17-12-19, 03:50 PM
| #1 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  سوف أحيا _ قصة قصيرة  سوف أحيا بقلم : د.نبيل فاروق ما هذا التعامل الخشن الجاف؟! أولئك الناس يتعاملون بأسلوب، لا ذرة فيه للرحمة أو الشفقة.. وهذا على الرغم مِن أنهم يجهلون طبيعتي التي بذلت قصارى جهدي لأخفيها، طوال أكثر من عشرة أعوام.. فأنا مثلهم، لا مكان في قلبي للشفقة أو الرحمة.. وهذا أمر طبيعي.. ببساطة، لأن عملي الظاهري - كمحاسب في شركة تأمين كبرى - هو مجرد ستار جيّد لمهنتي الحقيقية.. القتل.. نعم.. أنا قاتل محترف.. ولكنني لست قاتلا عاديا.. أنا قاتل من طراز خاص.. خاص جدا.. وطوال عشرة أعوام، مارست عملي في دقة متناهية، وعبر نظام متقن، حتى إن أحدا من عملائي لم يعرف حتى مع من يتعامل؛ فالاتفاق كان يتم عبر شبكة الإنترنت، ومن خلال رسالة بسيطة المظهر.. " مطلوب مبيد حشري للقضاء على سنجاب كبير ".. ومع رؤيتي للرسالة، أبدأ في الاتصال بالعميل.. وفي كل مرة بوسيلة مختلفة.. مبتكرة.. وفريدة.. أحصل على ملف كمبيوتر، يحوي صورة الهدف وبياناته.. ويتم دفع المبلغ - كاملا - من خلال وضعه في تجويف شجرة قديمة، في قلب حديقة الأورمان.. وخلال سبعة أيام يتمّ التخلص من الهدف.. ودوما بوسيلة مبتكرة.. وشديد البراعة.. ولا يمكن أن تثير أدنى شبهة جنائية.. حادثة سيارة.. صعق كهربي.. أزمة قلبية.. سقوط عرضي من شرفة.. تسمّم غذائي.. في أحوال كثيرة جرت تحقيقات جنائية.. إلا أنها أبدا، لم تسفر عن شيء.. دوما نهاية مسدودة.. وقيد للحادثة باعتبارها بعيدة عن الشبهات الجنائية.. في البداية، كنت أتقاضى خمسة آلاف جنيه للتخلص من سنجاب واحد.. ثم ارتفع المبلغ إلى عشرة.. ثم عشرين.. ثم خمسين ألفا.. | |||||||||||
|  |
|
17-12-19, 03:51 PM
| #2 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  يالسخافة هؤلاء الأشخاص الذين يتعاملون معي بمثل هذه النظافة، كما لو كنت لوحا من الخشب، ولست أعظم قاتل محترف في تاريخ مصر.. ولكنهم معذورون.. لأنهم لا يعلمون.. فطوال عملي، كنت شديد الحرص والحذر.. ولكن العجيب أن عملي قد لقى رواجا كبيرا في السنوات الثلاثة الأخيرة.. كنت فيما مضى، أتخلّص من سنجاب أو سنجابين في الشهر على الأكثر.. وفي العام الأخير، وصل المتوسط إلى خمسة سناجب في الشهر الواحد.. على الأقل.. وكم سيدهشك كمّ الناس الذين يطلبون خدمات شخص مثلي.. منافس صناعي.. أو سياسي.. زوجة غيور.. قريب يتعجّل الميراث.. غاضب ينشد الانتقام.. زوج يسعى للزواج من أخرى.. أسباب عديدة، ولا حصر لها.. إنه حقا مجتمع مريض.. مجتمع يحتاج إلى جيش من الأطباء النفسيين.. ولكن هذا لا يعنيني.. فليصب المجتمع كله بالجنون.. أو الخبل.. أو فلتذب عقولهم كلها داخل جماجمهم.. المهم أن يواصلوا طلب خدماتي.. وأواصل تقديمها.. يالسخافة.. هل سأضطر لتحمّل هذه الفظاظة لفترة طويلة؟! | |||||||||||
|
| |
|
17-12-19, 03:51 PM
| #3 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| تراودني رغبة عارمة في أن أطبق على رقابهم جميعا، حتى أرى عيونهم تقفز من محاجرها.. ولكن لا.. لن أكشف أمري، بعد كل هذه السنوات من الحيطة والحذر.. كل ما يحتاجه الأمر هو الصبر.. مزيد من الصبر.. "أريدك أن تتخلص من هذا السنجاب".. هكذا كانت آخر رسالة وصلتني، عبر موقع الإنترنت.. ومع الرسالة كان هناك ذلك الملف التقليدي.. وعندما فتحته، شعرت بدهشة، لم تراودني أبدا، منذ بدأت عملي هذا.. فالصورة التي حواها الملف، كانت صورة فتاة رقيقة باسمة، تملأ الطيبة ملامحها، وتبدو في عمر لم يبلغ العشرين بعد.. وعلى الرغم من لامبالاتي، وجدت نفسي أتساءل: من يريد التخلص من فتاة بهذه الرقة والبراءة؟! ولماذا؟! راجعت كل ما اكتسبته من خبرات، خلال سنوات عملي، في محاولة للبحث عن الجواب.. ربما هي عائق، يقف بين من يسعى لقتلها، وميراث كبير.. ربما.. بل هذا هو الأرجح.. وإلا.. فلماذا؟! لماذا؟! لماذا؟! أدهشني أن يشغل الأمر ذهني، لأول مرة في حياتي، على هذا النحو.. لقد كنت دوما أؤدي دوري دون أن أبالي بالأسباب.. سنجاب مطلوب التخلص منه.. فأفعل.. هكذا كان يدور الأمر.. بلا أسئلة.. أو تساؤلات.. أو حتى فضول.. عمل بحت.. مجرد عمل.. | |||||||||||
|
| |
|
17-12-19, 03:53 PM
| #4 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| راجعت كل بيانات الهدف، وجلست أضع خطة العمل.. إنها تقيم مع خالها وزوجته في فيلا صغيرة في السادس من أكتوبر.. ويوم الثلاثاء القادم سيذهب خالها وزوجته لحضور حفل في الأوبرا.. وستبقى هناك وحدها لإنهاء مشروع تخرّجها.. الحفل يبدأ في السابعة، وينتهي في الحادية عشرة.. والعودة إلى مدينة السادس من أكتوبر تحتاج إلى ساعة إضافية على الأقل.. الحادية عشرة إذن ساعة مناسبة للتنفيذ.. أما عن الوسيلة، فلديّ خطة.. سأفاجئها، وأفقدها الوعي بأسلوبي الفني الذي لا يترك أثرا على الجسد.. وبعدها أضع إناء الشاي على الموقد، وأفتح الغاز، دون إشعال النار.. وخلال ساعة، في فيلا مغلقة، سيؤدّي الغاز دوره.. وسيعثرون عليها صريعة في هدوء.. الغاز سيقتلها.. هكذا سينتهي تقرير الشرطة.. حادثة عرضية.. ومساء الثلاثاء، أعددت كل ما يلزم، وانطلقت إلى حيث الهدف.. إلى السادس من أكتوبر.. والآن ماذا؟! الأمر تجاوز الحد، وهؤلاء السخفاء يتمادون أكثر مما ينبغي.. هل أواصل الصمت والصبر؟! أم أنقض عليهم؟! إنهم لا يمكن أن يتخيلوا ما سيصيبهم، لو قررت الانقضاض عليهم.. سأمزّقهم إربا.. وبلا رحمة.. ولكن لا.. سأحاول الانشغال عنهم، وعن سخافة ما يفعلونه، عبر استرجاع تلك الذكريات.. ذكريات آخر عملية قمت بها.. | |||||||||||
|
| |
|
17-12-19, 03:54 PM
| #5 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| يومها، كل شيء سار كما خططت له تماما.. وصلت إلى الفيلا في العاشرة والربع.. وقضيت نصف ساعة في دراسة مداخلها ومخارجها.. ثم بدأت التنفيذ.. وبسرعة، كنت داخل الفيلا.. براعتي في اقتحام الأماكن، لا تقل عن مهارتي في القتل.. في خفة، رحت أتسلّل إلى حيث تنهي تلك الرقيقة عملها.. إلى حجرة المعيشة، في الطابق الأرضي.. البيانات في الملف كانت دقيقة ووافية للغاية، وصف المكان، وخريطة الوصول إلى حجرة المعيشة.. لا ريب في أن طالب التخلص منها هو خالها.. أو ربما هو زوجة خالها.. أو كلاهما على الأرجح.. طرحت الأمر عن ذهني حتى لا يؤثّر على حُسن تقديري للأمور، واقتربت في خفة من حجرة المعيشة.. واقتربت.. واقتربت.. وفي حذر، ملت أختلس نظرة داخلها.. كانت حجرة بسيطة.. أنيقة.. وخالية.. لم تكن تلك الرقيقة هناك.. وكان الـ… قبل أن أصل إلى هذا، شعرت بتلك الحركة من خلفي.. واستدرت بأقصى سرعة.. أو أنني قد حاولت.. | |||||||||||
|
| |
|
17-12-19, 03:55 PM
| #6 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| (تمت بحمد الله) بقلم : د. نبيل فاروق | |||||||||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
