23-12-19, 04:13 PM
| #1 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|  بـمنتهى الدقة _ قصة قصيرة  بكل توترها ، ألقت (ناهد) نظرة على ساعة يدها ، قبل أن تتلفت حولها ، وهى تقف عند ناصية ذلك الطريق ، الذى بدا أهدأ من المعتاد ، على الرغم من أن xxxxب الساعة لم تكن قد تجاوزت العاشرة مساءً بعد .. وفى قلق ، شابه بعض الغضب ، تساءلت : لماذا لم يحضر (أكرم) فى موعده ؟!... ولماذا لا يحضر أبدًا فى موعده ؟!... إنه يثير حنقها بأسلوبه هذا ... لقد التقت ، خلال العامين الماضيين ، بآخرين فى نفس عمره تقريبًا ، ولكنهم كانوا أكثر التزامًا منه بكثير ... كلهم كانوا يحضرون فى موعدهم ... إلا هو ... الباقون كانوا يحضرون أحيانًا قبل موعدهم ، وينتظرون حضورها ، أما هو ، فعلى الرغم من انبهاره الأولى بها ، عندما رآها أول مرة ، فى تلك (الكافيتريا) ، التى تعمل بها ، إلا أنه لم يحضر مرة واحدة فى موعده ... أبدًا ... | |||||||||||
|  |
|
23-12-19, 04:14 PM
| #2 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
|  وهى تكره الانتظار ... تكرهه ، كما لا تكره أى شىء آخر ... إنها ، وطيلة عمرها ، شديدة الدقة فى كل ما تفعله ... كل شىء فى حياتها يسير بنظام ... وبحسابات كثيرة ... وربما أكثر مما ينبغى ... فى بعض الأحيان تراودها فكرة أن سر تأخرها فى الزواج ، وقد تجاوزت الثلاثين ببضع سنوات ، هو أنها شديدة الدقة ... والرجال كما اعتادتهم ، لا يميلون إلى هذا ... الرجال الذين تختارهم على الأقل ... وعملها فى (الكافيتريا) يعرضها للكثير من المضايقات ، ولكنها اعتادت هذا فى صبر وروية ، طالما ستظفر أخيرًا بما تريد ... وهى تظفر دومًا بما تريد ... وهى ما زالت تذكر كيف حاول (أكرم) مغازلتها فى البداية ، وكيف أدهشه أسلوب صدها له ، بمنتهى الحزم والأدب معًا ... | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:15 PM
| #3 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ولقد حاول فى المرة الثانية استخدام أسلوب الإغراء ، عندما ترك لها بقشيشًا محترمًا ، وهو يمنحها ابتسامة ذات معنى ، ولكنها شكرته بكل أدب ، وانصرفت عن مائدته فى سرعة ... ومن هنا جاءت محاولته الثالثة ... لقد تحدث إليها بكل تهذيب ، وأخبرها أنه وجد فيها الأنثى التى يبحث عنها ، وعرض دعوتها إلى عشاء فى مطعم فاخر ؛ ليتعارفا أكثر ، باعتبار أنه يسعى لخطبتها ، وليس للعبث بها .. ولقد رفضت دعوته على نحو شديد التهذيب .... ولكن دون صرامة هذه المرة ... وعبر زميلاتها ، علمت أنه يقوم ببعض التحريات الداخلية عنها ، وأنه علم أنها عزباء ، لم تتزوج قط ، وأنها يتيمة الأبوين ، وتعيش وحدها فى بيت للمغتربات ، على مقربة من (الكافيتريا) .. ولقد تكرر عرضه مرة ثانية ... وفى تلك المرة ، كان أسلوبه يجمع ما بين الضراعة والتهذيب ... ومن عينيه ، أطلت نظرة ، كانت تنتظرها منذ البداية ... نظرة حب ... | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:15 PM
| #4 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ومع تلك النظرة وحدها ، قبلت دعوته ... وفى ذلك المطعم الفاخر ، المطل على نيل (القاهرة) ، بدا لها شديد الجدية ، وهو يتحدث عن نفسه ، ويطلب منها أن تتحدث عن نفسها ... وفى ذلك اليوم أيضًا ، جاء متأخرًا ... هى وصلت إلى المطعم فى موعدها بالضبط كعادتها ، وانتظرته نصف ساعة كاملة ، قبل أن يصل ، ويعتذر بأن هذا حدث بسبب الزحام ... وعلى الرغم من أنه قد أخبرها يومئذ الكثير عن حياته ، لم تخبره هى إلا بما عرفه من زميلاتها فحسب ... وبينما يوصلها إلى بيت المغتربات ، الذى تقيم فيه ، طلبت منه أن ينزلها على مسافة بعيدة ، حتى لا يراهما أحد ، ثم طالبته بأن يخفى أمر لقاءاتهما ، حتى ينحسم الموقف بينهما ، فى حين طلب هو منها أن يلتقيا مرة أخرى ؛ لمزيد من التعارف ... وفى حجرة نومها ، أخرجت ذلك الدفتر الصغير ، الذى لا يفارقها أبدًا ، ودونت فيه اسمه ، ورقم سيارته الفاخرة ، التى تشف عن ثراء كبير ... ودونت أيضًا تاريخ موعدهما التالى ... وفى الموعد التالى ، وصل أيضًا متأخرًا ... هى وصلت فى موعدها كالمعتاد ، وهو تأخر عشرين دقيقة ... كالمعتاد أيضًا ... | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:16 PM
| #5 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وفى الموعد الثانى ، ذهبا معًا لمشاهدة فيلم سينمائى رومانسى جديد ... ولقد فعل ، خلال مشاهدتهما للفيلم ، ما توقعته تمامًا ... حاول ملامستها ، وملاطفتها ، و... وأوقفته فى حزم ، ولكن دون أن تحاول جرح مشاعره ... وكما توقعت تمامًا ، ضايقه هذا كثيرًا ... ومع خروجهما من دار العرض ، حاولت ملاطفته وإرضاءه ، وأخبرته أنها تشعر بالتوتر ، عندما يكونان فى مكان عام ... وبسرعة ، عرض عليها أن يلتقيا فى هذه المنطقة الهادئة ... ولقد ترددت بعض الوقت ، ثم وافقت ، وهى تخفض عينيها فى خجل ، ولكن صوته أنبأها بأن هذا قد أسعده كثيرًا ... فى ذلك اليوم أيضًا ، دونت كل شىء فى دفترها الصغير ، ووضعت تاريخ اللقاء الثالث ، ثم أحاطته بدائرة كبيرة ... واليوم ، يوم موعدهما الثالث ، لم يستطع الوصول فى موعده كالمعتاد ... لقد وصلت فى موعدها ، بنفس الدقة التى اعتادتها ... وهو تأخر ... | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:17 PM
| #6 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وعلى الرغم من ضيقها وغضبها ، فقد انتظرته ، لأنها لا تستطيع تفويت هذا الموعد بالذات ... هذا لأنه ، بالنسبة إليها ، هو الموعد الحاسم ... كانت قد ارتدت ثيابًا أنيقة ، ومعطف مطر من النوع المقاوم للماء ، وأضافت إلى يديها الصغيرتين قفازين من الجلد الطبيعى ، أضفيا عليها مظهرًا أكثر رقيًا من حقيقتها المتواضعة ... وكانت تريده أن يرى كل هذا .. خطتها ، التى وضعتها بمنتهى الدقة ، كانت تستلزم أن يراها ، فى أبهى حلة ، وأكمل زينة ... هذا يجعل الأمور أكثر يسرًا وسهولة ... دومًا ... مضت خمس وعشرون دقيقة على انتظارها ، تعرضت خلالها لمضايقات بعض المارة وركاب السيارات ، قبل أن تظهر سيارته ... كانت تشعر بغضب شديد ، إلا أنها لم تعاتبه ... فقط دلفت إلى سيارته فى صمت ، عندما أوقفها أمامها ، وما أن أغلقت الباب خلفها ، حتى غمغم مبتسمًا : ـ معذرة ، ولكن ... قاطعته فى هدوء حاسم : ـ لا داع للاعتذار ... | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:17 PM
| #7 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ابتسم أكثر ، وهو ينطلق بسيارته ، قائلًا : ـ تبدين شديدة الأناقة الليلة . غمغمت : ـ لقد عرضنى هذا للكثير من المضايقات . ضحك قائلًا : ـ الناس معذورون ... كيف يمكن أن يروا كل هذا الجمال ، ثم يمضون فى صمت . عقدت حاجبيها ، قائلة فى غضب : ـ المفترض أن تغار . هز كتفيه ، مجيبًا : ـ إننى كذلك . ثم التفت إليها مبتسمًا ، ومستطردًا : ـ ولكننى مازلت أعذرهم . مطت شفتيها الجميلتين ، دون أن تجيب ، فأطلق ضحكة أخرى ، قبل أن يسألها : ـ إلى أين تحبين أن نمضى ؟! | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:18 PM
| #8 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| غمغمت ، وهى تشيح بوجهها : ـ إلى مكان هادىء . سألها فى اهتمام : ـ أية درجة من الهدوء ؟! حمل صوتها الكثير من توترها ، وهى تجيب : ـ مكان لا يرانا فيه أحد . لمحت عينيه تتألقان ، وقد خيل إليه أنه قد أدرك مغزى ما ترمى إليه ، وبدا الحماس واضحًا فى صوته ، وهو يقول : ـ على مقربة من هنا ، منطقة شديدة الهدوء ، وليس بها سكان تقريبًا ، ولن يرانا فيها أحد بالتأكيد . انخفض صوتها ، وهى تقول : ـ ألن يكون هذا خطيرًا ؟! ... سمعت أن بعض البلطجية يتربصون بالسيارات ، التى تأتى إلى الأماكن المقفرة ، و... قاطعها بضحكة عالية ، وهو يقول : ـ اطمئنى ... أنا أحمل مسدسًا . | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:19 PM
| #9 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| أومأت برأسها ، دون أن تجيب ، ولاذت بالصمت ، وهو يقطع الشوارع الساكنة ، حتى بلغ منطقة مقفرة بالفعل ، فأوقف سيارته بين بنايتين ، وهو يقول ، فى صوت تقاطرت منه اللهفة : ـ هنا لن يرانا أحد بالتأكيد . قالها ، وهو يقترب منها ، فغمغمت دون مقاومة : ـ أتحمل مسدسًا بالفعل ؟! انتزع مسدسًا صغيرًا ، إيطالى الصنع ، من جراب تحت إبطه ، ولوح به أمامها ، قائلًا : ـ ها هو ذا . تطلعت إلى المسدس بلا انفعال ، وهى تغمغم : ـ أيمكن أن يحمينا ؟! هتف فى حماس : ـ بالتأكيد . هتف بها ، وهو يعيد المسدس إلى جرابه ، و... وفجأة ، اتسعت عيناه عن آخرهما ... ومن عينيه المتسعتين ، تفجرت نظرة تجمع بين الألم والدهشة ... | |||||||||||
|
| |
|
23-12-19, 04:20 PM
| #10 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وعندما حاول الالتفاف إليها ، وسحب مسدسه مرة أخرى من جرابه ، انتزعت هى ذلك الخنجر الصغير الرفيع ، الذى غرزته فى عنقه ، أثناء انشغاله بإعادة المسدس إلى جرابه ، ثم طعنته به مرة أخرى ، فوق عظمة القص تمامًا ... وبلا أية مشاعر ، شاهدت نصل الخنجر كله يغوص فى عنقه ، مع نظرة الذهول فى عينيه ، وأمسكت معصمه بيسراها فى قوة ؛ لتمنعه من إخراج مسدسه ... قاوم بضع لحظات ، ولكنها عاودت طعنه مرة ثانية ... وثالثة ... ورابعة ... حتى توقفت مقاومته تمامًا ، وعيناه مازلتا مفتوحتين عن آخرهما ، وتحملان نفس نظرة الألم الذاهلة ... وفى هدوء شديد ، وعندما اطمأنت إلى أنه قد لقى حتفه ، انتزعت الخنجر الصغير من عنقه ، ومسحته بمنديل ورقى فى هدوء ، وهى تخرج بعض المناديل المعطرة من حقيبة يدها الجلدية ، وتستخدم مرآة السيارة الداخلية ؛ لتمسح الدماء عن وجهها ، فى دقة شديدة ... | |||||||||||
|
| |
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
