شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f494/)
-   -   27 - حبى المعذب _ شريف شوقى ( روايات زهور مكتوبة ومكتملة ) حصريا (https://www.rewity.com/forum/t464945.html)

MooNy87 18-12-19 03:30 AM

27 - حبى المعذب _ شريف شوقى ( روايات زهور مكتوبة ومكتملة ) حصريا
 
إن شاء الله هنزل رواية جديدة وحصرية مكتوبة من سلسلة زهور

بعنوان ( حبى المعذب )

تأليف / شريف شوقى


https://i.gr-assets.com/images/S/com...l/17258583.jpg


https://ekladata.com/gKah2H-RYOoAUtTttzCd9AE_2hg.gif

"" الملخص ""


كانت تحبه منذ طفولتها وشاء لهما القدر أن يتم زواجهما كجزء من صفقة , على حين كان قلبه معلقا بحب أخرى .. ترى هل يشعر يوما بحبها له ؟ أم يتركها وحيدة , بحب بائس معذب ؟ ..


الفصول
______

الفصل الأول .. بنفس الصفحة
الفصل الثانى .. بالصفحة الأولى والثانية
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
https://www.rewity.com/forum/t464945...l#post14692113

MooNy87 18-12-19 03:04 PM

1 - أحببته دائما ..

https://ekladata.com/PuR-NVp5B_s9DAqcJ3dPdRGRDBI.gif



ارتسمت ابتسامة فرحة على وجه إيمان وهى تتطلع إلى ذلك الرجل الوقور الجالس امام مكتبه يقلب مجموعة من الأوراق بين يديه ثم لم تلبث أن اندفعت نحوه وطوقته بساعديها هاتفة فى مرح :
- حمدا لله على سلامتك يا عمى , ما اسعدنى وانا اراك قد استرددت صحتك ! وصرت على خير ما يرام .
تخلى الرجل عن اوراقه وربت على ساعدها وابتسم فى حنان وهو يقول :
- الفضل يعود لك ولعنايتك الفائقة بى خلال مرضى .. لقد ارهقتك كثيرا يا بنيتى وجشمتك ما لا تطيقين
وشرد لحظة قبل ان يستطرد :
- كلما تذكرت قسوتى معك ومع ابيك فى الماضى وكيف تخليت عنكما وانت بعد طفلة صغيرة واخى يواجه الفقر والحاجة وانا ارفل فى الثراء والانانية .
ابتسمت وغمغمت محاولة التسرية عنه :
- تلك سنوات بعيدة ولت ومضت ولقد عوضتنى عنها كثيرا حتى اننى لم اشعر لحظة واحدة باليتم بعد وفاة ابى .. لقد كنت لى نعم الاب يا عماه.
امسك يدها وهو يقول :
- أتعتقدين اننى قد كفرت عن ذنبى حقا يا إيمان ؟ .. أيمكن ان يكون اخى قد غفر لى فى قبره ما ارتكبته فى حقه فى حياته ؟
جلست على ركبتيها وقبلت يده قائلة :
- لقد اخبرتك من قبل , ان ابى لم يكن يحمل لك اية ضغائن لقد ظل حتى اخر لحظة فى عمره يكن لك مشاعر الحب والاخوة ويقول لى دوما إنك لست بالسوء الذى قد اتصوره وان بداخلك بقعة بيضاء تحتاج الى من يبرزها ولقد اثبتت لى الايام صحة ذلك فمنذ جئت إليك وعمرى لا يزيد على احد عشر عاما بعد وفاة ابى وانا اجد منك كل الحب والحنان والرعاية .
هب من مقعده قائلا على نحو يوحى بعدم الرضا :
- ليس هذا كل ما اريده لك هناك اشياء كثيرة ابغى منحك اياها قبل موتى
هبت واقفة بدورها وهى تقول :
- لماذا تذكر الموت يا عماه ؟ .. لست احب أن اسمعك تذكر ذلك ولست احب أن أتصور فقدك .. فقد أبى الثانى .
استدار يواجهها قائلا :
- الموت حقيقة , لا يمكننا تجاهلها والمهم هو ان نعد انفسنا لما سيترتب على مفارقتنا للدنيا ولقد عقدت العزم على ان امنحك سعادة دائمة من بعدى يا بنيتى

MooNy87 18-12-19 03:07 PM


قالت مستعطفة :
- إذا اردت ان تسعدنى حقا فاصفح عن ابنك الوحيد طارق وأعده الى المنزل ويكفيه بعد خمس سنوات كاملة
ابتسم عمها فى حنان قائلا :
- كأنى بك تقرئين أفكارى يا إيمان .. لقد صفحت عن طارق على الرغم من اننى لست راضيا عن اسلوب الحياة الذى اختاره لنفسه ولا تتصورى أنه كان من السهل علىّ ان احتمل فراقه كل هذه السنين , ولكنه كان ينبغى أن يدفع ثمن اسلوب حياته
أطلّت الفرحة من عينيها وهى تقول :
- أيعنى هذا أنه .. ؟
قاطعها مبتسما :
- لقد ارسلت إليه , وسيكون هنا خلال ساعات
تعلقت بعمها وهى تهتف فى سعادة :
- أحقا يا عماه ؟ .. أسيعود إلينا طارق حقا , بعد كل هذه السنين ؟
ابعدها عمها فى رفق وتفحصها بعينيه وكأنما يحاول أن يقرأ فى وجهها السر الحقيقى لتلك السعادة الغامرة ثم لم يلبث أن سألها متخابثا :
- من الغريب ان تسعدك عودة طارق إلى هذا الحد على الرغم من معاملته السيئة لك وتعاليه البغيض على ابنة عمه الفقيرة .. أتعلمين ؟ .. كنت اشعر دوما أنه لا يبغضك إلى هذا الحد ولكنها الغطرسة التى ورثها عن والدته ( رحمها الله ) .. والتى تسببت فى إفساده.
بدا وكأن إيمان قد أسقطت من ذاكرتها تلك الذكريات السيئة وهى تقول :
- لقد أصبح الآن فى الثلاثين من عمره يا عماه , ولست أظن أنه يحتفظ بنفس الطيش والرعونة.
عاد العم يتفحصها بعينيه قائلا :
- انك مستعدة دوما للصفح عنه ونسيان كل مساوئه .. إنك تحبينه .. أليس كذلك ؟
تضرج وجهها بحمرة الخجل وأطرقت أرضا دون أن تحير جوابا فرفع عمها وجهها إليه وهاد يتأملها فى حنان قائلا :
- أما زلت تحبينه ؟

MooNy87 18-12-19 03:09 PM


لم تدر بم تجيب , وارتبكت ولكن الجواب اطل من عينيها .. نعم .. إنها تحبه وقد احبته دوما منذ كانا صغيرين ولقد ظل امير احلامها على الرغم من قسوته تجاهها .. انها لا تذكر اهتمامه بها يوما بل تذكرت صفعاته وتحطيم عرائسها كلما حاولت التقرب إليه واهماله واغفاله لها فى شبابه ونزواته وعلاقاته المتعددة بالفتيات والتى كانت تحاول اخفاءها عن ابيه , على الرغم من غيرتها الشديدة وحزنها وألمها كلما رأته فى صحبة إحدى الحسناوات اللاتى يتهافتن عليه دوما واللاتى سلبن كل اهتمامه حتى انهن لم يتركن له مجالا للشعور بحبها الكبير له فاكتفت بالاحتفاظ به حزينا فى قلبها , ومحاولة إخفائه عن الجميع عدا عمها الذى ادركه بفراسته ..
وكم آلمها ذلك الحديث , الذى استمعت إليه بالمصادفة بين عمها وطارق حينما اراد الأاب أن يلفت نظر ابنه إلى حبها له , ويدعوه إلى اختيارها زوجة فإذا طارق يهتف فى استنكار واستخفاف :
- إيمان ؟؟ .. تلك البلهاء !! .. ابنة السائق !! أتظننى أرضى الزواج بمثلها ؟!
لم تنسَ ذلك اليوم ابدا , ولن تنساه طيلة عمرها فقد أدمت العبارة فؤادها فأسرعت إلى حجرتها وألقت نفسها على فراشها , وراحت تبكى حتى الصباح لما اصاب كرامتها وأحاسيسها من جراح ولكن العجيب أنها - وعلى الرغم من ذلك - ظلت تحبه .. لقد تصورت انها ستنتزعه من قلبها , بعد تلك الليلة , ولكن لم تكد الشمس تشرف حتى عاد حبه يشرق مرة أخرى فى قلبها , واعترفت بأنها تحبه ..
تحبه بالرغم من قسوته وبالرغم من إهاناته .. بالرغم من كرامتها الجريحة وكبريائها المطعون ..
لا تملك سوى ان تحبه ..
وتلك هى نقطة ضعفها ..

MooNy87 18-12-19 03:13 PM


هذه المرة ادرك عمها - بفراسته - ما يدور داخلها , خلال صمتها الطويل الذى اعقب سؤاله لها فدعاها الى الجلوس بجواره وقال فى لهجة تشف عن تقديره لها :
- إننى اعتمد على حبك الكبير له يا إيمان فهو ليس سيئا كما يبدو .. إنه مثلى , يحمل فى داخله بقعة بيضاء تحتاج إلى من يكشف الغطاء عنها , ويدفعه إلى طريق النجاح والتقدم والخير , ولست أجد من يصلح لهذا سواك فالانسانة التى تظل على حبها لشخص واحد طوال كل هذه السنين على الرغم من الفراق والقسوة والإساءة هى بالضرورة ذات قلب كبير ومشاعر عظيمة , وبفضلها سنجعل من طارق رجلا آخر بإذن الله.
تطلعت إليه فى حيرة مغمغمة :
- لست افهم يا عماه ؟ .. ما الذى تريدنى ان افعله ؟
تطلع اليها فى صمت ثم قال :
- سأشرح لك كل شئ .. فقط عدينى أن تتخلى مؤقتا عن كبريائك وعنادك , وتنفذى ما أطلبه منك .
تطلعت اليه بعينين متسائلتين وراح هو يشرح ويشرح .. ويشرح ..


https://t.hizliresim.com/1gMvY1.gif

MooNy87 18-12-19 03:19 PM


غمغمت إيمان وهى تتطلع إلى وجهها فى المرآة :
- أسيبدى بعض الاهتمام بى هذه المرة يا تُرى ؟!
إنها لا تذكر اهتمامها البالغ بأناقتها وزينتها , منذ وقت طويل , مثلما تفعل الليلة وهى تعلم أنها ليست على قدر وافر من الجمال قادر على خلب الألباب وإدارة الرءوس ولكنها مقبولة وجذابة على الأقل , وإن كانت تتمنى لو كانت ملكة جمال , فى هذه الليلة بالذات ..
ليلة عودته ..
كانت تتمنى لو رأت فى عينيه نظرة اشتياق أو لهفة واحدة .. أو لمسة حنان ..
وفجأة سمعت جرس الباب .. لقد حضر .. إنه الآن أمام الباب .
خفق قلبها فى شدة وهى تقفز درجات السلم فى طريقها للدور السفلى , والخادم فى طريقه ليفتح الباب ..
وفجأة أيضا صاح عمها فى الخادم يأمره بترك الباب والعودة إلى الداخل ثم التفت إليها قائلا :
- افتحى أنت , وهاتيه إلى حجرتى .. وتذكرى أننى أريدك قوية كما اتفقنا.
لم يكن ذلك بالسهولة التى يتصورها ولا التى تصورتها هى .. لقد شعرت بثقل قدميها , وهى تهبط الدرج , وتلاحقت أنفاسها المضطربة , وكأنها تريد أن تنتزع منها قلبها , ليسبقها إليه ..
وفتحت الباب ..
ورأته ..



https://s48.radikal.ru/i122/0910/16/76fa40b3c0a4.gif

MooNy87 19-12-19 03:03 PM


2- مواجهة قاسية ..

https://ekladata.com/PuR-NVp5B_s9DAqcJ3dPdRGRDBI.gif

اكتسحها زلزال من المشاعر المتشابكة , وهى تتطلع فى لهفة إلى قامته المديدة وعينيه العسليتين ذواتا البريق , وبدا لها متعبا ترسم قسماته معاناة سنواته الأخيرة وإن بقيت له صفتان لم تتبدلا ..
سحر عينيه النفاذتين وتعاليه البغيض الذى كرهته دوما ..
ودون ان يلقى كلمة واحدة تشير إلى افتقاده لها طوال تلك السنين سألها فى برود :
- أين أبى ؟
غمغمت فى تلعثم :
- إنه ينتظرك فى الداخل فى ..
قاطعها وهو يزيحها جانبا ويدلف إلى الداخل , ثم توقف فى منتصف الردهة وأدار بصره فيما حوله وكأنما يسترجع ذكرياته القديمة مع المكان , على حين أغلقت هى الباب ووقفت خلفه قائلة :
- حمدا لله على عودتك يا طارق .. لقد افتقدناك كثيرا .
بدا وكأنه لم يسمعها وهو يلتفت إليها قائلا فى خشونة :
- أين هو ؟
أشارت نحو حجرة الأب مغمغمة :
- هنا .. لقد طلب منى أن اصحبك إليه
تطلع إليها فى تعالٍ قائلا :
- إننى اعرف طريقى

MooNy87 19-12-19 03:04 PM


ثم اتجه نحو الباب وطرقه عدة طرقات سريعة ثم دخل إلى حجرة ابيه , ولم يكد يفعل حتى تلاشى من ملامحه الاستعلاء والتجهم واكتست بخليط من الاضطراب والحنين والخجل , لدى رؤيته أباه على حين اسدل الاب على وجهه قناعا من الجمود يخفى مشاعره الجياشة التى تحركت فى قوة حينما رأى ابنه أمامه بعد غياب خمس سنوات وسمعه يغمغم :
- كيف حالك يا أبى ؟
نهض الاب من مقعده ووقف فى مواجهته وهو يقول فى خشونة مصطنعة :
ما الذى وصل إليه حالك أنت ؟ .. ضائع ؟ .. متشرد ؟ .. تتسكع فى شوارع أوروبا وتنتقل من عمل وضيع إلى آخر وبعد أن تنفذ نقودك وتبلغ حالة يرثى لها , ترسل الرسل لاستعطافى وإعلان ندمك .. ألم يكن هذا هو ما حذرتك منه منذ البداية , حينما أبيت أن تستمع إلى نصيحتى وتبقى هنا لإدارة المصنع .
- إننى لم أرفض .. أنت طالبتنى بترك إدارة المصنع , وبمعنى أدق .. طردتنى .
- لأنك فشلت فى الحفاظ على الثقة التى اوليتها لك , وبلغ بك الأمر حد اختلاس أموال المصنع , وبعثرتها على نزواتك ومظهرك الكاذب .. إنك فاشل دوما , لم تنجح فى نيل شهادة جامعية , ولا فى إدارة المصنع , وحتى فى الاعمال الوضيعة , التى زاولتها فى أوروبا .. لقد قلت - قبيل سفرك - أنك ستثبت لى قدرتك على النجاح من دونى , فأين هو ذلك النجاح ؟

MooNy87 19-12-19 03:05 PM


شعر طارق بالثورة تعربد فى اعماقه إزاء تقريع والده الغليظ له وكاد يعلن احتجاجه ويغادر المنزل مرة اخرى , لولا أن تذكر حالته المزرية بعد نفاذ نقوده وحاجته الماسة لمساعدات أبيه , بعد ان لم يعد بإمكانه التمرد , وبعد ان اثبت فشله وعجزه , فلم يجد امامه سوى الامتثال والخضوع واستدرار العطف .. وكم آلمه ان يصل به الامر إلى ذلك , ليس لأنه يفعل ذلك أمام أبيه , وإنما لأنه يفعله بدافع من هزيمته , وعجزه عن إثبات قدرته على النجاح , وإثبات أن اختلاصه لنقود المصنع حدثا لا يمكن ان يتكرر , وأنه وليد تدليل والدته له , حينما كان والده مشغولا عنه بجمع الأموال , والذى تغلغل فى أعماقه وأفسد شخصيته الضعيفة دوما أمام المال والنزوات ..
وسمع أباه يهتف :
- تعالى يا إيمان
ارتجفت إيمان لدى سماعها النداء وترددت لحظة , ثم دفعت الباب ووقفت إلى جواره مطرقة مغمغمة :
- اتريد شيئا يا عمى ؟
- نعم ... ادخلى , وأغلقى الباب خلفك

MooNy87 19-12-19 03:06 PM


ثم تحرك نحوها واحاط كتفها بإحدى ذراعيه وهو يتطلع إلى ابنه قائلا :
- انظر إلى ابنة عمك التى كنت تسخر منها .. إنها تساوى فى نظرى عشرين شخصا مثلك , فهى ناجحة فى كل عمل تؤديه .. حصلت على بكالوريوس التجارة بنجاح , وتشاركنى الآن إدارة المصنع على نحو رائع , أمكنها - من خلاله - أن تحقق ارباحا خيالية , لم اكن اتوقعها ابدا بالإضافة إلى أنها تدير هذا المنزل ايضا , وتنظم كل صغيرة وكبيرة فيه , دون الاعتماد على مساعدة الخدم , وفوق هذا وذاك تملك من الحنان والحب والإخلاص ما لم أجده فى أى مخلوق آخر , فلقد قضت الليالى ساهرة ترعانى فى اثناء مرضى , حينما كنت انت تتسكع فى أوروبا , دون ان ترسل حتى خطابا واحدا فيما عدا ذلك الذى تستجدى فيه عودتك .. هذه هى الفتاة , التى كنت تتعالى عليها دوما لفقر أبيها , وتعاملها معاملة الخدم .. إنها كانت لى بمثابة التعويض عن خيبة الأمل التى منيت بها فيك .
لم يغد طارق يحتمل , خاصة وهو يلقى كل ذلم التقريع على مرأى من إيمان فزفر قائلا :
- أبى .. ألا يكفيك ذلك ؟ .. أأرسلت تدعونى لتجريحى وإهانتى ؟ .. لقد تصورت أنه قد آن اوان الصفح , وانه يمكننا أن نسدل الستار على الماضى !


الساعة الآن 05:49 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.