20-12-19, 08:26 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مقتطفات من سلسلة كتابى وفي اليوم السادس لرحلته أقام فرونسكي مأدبة تكريم لمرشحه الذي فاز في الانتخاب، وبعد أن أكل المدعوون وشربوا وقضوا وقتاً طيباً فوجئ الداعي بخادمه الخاص يدخل عليه حاملاً خطاباً أحضره رسول خاص من الريف! وأدرك فرونسكي قبل أن يطلع على الخطاب أنه من (آنا) وأنها تلومه فيه لأنه لم يعد في نهاية الأيام الخمسة التي حددها لغيبته، واستنتج أن خطابه الذي أرسله إليها في اليوم السابق موضحاً فيه ظروف تأخيره لم يصل إليها بعد. وكان الخطاب كما توقع، لكن اللهجة التي كتبته بها ضايقته فقد قالت: "إن الطفلة (آني) مريضة جداً ويخشى الطبيب على حياتها، الأمر الذي يكاد يفقدني عقلي! وقد انتظرتك أول أمس وها أنذا أكتب إليك هذا الخطاب لأعرف أين أنت وماذا تفعل؟ لقد فكرت في الذهاب إليك بنفسي لكني خشيت أن تستاء من ذلك، أرسل إلي رداً كي أعرف ما ينبغي أن أفعل!" وساءل نفسه حائراً: "الطفلة في خطر والأم تفكر في الحضور؟! الطفلة في خطر وأمها تكتب إلى أبيها بهذه اللهجة العدائية؟! .. أي تناقض هذا؟!" وأحس –للمرة أولى- أن كاهله لم يعد يقوى على حمل الأثقال التي يراكمها عليه حب آنا، لكنه لم يجد مفراً من العودة إليها فاستقل أول قطار في تلك الليلة عائداً إليها .. وكأنه عائد إلى سجن! وكانت آنا قد أحست –قبيل رحيل فرونسكي وعلى إثر المشادة الأولى- أن تكرار المناقشات الحامية بينهما كلما فكر هو في السفر لن ينتج غير إطفاء شعلة حبه لها، بدلاً من إضرام لهيبها فقررت أن تبذل كل ما في وسعها كي تتمالك نفسها لتتحمل الفراق بجأش ثابت، لكن النظرة الباردة القاسية التي تسلح بها وهو داخل عليها ليودعها قبيل سفره قد جرحتها .. وقبل أن يخرج كانت سكينة نفسها التي استنجدت بها قد تزعزعت وانهارت! ..وحين خلت لنفسها بعد ذلك واستعادت ذكرى تلك النظرة التي عبرت عن اعتداد بحقه في الحرية، انتهت إلى حيث كانت تنتهي عقب كل أزمة نفسية من هذا النوع: أحست بمدى "مذلتها" في حياتها معه وأخذت تحدث نفسها قائلة: "إن له الحق في أن يذهب وقتما يحلو له وحيثما يريد، يذهب ويتركني! بل إن له هو كل الحق وليس لي أنا أي حق! وما تلك النظرة الباردة التي رمقني بها إلا بداية عدم الاكتراث الذي هو أول نذر انطفاء الحب!" وبرغم يقينا بأن "بروداً" ما من ناحيته بدأ يظهر ويتفاقم، فإنها لم تكن تملك أن تفعل شيئاً! لم يكن في وسعها أن تغير صلتها به، وكما هو الأمر دائماً كان الحب والفتنة هما السلاحان الوحيدان اللذان تستطيع بهما أن تحتفظ به، ومن ثم صارت تشغل نفسها بشتى وسائل التسلية خلال النهار، وتلجأ إلى المورفين في الليل كي تخنق الفكرة الرهيبة التي لا تفتأ تراودها: فكرة ماعساه أن يحدث لو أنه كفّ يوماً عن حبها وتحول قلبه عنها! .. وإزاء خطورة الاحتمال استقر عزمها على أن تسعى إلى تطليق زوجها والاقتران به هو عند أول فرصة تسنح لذلك! #أنا_كارنينا #سلسلة_كتابي | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|