آخر 10 مشاركات
تحملت العنا لأجلك يا ولد العم ... الكاتبه : mnoo_gadee (الكاتـب : جرح الذات - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          90 -حبيب الأمس - جين سامرز -عبير دار الكتاب العربي (الكاتـب : Just Faith - )           »          صمت الجياد (ج2 سلسلة عشق الجياد) للكاتبة الرائعة: مروة جمال *كاملة & روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          قدرها ان يحبها شيطان (1) .. سلسلة زهرة الدم. (الكاتـب : Eveline - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree58Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-20, 03:12 PM   #341

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


حرب اصبح شخص اخر مع غرام....
بعيدا عن الجميع ...
لقد تحررت مشاعرة التى حاول كبتها لسنوات ...
غرام اصبحت تري فية رجل مختلف ....
وسيم ...وجذاب ....
تشعر معة بالأمان ...
والد حرب رجل مجرم ....دمر حياة ابنة وحولة
لوحش....
سلام يدرك جيدا ان حرب ضحية من ضحايا والدة ....
تسلم ايدك 👏👏👏❤❤❤


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 01:34 AM   #342

شخص ما في هاذا العالم

? العضوٌ??? » 367739
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 114
?  نُقآطِيْ » شخص ما في هاذا العالم is on a distinguished road
افتراضي

الف مبارك كنت في الانتظار
لم اعلم بتنزيلها الا الان
شكرا على المتابعه


شخص ما في هاذا العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 09:41 AM   #343

رفا احمد

? العضوٌ??? » 396853
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد رفا احمد
افتراضي

كم فصل نزل؟؟؟فيه صفحات طارت ليشش؟؟

رفا احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 09:18 PM   #344

Baseema

? العضوٌ??? » 438513
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 66
?  نُقآطِيْ » Baseema is on a distinguished road
افتراضي

روووووووووووعة جدااااااااااااااااا

Baseema غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:26 AM   #345

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

بشاير 10


كما وعدته...اعدت غرام عدة اطباق من المعلبات التي وجدتها في الجراج.
وضعت غرام صحنا من الفول واخر من التونة علي طاولة القهوة وجلست لينضم لها حرب ملاحظا تقطيبتها
(ما الامر!)
تنهدت بآسي وهي تشير للاطباق امامها
( الفول والتونة ينقصهما الليمون والبهارات اللازمة)
وضع حرب معلقة الفول في فمه... ويبدو ان كما الحب اعمي... فالحب ليس له حاسة تذوق تقريبا.. لان الفول من يديها كان اطعم ماتذوق.
وبالرغم من تأكيده علي هذا الا ان ملامحها ظلت علي تجهمها
كرجل اعمال يجيد عقد الصفقات
يجيد اربع لغات... ويجيد قيادة طائرة!
لكنه لا يجيد ادخال السرور علي قلب حزين... فكيف له ان يعطي ما لا يملك!
لكنه قدح أفكاره وأعلن بحماس
(لنعود للعبة الأسئلة)
اتي إعلانه بالمفعول الذي تمني... فقد تبدلت ملامح غرام قليلا وهي تفكر في سؤال تطرحه علي حرب
اما هو فطالبها بأن تبدأ مدعيا انه ليس هناك أي أسئلة حاضرة في ذهنه الان
يهرب متخوفا من السؤال الوحيد الذي يتمني ان يرميها به
" هل ممكن ان تنظري لي من عليائك نظرة عطف"
" هل تسمحين يوما ليدك ان ترتاح في كفي الملوث بخطاياي"
اخذت نفسا عميقا وكادت بغلاسة انثوية ان تسأله عن والده ...لتستفزه او تعكر مزاجه
لكنها تراجعت متخبطة لاتفهم تلك النظرة علي وجهه
(ممممم حسنا.... من فتاة احلامك من الممثلات او المغنيات؟)
مرت لحظة تفكير منه قبل ان تتبدل ملامحه في غضب وهو يقف عاقدا ذراعيه خلف ظهره ... قبل ان يسأل بصوت هادئ ظاهريا
(ومن فتي احلامك انسة غرام!)
دق قلبها دقة غير طبيعية... غير منطقية
حقا... هل هي سعيدة لان نبرته تحمل غيرة!
لأول مرة تسمع غيرة في نبراته وليس تحكما او تجبرا
ولكن نبرته نفس النبرة... تري هل هي من اسأت التفسير... ام...!
لم تجرؤ علي السؤال ... وكأنها تخاف الإجابة ولكنها تجاسرت وهي ترفع كتفيها بلا مبالاة
( هل تحاسبون الفتاة علي احلامها؟)
خبط الطاولة بقوة وغضبه يتضاعف لعدم انكارها
( واحاسبك علي افكارك... حتي انفاسك!)
لم ترتعد ولم تتخفي ... بل رمت عنها الخوف والخنوع ووقفت امامه ..شامخة كما يحبها... متمردة كما يتمناها
(لما يا حرب! منذ اتينا لهنا وانا ادور في حلقة مغلقة! لم اعد افهم شيئا
لما انا هنا؟ لما تغيرت معي بتلك الصورة! هل تغيرت ام اني انا من لم افهمك يوما! لما خطفتني يا حرب؟ )
تغيرت نبرتها مع كلماتها... تحولت لتوسل حار... توسل لكي يفصح...
هي لاتفهمه... هي لا تفهم نفسها حتي.
.
.
يفصح عن ماذا!
هز حرب رأسه برفض قاطع.... يرفض أفكارا متضاربة تعصف به عصفا
( انت لا تفهمين .... انت فقط لا تفهمين)
هتفت بصوت علت نبراته بغيظ متخبط
(ما الذي لا افهمه.... اشرح)
اقترب منها خطوتين بعدما وقفت تجابهه... فأصبحت أنفاسه علي وجهها تدغدغها
انفاسا غاضبة حارقة... ولكن شيئا في عينيه كان اقوي من حريق أنفاسه
هل تجرؤ ان تسمي ما تراه في عين الوحش.... جرحا!
اقترب اكثر فلم يعد فاصلا بينهما سوي حافة سترتها تحك صدر قميصه... حتي ظنت انه ...
(انا اسف) همسه كان كعينيه ثائرا هاربا مابين شفتيها والعينين ... ليثبت أخيرا علي شفتيها قبل ان يرفع اصبعا يلمسها بخفة تركتها في حالة خدر
(انا اسف ان ظننتك لا تفهمين... اعتقد انك تفهمين ولكن قلبك من حجر فلا تشعرين)
وقبل ان تستفيق من خدرها... كان قد غادر البيت تاركا إياها واقفة تضع كلتا كفيها علي شفتيها موضع لمسته... عل الخدر لا يهرب ويظل ساكنها


*******************


طرقت سارة باب غرفة بشاير مرة واحدة وقبل ان تعيدها ...كان الباب يفتح لتشدها بشاير وترتمي في حضنها باكية ... قبل حتي ان تستفيق سارة من المفاجأة
لم تسأل سارة ولم تستفسر...بأخوة مخلصة بادلتها العناق وهي تدع بشاير تبكي علي كتفها ...ثم اجلستها وجلست امامها علي سرير غرام... ولازالا علي صمتهما
في بعض الأحيان يكون الصمت بألف جملة ومعني
وفي صمتها...سمعت سارة شكوي بشاير من كل شيء
من اخوة اهملوها...وام تخلت عنها... وحبيب لم يفهمها
(لمتي سأظل اخر البدائل! لمتي سأظل الصفحة الأخيرة!تلك الصفحة التي خط فيها احدهم خطا بطريقة مهملة ... فلم يعد أحدا يريد الكتابة فيها)
سألت سارة بصوت حنون لايخلو من الفضول
( انا افهم الكثير عن عائلتك بشاير... لكني لا افهم سبب تجاهل اخوتك لك او عودة امك لبلدتها وانقطاعها عنك وانت ابنتها الوحيدة!)
جمدت ملامح بشاير وطال الصمت حتي ظنت سارة انها لن تجيب ... لكنها فعلت بصوت يشبه جمود الملامح
(بسببه... بسبب يزن العلي)
هزت سارة رأسها متفهمة لكن ماسمعته عكس ماظن
(لقد احبني بشدة... احب الطفلة البريئة التي لم تر سوي صورة رسمها ببراعة... احب ابنته التي غذت دون ان تقصد مشاعر ابوته ... فدللها )
ضحكت ساخرة
(ابتعد الكل عني... فإن الشيطان نفسه احبني ... فأنا شيطانة مثله بكل تأكيد
لقد عرفت كل بلاياه ...ولكني احببته... ربما لاني لم اصدقها... الا بعد موته)
كلامها لم يكن مترابط ... ولكن سارة فهمت ماتقصد فيما يخص اخواتها لكن أمها!
(اما هي...امي... غيرتها عليه مني زرعت الكره لي في قلبها)
شدتها سارة لحضنها تواسيها... وداخلها تتمني لو كانت للحظة تعود للزمن فتقتل بيديها يزن العلي في شبابه لتتخلص من كل اثاره المترتبة ... ولكنها تذكرت انه للأسف بلا يزن العلي ... لن يكون هناك سلام
تطلعت بشاير بعين باكية في سارة مطالبة
(سارة...ساعديني)
(بكل تأكيد... هل تريدين اخضاع ليث...؟)
قاطعتها بشاير نافية بهزة رأس عنيفة
(لا... لا مزيد من ليث... لا مزيد ممن يخافون ان أكون مثل ابي فيتجنبوني حتي وان كانوا ليث او سلام او حرب...اريد مساعدتك في ان اتحرر)

لم تترك سارة غرفة بشاير الا بعد بضع ساعات تحدثن فيها من القلب عن الكثير... ووضعن خططا كثيرة.. فإن كنت عاقلا احذر فتاتين يقضين اكثر من ساعة في التخطيط للوصول لهدف ما... ما بالك حين تكون انت هذا الهدف؟
حين نزلت للحديقة ... قاصدة ان تقابله ولكنها اصطنعت انها محض صدفة
ما ان رأها ليث حتي سارع الخطي اليها ملهوفا يسألها
(كيف حالها الان ياسارة! هل هدأت؟)
طأطأت سارة بلسانها بطريقة متأسفة
(هدأت بأي معني؟ هدأت ان سامحت ام هدأت ان توقفت عن البكاء!)
رفع اصبعين مشيرا ان " الحلين معا"
هزت رأسها نافية
(نعم توقفت عن البكاء لكن لا اعتقد انها ستسامحك يوما ليث!)
صوتا ساخرا خرج من بين شفتيه جعلها تستشيط غيظا فتهتف عليه
(ما ابردك يا اخي! هل طول عشرتك باولاد العلي اصابك بالبرود وذلك الشعور المغيظ ان الفتاة ... أي فتاة ستظل رهن اشارتكم للابد!)
رفع كتفيه مستفهما بلا مبالاة
(سارة... مادخلك انت؟ انا وبشاير علاقتنا معقدة ولكنها..)
قاطعته وهي مصرة علي مواجهة اعز اصدقائها بكل صلابة
(ولكنها فشلت.... فشلت ولفظت أنفاسها الأخيرة والسبب انت
كما احدث سلام شرخا في علاقتنا لن يبرأ
وكما ان علاقة ناجحة بين حرب وغرام .. هي محض خيال..
فقد فشلت علاقتك ببشاير والسبب انت)
كلماتها بدأت تنفذ لعقله الغليظ... فأستطردت وصمته يزايد من حدتها
( فشلت لانك ألتمست العذر لحرب حين اتاك معلنا عن جرائمه ولم تر فيه الا حرب... لم تر ابن يزن العلي
اما مع بشاير... فبالرغم انها لم تخطئ يوما... ربما شاغبت كي تشغل قلبك لكن لا اكثر ومع ذلك لم تر منها الا.. ابيها)
كلماتها اخذته علي حين غرة ... وهو يسمع أفكاره ناحية بشاير من شفتي طرف ثالث .. لذا لم يقم بردة فعل وسارة تؤكد
(طلبت بشاير مني مساعدتها... وانا سأقدم لها أي مساعدة تري فيها تعديلا لحياتها الكئيبة )

**************

بعدما انهت سارة وصلة التوبيخ لليث ... عادت لغرفة بشاير محملة بالمسليات والحلوي وحاسوبها الشخصي... وفي نيتها التسرية عن المسكينة بليلة فتيات فقط...فقط للاكل ونتفليكس
( انهينا فيلمين ...وباقي ستة أفلام في سلسلة هاري بوتر)
هتفت سارة بحماس وأسماء العاملين في الفيلم تجري علي الشاشة قبل ان تبدأ الجزء الثالث من السلسلة
( اتعرفين ان ليث يلقب حرب بفولدمرت خلف ظهره!)
قالتها بشاير بكسل وهي ممدة علي السرير ولازالت تحشي فمها مقرمشات
ما دفع سارة لان ترد بغيظ
(اتعرفين ان الهدف من تلك الليلة هو نسيان ليث .. وليس جلبه للحديث كل لحظة؟)
قبل ان ترد بشاير سمعا طرقة عنيفة علي باب الغرفة قبل ان يفتح دون استئذان... ويظهر خلفه سلام... وقد انتفخت اوداجه وبدا الغضب عليه واضحا
(مدام سارة)
انكمشت الفتاتان في مكانهما مع صراخه الذي رن في البيت كله
(زوجك في انتظارك يا هانم في غرفتك منذ ساعة وانت هنا تعيشين مراهقتك)
تأتأت سارة تحاول استجماع شجاعتها
(انا..انا سأنام..)
وقبل ان تستطرد كان سلام يزأر كليث علي وشك الانقضاض
(انت ستنامين في غرفة زوجك والا قسما بالله لن ترضيك ردة فعلي)
لأول مرة تراه كلتاهما بهذا الغضب والانفعال... لذا اشارت بشاير لسارة ان تذهب... والأخيرة اطاعت

في غرفتهما ... سارعت سارة الي السرير متمددة فوقه... كطفلة تهرب من العقاب بالنوم
تصورت ان سلام سيحاول احتضانها او الاقتراب منها... وتحضرت للرفض بغرور ...لكنه لخيبة املها... لم يفعل
جلس سلام علي طرف السرير واضعا رأسه بين كفيه... وفي لحظة لان قلبها لان تراضيه ... ولكن الكثير من الجروح حتي لم تطب بعد
( سارة)
لم تجب... ولم يحتاج تأكيدها انها تسمعه... فأحساسه بها واضح
لذا استطرد بلهجة يملؤها الهم
(انا في وضع لا احسد عليه يا سارة... لسنوات كنت مجرد صورة وحرب هو المسير لكل شيء... والان ترك كل شيء معلق واختفي... الاعمال والشركات والعلاقات التي تزداد كل لحظة سخونة مع عائلة اصلان
علي الرغم من قوتهم ... لكننا اكثر من قادرين عليهم
لكن اتستحق غرام منا هذا؟)
هل ينتظر اجابتها؟ ان كان هذا هو الحال... فهو متوهم...
كيف تجيبه وقلبها يشتعل غيرة من نبرة الحنان في صوته حين ينطق بإسم غرام... لذا سألت بثبات كاذب وقلبها يكاد يقف خوفا من الإجابة
(هل تحبها يا سلام! )
واجهها بقوة هاتفا
(كبشاير لا اكثر)
جابهت وقد بدأ صوتها يخونها
(ولكنك كنت علي اتم استعداد للزواج منها)
دلك جبهته بيده والارهاق باد عليه... قبل ان يشرح
(متي تفهمين يا سارة! متي تفهمينني
انا علي استعداد لاطاعة حرب حتي وان طلب مني ان ارمي نفسي من فوق جبل... كما إن لغرام في عنقنا دين ان نراعها.. فقد اذي والدي والدها كثيرا)
اقترب منها بجسده ... حتي أصبحا متلاصقين يبثها حرارة مشاعره مع حرارة جسده
( انا اطعت حرب في كل شيء... ولكني ابدا لم اطعه في الابتعاد عنك...
هناك الكثير مما لاتعرفين... ولا اطلب منك الانتظار حتي اشرح... ولكن دعيني احكي لك علي مراحل... فإن الحكاية مؤذية لابعد الحدود)

***********
عاد حرب للبيت الامن بعدما قضي ساعات في المشي
لم يخطط ان يغب كل هذا... ولكن الأفكار سرقته حتي فوجئ بنفسه امام المزارع البعيدة
أفكاره كلها عنها...
والسبب في مغادرته إياها... هي
فاليوم كله كان اقسي عليه من ان يستوعبه
تمتم حرب كالثمل كحاله منذ الصباح
(لقد اعدت لي الطعام
لقد لمست شعري ومررت مرمر اصابعها بين طياته
لقد ضحكت لي وحاولت اضحاكي)
دلك رقبته كدأبه طوال اليوم ... يحاول جاهدا التخلص من الغصة
(وقد ادركت ياحرب ماحاولت التعامي عنه لسنوات
ادركت انه ان حاول غيرك لمسها.... بحجة واهية كحجة انه زوجها ... سترتكب جريمة)
لسنوات ظل يخدع نفسه ويجاريها في غيها... انه سيزوج غرام لسلام
فقط لادراكه ان سلام ابدا لن يتزوج !غرام
لقد ابتدع كذبة ليخدع بها نفسه قبل الجميع.
وصل للبيت وقد خلع قميصه بعدما عبأه من احدي المزارع خضروات وفاكهة وجمع اطراف القميص رابطا إياها مع بعضها...
ناسيا ان ثمن قميصه يقارب الالف جنيها... متذكرا فقط سعادتها المتوقعة حين تري حمله

حاول دفع الباب ...لانهما منذ وصلا لم يغلقاه ابدا بمفتاح... ولكن الباب لم يفتح
تعجب حرب من ذلك ...واوعزه ربما لخوف غرام لانه تركها وحدها طوال اليوم
فأخرج المفتاح من جيب بنطاله... واداره
الباب غير مغلق من الأساس... اذن اين العلة؟
طرق الباب بتهذب مناديا
(غرام...الباب لا يفتح... هلا ادخلتني! )
نعم بتهذب ولكن الامر لا يخلو من لهجته وطبعا لن يقول من فضلك..
لازال حرب العلي... ام تراكم نسيتم!
(من بالباب؟)
سؤالها ممطوطا مستهزئا ... جز حرب علي اسنانه ليجيب بصرامة
(افتحي الباب يا غرام ... لا وقت عندي للعب الأولاد الصغار)
سمح لجسده ان يستجيب لقشعريرة سرت فيه وهو يستمتع بضحكتها المشاغبة
(حقا لاتملك الوقت! ظننتك خطفتني للعدم هنا ولا نملك هاتف او سيارة... لم اعرف ان وراءك الوزارة والديوان)
خبط حرب كفيه وهو يهتف باندهاش
(من اين لك تلك الوقاحة! وانت من يومين فقط كنت لاتقوين علي تحيتي!)
عادت تضحك غير مبالية بمراهقته التي تأن عليه الان في قلبه... وفي أماكن اخري
(لاني من يومين لم اعرفك كما اعرفك الان)
ثم لاحقت قبل ان يسأل
(ولا تسألني كيف اختلفت المعرفة لاني انا نفسي لا اعرف)
ساد الصمت للحظات وغرام علي ناحية تنتظر ما سيقول.. وحرب علي الأخرى يتمني لو فتحت الباب ودعته للدخول
دعته بكف مفرود
(هلا راقصتني يا حرب!)
سيقبل كفها ويُقبّله... ثم يراقصها ... رقصة هادئة علي انغام غربية تدعوهما للتلاصق.. للتذوق..لل..
(حرررررب) صوتها الصارخ ايقظه من غمرة أحلامه...
(نعم يا غرام)
هو نفسه لم يتعرف علي صوته ... صوتا غريبا عنه
فيه رنة تقول " لقد اسقطت كل حصوني... وتخلصت من كافة دفاعاتي... أرجوكِ اقبليني"

هل ترجمت هي كل هذا في صوته؟ ليس تماما... ولكنها شعرت بحاجة أمومية ملحة كي تطريه
(اتعرف اني لم اشك للحظة انك تركتني ورحلت! بالرغم عن غيابك ساعات... لكني اعرف انك لن تؤذيني بهذا الشكل)
ثقتها فيه كانت كصدمة كهربية فولت عالي...اضعفت ركبتيه ... حتي كاد ذاك الرجل القوي ان يخر راكعا
فهو رجلا لم يثق به يوما احد...
حتي أخيه وصديقه... يعرف انهما لا يثقا به
وتأتي هي... تضيف علي صفة الاولي التي اتخذتها في كثير من جوانب حياته لتضيف اخري
الحبيبة الاولي
الضعف الأول
الثقة الاولي
وفجأة قرر حرب .... ماذا سيحدث ان اقر لها الان واعترف بكل ما في قلبه!
سيقول من خلف الباب المغلق
(غرام... انا اعشقك...لن تتزوجي سلام ولا غيره
انت ستتزوجيني انا... وستضعين من براءة قلبك علي قلبي الملوث فتعيديه نقيا
حتي وان كنت لا تحبيني... لا لن اجبرك.. ولكني سأجبر قلبك اللين علي حبي )
فتح فمه مستعدا وقبل ان ينطق بكل ما يجيش في صدره ... فتحت غرام الباب... وكأن رادار قلبها لازال رافضا لاعترافه
(من اين لك كل هذا!)


أجاب حرب رافعا كتفيه بلامبالة
(وجدتها في مزرعة علي الطريق)
صفقت غرام يديها بسعادة وهي تلتقط حبة حبة من الخضروات في قميصه الذي تحول لقفة خضار...
وقبل ان تتحرك سألت ولازالت تعبث بالخضروات
(كم دفعت ثمنا لهم!)

صوتا ساخرا من بين شفتيه ...ثم أوضح إجابةً لملامحها المستفهمة
(ادفع لمن! كل تلك الاراض ملكي وهم مجرد مستأجرين! ادفع لاخذ مما املك!)
شهقت غرام وهي تهتف ضاربة علي صدرها
(سرقتهم يا حرب! استغفر الله ... استغفر الله ... تفكيرك اقطاعي رأس مالي كتفكير المستعمرين)
اتسعت عينا حرب لرد فعلها المبالغ فيه وهو يبادلها الهتاف
( يا مجنونة ... انها مجرد مجموعة من الخضروات... هل وصلك خبر اني خطفت بنت احد المزارعين وغررت بها)
تخصرت وهي ترفع حاجبها مجابهة إياه
(لا استبعد ..ان كنت قد اغتصبت بضع حبات الطماطم دون وجه حق)
كان دوره ان يشهق مقلدا إياها
(اغتصبت ! استغفر الله... استغفر الله)
فوجئ بها تتحول وتنفجر ضاحكة علي أسلوبه ومايقول... وقبل ان يغرق في ضحكتها قاطعت استمتاعه مؤكدة
(ان لم تدفع ثمنهم...لن ألمسهم او اكل منهم...وكي اتأكد انك ستدفع ثمنهم... سآتي معك)
وحرب.... حرب العلي ...ألتف صاغرا وانتظر تلك التي تعيد تربيته من جديد





وجدير بالذكر

حانت لحظة الحقيقة)
وفي لحظة خاطفة كان قد اطلق النار علي الرجل بين عينيه فأرداه قتيلا
صرخ سلام صرخة مدوية... ثم سقط مغشيا عليه
اما الاخر... فلازال علي وقفته للحظة.. قبل ان يلتفت لابيه سائلا بحرفية

قبلها بيوم
سمع بكاء امه من الغرفة
ادعي حرب للحظة انه لا يبالي
فبالتأكيد السبب والده... خانها..تزوج اخري في السر...لن يستبعد ان يكون حتي ضربها
ولكن قلبه نهره ودفعه دفعا كي يطمئن عليها
لم يطرق الباب...بل دخل حرب ليري امه راكعة امام السرير...دافنة رأسها في طياته
(امي .. هل انت بخير؟)
رفعت رأسها بسرعة... ولم تقف... بل زحفت اليه علي ركبتيها لتمسك بساقيه متوسلة متذللة
(حرب...حرب انت نجدتي من السماء...يزن سيأخذكما غدا ليختبر رجولتك انت واخيك
سيختبر كم انكما تشبهونه...)
كلماتها متفرقة متقطعة غير مفهومة
(سيري هل بقلبكما بذرة شر مثله ام لا... سلام سيرسب في ذلك الاختبار ،.. انا متأكدة)
جرحه يقينها انه-حرب-علي عكس سلام ...قد ينجح في اختبار الرجولة
شدت علي كفيه ولازالت علي تذللها
(يجب ان تنجح يا حرب...نجاحك سيمتص رسوب سلام والا...سيقتله)
كانت قد وصلت لحالة هستيرية حقيقية وهي تهلوس
(سيقتله كما قتل عمك يزيد)
فجأة هدأت تماما...وبالرغم من ان حالتها السابقة لم تصيبه حتي بإضطراب فنظراتها الميتة الان اخافته
(نعم سيقتل ابوك سلام كما قتل يزيد...
ابوك قاتل وانا ..انا مجرمة لاني عرفت وسكتت
وانت الان مجرم ...لانك تعرف ولن تتمكن يوما من الإفصاح
انت مجرم مثل والديك
ملوث بالدماء)




لذا فكان تعليقه علي مقتل الرجل
(وكيف سنتخلص من الجثة؟)


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:27 AM   #346

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

بشاير 11

سارا لما يقرب الساعة في ظلام الليل لكي يصلا لتلك المزرعة النائية
ولكن كلاهما ابدا لم يشعرا بالتعب...
كانت غرام تشعر كأنها ريشة... خفة روحها اضافت لخطواتها طفولية وسعادة
(كل هذه السعادة لانك تسيرين جواره؟)
نهرت نفسها علي سؤالها الاحمق ونفت مؤكدة
(لا ....انا سعيدة لتمكني أخيرا من الخروج بعد ان كنت محتجزة)
ضحكت نفسها علي نفسها ساخرة
(هل صدقت كذبة انك مختظفة ووانه يحتجزك ! حسنا ...ستواتيك الفرصة في خلال دقائق ...استغيثي بساكني المزرعة)
حين وصلا للسور القصير للمزرعة ...وقفت امام حرب ...تراجع قرارتها
وياليتها لم تقف امامه
نظراته مع ملامحه ..جعلاها اسيرته
لم يعد بإمكانها انكار جاذبيته التي تربكها وتحبطها...
تحبطها لانها تهزمها وتدك حصونها
اما نظراته ...فكيف ستشرح ما تراه في نظراته
ذلك الاطمئنان في عينيه...من اين أتاه!
وكأنه يعرف يقينا انها لن تبتعد
من اين أتاه اليقين!
(غرام...)
اسمها منه ايقظها من افكارها المتخبطة...
لم تجب...ظلت عينيها تروح وتجئ ما بين حرب الواقف في انتظار...وبين النافذة المضأة
قبل ان تتنهد باستسلام معلنة
( اترك لهم المال لنذهب)
اخرج حرب حفنة أوراق نقدية من جيبه تكفي ثمنا لمحصول كامل ...ولكن غرام لم تكن منتبهة لذلك بل لحبل الغسيل علي الجانب الاخر من السور
تسللت بخفة فأر للحبل..وانتزعت من فوقه بسرعة بضع قطع من الملابس لم تنتبه تماما لكينونتها...ثم همست لحرب بحماس
(اجر بسرعة)
ودون تفكير منها ..ودون ان ترأف لقلب المسكين...قبضت علي كفه وشدته راكضة ليركض معها وقلبه يسبقهما بأميال...يلتفت اليه ساخرا من حاله
فكل ما فيه يرتجف...يحمد الله ان الرجفة داخلية والا كانت الأرض تحت قدميهما اهتزت من هول الاضطراب الذي ألم به
كانت كما لم يراها من قبل...عينيها تلمع مع ضوء القمر وضحكاتها تسابق الهواء الذي يغازل شعرها بصراحة شعر عمر بن أبي ربيعة
وفجأة وصلت مشاعره للحد الذي لم يعد معه قادرا علي استيعاب ما به
رجولته كلها مستفزة ومستنزفة ..وهي بريئة لا تدري ان يدها القابضة علي يده تفعل به الافاعيل
ودون ان يفكر...غادر عقله جسده ...واصبح الأخير حر التصرف..فما كان منه الا ان انتزعها من فوق الأرض انتزاعا وحملها ...ذراعا تدعم ما خلف ركبتيها والاخري تدعم ظهرها.
رد فعل خائف منها للمفاجأة ...جعلها تلف ذراعيها حول رقبته الدافئة..وقد أصابها فجأة الخرس
لم تستغرق حالتها سوي ثانيتين ...ثم استفاقت لتسأل بصوت مرتبك..تعبث حرارته برقبة المسكين
(حرب...لما تحملني!)
فجأة عاد عقله لجسده...كحجر رمي من علو فنفذ
وقف مكانه ولازال يحملها...ثم دون كلمة انزل حمله الغالي..وشرح بصوت ثابت جدا وهو يتلفت حوله كمن يبحث عن شيء او شخص
(ظننتك طلبتي ان احملك؟ اذن من اين اتي هذا الصوت؟)
وكأي انثي عاقلة...ارتعبت غرام من تلفته حوله وادعائه سماع صوت ما...خاصة مع البراح الخال حولهما من أي صورة من صور العمال
فأنكمشت جواره...وعادا يسيران بهدوء...وكلاهما تائه في لمسة اراداها تدوم





ما ان وصلا للبيت حتي هتفت غرام بحماس
(سأستحم واغير ملابسي أخيرا... وانت استعمل الحمام الصغير في الجراچ)
غمغم حرب بغيظ
(انا؟ استعمل الحمام الصغير..؟ ان قالها لي رجلا او حتي امرأة غيرها لكنت قتلتهم ...لا اصدق ذلك)
ظل حرب يرغي ويزبد... ولكنه داخليا يعرف انه يحاول جاهدا ان يصرف عقله عن صورتها بين ذراعيه وهو يحملها تلك اللحظة الثمينة.
زاد من برودة الماء الجاري كي يتخلص من اثار دفئها علي صدره
وكلما زاد برودة الماء...عانده جسده اكثر وألصق رائحة غرام بمسامه اكثر
لم يدرك انه اطال البقاء في الحمام بشكل مثير للريبة الا حين خرج ليجدها في المطبخ وقد بلدت ثيابها بالجلباب الحريمي المزركش بالألوان والورود الذي سرقاه
وقفت تقطع الخضار الذي جمعاه بحماس وهي تغني بصوت نشاز ولكنه لازال يصيب قلبه بسعادة عجيبة لم يجربها من قبل

اشترونى واشتروا خاطر عيونى .. ريحونى
ياللى غاويين تتعبونى .. ريحونى
سدقونى دا النهارده انا بين اديكوا صدقونى
بس بكره هتدوروا موش هتلاقونى
سدقونى بكره هتدوروا موش هتلاقونى

اشترونى واسهروا على راحتى ياما
ياللى جوه قلبى علمته علامه
واسآلونى وديتى فين الابتسامه
قبل ما انسى وافتكر وتفكرونى
سدقونى دا النهارده انا بين اديكوا صدقونى
بس بكره هتدوروا موش هتلاقونى
سدقونى بكره هتدوروا موش هتلاقونى

اشترونى واعرفوا قيمه غلاوتى
واسمعونى ياللى مش عارفين حكايتى
بالكلام الحلو ترجعلى ابتسامتى
ده الزمان والحب ياما توهونى
حين وصلت لتلك الجملة التي رددتها بحرارة قاطعها بحدة
(أي حب هذا يا انسة غرام!)
شهقت غرام مفزوعة وقد كانت غارقة تماما في الاغنية وفي إحساس ابله لازال يعتريها منذ حملها حرب
(افزعتني يا حرب والله)
وكأن حاجزا بينهما انهدم...او حبل بينهما وصِلَ..
وجد حرب نفسه بتلقائية يقترب ويطبطب علي كفها المرتاح علي طاولة المطبخ متمتما وعيناه تلتهمان شعرها المبتل
(سلامة قلبك من الفزع...لكنك لم تجيبيني أي حب هذا الذي تتحدثين عنه؟)
احمر وجهها وشعرت بحرارته قطعا تصل للواقف امامها...يكاد يردي قلبها قتيلا بوسامة طلته البسيطة
(ذلك هو العرق المصري بي...فنحن نغني عن الغدر والخيانة والحب والفراق ولم نجرب أي منهم)
كانت تتحدث وهو يسمعها ..وكلاهما لم يفكر في زحزة كفه بعيدا عن الاخر...لذا همس حرب بصوت ابح
(اذن غني لي...
غني عن اجمل انسانة رأتها عيني...
غني عنك يا غرام)
لا يدري ما أصابه...شعورا اشبه بحمي تصرخ عليه ان كفه فوق كفها لم يعد يهدئ من لهيبه..لذا انحني حرب بخفة ليست منه..وطبع قبلة ناعمة تشبه الخد الذي استقبلها
لولا صوتا مكتوما أصدرته لكان تبعها بأخري اكثر حرارة
لم يعتدل من اقترابه منها بل استطرد هامسا قرب اذنها
(علي فكرة عادي ان اقبلك ...انت ابنة عمي)
بادلته الهمس بمثله وكأن الدنيا كلها تحاول التلصص علي حديثهما
(لكن سلام لم يفعلها يوما)
اعتدل وقد عادت الصلابة والعنف لصوته
(كنت قتلته ان فعلها)
أمالت رأسها للجانب وهي تستكين لكفها الذي خبأت به القبلة ككنز ثمين
(ظننت الخطة ان تخطفني كي تجبرني علي الزواج من سلام؟)
لم يجب حرب...
وقفا متقابلين وكلاهما يحمل سؤالا لا يتوقف عن الدوران في عقله بجنون
اما هي فسؤالها عنه...ماذا تعني القبلة؟ هل هي حقا قبلة اخوية ام ان ما بدأت في استنتاجه صحيح؟
اما سؤاله فعنها...هل ما يراه في عينيها قبول له ام قبول بأمر واقع؟



جلسا في صمت يتناولان الطعام...والنافذة تخبرهم ان الصباح باغتهم ولم يناما...لذا وقفت غرام معلنة بإرتباك
(سأدخل للنوم)
هز حرب رأسه...وكطفل صغير انتظر عاقدا اصبعيه متمنيا...حتي كاد قلبه ان يتوقف حين همست بخجل
(هلا نمت كأمس؟ فأنا لا احب النوم وحيدة)
من حماسه وهو يقف ليلحقها ...انقلب المقعد الذي كان جالسا عليه ولكنه لم يبال وهو يردد لنفسه
(ارجو ان تمرر اصابعها في شعري كأمس)





حتي هي لم تنم...
تطلعت سارة في المرآة لجفونها المنتفخة وعينيها المحمرة...عندها تصوير اربع مشاهد اليوم وستظهر كزومبي
لكنها لم تنم
كيف ستنام بعد ما سمعته من سلام
فقد حكي لها الكثير عن حرب...قصصا لم تتخيل يوما انها قد تحدث علي ارض الواقع
حكي لها عن أب...شجع ابنه ان يقتل قلبه وانسانيته ...
حكي لها عن ام... زرعت داخل ابنها فكرة انه مجرم...فقط كي تبرر لنفسها إخفائها جرائم ابيه
وحكي لها عن حرب... اضطر دوما ان يظهر اسوء ما فيه كي يحمي احبته
فما فهمته سارة... انه حين هددها حرب بفضحها ..ما كان يفعلها الا ليمتص غضب والده ويصرف نظره عن ايذائها او إيذاء أمها
حين كان يبعدها عن سلام... خوفا من بطش ابيه
لن تنكر انها لازالت لاتستسيغ جرح ان زوجها لسنوات اقنع ابنة عمه ونفسه انه سيتزوجها فقط ارضاءا لحرب
ولكنها تتفهم
(دوما يقولون ان زوجة الكبير هي من تدير العائلة)
حدثت سارة نفسها بتلك الكلمات في المرآة بعزم وتصميم
(اذن حان الوقت لاصلاح تلك الفوضى)
غادرت غرفتها لغرفة بشاير توقظها
(بشاير)
اعتدلت بشاير ولازالت اثار النوم تداعب جفنيها ...لتستفيق بسرعة وهي تري تصميم سارة علي ملامحها ...خاصة مع اعلان الأخيرة
(انت صرفت نظر عن ليث وقررت الزواج من ابن اسمهان...اذن هيا)
نظرت لها بشاير بعد فهم متسائلة
(هيا ماذا!)
ابتسمت سارة بتشف معلنة
(لقد اعجبتني خطة ليث للايقاع بحرب... لدا فقد حانت لحظة قلب الأدوار)





في منزله استيقظ الغوريلا ...ودعونا نؤكد علي ان ليث حين يستيقظ يكون غوريلا بحق
علي نغزات امه في جانبه وهي تصرخ بأعلي صوت
(يا باشا...استيقظ هاتفك لم يتوقف عن الرنين من ساعة...واليوم يوم اجازتي الوحيد)
اعتدل ليث مستندا علي مرفقيه... ولكنه لم يأخذ الهاتف من امه بل غمغم
(امييي هل توقظيني لاجل احمق لا يتوقف عن الاتصال في صباح الجمعة...اغلقي الهاتف)
اجابت امه بسخرية
(ليس احمقا ...بل حمقاء...اسمها سارة وحين لم ترد أرسلت " سأساعد بشاير")
انتفض ليث واقفا ليجذب الهاتف من بين أصابع امه بفظاظة غير مقصودة...جعلتها تسبه بأرستقراطية مفقودة
اما هو ...فكانت تروس عقله تدور وتدور في جنون وهويحاول استيعاب ماتعني سارة بأنها ستساعد بشاير...فتلك كلمات لاتدعو للخير ابدا
(ماذا تعني سارة بتلك الكلمات او بذلك التهديد؟)
لم يدرك ان صوته مسموع لامه الا وهي تسأله بفضول
(الموضوع غير مريح بالمرة... ماذا يحدث يا ولد؟)
تطلع في امه وداخله تساؤل يضعه في بؤرة الذنب
لماذا لم يخبر امه ابدا عن بشاير ...بالرغم من انه قد يخبرها بأي شيء دون خجل او خوف من اعتراض؟
هل ما قالته سارة صحيحا! هل يري بشاير كأبنة يزن العلي ويخشي او يتحرج من نظرة امه لها!
لذا وقف عاقدا ذراعيه وفي حالة دفاعية ... في حالة ما اذا تحدثت امه بسوء عن بشاير
(امي....انا احب بشاير العلي)
عوجت امه فمها من اليمين لليسار قبل ان تقول بلهجة تمثيلية
(والله اسعدتني...فقد ظننت انك تحب اخيها...فكما تعرف سلامة السيكس باكس وعضلة الباي والتراي ليس دليلا علي سلامة باقي الأعضاء)
ضحك ليث علي امه التي شاركته الضحك للحظة...ثم سأل بصراحة
(ألم تزعجك الفكرة وانت تعرفين كل ماتعرفين عن ابيها بحكم انك في مجال الاعمال)
اجابت امه بحنكة سيدة الاعمال
(معني سؤالك ان الامر يشغلك انت ويزعجك... ان تجاوزت انت عنه فما دخلي انا؟)
تهرب من سؤال امه بالاجابة علي رسالة سارة
"ماذا تعنين"
لتجيبه دون انتظار
"اعني اننا في الطريق لبيت العريس الذي نسينا اسمه ولكن والدته اسمها اسمهان"
وفجأة اغلق هاتف سارة
نظرت امه بريية لليث الذي احمر وجهه وتعالي صدره في محاولة للتحكم في غضبه قبل ان يقول من بين اسنانه
(امي ...اتصلي بالمحامي...اعتقد اني سأرتكب جريمة خلال الساعة القادمة)




من اين واتتها الشجاعة والجراءة!
هي أصلا شجاعة جريئة لا تخشي المواجهة
"نعم ...فدوما خلفي ليثا يحميني"
وقفت بغتة امام الفيلا الراقية وهلع يصيب افكارها
(دوما كان ليث خلفك يحميك يا بشاير ...فبمن ستستغيثين الان وانت تعاديه هو)

استقوت بصلابتها وبسارة التي تشير لها بإبهام مرفوع

خطوتين فقط اتخذتهما بشاير قبل ان تقف خلفها سيارة بصوت عال افزعها
ترجل ليث من سيارته وهيئته لا توحي بخير ابدا
بنطالا جينزا ازرقا...فوقه تيشرت منزلي اخضر..وفي قدميه يرتدي شبشب حمام
لم تره يوما رغم العشرة الطويلة بتلك الهيئة المبعثرة...لذا حين هتف او زأر ان صح التعبير بصوت مخيف
(ماذا تفعلين هنا يا بشاير؟)
ردها كان
(هل تدرك انك ترتدي شبشب الحمام في قدمك يا ليث؟)
وضع قبضته في فمه يعض عليها بقوة ..كي يمنع نفسه من لكمها...فلا زال باقيا علي انفها الجميل
(بشاير...هيا علي البيت ...واعدك ان اغير الشبشب هناك!)
ضحكت بشاير ساخرة وهي تقول بمرارة
(أي بيت يا ليث! لم يعد هذا البيت بيتي...البيت بيت سارة وغرام...اما انا...فربما اصبح هذا بيتي)
مع كلماتها كانت تشير لفيلا اسمهان...التي خرجت من البوابة مسرعة
(طبعا يا حبيبتي...البيت بيتك وانت ملكته..)
ثم ألتفتت لليث بحسم
(وانت ...هيا ...عد لبيتك وألبس حذاء)
ضرب ليث كفيه ببعضهما وهو يهتف
(ما مشكلتكما مع شبشبي! هل يشكل لكما ازمة...اذن..)
واقرن قوله بأن انحني خالعا إياه ورماه في عرض الشارع ...ليقف امام الامرأتين حافيا عاقدا ذراعيه
(وانت يا حاجة...ادخلي لبيتك من فضلك ولا تتدخلي في شئون عائلية)
شهقت اسمهان علي وقاحته وهي تشد بشاير من ذراعها اليها
(شئون عائلية؟ وما دخلك انت في الشئون العائلية...انت مجرد حارس خاص)
شهقة اخري جعلت ثلاثتهم يلتفت مع اقتراب ام ليث التي لم يلحظ وصولها احد سوي سارة التي تركت سيارتها لتنضم اليهم خوفا من تصاعد الموقف
(انت ...كيف تتحدثين مع ابني بهذه الطريقة! ثم ان بشاير وليث موعدين لبعضهما منذ زمن ...اخرجي انت من القصة كلها)
ضحكت اسمهان ضحكة تقطر سخرية وهي تتخصر بعدما تأكدت ان بشاير خلفها
(حقا! موعودين لبعض منذ متي؟ كلامك لا يدخل في ذمتي بقرش بعدما جلس ابنك في جلسة طلبنا ليد بشاير)
تطلعت فيه امه بعينين تطلق شررا وحمما حتي انه برر كطفل مذنب
(ماما...لم اكن اعرف سبب حضورهم)
شهقت بشاير وكادت ان تكذبه لكنه نظراته الزاجرة ألجمتها
(صلوا علي النبي يا جماعة)
أخيرا تدخلت سارة التي جعلت الجميع يلتفت اليها وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة
بشاير ..استغاثة
ام ليث ..غيظ
ليث...نية في القتل
اما اسمهان...فكادت ان تفقد الوعي من المفاجأة
(سارة...انت لا تعلمين كم احبك يا الهي)
اشارت سارة لليث ..ففهم خاصة وهي تتحدث بود ونجومية
(حقا...اذن اسمحي ان اعزم نفسي عندك علي فنجان قهوة لاشرح لك الامر برمته)
في نفس اللحظة كان ليث يشير لبشاير ان تتبعه...لكن اسمهان قبضت علي كفها وعينيها علي سارة
(طبعا طبعا سيكون ذلك يوم هنا وسرور...هيا للداخل )
قادت اسمهان سارة وبشاير وحتي ام ليث للداخل...ولم تنس ان تغلق الباب بعنف في وجه ليث

شعر ليث في تلك اللحظة انه سيصور قتيلا بكل تأكيد لذا لم يجد بدا من ان يأخذ سيارته ويسارع لبيت العلي
هناك كان سلام في المكتب يحاول لملمة الأمور المبعثرة في غياب حرب...حين دخل عليه ليث بهيئة مزرية ...وحاف القدمين
(انا سأتزوج اختك...ولكن سأذهب أولا لارتداء حذاء )





وجدير بالذكر

ركض لغرفة المكتب حين سمع صراخ والده الغاضب
فوالده من ذوي الدم البارد ومعني انه بتلك الحالة من فقدان السيطرة...ان الامر يستدعي تدخله
سقط قلبه بين قدميه وهو يفتح باب المكتب ليجد سلام ملقي علي الأرض والدم النازف من انفه وفمه يحكي ما حدث منذ دقائق
اندفع لحيث أخيه ينوي مساعدته....حين جذب والده حرب من ذراعه بغل هاتفا
(اتركه لي...عديم النفع الذي لم يختر سوي الراقصة ليحبها)
نزع حرب ذراعه من بين براثن ابيه ...ليقول بصوت هادئ مخيف
(سارة فنانة ...ليست براقصة...)
قبل ان يقاطعه والده استطرد حرب بصوت هادئ كهدوء قاع المحيط الملئ بالوحوش
(وتلك اخر مرة تمد اصبعا علي اخي)
تغيرت ملامح يزن فجأة وغلفها هدوء يشبه هدوء حرب،،، هدوء مخيف وحشي
(اذن فلك نقطة ضعف يا حرب...ولست كما ظننتك ...انت لست مثلي)
ثم هتف بفخر مروع
(انا قتلت نقطة ضعفي)
لم تهتز لحرب ذي التسعة عشر عاما شعرة ...بل لازال علي هدوئه وهو يقول
(اما انا فنقطة ضعفي هي الحد الوحيد الذي يمنعني عنك...ألحق ادني اذي بسلام...وستكون سيد يزن في خبر كان)
لمعت عينا يزن بوحشية جعلت سلام يحاول الوقوف والهرب لكن جسده خانه
(اذن..) زادت لمعة عيني يزن وهو يتجول بنظراته ما بين ولديه ونيته لازالت غير واضحة
(لنجرب ونري)
وفي لمحة بصر كان قد لف حول حرب ليقف امام سلام ويهم بركله في ضلوعه...ولكنه لم يفعلها
وقد اصبح في لحظة ممددا جوار سلام...بعدما عالجه حرب بركلة خلف ركبته
انحني حرب وهو يمد كفه لوالده...ليعلنها بنفس اللهجة الهادئة
(لا تختبرني يا...ابي)


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:28 AM   #347

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

بشاير 12



استيقظت ...ولكنها لم تفتح عينيها المغلقة بإحكام
فالاحساس ذاته بين أصابعها كما الصباح السابق...
ولكن غرام اليوم...لم تسارع بفتح عينيها مفزوعة...
بل تركت اصابعها هناك...ساكنة طيات شعره...
حتي انها تجرأت وحركت تلك الأصابع وهي تستمتع بذلك الشعور الذي يعتريها
وكأنها فجأة ألتقت شمسا يصل لدفئها لاعمق اعماقها المتجمدة ...فيذيب ذاك الجليد ويذيبها
(كيف لم تأتني الكوابيس منذ اتيت لهنا!)
وهي تكرر سؤالها ... فتحت عينيها لتلتقي بالاجابة
الإجابة الجذابة جدا الملقبة ....حرب
فحرب المستلقي علي الأرض جوار سريرها ولازالت اصابعها بين طيات شعره ...هو الإجابة الوحيدة والمدمغة علي كل مشاعرها المجنونة
(نعم مجنونة...مجنونة ان ظننت اني احببته واصبح هو اماني...بالتأكيد تلك هي عقدة ستوكهولم)
غرام الغاضبة من غرام هتفت عليها بحزم
(حتي وان كان! استمتعي ليومين او اكثر بتلك المشاعر قبل ان تعودا للواقع)
غاص قلبها في قدميها واعترتها فجأة نوبة بكاء ملحة ...تحكمت فيها بصعوبة ...وخاطر عودتهما للواقع يفزعها
آنت اصابعها وهي تزيحها من شعره...فسكنتهما بسرعة بلمسة لجبهته...اصابعها بين حاجبيه
" اين العقد المخيفة التي كانت تخبرني انك بركان ثائر ...واجبي الابتعاد عنه..
اين هي الان؟ ولما هذا الاسترخاء الذي يجعلني مرتاحة في وجودك مطمئنة في كنفك"
نزلت بأصابعها تلمس ارنبة انفه الجذابة...سخرت من نفسها واصابعها لازالت تلمس انفه
" هل جننت ياغرام! انها مجرد انف للشهيق والزفير...تمالكي نفسك"
نزلت بتلك الأصابع لذقنه النامية...لترتسم علي فمها ابتسامة حانية لشعيرات بيضاء تلحظها لأول مرة
وأخيرا...وقد اصابت الأصابع رعشة...وصلت لشفتيه المفترقة..
تحول الدفء في جسدها لسخونة كادت بسببها ان تنهت ...
"تلك الشفتين ...لمستا خدي بالأمس..،
فيهما لمسة عنف ...تخبرني اني ملكيته
وفي نفس القبلة نعومة...تخبرني اني غالية جدا"
قاطعت افكارها آهة عميقة خرجت من بين شفتي حرب قبل ان يلف ليستكمل نومه علي جانبه
او هذا ما ظنته غرام وهي تخرج مسرعة من الغرفة
اما حرب...فبالطبع كان هو جسده وعقله في منتهي اليقظة حتي قبل ان تستيقظ هي
ولكنه لم يعد يتحمل لمساتها المغرية ببراءة علي وجهه ...وحين فقد السيطرة تماما آثر ان يبتعد عنها بوجهه...حتي لا يصدمها بمشاعر ثائرة ...لن تتحملها غرام ...ولا قلب غرام...ولا عقل غرام...ولا جسد غرام


لنصف الساعة او اكثر حاول حرب صرف انتباه جسده عن لمساتها التي لازالت حرارتها علي شفتيه... ولكن عقله كان متحالف عليه مع باقي اعضاءه...فكل أفكاره كانت تعيده اليها
"نعم فكر في ليث...ذلك الغوريلا بعقل في حجم العنبة...نعم ليث...ليث صديقك ولكنه صديق غرام...آه غرام واصابعها التي لمست شفتاي...
لا لا فكر في ابيك ...ليس هناك في الدنيا ما هو اسوء من التفكير في ابيك ليصرف انتباهك عن غرام...آه غرام وخدها الدافئ الناعم حين لمسته"
اقتنع أخيرا ان كل الطرق تقود لغرام...فنهض من نومته علي الفرشة الأرضية وارتمي علي السرير محدثا زلزالا صغيرا وهو يدفن وجهه موضع رأسها وكله يستسلم لفكرة ان جسده يعانق اثر جسدها
(حررررررب...هل ستنام للعشاء...هيااااا)
صراخها من خلف الباب افزعه واخجله من أفكاره...فهتف معتدلا
(حسنا حسنا...استيقظت)
فكر للحظة كيف سيخرج امامها بحالته المبعثرة تلك...فعاد يهتف
(اخرجي للجراج...ابحثي عن أي شيء)
سمع تساؤلها المحتار
(أي شيء؟)
فأكد بنزق
(نعم يا غرام...اي شيء..هيا)
اصاغ السمع ليلتقط همهماتها الغاضبة
(صاحي يقول خناق للبيع...مرار)
انتظر حرب حتي سمعها تغلق باب البيت خلفها...وخرج مسرعا ليأخذ حمام بارد ...والسبب معروف
فقد اعادته لمستها البسيطة لمراهق...ليس له ادني قدرة علي التحكم في جسده


" ماذا فعلت في حياتي لابتلي بمجموعة من النسوة يتلاعبن بي"
حدث ليث نفسه بغيظ شديد وهو يصف السيارة في مصفه الخاص في بيت العلي... ولكنه لم يغادرها ...بل جلس خلف المقود يعض اظافره في عادة خبيثة طفولية توقف عن ممارستها منذ سنوات...ولكن غيظه من بشاير وسارة وفوقهما امه ...اعادها له
فحين عادتا من بيت اسمهان ...حاول ليث التحدث لأي منهما ...ليقابله الصمت والرفض و الصد
بعدها لم يجد بدا الا العودة لامه علها تريح قلبه.... ليجدها في غرفتها ممدة علي اريكتها وعلي وجهها ماسك الزبادي والخيار الذي تستعمله بشكل دائم
سأل...استجوب...توسل...ولكنها تحالفت مع الصمت عليه ولم ترد عليه بكلمة ....ليعلن غاضبا
(هذا جنون... من حقي ان اعرف ما حدث في ذاك البيت)
انتفضت امه واقفة...حتي ان الخيارتين حول عينيها طارتا للارضية ... وتقدمت منه بأعين غاضبة لتقبض علي عضده... غير واعية للفرق الشاسع بين عضده العضلي وكفها الدقيق... خاصة وهي تبادله الهتاف بأخر
(حق من؟ حقك انت؟؟هذا جيد جدا...اقنعني اكثر واكثر بوجهة نظرهم عنك)
سأل وقد اصابته حالة امه بتخبط
(وما هو رأيهم؟)
وصل غيظها منه لأوجه لذا ضربته علي ذراعه مع كل كلمة
( انك اناني؟ لا تفكر الا في نفسك؟ انك جبان؟)
كلمتها الأخيرة خصيصا إهانة كبيرة في حق رجل مثله لذا هتف
( من تجرأ وقال اني جبان؟)
نظرت له امه بنظرة اوجعته...نظرة فيها خيبة امل وهي تقول
( الفتاة التي رهنت قلبها وشغلت عقلها ثم تركتها بكل دناءة...لمجرد انك خفت من قوة شخصيتها ومن صلابتها)
لم يجد ردا علي ماقالته امه...وهي تواجهه بجبنه وخوفه من ان تكسر قلبه بشاير ... من ان تغلبه بقوة شخصيتها فتركها ونسي....
نسي ان الحب ليست مباراة ولا حرب
وإنما هو إتواء..سكن... بشاير
أتت رسالة من سارة لتوقظه من أفكاره وتوقظ الوحش الساكن اعماقه في استكانة
" انساها يا ليث...لم تعد بشاير لك"



ترك السيارة متوعدا ...راميا عنه واجهة مسالمة اعتنقها منذ زمن
لم يفكر في لحظة إن كان سلام في البيت او لا... كل ما يهمه ..هي
قطع الدرج الداخلي في ثانية...ليقف امام بابها ينهت من النار التي تلهب صدره وعقله
طرق الباب المغلق بخفة مطالبا بصوت لم يبد به ما يعتمل في حشاياه
(افتحي يا بشاير الباب)
سمع صوتا مكتوما اكد له انها بالداخل...ولكنها لم تجب ...لذا أعاد الطرقات الخفيفة والغضب قد بدأ يتسرب لصوته
(افتحي يابشاير الباب والا وعزة الله سأضربه بقدمي ضربة اكسره... ولكن لاتهلعي بعدها من المعركة التي ستنشب بيني وبين اخيك حين يراني انتهك حرمة بيته)
خوفها عليه وعلي اخيها وعلي بقايا عائلة تحاول الحفاظ عليها... جعل بشاير تسارع فاتحة للباب وهي تسده بطولها متسائلة
(ماذا تريد مني يا ليث ؟ كل ما بيننا...)
قبل ان تستكمل بشاير جملتها...دفعها ليث دفعة خفيفة عنده ولكنها رمتها جالسة علي طرف السرير ...ثم اغلق الباب ووقف خلفه معلنا بصوت مخيف لمن يعي
( اكملي جملتك الحمقاء ..كي يبدأ كل مابيننا الان واعلنك في تلك اللحظة زوجتي علي الطريقة البدائية بلا مأذون او شهود)
بدا علي بشاير الخوف رغم مغالبتها للشعور ... ولكنها جلست علي طرف سريرها باستكانة تراقبه يتقافز كحبة البوشار
(ماذا حدث في بيت اسمهان؟)
فتحت فمها ولكنه قاطعها بغلظة
(لا اهتم)
تجمع الدمع في عينها لقسوة كلمته ولكنه استطرد وهو يشدها من ذراعها يوقفها امامه
(لا اهتم لانك لي يا بشاير...انت لي حتي وان كنت غبيا احمقا لم اعلنها من قبل)
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول التحكم في دمعات لا تريد ذرفها
(لقد أعلنت اني قاسية..قادرة علي الايذاء...مادة غير صالحة للزواج)
علي شعرها ارتاح كفه وكأنه يعرف ان ذاك سكنه الوحيد ...همس بصوت اجش تأثر بقربها ولمسها
( غبي واحمق... وليس علي حرج... هل ستؤاخذيني علي غبائي يا بلهاء!)
هزت بشاير رأسها وأوجاعها اقوي من ان تعطي الاهتمام الكافي للمساته علي شعرها
(لقد جرحتوني كلكم...قتلتوني بقلة الاهتمام والتجاهل...انت وسلام وحرب)
رفعت له عينين لم تعودا تحجزان الدمع وهي تحكي
(أتعرف ان حرب كان الأقرب لي في طفولتي ...كان يدللني وهو يضعني علي كتفيه ويلف بي الحديقة هاتفا ..في اسمك البر والبشري ...مقطوع لسان من يقول ان في اسمك شر....ثم وضعني من كتفيه علي مقعد الحديقة ونساني ...نساني خمسة عشر عاما)
كان ليث يسمع لها بأذن واحدة ...واذنه الأخرى مع كل حواسه منصبة علي الاستمتاع بما تلمسه شفايفه التي لمست شعرها بخفة فراشة ...فآن لتلك اللمسة التي لاتشبع...فزادت شفتيه من ضغطهما علي شعرها بنهم جعل ليث يضع كلتا كفيه فوق خديها المبتلين بالدمع ويفعل ما اشتاق لفعله منذ سنوات
فتلك الشفتين اللتين ذاقهما مرة منذ سنوات....اشتاقهما كأشتياق التائه في الصحراء للماء والظل
لم يدرك انها صمتت...فلوعته واهتياج مشاعره اقوي من كل شيء اخر
اقترب منها حتي خرجت أنفاسها تزيد من لهيبه واقترب وفي نيته وضع بصمة لن تتمكن بعدها من التغني انها ليست له
بوم....
احتاج بضع ثوان طويلة للاستيعاب... انه سقط علي الأرض بعد ان دفعته بشاير بقوة لم يكن جسده مستعد لها وهو في تلك الحالة
أشرفت فوقه بشاير متخصرة والغضب في وجهها يزيدها تخضبا
(ما سمحت لك به بشاير المراهقة...ابدا لن أكون بنفس الحماقة لاسمح لك به الان)
وغادرت مسرعة غرفتها تاركة إياه ...لازال لم يستفق من الصدمة وهو يردد
(يا لهوي علي الاحراج والكرامة المبعثرة)





تمالك ليث نفسه أخيرا وذهب يبحث عن بشاير فوجدها في الحديقة
لم تكن باكية كما توقعها او حتي غاضبة
كانت منهكة القوي ...تجلس علي كرسي الحديقة كمريضة اعياها انتظار الدواء فأستسلمت
اوجعه قلبه لرؤياها في تلك الحالة.. خاصة حين جلس امامها فلم تتحرك او تعترض
مد ليث يده الكبيرة يحتوي كفها البارد فيه...يبثها دفئا وحنانا تمني ان يصلا لاعماقها قبل ان يقول بصوت صادق
(ماذا افعل كي اكسب بشاير ثانية ! ماذا افعل كي انسيك اسمهان وابنها الذي لايتذكر اسمه احد؟)
اغمضت عينيها بإرهاق وطال استرخائها تحت لمسة كفه الدافئة حتي بدأ يشك انها فقدت الوعي
لكنها تحدثت أخيرا وعينيها تجول في الحديقة بنظرة حنين وكأنها تتطلع في اشباح الماضي السحيق
(اعد لي عائلتي... فأسمهان تعدني بعائلة جديدة
اما معك فأنا اريد عائلتي نفسها ولكن بعد التعديل
لا اريد امي...فكما نبذتني دوما سأنبذها انا واستعيض عنها بأمك
ولكني اريد سلام كما رسمته في خيالي دوما...الاخ الأكبر بقلب حنون حد الحماقة في بعض الأحيان... الأخ الذي سيري فيه اولادي بقايا جد لن يعرفوا عنه شيئا
اريد حرب كما وعدني ان يكون في صغري...اريده حصني وحماي..اريده الظهر الذي يتلقي عني ضربات الزمن
اريد غرام ... اختي التي لم اجد سواها اختا
اعرف انه من المستحيلات ان يجتمع الثلاثة مع سارة في بيت واحد ...لكن هذا حلمي)
ثم لفت كفها تربت هي علي كفه بإشفاق من صعوبة الطلب
(هل تقو يا ليث علي تحقيقه!)
احمق من يظن ان بشاير في تلك اللحظة ضعيفة...ففي عيني ليث بشاير في قمة القوة
قوة العقل...قوة الايثار... وقوة امراءة تقدر رجلها فتثقل عليه بالطلب
لن يدعي القدسية ويقول ان ضعف بشاير احزنه... بل علي العكس
اسعد قلبه ان يراها بهذا الضعف... لانها بضعفها لم تلتجئ سوي له
معقد ... عقدته طول العشرة مع أولاد العلي
لذا هز ليث رأسه بإبتسامة وهو يعود لطلبه الاثير
(اعطيني قبلة وسأجيبك)
قبل ان ترد كانت سيارة سلام تدخل للبيت ... فسارعت بشاير تترك المشهد وتبتعد

أما ليث ... فأقترب من سلام الذي تبدل كليا في تلك الأيام القليلة
لم يعد الوجه الإعلامي الذي يجذب الكل بوسامته وحسن لسانه فقط
اصبح أخر... عليه فجأة لا ان يحل محل حرب
بل ان يصلح ما أفسده الأخير ...
لقد قرر سلام وأتخذ بالفعل الإجراءات في تعديل كل مائل
ولذا سيبدأ بهذا الواقف والذي يطنه لم يلمحه مع اخته
( ليث)
وقف ليث عاقدا ذراعيه امام سلام... يظن نفسه حصينا... حتي تحدث سلام بلهجة آمرة باردة
(عد لشركتك او لبيتك يا ليث!)
تدلي فك ليث بعدم فهم ليستطرد سلام بصلابة
(عد لبيتك حتي يعود حرب ونري هل سنوافق علي عرضك أم لا؟)
بالرغم من الصدمة الا ان ليث اصطنع ضحكة مستنكرة وهو يهتف
(عزيزي .. لم اكن اسالك رأيك ولا كنت أعرض... انا سأتزوج أختك)
رفع سلام كتفيه بلامبالاة معلنا
(إن لم تعد بصديقك في خلال اربع وعشرين ساعة... انسي)
ضرب ليث كفيه ببعضهما غيظا وإستياءاً وهو يصيح
(من أين أتاك هذا البرود والسخافة؟)
تحركت انظار سلام فتبعها ليث... ليري سارة تقف خلف نافذة المكتب تراقب الموقف
هز ليث رأسه بأسي مفتعل
(يا عيني علي سيد الرجال... تخشي الجماعة!)
هز سلام رأسه وهو يجيب ساخرا
(نعم اخشاها.. فقد جربت في تلك الأيام نكدا لم اجربه من قبل... وصدقني إن لم نرض تلك الجماعة... لن يكون لك انت " جماعة " نهائيا)


وجدير بالذكر




كانت تقف في منتصف الجراج تطيعه وتبحث عن أي شيء... حين دخل الحيز الضيق ببنيته الجسدية التي تشعرها بضألة محببة
ولاتدري لما فارق الحجم هذا استفز داخلها دلالا ليس من طبيعتها
فهمست بصوت متغنج
(حررب)
تشنج جسد حرب الذي بالكاد بدأ العودة لهدوئه بعد الفاصل الأخير
(نعم..)
صوته خرج عجيبا فتنحنح كثيرا وسعل عدة مرات قبل ان يقول بصوت أراده طبيعيا
(نعم يا غرام)
ابتسمت له تلك الابتسامة الحلوة التي يعشقها...قبل ان تصفق كفيها معلنة بحماس
(لنلعب لعبة...وجدير بالذكر)
غير مدرك لتأثير اللمسة.. امسكت كتفيه ولفته ليقف امامها تماما... مستطردة
(سنقول جملة وجدير بالذكر... يتبعها بشئ لا يعرف الاخر عنه... والاستفسار او المطالبة بالشرح ممنوعة)
ثم أعطت مثالا وهي تركز عينيها في عينيه بجرأة
(وجدير بالذكر اني...كنت أكرهك)
فأجاب وعينيه لا تبارح عينيها
( وجدير بالذكر اني... لم ار سوي لم ار سوي كرهك لي بديلا كي لاتكرهيني اكثر)
عقدت حاجبيها بعدم فهم ولكن لم تسأل وانما لعبت بعد تفكير
(وجدير بالذكر اني... لا أريد العودة)
ليسارع ورغما عنه يلمسها... لانه يحتاج ذلك وبشدة
(وجدير بالذكر انه حتي وإن عدنا... سأظل أسيرك)
قلبها يكاد يغادر صدرها... وهي تفسر أخيرا نظراته وكلماته... ولمساته
(وجدير بالذكر اني ....)
بسرعة وضع أصابعه علي شفتيها يمنعها من قول ما قد يعبر عما تحمله نظراتها اللامعة في تلك اللحظة ..
بتمهل شديد... مرر أصابعه علي شفتيها صعودا ونزولا... ثم مال عليها بتثاقل يشبه تثاقل روحه المشتاقة لوصالها في التو
مال وارتاح وهو يغمر وجهه في خدها ثم يهمس
(وجدير بالذكر.. أنه لا جدير بالذكر في تلك الدنيا.. سواك)


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:29 AM   #348

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

وكأنه حلما
لم تعد الرائحة نفسها...بل خالطتها رائحة زهر الياسمين...بالرغم من ان لاهناك شجر ياسمين علي مدد البصر
لم تعد الإضاءة نفسها...بل وكأن هناك رداءا شفافا يعطي للمحيط بياضا حالميا مهدئ للاعصاب
ولكن الأخطر ... انه نفسه لم يعد هو
بل كان حربا اخرا... لاتفارق ابتسامة ساحرة شفتيه...
كان حربا اخرا... لا يتوقف عن لمسها بخفة وكأنه لا يقصد اللمسات.. ولكن ذاك النفس العميق الذي يأخذه بعد كل لمسة لكتفها او كفها تخبر الانثي المضطربة داخلها انه يقصدها.
لولا لسعة كوب الشاي بين كفيها لتأكدت غرام انها في حلم ...لا تتمني الاستيقاظ منه
ولكنها تعرف يقينا ان عليها الاستيقاظ... لانها تريد الفهم
لقد تعبت من دور الريشة في مهب رياح حرب العلي
يجب ان تكون اقوي من ان تتأثر من لمسته... احم احم ... حسنا حسنا ...ستتأثر تلك المرة فقط بإصبعيه تحت ذقنها يجبرها علي ان تزيح عينيها من كوب الشاي لعينيه المظلمة... ولكن الظلمة تلك المرة تختلف
ظلمة اصابت اوصالها برعشة رغبة في ان ترتمي في حضنه وكفي..
(لاين وصلت بأفكارك ياغرام؟)
سؤاله بالرغم من خشونة صوته كان ناعما كخيط حريري يلف رسغيها ...يكتفها..لذا كان عليها الاستفاقة بسرعة
(لما خطفتني لهنا ياحرب؟)
ظل ابهامه تحت ذقنها بينما سبابته تملس شفتيها طلوعا ونزولا... فتصيبها برجفة
(لاني اسيرك .... انا اسيرك)
ان كانت لمسته قد اصابتها برجفة فكلماته الهامسة ولكن حازمة اصابتها بزلزال
(لسنوات كنت اسيرك.. اسير لياليك الساهرة وانا اتابع خطواتك عبر الجدران... اسير كل كلمة مرتجفة تخرج من شفتيك... سميني مجنون .. لكن حتي كلماتك الكارهة كانت تأسرني)
كلماته وتلك اللمسات الحائرة علي وجهها استفزت منها السؤال
( اذا كانت كلماتك حقيقة ...اذن لم اردت ان تزوجني اخيك؟)
" اردت ان تزوجني اخيك" الجملة في بساطتها اماتته حيا... فكيف بالفعل ذاته؟ كيف وصل به الحمق ان يعتقد قدرته علي رؤيتها تزف لسلام!
الفكرة والصورة التي رسمتها في عقله ... جعلته يفقد ماتبقي من سيطرته وهو يشدها اليه... فيحتضنها ...يلف ذراعيه حول وسطها كحبل مجدول لن يسمح لها بالفكاك... ويريح رأسه علي كتفها وضربات قلبه تكاد تخترق صدره فتصلها
كل ما فيه ثائرا ...ليس قلبه فقط..
فمن يصدق ان غرام التي كان اقرب ما يصل اليها يكون من خلال الجدران التي تفصل حجرتيهما...هي الان بين ذراعيه!
(غرام...) شفتيه تهمس وتكاد تلمس اذنيها( انا معقد...مجنون ان اردت الدقة...وانت علاجي... فلا تحاسبي مجنونا علي مابدر منه... حاسبيه منذ ان يسقط عنه عذر الجنون ... أي من الان)
صمت لثانية وقد فشلت كل محاولاته الفاشلة أصلا في المقاومة
(لا حاسبيني بعد دقائق من الان ... بعد ان افعل ما تمنيت دوما فعله)
صعود صدرها ونزوله في انفاس سريعة جدا متتابعة لم يشفع لها عنده وهو يزيد من سرعة تلك الانفاس بلمسة شفتيه بخفة علي فكها .... رفع يده من حول وسطها للناحية الأخرى من فكها بسيطرة وإحكام يمنعها من اقل حركة
وهو يلحق القبلة الاولي بأخري واخري واخري
وفي كل مرة كانت القبلة تشتد تسلطا مؤثرا جدا فيها
وفي كل مرة كانت تقترب القبلة اكثر من شفتيها... حتي ندت عن حرب آهة مغتاظة فاقدة للصبر وهو ينهي تلك المسافة ما بين شفتيه وشفتيها بقبلة عنيفة ... خارت لها ركبتي غرام تماما ... ولكن حتي وان كانت لازالت تملك قوة الحركة
لم تكن لتتحرك... لم تكن لتبتعد
فعليها ان تعترف.... مذنبة هي بتهمة الوقوع في حب الغول الذي دوما خافته
عقلها واع تماما ليديه التي تتحرك طلوعا ونزولا مابين فكها ورقبتها وذراعها
عقلها واع تماما للاصوات التي يصدرها بعمق يزيد من ضعفها تماما
(أنا..) كيف تخرج من بين شفتيه الاحرف العادية بتلك السخونة... زادت من سخونة احرفه اقترابه الشديد من شفتيها
( سأعترف يا غرام بأني غارق.. اني مغرم بغرام)
كتمت أنفاسها للحظة كي لايبدد صوت أنفاسها ما رماه عليها من كلمات ... ولكن تلك الطرقات لم تكن فقط علي قلبها..
ووعي عقلها أخيرا اطرقات الباب التي جعلتها تدفع حرب بقوة... فزئر بصوت غير بشري وهو يحاول الاقتراب ثانية لتضع يديها علي صدره تدفعه لتبعده هاتفة
(الباب)
عاد لذلك الزئير الوحشي وهو يقبض علي كفيه ... يحاول جاهدا صرف عقله عما حدث من لحظات ليتمالك نفسه ثانية ثم اتجه للباب وهو يردد
( الغبي الاحمق... لم يجد سوي الان ليصل)
حين فتح الباب ... وقف امامه ليث رافعا حاجبا ببرود مستفز
(لما اشعر اني اتيت في وقت غير مناسب؟)
لولا وقفة غرام لكان حرب سبه بكل اللغات التي يعرف والتي لا يعرف ... ولكنه تمالك نفسه فقط لاجل غرام التي كانت في حالة عجيبة
وجهها ولغة جسدها كانتا دوامة مشاعر
في البداية خفضت بصرها للأرض ووجهها متخضب حمرة ...خجلا من ان يكون ليث قد فهم ما كان يدور بينها وبين حرب من لحظات
ثم رفعت عينيها لليث ببهجة وسعادة وهي تري ان أخيرا شخصا ما حاول العثور عليها
ثم فجأة اغتم وجهها واتسعت عينيها بصدمة فهم وهي تواجهه بصوت مختنق
(اكنت علي علم يا ليث بمكاني؟ ولم تأت لنجدتي! )
اقتربت منه بثورة تضربه علي صدره بصفعات واهية
(اين الصداقة؟ اين" سأهب لنجدتك يا غرام ما ان اشعر انك في خطر"؟)
احمر وجه ليث خزيا وهو يدرك تقصيره الغير مغتفر في حقها...اما حرب فسارع قابضا علي رسغيها ليوجه كفيها الصافعين لصدره بإصرار
(حتي صفعاتك لي انا...ليس لاحد غيري الحق في أي شيء منك ...انا فقط)
لم تجب ...فعينيها مسلطة علي ليث بنظرات تنطق خيبة امل ... قبل تهمس بلهجة تماثلها
(مكتوب عليِ ان اُخدع من كل ذكر في بيت العلي)
ثم سارعت للغرفة الوحيدة تحبس نفسها داخلها
ألتفت حرب لليث بعيني تطلق شررا هاتفا
(كيف تجرؤ علي خدلانها بتلك الطريقة؟)
لكمه ليث في كتفه بغل ليقول بأسنان مطبقة
(هل جننت أخيرا ولله الحمد؟ ألم افعل كل هذا لاجلك؟)
مرر حرب أصابعه في شعره عله يهدأ ويجد حلا لغضب غرام... فتذكر اصابعها في شعره ... وشعر ان وكأن الذكري وحدها كافية ان تعيد له تأثره الشديد بها
لكمة اخري من ليث افاقته وهو يزجره
(ما بك يا رجل؟ النظرة علي وجهك اخافتني... شعرت انك بعد لحظة ستسحبني من وسطي وتقبلني)
دفعه حرب بقرف شديد يكاد يتقيأ
(انت مقرف بحق... ابتعد عني ... كنت افكر فيها هي)
هز ليث رأسه بشفقة علي حال سبع الرجال صديقه
( حسنا حسنا اهدأ ... واذا ألح عليك التفكير فيها ثانية ... لاتقترب مني)
جلس كلاهما علي الاريكة يفكران في مخرج من ورطتهما .... الا وهي غضب غرام وحبسها نفسها في غرفتها
(ما العمل يا ليث؟؟)
صوت حرب لم يكن يشبهه ابدا... حتي ان ليث ألتفت له بسرعة يتأكد انه لازال هو ... حرب ... صديقه الذي رآه العالم كله كرجل اعمال معدوم القلب والضمير... هو نفسه ذلك الذي يجلس جواره متضائلا يلف كفيه حول رقبته وكأنه يحارب غصته
(اتحبها لتلك الدرجة ياحرب!)
لم يجب حرب للحظة طويلة حتي ظن ليث انه ربما لم يسمعه..
لم يرفع رأسه وكأن الاعتراف من رجل مثله حملا يثقل عنقه وكاهليه
(أحبها يا ليث... لتلك الدرجة واقوي واعمق... احبها حتي ان عمري كله ادفعه ثمنا لتلك الأيام التي قضيناها هنا ولا ابالي)
اخذ ليث نفسا عميقا واقترب من الباب المغلق وخلفه غرام... ليحادثها بتعقل
(غرام... هلا فتحتي الباب لاجل ان نتحدث كعاقلين)
خبطة قوية اخبرته ان لولا الباب بينهما لكان ما قذفته غرام علي الباب المسكين ... سيصبح في ام رأسه
(حسنا حسنا... سأتحدث من خلال الباب نيابة عني وعن حرب)
خبطتين متتاليتين جعلا ليث يلف لحرب مذعورا
(ستكسر الغرفة كلها فوق رأس الباب المسكين)
رفع حرب كتفيه بلا مبالاه وابتسامة حنان تتلاعب علي شفتيه
(تفعل ما بدا لها ... البيت وصاحبه فداها)
زفر ليث مستغفرا ومسلما امره لله وقد بدأ يتحدث الي غرام من خلال الباب
(غرام... في حياة كل انسان نقطة ضعف...وللاسف نقطة ضعفي هي ذلك الصديق الذي قابلته منذ سنوات واحببته كنفسي ... ذلك الحب تحول لاحساس عميق بالمسئولية لأنني عايشت كيف حاول اقرب شخصين له في الدنيا إقناعه انه سئ حتي اقتنع فعلا وانفض من حوله الاخيار ولم يعد له سواي ...)
شجعه صمتها فأستطرد
(لم تكن بشاير يوما سبب بقائي... فقد عرفت دوما اني حين انوي الرحيل ستأتي معي... لقد بقيت لاجل حرب ... لاجل إحساس المسئولية الذي غمرني ودفعني في بعض الأوقات لأحمق القرارات... ارجوك اعطيني فرصة اخري ...كما اني طلبت يدها أخيرا لكنها رفضت الرد علي طلبي الا بعد ان اعيدك اليها...)
جذبة قوية لذراعه لفته ليواجه حربا غاضبا
(مالك ومال اختي يا ليث؟)
اجابه ليث بصبر نافذ
(حرب يا ضنايا... انا واختك قصة قديمة... هل تريد سماعها الان ام تدعني ألعب ورقتنا الرابحة؟)
قبل ان يجيب حرب لف ليث يحادث الباب ثانية
(بشاير لم تتوقف عن البكاء لحظة منذ رحلت يا غرام...)
لحظات قليلة مرت قبل ان تفتح غرام الباب ... تنظر لكليهما نظرات غامضة لم يفسراها في غمرة سعادتهما لخروجها ... قبل ان تمد يدها لليث بنبرة آمرة
(اعطني هاتفك)
لم يتردد وهو يطيع وقد شعر انه استنزف مع غرام كل فرصة
اشتدت قبضة حرب علي كتفه ووجه شاحب يقابله بهلع وكلماتها علي الهاتف تخبرهما ان النهاية قد حانت
( ابي اصلان.... نعم انا عائدة بعد بضع ساعات ... سانتظرك انت واخوتي)



حاولت بشاير ثنيها عن قرارها ووصل الامر أن تمسكت بحقيبتها كالاطفال تخبئها منها... دون فائدة
لقد أتخذت قرارا.. متأخر... لكنها اتخذته أخيرا
وقفت بشاير تشد سارة من كفها تستجدي تلك التي وبرغم من قصر المدة الا انها وجدت فيها الصديقة الحق
(سارة... لقد تحملت طويلا... ارجوكِ تحملي القليل حتي نري تعود غرام وحرب ونري...)
قاطعتها سارة بإرهاق شديد
(نري ماذا يا بشاير؟ ننتظر ماذا؟ ننتظر ان يأتي حرب ويطردني من البيت؟ (
سارعت بشاير نافية
(ابدا لن يحدث... فغرام الان بالتأكيد لحرب ... وفكرة زواجها من سلام لم تعد قيد التنفيذ)
برغم من سلامة نيتها الا ان كلمات بشاير تجرح سارة بعمق دون ان تدري... فردت الأخيرة بمرارة
(لم اسمعه حتي الان ينفي النية عن الزواج بها... لم أسمعه ولو مرة يعبر عن تمسكه بي)
عضت بشاير شفتيها بأسي لأجل سارة ولأنها لاتجد ما ترد به فعلا... ولكن انفرجت اساريرها قليلا وهي تري سلام مقبلا يتحدث في الهاتف بصوت عال متوتر
( حسنا... لقد جمعت عددا لا بأس به من الرجال ... لا اعتقد سيصلون قبل عائلة أصلان... والأخ المحترم معك ما رأيه؟...)
انتفضت كلتا الفتاتين مع تحطم مزهرية رماها سلام بغل للحائط صارخا
(نائم! نوم العوافي علي ذلك ال****)
لم تسمعاه تقريبا يسب في حياته... وأن يسب اول من يسب حرب... فكان الموقف برمته عجيبا مخيفا
انهي المحادثة ... وصرخ ينادي أحد الخدم لجمع بقايا المزهرية المحطمة... وجلس علي أقرب مقعد...ولم ينتبه لهاتين الواقفتين
تنحنحت بشاير كي تلفت انتباه اخيها لموقف سارة... فرفع عينيه إليهما دون ان يراهما حقا... وأخفضها ثانية لهاتفه يطبع رسالة بسرعة
اغتاظت بشاير وهي تشد سارة التي حاولت الابتعاد فصرخت
(سلام)
بادلها الصراخ بمثيله
(ماذا؟ ماذا تريدين؟)
لم تجبه وانما اشارت بعينيها لحقيبة سارة كي تنبهه... وتنفست الصعداء بطريقة مبالغة وسلام أخيرا يلاحظ ... فيسأل سارة بصرامة
(لأين تذهبين؟)
رفعت سارة عينيها إلي زوجها تهتف بتكبر مصطنع
( عائدة لشقتي ... الني اشتريتها من مجهودي ... مجهود الفنانة سارة)
ضحك بسخرية وهو يرفع أصبعين لجبهته محييا
(تشرفنا يا فنانة سارة... وبعد التحية... تفضلي بحقيبتك للاعلي)
خبطت قدميها باللرض وصوتها يتعالي
(لا يا سلام... أقسم بالله..)
في لحظة خاطفة كان امامها يقبض علي ذراعها بعدما خلصه من يد بشاير التي وقفت بلا حول ولا قوة... ليزجرها بأسنان مطبقة
(تقسمين بالله! إحلفي طلاق تلاتة أحسن! فقد تبدلت الأدوار ولم أعد أملأ عينك)
التلعت سارة ريقها بخوف من هيئة تراها علي سلام لأول مرة قبل ان تتمتم
(انت ملئت عيني من اليوم الأول... لكن يبدو اني انا من لم أملئ حياتك)
ناسيا وجود بشاير ... أمسك سلام ذقن سارة بأصبعين وعيناه التي تعرف لها طرقا لاتعرفعا عن نفسها مسلطة عليها... همس بصوت سلام ... ذاك الصوت الحاني المحب.. المتوله
(سأنتهي من هذا النهار الأزرق .. وآتي إليكِ حاملا كل تأكيد انكِ تملئين العين والقلب والروح..)
علي وشك التراجع كانت سارة... حين سمع ثلاثتهم أصوات جلبة شديدة في الخارج ... وكما اقترب في لحظة.. ابتعد سلام ليستقبل عائلة اصلان... ولم ينس قبلها بطفولية محببة .. ان ينتزع حقيبتها وهو يردد " سأخبئها"


وفي طريق العودة
تلفت ليث يطمئن علي غرام وحرب...ليجد كلاهما غارق في نوم عميق
تنهد بأسي وهو يفهم جيدا...ما نوم حرب الا هروب من القادم
وما نوم غرام ...الا حزن علي حب تظنه وليدا سيفني قريبا
فعكس كافة توقعاته ان يثور وينفعل ويعلنها معارك حامية الوطيس...ما إن أنهت غرام مكالمتها مع أصلان ...حتي أثار رد فعل حرب ريبته
خلال المكالمة تجمد مطرق الرأس يسمعها...وما إن انتهت حتي رفع عينيه الحزينة يواجه اخري غاضبة... وبدلا من كل المتوقع... ألتف معلنا بصوت خفيض
(سأنتظر في السيارة)
ومنذ اصبح ثلاثتهم في السيارة ...لم يتبادلوا كلمة واحدة،.حتي فوجئ ليث بنوم الاثنين
اتسعت ابتسامة ليث ودقات قلبه تتسارع
(وهكذا عرف حرب عني انا وبشاير ولم يعلق ...لم تعد هناك أي عقبات)
عقد مابين حاجبيه مفكرا
(ولكن كيف سأجمع ولدي العلي وزوجاتهما تحت سقف واحد؟)
خلف مقوده قضي ليث ما تبقي من الرحلة يفكر في خطة ناجحة
مع اقترابهم من بيت العلي ...ايقظ ليث حرب بنداء استيقظت علي اثره غرام...
(غرام..)
نداء حرب المسترجي اوجع قلب ليث...خاصة وغرام لاتلتفت له لتترجل من السيارة...لأحضان اصلان
لم يفتح حرب باب السيارة...بل فُتِح له لتلتقطه الايد والاكف
بهاء ونور وشهاب يسددون اللكمات لحرب ...بينما سلام وليث مع ملهم ويعقوب وصقر يحاولون ابعاد الثلاثة...والاغرب ان حرب لم يرفع قبضته حتي...

همسة من تلك المتشبثة في عنقه...جعلت اصلان يحملق فيها بصدمة لثوان ..قبل ان يهتف بصرامة
(انتهينا..)
بالرغم من توقفه عن تسديد اللكمات لحرب...الا ان بهاء لم يترك زمامه قابضا علي عنقه يزأر بعنف مخيف
(ارفع قبضتك وشاجرني كالرجال)
بالرغم من كدماته...ومن غصته اللعينة...خرج صوته ثابتا مسموعا للقريب والبعيدة
(لقد اقسمت ان لا أوجعها ثانية ...)
ورفع عينين عاشقتين تنظران لتلك التي تقتله غيرة وآسي وهي تتعلق بعنق ..غيره
ولأنه يقف امام قبيلة من العاشقين لم تغب النظرة عن أي منهم ...الا ان لكمة غير متوقعة...سددت لانفه بكل قوة جعلت غرام تشهق مفزوعة...فاللكمة القاسية كانت من اخر من توقعت...وشهاب يهتف بأسنان مغلقة
(لكننا لم نقسم....بعد)
هدأت اللكمات والشجار اليدوي للحظات...استغلها حرب ليقترب من أصلان وتلك التي بكاد يسمع نبضات قلبها المذعور...ليقول بنفس الثبات وإن فضحت العينان خوفه من فقدها
(زوجني غرام)


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:29 AM   #349

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

(زوجني غرام)
أسلوبه المفتقر لللباقة... صرامة الصوت التي لاتليق بالموقف...كانتا كالقشة التي قسمت ظهر البعير عند اصلان وهو يقبض علي تلابيب حرب جازا علي اسنانه ينوي ان..
(مرحبا بالحاج اصلان...بيتنا نور بزيارتك)
تجمد الوضع للحظة قبل ان يلف الرجال وأولهم سلام علي صوت....
سارة التي خرجت من البيت في كامل اناقتها وابتسامة واسعة علي شفتيها وكأن ساحة البيت لاتشهد الحرب العالمية الثالثة
لأول مرة تراها غرام...فتسلطت كل النظرات عليها...
أولهم حرب الذي خطا خطوتين ليقف بين سارة وغرام التي اشتعل فضولها الانثوي لرؤية النجمة
نسي من حولهم ...ونسي الورطة التي لا يجد لها مخرجا وقال بصوت مسموع وهو يفسر نظراتها خطأ
(إياك والغيرة منها...فأنتِ نجمة وغيرك مجرد أحجار )
شهقت سارة وزمت فمها بغل تلعن قلبها الطيب الذي خلصه من اصلان قبل ان يسقط صف اسنان الوقح
لذا ارادت فرسه وفرس ذلك الذي لم يعترض علي إهانة أخيه لها...
فلفت حول حرب تمد يدها لغرام معرفة عن نفسها بمودة وتعاطف علي تلك المذعورة
(سارة ...ممثلة شهيرة...زوجة سلام العلي لكن يبدو ان الوضع لن يستمر اذا استمر أخيه حرب العلي علي صفاقته معي)
ابتسمت غرام لسخرية سارة من حرب...ومد يدها تصافحها متمتمة
(اهلا..)
عادت سارة بلباقة تدعو اصلان والجمع للداخل ولكنهم رفضوا بإصرار ...لم يعودوا فيه الا مع اعلان غرام الصادم
(ابي ارجوك انت واخوتي...تعالوا للداخل لدقائق...بعدها نغادر)

الجلسة اشبه بمحاكمة... لكن محاكمة جائرة من وجهة نظره...لان الحكم صدر وانتهي
" نغادر"
لكنه جلس مطرق الرأس يضع كيس ثلج علي انفه...وينتظر المقصلة

لم تعد تشبه المحاكمة ...بل هي محاكمة حقيقية...وقفت غرام بجراءة وصلابة ...وصوت مسموع تعلنها
(سأتحدث أولا...فأنا وللعجب أقل من وقع عليه الضرر في عائلة العلي..)
ضحكت ساخرة تؤكد
(نعم انا أقل الجريحات...ولكني لازلت سأوجه اتهاماتي..
ليث...انت اسوء صديق حصلت عليه...لانك كلت بمكيالين...فكرت في صالح صديق وأهملت صديق

سلام...خدعتني لسنوات تحت مسمي الحب...وكم أتمني الان لو كنت قدمت ذاك الحب في صورته الصحيحة...حب أخوي كما هو واقعه)

انتظر الجميع كلماتها لحرب... ولكنها ابت الا ان تدمي قلبه بالتجاهل...لذا لفت تواجه أخري معلنة
(دور الضحية الكبرى)
ارتبكت بشاير أيم ارتباك وهي تلاحظ ان الضوء كله سُلِطَ عليها ...وكادت ان تتقهقر رافضة القتال...لكن نظرة الذهول والاستنكار المختلطة بعدم الفهم علي وجه اخويها وذلك المسمي ظلما حبيب...جعلت الدماء تغلي في عروقها وتقف امامهم...
للعجب نظراتها لم تتجول بينهم...بل تسلطت علي واحد فقط تشكي له

هز اصلان رأسه هزة واحدة ...كافية لأن تدعوها لقول كل ما تريد
علي عكس المتوقع من المتمردة ابنة العلي ...خرج صوتها طفوليا لحدٍ بائس
(أيرضيك يا عمي ما فعلاه!
أيرضيك ان أتيتم بدل من المرة أربعة...مرة اب ومرة ام ومرتين لهما وهما يعيشان معي!
أتعرف متي اخر مرة ابتسما لي..او سألا عن حالي
أتعرف متي اخر مرة نطقا أسمي!
كرهاني ولا أدر لأي عيب ذميم بي كرهاني!)
رفعت أصبعا مرتعشا تشير لليث الذي ولأول مرة منذ زمن يشعر بدمعاته تهدد بالنزول لاجل تلك الذبيحة
(لقد اهملاني...حتي ظن اني لقمة سائغة)
اشتد ظهر أصلان بتوجس... ووقف حرب وسلام تلوح علي وجهيهما أمارات التوحش ...فضحكت بشاير...ضحكة اشبه بالعويل
(حقا؟ هل ثرتما الان وانا ألوح بشرف مهدور...لاتقلقا يا اخواي..لاتقلقا يا سنداي...انا لازلت صاغا سليما...هذا ان اعتبرنا فتاة بكرامة مهدورة وقلب متضعضع ...صاغ سليم)
وبلهجة رمت عنها الارتعاش ...أعلنت بحقد
(سأرحل مع غرام...واترك ثلاثتكم
من يخطط
ومن ينفذ
ومن يظن كذبا انه يداوي)
ورحلت...رحلت بشاير تاركة خلفها صدمة وصفعة أتت من حيث لم يتوقعاها
صفعة قد تكون مجازية...لكن وجعها كان أقوي من ألفا حقيقية


لم يتحمل ليث ولم ينتظر...بل خرج مسرعا من بيت العلي كله...
لا يدري كيف وصل لبيته ولا لغرفته المظلمة...ليطلق أخيرا العنان لدمعات لم يزرفها من زمن بعيد
صيحة والدته المفزوعة لم تغريه لرفع رأسه المطرق
( ليث حبيبي...مابك يا ولدي؟ هل تتألم ؟)
دلك ليث موضع قلبه متمتما بصوت لم يتعرف عليه
( نعم يا أمي انا أتألم ...انا جدا موجوع...بالرغم ان حتي الشعور بالالم وبيدك التي تربت علي ظهري لا استحقهما)
ثم خبط علي ذات الموضع مرددا بحرقة رجل يبكي
( لقد وقفت امام الجميع وقالت اني عاملتها كلقمة سائغة...اني اهدرت كرامتها وكسرت قلبها... انا يا أمي؟)
لم تفهم سوزان هل ينتظر منها ان تنفي وتهتف حانقة
" قطع لسانها يا حبيبي...انت لم تخطئ"
لكنه حتي لو انتظر ذلك الرد ...فلن يجده عندها...لذا قالت بقوة تشبهه
(هل تسأل يا ليث؟ والله انت فعلت اكثر من كل هذا لكن الفتاة المسكينة بالتأكيد لم تجد ما يسعفها من كلمات)
رفع ليث رأسه أخيرا لأمه مصدوما وقد صدق حدسها انه لم يرد ان يسمع منها تلك الكلمات...لكنها استمرت بصرامة تؤدبه
(ليث...انت تلاعبت بالفتاة منذ كانت في الرابعة عشر كما فهمت...هل اغضبتك تلاعبت؟
اذن لنضعها في كلمات افضل...كنت متخبط المشاعر تجاهها ...تحبها ولكن تخشي من قوة شخصيتها التي فسرتها خطأ علي انها زرع يزن العلي ونسيت مثلا اني شخصية قوية أُسير شركة كاملة لي سنوات دون ان يرف لي جفن...)
رأت عدم فهمه واضحا فاستطردت تشرح
(قوة الشخصية لاتعني انها ستحاول كسرك وتحطيم رجولتك ...قوة الشخصية معناها ان معك من تشاركك الحياة ...لا انسانة مدللة تافهة تُشعرك انك تربي طفلة)
انتفض من ضربتها علي كتفه بغيظ
(لقد رأيت يا ليث كل اوجاع بشاير واحتياجها للاهتمام والاحتواء ...ومع ذلك قررت علي رأي المثل ان تزيد مسمارا في نعشها)

تركته...تركته لضمير يجلده وافكارا تخنق الروح فيه
ووعدا لتلك التي جرحها ... انه آت للتطبيب





(زوجني غرام)
أسلوبه المفتقر لللباقة... صرامة الصوت التي لاتليق بالموقف...كانتا كالقشة التي قسمت ظهر البعير عند اصلان وهو يقبض علي تلابيب حرب جازا علي اسنانه ينوي ان..
(مرحبا بالحاج اصلان...بيتنا نور بزيارتك)
تجمد الوضع للحظة قبل ان يلف الرجال وأولهم سلام علي صوت....
سارة التي خرجت من البيت في كامل اناقتها وابتسامة واسعة علي شفتيها وكأن ساحة البيت لاتشهد الحرب العالمية الثالثة
لأول مرة تراها غرام...فتسلطت كل النظرات عليها...
أولهم حرب الذي خطا خطوتين ليقف بين سارة وغرام التي اشتعل فضولها الانثوي لرؤية النجمة
نسي من حولهم ...ونسي الورطة التي لا يجد لها مخرجا وقال بصوت مسموع وهو يفسر نظراتها خطأ
(إياك والغيرة منها...فأنتِ نجمة وغيرك مجرد أحجار )
شهقت سارة وزمت فمها بغل تلعن قلبها الطيب الذي خلصه من اصلان قبل ان يسقط صف اسنان الوقح
لذا ارادت فرسه وفرس ذلك الذي لم يعترض علي إهانة أخيه لها...
فلفت حول حرب تمد يدها لغرام معرفة عن نفسها بمودة وتعاطف علي تلك المذعورة
(سارة ...ممثلة شهيرة...زوجة سلام العلي لكن يبدو ان الوضع لن يستمر اذا استمر أخيه حرب العلي علي صفاقته معي)
ابتسمت غرام لسخرية سارة من حرب...ومد يدها تصافحها متمتمة
(اهلا..)
عادت سارة بلباقة تدعو اصلان والجمع للداخل ولكنهم رفضوا بإصرار ...لم يعودوا فيه الا مع اعلان غرام الصادم
(ابي ارجوك انت واخوتي...تعالوا للداخل لدقائق...بعدها نغادر)

الجلسة اشبه بمحاكمة... لكن محاكمة جائرة من وجهة نظره...لان الحكم صدر وانتهي
" نغادر"
لكنه جلس مطرق الرأس يضع كيس ثلج علي انفه...وينتظر المقصلة

لم تعد تشبه المحاكمة ...بل هي محاكمة حقيقية...وقفت غرام بجراءة وصلابة ...وصوت مسموع تعلنها
(سأتحدث أولا...فأنا وللعجب أقل من وقع عليه الضرر في عائلة العلي..)
ضحكت ساخرة تؤكد
(نعم انا أقل الجريحات...ولكني لازلت سأوجه اتهاماتي..
ليث...انت اسوء صديق حصلت عليه...لانك كلت بمكيالين...فكرت في صالح صديق وأهملت صديق

سلام...خدعتني لسنوات تحت مسمي الحب...وكم أتمني الان لو كنت قدمت ذاك الحب في صورته الصحيحة...حب أخوي كما هو واقعه)

انتظر الجميع كلماتها لحرب... ولكنها ابت الا ان تدمي قلبه بالتجاهل...لذا لفت تواجه أخري معلنة
(دور الضحية الكبرى)
ارتبكت بشاير أيم ارتباك وهي تلاحظ ان الضوء كله سُلِطَ عليها ...وكادت ان تتقهقر رافضة القتال...لكن نظرة الذهول والاستنكار المختلطة بعدم الفهم علي وجه اخويها وذلك المسمي ظلما حبيب...جعلت الدماء تغلي في عروقها وتقف امامهم...
للعجب نظراتها لم تتجول بينهم...بل تسلطت علي واحد فقط تشكي له

هز اصلان رأسه هزة واحدة ...كافية لأن تدعوها لقول كل ما تريد
علي عكس المتوقع من المتمردة ابنة العلي ...خرج صوتها طفوليا لحدٍ بائس
(أيرضيك يا عمي ما فعلاه!
أيرضيك ان أتيتم بدل من المرة أربعة...مرة اب ومرة ام ومرتين لهما وهما يعيشان معي!
أتعرف متي اخر مرة ابتسما لي..او سألا عن حالي
أتعرف متي اخر مرة نطقا أسمي!
كرهاني ولا أدر لأي عيب ذميم بي كرهاني!)
رفعت أصبعا مرتعشا تشير لليث الذي ولأول مرة منذ زمن يشعر بدمعاته تهدد بالنزول لاجل تلك الذبيحة
(لقد اهملاني...حتي ظن اني لقمة سائغة)
اشتد ظهر أصلان بتوجس... ووقف حرب وسلام تلوح علي وجهيهما أمارات التوحش ...فضحكت بشاير...ضحكة اشبه بالعويل
(حقا؟ هل ثرتما الان وانا ألوح بشرف مهدور...لاتقلقا يا اخواي..لاتقلقا يا سنداي...انا لازلت صاغا سليما...هذا ان اعتبرنا فتاة بكرامة مهدورة وقلب متضعضع ...صاغ سليم)
وبلهجة رمت عنها الارتعاش ...أعلنت بحقد
(سأرحل مع غرام...واترك ثلاثتكم
من يخطط
ومن ينفذ
ومن يظن كذبا انه يداوي)
ورحلت...رحلت بشاير تاركة خلفها صدمة وصفعة أتت من حيث لم يتوقعاها
صفعة قد تكون مجازية...لكن وجعها كان أقوي من ألفا حقيقية


لم يتحمل ليث ولم ينتظر...بل خرج مسرعا من بيت العلي كله...
لا يدري كيف وصل لبيته ولا لغرفته المظلمة...ليطلق أخيرا العنان لدمعات لم يزرفها من زمن بعيد
صيحة والدته المفزوعة لم تغريه لرفع رأسه المطرق
( ليث حبيبي...مابك يا ولدي؟ هل تتألم ؟)
دلك ليث موضع قلبه متمتما بصوت لم يتعرف عليه
( نعم يا أمي انا أتألم ...انا جدا موجوع...بالرغم ان حتي الشعور بالالم وبيدك التي تربت علي ظهري لا استحقهما)
ثم خبط علي ذات الموضع مرددا بحرقة رجل يبكي
( لقد وقفت امام الجميع وقالت اني عاملتها كلقمة سائغة...اني اهدرت كرامتها وكسرت قلبها... انا يا أمي؟)
لم تفهم سوزان هل ينتظر منها ان تنفي وتهتف حانقة
" قطع لسانها يا حبيبي...انت لم تخطئ"
لكنه حتي لو انتظر ذلك الرد ...فلن يجده عندها...لذا قالت بقوة تشبهه
(هل تسأل يا ليث؟ والله انت فعلت اكثر من كل هذا لكن الفتاة المسكينة بالتأكيد لم تجد ما يسعفها من كلمات)
رفع ليث رأسه أخيرا لأمه مصدوما وقد صدق حدسها انه لم يرد ان يسمع منها تلك الكلمات...لكنها استمرت بصرامة تؤدبه
(ليث...انت تلاعبت بالفتاة منذ كانت في الرابعة عشر كما فهمت...هل اغضبتك تلاعبت؟
اذن لنضعها في كلمات افضل...كنت متخبط المشاعر تجاهها ...تحبها ولكن تخشي من قوة شخصيتها التي فسرتها خطأ علي انها زرع يزن العلي ونسيت مثلا اني شخصية قوية أُسير شركة كاملة لي سنوات دون ان يرف لي جفن...)
رأت عدم فهمه واضحا فاستطردت تشرح
(قوة الشخصية لاتعني انها ستحاول كسرك وتحطيم رجولتك ...قوة الشخصية معناها ان معك من تشاركك الحياة ...لا انسانة مدللة تافهة تُشعرك انك تربي طفلة)
انتفض من ضربتها علي كتفه بغيظ
(لقد رأيت يا ليث كل اوجاع بشاير واحتياجها للاهتمام والاحتواء ...ومع ذلك قررت علي رأي المثل ان تزيد مسمارا في نعشها)

تركته...تركته لضمير يجلده وافكارا تخنق الروح فيه
ووعدا لتلك التي جرحها ... انه آت للتطبيب


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 30-03-20, 12:30 AM   #350

shymaa abou bakr

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية shymaa abou bakr

? العضوٌ??? » 355161
?  التسِجيلٌ » Oct 2015
? مشَارَ?اتْي » 3,527
?  نُقآطِيْ » shymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond reputeshymaa abou bakr has a reputation beyond repute
افتراضي

الخاتمة




بعد شهر بالكامل

دخلت دلال من الشرفة تخبط كفا بكف ثم وقفت متخصرة تهز خصرها بغيظ
(علي رأي المثل". حيرتنا يا أقرع من فين نبوسك.. "
يعني رجل طول الباب يأتي خلفك ركضا من بلدكم ...وفي النهاية تجلسيه جوار الاسطي صابر لمدة أسبوعين ما بين قهوة وشاي وشيشة)
تخصرت بشاير تقلد دلال هاتفة بعد ان وضعت طبق الفول علي الطاولة
(يا ربي ...ها قد بدأ موال كل يوم...دلال تعالي لتتناولي افطارك ولا تحملي همه)
ابتسمت غرام وهي تهز رأسها بيأس من ذلك الثنائي العجيب...
لم تتخيل غرام يوما ان تتفتح بشاير بتلك الطريقة في بيت اصلان وان تجد في دلال كل ما كانت تبحث عنه يوما...ليشكلا معا ثنائي لا يتوقف عن المزاح والمرح بحب شديد
اما من الرجل؟
فهو ليث الذي جاء منذ أسبوعين ...يوسط كل من يلاقيه كي ترضي بشاير عنه وتتحدث اليه ...فترفض الأخيرة بتعنت
(يا أبو شهاب)
وضع اصلان مرفقه علي الطاولة يريح رأسه علي كفه بأسي..." فأبو شهاب" من دلال لم تكن يوما علامة خير
استطردت السمراء غير مبالية بترقبه ...ولا ابتسامة غرام وبشاير
(عليك ان تقنع تلك المزعجة ان تتحدث للشاب...والله لا يصح ...حرام انفطار قلبه هذا...لقد استوقفني امس وانا عائدة من السوق و...)
قاطعها اصلان بأن رفع وجهه بسرعة ليهتف بأسنان مغلقة
(ولما نزلت للسوق بالأمس ووحدك يا ام شهاب! ألا ارسل لك كل ما تطلبينه اول بأول مع احد صبياني)
ارتبكت دلال ...ثم لمفاجأة الفتاتين...انقضت علي اصلان تلف ذراعيها حول رقبته مُدللة
(والله لازلت أخر صريعة "ام شهاب " تلك من بين شفتيك ياحبي)
انقلبت الأدوار وزاغت عينا اصلان في حرج شديد جعله يسعل بشدة ...ثم تمالك نفسه ليسأل
(بشاير...انا فعلا لاتعجبني جلسة الرجل امام البيت بتلك الصورة... فإن لم نذكر ان تلك الجلسة قدد تتسبب له في مشكلات مع رجال الحي...فإنه ليس من الأصول في شيء تركه معلق كل هذا الوقت)



قد تشاغب مع بشاير او تزعج الاخوة وزوجاتهم...لكن حين يأتي الامر لأصلان...تتسمر امامه بإحترام ورهبة لم تتخطاها...لذا لم ترد بشاير سوي بهزة رأس مرتبكة
فأصر أصلان
( ما معني هزة رأسك! هل علي إخباره انك مستعدة للحديث ام علي صرفه لبلده؟)
علي الطاولة ...امسكت غرام بكف بشاير مؤازرة بعدما رأت توتر الأخيرة يزيد ...وتوقعت ان يرحم أصلان كل هذا التوتر والارتباك ...لكنه لم يفعل
بل ظل يتطلع فيها بنفس النظرة المنتظرة حتي أعلنت بصوت مهزوز
(حسنا عماه...اخبره اني سألتقيه اليوم في دار" حكاية مغفرة" في تمام الرابعة)


كلما اقترب الوعد ...زاد جمودها
جمود مسكن لكل افكارها وتخبطاتها...فأصبحت كقطعة صخر ..لا تبالي
حتي اقترب ...الليث
وبرغم من ارتجافة الروح التي تعاندها لتجري اليه
وبالرغم من لهف القلب لحبيبه الازلي
شعرت بشاير بقوة هائلة...وسلام داخلي زادها تألقا
لم تفكر في السبب لكن كيانها يعرفه...انه ذاك الكيان الذي اندمجت فيه خلال الشهر الماضي...الكيان الاصلاني بكل افراده
اما هو ...فعلي بعد خطوتين منها أخيرا...
اما هو ...فعلي بعد خطوتين منها أخيرا...ولكن فيها لمسة جديدة...تنهيه عن الاقتراب
هل هي نابعة من القوة التي اكتسبتها بوجودها في بيت اصلان؟ ام هي منحة الثقة التي أعطاها له سلام وآمن عليها حرب!
تذكر اختفائه بعد حديثها امام عائلة اصلان وأخويها...وتذكر شعورا يقتله انه خذلها كما لم يتخيل انه قد يفعل ابدا
ولكن ما قتله حقا كانت...ضربة علي مؤخرة رأسه من أمه وهي توبخه ليلتها
(ثم إن اخويها ادخلاك لبيتهما المحرم علي الجميع ووثقا بك كأنفسهم وأنت تلف من خلف ظهريهما وتفعل افعالك تلك!)
رأي كم هو ضئيلا حقيرا حينها فأبتعد... حتي اتصالات حرب وسلام لم يجيبها...حتي ذلك الصباح حين كان نائما فشعر بخيال يحوم فوق رأسه...فتح عينيه متوقعا امه...
ليجده حرب بملامح ذاردت شراستها مع ذقنه النامية وعينيه المحمرتين
انتفض ليث ليعتدل ...لكن كف حرب التي ثبتته للسرير من كتفه بشراسة لم تدعه
همس الأخير بصوت هادئ هدوء الموت
(هل احببتها حقا ام انك تسليت..)
قاطع تساؤله نافضا عنه حرب ليصيح بغضب
(لا تكملها...اعرف اني أخطأت ولكن إياك والتشكيك في حبي لها او التقليل من قدرها عندي)
اكتسب حرب توازنه سريعا وانقض علي ليث لاكما إياه في معدته ...لكمة أثرت في ليث قليلا لكنه لم يردها وحرب يتحدث بأنفاس لاهثة
(اخبرني سلام انك تريد الزواج من اختي وأكدت انت في البيت الآمن علي ذلك...لم لم تطلبها قبل ذلك؟)
اعتدل ليث وكأن اللكمة قرصة بعوضة مزعجة..وربع ذراعيه ليقول بلامبالاة
(أحمق ك "أنتيمي"...)
صمت حرب للحظة..قبل ان يقول بصوت يتسم بالبرود ونظراته مسلطة علي صورة معلقة علي الحائط لليث ووالده
(لم يمر علينا منذ اكثر من خمسة عشر عاما اكثر من ثمانية وأربعين ساعة مفترقين..)
فهم ليث تلميح حرب ...وقبل ان يجيب
( ينقصني انا كل هذا...قبله ودعونا ننتهي)
لم ير ليث في كل هذا سلام الجالس علي كرسي جانبي...بنفس الذقن النامي والاعين المحمرة ..مما جعل ليث يناكفهما
( ماذا فعلتما منذ تركت لكما البيت! اغلقتما البوابات وتفرغتما لتدخين الحشيش)
وحين لم يجد ردا ...عرف ان الإجابة قريبة لتوقعه


(هل أتيت لتتحدث معي ام لتسرح بأفكارك وتتركني؟ فيم انت سارح؟)
انتبه ليث لملامح فاتنته الغاضبة ...ولم يفكر قبل ان ينطق بشقاوة
(اعطيني...)
قاطعته بغلظة تعلمتها من بهاء
(سأعطيك كف ان أكملت جملتك!)
اتسعت عيناه مصدوما ...ثم رفع كفيه مستسلما ومعلنا
(آسف انستي...سأنتظر للغد بعد قراءة الفاتحة كي اكملها)
شهقت بشاير واعترضت بالرغم من حمرة الخجل التي كستها
(ومن قال اني أوافق ...بل وقد حددت موعدا من رأسك هكذا!)
ارتبك ليث امامها ومد ظاهر كفه يمسح حبات العرق علي جبينه قبل ان يتدارك
(لم يكن من رأسي والله ...بل سلام الذي لم يجد تذكرة طيران قبل الغد ليأتي اليك)
وفجأة تبدلت كليا...اصبحت اخري... طفولية بطريقة موجعة وهي تتمسك بكم ليث سائلة بتخوف ان يكون مافهمته خطأ
(سلام اخي؟ آت لي انا؟)
هز ليث رأسه بسرعة وحنان قلبه لتلك المسكينة يسيطر علي كل مشاعر اخري
(نعم يا بشاير...حين طلبت يدك منه...اجاب ان عليه الحضور لهنا لاجل سؤالك ولاجل قراءة الفاتحة في بيت الحاج اصلان لانه المكان الوحيد حيث رأك بهذا التفتح والراحة)
كشرت بعدم فهم
(لكن سلام لم يراني هنا أصلا!)
سارع ليث شارحا ومحابيا علي نبتة السعادة والاهتمام التي تزهر امامه.. ولكنه احتفظ بمجئ حرب لنفسه كي لا يصل لغرام
(بل آتي للبلد وللمنطقة بل وللدار وراقبك من بعيد كي يطمئن عليك..لم يرد ان يقتحم فترة تعافيك ولكن قلبه لم يطاوعه ان لا يراك كل هذا الوقت)
إن قال لها اني خطبتك بالماس والياقوت...لم تكن لتسعد حد البكاء كما كانت في تلك اللحظة ولازالت تشد علي كمه كأنها تريد الاطمئنان ان كل هذا واقعيا
استغل ليث ارتباكها وحالتها العاطفية لذكر اخيها وسارع ساحبا كمه من يدها ...غير مباليا بآنين الكم للفراق
وهتف راحلا
(اراك غدا يا زوجتي المستقبلية...ولا تخافي لم أنس مهرك)
دوامة مشاعر مرت بها وهي علي وقفتها...حرج...خجل...سعادة عارمة...واخيرا حيرة وهي تسأل نفسها
( أي مهر هذا الذي يتحدث عنه!)




لاتصدق انها قطعت كل تلك المسافة...لأجله
ولن تكذب وتقول انها أتت لأجل ذلك السائر خلفها تكاد عيونه تطلق القلوب الحمراء والنجوم اللامعة وهو يفتح الحقيبة الصغيرة في يده يفحص زجاجة الحليب الصغيرة " ببرونة" ويغلقها بإثارة شديدة
زفرت متصنعة الغضب
(سلام توقف عن ذلك...ستفضحنا والصحافة تتبعنا)
شدها من كفها ليقربها منه مقبلا رأسها غير مباليا بأضواء الكاميرات المنطلقة في صالة المطار
(لا استطيع...هل رأيتيها؟ انها في غاية الظرافة)
هزت سارة رأس مستعجبة علي الاختلاف الكبير في علاقتها بسلام
فمع رحيل عائلة أصلان والفتاتين ...انبري سلام يطبب حرب المنكسر ويبحث عن ليث المختفي...وكالعادة نساها..وهي كالعادة انتظرته
حتي حدث ما انتظرته وتمنته...لذا لملمت اشيائها المبعثرة في حياة سلام العلي ورحلت مع الراحلين...
فما عادت تخاف الفراق ولا تخشاه ... وقد اصبح بين حناياها قطعة منه
لسنوات لم يمنعها علي الحمل...ولكنه لم يشجع الخطوة كذلك...فحياتهما دوما كانت عرضة لتهديد ما..
وما إن بدأت الحكاية بخبر الجريدة ..حتي تخلت عن كافة الاحتياطات وغامرت...

ربما لانها فعلا تمنت ان يكون معها دوما منه مايذكرها به ...هذا لمعرفتها ان برغم من كل عيوب سلام...حنان قلبه سيجعله في النهاية يختارها هي وطفلها

لكن حين أتت لحظة الاختيار...هي من اخلفت كل الحسابات...وهي تبتعد راضية بالتفسير الأول
لم تعد للفيلا الخاصة...ولا حتي لشقة والدتها
بل لجناح في احد الفنادق الصغيرة مع شذي تحت اسم مستعار

كانت تنام مرهقة بعد ليلة طويلة من البكاء...حين ايقظتها شذي بتردد
(سارة..اعتقد انك سترغبين في رؤية هذا الخبر)
ما ان رأت سارة شذي تقف امامها مرتبكة وفي يدها جريدة حتي هتفت تكتم صوتها بالوسادة
(ما حكايتك معي انا والجرائد يا شذي؟ والله كرهت كل الصحف من وجهك)

ومع ذلك اعتدلت تسحب من صديقتها الجريدة
اتسعت عينا سارة مصدومة وهي تقرأ المقال المصحوب بصورة لسلام وحرب العلي في قمة الاناقة و...يضحكان
" وقد اكد لنا السيد حرب العلي ان ما قيل علي مدار الأيام السابقة ان أخيه سلام العلي والفنانة سارة قد انفصلا ...ترهات وشائعات مغرضة...معلنا انه بالأمس فقط مضي عقد فيلا رائعة كهدية زواج متأخرة لسارة"
لم تعد سارة قادرة علي التحمل ...فحرب العلي لايعرف انه حين يغضب إمراءة حامل ...فقد لعب بعداد عمره...
لماذا تصر عائلة العلي علي التلاعب بها وكأنها بلا رأي ... بلا صوت؟

في اقل من نصف ساعة كانت سارة في مكتب حرب ...ولشدة غيظها....ما ان رأتها سكيرتيرته حتي وقفت مشيرة لباب المكتب بحبور
(اهلا مدام سارة...سيد حرب بإنتظارك)
دخلت سارة متمتة لنفسها"
عم طفلي وعلي ان لا اقتله بطريقة بشعة...ربما السم هو الحل"
لن تنكر انها ما ان رأت حرب حتي هدأت ثورتها كثيرا
ذكرها بحرب أخر...حربا في الخامسة عشر يمر بطور التغيير الذي جعله حربا اخرا قاسيا
ولكنها تماسكت وهي تضرب مكتبه بغل
(ماذا تريد مني يا حرب واي لعبة تلعبها معي تلك المرة؟)
لم يفعل ما توقعته...لم يضحك ضحكة سوداء ولم يعترض علي ثورتها...بل أجاب بهدوء كئيب
(لقد حان الوقت كي تقومي بدور زوجة الأخ الكبير كما ينبغي وتساعدينا في حل كل المشكلات التي اوقعنا نفسنا فيها)
طلبه كان غريبا جدا...خاصة ان يأتي من حرب وبهذا الانكسار
اجابت بتماسك
(لقد أخرجت نفسي من عائلة العلي للابد ولن اعود)
صمت ران علي المكان...لايقطعه سوي صوت ساعة حائط رتيب
قبل ان يقطعه حرب وعينيه تخاطب امومتها
(انا اسف يا سارة... انا ضيعتكم جميعا...ضيعت اخي واختي وصديقي...ليتني حين بدأ ابي في الضغط علي في الماضي كنت لجأت لك ...لكني خفت ...خفت منه علي سلام الذي ظل يهددني به حتي وهو علي فراش الموت)
وفجأة وقف حرب...معلنا بصوت لا يشبهه
(سارة ...انا راحل...علي ان أكون مسئولا وأن ابدا بتصحيح كافة أخطاء ابي..تصفية الحسابات وإعادة الحقوق لاهلها....وربما من ضمن رد الحقوق لأهلها ان تتركي سلام... فإن اردت ترك سلام الان انتقاما لكل ما فعلته بك عائلة العلي... لن يلومك احد...انا لم أعد اعرف شيئا)
تحرك بالفعل من خلف مكتبه... لكنها استوقفته بجزع وقلب الام فيها يحرقها علي صديق تراه بعد إغتراب
(لأين ستذهب ؟ إياك ان تؤذي نفسك ياحرب)
مسحت بظهر يدها دمعات لاتدر من أين أتت
(أنا حامل يا حرب... لاتحرم إبني من عمه الوحيد)
ابتسامة شجية متفاجئة ارتسمت علي شفتيه وهو ينقل بصره بحنان شديد ما بين وجهها وبطنها
فضحكت سارة من بين دمعاتها معلنة
( لن تكبر بطني من الشهر الأول..عليك الانتظار)
سألها بنبرة نادمة
(وهل عرف سلام؟ أم كنت تنوين إخفاء الخبر عنه؟)
وضعت عينيها ارضا في خجل .. ففهم حرب وملئ اللسي روحه ... لكنه أجاب مطمئنا
(لاتقلقي .. لن أضيف لقائمة ذنوبي إيذاء نفسي... لقد تحدثت لعم أصلان علي انفراد قبل رحيلهم وطالبني أن أصلح تلك الأخطاء التي صعبت حياة الجميع... وهذا ما أنوي فعله)
وبعينين صادقتين ونبرة راجية طالبها
(اذهبي إليه يا سارة... إنسي الماضي لانك لن تستطيع نسيان سلام... وآبدآ من جديد لاجل الصغير الذي سنختار له اسما يليق ببداية جديدة)

وتركها ورحل...
حاولت سارة المقاومة...حاولت صدقا
ولكنها...في النهاية ...وبالرغم من ان تلك النهاية لم تأخذ الكثير من الوقت ...بل اثنتي عشر ساعة لا اكثر
ولكنها في النهاية...عادت لسلام...لانه سلامها
وها هي الان معه في المطار كي تقوم بدور زوجة الكبير وتحاول إصلاح ما أفسده يزن العلي



"زغروطة حلوة رنت في بيتنا
لمت حارتنا وبنات حارتنا
زغروطة حلوة لووووولي..حلوة"
ضحكت الفتيات علي نرجس التي تغني وتزغرد وترقص في نفس الوقت ...بينما غفران تضع المساحيق الخفيفة علي وجه بشاير الفاتن
(فضحتينا امام النجمات يا نرجس ) هتفت بها عشق وهي تضحك بمياصة
لترد سارة هاتفة وهي تعتدل كي تلتقط معها سچي المزيد من الصور
(لاتقولي هذا الكلام يا عشق...فأسمي بين النجمات...ابنة البلد)
قاطع هزر النساء ...نحنحة اصلان ليدخل للغرفة بعدما دقيقة
اتجه لبشاير التي وقفت تتطلع فيه بحب لا يخفي...ليعلن بصوته المسيطر
(اخوك الكبير يريدك ان تعودي معه...وانا معه في ذلك... بيتي سيظل بيتك ولكن إن الأوان ان تجدا أرضية لبدأ علاقة سليمة)
هزت رأسها موافقة تغلب دمعها علي فراق موشك لذلك البيت وساكنيه الغاليين...ليعيد اصلان ويؤكد
(بيتي بيتك ...ومن بعدي لك عند اولادي حق كحقوق غرام وعشق وشوق عليهم...انت رأيتي بي الاب واخترتي ان تضعيني في هذه المكانة...فوالله لن أكون أصلان ان لم احفظ لك هذا الحق......) ...(وانت كذلك)
ألتف الجمع ونظراتهم تتجه لمن وجه لها اصلان اخر كلمتين...وقد وقفت سارة تائهه في الكيان الاصلاني
(انت كذلك ...بيتي مفتوح لك الي يوم الدين)
ثم تنحنح لا يبدو عليه تأثرا بالرغم من عظم الأثر في قلبه ...وكما حضر ...غادر

خرجت بشاير لتجلس مع غرام التي حملت مغفرة علي حجرها تدللها...ليبدأ ليث الحديث وهو يتصبب عرقا
(سلام...حاج اصلان...انا كنت قد اتيت من بلدي لأطلب يد بشاير ووالله مستعد ان اتبعها لاخر الكرة الأرضية...فقط هي ترضي )
دارت بشاير ابتسامة خجلي ...وقبل ان يجيب سلام قاطعهم صوت يقول بحزم
(سلام والحاج اصلان فوق رأسي...ولكن ألم يعد لي أي رأي)
شهقت بشاير وهي تقف بسرعة تتطلع مصدومة في الحاضر...وقد نست تلك التي جلست جوارها كصنم
تشدد غرام علي وسط مغفرة..تتمسك بالصغيرة حتي لاتنهار...فلم يكن من الصغيرة الا ان تخلت عنها مغاضبة لتبعد متجهة لامها
(حرب..)
اسمه من فم بشاير ...كان كافيا ان يعيد للاخري كل مشاعر الغضب والإحباط...يعيد لها مذاقا مرا كالعلقم في فمها..لكنها لم ترفع وجهها معاندة لنفسها...لعينيها التي اشتاقت حتي احترقت بدمع ناري
(نعم يا من تحمل في اسمها البر والبشري! هل تذكرين تلك الكلمات يا بشاير)
الخائنة...هكذا همست غرام لنفسها وهي تري حركة ساقي بشاير تتجه له لتحتضنه..ومع ذلك ظلت علي معاندتها ولم تري منه سوي ساقيه..والغريب ان رؤية ساقيه كادت ان تبكيها

بعد لحظات من كلمات متبادلة لاتتذكر منها غرام شيء الا بشاير تميل عليها هامسة
(غرام سيتجمع الدم في رأسك وإما تصابين بالضغط او بنزيف الانف...ارفعي رأسك)
لتبادلها غرام الهمس مزمجرة
(اخرسي)

(يا حاج اصلان...يا سيد شهاب ويا سيد بهاء ويا دكتور نور)
النداء فخيما كصاحبه"...
عضت غرام نواجذها لكي تعاقب نفسها علي فكرها وهي تسمع نداء حرب الذي استطرد بنفس الفخامة
( ما بدر مني في حق اختكم لم يكن سليما بالمرة...فأخت الرجال لا تطلب للزواج بتلك الطريقة ابدا)
"اختكم" "اخت الرجال" الكلمات علي رقيها وقوتها ...اوجعتها وهي تراه عاد لتجنب اسمها...كما الماضي
الصمت الذي عم وحركة من يد اصلان مشيرة لشهاب اخبرتها انه يوكله بالاجابة...لتسمع صوت شهاب الذي يبعث فيها الدفء
( يا سيد حرب ....بالرغم من كل اختلافاتنا لكن ما حدث هو ماض ونحن أولاد الساعة...خاصة ان اختنا اكدت انك لم تؤذيها)
لم يؤذيها؟ اذن لم يوجعها قلبها من صوته؟
لم يؤذيها؟ اذن لم رائحته تصيبها برجفة مخيفة؟
كفه ...كفه الذي احتوي يوما كفها..وفي يوم اخر ثبت فكها ليتمكن من...
شعرت بسخونة عجيبة تعتري جسدها وهي تري كفه يمتد بأوراق يضعها علي الطاولة الوسطية
(تلك الأوراق ...هي ميراث اختكم الشرعي بعدما صفيت اعمال ابي وتبرعت بما هو غير معلوم المصدر للاعمال الخيرية ...والمعلوم المصدر قُسِم بشرع الله بين اختكم كأبنة عمي الوحيدة وبشاير وسلام ...وأنا)
صوت بهاء الزاجر اخرجها من خيبتها لاختياراته الموفقة في استعمال أي نداء يدل عليها الا اسمها
(يا أخ حرب...لما تعرض علينا أوراق ميراثها وكأننا نهتم!)
أجاب سلام بسلاسته وحلو لسانه
(العفو يا سيد بهاء..ارجوك لاتنظر للامر بتلك الطريقة...انا وحرب اردنا فقط تبرئة زمتنا من كافة الشوائب)
جملة من هنا وجملة من هناك ...ولازالت مطرقة الرأس ولكنها تشعر بنظراته عليها
(انتهينا ...والان لن نضيع فرحة بشاير وليث بكثر الحديث)
كلمة اصلان استجلبت صمت الجميع للحظات...قطعها حرب
(اذن متي عقد القران! عقد قراني علي غرام! انا اريده بعد يومين لا اكثر)
جملته...او الامر في لهجته مع اسمها منه ...استجلب ثورتين
ثورة اخواتها ...اللذين وقفوا يكادون يفتكون به فقط بالنظرات والكلمات
وثورة اخري...ثورة خائنة من كل ما فيها...ثورة تطالب بإستسلامها لأن ترفع رأسها وتنظر اليه
نزلت بسرعة نظراتها لكفها المتمسك بكف بشاير ولاتدري متي حدث هذا!
ولكن ماتعرفه...انها حين رفعت عينيها...كان كالاسد الرابض...ينتظر بتأن فريسته كي يفتك بها
وقد كان له ما أراد
فما بنته غرام في أسابيع...آتي هو عليه بنظرة واحدة
نظرة مخيفة...مطالبة آمرة...نظرة تهتف " انتِ لي"

صوت بهاء ارعبها وهي تتخيل شجار اخر
(هل جننت؟ ما تطلبه ابعد لك من الشمس يا هذا)
لم يجبه حرب بل ليث الذي وقف مؤيدا لصديقه شارحا
(يا سيد بهاء...زواج غرام من حرب خطوة محسوبة لجمع شمل العائلة)
بمنتهي التأييد قالت دلال التي تتحدث لأول مرة
(الفتاة لابن عمها ...هذا شرع كل بلادنا العربية)
بوجه جامد اجابها بهاء
(اماه ...انت لاتعرفين ما فعله بها)
تلبد وجه دلال بصدمة عجيبة لتكشر مابين حاجبيها وتهتف بحنق علي بهاء
(هل تعني ان اسكتي يا امي انت لا تعرفين شيئا!)
سارع بهاء بوجل يبرر شارحا
(لا يا أمي لم اقصد هذا...لقد فهمت كلماتي بطريقة خاطئة)
ضربت علي صدرها شاهقة
(هل تعني اني لا أفهم؟)
يتبعها صياح ثنائي من شهاب ونور
(حسن ألفاظك يا بهاء)
(انتبه علي ما تقول يا بهاء)
فسارع بهاء كطفل مفزوع يبرر معتذرا لأمه
(أمي ،..والله انا..)
ليقاطعه اصلان بنفسه بصرامة اعادت الجميع امامه أطفالا
(شرفنا بصمتك لنهاية الجلسة سيد بهاء)
ألتف لدلال بعشق واضح واحترام لا ينطفئ
(وانت يا ام شهاب... اؤمري كلمتك نافذة علي الجميع)
اختلفت هيئتها تماما ...وهي تقف بسعادة طفولية ليفهم اصلان لعبتها ويداري ابتسامة ملحة ...خاصة وهي تسحب حرب من ذراع وغرام من الأخرى هاتفة
(اذن لجلسة تعارف فردية في الشرفة)


عم الصمت الا من مناوشات ليث المسموعة من الغرفة القريبة...ومطالبته لاخوتها ان لا يعبسوا في ليلة فرحه

ووقفت هي تستند علي سور شرفة... لو نطق لأخبرها عن وقفة دلال تغني هامسة...فتشعل نارا في صدر اصلان الذي يراقبها من الشرفة العلوية وهي...محرمة عليه
وقفة شهاب وغفران في اول لقاء بعد سنوات
وقفة نور وهو يخطط لكسر نرجس التي تملي عليه شروطها ولاتدري... ولا هو نفسه كان يدري انه سيخرج صريع الهوي
والان وقفة غرام... التي تتجنب النظر لذلك الساكن جوارها
(غرام) اسمها الذي تسمعه في اليوم مئات المرات...من بين شفتيه لا يشبه الاسم...يشبه الشمع الأحمر الذي يدمغها بصاحب النداء...لكنها قاومت
(ظننتك نسيته) همسة ...ليست خجول او خائفة...بل همسة حانقة عبوس
نزل بطوله قليلا حتي تلتقي عيناه بعينيها.. ليهمس
( اما ان كنت تعنين الغرام... فلن يُنسي ولن اتخطاه الا وانا جثة هامدة
واما إن كنت تعنين اسمك... فوالله انا فقط خفت ان انطقه امام اخواتك ...فينشب بيننا شجارا جديدا بعد ان يسمعوا التوله بين احرفك ساكن... غرام)
غرام
غرام
غرام
ناداها ثلاث... كأنه قسم
كأنها تعويذته الخاصة...أو ربما ابتهال يمسح خطاياه
(أتعرفين؟)
صمت يناجيها بقلبه ان ترفع عينيها إليه
فأستجابت..ليأخذ نفسا عميقا ويطلقه بهوادة
(أتعرفين انه لو أقسم لي أحدهم من سنة اني سأقف امامك احادثك بهذا القرب ...وبهذا الصوت الذي لا افتعل فيه سوادا لا يليق بأذنيك... ما صدقت؟)
بللت شفتيها بإرتباك وياليتها مافعلت...فكل حواسه سلبتها تلك الحركة الدقيقة... حتي ان حرب رفع اصبعا ليلمس الشفتين ... فنهرته بسرعة وهي تتلفت علي شرفات الجيران
(لما فعلتها اذن؟ لما كنت تعاملني بتلك الطريقة وتخيفني منك؟ ولما اردتني ان...)
فهمها دون ان تستطرد السؤال وترجاها بعينيه ان لا تستطرد
" حرب يترجي"
( كنت أري اني مجرم كما زرعتها بي أمي ... ولا تسألني لما لاني لن استطيع الإجابة
وكنت اراك ولازلت اراك... غصن زيتون غض .. يحكي خيرا وخضارا... وسلاما)
كلمته الأخيرة ... كانت بصوت غير الصوت
صوت جعلها تسارع مبررة
(لقد خلقت انت وهو وهم مرتب وزرعتماني داخله... فلم اجد سوي المجاراه)
لم يعد قادرا... لقد استنفذ كافة قدراته كرجل علي الابتعاد... وحانت لحظة الاستسلام
لذا بأصبعين فقط غطي ظاهر كفها المرتاح علي السور ... يدلل الكف بحركة متتابعة ... تبعث فيها خجلا وتبعث في كيانه رعشة
( هل انت واثقة انه كان وهما! فوالله قلبي لن يتحمل وجيعة منك)
فاجئتها الكلمات وحرقتها ... فتصرفت بغرام ... وغرام هنا لم يعد اسمها... بل مسمي ما تشعر به تجاهه
لفت غرام كفها تحتضن اصبعيه... وتشد عليهما ... فترتسم ابتسامة جزلي علي شفتيها وهي تري تأثره العاتي بتلك الحركة.. ثم تهمس بشقاوة متغنجة... لاترحم فيها قلب ابن عمها الذي كان مظلما لسنوات ولتوه اعتاد علي الضوء
( امامك العمر كله لتتأكد... فقد طلبت يدي للزواج ... وانا وافقت)
في تلك اللحظة عرف حرب وتأكد ... انه ليس وحشا او مجرما ... فالله لا يجازي المجرمين بالجنة التي دخلها لتوه




سبحان اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك


shymaa abou bakr غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.