آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-01-20, 09:54 PM
| #21 | ||||||||||
|  وهج الأمل ================== استيقظت أمل من نومها متنبهة على صوت آذان الفجر الذي يصدح بسكون الليل.. فينسل لوجدانها دون أي استئذان منها مهما كانت غارقة في النوم.. أو حتى إن لم تقم بضبط منبه هاتفها ليوقظها على وقت الفجر بمعاده.. منذ أن انتظمت بالصلاة أو بمعنى أكثر دقة منذ افترقت عن زوجها وحبيب عمرها إياد ووالد أبنائها أحمد.. محمد ورهف.. تنبهت على ضغط خفيف حول خاصرتها مع شعور بالدفء لتفيق وتنظر لزوجها إياد الراقد بجوارها يغط في النوم بعمق.. لتوقظه بصوت رقيق ناعم محب وكأنها لم تتعد الرابعة والخمسين من عمرها ليقوم يصلي الفجر معها حاضرا.. فاستيقظ مع شعور بالسعادة والابتسامة تزين محياه الوسيم رغم سنوات عمره الستين.. بعد لحظات وقف إياد متقدما أمل يصلي بها جماعة صلاة خاشعة حتى انتهيا فبدآ بالأذكار والتسابيح.. ثم خرجت من الغرفة تاركة إياه يتلو آيات من الذكر الحكيم بصوت ذو بحة جميلة.. لتذهب تعد الفطور قبل أن يأتي أبناؤهما بزوجاتهم والأحفاد حيث الاجتماع العائلي حول مائدة غداء يوم الجمعة.. وقفت أمل في مطبخها أو كما تسميه مملكتها والذي كان سببا في فتح باب رزقها وانتشالها وأولادها من الفقر والحاجة للغير.. تتمتم بالحمد والشكر لله على أن أكرمها وأعانها في تأدية رسالتها الأمومية وأن مد جسر الحب والود بينها وبين زوجها بعد عشرين عاما من الفراق والهجر.. أخذت نفسا عميقا تتذكر لقاءها الأول بزوجها الوسيم إياد الذي مال وخفق له قلبها من أول مرة وقعت عيناها عليه.. وذلك عندما قابلته عند محطة الحافلات وهي ذاهبة لمدرستها، إذ كان يسير مسرعا يريد اللحاق بالحافلة ليرتطم بها دون قصد فيرفع بصره نحو وجهها وتتلاقى العيون فتسمر مكانه بعد أن كان مستعجلا ليتأملها بصمت وإعجاب.. لقد كانت ملامح أمل جميلة رقيقة، ذات بشرة حنطية ووجه مستدير بذقن صغيرة وفي منتصف جبهتها شامة ربانية جذابة تزيدها جمالا وروعة، عينين بلون القهوة وشعر طويل كجناح غراب مسترسل على طبقات لمنتصف ظهرها.. أما أمل فتعلقت عيناها بوجهه البيضاوي الوسيم، عينيه اللوزية ذات الحدقات الرمادية سبحان الخالق، وشعره الأسود القصير المصفف بعناية وقامته الطويلة.. خجلت من تحديقها فيه فاعتذرت وأكملت طريقها إلى مدرستها.. توالت اللقاءات وتكررت وكأنهما على موعد مع القدر لتتلاقى القلوب وتهمس العيون وتبتسم الشفاه.. إلى أن تجرأ إياد في أحد الأيام بعد ثلاثة شهور من اللقاءات الصامتة ليقترب منها داعيا إياها على فنجان قهوة كان في يده اشتراه من إحدى المحلات القريبة من المحطة فأخذته منه وهي تبتسم بخجل فتجرأ أكثر وقدم لها نفسه بصوت رخيم له بحه جميلة "إياد نصر، مهندس وموظف في إحدى شركات المعمار الكبيرة" أما هي قالت بصوت رقيق ناعم له رنة " أمل أبو سيف طالبة ثانوية عامة" وتتوالى اللقاءات أكثر وأكثر وتتعلق القلوب وتتعمق وتتداخل وتتواعد على الارتباط بما أحله الله ليجمع بينهما بالحلال.. ذهب إياد إلى بلدته وطلب من والده أن يخطبها له لكن والده رفض وقال له "لا لن تخطبها، اختر أي واحدة من بلدتنا وأنا أخطبها لك " لكن إياد أصر عليها وصمم "إلا هي وإن لم أتزوج لن أتزوج غيرها " وما بين رفض واصرار يخضع الأب بالنهاية لطلب ابنه ويذهب ليطلبها.. فيكون الرفض من جهة والد أمل هذه المرة بشكل غير مباشر بطلب مبلغ كبير كمهر لها لم يكن منصوصا عليه في تلك الفترة.. إلا أن إياد يقبل بذلك المهر ويدفع مهرها كأملا وتعم الفرحة وتسعد القلوب ويعقد قرانه عليها في أجواء ضمت العائلتين والأصدقاء.. لم تمض سنة على الخطوبة إلا واستطاع إياد أن يبني طابقا فوق بيت أهله ليكون منفصلا عنهم وفي نفس الوقت قريبا منهم.. تمت التجهيزات والتحضيرات على قدم وساق ليتم الزفاف وتقام الولائم وتذبح الذبائح كما هي عادتهم الريفية.. انتقال أي فتاة من بيتها لبيت آخر يكون فيه صعوبة في التأقلم بالبداية غير أن أمل لم تجد تلك الصعوبة رغم أنها فتاة المدينة فسرعان ما اعتادت على حياتهم وكل تقاليدهم حتى أنها ارتدت كما فتياتهم حتى لا تكون شاذة أو مخالفة عنهم.. ملكت قلوب عائلة زوجها بالأخص حماتها أحبتها كثيرا وكأنها ابنتها لحسن خلقها ورقتها ولسانها الذي يقطر عسلا.. فكانت حماتها المدافع الأول عنها، في كل موقف تشكرها وتثني على حسن تربيتها وأخلاقها ومبادرتها في مد يد العون والمساعدة في أعمال البيت سواء طلب منها أو لم يطلب.. زاد الخير وعم الرخاء وحياة عائلة إياد تزداد غنى وثراء.. حتى أن حماتها كانت تقول "أمل وجه الخير والسعد علينا، منذ أن قدمت قدم الخير والرزق معها " ويتوالى شريط الذكريات وكأنه فيلم سينمائي قليل من السعادة والحب.. وكثير من القهر والوجع والألم والذل والانكسار.. بعد ستة عشر سنة زواج.. مضت.. بأيامها.. بأسابيعها.. بأشهرها بالسنة تلو السنة.. أنجبت أمل ثلاث أطفال؛ أحمد 12 سنة، ومحمد 11 سنة ورهف 9 سنوات وهي تعيش السعادة والحب والراحة رغم بعد عمل إياد وتركه لها بالأسابيع وحدها عند أهله إلا أنها كانت ترتاح لوجودها معهم، تشعر بالأمان بينهم.. قانعة راضية شاكرة لهم محبتهم واهتمامهم بها وكأنها ابنة لهم.. حتى قامت الحرب في عام 1990 فبقي إياد عالقا لوحده لمدة أسبوعين في المدينة وهي في القرية.. وعندما تسنى لوالده فرصة لإرسالها وأولادها له لم يتوان ثانية في ذلك.. فعمل المستحيل وتخطى كل الحواجز لتصل أمل وأولادها سالمة لزوجها داعيا لها أن تكون بحفظ ورعاية وعناية الله ويجعل دربها سالكا حتى تصل إليه... إلى هنا وانتهت مرحلة كانت أكثر مراحل عمرها سعادة وراحة وهناء لم تشتك فيها يوما ولم تعرف عيناها الدموع يوما إلا في يوم وفاة والدتها.. إلا أن الحياة لا تعطينا كل ما نريده.. لكنها تعطينا أحيانا ما قد يعوضنا.. بدأت مرحلة جديدة في حياة إياد وأمل منذ عام 1990 وحتى عام 2000 عشر سنوات بعيدا عن القرية.. أسسا فيها حياة في المدينة جديدة، يذهبان فقط للزيارة وقضاء وقت مرح فرح مع عائلتهما.. في تلك الأثناء كان إياد يرسل لأهله المساعدات المادية بالإضافة إلى الهدايا التي يغدقها على والديه رافعا رأسهما عاليا بين أهالي القرية والكثير منهم كان يحسد والده عليه.. إذ أنه أعز ورفع من قدر والديه وعمر وثمر.. وزادت ثروتهم لهم مكانة لا يستهان فيها رغم ظروف الحرب والحصار التي تمر بها بلدتهم.. ليتوسع إياد في أعمال المعمار ويصبح علما من أعلام البلد في تصميم وبناء المنشآت ويقع الاختيار على شركته لتقوم بتصميم وبناء في مدينة أخرى كانت سببا في بداية خلق المشاكل بينه وأمل.. حيث تعرف إياد في المدينة على مهندسة شابة تعمل في الشركة الأم ومن هنا تبدأ الخلافات.. "قديش بيكون في حب قديش بيكون في قهر وجع.." يأتي إياد بالمهندسة هبة زكريا للتعرف على أمل وأولاده وتدخل بيته وتشاهد دفء أجوائه وكم الحب الموجود بينهم.. إلا أنها تأبى أن تتركهم يتنعمون بذلك الحب والبيت الدافئ وتقسم ألا تجعل للراحة مكانا يسكن بيتهم بعد هذا اليوم.. فتلتف على إياد كالأفعى التي تلتف حول فريستها ليكون إياد لقمة سهلة سائغة لاقتها بكل سهولة منتزعة.. مختطفة له من بين أحضان عائلته ليتركهم ويمضي دون أن ينظر خلفه سائرا مغيبا معمي البصر والبصيرة وكأنه مسحور.. لم يعي على نفسه أنه يسير في درب الشوك والهلاك وأن ما بناه في سنين بعرقه وتعبه بمساعدة انسانة طيبة جميلة ملكت القلوب بسحرها وشدة عذوبتها.. قد يضيع ليعود لنقطة الصفر.. . من هنا تغيرت وتبدلت أحوال أمل بعد الخذلان.. والترك والتخلي.. شاعرة بالصدمة وبالمرارة والوجع والانكسار.. عاشت أياما وليال وأشهرا الألم والوجع يستنزفها يتغلغل في قلبها تكبته ويشعلها كآتون لو خرج يدمر ويحرق كل ما حوله.. إلا أنها احتسبت وتوكلت على الله وضمت أطفالها في حضنها لتكون لهم الأب والأم وتمشي على الشوك لتصل بهم إلى بر الأمان ولا تجعلهم يحتاجون لأحد وإن كان جديهم أو أخوالهم.. فغضت نظرها.. وسدت أذنها عن الهمسات الساخرة والنظرات الشامتة وأخرى مستنكرة وثانية مشفقة على ما آل إليه حالها بعد أن كانت ملكة متوجة على عرش قلب إياد وأصر إلا أن تكون هي زوجته من بين جميع الفتيات التي اختارهن قبلها أهله.. تعاقبت على أمل مشاعر قهر وذل وخذلان نهشت أعماقها فمزقت أنوثتها وكرامتها المهدورة.. . سارت في حياتها تعيش مع أولادها في البيت الذي أسسته وإياد لتعمل ليلا نهارا حتى تستطيع أن تكفي احتياجات أطفالها وتدفع مصاريف دراستها التي أول شيء فكرت فيه كخطوة أولى لتحسن من ظروفها المعيشية وتكفل لها ولأولادها حياة كريمة.. فبعد عشر سنوات أخرى نجد أن أمل أصبحت تمتلك مطعما في المدينة وابنها أحمد تخرج من الجامعة وعمل معها ولحقه محمد أما رهف فلا تزال في الثانوية العامة.. بعد عامين وفقها الله وأبناءها لتفتح مطعما آخر في مدينة أخرى تحت إدارة ابنها أحمد المسؤول عنه.. . في المقابل نجد أن إياد تراجع وتراجع وخسر في عمله ولم يعد هو نفسه إياد إذ أصبح إنسانا آخر غائب حاضر فلم تكن هبة تلك الزوجة الصالحة التقية النقية كما أمل رغم أنه أنجب منها ثلاث أطفال أيضا؛ ابنتين وولدا ولم يسمح له والده يوما بأن يزوره أو حتى يتعرف على أولاده من زوجته هبة.. بعد أن زاره وأخبره بما قرر من طلاق لأمل وزواجه من هبة الساحرة فكان قرارا مفاجئا فقد كانت الطامة الكبرى والصدمة الشديدة التي نزلت عليهم كالصاعقة اتهمه والده بأنه مجنون.. مريض أناني ودنيء لا يفكر إلا بمصلحته متناسيا زوجة وافقت وتركت أهلها وتحملت معه وجلبت له الخير والرزق والسعادة وراحة البال.. فلم يستمع لوالده وأصر على أن يسير في ذلك الطريق الذي كان سببا في نهايته.. .إن ربك لبالمرصاد.. . شعور بالندم.. والنفس الكسيرة يتآكله على ما فعل جعله ضعيفا خاوِيا فاقدا للحياة، الآن يشعر بألمها، بانكسارها، بالقهر الذي شعرته عندما شاهدته مع أخرى.. الآن يتجرع من نفس الكأس يشاركها الألم والوجع يذوق طعم الخيانة.. يصرخ ويصرخ ويبكي وتتساقط دموعه كزخات المطر منذ أن شاهد زوجته المصون التي باع الغالي بالرخيص وهي بين أحضان محامي شركته تطلق نفس الأصوات التي تطلقها وقت تكون معه.. ااااااااااه وينقض عليها مشبعا إياها ضربا مبرحا ناعتا لها بأقذر وأبشع النعوت، ويكرر اللطمات والضربات ويرمي عليها يمين الطلاق دون أن يحسب تبعات ذلك اليمين ناسيا أنها تتحكم في نصف الشركة والأموال في البنك في حساب مشترك بينهما متناسيا أطفاله منها.. ليخرج وهو يركض ويصرخ وحمى تشتعل في جسده لم تنطفئ وتهدأ إلا عند سماعه لصوت الآذان يصدح ويعلو في الفضاء فيكون قريبا من مسجد يدخل يرتمي فيه ليبكي ويبكي حتى تنضب دموعه ولم يعد هناك دموع فيأتي إليه شيخ المسجد ويأخذ بيده ليجعله يتوضأ ويسجد ويشكو إلى الله.. فقام إياد وتوضأ ووقف بين يدي الله.. لقد بات محطما باكيا منتحبا على عمر أهدره وأضاعه وكأنه سراب تسرب بين يديه تركه محطما، أشلاؤه مبعثرة.. لتنزل دموعه من جديد وتنفجر من عيونه وكأنها حمم بركانية تفجرت ووجدت طريقها على تلك الأخاديد التي رسمها وجع وألم الزمن على وجهه.. بات ليلته في المسجد مصليا قائما منتحبا يطلب العفو والمغفرة داعيا إلى الله مرددا " اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي وأنا عبدك لمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها فلا يصرف عني سيئها إلا أنت.. لبيك وسعديك والخير كله بيديك.. والشر ليس إليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك " توالت الأيام والشهور وإياد في مكانه في المسجد لا يستطيع أن يقابل أحدا.. ولم يعرف عنوانه أيضا أي أحد.. وهبة في تلك الأثناء لملمت ما استطاعت وتركت أطفالها وهربت ولم يعرف عنها أحد أي خبر فمثلها هذا أقل شيء ممكن أن تفعله بعد فعلتها الشنيعة حتى أولادها تركتهم فريسة وراءها ولم تنتظر لتأخذهم معها.. وخلال تواجده في المسجد استرجع بذاكرته حياته خلال الخمس أعوام التي قضاها برفقة هبة والتي أنجب منها رغم أن مشاعره فترت وباتت باردة لا حياة بها إلا أن انجابها جعله يستمر معها وهو خاو مبرمج قلبه بات صحراء قاحلة يشعر بالندم لكنه لا يستطيع التفوه.. صدامات ومشاحنات ومشاكل كثيرة بينهم لم تكن بينه وأمل خلال سنوات زواجه منها.. ففي إحدى نوبات غضبه حين احتدت المشاكل بينه وهبة قال لها صارخا "غلطة عمري أني تركت انسانة لا مثيل لها لأختار عذابي في الدنيا على يديك " مضيفا مديحا بحق أمل جعلها تثور وتكسر كل ما تطاله يدها "أمل أنقى وأجمل قلب عرفته يوما " شعور بالندم.. والنفس الكسيرة يتآكله كلما تذكر فعلته مع أمل كاسرا بخاطرها لأجل من لا تستحق الحياة أو حتى أن ينظر الانسان لها مرتين.. فما بالك بخمس سنين جعلته فاقدا.. ناقما يقتص من نفسه على فعلته الدنيئة الحقيرة بحق أمل.. بعد خمس سنوات أخرى.. أمل واقفة بعز وشموخ انتظرت.. وتمنت.. وحلمت.. وحققت وحصدت نتيجة انجاز لسنوات عجاف.. بين أجمل عطايا الرحمن لها بكرها أحمد الطيب الحنون المتفهم ومحمد المشاغب المشاكس وهي تستقبل وفودا من المهنئين المباركين في فرح مدللتها وأميرتها الصغيرة رهف.. فاليوم تزف رهف إلى شاب خلوق محترم وبهذا تكون أمل أتمت وأكملت رسالتها على خير وجه بتزويج أحمد ومحمد ورؤيتهما مستقرين في حياتهما ومعهما أحفادها.. اقتربت من ابنها أحمد تسأله عن والده إذا كان سيحضر أو لا فرد عليها قائلا "لقد اتصل هاتفيا واعتذر لظروفه الصحية مع وعد بأن يأتي عندما تتحسن حالته " فتنظر له وتقول بصوتها الحنون الرؤوم "اذهب لوالدك وابق معه وأنا ومحمد سنوصل رهف وبعدها نتواصل معك " إياد بعد أن ترك المسجد ونفض عنه اليأس والقنوط قرر أن يترك المدينة بعد أن طلق هبة وأخذ أطفاله ليلملم شتات نفسه ويعيد ترميم حياته الماضية ويعالج ندوب روحه التي كان سببا فيها ويتحمل جزء منها.. أول الأشخاص الذين كان لهم المبادرة ابنه أحمد الذي سارع في ايجاد والده بتوصية من والدته والتي كانت تعرف كل خطواته ولم تتركه يوما إلا وكانت تعلم كل شيء عن حياته وإن كان من بعيد.. وقف معه وسانده فكان عكاز الزمن الذي ارتكز عليه في مصيبته.. فكما يخلق الحزن والألم والفراق.. يخلق الفرح والسعادة.. ففي لحظات الحزن والألم تتآلف القلوب وتتوحد وتصبح واحدة.. أمنه إياد أن يوصل رسالة لوالدته أمل "آسف.. آسف والله لو بقيت عمرا فوق عمري أعتذر لك عن كل دمعة نزلت من عينيك لتكفيري عن ذنبي وندمي تجاهك لن أتوانى يا حب العمر "" وأضاف يؤكد على أحمد أن يقول لها "تنتظره وتنتظر عودته ليطلب السماح والمغفرة منها.. سأعود بني لكني بحاحة لأن أسترد نفسي وأداوي جروحي " وطلب منه أيضا أن يخبر والدته بأنها أمله وسيقتص لها من نفسه عن كل سنة مرت وهي بدونه وأنه لن يتوانى عن أن يقوم بأي عمل تطلبه منه ولن يتردد أبدا " بكى إياد وبكى أحمد وتعانق الأب وابنه مع وعد باللقاء.. وقال أحمد لوالده وعيونه تدمع "سننتظرك وننتظر عودتك قويا شامخا عزيزا كما حدثتنا عنك أمي في كل يوم وأنت بعيد عنا " ولأنها أتمت واجبها نحو أولادها ولم تتخل عنهم ولم تشعرهم يوما بالنقص أو تحسسهم بغياب والدهم عنهم الذي لم تذكره أمامهم إلا بكل خير ومحبة ودائما تقول لهم "أنتم أجمل هدية منحني إياها والدكم " فقد سجل لها ابنها أحمد وأرسلها إلى بيت الله الحرام في موسم الحج وكانت من أعظم وأكثر الهدايا لها فرحا وسرورا إذ اكتمل حلمها وتحقق بزيارة البيت العتيق والصلاة والسجود في رحاب الروضة الخضراء وتنعمت بالقرب من رسولنا الحبيب ودعت الله أن يصلح الأحوال ويلم الشمل وألا يجعل للحزن مكانا بين أفراد عائلتها.. الآن وبعد مرور كل ذلك الوقت الطويل آن الأوان للقاء والمواجهة التي تأجلت عشرين عاما.. مواجهة ضرورية لابد منها بعد أن رمم نفسه وعاد من الموت للحياة من جديد واسترد أنفاسه.. ليمسح ويمحي إهانة الماضي ويتصالح معه ويعيد حبه الضائع الذي أضاعه في نزوة عابرة أكلت من روحه.. رهبة اللقاء الأول.. بعد طول فراق.. رهبة المواجهة بعد انقطاع طويل.. اجتمع مع أمل بناء على طلب منه في بيت ابنه أحمد ليكون مكانا شاهدا على حديثه معها.. وقف متأملا لها يشعر بالحسرة والندم وهو يراها كما هي رغم مرور السنين على ما فاته رقيقة ناعمة بملابسها المحتشمة وحجابها الذي زادها حلاوة وحسنا.. لقد أعطاه القدر درسا قاسيا، درس عمره ليعلم كم كان أحمقا غبيا مغيبا حينما غض بصره وبصيرته ولم يفرق بين الألماس والحديد الصدئ المتآكل.. يجلد نفسه متحسرا على عمر الزهور الذي لم يتفتح أكثر وأكثر أمامه ويزيد تألقا وجمالا.. نفض رأسه وتحدث بألم وحزن "أتيت اليوم وكلي أمل يا أملي أن تصفحي عني زلاتي وما بدر مني في حقك يوما من امتهان وانتهاك لكرامتك وأنوثتك.. اليوم أنا أعتذر منك وإن تطلب الأمر سأعتذر لكي خطيا في جميع وسائل الاتصال وأرجع لك كرامتك وتكوني مرفوعة الرأس أمام جميع الناس " يواصل حديثه ودموعه تتساقط كزخات المطر الشديدة في فصل الشتاء.. "سامحيني واغفري لي.. واسمحي لي بأن أعوضك الباقي من عمرنا " ويضيف بصوت أجش رخيم وبنبرة صادقة فيها الكثير من الاعتذار "سأرمم وجعك وأجبر كسرك وكل الشقاء والتعب الذي مررت به بسببي.. سأتقرب منك لتتذوقي حبي وحناني واهتمامي أضعافا وأضعافا مضاعفة مما ذقته مني في الماضي لنفتح صفحة جديدة ونطوي الماضي بكل ألمه ووجعه ونعيش الحاضر مع أحفادنا وفلذات أكبادنا وسأثبت لك في كل لحظة وساعة ويوم إلى أي مدى أحبك وأذوب عشقا لك " طوال فترة حديث إياد صامتة دموعها تحكي له معاناتها.. ألمها حزنها.. وجعها كسرها إلى أي مدى هي ضعيفة لكنها دائما ما حاولت الظهور بمظهر القوة لتستطيع النجاح والمضي قدما بنفسها وأولادها.. ليبكي معها ويقسم بحبها "أقسم لك أنني ما تركتك بقصد ولم أكن بوعيي أبدا في تلك الفترة كنت أشعر وكأني إياد آخر مغيب مسحور " فتقول بصوت خشن من كثرة البكاء.. "أتعرف ما هو الوجع والألم؟ هو أن تدعي أنك بخير أمام الناس وأنك كلك وجع وألم يتقطع من داخلك.. هكذا أنت " يريد أن يقترب منها، أن يحضنها، أن يزرعها داخل صدره ويخفيها بين خفقاته المجنونة التي تهدر وهو يسمعها تئن وجعا ويرد قائلا "يا ليت لكلماتي بعض الصدق المولود على شفتيك.. حتى لا أبدو في عينيك فراغا يُصدى بالكلمات أو دورا في قصة عاشق " خر راكعا على ركبتيه أمامها باكيا منتحبا يقول بنبرة صدق كلها ندم "أخبريني ما أفعل والله لن أتوانى ولن أتردد لحظة في أن أقوم بما تريدين ولو أردتني أن أجلد أو أقتل نفسي لأمحو إساءتي لك " فرددت من بين شهقاتها وهي تمزق نياط قلبه وتزيد من ذنبه "والله إني سامحتك منذ زمن وطلبت العوض من الله فباركني ووفقني ونصرني ورفع قدري وعلا من شأني " قام واقفا مهللا رافعا يديه للسماء بدموع فرح وأمل محدقا لدربه معها بالفؤاد والحنين.. راسما واصلا الحاضر بالمستقبل يجمع بين قلبيهما من جديد.. مناديا بعلو صوت قد أرهق وبح من كثرة البكاء والدموع على ابنه أحمد أن يأتي بالمأذون ليعقد على والدته في الحال.. واعدا إياها أنه لن ينثر في طريقها إلا الحب والسعادة والفرح.. وسيضمد جراح الماضي بالورود والرياحين ولن تنفخ الحياة ناي الحزن والألم بعد اليوم.. التقت الكفوف على الطريق وابتسمت الشفاه ما راق لها أن تبتسم وانطلق ليحقق الأحلام والوعود لتكون حقيقة.. وانتصر الاثنان في معركة الحياة على كل ما مرا به طاويان.. ماحيان جميع صفحات الماضي بكل ما فيه.. فاتحان الصفحات البيضاء لحاضر ومستقبل مشرق يزهو بعيون العاشقين.. أفاقت أمل على صوت صافرة ابريق الماء الكهربائي والبخار يتصاعد منه لتسرع وتخرج المقبس من الكهرباء.. . نافضة تلك الذكريات من رأسها متحررة من ماضي كان مكبلا لها لسنوات.. عندما انتهت من تحضير الفطور والقهوة نادت على إياد ليأتي لها مبتسما فاتحا ذراعيه يضمها إليه قائلا "لا أعتقد أني بعدما عدت لحياتي سأكتفي منك يوما " فرحة مستبشرة ضاحكة الوجه تمتم بالحمد والشكر لله كعادتها دائما عند الفرح أو حتى الكرب والضيق.. جلس إياد وأجلسها بجانبه ينهل من حبها ولا يشبع معوضا سنوات الجفاف والبرود التي عاشها بعد أن شاهد ابتسامة أمل التي أضاءت وجهها لقوله الذي ما انفك يردده منذ أن عادا لبعض "ليس هذا فقط ولكني أدين لك باعتذارات تتسع لمدار عشرين عاما.. حياتنا قصيرة وأقصر مما نتخيل وقد عايشته بعد ما أصابتني نوبة قلبية قبل فرح رهف وكنت طيبة جدا متسامحة معي حينما أرسلت لي أحمد ليبقى معي إلى أن شفيت.. ولو أن الباقي من عمري قضيته في شكرك والاعتذار لك لن أقصر في ترديدهما فأنت تستحقين كل الاحترام والتقدير وأن أكون محط ومثار الإعجاب والغيرة من زوجة كريمة النفس مثلك وأم مثالية ربت أولادها على الطيبة والحب والتسامح والمساعدة لا على الكره والحقد وتصيد الأخطاء " ترد أمل مبتسمة "كلنا بشر ولا أحد كامل، الكمال لله وحده.. والله غفر لك وسامحك فمن أنا حتى لا أسامح وأغفر " يزيد من شعور الندم داخل إياد ويقول لها مبتسما "يا الله ما ذا فعلت بحياتي حتى أستحق انسانة طيبة تقية نقية القلب مثلك " ضمها إليه بإحساس العاشق الغارق حتى النخاع وقبل جبينها قبلة كلها حب واعتذار.. لتتذكر أمل أولاده الثلاث من هبة وتسأله عنهم فيجيبها بأنه ذهب بهم إلى القرية وأودعهم عند والدته التي احتضنتهم وقبلت أن ترعاهم طوال تلك الفترة الماضية بعد أن تخلت عنهم أمهم وهربت إلى الخارج مع عشيقها.. . ميادة الكبيرة تزوجت من ابن عم له وأنجبت طفلة.. نور في الثانوية العامة أما منير في الاعدادية.. . بعد شهرين من عودتهما لبعض واستقرار أمور حياتهما يتنعم بدفئها لا يكاد يفارقها يعوض عن بعده عنها أتاه خبر موت هبة وعشيقها معا في شقتهم مقتولين بالرصاص والفاعل مجهول.. لتطوى صفحتها السوداء للأبد.. وتطلب أمل من إياد أن يأتي بنور ومنير ليعيشا معها لتعوضهما عن حنان الأم وتكون هي الأم لهما... ليجتمعوا جميعهم موحدين تحت راية حب إياد وأمل الذين سطرا ونسجا حياتهما في بستان الحياة في ركن مضيء نبتت فيه الزهور والورود المختلفة.. لتملأ الكون بعبيرها وأريجها الفواح.. فمن بين الرياحين والورود والزهور.. زهور.. الحب.. والفرح والسعادة.. أوراقها كانت قلوب العاشقين فروعها نبض الأمل.. والوفاء.. والطيبة والنقاء.. نداها يدفئ الحياة.. أشواكها لا تدمي ورحيقها لا يذوي.. في عطرها نغمس الأوراق والأقلام.. ونسكرها بسطور من ذهب ونسافر بها بين الشطآن لترسو بهم إلى بر الأمان لتغفو وتنام.. ===== تمت بحمد الله ========= | ||||||||||
|  |
|
09-01-20, 10:00 PM
| #23 | |||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
الله يكون بعونك ياارب 😍 الف شكر سمسمة القمر تعبتك معي 😘😘😘 | |||||
|
| |
|
09-01-20, 11:05 PM
| #24 | ||||
| قلم مشارك بقلوب أحلام 
| مساء الجمال ♥️♥️♥️ ماشاء الله يامنال ..اسلوبك رائع في الكتابة لطيف منمق وتعبيراتك قوية لغويا وسلسة .. جعلتني أقرأ دون ان أمل بل كنت متشوقة مع كل سطر ان اعلم ما يخبأه السطر الذي يليه من احداث القصة .. سلمت يداك وزادك الله ابداعاً وأعمالا اخرى تخطها اناملك بنفس الروعة ...🌺🌺🌺🌺 أمل الأنسانة المؤمنة بقضاء الله والراضية بما فيمته لها الحياة ..الفتاة الخجلة اللطيفة التي احبت المهندس أياد فكانت نعم الزوجه له ونعم زوجة الأبن لأهله الذين احبوها لرقتها وبشاشتها معهم فحتي حماتها احبها ودوما اثنت عليها في حين وقف حماها امام والده معارضاً زيجة ولده الجديدة من تلك العقربة هبه رافضا حتي ان يروا اولاده من تلك المرأه .. أمل تحملت كل ما يمكن لمرأة ان تتحمله في سبيل اسعاد زوجها وتربية أولادها حتي في معاناتها للانتقال مع زوجها الي المدينة والأستقرار فيها ..كانت وجه الخير عليه ولكنه نسي كل ذلك حين تعرف بتلك الحية الرقطاء هبه ترك أمل الخيره وذهب بقدمه لصرح الشيطان فكانت النتيجة ان عاقبه الله برؤية زوجته بين أحضان محامي الشركة .. أياد خسر كل شئ بخسارة أمل حتي أنه خسر ذاته ونجاحه وقدرته علي التعامل مع الحياة كإنسان طبيعي ..عاش عشرون عاما من عمره في الندم علي ضياع حبيبته أمل فظل يعانى الم الفراق عنها ويدفع ثمن اخطائه حين كسر بخاطرها وفضل اخري لا تستحق عليها فى حين كانت أمل تسير بخطي حثيثة لإستكمال مسيرة حياة رافعة راسها مدعية الصلابة والقوة والثبات "أتعرف ما هو الوجع والألم؟ هو أن تدعي أنك بخير أمام الناس وأنك كلك وجع وألم يتقطع من داخلك.. هكذا أنت " ومع ذلك تحملت ونضالت مع اولادها لتؤسس لعائلتها مشروع ذات عائد مادى جيد أصبح ناجحا ومتعدد الافرع ..أمل اتقت الله في كل أمور حياتها فراضها الله في أولادها واعمالها فكانوا خير سند وعون لها ..ربتهم بالحب والخير وزرعت فيهم الطيبة تجاه ابيهم رغم تركه لهم وتفضيله اخري علي امهم في وقت كانوا فيه مدركين لتبعات الامور لكن توجيهات امهم لهم صبغت عليهم حسن الخلق والود لأبيهم فوقفوا جواره في ازمته ومرضه .. فعاد اياد لامل نادما راغبا متوسلا عودتهم الي بعضهم من جديد بعد عشرون عاما كاملة ليفتحا صفحة جديدة من حياتهم بعد التصافي "يا ليت لكلماتي بعض الصدق المولود على شفتيك.. حتى لا أبدو في عينيك فراغا يُصدى بالكلمات أو دورا في قصة عاشق " وعاد العاشقين يجمعهم بيت الزوجية بعد ان وافقت امل علي العودة الي إياد من جديد كزوجة يجددان منابع عشقهم ،يعوضها اياد عن كل ما لاقته امل في بعده وتفيض عليه امل من كرمها وطيبتها بان تسمح لأولاده من هبه ان يعيشوا معها بين اولادهما بعد موت امهم وعشيقها .... قصة رائعة مؤثرة كنت أتمني ان تكون اطول وأطول من شدة جمالها وحلاوة احداثها ..ابدعت عزيزتى وفي انتظار اعمال اكثر قادمة ..بالتوفيق ان شاء الله ..سلمت يداك عزيزتي ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤ ️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ | ||||
|
| |
|
10-01-20, 12:43 AM
| #25 | ||||
| كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء
| أيه الجمال ده يا منال♥♥♥ دي أول مرة ليا على الاطلاق اكتب فيها ريڤيو عن شيء قرأته لذا وجب التنبيه انه أكيد مش حيكون بروعة ريڤيوهاتك و عمقها✨ مبدئيا لغتك رائعة سلسلة و مريحة نفسيا جدا... كنت بقرأ بشغف و رغبة في إني أكتشف أيه حيحصل بعدين من غير ملل ما شاء الله عليكِ حبيبتي ده المتوقع من شخصية زيك الحقيقة💙💙 نيجي بقى للأبطال... أمل... آلمني أوي حالها و رغم الألم اللي عاشت فيه حولته أمل بصبر و عزيمة و اعتماد كلي على الله فكان عوضه بحياة مستقرة مع اولادها و نجاح في تربيتهم و شغلها غير الأهم أنه أنزل سكينة على قلبها عشان تتحمل موقف من أصعب المواقف اللي ممكن تمر بيها أي أنثى... الترك و الجري وراء غيرها رغم قصة الحب اللي عيني طلعت معاها قلوب في البداية دي من أصعب الاختبارات اللي ممكن تمر بيها و رغم كل ده كملت و اتحملت و كبرت في نظري جداااا.... الى أمل الحقيقة صاحبة هذه القصة أنتِ عظيمة سيدتي ❤❤ إياد... بصراحة مش قادرة أشوف فيه غير قالب ذكوري متواجد في كل مكان في وطنا العربي و كأي رجل يلهث وراء الجمال متناسيا مشاعر عميقة نبتت من القلب داهسا روحا تعلقت به و متعمدا نسيان حجم جرحها و فداحة ما فعله... اللي حصله من هبة شيء مكنتش مستبعداه لأن لكل فعل رد فعل و حقيقي كقارئة راضية تماما عن نهاية قصتهم اللي أخدت منه سنين و نتج منها أطفال رمتهم ببشاعة و هربت!!!! دي مش هبة دي مصيبة الحقيقة 😒😒 و في النهاية كما تعودت القلوب الطيبة على المسامحة سامحت أمل و عاد الود بينهم بعد جفاء طويل... سنين مرت ربت فيهم شابين و فتاة نعم التربية و علمتهم ازاي يكونوا بارين بوالدهم رغم الجرح القديم... حقيقي ابدعتي يا منال💗💗💗💗💗 سامحيني على الريڤيو الغير مرتب بالمرة ده 😂 مبروووووك و اتمنى اقرأ لك كتير♥♥♥♥ | ||||
|
| |
|
10-01-20, 04:58 AM
| #26 | |||||||||
| عضو ذهبي 
| ياصباح الجمال والاشراق على عيون كاتبتنا الواعدة ماشاء الله عليكى يامنولا انتى لازم تكملى فى طريق الكتابة اسلوبك حلو ومشوق جدا اياد الشاب اللى حارب ظروف ومجتمع عشان يرتبط بإنسانه خطفت قلبه من اول نظرة برقتها وجمالها وبالرغم من رفض اهله ليه وتفضيل انه يتجوز من قريتهم شابه يعرفوا يتعاملوا معاها الا ان امل زى ما خطفت قلب اياد قدرت تخطف وتسحر قلوب اهله وتوقعهم فى حبها بمساعدتها للجميع والعيش بينهم فى ود وتفاهم بس للأسف اياد ما حافظ على الأمانة وهبة مش لوحدها السبب فى فرقته عن زوجه محبة وقفت جمبه وعاشت معاه على الحلو والمر اياد لو ماكن ضعيف ماكنش سمح لهبه انها تفرق بينه وبين امل ماكنش انبهر بالزيف اللى ظهر منها وكان وضع ليها حدود من البداية انما ضعفه وسماحه ليها بسرقته هو اللى عمل فيه كدا عشان يدخل اقسى تجربة بجوازه من هبه ويبدأ بعد الارتفاع وعلو الشأن فى الانحدار والشعور بمرارة الخيانة كان لازم ينكوى من عملته عشان يقدر قيمة امل اللى بالرغم من اللى عمله فيها وكسرتها قدام الناس الا انها فضلت محافظة على ذكراه الطيبة فى قلوب ولاده وفضلت تتكلم عنه بكل خير ويستمر نقاء قلب أمل فى متابعتها لإياد وتوصية ابنه عليه وفى النهاية مسامحتها ليه بعد عودته نادم ومكسور حبيت جدا انها عايزه تكون الام لولاده من هبه بدل ما يعيشوا بعيد ويجربوا مرارة اليتم من الام والاب وحبيت ابوه اللى بالرغم من رفضه ليها فى البداية الا انها بعد معشرتها ومعرفة معدنها الاصيل رفض ابنه اكراما ليها وحبيت جدا صمود امل والوصول بولادها لبر الامان حبيبتى يامنولا تسلم ايدك وتتحفينا كمان وكمان بإبداعاتك | |||||||||
|
| |
|
10-01-20, 06:07 AM
| #27 | ||||
| كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين 
| منالي الغالية .. موهبتك جميلة جدا .. طريقة حكايتك للقصة رائعة .. كانك جالسة قدامي وتحكيلي .. اياد ما حبيته .. وقلبي ما مسامحة اناني خذل امل بعد سنوات طويلة .. لو كنت مكانها كنت ما ارجعله ابدا .. حببيييت جدا امل ..رائعه وقوية .. قصة جميلة .. سلمت اناملك | ||||
|
| |
|
10-01-20, 07:17 AM
| #28 | |||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
شكرا لكلماتك الجميلة في حقي وقصتي ..❤❤ وشكرا جدا كونها راقت لكاتبة مميزة مثلك 😘😘 | |||||
|
| |
|
10-01-20, 07:20 AM
| #29 | |||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
شكرا لاعجابك بالقصة واسلوبها ❤ وبارك الله في مرورك 😘😘 | |||||
|
| |
|
10-01-20, 07:23 AM
| #30 | |||||
| قاصة في قلوب احلام وكنز سراديب الحكايات
| اقتباس:
صباحك سكر ❤😘 حبيبتي ام زياد محمود تسلم ايدك على الريفيو الرائع ..❤👍 وشكرا جزيلا كونها نالت اعجابك .. 😘😘❤❤ | |||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
34Likes
العرض العادي
