آخر 10 مشاركات
203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree429Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-03-20, 08:33 PM   #51

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
عدت من جديد مع هديتي القديمه مضاف لها هدايا اخرى

ان شاء الله تعجبك وتكون اختياراتي مناسبه لما رسمته للشخصيات











تسلمي ايدك رووووعه 🌺🌸


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 31-03-20, 10:59 PM   #52

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
عدت من جديد مع هديتي القديمه مضاف لها هدايا اخرى

ان شاء الله تعجبك وتكون اختياراتي مناسبه لما رسمته للشخصيات











بجد مش لاقى كلمات شكر على هذه الهدايا الرائعة .. شكرا جزيلا وجزاكى الله خير على كل شيء وهذا الدعم الكبير .....

وشكر آخر لإدارى ومشرفات .. وارجو من الله ان يعينهم على الفترة الصعبة التى مر بها الجميع خلال وبعد عطل المنتدى .. وادعو الله تعالى ان لا تتكرر ..........


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-20, 03:54 PM   #53

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي البدايات الجديدة - الفصل الثانى والعشرون

البدايات الجديدة
الفصل الثانى والعشرون

دخل أيمن الى المشفى بعد أيام من عودته من العمرة ليتم تجهيزه للجراحة .. كان أشرف خلال تلك الأيام يقضى معظم وقته معه بالمشفى .. وكثيرا ما طلب من زوجته واسرته الدعاء له ..
تقابل أشرف وأمير .. وطلب أمير من أشرف زيارة أيمن فذكر الى أمير خطة سيره .. وافق أمير على أن يذهب معه أولا الى رنيم ببيت والدها .. ثم يذهبا سويا الى المشفى .. كان أشرف ذاهبا في هذا اليوم ليصحب زوجته من بيت والدها بعد أن يتناولوا الغداء معهم ثم يمر على أيمن بالمشفى بصحبتها قبل أن يعودا سويا الى البيت ..

لم يصدق أمير نفسه .. سوف يرى رغد بعد شهور طويلة من آخر مرة قابلها في بيت أشرف بالصدفة .. كان يتوق الى رؤيتها بعد ان تعلق بها قلبه منذ أن رآها لأول مرة عندما زار بيتها مع أشرف وأسرته لطلب يد رنيم.. وتقابل معها بعد ذلك عدة مرات في مناسبات مختلفة ..
يتذكر أمير دائما رغد البنت الجميلة .. خفيفة الظل بمرحها وبمشاغبتها اللذيذة .. يتذكر كيف أخذت قلبه وتفكيره منذ أن وقعت عينيه عليها .. كيف تتآلف مع الناس بسرعة وتجذبهم اليها .. بل وتجبرهم على حبها بمرحها ومداخلاتها في أى حديث بأدب ورقة وخفة ظل لم يرى لها مثيل في كثير من الفتيات التي عرفهم في حياته .. كان يراها كالفراشة تتنقل بين الجميع في خفة وثقة وانطلاق .. وأكثر ما جذبه اليها هو ضحكتها المميزة وعيونها الجميلة الواسعة التى تضيق عندما تضحك فتزيد من جاذبيتها وجمال وجهها ..

إقترب موعد ذهاب أشرف وأمير الى بيت رنيم .. فخرج أمير من حجرته وعطره يسبقه .. حليق الذقن .. يرتدى بنطلونه الجينز الكحلى الجديد وقميص أبيض .. فبدا جميل الطلة .. فقال له أشرف ممازحا : ايه ده كله .. أنت رايح تقابل الحتة بتاعتك النهاردة ولا ايه ..
ابتسم أمير وهو يقول في نفسه .. صدقت .. ويا ليتها تعلم انها الحتة بتاعتى .. أو أستطيع أن أخبرها بما في قلبى لها ..
أشرف وهو يربت على كتفه : ياللا يا عم هنيالك ..

وصل أشرف وأمير الى بيت رنيم : فرحبت بهم رنيم ووالديها أشد ترحيب .. كان أمير خلال أول المقابلة يلتفت يمينا ويسارا يبحث عن رغد ..

لاحظ اشرف أخيه وهو يطوف بالمكان بعينيه كانه يبحث عن شيء فإقترب من أذنيه بعد أن ركله ركلة خفيفة برجله قائلا بطرف فمه بصوت خفيض : مالك يابنى بتتلفت حواليك كده ليه .. هي الحتة بتاعتك موجودة هنا ولا ايه ؟؟!!!!

انتبه أمير فانتصب ناظرا أمامه وهو يقول لأشرف بتوتر أيضا بجانب فمه : بطل هزارك ده يا أشرف ..

جلس الجميع يتحادثون .. وظل أمير لا يستطيع التحكم في نظراته يمينا ويسارا .. فقال أشرف ممازحا : هو المفروض اننا حنتغدى ولا نتعشى .. معلهش أصلى نسيت احنا معزومين على ايه .. ردت والدة رنيم بكسوف : والله الغدا جاهز من بدرى يا أشرف .. بس احنا مستنين الست رغد .. هي المفروض على وصول .. أصل احنا متعودين منتغداش الا لما يحضر الجميع .. بس لو جعانين مفيش مشكلة .. ممكن نعمل استثناء المرة دى .. ونسيبها تتغدى لوحدها ..
رد أمير دون أن يتمالك نفسه : لا لا ياطنط .. مفيش مشكلة نستناها طبعا ..

نظر اليه الجميع بغرابة .. فأمير معروف عنه الخجل وقلة التدخل في الأحاديث .. ولكنهم لم يقفوا عندها كثير فيما عدا أشرف الذى مال على أخيه مرة أخرى ليقول له دون أن يسمع الجميع : مش قلت لك ان الحتة بتاعتك هنا ..
ركله أمير بقدمه وهو يزمجر حتى لا يتمادى أشرف فيما يقول ..

مرت دقائق قبل أن تصل رغد الى المنزل فطرقت الجرس ثم همت بعد لحظات لفتح الباب بمفتاحها .. هكذا عوداها والديها على هذا التصرف .. حتى تتعلم تنبيه من بالداخل قبل أي دخول مفاجئ عليهم .. حتى وان كان بين بعضهم لبعض ..

عندما سمعت علياء صوت الباب يفتح .. همت بالوقوف وهى تقول لرنيم : ياللا يارنيم .. تعالى ساعدينى نرص أطباق الغدا .. جوزعك جعان .. واحنا كمان جعنا .. ثم نظرت الى رغد وهى تقول .. حمد الله على السلامة يا حبيبتى .. ياللا ادخلى سلمى على أشرف وأمير وحصلينا على المطبخ ..
تنبهت رغد قبل أن تدخل عليهم لوجود أشرف وأمير فلبست حذاءها مرة أخرى بعد أن كانت على وشك أن تضعه بخزانة الأحذية .. ثم دخلت عليهم مبتسمة كعادتها .. وما أن وقعت عليها عين أمير الا وهم واقفا فاغرا فمه .. لا يصدق أنه قد قابلها مرة أخرى .. فأخذت قلبه مرة أخرى والقت بسهم الشوق اليها ليؤلم قلبه ذاك الألم الجميل الذى نشعر به عند لقاء من نحب ..
مدت رغد يدها فسلمت على أمير الذى أحس برعشة جميلة انتابته عندما لامس يدها .. وهى تقول له .. حمد الله على السلامة يا دفعة .. يارب تكون رافع راسنا على الجبهة .. فرد والدها : انتى حتستلميه من أولها .. جبهة ايه اللى فاكراه واقف عليها .. آحر حرب انتهت من أكتر من أربعين سنة .. يعنى من قبل ما تتولدوا بزمان ..

ثم سلمت على أشرف الذى سلم عليها وهو يقول : والله جوعتينا يا رغد .. وكنت على وشك أطلب منهم عمل استثناء النهاردة ونسيبك تتغدى لوحدك .. بس محبناش نزعلك ..
رغد وهى تضحك وتغلق عينيها لتضيق : وماله يا أشرف بيه .. اتغدى لوحدى كله فدا بطنك واحنا عندنا كام أشرف يعنى .. ثم اردفت .. بس هو انت مستعجل على الأكل علشان جعان فعلا .. ولا عايز تخلع تروح لأصحابك بسرعة .. ماتشات بلاى ستيشن وكده يعنى ..
أشرف : لا والله يا لمضة .. ربنا تاب علينا من البلاى ستيشن .. بس احنا فعلا حنمشى على طول بعد الغدا .. علشان حنروح نزور أيمن في المستشفى .. أصله حيعمل العملية بكرة ..

انتاب رغد غصة في صدرها عندما سمعت أيمن .. وعملية .. واكتسى وجهها بحزن بدا لجميع الحاضرين .. وأولهم أمير الذى لاحظ الصدمة واضحة على وجهها ..
رغد بوجه شاحب حزين : انت تقصد أيمن صاحبك اللى كان معانا يوم ماسهرنا بمناسبة رنيم ؟!!!
أشرف مهموما : أيوة .. هو بعينه ..
رغد : وحيعمل عملية ايه ..
أشرف : عملية استئصال ورم بجزء من القولون ..

لم تشعر رغد بنفسها من صدمة الخبر وهى تضع يدها على صدرها في فاجعة بدت على وجهها الشاحب والذى كان مبتسما منذ قليل .. لم تعقب واستأذنت لدخول حجرتها ..

إنتبه أمير وأحس بالتغيير الذى طرأ على رغد .. وبدأ الشك والغيرة يفتكان به من قبل أن يتأكد من حقيقة مشاعر رغد تجاه أيمن .. ولكن الأمور لم تكن واضحة له هو فقط .. بل بدت واضحة للجميع .. فحاول الأب تغيير الموضوع بأن قال : اتفضلوا على السفرة يا جماعة .. اتفضل يا أمير .. ياللا يا أشرف ..

كانت رنيم ووالدتها قد اعدتا الغداء وجلس الجميع على السفرة في انتظار رغد التي دخلت حجرتها ولم تخرج بعد .. فقال أحمد والدها .. هو ايه الحكاية .. هي رغد نامت ولا حاجة .. قومى يا رنيم شوفيها اتأخرت كل ده ليه .. احنا جعنا أوى ..

طرقت رنيم باب حجرة رغد ثم دخلت عليها لتجدها جالسة على طرف السرير .. فلما أحست رغد بدخولها بدأت في مسح دموعها الغزيرة التي كانت تنساب من عينيها ..
اقتربت رنيم من رغد وقد هالها منظر أختها الباكى فقالت في تعجب : رغد .. مالك .. فيكى ايه يا حبيبتى .. ليه بتبكى بالشكل ده ..
رغد وهى تمسح دموعا أخرى غلبتها من جديد : مفيش .. مفيش يا رنيم .. أنا مش حقدر اتغدى معاكم بالشكل ده .. من فضلك روحى اعتذرى ليهم .. قولى لهم أي عذر .. أرجوكى ..
رنيم وهى ما تزال منزعجة .. ما الذى انتاب أختها فجأة : بس أنتى عارفة .. بابا حييجى يطمن عليكى على طول .. وبعدين انتى ايه اللى حصل .. انتى كنتى داخلة بتضحكى وبتهزرى .. ايه اللى حصلك فجأة ..
رغد : قلت لك مفيش .. كل الموضوع انى حسيت بتعب مش أكتر ..
رنيم بحزم : أنا مش عيلة صغيرة يا رغد حتضحكى عليها بكلمتين .. يا إما حتقولى مالك .. أو حسيب بابا يتصرف ويعرف مالك ..
رغد : أرجوكى يا رنيم تطلعى لهم واتصرفى وأنا حقولك بعدين .. ياللا بقى علشان محدش منهم ياخد باله أو ييجى .. من فضلك اطلعى وقوليلهم أي حجة ..

لم تجد رنيم بدا من أن تخرج وهى تفكر فيما غير حال اختها هكذا فجأة..: فقالت لهم : اتغدوا انتم يا جماعة .. رغد حاسة انها تعبانة شوية .. تقريبا أخدت برد في معدتها من الجلوس امبارح ادام التكييف .. أنا حتغدى بسرعة وأعمل لها شوية كمون بالليمون يسكن المغص شوية ..
كان التعجب يساور الجميع في التغيير والتعب المفاجئ الذى أصاب رغد .. أما أمير فقد ازداد شكه في امرها ..فأصبح في حالة من الغم والضيق لا يحسد عليها .. فأنهى الجميع الغداء بسرعة ما عدا أمير الذى تقريبا لم يأكل شيئا .. هو فقط تظاهر بأنه يأكل ..

بعد الغداء طلبت رنيم من أشرف أن يذهب الى أيمن بدونها بحجة أن تعطيه فرصة أن يمكث معه براحته .. وأنها ستبقى عند والدها حتى تطمئن على رغد .. على أن يمر عليها ليلا ليصحبها الى المنزل ..

غادر كل من أشرف وأمير الذى كان مغتما أيما إغتمام .. فهو لم يلبث أن يهنأ بمقابلة رغد حتى دخل في قلبه المتيم بها شكا تجاه مشاعرها سوف يفتك به الى أن يعلم حقيقة مشاعرها والى من تتجه ....

كان خالد في هذا الوقت قد وصل الى قمة الإحباط والضيق من تصرفات أمينة معه .. فهى لا تعطيه الفرصة أن يتكلم أو يشرح لها ملابسات الموضوع .. لا تتوقف عن صده كلما حاول التقرب منها .. ربما لأنها تعلم أنها اذا سمحت له أن يتقرب الى مسافة معينة فسوف تضعف وتذوب بين يديه كما يحدث في كل مرة يختلفان فيها .. فيمر الموضوع مرور الكرام .. ولكن الأمر مختلف تلك المرة .. فهيهات أن تسمح لنفسها بهذا الضعف .. لذا عند عوتها من المشفى بعد وعكتها الصحية طلبت أن تكون بغرفة بمفردها .. وافق خالد مجبرا على أن يترك لها غرفتهما ويبيت هو في غرفة أخرى .. ولكن الأمر قد طال .. وأصبح هو لا يتحمل .. هو يريدها كأى زوج يريد زوجته ليس فقط في الأمور الحميمية .. بل يتمنى لو استطاع ان يلقى برأسه على صدرها .. فهو الملاذ له من متاعب الحياة .. لكنه لم يكن ليطلب منها هذا الأمر .. هو نوع من الرجال يصعب عليه أن يطلب مثل تلك الأمور .. هو يعشق أن تأتى بسلاسة بعد الإشتياق ..

ظل خالد يفكر في فرصة ليتحدث معها .. هو يعلم أنه اذا أعطته الفرصة فسوف يقنعها بسلامة موقفه وانها تظلمه وتظلم سنين العشرة بينهما .. بل وتظلم نفسها أيضا .. كما انها تظن السوء بسلمى اذا اعتبرتهما خائنين لها و لمصطفى .. سواء كانت الخيانة بالجسد أو بالمشاعر .. لذا
قرر خالد أن يتكلم معها .. حتى وان أصرت على صدها له ..
لابد من أن ينهى هذه المهزلة .. ترك مكتبه بعد أربع ساعات فقط من وصوله اليه .. لم يستطع أن يجرى اى لقاءات أو مراجعات أو حتى يمكث بمفرده في مكتبه .. رفع سماعة التليفون وطلب رقم المنزل .. ردت عليه أم سعيد .. فحياها ثم طلب منها أن توصله بأمينة ..
أمينة في هدوء ولكن قلبها مملوء بالحزن منه والاشتياق اليه : أيوة يا خالد ..
خالد : صباح الخير يا أمينة .. انتى عاملة ايه النهاردة ..
أمينة باقتضاب : بخير يا خالد .. الحمد الله ..
خالد : طيب ايه ظروفك النهاردة .. كنت بفكر نطلع النهاردة و نتغدا بره ..؟

سكتت أمينة ولم تجد ما ترد عليه به .. فقال خالد بتوسل واشتياق : أمينة .. أنا تعبت .. ومحتاج أتكلم .. احنا محتاجين نتكلم يا أمينة .. أرجوكى .. خلينا نطلع سوا النهاردة وخلى كل واحد فينا يقول اللى في قلبه .. مش معقول حنفضل كده بقية عمرنا يا حبيبتى ..
أمينة بعد أن ضغط على الجرح مرة أخرى عندما ناداها ب " حبيبتى" .. لقد أصبحت تكره هذه الكلمة .. ولا تحب أن يناديها بها أبدا ما عاشت سنين تتمناها أن تخرج اليها من قلبه : مش حينفع يا خالد ..
خالد بصوت عالى وكانه فاض ما به : لا .. حينفع يا أمينة .. ومش عايز حجج .. أنا عارف ان غادة في المدرسة وعندها دروس بعد المدرسة يعنى حترجع متأخر .. وأشرف وأمير حيتغدوا عند أهل رنيم وبعدين حيروحوا لأيمن المستشفى .. يعنى انت مفيش وراكى حاجة لغاية المسا .. وبعدين هما كبار كفاية انهم يهتموا بنفسهم .. سكت قليل ثم قال بهدوء: ساعة وحكون تحت باب العمارة .. حنخرج سوا .. مع السلامة ..

لم يمنحها فرصة للإصرار على الرفض فجلست أمينة تفكر في هذا الموقف الذى لا تحسد عليه .. هي لا تريد أن تجلس وتتكلم معه .. تحتاج بعضا من الوقت بعد جلستها مع الطبيبة النفسية لتفكر .. هي تخاف من النتائج .. ففي كل الحالات هي غير راضية مسبقا عن أي نتيجة .. ولكنه وضعها أمام مواجهته ومواجهة نفسها .. وحان وقت حسم هذا الموضوع الشائك ..

فكرت في كلام أم سعيد لها منذ أيام قليلة .. هل تسمعه .. هل تصدقه .. هل تحمد ربها على وجوده في حياتها وتسامحه .. حتى وان خانها فهل يشفع له رصيد العشرة الطيبة بينهما .. هل يشفع له استقرار اسرتها وسعادة ابناءها .. هي تتقطع من داخلها . ليس هو فقط من تعب .. هي أيضا تعبت من فراقه .. ولكن زادها تعب خبامنه التى تمزهقها في اليوم عشرات المرات ...
مرت الساعة وبالفعل وصل خالد أسفل البيت منذ دقائق قليلة .. ليتصل بأمينة ويعلمها أنه في انتظارها ..

فتحت باب السيارة واستقرت فوق كرسى السيارة بجواره في هدوء . ..
لم يتحدثا طوال الطريق الى إحدى أفخم المطاعم العريقة بالإسكندرية .. كان خالد قد قام بحجز الغداء بعد أن أنهى مكالمته التليفونية مع أمينة .. هو زبون معروف لهذا المطعم .. لذا قد حجز إحدى الطاولات بمكان منعزل نسبيا بالمطعم ..

وصلا الى المطعم بعد دقائق ليسرع خالد بفتح باب أمينة قبل أن تنزل من السيارة .. واتجها الى الطاولة .. فأسرع أيضا ليجلسها بشياكة لم تتعودها أمينة منه .. كان خالد حريصا على أن يتعامل معها بذوق متناهى لعلها تخفف من حدة صدها له ..

مرت عدة دقائق قبل أن يصل الجرسون ويطلب خالد وأمينة أنواع الطعام .. ثم أخبر خالد الجرسون أن يحضر عصير البرتقال الذى تحبه أمينة أولا .. وأن يأخذ وقته في احضار الطعام .. فهم ليسوا في عجلة لتناول الطعام .. كان خالد خلال هذه الدقائق يتعمد الا يتكلم مع أمينة كى تخرج جميع شحنات التوتر الظاهر على وجهها .. وكانت هي تتفادى النظر اليه ..
أخيرا بدأ خالد في الكلام بعد أن وضع الجرسون المشروبات أمامهما .. ارتشفت أمينة القليل من العصير ليقول بتوتر : لأمتى .. لأمتى يا أمينة حتعاقبينى العقاب الشديد ده ..
أمينة وهى تحاول كبح جماح دموعا ملأت مقلتيها .. فأدارت وجهها تمسح الدموع التي غلبتها دو أن يرى خالد انسيابها من مقلتيها : عقاب ايه يا خالد اللى انت بتتكلم عنه .. ؟
خالد : أنا عارف سبب زعلك منى يا أمينة .. أمير أتكلم معايا وقاللى اللى انتى مش قادرة تواجهينى بيه .. ومخليكى غضبانة لدرجة انه يأثر على صحتك بالشكل ده .. كنت سايبك على راحتك لغاية ما تهدى شوية .. خصوصا بعد اللى حصلك .. بس انا يا أمينة مش قادر اصبر أكتر من كده .. مش علشان أنا مششاقلك وبس .. لا يا أمينة .. علشان اللى حصل ده خلانى أعرف أد ايه انا بحبك .. واد ايه انتى غالية على .. وأغلى من أي حد في الدنيا دى يا حبيبتى ..
قاطعته أمينة : من فضلك بلاش الكلمة دى .. سمعها منك بيستفزنى أكتر من أي كلمة تانية ممكن تنادينى بيها ..
خالد : لا يا أمينة مش حبطل اناديكى بيها .. ومن هنا ورايح انتى اسمك حبيبتى مش أمينة .. مع انى بحب اسم أمينة أكتر من أي اسم في الدنيا ..
امينة : اسمع يا خالد .. مش أنا اللى حتتضحك عليها بكلمتين .. فياريت تدخل في الموضوع وقول اللى عندك .. أنا وافقت اننا نتكلم .. لأن البيت بالوضع اللى احنا فيه ده فيه توتر وحزن مأثر على الولاد .. وأنا مش حسمح انى أكون سبب في أي ضيق لهم ..
خالد بحزن : ياه يا أمينة .. أد كده أنا بقيت مش مهم في حياتك .. الولاد بس همه اللى بيهموكى ..
أمينة وقد أبعدت عينيها عن مرمى عينيه : وكمان عندك الجرأة انك تلومنى يا خالد .... كأنك أنت اللى اندبحت وأنا اللى دبحتك .. مش العكس ..
خالد : لا يا أمينة .. بعترف انك انتى اللى اندبحتى وانا اللى دبحك .. بس ادينى فرصة أدافع عن نفسى ..
أمينة بدون اهتمام : أي دفاع بعد اعترافك دلوقتى انك دبحتنى يا خالد ..؟!! هو المدبوح بيبقى فيه روح تسمع أو تسامح ..
خالد : اسمعينى يا أمينة .. اسمعينى بقلبك اللى طول عمرى حاسس انه بر الأمان اللى بلجأ له كل ما الدنيا تتعبنى.. قلبك الطيب اللى بيسامح ويغفر .. قلبك اللى حب خالد ومحبش غيره في الدنيا .. وكمان اسمعينى بعقلك اللى من غيره مكنش بيتنا عبر مشاكل كتير مرينا بيها احنا وولادنا .. عقلك صاحب الرأي الراجح دايما .. سكت خالد وكأنه بفكر في كيف يبدأ ثم تكلم : أول شيء يا أمينة أنا عمرى ما خنتك .. أقصد خيانة الجسد لا مع سلمى ولا غيرها .. وده مش علشان أي شيء سوى انى بتقى ربنا .. وبخاف من ارتكاب أي كبيرة .. وربنا يشهد على كلامى ده .. وكمان مش أنا اللى أخون صاحب عمرى الله يرحمه .. بالشكل المقزز ده.. ..

تانى شيء .. أنا عارف انى في يوم من الأيام لما اتقدمت لك اخطأت انى محكتلكيش عن عن موضوع سلمى .. وصدقينى الخطأ ده تعبنى أنا طول حياتى أكتر ما تعبك انتى في الفترة الأخيرة في حياتنا .. على الأقل أنتى عيشتى سنين عمرك معايا وانتى حاسة ولو بجزء من حبى ليكى .. يمكن التشويش اللى عيشته بسبب حبى لسلمى قبل جوازى منك مخلنيش أكون بالحرية الكافية انى أوصلك إحساس حبى ليكى .. بس على الأقل معشتيش العذاب اللى عيشته أنا في وهم سنين طويلة .. وهم انى حبيت واحدة واتجوزت من واحدة تانية .. بس بالرغم من كل شيء .. أنا شاكر للظروف اللى فتحت عينى مؤخرا على الحقيقة .. وهى انى بحبك انتى يا أمينة .. وان حب سلمى انتهى من قلبى من زمان من غير أدرى .. ودلوقتى بعد ما اتأكد انى بحبك انت يا أمينة .. وانك حب العمر كله .. وحبى الأخير .. أقدر اقولك انى يمكن حبيت سلمى في فترة من حياتى .. بس الفترة دى انتهت من غير حتى ما اعترف لها بالمشاعر اللى كنت حاسس بيها نحيتها .. يا أمينة موضوع مشاعرى ناحية سلمى مأخدش غير شهور معدودة .. وأنا اللى خدعت نفسى وسيبت نفسى للخيال .. نوع الحب ده يا أمينة نوع خادع بيغذيه الحرمان .. بس هو في الأصل نبتة ملهاش جذور .. أو نبته بتموت وهى صغيرة .. أما حبك انتى يا أمينة نبتة لها جذور متعمقة في قلبى وقلبك .. علشان كده مش ممكن ينتهى من قلوبنا حتى لو بعدنا عن بعض .. وآسف انى أقولك انى كنت غبى انى أحس بده لما حسيت انك ممكن تضيعى منى .. انتى فاهمانى يا أمينة .. سكت للحظات كانت هي فيها قد بدأت في النظر الى عينيه تصدق كل كلمة ينطق بها .. فأردف مرة أخرى وهو يطرق برأسه الى الطاولة .. أنا يا أمينة اللى المفروض أصعب عليكى .. لأنى خدعت نفسى بحب انتهى من حياتى من زمان من غير ما أدرى ومستمتعتش بحبك زى ماكان المفروض انى اتمتع بيه ..

في النهاية يا أمينة انا متأكد انك من الذكاء انك تفهمى انى مش محتاج أبرهن على انك انتى حبى الوحيد .. بمعنى ان الطريق لسلمى ممهد بعد ما راح مصطفى .. بس صدقينى الأيام اللى فاتت كنتى انتى اللى مستحوزة على كل مشاعرى وتفكيرى وخيالى مش حد تانى .. أنا حتى مفكرتش في حاجة زى دى .. انتى يا أمينة كل حياتى اللى فاتت واللى جاية ..
ربما لم تصدق أمينة كل أو بعض ما قاله خالد ولكنها قررت أن تأخذ بنصيحة أم سعيد وتصدقه حتى لو كانت تخدع نفسها .....

ساد الصمت بينهما للحظات طويلة .. لاحظت أمينة ولأول مرة دموعا تملأ مقلتيى خالد .. فتمنت لو كانا في بيتهما لتأخذ حبيبها بل طفلها المفضل الى صدرها .. ولأول مرة منذ شهور تسمح له أمينة بأن يضع يده فوق كفها القابع فوق الطاولة .. لتشعر برعشة جميلة تنتاب جسدها وذاك الألم الجميل في قلبها وكأنها أول لمسة بين اثنين محبين في عمر المراهقة ....

لم يقطع صمتهما والنظرات المتبادلة بين العيون وتلامس الأيدى سوى وصول الجرسونات بالطعام .. ليبدأ رص صحون الطعم على الطاولة ..

أنهى كل منهم طعامه بعد أن كانا يتحدثا في أمور شتى تخص ابناءهم وتخص أيمن الذى كان قلب أمينة يتمزق عليه كلما تذكرت اصابته بهذا المرض وهو في مقتبل حياته أو كما يقولون في عز شبابه ..

خرجا من المطعم وركبا السيارة .. ولكن لم يعود بها الى البيت مباشرة .. تجولا بالسيارة على طريق كورنيش اسكندرية .. وهو ممسك بيدها داخل السيارة يستمتعان بأغانى الحب لعبد الحليم ....

ربما عادت الأمور بين خالد وأمينة كسابق عهدها .. ولكن ظل شيء مازال عالقا بقلب كل منهم .. فأمينة لم تستطيع أن تغفر أو تسامح من كامل قلبها .. كان لايزال في قلبها قدر من الحزن مما ارتكبه خالد في حقها .. فظلت تتساءل .. كيف صدقته وكيف سامحته وكيف أعادت المياه بينها وبينه الى مجاريها.. فتجيبها نفسها أنها ماكان لها سوى أن تفعل ما فعلت .. ما كانت تستطيع أن تبتعد عنه أكثر من ذلك .. ما كانت تستطيع أن تمنعه من حقوقه فيها أكثر مما فعلت .. هي أيضا كانت تشعر في كثير من الأحيان أنها كانت تحتاجه .. تشتاق الى ان يضمها اليه كما كان يفعل دائما .. خصوصا عندما كان يغلبه التعب أو الحزن والشجن .. ربما استطاعت أمينة أن تقنع عقلها بأن ما فعلته هو الصواب .. ولكن يبقى في القلب ما لا يستطيع نسيانه أو غفرانه ..
أما خالد فبالرغم من أنه حسم أمره بأن حب أمينة هو الحب الحقيقى الذى لا يمكن أن يضحى به أمام حبه لسلمى إلا أنه كان ما يزال في قلبه لسلمى شيء ما .. أقله حبه للأيام التي جمعته وسلمى .. وادمانه للخيال الذى عاش فيه سنوات في خلوته مع تلك الذكريات ...ولكن يبقى في القلب حب أمينة لا يستطيع انكاره ...

أصبح لدى خالد بعد عودته لحضن أمينة شحنات إيجابية تجاه كل شيء في الحياة .. أستيقظ من نومه بعد أن قضى ليلة جميلة بكل المقاييس مع اسرته لم يشوبها قلق سوى بعض الحزن الذى كان ينتاب وجه غادة .. وشرود وحزن واضح على ملامح أمير على غير العادة .. لكنه في النهاية ولأول مرة منذ شهور يبات بجوار أمينة التي قد سكنت في حضنه واستكن هو أيضا في حضنها .. وكم اشتاق كليهما لهذا اللقاء بمشاعر جميلة ربما احستها أمينة معه دوما .. لكنها كانت شبه جديدة على خالد بعد ان زال عن قلبه وهم الحب الأول وأصبح فؤاده لا يتسع سوى لزوجته وعشيقته الجديدة .........

أول شيء فعله في اليوم التالى بعد أن وصل الى مكتبه هو أن طلب أمجد ليطمأنه بعودة المياه الى مجاريها بينه وبين أمينة .. وكان من قبل قد حكى من له من فرط ما عانى في الفترة السابقة عما يمر به من أزمة في حياته مع أمينة .. بالطبع لم يتطرق الى سبب الأزمة حفاظا منه على سمعة سلمى واحتراما لذكرى صديقهما .. لكنه حكى له ما يجد من جفاء من زوجته في الفترة الأخيرة لأسباب واهية .. والتي بها أحس لأول مرة كم يحب .. بل يعشق هذه المرأة الرئعة التي كانت بجواره كل تلك السنين ولم يشعر من قبل بقيمتها العظيمة في حياته ومثل هذا الشوق اليها طوال هذه السنين وكأنه قد أحبها للتو ..

كان أمجد بالطبع سعيدا لتحسن ظروف صديقه مع زوجته بعد معاناة عاشها شهورا .. ولكن خالد قد أحس الحزن في نبراته فسأله وهو يعلم ان من الصعب أن يتكلم أمجد عن شيء يخصه .. هكذا أعتاد منه الجميع : مالك يا أمجد .. صوتك مش عاجبنى .. فيه حاجة مضايقاك أو مزعلاك .. ؟
أمجد محاولا أن يدارى حزنه : لا أبدا .. أنا بخير .. بس انت عارف مشاكل الشغل اللى مبتخلصش ..
لم يقتنع خالد ولكنه لم يشاء أن يزعج صاحبه أو يضغط عليه .. فأكمل الحديث معه بصورة طبيعية .. وإتفقا في نهايته على أن يلتقيا اليوم على العشاء فهم لم يتقابلا منذ لقاءهما في وفاة مصطفى ..

شرد خالد قليلا بعد مكالمة أمجد في أمور شتى .. أولها أمجد .. هو يعلم أن به شيئا يعكر عليه صفوه منذ زمن .. يعلم أن لديه سر يحاول اخفاؤه عن الجميع .. بل عن أقرب الناس اليه .. تذكر يوم باتا سويا في الفندق في آخر زيارة لهما الى مصطفى .. وكيف كان يردد أمجد اسم "نيفين" .. ترى من هي .. وهل هي سره .. ربما .....

تذكر أيضا خالد ليلة الأمس .. خطر بباله حزن وشرود أولاده .. فغادة معروف سبب حزنها والذى هو على يقين أن الأيام القريبة كفيلة بأن تنسيها وتعود لحياتها الطبيعية التي تناسب عمرها .. عمر الزهور .. ولم لا وقد مضى على زيارة حسام أكثر من أسبوع وهى في هذه الحالة .. لا تتكلم عنه ولا تسمح لأحد أن يفتح سيرته .. ولكن ما الذى يمر به أمير ويجعله حزينا شاردا هكذا .. أهو المستقبل والفترة التي يعيشها بالخدمة العسكرية .. أم شيء آخر .. ان كانت الأولى .. فليس هناك مشكلة .. فهذا أمر طبيعى وصحى في نفس الوقت .. فجميع الشباب يمر بحالة عدم الإتزان في تلك المرحلة من خوف من المستقبل .. وهل سيجد عملا بسهولة بعد أن ينهى فترة الخدمة العسكرية .. وأشياء كثيرة يفكر فيها الشباب في هذه المرحلة .. فهى مرحلة مفترق طرق .. وكل منا يمر بعدة مفترق طرق في حياته .. لذا تذكر حاله وحال اخوه في مرحلة الثانوية العامة والتي تعتبر في مصر وبعض الدول مفترق طرق ففي نهايتها يتحدد أي طريق سيسلك الشاب أو الفتاة .. تذكر أشرف وأمير اللذان حصلا على مجموع كبير في الثانوية العامة وترك لهم الإختيار للدخول بكلية التجارة وليس الهندسة أو الطب كما يعشق معظم الآباء في البلد .. فنصف الآباء يجبرون أولادهم على دخول تلك الكليات على انها كليات قمة .. ومن منا لايريد لأولاده القمة .. والنصف الآخر يبرمجونهم من صغرهم على حب هذه الكليات .. لتصبح حياة معظمهم فيما بعد عبارة عن مأساة .. فليس جميع من يدخل هذه التخصصات بقادر على أن يستمر بها .. وان استمر فسوف يكون بالدروس الخصوصية .. لذلكفمعظمهم يتخرج منها لا يحبها .. ولا يتقنها .. لذا تصبح حياته عبارة عن سلسلة من الفشل ..

خالد وأمينة كانوا أعقل من الكثير من الآباء .. ربوا أولادهم على الاستقلال وتحمل المسئولية .. كان اذا اختار أحدهم شيئا فقط يبصرونه بالمزايا والعيوب لهذا الشيء ..وفى النهاية يتركوا له حرية الإختيار .. وبدا هذا واضحا في علاج مشكلة غادة مع حسام ..

كانت الطاقة الإيجابية التي تمتع بها خالد منذ الأمس كفيلة بأن يرغب في احتواء من حوله ومشاكلهم .. هو يشعر الآن أنه يساطيع أن يقف بجانب ويساعد جميع من حوله .. هكذا هو الانسان السوى .. فعندما تستقيم حياته وينعم بأيجابيات الحياة يشعر أنه يريد مساعدة ومساندة الجميع .. ومن أولى بالمساندة الآن من أولاده وصديق عمره أمجد .. الذى يعرفه منذ قرابة الثلاثون عاما ولم يجد منه الا الود والمحبة وحسن المعاشرة .. وان كان من دين آخر غير الذى يدين به خالد ؟؟!!!!

عاد خالد من المكتبه الى المنزل قبل الغروب بقليل .. لم يجد على سفرة الغداء سوى أمينة وغادة .. سأل عن أمير .. فردت أمينة بحزن : خرج من الصبح .. قاللى رايح النادى يقابل صحابه .. مش عارفة ماله .. من امبارح وهو ساكت وحزين .. مش زى عادته بيضحك ويهزر .. الظاهر موضوع أيمن ده مأثر فيه .. حبيبى يابنى .. طول عمرك حساس وشايل هم اللى حواليك ..
ردت غادة بمزحة خفيفة ..وبالرغم من انها مكتسية بلوعة .. لكنها بثت بعض السعادة في والديها .. فقد أحسا أنها مؤشرا لبداية خروجها من أزمته .. فقالت : يمكن بيحب جديد .. بس ياريت يخلى باله .. أصل الطيبين اللى زينا ملهمش نصيب في الموضوع ده ..
ردت أمينة : الطيبين اللى زينا يمكن يمروا بناس متستحقهمش .. لكن في النهاية نصيبهم في الخير .. وربنا بيبعتلهم اللى يناسبهم ويعيشوا معاه في سعادة .. بس لو يعرفوا قيمة نفسهم كويس ..

خاف خالد أن تسترسل أمينة أكثر من ذلك فتشير اليه والى ماحدث منه في حقها بشكل أو بآخر .. كما خاف من أن يبث كلامها في غادة العند من جديد فتبقى على التواصل مع حسام لتثبت لنفسها ولهم أشياء في إثباتها خسارة للجميع وأولهم غادة .. فتدخل قائلا : بقولكم ايه .. سيبونا من الكلام .. وياللا نتغدا أنا جعان اوى .. وأنا حتكلم مع أمير لما ييجى .. وأعرف ايه حكايته .. وايه اللى مغيره .....

مرت الأمسية بهدوء في المنزل .. وعندما وصلت الساعة الى العاشرة ولم يعود أمير .. طلبه خالد تليفونيا .. وبعد لحظات رد أمير بتلعثم : بابا .. ازى حضرتك ..
خالد : أنا بخير .. انت اللى ازيك .. وفينك طول اليوم .. هما الكام يوم اللى بنلحق نشوفك فيهم حتقضيهم مع صحابك برة البيت ولا ايه يا أمير .. يا بنى انت بتوحشنا ..
أمير : أنا آسف يا بابا .. بس القعدة حلوة النهاردة .. معلش سامحنى حتأخر شوية .. بس أوعدك حقضى معاكم اليوم بطوله بكرة ان شاء الله ..
خالد : ماشى يا سيدى .. مع انى كنت حابب أقعد أتكلم معاك شوية قبل ما أنام .. بس مش مشكلة .. يوم عن يوم قريب .. أشوفك بكرة ان شاء الله .. عموما لو ما قبلتكش على الفطار أشوفك بالمكتب عندى ..
أمير : تمام .. تصبح على خير ..

لم يكن أمير مع أصحابه كما أخبرهم .. ولم تكن هناك قعدة حلوة .. أو بالأحرى .. لم تكن هناك قعدة مع أحد من الأساس .. كان أمير جالسا من الصباح حتى ذلك الوقت أمام البحر .. يرثى حبه لرغد .. الحب الذى أحس بأنه قد انتهى في مهده .. ولكنه لم يموت وسيظل حيا في قلبه .. كان طوال اليوم يفكر فيما حدث بالأمس بقلب يشعر أنه يعتصر بين ضلوعه .. يتذكر ردة فعلها حين علمت بأمر العملية الجراحية التي سوف يجريها أيمن .. هل هي على علاقة بأيمن .. ولكن كيف ؟.. إن كان الأمر هكذا فهى لابد أن تكون على علم بأمر مرضه والعملية التي سيجريها .. كانت لن تتفاجأ أو تضطر لسؤال أشرف .. هل بينهما علاقة ولكنه لم يخبرها بمرضه ؟ هل حبها له من طرف واحد .. ؟ هل هو أيضا يبادلها هذا الحب .. هل أعترفا كل منهم بحبه لآخر .. ؟ هل كان هو مخطئا عندما لم يصارحها بحبه من قبل ؟ ربما .. لكنه قد أحترم العلاقة بين الأسرتين .. كان سيفاتحها في هذا الموضوع بعد أن ينهى فترة الجيش لأنه كان يريد أن يتقدم لها مباشرة .. آلاف الأسئلة ظلت تدور في رأسه من الصباح الى المساء .. ولكن للأسف لم يجد لأى منها إجابة شافية ..
تذكر أمير زيارته هو وأشرف الى أيمن بالأمس .. وكيف سأل عن الجميع بالإسم .. وسأل عن رغد ضمن ما سأل .. لم يلاحظ عليه شيء .. ولكنه لم ينسى مزاح أشرف معه عن حبه الجديد الذى لا يعرف أشرف صاحبته الى الآن .. ولكنه يتذكر أن أيمن قد جاوبه بأن أشرف ضرورى أن يعلم من تكون .. وانه من سيساعده في أمر حبه هذا .. ترى هل هي رغد أم من ؟ ربما كانت غادة التي حضرت هي أيضا هذا الإحتفال .. لا .. صعب أن تكون غادة .. فهى مازالت صغيرة بالنسبة لأيمن .. ولكنه بالرغم من ذلك وبالرغم انه يتكلم عن اخته الا انه كان يدعو الله في نفسه أن تكون هي غادة .. أو أي واحدة أخرى .. لكن غير رغد .....

-----------------------------------------------------
الى اللقاء فى الفصل الثالث والعشرون
ممدوح السيد


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 03:21 PM   #54

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

يعني يا أمير بتحب رغد وبتحمل ناحيتها قدر من المشاعر من قبل ما تدخل الجيش
وفي بينكم صله قرابه يبقي تستني المدة دي كلها من غير ما تعرف اذا كان هيبقي
لمشاعرك دي صدي عندها .. كان ممكن بكل بساطة تحكي لأخوك عن مشاعرك
وهو بدوره هيتسرف .. إما هيقولها أو هيخلي رنيم تاخد رأيها .. وف كل الحالات
كنت هتعرف علي الأقل هل عندها قبول لك من حيث المبدأ ولا لأ
واضح جدا إن رغد مشاعرها مع أيمن .. وممكن تكون تعويض من ربنا له جزاء توبته
ورجوعه للطريق الصح ف خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
حزينة عشان أمير وأتمني انه يقابل الإنسانه اللي تستهله فعلا ..
وأخيراً أمينة سمعت خالد هي لم تقتنع بمبررات خالد
وانا كمان لم أقتنع .. وأعتقد انه مازال يحمل لها قدر من المشاعر
دائما ما كان يراودني هذا السؤال هل يمكن للرجل أن يحب أكثر من امرأة
في نفس الوقت وبنفس القدر ؟؟
المهم ان الأمور ما بينهم استقرت إلي حدٍ ما وده هينعكس علي الأولاد
آفه كل البيوت المصرية .. آلا وهي الثانوية العامة وكليات القمة
أتمني من كل قلبي اننا نخلص من هذا الكابوس
غادة في طريقها للتعافي من التجربة اللي مرت بها
وأعتقد انها حسمت آمرها بس محتاجة وقت لتتخلص من كل آثارها السلبية عليها
سلمت يداك .. منتظره ومتشوقة اعرف ايه اللي حصل مع سلمي وياتري ايه اللي شافته 🌺


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 06-04-20, 08:38 AM   #55

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yamr مشاهدة المشاركة
يعني يا أمير بتحب رغد وبتحمل ناحيتها قدر من المشاعر من قبل ما تدخل الجيش
وفي بينكم صله قرابه يبقي تستني المدة دي كلها من غير ما تعرف اذا كان هيبقي
لمشاعرك دي صدي عندها .. كان ممكن بكل بساطة تحكي لأخوك عن مشاعرك
وهو بدوره هيتسرف .. إما هيقولها أو هيخلي رنيم تاخد رأيها .. وف كل الحالات
كنت هتعرف علي الأقل هل عندها قبول لك من حيث المبدأ ولا لأ
واضح جدا إن رغد مشاعرها مع أيمن .. وممكن تكون تعويض من ربنا له جزاء توبته
ورجوعه للطريق الصح ف خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة
حزينة عشان أمير وأتمني انه يقابل الإنسانه اللي تستهله فعلا ..
وأخيراً أمينة سمعت خالد هي لم تقتنع بمبررات خالد
وانا كمان لم أقتنع .. وأعتقد انه مازال يحمل لها قدر من المشاعر
دائما ما كان يراودني هذا السؤال هل يمكن للرجل أن يحب أكثر من امرأة
في نفس الوقت وبنفس القدر ؟؟
المهم ان الأمور ما بينهم استقرت إلي حدٍ ما وده هينعكس علي الأولاد
آفه كل البيوت المصرية .. آلا وهي الثانوية العامة وكليات القمة
أتمني من كل قلبي اننا نخلص من هذا الكابوس
غادة في طريقها للتعافي من التجربة اللي مرت بها
وأعتقد انها حسمت آمرها بس محتاجة وقت لتتخلص من كل آثارها السلبية عليها
سلمت يداك .. منتظره ومتشوقة اعرف ايه اللي حصل مع سلمي وياتري ايه اللي شافته 🌺
فى البداية اشكرك على التعليق ...
اوافقك الرأى فيما علقتى عليه مع ايمانى بأن لله حكمة فى تصريف امور العباد بما فيه خيرهم الذى قد يدركوه فيما بعد .. فبالنسبة لأمير .. ربما يكون متألما اليوم لأنه علم بأن مشاعر من احب مع غيره .. لكن هو لا يعلم أن لله حكمة فى ذلك .. فربما كتب الله له رغد بعد حين لتحبه الحب الذى يستحقه منها .. وربما كتب الله له فى المستقبل حبا اكبر واعمق مع اخرى تناسبه اكثر من رغد .. فتسعده اكثر مما كانت رغد ستسعده ..
أما بالنسبة لخالد .. وهل الرجل يستطيع ان يحب أكثر من امرأة فى نفس الوقت وبنفس القدر .. فلا اظن ذلك .. ربما استطاع ان يتزوج أكثر من امرأة فى نفس الوقت .. لكن من وجهة نظرى ان القلب سوف يميل لواحدة أكثر من الأخرى .. وهذا ما أخبرنا به القرأن فى سورة النساء " ولن تعدلوا" .. كما أن الرسول أحب السدة خديجة اكثر من اى من زوجاته .. ثم أحب السيدة عائشة بعد ذلك اكثر من باقى الزوجات ..
أما بالنسبة لزواج الرجل بأكثر من واحدة فى نفس الوقت .. فبالرغم من اننى لا اؤيده الا فى الضرورة .. ولا اتصور اننى استطيع ان افعل هذا .. لكننى أؤمن بانه قد يكون ضرورة لحل مشكلات كثيرة وكبيرة فى المجتمعات .. وخصوصا الاسلامية ..


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-04-20, 09:20 PM   #56

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

فين الفصل الثالث والعشرين 🙂


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 06-04-20, 09:49 PM   #57

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

:9خلصت كل اللي ورايا عشان اقرأ الفصل [1]:


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 06-04-20, 11:25 PM   #58

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yamr مشاهدة المشاركة
فين الفصل الثالث والعشرين 🙂
آسف على عدم نشر الفصل لثالث واالعشرون اليوم .. ونظرا لظروف خاصة سوف يتم نشر الفصول يوم الخميس فقطمن كل اسبوع ..
أرجو المعذرة ...


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-20, 10:47 PM   #59

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamdouh el sayed مشاهدة المشاركة
آسف على عدم نشر الفصل لثالث واالعشرون اليوم .. ونظرا لظروف خاصة سوف يتم نشر الفصول يوم الخميس فقطمن كل اسبوع ..
أرجو المعذرة ...

ربنا يعينك وبالتوفيق دائما 😔


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 10-04-20, 12:58 AM   #60

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي البدايات الجديدة - الفصل الثالث والعشرون

البدايات الجديدة
الفصل الثالث والعشرون

لم تصدق سلمى ما وقعت عليه عينيها عندما اقتربت من مدخل الشارع المؤدى الى الكمباوند .. فما رأته داخل سيارة ياسر زوج ابنتها زلزل كيانها .. فطلبت من السائق أن ينتظر في مكانه وقد كان مر بسيارة ياسر بحوالي عشرون مترا .. فمكثت تشاهد ما سيسفر عنه وجود سمر زوجة ابنها في سيارة ياسر زوج ابنتها .. نعم .. انها هي .. هي سمر .. وهو ياسر .. لا يمكن أن تكون أخطأت عينيها .. هل هي من يخون ياسر علا معها .. يالا المصيبة .. لقد شاهدتها تشوح له ويشوح لها في السيارة ... نعم هما الخائنان .. ماذا أفعل ياربى .. ؟؟؟؟

ترجلت سمر من السيارة بعد عدة دقائق وتوجهت لسيارة كانت تقف على الجانب الآخر من الطريق .. وركبتها .. لتتأكد سلمى من أنها هي .. فتلك السيارة سيارة سمر .. تعرفها جيدا .. ثم نظررت مرة أخرى الى سيارة ياسر فوجدته قد أنحنى واضعا رأسه على مقود السيارة وقد وضع ذراعيه على رأسه ..

تحركت سمر بالسيارة وتوجهت الى الكومباوند .. لتمر من جانب سيارة الأجرة التي بداخلها سلمى .. فتتأكد سلمى منها جيدا ..ثم ظلت سلمى تراقب ياسر الذى استقام في السيارة ووضع التليفون على اذنيه عدة مرات .. ثم ألقاه بجانبه في حركة عصبية .. وبعد دقائق تحركت سيارة ياسر وتوجهت أيضا الى الكمباوند ...

كانت سلمى في حيرة من أمرها .. ولكنها في النهاية قررت أن تذهب الى بيت ابنتها لتصحب الأولاد وتعود الى بيتها ...

وصلت سلمى الى فيلا علا بعد دقائق قليلة .. نزلت من السيارة وهى تطلب من السائق أن ينتظرها قليلا .. طرقت الجرس وبعد لحظات فتحت الخادمة الباب لترحب بها .. دخلت وهى تطلب من الخادمة أن تحضر لها زين وآدم التوأم اللذين قد تخطيا الثالثة بقليل .. ولكن الخادمة أخبرتها بأنهما نائمين .. فقالت لها بصوت صارم : صحيهم ولبسيهم وجهزى لكل واحد منهم شنطة هدوم ..
الخادمة بتوتر : خير يا ست سلمى .. هو فيه حاجة حصلت لقدر الله ..
سلمى بعصبية : مفيش يا كريمة .. من فضلك اعملى اللى بقولك عليه بسرعة .. ومش عايزة أسئلة تانية ..
كريمة: طيب أدى للأستاذ ياسر خبر .. هو دخل الحمام من شوية بيستحمى ..
سلمى : اعملى اللى قلت لك عليه ولما يطلع من الحمام أنا حتكلم معاه .. يالا بسرعة .. الوقت اتأخر ولازم أرجع البيت ..
كريمة بتردد وخوف : معلش يا ست سلمى .. والنبى متزعليش منى .. بس هي ست علا فين .. مرجعتش من بدرى .. أنا بس عايزة أطمن عليها ..
سلمى بنفاذ صبر : اطمنى .. علا عندى في البيت .. ثم اردفت آمرة بغضب ... ممكن تتحركى وتصحى الولاد ..

مرت دقائق قبل ان تلاحظ سلمى ياسر ينزل من على سلم الفيلا .. نظرت له سلمى ببغض شديد ثم أشاحت بوجهها عنه .. فإقترب منها وهو مطأطأ الرأس .. لا يعلم كيف يبدأ معها الكلام .. ولا ماذا يقول ... فقال بصوت مضطرب : أهلا يا طنط .. أنا ... حضرتك ..
قاطعته سلمى بحزم : أظن مفيش داعى للكلام .. على الأقل دلوقتى .. أنا جاية آخد الولاد وأمشى .. طبعا انت معندكش مانع ..
ياسر : هي علا قالت لك ايه .. ؟
سلمى : علا قالت اللى شافته بعنيها .. لكن اللى مش قادرة أصدقه .. ازاى جالك قلب تدمر البيتين بالشكل ده .. انت للدرجة دى ضميرك ميت ..

لم يرد ياسر وأطرق برأسه في خجل لا يستطيع النظر الى سلمى .. التي تأكدت في تلك اللحظة أن سمر زوجة ابنها هي المرأة التي قد خان ياسر علا معها ..
سلمى : واضح انه فعلا مات وشبع موت .. بس مش ضميرك انت بس اللى مات .. ضمير القذرة مرات ابنى كمان .. ابنى المخدوع فيها .. زى ما بنتى اتخدعت فيك .. يا خونة .. سكتت للحظات ثم أردفت .. ولما انتم عاشقين لبعض للدرجة دى ليه متجوزتوش من الأول .. م أنتم كلكم كنتم في جامعة واحدة .. يعنى كنت تعرفها زى ما عرفت بنتى .. و علاقتكم القذرة دى ابتدت بعد ما اتجوزت علا ولا من قبلها .. ثم صاحت فيه .. انطق قول لى الحقيقة .. يادى المصيبة .. يادى المصيبة .. أعمل ايه أنا دلوقتى واتصرف ازاى في المصيبة دى يا ربى .. ثم اقتربت منه وأمسكت بياقة السويت شيرت الذى كان يرتديه بكلتا يديها وهى تقول : انطق قوللى .. علاقتكم القذرة دى من إمتى .. وأوعى تكدب على .. اللى انتم معملتوه ده جريمة كبيرة عند ربنا وأدام القانون .. أكبر من مجرد زنا .. أنت فاهم .. ولا التعليم في الجامعة الأمريكية مخلاش عندكم دين من أصله .. ربنا يستر .. ربا يستر وميكونش ولاد جمال مش ولاده ..
رد ياسر بتلعثم بعد أن تركته سلمى : ممكن تهدى شوية يا طنط .. أرجوكى كريمة ممكن تسمع .. والفضيحة اللى بتتكلمى عنها دى تنتشر في كل مكان .. الموضوع موصلش لكده .. صدقينى .. اللى بينى وبين سمر ابتدى من فترة قصيرة .. يعنى مفيش الكلام اللى فكرتى فيه بالنسبة لأولاد جمال وسمر .. وبعدين أنا كنت بعمل حسابى لما نتقابل أنا وهى .. والموضوع مش أكتر من مرات معدودة ..

انفجرت فيه سلمى ولكن بصوت خفيض حتى لا يصل صوتها لكريمة وهى تقترب منه وعينيها على اتساعهما : إخرس .. اخرس يا قذر .. مش عايزة ولا قادرة اسمع صوتك ولا الكلام القذر اللى بتقوله .. واسمعنى كويس .. سكتت للحظات ثم اردفت من جديد : علا بنتى متعرفش ان اللى كانت معاك تبقى سمر .. ولغاية ما ألاقى حل أو ناخد قرار في المصيبة دى .. مش عايزين نسمع صوتك ولا نشوفك .. لا أنا ولا هي .. ومش محتاجة أقولك ان اللى حصل ده لو اتكرر .. سكتت للحظات وهى تضع يدها اليمنى على رأسها وتشيح بوجهها عنه ثم أردفت .. صدقنى مش حبقى على أي شيء وحفضحك انت والقذرة مرات ابنى ..
جلست سلمى لتلتقط أنفاسها قليلا قبل أن تسمع صوت كريمة تنزل من الدرج وفى يديها الولدين .. لتبتسم بحزن لهما فيجريان عليها بعد أن وصلا الى الطابق الأرضى ويرتميان في حضنها .. فصعدت كريمة مرة أخرى لإحضار الشنط .. فقال ياسر : طنط .. من فضلك .. طالما علا معرفتش مين اللى كانت معايا .. أرجوكى إقنعيها انها ترجع لبيتها وولادها .. على الأقل علشان خاطر الولاد ..
سلمى بتهكم : آه بمناسبة إن ده بيتها .. ياريت سيادتك .. تعمل حسابك تسيب الفيلا من بكرة وتروح تعيش في المزبلة اللى كنت بتخونها فيها لغاية ما نشوف حنعمل ايه ..
نظر ياسر اليها غير مصدق ما سمع .. ولكنه لم يكن له حيلة .. فأطرق برأسه الى الأرض وهو يقول : أمرك .. لو تحبى أسيبها من النهاردة .. معنديش مانع .. أنا استاهل أكتر من كده .. بكرة الصبح حسيب المفتاح مع كريمة .. ويا ريت علا تيجى تعيش في بيتها علشان الحضانة بتاعة الولاد قريبة من هنا ..
سلمى : ده مش شغلك .. تعيش هنا .. تعيش معايا .. مش شغلك .. وإياك تحاول تتصل بيها .. انت فاهم ..

وصلت كريمة ووضعت الشنط على باب الفيلا ووقفت بجوارها في انتظار سلمى التي قامت من مكانها ممسكة الولدين وهى تقول : ياللا يا كريمة .. طلعى الشنط للعربية الواقفة قدام الباب وتعالى معانا حتوصلينا للبيت عندى وبعدين الأسطى حيوصلك لبيتكم ..

ركبت كريمة بجور السائق وركبت سلمى والأولاد في المقعد الخلفى للسيارة وانطلقت السيارة عائدة .. وبعد دقائق قالت سلمى لكريمة : بكرة الصبح تييجى في ميعادك .. ولما ياسر يخرج تجيبى لى مفتاح الفيلا عندى في المهندسين بعد ما تقفليها كويس ..
كريمة تسأل بخوف : ليه يا ست سلمى كفى الله الشر .. هي ست علا مش راجعة بيتها تانى ولا ايه ..
سلمى بحزم : مش شغلك يا كريمة .. اعملى اللى بقولك عليه وخلاص .. انتى من بكرة شغلك حيبقى عندى في البيت ......

قضت سلمى بقية الوقت حتى الوصول لبيتها بعد منتصف الليل وهى تفكر فيما ستفعل أو تقول لإبنتها .. وما يجب أن تقوله أو لا تقوله لإبنها جمال المخدوع في زوجته .. في النهاية كان القرار الذى سوف تناقشه مع علا هو الإنفصال عن زوجها الخائن .. وتعتقد أن علا سوف تكون مصصمة على هذا .. لكن بالنسبة لجمال .. كيف تجعله ينفصل عن زوجته الخائنة .. ثم توصلت أن الحل لا بد أن يأتي من تلك القذرة سمر .. هي التي يجب أن تطلب الطلاق من ابنها .. والسبيل الى ذلك .. هو تهديدها بفضيحتها ..

------------------------------------------------------------------------------------

ركب خميس وبسمة سيارة نادر الفارهة .. فجلس خميس بجوار السائق وجلست بسمة بالمقعد الخلفى ..لم يتكلما طوال الطريق للبيت .. كان كل منهم في دنياه .. يشعر أنه يحلم .. فلا يمكن أن يكون ما حدث منذ دقائق سوى حلم بالنسبة لكل منهم .. فتارة يتذكر خميس مصطفى فتدمع عينيه في صمت وهو يترحم عليه .. وتارة يفكر في هذه الثروة التي هبطت عليه .. ماذا يفعل بها وكيف يتصرف فيها ..

أما بسمة .. فتذكرت مصطفى هي أيضا ودمعت عيناها حزنا عليه .. ليس بسبب المال الذى سيغير حياتها كليا .. وربما سيقربها من حلم الإرتباط بحبيب قلبها شريف .. ولكنها كانت تبكى حزنا على مصطفى الذى كان على وشك أن يبدأ حياته العملية من جديد بمساعدتها .. ولكن للأسف لم يمهله قدره ليفعل ذلك .. فأخذه الموت قبل تلك البداية الجديدة .. كانت تتمنى أن لو أمهله القدر .. ولكنه أمر الله الذى لا راد لقضاءه ..

دخل خميس وبسمة الى منزلهما بعد أن عادا من مقابلة نادر بمكتبه بعد تلك المفاجأة التي لم تكن تخطر لهما ببال ولو عاشا أضعاف ما عاشا في تلك الحياة ....
استقبلته زوجته تسأله بلهفة عن سبب استدعاءالمحامى له : حمد الله على سلامتك يا أبو بسمة .. طمنى يا خويا .. هو الأستاذ المحامى كان عايزكم في ايه ..
رد خميس وهو يجلس على أقرب كرسى: خير .. خير يا حسنة .. بس ناولينى كباية ميه أبل ريقى أحسن حاسس انى عطشان أوى ..

أسرعت حسنة الى المطبخ وأحضرت كوب الماء وناولته الى زوجها الذى ارتشف بعضا من الماء ثم وضع الكوب على الطاولة بجانبه وهو يقول بعد أن حمد الله : بصى يا ستى .. امسكى أعصابك علشان أنا مش عايز يحصلك حاجة من اللى حقوله .. اتفقنا ..
حسنة بلوم : يا ساتر عليك يا خميس .. ياراجل أتكلم وطمنى .. قال امسكى أعصابك قال .. أنا يا خويا أعصابى زى الحديد .. أتكلم انت بس وملكش دعوة ....
خميس بسخرية : طيب يا أم أعصاب حديد .. احنا بقى عندنا فلوس .. فلوس كتير ما تتعدش ..
حسنة بزهق ونفاذ صبر : يا سلام عليك يا خميس .. يا راجل بطل هزار واتكلم جد شوية ..
خميس وهو يبتسم : والله اللى عمرى ما حلفت بيه كدب .. احنا بقى عندنا ملايين ..
تسمرت حسنة مكانها للحظات من المفاجأة كأنها أصبحت تمثال خرج للتو من متحف الشمع .. فاغرة فمها .. ثم قالت ببلاهة : ملايين .. ملايين ايه يا راجل اللى بتتكلم عنها .. وحتيجلنا منين ان شاء الله .. ثم ضحكت وهى تقول .. تكونش ورثت عمك اللى في البرازيل .. قال ملايين قال ..
خميس وقد بدا عليه الجد: لسه مش مصدقة برضه ياحسنة .. يا ولية بقولك والله احنا بقى معانا ملايين .. طيب استنى .. ثم نادى على بسمة التي دخلت الى حجرتها حالمة لا ترى أمامها سوى المستقبل الجميل وشريف الذى تجلس الى جواره في عرسهما القريب : يا بسمة .. يا بسمة .. هاتى الشيك وريه يا بنتى لأمك علشان مش مصدقانى .. مش مصدقة ان ربنا بعت لنا الملايين .. ثم قال بصوت خفيض وهو يهز رأسه .. الله يرحمك يا باشمهندس مصطفى ...
خرجت بسمة بعد دقائق قليلة من حجرتها وفى يدها الشيك .. وهى تقول بفرح : أيوة يا أمى .. صدقي .. وآدى الشيك يا ستى علشان تصدقى ..
أمسكت حسنة بالشيك تنظر اليه وتقلب فيه وهى غير مستوعبة ما يقال أو يحدث .. ثم قالت : والله ده باين انه صحيح .. بس الفلوس دى تطلع اد ايه يعنى .. وجت لنا منين .. ؟
خميس : ما تقرى الشيك يا حسنة .. هو انتى مش بتعرفى تقرى .. امال ابتدائية ايه اللى خرجتى بيها من التعليم ووجعتى دماغى بيها .. أنا معايا الابتدائية .. أنا معايا الابتدائية ..
نسيت حسنة أمر المال والثروة وانتبهت لسخرية خميس منها .. اى والله معايا الابتدائية .. ولو كان أبويا الله يرحمه سمح لى أكمل زى ما سمح لخويا محمود .. كان زمانى واخدة الإعدادية ولا الشهادة اللى أكبر منها كمان .. بس الشيك ده مكتوب بخط مش بيتقرا .. قولى بقى يا خميس بدل ما انت عمال تتمسخر على وعلى تعليمى .. أد ايه الفلوس دى ..؟
أمسكت بسمة الشيك من يدها وهى تقرأ لها عدد الملايين .. فبهتت حسنة وهى تسمع الرقم .. فقال خميس : اترحمى على الباشمهندس مصطفى يا حسنة وادعيله .. ادعيله من قلبك وفى كل وقت تحسى بالنعمة اللى حيبقى هو السبب فيها .. الله يرحمك .. الله يرحمك يا باشمهندس ..
حسنة وهى ما تزال في ذهول : الباشمهندس مصطفى .. معقول .. هو اللى ساب لك الفلوس دى كلها يا خميس .. طيب ازاى وليه ..
خميس : الراجل رد الجميل .. رد الجميل يا حسنة .. أدعيله ..
حسنة بعفوية وفطرة طيبة : طبعا ادعيله .. ده أنا ادعيله في كل وقت أدان .. بس بالحق هو اسم امه ايه .. علشان الملايكة تكتب الدعوة له ومتكتبهاش لحد تانى ..
ضحكت بسمة وخميس على ما قالته حسنة .. وقالت بسمة وهى تضحك : ملايكة مين اللى تغلط يا أمى .. احنا بس البشر اللى ممكن نغلط .. أدعى له انتى بس وهمه حيعرفوا من نفسهم انه للباشمهندس مصطفى مش لمصطفى بتاع السوبر ماركت ..
حسنة بغضب : وأنا مالى .. انتم اللى حتشيلوا الذنب لو الدعا مرحلوش .. والنبى أمى كانت لما حد يقولها أدعى لى كانت تسأله عن اسم أمه .. يعنى انتم حتفهموا أكتر من أمى الله يرحمها ..
ضحك خميس وبسمة من جديد .. ثم تكلم خميس : قوليلى يا بسمة .. احنا يا بنتى حنعمل ايه بالفلوس دى كلها ؟
بسمة : لم ترد بسمة على الفور .. كانت تفكر في أشياء كثيرة يمكن أن تستغل فيها هذا المال .. فقالت بعد لحظات : أول شيء نعمله اننا نرد الجميل للمهندس مصطفى الله يرحمه ..
خميس : والله عندك حق يا بسمة .. بس ازاى حنرد له جميله الكبير ده يا بنتى .. ده احنا لو عملنا له ايه مش حنقدر نوفيه حقه علينا ..
بسمة : الميت يا بابا مش بيحتاج مننا غير الدعا والصدقة الجارية .. نعمل له صدقة جارية .. نحط مبلغ من الفلوس في عمل خيرى بنية الصدقة الجارية على روحه ..
خميس بفرحة : والله عندك حق يا بسمة .. الله يفتح عليكى يا بنتى ..
ردت حسنة بعفوية : ونعمل له عمرة وحج كمان يا أبو بسمة .. وان شاء الله ربنا يقبلها مننا ..
خميس بفرحة أكبر : الله الله .. ده ايه الأفكار الحلوة دى يا أم بسمة .. والله لنعمل عمرة الشهر ده احنا التلاتة .. وكل واحد فينا يعمل له عمرة بعد العمرة بتاعته ..

سكت الجميع للحظات .. ثم قال خميس : وباقى الفلوس يا بسمة يا ترى حنعمل فيها ايه .. أنا من رأيى نشترى لك شقة تفتحيها عيادة لما تتخرجى .. والباقى يا بنتى نحطه في البنك يجيب لنا عائد كويس ..
بسمة وهى تفكر في تغيير الشقة التي يسكنون بها لشقة أكبر وأفضل لتليق بشريف وعائلته عندما يأتون لخطبتها : عيادة ايه يا بابا .. انا فين والعيادة فين .. لسة بدرى على الموضوع ده ..
خميس : بدرى ازاى .. ده انتى سنتين بعد السنة دى وتتخرجى وتبقى دكتورة أد الدنيا .. يعنى لازمك عيادة ضرورى ..
بسمة : أنا مقدرش أفتح عيادة أول ما أتخرج .. لسة فيه سنة تكليف بعد التخرج وبعدين لازم أشتغل كام سنة اكتسب فيهم الخبرة وبعد كده أقدر أفتح العيادة ..
ردت حسنة : أنا شيفاكى يعنى بتتكلمى على سنين .. تخرج وتكليف وسنين خبرة .. طيب والجواز .. يعنى مش شيفاكى بتجيبى سيرة الجواز .. ده انتى كده يا بنتى حتدخلى على التلاتين ..
بسمة وهى تضحك : متخفيش يا أم بسمة .. مش حبور .. البنات دلوقتى بتتجوز بعد التلاتين .. عادى .. وبعدين هو فين العريس ده .. يعنى انتى شيفاهم واقفين طوابير ..
حسنة : طبعا يقفوا طوابير .. جمال وعلام .. وكمان بقى فيه المال ..
خميس : الحمد لله ياربى على نعمك علينا .. الحمد لله .. وربنا يرحمك ويغفر لك يا باشمهندس مصطفى .. ويقعد لك في عيالك ويهديهم لأمهم .. قادر يا كريم ..
بسمة : بس تعرف يا بابا أنا مش مصدقة رد فعل طنط سلمى .. المفروض أي واحدة مكانها تعترض على تصرف جوزها .. خصوصا لما يكون المبلغ كبير بالشكل ده .. بس هي حاجة تانية .. حتى مزعلتش أن ولادها أتحرموا من فلوس أبوهم بالشكل ده .. والفلوس راحت للغريب ..
خميس : دى تصرفات ولاد الأصول يا بنتى اللى عنيهم مليانة .. والست سلمى حسب ما حكى لى عنها المهندس مصطفى الله يرحمه بنت أصول .. وهو مكنش منقصها حاجة أبدا .. وسايب لها اللى يكفيها وزيادة .. حتى عياله كتب لهم من زمان فلوس كتير ده غير أنه اشترى لكل واحد فيهم الفيلا اللى اتجوز فيها .. بس للأسف مات وهو غضبان عليهم من إهمالهم وعدم ودهم له .. ولا حتى ود أمهم ...
بسمة : صحيح .. أنا على أد ما زرت المهندس مصطفى الله يرحمه أو طنط سلمى عمرى ما شفت حد من ولادهم زارهم أو حتى أتكلم معاهم في التليفون .. بصراحة .. عمرى ما شفت ولاد بيعقوا أهلهم بالشكل ده ..
حسنة : متستغربيش يا بسمة .. الدنيا ياما فيها يابنتى .. بس ربنا يستر عليهم من اللى حيشفوه في دنيتهم لو أبوهم فعلا ميت وهو غضبان عليهم ..
بسمة وهى تتثاءب : طيب أنا بقى حتوضأ وأصلى العشا وأنام على طول .. بكرا عندى محاضرات وعملى كتير ..
حسنة : طيب مش حتتعشى يا ضنايا ..
بسمة : لا يا أم بسمة .. مش حاسة انى جعانة .. وبعدين أنا عايزة أحافظ على جسمى جميل كده .. علشان العرسان اللى واقفة طوابير أدام البيت .. واخده لى بالك .. ثم ضحكت وتحركت الى غرفتها .. ليستوقفها خميس قائلا : طيب بالنسبة للشيك .. مش المفروض نروح البنك بكرة نفتح حساب ونحطه فيه ..
بسمة : أنا عندى ساعتين فاضية فيهم .. من الساعة حداشر للساعة واحدة .. قابلنى عند بنك **** اللى ادام باب الكلية الساعة حداشر وربع نروح سوا نفتح الحساب ..
خميس : طيب يا حبيبتى ... تصبحى على خير ...

دخلت بسمة الى حجرتها وبعد دقائق أنهى خميس صلاة العشا مع زوجته ودخلا أيضا حجرتهما .. كلاهما وضع رأسه على مخدته فوق السرير ولكنه لم يستطيع أن ينام .. فأحداث اليوم كانت غريبة وعجيبة ولا يصدقها عقل ..فبالنسبة لبسمة ظلت تفكر في مصيرها هي وشريف الوسيم ابن الأصول العريقة وأبن أحد كبار الأطباء في مصر .. هل يمكن لهذه الثروة الكبيرة بالنسبة لها هى وأسرتها .. والمتواضعة جدا بالنسبة لعائلة شريف .. هل يمكن لتلك الثروة التي هبطت عليهم من السماء في لحظة واحدة أن تعوض الفروق الواضحة بين العائلتين .. هي تعلم أن شريف لا ينظر لتلك الفوارق .. لكن حتما عائلته سوف تنظر لا محالة .. كانت بسمة تتأمل لحظة فتبتسم وتيأس في أخرى فيكسو وجهها الحزن ....

أما خميس كان يفكر في هذا المال الذى لو عاش أضعاف ما عاش يعمل ويجتهد في عمله ما كان له أن يجنى ولو جزء بسيط للغاية منها .. كيف ستصرف فيه .. هل يشترى شقة تليق بإبنته طبيبة المستقبل ويشترى لها عيادة أيضا .. ويضع ما يتبقى في البنك ليضر عليه عائد يعيشوت به في إرتياح أكبر من الذى يعيشونه .. أم يبدأ استثمار المال بنفسه فينميه ويزيده ثم يفكر في شراء ما يريد من شقة أو عيادة .. وهل يستطيع أن يخوض مثل هذه التجربة وهو ليس لديه الخبرة الكافيه في الاستثمار أو الأعمال الحرة .. وهو الذى طوال عمره الوظيفى ما غادر غرفة الأرشيف في المشفى الذى كان يعمل بها ..

ظل الثلاثة فوق فراشهم يفكرون ويحلمون .. يتأملون وييأسون .. الى أن سمعوا آذان الفجر فقام ثلاثتهم للوضوء فتقابلوا في صالة البيت وقد بدا الإجهاد عليهم .. ينظرون لبعضهم البعض ولسان حالهم يقول .. أليست حياتنا من قبل كانت أفضل .. حقا للمال والثروة سطوة على صاحبهم وسلطان ..

----------------------------------------------------------------------------------

قضت اجلال ليلتها هي وخالتها بعد أن غادر عبد القادر منزلهم يتحدثوا عما عرضه عليهم .. كان كلاهما قد اتخذ قراره في نفسه .. طبعا الموافقة وليس غيرها .. ولكن كانت فاطمة قد فكرت في الأمر من نفس الوجهة التي كان يفكر فيها عبد القادر وماجدة .. هو بالتأكيد معجب باجلال .. واضح هذا من تصرفاته وتعبه معها وعرضه عليها لأن تكون قريبة منه ليس في العمل فقط .. ولكن في بيته أيضا .. ولكنه رجل حكيم .. يراعى وجود ابنته وأمه والفروق الاجتماعية بينهم .. لذا هو لديه خطة تجاه اجلال .. ربما يريد الارتباط بها ولكن هناك فروق بينهما قد تعرقل هذا القرب والارتباط .. تشعر فاطمة انه يريد أولا ان يقربها من عالمه تدريجيا حتى يذيب بعضا من هذه الفروق ثم يرفعها الى مستواه ليجعلها تدخل عالمه بالتدريج فلا تتعثر وهى تدخله مرة واحدة .. أو تتعب من مجاهدة الفروق فتمل وتتركه ويفشل فيما يرمى اليه .. وفى نفس الوقت هو يقربها منه حتى يذيب فارق العمر الكبير بينهما .. ويجعلها مقتنعة بانه مناسب لها ..

قضت اجلال اليوم التالى تفكر أنه من الأفضل أن تتعرف على أمه وابنته قبل أن تنتقل الى الفيلا هي وخالتها .. كانت تريد أن ترى بنفسها ردة فعلهم عند رؤيتها .. فذلك سوف يتحدد عليه أشياء كثيرة ..

ذهبت اجلال في المساء الى العيادة قبل وصول عبد القادر بساعة كاملة حتى تستقبل الحالات وترتب أدوار دخولهم .. وأيضا تقوم بتجهيز غرفة الغيار للحالات التي أجرت الجراحات ..
وصل عبد القادر وتوجه الى مكتبه بعد أن ألقى على الحاضرين من المرضى السلام .. ثم جلس على مكتبه وطرق الجرس فدخلت له اجلال على الفور تقول : مساء الخير يا دكتور .. تحب حضرتك أدخل أول حالة ..
عبد القادر مبتسما : انتى مالك مستعجلة كده ليه على الشغل .. اقعدى الأول أحكى لى وصلتى لايه انتى والست فاطمة ..
ارتبكت اجلال قليلا ولكنها ردت بتوتر : تمام .. ان شاء الله ننقل للاستراحة .. مفيش مشكلة ...
رد عبد القادر ببهجة : عال عال .. طيب تحبوا من امتى ان شاء الله ..؟
اجلال بتلعثم : قريب .. قريب .. بس .. ثم سكتت ..
عبد القادر باهتمام : بس ايه .. فيه مشكلة ولا حاجة ..؟
اجلال بتسرع : لا أبدا .. أنا بس كنت بفضل اننا نتعرف على الست الوالدة وآية بنت حضرتك في الأول .. أقصد قبل ما ننقل ..
عبد القادر وهو يفكر : ولو انى مش شايف أي مشكلة انكم تنقلوا وبعدين تتعرفوا .. لكن أنا متفهم للى انتى بتفكرى فيه .. وده من حقك وحق الست فاطمة .. تحبى نزوركم احنا ولا تزرونا انتم ؟
اجلال : يا خبر يا دكتور .. لا طبعا احنا مش ممكن نتعب الست الوالدة ولا الآنسة آية .. احنا طبعا اللى نيبجى لحد عندهم ..
عبد القادر : كلك ذوق والله يا اجلال .. بس بلاش الآنسة دى .. آية لسة طفلة .. ولازم تتعاملى معاها على الأساس ده .. ثم أردف وهو يضحك .. مفهوم ؟ .. طيب تحبوا تشرفونا امتى ان شاء الله ..
اجلال : شوف حضرتك الميعاد اللى يناسبكم ..
عبد القادر : أنا متعود اتغدى معاهم في البيت .. بس الغدا بتاعنا بيبقى متأخر شوية على الساعة خمسة .. ايه رأيك تيجوا تتغدوا معانا بكرة ان شاء الله ..
اجلال : تمام يا دكتور .. بس بلاش موضوع الغدا ده من أول مقابلة .. خلينا نتعرف بقعدة خفيفة في الأول ..
عبد القادر : اللى يريحك .. أنا حخلى السواق بتاع الفيلا يمر عليكم على الساعة خمسة .. وعلى ما توصلوا نكون احنا اتغدينا .. ونكون في انتظاركم .. ناخد قاعدة التعارف وبعدين نسيب الست فاطمة مع الوالدة وآية ونيجى احنا العيادة .. وبعد ما نخلص العيادة نروح سوا للفيلا والسواق يرجعكم للبيت .. ايه رأيك ؟
اجلال بابتسامة رقيقة : اللى تشوفه حضرتك .. سكتت لللحظات ثم قالت .. تحب حضرتك أدخل لك أول حالة ..
عبد القادر وهو يهم بلبس البالطو الأبيض : ماشى يا ست اجلال .. دخليها وقولى لعم أحمد يعمل لى القهوة بتاعتى ..

همت اجلال من مكانها بطريقة عفوية وامسكت البالطوا من يده لتقف خلف ظهره وتلبسه إياه .. فكان عبد القادر في حالة كبيرة من السرور وهى تقوم بتلك الحركة ...

مر وقت العيادة وكل من عبد القادر واجلال مشغول في عمله .. وقبل أن تذهب اجلال لبيتها دخلت الى مكتب عبد القادر لتخبره بانها ذاهبة للمنزل فقال لها : استنى شوية يا اجلال .. سواق الفيلا .. عم أمين على وصول .. هو حيوصلك للبيت ..
اجلال : مفيش داعى حضرتك .. أنا حاخد المواصلات ..
عبد القادر : متتعبيش قلبى يا اجلال بعد تعب اليوم .. انتى ناسية انه هو اللى حيجيبكم بكرة للبيت عندنا .. يعنى لازم يعرف مكان بيتك يا ستى .. ياللا انتى هو زمانه وصل تحت ادام العمارة ..
اجلال مبتسمة : طيب يا دكتور تصبح على خير ....
عبد القادر : وانتى من أهله ...

ركبت اجلال مع عم أمين الذى قارب على الستين من عمره .. والذى بمجرد أن اقتربت من السيارة حتى تحرك من مكانه بسرعة وفتح لها الباب الخلفى للسيارة .. فدخلت الى السيارة وهى متعجبة من أدبه والتزامه بمهام وظيفته ..

كانت في السيارة تفكر في زيارة الغد وقلبها يدق بسرعة .. كانت مضطربة خائفة أشد الخوف من تلك الزيارة .. هل أمه بالفعل سيدة طيبة وسوف تتقبلها .. وهل ابنته فعلا ستكون سعيدة بها وسوف يصبحون أصدقاء كما أخبرها .. ؟ .. ثم عادت تفكر في ملابسها وملابس خالتها .. فكل منهم يحتاج الى ملبس يليق بمقابلة هذه العائلة الثرية والعريقة في نفس الوقت .. ولكن اين لها من المال في هذا الوقت الضيق لتشترى لها ولخالتها تلك الملابس؟ .. بعد دقائق من التفكير خطر ببالها ماجدة .. نعم هي ماجدة رئيسة التمريض من سيقف بجانبها ويقرضها المال لتشترى الملابس .. ولكنها ترددت .. فماجدة سوف تعطيها المال .. لاشك في ذلك .. فهى تحبها وتساعدها دائما .. ولكنها في نفس الوقت ستمطرها بواب من الأسئلة والتلميحات في العلاقة بينها وبين عبد القادر .. وهى لا تريد أن تتوتر أكثر مما هي فيه .. لذا قررت في النهاية أن تكون على طبيعتها هي وخالتها وان تذهب الى منزل عبد القادر بملبسها هذا البسيط الذى لا تمتلك سواه في الوقت الحالي .. وليكن ما يكون ..

في تمام الخامسة الا عشر دقائق لليوم التالى وصل عم أمين الى بيت اجلال .. تشاهد اجلال السيارة من النافذة .. فتستعجل خالتها لتنهى لبس طرحتها وحذاءها .. وبعد دقائق تنطلق بهما السيارة لتصل بعد حوالى ساعة الا عشرة دقائق الى بيت عبد القادر حيث طلبت من عم أمين الوقوف أمام احدى محلات الشيكولا لتشترى علبة شيكولا كهدية لأهل البيت ..
كانت فاطمة فاغرة شفتيها لا تصدق ما تشاهده عينيها منذ أن دخلت السيارة الى الشارع المؤدى الى الفيلا .. الى أن استقرت السيارة أمام الباب الداخلى .. فحتى وصف اجلال للفيلا وفخامتها وجمالها كان أقل من الحقيقة التي تراها الآن بعينيها ..

وقفت السيارة أمام الباب الداخلى للفيلا .. ثم أسرع عم أمين بالترجل من السيارة وفتح الباب الخلفى للسيارة لتنزل منها اجلال وخالتها التي لم تكن تستوعب ما يحدث لها وبنت اختها ..

اقتربت اجلال من الباب لتطرق الجرس .. في حين أن خالتها كانت ما زالت تقف بجانب السيارة تتلفت يمينا ويسارا تتطلع الى حديقة الفيلا الرائعة والتي في غروب الشمس بدت لها وكأنها تشاهد فيلم من روائع الأفلام العالمية كذهب مع الريح أو ماشابه ...فأسرعت اجلال لتناديها بصوت خفيض وتشاور لها لتلحقها الى باب الفيلا ..

طرقت اجلال الجرس بتردد واضطراب .. لتفتح عصمت خادمة البيت الباب .. وكانت تبدو في عمر اجلال أو تكبرها بقليل.. نظرت اجلال الى الخادمة التي كانت ترتدى بلوزة بيضاء وجيب أسود يصل الى أسفل الركبة بقليل وشعرها الناعم مصفوف على جانب وجهها الأيمن في تناسق جميل ..
ابتسمت عصمت الى اجلال وخالتها مرحبة بهم قائلة : أهلا وسهلا .. اتفضلوا .. دكتور عبد القادر والهانم والدته في انتظاركم في الصالون ..

دخلت اجلال ممسكة بعلبة الشيكولا الصغيرة في يدها وبجوارها علبة أخرى ومشت هي وفاطمة وراء عصمت لتصل بعد لحظات الى احدى صالونات البيت الذى امتلأ بالصالونات والانتريهات والطاولات المختلفة التي يرقد عليها فازات ورد و تحفا وتماثيل لم ترى أعينهم مثلها من قبل .. ناهيك عن السجاجيد التي تكسى رخام الأرضية ناصع البياض الذى لا يشوبه سوى رتوش من اللون الرصاصى وكأنه سحابات بيضاء تحتوى على القليل من الغيوم ..

كانت اجلال وخالتها ينظرون الى الأثاث الذى يعبرون بجواره والذى يقبع في الأركان البعيدة والى السلم المؤدى الى الأطباق العلوية من الفيلا كأنهم يعيشون حلما جميلا لا يعلمون له تفسيرا سوى أنه ربما يكونوا قد دخلوا بيتا من بيوت الجنة وليس بيتا حقيقيا يقع على الأرض .. هل هناك منازل كهذه على الأرض .. وهل هناك مثل هذا الثراء الفاحش .. وهل قاطنى مثل هذه البيوت بالفعل أناس طيبون ..؟ تلك كانت تساؤلاتهم ..
وقبل أن تستغرق اجلال في تساؤلات أكثر من ذلك .. انتبهت الى صوت عبد القادر مرحبا : أهلا .. أهلا ست فاطمة .. أهلا يا اجلال ..

نظرت اليه اجلال وفاطمة مبتسمين بتردد وبلاهة .. لتحييه فاطمة : أهلا بيك يا بيه .. ولم تجد اجلال كلمات للترحيب أو ضاعت منها جميع الكلمات فأومئت برأسها في تحية خرقاء .. ثم نظرت الى جواره لتجد سيدة قد تعدت السبعين بقليل تجلس في هدوء على احدى كراسى الصالون المذهب الرائع الذى لم ترى مثله قط في حياتها والذى في جلسته وظهره باقات زهور من أروع مايكون ..

علمت من عيونها أن تلك السيدة الناظرة اليهم بابتسامة طيبة لابد أن تكون أم عبد القادر .. فبادلتها اجلال الابتسام وثم اقتربت منها لتسمعها تقول : اهلا اهلا بالست فاطمة .. اهلا يا اجلال يا بنتى .. كانت الكلمات تخرج من فمها وهى مبتسمة لهم كأنها تعرفهم منذ زمن .. فدخلت الى قلوبهم على الفور وأحباها واطمئنا لها .. ثم أردفت فايزة والدة عبد القادر .. اعذرونى انى مش بقوم من مكانى بسهولة .. حكم السن بقى .. فأسرعت اليها فاطمة ودنت منها لتقبلها من وجنتيها وهى تقول : ألف سلامة .. ألف سلامة عليكى يا ست الكل .. ده احنا اللى نجيلك لغاية عندك ونقبل اديكى كمان ..
فايزة بخجل : يا خبر .. متقوليش كده يا ست فاطمة .. الله يحفظك .. اتفضلى استريحى .. وأشارت الى الكرسى بجوارها لتجلس عليه فاطمة .. ثم توجهت بالكلام الى اجلال وقالت وهى تبتسم : تعالى .. تعالى قربى يا اجلال .. فاقتربت منها اجلال وتركت نفسها لتجدها تحتضنها وتقبلها بشدة وكأنها احدى اقربائها .. فأحست بحنان غريب ينبعث من تلك السيدة .. حقا .. انها كما ذكر لها عبد القادرة طيبة ونادرة الوجود في هذا الزمن .. ثم قالت لها .. أهلا بيكى يا حبيبتى .. نورتونا .. اتفضلى استريحى .. فنطرت اجلال تبحث عن مكان تجلس به .. فوجدت خالتها قد استقرت على كنبة الصالون فجلست بجوارها وجلس عبد القادر على الكرس الأخر بجوار الكنبة ومواجها لكرسى والدته وهو مازال يرحب بهم ....

كانت عصمت ما تزال واقفة لتتلقى أوامر عبد القادر أو والدته عن ما تحضره للضيوف .. وكانت اجلال ما تزال ممسكة بعلبة الشيكولا والعلبة الأخرى .. كانت تتمنى لو كانت آية ابنته في استقبالها كى تعطيها العلبة .. ولكنها لم تجدها معهم ..

نظرت فايزة الى العلبتين في يد اجلال وقالت : وليه تعبتوا نفسكم بالشكل ده .. فنظرت اجلال الى العلبة في يدها وقالت دى حاجة بسيطة للآنسة آية .. ثم تذكرت كلام عبد القادر لها عن آية .. فنظرت اليه وقالت أقصد آية .. واردفت فاطمة : ميجيش من بعد خيركم يا ست هانم ..
ردت فايزة وهى تبتسم : أنا متشكرة على ذوقم والله .. ويارب تتبسطوا من العيشة معانا في الاستراحة .. والله أنا كان نفسى تعيشوا معانا هنا في الفيلا .. بس عبد القادر حابب انكم تكونوا على راحتكم ....
تكلمت اجلال بتردد : هي آية مش هنا ولا ايه ؟
عبد القادر :آية موجودة .. بس هي في أوضة المكتب مع مدرستها .. عندها درس .. شوية وتخلص وتييجى ترحب بيكم ..
فاطمة : ربنا يوفقها .. وتشوفها أنت والست فايزة عروسة تشرح القلب باذن الله ..
تغير وجه عبد القادر قليلا وهو يرد بإقتضاب : تسلمى يا ست فاطمة ..

لاحظت اجلال التغيير الذى طرأ على وجه عبد القادر فانقبض قلبها وهى ترى الحزن باديا على وجهه بهذا الشكل .. ولكنها ابتسمت لوالدته التي حيتها هي الأخرى بابتسامة يشوبها الحزن .. فأدركت اجلال أن هناك خطب ما في أمر آية ..
انتبه عبد القادر الى وجود عصمت تقف منتظرة أوامره .. فقال : يا خبر احنا الكلام اخدنا ونسينا تحبوا تشربوا ايه ؟

فاطمة بعفوية : كتر خيرك يا بيه .. والنبى ملوش لزوم .. احنا شاربين في البيت ..
فايزة بلوم : وده معقول يا ست فاطمة .. تشرفونا في بيتنا ومتشربوش حاجة .. هو احنا بخلا ولا ايه ..
فاطمة : يا خبر يا ست الكل .. قطع لسان اللى يقول عليكم كلمة وحشة .. ده انتم ولاد الأصول والكرم كله .. خلاص يا ستى .. أنا حشرب شاى ..
ردت اجلال بخجل : وانا زى خالتى ..

انصرفت عصمت لتحضر الشاي بعد أن سألت فايزة وعبد القادر عن طلباتهم الشخصية وأبلغوها بانهم سوف يشربون أيضا الشاي ..

مرت دقائق قبل أن تأتى عصمت تدفع أمامها عربة الشاي رائعة التصميم وعليها طاقم الشاي من الصينى الأبيض وصينية تحتوى على قطع الكيك والجاتوه وبعض الأطباق والشوك واكواب الماء .. ثم قامت بتقديم الشاي والكيك اليهم ..

بعد دقائق من الحديث والمجاملات .. انتبه الجميع على صوت عبد القادر وهو ينظر في اتجاه والدته ويقول بصوت أجش : تعالى يا آية يا حبيبتى .. تعالى سلمى على طنط اجلال والست فاطمة ..
نظرت اجلال وفاطمة الى نفس الاتجاه .. كل منهم يتطلع بابتسام الى تلك الفتاة الصغيرة التي تخطو اليهم بتوأدة ملتصقة بشابة تبدو في نهاية العقد الثالث من العمر كأنها تحتمى بها .. ثم تقف بخجل على بعد بجوار احدى المقاعد .. تنظر الى الجالسين .. تتفحصهم ثم تنظر الى الأرض .. لتبادر اجلال قائلة : بسم الله ماشاء الله .. تعالى يا حبيبتى متتكسفيش .. وما أن أمسكت بيدها الفتاة الواقفة بجوارها تجذبها برفق لتقترب منهم الا وشهقت فاطمة شهقة خفيفة وهى تضع يدها على صدرها تقول بصوت خفيض : لا حول ولا قوة الا بالله يا حبيبتى يا ضنايا .. ...... فإتسعت عينى اجلال وهى تنظر الى آية ثم تنظر الى عبد القادر الذى كان ينظر الى فاطمة مستنكرا تصرفها والكلمات العفوية التي خرجت من فمها للتو .. ثم أخفض رأسه في حزن عميق ......
------------------------------------------------------------------


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.