31-12-19, 04:16 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| إلى الأبد _ نبيل فاروق إلــى الأبــد انتفخت أوداج (منير) فخرًا وزهوًا ، وهو يتحسس سيارته الجديدة ، التى ابتاعها له والده ، فى عيد مولده الحادى والعشرين ... كان ابنًا وحيدًا لملياردير كبير ، من مليارديرات الصناعة ، يمتلك عددًا من المصانع ، فى مختلف الصناعات .. ثياب ، وأدوات كهربية ، وثلاجات ، ومواقد طهى ، ومصانع للسيراميك والأدوات الصحية ، وغيرها ... وكل هذا بالإضافة إلى عدد من المطاعم الفاخرة ... وفندقين ... وقرية سياحية شهيرة ... كان يمتلك العدد من كل شىء ... حتى الزوجات ... وعلى الرغم من زواجه بتسع زوجات مختلفات ، نصفهن من دول (أوروبا) و(آسيا) ، إلا أنه لم ينجب سوى (منير) ... فقط (منير) ... ولأنه ابنه الوحيد ، الذى سيرث الثروة الطائلة ، لم يبخل عليه الوالد الملياردير بأى شىء على الإطلاق ... كان يلبى كل مطالبه ... بلا استثناء ... وبلا مناقشة .. ولها نشأ (منير) مدللًا ، مغرورًا ، أنانيًا ، لا يرى فى الحياة كلها سوى نفسه ... ونفسه وحدها ... وعندما شاهد إعلان تلك السيارة الرياضية الجديدة ، التى تحوى نظامًا إليكترونيًا رقميًا متطورًا ، يجعلها أشبه بشخص آلى يجرى على عجلات ، أصر على أن يكون أول من يمتلكها فى (مصر) كلها ... | |||||||||||
31-12-19, 04:17 PM | #2 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كانت السيارة تساوى مليون دولار تقريبًا ، وعلى الرغم من هذا ، لم يتردد الأب فى إرسال مندوب خاص من شركاته ؛ لابتياع النسخة الأولى من السيارة ، وشحنها معه إلى (مصر) .. ولقد بلغت رسومها الجمركية مبلغًا خرافيًا ، أدهش رجال الجمارك أنفسهم ، ولكن ما أدهشهم أكثر ، هو تلك البساطة والسرعة ، اللذين تم بهما دفع الرسوم ، حتى تخرج السيارة إلى الشارع فى أسرع وقت ممكن ... وفى دائرة المرور ، التف الكل حول السيارة ، يتأملونها فى إعجاب وانبهار ... وحسد أيضًا ... وهذا ما انتفخت له أوداج (منير) ... كان دومًا يعشق أن يبهر الناس بما لديه ... وبما يمتلكه ... ولقد انتفخت أوداجه أكثر ، عندما خرج الكل يلقون نظرة على سيارته ، وهى تغادر دائرة المرور ، حاملة ذلك الرقم المميز ، الذى دفع فيه ثروة حقيقية أيضًا ... وحتى فى الطريق ، كانت السيارات وعيون المارة تلاحقه ... الكل انبهر بالسيارة ... والكل حسد راكبها ... وعلى الرغم من أن منزله لا يبعد سوى دقائق قليلة عن دائرة المرور ، فقد طاف (منير) نصف شوارع (القاهرة) بسيارته ؛ ليتمتع بانبهار الناس ، قبل أن يعود بها إلى قصر والده المنيف ، وهو يكاد يحترق شوقًا ؛ للذهاب بها إلى كليته ، فى الصباح التالى ، ورؤية الانبهار والحسد فى عيون زملائه ... | |||||||||||
31-12-19, 04:18 PM | #3 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| وبخاصة (جينا) ... إنها أجمل فتاة ، فى كليته كلها ، وطالما حاول جذب انتباهها ومحبتها إليه ، ولكنها لم تبد يومًا اهتمامًا بثرائه البالغ ، ولا حتى وسامته المفرطة ... هذا لأنها ـ ويا للعجب ـ وقعت فى حب زميله (أمجد) ... يا لها من حمقاء ! إنه لم يدرك أبدًا لماذا اختارت غادة مثلها ، ذلك الشاب المتواضع ، الذى يرتدى طوال الوقت سروالًا رخيصًا ، من الجينز المحلى ، وقمصانًا يبتاعها حتمًا من الأسواق الرخيصة ، فى (العتبة) ، أو (وكالة البلح) !! .. ولم يحاول أبدًا أن يسألها عن السبب ... كبرياؤه لم يسمح له بهذا ... وسخاؤه الشديد مع زملائها ، لم ينجح فى جذب انتباهها ... ولا اهتمامها ... كان يدعو الجميع إلى غداء فاخر ، فى فندق والده الفخم ـ فتعتذر هى ؛ لتقضى بعض الوقت مع (أمجد) ، فى كافيتريا الكلية المتواضعة ... وهذا يثير حنقه بشدة ... وغيرته أيضًا ... أو أنه ، لو شئنا الدقة ، يشعر بجرح غائر فى كبريائه ... ولكن كل هذا سينتهى حتمًا ، فى الصباح التالى ... سيارته ستبهر الكل بلا شك ... حتى هى ... | |||||||||||
31-12-19, 04:19 PM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| امتلأت نفسه بالفكرة ، وراح يتخيل نظراتها لسيارته ، التى اختار لها لونًا أحمر زاهيًا ، يستحيل ألا تلاحظه عين ... وعندما وصل إلى قصر والده ، كانت الفكرة قد اختمرت فى رأسه تمامًا ، حتى أنه لم ينتبه إلى والده ، وهو يتجه إليه ، حتى سمعه يقول : ـ ألف مبروك .. السيارة تستحق بالفعل .. إنها مبهرة ... ابتسم (منير) ابتسامة واسعة ، وهو يقول : ـ حقًا ؟! تحسس والده جسم السيارة ، وهو يغمغم : ـ دون أدنى شك . ثم اعتدل يردف مبتسمًا : ـ ولكنها فى النهاية مجرد سيارة . أجابه (منير) فى غضب : ـ ليست مجرد سيارة ... إنها أروع سيارة فى العالم . غمز والده بعينه ، قائلًا : ـ مؤقتًا . نظر (منير) إليه فى دهشة ، متسائلًا : ـ ماذا تعنى ؟! ضحك والده ، وهو يقول : ـ أعنى أنك ابنى الوحيد ، وأنا أعرف طبائعك جيدًا .. ستنبهر بالسيارة بعض الوقت ، ثم سرعان ما تسأمها ، وتمل ركوبها ، وتطالب بلعبة جديدة . هتف (منير) فى عناد : ـ خطأ .. لن أتخلى عن هذه السيارة أبدًا . | |||||||||||
31-12-19, 04:19 PM | #5 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| غمز والده بعينه مرة أخرى ، وهو يقول مداعبًا : ـ هل تراهن ؟! هتف (منير) بكل حماسة : ـ أراهن . اعتدل والده ، وقال بنفس المرح : ـ سأمنحك ستة أشهر . أجابه (منير) فى إصرار : ـ ولا حتى ست سنوات . ثم ربت على السيارة ، كما لو كانت معشوقته ، وهو يضيف : ـ هذه السيارة ستبقى معى إلى الأبد . ضحك والده ، وهو يقول : ـ سنرى . ثم أشار إليه ، مستطردًا : ـ أريدك أن تأتى بها غدًا إلى مصنع الأوناش . ارتفع حاجبا (منير) ، وهو يقول : ـ ولماذا ؟! قال والده فى دهشة مستنكرة : ـ هل نسيت أننى طلبت منك هذا ، من أكثر من أسبوع ، حتى تحضر اجتماعنا مع الصينيين ؟! ... إنك سترث كل هذا من بعدى يا (منير) ، وأريدك أن تتعلم كيف أدير العمل ، وأعقد الصفقات . انعقد حاجبا (منير) فى شدة ، وهو يقول : ـ لا ... ليس غدًا . حملت نبرة والده شيئًا من الغضب ، وهو يقول : ـ الاجتماع لا يمكن تأجيله . قال (منير) فى حدة : ـ لن أحضره إذن . | |||||||||||
31-12-19, 04:20 PM | #6 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بدا الغضب على وجه والده ، فاستدرك فى سرعة : ـ لدى اختبار هام فى الكلية صباح الغد . تطلع إليه والده مليًا ، هو يدرك أنه كاذب ، إلا أنه لم يملك إلا أن يقول : ـ ألا يمكنك الحضور بعد الاختبار ؟! أجابه (منير) فى حماس : ـ بالتأكيد . رمقه والده بنظرة صامتة معاتبة ، ثم انصرف وهو يقول : ـ فليكن .. سأحاول تأخير الاجتماع بقدر الإمكان . راقبه (منير) وهو ينصرف ، ثم عاد يربت على سيارته ، مغمغمًا فى اعتزاز : ـ أبى على خطأ هذه المرة .. ستبقين معى إلى الأبد . لم يستطع النوم تلك الليلة ، وهو يفكر فى (جينا) ، وكيف أنها ستنبهر بالسيارة ، وتنسى (أمجد) ، ولو لحظات ... مر عليه الوقت بطيئًا ، دون أن يستطيع حتى إغلاق عينيه ، والفكرة تدور فى رأسه وتدور ، حتى أشرقت الشمس ، فأسرع يرتدى أفخر ثيابه ، ويحيط معصمه بساعة من الذهب الخالص ، والتقط سلسلة مفاتيح ، كان يدخرها لهذه المناسبة ، تتدلى منها ماسة براقة ، ووضع فيها مفتاح السيارة الجديدة ، وهبط ليربت عليها مرة أخرى ، قبل أن ينطلق بها إلى الجامعة ... لم يستطع ـ للهفته ـ انتظار موعد حضور زملائه ، لتلك الجامعة الخاصة ، وإنما انطلق بسيارته الجديدة ، وبأقصى سرعة ، عبر الطريق الدائرى ، فى طريقه إلى الجامعة ... كان جفناه مثقلين من عدم نومه ، وحماسه يسيطر على عقله ومشاعره ، و ... وفجأة برزت سيارة النقل الضخمة ، ذات المقطورة الكبيرة ... وضغط (منير) فرامل سيارته الجديدة بكل قوته ... | |||||||||||
31-12-19, 04:21 PM | #7 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ولكن العوامل اجتمعت ؛ لتجعل رد فعله بطيئا ... أكثر مما ينبغى ... وكانت صدمة والده هائلة ، عندما بلغه الخبر ... ولقد تصاعدت صدمته ألف مرة ، عندما رأى السيارة بعد الحادث ... لقد ارتطمت بها سيارة النقل الثقيلة ... ثم عبرت فوقها ... بكل ثقلها ... وبأربع أزواج من الإطارات الهائلة الثقيلة ... كانت صدمته هائلة ، مع مصرع ابنه ، ووريثه الوحيد ... وكانت أشد هولًا ، عندما أخبروه أن جسده قد امتزج بحطام السيارة ، وصار من المستحيل تخليص بقاياه من حطام السيارة ... وبعد عدة محاولات فاشلة ، لم يعد هناك مفر من قبل الحل الأخير ... والوحيد ... لا مفر من دفن ابنه مع السيارة ، فى كيان واحد ... | |||||||||||
31-12-19, 04:21 PM | #8 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| ولقد كانت الجنازة هائلة ، حضرها مئات من أصدقاء الأب المكلوم ، وآلاف من العاملين فى مصانعه ... وحضرها كل زملاء (منير) ... حتى (جينا) و(أمجد) ... ولقد شاهدوا جزءا فقط من السيارة ... ولم ينبهروا ... فقط بكوا وانتحبوا ... ولكن (منير) ربح رهانه ، وحقق ما أصر عليه منذ البداية ... لقد ظلت سيارته الجديدة معه ... إلى الأبد . *** تمت بحمد الله | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|