آخر 10 مشاركات
غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          أميرها الفاتن (20) للكاتبة: Julia James *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          دموع على خد القمر (124) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء 2 من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          و آن أوان قطافك * مميزة **مكتملة* (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-12-19, 10:04 PM   #1

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي للذكرى همس قاتل *مكتملة **مميزة*




للذكرى همس قاتل




أولا السلام عليكن ورحمة الله وبركاته...
يشرفني النشر بمنتدي روايتي ..
واتمني من كل قلبي متابعة روايتي القصيرة لانها تمثل لي شي كبير وتعبت فيها كتير ..
من الصعب اختصرها بكلمات علشان كدا هنشر مقدمة صغيرة ..
النشر هيكون يومي الاثنين والخميس الساعة التاسعة مساءا بتوقيت القاهرة....

*****

.المقدمة ..
عاجزة عن الحركة..
اكتم انفاسي أشعر بأن روحى تنسل مني
مقلتاي اتسعتا بوجل مخيف.
هل ما أراه حقيقي؟. ام ما زلت بغرفتي.
هل انا أحقق حلمي ؟. ام فقط ادمر انسانيتي.
هل من العدل أن أقف هنا بعد ذلك اليوم ؟!
أم فقط اكمل طريق رسمه القدر لي بحكمة الخالق ..

.....

روابط الفصل

المقدمة .... اعلاه
الفصل الأول .... المشاركة التالية
الفصل الثاني .... بالأسفل
الفصل الثالث والرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس ج1
الفصل السادس ج2 والخاتمة






التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 27-12-19 الساعة 02:42 AM
نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 10:07 PM   #2

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي للذكري همس قاتل

الفصل الأول..


أتحرك برتابة اعتدتها مؤخرا أو بالأحرى منذ عشرة أيام مضت..
هى صدفة غيرت حياتي . الآن فقط أقر
بأن للقدر تصاريف أبعد ما يكون عن تخيلات البشر .
هى نقطة واحدة تكون الفيصل بين النهاية والبداية ..
أقف عاجزة غير مدركة لكل ما يحدث أمامي ، لكنني وكما كنت دائما اتواجد في المكان الخطأ ، في الوقت الخطأ ؛
فهل تأخري اليوم صدفة أم حكمة سماوية ؟
هل انا متطفلة كما أدعى الجميع أم فقط مصير أناس أرتبط بي ؟
حدقتاي متسعتان بشدة ، أحاول أن أفهم ، أحلل وأربط .
هل ما يحدث أمامي حقيقة أم هو كابوس مظلم ؟
لا أعلم متى وكيف اصبحت هنا ، بداخل تلك الغرفة المكتظة بالملفات ، مع نظرة شاملة علمت بأني بغرفة الشئون كما تسمي . ..
حاولت التخفي خلف صندوق كبير ، وأنا أخرج هاتفي من حقيبتي وأضبطه على الوضع الصامت ، ما أن شعرت بالباب يفتح حتى أخفيت جسدي .وانا أعيد ضبط الهاتف على وضع تصوير فيديو حتي لا يصدر صوت ،
كان عقلي مضطرب لا أعي شيء مما يحدث حولي ..
أحاول أن أضغط على قلبي حتى يتوقف عن ضخ الدماء ، فيتوقف عن العمل بشكل نهائي فأتخلص من الألم الذى ينحر عظامي ...
ففي هذه اللحظة لا أريد سوي الموت مع تلك التى تموت أمامي ، ويموت معها كل معني للإنسانية على وجه الأرض . فهل بقي منها أن تبقي شيء ، سوى ركام ؟!
ولكن تلك الهمسة التى خرجت من فاه أحدهم جعلت كل خلايا جسدي تستيقظ لتسجل هناك فى أعمق نقطة بذاكرتي ..........
انبثقت أشعة الشمس تداعب صاحبة الغرفة بخجل ، متخللة زجاج الغرفة مرورا بستائرها حتى سقطت على عيني الملاك النائم وكأنها غائبة عن الوعي..
رفرفت بعينيها قليلا قبل أن تفتحهما على وسعهما وهى تدرك فجأة بكونها هنا بمنزلها..
نائمة فى سريرها ، بغرفتها التى كانت تتشاركها مع شقيقتها شهدان .
كيف أذن ؟
هل ما رأته وعايشته ليلا كان كابوس مظلم ؟ .
كيف وهى لا تتذكر متى عادت وكيف أصبحت هنا من الأساس؟..
سيل من الذكريات مر بعقلها عن حادثة ومكتب وفيديو ثم بعدها لا تتذكر شيء .
فهل ما حدث هناك كان من نسج خيالها أم ماذا ؟
تذكرت شيء مهم . الهاتف …
نعم الهاتف هو الدليل...
وجدت الهاتف بالحقيبة التى كانت ترتديها بالأمس ، بحثت عن الفيديوهات حتى وصلت لآخر ما تم التقاطه..
وهى تدعو ربها أن يكون كابوس وهى لم تري تلك الحادثة البشعة ولكن ذلك الألم الذى سري بجسدها مع ازدياد نبضات قلبها وذلك الفيديو يعرض أمامها مجسدا أكبر وأسوأ جريمة قد تتعرض لها فتاة وهى كانت شاهدة على كل لحظة بها ، جعلها تلقي بالهاتف بعيدا وكأنه حية ستلدغها ما أن تقترب منها ..
لم تستطع السيطرة على شهقاتها التى بدأت تعلو وتزيد وهى تنكمش على نفسها فى زاوية الغرفة مع عدم قدرتها على التقاء أنفاسها ....
كان عقلها يعمل بلا هوادة يحاول جلب همسة استوطنت أعمق نقطة فيه ، همسة جعلت دمائها تغلي وتفور وهى تتذكر وجه غامض لم تلمحه يتحدث بخفوت قاسي ، قائلا جملة واحدة جعلتها تزداد ارتعاش واضطراب . ..
وهى ترى آخر يحملها لا تعلم من وكيف ولكن هذا ما استحضره عقلها قبل أن يغيب عن الوعى وعن الحياة بأثرها …
………………..

هى لحظات تفصلك عن الواقع فتبقي عالقا بين حقيقة تجاهد للابتعاد عنها ، وضوء يغشي عينيك يجبرك على الرضوخ إليه كفراشة تتبع ضوء النار تلتمس الدفء فتفاجئ بالاحتراق ..
فى مزيج فريد من نوعه ، جمع بين السواد المطلق مرورا بالأبيض فى لمسة جمالية خطتها يدي فنان أبدع فى التصوير ونسي الكمال بأن يفصل بينهما بالرمادي ، و كأنه بهذا يجعلنا نختار قبول كامل أو رفض مطلق ، بدون فرصة للتفكير بدون حل وسط يهون المصير ...
.......
فى غرفة بيضاء يحيطها الصمت من كل مكان ، ما عدا تلك الأصوات الرتيبة التى تصدر من تلك الأجهزة الطبية الموصلة بهذا الملاك النائم وكأنها تنتظر قبلة الأمير لتستيقظ من تلك الغفوة الكئيبة التى لا يعلم أحد سوى الله متى ستصحو منها ....
فتح الباب ببطء شديد وأغلق بالمثل ،
أقترب أحدهم بوقع خفيض وكأنه يخشي على صاحبة الغرفة من اي ازعاج قد يصيبها ولو قليل ...
ازدادت نبضات قلبها سرعة ، وحدة ، وكأنها على موعد مسبق بالقادم ورائحته سبقتها بالتعريف عنه ،
تقدم منها بقلق واضطراب فهو لم يتخيل للحظة بأنها قد تدخل بغيبوبة ، لكي تهرب من الواقع ..
فكان جل توقعه هو انهيار عصبي ، أو انطواء مزعج..
ولكن أن تنهار بهذا الشكل وبعد لليلة كاملة من الحادثة ، يجعله يتماسك من فقدان عقله بصعوبة ، فهو هنا فقط لأجلها ، يحميها من نفسه ، قبل أن يكون من نفسها ، ولكن أن تأتي الضربة من أكثر مكان تحرى عنه يجعله فى حالة هيجان ..
اقترب منها ممسكا بيدها ومجبرا نفسه على الهدوء والروية ، فهي الحبيبة البعيدة ، القريبة من القلب وكأنها الوتين ،
مال على رأسها يريد تقبيل جبينها برقة متناهية ، ولكنه تذكر بأنها حبيبته وفقط لا يحق له ملامستها...
تنهد بوجع وهو ينظر الى الوجه الهادئ الرقيق ، والخالي تماما من معالم الحياة ،
متجاوزا كل مخاوفه وهو يحادثها بحب وصبر لطالما كانت طريقته فى التعبير عن حبه لها وما يكنه لها من مشاعر ،
" وماذا بعد ملاك ؟
هل ما زال عقلك غافيا ؟
لما يا حبيبة الروح وكل أحبابك هنا بجوارك "
" هل غفلتي عن عائلتك ؟
شقيقك وشقيقتك.. والداك. هل توارت عنك دموع امك ، وحزن ابيك ، لما يا حبيبتي فقط قولي لما ؟
" أطلق تنهيده معذبة ثم قال بعشق وحث عالي بالمسؤولية لطالما شعره اتجاهها " كوني كما عهدتك ملاك منذ الصغر ، رقيقة كوردة جورية ، زاهية كقوس قزح ، قوية كأسد جريح قد يتعب ولكن لا ينحني ابدا ، وأنت ما زلت قوية شامخة كشجرة عريقة تحملت الأمطار سنوات ولكن عاصفة مفاجئة داهمتك فجأة فأزالت جميع أوراقك وتركتك عارية فى مواجهة الرياح المهيبة متناسية بأن هناك لحظة يأتي فيها ميلاد الربيع ناشرا عبقه وأريجه فى كل مكان حاملا معه الألوان الزاهية والقدرة النامية معيدا إليك أوراقك الخضراء أكثر قوة ومتانة وحتى عطاء ،
فكوني مثلها وعودي أكثر قوة وصلابة مثلها ولا تنسي ابدا بأن ما الموت ألا لحظة الميلاد الحميدة " ..
وذهب كما حضر ..
..........
بينما فى مكان آخر يختلف شكلا ومضمونا عن تلك المشفى الكئيبة..
كان يقف هو أمام هذا القصر المنيف ينظر إلى ارتفاعه الشاهق وعرضه المغري والغريب ، بتلك التصاميم التى تعود إلى زمن العثمانيين والجامعة للأصالة القديمة مع لمسة حديثة جمعت التراث مع الرقي والتقدم فى لمحة جمالية لا تخطئها عين ، نظر إلى تلك الأشجار المتباعدة والمتقاربة فى آن واحد وكأنها لعبة شطرنج لها أسس معينه وقوانين مخصوصة أذا اختل أحدها خرج خاسرا ،
فبينما الأولى بعيدة ، الاثنان فيما بعدها متعانقين ، وما بعدهما بعيدة نسبيا قبل اجتماع ثلاث فاثنتان فأربع ثم واحدة ..
أعاد النظر إلى مداخل القصر الخمسة متسائلا " كيف يكون تفكير رجل بمواصفات مطارده بتلك الدقة والمهارة وكأن التخطيط يكون بنسب متفاوتة تختلف طريقه تنفيذها بقدر الموقف ،
لا يأتمن أحد ابدا ' ليس له وسيط أو حتى كما يقال مساعد خاص "ذراعه اليمني "
بل احيانا يلجأ إلى اثنين أو أكثر عرفوا بالإخلاص له هو بالأخص دون غيره ،
أفكاره لا ينطقها لسانه ، جميع سجلاته نظيفة تماما ، يعشق العيش حرا طليقا ، يرفض العلاقات الغير شرعية وكأنه حكيم زمانه ' ضحكة متهكمه صدرت عنه قبل أن يعاود حديث عقله ، الزواج الضمني أو العلني بالنسبة إليه شيء عادي وعابر فقط زوجات يقضي معهن وقتا حميما ويتباهى بهن بضعة أيام أو حتى أشهر قبل أن يطير مجددا باحثا عن صيد آخر أكثر إشراقا بنظره ، كلمة رفض لا توجد بقاموسه ..
بقي للدقائق ينظر للقصر بنظرات مبهمة ثم وبسرعة البرق كان قد اختفي...
..........
بداخل القصر وفى جناح خلفي متواري
• توجد غرفة نوم واسعة يتوسطها سرير مستدير تحيط به من كل الجهات أقراص شمسية ' على هيئة شمس ' تتدلي من سقف الغرفة تنشر أضواء خافته بالألوان مختلفة مع بعض الابخرة العطرة التى تفوح منها باعثة الدفيء والهدوء بنفوس البشر الطبيعيين ، ولكن ليس من نسي ربه ودينه ولهته الحياة الدنيا بزينتها وزخارفها وتناسي بأنه سيسأل عن كل شيء ، عمله فيما علم ، وعمره فيما أفناه ، وماله من اين أكتسبه وفيما أضاعه ، ما جاء في حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس : عن عمره فيم أفناه ، وعن شبابه فيم أبلاه ، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمل فيما علم " .
.............
ومن الجهة الأخرى يوجد باب موارب على شكل سمكة قرش ضخمة تشعرها حقيقية للوهلة الأولي قبل أن ترى تلك الأسماك الصغيرة التى تحيطها من الجانبين تكاد تلتصق بها وهذا ما لا يحدث فى الحقيقة نهائيا فالأسماك الصغيرة لا تتواجد فى أماكن وجود القرش ، ما أن تخرج منه حتى تشعر بأنك فى مكان آخر وسرح اخر بوجود حمام سباحة داخلي ولكنه متوسط الحجم ليس بالكبير الواسع ولا الصغير الضيق ...
تتصاعد منه الابخرة الكثيفة مجسدة لوحة بديعة من الدخان مع تلك المروج الصناعية التي تحيط به.......
سمع وقع خطواتها تقترب منه وهو فى حالة انعزال عن الواقع ، خاصة مع تلك الأخبار التى تنغص مضجعه
فهو يرى الأحاديث كثرت وتفاقمت وبعينه الخبيرة وتلك الذبذبات التى انتشرت فى عالمهم مؤخرا أدرك بأن الأضواء سلطت عليهم ....
شعر فجأة بالاختناق فما كان منه سوى الخروج برأسه من أسفل الماء وهو يتنفس بعمق قبل أن يركز بنظراته على تلك التى تتهادي فى مشيتها والتى يظهرها قوامها الفارع وخصرها الممشوق مع ذلك الشيء الذى ترتديه ويسمى قطعا ثوب سباحة بلون ليلكي غامق تناسب مع بشرتها البرونزية ولون عينيها الأزرق مع رموش كثيفة تظللهما ، وشعر أسود حالك يصل إلى منتصف ظهرها ...
كان ينظر إليها بتقييم وقح ، فهى وبكل بساطة فاتنة وتمتلك مقومات مثالية للزوجة الارستقراطية والتى يتمناها أي رجل ، ليس فقط لجمالها وإنما لكل شيء بها بدءا بها هى ، فتاة جامعية مثقفة تمتلك شخصية قوية مستقلة من عائلية مخملية ووالد سياسي معروف له سلطته ونفوذه ومرورا بأخيها رجل الأعمال الناجح والذى تشارك معه مؤخرا فى بعض الصفقات مرورا بعائلة والدتها العريقة ،
فكيف وحتى هذه اللحظة لم يفكر أن يعلن زواجه بها والذى مضي عليه قرابة الستة أشهر وهى تعتبر أطول مدة قضاها متزوجا ؛
فهو وعلى الرغم من عدد زيجاته والتى تخطت الاثنا عشر مرة ، زواجا حقيقيا غير معلن وأن كان موثق وأن شك أحدهم ولم يتجرأ على التلفظ بها ، أمامه على الأقل .
رفع نظراته إليها عندما وجدها تجلس على حافة المغطس وهى تميل إليه بدعوة صريحة للأقتراب مع تلك النظرة الشغوفة التى ترميه بها ، فما كان منه سوى تحريك يديه و السباحة حتى وصل إليها يرفع نفسه على حافة المغطس وهو يبادلها ذات النظرة قبل أن تميل عليه مقبلة شفتيه برقة تتقنها وهى تمسك بكأس خمر جوارها مرتشفة منه القليل قبل أن تعيده مكانه وهى تسمع صوت رنين هاتفها فتلتقطه بضجر وهى تجيب بوجوم ،
دقائق وكانت تعيد الهاتف مكانه ولكن مع تغير ملامح وجهها إلى المكر وهى تنظر إلى شريكها الذى يرتشف كأسه بدوره قائلة بصوت متلاعب " هيا حبيبي فأنا وعلى ما يبدوا سأغيب عنك أيام وعلى استغلالك منذ الآن فإن تعلم كم أشتاق أليك " ..
كان هو يرتشف كأسه باستمتاع ونشوة غريبة عليه بعدما تذكر للحظة خاطفة عقوبة من يرفض أوامره ،
فهو ببساطة يرى نفسه بطريقة مختلفة ، كونه يعد صاحب أكبر شركة للمقاولات والإنشاءات بالشرق الأوسط ، معروف بكلمته التى لا ترد ، جميع أعماله تقدم بحرافية عالمية ودقة عالية ، يعشق التجديد والابتكار يراجع معظم أعماله بنفسه خاصة الكبيرة منها والمهمة لا يترك شيء للصدف يأخذ وقته كاملا فى الحكم والتصرف ، يعطي مطلق الحرية لمن يعملون تحت ادارته فى مرحلة ما لأثبات جدارتهم كما يعطيهم الوقت لأكتساب الخبرة طالما يمتلكون الموهبة ، لذلك يخصص قسم خاص لتدريب خريجي الجامعات الجدد ، ومع صرامة المدراء وخاصة القائمين على التدريب مع بعض الرفق الخاص بالتعليم وإظهار المواهب الدفينة ذاع صيته وأصبح من أول رجال الأعمال الشباب الذى يهتم بالجيل الصاعد وبناء مجتمع شبابي مكافح يعلم كم قدراته وكيفية استغلالها ، ولذلك كانت أعماله بتصاميمها الهندسية الفريدة ومتابعة الأعمال التنفيذية لها بكل ما يطلبه العمل من هندسة داخلية عصرية تتناسب مع الطلبات الضرورية للعميل بدون أغفال البصمة المخصصة لشركته والتى تتمثل فى القائمين على العمل سبب قوي فى نجاحه ..
ولكنه مؤخرا يشعر بالضجر من كل شيء فلولا ما فعلته ابنة شريكه لكان الآن يعيش وقتا مشتعلا معها أغمض عينيه يحضر ملامحها فى مخيلته بلون عينيها الأخضر والذى تتغير تدرجاته حسب مزاجها ، بشعرها الأصفر والذى يشبه بدرجه كبيرة سنابل القمح وجسدها الرشيق المتناسق كأجساد عارضات الازياء خاصة بتلك الملابس التى تنتقيها بعناية وتركيز وكم تليق بها ، ولكنها من أضاعت نفسها تلك الغبية برفضها له ، وبحثها فيما لا يعنيها ،وضحك تلك الضحكة الغامضة والمليئة بالشر ، تاه بتلك الافكار الشيطانية التى تجعل معدتك تتقلص من الالم فتفر هاربا منها الى اقصي مكان تصل اليه ، فتلك القطة نسيت بأنها تلعب مع الذئب ومكره يوقعك بسهولة بين براثنه ....
تنبه على حركة لكتفه فوجد تاليا تنظر إليه بحيرة سرعان ما وئدتها وهو يقفز من المغطس حاملا إياها لداخل الغرفة وهو ينشر قبلاته على وجهها قبل أن يغلق بابها .....
.........
بينما تلك النائمة بملكوت وفلك خاص بها تقاتل روحها بألا تستسلم لليأس ، بألا تنسي بأنها هى قوية تستطيع النهوض بذاتها من جديد ، ترى لمحات من سنوات مضت كلمح البصر وهى تتحول من طفلة صغيرة مشاغبة إلى مراهقة جامحة لا تسيطر أحيانا على ردات فعلها ثم فتاة جامعية جريئة لا تخش أحدا طالما كانت على حق ، تتذكر أخيها مصعب فى كل فترات حياته وهى تتشرب مبادئه وأسلوبه وحتى قيمه ، تتذكر طريقته فى الحديث وتقليده لها فى الكلام حينما تفعل شيء لا يعجبه مرددا بكلمات ساخرة حانقة " لا تقلق يا أخي ، أنا قوية يا أخي ، أستطيع فعلها يا أخي ، لا تنسي من أكون يا أخي " وتحولت ملامحه الجدية قائلا " وآخرتها ضربة على الرأس الفارغ هذا يا ملاك وكما قلت لك من قبل حكمي عقلك أولا ووازن تصرفاتك فليس كل البشر متفاهمون ، فمنهم من يقف فقط مشاهدا حتى تأتي لحظة وقوعك المدوية فيتصيدها لك بمكر ودهاء لتظل محفورة بسجلك مدي الحياة ، وأنا وعلى الرغم من كل شيء أثق بحكمتك وعقلك طالما تجيدين أستخدامهما "
كانت تلك الكلمات تعاد مرارا وتكرارا فى عقل ملاك تذكرها بثقة أخيها بها بقوتها التى كان يتفاخر بها ، بوالدها الذى رفض بحدسه القوي أن تعمل بمكان كبير لا يعلم ما يحدث فيه سوى بضعة معلومات من هنا وهناك لم تريحه ، وهو بقلبه المحب أرادها ان تعمل ما تحبه ولكن بمكان قريب يألفه وكان مكتب ابن عمها ريان معاذ الدين هو الافضل والانسب بالنسبة إليه فهكذا تعمل ما تحب وتكون بمكان امن تجد راحتها وشغفها فيه ، ولكنها وكالعادة لجأت إلى فصيح اللسان ليقنعه بكونها تجربه لابد لها من خوضها وعليها ان تخرج مرفوعة الرأس بنجاحها وخبرتها التى أكتسبتها منه وهكذا بلمح البصر كانت تقف هناك توقع بيدها على وثيقة تعيينها بتلك الشركة ولم تكن تدرك بأنها وقعت على وثيقة نحرها ، ولكنها لن تستسلم ابدا .....
كانت تقاتل باستماته تلك الأضواء البيضاء التى تحتضنها وترفض تركها وهى تصرخ بكل ما تستطيع حتى ينقذها أحدهم ويمسك بيدها ليرفعها ولكن صوتها لا يخرج ولا يسمع له صدى .....
حتى شعرت بوجوده جوارها كما كل ليلة ، فهناك الكثير مما يحضر نهارا وتصاب بالهلع من كثرة الاصوات المولولة بجانبها ولكنه يحضر ليلا حيث الراحة والسكون ، فلا تكاد تشعر بوجوده قبل أن يتلاشى مجددا ، وتبقي هى فى انتظاره ، فى نومتها الاختيارية ، وصلها صوته الغامض والعميق يقول " ملاك لقد حان وقت أستيقاظك كفاك جبنا وضعفا فأنا وكما قلت سابقا أريدك قوية كما عاهدتك دوما ، وما تفعلينه الآن بنومك الأحمق هذا يصيبني بالإحباط بما آمنت به وراهنت عليه نفسي فيك ، فكوني قدر نفسك وقفي حتى تأخذي بحق تلك الفتاة التى تركتها خلفك بدون نظرة للوراء " ....
وبدون صوت تركها خلفه واختفي مجددا ...


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 10:14 PM   #3

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

منتظرة رأيكم وتعليقاتكم الله يسعد اوقاتكم

نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-19, 11:52 PM   #4

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

موفقة حبيبتي ايمي من اجمل القصص

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 01:46 PM   #5

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia bassam مشاهدة المشاركة
موفقة حبيبتي ايمي من اجمل القصص
تسلميلي يارب..
اسعدني رايك كتير داليا
ولك بالمثل حبيبتي


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 02:41 PM   #6

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الرواية مشوقة 💝💝بس مافهمت لسة هل البنت الي صورت الفيديو وشافت الي حصل انهارت والبنت الي اسمها ملاك الي في المستشفى هي نفسها البنت الي اعتدوا عليها .فيه غموض كثير حينكشف في الفصول الجاية اتمنى لك التوفيق ومتابعينك بإذن الله 😍😍

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:16 PM   #7

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرورة مشاهدة المشاركة
الرواية مشوقة 💝💝بس مافهمت لسة هل البنت الي صورت الفيديو وشافت الي حصل انهارت والبنت الي اسمها ملاك الي في المستشفى هي نفسها البنت الي اعتدوا عليها .فيه غموض كثير حينكشف في الفصول الجاية اتمنى لك التوفيق ومتابعينك بإذن الله 😍😍
حبيبتي تسلمي على هالتعليق الحلو بيفتح النفس😍😍
وحل اللغز راح يكون هلأ والغموض راح يخليكي تركزي كتير 😉😉😉
وهلأ راح نزل الفصل


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:18 PM   #8

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي للذكري همس قاتل

الفصل الثاني .....

هى لحظة واحدة تكون الفيصل بين القوة والضعف ...
الشجاعة والجبن ..
الأمان والخوف ...
الحياة والموت ...
كانت كالعادة تسبح فى ذكرياتها حينما شعرت بلمسة خفيفة على كفها قبل أن تشعر بتلك القطرات الدافئة تغرق يديها وهى تسمع صوت والدتها الحبيب يقتحم غيبات عقلها بصوتها الحنون كاسمها حنان وهى فعلا منبعه " إلى متى ملاكي ، إلى متي ؟ الا يكفى كونى لا أعرف ما بك أراك تختبئين وراء تلك الواجهة الباردة والشاحبة تلك الليلة ، وانت تأتين إلي مستندة على ابنة عمك عهد ، لا تتحدثين فقط تنظرين امامك بصمت وكأنك خارجة من القبر، شهقة عالية صدرت منها وهى تغطي فمها قبل أن تعاود القول " علمت بأن أمر سيء حدث معك تلك الليلة حدسي لم يكذب ، قلب الأم لم يكذب وهو يراك بتلك الحالة ، اخبرتني عهد بأن حرارتك مرتفعة ولكني لم أقتنع للحظة ولكني فضلت الصمت حتى تستعيدي قوتك صباحا ، و أستطيع التعامل معك برفق وجدية ولكن الحظ لم يكن حليفي كما لم يكن بالنسبة إليك وها انت نائمة بدون سبب منذ أسبوع مضي ، ولأجل غير مسمي أيضا ، فقط لا تستسلمي حبيبتي نحن معك ومهما كان ما حدث لك لن نهتم به فقط كوني بخير وعودي إلي " قالت جملتها الأخيرة وهى تشهق باختناق وتقف بسرعة مهرولة إلى الخارج لكي تتحكم فى انفعالاتها فلم تستطيع أن تسيطر على ذاتها ، وجدت ذراعين رقيقين يحطان بها وصوت ابنتها شهدان تقول ببحة بكاء لم تخفى عن امها " ستكون بخير ' ستكون بخير ملاك قوية وستعود أقوي ، فلا تخافي فهى تحتاج فقط لدعائنا وكما يقال الدعاء يغير القدر ، فعلينا التمسك به أمي "
كانت تتحدث بهدوء مصطنع وهى من الداخل مرتعبة تموت خوفا من مستقبل أختها المجهول فهى ببساطة لست مريضة وإنما تهرب من واقعها إلى عالم آخر والسبب مجهول حتى هذه اللحظة وهذا أسوأ ...
قاطع صوت عقلها رؤية أبناء عمومتها يقتربون منها ويسألون عن ملاك ولكن من دخل إليها هم الفتيات فقط ..
بالداخل كانت آية تميل على ملاك مقبلة وجنتيها وهى تدعو لها بخفوت وقلب محب لصديقة طفولتها قبل أن تقترب حور منها وهى تفعل نفس الشيء قائلة لها بصوت خافت " لا تقلقي يا آية لطالما كانت ملاك قوية وشجاعة ومهما يكن ما حدث معها فهى ستعود إلينا بروحها وشغبها "
نظرت إليها آية قائلة بنفس الصوت الهامس
" اتمني ذلك يا حور من أعماق قلبي فأنا اشتقتها للغاية كما واني ابتعدت عنها بالفترة الأخيرة للأسباب تخصني ومع عملها الجديد بت لا أراها " سمعا صوت عهد يأتي من خلفهما حانقا " ما بكما تقفان على رأس الفتاة هكذا تتهامسان ألست هنا معكم وأريد الاطمئنان على ابنة عمي وصديقتي أيضا ؟ ..
نظرا الاثنان إليها بصمت قبل أن يتراجعا كلاهما بحزن واضح ..
اقتربت عهد منها وهى تقبل جبهتها وتمسك بيديها قائلة بحزم خافت " عليك بالنهوض والعودة إلينا ملاك فقد بات الأمر مريبا بحق وانا وكما تعلمين لن اتركك سوى وانت معترفة بكل شيء فهيا أستيقظي سريعا حتى أمارس عليك مهنتي "
قالت آخر جملة بخفوت ضاحك ..
بقين لبعض الوقت قبل أن يذهبوا جميعا تاركين مصعب ووالدتها معها ..
كان مصعب ينظر إلى ملاك بغموض وهو يرى حالتها تلك التى طالت من وجهة نظرة لأسبوع كامل فى غيبوبة اختيارية ' هروب من الواقع ' وبدون سبب يذكر حاول بكل جهده معرفة اذا كان قد حدث شيء ما بالعمل ولكن بدون أي نتيجة فهو ببساطة لم يسمع أي شيء يدين تلك الشركة ، وحتى شقيقته كانت تتعامل بأريحية شديدة قبلها فقط طريقة عودتها من العمل هى المجهولة خاصة بعدما علم من عهد فحوي تلك الرسالة التى وصلتها من رقم خاص " أنسة عهد ابنة عمك ملاك حسام الدين تنتظرك بالأسفل وهى فى حالة غير سوية فلا تجزعي من رؤيتها فقط عليك بالنزول إليها فهى لن تستطيع الصعود مطلقا وتعتبر فعليا فى حالة انفصال عن الواقع ولا داعي للتحري عما حدث معها فقط كوني معها " وفقط بدون اضافة ..
وما جعله على حافة الجنون هو اختفاء الرسالة وكأنها لم تكن وقد حاول بشتي الطرق أن يصل إلى المرسل باستخدام بعض علاقاته ، ولكن لا شيء فحتى بشركة الاتصالات لم يجد شيء ، مما جعله هو وعهد يصمتان تماما فهو واثق بأن عهد لم تكذب عليه ، خاصة وقت نزولها من منزلها لتأتي بملاك من الأسفل ووصف والدته لما رأته عند دخول ملاك ولولا حالتها والتى استدعت مبيت عهد معها لكي تعتني بها وخروجي انا للمبيت بمنزل عمي لكنت جننت ؛ والآن ليس عليه سوي الانتظار حتى تستيقظ هى وتخبره بنفسها عما حدث مع ثقته بأنه لن يحدث فملاك فى مرحلة ما تحجب نفسها عنهم تماما حتى تظن للحظات بأنها جماد من كثرة كتمانها لمشاعرها ، ولذلك أضطر للكذب عن أسئلة من يعملون معها بكونها أصيبت بحادث مفاجئ وهو السبب فى بقائها بالمشفى '
آفاق من شروده على صوت والدته تطلب منه الذهاب إلى حديقة المشفى ليتمشيا قليلا فهى باتت تشعر بالاختناق ....
....
كانت تشعر بالهلع وذلك الوحش يكاد يصل إليها وهى تحاول الركض بأقصى ما تستطيع من قوة وكلما سقطت تسمع صوت مألوف يناديها بحب واهتمام " قفي اياك والسقوط ، أنهضي انت أقوي منه ، تعالي إلي انا قريب منك فقط تقدمي إلى الإمام وستجدي يدي ، نعم أقترب "
وكلما أقترب الصوت ركضت بسرعة أكبر وأكبر حتى رأته من بعيد وهو يبتسم بإشراق وغموض طغي على ملامحه البعيدة والتى لم تتضح لها من تلك المسافة ولكنها رأت تلك القلادة التى تزين رقبته وتلك اللمعة البعيدة والتى ضرب ضوئها عينيها " ملاك " لقد كان اسمي .. كانت تشعر بالغرابة وتلك الإضاءة تضرب عينيها بقوة رمشت قليلا قبل أن تنظر حولها بتيه وضياع خاصة بذلك الخدر الذى ينتشر بأطرافها ويمنعها عن الحركة ..
بقيت لوقت لا تعلمه وهى متسعة العينين وتنظر للسقف كانت تشعر بحركة ما جوارها وشخص ما يلمسها ويقبل جبينها قبل أن تجده يرفعها قليلا ويضع بفمها قطرات من الماء ،
قبل ان يبتعد مجددا وتقترب منها امرأة تحتضنها بعمق وحنان وهى تردد بعض الكلمات والتى لم تعلم ما هى مر بعض الوقت قبل أن تجد نفسها تستسلم من جديد لسلطان النوم ولكن قبلها شعرت بوجوده فرفعت عينيها تنظر إليه فوجدتها واقفا فى مدخل الباب على ما يبدو قبل أن تسقط نائمة ....
........
كان مصعب ينظر إلى شقيقته بذهول فما أن عاد من الحديقة حتى فتح باب غرفتها ليتفاجئ بعينيها المفتوحتين والاتي ينظرن إلى السقف بتيه ، فلم يتمالك فرحته وهو يخطو إليها مقبلا جبهتها قبل أن يضغط على زر استدعاء الطبيب الخاص بحالتها ، دقائق وكان هنا يفحصها ليخبره بأنها على ما يرام فقط تعاني بعض التوهان والضياع من كثرة النوم بالإضافة إلى خدر بالعضلات سيتلاشى بعد بضعة ساعات ،
وها هو جوارها ينتظر استيقاظها بفارغ الصبر ليطمئن عليها ، فها قد مر أكثر من أربع ساعات منذ أفاقتها ونومها من جديد ،
نظر إلى والدته بشفقة فهى رفضت العودة إلى المنزل بتعسف وأصرت على البقاء معه ولكن وعلى ما يبدو ملاك قد شعرت بها وأرادت اراحتها من كل هذا ...
لم يدري بنفسه سوى وهو يسمع صوتها الخافت تناديه ففتح عينيه بصعوبة لقلة ساعات نومه فوجدها تحاول رفع يدها لجلب قارورة الماء فتقدم منها يجلبها لها وهو يرفعها بطريقة اقرب للجلوس حتى ترتاح من النوم قائلا بخفوت وهو يسقيها الماء " وأخيرا أنارت دنيانا بضوء عينيك ملاكي فقد اشتقنا إليك يا قاسية القلب "
كان مصعب يقولها بخفوت مازح ولكن ملاك علمت بأنه يقصدها جدية لذلك نظرت إليه بصمت وهى ترجع ظهرها للوراء حتى ترتكز على صدره فيحيطها بذراعيه وهو يدرك بأنها تحتاج للأمان والاهتمام الآن ولذلك لن يسألها حتى تقرر هى عكس ذلك ...............

كان رجاله يحاوطون المنزل من كل اتجاه منتظرين الأمر من زعيمهم ، دقائق وكان الاتصال المنتظر بأن المهمة تمت بنجاح ولا داعي لوجود ذلك الغبي على قيد الحياة ..
وخلال لحظات كانوا يقتحمون ذلك المنزل بإعداد مهولة متخفين بقناع أسود يماثل لون ملابسهم ، سمعوا صوت كبيرهم يقول بصوت حازم ماتت أدميته منذ زمن " الآن نستطيع قتلك بسهولة أيها الأحمق وآرينا ما هى حدود قدراتك كما كنت تدعي فوجودك أصبح بلا معني ولا فائدة ترتجي منه ، انت وكما تعلم أصبحت مجرد كارت محروق ولذلك أبلغ تحياتنا إلى حكيم فهو الآن ينتظرك فى الجحيم "
قال جملته الأخيرة وهو يطلق رصاصة مباشرة فى القلب ...
بعدها كان ينظر حوله ، ويرى جميع رجال المأسوف عليه وهم يحتضرون ، فما كان منه سوى الإشارة إلى أحدهم قبل أن يجد اسطوانات الغاز تنتشر بذلك القصر وهم يخرجون منه بعدما جمعوا رجاله معه بالداخل حتى لا يحترق وحيدا..
دقائق وكانت النيران تندلع فى القصر مع صوت انفجارات اسطوانات الغاز و صفوت يقول " لقد كان رجلا جيدا رحمة الله عليه عليكم بقراءة الفاتحة على روحه "
كان رجاله ومن هم اقل منه ينظرون إليه بريبة وخوف فهم يعملون تحت أمرته ، وعليهم الخضوع له وتنفيذ جميع أوامره ولكنه مخيف بجثته الضخمة وذلك الشق الطولي الذى يصل من شحمة أذنه المقطوعة مرورا بخده وجزء من أنفه مما يجعل شكله بشعا خاصة وهو يصر على حلق لحيته كاملة وكأنه يتباهى بتلك الندبة......
.............
كان فريق كامل من المباحث العامة متواجد بداخل قصر رجل الأعمال الأربعيني ربيع حمدان ، ينظرون إلى بعضهم بشيء من الخجل والذهول ، خجل من وضعهم فى موقف كهذا وهم فريق علم الجميع مدي إتقانه وتفانيه فى عمله ، ووضع كأساس معتمد به فى هكذا قضايا ، وأيضا لتلك التعليمات التى وضعها قائد فريقهم لهم لكي يتبعوها مع تأكيده بأن شيء كهذا قد يحدث ، وذهول لسرعة ما حدث ...
أخذ ملازم سمير ، ينظر إلى ملازم ثاني خالد بخجل ، إنما ليس منه ، بل من قائدهم الرائد راكان الذى طلب منهم أن يباشروا مراقبة وحماية رجل الأعمال ربيع حمدان ، لذلك لجأ إلى إشراك أربع من أكفئ الضباط المتنكرين والمدربين بكفاءة عالية لديهم لأداء هذا الدور تحت اشرافهم ، فتحدث سمير قائلا بخفوت " هذا الأمر مؤسف للغاية خاصة بعدما علمنا من راكان بأن كل هذا وارد الحدوث ، فكان لابد من أخذ الحذر أكثر من ذلك تجنبا لما حدث "
جاء رد خالد قائلا بحنق " أي حذر يا صديق الا ترى ما ألم بالقصر ورجاله أنهم قوة لا تقهر ، كما وأن بقاء أربع ضباط على قيد الحياة وتلك العصابة تعلم بوجودهم بعد كل هذا التنكر بل وجعلهم يبدو كالأغبياء بنشر ذلك الغاز قريب منهم بدون أن يلاحظوا ذلك حتى غفوا كالحمقى لهو الدليل على قوتهم "
" ولكن ما حدث يا خالد مخجل لنا نحن مهما أنكرت ذلك فما حدث كان بإمكاننا تفاديه بزيادة الحذر ليس أكثر ، فأنت تعلم راكان وما يفعله لكي يبقي فريقنا هو الأقوى والأكثر اعتمادا عليه وحدوث أمر كهذا وفى اليوم الذى غابه لهو قمة الإحراج لنا "
" سمير رجاءا ليس وقت تجليد الذات فنحن نعلم بأن الفريق لا وجود لها سوى براكان وحتى بشر يحتاجه فهما الاثنان يشكلان قوة رجل واحد فى وجودهما معا ، كما وانه ومنذ معرفتنا ما حدث ومجيئنا هنا وهو يتخذ ذلك الجدار العازل ، وكأننا نحن من فعلنا ذلك ، فإذا كانت تلك ردة فعل بشر فكيف سنواجه راكان ؟..''
نظر إليه سمير بجمود قائلا بصوت هامس حتى لا يسمعه النقيب بشر البعيد عنهما ببضعة أمتار " خالد أتمني الا تنسي بأن بشر وراكان هما وجهان لعملة واحدة ولولا إصابة بشر قبيل المهمة الأخيرة وعدم استطاعته المشاركة معنا لكان الآن يشارك راكان نفس الرتبة ' رائد ' ومع ذلك لا تستطيع الإنكار بأن بشر يمتلك افكار غريبة ودائما ما تأت بثمارها "
التفت إليه خالد بصمت قبل أن يتراجعا كلاهما وهما يشاهدا نظرة بشر الحارقة...
كان يقف وحيدا يراجع ما حدث فى مخيلته لعله يتوصل إلى دليل ما ، خاصة وأن كل الأدلة التى كانت بالقصر أصبحت حطاما ، على الرغم من ثقته فيمن فعل ذلك ، ولكن أن يقتل ربيع حمدان بهذه الطريقة وبتلك السرعة ومع خمسة عشر رجلا من رجاله ويصبحون رمادا ، فعدد الاسطوانات والتى فى الغالب تزيد عن العشر تستطيع تحطيم أكثر من قصر خاصة مع كثرة الانفجارات التى توالت وهدمت كل شيء .......
كان يرتدي نظارته السوداء والتى تخفى انفعالاته عن الجميع وهو يدعى برودا يلائمه ومع انعكاس أشعة الشمس على بشرته السمراء وانفه الحاد أعلي شفتين رفيعتين كخط مستقيم يقف كسد منيع لا يهابه شيء يجعلك تفكر مائة مرة قبل ان تقترب منه ، ولكنه على كل حال يحمد الله بأنهم تعاملوا معهم بكل هذا الغباء من وجهة نظرهم وتركوا ضباطه على قيد الحياة ...........
لم ينتبه من كثرة استغراقه فى التفكير على تلك الحالة التى أصابت الضباط خلفه ، وهم يرون الرائد راكان يتقدم إليهم بجسده الضخم وملامح وجهه الحادة والمغايرة تماما لتفاصيله الرجولية التى يبديه دائما أمامهم ، مرتديا ذلك اللون الأسود الأشبه بمزاجه الناري على ما يبدو لم يتحدث معهم او يوجه اليهم أسئلة سوى سلام اهل الجنة وهو يتجه مباشرا الى ذلك السد مقتربا من أذنه قائلا بصوت هامس به بحة خطرة ميزها بشر بسهولة " قتلك على يدي بإذن الله بعدما حدث الليلة "
نظر إليه بشر من رأسه حتى أخمص قدميه قائلا بشك " صدقني انت لا تستطيع فعلها ولو وقفت على أصبع واحد طوال عمرك ، وانت تعلم جيدا بأن ما حدث مع ربيع كان سيحدث ولكن الفرق كان بالسرعة وليس أكثر "
التفت إليه راكان بحنق بالغ الأمر " ليس هكذا ولكن تلك العصابة من أخطر العصابات التى ظهرت بمصر حتى يومنا هذا ، ونحن بعصر التكنولوجيا يا صديق ، مما يعني الابتكار والاختراع ، وهما يمتلكون المال والقوة والسلطة لفعل أكثر من هذا بكثير وبما أننا حذرناه ولم يستمع فلن نبقي مشغولين به أكثر كما أن قضيته خرجت من يدنا "
نظر إليه بشر بغضب جامح قائلا " هل تقصد بأن فريق آخر استلمها ونحن هنا "
أجابه راكان بهدوء يحسد عليه فلم يحدث يوما بأن قضية أخذت منهم ليستلمها غيرهم منذ أصبحا معا
" دعك من الأمر برمته فقد انتهينا منه والأهم من ذلك هو ضباطنا الأربع اللائي اخترتهم بنفسك للأنضمام إلينا "
ضحك بشر بتهكم حار مجيبا " ضباطنا الأربع اللائي اخترتهم بنفسي وأشرفت انت على أسمائهم ، أمممممم الحمد لله بخير يا حبيبي فقط استجاب الله لدعائهم ونجواهم واراحهم منا ومن تلك الانفجارات على حد سواء وناموا نومة أهل الكهف ، ولم يوقظهم سوانا وبعد جهد حثيث ، وهم حاليا جالسين على الرصيف كالمتشردين ينتظرون لقمة خبز لكي يكتمل الدور "
لم يستطع راكان أن يمنع نفسه من الضحك أكثر فأنطلقت ضحكته عالية مجلجلة مما جلب بسمة إلى فاه جميع الضباط الذين كانت قلوبهم مرتعبة من ردة فعله بعدما حدث منهم ....
...........
وفى مكان آخر أكثر سطوة ونفوذ كان يقف رجل مكفهر الوجه عروقه بارزة من شدة الغضب والخوف ينظر إلى مساعده ببعض الرهبة قائلا " يا إلهى سامي لقد قتل ربيع للتو فقط لأنه وبعد آخر إخفاق دخل الشك إلى قلب من هم أعلى درجة منا وهذا لا يبشر بخير على الإطلاق فمن علم بأن ربيع ينتمي إلى الدرجة الثالثة فى أعمالنا ومن قبله صالح فقد ربط بيننا وانا أصبحت على القائمة الآن وبكل تأكيد "
كان سامى ينظر إليه بغموض جعل أمعاء رأفت تتلوي الما قائلا بصوت خافت ولكنه حازم " إذن فقد حان الوقت ولا داعى لتأخرنا أكثر ، كل ما هو علينا أن نخرج زوجاتنا واولادنا الآن وننطلق نحن بعدها ، فأنت تعلم بأن الشك فقط كفيل بأن يدفننا أحياء اذا دخل قلوبهم "
وعلى الرغم من كونهم ومنذ فترة طويلة يخططون لأمر كهذا الا ان التنفيذ يبقي صعبا ويحتاج لقوة جبارة ....
.........
كانت ملاك تنظر إلى البناية التى تمكث فيها مع عائلتها باشتياق عاصف فهى وحتى اللحظة لم تصدق ما حدث ولكنها لن تستسلم ابدا فقط ستعتبر ما حدث كان فترة نقاهة قبل أن تعود لسابق عهدها ، ما أن خرجت مع مصعب من سيارته ممسكة بيده قليلا فهى وعلى الرغم من استيقاظها ليلا وبقائها أكثر من اثنا عشر ساعة بعد أفاقتها من غيبوبتها الاختيارية الا انها ما زالت تشعر بضعف عام فى عضلات جسدها ولكنها علمت بأنه عارض من طول النوم فقط ، وسرعان ما تستعيد صحتها كاملة ولذلك حرصت على الخروج الآن طالما لا يوجد تهديد حقيقي لحياتها ويكفيها تعب والدتها وشقيقها سهرا ومجيء شهدان ووالدها نهارا مع زيارات باقي أفراد العائلة...
........
بقيت لأسبوع كامل آخر بداخل المنزل بل الأحرى لم تكن تخرج من غرفتها سوى لماما بعد صراع بينها وبين والدتها احيانا وأحيانا آخري بنات عمها وشقيقتها شهدان والتى ولم تكن تستطيع الرفض بعد محاولاتهم تلك خاصة ما حدث منذ يومين حينما اتت كل من حور وعهد بنات عمها معاذ الدين ، وآية ابنت عمها سيف الدين ، بالاتفاق مع شقيقتها شهدان بالطبع ...
فقالت آية بصوت مرتفع حانق " ملاك أيتها القردة ما هذا الكسل والخمول وكأنك تحولتي فجأة لكائن باندا لا يريد شيء من الحياة سوى النوم "
ولكن حور لم تدعها تكمل وهى تنظر إلى ملاك بشر قائلة " باندا وقرد ، بل أصبحت أسوأ هل تذكرين تلك الهرة الصغيرة التى جلبتها يوما إلى المنزل معها حينما كنا بالمرحلة الابتدائية بشكلها المتشرد وفروها المنتوف وتلك الرائحة الغريبة التى تفوح منها ، قالت آخر جملة وهى تمسك أنفها ممتعضة مكملة ، حتى كادت تصيب والدتها بذبحة صدرية هى ومرهفة الحس الأخت الرقيقة شهدان ، ونظرت إلى شهدان نظرة ذات معني ' تحمليني بصمت الآن ونتقاتل فيما بعد ' وعلى الرغم من بقائها معها لشهرين كاملين لم تكن تتحرك من مكانها ابدا وكأنها تخاف ان تفقد ذلك الوزن الذى اكتسبته من اهتمام ملاك بها حتى أتي اليوم الذى بلغ فيه صبر وحنق زوجة عمي أقصاه حينما تغوطت على سجادتها الغالية فوضعتها فى سلتها ولم نعلم حتى اليوم ماذا كان مصير الهرة المقرفة "
فلم تتمالك ملاك نفسها وهى تضحك بصوت عال به بعض الاختناق الذى لم تستطع أن تخفيه فما كان من عهد والتى رأت معانتها تلك الليلة سوى الاقتراب منها محتضنه إياه برفق قائلا بخفوت مرح " يا إلهى ملاك كيف تستطيعين إخفاء ابتسامة كتلك تجعل الشمس بنفسها تسطع باسمة مشرقة بنورها على الكرة الأرضية بأكملها فقط لأنك ابتسمت "
نظرت إليها ملاك بعيون قوية جريحة وكأنها تخبرها حتى انت عهد وقد شاهدتي حالتي فما كان من عهد سوى الاقتراب من اذنها قائلة بصوت هامس لا يكاد يسمع " نعم انا فأنت أقوي من الظروف ، وقدرك هو من ساقك تلك الليلة بالذات حتى ترى امرا بعينه ، وهذا الأمر بالأخص وعلى الرغم من عدم معرفتي به ، الا أنني واثقة بأنك أكثر من قادرة على تجاوزه وبناء جسر أكبر تمرين عليه لتعبري تلك الحالة التى أصابتك لأسبوعين بدون أن تصيبك انت حقيقيا وهذا ما انا متأكدة منه تماما ، ولذلك سأنتظر منك ملفا كاملا بما حدث تلك الليلة "
قالت آخر جملة بحاجب مرفوع وكأنها تتحداها أن ترفض '
فما كان من ملاك سوى اماءة خفيفة بالكاد ترى ولكن أعين عهد المتربصة بها التقطتها بسهولة ' قبل أن يجدا التحام ثلاثي يقع عليهما قائلا بصوت واحد فيما تتهامسان أيتها الخبيثتان '
قبل أن تقول شهدان بتمسكن مفضوح " وانا شقيقتك الصغيرة ومن سهرت على راحتك ليالي تلقي بي بسهولة ما أن حضرن هؤلاء "
وكانت تشير إلى الثلاثي بحنق بالغ أثر فى ملاك بسهولة فوقفت مقابلة لها قائلة بتأثر " ابدا حبيبتي من قال ذلك بل تبقين انت قطعة السكر الخاصة بهذا المنزل ومكانتك فى قلبي لك وحدك بلا منازع "
واحتضنتها بحب فياض جعل الثلاثة يبتسمن برفق وشهدان تخرج لسانها لهم بإغاظة ...
........
كانت ملاك نائمة أو تحاول ذلك على الأقل مع تلك الدمعات التى تتساقط منها تباعا غير قادرة على إيقافها وهى تتذكر ما حدث معها تلك الليلة ، تحاول أن تستعيد نبرة ذلك الغامض مرة بعد مرة غير قادرة استجماع صاحبها ، فهى لم تعمل بالشركة سوى لشهر واحد وكانت بفترة تدريب ، لذا بالطبع لا تعرف جميع الموظفون ، بل أن صاحب الصوت ليس بموظف عادي ، فنبرة صوته القاسية وطريقته الشرسة تؤكد بكونه رئيس لا مرؤوس ، هناك بحة غريبة بصوته لم تفهم اهي نبرته بحق أم شيء دخيل عليها كأثار برد أو زكام مثلا ، تائهة فى أفكارها حينما سمعت نغمة هاتفها تأكد وصول رسالة فنظرت إلى الساعة والتى تعدت منتصف الليل بساعة قائلة بهمس مضطرب " من يا ترى قد يراسلني الآن "
على الرغم من تيقنها من حقيقة المرسل المجهول والذى بسببه لا تستطيع النوم قبل أن ترى ما بعث ، ولم تترك نفسها للفضول كثيرا قبل أن تجلس على سريرها ممسكة هاتفها تطالعه بوجل خفيف ، فهى قطعا لم تنسي ما صورته بيديها فيه على الرغم من حفظها للفيديو على الحاسوب فى ملف خاص وبكلمة سرية وكذلك فعلت بالهاتف ولكن ما زال الأمر يسبب لها الخوف والاضطراب ....
فتحت هاتفها وهى ترى نفس الرقم الخاص الذى اعتادت على استلام الرسائل منه مؤخرا ومنذ خروجها من المشفى تحديدا ، يوميا وبنفس الوقت تقريبا ، كانت أعينها تلتهم ما يمر أمامها من كلمات كطفل صغير حرم من حلواه طويلا ثم وجدها أمامه فجأة فلم يعلم كيفيه التصرف فيها سوى أكلها دفعة واحدة
" ملاكي ومهجة قلبي ، أين أنت مني وأين أنا من كل شيء حولك ،
كيف هى أحوال مقاتلتي القوية وسيدة الأضواء الراقية ، هل ما زلت كما أنت ؟.
باقية مكانك لا تحاولين النهوض!
اياك وفعلها ملاك : اياك والسقوط ، فقد تعاهدنا يوما بأننا قد نتعب لحظة فتخور قوانا فنضعف قليلا ولكنها لحظة لأخذ الأنفاس قبل أن نشحن نفسنا بالأمل ، الثقة ، اليقين .....
وعودتك تلك انا انتظرها بصبر ويقين وواثق من اقترابها ، وكما أخبرتك قبلا ' لا تدعي شيئا ينتصر عليك طالما انت على حق ' لذلك عودي كما انت قوية ، جريئة ، متماسكة ، تعلمين بالضبط أين حقك وممن تأخذيه ، وكفاك هزلا فقد اكتفيت "
ما أن أنهت الرسالة حتى نظرت إلى كفها بذهول ضاحك وهى تحاول ان تتبين صدق ما تراه قبل أن تجدها كالعادة تختفي بسرعة البرق من الهاتف وكأنها لم تكن تقرأها الآن فقط وعلى الرغم من ذلك فقد حفظت جميع رسائله حتى وان كان شبحا كما أخبرتها عهد ابنة عمها فقد وصلتها رسالة كتلك واختفت أيضا بدون خبر ،
مرت بعقلها رسالة وصلتها أول لليلة بعد خروجها من المشفى
" الضعف احيانا لا يعني الاستسلام والسقوط ، بل يعني باني اكتفيت من زيف مشاعر البشر ، وبأن أفعال البعض وأن كانت لا تهمنا نحن لا يعني ابدا بأننا لن نتأثر بها ، كطائر شرس يتباهى بقوته واعتماده على نفسه ، ولكنه يوميا يلقي بفضلاته فى حديقة بيتنا فيلوث كل ما بها ويمنعنا من الاستمتاع بجوها ، فالجميع يتناسى بأنه على قدر الفعل يكون هناك رد فعل موازي أو أقل والأسوأ أكبر ، وحينما ينتهج العفو والتسامح على انه ضعف وخذلان تكون النتيجة قلوب قاسية لا تعرف الرحمة حتى وان كانت همسة غير مقصودة وصلت الأذان فجعلت ذكرى قاتلة لمن أخطأ وقالها ، ولذا كان لزاما على البعض إبقاء سرائرهم بيضاء نقية حتى تستقيم الموازنة فكما هناك حاكم هناك محكوم ' ظالم ، مظلوم '
وجالب الحق مكانه عند ربه محفوظ "
وأخري " ان نتسامح مع أنفسنا يعني اننا نستطيع المقاومة ، المواصلة ، وأخيرا النجاح "
وأخرى جعلت نبضات قلبها تصل عنان السماء " أصبحت كما اردتك دوما أن تكون ، جريئة حد الإغراء ، مسالمة بعنفوان ، قوية كلبؤة تعلم مقدار حب أسدها ، نقية كقطرة مطر حينما هطلت حل الخير "
ولم تدري بتلك الدمعة الشاردة التى تعلقت بعينها وهى تنظر من جزء خفيف ظاهر من نافذة غرفتها على ضوء القمر المتسرب منها وهى تدعو لتلك التى تحطمت أمامها ولم تملك هى سوى المشاهدة من بعيد ، دقائق وكانت تغط فى نوم عميق من كثرة الإرهاق والتفكير.....

كان ينظر حوله بخوف طغي على ملامحه وهو يلتفت يمينا ويسارا وكأنه فأر وقع فى المصيدة فلقد أصر أن يأتي هنا بمفرده حتى يكون المال له وحده ، ما أن لمح تلك الشارة قد باتت قريبة حتى أسرع مهرولا إليها قائلا بصوت غريب " أنارت الدنيا بوجود الحاكم أمامنا فما كان منا سوى الصمت أجلالا "
فأتاه الرد سريعا بنفس الصوت الغريب " ولكن الأطلال باتت مساكننا بعدما طال الايفاء "
ونظرا إلى بعدهما بعدما أضاء المكان حولهما بضوء شاحب وهما يطلقان صافرة معينة اجتمع بعدها عدد من الأشخاص الأقوياء والحاملين للأسلحة الثقيلة قبل أن يتبادلان طرد معين ويليه ظهور شاحنة كبيرة يتبعها سيارتين دفع رباعي ظهرتا من العدم وهو يستلم قيادة الشاحنة مقهقها باستمتاع وهو يقول " وأخيرا نلت الفرصة "
قبل أن ينطلق تاركا غبارا خلفه ..
بقي يقود السيارة فترة طويلة قبل أن يجد صوت غريب يعلو ثقف الشاحنة مما جعل حاجبيه ينعقدان بتفكير وهو يرهف السمع وحينما لم يجد صوت عاد بتركيزه إلى القيادة وهو يفكر بكم الأموال والبذخ الذى سيكسبه من هذه الصفقة ، دقائق معدودة ووجد الشاحنة تهتز قبل أن تتوقف فجأة وهى تدور به نصف دورة ويجد ذراع فولاذية تنطلق فى وجهه ويستشعر سيل الدماء النازف من أنفه وفمه مع تشوش فالرؤية وضياع الأموال......


نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:20 PM   #9

نور*الشمس

? العضوٌ??? » 422868
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 64
?  نُقآطِيْ » نور*الشمس is on a distinguished road
افتراضي

انتهي الفصل يا حلوين فى انتظار آرائكم وتعليقاتكم 💁💁😉

نور*الشمس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-19, 10:34 PM   #10

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.