آخر 10 مشاركات
318- وعد... بالزواج - ديبورا هوبر - (م.د)** (الكاتـب : Gege86 - )           »          عيون الغزلان (60) ~Deers eyes ~ للكاتبة لامارا ~ *متميزة* ((كاملة)). (الكاتـب : لامارا - )           »          حالات .... رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1434)"مكتملة" (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          301- موعد مع القدر-شارلوت بيكر - عبير مركز دولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          527-شرك الظلام- هيلين بروكس- قلوب دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree429Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-04-20, 10:51 AM   #61

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل جميل والاحداث تتقلب بنا

اذا فزوج البنت على علاقة بزوجة الابن

انا شخصيا اعتقد ان طلب نادر جاء بوقت غريب
انا كنت سابقا اعتقد ان سلمى عليها ان تمضي بحياتها ولا تتوقف لان اولادها غير موجودين اصلا وطالبين لجوء وليس عليها ان تبقى بوحدتها
لكن الان الامور انقلبت

وبانكشاف موضوع الخيانه ربما سلمى ايضا ستتغير حياتها وستبدأ من جديد دورها الحقيقي وتربي احفادها الاربعه بعد انفصال ابويهما على مالم تعرف ان تربي عليه اولادها

وان عليها ان تبدأ ايضا بنفسها واولادها واحفادها وتعيد تربيتهم على القيم والاخلاق الدين والحلال والحرام والصح والغلط
بقي عندي فار صغير يلعب وغير مريحني
الابن كان مرتبك وقت اتصال امه

لماذا ؟
اذا كانت زوجته خائنه وهو لايعلم لماذا يرتبك اذا ؟
الا اذا كان هو ايضا من نفس الطينه

او ربما ياسر اتصل به ليساعده ؟
فضولي كبير لاكتشف سر الابن ..
اجلال وخالتها والتغيير المنتظر بحياتهم وماذا يريد عبدالقادر
ياترى ماهو عوق ايه

هل هي تعاني من شلل اطفال مثلا

هي تعاني من شيء ما رغم انها ابنة دكتور كبير .. ماذا بها ياترى؟
بسمه وعائلتها امامهم تحدي كبير بس هم اناس شرفاء لذا اول شيء فكروا به هو عمل صدقه جاريه لمصطفى اللي مافكر به اهله نفسهم



ونتائج العقوق وعدم رضا الاب بدأت تظهر ولسه ولسه

اللهم لاشماته




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 12:46 PM   #62

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

فصل دسم مثير ملئ بزخم من المشاعر
وتتوالي الصدمات علي سلمي بداية من موت مصطفي
ل تآكدها من حب خالد ل أمينة ل وصية مصطفي
و الصدمة الأكثر شدة
وهي خيبه آملها في أولادها الأتنين..
حياة زوجية شبه متكامله مستوي مادي مرتفع زوجة وأولاد
ايه الداعي عشان ياسر يخون علا الا اذا كانت كما عهدناها
ابنه غير باره ب أبويها هل ستكون مهتمه بزوجها !!
ونفس الحال يسري علي جمال وسمر .. أعتقد ان جمال ممكن يكون
شاكك في سمر لكن مش متأكد ..
لأنه لو متأكد ان سمر بتخونه مع زوج اخته وساكت
يبقي انسان ديوث
انقلبت حياة سلمي رأساً علي عقب.. وباتت تحمل الكثير من الهموم
وينتظرها الأكثر من المشاكل
ويخبرني حدثي أنها ستستعين ب خالد
بات واضحا نيه الدكتور عبدالقادر وهو الحصول علي امرأة تعينه
علي تربيه ابنته التي من الواضح انها تعاني اعاقه من نوع ما
وعلي خدمه والدته القعيده
مع الآخذ ف الإعتبار أنه يتوقي الي امرأة بعد وفاة زوجته
وأعتقد انه كان يكن لها مشاعر عندما كانت طالبته
ويالا المصادفة كل الشروط تتطابق مع إجلال
خميس وبسمة اعتقد انه ينتظرهم الكثير والكثير من الأحداث
التي لن تعود بعدها حياتهم كما كانت
وان كنت استشعر أنهم يوماً ما سيتمنون العودة
حيث حياتهم الهادئه وأحلامهم البسيطة ..
سلمت يداك .. وأتمني تعويض بفصل كبير ف كل اسبوع
ولي سؤال .. هل ستستمر الرواية في رمضان ان شاء الله ؟
وكل عام وأنت بخير


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 07:23 PM   #63

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yamr مشاهدة المشاركة
فصل دسم مثير ملئ بزخم من المشاعر
وتتوالي الصدمات علي سلمي بداية من موت مصطفي
ل تآكدها من حب خالد ل أمينة ل وصية مصطفي
و الصدمة الأكثر شدة
وهي خيبه آملها في أولادها الأتنين..
حياة زوجية شبه متكامله مستوي مادي مرتفع زوجة وأولاد
ايه الداعي عشان ياسر يخون علا الا اذا كانت كما عهدناها
ابنه غير باره ب أبويها هل ستكون مهتمه بزوجها !!
ونفس الحال يسري علي جمال وسمر .. أعتقد ان جمال ممكن يكون
شاكك في سمر لكن مش متأكد ..
لأنه لو متأكد ان سمر بتخونه مع زوج اخته وساكت
يبقي انسان ديوث
انقلبت حياة سلمي رأساً علي عقب.. وباتت تحمل الكثير من الهموم
وينتظرها الأكثر من المشاكل
ويخبرني حدثي أنها ستستعين ب خالد
بات واضحا نيه الدكتور عبدالقادر وهو الحصول علي امرأة تعينه
علي تربيه ابنته التي من الواضح انها تعاني اعاقه من نوع ما
وعلي خدمه والدته القعيده
مع الآخذ ف الإعتبار أنه يتوقي الي امرأة بعد وفاة زوجته
وأعتقد انه كان يكن لها مشاعر عندما كانت طالبته
ويالا المصادفة كل الشروط تتطابق مع إجلال
خميس وبسمة اعتقد انه ينتظرهم الكثير والكثير من الأحداث
التي لن تعود بعدها حياتهم كما كانت
وان كنت استشعر أنهم يوماً ما سيتمنون العودة
حيث حياتهم الهادئه وأحلامهم البسيطة ..
سلمت يداك .. وأتمني تعويض بفصل كبير ف كل اسبوع
ولي سؤال .. هل ستستمر الرواية في رمضان ان شاء الله ؟
وكل عام وأنت بخير
شكرا على التعليق والاستنتاجات ..
للأسف لن يتم نشر الرواية فى رمضان .. حيث اننى اتطلع في هذا الشهر الكريم للعبادة وحسب عسى الله ان يبلغنا اياه يتقبله منا جميعا .. وكل عام وجميع القراء بخير ..


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 08:27 PM   #64

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamdouh el sayed مشاهدة المشاركة
شكرا على التعليق والاستنتاجات ..
للأسف لن يتم نشر الرواية فى رمضان .. حيث اننى اتطلع في هذا الشهر الكريم للعبادة وحسب عسى الله ان يبلغنا اياه يتقبله منا جميعا .. وكل عام وجميع القراء بخير ..
اللهم آمين
اللهم سلمنا لرمضان وسلمه لنا وتسلمه منا حتى يخرج رمضان وقد غفرت لنا
يعود عليكم رمضان بالخير والبركه
العفو


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 02:03 PM   #65

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي البدايات الجديدة - الفصل الرابع والعشرون

البدايات الجديدة
الفصل الرابع والعشرون

عاد أمير الى البيت بعد منتصف الليل بقليل .. ليس من عادته أن يظل خارج البيت الى هذا الوقت المتأخر .. ولولا اتصالات أمينة المتكررة به ربما ما عاد في ليلته تلك ولظل جالسا على شاطئ البحر يفكر في رغد ويرثى حاله ...
بادرت أمينة التي كانت لا تزال جالسة في صالة البيت في انتظاره تسأله بلهفة : ايه التأخير ده يا أمير يا حبيبى .. مش متعودة منك تعيشنى في القلق بالشكل ده ..

أمير وقد بدا عليه الحزن والاجهاد وهو يجلس على الأريكة ناظرا الى السقف : معلش يا أمى .. القعدة مع الصحاب بتنسى الواحد الوقت .. ثم وضع وجهه بين كفيه يفركه بشدة صاعدا بكفيه الى شعر رأسه .. وكأنه يريد محو التفكير من عقله .. ثم أردف متنهدا : أنا يدوب أدخل أوضتى .. حاسس انى عايز أنام ..
أمينة وهى تنظر له بقلق : طيب .. اتعشيت يا حبيبى ..؟
أمير وهو يتحرك الى غرفته : أيوة يا أمى . اتعشيت ..
أمينة : طيب تحب أعمل لك كباية حليب تشربها قبل ما تنام ..
أمير : لا يا أمى .. أنا عايز أنام بشدة .. انتى عارفة في الوحدة بنام بدرى ونقوم بدرى ..
أمينة : طيب يا حبيبى .. تصبح على خير ..
أمير : وانتى من أهله يا أمى ..

ظلت أمينة تنظر الى باب غرفة أمير بعد أن دخلها وأغلق الباب وراؤه .. كانت تفكر أنها المرة الأولى التي لا يناديها بـ "حبيبتى" أو "أمونة" خلال كلامه معها .. كانت تنتظر أن يقول احداها ولو مرة واحدة لتطمئن عليه وأنه ليس به مكروه .. أو قلبه أو عقله مشغول بأمر ما .. خاصة وهى تراه مهموما هكذا ..

دخلت الى غرفتها بعد لحظات .. وحاولت النوم .. ولكنها ظلت في سريرها يجافيها النوم .. تفكر في أمر ولدها .. تتقلب في السرير على كل الجوانب ولا يأتيها النوم حتى ايقظت خالد بحركتها الكثيرة .. فقال لها خالد وهو يفرك عينه : مالك يا أمينة .. فيه ايه .. بتتقلبى كتير كده ليه في السرير .. فيكى حاجة يا حبيبتى ؟
أمينة : آسفة يا خالد .. بس مش عارفة .. مش جى لى نوم ..
خالد وقت جلس نصف جلسة على السرير ينظر اليها بعد أن أضاء نور الأباجورة بجانبه : هو أمير رجع ولا لسه ؟
أمينة شاردة : أيوة .. لسة راجع من شوية ..
نظر خالد الى الوقت في تليفونه ثم قال لها : ياه الساعة داخلة على واحدة .. ايه اللى أخره بره بالشكل ده .. مش عوايده ..
أمينة : مش عارفة يا خالد .. وشكله راجع تعبان ومهموم .. ودخل على أوضته على طول .. يدوب رد على سؤالين منى بالعافيه .. أنا قلقانة عليه .. شكله فيه حاجة مضيقاه يا حبيبى ..
خالد وقد قام وجلس على طرف السرير معطيا ظهره إياها : متكبريش المواضيع يا أمينة : تلاقيه مهموم علشان كلها كام يوم واجازته تخلص ويرجع لحبسة الجيش من تانى ..
أمينة :لا يا خالد .. أنا عارفة ابنى كويس .. أمير فيه حاجة تانية شغلاه .. أنا حتكلم معاه بكرة الصبح لما يصحى ..
خالد بحزم : لا يا أمينة .. أنا اللى حتكلم معاه .. أمير كبر ومحتاج راجل زيه يتكلم معاه .. أرجوكى سيبيهولى .. أنا حشوف ايه حكايته ..
سكتت أمينة للحظات ثم قالت : طيب يا خالد .. بس يا ريت تطمنى أول ما تعرف منه ايه اللى مخليه مهموم بالشكل ده ..
خالد مبتسما بسخرية : حاضر يا حبيبتى .. مع انى متأكد انه حيقوم الصبح زى الفل بعد ما ياخد راحته في النوم ويقعد يدلع فيكى .. يا أمونة .. ويا حبيبتى ..
أمينة مبتسمة : أنت بتغير من ابنك ولا ايه ..
خالد وهو يتحرك الى الحمام الداخلى بالحجرة : لا يا ستى .. ربنا يهنى سعيد بسعيدة .. ما أنا راحت على خلاص ..
أمينة : لا يا حبيبى .. ده انت الخير والبركة .. ولا واحد فيهم يقدر يقرب من مكانك في قلبى .. قالتها أمينة بعفوية ثم تذكرت ما فعله بها منذ شهور قليلة فانتاب قلبها الحزن من جديد وكأنها لن تنسى أو تغفر له هذا الجرم في حقها .. ولكنه كان لا يبالى بما انتابها ولم يرى هذا الحزن على وجهها .. بل كان يضحك وهو يغلق باب الحمام ....
في الصباح .. استيقظ الجميع في أوقاتهم المعتادة .. ما عدا أمير الذى ظل نائما في حجرته حتى
دخلت اليه أمينة لتوقظه .. فنادته بعد أن طرقت الباب عليه عدة مرات ولكنه لم يجيبها .. فتحت الباب ووصلت الى السرير تربت على ظهره .. فرد عليها وهو ما زال نائما : من فضلك يا أمى سبينى أنام شوية كمان ..
أمينة : ماشى يا حبيبى .. بس بابا كان عايزك تفطر معاه قبل ما يروح المكتب ..
أمير وهو يجذب الغطاء على رأسه : طيب قولى له نتقابل على الغدا .. أنا عايز أنام بشدة ..
أمينة : حاضر يا حبيبى .. خد راحتك في النوم ..
تركته أمينة وخرجت لتجلس على الإفطار مع خالد وغادة .. فسألها خالد في هدوء : ايه أخبار أمير ؟ .. ليه مصحاش يفطر معانا ..
أمينة : قاللى انه عايز ينام .. آه .. وحيشوفك على الغدا .. أنا قلت له انك عايز تتكلم معاه ..
خالد : مفيش مشكلة .. يا ريت تبلغيه يكلمنى لما يصحى ويخلص فطاره ..
أمينة : ماشى يا خالد ..
غادة : هو ماله أمير .. ؟
أمينة : مفيش يا حبيبتى .. رجع امبارح متأخر وشكله كان مش عاجبنى .. كل الحكاية اننا عايزين نطمن عليه ..
ردت غادة بمزحة : تلاقيه بيحب جديد ..
خالد : طيب على سيرة الحب واللى بيحبوا .. هو الأخ حسام أخباره ايه يا غادة ..

امتقع وجه غادة .. وسكتت للحظات ثم قالت وهى تنظر في الطبق أمامها : معرفش عنه حاجة ..
خالد : غريبة ..تصورى انه لغاية دلوقتى متصلش بيه .. سكت للحظات ثم أردف .. بس يعنى ايه متعرفيش عنه حاجة ..؟ مش المفروض انكم على اتصال .. سكت للحظة أخرى ثم أكمل بسخرية : طيب انتى ماحاولتيش تتصلى بيه يا بنتى .. على الأقل تطمنى عليه .. معقول متكلمتوش من ساعة ما كان هنا .. !!
غادة : اتصلت بيه أكتر من مرة .. بس هو مبيردش .. الظاهر ان كلام أمير عنه صحيح ..
خالد : وهو ايه كلام أمير عنه ؟
غادة : انه غير مناسب .. و .... ثم سكتت فقد كان من الصعب عليها أن تنعته بالكاذب .. فهى مازالت تكن له بعض المشاعر الطيبة ... ولكنه قد كذب عليها في الكثير .. في عمره الذى يتعدى ضعف عمرها .. وفى وظيفته وامكانياته .. بل كذب عليها منذ بدأ الحديث معها على الجروب .. كذب في أول معرفتها به عندما أوهمها أنه قد سافر الى العديد من البلاد حول العالم .. وهو بالكاد قد تجول ببعض المحافظات داخل مصر ..

لا تدرى غادة لماذا شعرت في تلك اللحظة بحقارة حسام .. وكيف كانت بلهاء .. صدقت كل أكاذيبه بمجرد أن وضعه والدها أمام اختبار حقيقى ومنطقى .. فأى رجل سوف يأتي الى والدها ليطلب يدها سوف يطلب منه ما طلب من حسام .. وهذا أمر بديهى .. وحق والدها وحقها .. أن يأتيها ما تستحق وما يناسب عائلتها من شبكة ومستوى سكنى لا يقل عن الذى تعيش به الآن .. بل وأثاث وفرش مما اعتادت عليه طوال عمرها .. لم يطلب والدها الا المنطقى .. بل ويعتبر قد تنازل عندما وافق بأن ابنته الصغيرة الجميلة ذات الأصول الطيبة تتزوج من رجل عمره يفوق ضعف عمرها ..
أمينة وقد وجدت غادة قد شردت ولم تكمل كلامها عن حسام : ايه روحتى فين يا غادة ..
غادة وقد انتبهت لسؤال أمها : هه ؟؟!! بتقولى حاجة يا مامى ..؟
أمينة مبتسمة : لا .. ده انتى فعلا سرحانة ومش معانا خالص .. بقول انك كنتى بتتكلمى وبعدين سكتى فجأة وسرحتى ..
ردت غادة : تعرفى يا مامى .. الكام يوم اللى فاتوا .. من ساعة ما حسام كان عندنا لغاية دلوقتى مروا على صعبين أوى .. بس .. وبابى بيسألنى عنه دلوقتى .. و لما تذكرت كلام ورأى أمير عنه .. حسيت انكم انتى وأمير وأشرف كمان كان عندكم حق .. و بابى كمان .. بالرغم من أنه ماقلش رأيه فيه .. بس أعتقد انه اكتر واحد عرف الشخص ده على حقيقته .. علشان كده عرف يتعامل معاه بالطريقة اللى خليته هو يبعد من نفسه بعد ما اتكشف للجميع انه مش اد كلامه .. وانه كداب .. سكتت وهى تفكر .. ثم قالت : انتم عارفين احساسى بيه في اللحظة دى ايه ؟
خالد : يا ترى ايه ؟
غادة وهى تضغط على اسنانها وعلى حروف كلماتها : حاسة انى بحتقره لانه جبان وكداب .. وبحمد ربنا انه خلصنى منه .. وحاسة اد ايه انا كنت عبيطة وساذجة انى صدقت كل كلمة كان بيقولها لى .. ونفسى أقول لكل بنت تخلى بالها من العلاقات في السن ده .. وخصوصا العلاقات اللى بتبدأ من على النت .. نفسى أقول لكل البنات تجربتى دى اللى مريت بيها .. واحذرهم من انهم يصدقوا كل اللى يتقالهم من شباب ممكن يتلاعب بيهم وبمشاعرهم .. نفسى أقو لكل البنات ان السن ده مش سن الحب والجواز .. وأى واحدة بتفكر في الحب في السن ده ممكن تضيع نفسها من غير ما تشعر .. لانها حتكون لقمة سهلة لشباب كتير شغلتهم الضحك على البنات بكلام بعيد كل البعد عن حقيقتهم ..

سكتت غادة ليلتقط خالد طرف الحديث بتنهيدة : الحمد لله .. وحمد الله على السلامة يا حبيبتى .. كنت متأكد من انك حتوصلى للنتيجة دى يا غادة .. هي دى بنتى حبيبتى اللى بثق فيها وفى عقلها ..
غادة : وقد امتلأت عينيها بدموع تحاول جاهدة ان لا تترك لهم العنان : أنا آسفة .. سامحونى .. وانتى يا مامى يا ريت تسامحينى على اللى اتسببت لك فيه ..

نهضت أمينة من كرسيها ووقفت بجوار غادة وأخذت رأسها تضمها بشدة الى صدرها وهى تقول : لا يا حبيبتى متتأسفيش .. وصدقينى اللى حصل لى ده مش بسببك ولا بسبب اللى مايتسماش ده .. ربنا يسهل له مطرح ماراح .. كلنا يا غادة بنمر باختبارات في حياتنا .. وربنا كريم ولطيف يا حبيبتى .. والحمد لله على كرمه ولطفه بينا ..
كانت غادة تجهش بشدة من البكاء ..كلما تتذكر انها قد سمحت لحسام بأن يمسك بيدها .. وكان هذا أشد ما يؤلمها ..

خالد وقد قام هو أيضا وأخذ ابته في حضنه : اهدى .. اهدى يا حبيبتى الموضوع مش مستاهل .. الحمد لله انه خلص على خير .. بس على فكرة .. احنا نحمد ربنا انه مطلعش سافل .. لاننا بنسمع عن أهوال بتحصل من الشباب في حق البنات بسبب كلامهم مع الولاد أو الرجالة على النت ..
أمينة : الحمد لله ربنا ستر .. قدر ولطف .. أنا عايزاكى يا غادة تنسى الموضوع ده من دماغك تماما وتلتفتى لدراستك يا حبيبتى ..

غادة وهى تمسح دموعها : أطمنوا .. أنا طول الأيام اللى فاتت كنت بفكر كويس جدا .. واللى حصل ده درس عمرى ما حنساه .. أنا أهم حاجة عندى دلوقتى هو عيلتى .. ودراستى .. علشان كده انا عمرى ما حارتبط بواحد الا لو كل واحد في عيلتى الجميلة دى موافق عليه .. وكمان من هنا ورايح دراستى ومستقلبى همه هدفى اللى جاى لغاية ما أخلص الجامعة .. أنا كنت مهوسة بالسفر والبلاد اللى بحلم انى أزورها .. وده حيبقى هدفى اللى ححققه من دراستى .. وده اللى بخطط له من دلوقتى .. أنا لازم أتفوق وآخد المنح الدراسية اللى تخلينى ادرس بالخارج ..
خالد بفرحة وابتسام : الله ينور عليكى يا غادة .. هي دى بنتى .. حبيبة بابى .. ثم ضمها مرة أخرى الى صدره .. لتغوص برأسها فيه وهى تبتسم ..

استيقظ أمير قبل صلاة الظهر بقليل .. قابل أم سعيد وهى تنظف صالة البيت .. فألقى عليها الصباح ثم سألها عن والدته .. فأخبرته انها في المطبخ ..

دخل أمير على أمينة المطبخ فانتبهت أمينة لوجوده خلفها فقالت بلهفة بسيطة : صحيت يا حبيبى ؟
أمير : صباح الخير يا أمى ..
أمينة مبتسمة : صباح الفل يا قلب ماما .. ثوانى والفطار حيكون جاهز بره على السفرة بمجرد ماتخلص حمامك ..
أمير ومازال مقتضب الكلام : مفيش داعى .. مش جعان .. ..
أمينة وقد كسا وجهها حزن مفاجئ وبصوت غاضب : انت ايه حكايتك يا أمير .. امبارح راجع متأخر وشكلك متغير .. وأكيد متعشتش زى ما قلتلى .. والنهاردة قايم الضهر ومش عايز تفطر .. ثم لان صوتها وسألته بحنية : فيك ايه يا حبيبى ..؟
أمير وهو يستدير خارجا من المطبخ : مفيش يا أمى .. أن كويس .. خلاص مفيش مشكلة قولى لام سعيد تحضر الفطار .. أنا داخل الحمام آخد شور .. وبعدين حفطر ..

أحست أمينة ببعض الرضا .. فردت ببسمة مهتزة : أيوة كده يا حبيبى .. على فكرة بابا عاوزك تكلمه في المكتب .. ياريت تكلمه أول ماتخلص فطارك ..
أمير : تمام يا أمى .. حكلمه ..

خرج أمير من الحمام وتوجه لحجرته .. فارتدى ملابس الخروج .. ثم ذهب الى الإفطار على السفرة القابعة بركن من صالة البيت تحتوى على عدة نوافذ جميعها ترى البحر .. جلس ينظر الى البحر وطيف رغد يتلاعب امامه على صقحة البحر الساكن كسكون نظراته اليه .. يضع لقيمات بين الحين والآخر وهو شارد يفكر في رغد ويتمنى لو أن يتحدث معها .. يتمنى لو يمتلك القدرة على أن يسألها مباشرة عن مشاعرها .. والى اين تتجه .. هلى قلبها مشغول بأحد ما .. ؟ هل هو أيمن .. ؟ هل من الممكن أن تبادله نفس مشاعره نحوها .. آلاف الأسئلة تهاجمه منذ الأمس وتعتصر قلبه .. هو نفسه لم يكن يعلم أنه يحبها الى هذه الدرجة ..

دخلت اليه أمينة مرة أخرى وهو على وشك أن ينهى افطاره بعد تناول أقل القليل من الطعام حتى يرضى أمه .. وحتى ينجو من كثرة اسألتها ..
أمينة : هه يا أمير .. مش حتقول لى مالك يا حبيبى ..

سكت أمير للحظات وكأنه يتمنى أن لا تسأله أمينة أو يسأله أي أحد هذا السؤال .. ثم تكلم أخيرا : أبدا .. يا أمى .. بس مشغول شوية .. بفكر حعمل ايه بعد فترة الجيش .. كلها شهور بسيطة وتنتهى فترة التجنيد وعايز أستقر على شغل أعمله بنفسى ..

أمينة : ولو انى مش مصدقة الكلام ده .. بس ماشى حنمشيها انك مشغول بمستقبلك و الشغل بعد فترة التجنيد .. مع انى متعودتش انك تخبى على أي حاجة .. بس بالنسبة للشغل .. أتكلم فيه مع بابا .. هو خبرته في الأمور دى أكبر منى .. بس لو عايز تعرف رأيى .. أشتغل مع بابا لفترة .. أي شاب في بداية حياته محتاج للخبرة قبل كل شيء علشان يقدر يقف على رجله وبعدين يبتدى شغله الخاص لو حابب .. عموما لما تتكلم مع بابا افتح معاه الموضوع وشوف رأيه .. بس الأفضل يا أمير انك تشتغل مع بابا .. أخوك يا حبيبى مرضاش يشتغل معاه وفضل شغل البنوك .. ومش معقول انت كمان تشتغل لوحدك .. مين يا حبيبى حيقف جنب بابا .. السن بيعدى يا حبيبى ولازم حد ياخد باله من الشركة اللى بابا بناها بمجهود وتعب السنين ..
رد أمير بدون اهتمام وان كانت الفكرة أخذت انتباهه : تمام يا أمى .. ربنا يقدم اللى يه الخير ..ثم ابتسم وهو يقول : ادعى لنا انتى بس يا أمونة وكل شيء حيبقى تمام ..

غمرت أمينة سعادة كبيرة وهى تسمعه ينطق بإسم أمونة التي طالما أحبت أن تسمعه منه على الدوام .. فهو بذلك قد طمئنها أنه بخير عن اليوم السابق ..

بعد دقائق دخلت أمينة الى المطبخ مرة أخرى .. في حين دخل أمير غرفته وتناول تليفونه ليطلب أبيه ..
رد عليه خالد بعد لحظات : صباح الخير يا أمير ..
أمير : صباح الخير يا بابا .. ماما بلغتنى انى اتصل بيك ..
خالد : تمام يا حبيبى .. انت وراك حاجة دلوقتى ؟
أمير : لا يا بابا ..
خالد : طيب يا ريت تيجيلى الشغل .. عايز أتكلم معاك في موضوع ..
أمير : أوكى .. ساعة وحكون عندك ..

---------------------------------------------------------------------------

بعد أن غادر أشرف وأمير .. دخلت رنيم مرة أخرى الى رغد بحجرتها .. كانت تريد أن تطمئن على اختها وتعرف سبب حالة الضيق والبكاء التي انتابتها بعد أن سمعت بخبر مرض أيمن .. كانت حالة من الشك قدانتابتها تجاه مشاعر رغد نحو أيمن .. والا ما هو سبب التغيير ؟

كانت رغد جالسة على طرف سريرها .. يديها في حجرها تفكركهما في توتر .. فاقتربت منها رنيم وجلست بجوارها .. ظلتا صامتتان للحظات حتى تكلمت رنيم بعد أن ثبتت قدم اختها التي كانت تهتز بشدة من التوتر في حركة غير ارادية : ممكن أعرف ايه حكايتك .. وايه اللى قلبك بالشكل ده بعد ما كنتى داخلة من باب الشقة مبسوطة وبتهزرى ؟
رغد بعصبية : قلت لك مفيش يا رنيم ..
رنيم بثبات : شوفى بقى .. أنا مش حتحرك من مكانى ولا حسيبك وأخرج من هنا الا لما تقوليلى فيكى ايه ..
رغد بحدة : يبقى انا اللى حسيبلك الأوضة وأخرج ..

رنيم وقد حاولت أن تلين بكلامها حتى تجعل رغد تخبرها بما تمر به : يا حبيبتى طمنينى .. أنا أختك وأقرب الناس ليكى .. لو مش حتحكيلى اللى مضايقك حتحكى لمين ..
رغد وقد ملأت الدموع مقلتيها وهى تحاول أن تكبح جماحها : أنا بس حسيت فجأة انى مخنوقة .. ده كل اللى في الموضوع ...

لم تجد رنيم بدا من أن تلقى بتخمينها عن سبب التغيير الذى طرأ على أختها حين سمعت بمرض أيمن فقالت بهدوء : اتخنقتى بسبب مرض أيمن ؟

عند هذه الجملة لم تتحمل رغد النيران المستعرة بداخلها والرغبة في اللإطمئنان على أيمن فانفجرت باكية وهى تلقى برأسها على صدر أختها .. فاحتضنتها رنيم وهى صامتة للحظات .. ثم قالت : اهدى .. اهدى يا رغد .. انتى حبتيه ولا ايه ؟
لم تجاوبها رغد ولكن جاوبها شدة البكاء التي انتابتها ولا تستطيع أن تتحكم فيه وهى لا يدور بخلدها الا الموت الذى ينتظر من دق له قلبها ولأول مرة في حياتها ..
رنيم : ممكن تهدى شوية .. خلينى أفهم الحكاية من أولها .. وأفهم ده حصل امتى وازاى ..
رفعت رغد رأسها من على صدر رنيم وهى تنتحب قليلا وتمسح دموعها بكفيها .. ثم سألت وهى تتهادى كلاماتها : هو صحيح حالته صعبة أوى يا رنيم ..
رنيم وهى تحاول أن تهدأ من حزنها قليلا : الدكاترة بيقولوا أن الورم صغير وفى أوله .. يعنى الحمد لله انه ممكن السيطرة عليه ..
رغد وقد تحلت ببعض الأمل : يعنى حيعيش .. مش كده .. حيعيش ..؟
رنيم : ان شاء الله .. ربنا ينجيه وبأذن الله يشفى منه تماما .. ثم سكتت للحظات لتعاول تسأل بخبث : بس مش عيب عليكى تحبى صاحب جوزى ومتقوليليش .. عموما أنا اعتبرتها خيانة منك لأختك الكبيرة .. ومش حسامحك الالما تحكيلى تفاصيل الموضوع بالكامل .. يالا يا حلوة إرى واعترفى .. وحالا ..
ابتسمت رغد ابتسامة صغيرة ثم قالت بخجل : انتى حتعمليه موضوع ولا ايه .. ايه بتدورى على موضوع لقصتك الجديدة ؟؟
رنيم وهى تمزح : وماله لما اعملها قصة .. مش بيقولوا الأقربون أولى .. يالا .. احكى لى علشان اسجل الأحداث في الميمورى ..
رغد بتلعثم : يعنى .. تقدرى انك تقولى ان الحكاية لسة في أولها ..
قاطعتها رنيم : والله .. بقى في أولها .. وبتعملى في نفسك كده .. امال لما توصلوا لوسطها حتعملى ايه ؟ أكيد حتصوتى وتولولى وتلمى علينا الجيران .. ده انتى واضح انك واقعة لشوشتك ..
رغد : بجد .. هو الموضوع باين عليا أوى بالشكل ده ..
رنيم : لا .. باين عليا أنا .. احكى .. يالا يا اختى احكى .. ده انتى الظاهر حكايتك حكاية ..
رغد بدلال : بس بقى يا رنيم .. أهى طريقتك دى اللى مش مخليانى عارفة احكى .. عموما .. الموضوع لسة في أوله .. ومن طرف واحد لغاية دلوقتى .. يعنى أنا لسة معرفش هو بيبادلنى نفس المشاعر ولا لأ ..

رنيم وقد رفعت حاجبيها من الدهشة : يا نهارك يا رغد .. من طرف واحد .. يعنى هو ميعرفش انك ... سكتت وهى تضع كفها على ذقنها ثم أردفت .. طيب حاولى بقى تتحكمى في نفسك شوية لغاية ما تتأكدى من مشاعره نحيتك .. على الأقل علشان صدمتك ما تبقاش كبيرة لو ......... عند هذه الكلمة .. وضعت رغد يدها على فم رنيم كأنها لا تريد أن تسمع هذه الكلمة .. وهى أنه لا يبادلها نفس الشعور .. وضعت كفها وهى تقول : أرجوكى ما تقولهاش يا رنيم : ان شاء الله يكون بيحبنى زى ما بحبه .. وان شاء الله ربنا يشفيه حتى لو محبنيش ..
رنيم : يا عينى .. يا عينى على الحب وسنينه ..
رغد : اللى يشوفك وانت بتعملى أستاذة عليه ميقولش إنك انتى كمان كنتى واقعة لشوشتك في حبك لأشرف .. على رأى المثل .. لو كنتوا نسيتوا اللى جرا.. هاتوا الدفاتر تنقرا ..

ضحكت رنيم على المثل وقالت : ماشى يا ست الحاجة .. أيوة انا كنت واقعة لشوشتى في حب أشرف .. بس ده يا فالحة بعد ما اعترف لى هو بحبه الأول ..
رغد : طيب ومين قالك انى حعترف له بحبى قبل ما يندب هو على بوزه الأول ويحفى لحد ما أعترف له أنا كمان بحبى له ..
رنيم : والله .. وده حيحصل ازاى ان شاء الله وانتى مدبوبة بالشكل ده .. ؟
رغد : لا .. متخافيش على أختك .. الدبة دى قدامك انتى وبس وحياتك .. بس أنا ليه طرقى الخاصة اللى تخليه ينطق .. وبكرة تشوفى ..
رنيم بحزم و تنبيه : بنت يا رغد .. أوعى تندلقى وبعدين تندمى .. أنا بحذرك من دلوقتى ..
رغد بثقة : يا بنتى متخافيش على أختك .. بس همتك بس انتى معايا ..
رنيم : نعم .. و همتى دى تكون شكلها ايه ان شاء الله ..
رغد : يعنى .. كلك مفهمومية يا اختى يا حبيبتى .. وبعدين مين يعنى اللى حيساعدنى لو أختى وحبيتى ونور عينى ما وقفتش جنبى وساعدتنى ..
رنيم : أيوة يعنى ايه المطلوب ؟
رغد بتردد : يعنى اتحركى الأمور انتى واشرف .. ثم سكتت للحظة ورنيم تنظر اليها في انتظار اقتراحاتها .. ثم اردفت .. يعنى مثلا نروح نزوره كلنا بالمستشفى بحجة اننا صحاب وكنا لسة قاعدين قاعدة انس بنحتفل بيكى من كام يوم ..
رنيم : ينهارك يا رغد .. ودى حفاتح فيها أشرف ازاى .. ده كان يبهدلنى ..
رغد : صدقينى .. الموضوع عادى جدا .. وأشرف مش حيدقق أوى .. أنتى بس اللى عايشة عيشة ستى وستك .. يا بنتى الدنيا أتغيرت .. والرجالة بتوع اليومين دول اسبور .. مش بيقفوا عند الكلام الفارغ اللى بتفكرى فيه ده .. فاتحيه انتى بس وجربى ..
رنيم وقد ادهشها تفكير اختها : يا بنتى انتى متعرفيش أشرف ده بيفكر ازاى .. ده ممكن دماغه تروح شمال ..
رغد : خلاص يا ستى .. لو دماغه راحت شمال اعدليها له وقوليله انى أنا اللى طلبت انى أشوفه .. واهو أشرف مننا وعلينا .. يعنى لو عرف مش مشكلة .. حيبقى ستر وغطا متخافيش .. وبعدين .. لو انتم مساعدتونيش .. أنا ممكن أتهور وأروح له المستشفى لوحدى ..
رنيم : والله .. وفين بقى اللى كنتى لسة بتقوليه من شوية انك حتخليه يحفى لحد ما تعترفى له بحبك ؟
رغد : آه والله صحيح .. ده أنا كده أبقى بقوله وش انى بحبه .. خلاص يا رنيم .. يبقى مفيش الا الخطة ايه .. فكك من الخطة بى الفكسانة دى ..
رنيم : ع موما أنا كان المفروض أروح مع أشرف النهاردة نزوره .. بس لما لقيت حضرتك بالشكل ده اعتذرت وقلت أخلينى معاكى وأعرف حكايتك ..
رغد بأمل : بس .. تاهت ولقيناها .. هو مش مريض .. يعنى الزيارة واجبة .. شوفيلك أي طريقة نروح بيها كلنا نقوم بواجب الزيارة ..
رنيم : بس الوقت ضيق جدا .. ده حيدخل العمليات بعد بكرة ..
رغد بلهفة وإلحاح : لا والنبى يا رنيم اتصرفى .. أنا حاسة انى حموت لو مشفتهوش قبل العملية .. أرجوكى اتصرفى والا حعمل حركة مجنونة وأروح أزوره في المستشفى لوحدى ..
رنيم ناهرة اياها : بلاش جنان يا رغد .. ثم سكتت تفكر للحظة واردفت تقول : بصى أنا ححاول .. بس موعدكيش .. عند هذه الجملة سمعت كل من رغد ورنيم قرع بالباب وامهم تفتح الباب وهى تقول .. هو ايه حكايتكم .. انتم حتفضلوا قاعدين في الأوضة وسيبينى لوحدى ولا ايه .. وكل ده بتتودودا في ايه ..
أبدا يا ماما : أحنا كنا لسة قايمين نقعد معاكى ..
علياء : لا والله فيكم الخير .. يعنى مقلتوش كنتم بتتكلموا في ايه كل الوقت ده ..
رنيم : دى رغد كانت بتحكى لى عن واحدة زميلتها في الكلية بتحب زميل لها في كلية من طرف واحد .. يعنى على أساس فكرة قصة جديدة ممكن اكتبها ..
علياء : من طرف واحد .. تبقى بتوكس نفسها بأديها .. بس عارفة حتبقى قصة مفيدة للبنات الخايبة اللى زيها لما تكتبيها بأسلوبك الجميل يا رنيم وتبينى للبنات نتيجة الحب اللى من النوع ده .. وأد ايه ممكن يودى البنت في داهية لو اللى بتحبه ده معندوش ضمير ولعب بيها لغاية ما ينول غرضه ..
رغد بتريقة : ماشاء الله يا أمى .. ما تيجى تكتبى انتى القصة بدالها .. وبعدين انتى بتفرضى الأحداث من عندك .. ما تقولينا النهاية بالمرة ..
علياء : انتى بتتريقى يا مفعوصة انتى .. أنا على الأفكار وبنتى حبيبتى عليها سرد الأحداث باسلوبها الجميل .. قالت جملتها الأخيرة وهى تبتسم لرنيم ثم تلقى لها قبلة بفمها في الهواء ..فضحك الجميع ...

-----------------------------------------------------------------

وصلت سلمى الى بيتها وبصحبتها أولاد علا اللذين غلبهما النوم فناما في السيارة واضطرت سلمى الى حمل احداهما وحملت كريمة الآخر حتى وصلا الى شقة سلمى .. كانت علا قد استقبلتهم فأخذت آدم من كريمة الى حجرة نومها ودخلت سلمى بزين الى حجرة نومها .. ثم نزلت كريمة مرة أخرى وأحضرت الشنط من السيارة ثم غادرت الى بيتها مع السائق ..

لم تستطيع سلمى أن تخبر علا بما اكتشفته عندما ذهبت لاحضار الولدين .. آثرت أن تفكر في الأمر مع نفسها قبل أن تتصرف بتهور أو تتخذ قرارات تندم عليها في النهاية ..
سألتها علا التي كان من اواضح عليه أنها قد بكت كثيرا أثناء غياب أمها : قابلتيه في الفيلا يا مامى ؟
سلمى بضيق : اسمعى يا علا .. أنا راجعة تعبانة وهلكانة ومش شايفة قدامى .. علشان كده مش حجاوبك غير على السؤال ده .. وبكرة يا حبيبتى نتكلم .. فمن فضلك متسأليش أي سؤال تانى .. أيوة قابلته ..
علا : كلمتيه ؟
سلمى : واضح انك مسمعتنيش كويس .. أنا قلت لك انى تعبانة ومش حجاوب عن أي أسئلة .. فمن فضلك يا علا .. تسيبينى أرتاح شوية .. فاضل ساعات قليلة على الفجر وأنا مجهدة ..
علا ببكاء : اوكى يا مامى .. بس يكون في علمك انه من رابع المستحيلات انى ارجع له .. ولازم يطلقنى ..
سلمى بهدوء .. وهى تتحرك لحجرتها : ربنا يقدم اللى فيه الخير يا علا .. ياللا يا حبيبتى .. الصباح رباح .. روحى اوضتك وخدى ابنك في حضنك ونامى شوية ..

دخلت سلمى الى حجرتها وكانت في اجهاد جسدى وذهنى كبير بعد هذا اليوم الغريب فمنذ بداية المساء وهى في أمور عجيبة لم تمر بمثيلاتها في حياتها .. كانت في بدايته مضطربة المشاعر وهى ترى خميس وابنته يتسلمون مالا كان قريبا منها ومن ابناءها .. هي كبشر تشعر باحقيتها هي واولادها بهذا المال .. وفى نفس الوقت تشعر بأحقية خميس وعائلته الطيبين لهذا المال ايضا .. فكانت سعيدة من أجلهم .. ودت لو كان مصطفى منصفا ولو قليلا ويجعلها تتقاسم هذا المبلغ الضخم مع خميس وبسمة .. نعم هي لا تحتاجه . ولكن هو أمر معنوى بالنسبة لها .. وفى النهاية هي تتحلى بما يتحلى به الطابع البشرى .. لكنها كانت في نفس الوقت تجد في تصرف مصطفى وحرمانها من التعويض عزاءا لجحودها هى وابناءها في حقه ..
وفى بقية الأمسية تتذكر ما مرت به من احياء لمشاعرها كأنثى في مغازلة نادر الرقيقة لها .. تتذكر جلستها على طاولة مطعم الباخرة النيلية تتنعم بالنسيم الرائع الذى داعب مشاعرها أيما مداعبة .. فجعلها مع كلمات نادر الحلوة والرقيقة تعيش أجمل لحظات عمرها .. لحظات لم تعيشها منذ سنوات طويلة .. وتنسيها ولو لدقائق معدودة حبها لخالد أو مصطفى ..
ثم ينتهى اليوم بتلك المأساة التي مرت بها ابنتها وابنها معا ..والأهم منهما أحفادها .. كانت تتساءل أهو انتقام الله منهم لعقوقهم والدهم الذى جافوه و آذوه معافى وقعيدا .. أم هو بعد أبنائها عن طاعة الله في المجمل العام .. وبعدها هي أيضا ولو نسبيا ..

كان اجهاد سلمى لا يسمح لها بأن تفكر أكثر مما فكرت اليوم .. فنهضت متثاقلة الى حمام حجرتها الداخلى لتأخذ حماما ساخنا لعله يهدئ اعصابها التي احترقت اليوم أيما احتراق .. وقفت دقائق كثيرة تحت الماء الدافئ لعله يغسل ما يدور بخلدها من أفكار واحداث مرت بها منذ وفاة مصطفى حتى الآن .. ويمحو تعب اليوم الذى أحل بجسدها ..

دخلت سلمى الى السرير تنظر لزين النائم بسريرها كالملائكة يرتدى ملابس الخروج .. تمنت لو تستطيع تغيير ملابسه ليرتدى ملابس النوم المريحة ولكنها خافت أن توقظه فينشط كسلوك سائر الأطفال فتندم على فعلتها .. لذا اكتفت بخلع الحذاء من قدمه .. ثم ابتسمت لبرائته و استلقت على السرير لتأخذه في حضنها لتروح في سبات عميق ..

بالرغم من نومها المتأخر الليلة السابقة .. استيقظت سلمى في الصباح مبكرا كعادتها .. دخلت الى المطبخ لتحضير الإفطار لبنتها واحفادها .. مرت دقائق قليلة قبل أن تجد من يجذبها من قميص نومها فانتابتها ذعر لتنظر الى اسفل بعد ان تراجعت خطوة للخلف .. فتجد آدم ينظر اليها ببراءة وهو يفرك احدى عينيه بكفه الرقيق ثم قال لها بصوته العذب الجميل .. نانا .. أشب ميه آدم .. نانا .. أشب ميه آدم .. ابتسمت له بنظرة حنان ورفعته من الأرض تضمه الى صدرها وتقبله على خده وجبينه .. ثم ملأت كأس مياه وناولته إياه بعد أن وضعته على طاولة المطبخ تراقبه حتى ينهى شربه للماء ثم بدأت تستكمل اعداد الإفطار وهى تتحدث معه كأنها تتحدث مع شخص كبير وكان هو يتكلم معها بلغة غير مفهومة بالمرة لتجاريه هي فيما يقول كأنها تفهم ما يقوله ..

مضت عشرون دقيقة وسلمى تعيش مع حفيدها وفى عالمه الفطرى البريء وقد نسيت مشاكلها ومشاكل أبنائها الى أن استيقظ توأمه زين وأيقظ امه وجاءت اليهم بالمطبخ تحمله فألقت على أمها تحية الصباح بصوت مجهد : صباح الخير يا مامى..
سلمى :صباح الخير يا حبيبتى .. نمتى كويس ؟
أومأت علا برأسها ثم جلست على احدى كراسى الطاولة .. فحملت سلمى آدم من فوق الطاولة ووبدأت في وضع اطباق الإفطار .. ثم أطرق جرس باب الشقة .. فذهبت علا لتفتح الباب لتجد كريمة التي ألقت عليها الصباح بوجه عابس بعض الشيء : صباخ الخير يا ست علا ..
علا بدون اهتمام : صباح الخير .. ادخلى يا كريمة ..

دخلت كريمة وراء علا الى ان وصلا الى المطبخ .. حيت كريمة سلمى التي ردت عليها التحية ثم قالت .. جيتى في وقتك يا كريمة .. تعالى ساعدينى في فطار الولاد .. أنا دماغى حتنفجر من الصداع ولازم أشرف النسكافيه حالا .. تحبى أعمل لك نسكافيه معايا يا علا يا حبيبتى ؟
علا : أوكى يا مامى ..

لم تستطيع علا أن تتناول أي طعام واكتفت بتطعيم ولديها الى أن جاءت كريمة .. ولم تستطع سلمى أن تثنيها عن قرارها بعدم الإفطار .. فتناولت هي القليل من الطعام وقامت لعمل النسكافيه ..

خرجت سلمى وعلا الى صالة المنزل وجلسا في ركن بجوار نافذة تطل على الجهة الخلفية للمنزل الذى يطل على حديقة تفصل بين شارعين ..
لاحظت سلمى سرود علا وهى تنظر الى الشارع من خلال النافذة .. فسالتها : سرحانة في ايه يا علا ..؟
علا بتنهيدة : حكون سرحانة في ايه يعنى يا مامى .. طبعا سرحانة في المصيبة اللى أنا فيها .. سكتت قليلا ثم أردفت .. تقدرى تقوليلى حنعمل ايه وحنتصرف ازاى في المصيبة دى .. أنا قلت لك .. أنا مش ممكن أعيش مع الحيوان ده بعد كده ..
سلمى : اهدى بس يا حبيبتى .. المواضيع اللى زى دى مش عايزة اننا نتصرف فيها بانفعال ..
علا : آه يا حبيبى يا بابى .. لو كان عايش كان عرف يجيب لى حقى من الكلب ده ..
لم ترد عليها سلمى اشفاقا منها على حالها ولكنها كانت تتساءل في نفسها .. دلوقتى بس عرفتى قيمة باباكى ..
ردت سلمى بعد لحظات فقالت : اسمعى يا علا .. انتى لازم تاخدى وقتك في التفكير في الموضوع ده .. لازم تفكرى فيه من كل الجوانب .. مش من الناحية التي تهمك انتى وبس .. لاحظى ان فيه بينكم طفلين ملهمش ذنب في اللى بيحصل بينكم .. ولازم تفكرى اذا كنتى فعلا عايزة تنفصلى عن ياسر ولا ده قرار بتاخديه في وقت غضب وممكن ترجعى تندمى عليه ..
علا وقد هدأت ملامحها قليلا : طيب لو انتى في مكانى يا مامى كنتى حتتصرفى ازاى .. أنا حتجنن .. هو ليه عمل كده .. هو أنا نقصته ايه ..

سلمى وهى تتمنى لو تعطيها علا الفرصة حتى تصل الى حل لمشكلة ابنها المخدوع في زوجته وما زال يعيش معها تحت سقف واحد دون أن يعلم بخيانتها له .. : لو أنا مكانك يا حبيبتى حاخد بالنصيحة اللى لسة قايلاهالك حالا .. وححاول اسكت صوت الشيطان اللى بيدفعنى للانفصال بسرعة .. وكمان أحاول السيطرة على هوايا .. سواء كان ميال للانفصال أو انى اكمل معاه .. أنا عارفة ان ده صعب جدا .. بس في أحيان كتيرة بيكون في الصبر حل نص المشكلة اللى بنمر بيها ..
كانت سلمى وهى تعطى نصيحتها لابنتها تفكر فيمن تلجأ اليه ليساعدها في حل هذه المعضلة التي تعيشها .. سلمى لم يتبقى لها من الأقارب من هو مقرب للدرجة التي تلجأ اليه في مثل تلك النوعية من المشاكل .. فوالديها قد توفوا منذ سنوات وهى وحيدة ليس لها أخوة أو أخوات .. وقد باعدت بينها وبين أقاربها ظروف الحياة وانتقالها للعيش في القاهرة بعد زواجها بقليل .. فضعفت علاقتها بأقاربها واصدقاءها رويدا يودا حتى انتهت تماما ..

لا تعرف لماذا مر على خاطرها خالد في البداية .. أهى العادة ؟! فهى تعودت على أن تفكر في التقرب منه في جميع مشاكلها التي كانت تقابلها في الحياة .. صحيح أن في معظم تلك المشاكل كانت تفكر في خالد لتقص عليه مشكلتها وتتمنى أن يساعدها .. ولكن كانت تكتفى بالتفكير والتخيل فقط وهو يسمعها ويتشاور معها ويجادلها ثم يعرض عليها الحلول .. لم تكن أبدا تتصل به ليقف بجانبها في حل مشكلة ما .. هي فقط لجأت اليه في بداية مرض زوجها ثم وفاته .. لذا .. لم تستغرق وقتا حتى تستبعد خالد من اختياراتها .. ولم تفكر أو تتخل كعادتها .. كما استبعدت أمجد .. فهى لم تتعامل معه كثيرا .. أما توفيق فلم يخطر لها على بال من الأساس .. لم يتبقى لديها سوى بسمة ونادر .. فتساءلت .. أي منهم تستطيع أن تحكى له ما تمر به هي واسرتها .. أي منهم تشاركه همومها .. ان المرء عندما يمر بضائقة ما يبحث عن صديق يحكى له له همومه حتى وان لم يستطيع ان يساعده .. تتذكر حينئذ كلمات الدكتور مصطفى محمود الذى قرأت له الكثير من كتاباته .. "عندما نحكى همومنا لصديق فاننا نلقى بنصفها عن كاهلنا" ..
كلا من بسمة ونادر قريبين منها .. ولكن بسمة ما زالت صغيرة وليس لديها الخبرة الكافية لتحكى لها مثل تلك المصائب أو ذاك النوع من اللمشاكل .. لذا قررت في النهاية أن تحكى له الموضوع .. على الأقل فهو في المقام الأول يعتبر محامى العائلة بالإضافة لكونه صديق العائلة في نفس الوقت .. كما أنه قد يصبح في القريب العاجل أحد أفراد العئلة اذا وافقت على أن ترتبط به .. ولكن عليها أن تجنب موضوع رغبته في الارتباط به جانبا حتى تنتهى هذه المشكلة التي لا تعلم الى الآن الى أين ستأخذها هي وابناءها ...
انتبهت علا الى شرود أمها فقالت : مامى .. انتى سرحانة في ايه وسيبانى كده مش راضية تقولى لى حنتصرف ازاى ..

ردت سلمى بنرفزة : أظن انا رديت عليكى يا علا .. أدى نفسك وقت يا حبيبتى .. وادينى أنا كمان وقت أفكر وأوصل للحل السليم .. عيشى لك كام يوم مع نفسك .. فكرى في حياتك اللى فاتت وحياتك اللى جاية .. والأهم من كل ده فكرى في أولادك ومصلحتهم ومستقبلهم .. سكتت للحظات ثم قالت بنبرة متزنة : بصى يا علا .. في الوقت الحالي أنا معنديش كلام غير ده .. ولو انتى مصرة على حل في الوقت الحالي .. أنا معنديش مانع انى امشى معاكى فيه .. بس أنا بحذرك انك تتصلى بياسر أو تردى على اتصالاته أو تحاولى تتواجهى معاه .. لإنك لو عملتى كده يبقى بتقللى من نفسك وبتديله أمل في تقبلك للأمر .. ومن ناحية تانية لو عرفت انك كلمتيه يبقى انسى انى أقف جنبك .. اضطرت سلمى لأن تقول لها كلاماتها تلك لخوفها من لقاء ها بياسر وأن تعرف منه أن من كانت معه في غرفة نومه هي سمر زوجة أخيها فتحدث مصائب لا يحمد عقباها ..

انتبهت علا الى نبرة أمها ونصيحتها العنيفة وتهديدها لها بأن تتركها ولا تقف جانبها .. فقالت بخوف : اطمنى يا مامى .. أنا من الأساس مش طايقة اسمع صوته ..
سلمى ببسمة بسيطة وهى تأخذها في حضنها : أيوة يا حبيبتى .. ربنا يكملك بعقلك .. خلينا نتصرف بحكمة ..


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-04-20, 02:41 PM   #66

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

الصدمة بتكون قوية مع أول حب
لو يعلم أن ما كتبه لنا الله فيه كل الخير
مازال صغير حتي يدرك أن كل ما فاتنا لم يكن لنا
أمير هياخد وقته لحد ما يقدر يتخطي مشاعره ويرودها
يمكن مش هيقدر ينسي بس هيتآقلم وهيهدي الوجع ويتعايش معاه
هو فقط يحتاج للوقت والإنغماس فيما يلهيه عن التفكير
غادة وبداية التعافي من الوهم .. وضوح الرؤية واستخدام العقل
والتفكير المنطقي بعيد عن هيمنه القلب والمشاعر
والأهم هو محاولة تصحيح الخطأ بدلا من جلد الذات
والبكاء علي اللبن المسكوب
الحب من أول مقابله .. رغد من أول مقابله وقعت لدرجة دي ف أيمن
أتمني انه يحافظ عليها وان محنه المرض تجعله شخص أقوي
ويقدر مشاعر رغد في إطارها الصحيح
أصعب ما يمر علي أي إنسان انه لا يوجد من يستمع إليه
من يشاركه همومه قبل فرحه
مجرد وجود شخص أحكي له عن ما يؤرقني حتي لو لم يكن
يملك من آمره شئ إلا أنه يخفف وطأه الهموم علي
اختيار موفق من سلمي انها تاخد رأي نادر ف مشكلتها
من ناحية هو محامي ويقدر يفيدها ب صفته القانونيه
ومروره بالكثير من المواقف المشابه في حياته المهنيه
ومن ناحية هو يقدرها ويكن لها المشاعر وهيكون حريص
علي حل أي مشكلة تواجهها
أتمني ان يكون فيه فصل أخير قبل رمضان وممكن ينزل الأربعاء
بدل من الخميس


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 12:36 AM   #67

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yamr مشاهدة المشاركة
الصدمة بتكون قوية مع أول حب
لو يعلم أن ما كتبه لنا الله فيه كل الخير
مازال صغير حتي يدرك أن كل ما فاتنا لم يكن لنا
أمير هياخد وقته لحد ما يقدر يتخطي مشاعره ويرودها
يمكن مش هيقدر ينسي بس هيتآقلم وهيهدي الوجع ويتعايش معاه
هو فقط يحتاج للوقت والإنغماس فيما يلهيه عن التفكير
غادة وبداية التعافي من الوهم .. وضوح الرؤية واستخدام العقل
والتفكير المنطقي بعيد عن هيمنه القلب والمشاعر
والأهم هو محاولة تصحيح الخطأ بدلا من جلد الذات
والبكاء علي اللبن المسكوب
الحب من أول مقابله .. رغد من أول مقابله وقعت لدرجة دي ف أيمن
أتمني انه يحافظ عليها وان محنه المرض تجعله شخص أقوي
ويقدر مشاعر رغد في إطارها الصحيح
أصعب ما يمر علي أي إنسان انه لا يوجد من يستمع إليه
من يشاركه همومه قبل فرحه
مجرد وجود شخص أحكي له عن ما يؤرقني حتي لو لم يكن
يملك من آمره شئ إلا أنه يخفف وطأه الهموم علي
اختيار موفق من سلمي انها تاخد رأي نادر ف مشكلتها
من ناحية هو محامي ويقدر يفيدها ب صفته القانونيه
ومروره بالكثير من المواقف المشابه في حياته المهنيه
ومن ناحية هو يقدرها ويكن لها المشاعر وهيكون حريص
علي حل أي مشكلة تواجهها
أتمني ان يكون فيه فصل أخير قبل رمضان وممكن ينزل الأربعاء
بدل من الخميس
شكرا على التعليق والتحليل ..
هناك مقولة احبها وهى "أن الله لا يغلق بابا الا ويفتح شباكا" .. وهذا ما يحدث عامة فى الحياة .. دائما هناك العوض بصورة أو بأخرى فيما نفقد..
أوافقك الرأى .. فوجود أشخاص فى الحياة يسمعوا الى شكوانا هو شيئ مهم جدا .. لكن للاسف لم يعد لهؤلاء وجود حقيقى .. واذا وجدوا .. فهم قليلون أو يفتقدون الاخلاص كما كانوا بالماضى .. بالطبع انا اتكلم عن الحياة بصفة عامة ..
سوف أحاول إنزال الفصل القادم يوم الاربعاء بإذن الله ..


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 06:54 AM   #68

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mamdouh el sayed مشاهدة المشاركة
شكرا على التعليق والتحليل ..
هناك مقولة احبها وهى "أن الله لا يغلق بابا الا ويفتح شباكا" .. وهذا ما يحدث عامة فى الحياة .. دائما هناك العوض بصورة أو بأخرى فيما نفقد..
أوافقك الرأى .. فوجود أشخاص فى الحياة يسمعوا الى شكوانا هو شيئ مهم جدا .. لكن للاسف لم يعد لهؤلاء وجود حقيقى .. واذا وجدوا .. فهم قليلون أو يفتقدون الاخلاص كما كانوا بالماضى .. بالطبع انا اتكلم عن الحياة بصفة عامة ..
سوف أحاول إنزال الفصل القادم يوم الاربعاء بإذن الله ..
أسعدتني بنزول آخر فصل توقعت ان حضرتك هتقول مكتبتش الفصل وهيبقي صعب اني انزله
مقوله عظيمه حقيقي فعلا عوض الله اذا جاء أنسانا ما كنا نتمني بل بالعكس
بقليل من التفكير بنلاقي انه أنسب اختيار لنا
فعلا كلامك حقيقي .. احيانا بكون محتاجة أتكلم عن اللي بيضايقني
ومش بلاقي اللي يسمع .. ولو لقيت فهو اما مش فاضي أو عنده من الهموم ما تكفيه وفايض كمان
لذلك تعلمت اني اتكلم مع نفسي وكأني بحكي لشخص تاني
الطريقة دي حلوه اوي فالتخفيف من الهموم ويمكن كمان
الوصول لحلول المشكلات اللي بتواجهنا
عافانا الله وإياكم
شكرا 🌺


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
قديم 22-04-20, 03:50 PM   #69

Mamdouh El Sayed

كاتب في قسم قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية Mamdouh El Sayed

? العضوٌ??? » 461172
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 374
?  نُقآطِيْ » Mamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond reputeMamdouh El Sayed has a reputation beyond repute
افتراضي البدايات الجديدة - الفصل الخامس والعشرون

البدايات الجديدة
الفصل الخامس والعشرون

في مساء اليوم الفائت .. وبعد أن غادرت سمر سيارة ياسر على مرأى من سلمى التي كانت تراقبهم من السيارة الأجرة .. دخلت سمر من باب الفيلا فوجدت جمال واقفا في منتصف صالة الدور الأرضى واضعا يديه بوسطه وقد بدا عليه الغضب ... فارتعبت من الوهلة الأولى من منظره ولكنها حاولت أن تتماسك ولا تظهر له خوفها منه فقالت متظاهرة بالمرح : هاى حبيبى .. ليه واقف بالشكل ده ؟

لم يجيبها جمال ولكنه فاجئها بسؤاله الخارج من فمه مملوء بالغضب الذى يبدو على وجهه : ممكن أعرف الست هانم كانت فين لغاية دلوقتى .. وليه تليفونك مقفول طول الوقت ؟

لم تهتز سمر أو تضطرب ولكنها ردت في هدوء وضيق وهى تضع سلسلة مفاتيحها وشنطة يدها على طاولة الانترية ثم تجلس وكأنها منهكة : بلييز يا جمال .. أنا تعبانة ومش حمل استجواباتك وخناقك .. لو ممكن تأجل الكلام والخناق لبكرة .. أو حتى لغاية ما آخد الشاور بتاعى .. أكون شاكرة لك جدا ..

جمال وقد فاض به الكيل من ردها المستفز : الظاهر انك مش واخدة بالك من الوقت اللى انتى داخلة فيه البيت .. ولا همك اد ايه انا اتحرقت اعصابى وانا عمال اطلبك على الموبايل ومش عارف لك طريق ..
سمر وقد تصنعت غضبها وبصوت مرتفع قليلا : كنت في النادى يا جمال .. مع مها صاحبتى .. كان عندها مشكلة وكنت بحاول اساعدها .. الوقت سرقنا ومشعرتش بيه .. ولو سيادتك مش مصدقنى اتفضل اطلب مها واسألها ..

كانت سمر قد اتفقت مع صديقتها مها على الأمر مسبقا .. فكلما كانت تذهب للقاء ياسر .. كانت مها جاهزة لأن تقول أن سمر معها أو كانت معها اذا سألها أحد عنها..
رد جمال وقد هدء قليلا : طبعا مش حطلبها .. وانتى عارفة انى مش حصغر نفسى واحسس حد انى بشك في مراتى ..
هاجمته سمر وقد اتتها الفرصة : تشك في .. انت اتجننت .. تقصد ايه بالكلام ده .. ازاى تقولى لى انا اللى بتقوله ده .. ؟

تجاهل جمال هجومها وقال بصوت اعلى من صوتها : اسمعى يا سمر أنا فاض ما بيه .. انتى تصرفاتك اليومين دول فعلا تخلينى اشك فيكى .. على طول برة البيت وسايبة الولاد وسيبانى .. وكل ما اقرب منك تتحججى انك تعبانة .. هو فيه ايه .. ومش عايزانى في النهاية اشك فيكى .. أيوة يا سمر بشك فيكى .. وانتى السبب في كل ده ..

لاحظت سمر الثورة التي انتابت زوجها وعلمت ان التصعيد لن يكون في مصلحتها .. فتصنعت البكاء واستدعت دموع التماسيح على الفور وهى تقول باكية : معقول .. معقول يا جمال .. أنا مش مصدقة نفسى .. انت تشك فيه أنا .. أمال لو مكناش متجوزين عن حب .. وانت عارف أنا رفضت كام واحد علشانك .. علشانك انت .. ونهايتها تكون الشك وانك تتهمنى التهمة البشعة دى .. تتهمنى انى اعرف حد غيرك ..
جمال وقد خالت عليه دموع التماسيح وصدق كلامها : أنا مقلتش انك تعرفى حد غيرى .. أنا مش عارف انتى ازاى بتفكرى .. أنا كل اللى قلته ان تصرفاتك متغيرة اليومين دول .. ليه كبرتى الموضوع بالشكل ده ..
سمر بدلال وهى تنشج من البكاء : كلامك ملوش معنى غير كده ..
اقترب منها جمال ليضع يديه على كتفيها فأزاحت يديه في حركة تمنع .. فقال جمال في حنان : سمر حبيبتى .. أنا آسف لو كلامى جرحك أو زعلك .. بس انا كنت حتجنن وانتى مبترديش على تليفونك .. كنت قلقان عليكى جدا ..

وضع جمال يديه مرة أخرى على كتفيها ليضمها .. فلم تمانع هذه المرة ووضعت رأسها على صدره .. وبعد لحظات قالت في دلال : يعنى عايز تفهمنى انى وحشتك ؟
جمال بلهفة وهو يعتصر رأسها بذراعيه ثم يبعدها قليلا لينظر الى وجهها وهو يقول بحنان : وحشانى بس .. انت وحشانى جدا .. فوق ما تتصورى .. ثم طبع على شفتيها قبلة خفيفة لم تلبث أن تحولت الى سيل من القبل العنيفة ..
ابتعدت سمر قليلا من مرى قبلاته وهى تقول : اهدى .. اهدى يا حبيبى شوية .. أنا لسة واصلة من برة .. ادينى فرصة آخد شور واحصلك ..
جمال بلهفة : ماشى يا روحى .. بس متتأخريش على ..

غمزت له سمر بإحدى عينيها وارسلت له قبلة في الهواء وهى تصعد سلم الفيلا الداخلى ثم تتجه الى غرفتها ومنها الى الحمام الملحق بالغرفة ..

أنهت سمر وزوجها لقاءهما الحميمى لتنظر شاردة الى السقف تفكر في ياسر .. بل هي لم تتوقف عن التفكيرفيه حتى وهى في أحضان جمال الذى أصبحت لا تطيقه أو تطيق أن يلمسها .. فقد امتلك ياسر رغبتها في الرجال وانتهى أمرها .. لذا كان همها الشاغل هو ايجاد طريقة للتخلص من جمال .. وأخرى يتخلص بها ياسر من علا ليبقى لها هي وحدها ..

كان جمال في تلك اللحظات التي تفكر فيها سمر في طريقة للتخلص منه يمطرها بوابل من كلمات الشكر على ما منحته من متعة وراحة ويتغزل في كل جزء فيها .. وكيف هو سعيد معها وانها كل حياته ومن دونها لا يستطيع أن يحيا أبدا .. أما سمر فقد كانت لا تسمع مايقوله كأنها صمت اذنيها الا من كلمات العشق التي تعودت سماعها من ياسر وهى فى احضانه ...

في اليوم التالى انطلق جمال الى عمله سعيدا متفائلا بالحياة وظلت سمر في الفيلا لم تذهب الى عملها .. فقد فضلت أن تتقابل مع ياسر أو حتى تتكلم معه تليفونيا لتعلم منه ماذا حدث مع علا .. كان ياسر قد أكد لها أن علا لم تراها وهى معه .. هو كان على يقين من ذلك .. لذا طمأن سمر وطلب منها ان تتصرف مع جمال بطبيعتها ولا تشعره بأى شيء .. كما أن تصرف جمال معها بالأمس قد أكد لها يقين ياسر من أن علا لم تعلم من هي التي كانت معه في السرير .. والا كانت انقلبت الدنيا رأسا على عقب عليها ..
هي أيضا كانت تريد أن تكمل حديثهما الذى بدأوه بعد اكتشاف علا لخيانته وانتهى في سيارة ياسر بجوار الكمباوند حيث كانت سلمى تراهم وهم لا يدرون بوجودها ..

طلبت سمر ياسر عدة مرات فلم يرد عليها في البداية .. كان لا يريد أن يتكلم معها أو حتى يسمع صوتها .. فهى السبب في افساد حياته .. وقد اصبحت على حافة الانهيار .. هي التي استغلت ضعفه في الفترة السابقة بعد ان اهملته زوجته وكادت ان تكون قد حرمته من حقوقه فيها .. فبات لقمة سائغة للفراغ والاختلاط الذى تعود عليه في هذا المجتمع فالتقطته سمر بسهولة وتقربت منه أكثر وأخذ يفضفض لها عما يعانيه من تصرفات علا .. فبات من الطبيعى أن يقع بينهما المحظور .. فهى كانت تتطلع منذ أيام الجامعة الى ان تستحوذ عليه.. وقد اتتها الفرصة والتي تدمرت حياته بسببها .. فبعد أن كان لديه أسرة وبيت لم يكن ليحلم بهم في يوم من الأيام .. الآن هو على وشك أن يفقد كل هذا النعيم والاستقرار الذى كان ينعم به .. فهو لم يكن يحلم أن يتزوج من علا .. فهى كانت شيء وهو شيء آخر .. يتذكر الآن البدايات والنهايات معها .. يتذكر عندما التحق بالجامعة الأمريكية التي لم يكن ليحلم أن يلتحق بها يوما من الأيام عن طريق منحة تفوق دراسية .. فهو لم يكن ميسور الحال كى يلتحق بتلك الجامعة التي يتطلب الالتحاق بها مصروفات باهظة .. والده لم يكن سوى موظفا في احدى المصالح الحكومية .. وشقة الزمالك التي يقطنها اليوم آلت اليه عن طريق جده الذى استأجرها منذ زمن .. ولم يشاركه فيها أخيه التوأم الذى هاجر الى أمريكا منذ أن تخرج من كلية الهندسة ..

يتذكر ياسر كيف كانت بدايته مع علا عندما شاهدها بالجامعة للمرة الأولى وكان يسبقها بدفعتين فأعجب بجمالها الهادئ الذى ورثته عن أمها ورقتها التي تبدو جلية في ملبسها وطريقة كلامها وشعرها الناعم القصير الذى لا يكاد يصل فوق كتفها بقليل والمسدل ككتلة واحدة لا تنفصل شعراته عن بعضها في لمعة ملفتة للنظر .. أحب فيها وجهها المشرق ووجهها المبتسم بطبعه وغمازتيها اللتان تظهرا بمجرد أن تبتسم .. كان يومها يقف هو وهى في وسط مجموعة من الطلبة يتحدثون في أمور السياسة وتأثيرها على الاقتصاد في بلاد شتى .. واعجبت هي بطريقة كلامه وآراؤه .. علاوة على مظهره الذى يتمتع برجولة ووسامة طاغية جعلتها تميل بمشاعرها اليه كما جعلته بجمالها ورقتها يميل بمشاعره اليها .. فلم تمضى سوى فترة قصيرة ليعترف لها عن حبه وهيامه بها .. ولم تجد هي حينئذ مانعا لتعترف له بأنها تكن له نفس المشاعر .. فظلا عامين سويا بالجامعة كان خلالهما حبهما ينمو ويكبر في قلبيهما يوما بعد يوم ..

تخرج من الجامعة وكان من السهل أن يجد وظيفة مرموقة بإحدى الشركات الاستثمارية ليتقدم بعد شهور قليلة لخطبتها فلم يمانع والدها وأمها هذا الارتباط لكونه صاحب مستقبل جبد .. واضح وصريح .. بالإضافة الى رغبة علا الشديدة في الارتباط به .. لم يكن وقتها أهلا للزواج .. فهو ليس لديه القدرة المالية التي تمكنه من الارتباط بعلا الثرية والتي يتطلب الزواج بها أمولا .. ولكن إصرار علا عليه سهل مهمته .. فقد تكفل والدها بالغالبية من المصروفات واهداها الفيلا التي تزوجت بها وساهم كثيرا في فرشها .. فلم يتكفل ياسر سوى بثمن الشبكة غالية الثمن فهى الشيء الوحيد الذى سوف يظهر امام الجميع من قبله .. كما ساهم في شراء القليل من اثاث الفيلا وفرشها ..

مرت السنة الأولى من الزواج في سعادة واستقرار الى ان رزقا بالتوأم آدم وزين فبدأ اهتمام علا ومشاعرها يتجه الى توأمها .. وأهملت ياسر نسبيا .. حتى انها في كثير من المرات كانت ترفض أن يقترب منها ليأخذ حقوقه الشرعية بحجة تعبها لانشغالها مع الأولاد طوال اليوم .. أو لخوفها من ان يبكى احدهما اثناء لقائهما .. وفى بعض المرات أثناء لقاؤهما الحميمى القليل كانت تتركه في منتصف اللقاء لمجرد سماع بكاء احدى أو كلا الولدين في حجرتيهما بالرغم من وجود الدادة معهما .. كان شغلها الشاغل هو ابنيها .. كانت تقضى معهم معظم الوقت .. تهتم بطعامهم وملبسهم ونظافتهم الى درجة الوسواس .. تقوم بعمل كل شيء لهما بنفسها بالرغم من وجود دادة لهما .. وكانت تلك الغلطة التى ارتكبتها علا فى حق زوجها وحق نفسها .. أما ياسر فكان عليه قضاء الكثير من الوقت بمفرده بعد أن كانت تصاحبه في كل مكان وتعشق الخروج معه والسهر مع الأصدقاء والتي كانت سمر احد هؤلاء الأصحاب ..

كانت سمر قد التحقت أيضا بالجامعة الأمريكية .. فهى كانت ميسورة الحال ولكن كان مصدر ثروتها هي أختها التي كانت تعمل راقصة في المقام الأول ثم استطاعت أن تصبح ممثلة سينمائية وتليفزيونية يشار لها بالبنان .. استطاعت أن تكون صداقات عديدة منذ دخولها الجامعة وذلك بسبب شهرتها كأخت لراقصة وممثلة مشهورة .. وكانت علا احدى صديقاتها .. ثم اصبحت صديقة مقربة جدا لها ..
هي انثى بمعنى الكلمة .. تتمتع بجسد مثير لأى من الرجال وكانت تتعمد أن تظهر اثارته بطريقة فجة بما ترتديه من ملابس مثيرة للغاية .. لم تكن تتمتع بالجمال أو الجاذبية لشخصها .. ولكن انوثتها الطاغية كانت تثير الرجال وتجذبهم اليها من منطلق الشهوة وحسب ..

في البداية ألقت شباك أنوثتها وإثارتها على ياسر الذى لم يستجيب لها .. فهو كان في هذا الوقت قد إرتبط عاطفيا بعلا .. لذا أدارت الدفة الى جمال شقيق علا .. ربما لتظل قريبة من ياسر الذى قد فتنت به خصوصا بعد أن رفضها .. ولكن جمال كانت لديه الدوافع للوقوع في شباكها .. فقد كان مفتون بجسدها وفتنته .. يتمنى لو أن يحصل عليها بأى طريقة .. لذا فاتحها في الارتباط بها والزواج منها .. تمنعت كثيرا في البداية ولكنها في النهاية وافقت على هذا الزواج ..
رفضا والديه قد هذه الزيجة التي لم يكن بها اى نوع من التكافؤ سوى التكافؤ المادى فقط .. فأصول سمر واختها لم تكن على المستوى المطلوب .. فبداية اختها كراقصة درجة ثالثة أتت من الريف هاربة من أهلها كان معروفا للجميع .. بل وكانت تفتخر بذلك في جميع لقاءاتها التليفزيونية والصحفية .. ولكن إصرار جمال عليها جعل الزواج منها يتم ليعيشا سويا .. وقد فرضت عليه شخصيتها من البداية .. فكانت لها الكلمة العليا في البيت .. بل والمطلقة في كل شيء .. كانت بارعة في ترويضه وان تستميله اليها أو تبعده عنها وقتما تشاء .. ..

عندما يئست سمر من أن يجيب ياسر على تليفوناتها لمدة يومين.. ارتدت ملابسها وخرجت لتمشى خطوات الى فيلا علا وياسر لتطرق الباب عدة مرات ولكن لم يجيبها أحد .. فتوجهت الى الشركة التي يعمل بها تسأل عنه .. فلم تجده هناك أيضا .. فتوجهت كالمجنونة الى شقته بالزمالك وأخذت تطرق الباب بهستيريا ..

نظر ياسر من العين السحرية للباب ليجد سمر تطرق الباب بشدة وقد بدت في حالة هيستيرية .. فلم يفتح لها الباب في البداية .. ولكنها استمرت في طرق الباب بصوت أعلى .. وبدأ صوتها يعلوا : افتح الباب يا ياسر .. أنا عارفة انك جوه ..

خاف ياسر من الفضيحة بصوتها العالى وخاف من جنونها ان يزيد فاضطر الى فتح الباب وجذبها الى الداخل وأغلق الباب بسرعة خشية أن يراهما احد من الجيران .. لتبادر سمر بصوت عالى وعيون متسعة : انت بتتهرب منى ليه ؟؟

لم يرد ياسر على سؤالها فازداد توترها وجنونها وهى تقترب منه وتمسك بمقدمة قميصه وهى تقول : انت مبتردش على ليه .. انت عايز تجننى ..
ازاح ياسر يدها بقوة واعطاها ظهره وتحرك خطونين للأمام وهو يقول : انتهينا خلاص يا سمر .. كفاية اللى حصل ..
سمر وهى تقترب منه : هو ايه اللى حصل .. فين كلامك اللى كنت بتقولهولى واحنا مع بعض .. يعنى ايه انتهينا ..؟؟!

ياسر بعد ان التفت اليها بصوت هادئ كأنه يرجوها : أفهمينى يا سمر .. احنا غلطنا غلطة كبيرة من الأول .. مكنش لازم نغلط الغلطة دى ..

سمر وهى تبكى وتحاول أن تلقى بنفسها في حضنه فأمسك بكتفها يمنعها : غلطة .. بتسمى حبنا غلطة .. انا بحبك يا ياسر ومقدرش أعيش من غيرك ..

ياسر وهو يبعدها عنه : فوقى بقى يا سمر .. حب ايه اللى بتتكلمى عنه .. احنا بيوتنا أصبحت على وشك الخراب .. انتى فاكرة ان محدش عرف انك انتى اللى كنتى معايا .. فوقى يا هانم .. مدام سلمى شافتنا في العربية بالقرب من الكمباوند واحنا بنتخانق امبارح .. وهددتنى .. يعنى عرفت انك انتى الست اللى كانت معايا هنا ومش بعيد انها في اى وقت تقول الكلام ده لعلا أو لجمال .. انتى متخيلة الوضع اللى احنا فيه .. !!!!!

بهتت سمر للوهلة الأولى عند سماعها لما قاله ياسر .. ولكنها عادت لتمسك بقميصه مرة أخرى وتقول : كل اللى بتقوله ده ميهمنيش .. احنا مش ممكن نبعد عن بعض .. أنا فكرت كويس ودى فرصتنا اننا نتخلص من جمال واخته ونتجوز ..

دفعها ياسر بقوة بكلتا يديه حتى كادت ان تقع على ظهرها ولكن لحسن حظها كانت وراءها اريكة الانتريه فوقعت جالسة عليها تنظر اليه في توسل ثم وضعت وجهها بين كفيها وهى تقول .. ارحمنى يا ياسر .. أنا مقدرش أعيش من غيرك ..

اقترب منها ياسر وجلس امامها جلسة القرفصاء وأمسك كفيها يرفعهم من على وجهها وهو يقول : اسمعينى كويس يا سمر .. وارجوكى افهمينى .. اللى بينا ده مكنش حب ولا حاجة .. دى غلطة احنا وقعنا فيها ولازم نصلحها .. اللى احنا ارتكبناه ده ظلم كبير لنفسنا قبل ما يكون لعلا وجمال .. مدام سلمى بتشك ان علاقتنا دى من زمان وبتشك في بنوة ولاد جمال .. انتى فاهمة ده معناه ايه ؟؟!!

سمر وهى ما تزال تبكى وتنتحب وتنظر اليه بعيون ملؤها الرجاء : كل ده ميهمنيش .. لا جمال ولا عيلته يهمونى ولا حتى ولادى .. انت بس اللى تهمنى .. انت اللى لازم تفهمنى وتحس بيه .. انت بس اللى تهمنى ..

ياسر وقد فاض ما به .. فهم واقفا وهو يعطيها ظهره ويقول : فوقى بقى من اللى انتى فيه ..احنا مش لبعض .. ولا يمكن حنكون لبعض فى يوم من الأيام .. بقولهالك يا سمر وبكل وضوح .. اللى حصل ده كان نزوة وحدفع تمنها غالى .. وأنا بحب علا مراتى وبحب ولادى وحياتى معاهم ومش ممكن أكون ليكى حتى لو انفصلت عن علا ..

صمتت سمر فجأة عن البكاء وهمت واقفة وهى تهجم عليه وتصرخ : يبقى لا حتكون ليها ولا ليه .. وأنا بحذرك يا ياسر .. لو منفذتش اللى أنا عايزاه ..

ياسر :انتى بتهددينى ؟ ثم أمسك بذراعها التي امسكت به قميصه مرة ثالثة وشدها الى الباب ثم فتحه ودفعها خارجا فوقعت على الأرض وهو يقول لها : اخرجى من حياتى وكفاية اللى حصل .. مش عايز اشوفك تانى او اسمع صوتك .. واعملى ما بدالك .. أنا ما بتهددش.. وأعلى ما في خيلك اركبيه .. وقبل أن يغلق الباب نظر أمامه فتسمر في مكانه مشدوها بعينين متسعتين وشفتين فاغرتين ..

-----------------------------------------------------------------------------

استيقظت بسمة في الصباح لتذهب الى جامعتها ثم تذهب مع والدها الى البنك لفتح حساب بنكى ووضع مبلغ الشيك في هذا الحساب .... تقابلت كالعادة مع شريف الذى استقبلها ببسمته المشرقة كاشراق الصباح الذى جمعهما فابتسمت له بنفس الاشراق ..
شريف : صباح الخير يا بسمتى ..
بسمة : صباح الخير يا شريف .. انت مش المفروض عندك محاضرة دلوقتى ..
شريف : ايوة .. بس مقدرتش ادخلها الا لما آخد شحنة الحنان من عيونك الجميلة دى ..

ابتسمت في خجل واضعة يدها على فمها وابتعدت بعيونها من مرمى عيونه وقلبها يخفق بشدة .. ثم قالت بصوت خفيض تخاف أن يسمعها أحد : وبعدين معاك .. أحنا في الجامعة والناس حوالينا ..
شريف وهو يلتفت حوله : ناس .. همه فين الناس دول .. أنا عينى مش شايفة حد غيرك ..
بسمة وما زالت تحاول أن تثنيه عن طريقته التي تحبها بشدة ولكنها تخاف من كلام من حولها : شريف أرجوك ..

شريف ببعض الجد : خلاص يا بسمتى .. علشان خاطرك بس .. عموما أنا اخدت الشحنة بتاعتى .. يعنى ممكن اروح على المحاضرة .. ولو انى مش عايز اسيبك .. ما تيجى نطنش محاضراتنا النهاردة ونزوغ زى عيال ثانوى .. ايه رأيك نروح سينما ولا كافيه ..
بسمة : لا يا عم .. انا مقدرش .. انا محتاجة لمحاضراتى لانى ببساطة مفيش حد حيشرح لى اللى يفوتنى .. لكن انت عندك والدك أو الدكاترة زمايله حيشرحوا لك اللى انت عايزه ..

شريف بتريقة ممزوجة بالحزن : والدى .. يشرح لى .. ؟؟!! انتى واهمة .. والدى ولا زمايله دول لو فيه دقيقة واحدة فاضيين فيها حيكشفوا فيها على عيان في عيادتهم .. أو حيعملوا اجتماع مع الدكاترة في المستشفيات بتاعتهم علشان يحطوا الخطط اللازمة لزيادة أرباح مستشفياتهم .. علشان فلوسهم تكتر اكتر من اللى وصلت له .. قال والدى وزملاته قال ..

انقبض قلب بسمة عند سماعها لكلامه عن والده .. وعلمت انه ككثير من أطباء اليوم .. همهم وشغلهم الشاغل هو جمع المال .. فالطب لديهم لم يغدو مهنة إنسانية يداون بها آلام المرضى .. بل أصبح تجارة رائجة يتنافسون بينهم على من ينهل من المال من خلالها .. فسألته وهى تدعوا الله أن لا يكون مثل ابيه : ويا ترى انت من انهى نوع من الأطباء ؟ زى الوالد ولا عكسه ولا ايه بالظبط ؟

اقترب منها وهو يدعوها بيده لتقترب منه كانه يريد ان يحدثها في اذنيها ثم قال : كلام في سرك .. أنا عكسه تماما .. بس للأسف مقدرش أقوله كده على الأقل دلوقتى .. والا الدنيا حتقوم ومتقعدش .. وأنا بصراحة محتاجه كده في موضوع مهم اليومين دول ..
بسمة : موضوع ايه ؟
شريف وهو يبتعد عنها متجها نحو قاعة المحاضرات : لا مش حينفع اقولك دلوقتى .. خلينا نتقابل آخر اليوم واحكى لك عنه ..
بسمة : تمام .. ولكنه لم يعطيها فرصة ان تخبره بأمر خروجها بعد المحاضرة الأولى مع والدها لمشوار البنك ... فتوجهت هي أيضا الى محاضرتها ..

مرت ساعتيى المحاضرة وتقابلت بسمة مع والدها كما اتفقا وقاما بفتح الحساب ووضع مبلغ الشيك بالحساب الجديد ثم رجعت مرة أخرى الى جامعتها .. وأنهت اليوم الدراسى .. طلبها شريف على الموبايل بمجرد خروجها من المحاضرة وأخبرها عن المكان الذى سوف يلتقيا به ..
قابلته بعد عدة دقائق عند مدخل باب النادى المشترك به هو وعائلته .. هو نادى من اكبر النوادى الاجتماعية يالقاهرة .. فسلم شريف على حارس البوابة الذى لم يجرؤ حتى على سؤاله عن كارنيه العضوية لدى صديقته التي كانت تجلس بجواره في سيارته الفارهة ..
ترجلا من السيارة سويا وهى تمشى الى جواره .. لم تكن تلك المرة الأولى التي تأتى معه الى النادى .. فقد جاءت عدة مرات لتشاهده وهو يتدرب أو يلعب مباريات السلة وأيضا كانت تجلس معه هناك يتحدثان وفى أمور حياتهما ..

في تلك المرة اختار شريف ركنا هادئا ليجلسا سويا بعيدا عن انظار رواد النادى والذى يحتوى على عائلات مرموقة من النخبة ومعظمهم من المتطفلين على حياة بعضهم البعض وفيهم من يتمناه لبناته .. وهم كثر ..
سألته بسمة بتوجس : شريف المكان ده تحفة وروعة .. انت أول مرة تجيبنى فيه .. بس عيبه انه بعيد عن الناس .. يعنى لو حد شافنا فيه حيظن بينا ظنون مش هيه ..
شريف : سيبك من اللى بيظنوا ومن ظنونهم .. وصدقينى سواء كنا هنا أو في وسط الناس اللى نيته سيئة عنده استعداد انه يظن في اى حال من الأحوال .. المهم خلينا في الموضوع اللى عايز اكلمك فيه ..
بسمة : خير ي سيدى ..
شريف : طبعا انتى عارفة انى في سنة خامسة .. يعنى على وشك انى اتخرج .. وقررت انى اكمل نص دينى ..
بسمة بخبث : تمام .. من حقك كانسان عايش على الأرض بتمشى وبتاكل وتشرب وعندك فلوس تتجوز بيها .. بس يا ترى مين سعيدة الحظ ؟
شريف : بطلى هزار .. أنا بتكلم جد
بسمة :ومين قال انى بهزر .. انا فعلا عايزة اعرف مين سعيدة الحظ اللى حتكون من نصيبك ..
شريف وقد فاض ما به من هزارها : انتى يا بسمة .. وبطلى استهبال ..
بسمة : أنا .. معقول .. !! أنا صاحبة النصيب ..؟؟!! .. واخذت تضحك بهيستريا غير مصدقة انه أخيرا فاتحها في موضوع الزواج بعد فترة الحب بينهما والتي لم يتطرق خلالها عن رغبته في الزواج بها .. نعم لقد اعترف لها مرات عديده باعجابه ثم بحبه لها .. ولكنها المرة الأولى التي يفاتحها فيها في أمر الزواج ..
شريف وهو ينظر اليها بنظرة كلها شوق وحنان : هو انتى كنتى ممكن تتخيلى انى اطلب الموضوع ده من غيرك .. الظاهر انك مش عارفة انتى عملتى فيه ايه من زمان ..
احمر وجه بسمة من خجلها بفعل كلماته ونظراته التي اذابتها .. فقالت بتلعثم : ياترى عملت فيك ايه ..
شريف متنهدا وهو ما زال ينظر اليها بنفس تعبيراته : ياه .. السؤال ده بيخلينى أعيش اجمل مشاعر لما بفتكر أول مرة شفتك فيها وخطفتى قلبى .. أنا يا بسمة مش ممكن أتصور حياتى من غيرك .. نفسى يضمنا بيت لوحدنا .. نفسى ما تبعديش ابدا عن عينى .. ساعات بتمنى لو كان عندنا القدرة كبشر باننا نخبى اللى بنحبهم جوانا ..
بسمة وهى شاردة في جمال كلماته : طيب ما هو كده عيونك مش حتشوفنى ..
شريف : ساعتها حشوفك بقلبى .. حتبقى قريبة منه اكتر تدفيه وتطمنيه انك مش حتبعدى عنه ابدا ..
بسمة وقد وصلت لذروة الخجل و السعادة من كلماته : بس بقى يا شريف .. كلامك بيكسفنى .. مع انه حلو اوى وجميل .. يا ترى لو اتجوزنا حتفضل تقولهولى كده على طول ..
شريف وقد وضع يده على كفها : على طول وعلى عرض وفى كل وقت وكل اتجاه .. ثم رفع يده عن كفها فجأة وهو يقول منفعلا : بس فهمينى الأول يعنى ايه لو اتجوزنا .. لو دى تشيليها من قاموس حياتك معايا .. احنا باذن الله لبعض ومفيش حاجة حتفرق بينا الا المو......
وقبل ان ينطقها وضعت كفها على فمه وهى تقول : ارجوك يا شريف بلاش سيرة الموت في اللحظات الحلوة دى .. فطبع قبلة حنونة على اصابعها وهو يقول .. امرك يا اميرتى ..
ظلت نظراتهما متعلقة ببعض للحظات طويلة ثم بادرت بسمة بشيء من الجد : فيه موضوع كنت عايزة أقولك عليه ..
شريف : خير يا عمرى ..
بسمة : احنا بقينا من أصحاب الفلوس ..
شريف باستغراب : مش فاهم .. ويعنى ايه أصحاب الفلوس ..
بسمة وهى تبتسم : قصدى بقى عندنا ملايين ..
شريف : ايه ورثتوا يعنى ..
بسمة : حاجة زى كده ..
شريف : والنبى توضحى اكتر .. علشان انا فهمى على أدى شوية
بسمة : فاكر انكل مصطفى الله يرحمه اللى حكيت لك عنه ..
شريف : ايوة اللى كان والدك بيراعيه وبعدين لقوه مقتول في شقته .. ماله ياستى انكل مصطفى الله يرحمه ..
بسمة: تصور انه كان عامل بوليصة تأمين على حياته وقبل ما يتوفى بكام يوم كتب اسم والدى واسمى كمستحق للتعويض عند وفاته ..
شريف وقد اندهش من المفاجأة : غريب الكلام اللى بتقوليه ده .. طيب وهى فين مراته وولاده من القصة دى ..؟؟ حسب ما حكيتيلى عنه هو كان متجوز وعنده ولاد ..
بسمة : اللى عرفته من مراته انهم انفصلوا قبل الوفاة وكانت فعلا سابت البيت فترة .. حتى لما مات مكنتش موجودة .. وكان بابا بيحاول طول فترة بعدهم عن بعض يرجعهم لبعض بس همه كانوا رافضين .. وولاده طول عمرهم بعيد عنه .. ومشغولين بحياتهم .. بصراحة عمرى ما شفت ولاد بالجحود ده .. حتى مامتهم .. مدام سلمى اللى جتلىى الكلية من كام يوم .. اكيد انت شفتها .. هي كمان غضبانة جدا من تصرفات ولادهم معاها ومعاه الله يرحمه ..
شريف متعجبا مما سمعه من بسمة : غريبة أوى الحكاية دى .. بس تفتكرى ان جحود الولاد سبب كافى انه يحرمهم من ماله .. وبعدين ازاى مراته سابت الموضوع يعدى كده بسهولة ..
بسمة : مش فاهماك .. تقصد ايه ؟
شريف : ابدا .. بس في الحالات اللى زى دى في العادة الورثة مبيسيبوش حقهم بسهولة ..
بسمة بنرفزة و غضب : على فكرة ياشريف .. انكل مصطفى كان في كامل قواه العقلية لما اختار انه يكتب لنا الفلوس دى .. وعلى فكرة كمان بابا عرض على مدام سلمى انها تاخد الفلوس دى وهى اللى رفضت حتى انها تشاركنا فيها .. أما بالنسبة لولاده .. فاعتقد انهم معندهمش خلفية عن موضوع بوليصة التأمين اللى كان عاملها .. ولا مدام سلمى حبت انهم يعرفوا .. ودى مش مسئوليتنا بالمرة .. واعتقد ان مفيش أب بيحرم ولاده من خيره الا لما يكون غضبان عليهم بدرجة كبيرة .. ولا انت شايف الموضوع من وجهة نظر تانية ..

شريف وقد احس بتسرعه في التعبير : آسف يا بسمة .. صدقينى أنا مقصدش أي حاجة وحشة .. أكيد انتى ووالدك اللى عاشرتوه وتعرفوا حاجات عنه أنا معرفهاش ..
بسمة وهى مازالت غاضبة : ماشى ياشريف .. ياللا .. من فضلك أنا عايزة امشى ..
شريف متفاجأ من ردة فعلها : تمشى !! تبقى انتى زعلانة منى .. حقك عليا .. صدقينى أنا مقصدش ..
لانت بسمة قليلا وقالت له : خلاص يا شريف .. انا مش زعلانة ولا حاجة .. بس عايزة أمشى علشان اتأخرت مش اكتر ..
شريف : طيب وموضوعنا ؟
بسمة : ماله موضوعنا ..؟
شريف : أنا حتكلم مع بابا وماما النهاردة علشان نحدد يوم نيجى نزوركم ونطلب ايدك ..
بسمة : تزورونا !! بالسرعة دى .. هو انت فاتحتهم عن علاقتنا من قبل كده ؟
شريف : بصراحة لا .. بس حتكلم معاهم النهاردة ..
بسمة : طيب ومالك متفاءل أوى كده .. انت متأكد من انهم حيوافقوا بسهولة ؟
شريف : وليه حيعترضوا ..
بسمة : أفضل أنك متتفاءلش الا لما تعرفهم انت عايز ترتبط بمين وبعدين نبقى نشوف موضوع الزيارة دى ..
شريف وقد بدا عليه الاستغراب : أنا مش فاهمك بصراحة .. ممكن توضحى انتى بتفكرى في ايه ..
يا شريف أنا لما عرفتك مخبتش عنك حقيقة وضعنا كأسرة بسيطة .. أن بنت موظف بسيط على المعاش كان شغال في أرشيف مستشفى .. وأمى ست بسيطة من البلد مكملتش تعليمها .. وانت ماشاء الله أبوك دكتور من أكبر الدكاترة في البلد ووالدتك هانم خريجة جامعة أمريكية .. يعنى فرق المستوى .. فرق المستوى يا شريف ممكن يكون عائق كبير في موافقتهم على انك ترتبط بيا .. صحيح احنا دلوقتى معانا الفلوس .. بس دى تعتبر فكة جنب الثروة بتاعتكم .. والمال بيحب يرتبط بالمال اللى زيه .. يعنى اكيد والدك ووالدتك شايفين لك عروسة تانية تليق بيك وتكون فى نفس مستوى نسايب اختك اللى واخدة ابن وزير .. ده غير الفرق في المستوى الاجتماعى اللى مش حتعوضه فلوسنا .. اللى انت لسة من شوية بتنكر احقيتنا فيها ..

كان شريف يستمع اليها لا يصدق انها تفكر بهذه الطريقة .. ولكنه رد عليها : ياه .. كل ده بتفكرى فيه يا بسمة .. بعد الوقت ده كله اللى حبيتك فيه مش قادرة تعرفى انى ممكن اقف في وش الدنيا كلها علشانك .. وبعدين انتى لسة قايلاها .. تليق بيك .. يعنى مش بيهم .. يعنى أنا اللى حتجوز مش همة .. وأنا قلبى اختارك انتى .. ومش حتجوز غيرك انتى .. فهمتى يا حبيبتى ..
كانت كلماته قد بعثت فيها الحياة من جديد بعد ان كادت كلماتها والحقيقة المرة فيها تملأ حلقها بمرارة الحياة وهى تنطق بها .. لذا ابتسمت له وهى تقول : بحبك ياشريف .. فامسك يدها بكلا كفيه كأنها عصفور صغير وقع من عشه يخاف عليه من قسوة الحياة وهو ينظر في عينيها .. بحبك يا بسمة عمرى ......

ذهبت بسمة الى بيتها ولكنها بمجرد ان خرجت من سيارته بالقرب من الشارع التى تسكن فيه وتركت شريف أحست بانقباض شديد فى قلبها لا تعلم سببه .. ربما كان ما زال يسيطر عليها فكرة لفارق الكبير بين عائلتها وعائلته .. كانت تتخيل شريف وهو يفاتح والديه وهما يرفضان طلبه بشدة .. وهما يعقدون المقارنات الجارحة بينهم وبين عائلتها البسيطة .. كانت ترى الحكاية التى طالما تكررت بالأفلام العربية تتجسد أمامها وتزيد من انقباض قلبها .. كان اليأس يحاوطها من كل مكان وهى تسير بخطوات بطيئة كبطئ دقات قلبها فى هذه اللحظة .. لدرجة انها كانت تفكر أن تهاتفه وتطلب منه الا يفاتح والديه فى هذا الأمر .. وبالفعل طلبت رقمه ولكنها تراجعت فى آخر لحظة قبل أن يرن هاتفه .. فقالت فى نفسها .. ياربى قدم لنا اللى فيه الخير ..

------------------------------------------------------------------

------------------------------------------------------------------


Mamdouh El Sayed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 01:37 PM   #70

yamr

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية yamr

? العضوٌ??? » 152736
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 682
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond reputeyamr has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
نكتشف گمْ كُنّا حمقَى حينَ تَسقُط الأقنعة عن أشخاصٍ ،،كُنّا نَظنّهُمْ أصدقاء واحبه، فتحنا قلوبنا لهم يومًا !..وبگينا لأجلهم , وتقرّبنا منهم , وأعطيناهم أوقاتنا !!طيبَتنَا تَقْتُلْ ...! وأنتهت الحكاية .
افتراضي

لا يوجد أي مبرر للخيانة مهما كانت الظروف وكيفما كانت الأوضاع
إحساس بالقرف والإشمئزاز .. من أحقر الشخصيات امراءة يأمنها الرجل علي اسمه
وتطنعه في شرفه ورجولته .. ان لم تستحي ففعل ما شئت .. تخطت سمر كل مراحل الإنحطاط
ووصلت لما هو تحت القاع .. استوقفني كلمتها عن أولادها " كل ده ميهمنيش ولا حتي ولادي "
غريزة الأمومه من أقوي الغرائز داخل أي امراءة ولا أُبالغ إذا ما قلت أنها الأقوي علي الإطلاق
لا اجد تفسير منطقي ل امراءة تستبدل فلذة كبدها ب رجل مهما كان ما يمثله هذا الرجل بالنسبة لها
ياسر فاق بعد لما وقع المحظور .. كان ممكن أوي يواجه علا بكل اللي مديقه .. كان ممكن يستنفذ معها كل المحاولات
ف حل المشكلة .. كان ممكن يهدد حتي انه هيتجوز اللي تلبي رغباته
هو استسهل الحرام بس ميعرفش انه أول خطوة ف هدم البيت وان مكنش حياته كلها كمان
اتعجب من الرجل الذي يخون مع ان عنده الحلول البديله التي كفلها الله له وهي الزواج ب أربعة إن أراد
ما بالك ب امراءة تعاني الأمرين من زوج تستحيل الحياة معه ولا تجرأ حتي علي طلب الطلاق ولا سبيل لها للخلع لانها لا تملك من
آمرها شئ .. اللهم رفقا ب نساءٍ لا يملكنا من آمرهن شيئاً .. فماذا تري هي فاعله بنفسها ؟
يا تري مين إللي شافهم وبنسبة كبيرة هيكون سمع الحوار اللي بينهم (جمال ، سلمي ، علا )
لو جمال أعتقد انه هيطلق سمر وهياخد منها الولاد ويرميها زي الكلبه
لو سلمي أعتقد هتخلي ياسر يطلق علا ويطلع من حياتها تماما وتخلي سمر تتطلب الطلاق من جمال
لو علا أعتقد هتنهار وتتطلب الطلاق وتفضح سمر وتقول ل جمال
متشوقه عشان أعرف ..
كتير من السيدات بتقع ف الخطاء ده وهو الأهتمام المبالغ بالأولاد علي حساب الزوج وقد يكون علي
حساب نفسها كمان .. وللأسف مش بتفوق ده إن فاقت يعني غير بعد حدوث مشاكل
كانت لم تكون لو بس رتبت أولاويتها ووزنت الأمور بين كل الأطراف وأولهم نفسها
علا وأخطاء لا تنتهي ولا أظنها اتعلمت حاجة من اللي مرت بيه دي لحد دلوقت
محستش انها قصرت ف حق أبوها ولا حتي جالها إحساس الندم بعد فوات الأوان
يبقي هتحس انها قصرت ف حق جوزها
شريف للأسف عايش حياة وردية لا يمكن أن تكون إلا فالمدينة الفاضله إلا من رحم ربي
بالتأكيد لن توافق اسرته علي هذه الزيجه .. فليس هنا أي تكافؤ حتي مع الملايين التي ورثوها
هذه النوعيه من البشر لا هم لهم سوي المظاهر الفارغة والثراء الفاحش والمستوي الإجتماعي
لسه قدامه حرب طاحنه للزواج ب بسمة ده ان كانت من نصيبه
كل عام وحضرتك طيب وبخير وكل المسلمين يعود علينا جميعا بالستر والصحة والسلامة والسعادة
بإذن الله هننتظر الفصل القادم علي العيد
ولن أقبل إلا بفصل كبييييييييييييييييييييير خالص ك عيدية لنا إن عيشنا وكان لينا عمر
سلمت يداك ونلقاك علي خير بإذن الله


yamr غير متواجد حالياً  
التوقيع
<a href=https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg target=_blank>https://im66.gulfup.com/lwHLZZ.jpeg</a>
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.