23-12-19, 04:31 PM | #11 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| لم تكن هناك حدائق غنّاء، ولا أشجار موسيقية، ولا نباتات رقيقة.. بل لم يكن هناك حتى ما يوحي بالهواء النقي.. كل ما رآه هو رمال حمراء، وبراكين يتصاعد منها الدخان، وسحب داكنة كثيفة في السماء، ورجال ينقلون أحجارا كبيرة، وقد شحبت وجوههم، ونحلت أجسادهم، وتهالكت أطرافهم، ومخلوقات مخيفة مرعبة، تضرب كل مَن يتوقّف منهم، ولو لحظة واحدة، بسياط قوية ثقيلة.. ولكن ما جعل عيناه تتسعان عن آخرهما، ورعبه يبلغ ذروته، هو أنه قد ميّز وجوه من سبقوه، وسط الرجال المعذبين.. وبكل رعبه، صرخ: – ما هذا بالضبط؟! أجابه الرجل بنفس الغلظة والقسوة : – ما تستحق.. إنه المكان الذي يناسب من يبذل نفسه، بكل القسوة والوحشية، إلا رضاء نزعات داخله. صرخ : – ولكنني فعلت كل ما طلبوه منّي.. أطعت الأوامر حرفيا.. أردت أن أحمي الأهداف العظيمة للسلطة. | |||||||||||
23-12-19, 04:32 PM | #12 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| حملت غلظة الرجل شيئا من السخرية، وهو يقول : – أهداف عظيمة؟! وهل بلغت حماقتك حدا جعلك تتصوّر أنه من الممكن أن تصل إلى أهداف عظيمة، عبر أساليب خسيسة حقيرة؟! أجاب، وهو يوشك على الانهيار: – كنت أحارب أتباع (شيكان). أطلق الرجل ضحكة غليظة ساخرة، وهو يقول : – أتباع شيكان؟! وهل كنت تتصور أن (شيكان) ساذج مثلك إلى هذا الحد؟! ثم مال نحوه، وتضاعفت قسوته، مع إضافته : – (شيكان) من الخبث، بحيث لا يمارس لعبته قط على نحو مباشر.. إنه يختار أمثالك، ويوهمهم بأنهم يفعلون كل ما يطلبه منهم، عبر أساليب خسيسة حقيرة، من أجل أهداف عظيمة.. وعندما يتبعونه في إخلاص، يصبحون، وحتى دون أن يدركوا هذا، من أتباعه. حدق فيه في ذهول، وهو يغمغم: – ولكن لماذا؟! فوجئ بملامح الرجل تتبدل، وتتحول إلى ملامح يعرفها جيدا.. ملامح (شيكان).. وبكل رعب الدنيا، صرخ.. صرخ لتمتزج صرخته بصوت (شيكان) الساخر: – وهل كنت ستطيعني، لو علمت أنه أنا؟! ثم عاد يميل نحوه، مضيفا في وحشية مخيفة: – لقد أطعت، ونلت ما تستحق.. مرحبا بك أيها الأحمق، في جحيم (شيكان).. الأبدي.. وانطلقت من حلقه ضحكة ساخرة عالية.. وانهار هو تماما، وهو يحدق مرة أخرى في ذلك الكابوس الذي يطل عليه، عبر النافذة الكبيرة.. كابوس جحيم (شيكان).. الأبدي. *** (تمت بحمد الله) بقلم : د. نبيل فاروق | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|