آخر 10 مشاركات
1015- بعد شهر العسل - الكسندرا سكوت- عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          98 - امرأة في حصار - بيني جوردان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : حنا - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          1128 - طيف من الحلم - آرلين جايمس - دار النحاس ... ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل أكمل أم أتوقف
نعم 1 100.00%
لا 0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 1. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-12-19, 08:24 PM   #1

fatom91

? العضوٌ??? » 458931
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » fatom91 is on a distinguished road
Rewitysmile1 على قيد القلب


السلام عليكم

صرلي فترة عم حاول أنزل بالمنتدى وعم أتعب كتير
على كل حال رح أنزل إحدى رواياتي قيد الكتابة بعد إذن إدارة المنتدى


ورح يكون التنزيل يوم بالأسبوع رح حدده لاحقا إذا حبيتو إني أكمل الرواية


على قيد القلب



روابط الفصول

الفصل الأول .... بالأسفل
الفصل الثاني .... بالأسفل








التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 28-01-20 الساعة 08:32 PM
fatom91 غير متواجد حالياً  
قديم 18-12-19, 08:51 PM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html



واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 25-12-19, 02:06 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 26-01-20, 11:28 PM   #4

fatom91

? العضوٌ??? » 458931
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » fatom91 is on a distinguished road
افتراضي على قيد القلب



الفصل الأول

من الصعب التمسك بالحياة أحيانا...البعض يعتقد أن انتظار الموت هو أفضل حل فيلجأون إليه ... وقد يظن البعض أن كل آلامه ستختفي بابتعاده عن الآخرين وتحديدا عن من يسبب الألم.... لكن ماذا لو كان هو الدواء
أما الصبر هل هو مفتاح الفرج ... أم أنه مجرد مخدر قوي المفعول ... نصبر ثم نصبر و نعتقد أننا قد شفينا لكننا فقط اعتدنا على الوجع......
الأمل بالسعادة المنتظرة ... يسيرون في دروب شائكة ....ظنا" منهم أن السعادة تتنظرهم في آخر الدرب ... فهل تنتظرهم حقا...أم هم من سينتظرون.

تمسك بمفرش السرير وهو يصر أسنانه متألما....

يحاول تحريك وسطه ولكن عبثا ... ما أصعب الشعور بالعجز ...يمكنه اختصار كل الألم بتحريك لسانه والصياح لأمه او لأحد أهل المنزل ...لكنه أعند من أن يحتاج أحدا دفع بيده ليتحرك قليلا من مكانه ... ابتسم بانتصار وهو يشعر باقترابه من الكرسي مد يده ليتمسك به يعتمد على ذراعيه بكل شيء ... دفع بجسده للأمام ولكن لسوء حظه اندفع الكرسي من امامه ليسقط أرضا وهو يزمجر غاضبا

لم يعتكف محاولاته بعد....لكنه توقف بيأس حين فتحت والدته المسكينة تركض نحوه بحزن وهي تهتف بصوتها الحنون " احمد يا قلب أمك ...لما لم تنادني..."
تذمر أحمد كطفل صغير وهو يقول:

" علي أن اعتمد على نفسي ... لست طفلا صغيرا.."

حاولت والدته كتم دموعها وهي تقول بغصة :
"لن تضطر لذلك مادمت أنا بقربك...."
ضحك أحمد بضعف وهو يشعر بوالدته تحاول رفع جسده الثقيل فساعدها بإسناد يديه على طرف السرير .... لم يتخيل يوما أن يصبح ضعيفا للحد الذي يعتمد فيه على والدته أو أحد إخوته في حركته ...لكن لا أحد يدري ما ينتظره

ابتسمت والدته وهي تحتضن وجهه بكفيها بعد ان ساعدته للجلوس على كرسيه المتحرك وهي تقول بصوت حنون:
"فليحميك الرب لي"

ابتسم أحمد وهو يهتف بسره ..(فليأخذني الرب ويريحكم مني )
لكنه قال بنبرة حنون وهو يلثم باطن كفها بقبلة دافئة :
" ادامك الله لي ..يا أم عز الدين"

أخذت والدته تدفع كرسيه أمامها ليخرجان من غرفته في الطابق السفلي ... ليطالعه وجه والده الذي يقرأ جريدة كانت بيده بتركيز ... نظر له والده بطرف عينه وأكمل قراءة الجريدة دون أن ينطق بأي كلمه ...ولكن صوت عز الرزين الذي صدح من قرب والده

"أمي لما لم تناديني لمساعدتك ... "
ابتسمت ام احمد وهي تقول :
"لا تقلق يا بني تدبرنا أمرنا"

هدر صوت والده الغاضب :
" فليتعلم أن يتدبر اموره بنفسه فوالدتك لن تبقى فوق رأسه كل العمر"

كان كلام والده كخنجر طعن فؤاده كاد ينطق و يجيب والده لكن أخيه عز نبهه بنظرة محذرة ليوجه كلامه لوالده
"أطال الله بعمر أمي وعمرك يا والدي ... أنا لن اتخلى يوما عن إخوتي ...."
ترك والده الجريدة من يده ونزع نظاراته الطبية عن عيونه ليضعها بجيب قميصه و نهض غاضبا مما استفز احمد ليهتف غاضبا :
"لا داعي لكل هذا الكره في عيونك ... "؛

لكن والده لم يسمعه وربما سمعه لكن أكمل طريقه نحو باب البيت ... والجميع يدرك ان هذا ليس كرها
ضرب أحمد ذراع كرسيه بغضب فأسرع عز نحوه يربت على كتفه قائلا :
" لا داعي لأن أذكرك بأن والدي لا يزال غاضبا منك ...."
أخفض أحمد رأسه ... فهتفت والدته بحزن :

" يارب فرج همنا ... بك آمنت وعليك توكلت"

******
ابتسمت وهي تجلس على طرف سريرها ....لتقول بمزاح :
_ حسام ألن تتركني أخرج الآن ... تأخرت عن جامعتي

هتف حسام من الطرف الآخر للهاتف بمرح ... ::
"لا أستطيع ... سأشتاق لك ما أن تغلقي ... حنين انا أتنفس من خلالك"

توردت وجنتي حنين وتلطخت بحمرة طبيعية فهمست بنبرة خجولة :
"حسام ... سأراك في الجامعة"

ابتسم حسام من الطرف الآخر وهو يقول بنبرة متسلية:
"هل آتي لأوصلك"

ضحكت حنين برقة وهي تقول ممازحة :
_بالتأكيد ترغب بأن تتلقى لكمة من عز يشوه لك أنفك

هتف حسام بغيظ :"لا أدري سبب تعصبه ... فأنا خطيبك"

ضحكت حنين وهي تقول مودعة :
"أراك لاحقا ...انتبه لنفسك"

أجابها بحب :
" وأنت أيضا...انتبهي لنفسك"

أسرعت حنين تخرج من غرفتها.... تجهمت وهي ترى وجوههم العابسة فهتفت بضيق :
"إنه مسلسل الصباح ...لقد فوته ...ما الذي حصل"

رمقها عز الدين بنظرة مؤنبة اما أحمد فأجابها بغضب :
" ستعتادين على تلك المسلسلات بالتأكيد"

احمرت وجنتيها بحرج فهي بالتأكيد لم تقصد جرح أحمد بكلامها لكنها رفعت رأسها تهتف بحماس وهي تقبل وجنة أحمد.:
"ما رأيك بأن نخرج في نزهة اليوم أنا وانت لوحدنا"

استسلم أحمد لدلال اخته فبادلها ابتسامة جميلة غابت عن بالها لتتسع ابتسامتها أكثر ظنا منها أنه سيوافق فهو ومنذ ذاك اليوم لم يخرج من قوقعته لكنه اعتذر محرجاوهو يطأطأ برأسه ويستدير ليعود لغرفته وأمه تهتف منادية :
_أحمد يا حبيبي أنت لم تتناول الفطور حتى ...
هتف عز:
_أحمد سأتكلم معك قيلا
نهض عز وهو يأخذ مفاتيحه عن الطاولة ويشير ل حنين بألا تلحقه ...
دخل لغرفة أخيه الذي أوقف كرسيه المتحرك بمنتصفها منتظرا ... ابتسم عز بحنية وهو يقول بصوت دافئ :
"تكلم أبي مع مركز طبي ... وما أن يشفى جرحك" ستعاود السير
قاطعه احمد بفظاظة:
"كيف سأسير"
ربت عز على كتفه وهو يقول :
"سنؤمن لك أفضل الاطراف الصناعية وستعود كما كنت"
"ولكن قدمي لن تعود"
هتف عز بنبرة جادة :
"عليك الاعتياد على هذا ... إنه قدرك."
خرج من غرفة أحمد غاضبا من أخيه المتذمر ... يحاولون جاهدين أن يتأقلم مع وضعه الجديد ولكنه دائم التذمر

هذا هو حال بيتهم منذ ذاك اليوم المشؤوم ... تبعته حنين بحزن أما أم عز فضربت كفا بكف وهي تطالع غرفته المغلقة ... ولدها العزيز لا يستجيب لكل محاولاتها .. لا أحد يشعر بهx كما تشعر به هي ...

________ابتسم وسيم وهو يراقبها تسير في رواق المستشفى كالملاك بزيها الأبيض ..وما أن وصلت إليه حتى أهدته إحدى ابتساماتها الساحرة .
وهي تهتف بحماس :
_دكتور وسيم ارسلت بطلبي ..
كان يراقب شفتيها الورديتين تتحركان بنعومة فائقة وشعرها العسلي الطويل معقود بربطة صغيرة تمنعه من الجنون ...
احمرت وجنتيها وهي تتنظر جوابه ينظر إليها بغرابة تفقدت ثيابها ورفعت يدها تمسح فمها عل هناك خطب به .
فهتفت باستغراب
"_دكتور وسيم"
استفاق من شروده وحك جبهته بحرج وهو يقول :
"_آسف كنت أفكر بموضوع هام"
نظرت للأرض بحرج وهي تقول:
"لقد أرسلت بطلبي ..."
تصنع الجدية وهو يقول :
"نعم .. تعالي سأقوم بجولة على المرضى وستكونين معي"
سار أمامها بخطواته الرجولية الرزينة التي سحرت قلبها منذ تعيينها في المستشفى أي منذ شهر تماما ... ابتسمت بغباء .. وحين استدار فجأة ... اتسعت عيناها واحمرت وجنتيها وهي ترى نظرته اللعوب وكأنه قرأ أفكارها .... هل يشعر تجاهها كما تشعر هي تماما ... ولكن لما لم يفتتح معها الموضوع
أم ينتظر منها أن تبادر""آنسة خنساء ... ألن تدخلي
قاطع أفكارها فأسرعت تسبقه للغرفة وابتسامة لعوب تزين ثغره
ما أن انتهو من فحص المريض كادت خنساء تنسحب وهي تقول بعفوية
"عن إذنك دكتور سأشرب القهوة "
ابتسم وهو يقول بمزاح"
_بخيلة"
هتفت بحرج مستنكرة:
"_أنا"
ابتسم وهو يهمس قرب أذنها:
"على الأقل قومي بدعوتي "
ازدادت وجنتيها توردا لتهتف بحرج:
_أتشرف بذلك دكتور .
اشار لها بيده أن تتقدمه وتبعها مبتسما نحو ندوة المستشفى..

كانت أفكارها تتلاعب بها ربما يريد أن يفتتح معها الموضوع و يعترف بإعجابه بها .. أو قد يطلب يدها للزواج ... ابتسمت فرحة بهذه الفكرة ربما ترتاح أخيرا هي ووالدتها من الخوف الذي يعيشانه ...
ازاح لها الكرسي بكل رقي لتجلس عليه ويسرع ليجلس قبالتها وهو يشير بيده للنادل يهتف بصوته الجهوري بهمجية محببة تتعارض مع هيئته ورقيه
أخفض يده وابتسامة بلهاء تزين ثغره اتكأ على الطاولة و دلك جبهته ثم رفع نظره إليها ... عيناها

الواسعتين بلون البندق
حاول جمع حروفه المبعثرة لكن تلك المقلتين تشعراه بالإرتباك رغما عنه وكأنه سيتقدم للتو لاختبار مهم.
وأخيرا استجمع قواه ليقول :
_خنساء أنا منذ أن قابلتك ...
ازداد ارتباكه وهو يرى إحداهن تتقدم نحوه فنهض مرتبكا....وهو يهمس باستغراب :
_أمي
ابتسمت والدته وهي تأخذه بحضنها وهي تهتف بحماس :
_أحببت أن أفاجئك بمكان عملك ..

دلك رقبته وهو يقول :
_نعم أمي مفاجأة جميلة جدا ... تعالي سأعرفك إلى صديقتي ...
نظرت والدته نظرة واحدة تتفحصها بعينيها لتهتف باستعجال :
_هذا ليس وقتك ... فلنصعد لمكتبك
ابتسم وسيم بحرج وهو يطالع خنساء ليهمس معتذرا بصوت ضعيف
_آسف ... آراك لاحقا
ابتعد مع أمه المغرورة من أمامها وهي لا تزال تقف مكانها متسعة العينين.. فإن كانت تعتقد أن هناك فرصة صغيرة لترتبط به الآن تأكدت أن الأمر مستحيل.

___________
دخل عز الدين إلى مكتب والده مستعجلا فمنذ أن اتصل والده به يخبره بضرورة قدومه وهو مرتعب خصوصا أن والده يحتاجه لأمر طارئx و لم يكن صوت والده طبيعيا أبدا كان صوت مرتجف مختنق وهذا ما أخافه... لم يصدق نفسه كيف قطع كل تلك المسافة من مكتبه وصولا لمكتب أبيه حتى أنه لم ينتظر المصعد .... وقف أمام والده يلهث بعنف وهو يهتف :
_أبي ما الأمر لقد أرعبتني
كان والده يجلس بصمت حزين أم غاضب لم يستطع عز أن يميز وجه والده المحتقنx هادئ كعادته لولا تلك العلائم التي لا تبشر بخير على محياه ....ناداه فلم ينتبه له رغم صوته العالي وجسده الضخم فاقترب منه ولمس كتفه بلطف وهو يقول :
_أبي.
هذا التعبير على وجه والده حين رفع رأسه وكأنه قد اكتشف وجود ابنه للتو .....قد رآه من قبل حين سمعو بحادث أحمد الذي عاد بقدم مبتورة ...
ابتلع عز ريقه وأخذ نفسا عميقا مستعدا للخبر
_ ستضطر للسفر ... حضر حقائبك
ارتجف قلب عز واستقام يقول بنبرة غريبة
_إلى أين

.......................

هتف وسيم وهو يسند ظهره على الكرسي
_من أين ظهر لكم هذا العم .

رفع عز الدين كتفيه بقلة حيلة ... تذمر سليم وهو يقول :
_لما اتصلت بي إن لم تكن تريد الكلام .

أمسك عز كأس الشاي يرتشف منه مخفضا رأسه وهو يقول :
_لست مرتاحا لسفرتي تلك ... أخبرني أبي أنني سأحصل حقوق عمي وسأحضر جثمانه كي يدفن بين أهله..
وسيم باستغراب :
_الم يكن عمك متزوجا ... أليس لديه أحد

عز بنبرة غاضبة :
_وما أدراني أنا

رفع وسيم حاجبيه يستغل غضب صديقه ليثير استفزازه أكثر:
_ من هذا العم يا ترى ... هل جدك لديه ولد غير شرعي غير والدك ..
ازداد غضب عز ونهض يرتب ثيابه ويقول :
_ هل تراني مرتاحا لأحتمل مزاحك الثقيل

ضحك وسيم وهو ينهض يربت على كتف صديقه ويهمس في أذنه :
_لو كنت مكانك كنت سأستغل الفرصة للتعرف على بعض الفتيات
كان دور عز الدين ليطلق ضحكة رنانة وهو يقول :_
لا أصدق ... وسيم اللطيف يقول هذا ... وهل ستقدم لوالدتك نشرة مفصلة عن كل فتاة تعرفها هذا إن لم ترسل هي أحدا يتتبعك ويسجل حركاتك
تمتم وسيم بشتيمة وهو يسير أمام صاحبه متذمرا

__________
((كيف حالك))
كان مترددا يضغط زر الإرسال أم لا خصوصا أنها تبدو نشطة على التطبيق
أغمض عينيه بعد أن ضغط زر الإرسال وانتظرx قليلا وكأنه يجلس فوق جمر ملتهب غير قادر على التحمل...أوقظه صوت تنبيه الرسائل
ابتسم وهو يرى جوابها الذي أعاد إليه بعضا من روحه رغم بساطته:
(بخير... وأنت كيف حالك)
أسرع يكتب لها بلهفة عاشق ملتاع
(اشتقت لك .. مر وقت طويل لم نتكلم ... اشتقت لرؤيتك)
انتظر قليلا ... وطال الانتظار الذي يحرق الأعصاب لترسل أخيرا
(معك حق)
غصة مسننة ابتلعها للتو آلمت حلقه فهي على ما يبدو تحاول اختصار الحديث قدر الإمكان... ارتجفت أصابعه فوق أزرار حاسوبه :
(ألن تجيبي على مكالماتي )
كان يدرك جيدا ما سيكون جوابها لكنه فضل أن يجرب حظه معها ..لعل وعسى يكون الحظ حليفه لهذه الليلة
كان جوابها واضحا بلا أدنى شك ...
اعاد قراءة تلك الجملة عدة مرات ليتأكد أنه لا يتخيلx و قلبه يتلظى بنار حارقة حتى أنه أغمض عينيه وأعاد فتحهما لعل الجواب يتغير ولكن هيهات.. أهي نفسها تلك الفتاة التي عشقهاx ..كانت تغار عليه من نسمة الهواء ...

(( أرجوك لا تتصل أكثر .... لا أريد أن يلاحظ خطيبي شيئا .. أتمنى أن تبقى بخير)))
أعاد قراءة جملتها عدة مرات أهذا ما يسمونه بالوداع الراقي في المجتمع المخملي الخاص بها ... أم هل هذا هو الحب
عند أول منعطف يفترق الأحبة ..عند أول مصيبة تتخلى عنه
أراد أن يتمنى لها الخير ولكنه سيكون كاذبا ... أراد أن يكتب ولكنه لم يستطع منع أصابعه من الارتعاش ....
أغلق الحاسوب ودفعه بعيدا حتى وقع أرضا واستلقى على فراشه يبكي كطفل صغير

______________
توقف أمام أحد البيوت مستغربا ... لم يتوقع أن يعيش عمه في مكان كهذا ... بيت متهالك في منطقة زراعية فقيرة حتى ان البيت بعيد عن باقي بيوت القرية هذا آخر ما توقع إيجاده.. لم يكن جده فقيرا بل وزع كل أملاكه على عمته ووالده ... لكن عمه الذي لم يعلم بوجوده حتى مات ... وهذا البيت .... سر غريب أخفاه والده عنه
كانت الريح تحرك أوراق الشجرة أمام البيت بخفة ... .. حديقة البيت الصغيرة عبارة عن حقل فيه بعض الخضار المزروعة ....تسرب لقلبه دفء غريب لم يعهده ... ربما جو الريف يريح الأعصاب
ابتسم وهو ينخفض ليقطف خيارة صغيرة حديثة العهد عن أمها ليمسحها بيده ويقضمها مستمتعا .... متلذذا بتلك النكهة المميزة التي لا يجدوها في مدينتهم الكبيرة ...
"_قف مكانك"

أجفله الصوت الأنوثي القادم من خلفه .. الذي قال بحزم أكثر :
_انهض واستدر نحوي ببطئ

التفت برأسه نحو مصدر الصوت ليرى فتاة بثياب رجولية توجه بندقية نحوه ...
مظهر الفتاة المضحك لم يكن مخيفا ولكن صرختها تلك أجفلته :
_قلت لك انهض واستدر نحوي ... وإلا أفرغت هذه برأسك
نهض رافعا يديه باستسلام وهو يستدير نحوها متمهلا وهو يقول :
_أهكذا تستقبلون الضيوف

هتفت بصوت رقيق رغم محاولتها تصنع القوة :
_ أنت تقتحم منزلي بكل وقاحة .. و ترسلون رجالا كل يوم ليقومو بإزعاجي وأنا أقول لكم لن أبيع ... أي لن أبيع...بيت أبي ليس للبيع

بنظرة واحدة جال بعيونه على تفاصيلها .. لم تستطع إخفاء تفاصيلها الأنثوية البارزة بلباس الرجال ... بل العكس زادت من جاذبيتها حتى شعرها المرفوع على شكل كعكة بقمة رأسها كان له وقع خاص في نفسه .... نفض تلك الأفكار الغريبة عنه ... . حين

هتفت به غاضبة
_إخرج من حديقتي الآن ..
ابتسم بسخرية وهو يقول :
_من تكونين يا فتاة ...
لم يدري بنفسه إلا وقد قفز بالهواء إثر تلك الرصاصة التي حطت بقرب قدمه زمجر كالثور الهائج وبحركة سريعة كان ينتزع البندقية من يدها حتى انه كاد يكسر ذراعها وهو يلويها خلف ظهرها لم يتوقع ولو للحظة أن تكون جادة بتهديدها ليهتف بغضب وهو يثبت تلك المتمردة بين ذراعيه:
_هل أنت مجنونة هذه ليست لعبة ...
هتفت بجزع كان ظاهرا على وجهها :
_اتركني ... دعوني وشأنيx

كان الغضب يعميه عن تلك الدموع التي انهمرت من عينيها لتشكل سيلا على خدها الرقيق وهي مازالت تحاول الإفلات منه ... فهتف غاضبا :
_من تظنين نفسك انا هنا في أرض عمي وأنت من سيخرج..
تسربت لأنفه رائحتها العطرة فأغمض عينيه مستمتعا... حاولت جاهدة ان تفلت نفسها من قبضته حتى أنها ضربت ركبته بقدمها ولكن عبثا لن تستطيع بجسدها الواهن أن تجابه شخصا بضخامته استسلمت وهي تهمس بصوت ضعيف :
_هذه أرض أبي... أرضي أنا

تجمد مكانه للحظة تتردد كلمتها في أذنه ليستوعبها عقله .. أرض أبيها ... هل هي ابنة عمه يا ترى ... هل عمه لديه ابنة
كره نفسه للحظة ليقول بصوت جدي :
_سأتركك الآن لا تتصرفي بحماقة فلست هنا لأؤذيك .... لا أعرف سوى أن هذا بيت عمي حسين الرضوان .
رمشت بعينيها أكثر من مرة وما أن أفلتها استدارت نحوه بعفوية لا تفصل بينهما سوى مسافة صغيرة لتقول باستغراب :
_هل هو عمك
هز عز برأسه موافقا ... فابتسمت وهي تتأمله لتقول بصوت حزين :
_وأخيرا تذكرتموه.

دلك عز رأسه وهو ينظر لوجهها الحزين ... همست بصوتها الضعيف المشبع بالخذلان :
_ لقد تأخرتم ... ف عمك قد مات ... عد لأشغالك .

أخذت منه البندقية دون ان تقول شيئا آخر واستدارت تعود نحو البيت وما ان خطت اول درجتين هتف عز :
_اسمعي يا ابنة عمي ... بالنسبة لي لم أكن أدرك أنكم موجودون ... تفاجأت بأبي يخبرني بأن له أخ
.. ولو علمت بأمركم ما كنت تركتكم تأكدي من ذلك ...

كانت تقف على الدرج كالصنم حتى انها لم تستدير بل صدرت عنها ضحكة ساخرة أخذت تتعالى ... حتى قالت ودون أن تستدير :
_شكرا لشهامتك ...

لم يكد يدافع عن نفسه حتى دخلت إلى البيت وأغلقت الباب خلفها ...

ضرب عز الدين الأرض بقدمه و تمتم بشتيمة ...
حين أرسله والده ظن أن الأمر يخص بعض الأوراق ونقل جثمان ... لو علم أن الأمر له علاقة بالنساء ما كان تدخل فهو آخر من يفهم النساء ...
..
________
وقفت خلف إحدى النوافذ تراقبه ... لم يتحرك من مكانه لا يزال جالسا على درج البيت تلقى عدة مكالمات يبدو انها من والده حتى أن صوته قد علا قليلا ... ومكالمة أخرى من أمه ...
تشعر بالأمان الآن وهو بالخارج ... نظرت أرضا حزينة ... والدها ذلك السند قد رحل .. هل ستجد بغيره سندا حقا ... نظرت نحو صورة والدها التي لم تفارقها منذ أن توفي من حوالي أسبوع ... لقد أكل ذلك المرض الخبيث جسده وسلب منه صحته ... حتى أخذه منها لتبقى وحيدة ... لن تنسى كلماته المشجعة لها وهو يلفظ آخر أنفاسه ... سالت دموعها وهي تلتقط صورته تقبلها باكية ... عاشت حياتها دون أم وهاهي الآن قد خسرت عائلتها الوحيدة ... جلست أرضا وأخذت تبكي كطفلة صغيرة ...
وكلماته الأخيرة لا تزال تتردد في أذنها
(لقد أخطأت حين أبعدتك عن الناس ... وربيتك على الطيبة .. أشعر بالندم الآن وأنا أدرك أن هذه آخر أيامي أخطأت حين أبعدتك عن عائلتك الوحيدة.. لا تثقي بأحد يا ابنتي ... اتصلي بالمحامي وهو سيتصرف ... سيتصل بأخي ... لا تثقي بأحد غيره .. أدرك أنه قاسي ولكنه يمتلك أطيب قلب في الكون سأكون مرتاحا وأنت بحمايته..كوني قوية ولا تخيبي ظني بك)
لم تتصل بالمحامي إلا بعد مرور اسبوع على وفاة والدها فلم تكن تدرك شيئا من حولها لولا وقوف بعض أهل القرية بقربها

أخذت تجهش ببكاء مرير ... لكنها قاومت ومسحت دموعها ونهضت حين سمعت الطرقات على الباب التي لم تهدأ منذ الصباح

.....
أخذ عز يطرق الباب بملل لا يدرك لماذا أغلقت الباب على نفسها لا يريد سوى أن يساعدها ... ووالده أصر ان يحضر معها اليوم ... حتى والده فوجئ بأن له ابنة أخ ...
ما أن فتح الباب طالعه وجهها المتورم وعيناها اللتان لم تجفا بعد ... لا بد وأنها تشعر بالضعف وهي وحيدة دون عائلة ... لم يستطع إلا أن يشفق عليها فابتسم بحنو وهو يقول بحنان غريب لم يدري من أين خرج ...
_ ابنة عمي هل ستسمحين لي بالدخول
لم تكلف نفسها بالكلام بل اكتفت أن سبقته تاركة الباب مفتوحا أما هو فدخل البيت بتأني بيت بارد قد فقد أحد أركانه كانت تقف في منتصف الغرفة فتوقف عز وهو يقول :
_ وضبي أغراضك طريقنا طويل ..
استدارت تسأله بغباء :اي طريق
ابتسم عز وهو يقول:
_لن تبقي هنا لوحدك بالتأكيد
هتفت:
_لن اترك بيت أبي
نفخ عز بضيق وهو يستريح على إحدى الأرائك ليقول بحذر ينتقي كلماته:
_يا ابنة عمي ستذهبين معي وسنأخذ جثمان عمي لدفنه في مدينته
اتسعت عيناها أكثر وهي تهتف :
_ماذا قلت ... جثمان ... أبي قد دفن في حديقة هذا البيت حسب طلبه ولن تخرج جثمانه بالتأكيد..لقد مضى على ذلك أسبوع (غصت بالدموع وهي تكمل) جسده استقر تحت التراب.
مسح عز وجهه بندم وهو يهمس:
_آسف لخسارتك ... ظننت أنه قد توفي البارحة هذا ما قاله الرجل الذي اتصل بأبي ...آسف حقا
_هل انت جائع ..
هذا ما استطاعت قوله فحسب فابتسم وهو يقول بلطف :
_لا شكرا ولكن لا مشكلة بكأس من الشاي
هزت برأسها وانسحبت لكنه قفز من مكانه حين سمع ضربا قويا على الباب
لم يكد يصل إلى الباب حين لمحها تمسك بندقيتها وتسير نحوه فأسرع يمسك بها وهو يهتف:
_ماهذا الجنون ... أبعدي هذه من هنا
هتفت بحزم:
_أنا أعرف كيف أتعامل مع هذا
صرخ بها غاضبا :
_اتركي الموضوع للرجال..
تراجعت ...نعم ابن عمها هنا وسيحميها ... فلتريهم أن لديها سندا
_ابتعدي من هنا واتركيهم لي
فتح عز الباب بهدوء رغم الطرقات المتتالية :
_خيرا
كانا رجلين أحدهما ضخم والآخر عادي ليهتف احدهما :
_ومن أنت
ابتسم وهو يقول :
_بل من أنتم يا سادة ... بما أستطيع خدمتكم
ضحك أحد الرجال وهو يبصق القشة من فمه:
_نريد ان نشتري هذه الأرض ...
خطا عز خارج البيت وهو يغلق الباب خلفه ليتكلم بهدوء:
_إعذراني ... فالأرض ليست للبيع .
ضحك الرجلين بصوت عالي وأحدهما يقول:
_يبدو أن الشاب لا يعرف مع من يتعامل.. يا روح امك إن أردنا شيئا سنأخذه دون إذن أحد
ضحك عز ضحكة مماثلة وهو يقول:
_يبدو أنك أيضا لا تعرف مع من تتكلم .
فوجئ عز بلكمة على فكه كادتx توقعه ارضا بل أرجعته عدة خطوات للخلف ... كانت هي من أشعل الفتيلx فابتسم وهو يستقيم ويدلك فكه وهو يقول:
_قبضة قوية...
لم يكد ينهي كلامه حين رفع قبضته ولكم احدهما ليسرع الأخر يهاجمه لكنه كان اسرع منه ليضغط بيده على عنقه وهو يلوي ذراعه الاخرى خلف ظهره ليهتف بغضب:
_أخبر معلمك أننا لن نبيع
كاد الرجل يختنق وما أن تركه حتى انطلقا هاربين ليخبرا معلمهما.
التفت نحو الباب ليراها تقف مبتسمة تنظر إليه كأنه بطل خارق .. لا إرراديا رفع كتفيه وعدل ثيابهx وسار نحوها بغرور وهو ينفض يديه
ليقول ؛أريد كل شيء تعرفينه عن معلمهم ...
......
في المساء كان عز يتكلم على الهاتف وينظر نحوها حيث تجلس ... أخيرا انتهى من اتصالاته فسار نحوها ليجلس على الأريكة وهو يتنهد متعبا
نظر نحوها ليقول بجدية :
_وضبي أغراضك سنرحل غدا
هتفت باستغراب:
_لن اترك بيت ابي ... سيأخذونه .
همس عزx بصوت منخفض :
_آخ يا رأسي... يا ابنة عمي لا تقلقي لقد تدبرت الأمر.... تكلمت مع أحد كبار المنطقة وهو تكفل بالأمر
وضبي أغراضك سأعود صباحا

أسرعت تسير خلفه لتهتف :
_هل ستتركني لوحدي حقا ..
نظر حوله بحرج ليهمسx :
_لن أنام ... سأسهر أمام البيت لا تقلقي
أسرعت تقول:
_سأحضر لك بطانية
اختفتx من امامه ليكمل سيره نحو الدرجات الصغيرة يجلس على إحدها ... إنه منهك القوى ...x متى سيحل الصباح
.........
ابتسم وهو يشعر بدغدغة على عنقهx حاول إبعاد نفسه لكنه لم يستطع التخلص منها ...اللعنة على هذا السرير غيرمريح ابدا وتلك الوسادة كالصخر....حرك راسه منزعجا لكنه كاد يسقط فتوازن وهو ينظر حول ... درج الاسمنت كان سريره وحرف الدرج كان وسادته تأفف بضيق لكنه تجمد حين انتبه لذلك الكلب الكبير يقف بقربه نفض نفسه بقرف وهو يهتف :
_إذهب ... ابتعد من هنا .
وصلته صوت ضحكتها وهي تقول:
_إنه فستق كلب الجيرانx .. لا تقلق هو مسالم
اقتربت تداعب فستق وتحك له ظهره بلطف وهو يتلوى بين يديها ... نظرت نحو عز الذي نهض غاضبا وهو يهتف :
_هل أنت جاهزة
أشارت برأسها ودخلت للداخل
وقف عز ينتظرها خارج البيت وأخيرا ظهرت تجر تلك الحقيبة خلفها فأسرع نحوها يأخذها منها ... وجرها نحو السيارة ... نظر خلفه لكنها لم تكن موجودة اقترب ليتفقدها كان منظرها يوجع القلب ...
تبكي على قبر والدها تتمتم ببعض الأدعية ... لم يقترب منها بل تركها ... لكنه سمعها تقول حين نهضت (سامحني)
توقفت عند أزهارها
لتودع حديقتها تسقيها بدموع لم تجف بعد ... تلمس اوراقها برقة وكأنها تخاف أن تنكسر ... حتى أنها تمتمت معتذرة
_آسفة أني سأترككم لقد كنتم خير أصدقاء لي ...
نهضت مجبرة تسير بتثاقل وما ان باتت أمام عز لا يفصل بينهما سوى خطوة واحدة رفعت وجهها الباكي لتهمس :
_الا يمكنني البقاء هنا ..
آلمه قلبه ليقول بصوت حازم :
_ تبقين لوحدك في هذا البيت هذا أمر مرفوض
_سيذبلون ..(همست بصوتها الضعيف)
أجابها بحزم: أفضل من أن تذبلي أنت


نهاية الفصل الأول

انتظروني بفصل جديد غدا إن شاء الله
أنا بانتظار آرائكم



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 27-01-20 الساعة 01:26 AM
fatom91 غير متواجد حالياً  
قديم 28-01-20, 06:00 PM   #5

fatom91

? العضوٌ??? » 458931
?  التسِجيلٌ » Dec 2019
? مشَارَ?اتْي » 11
?  نُقآطِيْ » fatom91 is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني

كان بالنسبة لها أطول طريق قد سافرت به لا يزال قلبها يؤلمها على ما تركته خلفها .. أما عز كان كالصنم يقود سيارته بلا صوت ... ... ضمت يديها في حجرها بحرج فهي لم تجلس يوما لوحدها مع شاب حتى ولو كان ابن عمها ... ابن عم تعرفت إليه منذ عدة ساعات ... ملامحه جذابة عيناه حادتان .. حنطي اللون ذو ذقن خفيفة .... اجفلت حين التفت إليها والتقت أعينهما .... ابتسم وهو يقول :
_ألم تجدي سوى هذه الثياب

نظرت لنفسها ... بنطال من الجينز الفضفاض مع قميص خمري مخطط بخطوط سوداء ...
احمرت وجنتيها بحرج لتقول :
_ما بهم ثيابي ...

ابتسم والتفت نحو الطريق ... غريبة تلك الفتاة ألم تلاحظ أن ثيابها لا تشبه ثياب الفتيات..
ارتبكت أكثر واحمرت وجنتيها ... من يراها منذ عدة ساعات وهي تحمل البندقية تصوبها نحوه .. لا يتوقع ان تكون بهذا الخجل....
همست بصوت محرج:
_ هل سنصل اليوم ..

نظر إليها نظرة جانبية ليقول بخشونة :
_قد نضطر للمبيت بأحد الفنادق الليلة لأن الطريق طويل .
شهقت برعب لتهتف :
_فنادق ... رجاءا ... فلتحاول ألا نتوقف حتى نصل ..
نظر إليها باستغراب وهو يقول :
_هل تخافين الفنادق
همهمت:
_لا ... لكن أنت ... أقصد أني لا أعرفك ...
اتسعت عيناه وهتف بغضب :
_هل تقصدين أنك تخافين مني ... ألا تثقين بي

همست بتردد :
_وهل أعرفك حتى أثق بك

هتف غاضبا :
_إذا لما تجلسين بالسيارة معي قد أؤذيك

اهتز فكها ونظرت حولها ... وكأنها اكتشفت هذا للتو ...فصرخت بصوت أجفله :
_أنزلني ...

كان ينظرإليها باستغراب ... لم يكن عليه أن يخيفها ..... خصوصا حين هتفت من جديد .......
_قلت لك أنزلني
اوقف سيارته في وسط الطريق الخالي وهو يضرب المقود غاضبا ويصرخ بها :

_اخرسي.
ارتجفت حين صرخ بها بل لمعت عينيها بالدموع وفتحت الباب تهم بالنزول ... لكنه أسرع يمسك بيدها وهو يقول :
_إلى أين تظين نفسك ذاهبة ... اجلسي مكانك ..
أغلق الباب واستدار غاضبا ليقود السيارة بأقصى سرعة ..
اما هي فقد ضمت يديها بحجرها تنظر نحو النافذة بتجهم

_______________
نهضت من مكانها وقد شهقت مرتعبة

فهتف أبا العز :
_اجلسي يا مرشدة مضى على وفاته اسبوعان
لطمت مرشدة خدها وهي تهتف ببكاء :
_يا حسرتي عليك يا أخي مت دون أن أراك ... مت وحيدا دون أن يكون أخوتك بجانبك.
نفخ أبو عز بضيق هو ليس متفرغا لولولة النساء
فنهض وهو يقول :
_ظننت انك ستكونين واعية أكثر ... تدركين ان هذا ليس ذنبنا
هتفت مرشدة دون تفكير :
_لكنك منعتني من زيارته.
وكأنها صبت زيتا على النار فصرخ بها غاضبا :
_لا يحق لك ان تلوميني ..لقد حاولت قبلك ولكنهx رفض لقائي حين ذهبت لمكان عمله لم يكلف نفسه أن يقابلني حتى...
أغلقت مرشدة فمها لتهمس:
_آسفة لم أقصد
هتف أبا عز بجديته المعتادة :
_لم أرد أن تتعرضي لنفس موقفي وأنا أدرك كم انت ضعيفة .... على كل حال عز يحضر ابنته لتعيش معناx فلنجتمع كلنا لاستقبالها.
______________
استلقت حنين على سريرها وهي تمسك بخصلة من شعرها تلفها على إصبعها بهيام ... وقد غرقت مع حسام في بحر من الغرام ... ليهمس حسام بصوت ضعيف
_حنين ...
ابتسمت حنين وهي تقول :
_يا قلب حنين
أجابها حسام وقد اشتعل قلبه بنار حارقة ... وقد وصل به الشوق أقصاه:
_ما رأيك أن آتي أنا وأهلي لنحدد موعد القران
جلست حنين وهي تقول :
_لكن يا حسام انت تعرف وضع بيتنا في هذه الأيام ..
نفخ حسام بضيق ليقول متذمرا كالأطفال :
_لكن لم أعد استطيع التحمل

احمرت وجنتي حنين فأكمل وهو يقول بذات نبرة الشوق التي تداعب مشاعرها :
_أشتاق لأن تكوني الآن بين ذراعي أدفنك في صدري .
احمرت وجنتي حنين أكثر فهتف بحرج:
_أمي تناديني ... سأغلق الآن ...
أغلقت الهاتف بسرعة وقضمت شفتها تفكر به لا يشغل بالها سواه ... تشعر وكأنها في النعيم ..x ابتسمت حين وصلتها رسالة ففتحتهاوضحكت حين قرأتها .. (تصبحين على خير حبيبتي )
ضمت الهاتف على صدرها ورمتx بجسدها على السرير وهي تهمس:
_أحبك ..x أحبك

________________
توقفx عز وهو ينظر إليها بشفقة ... كم تبدو بريئة وهي نائمة ... ابتسم لا إراديا ومد يده نحو وجهها يبعد تلك الخصلة المتمردة التي هربت من سجنها ... احتضنت نفسها أكثر وكأنها تشعر بالبرد فأسرع يخلع سترته عن جسده ليغطيها بها ... فرك جبينه بتعب ... هاقد مرت خمس ساعات متواصلة وهو يقود ... عليه أن يرتاح قليلا لو كان لوحده لارتاح في أحد الفنادق .. لكن ابنة عمه العنيدة لا ترضى ..x أمامه ساعتان ويصل للبيت .. ربما إن أغمض عينيه قليلا...x ربما لو ارتاح ... فهو متعب جدا ... متعب

...................
وقفت قرب نافذة غرفتها كعادتها ... تترقب الحديقة الخارجية للبيت ... هاقد أتى ولمحته عينيها ابتسمت لا إراديا ابتسامة مزينة ببعض الدموع ...

جلس سليم وصديقه علي كعادتهما كل يوم في حديقة منزل وسيم ... يضحكان ويتسامران ويشكيان همومها .....
هتف علي متحمسا :
_إذا هل أخبرتها
نفخ وسيم بضيق وهو ينظر نحو المنزل ليقول:
_ قاطعتني أمي في اللحظة الحاسمة تماما ...
ضحك علي مقهقها وهو يقول :
_يبدو أن قلب أمك قد أخبرها ان هناك ما يحاك من خلف ظهرها ...

قهقه وسيم ساخرا ...
فتابع علي بجدية :
_لقد نصحتك أكثر من مرة وسأكرر لا تتورط يا صديقي .... انت لا تعرف عائلتها حتى ... وأمك لن توافق ..... لا تريد لك سوى ابنة اختها ... صحيح هل رأيت عز الدين فأنا لم أره منذ مدة .. لكني أعذره فأختي زينب ما أن تبدأ اختباراتها تتحول لكائن خفي
استرخى وسيم على كرسيه ورفع نظره للسماء وهو يقول:
_مسكين هو الآخر ف زينب تصر على انهاء دراستها قبل الزواج
ضحك علي وهو يهتف :لقد ابتلى ابتلاء عظيماx وإن شاء الله يكوني ابتلائي قريب
قالها وهو يرفع نظره نحو نافذتهاx فلمحها تقف في ظلام غرفتها تسند يدها على زجاج النافذة
.... تنظرx إليه ... ابتلع ريقه ... لقدرآها تبتسم هناك في ظلمة غرفتها وسرعان ما ابتعدت ... لا يدرك لما تحرمه من رؤيتها ..x حتى في لقائاتهم العائلية لا تظهر .....x حتى أنه سمع زوجة عمه تتكلم عنها ذات مرة تقول للأخرى (يقولون أنها مريضة بمرض معدي خطير ... لهذا يبعدونها عن الجميع .... )
كم أغضبه هذا الكلام وكم زرع الخوف في رأسهx . .... حتى أنه لم يتجرأ على سؤال ابن عمهx .... لكنه الآن يرى أن الوقت مناسب جدا ... فسعل قليلا يحضر نفسه .... ونظر نحو سليم الذي يعيش في دنيا أخرى ليقول بصوت مكتوم:
_كيف حال رنيم
استقام سليم في جلسته بحركة غريبة لينظر بعيني صديقه نظرة غريبة وهو يقول بارتباك ظاهر :
_بخير ... لماذا
هز علي رأسه باستغراب وهو يسأل :
_ماذا تقصد ب لماذا
أجاب سليم وهو لا يزال بنفس الهيئة الغريبة..
_ لماذا تسأل
نفخ علي بضيق واضح وهو يقول :
_ألا أطمأن على ابنة عمي ...x لقد مضت سنة كاملة ... لم يرها أحد من الأقارب حتى في اجتماعاتنا العائلية وحتى انا عدت من سفري ولم أرها .... أليس من حقي الاطمئنان ...
نهض وسيم وهوx يقول:
_هي بخير لا تقلق .. هيا فلنذهب الآن لدي عمل في المستشفى
ابتسم علي مجاملا وسار خلف ابن عمه وهو شارد بنافذتها الفارغة ... متى سيراها...
........................
توقفت السيارة امام بيت كبير بل قصر كبير .. نظرت نحو عز الذي هتف ... :
_هذا بيت عمك ... وبيتك من الآن فصاعدا ... تفضلي فلننزل.
كانت لا تزال متجمدة مكانها ... لم تعتد على خلطة الناس ... ولا على ضجيجهم ... قاطعها صوته:
_يا لخيبتي.... فلم أعرف اسمك بعد.
نظرت نحوه كالتائهين لتقول بصوت جامد:
_مرجان ... اسمي مرجان
ابتسم وهو يهتف :
_وأنا عز الدين..
سبقها لينزل ... حتى أنها لم تلحق أن ترحب به او بإسمه ... فنزلت ببطء ... رعب فظيع أصابها وهي ترى باب القصرx قد فتح وظهر منه الكثير من الناس ... وقف عز بقربها وهو يقول :
_هذه عائلتك
استندت على ذراعه مرتعبة وهي تهمس :
_ابقى بجانبي أرجوك...
وكأن تيارا كهربائيا قد أصاب جسده بلمستها تلك ... ربت على يدها برفق وهو يطمئنها :
_أنا بقربك لا تقلقي
تسربت ابتسامتها العذبة تلك إلى قلبه .. فابتعد عنها مسرعا ... زينب محبوبته اين هي ... صحيح لقد نسي أن لديها امتحانات حتى انها تقفل هاتفها أثناء الامتحانات ... يريد محو ذلك الشعور الغريب ... ولكنها ابنة عمه ومن الطبيعي أن يشعر بالخوف عليها ... نعم ... والرجال بشكل عام بحاجة لمثل ذلك الشعور ... ان أحدهم بحاجته ..
....
لا تدري حقا كيف مر اللقاء ... انتهى العشاء ليجلس الجميع حولها وكأنها شيء غريب يريدون اكتشافهx ... كان صعبا عليها ان تحفظ كل تلك الأسماء ... عمها وأبنائه ... وعمتها مع أبنائها ... إنها عائلة كبيرة حتى أنها لم تستطع الإجابة على كل أسئلتهم.
ابتسمت ما أن التقت عيونها بعيون عز ... الذي هز لها برأسه مطمئنا ..أمان غريب تشعر به ..
أما أحمد أخ عز الذي يجلس على كرسي متحرك كان يبدو غاضبا لا تدري سبب غضبه إن كان هي أم شيء آخر... وعمها وعمتها كانا شديدا اللطف حتى أنها حين نظرت بعيون عمها تخيلت للحظة أن والدها من كان أمامها ... أما أولاد عمتها عامر وكوثر كانا مختلفين ... هما من صنعا جو المرح مع ابنة عمها حنين ... قاطع أفكارها صوت عز الذي هتف بحزم :
_أمي الفتاة متعبة ... فقد كان طريقنا طويلا
هتفت زوجة عمها بلطف :
_هيا يا ابنتي سأدلك على غرفتك ...
ابتسمت مرجان لتلك المرأة الحنونة ونهضت لتسير معها فلحقتهما عمتها التي هتفت ""أنا قادمة معكما .."".
كانت غرفة كبيرة ... وفيها سرير كبير ... سرت قشعريرة بجسدها فهي غير معتادة على النوم بمكان كبير كهذا ...
هتفت زوجة عمها مطمئنة :
_ها هي غرفتك سأساعدك بترتيب أغراضك.
ابتسمت مرجان بحرج واضح لتهتف عمتها :
_شكرا لك يا زوجة أخي ... سأهتم انا بها ... لقد اتعبناك اليوم..
هتفت زوجة عمها :
_تعبكم راحة ...سأترككما إذا تصبحين على خير يا ابنتي
ربتت على شعر مرجان وانسحبت من المكان لتترك الصمت خلفها
جلست العمة على طرف السرير وأشارت بيدها لمرجان:
_تعالي يا حبيبتي اجلسي بقربي.
اقتربت مرجان بتردد لتجلس على طرف السرير تترك مساحة كبيرة بينهما فهتفت عمتها :
_ كم كنت أحب والدك... أنت ما تبقى لنا منه
نظرت مرجان نحوها باستغراب وكانت المرة الأولى التي تنطق بها خلال هذه السهرة ... لتضحك قائلة :
_حقا كنت تحبيه ... عجبا لم يذكركم يوما أمامي سوى آخر أيام حياته .
ارتبكت عمتها لتقول :
_فليرحمه الله ... كان صعب المراس لقد كبر بيننا لكنه حين علم بالصدفة أن امي كانت متزوجة قبل ابي وأنجبته وأبي ليس والده تركناx وابتعد عنا ولم نعرف له مكان... مع أن أبي لم يفرقه يوما عنا اعتبره ابنا له ...
مسحت مرجان دموعها ... لا تدري إن كان عليها ان تفرح لأنها لم تعد وحيدة أم تحزن لأن والدها ليس موجودا ... شعرت بعمتها تسحبها لتستقر في حضنها الدافئx هناك تحديدا شعرت بحاجتها للبكاء لتبكي وتبكي وقد انهارت قواها .....وزال قناع القوة الذي ارتدته

وقف عز قرب نافذة غرفته ... يحاول الاتصال بزينب التي لا تزال خارج التغطية ...x نفخ بضيق وأخرج سيجارة يدخنها ... مرجان يا له من اسم ... إنه يليق بها ... بعينيها الزرقاوينx بلون السماء ... يشعر بالشفقة تجاهها ... كيف استطاعت الصمود لوحدها في ذلك البيت ...x حتى ولو كان ذلك لعدة أيام ... لم تذهب من باله وهي تبكي كالأطفال ...
(أف يا زينب اين أنت) هتف عز بتذمر وهو يرمي الهاتف على السرير ليستلقي هو الآخر ...
..........
ابتسمت ام عز وهي تساعد زوجها بخلع سترته
ابتسم زوجها بدوره وهو يقول:
_اراك تبتسمين
اتسعت ابتسامتها وهي تهمس برفق:
_ابنة اخيك لطيفة جدا ...
جلس ابو عز(ابراهيم) على السرير وهو يقول :
_أعرف ...x أريد ان تشعر بأنها جزء من هذا البيت لا تعامليها كأنها غريبة
ضربت أم عز على صدرها وهي تهتف :
_يشهد الله اني أحببتها وكانها ابنتي .. انت تعرفني يا ابراهيم
ضحك ابو عز وربت على كتفها برفق وهو يقول :
_أدرك هذا يا جميلتي ...
توردت وجنتي ام عز وكأنها ابنة العشرين لتهتف وهي تدفعه بكتفه :
يا لك من مشاغب
ضحك ابا عز وهو يجذبه نحوه ويقول :
_لم تري شيئا بعد

____________
جلس وحيدا في غرفته يراقب صفحات أصدقائه على احد مواقع التواصل ... .. لقد بات وحيدا دون أصدقاء ... لم يستطع الاختلاط بهم بعد ان قطعت قدمه ... نظر لقدمه الأخرى ااتي لا تزال سليمة ولكنه لم يستطع تحريكها بعد الحادث ... أغمض عينيهx بألم وهو يحاول تحريكها شتم بصوت عال من شدة ألمه
تزامن ذلك مع طرق خفيف على الباب ....
ظهر عز من خلف الباب ليرى أخاه متكئا على طرف السرير بشكل يوجع القلب ... ابتسم بألم وهو يهتف :
_كيف حال أخي المتذمر

اجابه أحمد بلا نفس :
_وكيف تراني ..
نفخ عز بضيق وهو يجلس بقرب أخيه ويقول بجدية واضحة...:
_ ارجوك أعد لي أخي فأنت بالتأكيد لست هو
هتف أحمد غاضبا :
_اذهب وابحث عنه
تكلم عز ببرود وبهدوء مستفز:
_اولا اخفض صوتك فالجميع نائم... ثانيا لن ابحث عنه وانا أدرك انه هنا (رفع يده يشير إلى صدر أحمد )
أخفض أحمد رأسه وهو يقول :
_يا ليتني مت في ذلك الحادث بدل أن اصبح عاجزا بهذا الشكل...
همس عز :
_لا تقل هذا هل ستعارض الله في حكمه ... بالتأكيد ستتحسن حالتك وتمشيx .... لن تبقى هكذا ولكن اصبر يا اخي اصبر...
انتبه عز إلى دموع احمد التي ملأت خديه فاسرع يجذبه نحوه ليبكي أحمد بصوت عال وهو يقول :
_لقد تخلت عنيx في أول محنة ... .خطبت لشخص غيري
كان عز الدين يربت على كتف اخيه مواسيا ... فليس لديه ما قد يقال .. وكم تألم لرؤيته ضعيف بهذا الشكل... هو يدرك أن ألم الروح أقسى من ألم الجسد.

________________
نزلت مرجان بحرج واضح على تلك الدرجات لا تعلم كيف ستواجه كل تلك الوجوه الجديدة .. استيقظت في غرفة غريبة لأول مرة ... لكنها لا تنكر انها نامت مطمئنة ولأول مرة .....
ابتسمت حين لمحت عز يقف بقامته للطويلة قرب باب البيت و كانت حنين تتمايل بدلال طفولي وهي تقول :
_بالتأكيد أخي الحبيب المتفهم سيسمح لي ...
نفخ عز بضيق وهو يقول :
_يا حنين هذا لا يصح ...
تذمرت حنين وضربت بقدمها الأرض ... :
_أرجوك أخي ... كل اصدقائي سيذهبون وأنت تمنعني ماذا اقول لهم .... أخي المتعصب لا يسمح لي
ربت عز على رأسها بلطف وهو يقول :
_اعرف ان حسام سيذهب لهذا لست موافقا على كل حال اسألي ابي فبالنهاية هو من سيوافق
تذمرت حنين وهي تراقب اخيها يتحرك لتهتف ؛
_أدرك انك إذا لم توافق فأبي لن يوافق أيضا ..
ضحكت مرجان برقة وسرعان ما وضعت يدها على فمها تمنع نفسها عن الضحك كي لا تلفت النظر ولكنها لم تنجح حين التفت عز الدين إليها وابتسم ابتسامة رجولية مميزة وهو يقول :
_صباح الورد مرجان
توردت وجنتيها فهمست بحرج وهي تعيد إحدى الخصل خلف اذنها :
_صباح الخير
ابتسم عز وهو يقول :
_تعالي وتناولي الفطور معنا
ابتسمت حنين وأسرعت نحوها تمسك بيدها لتسحبها معها ... نظرت مرجان لثيابها الرجولية تقارنها بثياب حنين ابنة عمها التي ترتدي فستانا طويلا حتى الارض وفوقه سترة من الجينز...
اما مرجان فكانت ترتدي بنطالا من الجينزالفضفاض وفوقه قميص زيتي مخطط
جلس عز قرب والده اما مرجان فهمست بحرج :
_صباح الخير
نهضت زوجة عمها ترحب بها :_يا صباح الانوار تعالي يا ابنتي واجلسي بقربي
هتفت جنين بمزاح :
_يبدو ان هناك من جاء لياخذ دلالي
ضحك والدها وهو يقول:
_مرجان يا ابنتي هل نمت جيدا ... إن لم تعجبك غرفتك نستبدلها فورا .
ابتسمت مرجان وهي تقول :
_ شكرا لقد اعجبتني
جلست مرجان بين زوجة عمها وحنين قبالة احمد وعز الذي ابتسم بحنية ليمسك بأبريق الشاي يصب الكأس أمامها وهو يقول :
_تشربين الشاي صحيح .
هزت مرجان برأسها محرجة... خصوصا حين لاحظت نظرات أحمد الغريبة .....
ابنة عمه الجميلة.... ضحك في نفسه ... لو كان الآن على قدميه لكان لفت نظرها كما كان يفعل مع الجميع ولكنها لا بد وانها لم تره حتى ..x عاجز دون حركة ..x شتم كاتما صوته بغضب .....
نهض عز من مكانه وهو يقول تعالي حنين لاوصلك بطريقي ...
همست حنين:
_ماذا بشأن الرحلة هي الاسبوع القادم
هتف عز بجدية :
"سنتكلم لاحقا "
نهض الاثنان ونهض ابو عز ليقول :
_سأسبقك للشركة ..لا تتاخر عز... هل تريدين شيئا يا ابنتي
ابتسمت مرجان وهي تجيبه بلطف :
_لا شكرا.
تلاقت عيناها بعيون عز الذي سرعان ما ابعد نظره وهو يقول ممازحا
_يبدو ان ابنة عمنا ستكون منافسة قوية ..
ضحكت حنين وهي تقول:
_فلنرى سأعللن الحرب عليكي
ضحكت مرجان وام عز التي هتفت وهي ترافقهم للباب:
_هيا هيا لقد تأخرتم.

ما ان ابتعدو خيم صمت قاتل كانت تنظر في طبقها ليأتيها صوت أحمد :
_ جميلة جدا... ولكن ثيابك رديئة ... تحتاجين القليل من الترتيب
رفعت رأسها لتراه ينظر إليها بغضب ... فهمست بحرج؛
_تقصدني انا
ضحك وهو يقول :
_ومن غيرك أمامي ...
نظرت لثيابها وهي تقول :
_ربما معك حق ..
همس بشر واضح :
_بالتأكيد معي حق ... عجبا لم أسمع بوالدك يوما
همست مرجان :
_وانا لم اسمع بكم من قبل
قهقه أحمد ضاحكا بصوت عال ليعود ويهمس :
_جميلة ووقحة ايضا ... سأستمتع بهذا
احمرت وجنتي مرجان كدت تصرخ به ... و تجيبه لولا احترامها للبيت الذي هي فيه
فعاد يضحك من جديد

........توقفت أم عز خلف الجدار تسترق النظر إليهما ....حين سمعت ضحكات ولدها التي أعادت إليها روحها ... كان يبدو محتلفا ...x يضحك من قلبه ... ومرجان كانت تبدو محرجة ومرتبكة حتى انا نهضت تحمل بيدها بعض الصحون لتتجه نحوها فاسرعت ام عز تسير نحوها لتسألها بلطف :
_ارتاحي أنت يا ابنتي ...
ابتسمت مرجان وهي تقول :
_لا بأس يا خالة سأساعدك
ابتعدت مرجان واكملت أم عز نحو الطاولة وهي ترى أن ابتسامة ولدها لم تختفي بعد فأسرعت نحوه تقبل وجنته وهي تقول ؛
_لا يحرمني ربي من هذه الضحكة
ابتسم احمد وهو يقول :
_امي ... الم تقولي لي عن ذاك الطبيب الذي كلمه أبي فلنذهب اليه

هتفت أم عز بحماس واضح :
_نعم بالطبع ... سنذهب ... لكن دعني آخذ موعدا اولا ... سأتصل به
اسرعت والدته نحو الهاتفx و قلبها يرقص فرحا فهي كانت تحاول إقناعه بالذهاب لهذا الطبيب منذ مدة وهو كان يرفض هذا تماما....همست في قلبها (فليسعدك الله يا مرجان كما أسعدت قلبي ... )
....... ........
ابتسم سليم وهو يراقبها تتحرك بين المرضى كفراشة من فراشات الربيع ... كم يحبها خنساء تلك سلبت عقله ... وأخيرا تلاقت عيونهما احمرت وجنتيها وأخفضت رأسها حين اكتشفت نظراته تلك فاشار لها برأسه ان تقترب
وبالفعل كلمت المريض واقتربت لتهتف بحرج:
_اهلا دكتور
ابتسم وهو يقول :
_كيف حالك يا خناس
اتسعت عيناها ونظرت نحوه وهي تقول :
_أنا خناس ... ماذا تقصد بخناس

ارتبك و اخذ يدلك راسه ليقول مبررا ..:
_لا ادري خرجت من لساني فجأة
ترقرت الدمعة في عيونها ... وهي تقول :
_الخناس يعني الشيطان الرجيم هل تشبهني به
همس في سره (استغفر الله العظيم )
ليهتف قائلا :
_لا والله لم أقصد بها هذا ... لكنني كنت احاول...
قاطعته تهتف بصوت باكي :
_هل تسخر مني ... شكرا جزيلا دكتور سليم
انطلقت من امامه باكية كالاطفال اما هو فمسح وجهه بيده وهو ينفخ بضيق ..كل الأمور تسير بالاتجاه المعاكس.
اين ذهبت هذه الآن انطلق بين ممرات المستشفى عله يجدها ويعتذر منها
____________
فتحت باب منزلها بهدوء وهي تنظر حولها لتهتف منادية بصوت منخفض :
_أمي .... أميي ... اين انت .
تنفست الصعداء حين سمعت صوت أمها من الغرفة الأخرى )
_لقد عدت يا ابنتي؟؟
( توقفت عند الباب تراقب امها المنهمكة بماكينة الخياطة الموجودة أمامها )
"مرحبا"
همست خنساء بتعب وهي تتكئ على الباب المفتوح .... فهتفت امها
"الطعام جاهز فقط اسكبيه سأكون قد انتهيت من هذه"

اقتربت خنساء لترى والدتها تخلص بعض الخيوط العالقة من آلة الخياطة...
همست خنساء:"هل أساعدك "
هتفت والدتها و وهي ترمي مافي يدها و قد فقدت هدوئها :
"لقد تعطلت منذ الصباح وأنا أحاول إصلاحها ... "
ربتت على كتف والدتها وهي تقول :
"لا تتعبي نفسك ... فلنأكل الآن وبعدها أحضر الرجل الذي أصلحها المرة الماضية.."
نهضت "علياء"وهي تقول:
_"هل بقي مال معك ... لاداعي يا ابنتي"
ابتسمت خنساء وهي تفتح حقيبتها لتخرج منها ورقتان ماليتان وهي تقول :
"هذه الآلة أهم شيء فعملك عليها يساندنا بالمصروف ويقضي لنا حوائجنا"
لمحت دموعا تجمعت بعيون والدتها حرقت لها قلبها ... مسحت علياء دموعها وأسرعت تقول وهي تسير باتجاه ذلك المربع الصغير الذي اتخذوه مطبخا تسكب الطعام أما خنساء فوقفت عند باب المطبخ تراقب والدتها التيx تحاول إخفاء دموعها ... لم تستطع خنساء المقاومة أكثر فاسرعت تحتضن والدتها التي اجهشت بالبكاء تهتف من بين دموعها بحرقة واضحة :
"آسفة .... آسفة يا ابنتي ..."
ربتت خنساء على ظهر والدتها وهي تقول :
"كفى أمي ... لا تأسفي على شيء"
همست والدتها بصوت مكبوت :
"بسببي... ..أنت مضطرة ان تعيشي بهذا الشكل "
ابتلعت خنساء ريقها بصعوبها لتقول مواسية:
"انا سعيدة بهذه الحياة فأنت بقربيx ولا أريد أكثر من هذا".
________
استلقت على سريرها الصغير في تلك غرفتها الضيقة التي أكلت الرطوبة جدرانها .... تنظر للسقف المهترئ ... يا لها من حياة .... لقد كذبت نعم ....
كذبت كي لا تزعج والدتها أكثر يكفيها شعورها بالذنب الذي يقتلها ... لكن ماذا لو .... لا لا إنها فكرة سيئة وأول شخص سيتأذى هو والدتها ... لن تسمح لأحد بأذيتها ... لن تحاول أن تبحث يكفيهما ما عاشتاه ... ... ها قد مر الليل وهي لا تزال مستيقظة ... لم تستطع النوم نظرت إلى ساعة هاتفها الصغير.
ساعتان تفصلها عن موعد مناوبتها الصباحية ...
نهضت عن السرير تفتح خزانتها الصغيرة التي تتألف من رف واحد ... نظرت بين ثيابها المطوية بترتيب وتناسق يشبهها هي خنساء رغم قلتها.... اللعنة ...ليس لديها شيء مميز ..... الثياب ذاتها كل مرة لا تريد أن تبدو أمامه بمظهر يثير الشفقة ...
ضغطت بيدها بين حاجبيها ... كم هي مثيرة للشفقة ... بماذا تحلم ..
كوب من القهوة هو ما سيوقظها من تلك الأحلام
____________
كان يتكلم مع الطبيبة ندى زميلته في القسم ... ولكن ما ان لمحها ابتسم دون إرادة كانت قد صنعت من خصلات شعرها جديلة طويلة اراحتها على كتفها الأيسر.
شعر بارتباكها حين التقت عينيها بعينيهx .. اعتذر من زميلته وسار نحوها يختصر المسافة ولكنها استدارت تعود ادراجها وكأنها لا تريد اللقاء به.
أسرع نحوها ينادي بغضب :
_آنسة خنساء .....x خنساء توقفي
أمسك بذراعها يوقفها ليهتف غاضبا:
_تتصرفين كالأطفال
التفتت نحوه وهي تقول برسمية:
_أهلا دكتور ماذا تريد
نفخ بغضب وهو يستغفر ربه ليقول من بين اسنانه :
_مامن سبب يستحق هذا التصرف منك.
نظرت نحو يده التي تضغط ذراعها بعنف... تألمت ... لكن شعور آخر ... شعور لا تستطيع تفسيره كان أقوى من الألم نبت داخلها..لتهمس بصوت متألم:
_اترك ذراعي
ترك ذراعها حين انتبه انه يضغط عليه وآلمها دون قصد وضم قبضتيه وهو يهمس :
_آسف.
كانت تقف بهدوء مستفز ... ابتسمت وهي تقول :
_لا بأس اعذرني الآن لدي عمل
سارت أمامه بغرور يحفظه فاسرع يسير بقربها وهو يقول:
_ خنساء هل تقبلين دعوتي على الغداء اليوم....
ابتسمت خنساء وهي تقول :
_تنتهي مناوبتي عند الواحدة.
توقف وهو يهتف :
_إذا لست غاضبة مني..
ضحكت خنساء برقة وهي تسير أمامه ... تلك الفتاة يشعر معها وكأنه يملك الكون... كل يوم يزيد إعجابه بها أكثر ويتعلق بها أكثر..اليوم سيكلمها وكفى لن ينتظر أكثر من ذلك.
..............
توقفت خنساء تنتظر امام البوابة أجفلتها صديقتها التي هتفت :
_خنساء أرجوك هل يمكنك ان تناوبي عني وانا سأحضر صباحا عنك لكني مضطرة جدا
ارتبكت خنساء ودلكت رقبتها لتقول بتردد :
_ولكن ...
قاطعتها الفتاة:
_"ارجوك .....خنساء عرس اختي ومناوبتي ليلية ... أعتمد عليكي"
_حسنا ...
همست خنساء بتردد فأسرعت الفتاة تقبل وجنتها وهي تقول :
"_شكرا ..شكرا لك ... انت أفضل أصدقائي"
ابتسمت خنساء بحرج وهي تراقب صديقتها المنصرفة ... لقد تأخر سليم نظرت لساعة هاتفها ... أوف يا سليم ...:
_خنساء.
استدارت لترى احد الاطباء من قسم آخر .. فابتسمت مجاملة وهي تقول:
_دكتور جمال كيف حالك.
ضحك الدكتور وهو يهمس بلطف:
_الآن أصبحت افضل ... كم تبدين جميلة ماالذي فعلته بنفسك
احمرت وجنتي خنساء فهي غير معتادة على سماع مثل هذا الكلام ... أعادت خصلة من شعرها خلف اذنها وهي تقول :
_لاشيء ... شكرا على مجاملتك
ضحك الطبيب وهو يقول :
_"ومن الذي اخبرك بأني أجامل ... انا أتكلم الحقيقة ...لو تنتقلين لقسمي كنت ستسعدين أكثر "

ارتبكت حين شعرت بتلميحاته الواضحة ولم تدرك أن هناك من سمع كلامه وأتى اليهما كالوحش الثائر
همست خنساء تحاول الانسحاب :
"_اعذرني دكتور صديقتي تنتظرني سأتأخر عليها "
انسحبت خنساء قبل أن ترى سليم الذي توقف ينفخ كالثور قرب الدكتور جمال الذي ضحك وضربه على صدره وهو يقول :
_جئت بوقتك يا وسيم ... يا له من صيد ثمين ... اسمع هل انتم في حاجتها بقسمكم ..
لم يكد ينهي كلامه حين ارتفعت قدماه عن الأرض ..
هتف وسيم بغضب :
_إياك يا جمال ... لا تفكر بها إنها خطيبتي ...
هتف جمال بفزع :
_حسنا إهدأ إهدأ... أعتذر لم أدري أنها تخصك...

دفعه وسيم بغضب وسار يأكل الأرض بخطواتهx يبحث عنها ما أن لمحهاx انطلق نحوها ... كان يريد ضربها وتوبيخها ما ان لمحته هتفت بغضب :
"_أين انت لقد تأخرت لا أحب الانتظار"
زمجر سليم غاضبا :
_لا أظن أنك مللت فقد كان هناك من يسليك.
اتسعت عينا خنساء وهتفت :
_ماذا تقصد
تكلم سليم بنبرة ساخرة:
_أقصد الدكتور جمال كان يلقي بغزله وأنت مستمتعة.
صدم بتلك الصفعة التي تلقاها للتو .. لتهتف بحدة:
_اخرس.
اكتفت بتلك الكلمة وتركته يقف مكانه لتوقف سيارة أجرة وتستقلها وهو لا يزال يغلي كالبركان ... رغم يدها الرقيقة آلمته ... آلمت كرامته .
________________
جذبتها والدتها من مرفقها تدفعها أمامها لتدخلان النادي الذي ترتادناه في العادة
همست رنيم :
_أمي هل انت متأكدة انها فكرة جيدة
ابتسمت والدتها وهي تقول من بين أسنانها :
_ابتسمي وامشي.... انظري انهم ينظرون باتجاهنا..
هتفت رنيم :
_لكن أمي .... ماذا لو..
قرصتها والدتها وهي تقول:
_لن يحصل شيء لا تقلقي.
ابتسمت رنيم بحرج وهي تطالع تلك الوجوه التي لم ترها منذ مدة ليست بقليلة ... صديقات والدتها ... لا يمكن وصفهم بالصديقات فهم مجموعة من النساء اللاتي اتفقن أنهن واجهة المجتمع مجموعة من النساء الثرثارات .. ابتسمت والدتها بمجاملة وهي تلقي التحية تبادلن بعض المجاملات ....رحبو برنيم التي جلست كالطفلة الصغيرة تستمع إليهم حتى هتفت إحداهن:
_رنيم مر زمن طويل لم نرك فيه خيرا إن شاء الله
كادت رنيم تجيب لكن والداتها سبقتها وهي تقول:
_ألم اخبركم أنها كانت بباريس تكمل دراستها
نظرت رنيم لوالدتها بتأنيب على كذبتها تلك وبدأت تجيب عن أسألتهم باختصار
كم شعرت بالملل ... لا تدري كيف انسحبت من جلستهم تلك المليئة بالنميمة..
توقفت أمام لوح الزجاج تشاهد مباراة التنس التي تقام كل يوم جمعة في النادي وكانت هي أول من يشارك بها وكانت تأخذ المرتبة الأولى في أغلب الأحيان ابتسمت بألم لقد حرمت نفسها من الكثير
_يا لها من صدفة ...
أجفلت من الصوت الذي تعرفه جيدا والتفتت لترى ابنة عمها تقف خلفها كانت تنظر لها باستهزاء وهي تقول)
_عجبا يبدو انك لا تمتنعين سوى عنا ... وأخيرا خرجتي من قوقعتك
ارتبكت رنيمx و دلكت ذراعها بتوتر وهي تقول:
_أهلا" يمنى كيف حالك
ابتسمت يمنى بمجاملة وهي تقول:
_انا بخير ... أفضل من أي وقت ... سأنادي علي كان يسأل عنك دائما منذ عودته ..
ابتعدت الفتاة من امامها فأسرعت رنيم تتحرك نحو الباب وهي تشعر بإصبعها يرتعش... بل كامل يدها بدأت ترتجف وشعور تعرفه جيدا أصابها)
_رنيم توقفي
نادتها أمها لتهتف رنيم باكية
"كانت فكرة قد مي فكرة غبية "
نهضت والدتها تعتذر بحرج من صديقاتها لتحلق بابنتها..أسرعت نحوسيارتها التي ركبتها رنيم للتو لتفتح الباب الخلفي ليؤلمها مظهر رنيم وهي ترتجف باكية)
---------
_علي احزر من رأيت
نظر إليها علي الذي يجلس مع ابناء عمه وهو يقول:
_من
هتفت يمنى بحماس:
_رنيم ابنة عمي
نهض علي وهو يكاد يوقع الطاولة :
_أين
لا يدري لماذا يسرع بهذا الشكل لكن سعادته لا توصف فسيراها وأخيرا .. لا يدري ربما كانت فتاة تشبهها
لم تكن موجودة إذا رحلت أو ربما يمنى تهزأ به سيقتلها ... ما أن خرج من باب النادي انتبه إلى سيارة زوجة عمه متوقفة ... ابتسم وهو يرى أحدا بها
أسرع نحو السيارة وما أن اقترب حتى هتفت زوجة عمه من النافذة .. :
_علي الحمدلله أنك هنا ساعدني يا بني
أسرع علي وهو لا يدرك بما يساعدها ولكنه صدم بمظهر رنيم الشاحب كانت تجلس بالمقد الخلفي دون حركة
هتفت زوجة عمه:
_أوصلنا للبيت .. قد انت فأنا سأبقى بقربها
كانت رنيم تبدو شاحبة غائبة عن الوعي تقريبا حتى ان فمها الصغير ذاك كان يرتجف.
هتف علي بخوف:
_فلنذهب للمستشفى لنطمئن عليها
هتفت زوجة عمه بغضب :
_هل ستساعدني أم ستبقى واقفا كالنساء
ارتجف جسد علي و زمجر مبتلعا الإهانة بصعوبة فهناك ما هو أهم
جلس أمام المقود ليلتفت نحوها كان منظرها موجع للقلب قاد على مهل ليسأل زوجة عمه بلطف:
_هل نذهب للمستشفى
هتفت زوجة عمه :
_لا داعي انخفض ضغطها قليلا
لم يغفل عنها للحظة خلال الخمس دقائق التي قاد بها كان يراقبها من مرآته يحفظ معالم وجهها اتي كاد ينساها رغم شحوبه الآن ...وما أن توقف هتفت زوجة عمه :
_هيا تعال وساعدني في حملها
نزل من مقعده وأسرع نحوالباب كانت زوجة عمه قد فتحت الباب فاقترب وشيئا ثقيلا قد اعتصر قلبه وهو يراها بهذه الهيئة ....x وضع يده تحت ركبتيها والأخرى خلف ظهرها ليحملها لم تكن ثقيلة بل لم يشعر بوزنها كان منشغلا بقلقه عليها برائحتها التي تسللت لأنفه لم يرد أن يصل لغرفتها بسرعة كي يتنعم بهذه اللحظة ... وفراشات غريبة عادت لتدغدغ معدته بعد أن كانت في ركود... هو شرير يستغل مرضها للاقتراب منها .. ما أن انتهى السلم ووصل لغرفتها كانت زوجة عمه تقف أمامه وقد فتحت الباب ... ما أن دخل الغرفة تسربت رائحة عطرة لأنفه وضعها برفق على السرير كانت قد بدأت تستيقظ فابتسم لها وهو يقول عابثا:
_هل تتدللين يا ابنة عمي.

لم تبتسم ولم يبدو على وجهها أي علامة من علامات الاستيعاب ...كانت زوجة عمه قد خرجت لتجلب لها الدواء فجلس على طرف سريرها ومسح جبينها المتعرق بيده وهو يقول:
_زال البأس .
لم تكن تستجيب معهx ابتسم وهو يداعب شعرها بلطفx لفتت نظره تلك النافذة التي لطالما لمح شبحها منها إذا كانت تقف هنا ... غرفتها كانت مليئة باللون الأصفر الذي يعرف كم هي تحبه ..وكم هو يليق بها يتمنى لو تعود تلك الأيام حين كانت وردة قد تفتحت للتو ...حين كان يغضب عليها وهو يراها ترتدي فستانها الأصفر القصير....حتى جلس معها ذات مرة ونبهها أنها لم تعد صغيرة وأنا قد بدأت تصبح أنثى كبيرة ولا يجب أن ترتدي ثيابا تظهر مفاتنها ... لم ينسى احمرار وجنتيها حينها واعتذارها المؤدب له ... حتى أنها وعدته ألا ترتديه بعد الآن ... هل ما تزال تحتفظ به يا ترى
هتفت زوجة عمه من خلفه:
_شكرا لك لقد عطلناك بإمكانك الذهاب
نهض علي ليأخذ حبة الدواء وكأس الماء من يدها وهو يقول بحزم :
_لن أذهب حتى أطمأن عليها
رفع لها رأسها برفق لتغلل يده في شعرها العسلي الذي يشبه ملمسه ملمس الحرير.. ووضع الحبة في فمها لتسرع زوجة عمه تساعده ليدفعا بعض الماء في حلقها .. لا يدري سبب توتر زوجة عمه ولكنه لن يرحل قبل الاطمئنان ... للأسف لم تستيقظ فورا بل غفت
تأففت زوجة عمه وهي تقول :
_هيا يا بني هيا لقد اصبحت بخير لا تقلق .... إذهب الآن هيا إذهب
نفخ علي بضيق ليسير أمامها وهو يقول:
_هل تطردينني ياا زوجة عمي
هتفت أم سليم بمزاح :
أليس لديك عمل يا بني شاب مثلك يجب أن يؤسس نفسه.
كان وسيم قد دخل للبيت للتو بوجهه المتجهم ليلمح علي ووالدته ينزلان السلم
ليهتف هو الآخر :
خيرا إن شاء الله ابن عمي هنا
قال علي بتجهم :
_هل ستطردني كما تفعل والدتك
ضحك سليم ضحكة صفراء لم تصل لقلبه ليقول :
_البيت بيتك يا ابن عمي ...بل جئت في وقتك..
(نظر لأمه وهو يقول)
_أمي من بعد اذنك فليحضرو لنا كوبان من الشاي
هتف علي مقاطعا
_بما أنك هنا فلتطمئن على رنيم أولا
نظر وسيم نحو أمه التي تكلمت ببرود؛
_لا بأس قلت لك انخفض ضغطها فحسب
حركت الام براسها تطمئن وسيم فابتسم الآخر متوترا وهو يقول:
_ لا بأس حين تتوتر ينخفض ضغطها دائما هيا فلنذهب لمكتبي.
لا يدري لما يشعر ان هناك شيء غريب شيء يخفونه ......
ما ان جلسا على الارائك حتى هتف علي متحمسا :
_ستأتون إلى اجتماع العائلة في بيت جدي صحيح
تكلم سليم وهو يفرك جبينه بتعب
_بصراحة لا أدري
هتف علي :
_جدي غاضب جدا لقد فوتم خمس اجتماعات ... هذا عدا امتناع رنيم عن الاجتماعات نهائيا
هتف سليم :
_أف علي ألن تصمت يكاد رأسي ينفجر ... يكفيني ما حصل اليوم

انتبه علي بكل حواسه وهو يقول:
_ما الذي حصل ... هل كلمتها
________________________



بانتظار آرائكم


fatom91 غير متواجد حالياً  
قديم 31-03-20, 05:11 PM   #6

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


تغلق الرواية لحين عودة الكاتبة لانزال الفصول حسب قوانين قسم وحي الاعضاء للغلق

عند رغبة الكاتبة باعادة فتح الرواية يرجى مراسلة احدى مشرفات قسم وحي الاعضاء (rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065, ebti ، رغيدا)
تحياتنا

اشراف وحي الاعضاء


قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.