها لا أعلم لولاك هناء ماذا كان حدث لي هنا فأنا لا أشعر باليوم الذى تكونين فيه معي فقط لأن روحك النقية البيضاء ماتزال تسكنك عسي الله أن يمنحك السكينة دوما وألا يحدث ما يغير نظرتك للحياة ' ...
.......
عادت ملاك إلى المنزل مجهدة لا ترغب سوى بسريرها لكي تنام عام كما تريد ،
ما أن اقتربت من شقتهم وفتحت الباب حتى استشعرت ذبذبات غريبة منتشرة بالجو زادت مع نظرة شهدان المتشفية لها ، ولكن مع اقترابها من ردهة المنزل حتى سمعت صوت ضحكته العالية نسبيا مما جعل مقلتيها تكادان تخرجان من محجريهما ، وما ذاد الأمر سوءا هو قول والدها " ملاك حبيبتي تعالي لتلقي السلام على ضيفك فلقد جاء خصيصا من أجلك "
نقلت نظراتها من والدها إليه فلم تستطع تكبيل مشاعرها المستنكرة بصدمة خاصة وهى ترى نظرته المتلاعبة 'الوغد يتسلى على حسابي '
" مرحبا ملاك لقد تأخرت اليوم فهل هناك مشكلة ما ؟ "..
هل يسئلها عن سبب تأخرها وهو السبب فى .....


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-12-19, 10:17 PM   #29

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي للذكري همس قاتل

الفصل الرابع...

نقلت نظراتها من والدها إليه فلم تستطع تكبيل مشاعرها المستنكرة بصدمة خاصة وهى ترى نظرته المتلاعبة 'الوغد يتسلى على حسابي '
" مرحبا ملاك لقد تأخرت اليوم فهل هناك مشكلة ما ؟ "..
هل يسئلها عن سبب تأخرها وهو السبب فيه ، ولكن مهلا لما اليوم بالأخص كلفها بهذا العمل ، هل فعلها متعمدا ؟.
نظرة واحدة منه إليها جعلتها تدرك بأن مثار افكارها صحيح ...
لذلك ردت عليه بسماجة " نعم فلقد كلفت بعمل ما مع زميلة لي وهو سبب التأخر وقد سبق واخبرت أبي بذلك ، استأذن أبي " ... ..
ولكن تلك الجملة التى انطلقت من فم والدها كان كالرصاصة بقلب ملاك '
" ملاك حبيبتي اجلسي معنا قليلا فالسيد راسل مدير شركتك كما تعلمين قد تقدم لخطبتك ، وانا انتظر رأيك الذى أثر على سماعه قبل ذهابه مع تأكيدنا له بأننا لن نسمعه الجواب قبل أسبوع كامل " ..
كان دور ملاك لتنظر بغضب إلى راسل قائلة بصوت خافت " إذن فقد فعلت خيرا يا أبي فلابد من اعطائنا الوقت الكافي للتفكير واداء صلاة الاستخارة " ..
ولكن نظرة راسل المتلاعبة لم تتغير وهو يقول بصوت هادئ عكس ما يموج بداخله من عواصف عاتية " إذن انتظر رأيكم بعد أسبوع كامل تكونوا فيه قد قررتم براحتكم " ...
ثم وقف على قدميه وهو يبتسم برزانة " حسنا سيد حسام ، أستاذ مصعب ، اعتذر عن حضوري بلا موعد ولكني أردت أن أتي اليكم فور معرفة شعوري اتجاه المهندسة ملاك لذلك أتشرف بتواجدي هنا بمنزلكم وبانتظار ردكم دمتم بخير " ...
كان مصعب هو من تحرك معه حتى يوصله للأسفل '
ما أن أغلق الباب حتى وجدت والدها يقول " حسنا ملاكي ما رأيك فى مديرك ام أقول راسل فقط "
كان دور ملاك لتتحدث قائلة بصوت رزين " أنا لم أتعرف عليه سوى بعد عودتي إلى العمل حتى اسمه هو من اخبرني به ، وصدقا لا أعلم عنه الكثير سوى ما يتداوله العاملين هناك ، أخلاقه مجهولة وأن لم يراه أحد يتصرف بطريقة مشينة ، فهو دائما يضع حدا لتعاملاته مع الإناث ، يمتلك عقلية فذة ، مجتهد فى عمله ، يمتلك أقوي مجموعة شركات مقولات وإنشاءات فى الشرق الأوسط ، يقولون أيضا انه من أصول تركية ، ولا اعلم أكثر من ذلك "...
ما أن انتهت حتى وجدت أربع أزواج من الأعين المذهولة والمتسعة بشدة حتى مصعب قد عاد وانضم إليهم '
ومن قطع الصمت كانت شهدان " كل هذا ولا تعلم شيئا حمدلله لا تملكين رقم هاتفه ومقياس أحذيته "...
ما أن تحدثت شهدان حتى انفجروا جميعا بالضحك حتى ملاك التى تحاول مدارة خجلها ...
كان دور والدتها لتقترب منها محتضنه إياها بفرحة وحب مانعة نفسها بصعوبة من إطلاق زغرودة بلدي كما تقول '
دقائق وكانت ملاك قد اغتسلت ومشطت شعرها البني الطويل نسبيا ، ناظرة إلى نفسها بالمرآه تمتلك جمال عادي ولكنه ملحوظ ببشرتها البيضاء النقية ولون عينيها البني بدرجته المعتدلة ما بين الفاتح والغامق ، وأنفها الصغير يعلو شفتين رقيقتين وممتلئتين باعتدال ، وقامة متوسطة الطول ومع فقدان الوزن فى الفترة الأخيرة أصبح جسدها أشبه بأجساد عارضات الازياء ...
سمعت صوت نغمة هاتفها تعلو قليلا تنبهها بوصول رسالة فاقتربت من الهاتف بقلب وجل سرعان ما تعالت نبضاته وهى ترى الرقم الغريب " كيف تسمحين له ملاك ؟ كيف استطعت ؟ ..
لقد نسيتي عهدك لي منذ زمن لذا ''
انتهت رسالته بكل سهولة تلاه اختفائها ككل مرة بدون كلمة أخرى أو توضيح ..
لكن لما الآن لما ؟ ..
وشرودها لم يدم طويلا وهى تجد ذراع فولاذية تسحبها للخارج قبل أن تجده شقيقها مصعب بخفوت " إذن يا ملاكي ، اممممم ما رأيك براسل ، فما وصلني من معلومات تؤكد بأنه شاب مجتهد ورجل يعتمد عليه وأن كان هناك بعض الشائعات حول زواج وأسرار لن نأخذ بها فحياة المشاهير هكذا لابد من تلك الأمور التى تدور بفلكها ، ولكن رأيك هو الأهم وانطباعك عنه ولذلك وبعد حديث جانبي بيني وبين والدي قررنا الآتي ' انت ولمدة يومين لن تذهبي إلى العمل بل ستخرجين من المنزل للتنزه وفقط لكي يكون ردك عن اقتناع تام وبدون تدخل من أحد فاقتنصي فرصتك يا فتاة " ....
ابتسمت بحب وهى تميل على صدر أخيها محتضنه إياه قبل عودتها إلى غرفتها ممسكة بهاتفها قائلة بصوت هامس بالكاد يسمع " هل هذا من صنع خيالي ولا صحة له من الوجود " ..
وعلى هذه الفكرة نامت ملاك بعمق ولأول مرة منذ ايام ...
..........
بينما ذلك كانت تغلي دمائه وتفور قائلا بصوت قاسي متصلب " لقد أقتربت نهايتك يا رجل ولن تكن سوى على يداي "..
الم يكفيه ما أخذه ويأخذه حتى الآن ، تلك الغبية المتهورة والتى لا تعلم فداحة ما فعلته بتورطها مع شيطان كهذا ، لقد أمرها بالعمل بعيدا عنه ، ولكنها كالعادة تتشبث برأيها وقناعاتها بدون أن تأبه لغيرها ، ولذلك تستحق تلك الصدمة التى ستنالها قريبا ، قريبا جدا فى الواقع " ...
.............
كان رأفت ينظر إلى سامي بفرحة عارمة قائلا ..
" يا إلهي لا أصدق بأننا هنا بداخل المطار وعلى وشك مغادرة البلاد ، الم اقل لك الأمر بسيط ولا يستحق هذه التعقيدات " ..
فما كان من سامي سوى القول " اتمني ان ينتقل لي بعض تفاؤلك يا رجل فأنا بالكاد اسيطر على أعصابي والتى اشعر بها على حافة الانهيار " ..
فما كان من رأفت سوى الامتعاض قائلا " اعوذ بالله ارحمنا يا رجل ما هذا "
ولم يكمل كلامه وهو يجد نفسه محاصرا من كل الاتجاهات وصوت يعلمه جيدا يقول بقوة " مرحبا بك من جديد سيد رأفت فقد اشتقنا إلى تواجد يا رجل "
نظرة واحدة من رأفت إلى ملامح بشر جعلته يدرك بأن سامي محق ....
لحظات وساد الهرج والمرج بداخل المطار مما جعل راكان يسارع بخفض سامي المجاور له قبل أن يسمع صوت طلقات نارية تعلو رأسه وكلا من رأفت وبشر يقعان على الأرض ، جزء من الثانية هو ما استغرقه راكان قبل أن يدرك بأن رأفت قتل وبشر اصيب بطلق ناري فى الكتف '
..........
كان يجاور بشر فى غرفة المشفى بعدما أخرجوا الرصاصة من كتفه قائلا بمزاح ليخفف عن صديقه " الحمد لله قتل رأفت وبقي سامي فلو قتل الاثنين فى وقت واحد لمت كمدا ، على الاقل فليبقي يوم او أثنين حتى أشعر بأن تعبنا وسهرنا ذهب سدى "
رنين هاتفه جعله يصمت وهو يقول " ما هذا يا رجل انا بالكاد أمسك أعصابي من زوجتك تلك ، الحمقاء اخبرتها بأنك فى مهمة وبخير ، ولكنها تصر على كونك فى خطر فإحساسها بك لا يكذب ، ثم ولما لا يجيب على هاتفه ، فاخبرها لأنك وبكل بساطة فى مهمة ولن أحدثها بينما تتبادل إطلاق النار مع العصابة ، فتثور متهمة إياي بالقسوة وتحجر القلب وأنني مستحيل اكون أخيها مغلقة الهاتف بوجهي قبل أن تعاود الإزعاج والرنين من جديد ، ولكن كيف احاكمها وهى زوجتك انت وتعيش مع أمثالك أنت وقطيعك "...
لم يتمالك بشر نفسه وهو يقهقه بمرح قائلا بخفوت " راكان يا حبيبي كف عن امتعاضك ذلك فبالغد ستتزوج وسنرى كيف ستكون معها ، تلك الحمقاء التى ستقبل بك ، وتنجب معها قطيعك الخاص ، ولكن حتى هذا الوقت أبتعد عن زوجتي وقطيعي لو سمحت ، لكن لما فى كل مرة تكون الإصابة من نصيبي انا ؟...
أبتسم راكان بإغاظة وهو يقول بتهكم حتى تكف عن التلاعب قليلا مع الحمقاء بينما اعاني انا القحط والجفاف وحيدا ،
ها هى المزعجة تعاود الرنين من جديد ، خذ يا سيد بشر أطمئن زوجتك عليك حتى تكف عن الحاحها المتواصل " ...
أخذ بشر الهاتف وهو يستمع إلى صوتها الغاضب بصراخ كاد أن يفقده السمع " لقد أخبرتك يا هذا أن تطمئنني عليه وفقط ولست أشحذ منك فكف عن تصرفات البغال تلك ، فما كان من بشر سوى الضحك باستمتاع جعل تلك تتوقف عن الحديث وهى تضغط على صدرها جهة اليسار' موضع قلبها ' ما أن سمعت صوته الحبيب ، وزادت ضرباته حنونا حينما تسلل صوته إليه قائلا بحب " لا تخافي يا قرة العين فأنا بخير ، فقط حممم جرح طفيف بالكتف ، فقط دقائق معدودة ننهي فيها أمر ما وسنكون عندك بأمر الله " ....
فقط يكفيها سماع صوته ولذلك لم تستطيع الرد سوى بقول " حمدلله على سلامتك ، فى انتظاركم ، فى حفظ الرحمن "
......
كان راكان ينظر إلى بشر قائلا بهدوء " حسنا فقد مات الرجل وسلمنا الثاني وهو فى انتظار العرض على النيابة والذى لن يحدث ، لذا انتهت مهمتنا فدعنا نعود فقد مللت حقا وأريد إفراغ بعض الكبت فى قطيعك " ...
نظر إليه بشر قائلا " حسنا فأنا بالفعل اشتقت إليهم " .....
دقائق وكانوا يخرجون من المشفى يتولى راكان مهمة القيادة وبشر يجلس جواره قبل أن يأتيه أتصال من المركز جعل حاجباه يرتفعان بسخرية قائلا بتهكم " على ما يبدو بأن العصابة لم تنتظر وقررت التخلص سريعا من بيادقها " ..
التفاتة حادت منه إلى راكان جعلت الأخير يفغر فاه قائلا بخفوت " مروان ؟ ..
كان يقولها بتساؤل مريب '
قبل أن يسمع جواب بشر المتوقع " لقد انتحر حرفيا بدون أدني اشتباه فى محاولة قتله ، وهكذا الأمر اتضح لما رفض محاولاتنا معه ، فقد كان تخطيطه مسبق " ..
" الأمر ليس هكذا فقانون اللعبة معروف ، أي أخفاق بمناسبة توقيع عقد موته ، لذا كانت المقابلة الوحيدة له هادئة ومعني تلك الجملة الوحيدة التى نطق بها فى تلك الزيارة تعني بأنه ابدا لن يخون وباق على عهده الموثق معهم ' انا كما كنت دائما وسأظل ، ونهاية الرحلة مثلما أردت ستكون ، فلا داعي لتلك التذكرة فقد رفضتها قبلا ' إذن كان يعلم بأنه أصبح كارت محروق وبأن رصاصة قتله قد طبعت ولذلك اوصل لهم رسالته بأن طريقة موته ستكون بيدي ولا داعي لتوريط أيديهم بالأمر " ..
تنهد بشر بتعب قائلا " راكان رجاءا دعنا نعود إلى المنزل فقد اكتفيت من هذا الأمر اليوم ، فقط أريد البقاء مع زوجتي واطفالي ، حتى أريح أعصابي قليلا وامنح عقلي فسحة حتى يستطيع العمل من جديد بشكل صحيح "
فكان رد راكان عليه هو اماءة خفيفة قبل أن ينطلق بسيارته متجها إلى المنزل....
ما أن توقف راكان إمام المنزل حتى هبط بشر مستقبلا تلك الزوبعة المندفعة إليه بسرعة الصاروخ ' فقال بابتسامة محببة حبيبتي الصغيرة اشتقت إليك بعدد نجوم السماء " ..
فكان رد ابنته بيان ذات الثلاث سنوات هو ضحكة مشعة تبعتها بقبلات متفرقة على طول وجه والدها قبل أن تسحب من قبل شقيقتها التوأم رغد " اشتقت بابا "
وانا حبيبتي اشتقت كثيرا جدا ' أين شقيقيك " ...
جعدت انفها وزمت شفتيها وهى تشير إلى الوراء ..
فرأي ابنيه ينظران إلى ابنتيه بوجه عابس مما جعله يرفع حاجبه بريبة قائلا بخفوت " حسنا أمممممم من تسبب بالمشكلة " ..
حينما لم يجد رد سمع صوت راكان عائدا من جراج البيت قائلا " ما تلك الشرارات التى أراها تنتشر بالأجواء بين أبناءك " ..
كان يقولها بوجه ضاحك لم يستطع أخفاءه..
فعبر باتجاه المنزل وهو يحمل ابني شقيقته كنان و معاذ داخلا بهما المنزل تاركا بشر مع ابنتيه بالحديقة ....
ما أن رأته ريتان حتى أسرعت إليه محتضنه إياه بقوة وهى تقبل وجنته تحمد الله على عودته سالما قبل أن تبصر زوجها وهو يتقدم ابنتيه المتعلقتين بقدميه ..
ما أن وقعت عيناه على ذراعه المعلق برقبته حتى ركضت إليه محتضنه إياه بعمق وهى تقبل شفتيه بسرعة قبل أن تنتقل إلى وجنته وجبهته داعيه ربها أن يحفظه لها ، حينها جاءها صوت شقيقها يتكلم بحنق " كفي يا جولييت فلقد كاد المنزل أن يغرق بنا من كثرة الحب والمشاعر المفضوحة تلك أمامي انا الشاب البريء بلا تجارب حب وقد تعديت عامي الواحد والثلاثون ، وهؤلاء الصغار الأربع تتعاملون أمامهم دون ضوابط لكي يتعلموا الانحراف مبكرا ويضحوا مثلكم منفلتين المشاعر هكذا "..
......
نظرت إليه ريتان بإغاظة وهى تعاود الكرة ، وبشر مستسلم لها تماما قبل أن يبادلها قبلتها بشغف واشتياق جعلا راكان ينظر إليهما بحقد قائلا بتهديد " أقسم بالله أن لم تبتعدا عن بعضكما فى الحال ويلتزم كل منكما حدوده فى حضرتي لتريا مني شيئا لم يصل إلى خيالاتكم بعد ، وخذا زوجين الخراف لن أبقيهما معي حتى تكفا عن قلة حياءكما "
......
كان دور بشر لينظر إليه بتهديد قائلا " حبيبي راكان ومن قال لك بأن ذلك قلة حياء ، إنها فقط نظرتك الغريبة للزواج لأنك لم تدخل القفص بعد ، صدقني سأنتظر مفهومك عن الزواج بفارغ الصبر لكي أرى تحول نظرتك تلك " ..
......
فتحدثت ريتان بهم " بل انا من تنتظر تلك اللحظة التى أرى فيها زواجك يا أخي ، واكتمال عائلتنا بروح تعشقك وأبناء ينتمون إليك بكليتهم " ..
نظر راكان إليهما مرددا بقلبه " بل انا يا أختي من اتمني تلك اللحظة من كل قلبي ولا اعلم متى ، فكلما تقدمت خطوة أعود عشرات للخلف " ..
ولكنه قال عكس ذلك بأمل " قريبا يا ريتان ، قريبا حبيبتي ، إذن هل سنتناول الطعام أم اتحمم وأنام " ..
شهقت ريتان بصدمة قائلة " كيف تنام بدون طعام دقائق فقط وأحضر كل ما لذ وطاب فقط تحمم بينما أجهز انا ، بشر انت انتظر حتى اساعدك يمكنك البقاء معي بالمطبخ " ..
نظر راكان إليهم بامتعاض قائلا " الصبر من عندك يا الله ، الن تكفوا عن قلة الأدب " ....
وتركهما فى طريقه إلى جناحه ، وكالعادة يرافقه القطيع الخاص بشقيقته وابن عمه وصديقه " ..
أخرج لهما أسطوانة معينة قبل أن يضعها فى الجهاز ويصدح فيلم كرتوني للرسوم المتحركة ، فيهللوا بالصراخ والتصفيق ، فيأخذ ملابسه ويدخل الحمام .....
بقي لبعض الوقت قبل أن يخرج فيجدهم ما زالوا على نفس الحالة جالسين على الأريكة أعينهم متسعة بانبهار لطالما عشقه منهم فتلك الهالة من البراءة مع شقاوتهم المحببة تجعل من يقابلهم يقع صريع هواهم فى لحظات ، ولذلك يحرص على الا يقابلوا أحدا " ...
سمع صوت شقيقته تنادي عليه فأطفئ الجهاز وهو يأمرهم بالنزول إلى الأسفل معه لتناول العشاء ...
كانت تتحرك أمامه بخفة ورشاقة لطالما أحب تتبعها ، من ينظر إليها لن يصدق بأنها أم لأربعة أطفال ، أربعة توائم مرة واحدة ، لقد كاد يجن حينما علم بذلك على الرغم من تصريح أكثر من طبيب بأنها بخير ولا يوجد أي خطر عليها ولكن يبقي القلب الذى يهواها خائفا عليها بدرجة خانقة وهو يعلم بذلك ، فلقد كان كالمجنون طوال فترة حملها ، وما ذاد الأمر سوء تلك الوساوس والتى لم تكن تتركه للحظة واحدة ، مما جعله يشد الحصار عليها وعلى أي حركة أو لفتة قد تصدر عنها ، ولم يصدق تلك اللحظة التى اتصلت به فى العمل ولحسن الحظ كان عملا مكتبيا ، استطاع تركه بسهولة وذهب إليها ووجدها بحالة سيئة فحملها مسرعا إلى المشفى ، ولأن الحمل أكثر من طفل فقد خضعت لعملية كاد فيها أن يفقد عقله وهو يتخيل مئات السيناريوهات والتى قد تحدث معها بالداخل ، قبل أن يجد راكان بجواره يدعوا لها ولصغار ، دقائق مرت كأنها سنوات حتى سمع صوت بكاء لطفل صفير تبعه آخر فآخر حتى اكتمل العدد ' أربعة ' وخرجت ممرضة تحمل أحدهما قائلة " الحمد لله الام بخير ، وهذا الصبي الأول ، الثانية ، الثالثة ، الرابع "
خرجوا هكذا تباعا فكان يتلقفهم هو وراكان ، يحملوهم بذهول وسعادة وكلا منهما يأذن لما بين يديه ، قبل أن يطلقوا عليهم أسمائهم والتى اختارتها ريتان بنفسها "
انتبه على حركة اصبعها على انفه وهى تميل عليه مقبلة انفه برقة قائلة بصوت هامس " أين ذهب بتفكيرك " ..
لم يدعها تذهب وهو يمسك بيديها يرفعهما مقبلا إياهم بحب وهو ينظر إلى عينيها العسلتين قائلا بخفوت " إلى لحظة ولاتك للقطيع "
فضحكت بذهول قائلة " وما سبب تذكرك لها الآن " ..
ولكن تداخل صوت راكان قطع حديثهما " فلنتناول العشاء اولا وبعدها افعلا ما تشاءان " ..
وكان هذا ما حدث .....
.........
لم تذهب إلى الشركة ليومان كما أخبرها والدها وبالطبع راسل تقبل الأمر بروح رياضية عالية استغربتها ملاك للغاية ، فاستغلت الأمر بالتواطؤ مع عهد ابنة عمها ، وأثناء تواجدها بالحديقة الصغيرة بأول المنطقة التى تعيش فيها حتى شهقت فزعة وهى تسحب بشدة من ذراعها حتى باتت حركة تنفسها واضحا للعيان وبالطبع لذلك الذى يقف امامها كسد منيع مما جعله يبتلع ريقه بصعوبة ، قائلا بصوت خافت مشتعل برغبة لم تخفي عن ملاك مما جعله تحول نظراتها لكل شيء عداه هو " كيف استطعت فعلها يا قاسية القلب وليومين كاملين لولا تلك الصدفة التى قادتني إلى هنا الآن بدون تخطيط " ..
كان يتحدث بثقة وصدق جعلا ملاك تسترخي وهى تظنه صادقا ، ولم تكن تعلم بأنه خصص جيشا لمراقبتها وتحديد موقعها الحالي .. فلم تشعر بآخر ينظر إليها من بعيد بحقد أسود لو رأته فى نظراته لفرت هاربة من شدة خوفها ' ..
.. .......
شعرت بشيء صلب يوضع على أذنها مما جعلها تنظر إليه بتساؤل ' بادلها إياه باستنكار ذاهل وهو يشير إلى أذنها قبل أن ترى أنه هاتفه ياللغباء ....
سمعت صوت والدها يعلو قليلا " ملاك راسل اخبرني انه رآك بالحديقة ، ويريد التحدث معك ، وانا وافقت بشرط الا تتأخري عن ساعة واحدة مفهوم " ..
أجابت بأماءة من رأسها وكأنه يراها قبل أن تجد راسل يقول " قولي نعم " ..
فقالت لأبيها " حسنا أبي ساعة واحدة واكون بالبيت " ...
ما أن أعادت الهاتف إليه حتى قال لها " والآن ملاك ، لماذا تتهربين مني ؟ .."
كان ردها هو نظرة صارمة قائلا بتشديد " سيد راسل ما تقوله الآن انا لا أقبله ، كما لن أقبل أي تجاوز منك فى أي كلمة ، كما حدث من قبل ؛ وانا ابدا لا اتهرب منك فأنت تقدمت بطلب يدي ، وانا يحق لي الرفض أو القبول ، كما يحق لي الآن أن اذهب الى شركتك مقدمة استقالة من العمل ، وما تطلق عليه تهرب ، ما هو سوى فرصة لكي أفكر بجدية وبدون تشتيت منك أو من غيرك ، وشيء آخر عليك ومنذ هذه اللحظة وحتى وصول جوابي على طلبك ألا تنسي حدودك معي ، فأنا اعمل لديك وأنت مديري بالعمل فقط لا غير حتى يحدث غير ذلك أو لا يحدث بالطبع " ...
كان راسل ينظر إليها بتفهم وتأييد جعل ملاك تبتسم بسخرية من الداخل ' فأن عمل بحديثها سيصيبها الإحباط بالفعل '
" حسنا أنسة ملاك ، لن أنسي تلك الحدود التى تقولين عليها ، لذا عليك أن تعلمي بأن كلمة الرفض لا تواجد فى قاموسي نهائيا ، الآن أردت رؤيتك لسبب محدد هو إني اعرف عنك كل شيء وانت لا تعلمين عني الكثير "..
صمت عالما بأن قصده وصلها كاملا ..
وهى تنظر إليه بهدوء غريب فتلك الجملة بالأخص لامست روحها وجعلتها للحظة واحدة تضطرب متذكرة جملة مشابهة ولكن ببحة مختلفة ، فتنهدت تطرد تلك الذكري قائلة بصوت هامس بالكاد يسمع " وهل تظن بأن والدي وشقيقي بل وعائلتي بأكملها ستدع شاب يطلب يدي بل وتعطيه مهلة لأخذ الجواب بدون أن تعلم عنه كل شيء ، منتظرة منى تحديد الجواب " ..
نظر اليها بتهكم قائلا " وهل تظنين انت بأن تلك المعلومات التى جمعتها عائلتك عني تكفيك " ..
" الأمر ليس كذلك بالطبع ، هناك أمور أكيدة لن نعلمها فجميعنا نستطيع إخفاء أمور خاصة وقد تكون صادمة احيانا ، وفى هذا الأمر بالأخص الجميع ينظر إلى الظواهر فالباطن لا يعلمه سوى الله وقد قيل فى حق الخاطب بأنه كاذب ، لأنه يظهر ما ليس فيه أو يتعامل بطريقة غير حقيقية يخضع لها لسبب ووقت معين بعدها يخلعها عنه ويلقي بها فى أقرب مزبلة ، وقد يكون العكس والخاطب يظهر احترام وحدود غريبة بل قد يكون اقرب الى الغباء ولا ينتهي هذا سوى بعد الزواج ، فيظهر كم هو متفهم وعميق ومنفتح بالإضافة إلى شغفه وحبه لزوجته ، مما يجعل الزوجة تعشقه وتربي أبنائها بطريقة اقرب الى المثالية بالخارج ولكن بداخل المنزل يحق لهم تماما إخراج كل ما يعتمر صدورهم من ضجيج وجنون ".....
نظر إليها بشر لجزء من الثانية لم تلاحظه ملاك قائلا بهدوء يحسد عليه على الرغم من تلك الفكرة الشيطانية التى تلح عليه الآن لفعلها " إذن انت ترين بأن ما وصلك من معلومات عني كافي بالنسبة إليك ، ومهما قلت يظل هناك جزء من شخصيتي مخفي عنك ، هذا الجزء لن تكتشفيه سوى بعد الزواج ، قد يكون اسوء ما يكون او العكس تماما ، إذن ما رأيك بأن ندع هذا الجزء مخفي نهائيا وحتى بعد الزواج لن تكتشفيه مطلقا " ..
قال جملته الأخيرة بغموض خاطف لم تفهمه ...
ابتسمت ملاك بمكر قائلة " بالطبع هذا مستحيل ، فهل تظن أن البقاء بمنزل واحد نتشارك فيه كل شيء حتى أدق التفاصيل ، يجعلك تستطيع التمثيل والتلاعب وإخفاء ذلك الجزء من شخصيتك كما تقول ، صدقني يا راسل الأمر أكبر من ذلك بكثير قد لا تتفهمه لأن والداك منفصلان وكل منهما يعيش بدولة مختلفة وأنت تبقي وحيدا ، لم اقصد أن أتحدث عن أمر خاص كهذا ، انا اخبرك بما أراه امامي من صفات توفرت فى والداي ، فأحيانا تكفي النظرة بينهما ليعلم كلا منهما ما يريده من الآخر بدون سؤال أو حتى كلام ، يفهمان بعضهما بطريقة غريبة تجعلني كلما نظرت إليهما اتمني ان أكون هكذا مستقبلا مع من سيكون زوجي ، فتلك الراحة التى يمنحك إياها شريك حياتك تجعلك تتجاوز الكثير ، وتنظر للأمور بمنظور وبصيرة مختلفة عما إذا كان لا يفهمك أو حتى يشاركك حياتك بطريقة صحيحة " .. .
نظر إليها راسل قائلا " وجهات نظر تحسب لك " ...
فما كان من ملاك سوى النظر بهاتفها لرؤية الساعة حتى ذهلت قائلة " لقد بقي خمس دقائق فقط وتنتهي الساعة على الذهاب الآن " ...
فخرج معها راسل قائلا " لا داعي للركض سنصل على الوقت مع أن حديثك الشيق لم يجعلني أشعر بالملل أو الوقت '، ثم قال بتساؤل " غدا ستأتين إلى العمل أليس كذلك " ..
نظرت إليه ملاك قائلة " بالطبع فالإجازة ليومين ليس أكثر وقد انتهيا ، لذلك منذ الصباح سأكون فى الموقع " ...
ما أن دخلت البناية حتى لمح راسل ظل متخفي بالأشجار على جانب الطريق وما أن اقترب منه حتى تلاشى كأن لم يكن ، للحظة قطب فيها راسل جبهته قبل أن يقول ' لربما كنت اتخيل بسبب الظلام فى تلك الجهة وعاد مشيا إلى سيارته بأول المنطقة ' ......
..... .....
كان ينظر حوله بحذر بالغ يحاول بقدر الإمكان أن يخفي أثره فلأول مرة يراوده ذلك الشعور القميء بالخوف ، مع أنه فعلها كثيرا من قبل تقدم من منزلها طارقا بابها بصوت خفيض حتى لا يسمعه أحد ويثير الريبة لرؤيته بمنزل امرأة وحيدة ، تقدمت تفتح الباب بحرص شديد قائلة بنبرة خافتة بالكاد تسمع " لا أستطيع أن ادخلك منزلي بهذا الوقت يا على ، فأنت تعلم بأني أعيش وحيدة ، ويكفيني ما ينالني بسبب ذلك ، وكأن الناس تنتظر الفرصة للخوض فى شرف لطالما كان مستورا بغطاء والدي ، وحينما رفع الستر بموته رفعوا الغطاء عني ، وكأن والدي فقط كان الرادع ، ولذلك أخبرك اذا أردت الحلال يا على امامك شيخ الجامع اذهب إليه وتقدم بخطبتي منه فهو بمثابة والدي والوحيد الذى يهمه أمري " ..
نظر إليها بخفوت متلاعب قبل أن تجده يخرج زجاجة من جيب سترته لم تتعرف على ماهيتها قبل أن تسمعه يقول " أكثر ما أحبه بك هو سذاجتك التى ليس لها مثيل " .. وقام برش محتوي الزجاجة على وجهها مما جعلها تترنح قبل أن تسقط بين يديه ' ...
نظرة خاطفة للشارع الساكن وكان يبتسم بظفر فلقد اكتمل العدد وحان وقت التسليم ..
لحظات وهو يمشي حاملا تلك بين يديه حتى تقدمت منه سيارة سوداء كسواد فعلته ، قبل أن تفتح له ويدخل تلك النائمة بالخلف ويجلس بجوارها ممسكا يدها مقبلا إياها برغبة خالصة قائلا بقلبه " يا ليتني أستطيع فقط البقاء معك ليوم أو اثنين ، لكنا قضيا وقتا حميما ، لكن العمل عمل وعلى تسليم الشحنة كاملة فتلك هى غايتي الأكبر وجل أمنياتي " ...
.............
" كان يوما مرهقا للغاية "
قالتها هناء زميلتها بضجر..
مما جلب ابتسامة خفيفة على شفتي ملاك وهى تقول " لا أعلم متى تشعرين بالتعب يا فتاة فأنت شعلة متحركة من النشاط لا أراك تتشكين أو تتذمرين من كثرة العمل ، وما انجلس هكذا حتى تبدأ وصلتك المعتادة عن الإرهاق " ..
ضحكت هناء بصفو قائلة بحنان " عائلتي تحتاج للمال يا ملاك فأنا لدي إخوتي وأبي المريض ، ولم اجتهد فى دراستي واخذ تلك الوظيفة للمرح ، فأنا اعلم جيدا بأن ما نتقاضاه نعمل بقدره ، ولكنه عمل جيد بالأخير يستحق ذلك التعب والإرهاق طالما نأخذ مقابله ، وانا تعلمت فى حياتي بأن ما يعمل بجهد يكسب بصدق ، والعمل عبادة لذا انا أحبه واخرج الكثير من طاقتي المكبوتة ومواهبي الدفينة " ...
نظرت إليها ملاك بعيون شغوفة ممتنة قائلة بنبرة متحشرجة " هل تعلمين بأنك مصدر لطاقتي انا ، فكلما نظرت إليك وإلى ظروفك يهون على الكثير ، ربما انا لا أتحدث كثيرا وطبعي الكتوم يعول بيني وبين الحديث ، ولكن ما أن انظر إليك واري قوتك تلك وروحك النقية حتى أدعوا لها بأن يتولاها الله ويرزقها بمن هى مثلك تقويها وتتكئ عليها ، وبمناسبة هذا الاعتراف سأخبرك شيئا ، جزء من مواهبي المكتومة ، انا عاشقة للرسم بكل أنواعه بل واتقنه كذلك ، ولكني أفضل الرسم التراجيدي فبه لمسه سحرية تفصلك عن الواقع بكل ما فيه " ...
نظرت إليها هناء قائلة هل تتقنين الرسم حقيقة ، إذن اريد صورة لي " ..
قالتها بوردية جعلت ملاك تضحك بصوت عالي قائلة " هييي ليس هذا ما قصدته فأنا اعبر بالرسم أكثر ، أخرج فيه كل طاقاتي الإيجابية والسلبية ، ولم أجرب اطلاقا من قبل رسم وجه حقيقي أعرفه ، أو حدث وقابلته من قبل " ...
كان دور هناء لتزفر قائلة بغضب طفولي " تذكري بأنك انت من رفضتي رسم وجه ملكة جمال مثلي ، أنه شرف كنت أول من سيناله ، ولكن على ما يبدو لا تسحقينه " ..
" هناء رجاءا انا بالفعل لا ارسم الأشخاص كما واني منذ وقت لم ارسم " ..
"لما بالضبط "
" أمرا ما حدث معي ، حال بيني وبين الرسم وحينما حاولت الرسم كانت اللوحة مريعة ، فلم اعاود الكرة " ..
" حسنا لولا العمل المتبقي لكنت جعلتك تعترفين بسهولة ، ولكن لا بأس ما زال للحديث بقية " ...
ابتسمت ملاك بدون كلام ...
........
كان راسل جالسا بجناحه الخاص ينظر إلى تلك الصورة التى تحتل الجدار بالكامل قائلا بشغف واضح " ملاك حبيبتي لقد تأخرت كثيرا ، حتى تستلمين مكانك بقلبي قبل بيتي ، فذلك الجناح أنشئ لك فقط ، لم تدخله امرأة قبلك ولن يحدث يوما ، على الرغم من عدم تفكيري بزواج حقيقي دائم ، الا أن هذا الركن الخاص والذى تابعت كل تفصيلة به كنت أفعلها لأجلك ، ومنذ رأيتك وقلبي يؤكد لي ذلك ، حتى بت انتظر تلك اللحظة إلى تحتلين فى بيتي ' قلبي ' كياني "
للحظات تذكر يوم ذهب إليها خصيصا بالموقع متخذا حجة كونها جديدة بالمجال ليكون شاهدا على عملها حتى يتدخل فى الوقت المناسب أن لزم الأمر ، لم يغفل عن اجفالها ولكنه تعمد الظهور بشكل عفوي طبيعي ، حتى حديثه لم بتجاوز حديث مدير مع موظفيه ، وهو كان مترصدا لكل حركة تصدر منها حتى أتاه اتصال اجبره على الذهاب وتركها "
أعاد النظر إلى صورته قائلا بحب " لقد اقترب الموعد حبيبتي ، اقترب للغاية وبعدها سيعود كل شيء إلى نصابه الصحيح " ....
............
كانت ملاك تقف أمام راسل فى المكتب بهدوء متصنع عكس ضجيج عقلها " ملاك أخبرتك من قبل على هذا تجنبيه وبقدر الإمكان طالما لا عمل يجمع بينكما '
نظرت إليه بغضب لم تستطيع أن تخفيه قائلة " سيد راسل أخبرتك من قبل كان يسألني عن شيء ما وانا جاوبت وانتهي الأمر فلما تصر على حديثك هذا معي وكأنني تعمدت ذلك " ...
" ملاك حبيبتي اجلسي قليلا فوقفتك المتحفزة هذه تصير غيظي أكثر مما تتخيلين فأنا لا احاكمك "
منذ سماعها لكلمة حبيبتي تسارعت نبضاتها مع لهجته الهادئة وتلك البهجة التى ملئت قلبها فجأة من غيرته عليها ، جعلتها تجلس بدون أن تنبت بشفة فأكمل باهتمام ...
" ذلك مهندس معروف بكثرة علاقاته ، وانا أتركه بالعمل لدي لأنه يبقي حياته الخاصة بعيدا عن الشركة وأمورها ، وهو من أكثر المهندسين كفاءة هنا مع سرعة أداءه لذلك ليس من العدل طرده ، لكن أنت خط أحمر وبما أنك مصرة على رأيك بأن الرد ينالني بعد المدة المتفق عليها وحسب ، وإبقاء ذلك الأمر طي الكتمان حتى يحدث أمرا ، عليك على الاقل احترام مشاعري ملاك خاصة مع ذلك الأحمق فأنا لن أمتلك الصبر الكافي أن رأيته يحوم حولك مجددا " ..
فقالت ملاك بخفوت " لقد بقي يومان فقط راسل ويصلك الرد ، لذا رجاءا تحكم بأعصابك قليلا ، وعلى هذا لا يهمني وانا أعلم جيدا كيف اوقفه عند حده أن تجاوزه " ...
كانت تكذب بالطبع فهى ومنذ شاهدت حادثة الانتهاك بعينيها وحتى هذه اللحظة لا تستطيع التعامل بشكل مباشر مع أي رجل لا تعرفه ، حتى راسل نفسه حينما علمت باستدعائه لها لأول مرة كادت تفقد الوعي من الرعب مما قد يكون سبب استدعائه لها ، لن تنسي صدمتها وقتها من طلبه ' ...
وقفت قائلة بصوت خافت " حسنا طالما اطمأنت الآن هل يمكنني العودة إلى مكتبي فعلي إنهاء التصميم قبل العمل عليه " ....
أومأ برأسه بدون حديث ، ما أن خرجت ملاك حتى زفر بغضب متأجج قائلا بحزم " لقد بات أمرك مقلقا للغاية يا على ، ونهايتك أقتربت " ...
........
كان يلتفت حوله بغرابة استشعرتها ملاك فهو انهى عمله منذ وقت وقد ذهب فلما عاد ثانية ، نظرت إلى تلك الغرفة الفسيحة والتى عقدت العزم على أن تكون هى بصمتها فى هذا المكان ، فكان ذلك دائما حلمها أن توضع بصمة خاصة فيها فى كل مكان تعمل على تصميمه وتنفيذ ديكوراته ، ولكن بعد رؤية على وتذكرها لتلك الجملة التى قالها صباحا لذلك العامل وهو يظنها غير موجودة غير عالما بوجودها فى هذه الغرفة تحديدا " كما أخبرتك عليك تنفيذ ما اتفقنا عليه فى الوقت المحدد فهذا أمن وقت " ....
هى لا تنكر استغرابها من ذهاب هناء بدون أعلامها ككل مرة بل وتوديعها ابتسمت على ذلك الفعل فهى فى كل مرة تودعها وكأنهما لن يلتقيا صباحا ، بل واصراراها على فعل ذلك يوميا '"
حركة مريبة بالخارج جعلتها ترتبك وتضطرب بشدة متذكرة تلك الليلة ، ولكنهما الآن نهارا وبقي بعض الوقت قبيل الغروب ولكن مع احساسها المتزايد بالخطر لم تجد بدا من فعل ذلك ' فأخرجت هاتفها مكررة نفس الحركة وهى تفتح كاميرا الفيديو وهى تمسك حقيبتها ناظرة إلى ذلك الباب السرى والذى عملت بوجوده هنا متجهة إليه بيقين ؛ محاولة ضبط وضع الهاتف حتى وجدت نفسها بالخارج ، متنهدة براحة قبل أن تجد سيارة سوداء معتمة الزجاج فمرت بجانبها حتى وصلت للخلف وهناك وللمصادفة وجدت سيارة أجرة مارة ركبتها وهى تتنهد بخفوت قائلة لسائق العجوز " يا عم هل يمكنك تتبع تلك السيارة السوداء '
بدون حديث عاد الرجل للخلف بسيارته لمدة لا تتجاوز الدقيقتين قبل أن ترى وهى مقبلة صديقتها هناء محمولة بين يدي على الحقير فاتحا سيارته واضعا إياها بالخلف قبل أن يعتلي موضع السائق منطلقا بسيارته ، للحظة عجزت عن الحديث وهى ترى سائق السيارة يقول " هل تعرفينه " ..
لم أكن اشعر بنفسي وانا أومأ برأسي ، وذكري ما حدث مع تلك الفتاة يمر بكل سهولة أمام عيناي بدون أن استطيع فعل شيء لها ، حتى الدليل الوحيد الذى أملكه لم استطع أن أريه لأحد وبقي طي الكتمان مع صاحبته المجهولة كما اسمها ، اختض داخلي وانا أتخيل ما يمكن أن يحدث لهناء تلك الروح البريئة النقية كروح طفلة ما زالت صفحات حياتها بيضاء تتلطخ باللون الأسود رعشة سرت بجسدها توقظها من خيالات لن تحدث بإذن الله لن تحدث ...
طلبت من السائق ألا يضيع السيارة وهى تفكر إلى من تلجأ الآن فهى لن تستطيع فعل شيء بمفردها وعليها فقط إنقاذ صديقتها وأن كلفها ذلك حياتها ..
لذلك وبدون تفكير أكثر كانت تخرج هاتفها متصلة برقم محفوظ بهاتفها منذ زمن ولم تتجرأ على الاتصال به .....


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-19, 03:11 PM   #30

ميرا سلام

? العضوٌ??? » 379563
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 247
?  نُقآطِيْ » ميرا سلام is on a distinguished road
افتراضي

بلشت فيها جديد ، اسلوبك رائع سلس بتوصل الفكرة سريع ، بموووت بالغموض ومتشوقة اعرف التكملة 😍😍😍😍

ميرا سلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:58 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.