آخر 10 مشاركات
سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل]رواية قل متى ستحبني؟!!/ للكاتبة شيماءمحمد ShiMoOo، مصرية (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-12-19, 10:35 PM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 وسرى المحبين في ليلة، البدر كاملها،بقلم/الناثرة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( وسرى المحبين في ليلة، البدر كاملها ))

للكاتبة/ الناثرة



قراءة ممتعة للجميع ...



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 15-12-19 الساعة 03:34 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 11:21 PM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم أنقل مؤلفتي الجميل واتمنى ان تنال على حُسن رِضاكم
_
_
☆الْمَدخَل

يَقولْ الْشاعِر قِيس بِن المُلَوحْ"مَجنون لِيلي" وهُو يُصف حَال أبَطالِي بِشعْرهِ الْمُعَبِر: -أَحِنُّ إلى لَيْلَى وإنْ شَطَّتِ النَّوَى بليلى كما حن اليراع المنشب
يقولون ليلى عذبتك بحبها ألا حبذا ذاك الحبيب المعذب .
-أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
وَقومِي مَقَامَ الشَّمسِ ما اسْتَأخَرَ الفَجْرُ
ففيك من الشمس المنيرة ضوؤها
وَلَيْس لهَا مِنْكِ التّبَسُّمُ وَالثَّغْرُ
بلى لَكِ نُورُ الشَّمْسِ والبَدْرُ كُلُّهُ
.
فأما قَولِي أنْا عِن تِلك الْحال:

سَلاماً عَلى قُبورُ الْعَاشِقين ، قُلوبٌ أطَاحْ بِها الّزمنْ
سَلاماً عَلى تِلكَ الْقُلوبْ ،فَقدّ عَتابهَا الْعُقلاءُ
مَسبُوقاً بِها الْعَاداتِ الْعَرِيقه ،ذَاتّ الّشأنُ الّرفِيع...
"فأنتُم الْسَابِقون ، وَ نَحنُ الْعَبِرُون "
-
أنتُم السَابِقون :
فِي قِصصِ حُبكُم أيُها الّسَابِقون لِعِبرٍ عَدِيده
مِنْ الْمُعتبر أنْ نَؤخُذ لَنْا فِيها عِبرةً وَ مُوعِظه
لَكْن بِيْن الْعَقلُ والْقلبُ لَا مَعرَكْةِ طَاحِنه
وَ يَخرُج مِنها دَائماً فَرِحاً ذَلِكَ الْقلبُ مُكتسِباً
أوْ يَا لَيتْ ...
كَان مَكانهُ الْعقلُ رَبحَانْ لَا مَا حَزِنَ ذَلِك الْقلبُ نَدمْانَ
ألاِ هَذا سَببُ أنتُم السَابِقون؟
ألاِ هَذا !؟
-
نَحنُ الْعَبِرُون:
نَحنُ مَنْ نَعبُر لِنَرى إليكُمْ أيُها الّسَابِقون
نَحنُ مَنْ يَطمعْ لِمَعرِفةِ أحَداثِ الْنِهايه
هَلْ أكتَملتْ نِهايةِ حُبِكُمْ بِنِهايةِ سَعِيدة
أمْ حَزِنتُمْ وَ فَترقتُمْ؟
نَحنُ مَنْ تَابْعَ قِصةِ قِيسً ولَيْلَهُ بِشغفْ
وكُسرَ عِندَ الّنِهاية
وأيْضاً تَرقبنْا بِأملٍ قِصةَ عَنترةِ وعِبلة
فَا كُسِرنْا عِندَ نِهايتهَا كَذَلِك
ومِنْ بَعدهِ تَوبة ولَيْلى الْأخِيلِية
وكَذلكَ أمُرؤ و"فَاطِمة" كَما لَقبهَا
أمِلنْا كَثِيراً ، وَلِكْن فَاضْ الْأمَلُ
إلِى أنْ أتَتّ قِصةَ قِيسٌ وَ لَبنْى ،
و عَادْ الْأمَلَ ثُمَ قُتِلَ فِي نَفسِ الْحَظه
لِيتْنا لَمْ نَطْمع بِالّنِهايه وَلا أحَدّاث الْحِكَايهْ
ولِيْت كَانْ ذَاكْ الْعقلُ رَبَحَانْ...
-
عَبِرْنَا وَ أطَلْ عُبورُنْا
سَرِينْا وَ أطَلْ مِشَوْارُنا
عَتِبنْا وَ أطَلْ عِتَبُنْا
عَشِقنْا وَ أطَلْ عِشْقُنا
حَزِنَنْا وَ أطَلْ حُزنَنْا
إِشَتْقنَا وَ أطَلْ شَوقُنْا
و أطل هروبنا هربنا
أحببنا و لا زلنا أحباب
• بقلم الروائية: • الناثرة

لأقدم روايتي بعنوان: وسرى المحبين في ليلة، البدر كاملها

# وسرى_المحبين_في_ليلة_البدر_� �املها
"تاريخ البداية: 21 يوليو 2019 موافق 18 ذو العقدة 1440"
أراكم تحفزني على متابعه☁️؟
حسابي في الانستقرام:https://www.instagram.com/anovelnathira/



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 13-12-19, 11:25 PM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



☆ أبَطَالِي
• عَتاب بن سيف بن عبدالله آل حّجيل:
مَلامُحهُ رجوليةً وحادة ، عيناهُ حادة لونها أسود ، شعرهُ سوداء شيف ، لهُ عوارضٌةٌ شَوْفٌة ، فكهِ عَضَلَةٌ مُسْتَحِفِيَّة ، قُسامه ، طويل القامة ، عَضْل الجسّم ، غُامض ، عزيّز النفس ، قدّ تعشق طفولتهُ بشكلٍ قاسي ، عُمرهُ ٣٩ ، تعمل في رامياً لِممتلكات جدهِ يُلقبوهُ البعضّ بّـ "النشمّي" أما النسّاء بّـ "أبو العّيون المَكَاحيل"
-
• اللّيل بنت سند بن عَتاب آل عَتاب:
جميلة الملامح وحادة عينا كثيفٌ أسود طويل ، طويل القامة ، رفعية الخّصر ، عريضة الكتفين ، متنسقة الجسم ، ق وية ، شامخة لا تهبُ شيئاً ، منذُ ضغرها تعيشُ عند والدة أمُها ، باردة ، حدة الذكاء ، صارمة ، جديةً ، عُمرها ٢٦ سنة ، عزباء ، تعملُ مهندسة
-
"الشخصيات المهمة"
المملكة العربية السعودية🇸🇦؛
-
☆ العائلات:
-
♧ آل عتاب:
☆ عتاب بن جلوي بن ناصر آل عتاب | 73 عاما | تاجر مجوهرات | متزوج أثنتان
• زوجاته:
☆ أسماء بنت نايف بن ناصر آل عتاب | 70 عاما | ربة منزل
• أبنأوءها:
-سند بن عتاب آل عتاب | 63 عاما | طبيب جراحه "قلبيه" | زوجته سارة
-سامية بنت عتاب آل عتاب | 56 عاما | معلمة فيزياء | زوجها صالح
-الشهد بنت عتاب آل عتاب | 55 عاما | دكتور في إحِدى الْجامِعات | زًوجُها سُعود
☆ صَالِحه بِنت شَامخ بِن راشّد آل عَتاب | ٦١ عَاماً | ربةُ مَنِزل
• أبْنَأوءهَ ا:
-سَامِي بِن عَتاب آل عَتاب | ٥٧ عَاماً | مُدِير مَصرف | أرمَل
-جّلوي بِن عَتاب آل عَتاب | ٥٦ عَاماً | عَميدْ فِي الْحرس الْوطني | زوجَتهُ الْمها
-
الْأحَفاد:
-شِهاب بن سند آل عَتاب | ٤٠ عَاماً | يعملُ مَع جِدهِ | زوجَتهُ نَجلاء ولدَيه "سَند ١٧
عَ آل عتاب | 39 عاما | عميل في الإستخبارات السعوديه | الحالة الإجتماعية أعزب النوع
-حمد بن سند آل عتاب | 33 عاما | ملازم أول في القوات الخاصه
~
-صهيب بن فهاد آل عتاب | 27 عاما | خريج أدب أنجليزي | أخ الليل من الرضاعه
♧ آل حجيل. -
☆ حراب بن نادر بن فهيد آل حجيل | 69 عاما | شيخ من شيوخ القبائل القديمة
-صافية بنت نادر بن فهيد آل حجيل | 40 ع ما | عانس
~
-فهيد بن سلمان آل فرح | 20 عاما | راعي أغنام
-شجن بنت سلمان آل فرح | 17 عاما | وحيدة أخاها
~
أصدقاء العسكريه.

-جمال بن محمد آل فهاد | 32 عاما | صديق سالم في العمل
-شاكر بن يحيي آل نهيان | 30 عاما | مقدم قتالي القوات الخاصه في
-حميد بن ناصر آل نهيان | 40 عاما | فريق أول قتالي

وباقي الشخصيات المهمة تتعرفون عليها مِن خِلال الْبارتات☁️؟




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 05:28 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



-.
الْفَصلُ الْأول:لِيلةُ الْبَدر وَ شَجرةُ الّذِكرياتّ❤️
الْجُزء الْأول
♧°أمطِري ياسَماءُ الحُب وأسّقي قلباً عاشقً هايمَ،أمطِري يا سَماءُ الْحُب وأرّوي بّساتِين قَلّبي الْمجروحَ..°
-
《الْمملكّة الْعربية الّسُعودية،أبها》
.
فِي بِدايةِ فصلِ شتّاءً قاسّي،تّبدأُ قصةُ أبطَالِي
لِأ نّعيش مَعهُم تَفاصِيلَ حَياتّهُم،
وَ نكّتشّف مَعنا أخطّر أسّرارِهم،
وَ نَفُكّ قُيودِ الْكَذِبّ،لِلتّبينَ لنّا الْحَقيقِة الْغَايِبة،
وَ أشدّ أنواع الْخياناتِ،وَ نَعِيش قصصِ الْحُب الْجميلة
فِي إحدى تّلكَ الْقُرى الْجّميلة،كَان الّثلجُ يَتساقطُ بِقّلةٍ،شُجيراتٌ خَضراء مُنتّشره حَول الْقّريةِ،
مُعَلقةً وسطَ الّسماء تِلك الشمُسّ الْبارده،
نَسماتِ الهَواء الْتي تُعطيِ هَذا الْمَكان جَمالاً أخّر
هَقد غَابت الشمسّ،ويأتِي الْليلُ لِأحلُ مَكَانّهُ،
البدرُ المُكتمِل والنُجوم البارزةِ مُتركزةً بالّسماء،
فِي إحدى الْبيوت الجّبلية
كَانت بَطلتيِ الْجميلة وحادةِ الطِباع
تجلسُ فِي حَديقتها الْخلفيهَ،
طاولةً دائريةً متوسطةّ الحجمِ،
بَيضاء الّلون،وَ كرسيٍ مُزخرفةً،
وَمن حولِه الأزهَار الْخلابهَ،
وَ الشُجيرات الْصغيرة
كانتّ بطّلتي تّجلسُ على كُرسيها
تاركةً شَعرهُا مَنسدّلاً عَلى ظهرِها،
مُرتدِةً ثَوب أسّود واسَع طويِل،
أكمَامُه تّوسط يَدها وَ كَان أمامِ نَاظريها،كتابُها المُفضل،وَفِي يَديها كوباً يَحتوي عَلى مَشروبٍ حَار
لِتنعم بّبعض الدّفئ،ويَدها الأخرى
تُقلب الْصفحَات عِند الأنّتهاء مِن القراءة،
مرتّ ساعةٌ لِتتحسّ بِقطرةّ مَاء عَلى جَابينها،
لِتهُم بالنظرةِ للأعَلئ،كَانت الْقطرات تَسقط مِن الّسماء،لِتلاحظّ أنهُ بَدات تتحَول
هَذه الْقطرات بِتدرِج إلى مطرً كَثيف،
أغلقتّ كّتابهَا بّسرعه وَ أمسَكتّ بِكوبِها،
وَ أخذتّ تَركض نَحوِ بابّ المّنزل،
وَصلت وَهي تّتذمر بِشدة،تركتّ كتابَها عَلى أرضّ المُنزل،كَانتّ تَنفضُ شَعرها بِقوة،
رأتّها جَدتهُا فَقالتّ بِحنان:وش بلاكَ يَا بنيّتي
اللّيل وهِي تُحاول كَبتُ غضبهَا،لِتُمثل البرود:مَاكو شي ياجده بس المّطر بللني
الجدةّ بأهّتمام وخوفٌ واضحّ:طِيب بّسرعة غيريِ ملابسكّ لا تَمرضين الحينْ وأنا بَروحّ أسويّ لكّ زنَجبِيل
اللّيل حَدقتّ بِجدتّها بِحُب،
لَولاكِ لا كَانت حَياتّي بِلا قِيمة،بِلا طّعم،
بِلا عائلة،أحّمد الله على وُجودكِ مَعي،صّحت من سَرحانهّا على صوتّ جدتّها:ياللّيل أنتِ تّوحين العّلم ولاَ ما تّوحينه،اللّيل بطاعة هِي الوحِيدة الْتي
لا تستّطيع مُخالفة أومِرها:تبشرين يا جدة
#وسرى_المحبين_في_ليلةٍ_البد� �_كاملها
الْجُزء الّثانِي
《الريّاض،قرية الحّجيلي》
جَالسٌ أمامّ موقّد الّنار،بِثوبٍ أسود مُتلثِماً بِعمامتهِ الابِيض،مُغطئ جسمهُ بالفرؤ الْبُني،يتأمَلُ الّنجوم الْمعلقهَ بالّسماء،يُحب الّنجوم لا يعلّم لِماذا،هَل لأنهُ يُحسُ بالأمان عِند رُويتّها؟، هَل يُحسُ بأنهَ تُطهر جروحهُ؟، كَان عَقلُه يَشغلهُ الّتفكِير،ومُنذ مَتى لَم يُفكر؟،دَائماً يُفكر،
دَائماً يسرحُ فِي عالمّ الْماضي،تَعودُ لهُ الّذكَرياتّ فتّفتحَ لهُ جروحهُ مِن جديدّ،أصّدر صوتّ ضحكّةً سَاخره،
مَتى أُغلقتّ جُروحه لِتُفتح؟!،
قاطعَ حّبلَ أفكارهِ صّوت رجُلًا،
يَصُرخ بِأعلى صوتهَ مِن مسافةً بعيدةّ:عَونك يالنشمّي
وّصل الْرجُل وَ هّو يلهَث مِن التعِب:طلبتّك الْعّون يالنشمّي،لاتردنِي خَايب
النشمّي عَقدَ حاجبيهِ وَ وقفَ بِنخوة:ولكّ العّون،قّلي وش جرى يافهِيد
فهِيد بِنبرةّ حُزنٍ وَاضحه:أوخيتي يالنشمّي مّن ضباح اليوم،ماظهرت،سألتّ حريِم القبيلةِ يُقولون أخر مرةٍ شفناها عِند الْغِدير،وّ من بعدّها مأحد شافهَا
النشمّي بأستفسّار:سألتّ حّنان بنتّ حامّد عنّها؟
فهِيد بتّذكر:صّح وشلونّ راحت
عَن بالي،يلا تعّال معي
النشمّي وَ هو يُطبطب على كَتفه لِيخففّ
عنهُ:وَكاد الحزن نّساك،أنتّ ألحَقني بأَخذ بّندقي وأجيِك
هَمَ بأخذِ بُندقيتهِ،مُحاولاً الألحاقّ بِفهِيد،وَصّل إلِيه:هَد من سرعتّك يارجال،مابغيِت أجيِك،
بَعد مُرور بّضع دَقائق
وَصلو إلى مَنزِل "حَامد"،طَرق فهِيد البابّ أمَا النشمّي كانَ يقف عَن يَمين البابّ
فهِيد:ياولد،يأهل ألبيت،ليُفتخ البابّ حَامد:خير ياوَلدي وش بغيتّ،وَحولَ أنظارهُ لِنشمّي: وَش صَار يالنشمّي
النشمّي بِهدوء:ياعَم نبيِ بنتكَ نسّتفسر منهَا في سالفة،ونطّلع
حَامد رَفع حاجبهُ دلالةٌ على غضبهِ:وَش السالف..
تَحدث النشمّي بمُقاطعةَ قبل أن يسوء الظّن:ياعَم أختّ فهِيد من الصبحُ مو موجودة،فَقلنا أكيدّ
بنتكّ تدري،فأنادها، ذَهب حَامد للدأخل لِلنداءِ أبنتهِ،
مرتّ ثلاثُ دقائق وهُم ينّتظرون،لِيخرُجَ حَامد وَ بِجانبهِ أبنتهُ،تَقدم فهِيد بِعدم صبر:ياخيتة،أنتِ شفتّي أختِ اليوم أو مريتهَا قُولي،
كَانت تشعُر بالخوف مِما سّتقول
لِتتحدث وصوتهَا يرجفُ:مريتهَا،اليوم بعد شروقّ الشمسّ،كانت واقف مَع رجال مِن عيالّ آلحّرابي،
وَ أنحاشتّ معه،توسعت عيناهُ بصدمةً،
مالذيِ فعلتّهِ يا أختاهُ،أنّ مصيركِ عَلى فعلتكِ هِذه "المّوت"!!،يالله مَاذا أَفعل؟،لِن أسّتطيع الّنظر إلى أحدٍ،لِصحو على صوتّ النشمّي:لاتّخاف أنا قلتّ لِعم،وبنته ما يهرجون عِند أي أحد،فهِيد بالْقهرُ يَتزايدُ في داخلهَ:ليش يَا نشمّي؟،ليش؟،تسوي فيني كِذا اهه يالقهر
3
《الريّاض، مَنزل عَتاب بن جّلوي آل عَتاب》
-
رأتهُ مُنشغلاً بين الأوراقِ حَائراً ، مُتوتراً ، غاضباً
تَرددتّ قليلاً بِذهابِ إليه فَرجعت أَدّراجها،
لِتقف بعدَ ما سّمعت نداءهُ لها:تّعالي ياصالحة
ألتفتّ نحوهُ ببطئ وتقدمتّ إلى أن وصلت
للأريكة التّي بجانبه ، وجلستّ وهي تُحدق بهّ
صالحة بأستفسار:وش اللي صايرّ يأبو سّند؟،
ليه أشوفك متّكدر كِذا
أبو سّند وَهو يتنهدُ بغضّب:ذِي البنت ناويةّ لي نيتة شينة ،اللي يُشوف حركاتها يُقول أنّ عدوينها، مو أهلها
أبتسمتّ بِخفة لِذكرى تَلك الفتاة اللعوبة ، فَقد جعلتّ العائلة تّفقد أعصابها فِي السنتين الماضيةّ بِأفعالِها الْمُستفزهّ ، فَقد تّدخلتّ في مَجالاتّ الجَميع ،
وسّببتّ لَهُم خَسائر مّادية كَبيرة
نظرتّ لِملامحِ زوجِها الغاضبة ،
لأولِ مرة يَنجحُ أحدً في إغِضابه بِسهولة،
تَحدثتّ مُحاولةً إطفئ غَضبهِ:ليه وش هي مَسويه
أبو سّند مدَ لها الأوراق:شّوفي بالله،مَهندسة،
وداخلت لي بالتّجارة، نسبة الخساير من تجارتنا ٤٠% والسّبب السّت
حَاولت أخفاء إبتسامتها ،
ونطق بِبراءة:يّمكن تبي تجرب التّجارة
أبو سّند بِقهر:ومالقت إلا تّجرب التّجارة
عند تّجارتي، ليش ماخلتّ تجارتها بأبّها ،إلا أنهَا متقصده ، وَ ودها تّقهرنا
صالحة أبتسمتّ بِهدوء:هّد ياطويل العَمر،
أنتّ قلتهَا ودهَا تّقهرنا ، فَليش تّعطيها مُناها،وتَكّلمت بِرُؤيةً مُستقّبليه:وَالله أعّلم وّش شّافتّ الْبنتّ،
مّن الدّنيا ، حَتى تّكرهنا كِذا ،
وَ لا تَنسى أنّها مَا تّربتّ عَلى يّد أمُها وأبّوها،
هّد وكَل شي يِنحل بّتفاهُم،وَ أن كانك تّبي شُوري،نَادها وتّفاهَم مّعها،كُود عَندها سّبب لِسواتّها هَذي
أبو سّند وَهو يُحاولُ أنّ يَكونَ هَادئاً بِرغمِ من الغّضب العَارم الْذيِ يَسُكن صدِره،
تَكلم ونّبرة الّندم بِصوتِه:أدري،ونَدمانّ قّد شَعر رأسّي أنَي ما رّفضت فكرةّ روحتّها،تَنهّد بِنّدم:بّس لاَ فاتّ الْفوتّ ما يَنفع الّصوت
#وسرى_المحبين_في_ليلةٍ_البد� �_كاملها
-
《4》
-
《الْرياض ،مَبنى الشَقق المَفروشه 》
بَعيداً عَن إحدىَ تِلكَ الّشقق فِي الّدور الّرابع
كَانَ يُرَاقِب الْوَضع عَنْ بُعد أَمْسَكَ بِلأسلكي الْذي
يُوجد بِجيبِهِ الأيَمن وَتَحدثَ بِصوتً مُنخفِض مُحرِصاً:مِن مَسكن إلى جميع عناصر الْمَسكن، أكرر ، من مَسكن إلى جميع عَناصر الْمَسكن بَعد دقيقة ستَبدأ الخطة أرجو الإلتزام مَن الجَميع ،أُكرر، ستَبدأ الْخُطة بَعدَ لَحَظات أَرجو الإلتزام،نَطقَ بِصِيغة الأمر:"مَسكن ٥" خُذ مَعك" مَسكن ٧" وَ "مَسكن ١٠" ورحو لِلجهة الْغَربية مَن الْمَبني ، "مَسكن ١١"خُذ مَعك "مَسكن ٤" وَ "مَسكن ٨" ورحو لِلجهة الْشرقيةَ مَن الْمبنى
،"مَسكن ١٤ " خُذ مَعك "مَسكن ٢٠" وَ "مَسكن ٦" وَ "مَسكن ٢"ورحو للأعلى المَبنى ، وَ بنبرة تَحقق وَ أستفسار:مَن "مَسكن" إلى "مَسكن ١"تَسمَعني؟ هَل كِل شي جاهز؟
"مَسكن ١" بِتأكِيد للأوامر الْمطلوبه:مِن "مَسكن ١" إلى "مَسكن " أسمعك، نَعم طَال عُمرك كِل شي جاهزة حَسب ما طُلب مَنا ولا تّخاف حنا عَلى وَشك الوصول "مَسكن " بِتأكُد:الْكل أخذ المواقع المَطلوبه منه؟ "مَسكن ٥" وَ "مَسكن ١١" وَ "مَسكن ١٤"بِتأكيد:نَعم طّال عُمرك، نُفِذ
"مَسكن " بِحزم هَو مَازال يُرأقب الوضع: بَدأت عَملية الْمَسكن، الله ينصرنا
أَغلق الأسلكي وَ وضعهُ فِي جِيبه، ثُم ذهَب "مَسكن" نَحو دوراتّ المياه لِتّرُك عَربة الْنظافه أمَام الْبَابْ فَقدّ كَان مُتنكِراً بِزي عَامل الّنظافة،ذَاهبَ وَ هُو تَلفتّ يَميناً وشِمالاً بِترقُبٍ غِير مُلفتّ ، وَصَل إلِى جَانب الشقه
إخِتبئ خَلف الْجِدار الْخَارجي لِشقة مُمسكَاً سِلاحهُ بِحذر
أما عِند "مَسكن ١ " ومَن معه كَانو فِي مِصعد يَقولون ل٥النساء ماذا يَجب أنْ يَفعلو "مَسكن ٣" وَ هو يُعيد عَليهن مِن جدِيد بِحرصّ:نُوصل باب الشقه تصطفو قدام الباب بالعرض ٤ قدام و٣ وراء
ونَحن راح نكون وراكم ،تَطق وحده مَنكن الباب ولمَا يفتح الباب عَلطول تُروحون بَسرعه تحتّ، عُلم؟
هَزئن رؤسهنٌ،إلتزم الْجميع الْصمت إلى أنْ فُتحَ بَابْ الْمِصعد
كَانُو يَمشونُ بَين الْمَمرات بِسرعه والْنِساء فِي الْمُقَدِمه إلِى أنْ وصّلو أمَام الّشَقه ، كَانو الْنِساء يِقفن جَانبْ بَعِضهن بِتَراص،أمَا رِجَالُ الأمَنْ خَلفهُن مُباشَرةٍ ، أَعَطى"مَسكن" إشارتِه ،لِتَطُرق إحِدى تِلكَ الْنِساء الْبَابْ قَرعتان عَلى الْبَابْ وَ ضَغطةً واحِدةً عَلى الْجَرس،
"دَاخل الّشقهَ"
أتى نَحوَ الْبَاب مُمسكاً ألةً كَبِيره حَادة تُسمى"بالساطُور"
كَان مُرتبِكاً، نَظَر مِن الْفَتحة الّصَغِيره الْمَثقُوبه فِي الْباب
لِيرى مَجموعه مِن الّنِساء وُقوف أمَامهُ

-




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-06-20 الساعة 09:49 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 05:29 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




《أبّها ،مَنزل اللّيل الْجَبلي》
-
دَخْلتّ إلَى غُرفَتِهَا بَعَدْمَا غَرِقَتّ جَدّتُها بِنَومِ، إِتَجَهَتّ نَحَوَ رَفُ الْكُتُبْ الّصَغِيرْ الْمَوضُع
فِي أَخِر زَوايا الْغُرفهْ،لِتَمُرَ أنَامِلها عَلى عَلى الْكُتُبْ
المُوجوده،لِتَقع أنَامِلها النحيلة عَلى دَفْتّرٍ ذُو تَصمِيمٍ
كِلَاسِيكي بِلونٍ بُنْي،أَمْسكّت بِه ذَاهبةً إِلى مَكتبِها
ذُو الْلون الأبيض الْذي يَقع بَعيداً عَن الّسَرير،وَ خَلف مَكتبِها نَافِذه زُجاجِيه كَبيرة تَطُل عَلى الْحديقة الْامامية،وَضْعت الْدَفتّر عَلى الْمَكتب،سَحِبت الْمقعد وَ سُرعان مَا جَلستّ،أخَذت قَلمُها الأزرق وَ نَظِرت لِلنافِذة كَان مَطْر لَايَزال يَنْهمِر بَل فِي تَزايد،فَتحتْ دَفتّرها لِتَكتبْ مَا يَجول فِي الْخَاطِرِ الْمَستْور... " أمطِري ياسَماءُ الحُب وأسّقي قلباً عاشقً هايمَ،أمطِري يا سَماءُ الْحُب وأرّوي بّساتِين قَلّبي الْمجروحَ...
،و سُرعان تَركتّ قَلَمُها بِذُعر عِندما سَمِعت صَوتاً يَصدُر مِن الّنافِذه
لِتكرر ذَلكَ الّصوت مِراراً،إلتفتّ لِلخلف بِبُطئ شَدِيد لِترى شَخصاً يَرتَدي ثِياباً سَوداء اللَون وَ وجُههُ مُخَبئاً تَحت قِناع جِلدي وَ بِيدهِ حِجاراً كَبيره،رُغمِ أنَها ذُهِلت إلا أنَها
إستَوعبتّ الأمِر بِسُرعه،أخَذت هَاتِفها مِن عَلى طَاولة المَكتب،وأخَتبئت بِسرعه فَائقه أمَام الْمَكتبّ،أَمَسكتّ هَاتِفها وهِي تُحاول الأتِصال بِالّشرطه،وَضعتّ يَداها عَلى أُذنِيها بِذُعر عِندمَا سَمِعت صَوت كَسر الّزُجاج إلتفتّ أنَظَارُها لِزُجاج الْمُحطم بِجانِبها لِتشُعر بِالقَشعريره
تَسرى بِجسدِها عِندمَا سَمِعت صَوتّ أقدَام تَأتي نَحوهَا
بِبُطئ،حَاولتّ ظَبطَ أنفاسِها وَهِي تَتحدث لِكي تَأُخذ وَقتاً كَافياً للأتصال بِالشرطه:صدقِني مَا راح تِلاقي شي عِندي فَلا تَتعب نَفسك وإطَلع قِبل لا يِشتكون الْناس اللي عِندي
الْمَجهول تَحدث بِذكاء وغُموض:وأنا أَقول خَلي الجوال اللي بِيدك ،قَبل لاتّروح جَدتك مِن بِين يدينك،لِيُكمل بِنبره أستفزازيه؛تَعرفين الّسُم يِمكن الْحِين يِجري مَفعوله فِي جسمها حرام،
اللّيل كَان عَلى عُنقِها وِشاحاً أبيّض، وضَعتّه عَلى رَأسِها مُخفيةً بِهِ شَعرُها الْمَرفوع وَ مَلامحَ وَجهِها السُفليه،ثُم وقفتّ بِسرعه وهِي تتَكلم بِنبرة حَاده:إيّاني وإياك
المَجهول قَطع كلامها بِجديه وتَهديد:أنا إللي أهَددّ هِنا،وَ الحِين عَطينا الأوراق ،و إنِقذي جَدتك يا حِلوة
اللّيل رُغمَ صُعوبة الْمَوقف إلا أنَها تَحدثتّ بِشجاعه وَ قُوه:مَا تُروح الّنفس و لاَ تّضَم إلا بِأمِر صَاحبها وَإللي هُو "الله"
_
6
《6》
"الْساعه ١٠ صَباحاً"
《 الّرياض ، قَرية الْحَرابّي》
بِصَباحِ يَومٍ مُشرقٍ فِي إحِدى بُيوت عَائلة الْحَرابّي،
بِتَحديدّ فِي غُرفةٍ مَعزولةً عِن الْمَنزل ، يَسُكُنها الْهُدوءِ الْمُخِيف، فيَنْبعِث نُور الشمسُ الْغُرفة ، أسّتِيقظت بِتعبّ وَالْصدّاع الْرأس يُلزِمُها لِتتذَكر مَاذا حَدث لَيلة البارحة؟
فَتَرتجِفُ مِنْ الْخَوف، وَ صَارتّ الْدُموعّ عَلى وَجنَتِها تَسري بِصمتّ ، مَسحتّها بِبُطئ و نُعومة
يَالله ، يَا سَمِيع ، يَا بَصِير ، يَا غَفار ، يَا عَزِيز ، يَا قَادِر
يَامَنْ يَسمعُ نِداء عَبدهِ أذ دَعاءهَ ،
يَامَنْ يَغفِر لِمَا لَا يُغفَر ،
يَامَنْ يَرى لَمْ نَراهُ نَحنْ ،
فَأنتّ عَزيزاً ذُو إنِتقام ،
فَأنتّ قَادِراً عَلى الّظالمِ فِي ظُلمِه ،
وَ أنتّ مَنْ يَنصُر الْمظَلوم حِين ظُلمه ،
أدُعوكَ بِكَلِ أسّمَائكَ الْحُسنى الْتِي تُحِبهَا وَ تَرضّاها ،
اللّهم أنتْ رَبِي وَ أنْا عَبدةٌ تُحبُ خَلِقها،
فَأطُلبكَ يالله ، أنْ تُصِرنِي عَلى مَنْ أرَدْ عَلي سوءً
فَرُدَ لَهُ سُوءَ أعَمالهِ ،وَ طَهرني عَنهَا كَطَهُور مَاء زَمزم،
أنِقطع دُعائهَا
عِندَ دُخول أحدهُم مِنْ الْبَابْ مُتلثِمًا بِعِمَامتهِ
أشّاح النظر عَنها لِيتَكلم بُسرعة،:أسّتعجِلي،مِنْ طَرف أخوكْ فِهيد خلينَا نَهرب بِسرعه قِبل لا يِجون
وَقفتّ بِسرعه وِهِي تُغطي نَفسها بِقِماشٍ مَتروكاً عَلى الأرض:طِيب،أخُوي فِهيد ويِنه لِيش مَا جَاء
أمَسكَ بِيدها مُستعجلاً:لا مكَانه ولا وقتهَ
-
《الّرياض،قَرية الحِجّيلي》
فِهيد بِتساؤل:لِيش أنَا وياكّ مَارحنا مع صَفوانّ والّباقِين؟
الّنشمِي نَهض من عَلى الأرض
بِغموض مُريب:حّنا راحّ نُروح
لِمكَانً ثاني ،مَدّ يَداه لفِهيد:يلا ،قمّ مِعي
فِهيد أمّسكَ يَد الّنشمِي وَ مَشى مَعهُ بِصمْت،
قدّ لاَ يَكون يَعلمْ بِالذي يَجُول فِي عَقلهِ
لَكنهُ يَثق بِه وَ هَذا هُو الأهمْ،فَلم يَأتِي لَقبْ "الّنشمِي" عَبثاً فَقدّ كَانت لَهُ مَواقِف تَشهدُهَا
أهِالي قبِيلتهِ،فَلؤلاء الله ثُم هُوَ لَمَ عَلِمَ
أنْ شَقِيقتهُ قدّ خُطِفت،يَتمْنى أنْ يُصبحَ بِمثلِ شَهمتهِ
،يَشعرُ وكَأنهُ الْذي لَم تَلدْهُ،أمُه مهمَا فَعل أو سأيَفعل
لَن يَردّ جَمِيل هَذا الّشهمْ،أسّتوقف حَبل أفكارهِ،حدِيث الّنشمِي الْمُهم،ثُم أدركَ أنهُم قَدّ وصَلوا للمَكانِ الْمَطلوبْ
الّنشمِي وَهُو يَنظر إلى الشخصّ الْذي
كَان بَعِيداً عَنهم بِمَسافات قَليلة،ثُم إلتَفتّ إلى
فِهيد بِجدية واثِقه مُمزوجة بِنبرة
حِقدٍ مَدّفون وَ الّذِكريات تترَقصُ
أمَامهُ مِن جَدِيدّ:هَذا هُو الْخسيسّ إللي خَطف أخِتك
-
7
《أبّها ، مِنزل اللّيل الْجَبلي》
كَانتّ واقِفةً أمَام ألةّ الْقهوة وَ هِي تَرتدِي ثَوباً فَضفَضاً طَويلاً لَونُه بُنِي مُزخرفٌ بِورودٍ بَيضاء صَغِيرة ،تَنهدتْ بِخوفٍ وَ هِي تتّذكرُ لِيلةَ الْبارحه
-
"ليلةَ الْبارِحه"
-
المَجهول أُعجبَ بِشجاعتها
لإبتسم مِن خلف الْقِناع:أعجَبتني،كِنت أظن أنْ الْموضوع
بِطلع سَهل وعَلطول بتعطيني الّشي وبّسرعه،
لَكْنك خَيبت ظَني،وَلِيش أكَذب، أحلا خيبه،جَلسَ
عَلى الْكُرسي وَ هُو يُخرج سِلاحه
وَ يضعهُ عَلى الطاولة بِسخريه:بَس للأسف،مَا أحْب إللي ما يَسمعون
الكلام ودائم يَتْعبون
اللّيل إرتَفعَ حَاجِبها؛ خَلصتّ ؟
أَومأَ بِرأسهِ بِعدمْ إسّتيعاب:أيّه ، ليه ؟
اللّيل بِصبر :قُسم بالله اللّي رّفع الّسماء،
أنْ مَا أنهِيت هَذه الْمهزلةّ ، أنِي لأنّهِيك يا صُهِيب
صُهِيب فَتحَ عَينَاهُ بِدهّشةٍ وَ هو يَنزع الْقِناع:كِيف ؟،كِيف عَرفتّي ؟!
اللّيل أخّفت إبّتسامتّها وَ تّكلم بِذكاءَ: واحد: مَا سمّعت أي صوتّ لِلحراسٍ ولاَ كِلاب الْحراسّه ،بِما مَعناهَ اللي دَخل شّخص عَرفينهِ٢:الْغبي الْوحيدّ اللي مُمكن أنهّ
يَلبس قِناعَ ،و مَ يَلبّس قِفازات عَشان الْبصماتّ هُو أنت،
٣:الْساعة اللي عَطتكّ أياه جدتّي فِي يدكّ ،
٤:مَا كّنت أتّصل على الّشرطة ،كَنت أتّصل
على الحُراس فَقّالو لي أنهّ مَادخل أحدّ غِيرك
صُهِيب وَ هُو يُنَاظِرها بِغيض:طَيب،لِيش مَا سَويتي مَعروف وَ خَليتني أكّمل، تّنهد بإحِباط:كَنت مِستانس،خَربتِ عَلي،
اللّيل أبتسمتّ بِإستفزاز:تّستاهل
صُهِيب عَضّ عَلى لِسانهِ:يا هَدامةّ الْلذاتّ ،يا مُفرقةّ الجَماعاتّ،وَقفَ مِن عَلى كُرسي:الْمهم أنِي جَوعان ،
سَوي لِي عِيشَه أكّلهَا ، وَ أنَا أستَناتس بِصالة
كَانتّ اللّيل تّتأمَلهُ بِإزدِراء وَ هُو يَخرُج
لِتتكَلم بِسُخريه: لَاوالله، أنْ شَاء الله الْحَين ،تَأمر أَمْر!!
. " بَعدما أعَدتّ لهُ الّطعام" .
رَأتهُ جَالِساً عَلى الأريِكة مُندَمِجاً
عَلى إحِدى كُتبِها الْمُفضِلة ،بَل الْعَزيزةَ عَلى قَلبِها ،
سُرعان مَا عرفتّ مَا يُخطط لهُ ،لّن تَسمْح لهُ بفعلِ مَا يُفكرَ بهِ... ،ذَهبتّ مُسرعةً لهُ ،وَضعتّ صِيْنَّية
الْطعام بِقوة عَلى الْطَاولة ثُم أخَذتّ الْكِتابْ
مِن بِين يَدّيهِ بِسُرعه خَاظِفه ،وخَبئتهُ خَلفها
وجلستّ عَلى مَقعدّ الاريِكة الْمُنفرِده ونظرتّ لهُ
بِحد مُحاولاً أنْ تُخفِي الأرِتباكّ عَليها:حَاول يعني انك ما تعَبث فِي أغراضِي ،ولَا راحّ نزعل مِن بَعض
-
8
تَعدّلَ فِي جَلستْهِ وَ هُو يأخُذ مِنْ الْصِيْنَّية
الإنَاءِ الّدائري والْمِلعقة الْتي بِجانِبها لِنتظَر
لهَا بِإزدراءٍ مُزيف: مُكرونهُ؟! ، لا تَعبتِ نَفسك يَا شيخه!
اللّيل وَ هِي تُحاول قِراءةَ مَا يُريد فِعله ،
لَكنْ مَا مِنْ فَائدة فَهُو يَعلمْ كَيف يُخفي أفكارهُ
ومَشاعِرهُ بِسُهوله
لِتْصحُو مِنْ سرحَانِها بِأنظَارتِه الْمُزيفه
وَ كَلامِه مُزيف لِيتمَكنْ مِنْ إنَساءِها مَاحدَثْ
أصَبحتْ تَعلمْ كِيف طِريقة تَفكِيرهِ قَليلاً وَ
لَنْ تَسمْح بِأنْ تُعِيدّ غَلطتِها مُجدداً
تَصنعتْ الْبُرودْ فِي ردّها:والله هذهِ الأمكانِيات المُوجودة وش نسّوي؟
صُهِيب أتَسعتْ إبتسَامتهُ مِنْ ردةّ فِعلها
وَتَكلمْ بِنبرة تساؤلْ مُتعمدّ:أنتِ كأنك خَفتِ يوم شفتِني ،
لا يُكون ضَنيتْ أنه واحدً ثَانِي ،
لِيُكمل بِتقصدُ غَامض:لَا يُكون تحسبني واحدً مِنْ "عِيال الْحّرابي"
اللّيل شَعِرتْ بِرَجفْةً تَحتْلُ قَلبُها وَ بُرودٌ
فِي أطْرافِ جَسدِها ، وَ عَادتْ إِليهَا تِلكْ الّذِكرياتُ
الْبَائسه ،تَشعْرُ وَ كَأن مَجرىْ تَنفُسُها مُغلقْ، غَمضتْ عَينْاها مُحاوِلةً تَمْلكُ أعَصابّها تَعلمُ
أنْ هَذهِ خِطةٌ مِنْ خُطْطِه ،هُو عَنِيدْ وسّيفعلُ كُلْ شَيء لِيعلمَ مَا حَصْل ،إبتَسمتْ إبتِسامةً مُطفئَ
لِتُغِير الْمَوضوع:إلا ما قلتِي لي كِيف صحة الْخِيل؟
صُهِيب بِذكَاء لِيقلُبَ عَليهْا الطَاوِلة بِعدَ تَهرُبِها: الخيل ولَا الْخيَّال؟
اللّيل ظَغطتْ عَلى قَبضةِ يدها الأيُمن بِقوة
وهِي تُحاولُ أنْ تَظبُطَ أعِصابهْا فَقدّ تَأكدتْ أنْ
هَذِه الْليلة سَتطُول ،وتَكلمتْ بِدّهاء
وثِقة مُزيفه لِتُخفِئ بَعضاً مِنْ تَوتُرها : مَايفرقْ ، لَانْ صَحة الْخِيل مِن صحةَ الْخيَّال، صحّ وَلا لَا ؟
ثُمْ وَقفتْ بِبُطئ هِي تُريدْ الْهُروبْ فَاعِينَاهُ
لَا تُبشرُ بِالْخِير أبداً وَ كَأنهُ يَقولُ لهْا " لَن تَمُرَ هَذهِ الْلِيله بِسلامْ مَا لَمْ أعَلمْ مَاذا حَدْث فِي ذَلِك الّسالفِ الْغائبْ مِن الْوقَتْ"
عطتهُ ظَهرهْا وهِي تُمِسك الْكتابْ بِيديها بِقوة
لِتضُمهَا عَلى صدِرهَا :تْصبح عَلى جَاء وَقتْ نَومِي ،أشوفكْ بُكره
صَمتْ صُهِيب وَ هُو يَتْأمَلها تَذْهِب
أوْ بِالأصَحْ تَهرُب ، لَكنْ لا بَأس ياللّيل سْأعلمُ
مَا حدثْ فَا لديْنا وقتٌ طَويلٌ
نَقضِيهِ مَعاً ، وأنا أعِدُك أنهُ لنْ أرحلَ
قَبل أنْ أعِرفَ كُل شيئاً مُخبأٌ هُنا ،وْاقف
ثُم حَملَ صِيْنَّية الْطَعامْ
وَ أتِجهَ بِها إلىْ المَطبخْ -
#وسرى_المحبين_في_ليلةٍ_البد� �_كاملها
-
9
.| الْساعةِ ١٠:٣٠ صَباحاً |.
《الّرياض ، بِالْقُربْ مِنْ قَريةّ الحّجيلي 》
-
كَانْت قّد بَدأتّ تَشعُر بِتعبْ فَهِي لَمْ تَّنْاول شَيئاً مُنْذُ الْأمْس وَ الْأنَ هَا هِي تَمِشي مَسافِة عَشرةّ أمَيالْ مَعْ حَرارةِ الَّشَمس الْحَارِقه ،تَحسُ بِذوَبانْ وَ
حَالُ لِسانِهَا يَقُولْ:اللْهم أنِي أعُوذْ بِكَ مِنْ عَذابْ جَهنْم ،اللْهم قِنَا عَذابْ الَّنار وعَذابْ الْقَبْر،،أمِين
نَظرتْ لِلشَابْ الْذِي يَتقدمُها بِالْمَشي،مَنْ هُو يَا تُرى؟
لَمْ يَسبُق لِي أنْ رَايتُه فِي الْقرِيه ،
يَبدُو عَليْهِ أنهُ رَجُلاً شَهمْ ،وَ أيِنْ هُو أخِي وَ أَيَضْاً الّنشمِي ،أسّتفاقتْ مِنْ سَرحانِها عِندَمْا
رَأتهُ يَتوقف فَقالتْ بِسُرعةٍ فَائقه وَ
الْخُوفْ يَمتّلكُ قَلبهْا:لَيْش وَقفْنا ؟ ،وَش صّار؟
إجَابْهَا بِهُدوء تَامْ وَ هُو يَستندُ عَلى الَّصَخره :بنرَايحْ شَوي،ثَمْ نَكملْ طِريقنْا ،أَرتْاحِي أنتِ
شَجنْ أوُمأتْ رَاسُها بِرفضْ عَلى رُغمِ مِنْ تَعبِهَا:لَا ،مُو لازْم
تَنْهدَ بِهُدوء: حِنا والْعِيال مَتافقِينْ نتّقَابل هِنا،وَ الْحِينْ أجّلسيْ وَراء الّصَخر وَ أكشّفِي إِذْا تَبِينْ، تَرىْ مَاحدً يَشُوفتْس
إسّتمَعتْ لِأمرِه بِإنصِياعْ ،وَ فَعلتْ مَا طَلبْهُ مِنهَا
شَجنْ بِخَجلْ مُتَردِدةّ مِمْا سّتقُول ،لَكنهْا تَغلبتّ عَلى هَذا وَهِي تَتّكلمُ بِصوتٍ مُنخَفِض نَاعِمْ: يَاخُوي الّضمَأ ذَبَحنْي ، مَاتُشوف لنْا شَيئاً
أسّتوقَفْ حَدِيثَها بِجمود:فِيْه بِئرٍ وَراتسّ ، بِتحذِير:
بَس أنّتَبهِي لَا تّطِحينْ لَأنْ الْبِئر غُويِطّ وَ مَالهْ حَاجزْ
شَجنْ وَقِفتْ وَ مَشتّ بِبُطِئ وَ حَذرٍ شَدِيدّ وَهِي تَنظُر لِأسّفَل ،بَعدْ قَلِيلْ رَأتْ حُفرةّ ضَيقةّ الّتجوِيف عَمِيقه بِدُونْ إيّ حَاجِزْ ،ذَهَبت نَحْوهَا بِحَذر
وَصلتّ لِتَرىْ بِجانِبْ الْبِئر دَلوْ ،جَلِستّ
عَلى الْأرض وَ أمَسكتّ بِطَرفْ الْحَبل بِخْفةٍ وَ أنْزلتهُ لِلأسّفَل بِبُطئ إلِى أنْ أشتدّ الْحَبل وَ وصَلْ لِلعُمقْ الْبِئر ،ثُمْ رَفِعتْ الْحَبل بِقوةٍ كَبِيرة وظّلت تَسّحبهُ إلِى أنْ لَمِحتّ الْدلوْ أمَسكْتهُ بِقبضةِ يِديهْا مُحاولةً عَدمْ إسّقاطِه
رَفعتهُ بِقوة وَهِي تَضعهُ عَلى الْجانِب الْذِي يلِيها ،تَنفستّ بِعُمق وَهِي تُحاول إسّتعادةّ أنّفاسِها الْضايِعه ،أدخَلتْ يَدهْا الْأيمنْ بِالّدلو وَ وَضعتْ كِميةً كَافِيةً مِنْ الْمِياه لِتَقرب يَدهْا مِنْ شِفاتُها سَمتّ بِالله ثُمَ ظَلتّ ترْوِي عَطشهْا
إلِى أنْ شَعِرتْ بِالشبَع ،ثُمْ عَادتّ أدٌراجهْا بِسرعةّ
=
10
-أيِنْ هُو ذَلِك الْصدِيق؟
ألنْ يَعودّ مُجدداً،وَ هَلّ لغِيابهِ أنْ يَطُول؟!
. -🖋قَلمِي-
-
《الّرياض ،مَنزِل سّند بِنْ عَتاب آل عَتاب》
-
عَاد إلِى الْمَنزِل بَعدْ عَنْاءٍ طَويِل وَ تَعْبٍ مُهِلكْ ،حَتى وَ بَعدْ سَاعاتِ طَوِيلة لَمْ يَخُرج مِنْ سّيَارتِه مَا زْالَ يَنْتظِرُ
هُنا عَلى أمَلٍ أنْ يَرِنْ هَاتِفهُ وَ ثُمً يَتحدثُ أحَدهُمْ فَيُخبِرهُ أنْ الْذِي حَدّث لَيِسّت إلَا مُزحه أوَ كِذبَةٍ بِيضَاء .
صَغِيرة لَا يَهُمْ مَا تَكُون الْاهمْ رَاحةِ ذَلِكْ الْضَمِيرٍ الْمُعَذب
لَكنْ هَل تَعلمُونَ مَا هُو أسّوء شُعورٍ يُمكِنْ أنْ يُجَربُه الْأنِسان ؟ هَل تَعلمُونْ مَا هُو ؟
دَعُونِي أقُول لَكُم مَا هُو :هُو تَحمُل ذَنبِ " مَوتّ " أوْ "مَقتل" شَخصٍ عَزِيزاً عَلى قَلبكْ،هَل تَعلمُونَ مَا هُو الأسّوء مِنْ ذَلِكْ أيضْاً؟أنْ يمُوتَ وَ هُو عَلى قُرِب مِنْك
لَكِنكْ لَمْ تَسّتطعْ فِعَل شَيئاً لِأنَقذهِ، لِماذا لَا زْالتْ الّدمُوعْ مُتَحجِرةً فِي عَينِيه بَعدْ هَذهِ الْكَلِمات ؟ ،لِماذا لَا يَجهشُ بِالبُكاءِ ؟ ،
يُحسُّ بِأنْ كُل دُنِيا تَضغطُه بِقوةٍ مِنْ غيرِ أيْ رَحمه حَتى الّثيَاب يَشعُر بِأنهَا ضَاقتّ عَليهِ وَ لمْ تَعُد تَسِعْ لهُ ، قُطِعَ تَفكِيرهُ
الْعَمِيق حِيْن أحَسّ بِأحدٍ يَطُرقْ نَافِذة السّيارة فِذا هُو بِوالِده ،فَتْحَ الْبَاب ثُمْ نَزلْ بِهدوءٍ تَامْ
سّند"أبُو شِهاب" بِقلق عَند رُؤيتهِ مَشحُوب الْوَجه وأحَمِر الْعَينين:عَسى مَا شّر ، وَش صَاير مَعك ؟! حَمد نَظَر إلِى والِدهِ بِصَمتّ لِثَوانِي قَلِيلة وَ عِيناهُ تَشّكِي
ذَهَبْ مُسِرعاً نَحوهُ لِيعانْقهُ بِقوه ،وَضع رَاسّهُ عَلى كَتِف والِده بِصمتّ قَاتِل وَ الّدَمْعُ يِنسابُ عَلى وَجنتَين بِهُدوء
سَند وسَع عِيناهُ بِذهُول مِنْ حَال أبِنه وَ الْخُوف سّكن قَلبهُ،لَكنهُ رَبتّ عَليهَ بِحنَان لِيُهد مِنْ قَلِيلاً يسّتطِع الْتحَدُث مَعهُ بِشكِلاً أفَضلْ :حَمد قِل لِي وشّ صّاير
حَمد تَكلمْ بِبرودٍ قَاتِلْ وَ هُو شِبهُ مُنهَار :أنتّ الْلي قِل لِي أنْا شُلون أزّفهَ وَ رأسهَ مَنطُولٍ عَنْ جسّمه ؟! ، يَأبُوي أنْا قَدامْ عِيني أنْقتل الّصَاحب اللْي مَا بَعده صَاحب!! ،أنْا شُلون أبّطالعْ فِي وَجه أهَله ؟! ،كِيفْ لِي وَجه أنَظرهُم ؟! سَند أحْسَ بِجَسدّ حَمد يَتثْاقل وَ يبدّو أنهُ غَابْ عَنْ وَعيهِ
أسّقطهُ عَلى الْأرضَ بِبُطئ مُمِسكْاً رأسِهُ بِرفقْ ،لِيَصفعَهُ صَفعْاتِ مُتّتالِية مُتوسطةِ الْقُوة:ولَد !! ،يَا حَمد؟ ،قِمْ تَسمعنِي؟!
-
#وسرى_المحبين_في_ليلةٍ_البد� �_كاملها




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-06-20 الساعة 09:50 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 05:30 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



11

- 《الّرياض ،قَرية الحّرابي 》
-
فِي وَسّط حُقول و وَاديانّ الْقِرية كَانْ فِهيد يُحَدّق إلِى الّنشمِي بِتأمُل الْذِي كَانْ مُمِسكْاً بِالْمَدعُو"عِقابْ" مِنْ عُنقهِ بِقَسوه فَهذِه أوْلُ مَرةٍ يَرى فِيهْا غَضبّ الّنشمِي وَ نَظّراتِه
الْحارِقهّ مَليئة بِالْقَسوهّ لَا طَلما كَانت حَنْونةً وَ دَافِيةً عَلى رُغمِ مِنْ حِدتِّهَا إلِا أنَهْا تُشعِر الَّشَخص بِالْأمَان لَكْن الْأن
الْذِي يَراه لِيسّت نَفس الّنَظرات الْأمِنة بِلْ نَظراتِ لَوْ كَانْ بِإمكَانِها الْقَتل لَا قَتلتّ ،فَهُو لَا يَرى فَقط الْكُره أوْ الْغَضب
بِتِلكَ الْعُيون أنَمْا رَأى حُزن حَاقِداً يَسُكنهْا عَقدّ حَاجِبيه عِندمْا سَمِع صَوتّ الّنشمِي الْحَاقِدّ:حَقّ اللّيل مَا أنّسَى يا عِقاب ،مَا أنّسَى
ظَلّ يُكرر هَذهِ الْكَلمة وَ هُو يَضغطُ عُنقهْ بِشدة
عِقاب وَقدّ تَحولَ لونَهُ إلِى الأصفرِ الْمُزراق مُحاوِلاً إبَعادّ يَداي الّنشمِي عَنْهُ لَكْن لَا فَائدة ، بَقِيتّ لَهُ مُحَاولةّ أخِيره!!
نَطقَ بَعدْ عَناءٍ طَوِيلْ :نَـ نَـ نَجـ ران "نَجران" رَ رَ جّـ جّـع
أفَلتّهُ الّنشمِي بِذهُول مِمْا سَمعْ ،لَا يُمكْن هَذا مُستحِيل ،أنِها خُدعة مُجردّ خُدعة مِنْ الْمُحال
رُجْوعه ،تَقدمْ الّنشمِي نَحُو عِقاب بِقوه لِيُمسكَ بِياقَةِ ثَوبِه وَ شّدُه لِأعَلى بِحدّه:وَشّ دَراك أنهَ رّجع ؟! ،صَرخّ بِصوتٍ عَالِي:قِل لِي !
عِقاب بِخوف مِنْ كُتلةّ الْغضب الْتِي أمَامه:هُو اللْي قَال يِعني جَاءنا و أمَرنّا بّخَطف أختّ فِهيد وَ لَا تّتعبون
أرواحكُم أخَذهْا مِنْ زّمان ،أدّخلَ عِقاب يَدهُ الْيُسرى لِلجيبِه وَ هُو يُخرج مِنه ظَرف أصّفر لِيَمُده إلِى الّنشمِي: وَ هَذا مَكتّوب قَالِي أوصّله لِك لَا لِقيتّني
الّنشمِي رَمى عِقاب أرضاً وَ هُو يَأخُذ مِنهُ الّظرف و لتَفتتّ أنَظارهُ لعِقاب بِتهديدّ مُبهَمْ:قَلّ اللْي مَا ينتّسمى ،
" مَحتُوم الْلقِاء لِيْن تُوخَذ الّروح " ، "أنْ لِقينَا ولَا إلتِقينْا"
لِيَذهَبّ وسّط نَظراتِ فِهيد الْمبُهوره ،وَ مِنْ وَاضحّ أنهُ لَمْ يِستَوعبّ الْذِي حَصّل
-
《أبَها ،مَنزِل اللّيل الْجَبلي》
-

تَتّمشى بِأنحَاءِ حَدِيقتّها مُمِسكةً سّاقِي الْورد وَ هِي تَسكُب الْمِياه عَلى أزهَارِ الّنَرجِس بِرفقْ ،اللَان بَاتَتّ تَشُعر بِالأرتِياح بَعدّ خُروج صُهِيب مَع بَعض أصدِقَاءه ،فَا بَعدّ عَناءٍ طَوِيل
مِنْ أسِئلتهِ الْمُتكِررة خَرج ،تَشُعر بِالْأرتِباك مِنْ إقِترب صُهِيب إلِى الْحِقيقة
-
12
تَشُعر بِالْأرتِباك مِنْ إقِترب صُهِيب إلِى الْحِقيقةفَقدّ تَكُون "مَسألةُ وقتٍ فَقط" ، وَ لِن تَطُول فَالْحِقيقة دَائماً مُولمِة وَ إخِفاؤهَا أمُرٌ صَعب ،لِكنْ عِندّ كَشف إحِدى .أطَرافِها يُصَبّحُ إكِتشافُها هيناً وسّهلاً بِقَدرِ مَاهِي لَاذِعه عِندَ مَعِرفتّها ، هِي تَعلمّ بَل وَ مُوقِنة أنهُ لَا يَتحمْل عِندّ عِلمّهِ بِها ،هِي تعلمْ أنهُ عِنْ مَعرِفتهُ بتِلكَ الْحِقيقة الْغَايِبة سَيِنهَار بَل وَ يُدمر لَيسّ هَذا فَقط فَا دَمارهُ سّيكونُ دَماراً لِلجمِيع بِمْا فِيهُم هِي فَأذِا كَانتّ هِي أكَثرُ وَ أولُ مُتضَرِرين مِنْ تِلكَ الْحَقائق الْمُوجِعه فَهُو يِحتَل الْمَركز الّثانِي بِتأكِيدّ،هِي مُتأكِده أنهُ لِيس وَحدهُ فِي سَبِيل الْإطِلاع لِلحَقائق هُناك
مَنْ يُسَانده وَ يُعلِمهُ بِعضاً مِنها فَهُو بَتَّ يَعرفْ أنْ لَدّيها أوراقاً مِنْ الْمُمكِن أنْ تُنِهِي عَالمِهْا بِلمحِ الْبَصر ،لَكِنهْا مُتّيقنةً أيضاً أنهُ لِيس لَديهِ خَبرٌ بِالْمَوجودّ دَاخلِ الْأوراق... ،
وَضعتّ سَاقِي الْورد عَلى الْأرض بِبُطئٍ ،وَ قَعِدتّ عَلى كُرسيٍ ذُو لونٍ الْأبّيض الْمُزخَرف
.
-
《الّرياض ، مَركز الْإستخبارتّ》
-
تَقدمَ نَحوهُ بِخطُواتِ قَليلة مُتقاربة لِيُصبح مُقابِلاً لهُ، ثُم أعَطهُ الْملف لِيَتحدث بِجُمود تَامْ:مُهِمتكّ الْجاي فِي الْيَمن ، مَدِينة صَنعاء ، الّتعلِيمات مَوجوده فِي الْمَلف،رَاح تِحاول مَعرفة مُخططاتّ الْمِيلشيات الٌأيرانية وَ
الْمِيلشيات الْحُوثية لِلقَذايف الْمُستعده لِلقصف بالْحُدود الّسعوديه وَ مُباشرتّنا بِالْمَعلومات فَوراً لِمَنع دُخولْ الّصَواريخ لِلحدَود الّسُعودية ! ،نَطق بِتحذير: وهَاه قَبل لَا أنّسى بَعد مَا تِقرأ الّتعلِيمات تَحرقهَا ، مَفهُوم ؟
إهِتزا رَأسهُ بِتجاوبّ :مَفهُوم طّال عُمرك
أَشار لهُ بِالانِصراف :فِيك تّنصرف الْحِين.
إنِصرف بِهُدوء بَعد مَا قَام بِأداء الّتحِية الْعسكَريه
.
《مَنزِل جّلوي بِنْ عَتاب آل عَتاب》
-
كَانْ مَشغُولاً بِأتّصالاتهِ طِيلة الْوقتّ بِسبب مُشكِلة حّدثت فِي مَكانِ عَمله ، تَكلمْ بِهُدوء وَ هُو يُحاول أنْ يِتحكمْ بِأعصابه :أنْا مَالي شّعل إلا فِي
كِتيبتي مَانِي مَسّؤول عَنْ اللْي يِصير فِي الْكِتايب الْثانِية ،وَ أظِن أنُ مَا حَصّل مِني أيْ قُصور فِي شّغلي
الْطَرف الْأخر مِنْ مُكالمة :لَا والله ،مَا جَاء مِنك الْشين ،بَسّ الّشي اللْي صَار يِتحملهْ الْكُل ،الْكِل مَسؤول يَا حَضرة الْعمِيد الْكِل ،الْمُفروض تُكونون مِتوقعِين بِاللْي يِصير لِيَتحدثَ بِإختصار:الْمُهِم

لِيَتحدثَ بِإختصار:الْمُهِم والْأهَم الْأن حَل هَذِه
الْمُشكِلة بِأسرع وَقت مُمكن ،وَ تَجنب أقّل ضَرر نَاتجّ
تَنهد بِعُمق وَ تكَلمْ بِهُدوء تَامْ:طَيبّ ،طَيبّ مَع الّسلامه
أغَلق الْهَاتف لِتجُلسَ زَوجتهُ بِجَانبه عَلى أرِيكةً مُنفصِلة:وَش صَايرِ مَعك يَا جّلوي؟
أجَابه بِإختِصار:شّغل يالْمها ،شّغل
الْمَها بِتَرددُ وَاضح :طَيب بَأكلمِك فِي مَوضوع !
تَعدّلَ بِجَلستهِ بِتركيز: هَاه وش عَندك؟
الْمَها بِرجاء وَهِي تَعلب بِأصابِع يَدِيها لِتُخفِف بَعضاً مِنْ تَوترهِا: تِكفى يَا جّلوي خَلنِي أزَور أمُي لِي ٣٠ سنه مَاشِفتهْا تِكفى
جّلوي وَ هُو يُحاول عَدم الّصُراخ عَلِيها : أسّمعِي يالْمَها هَالّشي بِذات خَرج عِن مَقدرتِي وَ أظَن أنْ تِكلمنا فِي ذَا
الْمَوضوع كِثير والْنهاية مَا تَقدّرين تُزورينهَا لَانك مِن عَائلة "آل عَتاب" وَلا نِسيتِ؟ ، يا ليتّ مَا تَفتحِين مَعِي الْمُوضوع هَذا ثَانِي مَره ؛ لاَنه خَلاص مِنتهي مِنْ أسَاسه
الْمَها بِإلحاح: تِكفى مَاحدٍ بِيَدري أبدّ تِكفى وَ صُهِيب هِناك بَعدّ طَلبتِك يَا جّلوي لاتِردني خَايِبة ،وبِنبرة حِزن
قَريبه لِلبُكاء تَحِكي مُعاناتِها الّثقِيلة عَلى قَلبِها:يَا جّلوي أنتّ أمُك
قِدام عِينك وَ أنَا أمِي ٣٠ سّنه مَا شفتّ وجهها ولَا أتّذكره ،٣٠ سنه مَا هِي قِليل ،مَا هِي قِليل أبدّ ،تَدِري هَذه وَشّ يِسمونَها "عُقوق"!! وَ أنَا وَدِي بِشُوفتها،تِكفى لاَ تِردني خَايبة ،مَا يِكفى حَرمتُونِي مِنْ أمُي أخّذتُو مِنْ بنِتي أللْي ما كَحلتّ عِيني فِيها إلا وَ أنتُم مَا خِذينها مِني ،يِرضيك هَالّشي ،يِرضيك؟
جّلوي بِتأثُر مِنْ حَالتِها وَ مَنْ يَلومُها أصَبحتّ هِي وَ اللّيل ضّحِية لِلعداوةِ دَامتّ ٩٠ عَام وهَا هِي تُكمل عَامها ٤٩ وَ هِي لمّ تَرى وَالِدتِه مُنذ سِنين طَويل وَلاْ إبنتِها مُنذ ١٤ عَاماً مِنْ يِتحمل ذَلِك الْألمُ غِيرهَا ؟ ،مَنْ؟! تَكلمَ بِهُدوئهِ الْمُعتادّ فَهُو لَا يُريد أنْ يَكسر بِخاطِرها بَعدّ هَذه الْكَلِمات:طَيب مِثل مَا تبِين ،بَسّ تَأكِدي رَاح تَندّمين ،وَ قُولِي مَا قلتّ
قَامتّ بِسعادة وَهِي تُقبلُ رَأسهُ بِرضاءٍ:الله يِخليكّ لِي والله أنِك
عُوض مِنْ الْعالمِين ،جِعلك دُوم سَالم يَا الْعُوض
-
14
.|الّسَاعه ١١:٣٠ صَباحاً|.
《أبَها ،مَنزِل اللّيل بِنْ سَندّ الّجبلِي》
نَظَر لِلحُراسّ بِتمَعن غَريب ،لِِيقَتربَ مِنْ أحدُهم مُخاطِباً إيَاه:
لَو سَمحت هَذا بِيت الّسِيده " اللّيل " ؟
أجَابهُ الْحَارِس بِتَجاوب
:نَعم ، مِنْ مِعي يَعني مِنْ تَكون حَضرتِك لِلسيده " اللّيل " ؟!
بَلع رِيقهُ لِيَتكلم بِهُدوء:
أكُون أخُوها ،قّل لهَا أخُوها شِهاب
زَاد إسِتغراب الْحارِس بِألأمَس جَاء شَخصٌ وَقال أنهُ أخَاها وَ الْيُوم أخٌ أخَر ،فَلمْ يَكون عَلى مَعرِفة بِأنّ لهَا إخِوة:
طَيب أنِتظر هِنا شّوي
ذَهِب الّحارِسّ نَحوَ صَدِيقهُ الْذِي بِخلفهِ ،ثُم عَاد لِيُأشّر لهُ بِدخُول:فِيك تَدخل
-
فُتِحتّ الْبَوابه لِيدخُل مِنْ عَبرِها بِهُدوءٍ وَهُو يُحاوِل عَدم إظَهارّ تَوتُرهُ أمَامها بَعدّ طُول الّسنِين هَا هُو يَلتقِي بِأختهُ الّصغِيره ذَات الْإبتِسامة الْطُفولِي الْعذّبَ عَلى رُغم مِن حِدة مَلامِحها إلَا أنَها تَبدو إلِيه طُفوليةٍ أكَثر مِن حِدتهاكَانتّ إبِتسامتُها جَميلةً تَرسمُ
الّسَعاده عَلى وَجهِ مَنْ يَراهّا يَا تُرى هَل مَا زالتّ إبِتسامتُها جَمِيلةً حَتى الْأن؟
كَانت تَنظُر إلِيه مِنْ الْنافِذه الْكبِيره كَان يَنتظِرُها وَ الْواضِح أنهُ شَرِدّ الّذِهن دَاهمهَا الْفُضول بِالذِي
يُفكر فِيه مَالذِي يُشغل بَالهُ؟ ماَلذِي جَاء بِه هُنا بَعدّ تِلك الّسنِين ؟
لِماذا الْأن أتّى إلِي ،لِماذا؟
أخَذتّها الأفكَار هَل مَا أتَى بهِ إلِى هُنا هُو الْحَنين لِذكرياتهِ
مَعها أمِا لِلعَتابِ عَلى ذَاك الّرحِيل!؟
أخَذت حِجابهَا وَهِي تَضعهُ عَلى رَأسِها بِحكامْ ،ثُم خَرجتّ لهُ بِشمُوخ تَارِكةً خَلفهْا كُل مَشاعِر الّشوق وَ الْمَحبة وَلِيس ذَلِك فَقط بَل حَتى الّذِكرياتّ تَتّنساهْا..
فَا مُواجهَتهّم بِالنسبةِ لَهْا كَدُخول سَاحةِ حَرباً مُدّمِرة مِنّ شِدّة دَمَارِهّا تَسّقِي الْأرضّ دَمِاً !!(ضِحكةٌ سّاخِرة)أسَفِة عَلى كَذِبي لَكِنها لَمْ تمَلؤ تِلكَ الْأرض الّدِماء فَحَسّب بَلْ أرَواحُ الْأبِرياءُ أُخِذتّ إلِى تِلكَ الْأرض فَا هَنِيئاً لِك يَا أرضاً هَقدّ إنِتهَتّ تِلكَ الْحَربّ بَعدّ عَناءٍ مُزمِنّ وَ لِيستّ الْنِهايةُ بِسلَامّ...
-
لَكنّ سُؤالِي الْمُحِيرُ لِلعقَل؛
هَل إنِتهَتّ فِعلاً أمّ هِي عَلى وَشكِ الْإسّتعِداد لِلخوضِ مَعركَةِ أخُرى؟! "أفَكارٌ كَثِيرة مُتِعبه"
حَدّقتّ بهِ بِنَظراتٍ حَدة كَانتّ نَظراتهُ لهَا غَريِبة فَهُنالِك بَرِيقٌ يَظُهر فِي
عِيناهَ الْواسِعتان وَمَلامِحهُ بَدتّ عَليهَا الّذُبول حِين لَمَحها ،أسّتقطعَ تَأمُلها بِخَجلهُ

أسّتقطعَ تَأمُلها بِخَجل وَ هُو يَغضُ الْبَصرَ عَنها:
عَفواً !، أنتِ اللّيل؟!
اللّيل تَحدثت بِنبرِة جَافه وَ بَارده:
ايِه نَعم ، أنَا اللّيل
رَفعتّ حَاجِبها بِنبرة تَساؤل مُصطنعهَ:مِنْ مِعي؟
عَقدّ حَاجِبيهِ بِذُهول ألَا تَعرفُه ألَا تَتذكرَهُ أبدّاً !!، عَضّ شَفتاهُ بِقوة وَ هُو يُحاول أنّ يُكِبتّ غِيضهُ مِنها وَ مِنْ أسُلوبِها ،أخَذّ يَستعِيدّ نُظمَ أنّفاسِه وَ تَكّلمَ بَجُمودٍ هَادِئ فَقدّ صٌدِمَ مِنهْا أتّي إلِيها وَ كُلهُ شَوقٌ لِأخُتِه الْمُحبّبه وَهَذا كَانْ إستِقبَلُها،:
أظّن الْحِراسّ قَالُوا لِك مِنْ أنَا ، يَعنِي مًا يِحتاجّ أعَرِف عَنْ نَفسِي ،ثُم عَقدّ حَاجِبيه بِتَذكُر مُسَلِطاً أنَظارهُ عَلِيها بِحدةٍ :
لَحظّه ، لَحظّة !! ،يَعنِي أنتِ تَطلعِين قِدّام الّرجَال زَي كِذا ؟! ، رَأهَا تَبّتسِم بِسُخرِيه فَأزادتّ نَبرةُ غَضّبِه:تِكلمِي بِسّرعة
اللّيل إبتَسمتّ بِبرودّة أعَصابّ مَعهُودّه:
لِيه؟ ، شَايِفّ عَلى لِبسّي شَيء؟!
شِهاب نَظَر إلِى ثَوبُها نَظرةّ خَاطِفةً فَهُو لَا يُحِبُ الّتَدّقِيق مَا رَأهُ هُو :لِبَسٌ سَتِر فَقطّ ،ضَحِكَ لِثَوانِي سَاخِراً مِنْ نَفسِه الْأن إسِتوعَبّ الْأمَر كَانتّ تَعرِف بِمَجيِئه وَتَعرِفُ أنهُ سَيحضُر لهَا ،لِأ يَبتّسِم: لَا مَا عَلِيها شَيء
تَنهدَ بِسُرعه وَ هُو يُريدّ أنْ يُطِيل الْحَدِيث مَعها لَكن لَا يَعرِف مِنْ أيِن يَبدّأ ؟! ،أخَذ نَفسّاً عَمِيقاً وَ هُو يُغمِضُ عِيناهَ فَهُو يَحتّاج إلِى الْتَفكِير وَ مُوازنةّ كَلامِه وَ تَرتِيبه، مَرتّ بِضعُ دَقائقِ ثُم فَتحّ عِينهُ بِهُدوء لِيَرأهَا أمَام:
اللّيل مُمكن نَجلسّ فِي مَكان مُحدّد عَشان نَعرف نِتكلمْ ؟
اللّيل رَفعتّ حَاجِبهَا مُسّتنكِرةً حِديثهُ:
مِيْن اللْي ضَحكّ عَلِيك وَ قَال أبِيك تَجلِسّ عِندي وَلا أنِي بَأ تِكلمْ مَعك أصَلاَ ؟!
أغَمضّ عَينَاهُ بِقوة وَ هُو يُحاولُ أنّ يَمتصَ غَضبهُ مِنْ أسِتفزازُها شَادّاً عَلى قَبضةِ يَدهِ :أسِمعي يَاللّيل أدِري الْكَسر اللْي كِسرنا فِي..
إسِتقطعتّ كَلامهُ بِأسّتِنكار :
كَسِر ؟! ،اللْي سَويِتوهُ فِيني هَذا بَسّ كَسر صَح اللْي سِمعتّه ؟! ضَحكِتّ بِصوتٍ عَالِي سَاخِرةً:
كِل اللْي صَار فِيني كَسر؟! ، بِنظركّ كِل اللْي صَار فِيني كَسر، تَكلمتّ بَعدّ ثَوانِيٍ بِأسئ: ،تَدّري ؟، لِيته كَسِر ! ،لِيته كَسِر يَا شَهابّ لِيتّ وُقفّ فِعلكُم عَلى كَسر الْخَواطِر ، وَلا لِعبّ الْضَمائرِ !
شِهاب بِحُزن وَ نَدّم:
يَاللّيل يَاخُوك أنَا أسِف
_
16

١٦🔖
-
قِراءة مُمِتعَة لِلجَمِيع💞🌺 -
صَرختّ بِصوتٍ عَالِي وَ الْغَضبُ يَبلُغ الْأفاقّ هُنا لَا تَستّطِيع أنْ تَلعبَ دَور الْبارِدة فَقدّ لَأمَس الْوتّر الْأحسَاسّ وَ عَادّ الْذِكرياتّ إلِيها:
أسِف !! ،أسِف عَشان وَيِش بِالْظَبطّ؟! ،عَشان ١٤ سَنه رَاحتّ ولَا شِفتك فِيها، وَلا عَلى شَأن سُكوتّكُم عَنْ الْحق!؟
شِهاب وَ هُو يِكتُمُ غَيضهُ مِنها فَجُروحِ كِلَيهِمَا مَا زَالتّ قِيدّ الْأثَر :
اللّيل أنتِ أعَرف بِظُروفّ ذَاكّ الْوقتّ ،
مَا كَانّ بِيدّنا حِيلة حَاولنّا والله حَاولنّا بِسّ الْقِدر أحِكم
اللّيل إبتَسّمت بِألمّ والّذُبول يَظُهرُ عَلى مَلامِحهَا:
حَاولتُوا ؟ ،وشِلون حَاولتُوا ؛
بِأنُكم تَركتُونِي بِيّن أيدّينهُم ،
ولَا بِطَلاقّ أمُي الْمَظُلومهَ وَ عَشان
مَا تّرجع لَأحِضانّ أمُها زَوجتُوها عَمِي
جّلوي ولَا يُوم مَنعتُوهَا أنِها تّشُوفِيني
شِهاب قَاطّع كِلامهَا بِهّدوء:
أنتِ تَقدّرين تِجيني تُزورِني بِسّ
هِي مَا تَقدّر تِجيكّ وَ أنتِ أعَرف بِالسّبب
اللّيل إعِتلتّ نَبرتِها حُزناً وَ أسَئً ،وَ حَالِ لِسَانِهْا يُرَدِد قَولاً
لَهِجَتّ بِه وَ تَعَلَّقَت:
-
"دَاَهَمْنِي الْحُزنُ يَا أهَلِ الَّدِيَارِ
أنِ كَانْ لِي مِنْ أَهَلٍ وَ دَارٍ!
فَالْأسَى أرّهقَ مِمَنْ بالْجِوَارِ
أزقَتُ نِفسيَ فِي شُعورٍ لسَتُ بِدَارٍ
عَنْ أهَلِ الْحِيَاةِ وَ الْأحَرارِ
فَا لَقِيتُ الْحَظَ بِجانَبِ الْأحَرارِ..."
بِقَلمْ:الَّرَوِائية:الَّن َاثِرة🌟
لَمْ تَستطِيع مَنع نَبرة الْتَمَنِي فِي حَدِيثِها:
لِيتّني مَانِي بَأعَرف بَهذا الّسِبب يَا أخُوكّ ،
وَ كَلمةّ "لِيتّ" مَاتنفَع لَا صَار اللْي صَار مَا تَنفعكِ أبدّ،
أكَملتّ بِهُدوء:
رِح ،رِح الله يِستر عِليك رِح وَ أنسّى أنُ
عِندك أختّ أسِمهَا اللّيل مِثل مَا كِنتّ نَاسِي
-
《أبَها،فِي إحِدى المَقاهِي الْمُجَاوِره لِإحِدى الْمَصانِع》
-
نَظر إلِى سَاعَتِه بِتَمعُن وَ هُو يُراقِب الْرصِيف الْمُجَاوِر للِإطالتِه فَقدّ أصِبحتْ تُقارِب الّساعةِ ١٢ ظُهراً
قَاطَعَ تَرقُبهُ صَوتُ رَنِينِ هَاتِفهُ

《أبَها،فِي إحِد المَقاهِي الْمُجَاوِره لِإحِدى الْمَصانِع》

نَظر إلِى سَاعَتِه بِتَمعُن وَ هُو يُراقِب الْرصِيف الْمُجَاوِر للِإطالتِه فَقدّ أصِبحتْ تُقارِب الّساعةِ ١٢ ظُهراً
قَاطَعَ تَرقُبهُ صَوتُ رَنِينِ هَاتِفهُ أمَسّك بِهِ لِيَرى رَقمٍ غَرِيبٍ أجَبّ عَلِيهِ وَ هُو يَشُعرُ بِالْفُضول:
آلُو مِن مَعِي؟
سِمعَ صَوتهُ الَّرجُولِي الَّثَقِيل بِشكَلٍ مُرعِب وَ يَزِيدّ ذَلِك الَّرُعِب نَبرةُ الْهُدّوءِ وَ الْغُمِوض الْتِي تَكمُن فِي صَوتِهِ الْمُهِيب:وَش اللْي أنتّ مِتلهَف عَلِيه وَ نَاطّره يَا صُهِيب؟
إعِتَدلْ فِي جَلستِه ثُم إلْتَفت حَولهُ بِدُون إِحَاطةِ إنِتبَاة عَلِيه،بَأحِثاً عِنْ الْمُتكَلِم دُونَ جَدّوى فَا ذَلِك الَّشخَص أصَبحْ مَصدرِ إزِعَاجٍ لهُ مُنذُ عَودتهِ إلِى "الَّسعُودِية"
فَمِنذُ الْيُوم الْذِي تَلقى إتِصالهُ، أصَبحْ الَّشكّ رَفِيقَهُ الْذِي لَا يُفَرقهُ،أصَبحْ ضِلّهُ الْذِي لَا يَنفصِلُ عَنه،فِي كُلِ مَرةٍ يُكَلمهُ يَكُون هُو وحِيداً وَ هَذا يَعنِي أنهُ يُراقِبهُ عَنْ كُثِب،إسَتَقطَع حَدِيثَهُ أفَكارهُ الْمُتَركِمه:
لَا يكُون تِدورْ عَلي؟!
ضَحِكَ بِخِفةٍ وَ أكَمل الْحَدِيثَ مَعهُ بِنبرةِ سُخِرية:
لَا تُقول مِتّلهف لِاشُوفتِي!! ،مَاصّار لِنا وَقتٍ مَتعرفِين
أبِتَسم صُهِيب بِهُدوءٍ وَهُو يَضغطُ عَلى أصَابعِ يِدهِ الْيُسرى مُفَرِغاً فِيهْا الْغَضبّ الْمُوجودِ بِدَاخِله :
صَحّ عَليِك مَتلهِف شُوفِتك؛عَشان أكِسر رَاسِك
سَمِع صَوتَ ضَحِكاتُه الْغَبِيه وَالْخَشِنه تَعلُو شِيئاً فَشِيئاً:
مَعناهَ كَلامِي طَلع صَحّ وَ أخِتك مَخبِيه عَلِيك أشِياءٍ وَاجِدّ، بِنَبرةٍ مُستَفِزةً لِلسَمع:
صَحّ؟!
صُهِيب وَ هُو يَمُسكّ فَكهُ بِإبّهَامهِ بِصبرٍ وَ هُدّوءهِ:
أسِمعّ طَارّي اللْيل لَا يِجي عَلى لِسانّك؛لَأجِل الَّسلَامة بَسّ
تَنهِدّ مُتَحدِثًا إلِيه بِإخِتصَار وَ وُضُوحّ:
وَالْحِين طَلّع الْحِكّي اللْي حَابّسه فِي نَفسّك وَلا إعِتقنّي وَ فِكنيّ مِنْك يَا حُلو
أجَابهُ الَّشخَصُ بِجدِية وَهُو يَدّخُل فِي لُبّ الْمُوضّوع:
أنَا مِستّعد أعَطِيكّ الْحَقائقّ اللْي تِبي بَسّ ،الْأورَاق اللْي مَع اللْيل تِجينّي
صُهِيب عَقدَّ مَلامِحَهُ بِعدّم تَصدِّيق:
وَشّ اللْي يَضّمن لِي أنّك تُقول الْحِقيِقة؟
أبِتَسامةّ الَّشخَص مُبِادلاً نَفسّ الَّتَساؤلُ:
وَشّ اللْي يَضّمن لِي إنّك بِتّجِيب لِي الْأوَراقّ؟
الَّشخَص يَنتّظرُ رَدّ صُهِيب،تَكلمّ بَعدّ مُدة:
شِفتّ لَازمّ نِثق فِي بَعّض،حَاجِتي عِندك وَتِقدّر تِلبّيهَا وَحَاجتّك عِنّدي وَ أقَدّر ألبِيهَ،فَا لِيش الَّتعبَ!!
-
18

مَكانٌ مُظِلم، مُعتِم ،بَاردٌ ،تَمّلؤهُ الْأشَجار الْعِمْلاقَة وَ صَدّى الْذِئابّ الْمُفتَرِسة عَلَى قُربِ مِنها ،أخَذتّ تَدُور حَولَ نَفسِها وَ عِينها تَبّحثُ عَنْ مَلجأٍ لهَا ،زَادّ خَوفُهَا حِينَ مَا أحَسّت بِصَوتِ أقَدامهُ خَلفَها رَكَضتّ بَيْن الْأشَجارِ بَسرعةٍ مُهولِة دُونَ الْنَظر أمَامها ،لَاتَعلمُ مَا نِهاية طَرِيقها هِي تُرِيدّ الْنَجاةّ فَقط مِنْ بَيْن يَدّيه لَا تُرِيدّ الْوقُوعِ تَحتّ رَحمتِه ،سَمعِت صَوتُه يِنادِيها،كَمّ أصَبحتّ تَكرهُ ذَلِك الْصَوتّ الْمُخَادع!!،وَ كَمّ أصَبحتّ مُتشَوقةً لِلمَوته!!
تَوقَفتّ فَجاةً
عِندَما رَأتٍ نِهايةَ ذِلِك الّطَرِيق؛هَاوِية عَمِيقةٍ وَ مُمِيتَة
إبِتَعدتّ قَلِيلة عِنْ مُنحَدر كِي لَا تَسقطّ ،تَنفستّ بِبُطئ وَ هِي تُحاول عَدّم الْنَظر لِلإسّفل ثُم إلِتفتّ لِلجِهة الْمُعَكِسة ،تَوسَعتّ حُدقةُ عَيِناهَا بِرُؤيتهِ أمَامُها وَ الّسِلاحُ يِبعدُ عَنهْا سَنتِمِترات ،أغَلقتهْا بِقُوةٍ وَهِي تَسَمعُ يَقُول:مَع السَّلامَة حَنان رَاح أشّتَاق لِك ،لَمْ يَنتظِر ثَانِية لِيُطلقَ الْنار وَبِحركةٍ سَريعة دَفعهَا نَحوَ الْأسَفل
- "مُجرَدّ حُلم أوْ حَقِيقةٌ فِي حُلم🔖"
-
أسّتيقَطتّ بِهُدوءٍ تَامّ حَاولتّ الْجُلوسَ بِإعِتدال وَ لكِن أطَرافُ جَسّدُها تُألِمُها بِشَدّة وَ كَأنها سَقطتّ مِنْ مَكانٍ عَالِي تَذكَرتّ الْكَابُوس الْمُزِعج الْذِي رَوادّها هَزتّ رَأسهَا وَهِي تُحاول طَردَ ذَلِك الْكَابُوس الْكَئيِب ،لَحّظة!!
هَل هِي بِالْمُستَشفى ؟ ،هَل يُعقل أنْ...
أتأهَا صَوتُها وَهِي تَقُول:لَا تَتّحركِين لَسّه الْكُسور
قَطعتّها وَهِي تَتّحدتُ بِنَبرةِ ألَم:أنَا فِي الْمُستَش..
صَمَتّت تَدّريجياً وَهِي تَرأهَا وِقِفتٌ عِندّ أحِدى الّزوَايا تَنظُر إلِيها نَطقتّ بِنَبرةِ شَوق وَ بُكاء:اللّيل هَذا أنتِ؟
تَقدّمت اللّيل بِصَمتّ وَ مِنْ ثُم جَلسَتّ عَلى الْكُرسِي الْمُجاور لهَا وَتَكلمَتّ بِنَبرةِ هُدوءهَا الْمُعتَدّة:أيَه اللّيل ،هَدّي وَأنَا بَأرُوح أنَادّي الّدُكتور وَبَعدّين نِتكلمّ -
-
"بَعدّ فَترةِ مِنْ الْوقتّ"
سَمِعَتّ طَرقَ لِإ تَأمُرهَا بِدُخولّ :أدّخلِي
دَخلتّ اللّيِل بِهُدّوءٍ تَامّ وَجَلستّ بِجَانِبهَا:كِيفكّ،الْحِي� � أنّ شَاء الله أحَسن؟
تَجاهّلتّ سُؤالهَا وَهِي تَقولّ بِنَبرةِ شِبة حَادّة:كَم صَار لِي فِي غِيبُوبة ،وَلِيش حِنا فِي الْكِويتّ؟
-
19
-
- "وَ قَدّ أصَبحّ ذَلِك الْحُزنُ مِثلُ:
الْقَرِين الْذَي لَا مَفْرَ مِنهُ وَلا هَرب،،،
كَالْحُلمْ الْسُقوط للقَعْر دُونَ صَحْوة،،،
"تَنِهيدّة، فِأنا لَا أسَتطِيع الْمُتَابعة"
لَا يُهِم...
فَا شَكّوى الْهَم لَا يزِيدُ الْإنِسان إلِا هَمَّ ،،،"
-
وَاقِفْةٌ عَلى إحِدى تِلك الْجِبالُ الْعالِي بِصَمتٍ قَاتّل
كَانتّ تَنظُرُ للقُمْع الْهَاوية،"فذَلِك الْصَمتُ الْذِي
يُحِيطها لَا سُرٌ سَحِيْق وَ قُولهُ تَعنِي دَوامةٍ مِنْ الْخَطر والْمُوت
" ،لَيْس بِالْيَد إلِا دُمْوعُ القْهَرِ الْتي تَنّسَابْ
عَلى وَجْنتِيها الْجَمِيلتَين
بِسُكونٍ تَامّ كّأنهَا تَقُول لهَا تَراجّعِي عَنْ فِعلكِ يَا جَمِيلة
، لَكنّ لَا تَستطِيع
فَهِي يَائسّة وَ فَاقِدةٌ لِلأمَل تَماماً فَهِي
لَا تَستّطِيع الْمُتابعةِ أكَثر ،هِي الْأن يَقتُلهَا شُعُور
أنَهْا نَكِرة بَل أنَها مُجردُ فَراغٌ زَائدّ فِي هَذه الْحَياة.
ضِحكَةٌ سَاخِرة مَلِئيةٌ بِالْالَم الْمُزمِن؛
فَمّن غِيرُ الّشُعورِ يُمكِن أنّ يَقتُل الْأنِسان
فَرحاً وَ حُزناً مِنْ غَيرِ أنْ يَشُعر ؟! .
عُذراً مِنْكم أنّ كُنتُ قَدّ حَيْرتُ الْعُقول بِكَلمَاتِي
غَيرُ مُتَزنة ،فامَا الْأن حَانْ وَقتُ الّصَمِت الْأبَدِي
فَلا الْكَلِمات تَشفّع وَلا الّصَوتُ.
"عَليكُم وَ عَلى الدُنِيا السَّلام"
وَها هِي تَسّقطُ مِن أعَلى قِمْة الْجَبل
وَ تُودّعُ الْحَياةِ لِأخَرِ مَرةٍ ،لَنّ أقُول
لِتَرُقدّ رُوحِها بِسلام فَا فِعلَتُها
لِيستّ بِسَلام أنِما حَرامٌ وَ دَمار ،
فِعلَتُها لِيسَ حَلاً أنَما هُروبٌ وَ ضُعف إيِمَان فَقطّ
لَا تَقُولوا لِي تُعانِى فَنَحنُ جَمِيعُنا نُعانِى ،
لَا تَقُولوا لِي تَألمتّ فَنَحنُ جَمِيعُنا نَتألمّ ،لَا تَقُولوا لِي لَمّ تَستطِع الْتَحمُل فَنَحنُ أيِضاً
لَمّ نَستطِع الْتَحمُل لَكن أَجبرنَا أنِفسُنا عَلى الْتَحمُل
و مَضِينا نَتقدّم فِي هَذه الْحَياة ،إقِتنعوا
فَلِيسَ لهَا عُذر وَلا أيِ مَنطقّ يِتقبلُ فِعلتُها الّشَنِيعة بِحَقِ نَفسِها




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-06-20 الساعة 09:51 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 05:30 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




20

ألَمّ أقُل لَكُم سَلاماً عَلى قُبّورِ الْعَاشِقّين..؟
ألَمّ أقُل لَكُم سَلاماً عَلى تِلَكّ الْقُلوبّ ..؟
ألَمّ أقُل لَكُم إنِهُم هُم السًّابِقون وَنَحنُ مُجَردُّ عَابِرون.. ؟
ألَمّ أقُل لَكُم نَحنُ مَن يْطمعُ بِأحَدّاثِ النِّهَاية وَعِندّ حُدوثِهَا تّكسِرُ بِهَا الْقُلوبّ...
فَتِلَك الْقُلوبّ تَمّ سَحقُهَا وَنَحنُ نَعبُر ،
تِلَك الْقُلوبّ عَتّابها الْعُقَلاء لإنّنا مُعتَادُون عَلى أنّ نُكسّرَ فِي نِهَاية...
خَوفاً عَلى تِلَك الْقُلوب يِبدأُ عِتّابُ الْعُقَلاء ؛لإنْ عِندَما يُكسّرُ هَذا الْنُوع مِنْ الْقُلوبّ يُصعَبُ أبَدٌ جَبُرهَا ،فَلا يَسّعُنا الْقَول إلِا "سّلاماً عَلى تِلَك الْقُلوبّ".
-
《الّرِياضُ ، قَرِية الحّجيلي"٩:٣٠مْساءً"》
فِي سُكونِ وَ هُدوءِ تِلْكَ الْقَرِيةُ الصَّامِتة؛مَعانِي كَثِيرة وَ ألغَازٌ يَصعْبُ عَلى الْأنِسان الّطَبِيعي فِهمُها ،فَإنَ ذَلِك الْهُدوء الْذِي يَستّوطِنُ أجَواءهَا مُرعِبٌ حَتْى النُّخاعِ ،مُرِعبٌ لِلدرجةِ الْمَوتّ فَعلى رُغمِ مِنْ جَمالِ تِلْكَ الْقَرية وَ تّميُزها بِالْأجواءِ الْمُعتدّله وَ نِسمةِ رِياحَها الْبَارِدة وَ رِمالهَا الْنَاعِمة وبِالْأعلى تَزِيدُ جَمّالهْا تِلْكّ الّسُحب الْقُطنِية وَ بَساطةّ مَنازِلها وَ الطُرق الْقَلِيلة،"لَكنّ لِيتّ كُل
شِيئاً يَكُون مِثَالِياً كَمّا نُرِيدّ ،فَالْهُدوءِ وَ الصَّمت لهُ مَعنى عَمِيق فِي هَذا الْمَكان ؛بِداية الْحَرب الدَّامِية الْتِي سَتُسفِك الْكَثِير وَ الْكَثِير مِنْ ،فَالنَّاسُ هُنا لَيسُوا كَبّساطةِ بُيوتِهم إنِهُم كَالْوحوشِ الْجَائِعة الْتِي لَا يُمِكن إرِضَاءها،هُنا عَلى هَذِه الْأرض كُلٌ يَسعى لِلمَصلحةِ نَفسِه فَقطّ،هُنا عَلى هَذِه الْأرض بَدّلاً مِنْ تّكُون أسَاسّ الْعَلاقاتّ الْإحِترام وَ الصِّدق تَكُون أسَاسُها الْمَصلحة وَ الّنِفاق الْمُتبادّل 《إحِذروُ يَا أُناسّ تِلَك الْأرض فَسّتكُون تِلك السَّماءُ شَاهِدةٌ عَلِيُكم وَ عَلى أفعالُكمْ وَ أمِا الْأرض فَهِي دَلِيلٌ عَلى مَا تّفعلُون ،الْيَوم هُو الْأصّعبُ وَ الْأسّهلُ لِلتّحدّيِد الْمَصِير إمِا الْعَيشُ أوْ الْمَوتّ إمِا أنْ تَكُون مُخادِعاً أوْ مَخدُوعاً أتّركُ هَذا الْخَيارُ لَكُم يَا أبّطالُ الْحِكاية أمَا أنتُم أيُها الْعَبِرون فَأتّركُ لَكُم خِيار أنْ تَشهَدُوا مَع السًّماءِ وَ تَكُونونَ دَّلِيلاً كَمّا هِي حَالُ الْأرضّ ،إعِذُرونِي فَقّد حَملّتُكم مَسُؤولِيةً عُظمَى قَدّ تُسبِب جُرحاً عَمِيقاً فِي مَشاعِركُم وَمِنْ الصَّعب جَبُرها..》
إمَا الْأن أستّبِحُكم عُذراً فَمِنْ بَعدِّ هَذا الْجُزء لَنْ أتّحملَ مَسؤولِية
=
21

جَالِسٌ بِالْقُربِ مِنْ شَجّرةٍ كَبِيرة ذَاتِ أغَصانٍ كَثِيرة تَزهُو بِأوراقِها الْخَضراء الّزاهِية ثِمارُ الْبُرتّقال الّطازجَةِ ذَاتِ الْلون الْبُرتقالِي الْمَائِل عَلى إحِدى دَرجّات الْلونُ الْأحَمر ،وَجّهَ أنّظَارهُ إلِى تِلكَ الشَّجرة الْتِي مَازَالتّ تَتّحملُ ذِكريِاتهُ الْمُزعِجة ،مَازَالتّ تَستّطِيع مُؤاسَاتهِ بِرائِحَةِ الْبَائِد الْمُحزِنّ الْجَمِيل،مَازالتّ لَهُ وَافِيةٌ رُغمْ كُل شِيئاً يُحدّث فَا شُكّر لْكِ إيِتهُا الْوافِية الْتِي مَازلتّ بِجانِبّي حَتّى تُوافِيها الْمَنِية ،،،فِالْمَوتّ حَقٌ عَلى جَمِيع الْكَانئاتّ
حَقّ...!؟
حَقّ...!؟
حًقّ...!؟
يَاتُرى مَاذا نَقصِدّ بِكَلمةِ حَقّ؟!! ،هَل هُو إثِباتّ أمِا فَرضّ الْإثِباتّ ؟ ،هَل هُو الْعَيشّ أمِا الْمَوتّ ؟ ،هَل هُو إمِتّلاك أمِا إحِساسّ الْإمِتلاك ؟ ،هَل هُو الْهَوسّ إمِا مَا أشّبهُ بِالْهَوسّ؟
هَل هُو بِأخَذ حِياةّ الْأخّرين وَ تّحطِيمهَا ثُمْ إعِادّتها عَلى هِيئة أنَها حَقٍ لِهُم أمِا هُو بِأسّتغلالّ مُسمَى قَضايا الْأخِرين بِهَدف الشُهرة وَ الْكَذبّ عَلى ظَهر الْحَقّ؟ ،إيِنْ هُو الْحَقّ وَ تّحقِيق الْعَدّل فِي هَؤلاء؟! ،أنَا لَا أجِدّهُ ،هَل وجَدّتُم الْحَق بِينّهُم ؟ "أسِئلةٌ تَستّحِقُ الْإجِابة"
يَالّلأفَكارهُ الْغَريبّة إيِن كَانّ فِي سّرحانِه وَ إيِن أصّبح؟
لَحظّة؟!،إيِن هُو بِحَقّ ،إيِن قَادّتهُ أقَدّمَاهُ هَذّه الْمَرة؟
نَظّر أمَامهُ لِيَرى نَفسهُ قِبالّ مَنزلِ خَالتهُ ،إحِتلّهُ شُعور الّتردُّد بِدخُول أمْ الْعَودّة ،كِيفَ يُقابِلهَا بَعدّما تَركهَا إسِبوعان مِنْ غِير سُؤالٍ يَجبُّر بِخاطِرها الْرقِيقّ ،يِالّلقَسَوةِ قَلبِه لَكِنهُ كَانّ مَشغُول الْفِكّرِ وَ الْجَسدّ ،فَالْإسّبوعان الْتِي مَرَتّ لَمّ تَمرُّ مُرور الْكِرامِ وَ كَفى بَلّ مَرتّ كَمُرورِ عَاصِفَةٍ مُهلِكةٌ لِلقَلبهِ وَ...فَا سُحقاً فَا بِرُغمِ مِنْ كُلِ شِيء مَازّال مُتّمَسِكاًّ وَ مُتّصنِعاً الْقُوة وَ الصّلابة "خُزعبّلاتُ إفِكارهُ مُجدّداً"،حَزّمَ أمرَهُ بِدّخول فَهُو يَحتاجُها فهِي مَلاذّهُ وَ دِيارهُ...
إيِن سَمِع بِهَذه الْكلِمة "دِيارّ"؟!
نَعمّ هَقدّ تَذّكر إنِها كَلِمةٌ مِنْ أحَدّى قَصائِدّ تِلكَ الْجَمِيلة "دَاَهَمْنِي الْحُزنُ يَا أهَلِ الَّدِيَارِ
أنِ كَانْ لِي مِنْ أَهَلٍ وَ دَارٍ!
فَالْأسَى أرّهقَ مِمَنْ بالْجِوَارِ
أزقَتُ نِفسيَ فِي شُعورٍ لسَتُ بِدَارٍ
عَنْ أهَلِ الْحِيَاةِ وَ الْأحَرارِ
فَا لَقِيتُ الْحَظُ بِجانَبِ الْأحَرارِ..."
صَدَقتّ وَ لَمّ تَكذِب فِي قَولِها تِلكَ العذبَاءُ
-
22
فِي كَلامِها
لَا يَعْلمّ لِماذا أفّكارهُ تَبدُو مُشتّته دَائماً؛هَل بِسبّب أنّ رُوحّهُ بَاتّ ضَائِعةً وَ لَمّ تّجِد السّبِيل إلِيه ،،،
سَمِع صَوتَّ خَالتّهِ تُنادِي بِأسّمهِ : يَا عَتابّ الّنِشاما ويِن وَصَلتّك هَواجِيسّك؟
رَدّ بِنبّرة خَانِقةٍ لِلأنّفاس:لِلهُموم اللّيل وَ مِشَاوِيره يَا صِفيةّ الْقَلب،،،أبِي حِضنّتس وَ حَنّانَتّس يَا صِفيةّ الْقَلب ضَاقتّ بِي الّدِنيا وَ قَدّتنِي أقَدِامّي طَرِيقتّس وَكادّ يِخفّ عَنِي الْحِزن الْمُمِيتّ
مَسّح صَفِية عَلى وَجّنتِهُ الْيُمّنى بِحنّان ثُم أمَسّكت بِيدّهِ
الْأُخرى لِتّقُودَ بّهِ إلِى دّاخِل وأدّخلتهُ غُرفَتِّها ،ثُمَّ جَلسَّ عَلى السَّريِر لِإ تَجّلِس هِي الْأُخَرى ،بَعدّ ذَلِك وَضعتّ رَأسّهُ
عَلّى قَدّمَيّها وَضعتّ يَدّها فِي شّعرهِ وهِي تُدّاعِبهُ تّكلمت بِهُدوءٍ وَ حنّان دَافِئ :عَلامِك يَا عَتابّ الّنِشاما؟ ،وَراكّ مِهّلكٍ عُمركّ بِالْعَتبّ ،رَأتهُ مُغمِضاً عِينَاهُ بِإسّتسَلام وَ قَالتّ بِكّلامٍ مقَصُودّ لِكيّ يُصّبحَ حَذِّراً مِنْ أنْ يُغرقَ نَفسهُ بِأفَكارِهِ فَهِي تّعرفهُ هُو يُعَتِّبُ ذَاتهِ بِهَذه الّطَرِيقه الْتِي يُهلِكّ بِهِ عَقلهُ مِنّ شِدّة الّتَفكِير وأيِضاً كّي يَقطّع الْأمل مِنْ فِي أوصَالِ الْماضِي،هِي وَ هُو أيِضاً بّل وَ الْجَمِيعُ يَعلمُون أنهُ هُو أكَثر منّ تَأثّر مِنّ حَربِ الْمَاضِي وأنهُ أكَثر شّخصٍ حصّلَ هَزِيمتهُ الْكُبرى عِند نَصّرهِ لَكنهُ مَازالّ يُكابر عَلى حِساب ذَلِكَ الْقَلبُ وَالْعَقلّ ،فَعَقلهُ وَ قَلبهُ مُتّفِقانّ لَكِن مَا الْفَائدّ دّامهُ أضَاعّ ذَاتهُ وَ لَمّ يَجِدّها حَتّى الْأن؛لَنّ تّرِجعَ تِلكَ ذَاتُ إلِا بِرُجوعِهَا هِي...: إنِتبه يَا عَتابّ الّنِشاما تَرى الْعَتبّ فِي اللّيل مَا هُو زّيَن
رَدّ بِسرعةٌ وَهُو لَا يَزالُ يُغمِضّ عِينِيه بِرَدٍ مُعبِرةً لِإ حَاله أَدّهَشهَا:وَ الّظَلمّه فِي اللّيل مَاهِي زّيِنه يَا صِفية الْقَلب؛لَكِن اللّيل مَكانِه مِظّلم وَ الّعَتبّ مَا يّصلحَ مِكانّ إلِا اللّيل
لَقدّ أدّهَشهَا بِحقّ إلِى حَالةٍ وَصّل بِهَا ،لَمّ يَصِل إلِى حَالة الْإعِتراف بِحُبهِ إلِا مَرةٍ وَاحِدةٍ فَقطّ وَهِي عِند نِهَايةِ الْحَرب ،مَا الْذِي حَدّثَ مَعكّ يَا عَتاب ؟! ،مَا الْذِي جَرى وَ جّعلكَ تَذكُر فَتاةِ اللّيل؟،لَقدّ تَرددتّ فِي سُؤالِها وَ حَزمتّ أمَرها بِصمتِ فَهِي تَخافُ مِنّ أنْ تَسمع الْإجَابة الْتِي لَا تُريدّ أنْ تَسمعّها ،خَائفةٌ مِنْ أنّ تُلَحِقهّا أوُتارِ الْماضِي
-
23
("الْكويتّ ، الْمُستشفَى الْخَاص") كَنتّ تَنظّرُ لهَا بِكُلِ هُدوء وَ هِي تَسمعُ صَوتَّ صَراخاتِها الْمُنهَارة فَمَنّ يَلُومَّها فَلقدَ سَمِعتّ بِوفَاةِ فَلذةُ كَبدِهَا وَ رَفِيقَةِ دّربِها وَ تَؤامِ رُوحِهَا وَ مَنّ شَاركتّهَا رِحّمَ أمُهَا وَ مَنّ أحَسَّت بِـألمِها وَمَنّ كَانتّ مَعها فِي وَقتِّ ضِيقتِها ، يا للا ذَلِك الألَمّ الْمُتعبّ إنَهُ لَا أشدُ ألَمّ...؛أَلَمُّ فِقدّانُ الْأقَارِبّ

وَلَكِنّ مَا يَزِيدُ ذَلِكَ الْشعُور جُروحاً هـو طَرِيقةُ مَوتِهِ : فَقدّ مَاتَتّ تِلَك الْأُختّ مُنَحِره " إنَها كَلمةٌ قَاسيةٌ بِالْفِعل تُسبِبّ بِخَرقِ الّرُوحِ مَرتّان.." *مَرةً عِنّ قَولِهَا...وَ مَرةً عِندَ الّتفكِير بِهَا

لِمَاذا يَا أُختّاه ؟!... لِمَاذا؟!! أ لِهَذِه الّدَرجة أنتِ ضعيفةُ الّنَفسُ يَا أُختِي؟! ،،، يامَنّ كانَ مِن لَحمِي وَ دَمِي ... غَدّرتِّنِي مِنّ وَراءِ ظَهري

بِــــطَعنِكَ لِــــرُوحِي تَزِفَ دَمِي... بِفعلتِّكِ هّذهِ كُسِرَ ظَهرِي "سُحقاً فَلقدّ كُسِرَ ظَهرِي"

أنسِتِي الْوعودّ الْتِي وَعدّنَا بِهَا ... أ حَقاً نَسِيتِّ تِلَك الْوعُودّ

أنّ نَبقى بِجَنِب بَعضِنا بَعضاَ ... وَ نَبقى كُلنَا إلىَ أنّ يَأتِي ذَلِك الْيُوم الْمَوعُودّ "فَـــ سُحقاً أيضاً لِتّلكَ الْوعُودّ" أرخَتّ بِيدّيهَا وَ هِي تُنزِل الْقَلمّ عَلى طَاوِله بِهُدوء ، أعَادتَّ الّنظَر إِلِيهَا لِتَرى أنَها مَا زَالتّ غَرِيقةُ الّنَوم بَعدّ ذَلِكَ الانِهيار الْمُوحِش تَمَّ إعِطاءهَا مُهَدِاً لِلأعَصاب ثُمً ذَهَبتّ إلِى عَالمِ الْأحَلام وَ بَعدّ ذَلِك سَتُواجِه هَذا الْواقِع الْمُفجِع مَرةٌ أخُرى ، فَا يَاللا حظِك الْعَاثِر يَا صَدِيقَتّي
فَأنَتِ لَا تَسّتحقِين مَا يَحدُث لَكِ ... وَ لا أنَا أيضاً

إمتّلأ صَوتَّ ضَحِكاتِ الْمَكان لِتَصرُخ بِصّوتٍ عَالِي : اللّيل ، إنِتَظرِيني جَلستّ اللّيل بِجَانبّ الّشَجرة وهِي تَضحّك :وَ أخِيراً وَصلنّا
أسّتلقتّ عَلى الْأرض بِتَعبّ لِتَقُول لهَا وهِي تَنظُر إلِى السَّماء :اللّيل ،لَازمّ نَرجع قَبّل تِغيبّ الشَّمس عَشان جَدّتِي مَا تّضربنِي ،إلتَفتّ لِإ اللّيل لِتَرى أنَها لِيسّ مِعها بِل فِي مُحِيط أفَكارِها ضَربتهَا عَلى فِخذها بِخفة:ورِعهَ أنِتي ويِن رحِتّي وَأنَا مُنطلقَه أكلمّتس أسّتحِي عَلى وجّهتس !!
وَبعدّ ذِلِك تَحدّثتّ سَهمّ بِهُدوء مُتًردِدّة:اللّيل ،وَشّ قِصتّك ؟،تَابّعت الْحدِيثّ بِنّية الّتوضِيح:أقَصدّ يَعنِي أنَا وَاضح وَشّ جَابنِي هِنا وَ كِيف جِيتّ لكِن إنتِ مَا قِلتّي لِي عَنّك وَلا
-
24
سَهرُوا الْليالِي يَا حَبِيبِّ...فَقدُوا الْأرواح فِي الّضَريرِ
إشَتاقُوا إلِى أنَّ زَهِقَ الّشَوقُ ذَاتهِ... وَ مَازالتّ الْأرواحُ سَاكِنةٍ
ذَلِك الّصَمتُ قَاتِلٌ لِلصَمِيمِ...وَ أيضاً ذَلِك الّصُراخِ الْعَقِيمِ
وَ لَا زِالتُ أخشَى لِقَاكّ فِي الّذِكريَاتِ...فَل نُكابِر عَن تِلكَ الّذِكرياتِ يَا حبِيبِّ
وَلا نَرجُو الْفَائدّة مِن حُبٍ لهُ طَبعٌ تَعِيسٍ ...لِيسَ إلِى الْلقَاءِ بَل وَداعاً يَا لُعبةَ يَا الّضَمائرِ
..............-
نَظّرت إلِيهَا بِتَعجُب بَعدّمَا قَرأتّ تِلكَ الْكَلماتِ الْغَامِضة :
اللّيل ، عَساتَسّ تفَهمِني لَأنِي مَا فِهمتّ مِن اللْي قَريتّه
بَدّلتَها اللّيل النَظر بِهُدوء مُغلفةٌ بِتَلكَ الّنَظرةِ الْغُموض :سَهمّ، أسِمعنّي زَيِن هَذا اللْي الّشيء اللْي فِي يَدِك أُوعِدينّي أنّ مَا يِصّبه مَكرُوه لَأنّه مُهِم و إذَا صَار لِي أيَ شَيء تِعطّينه عَتّاب الّنِشاما ،وَ صَدِقينّي لِيتّني أقَدر أقُولك وَش صَار وَ وَش بِـ يصير بَسّ مَا أقَدّر خَلِيكّ دَخِيلةّ هَذه الْحَرب
أرَتّجفت مِنّ حِين سَمّعِها لِلكَلمة اللّيل الْأخِيرة :
وَش حَربـ به؟ ، الّليل وَش حَربّه وَ دِخيلتِه الله يَرحَمّ أُمِك ، فَهمِيني ؟
تَنّهدَت اللّيل بِحُرقةَ وَ هِي تَرى رَجفتهّا "الْمَعِذرة يَا صَدِيقة الْعُمِر وَ الْوجدَانِ فَانتِ جُزءٍ مِنّ أركانِ هَذا الْحَرب..." وَهِي تَشعرُ بِأنَ كُل خَلايا جَسّدها تَتّألم لِإ كَذِبها عَلى مَنّ كَانِتّ بِمَثابةِ الْأُخت لَدِيها :
حَرب الّضَمائر
عَقدّت حَاجِبيهَا بِحيرة تُهلكَ عَقلهّا بِقيدٍ مِنّ حِديثّ اللّيل الْمُبهم ، تَحدّثت بَعد فَتّرةٍ لِأ مُجاراتِها فِي الْحَديث بِنَبرةٍ هَادِئة تُعبِر عِن مَشاعِرها الْمُشَوشة:
طِيب ، حَربّ الّضمَائر هّذه مُوجِعة ؟!
اللّيل وَجهتّ أنَظارهَا لَها بِسرحانَ لِتَهُم بِإيماءِ رَاسِها بِإيجاب :
وَ مٌتعبِة
سَهِم ابِتَسمتّ مُجاملةً لِإ اللّيل :
لَا تِخافين أمّانتَك فِي الْحِفظ وَ الّصُون

أ وَ لِيتَ تِلّك الّذكرى القَاتِلة لِيستّ تِلك الْأمَانة الْبَالِية...
-
25

[لُنّدِّن ، مَدّينة دَّبلَنَ]
-
كَانّ يِمشي مُمِسكاً بِمِعطَفهِ الْجِلدّي ذُو الْلون الْأخضّر بِشدّة ، وَ أنظارهُ الْحَادة تَتّحرى الْأرجاء بِسُرعةِ الْبَرق تَارِكاً تِلكَ الْأعيُن الْمُرتَابة تَتّباعد بِشكّلٍ تِلقائي عَنّ طَريقه ، حَاولّ قَدّر الْإمِكان أنّ يُهِمنَ عَلى حَالِه الْمُتّوتِرة ,,,لَكِنّ خَابتّ ظُنّونه
فَرُوية ذَاكَ الّرجُل زَعزعتّ لهُ وِجدانهُ الْمُمَزق وَ عَادّ يُحِسُ بِالّشُعور الّذِي يُريدّ أنّ يَتناساهُ ألَا وهِو الْحَنِينُ ، فَبِمُجرد مَا إنّ لَمِحَ وَجّههُ
الْخَبِيث هَطَلتّ عَليهِ الّذِكرياتّ هُطّولاً غَزِيراً ،كَانّ الْأمِر أشبهُ بِعاصفةٍ مُمطِرة وَ كُل قَطرةٍ مِنّ تِلكَ الْعَاصِفة تَحمِلُ ذِكرى... وَكُل ذِكرى تَحمِلُ مَوجةً مِنّ أعَاصِير الْمَشاعِر الْمُشتَتة... وَكُل شُعور كَفِيلٌ بإحدَاث فَجّواتٍ عَمِيقةً ؛فَتسببتّ لهُ بِنَزيفٍ حَادّ وجُروحٍ حَارِقه فِي عُمّقِ قَلبهِ
فَمّا زَال يَتّردَدُ كُل صَوتٍ مِنّ تِلكَ اللّيلةَ فِي أُذنَيهِ ، صوتِ رَنِينِ هَاتِفهِ الْمُزعِج يَنبعِثُ مِنهُ الْمُكالماتِ دُونَ تَوقف ،وَ صَوتِ الّشَخص الْذِي أقَرا عَلى رُوحِه الْفَاتِحة حَاكِماً عَليها بِموتّ قَائلاً بِصوتِه الْفَصِيح فِي الّتِلفاز: وَ قَدّ كَشفتّ الّسُلطات الْحُكومِية عِن أسماءِ أفَراد الْعِصابة الْتِي تَسببتّ بِحَرائق ضَخمه فِي مَصانِع الْغَدير لِلموادّ الْخَام ، وَ أظهرتّ الْأبحَاث عِن مَقطع مَرئي صَادّراً مِنّ إحِدى كَامِيراتّ الْمُراقبة الْقَريبة مِنّ مَصانِع الْمُحتّرقة لِلشَخص
مِنّ أفَراد تِلكَ العِصابة وَهُو يَدخُل مَوقِع الْحَدّث قَبّل يومَين مِنّ وُقوع تِلكَ الْفَاجِعة فِي الّثَالِثة عَصراً فلَا نُشاهِد الْمَقطع وَ نَعُود لكُم مُجدّداً
نَظّرَ لِلتَلفاز وَ هُو يَشعُر بِالْفُضول لِلهُوية ذَلِك الّشَخص ،سُرعاَ مَنّ تَسعتّ عَيناهُ وَ شَعر بِثقلِ جَسدهِ شَيئاً فَشيئاً وَ عَلاماتُ الّرُعب بَدأتّ تَسكُن مَلامِحهُ وَهُو يَرى نَفسهُ فِي شَاشةِ الْأخبار ،أصَبحتّ التَساؤلاتّ تَتّأكلُ عَقلهِ
كِيف؟! مَتى؟! لِماذّا؟! عَادّ إلِى وَاقعّهِ الْمُظِلمّ مُستَمِعٌ لِلحَديثّ الْمُذِيع: وردنّا عَنه أنِ أسِمهُ الْكامِل هُو: صُهِيب بِنْ فَهاد آل عَتاب هُو أحَدّ أبَنّاء مُقدِم الْبَرامِج الْمَعروف :فَهاد بِن عَبدّالّرحَمّن آل عَتّاب وَ يَبلُغ مِنّ العُمر 27 عَاما
لَا يَعرفّ كِيف مَرّ بِه الْوَقِتّ لِيجدّ نَفسهُ أمَامّ اللّيل تُحَدِثهُ وَ هِي تُمِسكّ بَعضّ الْأوراقّ لِتَمُدّها لهُ: أمِسّك هَذا جَوازّ سفركّ ومِع هُويتّك الجِديدة وَ بِطاقاتّ الْبَنك
-
26

٢٦
تَأملتُه اللّيل وَ رأتّ نَظراتهُ الّشَارِدة مُتّركِزة فِي زَاويّة الْغُرفة الْفَارِغة ،عَضتّ شَفتّها مُحاولةً كَبّح أعَصابِها ثُمّ تَنهدّت لِتَنطُق :صُهِيب خَلكّ مِعيّ
ألتَفّتت أنَظارهُ إلِيها بِصمّتٍ وَ سَرحانّ وَ تَكلمَّ بِهُدوءِ مِيتّ :وشّ اللِْي صَار لِلّيل قَبّل ١٧سِنّه وَخِلهّا تِبعدّ عِنّ أهَلِها ١٧سِنَه كَامِلة؟! ،وَ لِيه أبُوك طَلقّ أمُك ؟! وَ وِشّ سَوا بِأُمِك بَعدّ الّطَلاق ؟! تَنهِدّ وهُو يَنظُر فِي عِينَيّ اللّيل :تِقدّرين تِجَاوبِين عَلى الْأسِئلة اللِْي قَبّل شِوي !!
أتِسعتّ حِدّقة عِينيّها الّسَوادّوتِين ثُمَّ أنّزلت أنِظارِها عِنّ وجِهه بِصدمةٍ مِنّ أسِئلتِه الْمُباشِرة عِنّ مَوضُوعِ أُمِه شَعرتّ بِرجّفةٍ تَسريّ فِي أطَرافِ يَدِيّها ، رَفِعتّ عِينّاها مُجِدداً وَ تِبلُع رِيقّها لِتَتكلمّ بِنّبرتِها الْحَادّة: أنتّ شَايِف الْوضّع اللِْي أنتّ فِيه !! ،مُو وقِتّه هَالْكَلام الّرِجال يِستنّاك بِرى لَازّم تِطّلع بِسّرعة
أمّسَك صُهِيب بِعَضدِيّهابِعُنف وَ هُو يَشُدها وَ الْغَضِبّ أعَمّى بَصِيرتهُ :أسِمعّي يَاللّيل إذَا أنَا كُنت سَاكتّ لِك تَرى بِمَزاجّي ؛لِأنّي أبَغاكّ أنتِ تِعلمّين اللِْي صَارّ قَبّل ،لِكَنّ الْوضِع تَغِير إنّ مَا قِلتِّ لِي وشّ صَار قَبّل رِحتّ سَلمّت نَفسِي لِلشّرطة وَ أعِتّرف أنّي مَع الْإرهابِينّ اللِْي فَجّروا الْمَصنّع وَ بِكذّا يِقيمُون عَليّ الْقِصاصّ أكّمَل حَدِيثهُ وَهُو يَصُرخ فِي وجِههّا الْمَصُدوم ؛ مَعكّ دِقيقة وَ تُقولِ لِي اللِْي صَارّ كِله
اللّيل الْتِي كَانتّ تَستّمِعُ إلِى حَدِيثه الْغَاضِب حِتّى الّنِهاية أعَلِمَ كِيفَ يَلّوي ذِرعِها بّهِ !! يَعلمُ أنِهَا تَخافُ عَلِيه وَ أنِها لَنّ تَدّعَ مَكروهً يَحدُث لِه ،لِكَنّ لا تِسمحَ لهُ بِإستّغلالِ نُقاطِ ضَعفِها يِجّب عَلِيّه أنّ يِتَعلمّ أنِهّا حِتّى و لُو كَانتّ تُحِبه لَا يِستّطِيعَ أضِعافِها لِتُبعِدَ يَداهُ بِقُوتِها عِنّ كِتفيهّا لِيَشعُر بِعدَ ذلَك بِمّرارةِ صَفعتِها عَلى وجِهه : رَحّ عَساكّ مَا تَعودّ تَحسّب لَا سّويِت كِذا بِتّخليني أتِكلمّ لَا والله تِقعبّ ،صَمّتت لِلتُهَدِأ مِنّ أعَصابِها أحَستّ بِإنِكسار مِنهُ لِلأستغلالهُ مَشاعِرهّا ثُمَ قَالتّ بِغضّب:أذّلف رُوح الّسِيارة ،بَسّ تَأكدّ أنتّ الْيُوم أثبتّ لِي أنِكّ مَا تِستّحق تَعرفّ شِيّ
خَرجّ صُهِيب تِلكَ اللّيلة يَجُرُ مَعهُ مَشاعِر خِيبتّهِ وَ جُرحِ صَفعةُ اللّيل لِه فَلمّ يَأخُذ مِنّها لَا حَقاً يُعِينُه وَلا بَطِلاً يُفِيدهُ فَتّح بَابّ مِنّزلِه الْكَئيب ثُمّ أضَاءّهُ ،وَ خلعَ مِعطّفهُ وَ حِذائه
-
27
٢٨
فَتّح بَابّ مِنّزلِه الْكَئيب ثُمّ أضَاءّهُ ،وَ خلعَ مِعطّفهُ وَ حِذائهُ تَاركاً تِلكَ مَرمِيةً عَلى الْأرضّ ،أستّلقى عَلى الْأرِيكة الْغِير مُرتبّة ،تَلفَتّ حَولهُ هَا قَدّ مَرتّ ٧ شُهور مُنّذ أنّ أتَئ إلِى هُنا ،تَنهدّ بِصمّت فَكّم قَتّلهُ الّشُوق إلِى مَوطّنهِ وَإلِى جَدّتِه وَإلِى... الّشَخص لَا الْذِي لَا يُريدّ تَذكُرهُ أبدّاً
-
"مَدِينّة تَبُوك ،مَنّزل سُعودّ بِنّ عَبّد الّرحمّن آل عَتّاب"
خَرجّت مِنّ غُرفِتها تُغَرِدُ الْأغَانِي بِصُوتِها الْعَذّب ،مُطّربةٌ بِالصّوت الْذِي يَصدُر مِنّ فَرقعة أصَابِعها الْمُتنّاغِمة عَلى أيِقاعاتٍ مُتّتبِعه:
يَا لِيل يَا جَامِع عَلى الْود قَلبّين
لِك عَادةٍ تَجمّع قُلوبّ الْولايِف ...
يَا لِيل مَا تِرحمّ قُلوب الْمِحبين
قَلبّين ضَمتّها الّضُلوع الّنَحايف ...
يَا لِيل فِي قَلبّي مِنّ الشُوق جَرحِين
وَ دُوا جُروحِي بِينّ هَاكّ الّشفَايف
صَمتّت وهِـي تَرى والِدّتها قَادِمة نَحوهّا بِمَلامِح يَبدُو عَلـيها الْغَضب ،إقِتربتّ بِجانِبهّا لِتَهمُس لِهّا بِـحدة:أسِكتّـي يَا مّال الْوجِـع فِشلتِينا ،جَـدكّ جَالسٍ بِالصَالة وَ أنتِ صُوتِك يِلعلّع
أَشّارة لِهَا بِأن تَذهبّ :رُوحِـي سَاعِـدي خَوأتكّ ،بِسرعة
(فِي الْمَجلِـس الْمُخصص لِلرجّال)
دَخـلتّ لِتّرى وَالِـدها يَجلِـسُ بِـجَانِب زَوجُها وَ يُحدِثهُ بِـهمسّ بِـينّما زَوجُها كَـانتّ مَلامِحهُ لَا تُبّشِر بِالْخِـير أبَداً..
بَدّأت فَيّضَاناتُ تَسّـاؤل تُغّـرِقُ عَقِلهَا مِـنّ هُطولِ الْأسِـئلةِ الْكِثيرة دُونَ تُوقِـف
-يَا تُرى مَا الْذِي أتّى بِوالِـدي فِـي هَذا الْفَجِـر الْـبَاكِر ؟! -مَـا هُو الْأمُر الْمُهم وَ الْعـاجِل الْـذِي جَعـلهُ يَقتّـحمُ الْمَـنزل هَـكذا؟!
-مَـالْذِي جـَعلّ مَلامِحَ زَوجِهّا تتّغِـير بِـشكلاً مُفأجِئ؟!
تَقطّعَ حَبّلُ أفَكارِها بِمُجردِ مَا أنِ سَـمعتّ صُراخِ زَوجِهّا الْـذي زَلزّلَ الْمَكان وهُو يُنادِي :بِـيـداء ،تَعالِـي ، وَ بِصُوتٍ أعَلى:تَسمعِين ؟!
أتَت مُسِرعةً مُستغربةً نِداءَ والِدهَا بِهَذهِ الْنَبرة:سَـمّ يَا أبُوي وشّ بَغـ...
قُطعَ صَوتـهّا مَا أنِ شَعرتّ بِأنَامِل والِدهَا الّثقِيلة تَهبِطُ عَلى وجِهِـهَا بِسُرعةٍ تَلفتُ الْإنِتباه، تَحدثَ وهُو يِنظُر إلِـيها بِغضبٍ عَارمّ وَ قَهرٍ يَغلِي جِسدهِ:يَـالْخايِنة ،كِيفّ طَاوعكّ قَلبِك تُخونِين أبُوك
أكِمّلها بِنبرةِ عِتّاب وَ إنِكسار:أنَا؟!! ،أنَا أخَدّع مُشتريِِيني ؟!! أنَا أبُوك تِشتكينّي وَ تِشتكِين جِدكّ لِوزارة الّتِجارة وَ تُقولِين بِكُل بَجاحه تِجارتنّا مَغشُوشه ؟
-
28
صَفعها مِرةً أُخرى :أنَا أدَخل لِبيتّي لِقمّة حَرامّ ،يَا بِنتّ الْحَرامّ ، أنَا؟!!
كَانتّ لَا تزالُ فِي طَورِ الّصَدمة لِـكَن كَـلمّةُ والِدهَا هَزتّ بِدَاخِلها ،شَعرتّ بِالْإهانةِ فِـيّ أعـمّاقِها وَهِـيّ تُردّدُ جُملةَ والِدهَا
أ قَال لِـهَا أبِنتُ حَرامّ ؟!
لِـمّاذا قَال لِـهَا ذَلِك وهِـيّ أتتّ عَلى الّدُنِيا بِطريْـقةً أحَلهّا الله وَ شَرعَـها فِـيّ كِتابـهِ الْمُكرمّ وَ الْمُنزهَ؟!
لِـمّاذا أهَانهّا وَ أهَانَ نَفسهُ بِهذهِ الْكـلمّه الْجَارحّة؟؟
سِمـعت لعَناتِـه الْعَالِـية وَ دعَاويهِ بِالْهلَاكّ وَ صَوتُ أمُهَا الْتِـي كَانـتّ تَستّغفِرُ كُل كَلمةٍ يَقُولِها بِغَضب
ثُمَ ألتـفتّ لِهـا وَ عُيونَها الْحَادة تَحرقُهـا:أذِلــفي لِلغُرفتّك يَا مَال الْفنّاء
ذَهبـتّ بِـسُرعه وهَيّ يَركُض نَحو الْخَارج مُقاومةً الْدُموع الْمُتحجرةَ فِي عِينيهّا
رأتّ أُختيِها بِقُربِ الْبَاب وَ نظّراتُ الْأزدارءَ وَ الْغَضب لَا تزَالُ تَتبعهُا ،نَطقتّ رُوى:أُبوي غَشاش يَا بَيـداء ،مَا تَوقعتّها مِنّك ،أبُوي لِتهُز رأسِها بِأسِف:الله يِسَامّحك كَانّك حَرقتِي قِليبّه ،وَ هَذا الْكِبيرة وَ الْبِكر اللْي دَايمّ يِفتّخـر فِيـها :خَلكُم مِثّل بَيـداء بِالّدِراسه يِصيروُ مِثّل بَيـداء بِالّسَنع وَ الّشغّل الّزيِن ،يَاصَدمة أُبويِ فِيكّ ،يَاصَدمتّه الْكِبيرة أيِه والله
بَيـداء حَولتّ أنَظارهّا عَلى غُروبّ بِلحظةِ ضُعف تُريِد أنّ تُدافِعَ عِنّها لِتصدُمها هِـي أُخرى:لَا تِتوقعِين مِنّي شِيء بَعد اللْي سَويِتّه بِحَق أُبوي وَذهِبتَ تَاركةً أيَاها لِتذهبَ بَعد ذَلِك رُؤى
وأخِيراً نَزلتّ دُموعـها ؛صَدمِتهُا مِنّ جَدِها وَ أبِيهَا وَ أمُهَا وَ أُختِيها كَان حِملاً ثَقِيلاً عَلِيها هَذا الْيُوم ،لَنّ أنسى هَذا الْيُوم مَا حيّيت ،هَذا الْيُو تَركَ وسمةَ عَارٍ وَ إهِانةً لِهَا وَ لحظةُ ضُعفٍ لِـمّ تَعِيشّها مِنّ قَبل
ذَهبِت إلِى غُرفتِها وَ أغَلقتّ بَابِها بِغَضبّ وَ أمِسكتّ هَاتِفهَا وَهِي تَضغطُ الْأرقامَ بِسُرعة لِيرنّ بَعد ذَلِك ،لِمّ تَردُ لِترنّ عَلِيها مَرةً ثَانِية وَ ثَالِثة وَ رَابِعة
كَانّ عَلى وشِك الْإنِفجار مِنّ تَطنِيشهَا لِهَا ،قَدّ صَدقِتها وَ واثَقتّ بِها وهِي بِكُل بِساطةٍ غَدرتّ بِها وَ هِا هِي تَسمعُ صَوتِها الْنَعسان:ألُو ،مُنو مَعِي؟! بَيـداء كَانت فِي أخِر مَراحِل الْغَضب :مُنو مَعك هَاه يَاللّيل؟! مَسحتّ كَفّيِها بِوجِـهها وَالْقَهر أشَغل جَسدّها:وثَقتّ فِيك ،قِلـت بِنت عَمِتي وَ مَا تُخونِي ،لِـييش كِذا سَويِتّي فِيني لِيش؟
-
29
اللّيل عَقدتّ حَاجِبيهَا وَ بِنَبرةُ غِيرِ مُبَألِيه:يَا بِنت أنتِ وشّ تُقولِين،وشّ خِيانتّه الله يِصلحتّس؟! تَراتسّ مَرة فَاضِية ،وَ أنِسانه ورايّ شِغل وَ تِجارة لِازم أسنعهّا ،أبِتسامة بِأستفزاز وهِي تُريد تُوصِل رِسالتّها لِها:تَعرفِين عَشان مَايِصير لَبّس وَ أسِتغل أحِد نِقطة أنِشغالِي بَالّناس وَ حِياتُهم وَ يِلفقّ عَلِيّ تِهمة أنُ تِجارتّي مَغشُوشه وَ تِعرفِين بَعد هِذه الّتهُمة الْطِبية وَشّ ؟! ،أكِملتّ حَدِيثّها عِندما لِمّ تَتّجاوب مَعها :مُحامِي و غَرامات مَالِيه وَ سِجن ،بِرأيي أحَسن شِيء تِسويِنّه الْحِين تَقفلِين تَسجِيل الْمُكالمة هَذا وَ تدورِينّ عَلى مُحامِي يَخففّ الْعُقوباتّ لِأبُوك وَ جِدك ،هَذا أحَسن شِي تِسوينّه فِي الْوقِت الّرَاهِن لِكنكّ مَا تِقدّريِن تِثبتين عَلِيّ شِيء ،والْحِين مَع الّسَلامه
بَيـداء تَشعُر بِالْغثيِان مِنّ كَلامِها كِيف أَوقعتّ نَفِسها بِين يَدِاي تِلك الْخَبِيثه؟! ،كِيف لِها أتِفعل ذَلِك بِها ؟! ،يَالِها مِنّ مَاكِرة حَقاً:والله بَاللّيل لُو تِقفلِين ألِتندمِين نَدّم
قَاطِعتّها اللّيل بِنَبرتِها الْواثِقة:أنَا أشَد مُعجبِين الّنِدم ،ورِينّي وشّ راحَ تِسويِن!!
سِمعتّ إغِلاق صُوتّ الْمُكالمة ،عَضتّ شَفتِيها بِقهر مِنّ غَباءهَا الْذِي يَشهدُ الْجَمِيعُ عَليّه ،شَعرتّ بِسُقوطِ دُموعِها مَرةً أُخرى لِاتّمسحهّا بِقُوة:والله تِندمِين ،وَهـذا أنَا حَلفتّ يَاللّيل
"جِدة ،أحِدى طُرائق الْمُطِلة عَلى الْبَحر الْأحَمّر"
جَالِساً بِهيبتّه عَلى أحَد الْكَراسِي الْتِي تَقع أمَام الْبحَر يَتّأملُ الّنَاس الْعَابِره أمَام مَنظرِ الْبحَر وَاللِأن مَا زَال صَوتُها الّنَاعِم يُرافِقُ أُذنِيه لَا يَستطِيعُ أنّ يِمحَيّه مِنّ ذَاكِرتّهُ الّشّقِيه الْتِى لَا تَذكُر إلِا ذِكراهّا فَقِط
سُحقاً يَا فِتاةَ اللّيل وَ الّذِكرى ...
لِماذا بَعد كُلِ مَا فَعلتِ لَا زَال حُبِي الْعَفِيفُ لِكِ يَكبُر مَع مُرورِ الْأعَوام ؟؟
لِماذا لَا زِلتّي عّلقتٍ فِي ذِهنّي وَ قَلبّي ؟!
كِيف هُو الّسَبِيلُ لِإخِراجكِ مِنّ ذَلِك الْقَلب الْمُعذب؟!
كِيف لَكِ أنّ تَكُونِي الّدَاءُ وَ الّدواءُ لِي فِي الْوقِت أنِّـهِ؟!
هَل أنتِ بَلسـمٌ لِا جُروحِي أمّ هَكـذا خُيِّـلَ إلِـيّ؟!
هَل أنتِ مِـنّ أرادَ تَدّمِـرني حَقاً ؟!
يَاللقَسوتِك يَافِتاةَ الْمِسـك !!
كِـيف أصبحتِـي بِهَذا الْحَال الْمُزري؟!
تَنهِـدَ مُمِسحاً كِفهُ الْأيِمن عَلى وجِهِه ،مُستيقظاً مِنّ الْأفكَارهِ عَلى نِداءَات فِهيـد لَـهُ:النـشمّي قُـوم خَلنّا نُروح نِفطر وَأشر عَلى بَطنِه
-
30
النـشمّي قُـوم خَلنّا نُروح نِفطر وَأشر عَلى بَطنِه:
بِطنّي يِصفّر مِن الْجُوع قَسم قِـمّ فَطرنِي
هَز كِتفهُ مِراراً:
تِكفَى قـمّ ،يَا هُوو فِكنّي مِنّ الّتطنِيش
النَشمّـي نَظر لِهُ وهُو يبتَسـمّ : ويِن تَبّي؟ ، أيِ مَطعمّ ؟
فِهـيد بِرجاء:مِطعَم شَعبّي يَا أخُوك نَفِسي بِإكلاتّ يِمنيّة
النَشمّي مَازالتّ الْأبِتسامة عَلى شَفتيِه مُؤشِراً عَلى عِينيه وَ رِأسه وَ هُو يَقف عَلى قَدمّيه:مِنّ ذِي الْعِين ،وَ عَلى ذَا الّرَاس ، يَلا خَلِـنّا نَسري
وَقفّ وَ هُو يِتأملُ فهِيد وَ مَلامِحهُ الّسَعِيده،مُتابِعاً الّسَير خَلفهُ بِبطئ وَ صُمتهُ الّطُويل مَا يَزال يَسمح بِعُبور أفَكارهِ الْمُتهلِكه...
لَا يِعلمّ مَا هُو جَمِيلُ أفَعالِه لِيلتّقى فِي يُومٍ مَيؤوس بِطفلهِ وَ صَدِيقه وَ أخيهِ الّذِي لَمّ تَكنُ لِـ تنجِبَّ أمهُ بِمثّلهِ فكَمّ يُحبهُ وَ يُعزهُ وَ يِهتمّ لِأمره !!
وَ كَمّ يَحسدهُ وَ يِبغضُ حَياتهُ!! فَأعُوذك ربِي مِنّ الْحَسد
فَقدّ عَاملهُ وَ يُعامِلهُ كَالطِفل الّصغِير يَخشى عَلِيه مِنّ الّضَررِ وَلا يُريِد أنّ يَسلكُ لهُ الْحُزن طَريقاً طَويِلاً فِي حَياتهِ
وَلا يُريدّ أنّ يِمضِي عُمر شَباب بِالّضَياع •فَهنّاك مِنّ يُفكر فِيه وَ يِفعلّ لِأجله
أمَا حَالهُ هُو حَال الحَزين الضَايع الْذِي تمّسكَ بِطرفٍ مِنّ خِيطٍ رَفِيع عَلى أمِل أنّ لَا يِنقطع لِكيّ لَا يَخسّر نَجاتهُ
فَقدّ أصَبحَ هَكلاً وَ هُو يَبلغُ عَامهُ الْأربعِين
فَقدّ حُذفتّ مِنّ حِياتهِ مَراحِلُ كَثِيرة ،مِنّ أجَمّل مَراحِل الْلحظاتِ الْجَمِيلة وَ تبقتّ لهُ غُصونٌ مُتكسِرة مِنّ الْحَياةِ الْمَريرة بِذكرياتِها المُشِرقة بِألوانِ اللّيل الْحَالِكة
فِهُناك حِكايةٌ أنتهَت وَ بَدأت مَعها حِكايةٌ أخُرى ...
يَشهده اللّيل وَ عِتابهُ الّسَاكِنُ فِي نُجومِ وَ شِجرةٍ مِنّ رحَيِق الّذِكريات وَ مُنتهِيةٍ بِكَمّالِ الْبَدرِ الْمَكتمِل
فَـ قَبّل ١٤ عَامٍ
يِمّشي بِينّ الّضَواحِي بِحذّر مُمِسكاً سِلاحُه خَلفّ ظَهِره
وَ اللّيلُ الّدَاكِن يُغطِي مَلامِح الْمَكان وَ رُؤيتُه بَدّأت تَضعفّ شِيئاً فَـ شِيئاً وَ حِباتِّ الْعَرقّ الْعَالِقة عَلى جَبّيِنه تُعلِنُ تَوترهُ عَلى أوصَافِ الْمَكان الْمُظلمّ
هَقدّ دَقتّ سَاعِة الّصِفر وَ أعَلنّ صَوتُ الْبَارودّ
حَربهُ الّشَائكة مُهلكِةً بِهَا شُعور الْأحِباء
انِها اللّيلةُ ...
أنِها اللّيلةُ الْتِي فَرقتّ وَ أخَلفتّ عَنّ بَاقِي لِيالّيها ...
أنِها اللّيلةُ الْتِي أسِتّهلكَتّ الْكَثِير مِنّ الّدِماء...
أنِها اللّيلةُ الْتِي أشَعلتّ لِهيبّ الْعَدّاوةِ مِنّ جَدِيد...
أنِها لِيلةٌ مَريِرةُ الّذِكرى...
انِها لِيلةٌ طَويلةُ الْمَسافاتّ ...
وَ كَمّ مِنّ مَقبّرةٍ حُفرتّ تِلك اللّيلة،!
وَ كَمّ مِنّ دَمعةٍ ذَرفتّ عَلى فُراقٍ مُحدقٍ،!!
وَ كَمّ نَفسّ أظَلمّت رُوحِها بِفعلٍ مُهِينّ،!!!
يَاللـ تِلكّ اللّيلةَ الْمَشُؤومِة
"و فِي تِلَك اللّيلة رَحَل الْأحِباء عِندّ أكِتمّال الْبَدر"




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-06-20 الساعة 09:53 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 05:31 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



-
31
- وَ فِي اللّيل حِكايا الْعِشقُ سَاكنةٌ
تُراقِب خَطايّا الْعَاشِقينّ بِصمتٍ
•الّـناثِـرةâ‌¤ï¸?
لَا تَزالُ اظ”صَواتّ الّرصَاص عَالقةٌ فِي مَسّامِعه ، وَ مَشهدّ مُحيِط الّدِماء الْمُتعلقِ بِتُربة فِي ذِهنه كَـالحُلمّ
وَ صُراخاتّ اظ”لِـم حَولهُ تَعانِقهُ لِلدّرجةِ الْاظ•خِتناق
وَ رَكضّاتُ الْخُوفِ تُداهِمُ قُلوبهُم مِنّ مَجزرةٍ اظ”حَدثّت فِي ذِكرياتـهِم شَرخاً كِـبيراً يُقاومّ الّنِسيان كَالّطُوفان الْمُحدِقّ
يَاللّـ اظ”لِمهُ وَ هِمهُ مَا يَزالّ يَكبرهُ بِسنينٍ تَفوقهُ عَدداً وَ عِدّةٍ وَ لَا يَزال يُحيّـره عَلى مَرّ اظ”يَامِـه الْمُتراكِمّة...
اظ”فَاقّ مِنّ شِدةّ الْاظ”لِم الْمُتحصنّ فِي جَسدّهِ وَ رُوظ”ية لِديه مُشوشّه بِشده وَ اظ”نِينّهِ بَدّاظ” يَعلُو شِييظ”اً فَـشييظ”اً وَ اظ”نِـفاسهُ تَستضِيقّ بِه وَ كِمّا لُو اظ”نّ تَضِيع فِي مَسار الْحِياةِ دُونّ اظ”نّ يَعرفّ طَريِقاً يَدّلهُ لِلرجوعِ اظ•لِيه .
تَمتّم بِكلمّات هُو اظ”يِضاً لَا يَعرفّ مَاهِيتّها لِكنّ مَا يَعرفّه اظ”نّ اظ”ثَر الْحَربّ اظ”بَقى مَشاعِر الْخُوف تُحجِرُ بِه مَسلّكٍ لِلحياةٍ هُو لَا يَريدّهُ،،،
لِكنّ ...
مَا عَسانّا نَقُول لِلريـّاحٍ لَا تسِيرُ بِمّا تَشتّهِي الّسُفّن مَسارّهُ ؟!
نَطِقَ اظ”وّل كَلِماتّه وَ هُو يِشكيّ هَمّا مَا راظ”تـهُ عَيِناه :يَا صِفية الْقَلبّ وَ الّـرَوح وَ شُلونّ حَالّك بِدُونِي ؟!
تَبّسمت وَ دَمعُ يَسّكُن مُقلتيها بِثباتٍ مُهلكِ فَهي تَفهمُ مَا يَرمِيّ اظ•لِيـه ،يُريدّ مِنّها اظ”نّ تَساظ”لهُ وَ تَجعلُه يَسّرد عَلِيها مِنّ اظ”حِزانـهِ فَاظ”خُرجـها هُو دَونّ اظ”نّ يَلحظّ ،تَكلمّ وَ نَبرةُ الْبُكاءِ وَاضِحةً لـهُ:مَا فِي اظ”حَوال تِنقال دُون عَتّاب الّنِشاما الْاظ”هَم اظ”حَوالِك اظ”نتِ يَا الّنَشمِي ؟!
اظ”غَمّض عِينيهّ وَ هُو يُقاومّ تَدّفقُ الّدُموع اظ”مَامهّا فَـمشاعِر الْاظ”نِـسان لَا تَستطِيع اظ”نّ تَقِف ضِـد الّسُوظ”ال:مُنـهك وَ اظ”صَواتِهم مَا تُـروح مِن بَال ،فِـقدت الّصدِيق اللّي مَا بَعدّه صِديق يَا صِفية الْقَلب ،فِقدتّه بِلمحة الْبِصر وَ لِـيت الْبِصر مَا لِمح لِحظّة وُداعه ،الْقهر صَـب نَاره فِي قَلـبي وَ لا اظ”دِري مَتى تَطفِي ،اظ•قِـتله يَا خَالة ...
غِـدره ،،، غِـدر الّصَاحِب بِصاحِبه -
-
=
ظ£ظ¢
ظ،ظ¤ظ¢ظ¥/ظ،/ظ¤هـ
أمِسكتّ بِيديها الْـباردِة كَالثّلج وَ تَلامستّ وَجِهها الّشَاحِب بِخُوفٍ تُنـاديها وَ لِسانُها يَرجفُ مُتردداً :خَالة ...خَالة ...خَالة قُومِي تِكفين لَا تِفجعينّ
حَبستّ دُموعها وَ هِي تَرى خَالـتّها مُتمدِدةٌ عَلى الْأرضِ دُون رُوح فِـيها ،سَمِعتّ أصَواتّ الْأقَدام تَـتجهُ نَحـو الْمنّزل لِـ تَـذهب هِي بِجهةِ الّـنافِذة ،فَتحتّ بِـبطُئ وَ هَربتّ بُسـرعة تَاركِـةً جُثة خَالِتـها خَلفـها تَدُعو الله أنّ تنّجـو وَلا تُواجِه نَفسّ مَصِـير خَـالتها ،كَانتّ تَركُـض دُونّ أنّ تُبـالي بِـطريق الّصحِـيح ،مَا زالتّ تَـسمع أصَـواتهم بِـقرب مِـنها بَـدأت تَـركضّ بِسرعةٍ أكـبر وَ أنِـفاسهُا تَتسـرعُ مَـعها ،تَـوقفتّ عـنّدما شَـعرتّ بِإختفاءِ ضَجِيجهم ،لِـتأخُذ أنِـفاسها بِعمّق نَـظّرت حَـولها مُحاولِـةً أكِـتشاف الْمِـكان الْذِي تَوقفّت عِـندهُ ،يَـبدو كـ مَـكانٍ خَـالي مِنّ وجُـود الّـناس صَـحراءُ قَاحِلـة ،فـكيفّ سَتنجُـو مِـنّ هُـنا؟!! أمِـسكتّ بِـرأسـها وهِي تَـشعُر بِصـُداعِ يُـهلكهّا شَيئاً فـ شَـيئاً
فَـهي لَا تَـعرفُ أيِـن هِي ؟!
وَلا تَـعرفُ الّـسبيل لِعودّتِها؟!
يَـجب عَلِيها أنّ تَـتصلّ بِعائلتّها بَـقربِ وقِـتٍ
أسِتـمرتّ بِالْمِـشي لِـ سَاعات بِدونّ أنّ تَتوقف ،رُبـمّا هِي ضّـلت الّطَـريق وَلا تَعُـود أبَـداً أو رُبـمّا قَـدّ عَادتّ لِلطريقّ نَفسِـه
لِـكن...
الْأهـم أنّ تُـحاول الْعـودة عَلى أنّ تـمُوت دُون أنّ تُـحاول ذَلِك
هَـا قَـد أقَربتّ شَمِـس الْفـجِر عَلى سُطوع وهِـي لَا زالتّ تَمِـشي وَ قَدّ ذَبلـتّ مَلامِـح وجِـهها مِـنّ شِـدة الْجـفاف وَ أنِـفاسها بَـدأت بِتّبأطُى ،تُشعر بِـملك الْـمُوت يَتبـصرُ بِـها أيِـضاً فِـي مَـكانٍ قَـريبٍ مِنها ،رُبـمّا هُو يُراقِبُها مِـنّ الْخِـلف أو يِـمشي بِجوارهِا كَـقرينّها أو رُبـمّا هُو يُشـاهِد مِنّ الْأعلى...
مَا تَعلمّهُ الْأن:
هُو أنّ نِـهايتُها قَـريبة ...
أرتّطمتّ عَلى أرِض بِقُوة وَ أعَلـنّ جَـسدُها سُباتّه
-.
م€?الريّاض، مَنزل سِـند بن عَـتاب اظ“ل عَتابم€‹
نَـظر لِلناسّ الْواقِفة أمِام بِـقهّرٍ حَاقِـد ، بُـرودهُم تَـجاهُ الْأمِـر يُزعجهُ وَ يُريدونّه أنّ يَـتصرف وَ كَأنّ شِـيء لِـمّ يَـكُن ،يَـبدُون مُستمِتعين جِـداً لِـرؤيتهم بِـهذا الّــشَكل
-
ظ£ظ£ -.
م€?الريّاض، مَنزل سِـند بن عَـتاب اظ“ل عَتابم€‹
نَـظر لِلناسّ الْواقِفة أمِام بِـقهّرٍ حَاقِـد ، بُـرودهُم تَـجاهُ الْأمِـر يُزعجهُ وَ يُريدونّه أنّ يَـتصرف وَ كَأنّ شِـيء لِـمّ يَـكُن ،يَـبدُون مُستمِتعين جِـداً لِـرؤيتهم بِـهذا الّــشَكل
تَـكلمّ مُـحاولاً أنّ يِكبتّ نَـبرةِ الْغِـيض :وشُـلون مَا تِبغُـون نِـبلغ مِمُـكن الْبِـنت وَ خَـالتّها يُكونُـون فِـي خَطّـر لِازم نِـبلغ يَا طِويلينّ الْعُـمر
رَفع سِـبابتهُ وَ هُو يَـأمُره بِسُكوت: حِـنا مِتعودينّ أنّ مَا نِـدخل الّشِـرطة فِـي مِـشاكلنّا وَ أنّـت أعَـرف بِهَـذا الّـشي
نِـطق مُـجدداً حُـرقةٌ فِي الْقَـلب تَـتزايدّوَ هُو يُـودّ لُو يُمسـكّ بِـرقبةِ مِـنّ أمـِام:هِـذه موا أيِ مِشكلة طَـالّ عُـمرك ؛هَـذه مَـسألة خَـطفّ مَحارمِـنا وَ هَـذا الّـشيء لَا يُمِـكن أنّ نِـسكت عِـنّه ،يُـوم الْـقِيامة نُـسأل عِـنهن
وقـفّ وَ هُـو غَـاضِـبٌ مِـنّ تَـصرفاتّ ذَلِك الْمُتمردّ:الْـكَـلامّ واضِـح وَلا يِحتـاج أنِـي أعِـيدّه
صَـرخّ هُـو أيِـضاً والْغَضب يَغلِـي جِـسدهُ:والله لُـو صَـارو مَـحارمِك تَـعال وَ حَـسبنّا وَ الْـحين تِـوكلّ يَالله
لِـقدّ بَـدأت شُـعلةٌ أخُـرى لِأحِـقاد ...
عِـقدّ حَـاجبيه وَ هُو يَـرى نـظرةُ الّـتوعِـد فِـي عِـيناه ذَاهِـباً نَـحُـو الْـباب الْمَـنزل هُـو وَ جَـماعتِـه لِيُعيدّ الأنِـظارهُ إلِـيه :رَاح تنـدّم يَـا سَـند
أبِـتسمّ سَـاخِـراً مِـنّ تَـهدّيد:أنَـا أحِـب الّـنَدم ،بَـسّ ورنِـي وشّ رَاح تِـسوي؟! ،أشِـر بِـيديهِ لِيَـذهبّ:وشّ تِنتظـر الْـباب ورَاكّ

-.
م€?قَـــرية الْحِـجيلّـيم€‹
يَـتجُـول فِـي الْأرجاء مُـمسكاً جُـزءُه الْمُـصاب ،تَـنهدّ عِـندمّا رأى نَـظّر إلِـى حَـالِ أهَـالي الْـقرية وَ هُـم يَـنظُرون إلِـيه بِـنظرةِ خِـذلان وَ قَـهر وَ كَأنُـه هُـو مِـنّ كَـان سِـبباً لِـ حَــرب لِـيسّ هُـم الْـذِين جَـنّوا عَـلى أنِفسِهم بِجـهلّـهِم
أمِـسكّ بِنّـاقتِه لِـيُداعِبها ،أكِـمّل طَـريقُه وَ هُو يُمِـسك بِـها ،شِـعر فَـجاةً بِـقطّـرات الْمَـطر عَـلى رأسِـه و ثِـيابه لِلحظّـات لِـ ينهّـمر بَـعدّ ذَلِك بِـشكلٍ غَـزيز ،رَفـعّ رأسّـه إلِـى سِـماء مُـغمضاً عِـينيه وَ أبِـتسم وهُـو يَـشعرُ بِـالسعّـادة أحِـسّ بِخُـطواتِ الّـناقِـة وهِـي تَـركُض بِـعيداً عِـنه

حِسابي: https://www.instagram.com/anovelnathira/



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-06-20 الساعة 10:01 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 05:32 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-06-20 الساعة 10:01 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 14-12-19, 05:34 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 26-06-20 الساعة 09:57 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.