آخر 10 مشاركات
ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لاجئات بيت الحكايا (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تجري في دمي(35)للكاتبة:Michelle Reid(الجزء الثاني من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          مصيدة الإبتزاز (77) للكاتبة: جيسيكا ستيل ... كاملة ... (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          اسبانيا الســـــــوداء *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : CFA - )           »          229 - كذبة بيضاء - ديانا هاميلتون - أحلام الجديدة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : وهوبه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2430Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-07-20, 10:52 PM   #1571

دمـوع الـورد

? العضوٌ??? » 470791
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » دمـوع الـورد is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوووور
بانتظار الفصل ياشموسه😍❤️


دمـوع الـورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 10:54 PM   #1572

Hagora Ahmed

? العضوٌ??? » 421633
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 224
?  نُقآطِيْ » Hagora Ahmed is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوووووور ... أحلى حاجة كل أسبوع ❤❤❤

Hagora Ahmed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 10:56 PM   #1573

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
Chirolp Krackr

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 334 ( الأعضاء 122 والزوار 212)



‏موضى و راكان, ‏meryamaaa, ‏دمـوع الـورد, ‏ايمان122, ‏Hagora Ahmed, ‏Aengy, ‏S.F.MOHAMED, ‏yawaw, ‏iris81, ‏ساره عادل محمود, ‏اديم الروح, ‏Sara Ali❤️, ‏kozmo, ‏Lolo rabah, ‏ايميلي انا, ‏بتو خليفه, ‏ميرو76, ‏رودى رامى, ‏maisalama, ‏مريم المقدسيه, ‏حنحون3, ‏Anisa zayd, ‏ام زياد محمود, ‏بيبوبن, ‏Katyy, ‏najla1982, ‏نجمة القطب, ‏dodoalbdol, ‏Amonimoni, ‏أسيل محمد, ‏لبنى أحمد, ‏غنى محمد, ‏ريري المصري, ‏leria255, ‏زهرةالكون, ‏إيمّا مالك, ‏kokyyou, ‏amana 98, ‏طوطه, ‏shammaf, ‏جنغوما, ‏Nanayoya, ‏فتاوى, ‏Dina Negm, ‏m-berr, ‏نسيبة٠٠, ‏Shammosah, ‏rtoooot, ‏shimaa_2, ‏Selinn, ‏سلوى١٩٨٤, ‏دكتور ايه, ‏ذسمسم, ‏amira98, ‏مون شدو, ‏احسان مروان, ‏ياسمين وروزه, ‏منالب, ‏Khadija05, ‏osama azal, ‏فاطمة زعرور, ‏تقوي محمد السيد, ‏الاوهام, ‏Heckenrose, ‏MerasNihal, ‏يامور__, ‏سحر احمد حسين, ‏NJN, ‏asaraaa, ‏سهر واشواق, ‏Reemkoko, ‏سوزان محمد احمد, ‏داليا أمجد, ‏fatma ahmad, ‏سامبو, ‏Asrarqq, ‏Mon abdou, ‏rosemary.e, ‏ميار111, ‏مالي عزا من دونك, ‏Sea birde, ‏darling, ‏Aysa, ‏sara alaa, ‏bochraa, ‏Nagat farouk, ‏ارض اللبان, ‏princess of romance, ‏laila2019, ‏Sarafadoua, ‏De Amona, ‏sh damas, ‏شيكامار, ‏سيدة الضوء, ‏Islamalalem, ‏rafalo, ‏Nayrou, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏engsarahsnowwhite, ‏Metan, ‏alan, ‏shf2000, ‏أم أريان, ‏سنا عسل, ‏مولا امال, ‏خوخادوما, ‏Ino77, ‏نور علي عبد, ‏رفيدة هشام, ‏إيناس, ‏ام هنا, ‏SOL@RA, ‏Solly m, ‏كف القمر, ‏نورسين علاء, ‏هدى الموازن, ‏Hoba fahmy, ‏سلافة الهاشمى, ‏رمد الرمد, ‏الحياه اغنيه, ‏redrose2014


نحن فى الإنتظار



موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 10:58 PM   #1574

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 370 ( الأعضاء 133 والزوار 237)


‏موضى و راكان, ‏Aiosha, ‏ايميلي انا, ‏Tame jo, ‏الاوهام, ‏هبة الله 4, ‏حنان الرزقي, ‏iris81, ‏سها محسن, ‏Lolo rabah, ‏ميمو كوكي, ‏blue fox, ‏زهرةالكون, ‏MerasNihal, ‏meryamaaa, ‏دمـوع الـورد, ‏نداء1, ‏ام زياد محمود, ‏كف القمر, ‏Berro_87, ‏Hagora Ahmed, ‏عليه عبد الرحيم, ‏Aengy, ‏Sara Ali❤️, ‏شهدsoso, ‏Rwida.147, ‏m-berr, ‏amira98, ‏Lazy4x, ‏Light dream, ‏ايمان122, ‏نونا لبنان, ‏Asrarqq, ‏amana 98, ‏yawaw, ‏ساره عادل محمود, ‏اديم الروح, ‏kozmo, ‏بتو خليفه, ‏ميرو76, ‏رودى رامى, ‏maisalama, ‏مريم المقدسيه, ‏حنحون3, ‏Anisa zayd, ‏بيبوبن, ‏Katyy, ‏najla1982, ‏نجمة القطب, ‏dodoalbdol, ‏Amonimoni, ‏أسيل محمد, ‏لبنى أحمد, ‏غنى محمد, ‏ريري المصري, ‏إيمّا مالك, ‏kokyyou, ‏طوطه, ‏shammaf, ‏Nanayoya, ‏فتاوى, ‏Dina Negm, ‏نسيبة٠٠, ‏Shammosah, ‏rtoooot, ‏shimaa_2, ‏Selinn, ‏سلوى١٩٨٤, ‏دكتور ايه, ‏ذسمسم, ‏مون شدو, ‏احسان مروان, ‏ياسمين وروزه, ‏منالب, ‏Khadija05, ‏osama azal, ‏فاطمة زعرور, ‏تقوي محمد السيد, ‏Heckenrose, ‏يامور__, ‏سحر احمد حسين, ‏NJN, ‏asaraaa, ‏سهر واشواق, ‏Reemkoko, ‏سوزان محمد احمد, ‏داليا أمجد, ‏fatma ahmad, ‏سامبو, ‏Mon abdou, ‏rosemary.e, ‏ميار111, ‏مالي عزا من دونك, ‏Sea birde, ‏darling, ‏Aysa, ‏sara alaa, ‏bochraa, ‏Nagat farouk, ‏ارض اللبان, ‏princess of romance, ‏laila2019, ‏Sarafadoua, ‏De Amona, ‏sh damas, ‏شيكامار, ‏سيدة الضوء, ‏Islamalalem, ‏rafalo, ‏Nayrou, ‏KHOULOUD RWISSI, ‏engsarahsnowwhite, ‏Metan, ‏alan, ‏shf2000, ‏أم أريان, ‏سنا عسل, ‏مولا امال, ‏خوخادوما, ‏Ino77, ‏نور علي عبد, ‏رفيدة هشام, ‏إيناس, ‏ام هنا, ‏SOL@RA, ‏Solly m, ‏نورسين علاء, ‏هدى الموازن, ‏Hoba fahmy, ‏سلافة الهاشمى, ‏رمد الرمد, ‏الحياه اغنيه


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 10:58 PM   #1575

هبة الله 4

? العضوٌ??? » 394064
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 789
?  نُقآطِيْ » هبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond reputeهبة الله 4 has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في الانتظار احلى شموسه

هبة الله 4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 10:59 PM   #1576

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور ياشموسه

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 11:00 PM   #1577

Walaa sham

? العضوٌ??? » 410159
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 160
?  نُقآطِيْ » Walaa sham is on a distinguished road
افتراضي

بالانتظااار😍😍😍😍

Walaa sham غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 11:00 PM   #1578

سهام زيد
 
الصورة الرمزية سهام زيد

? العضوٌ??? » 471029
?  التسِجيلٌ » May 2020
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » سهام زيد is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍 مستعدين للفصل انشاء الله

سهام زيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 11:01 PM   #1579

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 1

الفصل الرابع والعشرون




( 1 )

بعد قليل فتحت بسمة باب الغرفة ووقفت تشعر بعدم اتزان وكأنها قد ضربت بحجر .. لقد تماسكت أمام حماتها رغم المفاجأة ولم تعقب بل ظلت صامتة لدقائق تستوعب الخبر الصاعق ثم استدارت لتصعد معقودة اللسان .
وقفت تحدق في كامل المتكوم على جانبه فوق السرير وهي لا تزال مصدومة ..
كامل سبق له الزواج ؟!!
متى؟ ومن هي؟ وما الذي حدث ؟؟؟
تأججت الغيرة في صدرها وقفزت تساؤلات كثيرة إلى رأسها منها سؤال مرعب ..
ترى هل تلك القصيدة التي تركها في بيت الجد صالح تخص زوجته السابقة؟! ..
أخاف أن تُمطِر الدنيا ولستِ معي
فمنذ رحت عندي عقدة المطرِ
تذكرت تلك الكلمات من القصيدة التي كان يقرأها في ذلك الكتاب.. القصيدة التي حفظتها عن ظهر قلب .. والتي رغم تيقنها بأنها ليست المعنية بها إلا أن عدم معرفتها بصاحبتها الحقيقية أعطاها الفرصة لأن تحلم بأنها لها ..فشعرت بجرح عميق في القلب .
أمن الممكن أن تكون هي من يقصدها ؟!!
تطلعت فيه .. ورغم شعورها بالغيرة والغضب والألم إلا أن قدميها ساقتاها إليه ببطء .. فجلست بجواره تنظر إليه وهو مستلقٍ على جانبه مغمض العينين عاقدا ذراعيه أمام صدره وكأنه يشعر بالبرد .. فغلبت شفقة قلبها عليه ونحت مشاعرها الغاضبة جانبا لتمد يدها لتتحسس جبينه بينما كلمات القصيدة تتردد في رأسها وتنخر في قلبها.
أنا أحبك يا من تسكنين دمي
إن كنت في الصين أو كنت في القمر
فيك شيء من المجهول أدخله
وفيك شيء من التاريخ والقدر
أبعد كامل يدها عن جبينه بخشونة فعبست بغيظ لكنه حينما بحث خلفه دون أن يفتح عينيه عن البطانية الثقيلة وشدها على أكتافه عاد إليها شعورها بالشفقة عليه فأسرعت بوضع كمادة له على جبينه.
أبعد كامل الكمادة بعند صبياني دون أن يفتح عينيه فجزت على أسنانها وأعادت الكمادة مرة أخرى بتصميم ليستسلم لها بإعياء ويتدثر بالبطانية حول كتفيه العريضين.
بعد قليل ذهب في النوم بعد أن نزلت حرارته فتركته بسمة وذهبت إلى الخزانة تخرج منها صندوقا يخصها .. فتحته بالأرقام السرية واخرجت منه ذلك الكتاب الخاص بالشعر الذي لا تزال تحتفظ به وأعادت قراءة العبارة التي كان قد خطها بيده من قبل في أول صفحة.
إلى أولئك الذين نهجرهم اختيارا
فيحتلون قلوبنا اجبارا
سلام من أعماق الروح والقلب
سلام ليس بعده سلام
قرأتها والغيرة تأكلها أكلا .. شعور لم تمر به بهذه القوة من قبل.. فسقطت دمعة ساخنة على الحروف وهمست "يا رب لماذا عليّ أن أعيش نفس الألم مرتين وأنت وحدك تعرف بأن هذه المرة ليست كالسابقة أبدا .. القوة من عندك يا رب "
××××
"سأموت .. أشعر برغبة قوية في الذهاب لأولئك النسوة الهمج وسحلهن في الشارع.."
قالتها أم هاشم بغيظ وعصبية في وقفتها في ممر المستشفى عيناها حمراوان من البكاء وأضافت" ليتني بقيت ولم أتركهن .. أنا رحلت من الأساس لأني خفت أن أفسد الزيجة .. لكن ما دمن كن يبيتن النية لإفسادها كنت أنا أخذت بثأر نصرة واسراء على كل ما قلنه من استفزازات"
ازداد نحيب اسراء الواقفة بجوارها تنتظر خروج الطبيب من عند والدتها فأكملت أم هاشم مواسية وهي تربت على كتفها " لا تبكي يا حبيبتي .. ستكون بخير بإذن الله .. (وأضافت بانفعال وغيظ ) وإياك أن تبكي على شبيه الرجال هذا .. أهذا رجل ؟!!.. هذا...."
"أم هاشم"
الصوت الرخيم الهادئ أصابها بصعقة كهرباء رغم ما كانت تشعر به من حزن شديد فرفعت أنظارها نحو جابر الواقف على بعد أمتار بجوار هلال وباقي أولاده ليبادرها جابر قائلا بهدوء حازم " يكفي هذا"
غلبها طبعها العصبي فهتفت والغيظ يكاد يفتك بها" سأموت يا جابر إن لم أشف غليلي من أولئك النسوة "
رمقها بنظرة جادة وهو يرفع سبابته أمام شفتيه قائلا بهمس حازم "اشششش .. هذا ليس وقته .. لنطمئن على أم كريم أولا "
بلعت لسانها وخرست تشيح بوجهها عنه بسرعة لتؤدب عينيها اللتين لا تحترمان الظرف الصعب فيتأملنه بتدقيق ومغازلة بينما كلمة (أششش) هذه تدغدغ أذنها كالوشوشة .
خرج الطبيب من غرفة نصرة .. فاستقبله الجميع بلهفة ليقول " حدث لها هبوط شديد في ضغط الدم .. قمنا بإسعافها والحمد لله "
سأله هلال بلوعة "هل ستخرج معنا يا دكتور؟"
رد الطبيب "ستبقى تحت الملاحظة حتى يستقر الضغط .. ومن الواضح أنها تعاني من صدمة عصبية .."
ضرب هلال قبضته في كفه يشعر بالقهر الشديد والألم فأضاف الطبيب قبل أن يغادر" لا أفضل إجهادها حاليا بالزيارة هي طلبت أن ترى ابنتها إسراء فقط "
اسرعت إسراء بالدخول إليها .. واقتربت منها ببطء تتطلع في وجهها الشاحب كالأموات .
عن أي طلاق يتحدثون وفجيعتها في أمها فاقت كل مصيبة؟؟ ..
هل سيصدقونها إن قالت أنها متألمة من أجل والدتها وصدمتها أكثر مما هي متألمة لما حدث لها؟! ..
هل سيستوعبون بأنها تشعر بالقهر من أجل ما اقترفوه في حق والدتها أكثر من تلك الصفعة وذلك اليمين الذي ألقي كماء النار في وجهها أمام الجميع؟! .
هل أخطأت في شيء ؟
أكان عليها أن ترى الإهانات الموجهة لأهلها وتبتلعها في صمت ؟!..
أكان عليها أن ترى أمها تُهان ويسكب على ووجهها الشربات ثم تضبط أعصابها وتصمت؟!! .
أكان عليها أن تعتذر لحماتها عما قالته لها دون أن تطالب برد اعتبار لأهلها أولا؟!!
أكان عليها أن تفعل ذلك حتى لا تصبح مطلقة بعد نصف ساعة من زواجها فتنقذ أمها من حسرة القلب و الانهيار؟!! .
نزلت على ركبتيها بجوار السرير بذلك الفستان الوردي المنحوس الذي لم تتح لها فرصة الاحتفال به .. فأحست نصرة بوجودها وفتحت عينيها بصعوبة تتطلع فيها من تحت جفنين ثقيلين وقلب مفجوع.
همست اسراء بلوعة وهي تدلك بحركة لا إرادية موضع قلب أمها وكأنها تعلم بأن العلة فيه " أمي"
بصعوبة أمسكت نصرة بكف ابنتها ورفعته إلى فمها ببطء وقبلت ظاهره مغمضة العينين تبكي بقهر .. فأسرعت اسراء بشد يد أمها إليها وقبّلتها ثم مالت على رأسها تقبلها عدة مرات .. قبل أن تدفن وجهها بين رقبتها وكتفها وتشاركها البكاء فلم تكن هناك كلمات مناسبة يمكن أن تقال .
في الخارج امتقع وجه هلال وهو يغلق الهاتف فتطلع فيه جابر بوجه شاحب ليقول الأول" طلقها رسميا يا جابر .. ابنتي أضحت مطلقة قبل أن تبدأ حياتها "
قال جابر بانفعال " أنا أدرك حجم مصابك يا هلال لكن بعد ما حدث لم يكن هناك أي فرصة للصلح أو الاعتذار من أجل تجنب الانفصال .. أنا شخصيا لم أكن لأرضاها لك أو لإسراء أبدا "
رغم كل شيء كان مصاب هلال في طلاق ابنته عظيما جعله يقول والدم يفور في رأسه" طلقها ابن ال**** .. حسبي الله ونعم الوكيل .. حسبي الله من فوق سبع سماوات ونعم الوكيل .. حسبي الله ونعم الوكيل"
××××
في المساء
قال جابر بانفعال من خلف عجلة القيادة وهو يقترب من الشارع الذي يسكن فيه عائدا من المستشفى " بصراحة إن ما يحدث هذا مهزلة بكل المقاييس .."
رد يحيى الجالس بجواره مؤيدا" وأي مهزلة ..اسألني أنا أبو البنات كيف أن الأمر وصل لذبح وسلخ الأهل في تجهيز بناتهم .. ورغم رغبتك في التمرد على ما يحدث تخشى على بناتك من أن يعايرن من أهالي أزواجهن للأبد .. لم تكن عاداتنا في تجهيز البنات بهذا الشكل المبالغ فيه قبل عدة سنوات .. لا أعرف ماذا حدث!"
تكلم جابر وهو يركز في الطريق أمامه "الحقيقة أنا مذهول مما أراه وكأنها مباراة في المباهاة وإلا تكون وصمة عار في جبين الفتاة وأهلها .. أي جنون هذا !.. لابد أن يتحدث فيها أهل الدين .. إن مصطفى الزيني مستاء بشدة وحزن حزنا شديدا لما حدث ..وأخبرني بأنه سيطلب من شيخ المسجد الكبير أن تكون خطبة الجمعة القادم عن المغالاة في تجهيز الفتيات"
قال يحيى بلهجة حزينة "أتمنى أن يستجيب الناس وأن يتعظوا فما يحدث هذا لا يرضي الله أبدا "
ساد الصمت فتحركت أنظار جابر يتطلع في أم هاشم في المرآة الأمامية للسيارة .. والتي تستند برأسها في المقعد الخلفي على زجاج النافذة المجاورة لها شاردة في صمت حزين .. فتألم من أجلها .. خاصة حينما علم من والدته على الهاتف ما قيل لها في وجهها ..وما قيل عنها بعدما تركت بيت هلال.. فتملكته الحمية والرغبة الشديدة في الأخذ بثأرها .. وتساءل في نفسه فيم هي شاردة وتفكر .. هل هي مستاءة مما قيل لها؟.. أم مستاءة من أجل ما حدث لعائلة هلال ؟..
إنها تركيبة غريبة من العاطفة والقوة .. تلك هي الفكرة التي انطبعت بداخله اليوم وهو يراقبها خلال الاحداث ..وابتسم في نفسه وصورتها بعباءتها السوداء تقف حمراء العينين من البكاء تتوعد بغيظ وانفعال لأمر يخص شخص آخر غيرها .. ثم أخذ يستعيد تفاصيل شخصيتها خلال سنوات عمرها كطفلة ومراهقة قبل أن تتحفظ في علاقتها معه .
انعطف يدخل الشارع الذي يسكن أوله وهم بمواصلة القيادة حتى نهايته حيث يقع بيت يحيى لكن الأخير قال بإصرار وعتب "ما الذي تفعله يا جابر بالله عليك!"
رد جابر "سأوصلكما حتى باب البيت"
اعترض يحيى قائلا "حلفتك بالله لا تفعل.. صف سيارتك مكانها على أول الشارع وسنكمل الخطوتين الباقيتين على أرجلنا "
قال جابر بلهجة عاتبة وهو يوقف السيارة أمام بيته "لماذا حلفت يا أبا سامية !"
رد الأخير وهو يفتح الباب " أكثر الله من خيرك على توصيلنا معك "
فتحت أم هاشم الباب في صمت ونزلت ..فأقلق سكوتها جابرا ..خاصة حينما تحركت مبتعدة بخطوات بطيئة وهي تعقد ذراعيها أمام جذعها وتتطلع في الأرض بشرود.
كانت تشعر بأنها منهكة الروح .. ترغب في أن تبتعد عن جابر في هذه اللحظة بالذات .. لأنها .. في أشد الحاجة إليه .. وجوده في هذه اللحظة التي هي ضعيفة فيها وحزينة يخيفها من لحظة انفلات لسيطرتها على نفسها .. خافت أن تطلب اللجوء إليه .. أن تقوم بأفعال مجنونة جريئة فتتوسل منه احتواءً..
عليها أن تكون قوية السيطرة على نفسها حتى تنعم بالبقاء في محيطه دون انفلات منها قد يفضح أمرها عنده وقد يزعجه ويشعره بالثقل .. وهي لن تقبل أبدا أن تكون شخصا ثقيل التواجد حول أي شخص فما بال الغالي ..
حتى يكون حضورها حوله خفيفا كخفة ريشة فوق كتفه .. أو كخيط في طرف ثوبه .
راقبها جابر تبتعد وازداد شعوره بالقلق والشفقة وشعور مجهول أخر في قلبه لم يستطع ترجمته فقال ليحيى الذي ألقى عليه تحية المساء مغادرا" حاج يحيى"
استدار إليه الأخير ليقول جابر" أنت تعلم بأن الوالدة قد اضطرت لإعلان أمر الخطبة على الملأ ..وبالتأكيد الأمر قد وصل للكل الآن فأنت تعلم بلدتنا .. ورغم أن أمي شعرت بالذنب لأنها تهورت بالإعلان قبل أن نعلن في وقت مناسب ..لكني بصراحة حينما علمت منها بتفاصيل ما حدث .. وجدت أن الله قد دبرها بأحسن تدبير لأن أهل طلال قد يحاولون استغلال أم هاشم لإخراج أنفسهم من أي تحفز ضدهم بإلقاء اللوم عليها بشكل يوحي بأنها السبب في افساد الخطبة "
قال يحيى بحمائية " لماذا .. لقد غادرت المكان قبل المشاجرة ؟!"
رد جابر بضيق شديد بعد ما سمعه من والدته ومن هنا وهناك طوال اليوم " النسوة تصرفن بجهل وبعضهن ربط ما حدث مع اسراء بأفكار خرافية عن كون أم هاشم ..."
صمت متألما وشعور داخلي بالحمائية والغضب الشديد يتعاظم في صدره فأكمل له يحيى بضيق" تقصد تشاءموا منها !!!"
قال جابر بلهجة آسفة" ووصفوها بأنها حاقدة على ابنة هلال وهذا هو السبب الذي جعل أمي تتحدث وتدافع عنها .. المهم ما أقصد أن أقوله أن ما قالته أمي في لحظة غضب أنقذ أم هاشم من أن تكون كبش الفداء لعائلة طلال ليلقوا عليها اللوم ويوهمون الناس بتلك الخرافات عن أمر التشاؤم منها أو أنها حسدت ابنة هلال "
غمغم يحيى باستياء" هذه البنت تحزنني على نصيبها .. حتى أنني كانت تأتيني أفكار أن أرسلها عند أهل جدتي في الجنوب حتى تعيش في محيط ممن يشبهونها فلا تشعر بأنها منبوذة .. لكني لست على تواصل مع أي منهم وقلبي لن يطاوعني للتخلي عنها وتركها لأناس لا تعرفهم رغم صلة القرابة "
قال جابر عابسا" عهد عليّ أمام الله أن أرد لها اعتبارها أمام أهل البلدة كلهم وأن أضعها بإذن الله في المكانة التي تستحقها "
ابتسم يحيى وقال ممتنا " أنت رجل وسيد الرجال يا جابر.. وشهادتي فيك مجروحة "
ابتسم جابر وقال" لهذا أرغب أن نسرع في اعلان خبر الخطبة حتى لا نعطي لأهل طلال الفرصة لاستخدام أم هاشم ككبش فداء كما أخبرتك .. يكفي فقط أن نعلنها دون احتفال احتراما للظروف المأسوية لدى أبي كريم ..فلو تسمح لي أن نجلس خلال اليومين القادمين لنحدد التفاصيل والمواعيد وأرجو ألا نطيل الأمر "
قال يحيى وهو يربت على ذراع جابر بمحبة "لا بأس يا جابر فلنحدد موعدا لنتفق على التفاصيل .. سأتركك الآن فلابد أنك متعب بعد هذا اليوم الطويل الشاق "
تحرك يحيى فأسرع جابر بالقول" حاج يحيى"
ناظره الأخير متسائلا فتنحنح جابر وقال ببعض الحرج "هل تسمح لي بالاتصال بأم هاشم حتى أطمئن عليها فقد بدت متعبة وحزينة ؟"
راقب جابر علامات التفكير والتردد على وجه يحيى قبل أن يقول الأخير " لا بأس "
فقال جابر مبتسما "إذن هلا منحتني رقم هاتفها؟"
××××
بعد ساعة
باسدال الصلاة جلست على السجادة بعد أن فرغت من صلاة العشاء واستندت برأسها على الحائط تشعر بالحزن.
رن هاتفها فبحثت عنه ببطء وكادت أن تتجاهله لكنها تحاملت على نفسها ومدت يدها لتلتقطه من فوق السرير لتجد رقما غير مسجل فردت بصوت مجهد" السلام عليكم"
ابتسامة تلقائية زينت شفتيه دون أن يدرك وهو يقول "وعليكم السلام ورحمة الله كيف حالك يا أم هاشم؟"
صوته ولكنته المميزة التقطها قلبها قبل عقلها فبلعت ريقها ليبادر بالقول" أنا جابر "
لو كانت في ظروف نفسية أفضل من هذه اللحظة لقامت ورقصت .. أو صرخت .. أو زغردت .. أو ربما ضربت رأسها في الوسادة عدة مرات حتى تكتم فرحتها .. لكنها ردت بحشرجة وقلبها يضرب بعنف "أنا بخير الحمد لله"
قال وهو يشعر بتوتر لذيذ يسري في أعصابه لم يحدث له من قبل " صليت العشاء واسرعت بالاتصال بك قبل أن يتأخر الوقت .. أريد أن أطمئن عليك بعد ما حدث اليوم"
بعفوية نطقت" سلمت من كل شر يا رب"
ربت الدعاء على قلبه فغمغم "ولك بالمثل (ثم أضاف) كلنا قد حزنا من أجل ابنة هلال ..والحقيقة أنا الأخر لا أعرف كيف أواسي صديقي.. فالأمر لا يصدق .. واسراء لا تستحق ما حدث "
لم يكن ينوي بأن يتحدث معها عما يشعر به بل كانت نيته أن يواسيها هي لكنه وجد نفسه يشاركها مشاعره فعاد ليقول "المهم لا أريدك أن تتأثري بما قالته النسوة لك"
لم تستطع أم هاشم التماسك .. كان ما تشعر به أقوى من تحملها .. كانت ضعيفة بشدة وقد سقطت عنها قشرتها الصلبة التي تداري خلفها رهافتها .. كانت ضعيفة فكان سؤاله عنها وصوته الرخيم الذي يأتيها فيعانق روحها يشجعانها على أن تبكي .. على أن تتوسل تعاطفا أو مؤازرة لم تطلبها من مخلوق من قبل .. لكنه الغالي الذي يرخص له كل غالي ويذل له كل عزيز .
لم تستطع أم هاشم التماسك وانفجرت في بكاء مكتوم آلم قلب جابر .. فقال بسرعة" لا تشغلي بالك بما قالوه اليوم عنك إنهم جهلة و..."
قاطعته بعدما أفاقتها كرامتها بألا تكون مثيرة للشفقة فاستعادت رباطة جأشها من جديد وهي تقول" أنا لا أبكي بسبب ما قالوه .. فهذا ليس جديدا .. أنا مشفقة على إسراء ونصرة (وأكملت بلهجة باكية ) لماذا الناس بهذه القسوة يا جابر ؟ لماذا لا يراعون المشاعر ؟.. لمَ نظرتهم مادية بحتة بهذه الطريقة المقرفة ؟!!"

تأثر بأنها في هذه الحالة من أجل شخص أخر .. وازداد احترامه لها واشفاق قلبه عليها من أن تحمل هموم غيرها فقال بلطف " لا تحملي هم الأخرين يا أم هاشم .. لكل منا ابتلاءاته .. أعلم بأن ما حدث أحزننا جميعا لكني لا أريدك أن تحزني بهذا الشكل "
غمغمت وهي تمسح بقايا الدموع" حاضر .. لا تشغل بالك بي "
قال بلهجة جادة " أنا طلبت من الحاج يحيى أن نجلس خلال اليومين القادمين لنتفق على تفاصيل وتوقيت الزفاف فلا أجد سببا لأن نستمر في إخفاء الأمر بعدما أعلنته أمي"
قالت بلهجة جادة لا تناسب عروس وكأنها تتفق على موعد عمل " لا بأس يا جابر أنا معك في أي شيء افعل ما يناسبك"
شعر بالحيرة من ردة فعلها لكنه قال "على بركة الله سأتركك الآن ولنتحدث فيما بعد "
تمنت أن تطلب منه ألا يذهب بهذه السرعة لكنها غمغمت بحشرجة "في حفظ الله"
قال جابر "تصبحين على خير "
غمغمت بعد أن أغلق الخط "وأنت من أهل الخير"
قالتها وهي تقرب الهاتف من فمها وتقبله بقبلة بطيئة بينما وضع جابر الهاتف بجواره يفكر في رد فعلها العملي ودار سؤال محير في ذهنه ..
لماذا لم يشعر بها سعيدة ؟..
هل قبلت به لأنه زيجة جيدة بالنسبة لها دون أي نوع من الراحة لشخصه !
××××


يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 10-07-20, 11:01 PM   #1580

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2

( 2 )



اليوم التالي
صباحا
تحركت الحاجة نجف في سوق القرية تجر عربة صغيرة خلفها ذات عجلات تضع فيها الخضار ..فقالت إحدى السيدات للأخرى وهي تتابع نجف بنظراتها " لا أصدق بأن أم هاشم السوداء ستكون كنة بيت دبور .. فإن كان زين أو جابر الاثنان بسم الله ما شاء الله مال ووسامة وأدب وشهامة .. ما الذي يجبر أحدهما على أن يتزوج من عانس سوداء وهو يستطيع أن يتزوج من أجمل بنات البلدة وأكثرهن ثراءً !!"
ردت الأخرى وهي تشاركها في متابعة نجف "هذا الأمر عجيب فعلا ولا يدخل رأسي (ونظرت لصاحبتها تسألها ) هل تعتقدي بأن أم هاشم قد ذهبت لشيخ ما فأعطاها عملا سحريا لتتزوج ؟!"
ضربتها الأخرى على ذراعها تقول باستنكار "ما هذا التخريف يا امرأة هل تصدقين في مثل هذه الخرافات!"
قالت الأخرى باعتقاد قوي "أجل ولم لا ..خاصة وأنها من سلالة شيوخ .. ربما تعرف شيخا ماهرا بالسحر .. (ثم عقدت حاجبيها تقول مفكرة ) ترى من فيهما العريس زين أم جابر يقتلني الفضول لأعرف"
قالت الأخرى وهي تلكزها بكوعها" اصمتي فالحاجة آتية نحونا "
استدارت السيدتان لتعودا لما كانتا تفعلانه قبل دقائق وهو انتقاء حبات الطماطم الطازجة من فوق العربة الخشبية التي يقف خلفها البائع .. فانضمت إليهم نجف تلقي السلام ليبادرها البائع بالقول بمحبة" صباح الخير يا حاجة نجف لم نرك منذ مدة؟"
ردت نجف وهي تنتقي الطماطم" صباح النور يا عوضين يا ولدي .. كنت أرسل إحداهن فتشتري ما أريد من السوق لكنها مريضة هذه الأيام"
رد البائع " أنرت السوق والله"
غمغمت بابتسامة أمومية " بنورك يا بني كيف حال أولادك؟"
رن هاتفها في جيب عباءتها فأخرجته في الوقت الذي همست إحدى السيدتين للأخرى" هل أسألها مَن مِن ولديها خطب أم هاشم ؟"
لكزتها الأخرى موبخة ..فقالت الأولى بتبرم "الفضول سيقتلني "
ردت نجف على الهاتف تقول" صباح الخير يا زين"
أتاها صوت زين قائلا "كيف حالك يا نجف أين أنت في هذا الوقت المبكر تبدين خارج البيت؟"
ردت نجف "أنا في السوق لكن لا تخبر أخاك لأنه يخاف عليّ من الخروج وحدي (وأكملت بعبوس ) يقول بأني قد أصبحت عجوزا "
هتف زين ضاحكا "من هي العجوز!.. أنت في عز شبابك يا نوجا .. هو فقط يخشى عليك من عيون الرجال"
قهقهت نجف ضاحكة ليضيف زين بمداعبة" لماذا تضحكين .. ألا تصدقينني؟.. لازالت تأتينا طلبات من الرجال للزواج منك يا أم جابر لهذا يبدو أننا سنسرع في تزويجك حتى ننتهي من وجع الرأس "
قالت نجف ناهرة " اخرس .. بل أنت الذي سنسرع في تزويجه إن شاء الله بمجرد عودتك هذا الصيف .. عهد عليّ لن أتركك تعود إلا وأنت متزوج يا زين وليس مجرد خطبة "
غمغم زين مستهبلا" ألو ألو الصوت يتقطع .. كنت أريد أن أطمئن عليك فقط .. سأحدث مرة أخرى يا غالية سلام"
ابتسمت نجف وهي تعيد الهاتف لجيبها ثم أعطت الطماطم التي انتقتها للبائع الذي وضعها فوق الميزان .
بعد دقائق وبمجرد ابتعاد نجف همست احدى السيدتان للأخرى" هل سمعت؟ .. إنه زين .. أم هاشم بنت المحظوظة ستتزوج من زين بمجرد أن يعود من السفر ..ولكن أليست أكبر منه ؟!"
عبست الأخرى وردت "أتذكر بأنهما كانا في صف دراسي واحد "
مصمصت الأخرى شفتيها تهمس بحسرة "إن كان زين أم جابر صبرت حتى نالت بنت الشيخ"
××××
ظل كامل يتتبعها بعينيه وهو مستلقي على السرير هامد الجسد يراقب حركاتها العصبية في الغرفة منذ أن استيقظ .. اغتسلت وخرجت تجفف شعرها بالمجفف دون أن تبالي إن كان قد استيقظ أم لا .. وبعدها فعلت أشياءً غير مفهومة في الغرفة حوله .. فتحت الخزانة أكثر من مرة وأغلقتها .. وكذلك الأدراج .. وتحركت جيئة وذهابا وكأنها تبحث عن شيء أو تريد تحطيم شيء لم يستطع التحديد بالضبط ..
إنها تتجاهله منذ أن استيقظ .. حتى الإفطار لم تفطر ولم تحاول إجباره على الفطور بل وضعت الصينية بجواره في صمت وعادت لما تفعل .. والذي هو غير واضح بالضبط ما هو .
الغريب أنها تزداد عصبية مع مرور الوقت وليس العكس.. وهو رغم شعوره بأنه لم يخطئ فيما صدر منه يوم أمس حينما انفعل عليها لأنها نزلت بدون علمه .. وبالرغم من أنه لا يزال يشعر بالغضب حينما يتذكر ما قاله ذلك الشاب الوقح .. إلا أنه مستاء لأنها تتجاهله .
قطعت مراقبته لها حينما استدارت إليه تقول بوجه بارد "ألن تفطر حتى تأخذ أدويتك؟!"
رد باقتضاب" ليس لدي شهية.. وأنت؟"
ردت بجفاء "لا أريد "
رفع حاجبا شاعرا بالغيظ فاقتربت منه تقول بحدة" إذن انهض من السرير "
رد عليها باستنكار " لماذا ؟.. أنا مريض"
قالت بنفس الجفاء "انتقل للأريكة أريد أن ابدل شرشف السرير "
قال عابسا "ولماذا لم تبدليه حينما كنت أستحم منذ قليل !"
قالت ببرود استفزه" نسيت .. هيا انهض "
قالتها وهي تشد الشرشف من تحته .. فاستقام واقفا وتحرك نحو الأريكة وهو يطحن ضروسه .
حملت بسمة صينية الفطور ووضعتها أمامه على المنضدة المجاورة للأريكة بعنف ثم عادت للسرير تنفضه بعصبية مبالغ فيها لم يفهم لها سببا ..
هل كان حادا معها يوم أمس ؟!..
هل قال شيئا لا يذكره؟! .
التهى عن أفكاره بمراقبة انحناءاتها وتفاصيل جسدها في ذلك البنطال القطني الضيق والبلوزة ذات النصف كم وهي تبدل الشرشف وأكياس الوسائد وشعرها الذي انفرط عقده فانسدل يتراقص حولها مع حركاتها العصبية وبدأت حرارة جسده في الارتفاع .
استدارت إليه فجأة وقبضت عليه وهو يتطلع فيها فاستفزها ذلك لتقول بغيظ "السرير جاهز يا بيك "
سألها بهدوء" هل من الممكن أن أعرف سبب لحالتك المنفعلة هذه ؟"
صاحت فيه بغيظ "لا تعرف !!"
قال بغيظ مماثل " وهل كنت تريدين مني أن أكون هادئا وأنا أرى الشباب يتحدثون عن زوجتي!!"
سألته بلهجة ساخرة "أية واحدة؟"
رمش بعينيه يسألها شاعرا بالتشويش في رأسه "لم أفهم"
رفعت حاجبا وقالت ساخرة وهي تعقد ذراعيها أمام جذعها "أنا أقصد أي واحدة من زوجاتك؟ "
حرك كامل ناظريه يمينا ويسارا ثم رد " على حد علمي قبل أن أمرض.. أنني متزوج من واحدة تقف أمامي الآن .. ( وأضاف مازحا ) هل فقدت الذاكرة أثناء المرض! ..اخبريني الحقيقة من فضلك فهذا خبر سعيد جدا أن لدي أكثر من زوجة"
صرخت فيه بغيظ " انهض يا كامل من فوق الأريكة وعد لسريرك"
انكمش للخلف مفزوعا يحاول تحاشيها وهو يتطلع فيها وكأنه يتطلع في مجنونة .. وحين وجدها تناظره والشرر يتطاير من عينيها استقام واقفا وتحرك نحو السرير وهو يبرطم "انهض يا كامل ..انهض يا كامل ..دون أي شفقة علي أو مراعاة لحالتي الصحية ؟"
لم تستطع الصمت أكثر من ذلك ولم يؤثر فيها مزاحه فاستدارت إليه تسأله باستنكار "هل سبق لك الزواج يا كامل؟"
علت الجدية وجهه فجأة ورد وهو يجلس على السرير "أجل لماذا ؟"
هتفت بغيظ " تقولها ببساطة.. وتسأل لماذا ؟!!"
حرك مقلتيه يمينا ويسارا ثم أجاب " وهل هناك جوابا أكثر تعقيدا من المفترض أن أجيب به.. من أين علمت بهذا الموضوع ؟"
سألته باستنكار" هل كنت تريدني ألا أعلم؟!!"
رد بهدوء " لا .. أنا فقط متفاجئ من معرفتك به "
سألته وهي لا تزال عاقدة ذراعيها " لماذا لم تخبرني؟!!"
رد بهدوء " لأنه لم تأت فرصة لذلك"
صرخت باستنكار " ما معنى لم تأت فرصة!!.. هل يتزوج المرء دون أن يخبر زوجته بأنه قد سبق له الزواج؟!!.. هل تجد بأن هذه المعلومة لا تستحق أن تعرفها من ستتزوجها؟!!!"
شعر بانفعالها ولم يعجبه الطريقة التي تتحدث بها معه فانقلب وجهه ورد بلهجة غاضبة " أولا هذا موضوع قديم.. ثانيا لا أجد له تأثيرا في أي شيء حتى يكون من ضمن أولوياتي لأخبرك به .. ثالثا وهذا الأهم أنا وأنت لم نتزوج بالطريقة العادية مثل أي اثنين حتى تكون هناك فرصة أو سببا لذكر شيء كهذا "
احبطها بالسبب الأخير وذكرها بالسبب الذي تزوجها من أجله .. فابتأست ملامحها وانكمشت بعد أن كانت تمارس دور الزوجة الغيور بكل تسلطها .. فانسحبت لتجلس على الأريكة في صمت تتفحص هاتفها دون سبب وجيه .
أحس كامل بإحباطها المفاجئ وآلمه أن تشعر بالضيق فسألها "من أخبرك؟"
لم ترد فصاح بعبوس " باسمة أنا اتحدث معك "
ردت بضيق "سوسو قالت ذلك ليلة أمس بالصدفة .. لكنها اكتشفت بأني لم أكن أعرف فشعرت بالذنب "
قال بهدوء مفسرا " الموضوع قديم يا باسمة"
عادت تناظره وتسأل عاقدة حاجبيها والفضول والغيرة تقتلانها " منذ متى؟"
تحركت عيناه ليتذكر ثم رد "من حوالي اثتني عشرة سنة تقريبا"
عبست فأضاف" كنت في الثانية والعشرين من عمري وكنا لا زلنا في الوطن .. عرضت أمي علينا أنا وشامل اختين للزواج فرفض شامل ولم تعجبه أيا منهما .. وأنا تزوجت احداهما ولم نتفق وطلقتها"
سألته عابسة " كم مكثت معها؟"
أجابها " حوالي ستة أشهر"
قالت بتعجب" فقط ستة أشهر!"
هز رأسه وأجاب " أجل "
استمرت في استجوابه تسأله " ولماذا انفصلتما؟"
هز كتفيه ورد بلا مبالاة " لم تتوافق الطباع بيننا"
استمرت دون هوادة " كيف؟"
رد بامتعاض "كانت لديها هرمونات النكد عالية .. وأنا كنت صغير السن .. طباعنا كانت مختلفة في كل شيء ولم يكن عندي طاقة للصبر عليها "
ساد الصمت لبرهة ثم سألته " كم كان عمرها؟"
رد مفكرا " تسعة عشرة سنة تقريبا .. أعتقد أنها في مثل عمرك الآن "
شعرت بالراحة لأنها لم تكن أصغر منها وسألته "هل أنجبت منها ؟"
"لا"
"وأين هي الآن؟"
هز كتفيه وهو يرد " هاجرت بعد الحرب لأوروبا"
ضيقت عينيها تسأله "وهل لا زلت تتواصل معها ؟"
رد بهدوء " بشكل عابر فهي متزوجة الآن ولديها أطفال "
بلهجة متهكمة علقت " أنت متتبع لأخبارها إذن! "
مط شفتيه ورد بدون اهتمام " أرى منشوراتها بشكل عرضي على الفيسبوك "
قالت بسخرية " ما شاء الله !.. وأصدقاء على الفيسبوك أيضا !"
حرك عينيه يمينا ويسارا لا يعرف بما يرد فسألته سؤالا مباشرا لم تكن لتهدأ لو لم تسأله إياه " هل كنت تحبها؟!"
رد بهدوء " في البداية اعجبت بجمالها ..لكن بعد ذلك اكتشفت بأن طباعنا مختلفة كما قلت لك.. واعترف بأني لم يكن لدي الحكمة والصبر لعلاقة الزواج وإقامة عائلة وغير ذلك"
غمغمت متهكمة " ما شاء الله أنت تعجب بالكثيرات!!"
قهقه ضاحكا بشكل مفاجئ فشعرت بالاستفزاز لأن كل ما فيها قد تفاعل مع ضحكته بينما قال كامل "لا ليس بالدرجة التي تتصورينها .. ( ثم رمقها بنظرة رجولية ساحرة مضيفا بلهجة ذات مغزى ) لكن عينيّ بالتأكيد تقدر الجمال"
قالها بطريقة غزت صميم أنوثتها وأشعرتها بأنه يمدح جمالها لكنها .. ويا للدهشة شعرت بالضيق !..
لم ترغب في أن تكون لوحة جميلة فقط في عينيه .. بسمة التي كانت تعتمد على جمالها كسلاح وحيد لتلقي نظرات الاعجاب ممن حولها شعرت في هذه اللحظة بأنها لا تريده أن يراها جميلة فقط .. أرادت أن يراها بسمة .. أن يراها من الداخل .. أن يتقبل نواقصها قبل محاسنها .. فقالت ساخرة وهي تضع ساقا فوق الأخرى بكبرياء " يبدو أن عينيك تتحكمان دوما في علاقاتك مع الجنس الأخر .. تنجذب للجميلات ثم تفقد الشغف بعد ذلك ..وهذا يعني أن الزواج منك سيظلم من تتزوجك "
صمت قليلا يفكر ثم رد بجدية "لن أجادل في هذا الرأي .. ولهذا السبب لم أكرر فكرة الزواج مرة أخرى .. بل كنت أهرب منه خوفا من أن أظلم فتاة معي بطبيعة شخصيتي"
رفعت حاجبا وسألته متهكمة "وبانة كانت استثناءً!"
رد بلهجة جادة" أم شمس (نطقها متعمدا).. كانت حالة استثنائية نظرا لظروفها التي ابلغتك بها من قبل "
صمتت تتطلع فيه شاردة .. لديها أسئلة تخصها هي بسمة .. تخصهما معا ..لكنها تخشى من الإجابة .. خاصة وأنه صريح وواضح ..
إنه ذلك الشعور المقيت بالخوف من المواجهة حتى لا تصدم بالحقائق ..
ذات يوم واجهت شريكها .. وما عرفته يومها كان قاسيا .. وهذه المرة تعلم بأنها ستتألم بشدة .. ستتألم أكثر من المرة السابقة ملايين المرات .. وسيتوجب عليها أن يتبع مواجهتها معه أن تأخذ القرار .. القرار بالانفصال .. فلن تقبل على كرامتها أن يخبرها بصراحة بأن علاقتهما لن تخرج عن علاقة زواج مؤقتة لأسباب فرضت عليه أو فرضتها عليه الشهامة.. ثم تبقى بعدها معه..
شعر كامل بأن الصورة التي ظهر بها أمامها صورة ليست دقيقة عنه .. أو ربما أراد أن يدافع عن نفسه أمامها فقال مضيفا " الحل الأمثل أن تخترقني المرأة عبر هذا (وأشار على عقله) أو هذا (أشار على قلبه) .. فالتي ستنجح في عبور أيا منهما إلى كامل .. أنا متأكد بأني لن أفقد الشغف بها أبدا.. ويا لحظها .. ويا وليها .. من ستأسر الثلاثة .. عيناي وعقلي وقلبي .. ( وقبض يده أمام ناظريها مردفا ) ستملك في يدها كامل نخلة بكل جوارحه .. ولن تقدر بعدها على أن تتخلص مني أبدا .. لأني سأرافقها حتى القبر"
كلماته هزتها بشدة وحقدت على تلك التي قد تصل إلى هذه المكانة عنده إن كانت موجودة .. فصمتت وعادت تتطلع في الهاتف في يدها والأفكار تعصف بها .. فصمت كامل هو الأخر بحيرة لا يعرف فيما تفكر .
رفعت رأسها فجأة تسأله بحدة " ماذا كان اسمها ؟"
عاد إليه التشوش الذهني مرة أخرى وسألها بعدم فهم "من؟"
قالت بامتعاض " زوجتك الأولى"
رد بتلقائية " ري ري "
هتفت باستنكار " نعم !! .. أهلها سموها هذا الاسم المستفز .. ( ونطقت بقرف ) ري ري !!"
رمش بعينيه ورد " أقصد رولا .. اسمها رولا"
هتفت بغيظ " ما شاء الله !.. ومن أين جاء ري ري مادام اسمها رولا وقد انفصلتما منذ وقت طويل !"
رد ببراءة استفزتها " هي تدعى ري ري بين كل الناس "
حدجته بعصبية فهم بأن يسألها ( هل تغارين ؟) لكن هاتف بسمة رن في يدها فنظرت فيه ثم عبست بشدة مغمغمة "ونس !!"
عبس كامل هو الأخر وسألها مندهشا "من!!"
ردت وهي تتطلع في الهاتف الذي يرن" ونس ترن عليّ ..هل تعتقد بأنها ضغطت عليه بالخطأ؟"
صمت الهاتف فرفعت أنظارها لكامل بحيرة تسأله" هل تعرف إن كان شامل موجودا بالبيت أم لا ؟"
رد وقد بدأ يشعر بالقلق " شامل أعتقد بأنه قد خرج منذ الصباح .. كان هناك مشاوير تخص المطعم وبالتأكيد سيقوم بها بدلا مني"
عاد هاتف بسمة للرن فنظرت لكامل بتوجس وقالت" ونس من جديد .. ما معنى هذا ؟.. "
فتحت الخط تضعه على أذنها ليأتيها صوت صراخ شديد ممزوجا بالألم فهبت واقفة تقول بهلع" ونس ماذا حدث ؟؟.. أين أنت؟"
انتفض كامل من رقدته وأسرع نحو باب الغرفة مفزوعا فأسرعت بسمة تعدو خلفه .
قبل دقائق
انتهت ونس من أخذ حمامها والتقطت ملابسها المعلقة فوق المشجب ترتديها ووقفت أمام المرآة برداء بيتي بنصف كم يصل إلى ما بعد ركبتيها لتمشط شعرها ..
حين لمحت نور الهاتف فلم تكن ترتدي سماعتيها أسرعت إليه لترى إن كان المرسل هو شامل أم والدها .. وفي اندفاعها كعادتها في الحركة انزلقت في أرض الحمام الرطبة واختل توازنها فسقطت .. لكنها حاولت بغريزة البقاء أن تخفف من أثر السقطة وأمسكت بسرعة بجانب المغطس جيدا فارتطم جانبها بجانب المغطس بقوة تسببت لها في ألم شديد لكنه كان أخف بكثير بالنسبة لما حدث لها بعد ذلك .
حاولت القيام بصعوبة والألم ينتقل إلى ظهرها وأسفل بطنها فتحاملت على نفسها واستقامت تمسك ببطنها بقوة تحاول تحمل ذلك الألم الذي يزداد مع كل حركة لها حتى وصل لمرحلة كان من الصعب تحمله ..فأمسكت بالحوض بقوة وببطنها باليد الأخرى وهي تميل بجذعها للأمام وبدأت في التأوه والنحيب غير قادرة على الحركة أكثر وذلك الألم يزداد حتى بات لا يحتمل ..
فكرت بأن ترسل لشامل على الواتساب لكنها تعرف بأنه خارج البيت .. فبدأت تفكر بمن تستنجد فهي لا تعرف هل سيلاحظون رسالتها بسرعة أم لا ..
أصابها الهلع حينما وجدت خيط من دماء ينزل على ساقها ففهمت بأنه قد أصابها شيئا خطيرا خاصة مع ذلك الألم الرهيب في بطنها وظهرها فأسرعت بالضغط على اسم بسمة للاتصال وأعادته مرة أخرى لأنها الأقرب مسافة منها وهي تدعو في سرها أن تكون مستيقظة ففتحت بسمة الخط تسألها في هلع " ونس ماذا حدث ؟؟.. أين أنت ؟"
لسانها .. لسانها المقطوع كما تصفه خانها كالعادة فاستنجدت بالصراخ المتألم لتنقذها.
فتحت بسمة باب غرفة شامل بسرعة بينما وقف كامل على الباب من الخارج بقلق وقبل أن يتأكد إن كانت ونس بالداخل أم في مكان أخر أسرع للسلم ينادي أمه في الطابق الأرضي" أمي .. أمي هل ونس عندك أم في غرفتها ؟"
فتحت بسمة باب الحمام وفزعت من شكل ونس وهي تميل للأمام تمسك ببطنها وتتألم بشدة فاقتربت منها لكنها وجدت قطرات الدم في الأرض لتشهق بقوة وتقول "دم .. دم .. أأأنت تنزفين .. تنزفين "
كانت تشعر بجسدها يقاومها لعدم الاقتراب وبدأ نفسها يضيق بينما صرخ كامل من الخارج "هل أدخل يا بسمة ؟!!"
ابتعدت للخلف في الوقت الذي اقتحمت فيه سوسو بعد دقيقة الغرفة والحمام لتجد كنتيها في وضع مزري واحدة تمسك ببطنها وتطلق صرخات تألم وهلع والأخرى منكمشة عند باب الحمام تعاني من صعوبة في التنفس فأسرعت إلى ونس وهي تصيح "الحقني يا كامل بالله عليك ونس تنزف لابد من نقلها للمستشفى "
دخل الأخير وتطلع في بسمة التي قالت له وهي تتنفس بصعوبة" إنها... تنزف يا كامل"
وقف على باب الحمام ونظر لونس وأمه ثم تراجع للخلف يسحب الشرشف من فوق السرير بعنف ودخل للحمام يلفه حول ونس فقالت أمه" بلطف .. بلطف يا بني لا نعرف أين الإصابة بالضبط"
حملها كامل فأطلقت صرخة قوية فقال وهو يسرع بها للخارج "آسف.. آسف تحملي قليلا"
أخذ يهرول بها على السلم وهو يقول لأمه "هات مفاتيح السيارة يا أمي وتعالي معي "
هرولت سوسو خلفه مسرعة نحو باب المرآب وغنيم يقف ذاهلا وهو يقول" سترك يا رب"
استدار كامل يهتف" أبي بسمة بالطابق العلوي تفقدها أرجوك فهي تعاني من رهاب رؤية الدماء "
عند باب الحمام ظلت لدقائق متجمدة .. مغمضة العينين بقوة تحاول تنظيم نفسها ومحاربة تلك الصور التي تتدفق في رأسها لذكرى مؤذية بشدة تركت ندبة واضحة في روحها .. فطرق غنيم بعد دقائق بعصاه على الباب المفتوح ينادي باسمها ثم دخل .
حاولت بسمة التماسك حينما تفاجأت بوجوده بينما سألها غنيم بقلق "هل أنت بخير؟"
ردت لاهثة وهي تحاول سحب المزيد من الهواء لصدرها بصعوبة" أنا بخير "
قال لها مطمئنا "إن شاء الله ستكون هي الأخرى بخير تعالي لنجلس بالأسفل "
اقتربت منه تحاول بكل قوتها أن تخرج من حالتها وخرجت معه من الغرفة وهي تسأله "هل صعدت على السلم بالرغم من ألم مفصل قدمك؟"
رد عليها " بل بالمصعد"
عبست تسأله " أهناك مصعد بالفيلا؟!"
أومأ برأسه وتحرك نحو ممر بجوار السلم يوصل للناحية الأخرى من الغرف وجدت في آخره مصعدا صغيرا .. فرافقت غنيم فيه ليهبطا للدور الأرضي.
قال غنيم في بهو الفيلا "زيلا .. أعدي لنا كوبين من عصير الليمون "
تحركت الأخيرة لتنفذ بينما رافقت بسمة حماها إلى إحدى أركان البهو الواسع فجلس غنيم على الأريكة واضعا عصاه بجواره بينما اتخذت بسمة المقعد المجاور ومالت بجذعها تخبي وجهها في كفيها ثم أجهشت بالبكاء .
قال غنيم مهدئا" لماذا تبكين .. إن شاء الله ونس ستكون بخير "
ظلت بسمة تبكي دون قدرة على التوقف فربت غنيم على الأريكة بجواره قائلا" تعالي هنا بجانبي "
حينما لم تستجب قال بلهجة أبوية آمرة "تعالي يا بنت"
رفعت بسمة وجهها تمسح عينيها وهي تقول بلهجة متحفظة "أنا بخير غنيم بك"
قال بعبوس" لا أحب غنيم بك هذه "
ناظرته بحيرة فأردف" ممكن أبي .. والدي .. حاج غنيم كما يقول الثورين .. أو أي لقب أخر أقل رسمية "
ابتسمت بسمة فربت على الأريكة بجواره فتحركت ببطء وجلست منكمشة فسألها "أخبريني عن سبب رهابك من رؤية الدماء .. هل هناك قصة؟"
اغمضت بسمة عينيها بقوة ليقول غنيم بلهجة تمثيلية متمسكنة ذكرتها بابنه" أنا أشعر بتوتر شديد وقلق على ونس لذا دعينا نلتهي بشيء أخر حتى يطمئنوننا"
فتحت بسمة عينيها تتطلع فيه بنظرة متألمة ولم تدر أهي قادرة على التحدث عن هذا الأمر أم لا .
××××


يتبع


بقية الفصل على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t464653-159.html







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 11-07-20 الساعة 12:32 AM
Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.