آخر 10 مشاركات
135 - ضوء آخر النفق - روزميري كارتر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          البديلة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hollygogo - )           »          548 - الحب الملتهب - كاتي وليامز - ق.ع.د.ن (الكاتـب : لولا - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          176 -البَحث عن وهم ..عبير القديمة ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : Shining Tears - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قسم الروايات المتوقفه

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-20, 01:32 AM   #21

الزنبقة الجميلة

? العضوٌ??? » 358927
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,370
?  نُقآطِيْ » الزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond reputeالزنبقة الجميلة has a reputation beyond repute
افتراضي


سؤال ليش الرواية الها شهر موقفة ؟؟؟في مشكلة هون كمان
رواية غيث أيلول مو موجودة كمان




الزنبقة الجميلة غير متواجد حالياً  
قديم 29-03-20, 07:50 PM   #22

همسه حره
 
الصورة الرمزية همسه حره

? العضوٌ??? » 361987
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 193
?  مُ?إني » فى ارضى التى لا تظلها سماء ولا يدانيها مطر
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » همسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond reputeهمسه حره has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك max
?? ??? ~
نحن لسنا من يريدوا ...لكننا من نحن نريد لنا ان نكون فكن انت وسيكون كل شئ لك ............... #حـــ_الصغيرة_واء
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزنبقة الجميلة مشاهدة المشاركة
سؤال ليش الرواية الها شهر موقفة ؟؟؟في مشكلة هون كمان
رواية غيث أيلول مو موجودة كمان
المنتدى كان في حالةصيانة.
ما بعد 5/2 تم حذفه..
سيتم إعادة رفع الفصول ان شاءالله...


همسه حره غير متواجد حالياً  
التوقيع
-مستحيل
=لا شئ مستحيل مادمت تريده وتطلبه
-لا قدرة لكى عليه
=راقبني اذا...

#حواء_الصغيرة
قديم 30-03-20, 05:02 PM   #23

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث
=================

يضع يده على خده، يفكر بشرود فيها، في حجابها الأسود….
كم مضى على على تلك الحادثة؟..ثلاث سنوات وشهران..!..يا إلهي ثلاث سنوات مررن هكذا وهي في حزن، كيف حال قلبها؟
هل تأن وجعاً كل ليلة؟..
لقد اشتقت إليها… ألا زال الجلف زوجها يا ترى؟..
لكن لا أظن ذلك، فذاك الشاب قريب "عبيدة" كان معها، هل تزوجت بآخر؟..
تنهد بقوة قائلاً "يــا الله"
ثم بصوت حاسم قال (هذه الجنة لن تنالها يدُ غيري).
ثم هم واقفا فاردا ذراعيه متنهداً بكسل ليقول بخمول ( لنجرب حظنا هذه المرة يا "عاصم"، ولنرى أي عصمة ستمنعنا عن الجنة).
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
يقود بغضب وأصوات الضحكات الجهورة جواره تثير فيه نزعة القتل صرخ بصوت مشتعل من الغضب (توقف يا مغفل، أنا من أهنتها وليس العكس) ليستدير لمن جواره قائلاً بنزق (اجعله يصمت يا غيث وإلا سأرميكما أنتما الاثنان خارجا)
تنحنح غيث ليجلي حنجرته من آثار الضحكات ويستدير إلى الكرسي الخلفي ويقول بصوت حاول جعله جدياً قدر إمكانه (اصمت يا معاذ فالطريق طويل واعلم اننا لن نجد مواصلات تقلنا الى المنزل في هذه الساعة المتأخرة وأعدك أننا حين ننزل سنكمل فيه إهانة )
جلجلت ضحكة معاذ ليقول بضحك متقطع ( والله يا عبيدة يصدق عليك ما لقبتك به"قندس ماء" يا رجل لقد احببت تلك المرأة حقا)
ليختم كلامه بضربة من قبضته على كتف عبيدة ، ويكمل ضحكاته المتواصلة.
ضربة مقابلة كانت على صدر معاذ من قبضة غيث ليجعله يصمت، ثم صوت الفرامل يعلوا لتتوقف السيارة فجأة ويرتطم رأس غيث بالمقدمة وجسد معاذ بأكمله مستريحا أمام عبيدة رأساً على عقب، مع ضحكة سمجة كانت مرسومة على وجه معاذ المقابل لتكشيرة عبيدة وتعقيد حاجبيه الكثين ليقول معاذ بنبرة خرقاء (مرحبا،كيف حالك؟)
وتبسم ببلاهة، قابل بلاهته تنشج عضلات وجه الاخر لتزداد انعقادة حاجبيه قوة ويهمس غاضبا لتتحول نبرته للصراخ تدريجيا ( تبا لك أيها الأخرقين، ألم أحذركما أن تصمتا، الآن سألقي بكما في هذا الشارع المظلم تماما كالكلاب الضالة، أيها الأحمقين عديما الفائدة، فلتأكلكما كلاب الشارع الضالة ولتنهش جثثكما حيوانات المستنقعات العفنة أيها الأحمقان)
استدار عنهما ونيران الغضب تشتعل في عينيه وفتحة أنفه المنتفخة من شدة الغضب ولهاثه الساخن، ليدير عجلة القيادة وهو يقول بنزق (تباً لكما من أبناء عمومة)
تدلى فك معاذ، وغيث صامت
وبعد عدة دقائق، كانت صوت الهواء يضرب نافذة السيارة من سرعة القيادة
ليقول غيث كاسرا الصمت مستفهما من معاذ (يا فتى لما تأخرت اليوم في المشفى؟ لقد قلقت "مرام" عليك وعلى "جنة" لقد ظنت ان مكروها أصابكما أو أحدكما)
تنهد معاذ بحيرة ليقول (والله يا غيث حال "جنة" غريب اليوم، لقد قلقت عليها حقا، لقد بكت كثيراً على أختها اليوم ولا أعلم السبب حقا الأمر يبدوا غامضاً)
لينتبه إلى عبيدة ويقول بصوت عال قليلاً (عبيدة)
ليجيبه الاخر بهمهمة (همممم، ماذا تريد أيها الأحمق مجعد الشعر، والله لست أعلم لما أنت من بين العائلة ولدت مجعد الشعر، تماما كرأسك مجعد التفكير)
تبرم معاذ ليمسد على شعره ويقول بنزق (لا تتدخل في شعره أحبه، أيها الدنجوان مهان الكرامة، يا قندس الماء)
هم عبيدة بالإلتفاف حتى يلكمه ليثير انتباهه سؤال معاذ (هل تعرف الطبيب الجديد.؟، لقد بدا غريب المظهر وغريب الأطوار)
تسائل عبيدة بعقدة حاجبيه المعتادة(أي طبيب؟)
ليقول معاذ بمحاولة تذكر (لا أعلم اسمه حقاً لكنه كان في غرفة مريم اليوم، وتصرفاته ونظراته بدت غريبة حقا، لقد كنت قلقا على الفتيات منه، يبدوا مريبا)
ناظره عبيدة من مرآة السيارة ليصمت قليلا وتغيب في عينيه خضار الزيتون ليقول بعدها بهدوء (إنه "عاصم"،لا تقلق، أبدا لا تقلق منه ، لقد كان رفيقي في العاصمة حين كنت ادرس ثم سافر خارج البلاد منذ سنتين وهو عائد منذ أقل من شهر)
قال غيث باستفهام (أتقصد " عاصم الأحمدي" لا أذكر أني كنت أطيقه، عامة مرحبا به)
قال معاذ باهتمام (لقد ناظر "جنة " بطريقة غريبة ، لقد ظننته سيختطفها من مجرد نظرة)
صمت عبيدة برهة ليتابع بهدوء (لا تقلق منه، إنه رجل صالح)
خيم الصمت على السيارة، ولا يسمع إلا احتكاك عجلاتها بالأرض….
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::

صراخ غاضب
(ماذا؟، تم رفدك، من جديد يا بنت بطني المشؤمة)
وتلك الفتاة تتجول بلامبالاة أمام تلك المرأة الصارخة تخلع عنها سترتها ببرود وتلقي بها على الأريكة، ترمي حذائها بإهمال وتخلع طيات حجابها لتلقي بها على أرض الغرفة وتستدير إلى أمها لتقول ببرود ونظرة متململة ( وما الجديد يا أمي في رفدي، هذا أمر اعتدنا عليه كل شهر تقريبا، المهم أنني قد أخذت ثمن ما عملته في الايام السابقة)
تضرب أمها بباطن كفها على اهر الاخرى وتحرك شفتيها يمنة ويسرى في حركات شعبية سريعة ( اعتدنا، أي والله اعتدنا على خيبة الأمل يا مشؤمة يا بنت المشؤمة، والله أخجل أن أصفك بالبوم حتى البوم لديه عمل)
قالت بضجر وتأفف (أمي لقد طردت من المطعم وحسب، لماذا تعقدين الأمور؟..)
قالت أمها بانفعال (وهل يكفي تجهيزك وتجهيز عرسك بعض قرةش ذاك المكان الرديء الذي تعملين فيه، من أين أجدها أ منك أم من أخيك الذي لا نعرف أرضه من سمائه، اللهم اني أسألك العوض كعوض الصابرين في ما أنجبته بطني يارب)
تخرج من المطبخ وهي تحمل طبق المحشو وتقول لأمها بفم ممتلئ (سفيان ليس بطفل صدقيني يا أمي ستتفاجئين من ما سيفعله)
قالت امها بامتعاض وهي تحرك كفيها بطريقة "الولولة" (أعلم بالمفاجأة يا روح أمك أعلمها، سيكون مسجونا او ما شابه)
قالت بفمها الممتلىء وهي تمسك بجهاز التحكم (أرجوك أمي لا تشعريني أنني عالة على قلبك حبيبتي، أنت أمي في النهاية رغم أحكامك الظالمة في حق فلاذات كبدك)
ضربت أمها كفاً بكف لتقول باستهجان (فلاذات كبدي، بل أنتم سبب بلائي ومرضي)
تدخل أمها المطبخ وهي تقول بصوت عال ( أنت يا عزيزة النفس، فلتعلمي أن ابن الحاج مؤمن تقدم لخطبتك وأنا زافقت أنا وعمتك حسنية وتشاورنا في الأمر ورأينا أنه الأصلح لك، ستسافرين معه إلى الخليج، فالمرأة لا تترك زوجها وحيدا في ديار الغربة)
ألقت بما في يدها على الطبق وبقوة كان الطبق على المنضدة محدثا صوتا معترضا لتقول بهمس (ابن الحاج مؤمن والعمة حسنية)

لتصرخ عاليا (تزوجيه أنت إذاً ما دمت قد وافقت وتشاورت معها ورضيتي…)
قطع كلامها الحذاء المنزلي الذي التصق بقفاها وصراخ أمها الغاضب ( يا قليلة الحياء، وقليلة التربية، لم أربيكي كما يجب لسانك هذا يستحق الجز من جذوره تماما كرأسك اليابس)
تمسد على موضع الضربة بغضب لتقول بغضب ( ولماذا تقريرين عني أنت وأم أربع وأربعين تلك)
الفردة الأخرى للحذاء كانت تستقر في قفاها لتقع على حجرها وأمها تقول (تأدبي يا قليلة التربية اسمها حسنية، وليكن بعلمك ستتزوجينه وستحبينه وهذا أمر)
نهضت الفتاة بغضب لتقول وهي تتجه نحو الغرفة بانفعال قائلة ( والله هذا ليس بعدل لا تتكلمين إلا بالحذاء، شكراً للزمن والله الذي الذي جعلك أمي)
ملعقة تتجه ناحيتها لتتفاداها بأعجوبة وأمها تقول بصراخ (ألا يعجبك الأمر أم ماذا يا بنت فتحية )
تغلق الفتاة الباب بغضب وهي تقول (والله هذه ليست بحياة أنت نبع الحنان الذي يقولون عنه، لا حول ولا قوة إلا بالله)
قالت أمها بانفعال وهي تدخل المطبخ (ستتزوجينه يا عزيزة)
وتمسك بالبطاطا بين كفها وهي تقشرها بغضب لتقول بهمس منفعل (أفضل أن تتزوجه ولا أن تعيش كعيشتي، لا حظ فيها، ولا مال، غبية لا تعرف مصلحة نفسها)
تنهدت بحزن لتغمض عينيها وتضع البطاطا والسكين جانبا وتقول بهمس رافعة رأسها لأعلى (يارب يسر الأمر لأطفالي، أبعد عنهم كل شر وأصلح حالهم لأحسن حال)
بكت عين الأم لتقول بشجن (ارزقها من يحبها حقا ويتقيك فيها يا الله)
يدان امتدتا على كتفها لتحضنها من الخلف ابنتها وصوتها هادئ حزين (لا تغضبي مني يا أمي، الأمر أنني لا أريد الزواج الآن، أخافه، ادعي لي فقط، وهذا كل ما احتاجه، دعائك الصادق )
ربتت كف أمها على ذراعيها بحنان لتقول بحنو (هداكي الله يا عزيزة، هداكي الله طفلتي ورزقك بابن حلال يفهمك ويحبك كما أنت لا يطلب تغييرا ولا يهمه إلا رضاك)
صوتها بدا شاردا وهي تقول بشجن (وبرد الله قلبي برؤية أخيكي الغائب، وأراح فؤاده العليل بتلك الفتاة)
…………………………………………� �…..
………………………..
صوت طرقات على الباب لتقول بصوتها الهادئ العذب (تفضلي يا مرام)
فتحت الباب لتطلمن خلفه تلك المرام تحمل قطتها زيتونة بين كفيها لتقفز من حضنها الى الأرض لحظة دخولها، وتقول بضحكة وهي تغلق الباب (لنفترض انني لست مرام ماذا ستفعلين لو رآك أحدهم هكذا جميلة تسرقين العقل بمجرد أن يناظرك)
ضحكة بخجل لتقول بصوت رقيق (لا تنافقين يا مرام)
قالت مرام وهي تتقدم منها لتجلس جوارها على السرير بصوت معجب (والله لا أنافقك، أنتي يا فتاة قطعة من الجنة، عيناكي وحدها أعجوبة وشعرك، اه من شعرك الطويل عذاب والله عذاب، لو رأتك زبيدة ستموت قهراً)
تسائلت جنة بتجب (لما؟ ألئن شعري طويل سيقتلها الأمر حقاً ؟..)
ضحكت مرام بمزاح (كلا يا حوريتي الجميلة بل إنها ستغضب لأن شعرك هذا لن يحتاج لزيوتها الطبيعية، وأنت لن تستشيريها في أي زيت طبيعي، فلا رموشك بحاجة للخروع او اللوز مثل سراب، أو مثلي لزيت الزيتون فشعري المجعد هذا يحتاج لشجرة زيتون لا زيتها فقط)
ضحكة بخجل أنثوي رقيق (أنتي تخجلينني حقا يا مرام، شكراً لك على هذا الاطراء أنا حقا كنت في حاجة لما يعيد إلي ثقتي بنفسي)
ربتت على كتفها بحنو وقالت (وهل هذا الجمال بحاجة لمجرد كلمات، خسئ من أوجعك يا حورية الجنة)
ابتسمت جنة إليها برقة وقالت (لست أعلم حقا لما لا يراكي الناس بهذا الجمال والحنان كما اراكي يا مرام، جميلة أنت حقا داخلك أبيض وخارجك راقٍ ومحبب للنفس)
احتضنتها مرام بحنان وقالت بصوت متأثر (أنتي جميلة يا جنة، شكرا لكلماتك الداعمة لعنوستي يا فتاة، أشعر كأنك طفلتي والله)
تركتها من حضنها بهدوء وقالت بضكة متسائلة (الآن أخبريني كيف هي الجميلة النائمة)
تنهدت جنة بشرود وقالت بحزن (والله يا مرام لست أعلم متى ستفيق، لقد اشتقت إليها حقاً)
تسائلت مرام بحزن (ءأخبرك الطبيب بأي تقدم في حالتها؟)
تنهدت مرة أخرى بهم قائلة( لا لم يخبرني، لقد كان طبيبا جديدا لا أعرفه ولم أسأله، لكن معاذ يبدوا أنه يعرفه لقد تحدثا معا حين كان الطبيب خارجا من الغرفة)
همهمت مرام كأنها تفهم لتقول جنة مرة أخرى بشرود (لكن أظن أنه قد بدا مألوفا)
تسائلت مرام (هل رأيتيه وعرفتيه؟، ألم تقولي أنه جديد؟)
هزت جنة رأسها نافية لتقول بحيرة (أتصدقين أنني لم ارى وجهه لقد كان يضع كمامة، ولكني شعرت بألفة في جوارها حين أعطاني منديله، لقد كانت يده وصوته وعيناه مألوفين لدي)...
رمشت مرام بعجب ثم قالت( عفواً، ما هو المألوف تماماً صوته ويده وعينه؟!)
لتلكزها في ذراعها وهي تناظرها باستهجان (يبدوا أنك قد جننتني حبيبتي)
اعتدلت في جلستها وربعت قدميها وهي تقول باهتمام (المهم زبيدة قادمة بعد غد، أنتي لم تتعرفي عليها بعد ولم تجلسي معها مذ أتيتي إلى هنا لهذا تعاملي معها بهدوء فقط)
قالت جنة بتساؤل هادئ ( لماذا أتعامل معها بهدوء أيعني أن أسلم عليها وحسب)
ربتت مرام على فخذها قائلة بنبرة أمومية (يا حبيبتي أنتي، بهدوء يعني لا تناقشيها هي شبيهة "سراب" بنت عمنا، هادئة وقوية كيمة ولا تحب الجدال الكثير،أفهمتي ما أعني؟!)
هزت جنة رأسها إيجاباً وهي تقول (حسنا فهمت)
نهضت مرام وهي تنادي على زيتونة وتقول لجنة (زيتونة هيا وأنت يا جنة هيا للطعام جدك جالس ينتظرنا منذ قرن وأنا أعرف المرشح الذي سيعطينا إياه لتأخرنا عن العشاء المقدس والسيدة سراب أتتنا على غير عادة منها ستشاركنا طعامنا اليوم.)
ضحكة جنة بهدوء وهي تذهب لترتدي إسدال الصلاة الأسود، هي لم تشتري شيئاً مذ أتتهم طالبة الحماية فيكفي أنهم يدفعون ثمن علاج أختها دون مقابل فلا إرث لها ولا شيء.
…………………………………………
………………………...

تأكل بهدوء كعادتها الرقيقة، تمضغ طعامها برقي وهي تعي جيدا نظرات المجتمعين حولها المتناقضة ، فنظرات جدها لها صامتة محدقة بصمت، ونظرات مرام مندهشة فاغرة الفم، وكذلك نظرات عمتها "حفصة" الغاضبة، ونظرات معاذ المشابهة لتعابير مرام البلهاء وهو يتمعن النظر فيها...
نظرات مصعوقة تناظرها باندهاش وتعجب، وهي ساكنة تأكل في صمت ليقاطع هذا الصمت صوت جنة الرقيق ( مبارك يا سراب)
ابتسمت وهي تناظر تلك الرقيقة صاحبة الجمال الملائكي، وهي تقول بصوت حنون (بارك الله في قلبك حبيبتي)
ناظرت مرام وهي تشير على طبق الزيتون لتقول بلامبالاة (مرام حبيبتي ناوليني طبق الزيتون لو سمحتي)
أليا تحركت يد مرام لتعطيها الطبق وهي تناظرها ببلاهة وتأخذه منها سراب وهي تضع زيتونة في فمها وتقول ببرود (أشكرك)
ناظرت عمتها حفصة وهي تقول باهتمام (سلمت يداك عمتي الطعام شهي جدا، كعادتك حين تطبخين)
لتغمزها ضاحكة (رحم الله عمي رياض كان يذوق الشهد من أصابعك يا حفوصة)
تنحنح الجد قائلاً بقوة صوته (ألم نتكلم في هذا الموضوع يا سراب من قبل وأخبرتك بما عندي)
استمرت سراب تمضغ طعامها بهدوء وصمت، ووضعت زيتونة أخرى في فمها لتلوكها بهدوء، أخرجت نواة الزيتونة من فمها وأمسكت بكوب الماء تنوي الشرب لتقول وهي تناظر الكأس في يدها (وأنا أخبرتك ساعتها أني أرفض)
لتتجرع مياه الكأس بهدوء وكأن لا أحد معها، يأتي صوت جدها معترضا (وأنا لا أقبل الرفض إجابة على أمري يا بنت سعد)
وضعت قطعة اللحم في فمها هادئة لتمضغها صامتة وهي تناظر عين جدها حتى ابتلعتها ثم نهضت تمسح فمها وهي تقول ببرود (وأنا لا أقبل بالأوامر تُلقى عليّ، لا ألقي لها بالاً بمعنى أدقت دامت ليس في صالحي تطبيقها يا جدي)
ناظرت عمتها مرة أخرى بهدوء ونبرة قوية ألقتها على مسامعهم (أشكرك على الطعام سلمت يداكي عمتي)
لتدير ظهرها وتمشي خطوتين ثم تستدير لنقول بنفس قوة النبرة (محمود سيأتيكم يوم الجمعة ليتفق معكم، أتمنى أن تحسنوا استضافته)
وضع الجد ملعقته وهو ينهض محدثا ضجة ليقول بغضب (قليلة تربية والله، ليتني ما تركتها لحياة القانون، علمها طول اللسان)
ليقول معاذ بحذر (بل علمها أخذ حقها وأن لها رأي كالباقي تماما)
نظرة غاضبة كانت من نصيبه ليخرس ويضع ما في ملعقته الى فمه صامتا.
…………………………………………� �………………………………………….

على باب المنزل كان صوته الواثق يضج في المكان، يخاطب محدثه على الهاتف ويقول بقوة صوته (لا بأس يا كريم، دعهم يحددون الموعد وأنا موافق عليه، الآن وداعاً سأحدثك لاحقا فأنا قد ولجت إلى المنزل ، وداعاً)
أنهى اتصاله، فتح باب الدار وهو يناظر هاتفه غير منتبه لأحد،
وأمامه كانت تعدل من وشاحها غير منتبهة للذي فتح الباب وهم بالدخول، اصتدمت به، واصتدم بها، آهةٌ خرجت من فمها…. استقرت في صدره...موضع الاصتدام….وضع كفه على خصرها يرجوا منها الثبات...وحين انتبه قلبه…..طالبته عيناه الانتباه…..فشب الحريق في عينيها سوادا… واشتعل دخان عينيه رماداً….ليهمس اسمها بصوت كالغيث على صحراء قلبها القاحلة "سراب"..... أظلمت عيناها وشردت في دخانه….لتزداد كفاه ضغطاً على خصرها….مؤيدةً طلب النبض بالإقتراب الحصري للفؤاد….كفاها استندت على صدره تطالبها بالتقرب…...ضج الصوت قويا في فؤادها، عاليا عن التفكير
"هو قد عانق قلبك، حقيقة الأمر أنه لم يخرج منه،ولم يترك عناقك ولو لحظة".......
عانق دخانه سماء عيناها المظلمة….التمع النجم في سواد عيناها...شق الدخان المتصاعد في بؤبؤة عينيه…..ارتفعت وتيرة وجيبه وانتفض تحت كفيها نبضه…..همست بخفوت"غيث"...
فزادها تقرباً إلى صدرها هامساً مشتاقا (لبيك)
انتبهت لموضع كفها، فمضخةٌ تحت كفها تثير زوابعها….حاولت الانفلات..لكن...عبثاً تحاول…..جاء صوتها قوياً (أبعد كفيك عني)
جاء الجواب….كأنما مطر هطل على دخانه فأخمده….انحلت عقدة كفيه..هبطت مضخة قلبه..وفي رتابة راح القلب ينبض…
كفاه حطتا داخل جيب بنطاله وصوته الساخر عاد وهو يقول (انتبهي أي أرض داستها قدماكي…..لن أكون المنقذ الدائم يا بنت العم)
ناظرة بسخط وهي تعدل من هندامها لتقول بهمس ساخط (لا بارك الله فيك ولا فيما يخصك)
سمعها...انكمش قلبه….وهمس مواسياً نبضه (لا بأس…. ردها الله لقلبي ساكنة أبدية)
ليقول بصوت عال ساخر (أي ريح هلت بك على دياري يا بنت العم...والله لو قلت الشوق لدفنتك في الضلوع فلا مخرج)
لحظة سكون ألمت بقلبها...لينبض متسارعا تدريجياً فكاد أن يقفز من صدرها….وغمزة جفنها الأيسر حين ترتبك….وحمرة الخد الكفيفة...ألهبته أملاً...فابتسم متفائلاً في لحظة….لترديه قتيلا في اللحظة التالية حين نطقت (والله ما جئت دارك وليس لي بها ناقة..بل جئتكم أخبركم بنبأ خطبتي...أهلاً بك يابن العم أخاً ومعينا ً)
لحظة صمت….جبال الصدمة على قلبه أخرسته...صوته هاجر...حلقه جف...أظلم في عينيه الكون….وقلبه….واه من قلبه..يؤلمه، يتوجع، يأن…..صوت عقله صرخ "أهكذا ينتهي الأمر… أسيختفي السراب….كلا"
قلبه صُعق وناجى قلبها هلعاً "أبهذا الغدر تطعنني"
وصراخ صمته أشعل رماده….مرت بجواره راحلة...تتشبث بالأرض بقوة….لكنه..أوقفها….انقض على ذراعها...أمسكها بعنف...التفت إليه بقوة قبضته...تألمت...لكنها صمتت….عيناها تحكي...وعيناه، وآه من عيناه...عيناه تبكي غضباً….ناظرها بقوة وصرخ في غضب (ماذا قلتي بحق الله)
حاولت فك ذراعيه عنها...لكن عبثاً...لتقول بقوة (قلت خطبتي يابن العم)
ليقول بغضب وصوته الساخر تحول لصوت مجرم هارب (والله ما همتني الخطبة يا سراب وان خطبتي لألف ألف رجل، سأنتزعك قسراً ولو من براثن الأسد)
ضرب على رأسها بأصابعه بقوة وصرخ من بين أسنانه (ضعي في اعتبارك هذا يا سراب)....
حاولت التفلت من قبضته...أوجعتها قبضته..لكن قلبها يرقص طرباً...فصرخت فيه (ماذا تظن نفسك يا هذا..ما أنت الا خائن حقير..دع كفك عني...لا بارك الله فيك)
شدد من قبضته..والألم حفر في عينيه وهمس متوجعا (والله ما خنتك يا سراب….والله ما خنتك…)
رأتما في مقلتيه لكنها كذبته….اتكذب عينيها وتصدقه….كلا..كلا والله هو خائن حقير…
نفضت ذراعيها التي تراخت كفاه عنها بقوة...وهي تناظر دخانه الحزين (لا تقسم...ولا تحاول..لا أصدقك...لا أصدقك يا غيث…)
لمعت الوجع أطلت من قلبه لعينيه...ونبضة انفلتت من قلبها هلعاً عليه...فأخرستها….لتقول بحقد (إرحل عني يا غيث...لا ردك الله لقلبي ساكناً أبداً)
ألقت إليه نظرة قاتمة كسواد عينيها…...ورحلت…..إنتكس رأسه….انطفأ الدخان حزناً….ومقلتيه تصدعتا ألماً…..و نبضه…..صرخ كمداً…..وكله خرج في تنهيدة……
ليناظر ظلها المنصرم عنه من خلف الباب الذي صفعته بقوة…...وهمس متوجعا…….(ردها لقلبي يارب…..ردها…..)

وعلى بعد كانت أمه تناظره بوجع...صورته وهو يتألم...أوجعتها….
لتقول بهمس حنون (أرح يالله قلب ابني...ردّ غائب النبض لمسكن الفؤاد….أرح فؤاد ابني يالله)
وبكت بصمت….وهي تناظره….
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
:::::::::::::::::::::::::::::::

وضعت يدها على قلبها….وربتت بهدوء على يسارها…...تلهث بصوت عالٍ...وكأنها كانت في سباقٍ طويل….تغمض عيناها بقوة...تهمس بحشرجة (أحسنتي يا سراب...أحسنتي)
لا تعلم لماذا تبكي...لا تعلم ما أمر الدمع في مقلتيها جاري...لا تدري لماذا تحثها أنفاسها على الشهقات المكتومة...لا تدري لماذا هي تتألم…..لا تدري ماهية الوجع في صدرها….
حين أقسم أنه لم يخنها….أوجعها...كيف تصدقه وهي رأتها في حضنه...وهي، كانت تمسد على صدره…
كان يناظرها من بعيد… كان يعرف فيما تفكر.. لقد اندفع خلفها ضاربا بقولها عرض الحائط...على عتبة باب الدار كان يناظر ظهرها المواجه اليه...ورأسها المنكس حزنا...تمعن فيها…
نادى اسمها بهمس حنون.."سراب"...
وكأنما استجابت...فالتفت إليه….وفي عينيها دمعة، كانت تتعلق برمشها الحاد بقوة….
شفتيها نطقت بوجع "لماذا؟!...."
تقدم إليها….مد كفه حتى يمسكها...فانكست رأسها مجدداً..وهمت بالرحيل…..
تخطى العتبات بقفزة واحدة...واقترب منها…...هرول إليها…
أمسك كفها المتدلي حزنا وهمس (أقسمت لك...صدقيني)
انتشلت كفها عنه...وأدارت ظهرها لتقول بخفوت حزين (فات الأوان...تصديقك بات مستحيلاً)
نادى مجددا...فلم تلقي له بالاً….هرول إليها وتخطاها ليقف أمامها وفي عينيه نظرة رجاء….(وما كان بيننا..يا سراب ؟!..)
قالت تناظر رماده….وصوتها بدا قوياً متألما وهي تقرب وجهها إليه وتهمس بغضب (أنت قلتها..."سراب")

أدارت ظهرها مجدداً عنه...وهذه المرة أقسمت...ان لا رجعة…..

رماد عينيه تلألأ كمداً….وكفه معلقةٌ في سراب وجودها….مكانها في صدره أوجعه….كأنما يصرخ مستنجداً لوجودها…."تعالي، واسي غربة الفؤاد "....لكنها رحلت عنه...رحلت لخطأ غير مقصود…

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::

فتح الباب قائلا بغضب (يا فتى، ألم أخبرك أن لا تظهر الآن أم ماذا؟!)
ألقى ما في كفه على السطح بإهمال... لينظر للهمجي الذي اقتحم خلوته...ويقول برفعة حاجبه الكثيف وصوت بارد ( يا فتى؟!...)
تقدم منه ليضرب بقوة على المكتب محدثا ضجة (يا مستفز...أنزل هذا الحاجب اللعين وإلا نتفته لك)
نظرة استغراب وصوت مستعجب ونبرة مستنكرة خرجت منه (أهذا لفظ يقال من طبيب محترم لآخر أكثر إحتراما منه)
وهز وجهه بقلة حيلة ليقول (لا أنت بحاجة لقص لسانك حقا يا عبيدة...ميزان قلة الحياء ثقل عندك)
ثم رفع حاجبيه معا صعودا وهبوطا ليقول بخبث (أم تحتاج إلى عزيزة)
وجلجلت ضحكته…..تصنم عبيدة مصدوما لوهلة...ثم تدريجيا بدء الغضب يتسلل إلى ملامحه ليقول بغضب( معاذ..ذاك الفتّان..قسما لأريه ما يستحقه)
صدحت الضحكة أعلى من مخاطبه ليقول بصوت ضاحك (يا رجل التسجيل الصوتي والمرئي لف البلاد...ليس فقط على حد معاذ وأهلك...مهنتك يا رجل..)
صدمة اعتلت محياه ليهلع قائلا (تسجيل؟! …..أسجل البي لي ورفعها على الانترنت…..)
ليجلس واضعا رأسه بين كفيه وهو يندب حظه (يا فضيحتي وسط نسائي...كيف سألقي شباكي...سيستهنّ بي أنا أعرف)
توقف عن الضحك متعجبا ورمشت عيناه في عجب….وصوته المستنكر (ماذا؟!...)
ليضربه على رأسه كمحاولة لافاقته؛
(أقول لك أن مهنتك على المحك...وأنت خائف على سمعتك كدنجوان؟!...)
مال عبيدة على المكتب ليقول باهتمام (لكن وعد منى أنني سأجعل تلك الفتاة تندم...أقسم لك يا عاصم )
وبقبضته كان يخاطب بغضب المكتب لاكماً…
تنهد عاصم بقلة حيلة وهو يقول بتنهيدة (لا فائدة ترجى منك)
صوت عبيدة المغضّب أنبه عاصم لما سيقول ففاجأه.
(لماذا أظهرت نفسك هذه الأيام … ألم نتفق على أن تظهر متأخراً)
قال عاصم بصوت خافت شارد (لقد ظهر… فخشيت أن يسرقها مني من جديد…)
عينه ارتكزت على صاحبه بقلة حيلة ليقول (خشيت أن لا تكون نصيبي يا رفيقي)
تنهد عبيدة بهدوء وقال بمواساة (يا رفيقي… الجنة لا يدخلها المخطئون… الجنة حرمت على الشيطان)
قال عاصم بشجن (إلا أن يتوب.. فتقبله).....
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::



سمية سيمو غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-20, 05:07 PM   #24

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع
=====================

"لا بارك الله فيك ولا فيما يخصك ".....
أي وجع هذا الذي جعل قلبه ينكمش بألم قاتل...ثم يعود فينبسط ليمنع التنفس عن رئتيه...ربت على قلبه برقة...وهمس لفؤاده بهدوء…." اهدء فلعلها لا تقصد إيلامك…"....
صرخ عقله فيه بغضب…"كيف لا تقصد ؟؟….وسواد عيناها الحقود...شاهد…"
تنهيدة موجعة خرجت من اعماق فؤاده كمدا…..واصابعه الطويلة تستمر في التربيت على وجيبه بهدوء وروية….علّها تخفف من حدة الوجع ولو..قليلا...والله لا يسامحها ان كانت لغيره….يرضيها وجعه وهو يتوجع...يرضيها ألمه هو يتألم…
سؤال متعجب من جاره الذي يقود (لما تفعل بنفسك هذا يا غيث...؟ ...يا اخي ان لنفسك عليك حقا)
تنهيدة حزينة من جوفه، شبيهة بنيران مشتعلة….وصوته المشتعل يقول (وما عساي افعل يا رفيق؟..)
ليقول محدثه بغضب (ارحل عنها...اتركها...انساها….)
التفت اليه غيث بهدوء...ليريح رأسه على الكرسي...يغمض عينيه...يبتسم بحزن...وصوته امتلىء شجن (وقلبي ...ما اصنع به…..أيرضيك دفني حيا يا رفيقي؟...أيرضيك قتلي بالعشق …)
تنهد رفيقه وهو يزم شفتيه بؤسا ليقول غاضبا بهمس (والله لا يرضيني الا قتلها هي...أي عشق لها في قلبك...واي حقد لها لقلبك...شتان…)
قال بعلو صوته ليناظر غيث ويقول بآسى (هي..مستبدة)
فتح غيث عيناه...وامتلئ دخانه بالذكريات...وتحشرج صوته…(كنت ألقبها بها...كلما كانت تعصيني...وتفعل ما تشاء….ليعتدل في جلسته...وناظر شباكه ليقول بنبرة عابقة بالذكريات…(كم كانت تغضب كلما ناديتها "يا مستبدة"...كانت تزم شفتيها غضبا كطفلة...وتعقد حاجبيها بعقدة المائة والاحدى عشر... كم كانت تغضب لأتفه الأسباب...وعقابها لي ولقلبي...بالغياب...وكنت استرضيها...بزهرة...فتتصالح…)
ضحك بشجن واغمض عينيه كمدا...وهمس (لكنها هذه المرة عاقبتني بما يفوق الغياب...عاقبتني...بالعشق...ت� �كتني خارج فؤادها...في مطر الفراق...يأكل مني برد الشوق...وينخر عظامي العشق نخرا...وهي تلهوا في نبضي غير عابئة بالحنين….)
أتى صوت رفيقه مواسيا…(ردها الله لقلبك يا رفيقي...واراحك من سقم العشق…)
ارتفع رأس غيث خارجا من نافذة السيارة ...يهمس للسماء …(يارب ردها...فالشوق قاتل...لا لي بها جند..ولا ركن شديد..فردها…)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
ترجلت من سيارتها الحمراء، مغضّبة، عيناها اللوزية تبرق بالغضب…..أخرجت من الكرسي الخلفيّ حقيبة فستان، لونه سماويّ…
صوت من على مقربة منها أتاها ضحوكاً :- (بالله من أغضب جميلتنا لتبرق لوزتيها بالوعيد؟!..)

ابتسمت على مضض وهي تقول بصوت حاولت جعله متزنا من الغضب :- (لا يغضبني إلا أن أراك بغير ضحكتك...أدامها الله عليك يا غالي)
اقتربت منه وقبلت كتفه، ربت على خدها بحنان...وابتسم مداعباً ليقول :- (ليت أحفادي جميعاً مثلك...أرضاكي الله ورضاكي يا زبيدة)
قبلت كفه، وابتسمت بحنو وأمارات الغضب تنقشع عن محياها :- ((بارك لي في عمرك يا جدي...وزادك فخرا بي وبهم)
ناظر لما في يدها ليهمس بأمل:- (أهذا لك؟)
تناظر حقيبة الفستان بيأس وتقابل عين جدها بحزن على أمله الوهمي...لتبرق عيناها بغضب لحظي ثم استعادت هدوئها الواهي لتقول:- (لا أريد إحباطك لكنه لسراب...فاليوم قراءة الفاتحة لها على محمود)
بريق رافض لاح في عينيّ الأشيب وهمسه الغاضب (لا تقولي قراءة الفاتحة...أنا لم أوافق بعد)
ربتت على كتفه لتقول بهدوء (يا جدي سراب عاقلة وناضجة بما يكفي...ألا تعلم أنها أوشكت على الثلاثين؟….أي رفض الآن لن يكون من صالحنا نحن...ما دامت صاحبة الشأن راضية فلنرتضي نحن)
بعقدة الحاجب الأشيب والصوت القوي انحنى معترضا قائلاً (لكن يا زبيدة ..غيث…)
قاطعته بنظرة هادئة وصوت ثابت (لا تتدخل يا جدي...فغيث لن يتركها تضيع منه هكذا دون تدخل...أنت تعرف أكثر مني أن العشق لا يترك مجالاً للتراجع)
تنهد جدها بحزن ليقول ( ولكن الأمل حينما يخبوا...يحبط العشق ويدكه في القلب يا ابنتي)
هامسة ببسمة حزينة..وكأن لها في العشق صولات وجولات... (والله يا جدي كل الأعذار واهية ما دام العاشق لا يستسلم….لو ارادها لما تركها….لو أرادها لأسكنها ضلوعه فلا تحيد عن ناظري قلبه قيد أنملة...لو أقسم بالهجر ألف ألف ليلة، لأذاقها من العشق في ليلة ما يعوض به هجر الليالي….العشق يا جدي لا يهزمه أمل...العشق يا جدي في حد ذاته أمل)
ولمحة ألم ألاحت في مقلتي جدها...أوجعتها...لكنها ابتلعت غصتها وابتسمت بحنو (لندخل...فسراب تنتظرني في الداخل وخاطبها على مقربة من الوصول)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

مستندا على عمود رخامي متشبث بسقف الدار في المقدمة...يرى كل الجالسين….يناظر ذاك المتأنق بعيني صقر...يرد له المتأنق النظرة ويعدل من إطار نظارته….ابتسامة دبلوماسية على ثغر المتأنق...وعبوس في دخان الواقف….جلمود في وقفته….قاس في نظرته...يقبض على كفيه قبضا...يرفعهما ليعقد ساعديه على صدره...وتشتد وتيرة الدخان ارتفاعاً……
صوت كعب الحذاء….أصوات كعوب كثيرة محيطة...لكنه لاحظ أيهم يخص مالكته….ارتفعت أبخرة عينيه...وتشوش الدخان بعجب…..وابتسمت مقلتي المتأنق...لكنه أهمله...وناظرها…..
عيناها حطتا على عينيه….فارتفع وجيبها بألم…..وعينيه استقبلت عيناها برهبة...فارتجف وجيبه بأمل……
هي تهمس لقلبه " لما خنتني "...
ونبضه يجيب...
"والله لا خنت...ولا أخون"....
برفض عقدت حاجبيها...وعيناها تحترق بغضب"بل خنتني وإلا ما كنا هنا...في هذه اللحظة أزف لغيرك"...
انتصبت قامته بغضبه وخطى إليها بأولى الخطوات...عقله من خلاياه الحكيمة صرخ... (تثبت بالحكمة...ولا تتعجل...هي لك...لكن دعها تفعل ما بدا لها….لتلهوا سرابك فالغيث لا ينضب)
وكأنما ما أخمد دخانه أشعل الغضب والإصرار في عينيها…..
لتنزل بثقة….وتمر جواره...همست له ٠(انظر...هكذا أردها)
نبضة فلتت منه على عجل….ونفسه هرب لوهلة...ورجع...كله للقاء عيناها…..
أغمض عينيه وأنزل رأسه لمستواها وهمس (فالتجمعي جندك...والله لا أدعك لغيري...فلتلهو قليلاً..ومردك إليّ)
بغضب رفعت عينيها وذقنها اشتد باصرار (انا لا أشد على يد ارتخت وحدهاا، انا أنافس الغياب بالغياب، وأخيّب الظّن فيي.....)

هلع… خاف…. لكنه تسمر مكانه…
كيف مضى الوقت هكذا… كيف قرء الفاتحه على روحه هكذا….. كيف دفن قلبه هكذا…. كيف استطاع؟
وعنها….. صوت قلبها تكسر… تسمعه بوضوح…. أوجعها ذاك الغيث… فليتوجع… فليذق من كاس ما أذاقها رشفة… فلقد تجرعت ما يفيض…..
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
خرج من الدار ينفض عنه الغضب نفضا….رآه يرتكن إلى حائط الدار الغربي المواجه للحديقة...رآه ينفث دخان سيجارته بهدوء ولا مبالاة..اشتد غضبه أكثر، هرول إليه مسرعاً...وعلى وجهه علامات الوعيد...انقض عليه بالكلام اللاذع صارخاً (أي عشق هذا الذي تدعيه...بالله لو كنت مكانك لقتلت نفسي على أن أضع محبوبتي لرجل آخر...أي حب هذا الذي يعتريك يا غيث)
صمت...صمت كان هو الجواب للقائل….وصراخ غاضب منه مرة أخرى (فلتنطق بما في داخلك يا ابن عمي...فإني قاتلك إن لم تتحجج بما يفيد.)
صمت مطبق وأنفاس لاهثة...جو الحديقة أصبح مشحونا باللهاث الغاضب….مد كفه وادار إليه وجه غيث….لكنه….كان عبوس الوجه معقد الجبين….عيناه كان دخانها..حزين...وتتلألأ بما يشابه….شهق فزعا وأردف بهلع (أتدمع...أتبكيها يا غيث؟..)
ناظره غيث وهو يزيح عن ذقنه كفه ليبتسم باستهانة وهو يدير وجهه (يا رجل إنها من السيجار….ومالي وتباكيها...ستعود إلي)
لكم موضع قلبه بقوة وهو يقول (إلى هنا...ستعود)
ودمعة انتقلت من محجر عينيه إلى ذقنه النابتة بقوة جذورها...حتى استقرت أرضاً..غضب ألح على عبيدة وهو يشد تلابيبه بقسوة (أيها المعتوه..لماذا بحق الله لم تقتل ذاك المغسول بمسحوق الاستحمام وتلكمه حتى تنكسر زجاج نظارته في عينيه فلا يرى بعدها أي أنثى...وتخطف تلك المغرورة صاحبة الأنف المعقوف...تلك الغبية مثلك تماماً..)
ضحك غيث بحزن وقال (بالله يا عبيدة أأنفها معقوف..)
توسعت بؤبؤ عيني عبيدة.. وصرخ لاكما كتف غيث بغل..(مالذي.. أيها الغبي أهذا وقت التغزل في وجهها الممسوح به بلاط الحياة وأرض العشق… والله إنك أرعن)
ناظره غيث بطارف عينه وقال بتحذير (الزم حدك يا عبيدة فهي بعد كل شيئ زوجتي…)
نفضه عبيدة بقهر… وأمسك بشعره يشده ليصرخ (أيها المجنووون… أيها المجنون)
ثم استدار دائرة كاملة حول نفسه.. يشد شعره تارة… ويضرب فخذه تارة… غاضب بقوة…
ثم نفث غضبه في وجه غيث بقوله (والله والله يا غيث ان تزوجت تلك المخلوقة بذاك المتألق النظيف..لأكونن أنا قاتلك..)ا
استدار مغادرا بضيق وهو يزمجر… (جننتني..منك لله يا غيث يا ابن أم غيث..منك لله يا غيث يا ابن عم..والله إنك لابن غم لا ابن عم…)

كان غيث يناظره وهو مغادره...سيجارته بين اصابعه لم ينفث منها ما قد يخرج به غضبه...أجل، هو غاضب...غاضب وبشدة….لكنه يعرف أنها..لازال في قلبها له مثقال ذرة من حب...وهذا ما يعطيه أمل..أمل في أن يفكر في كيفية استرجاعها..وتركها هكذا...تفعل ما تخطط له…
ضحك باستهانة...حبيبته تحسبه..غراً...تحسبه لا يعلم بخططها الساذجة...تحسبه لا يعلم أنها اتفقت مع المتأنق…
آه يا طفلتي الحبيبة...تبا للعشق إنه لقاتل….
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::

خارج من الدار بغضب… عقدة حاجبيه أثارة حنق مرام لتهرع إليه… وتناديه بجزع (ما الأمر يا عبيدة.. أتحدثت مع غيث… ماذا قال لك...ألن يتحرك؟؟)
التفت إليها مغضبّا وصرخ… (ابتعدي من أمامي يا مرام وإلا كنتي أنتي ضحيتي اللتي أتوق إلى كسر عنقها)
صرخت فيه بالمقابل (أأنا المخطئة...أجل أنا مخطئة لأنني قلقت على غبي مثلك)
استدار عنها وهو يناظر السقف قائلا (يارب لما النساء في هذه الدنيا… مصدر شقاء والله)
سمعته مرام لتصرخ في ظهره الذي اختفى خلف باب الدار (سمعتك أيها الغبي…فقط عندما تجيء والله لأجعلنك تقضم أظافرك ندماً...لتنزل عليك من الله حمى العشق فتصيبك ولا علاج لها.)
تقدمت جنة من خلفها تربت على كتفها لتهمس برقة (هوني عليكي يا مرام هو غاضب من غيث..رغم كل شيء هو رفيقه..أعان الله غيث على ما أتى قلبه من وجع)
التفتت إليها مرام وبغضب قالت (هو الغبي..والله لو كنت مكان غيث لأخطفها وأحتجزها في مكان قصي لا قبل لأحد بها من معرفة...لأجعلنها لي ولو غصبا تلك الغبية..لا تعرف مصلحتها أين)
لتضرب بباطن كفها على ظاهر الاخري وهي تقول بحسرة /(عيني علي وعليكي يا جنة..لا عاشق ولهان ولا حتى ابن عم ذكي يحبنا او نحبه...الحمد لله على عطاياه)
ترفع عيناها للسقف وهي تقول بحسرة وغبطة /( رضيت ياربي بمكتوبي من قلة الأحبة والعشاق..ولكني يا الله أسألك لتلك اليتيمة..ألا نصيب لها في العشق)
ضحكة جنة بخجل وقالت (والله إنك خفيفة الظل يا مرام)
ابتسمت مرام بحنان كعادتها مع جنة (يا حبيبتي والله انه لمحظوظ ابن محظوظة ذاك الذي سينال شرف اقتران اسمه باسمك يا جنة..)
وضعت كفها على كتفي جنة وبحنان ضمتها لصدرها لتقول (هذا الفستان الأبيض لم يصنع إلا لترتديه يا جنة...يليق بنقائك وطهر قلبك يا صغيرة)
تبسمت جنة بهدوء..هي خلعت عنها السواد اليوم...بمحاولات مضنية من مرام...واشترت لها مرام هذا الفستان...اخبرتها أنه...يشبهها..فأحبت المغامرة..وارتدته...
اخفضت جنة أهدابها ببسمة خجولة (شكرا جزيلا يا مرام...لكن يكفي اطراء فالحسن من صنع الله)
اقترب منهما صوت رجولي خشن…(هي لا تكذب في ما تقول يا أنسة)
التفتت الي الصوت جنة بتفاجيء لتقول (الطبيب!)
ابتسم مقتربا ليقول..(أهذا تساؤل أم يقين منك وتعريف بي!؟)
التفتت مرام إليه بتفحص..لتضيق عيناها وتهمس لنفسها بتعجب (الدعوة استجابت سريعا..سبحان الله أكانت أبواب السماء مفتوحة؟!)
ثم تفحصت هيئة الطبيب وقالت بصوت هامس في أذن جنة (أهذا الذي بدا مألوفا من عينيه ويده وصوته؟)
لكزتها جنة في خصرها بحرج واخضب خداها بالحمرة الفاتنة (اصمتي ستفضحينا يا مرام)
تمسكت مرام بوجه جنة بعنف وهي تصرخ (والله إنه هو أليس كذلك؟..)
تبسم ضحوكا من المشاغبة الدائرة أمامه..وبافتتان ناظر حمرتها الفاتنه ليقول بثقة (أجل إنه أنا يا مرام…)
ليميل قليلا برأسه وهو يأخذ نفسا عميقا ويقول بخبث (وبالمناسبة أنا المألوف لأن صوتك عال جدا ٱنسة مرام )
تنهدت مرام بهيام وهي تقول (ولديك ذوق رائع في اختيار الكلمات...كم أنت وسيم)
ضحك معتدلا وقال لتلك المطأطئة بخجل (يا جنة الله في أرضه..ارفعي رأسك لا عاش من أخفض لسموك هامة)
هنا مرام زاد هيامها به لتقول لنفسها ( ليتني أجد مثلك؟)
لتأثير كلماته على جنة كانت ترفع رأسها بعجب وحمرتها ازدادت الضعفين..لتنظر في عينه وتهمس (ماذا؟!)
ضحك قائلا (ماذا من جديد..يا فتاة بدءت أظن أنك خرساء لا تعرف إلا قول ماذا؟)
علقت مرام (كيف خرساء وهي تجيبك)

ابتسم ببرود لتلك المرام وهو يقول (مرام أيمكنك جلب كأس ماء من أجلي من فضلك؟!)
غمزة مرام وهي تقول (آه..تريد ابعادي حتى يخلوا لك الجو مع المسكينة...لكن أبشرك بأن الماء خلفك مباشرة)
قال بنزق…(حسنا أريد كوب عصير لو سمحت)
ضحكة جنة ومرام تقول باغاظة (تخيل أنه في نفس ذات المكان المتواجد فيه الماء تتواجد كاسات العصير..فقط استدر ..وسبح يارجل من هول المفاجأة..)
رفعت جنة يدها إلى حجابها تعدله أو تشتغل به عن الكلام الدائر بينهما لتقول بهمس (عن اذنكما)
كاد يناديها حين قالت له مرام بجدية (أيها الطبيب...ماذا تريد من جنة..وأجبني)
رفع حاجبه الأيمن قليلا متعجبا من هذه الفتاة وكأنها الوصية علي جنة (آنسة مرام...أنا لن أخبرك أنك تتدخلين فيما لا يعينيك ولكني سأخبرك أنني أريدها)
واستدار يبتعد يريد اللحاق بتلك الراحلة عنه...ناظر الأنحاء حوله...لا أثر لها أين اختفت فجأة…
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::

في الحديقة الغربية للدار…..رأت ظلا في الجوار...ظنته غيث...لا تعرف كيف تبتدء بالكلام معه...محرجة..ولا تريد التدخل فيما لا يعنيها….
أخذت خطوة للخلف ولكنها عادت للأمام في تردد...وقالت تخاطب نفسها.. "فقط سأسلم عليه وأواسيه بكلمة…"
حاولت التقرب منه...نادت برقة صوتها (غيث)
تصلب الجسد في الظلام...فعادت تنادي (غيث هل أنت بخير؟!)
لكنه صامت..ومتصلب..ردائه الأسود..وجسده الطويل وأكتافه العريضة..وهيئته المخيفة من ظهره...أوحت في صدرها شعور الخطر….شعره الطويل بعبثية المظهر...أودى قلبها هلعا...خطوة للخلف في خوف...وهلع عيناها يزداد...نبضها كاد يخرج من حلقها….وصدرها يرتفع بقوة وينخفض...الخوف...شعور مشابه تماما لما كانت تستشعره...تحديدا من "سفيان"
……
الخوف أوجعها….فحاولت الفرار...أدارت ظهرها وهرولت...خطوة وراء خطوة...وهي تقول بخوف واضح في صوتها "مستحيل...لا يستحيل أن يكون سفيان...لقد رحل...نعم لقد رحل…."

زاد عدوها...تعثرت ووقعت...حجابها كاد أن ينفلت...تعلقت خيوط فستانها في جذع شجرة قديمة...انتزعته بقسوة...وعادت تخطوا سريعا للدار...لكن وقبل أن تدخل في بؤرة الضوء..كف تعرفها حق المعرفة...حطت على ذراعيها...تلفها نصف دائرة نحو الخلف ...عيناها على اقصى اتساعهما….وكماشاة لا تنسى أبدا قوتهما في الإمساك بذراعيها……
وصوته…..صوته وحده كفيل بأن يوجعها دون رحمة….
قال وفحيح أنفاسه يضرب وجهها بقسوة (أين أخفيكي….بالله أين أخفيكي؟)
عيناها تتسعان ...بهلع ...وصوته عاد يقول….(تركتك دون أن يراكي رجل وأنا أعلم أنك لا تخرجين..ولكن يصل بك الأمر لأن ترتدي الأبيض...بالله أي جنون هذا الذي فعلتيه؟)
همست بأنفاس متلاحقة "سفيان.."
ولم تكمل...جبينه انخفض لجبينها...استند عليه وزفر بعنف ليقترب بجسده منها...صوتها الهامس باسمه...خدره...ازدادت حدة كفيه على ذراعها قسوة وتنهد هو بالألم (آه...آه يا جنة...يا جنة الدنيا…)
من أي أرض خرج صوتها الملائكي لتهمس برقته (لماذا؟)
كان صوتها لائما معاتبا..يناقض خوفها الجلي في نجلاوتيها
وصوته آتاها وهو يتشمم رائحة الفانيليا من حجابها...يعرف هذه الرائحة حق المعرفة...قد كانت زوجته ولو لم يدخل بها...لكنها كانت في حضنه حين حادث والدها...وفي صدره كانت تختبئ خوفا على مريم...وفي قلبه كان يربت عليها….في عينيه كان يراها ..ولو لم يراها...لقد كانت ….وهو لا يزال….ويقسم أنها لتعودن لما كانت عليه...ولو بالقوة….(بالله يا جنتي ألا تعلمين أنك كالملاك بالأبيض…)
مال رأسها وحاولت الفكاك من حصار ذراعيه...والانفلات من قوة كماشتيه...لكنها تعبث مع "حداد"...فهو يضرب بالمطرقة حتى يلين الحديد في كفيه...أيظنها قطعة من حدائده..
همست بخوف مخفي وبعض الثقة حاولت إظهارها (ابعد كفيك عني...لا أحل لك…)
أخذ نفسا عميقا وحاول الابتعاد….خزّن في رئتيه بعضا من الفانيلا حتى لا يشتاق….وقال متحسرا مبتعدا (يا الله…)
ثم قال بهمس حزين…( بالله أين أخفيكي...أفي صدري قلا مهرب….أفي نبضي فلا مفر...والله لا يحول بيني وبينك إلا أنني لا أجد ما أخفيكي فيه….أنت ملاك...وحرام على بشر أن يكتف ملاكا عن الحركة…)
كان يبتعد بخطوة وهو يهمس...(حرام علي أن أذرك فلا تخرجين مني...يا جنتي)
متفاجىء منها كيف هربت من بين كفيه...لقد استغلت فك كفه عنها...فهربت للدار..تحتمي فيها...منه…..ما أوجعه….
كان يعقد عزمه على اختطافها...اللليلة كان ينوي..زواجها...ولو بالقوة...لكنه تسمر منذ رآها حين ولج للدار كضيف من جاه محمود...ابن خالته المحامي العبقري الشاب… لقد رآى ملاكا تهبط أرضاً...رآى ما أوجعه في عيناها النجلاوين...رآها وهي تناظر ما حولها بانكماش...ورآى في عينيها شعور عدم الانتماء…
كان يريد الصعود إليها وشدها وحبسها جبرا في قلبه...كان يستعد للنهوض حين رآى عبيدة قادم مغضب على باب الدار معه "الطبيب "...لقد ظنها سترحل عنه ….
لقد شعر ولأول مرة بالعجز من شىء...لقد كان...خائفا…..
خرج يستنشق عبير الليل...عله ينسى طلتها...لكنها أتت خلفه..ظنته غيثاً...لكنه كان السفيان...فأوجعها…..
نظر موضع رحيلها بحزن (لقد أقسمت أنك لتكونين لي...هاجرت أرضك حتى آتيكي بما يمكنني من جذبكي نحوي...ولكني...يبدوا أنني فشلت…)
تنهد بشرود (ليلة الأوجاع تعاد...يوم أن سمعها تهمس للسماء….(أحتاجك يالله)
في ظلمة الحديقة كعادتها كل لليلة...حين عاد من الخارج..أحب أن تكون عيناه أول من يراها هي ولا سواها...أحب أن يراها...في كل ليلة ...اعتاد صلاة الليل في هذه الحديقة...تحديدا أسفل شرفتها…اعتاد رؤيتها تخرج قبيل الفجر بنصف الساعة...وتدعوا بالبكاء...يحفظ عادتها...وينتظم في صلاته...قيام الليل أحبه بسببها...أسيشفع له عندها...فتحبه؟!...
لقد دعا الله أن لا تبتعد عنه….دعاه أن يحفظها حتى يعود….وها قد عاد...لكنها يبدوا انها سترحل….
يخاف من بعدها….وكمدا يخاطب نبضه بالرحيل عنها حتى ترتاح….فالطبيب أولى بها منه.
ألقى نظرة على الدار...وخرج للضوء...وأمام شرفتها وقف هامسا (هذه المرة أنا اقسم أنني "أحبك"...)
على بعد كانت عينا الطبيب...تنغرز في ظهره...وهمسة غاضبة خرجت منه مع لكمة للشجرة التي تسنده (تبا..لقد عاد...وبقوة)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::

يقود سيارته بغضب لاعنا بمرارة...وصوته يصرخ
وكفه تضرب المقود بسخط (أيها الغيث الأحمق….أي عشق تدعيه...وهي ترحل عنك…)
فرمل بقوة...حين شعر بأنه اصطدم بشىء ما.. خرج متعجلا...يسب في الإنارة الخافتة...ويقسم ليكسر ما أوقفه عن سب غيث

لكن صوت تأوهات أنثوية..أتاه وهي تحاول النهوض...هرمونات الذكورة عنده أصبحت تعلوا حتى بلغت مداها...لعق كفه ليمسد بها على شعره...ويقترب من الجسد المسجى أرضا...ويمد كفه ليهمس بصوت حاول جعله حنونا…(هل أصابك أذى؟)
صوت قصف أتاه من لسانها حين صرخت في وجهه وهي تقول بسخط (أيها الغبي...وهل هذا سؤال...بالتأكيد أصابني الأذى من قيادتك الرعناء...إن لم تكن تعرف القيادة...فأخبرني لأعلمك...ألا تبا لك من غبي)
هذا الصوت...وتلك النبرة الحانقة...وجزيئات جسده تفاعلت بالقوة مع الصوت الغاضب...ورائحة الريحان المألوفة..تبا إنها تلك العزيزة….
كانت تحاول النهوض وتستند على مقدمة السيارة ...نهض خلفها...تحاول التثبت وهي تزمجر بسخط (حتى لم يقدم لي يد المساعدة...شباب آخر زمان…)
وقف أمامها...واجهها بعينه...غابات الزيتون في قهوة عينيها...أصابتها بالغضب وهي تزمجر (يا للحظ العثر...حتى أصطدم بك أيها القندس العفن..زير النساء..الهمجي الأرعن…)
قاطعها وهو يضع كفه على فمها قائلا (بالله من أين تخرجين تلك القمامة يا مرأة؟)
أبعدت كفه عنها بقوة….وهي تقول بصوة عال (أيها الغبي...رائحتك تسبب غثياني)
لم تكن تكذب...أو تغضبه...لقد أوشكت رائحته الثقيلة على أن تجعل ما في معدتها على سترته الأنيقة…
زاد تنفسه سرعة وغضبا...وقال (تبا للسانك الذي يستحق جذه من جذوره والله…)
ثم حاول جعل صوته باردا (هيا تعالي لأفحصك علك قد أصبتي في جمجمتك أو ما شابه ….مع أنني شخصيا أتمني أن تنكسر ساقيك ويدك عنقك وتسوى جثتك في الأرض..يا عزيزتي)
كانت عيناها متسعة بغضب وهي تقول (بالله أتركت فيها عزيزتي...أبعد كل ما تمنيته…)
حاول سندها...يراها تحاول التشبث بالسيارة...لكنها لا تتيح له فرصة تقديم المساعدة...ذراعيه في الهواء تحيط بها حتى لو انفلتت من عقدة عنادها تتشبث به...
ثم قالت وهي تتحرك معه (ثم ليكن في معلومك أنني لو أصبت ستتحمل أنت تكاليف العلاج كاملة يا محترم…)
قال بسخط وهو يراها تدخل للباب الخلفي من السيارة (فلتجلسي في المقدمة..لست بسائقك)
تنهدت بعناد وهي ترتاح (كلا والله أنت أصبتني بما يشتبه بكسر القدم...وأنا لن أتنازل عن حقي في زلك)
وابتسمت بخبث…
تقوست شفتيه...وفكه يقبض عليه بقوة وقال وهو يلكم باب السيارة (يالك من امرأة..)
قاطعته (هيه أنت...الزم حدك….وهيا لست أطيق قدمي حقا)
وصل لباب المشفى...خرج وهو يراها تحاول الخروج...لكن قدمها المصابة ...أثارت فيه نزعة الحماية فهم بحملها...لكنها بقبضتها ضربته على رأسه وصرخت (والله أتمنى الموت على أن تمتد كفك إلى أو تمسني...)
غضب ...وابتعد عنها...دخل المشفى مهرولا...وهي تناظره ..وصوتها خرج بسخط (رجل لا يعرف معنى الذوق ..لم يحاول حتى المساعدة)
خرجت تستند على باب السيارة بألم وهي تراه عائد بكرسي متحرك….تقدم منها...أجلسها عليه بالقوة...وطول الطريق للباب صامتين….
____________
قال الطبيب وهو ينظر إليها عن قرب (ما اسمك يا آنسة؟)
كادت تجيبه حتى كان صوته وهو يقترب حتى وقف جوارها وقال بصوت خشن غاضب (أسعد فلتحترم نفسك)
ناظرته بعجب..فأي خلل كان في ما قاله ذاك الاسعد حتى يقول له هكذا...بعناد قالت (عزيزة)
نظرة كادت تقتلها...وصوت أنفاس عبيدة بدأت تخرج بنيران...وبسمة لزجة من ذاك الاسعد ليقول…(قدمك بها التوائة بسيطة..)
قال عبيدة بسخط…(فلتنجز عملك دون كثرة كلام يا هذا…)
تنحنح بحرج وأمسك بقدمها وهو يقول بصوت حنون (ستؤلمك قليلا أمسكي بكتفي لتدعمي نفسك من الالم)
ضربة من نصيبه على كتفه من عبيدة وهو يقول بنزق (ضربة في كتفك تكسر ضلوعك يارب…)
كانت عزيزة تمد كفها حتى تمسك كتفه...حتى تمسكت قبضة خشنة بكفها الممتدة وهو يقول بغضب (الى أين ياروح والدتك...من الافضل ان تلمي كفك عنه والا والله لاكسرنها لك هي الاخرى )
عنادها ضده جعلها تحاول سحب كفها عنها...فاقترب بخطر منها وهو يقول محذرا (والله يا عزيزة ان لم تفعلي ما اقول لاجعلن حسابك عسير...تمسكي بي واصمتي لن يطول الامر...مجرد التوائه وانتهي امر دلع النساء هذا...لم تصدمك سيارة يعني)
بذهول توسع بحر القهوة في عينيها وهمست له (والله يا رجل انك لمجنون...وان لم تصدمني سيارة..ما كان هذا الشيء ذو الاربع عجلات ويمشي بسرعة فهد على ارض الله الواسعة ياكل الطريق اكلا بغضب ويعيش على البنزين والصيانة الدورية...اوزة مثلا..ام بطة بلدية؟)
صوت ضحكة من الطبيب الصغير وعبيدة يناظره بتحذير (اعمل وفك عقدة التوائها بدل ان افك لك انت اعضائك عن بعضها)
امسك الطبيب بقدمها وقال بصوت عملي (جاهزة اغمضي عينيك..هي كشكة الدبوس)
جذب عبيدة كفها لكفه.واقترب من السرير...وناظر عيناها...وهمس بهدوء محاولا بث الطمأنينة اليها….(اهدئي..وناظريني انا...فلتنسي الجميع..وناظريني)
رفعت شفتها بميول غاضب (مغرو…)
لم تكمل الكلمة ألم قدمها...كان قويا بنسبة صغيرة...تمسكت بكفه...وأغمضت عيناها بقوة...شدد من احتضان كفها...وهمس ..(انا هنا...لا بأس)
انهى الطبيب العمل...وكفها في كفه...فتحت عيناها...وغابات الزيتون اكتسحت قهوتها….تجمد لعينيها…..هامسا بصوت بعيد عنه…(...ويحي من القهوةة...أعان الله قلبي على رشفها….)
همست برفعة حاجب ...وصوتها خرج مستهزءا (سلامة قلبك يا حاج...أعان الله قلبك على ما تفعله بنفسك)
ونهضت...كفها يحتلها كفه...تحاول فك اسره عنه...لكنها محبوسة..بين اصابعه….
قالت لعينيه (هلا فككت الحصار يا سيد)
ببلاهة قال (والله انك انت التي تحاصريني..اين المفر وانتي كل الجهات)
قالت بقنوط (لا حول ولا قوة الا بالله)
ثم جذبت كفها عنه وقالت وهي تحاول سحبها (يارجل افق ...ابعد كفك عن كفي…)
تنبه وهو يبلل شفتيه وينفض كفها عنه ويقول (اه ...نعم ….اذا أين ستذهبين الان؟)
قالت وهي تعدل من وضع حذائها (لقد كنت راحلة للبيت..انهيت عملي..لكنك ركلتني بسيارتك كما الكرة في ارجل اطفال الشارع...حمدا لله انني لم اتكسر...يارجل ان لم تستطع القيادة فلا تقد )
قال بهدوء وهو يناظر قمة حجابها…(هل تحتاجين توصيلة ؟)
خرجت ناحية الباب وهي تقول بهدوء وتشيح اليه بكفها مودعة (كلا لا احتاج…)
قالت مضيفة وهي ترمقه من الباب خلف اطاره الذي تستند عليه وتميل براسها...
(لا تستحق الشكر..لهذا لن اشكرك ...وداعا)
………..
خرج خلفها...يمشي بسيارته….كانت كلما تمر على احد تلقي السلام...يضحك بهدوء وتأمل...ويهمس "عزيزتي تحسب نفسها رجلا "

دخلت الى مبنى متهالك قديم.. عمارة اثرية نوعا ما….وصعدت…
وهو في الاسفل…..يناظر عليائها….ولاول مرة تنهيدته...تختلف……
____________



سمية سيمو غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-20, 05:09 PM   #25

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الخامس
===============

عيناها اللوزية تبرقان… تشبهان للوحة ابداعية من الشجن والذكرى… بين كفيها يقع كوب القهوة… بخاره يتصاعد، سحابات على وجهها تغيم الرؤيا، وعيناها تستذكر…. آه من الشوق، وآه من الذكرى… تموج بها التنهيدات بين ماضٍ مريع أو ذكريات عابقة برائحة… العشق……
تنهيدة أخرى.. تعلوا بعيناها للسماء ناظرة للنجوم المتراصة… تهمس بخفوت…. (يا حبيب… أرأيت ما فعله صاحبك.. غيث ترك سراب…. تركها باسم العشق… أليس بكاذب… صحيح، أراه يبكي في ركن قصيّ من الحديقة… بكي وأبكاني.)
ثم رشفت من قهوتها قليلا، رفعت رأسها مرة أخرى… ارتفعت أصابعها برفق… وامتدت لشالها… وانزلق عن شعرها… كم بدا الليل رفيقا متناسبا مع ليل شعرها… ابتسمت مغمضة العين، لتهمس بشجن (ألم تشتاق إليّ؟.. إلى ليلي، كم أسميته ليلاً… وكم ضعتُ أنا في ليل عيناك!)
ذكرى من بعيد ألمّت بقلبها… انتفضت نبضة من قلبها، وفاءً للذكرى…. "تمد عود المسك تغمسه بسائله وتمسح به جانبي قميص الناظر لعيناها بولَه...يغمض عينيه، يميل بوجهه ناحية عنقها… يمسح لحيته بها… جذورها تخدش نعومة عنقها اللبنية…ضحكتها الخافتة… يزمجر مداعباً عنقها بمزيد خدوش… فتهمس بغنج أنثوي (أثبت يا حذيفة… المسك سائل وسينسكب يا رجل، دعني اضعه عليك حتى لا تفوتك الخِطبة …)
يدفن وجهه في عنقها بمزيد من الحميمية… وزمجرة خشنة ليقول بصوته الداكن تماما كعينينه ( أي خِطبة بالله يا ست النساء… أنتي النساء وكلهم أنتي)
تضحك وهي تخرج رأسه من عنقها وتنظر في فحم عينيه المشتعل (أفق… الخِطبة لغيث وسراب.. ما شأني وشأن النساء)
يضع كفه الخشنة على كفها المحيطة بوجهه، ويداعبها بقبلة لباطن كفها في شجون ( أخذتِ عقلي يا ست النساء، أتسأليني ما شأنك… بالله أي خِطبة بعد خطبتي بك…
عشق السراب والغيث لا بد له من زواج… لا أعلم حقا لما سيخطبان ماداما عاشقان… فليتزوجا أولى بهما الحلال من الخِطبة الفارغة)... صوت قهقهاتها العالية كان جالبا لبسمته الخشنة… وشاربه الكث يلفه بأصابعه كأنما انتصر في إحدى معاركه الحربية….التمع فحم عينيه بابتهاج وهو يقول مبتسما متأملاً ضحكتها ( يا ست النساء.. عندما تضحكين… وأكون سبب الضحكة، أشعر كأنما انتصرت في معركة خالدة… كأنما طردت المحتل أو انتصرت الشام بي)
أمالت وجهها… واستندت على كتفه وهي تهمس (أبقاكي لي الله حبيبا، وزوجا وسيدا لقلبي لا شريك لك فيه) "
صوت أتى من بعيد… كأنما كانت في كهف الذكرى، كأنما كانت في أرض اللاوعي ( ما الأمر يا زبيدة؟… ما أيقظك؟…)
صوتها الحزين وهي تستند على حافة الشرفة، تلتمس بأناملها ندى الليل المتساقط على الجدار ( لم أستطع النوم… لقد كنت أعاني من الأرق يا سراب )
رمقتها بنصف عين ورفعت حاجبها الرفيع.. وهي تقول (بالله الا بجدر بي أنا الأرق ؟…)
وتواجهها سراب وهي تستند على حاجز الشرفة.. تميل برأسها يسارا ( ألديك وصفة لتجعل ما أنا فيه الآن مجرد كذبة، وهم، أو أي شيء آخر، المهم ان لا يكون ما أنا فيه واقعي المفروض)
تنهيدة شاردة خرجت من صدر زبيدة لتقول بحزن ( كنتُ أولى بك منها إن وجدتها)
كلتاهما اعتدلتا، تناظران الليل ونجمه المتناثر في بساط السماء المعتمة… تنهيدات حزينة من كلتاهما.
يقطع صمتهما الحزين، خربشة أغصان تتكسر في أسفل الحديقة… تنبهت سراب لتقول بعجب متطلعة للأسفل ( ما هذا الصوت؟.. أتلك زيتونة؟.. )
أمعنت النظر زبيدة ثم قالت بعد تطلع بملل ( كتلة الفراء المتحركة تلك.. والله لولا غضب مرام لقتلتها)
لكزتها سراب في ذراعها قائلة بهدوء غاضب (مابلك يا امرأة اليوم، أعاصيرك الغاضبة ولامبالاتك الحزينة، من المفترض أنني أنا المتألمة لا أنتي)
ضحكة متوجعة من زبيدة لتهمس في خفوت وعيناها تنظر إلى سراب بلوم ( اليوم ما التاريخ يا سراب؟)
رفعت سراب عينها في تفكير… التمعت عيناها فجأة، نظرت سريعا لزبيدة، دهشتها بتماسكها جعلها تهمس باسمها في دهشتة (زبيدة)...
نظرت زبيدة إليها وابتسمت بهم (نعم يا سراب!)
ارتمت عليها سراب تضمها بعنف إلى صدرها… تغمرها غمراً في حضنها.. تربت زبيدة بكفيها بهدوء، تربيتةُ حزينة، وصوتها خرج متحشرجا (لا تخافي أنا بخير… لقد كنت أعطيكِ فقط فكرة عن سبب حزني)
أزاحت سراب زبيدة عن حضنها، وامسكت بوجهها بين كفيها، وقالت بهدوء ( أتمنى أن يرتاح قلبك يا حبيبتي، وأن يعوضك الله بخير منه)
نفضتها زبيدة بعنف وقالت بغضب (والله لا خير من حذيفة قد مرّ عليّ، وإني لأثق أن الله لن يكسر قلبي بهذه الطريقة… وأنا يقينة بحياته)
أعطتها ظهرها وهي تستطرد بغضب، وجسدها يرتعش من الانفعال ( لن يوجع الله قلبي بمثل هذه الطريقة)
أمسكت قلبها بوجع وهي ترفع رأسها وتقول (يارب، أي وجع ألقيته عَلى أرتضيه بطيب خاطر ولا اعتراض على قضائك، آمنت بخير قدرك وشره، وأنت رب الخير فلا تأتي إلا بالخير.. فبحق كلمة لا إله إلا الله ردّه إليّ… قد غاب عني وظنوه ميتاً.. وهو ساكنُ في نبضي لا أراه غادره، فلا توجعني فيه بشيء…) التفت ذراعي سراب من خلفها تضمها بظهرها لصدرها وتدمع عيناها، وصوتها الباكي همس (لا تغضبي مني، ولا ترهقي قلبك، أصدقك حبيبتي. أنا على يقين بجمعكما بالقريب ان شاءالله)
مسحت زبيدة عن عيناها ما هطل منهما من دمع… وقالت بثبات وصوت هادئ (لندخل، اشتدت برودة الليل… وانا احتاج الراحة)
تركتها سراب تمشي أمامها ببضع خطوة، تنهيدة هادئة حزينة ألقتها على مسامع السماء….وأتبعت خطوات زبيدة للداخل… دثرتها بالغطاء جيدا، ومسدت على شعرها بحنان وقالت ( سأتركك لترتاحي، تصبحين على خير)
لم يأتيها جواب… فخرج نفسها جزعا ويأساً عليها…
اهتزاز هاتفها في جيب فستانها نبهها… فخرجت لتغلق الباب خلفها بهدوء… تطلعت لشاشة هاتفها لتعلم من الطالب…
تنفست بقوة وهي تنزل من الأعلى للدور السفلي من الدار… لم تلحظ ظل الليل الكامن في ركن قصيّ يراقبها… يناظرها…. وعيناه تفيضان بالقول، وتموجان بالوجع….
أجابت المتصل بهمس (نعم يا محمود)
هنا هبّ الظل واقفاً… كانت تغلق الباب خلفها… عندما همّ باللحاق بها أتاه صوت أمه راجياً ( دعها عنك ليست حلالك، اتركها فالقلب كفيل بغيرها)
التفت لأمه وهمس بصوت مبحوح (ويكأن الأمر بيدي… ويكأنني أستطيع يا أمي…. لله قلبي والنبض… لله هي وأنا)
____________

خرجت لحديقة الدار… تكلم محدثها محمودا بالقول الهامس….تجيبه على سؤاله عن التأخر في الرد (كانت زبيدة تبكي، وكنت جارتها أحاول مواساتها)
صوته الشارد أتاها (ألا زالت تظنه حيا؟ … ألا زالت تذكر تاريخ اليوم؟ )
استندت على جذع الشجرة وهي تناظر السماء بشرود (نعم لا زالت…)
صمتت قليلاً ونفسه أتاها حزينا
لتستطرد القول بعجب (بالله يا محمود ألا زال في قلبك عليها حاجة؟!)
ابتسامته المستهزئة أتتها بصوت ساخر (ألا زال في قلبك على غيث حاجة؟)
قالت بهمس غاضب (لا تتلاعب يا محمود وأجبني.. ألا زلت ترغبها)
تنهد بأهة قوية وقال بصوت متعب (والله يا سراب إن في قلبي لها لقلبا أخر… نبضا يخصها بالنبض… وأنفاسا تخصها بالذكر… ووجيبا يخصها بالخفقان… وإني والله لا أنساها ليزال لي فيها مطمع)
صوتها أتى متعجبا.. وابتسمت بشجن حزين (أنت عاشق!!...)
لم تنتبه لصوت خطوات تتكسر بغضب، تقترب منها بسرعة… وهمست بمزيد شجن (ليت القلب للقلب مرسال)
ودعها قائلا بعملية ( دعك الآن من هذا الشجن… كنت أخبرك فقط بأن الغد مهم، ولا تنسي الراحة فلدينا معاينة لعمارة السيد مروان، لا تتأخري في الاستيقاظ، تصبحين على خير)
أغلق المكالمة قبل ردها، لتهمس هي ببسمة للسماء (وأنت بخير يا…)
لم تكمل ليسقط هاتفها جرّاء اعتداء على معصمها…. في لحظة خاطفة كانت ملتصقة بالشجرة…. بغضب كانت أنفاس لاهثة تضرب وجهها باعصار غاضب… وصوت يعرفه نبضها حق اليقين… صارخا فيها (بأي حق يهاتفك… و بأي حق تنبس شفاهك باسمه)
حاولت فك قيد كفه عن معصمها… لكن زاد من قوة قبضته ليرفع بكفيه ذراعيها للأعلى… يثبتها بكف واحدة والأخرى يجذب بها خصرها ناحيته…. أصابعه تحفر عميقا في جلدها… تشتد وتيرة قبضته، ويهمسها… (بأي حق تنبس شفاهك باسمه)
حاولت التفلت… جسدها يتحرك بعنف…. وهي تجد نفسها متشكلة مع جسده… صرخت فيه (ابتعد عني، لا بارك الله فيك)
ضمها بقوة لجسده… جذبها حتى انصهرت في صدره وهمسه الغاضب يحرق وجهها (والله لا أبعد إلا وقلبك يؤكد لي حقي فيكي)
صمتت ونظرت في رماده ….. انصهر فحم عيناها.. وامتزج مع دخانه…. فتكثفت سحب ماطرة على عيناها… غمرت عيناها بالدمع… كفه ازدادت ضغطاً على جذعها… فانصهرت في عمق صدره… أسند جبينه على جبينها… وهمس بشجون حميمي ( يا وطن اغترابي، وألفة الغرباء)
هبطت سحابة عيناها… وانزلق مطرها …. مدراراً…. هبطت بهمس حزين…. عيناها، كانتا تتلوان… تتلوان عتابا قاتلاً….
فعاتبها بالقول (أتحتوين غيري… وأنا ابنك… وابن قلبك… أنتي طفلتي الأولى…
يا سراب قلبي…. بالله أما كفاكِ وجعا….. أما كفاكِ لقلبي هلاكاً….
رديّ إليّ النبض بالقرب…. والله اشتقت… والله اشتقتك)
فك حصار كفه عنها…..أزاح عنها لجام كفه….
وانسجم دمعة ساقطة من عيناها مع احمرار عينيه…. ولمعت الدخان في عينه أشقاهما….
كان جبينه يستند طالبا دعم جبينها….. فهمس (ألا تغفرين؟!...)
أغمضت عيناها… وضغط كفه على خصرها… زادها تقربا… فازدادت تشبثا بصدره….. فردت كفها دعما على وجيبه… وهمست (والله لا أغفر… والله لا أرحم…. والله لا أنسى)
كفها الأخري صعدت تملس بها على خده…. تداعب جذور لحيته برقة… وصوتها حزين (قتلتني يا غيث… قتلتني)
كفه الحرة…. ضمتها بزيادة تأكيد…. وجيبه تحت كفها زادها تأكيدا…. وهمسه المبحوح (لقد أسأتي الفهم… والله….)
قاطعته وهي تقول بوجع (لا تقسم… لا أعرفك كاذبا… لكنك خنتني… أؤمن بأنك خائن… لكن لا تكذب)
كفاه المتشبثة بخصرها… انحلت عقدتها بهمسها (ارحل عني)
فهمس وهي ترحل عنه…. كعادتها…. (انتظري)
لكنها تركته خلفها… وهو فارد ذراعيه… مكان حصارها… عيناه عليها كيف تمسح دمعها….. وعينه تسقط حصنها… بدمعة…..لكنها لم ترها….. فتوجع كلاهما…. والوجع كل الوجع… في قلب عاشق…لا يدري معشوقه بكمده. …. لكن كلاهما يعرف بالكمد… فلكل منهما سبب في وجع الاخر.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::
لأول مرة تخرج للشرفة بدون حجابها…. أطفأت إضاءة الشرفة وتركت إضاءة الغرفة…. تركت العنان لليلها يمارس سحره على الليل…. كم بدا لليل شعرها من أبد…. أي طول هذا اللذي غزاها… فامتد ليلها طويلاً كأنما نافس ليالي الصيف….رفعت وجهها للسماء… وعيناها تهطل بالدمع مدراراً… وصوتها تحشرج مكتوماً… (لملما ياربي أرجعته… أما كفاه قتلي في الماضي… أعاد ليذبحني قصرا…. أعاد ليكسرني… والله لا ألوم القدر… حاشا لله ان أسخط… لكنها يارب أضغاث أحزان تأتي وترحل…)
لم تحرك ساكنا أمام هبات النسيم… لم تحرك ساكنا أمام ليل شعرها المنطلق.
لكن في ركن قصي من الحديقة… أسفل شرفتها… تحت جذع شجرة… كان جالسا… كأنما أنهى صلاته للتو…. صوته كان حزينا وهو رافع كفه (يارب لا تؤاخذني بما كان…. أتأتيتك تائبا… أفلا تقبلني…. أوجعتها لكن والله كان من فيض كِبر…. ومزيد غرور… وإني والله اعتدلت… وفهمت…. أفلا تردها لقلبي كما حفظتها… أعطيني ما أودعتك إياه…. أودعتك قلبها… فرده عليّ)
مسح على وجهه… وهمّ واقفاً… ما زاد أن انتصبت قامته…. حتي رآها بليلها… والفانيليا تفوح في أرجاء قلبه…. همس متأملا بدهشة لليل السارح حولها…. وجوارها كان كفاها تحاول التشبث بجدار الشرفة… كانت تطلب دعما من الله بنظرتها للسماء…. عيناه تلاقت بهالة الضوء حولها…. فجذبه…. فأرخي ستار همه جانبا…. وانكشف مسرح عشقه للعيان…. ألهبت قلبه فهمس بعشق محترق (يا الله)
هنا رأسها هبط… فهبط ليلها بخجل…. والتفت تدخل… لكنه همس (انتظري)
لكنها لم تلقي بالا لهمسه… وتركته… كان يناظر أثرها بكمد…. لكن كمده ما ردّها….
ورحلت عنه….
بقيت نظرته تحاوطها… بقيت نظرته متعلقة به… بقيت لأنها مارحلت حتى تعود.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::

دخلت إلى البيت….لازالت باقات الأزهار تنهال على البيت… ذاك العبيدة الحقير ماذا يظن نفسه فاعلاً… كيف يتجرأ على إرسال الأزهار الي بيتها…. كيف أساسا علم مكان بيتها… الغبي الأرعن تباً له….
(يا عزيزة النفس)
صوت أمها الغاضب كالمعتاد…. زفرت بضيق من منادات أمها لها بغضب….
قالت بهمس ساخط ( يالله ألن يأتي يوم أسمع فيه اسمي بصوت رومانسي عذب…)
تنهدت بحالمية وهي تزيد (ينادي يا عزيزتي)
ثم تنبهت لتقول بسخط (كلا ليس عبيدة وان كان أخر رجل في الكون لن أكون له)
باشمئزاز اقشعر بدنها لتقول برفض ( ياساتر علي ذاك المخلوق… اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)
ارتمت عليها فردة من الحذاء المنزلي… وصراخ أمها الغاضب ( يابنت بطني أجيبي حين أناديك….)
ثم تخرج لها وفي كفها سكين المطبخ ( أم تحتاجين لمن يدلل جنابك حتى تتنازلي وتجيبي)
زفرت بسخط وقالت ( أمي بالله عليك أليس هناك طريقة للتاعمل أرقى من الحذاء….. يا أمي أشعر أنني فأر يدك عنقه بالحذاء… أو صرصار متطفل عليك من الحمام…)
لتقول أمها وهي تميل بزاوية شفتها يمنة ويسرة (بل أضل سبيلا ياروح أمك)
قالت تحاول لملمة شتات كرامتها المهترئ ( أمي ما بك حبيبتي لماذا تسبين فيّ ولم يمضي على دخولي إلا ثوان معدودات)
ضربت أمها ظاهر كفها بباطن الأخري وهي تقول بخبث( أتقولين أنك لا تعلمين سر غضبي يا عزيزة)
رمشت بسرعة وحركات متتالية … لتقول بمحاولة أن تجعل نفسها بريئة (أمي لست أعلم صدقيني)
فأجابتها أمها (الورد الذي نستيقظ عليه من يومين… وننام أيضا عليه… بالله يا فتاة ألا تعلمين من أحضره؟)
حاولت التفلت من أمام محاصرة أمها لجانبيها (والله يا أمي لست متأكدة حقا مِن مَن)
في لحظة كانت أذنها بين اصبعي أمها وهي تجذبها بقسوة (يا أخر صبري من الدنيا… يا همي الأزلي…. أتكذبين…. بالله أتكذبين…. ما ظنك بي؟… غبية لا تفقه شيئا حتى لا أعلم أنه من معجب)
تحاول فك كف أمها عنها وصرخت بوجع (وما شأن أذني يا أمي….. بالله عليك لقد كبرت… لا داعي لمثل هذا عقابا… أنا والله لا أحسبك غبية… أنت ست الأذكياء..)
شددت من جذبها… وقالت بقسوة (ستلبسين الفستان الوردي وستقابلين ابن الحاج مؤمن… وستقبلين به… وستتزوجينه)
حاولت الاعتراض لكن أمها ألقت بها في الغرفة…. وأوأغلقت بابها بعنف….
____________

مساءا…. تجلس علي مقربة من الشاب الراقي الجالس أمامها…. مهذب وراقي…. يحتسي كوب قهوته برقيّ…. كيف يكون هذا الراقي ابن الحاج مؤمن.. أهذا الراقي الوسيم…. الرجولي البحت هو الفتى الغريب خالد… كانت تظنه مصابا بالتوحد… لكلكنه الآن وسيم وراقي وجذاب وبهي الطلعة…. تباً للجفاف العاطفي….. أكانت محرومة من الرجال حتى تنفلت منها زمام هرموناتها النسائية….. تشتم رائحة عطره الهادئة…. هذا الوسيم يجيد حتى وضع العطر….
صوت أمها يقول (هيا بنا يا حاجة سعادة لنلقي نظرة على النعناع الذي زرعته مؤخرا….)
وكأي أم شعبية قالت تحاول جذب الأنظار إلى ابنتها (والله لولا مساعدة عزيزة النفس لي… أقصد عزيزة لي لما استطعت زراعة النعناع وحدي في الشرفة…)
ثم ضحكت بحرج لتتابع (اعتدت منادتها عزيزة النفس… لأن عزيزتي عزيزة النفس حقا… والله ولا أبسم إلا بالخير… ابنتي زينة البنات وأعزهم)
قالت عزيزة بحرج (أمي بارك الله فيكي انهضي مع العمة سعاده
.. انهضي حبيبتي واتركيني قليلا انفرد… أقصد أكل… أقصد أفهم منه لما هو جميل هكذا…. يعني أقصد أنني أعجبت به… أمي انهضي واتركيني معه)
ربتت أمها علي ظهرها وقالت تميل لأذنها بهمس مسموع ( لا تأكلي الفتي اتركيه بسلام… وافقي عليه فقط وكليه في ال…)
نهضت تشد أمها للداخل وهي تقول بحرج ( تعالي يا عمتي….خذي أمي وادخلن بارك الله فيكما )
ثم تهادت لداخل الغرفة…. لتلتقول بحرج (لا تؤاخذنا فنحن عائلة ضحوكة)
وضحكة ببلاهة…
صوته عميق كأنما كان في كهف (أين سفيان… لقد كان معي في بلاد الغربة….. لقد وصل قبلي بيومين… كان لديه عمل عاجل….)
حدقت فيه بذهول واقتربت منه… لتقول (يا رجل وصوتك وحده حكاية…. ما هذا الصوت الملائكي)
أفاقت حين قال بنحنحة (أنسة…. لوسمحتي أيمكنك الجلوس بهدوء)
ثم تابع هامسا (بدءت أخافها والله….. تبدوا وكأنها محرومة من الحياة لا الرجال)
قالت بصوت عالي (أمي لقد وافقت على خالد)
وابتسمت له بسمة من الجانب للجانب…..
وهو يناظرها ببلاهة وصدمة….
صوت زرغودة وأمها تقول بفرحة مع خروجها بصينيه "الشربات" وأمه تزرغد بفرحة (ألف مليون مبروك يا غالي…. العرس عندما يعود سفيان من البلد)
زرغودة أمه وعناقها له وعناق عزيزة لها وأمها تغصب عليه أخذ كأس الشربات منها… وارتشف المسكين بضع قطرات بصدمة….
قطع عليهم الفرحة.. صوت طرقات متتالية سريعة على الباب…
ذهبت أمها لتفتح الباب لكنها لم تجد إلا…. باقة الأزهار….. وهذه المرة…. أزهارها.. حمراء….
أعطتها لعزيزة لتفتح الورقة المرفقة بها… كانت بخط غاضب (والله لن تكوني لغيري… وإن خدث وفكرتي بها…. أو كان نصيبك لغيري لألقين عليك ما يشوه وجهك فلا تكوني لغيري…. عزيزتي)
صدمتها من ما قرأت ألجمتها… لكنها افاقت لتجعد الورقة وتقول بفرحة (لنشرب يا خالد… مبمبارك علي أنت يا رجل).
قال بهمس مصدوم ( لما أظن أنني قد انتهكت حريتي… ورجولتي وكأنني العروس)
وهي تشرب كأسها… وأفكارها تقول بشر ( أرني ما لديك يا قنفد الماء)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::

مضى يومان على حدث معه…. وكانت شجرة الحديقة شاهد ملك على دمعه الساقط بعشق….
ماذا تظنه… وكيف تظنه قادر على أن يوجعها….
صوت كريم الخائف… كان يقول لمحدثه (حسنا سنأتي)
أغلق هاتفه ليقول لغيث باضطراب (غيث إن سراب في المشفى العام….)
لم يكمل… في ثوان كان قد تبخر من أمامه…..
هرع خلفه… يقول بصوت عال (انتظر حتي أكمل)
لكن غبار السيارة كان المجيب….

____________

فتح باب الغرفة بقوة… وملامحه يحفرها الخوف حفرا…. وصوته خرج مرتعبا (سراب)
من خلف الممرضه مرجت… تطل برأسها عليه…. تميل بوجهها ناحيته …. أقبل إليها يتفحصها….
رأى خدشا على خدها الناعم….
مد كفه…. بأنامل مرتعشة لمس خدشها… وصوته الخائف (بالله من خدش هذا الخد…. بالله من ألم هذا الوجه)
نظرتها المتعلقة به قالت بحنان على خوفه (اهدئ لم أتأذى)
تنفس الصعداء… وجاس جارها… ومسد بحنان على خدها (قطع الله نبض من أوجعك)
وضعت كفها على فمه وبسرعة همست بتضرع (بعد الشر عليه…. عدوه ان شاء الله)
همس بحنان (أتخافين عليه وقد أوجعك)
همست بحزن ( وأخاف عليه من الوجع أن يصيبه فلا يسعد… أخأخاف عليه من الدنيا… أخاف عليه من كل هم قد يصيبه)
ضمها لصدره فهمست بتضرع عاشق (ردني لقلبك… فوالله إني بدونك…. أضيع)
شدد من ضمها بحنان وهمش بعشق (أعيذك بكلمات الله التامات من شر ما يصيبك من هم أو غم… أعيذك به من شر ااحزن والغم…. من شر الوصب واانصب…. من شر كل ذي شر….)
ثم أحاط وجهها ببريق عينيه وهمس لشفتيها برقة (وتسأليني أن أردك… بالله إن لقلبك عن قلبي منزلا ودار)
مال يلثم ثغرها بقُبلة….. وامتزج نفسه الحار، بلهيب أنفاسها العاشق….
صوت هاتفه أخرجه من نعيم حلمه… ينزع عنه غطاؤه بغضب وهو يمسح وجهه من أثر النوم…. ويجلي حنجرته من النعاس… (نعم…)
نهض مفزوعا (جمانة…. ما بك؟…)
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



سمية سيمو غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-20, 05:11 PM   #26

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السادس
===============

يجري سريعا…. خطواته تتسابق بسرعة… يضرب الأرض بقدمه…. يتصبب من جبينه العرق مدراراً…. يحاول الصمود، وتشتد وتيرة أنفاسه…. لهاثه يعلوا… وقلبه يضرب ضلوعه بقوة…..
هاتفه يعلن عن وصول اتصال، يمسكه بكفه بقوة.. عيناه تجري سريعا على شاشته، يحاول التماسك…. يهرول أسرع ويجيب بأنفاس متلاحقة…
( هل هي بخير؟)
دخان عينيه يغيم بشدة… يهمس بحشرجة ( وكيف حال قدمها؟)
زادت أنفاسه تلاحقاً… وزاد نبصه علواً…. ولازال يهرول على درجات السلم (بالله عليكِ ألم تفق بعد؟)
أعلنت أفكاره عن وصوله لمبتغاة… توقف أمام الغرفة…. يلهث بأنفاس متلاحقة…… صدره يعلوا ويهبط بقوة…. وعينه حمراء بقسوة…. يهمس بذات وجعه
( أنا أمام الغرفة الآن)
ثم أخذ نفسا عميقا ليتنهد بقوة ويقول (حسنا لا أحد الآن معها سأدخل… شكرا يا زبيدة)
أنزل هاتفه من على أذنه ليضع كفه على مقبض الباب…. وبأنفاس متلاحقة… يحبسها ليهمس بوجع وهو يغمض عينيه رافعا رأسه (يارب… ليتها فيّ… ليتها ما أصابتها…. ليت قلبي دونها… أرتضي الحياة وهي في دنياي، بعيدة، لكن لا تتأذي…. لا حياة لقلبي دونها يالله…)
كتم أنفاسه… وولج لداخل الغرفة…. عدة خطوات….وذكريات الحادث تموج بعقله. ..
__________
"يزيح عنه الغطاء بعنف… أخرجه رنين هاتفه من لثم ثغرها بقبلة في حلمه….
أحتى في الأحلام لا يهنأ بها؟…
يجيب عن متصله بفزع (جمانة.)
كانت تتأوه بوجع، ففزع عليها، لكنها خيبت فزعه،…
كانت هي سبب الفراق…
صوتها كان مخموراً...وتهذي…
صرخ صوت أنثوي فيه إغراءات الخمر ( كيف لها من سجنك فيها دون الخلاص….)
جلس على سريره يعبث بخصله المتناثرة بعشوائية النوم…. وتنهد براحة، ليأتي صوتها هامسا بتضرع (أنا أولى بك منها يا غيث…)
جاء صوته من بعد لهاث القلق… ( يا جمانة إن لسراباً في قلبي لدار، تسكن بين الضلوع، وتعيث في صدري فساداً وحزنا…. فلا هي بعاتقةً لرقبتي، ولا هي بقاتلتي، فليرتاح عقلك من أن أنساها أو أكون لغيرها،. لقد سكنتها وسكنتني، فلا أهلا للبعد ولا مرحبآ للفراق…)
صوته أتاه باكيا، مجروحا…. ( يا غيث، أتراها تحبك كما تحبها؟)
ينهض لليستند بذراعه على إطار الشرفة…. يشرّع عن ستارها، ويهمس بشجن مداعبا السماء ( بل والله أكثر مما أحبها تحبني… أراني في عينيها… وألتمع في حدقتيها…. فحم عينيها زوّاد دخاني… أيجيش الصدر لغيرها؟…. بالله إنها أو ليس دونها نبض)
ليصطع حقد صوتها المخمور بقولها ( لن تعيش سرابك حتى تلقاك غدا….)
نبضة نفرت منه هلعاً… فصرخ بفزع ( ما تقصدين يا جمان…)
صوتها تحرك بمزيد سواد
( سرابك تتبخر الآن في أرض العشق خاصتك… فلتهرول إليها، حتى ترضى عنك قبل….. خروج روحها)
صوت قطع الاتصال يرن في أذنيه كقطار داس عليه فحوله لأشلاء… صرخ بغضب ( جمان… )
لكن لا مجيب….
يرفع هاتفه يضغط أزراره بغيظ …. يرفعه لأذنيه يحادث ( كريم بسرعة جد لي مكان سراب…)
يصرخ بانهيار وهو يجول في ساحة غرفته كأسد حبيس ( لا تسأل فقط جدها)
يغلق هاتفه بغضب… يدسه في جيب بنطاله بعنف…. يمسك بمفاتيح سيارته…. ينزل الدرج مسرعا…. تناديه زبيدة من علياء السلم بهلع ( غيث إن سراب في المشفى)
التف إليها.. وعيناه تحكي خوفا وألف وجع مرصوص….
يلتفت بقوة نحوها صارخا بجنون ( أي مشفى يا زبيدة باالله عليك)
تهرول إليه من العلوّ… وتسبقه للباب وهي تصرخ ( صلني إليها يا غيث وأنا سأدلك)

يقود بجنون…. يصرخ بغضب (وكيف يحدث ذلك؟… كيف تقود وهي رعناء في قيادتها…. هي لا ترى مساءاً حتي تقود في الطريق السريع)
صوت زبيدة عاليا ( ليس هذا وقت اللوم يا غيث… الأهم أن نطمئن عليها… ولتفعل ما بدالك بعدها)


يتسابقان إلى الاستعلامات في المشفى…. لباس غيث المنزلي، وخفه البيتي يوحي بمدى جنون وصعوبة حالته خصوصا بشعره الأشعث المتناثر بعشوائية غاضبة…. كأنما يشارك صاحبه جنون خوفه…. يسأل عنها فيجيبه الواقف بعملية ( الحالة في غرفة العمليات.. لم تخرج بعد…)
يشير إليه ليجلس…


اجتمعت العائلة أمام غرفتها، ينتظرون الفرج….
على بعدٍ من غيث كان محمود جالسا يضع رأسه بين كفيه بلا حيلة…
وغيث يناظره بعين غلّ…. يذهب أمام غرفة العمليات يقف بحسرة…. يضرب بقوة على جدار الغرفة بغضب …. رأسه تضرب بمزيد قهر في الجدار…
يهمس متألماً… وعيناه تفيض بالدمع (ياالله)...
تربيتة مشفقة على كتفه من زبيدة ( مهلا على قلبك يا غيث، سيردها الله لنا بالخير، لا تتوجع يا أخي)
رفع عينيه إليها في كمد وضرب بقبضة على صدره بقوة (يا زبيدة هنا جمر مشتعل…)
يقطع نحيبه خروج الطبيب من الغرفة… يخلع عنه كمامته ويقول بروتينية (ستفيق قريبا، اطمئنوا، لكن حالة قدمها ستأخذ وقتا لتشفي)
ثم نظر في الوجوه المتراصة… ويقول بهدوء (هي تهلوس بقليل من الكلمات.. لكن ستكون بخير، عن اذنكم)
ابتعد عنهم… وابتعد غيث لأخر الجدار، ينزلق بقلة حيلة على الحائط، ويهبط أرضا بقسوة… يضم ذراعيه حول جسده بقوة… يحتضن نفسه بدعم… ويتنفس بعمق… يتنهد بحزن وصوت شهقة بكاء خرجت منه بلا إرادة لكبحها…. ""
________
عاد لأرض الواقع….. يفتح الغرفة ببطء… يدخل بهدوء… صوت خطواته أنبأت بقسوة إحساسه لدى رؤيته لها متصلة بالأسلاك من كل جانب…
اقترب بخطوات بطيئة وهو يشهق بهلع متزايد…. دخان عينيه يمطر على خده بقوة…. ولحيته النابتة بقوة جذورها خبّرت عن قسوة الوقت الذي يعانيها….
يتقدم بخطوات مترنحة، يسقط أرضا بقوة… ركبتيه لا تكاد تحمله، ينهض مرة ودخانه عينيه يجيش بمطر…. حشرجة صوته الباكي…. وأنفاسه اللاحقة بدمع حزين…. همسه الخاضع بألم (سراب)
اشتدت وتيرة عينيه بالدمع الفائض…. وقدمه تقوده بترنح لمرقدها… تمتد كفه برعشة مفاصل واهتزاز حدقتيه بألم، وهمس عينيه الباكي
( سراب…)
أنينها وصله…. ضغط على كفها بحنو… يشد بها على قلبه ليصبر.. ضم بكفه الأخرى كفها لقلبه….. واحني جبينه ليستند به على جبينها دعما لقلبه…
دمعاته تهطل على وجهها بقوة… وهو يقول بصوت هامس، حزين،، متقطع النبرات (لله ما أوجعك يا نور العين… أعطيكِ قلبي وروحي والعين… أعطيكِ النفس راضٍ بعطيتي يا بنت العم… أيرضيكِ وجعي يا سراب… انهضي والله راضٍ ببعدك دامك بخير…)
ثم صوته يهمس لائماً ( ألم أحذرك مواراً من القيادة ليلاً؟.. لكن من أحذر ومن يستمع)
يضع خدها على خدها برقة ويهمس لشفتيها بخصوصية ( كم أنت مستبدة)
يعتدل في وجهه ليهمس مجددا مستندا بأنفه لأنفها (تعشقين خوفي عليكي… وتصولين وتجولين في نبضي، كأنما فؤادي ساحة رقص تلهوين عليها باهتزار خصرك…)
يناظر شفتيها بمزيد حميمية
(يا مستبدة!)
لثم ثغرها الباهت من التعب… وهوهمس لشفتيها برقة ( فلتحتفظي بمذاق ثغري حتى أقتطف ثمار القُبَل صباح مساء حياتي في جوارك)
نهض برأسه حين على نبضها في الجهاز الموضوع على قلبها… يبتسم بخبث وهو يميل لشفتيها (لا زلت تحفظين مذاقهما يا مستبدة…. ولازال قلبك يسرع من نبضه كلما لثمتهما بعشق…. كم عمراً مر على عقد قراننا يا سراب القلب؟… عام ونصف العام….)
مد أنامله يمسد ليلها المفترش لوسادتها بحنان (ياالله، أتظنين الفراق هيّن يا بنت العم…. أتظنين أن من ذاق حلاوة الجنة يخرج منها…. والله إنك لمتوهمة… ألقين عليك يمين الطلاق لغرض في نفسي… الان والله لن أدعك عني ما حييت…سأطاردك لمشارق الأرض ومغاربها إن تطلب الامر….)
رفع شعرها لفمه… يشتم عبيره بفيض عشق ويهمس له بجنون ( والله لا أدع غيري يلثم ثغرها أو شعرها… لا أذرك لغيري ليفترش شعرك حريرا علي وسادته…. أنت لي رضي من رضى وأبى من أبى…)
نهض عن سريرها… يودعها بقبلة لجبينها يشِمُ بها اسمه عليها…
يلقي نظرة أخيرة لقدمها المعلقة في السرير… يتقدم إليها،. يمرر كفه عليها بحنان… يهمس برقة حزينة.. ( أبكتني السراب… كم دمعة ألقيتها على أرضها من الوجع… كم ألمتني بمرضها…)
يميل لقدمها… يقترب بهدوء… ويلثم قدمها المعلقة بقبلة حنونة… وينهض عنها رافعا رأسه وهو يقول (سأرد الصاع صاعين لها…. صاع الفراق، وصاع رقادك بين الحياة و…)..
تحشرج صوته وهو يكمل بغصة ( والموت…)
يذهب ناحية الباب وهو يلتفت ممسكا بمقبض الباب، (في كل مرة سألتيني فيها عن خروجي إلى أين… كنت أردد في قلبي "إليكي دائماً")
يتطلع إليها بغصة ويقول بشجن (الآن أقولها ملئ فيهِ… إليكي دائماً.. يا قِبلة القلب)
وخرج، موصدا الباب خلفه… عليها. عازم… وعزم العاشق، بألف عزم…
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::


صوت جرس الباب يعلن عن زائر صباح كل يوم…. صوتها الناعس يصرخ لمن بالباب وهي تضع حجابها أمام الباب وتصرخ عاليا ( حسنا، لن تذبل الأزهار لتأخري عن فتح الباب.. تبا للأجراس المعلقة.. وتبا لذاك العبيدة وتبا للجميع)
تفتح الباب بعنف لتجد من يرتكز على إطاره ويناظرها بتسلية… كانت عينيه مرهقة… وبدا عليه التعب جليا في ثيابه الرثة الغير مهندمة، ولحيته النابتة بغير تهذيب كعادته… وشعره الأشعث علي غير طبيعته الهوجاء الحرة، اول أزرار قميصه مفقودة، والأزرار الباقية مفتوحة لصدره… تهاجمها جاذبيته البدائية، وهي تتصدى له بعيناها الناعسة…. مع رفع حاجبيه بخبث وهو يقول بتسلية ( عزيزتي تبدين في مزاج مثالي للقتل حقا….. بهذا سأضطر للقلق حيال أن أوقظك أنا أو أحد أطفالنا صباحا للاستعداد للمدرسة….)
ببلاهة فتحت فمها… ثم بنفس نبرتها قالت بعدم استيعاب ( أطفال من؟..)
ضرب الباب بقوة وهو يدخل للبيت بقلب واثق من خطواته (أطفالنا عزيزتي،)
ثم استدار إليها غامزا ( اطمأني لن أزيد عن أربعة إن تطلب الأمر)
مد كفه لخدها يقرصه بمشاغبة وهو يقول بحميمية ( لا أحب أن أضيع رشاقتك علي الحمل والولادة… لهذا سأكتفي بأربعة فقط وأنت طفلتي الخامسة يا عزوزة قلبي انتي)
عيناها متسعتان ببلاهة وهي غير مصدقة لما يحدث… أفاقت لتضرب كفه بقوة تبدعه عن خدها وهي تصرخ (اخرج من بيتي أيها المتحرش القذر)
تدفعه في صدره ليخرج… لكنه ثابت في مكانه بقوة… كأكأنما تيبست قدمه بالأرض لينظر إليها بعين غموض وهي تدفعه بكفها في صدره…
تصرخ بغضب ( من أي داهية سقطت على حياتي يا متعجرف… أخرج من بيتي حالا…)
تدفعه وهو تارك لها مجال الدفع بتساهل… تصرخ (ألا تمل من مطاردتي… أنا الآن مخطوبة لرجل يزن بأخلاقه مائة منك… )
كلماتها بترت على مشارف شفتيها حين كانت في لحظة على الجدار محتجزة بين ذراعيه… خصرها في كفه الملتفة كثعبان يعصرها عصرا… وكفيها خلف ظهرها مطوقتين بكفه الاخري… وهو يميل لوجهها بخطورة… لا يفصله عن أنفها إلا قليل… مال ليسند أنفه بأنفها هامسا وهو يقول بصوت غريب ( أعيدي علي ما قلتي يا حبيبتي)
تلك الكلمة جعلت قلبها يرف بجناح غريب…. وجفن عينيها ألقى لغاباته غمزة مرتبكة….
فهمست بتصدع صوتها ( أبع… أبعد كفك عني يا..)
يزيد من خطورة ميلانه… ويزيد من خطورة قربه… وهمسه وحده أرض مفخخة وهو يكمل همسه لشفتيها ( عبيدة… اسمي هو عبيدة)
يتهجي أبجدية حروفه علي شفتيها حرفا حرفا وهو يلثمها مع كل حرف بتؤدة وهدوء ( ع…. ب….. ي…. د… ة…)
عيناها على اتساعهما بذهول من تلك العاصفة التي اجتاحتها بقوة….. تحاول التفلت… لكنه يقربها منه بقوة أكبر، يعتصر خصرها بشدة…..
مال وجهه ناحية عنقها ليضع أنفه في تجويفها الدافئ… وينفث هواء رئتيه ساخنا… كأنما يزيل عنه تعبه… وتنهيدة قوية منه خرجت تلهبها بمشاعر غريبة تشعرها كأول مرة ( كيف تكونين لغيري يا عزيزة…)
زاد احتضانا لها… وزادت هي في محاولة المقاومة…. هامسا بتشنج لعنقها، يضغط على فكه بقوة (كيف؟..)
رفع وجهه إليها وغابات زيتونه تحترق بلهيب الغضب ومشاعر أخرى جنونية (أيجدر بي ان أختطفك الان حتي لا يراكي سواي… لأول مرة أعذر غيثا في شعوره)
قهوة عيناها كانت تفيض دمعا حارقا… حاولت التفلت لتنطلق من كفها صفعة على خده الأيمن… تبعتها دمعة ثم أخرى وهي اقول بغيظ… (اخرج من بيتي يا قذر…)
تدفعه بقوة… تجره من قميصه حتى تفكك بعض من أزراره المتبقية بين كفها غضبا…
أمسك كفها عنه غضبا وهمس بحرقة وهو يشير بكفها التي يمسكها بقسوة علي صدره… يضرب بكفها موضع نبضه (هنا جمر مشتعل… هنا بركاااااان)
يضمها لصدره بقوة أكبر ويزيل عنها حجابها بقوة… ويدفن وجهه في عنقها بقوة أمبر… قبل عنقها بقسوة يوشمها باسمه ( لن تكوني لغيري… ولو تطلب الامر مني اثبات ملكيتي لك الان…)
تدفعه بغضب… تزيله عنها بجنون… وهو يتحرك معها بغريزته بقوة أكبر منها…. جرته من ثيابه… حاولت إبعاده لكنها كانت عبثا تخاول… كجدار ثابت لا مفر من المحتوم…
تصرخ بجنون… أكان لزاما على أمها أن تذهب لجميله اليوم… لما تركتها…. لما…
تبكي بعنف وهي تحاول التفلتَ منه….. مزق ردائها…. بان صدرها… حاول أن يزيد من الشق المقطوع… أعمته غيرته… جن حنونه… همس بجنون لاهث ( كيف أتركك لينالك غيري… أبدا لا أذرك حتي تختمين باسمي)
صوت بكائها العالي أصم أذنيه… كثرة المحاولة من الفرار أرهقتها… فاستسلمت بنحيب….
حين أحس استسلامها… قام عنها… جسدها مهدود.. لا طاقة لها في النهوض… مسد بكفه علي وجهها بحنو وهو يقول بصوت غريب ( لا لا تستسلمي هكذا… لو أردت لنلت منك ما أشتهيه… لكني أخاف وجعك… فأني أرهبك حتي لا تحاولي البعاد…)
نهض عنها…
امتد كفه لقميصه المشقوق بازراره المقطوعه وخلعه عنه….
مده لها لتستتر به… لكنها ضربت كفه بقنوط وهي تحاول النهوض بهامة مرتعشة… يد تحاول ستر نفسها… والاخري تتمسك بردائها بقوة…
رمي قميصه أرضا… ومال عليها يحملها… تحاول الابتعاد عنه… تتلوي بين ذراعيه بيضمها بجنون لصدره… وجهها مغضبا عبوسا… تنهال عليه بقبضتها ضربا… فيضمها بقوة لصدره….
هامسة بدمعها الكاره… ( أكرهك… أكرهك)
وهويزيد من ضمها هامسا ( وأنا لي رأي أخر)
وضعها برفق على سريرها… وهمس لها بجدية ( هذا تحذير فقط لتفكيرك أن تكوني لغيري).....
طبع قبلة قوية على خدها… تتشابه مع صفعتها في الاثر المتروك….
وانصرف….
.
مر علي قميصه المشقوق…
فنظر لملابسه الداخلية من قميص دون أكمام أسود اللون أظهر سمرته البدائية.. ووحشية ملامحه استكانت علي باب غرفتها… التقط القميص وارتداه دون مبالاة… وخرج من البيت….

_________

نهضت بثقل إلي الحمام….. تجلد في نفسها تحت الماء…. تزيل أثار قبلاته عنها….
تبكي…. عيناها بلون الدم…. وغضبها كان بركانا ثائرا…
تبكي بقوة أكبر…. اضرب الجدار بقسوة… لا حيلة لها… لالا حيلة…..
صرخت بغضب ( والله لاردنها أضعافا مضاعفة)...
وعيناها تعقد عزمها على ما تنتويه…
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::

تقف علي باب غرفة أختها… تمسد الباب بحزن… تضع جبينها بهم…. وتقول ( ألن تنهضي يا مريم… لدي ما يوجعني فأبثه لك… فلقد ضقت ذرعا بالكبت يا شقيقتي)
دمعتها انسلت من عينيها سرا فهبطت على أرض المشفي…..
صوت خشن تعرفه أتى من خلفها يهمس بحنان ( فلتدخلي يا انسة جنة لما تقفين هكذا)
رفعت عينيها إليه وهمست بحزن ( ليست لدي طاقة تكفي لكي أبثها لشقيقتي…)
اقترب منها وأنزل رأسه ليقترب من أذنها ( سأعطيكي من طاقتي ما يكفي… ادخلي وابتهجي)
ثم رفع عينيه لعينيها وقال بهدوء (ألا زلت قلقة على سراب؟)
قالت بتنهيدة متعبة ( وكيف لا أقلق وهي ابنة غمي يا أيها الطبيب)
تبسم بشجن وهو يقول ( قلبك هذا كم أثار من المتاعب لنفسك)
تستفسر عن مقصده ( ماذا تعني؟ )
انتصبت قامته وابتسم بلامبالة ليقول بنبرة عادية (لا شئ هل ستدخلين إليها أم لا)
قالت بهدوء ( كلا ليس لدي طاقة… سأترك أمرها لله… وليحمينا الله)
…… ابتعدت عنه….
فرمق ظلها المنصرف عنه بقنوط…. ليهمس بتشنج ( تبا لحضوره… كم زاد علي تعبك… الاخرق…. سأردها له…. فقط بالهدوء)...
وكأنما عداوة قديمة استفاقت من مكمنها…..
================



سمية سيمو غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-20, 05:14 PM   #27

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع
===============

يمسك بكفها بين أصابعه...يمسد علي ظاهر كفها برقة….يقرب وجهه من وجهها...يهمس لها وهي مغمضة العينين في ملائكية، وحُسن…. شعره المشعث، وقميصه المهمل، وذقنه النابتة ببدائية وتمرد...يوحي شكله... بالأرق...بالتعب
...بالشوق…..يقول مداعباً نبضها بحلاوة الغزل...
(كم مضى عليكِ في نبضي…..تلعبين،وترقصين، وتتغنجين في قلبي….كم مضى من العمر وأنت تمطرين علي قلبي وجعاً وفرحاً في آن واحد….أنت سراب قلبٍ يحتاج الغيث...وأنا فقير إليك...أحتاجك…)
ينظر لوجهها عن مقربة ويفيض بمزيد شجن….
(أتعلمين أني اشتقتك...لا أعلم ما بك حتى ترفضين أن تستفيقي لهذا الوقت…)
يرفع كفها لفمه، يلثمها بشوق…..يغمض عينيه ويقبل ظاهر كفها بشغف…
يفتح عينيه ليميل لأذنها هامسا (لا تزال رائحة الليمون تفوح منك….وكأنك جددتِ عطرك للتو...لكن لجسدك حتى رائحة الليمون، أم أنها رائحة الشوق اللاذع...الشوق لمرآكِ بخير وعلى قدميك، ولو بيني وبينك في الدنيا ألف ألف ميل وخطوة...يا حلوة العينين...يا جميلة المبسم...يا نعمة الله في عمري...يا جنة الدنيا...يا حبيبتي..)
تأخذ نفساً وتحرك وجهها في رضا….على وجهها أمارات السعادة...وبسمة مرتسمة على شفتيها في رضا...كأنما نالت من العشق ما يسد رمقها لأعوام….
نظر لها، وابتسم هو الأخر...وفي رمادية عينينه إلتمع الدخان موشكا على إعصار مشاعر معتاد….مال لوجهها، وهمس لها بصوت خلاّب (يرضيكي ما يتفوه به هذا الفؤاد الذي اقتحمتيه عنوة في الصغر….وتثبتين ملكيتك عليه في الكبر...يا بنت العم...يستشيط نبضي من القرب….وفي عيني لو نظرتي طوفاااان….)
يميل لها بخطورة وهو مغيّب (بخطووورة يجرفني لهلاكي…)
أسدل جفونه بكسل (هذا إن كان في عقلي عقل….ذهبتي بي لشفا جرف هار...لا انهار بي في جهنم البعد… ولا أوصلني لجنة اللقاء...بل أنا على صراط قلبك حائر…)
كسل جفونه انتقل لهمسه (أفيقي...أو أني غير مسؤل عن عواقب ما قد تفيقين عليه…)
وفي خبث مال مداعبا بأنفاسه لوجنتها (سأفاجئك بما يجعلك تقعين من هول الصدمة…)
ضغط على كفها بتأكيد ملكية
وصوته اشتدت وتيرة خطورته وتصميمه (لكن سألفك بحبائل عشقي لفاً...حتى تقعي بين ذراعيّ...لا تضمك جنبات صدرٍ غيري...ولا يجيش النبض بقرب غيرك)

صوت هاتفه أخرجه من حديثه معها...ليعتدل جالسا...دون أن يذر كفها وحيدا عنه…
يجيب بصوتٍ مشتد من الغضب المكبوت (هل وجدتها يا كريم...؟!)

عينيه….بخارها اشتدت ظلمته… وكفه ضغطت بقوة على كفها…. وعينيه تناظرها بقوة… وصوته اشتد اصراراً..(سآتيك… انتظرني…)
مغلقا هاتفه… يميل لها مرة أخرى … ويهمس بصوت قوي (سأدعك وحيدة الآن…..دعي ما قلته في قلبك...واذكريني في حلمك حتى آتيكِ…)
ابتسم مشاغبا (يبدوا أنني سأعود غيثاً الذي كان قبل ثلاث سنين….لم أقتحم عليكِ أرض المحكمة حتى لا أشتت انتباهك...الآن سأقتحم ساحة حياتك…)
ازداد قربا وهمس باصرار (واشتت نبضك..)
ناظرها بمزيد شغف...ولشفتيها ألقى سراً...ونهض….اقترب حتى فتح الباب وخرج...تنهدت هنا بخيبة أمل..وكأنها مستيقظة...تدري بقربه…
____________

قبضته تمسكت بمقبض الباب بقوة...وعينيه ازدادت حديتها...وبقسوة قال للواقف أمامه يستند على جدار الحائط مقابله (ابتعد عنها يا أنت...ليس لك فيها حاجة)
يعدل من إطار نظارته..ويرمقه بنظرة قوية (وكيف ذلك يا حضرة المدعي)
ثم مال بوجهه ونبنرة مستفزة قال (أليست خطيبتي...كل الشأن لي!..)
كز غيث علي فكه طاحنا ضروسه بغضب...ليضغط علي مقبض الباب مانعا عنه لكمة يتمناها ليسددها لمنتصف وجه ذلك المتأنق..أخذ نفساً عميقا..وتحرك نحوه...ليقول بهدوء غاصب (عند والدتك ياروحها وفلذة كبدها...أما عندي هنا وأمامي...تنتصب قامتك إحتراماً لحضوري، و تطبيقاً لقانونٍ أنا فرضته بموجب حقي الحصري عليها...فلا تناظرها عينك ولو بمجرد إلقاء تحية...ولا تهمس شفاهك بأحرف اسمها ولو من باب المصادفة… إن رأيتها في مكان تسلك طريقا غيره….تبتعد عنها بالميل...وتبتعد عني بمساحة تقديرها أن ظلك لا يلمس موطئ قدمي….وإلا ستكون نظاراتك التي تفتخر بها ملتصقة بمنتصف جبهتك...فهمت يا حضرة المحامي!)
ضحك محمود باستهانة...وقال بنبرته الباردة التي أشعلت غيثا من الغضب (مالي وظلك….أنت حر في مكان تواجدك...أما عن تواجدي، فأنا أكون مكان ما أشاء وقتما أشاء...وقوانينك ليست دستوراً مقدسا لأمشي عليه وأخاف العقاب...اختلطت عليك الأمور يا حضرة المدعي العام...ما أنت إلا محامي عن الدولة وأنا محامي فرد...لا تهزني إثباتاتك فأنا هنا لإثبات عكسها….وأنت داهية القانون وأدري مني بأموره...فلا تتلو علي قوانينك المرتجلة من دستور العشق….فمخطوبتي….أنا أحق بفرض قوانيني عليها منك….وذكر اسمها شيء بديهي...فسراب…)
قاطعته هجمة علي ياقة قميصه المكوية...وجذبه ناحية الغاضب...وعينيه الحمراء من ليل السقم والأرق، اختلطت مع بدائية ملامحه الغاضبة….فأشبه الأمر كأنما وحش تفلت من عقاله…...وصرخته بفحيحٍ شرس (إياك يا هذا….إياك وذكر اسمها بشفاهك...إياك والا لأقصن لسانك هذا...فلتحترم خصوصية القلوب…)
كف محمود شابهة غلظة كف غيث...لكن هدوء أنفاسه أثار غيث لنزيد بطش ونبرة محمود المستفزة (اهدء يا حضرة المدعي العام….ولتعلم أن خصوصية القلوب ليس لها في الشرع استثناء...كلنا نقتبس من العشق ما نستثنيه بملوكية حضور ما نحب…..لكن الحق يقال...ليس لك عليّ..حكم…)
حاول محمود فك كف غيث عنه…..لكن قبضة غيث ازدادت شراسة...وزاد ضغطه على عنق الآخر...يكابر محمود من ان يظهر اختناقه...ليحابهه بفرض قوة تحمله على غضب غيث...هو يعذره...ففي النهاية...كلاهما…. عاشق….
احمر وجه محمود وصعب تنفسه...وغيث أعماه غضبه….وهمس بغضب وهو يراه لا يستطيع التنفس (إني قاتلك….)
يجابهه محمود القول (ابتعد يا غيث...لا تتهور…)
يزيد غيث من إحكام قبضته على عنقه ويقول بفحيح(لم تكن أهلا لها….لم تحميها….لم تبعد عنها ما أصابها...كيف تترك ما حدث يحدث لها...لو أني مكانك...لو نلت لذة قربها...لأسكنتها قلبي كل لحظة وأختها كأنها الأولى...لكنك لم تكن أهلا لحمايتها منذ البداية….)
يزيد من قوة قبضته….وعين محمود تزداد جحوظا….يحاول التفلت...لكن الغضب أعمي….أسينتهي به الأمر مقنولا على يد غيث….علي يد أخ حبيبته….ألن يخبرها بحبه….أسيموت وسره معه….سبعة أعوام مررن عليه...يحبها سرا...ألن تتحول لجهرية….تبا….
قبضة التفت على كف غيث...ودفعة قوية أبعدته….وصراخ غاضب من عبيدة (ماذا تفعل بحق الله يا غيث...لم أعهدك متهورا…)
يمسك محمود برقبته….يمسدها برفق….يحاول اخذ نفسه بسرغة...يسعل بشدة….ودمع عينيه تفلت من قوة سعاله…
ونظرة غيث له وحدها تقتل….فما بال كفه…. ضربة في صدر غيث من عبيدة حاول بها إفاقته….وغيث يثبت عينيه على الملقي أرضا يحاول التنفس….. امتدت أصابع عبيدة بغضب لوجه غيث توجهه إلي مسار نظره...وصرخ فيه بغضب (كيف تتهور هكذا..منذ متي يتمكن الغضب منك يا غيث….لم أعهدك متسرعا مغضّبا…)
نظرة قوية من مقلتي غيث الضبابية...وهمسةُ منفعلة خرجت منه…(إنها سراب يا عبيدة…)
وزادت وتيرة تنفسه حدة...ليهمس بعينين متلألأتين...ودخانه عاصف…..وحشرجة صوته...تبكي…..(سراااااب…..)
...اندفع عن عبيدة...ونظرة أخرى ألقاها علي الجالس أرضا...وعينيه تلقي بإنذاراتها….ومضي…
ألقي عبيدة نظرة علي ظل غيث المبتعد بحسرة...ظهره متقوس بانكسار، يعرفه حق المعرفة...ويعرف أيضا هذا الانكسار...إنكسار قلة الحيلة...فلا حيلة بيده...هو مثله، لتوه كان سيقتل قلبه...لتوه كان سيتهور بما لا تحمد عقباه...كان...سيضيعها.ويضيع نفسه….لتوه كان سيندم ندم الدنيا والآخرة...كان سيقضي بقية عمره يعض أصابعه ندما….لم ينتوي ما كان...لم يكن في حسبانه إلا أن يتكلم…
لم يكن ينتوي إلا أن يقول لها مهددا بدل باقات الأزهار…"لن أذرك لغيري.."
كان هذا وحسب ما أراد قوله
..لكن مرآها بعينيها الناعسة، التي تناقض قهوتها المنسكبة في حدقتيها...خدرته...فأصاب منها بضع قبلات تحت تأثير السُكر من مقلتيها...ولم يستطع المقاومة…..فزاد في عدوانه عليها...لم يستفق إلاّ على تنهيدتها المستسلمة….وشهقة خافتة خرجت منها بوهن...فأصابته بمقتل...فاعتدل، وابتعد….وحين حملها...وجيبه انقبض بألم...كيف تكون بمثل هذه الهشاشة...كيف؟……
بل كيف استوطنته هكذا...كيف بالله فعلتها في أيامٍ قليلة...وبضع لقاءات...وكل ما حدث في اللقيا...أن كانت قهوتها المنسكبة في حدقتيها تغمٌر غابات زيتونه بالكافيين...فتزيده ولها...ورغبة….وتزيد من نبضه...وتزيد من الشوق لعينيها…..
أفاق على صراخ زبيدة القادم وهي تقول برعب (محمود ما بك...؟)
امتدت كفها تساعده على النهوض...يمناها امتدت لكتفه...ويسارها حاوطت خصره….وهو ينظر لها، غير مصدق...غير مدرك لحقيقة تواجدها الآن قربه….ازداد ثقلا...فغيابات عقله ازدادت ظلاما….وسقط….جسدها الصغير أوشك على النزوح جاره….فاقترب عبيدة….أسنده عليه...وقال بهدوء…(سيكون بخير...لا تقلقي….)
نظرة برعب إلي عبيدة...وبجزع قالت…(أمتأكد؟!)
ابتسم عبيدة من جانب شفتيه استهزاءً….(في النهاية أنا طبيب….لم أتعب كل هذه السنين في الدراسة حتى يستهان بمقدرتي على تشخيص الحالة…)
قالت تحاول تبرير كلماتها…(لا أقصد...)
قال بهدوء وهو يبتعد به…(لا بأس يا زبيدة...فلست وحدك من يقصد …)
يعدل من جسد محمود المستند عليه...ويهمس بصوت مكتئب (في نهاية الأمر لا أحد يعترف...لا أحد يصدق...وأنا، الغبي…)
تنهيدة عميقة خرجت منه...وصوته بدا...حزينا…. (وأنا….أسف..)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :
يضرب بمه إطار السيارة….وبغضب يلكم عامود الإنارة المجاور….أُدميت كفه….يعتصر عينيه بقوة...ويرفع رأسه للسماء...ويهمس بصوت...عاجز…(يا الله…)
يضع كلتا كفيه علي وجهه...كأنما يخفي شيئاً...كأنما يخفي..وجعه…
يهمس من تحت كفه لنفسه...يخاطبها باستهزاء…(كم مرة أبكتك...؟!...كم مرة عشقتها؟!..وكم مرة ينفلت غضبك بسببها؟!...لها دمعي يسقط مدرارا كلما…)
ابتسم مستهزءا...وأزال كفيه عن وجهه...وابتسم بسخرية...وقال بصوت قليل الحيلة (أي ّ كلما هذه التي تقولها يا غيث….سراب تبكيك دوما يا أحمق...وأنت مستمر...تبكي كالأطفال...وتجهش بالبكاء كالرضيع…)
ضرب مكان نبضه الذي تصارع بعد انقباضته الموجوعة….وقال بصوت مكتئب...كأنما سجين حكم عليه بالإعدام، بعد عمرٍ قضاه سجيناً…(لكنما لا حيلة لي….لا سلطان لي علي هذا النابض...ولا حرج في العشق...فليس علي المحب من...حرج..)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::

دخلت عليها أمها وهي تقول بصوت خاولت جعله قاسيا…
(انهضي يا فتاة...لكي يوم طريحة فراشك...من يراك الآن يظن أنه قد تمت خيانتك….انهضي يا بنت بطني….لا عمل ولا طعام…)
صوتها خرج فارغا جامدا من أسفل العطاء…(أمي لست جائعة...كلي أنتِ حبيبتي)
تنبهت حواس الأمومة العشر...وتركت الباب، واقتربت منها متسائلة (حبيبتي...وأمي!!)
جلست علي السري...ووضعت كفها على وسادتها وقالت تحاول المزاح علّها تخرج….فعزيزة تحترم لسانها، وتقول أمي دون إضافة ألقابها المعهودة…(هل أصابتك الحمي مرة أخرى...أم أنها العين والحسد؟!)
قالت عزيزة بصوتها الجامد (لا لم تصبني الحمي يا أمي...الأمر فقط أنني، أحتاج النوم...هذا أسبوع النوم لهذا الفصل...فالخريف يحتاج التعاس، فتقلبات جوه…..أرهقتني…)
بكل جدية قال أمها بعد أن ضربت بكامل كفها على صدرها بهلع (يامصيبتي...ابنتي المجنونة محترمة….يا للفضيحة….عين، والله هذه عين رأتك ولم تصلي على النبي…)
لتنهض بجزع (سأتي بالمبخرة...وسأشعل اعواد البخور التي جاء بها "خالد"... وسورة البقرة سأفتحها وأقرأها...ولأقومن بغرز إبري في عين كل من رآك يا فلذة الكبد ولم يقل ما شاءالله...عروس ورقية...وبعدها ستتحسنين..ان شاءالله)
أغلقت الباب خلفها...وعزيزة تستمع لتتنهد بقلة حيلة وهي تقول…
(عروس ورقية بعد البقرة...أي خزعبلات هذه التي ألقتها حسنية في عثل أمي….لا حول ولا قوة إلا بالله )
تنتهدت بقوة وأغمضت عيناها بهم وقالت تتشبث بالغطاء بحمائية (الأمر أكبر من هذا يا أمي...الأمر ليس حسدا...بل حقدا…)
عينيها دامية….ودمعها لازال ينسكب….حبات البن في عينيها ازدادت خيبة...وانكسار….وهي تجهش بقوة وتضم ركبتها لصدرها في وضع الجنين….تبكي وهي تقول برعب (كدتُ أُنتهك...كادت طهارت جسدي أن تدنس بفعل ذاك البغيض….)
تزداد انكماشا...وتزداد تشبثا بغطائها...تضم نفسها بقوة….وهي تقول بهلع غير مصدقة (يالهي كدت أضيع….)


صرخة أمها الفرحة...بهجة صوتها حين صدحت بصوت فرح باك (سفيان ولدي...اشتقتك يا نظر عيني...اشتقتك يا غالي..اشتقت رائحتك….)

تداخلات كثيرة...وأصوات فرحة، وهي تزداد انكماشا، وتشبثا،….وضعفا...وبكاءا….

انفتح الباب...وصوت سفيان يحادث أمها بتساؤل...بدا مرهقا في نبرته (ما بالها؟! ….أهي حزينة؟!)
تقول الأم بصوت قليل الحيلة (والله يا ولدي لا علم لي...أتيت من عند جميلة بنت الجيران فلقد وضعت مولدتها...العقبى لي بحمل أطفالك وأطفال تلك النعيسة...كم أشتهي ذالك قبل أجلي...أجلي الذي سيأتي على يديك وأختك قريبا)
يهمس لها سفيان مداعبا (مابالك يا جميلة..هل اشتقتي للحديث عن الجيران….هل حسنية لا تقوم بالواجب أم ماذا...يا أماه أسألك عن أختي فتهت معك في غيبة الناس…)
ضىبته علي.كتفه بغضب...وبعدها مسدت مكان ضربتها بحنان وقالت بعتب (عيب عليك يا فتي….لم يراك قلبي من ثلاث سنين...وفي صدري حكاوي اشتهي أن أبثها إليك يا بكري وسندي…)
يقرص وجنتها بخفة ويبتسم بتودد وحنان لتجاعيدها الراقية الحلوة ويقول بمداعبة ( وأنا طوع بنانك يا جميلة الجميلات وسيدة النساء...لكني أشتهي من كفيك طعاما...يسد رمق شوقي إليك يا قصيرة قلبي، وحبيبتي)
ضحكت بابتهاج وهي تمسد على كتفه لخفة وتقول بحلاوة (أكلت عقلي من حلاوة كلماتك...سأطهو لك ما تحب….نصف الساعة وما تشتهي ستجده أمام عينيك يا ضي عيني..)
قبل رأسها...وتركته….
اقترب لسرير الراقدة….ربت على كتفها...وقال بصوت مازح (ياللشوق….ألهذه الدرجة اشتقتي لي يا عزيزة النفس…..يا فتاة فلتخففي من قوة حضنك...فأنا...متعب..)
سمع صوت شهقة مكتومة...وجسدها يزداد انكماشا…..هلع عليها...فربت بمحاولة مواساة (ما بالها حبيبة أخيها….وجنته الدنيوية….ما بالك يا ريحانة أخيك؟!)
زاد بكائها….فاقترب...جذب عنها الغطاء...كانت تفاومه..لكنه أقوى….رآي إنكماشها الغريب، المكتئب…..رفعها إليه...وأجلسها عنوة أمامه...عشوائية حركاتها المقاومة..أكدت له أنها تخفي أمراً جلل….فجذبها لحضنه، واعتصر هشاشتها الحزينة على صدره…
مسد على شعرها بحنان...وبرقة قال (لا عاش من أخفض لك هامة...لا عاش من أبكاك يا مهجتي...يا قلب أخيك…)
تشبثت بكفها في سترته الجلدية...لم تلحظ أنه يرتدي ما يعادل راتبها لسنة كاملة...وزاد تعنت كفها في تشبثها بجسد أخيها...وصوتها علىٰ بالبكاء...ونشيجها.زادت حدته….وهي تدفن نفسها عميقا فيه…. لتقول بصوت موجوع (أين كنت؟….والله أحتاجك…)
زاد احتضانا لها….وهي زادت تشبثا...ليهمس بصوته الغليظ في حنان (أنا هنا الآن….ولنا حديث طوييل...تخبريني فيه ما يؤرقك…)
اومأت لتقول بصوت هاديء فيه بكاء (حسنا...ولكن لا ترحل ثانية…)
رفع إليه وجهها...هاله منظر عينيها المتورمة الحمراء...تكاد لا تظهر….لكنه أخفي هلعه ليربت على جانبي وجهها يبعد شعرها عنه بحنان...ويقول مؤكدا (لا تقلقي...لن أرحل بعد الان ان شاءالله)
تعض على شفتها السفلية في محاولة لكتم بكائها...وتقول بصوت خاوي...فيه حزن ووحدة شق قلبه…(أنا وحيدة...وحيدة دونك…)
ضم رأسها إليه...وعينيه زادتا إصرارا وخوفا….وصوته خرج مهتزا (لا لا تقولي هذا...أنت لست وحيدة...أنا هنا...أخيك هنا...لا بأسس…...سنتجاوز الأمر...ستكونين بخير...لا بأس..أنا هتا…)
زاد النحيب وهي تومئ برأسها...وتزداد تشبثا به...تدفن نفسها عميقا فيه ….. وتقول بصوتها الحزين (نعم...أنت هنا الآن…)
وفي خارج الغرفة...كانت عين أمها تبكي...وفي كفها تقبع المبخرة...تقرأ ما تحفظه من الأيات...وتدعوا بتضرع (احفظهم يارب...أطفالي)
………………
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::

صوت يناديها من بعيد...كانت تركض….تهرول بجزع...وصوت خشن لا زال يناديها...تصبب العرق غزيرا من جبينها الناصع بياضا….وهي تركض...كانت تهرب من شئ لا تعرفه...لكنها تهرب...الصوت لا زال ينادي...وفجأة...كف حطت على خدها...فتخت نجلاوتيها بفزع…. وهي تمسك بتلك الكف...تضغط بقوة عليها...
فحم مشتعل...هكذا كانت عين موقظها، ومنقذها….
همست بضياع (ماذا؟!..)
لمعة فحمه...وضحكة خرجت منه في غموض...وعينيه علي شفتيها الناطقة...وصوته خرج محملا بمعاني غريبة (من جديد...زمان ويعيد نفسه…)
ثم استقام...قال بصوت مطمئن (يبدوا أنك غفوتي على سرير أختك...انهضي لترتاحي في غرفتي….لن أزعجك…)
قالت بصوت رقيق فيه لمحات نعاس..(لا...لا بأس، لقد أخذت كفايتي من النوم...أنا أساسا لا أستطيع النوم….)
باهتمام مال بوجهه ناحيتها وسألها (أهي الكوابيس مجددا.؟!...)
قالت بعدم تركيز (نعم..)
ثم تنبهت لكفها القابضة على كفه.. فتركتها معتذرة بحرج… وهي تتأكد من ثبات حجابها…. ثم تنبهت لتنظر إليه بتساؤل (كيف تعرف بالكوابيس؟!...)
قال بنبرة غريبة وهو...يمعن الفحص في مقلتيها (لا تشغلي بالك يا جنة...الآن عودي لترتاحي…. الان سآتركك قليلا..)
أدار ظهره وخرج..وهو تنظر لظله بعجب…..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::


يجلس القرفصاء، مرتدياً بذلة سوداء رسمية أو هذا ما يوحي به مظهره الغير مهندم… فهذا ما كانت عليه …في المشرحة... أمامه تقبع جثة إمرأة، فاهها مفغور بتجمد، وعيناها جاحظتان برعب…. أخرجها أحدهم له من ثلاجة الموتى… ليقول بصوت عمليّ ( الجثة تبدوا أنها مطعونة بعد أن قام الجاني بخنقها بعقد اللؤلؤ، والذي من المعاينة تبين أنه لا زال… جديداً… يبدوا كمكافأة على إنجاز ما!...)
قال الواقف جواره بصوت متسائل.(ولما يكون كمكافأة...قد يكون هدية أو ماشابه...تبدوا كمن يأتمن لقاتله فهي لم تقم بإبداء أي مقاومة ضد القاتل)
يقف الجالس بهيمنة وهو يقول بصوت عملي (بل قاومته لكن بعد فوات الأوان...لكني أظنها كمكافأة، وأنا يقين بهذا يا كريم)
عقد كريم حاجبيه متسائلا (يا غيث هذه ليست تخمينات...كل شيء يحتاج الدقة فيه وبناءً عليه سنتمكن من الإمساك بالقاتل)
يميل غيث بوجهه ويقول بصوت ساخر (أتظنني لمجرد أنني كاتب أجهل مثل هذه الأمور البسيطة...لم أترك عملي كمدعي عام لمجرد أن حبيبتي تقف أمامي في ساحة المحكمة)
يقول كريم بتبرير (أنا لا أقصد ما فهمته يا غيث، أنا أعني أن مجرد معرفتك بالضحية يجعلك تظن أنها تقاضت سلاح الجريمة كمكافأة...يا غيث دع الأمور الشخصيهة جانبا ولنتكلم بما هو عملي)
وضع غيث كفه على كتف كريم وقال بتعقيد حاحبيه (بعد فحص الحاسوب الخاص بالمجني عليها، تبينت وجود كلمات متبادلة بينها وبين أحدهم… وبعد التحليل توصلت إلي أنه ستصلها مكافأتها اللامعة كما تتمنى وأشار محدثها إلى أنها أخطأت في اعترافها بما حصل للمحامية…)
ثم غير نبرته للحقد وهو يقول (وسراب هي المحامية...وذلك لأني أنا محدثها في تلك الليلة عند الحادث المدبر لسراب علي الطريق السريع)
قال كريم يهدؤه (حسنا نحن في انتظار تقرير الطبيب الشرعي...حتى لا نتسرع يا غيث...الأمر ليس سهلا كما هو متوقع...يبدوا كما أنها عصابة...أو تجمع….فسراب هي المقصودة هنا...وحدها على ما أظن!...)
نظر غيث بتفكير وهو يقول (فعلا تبدوا وحدها المقصودة...فكيف لذاك المتأنق من أن لا يهاجم….)
قال كريم بصوت مفكر…(أو هوجم لكنه لا يريد التشويش، أو الخوف….)
قال غيث بتفكير (يحتمل فعلا..)
ثم قال بعملية…(متى سيصل التقرير...)؟!)
قال كريم وهو يفحص رقبة المجني عليها بعناية…(من المحتمل أن يصل بعد ساعات)

ثم نظر لغيث ليقول بمودة(...فالقضية الان باتت قضيتنا...سأساعد فيها..كوني لم أتركك لحظة...تدربت على يديك بما يكفي….الان لنطبق عمليا…)
========================


سمية سيمو غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-20, 05:16 PM   #28

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثامن
===============

يفتح عينيه...جفناه يعلنان التمرد...يهمس بانفعال متأوهاً...يتنفس بصوت عال، كأنما عُلّقت على رقبته حبال المشنقة… (يا الله!)
تنبه لندائه من حوله...يلتّف حوله ظلان غير متماثلين...أحدهما يقول بصوت غليظ خشن مناديا على اسمه (هل أنت بخير يا محمود!)
و الصوت الآخر أنساه اسمه من فرط خريره المسكر، وهمسه الحنون…(محمود!...)
أغمض عينيه في انفعال… وتنهد في قوة...ويكأنه يستجمع شتات ما تبعثر من أنفاسه...وابتسامة رضا حلّت على مبسمه… وزفير خرج يعلن عافية رئتيه… وصوته خرج هذه المرة كأنما عقدة ما التف على رقبته انفك لتوه… (يــــــا الـــــــلـــــــه!..)
أهكذا يكون وقع اسمه… أهكذا تُلفظ حروفه… أبهذه الرقة تتشكل واسمه يلفظ...بالله أبهذه النغمة كان اسمه يُتغنّى به...في سنيّه الخامسة والثلاثين لأول مرة يسمع اسمه بهذا العبق...بهذا الشجن….أحب اسمه؟!...أم ازداد حباً لها؟!!.....
تربيتة رقيقة على كتفه...وهمسُ آخر أذهب بنبضه…(محمود!..أتسمعني؟)
تبسّم….وهمس قلبه له…"فلنتنعم بهذا النعيم...ويلٌ لنبضي...أشعرني كالليل أشرق بدرهُ في عزّ ظلامِ الصحراء...ياليتها تناديني...ياليتها لا تنطق إلا باسمي…"
تنهد في حزن...النعيم رحل...وصوت عبيدة يقول (افتح عينيك يا محمود...رحلت زبيدة..)
لو تقّصّد حرقه حيّا ما قال هذا…
هو يعلم أنها سترحل….يعلم أنها لا تبقى فيما هو كائن فيه...ليس نفورا منه، بل لأن الأقدار تختلف...لأنهما تماما كالسماء والأرض…
كم يكبرها؟!...عام؟!..بل أقل…
لكنه يشعر في حضورها، كالطفل لتوه يحبو…
لا مفر من العشق...لا مفر من الغرق فيها!..
فتح عينيه على مضض، وناظر ذاك الظل الذي يعتليه، كان عبيدة مُغْضبّاً كارهاً لوجوده...لا يعلم هل يعرفه ويعرف سفيان؟.....هل يعرف بأمر جنة وما حدث في الماضي؟!... هنا توسعت بؤبؤة عينيه حين قال عبيدة بصوت بعيد…(فيما تفكر يا حضرة المحامي؟..)
اعتدل عبيدة جالسا جوار محمود، ليميل إلى جسد الأخير المستلقي على الفراش، ويربت على كتفه بقوة ويقول بصوت حاد (ما الذي فعلته ليغضب غيث من تواجدك جوار بابها غير أنك خاطبها؟)
استقام محمود جالسا… وأسند ظهره ليقول ضاحكا باستهجان (أيغار عليها مني… يا رجل بضعة أيام أخرى وستكون حلالي…. ما دهاكما؟)
نظرة حمراء ألقاها عليه عبيدة تنٌمٌ عن غضبه (حلال من؟.. ألا تعرف أنها كانت حلال غيث قبلك.. أتظنه سيتركها لك؟)
ثم أتبع كلماته بضحكة هزلية (يارجل فلترتجل غير ذالك قولا..)
اتصال أتى عبيدة… رفع هاتفه بعد إلقاء نظرة على محمود في سخط… مالبث أن تحولت نظرته للعجب ثم هبّ واقفا، وصرخ في فرحة (أفاقت سراب؟)
خرج من الغرفة يتبعه محمود… وهما في طريقهما لغرفتها… ينتظرهما العجب…..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


في كفه اليمنى يقبع وريقات.. يتصفحها بإتقان… فكّ ربطة عنقه بإهمال على جانبي قميصه الرمادي المجعّد… وشعره الأشعث متناثر في رونق بدائي جذاب… بين شفتيه الجامدتين تقبع سيجارة يبثها أنفاسه بشراهة… يرفع حاجبه العريض متفحصا فيما أمامه وقابع بين كفه… صوته خرج قويا (تبدوا كعصابة لا أخر لها يا كريم!)
يقول الجالس أمامه على كرسي مقابل مكتبه يتفحص هو الآخر ما بين كفه من أوراق متناثرة على منضدة صغيرة (نعم… وتبدوا قديمة أيضا… لا أجد من الأوراق هذه إلا أنها جرائم عديدة تنتهي كلها بنقطة سوداء على السواحل اليونانية…)
قال غيث بصوت جدي وهو يزيل السيجارة من فمه ويصوب على كلمة في الورق أمامه بأصابعه الحاملة للسيجار
(هناك غريب…"كارلوس".. رجل المافيا المجهول..)
قال كريم:-
( المدعو "كارلوس" هذا الرجل أظنه داهية ، يا رجل خمسون قتيلا في يخت المساء ماتوا جميعا دون دليل مادي او ملموس على هوية القاتل…)
ناظرا إليه ( أهو مشتبه به؟؟)
صوت كريم اتاه:-
(كيف أليست قائمة الحضور تضمنته...وكان حاضرا، صحيح أن حضوره كان شبه موجود وأظنه تقصده حتى لا تلتفت إليه الأنظار ساعتها)
تحدث غيث بصوته الجامد (يا رفيق إن تقصّد القتل لن يتقصد عدم ظهوره بل على العكس سيتقصده حتى يبعد عنه الشبهة...وهو أول مشتبه به..لا أظنه داهية كما تقول...بل يبدوا غبيا في تعامله مع الأمر)
نظرة غريبة ألقاها غيث على كريم مفكرا، ثم تنهيدة خرجت منه ليقول ضاحكا (يا رجل دعك من هذا الآن ولنفتح هواتفنا..لنطمئن على من هم خارج دائرة الموضوع…)
سؤال كريم "(سرابا تقصد؟!..)
نظرة كسابقتها وضحكة غيث مجيبا (نعم..سرااب)

ما لبث أن كانت رنة الهاتف تحيطه علما بوصول اتصال إليه...يجيب على مهاتفه بلهفة ( ما بها سراب.؟..أحدث مكروه؟!)

نهض على عجالة...واستوقفت همته كريم، لينهض هو الاخر مسرعا لاحقا به...على ثغر غيث بدت بسمة...وفي قدميه كأنما علقت عجلات سيارة..يسرع الخطى، ويسبقه إليها نبضه في...شوق…

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

ولج لغرفتها متحمساً...جميع الأعين تعلقت بهامته، كأنما انتظروه...وحده لا غيره…
ما إن خطى، حتى التصقت بصدره عاصفة وردية….عرفها نبضه علم اليقين...وذراعه المفرودة على جانبيه في صدمة…..وكفه التي تصارع مفاصله لتضمها تعرفها حق اليقين...وما لبث أن تنهدت في صدره بعد أن استنشقت بشوق رائحته...فكان إثباتا بحق اليقين…
تسائل نبضه في شوق …" بالله أهي حقا" ….فأجابه الوجيب صارخا.."كل اثباتات اليقين وتسأل؟"
هنا التفت ذراعيه عليها...وضمها ضمة لو تنصهر الضلوع فيها لانصهرت فيه...وذابت….
الشوق الذي أتته به..كان كفيلا ليبثها من حضنه شوقه هو الآخر….
أعواما..أعواما مضت على مثل هذا قرب…
نعم مضى على مثله الكثير….وأخر عناق كان غصبا عنها...حين...الطلاق…
يومها، ضمها عنوة….وهمس لحجابها قبل يمينه الواقع "اعتني بنفسك…..فأنا أوصيكي بنفسك خيرا...فمسير نبضك إليّ...ومرّدُّ وجيبك عندي…."
يومها كان الودااع...يومها كانت نهاية اللقاء...فأي معجزة أُنزلت لتبث فؤاده هذا الشوق؟! ….وأي ظاهرة كونية تلك التي تجعلها بهذا الشوق؟!. …

صوتها الحلو...أتاه مفعما بالشوق...لافظة اسمه برقة وحب..تماما كما كانت قبل الثلاثة أعوام الغادرة بهما….مضى على هذه النبرة ما يكفي من العمر...ما يكفي ليقول هذا كافٍ للشوق…
مضى عليهما ما كان ليأتيهما بطفل...ليأتيهما بصبي يشبهها..أو فتاة تأخذ عيناها فتردي كل عاشق في حبها….

صوته المشتاق (غــــــيــــــث.!..)
وا شوقاااه لاسمه…
منذ أن كانت حلاله..وحين تذوق من ثغرها اسمه….حين اعترضته...فتذوقها بحلاوة العشق..واستسلمت لثغره، استسلمت لهجائه على مبسمها كل حرف واخاه...يتلى على قلبها قبل شفتيها….
هنا رفع عنه وجهها...ناظر عيناها المتلألئة ببريق لا يخطئه….العشق…..
وأي عاشق يتوه عن هذه النظرة…
همس في عجب..و، شوق…(سراااب!!)
وكما كانت تجيبه...أجابته (لبيك يا غيث قلبي…)
يالله…. همسه أتاها عاجبا مستغربا … يالله….
كفها.. أناملها تسبح على لحيته…. تمسد على جذورها النابتة…. وهي تنظر لعينيه… وتقول بعبثها الذي كان (ما بال لحيتك… طالت حين ودعتك من قبل يوم… يا حبيبي هل اشتقتني….)
صاعقة أصابت قلبه… وهمسه خفت متعجبا (يالله!!!)
انفلتت من صدره…. وابتعدت عنه… صوتها اللائم أصابه في مقتل (أكل هذا الخصام لأني لم أخبرك أنني أمسك قضية حامد الأعرج… أحقا تخاصمني لأني وقفت أمامك في محكمة الأمس..؟!)
عينيه تكادا تنفلتا من محجريه…..
.
على عجالة نادى عبيدة…. وخرجا… وهي مستعجبة تميل بوجهها وتقول بلا مبالاة تخاطب زبيدة (ما بالهم يا زبيدة؟!..)
عينا زبيدة المتعجبة تكاد أن تخرج منها….
تقول بصوت حاولت جعله طبيغي وهي ترجع للوراء في فزع (لا… لا شيء… كل شي على ما يرام…)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

يسأل عبيدة بصدمة وغضب (ما بها؟!..)
يقول عبيدة محاولا تهدئته ( اهدء يا رجل..)
يمسك عبيدة بتلابيب قميصه صارخا (أجيبني ولا تحاول تهدئتي…)
يقول عبيدة محاولا فك كفه عنه (يا رجل وهل انا من أصبتها…)
يتدخل محمود محاولا ابعاد كف غيث عن عبيدة…(يا غيث اهتدي بالله ولا تتعجل...)
يلكمه غيث في صدره وهو يقول صارخا (ابتعد أيها المتأنق..لست متفرغا لك الان ولنظاراتك الغبية…)
يرجع محمود للخلف بسبب لكمة الاخر...ويناظره بغضب...وعبيدة يكبح ضحكته عن غيث ليرجه غيث بقوة ويقول بصراخ (لا تضحك يا غبي..أجبني حالا ما بالها...هل اثر الحادث عليها وأصابها بفقدان ذاكرة؟! أم اختلت أبراج عقلك أنت...)
يقول عبيدة واضعا كفه على كف غيث محاولا ابعاده بهدوء (صراحة هي فقدت الذاكرة...ولكن ليس بسبب الحادث وإنما بسبب نفسي آخر...فما أصيبت به سراب يسمى "فقدان الذاكرة الانفصالي او التفارقي Dissociative Amnesia"
يحدث لسبب اضطراب نفسي لا جسدي…..ناجم عن نزاع داخلي هائل كالصعوبات الشخصية غير قابلة للحل)
يسأل غيث كمحاولة للانسجام (وهل يستمر طويلا؟!)
يجيب عبيدة وهو يعيد ترتيب ثيابه المشعثة (يستمر لبعض الوقت..ولم يظهر أن الأشخاص يسترجعون الذكريات من تلقاء أنفسهم)
يسأله محمود ولا يهتم بنظرة غيث التي جحده بها (ما مدى دقة الاحداث المستعادة؟)
يناظره عبيدة ويقول بعملية (مداها على أحداث حقيقة من الماضي غير واضح...فقد ينطوي على
"فقدان الذاكرة الموضّع Localized Amnesia"
وهي احداث او حدث او فترة زمنية محددة…
وقد تكون "فقدان ذاكرة انتقائي Selective Amnesia"
وهي جوانب معينة من ااحدث فقط خلال فترة من الزمن "..)

هنا صمت غيث وهو يعيد ترتيب أفكاره… ليقول بصوت بعيد مفكر… (أي أنها لا تذكر سبب فسخ الخطبة أساسا ولا تعرف ما حدث بين هذا الوقت وبين فترة ع القران… فهي الان لا تذكر الا ثاني أيام عقد القران….)
لحظة مجنونة…. وقف متصنما… وأعلن لمحمود نظرة منتصرة...كأنه انتصر لتوه على جيش الصهيون….بالله ما هذا التشبيه؟!...
الان لا يعرف ما يفعله...ايستمر في كون الذكريات السوداء ناسية منسية…
ام يتظاهر بأنهما لا زالا...وكم يتمنى…..يحك جبينه بتفكير….
ولا يعرف….
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



تضع المحشو على الطاولة….تربت على ظهره برقة أمومية….وحنان مفرط…..وتقول برقة حنونة (لا حرمني الله من طلتك البهية يا فلذة كبدي…)
يقبل كفها ويربت على عضدها الملفوف بحنان (ولا حرمني الله منك يا عمري ونور عيني)
تميل فتقبل جبينه وهي تقول (بارك الله فيك يا حبيبي..دمت سندا لتلك الحمقاء….تلك التي لا تعرف كم تكسر خاطري حين تبكي…)
يضحك مداعبا (ومن يكسر خاطرك ويعيش يا جميلة يكفي أن حسنية تنطلق عليه كالدب الجبلي فتنهش عظامه….لك ألف درع ودرع….)
تضربه بتفكه..تضحك وهي تقول (ياولد...محسنية امرءة تصعب على الكافر….غلبها من وحدتها يا فتى….المرأة منا يكفيها من الدنيا شريك يحتوي قلبها ..من استطاع أن يهمس لها بالحب فعلا لا قولا تكون كالخاتم في اصبعه….)
يغمز مداعبا (أنت لك في خفايا النساء كثير يا قمر...أترغبين في رجل يحتوي قلبك؟!..)
تضربه بعتب على كتفه العريضة...مثقلة كتفه بالحنين….
(أي هراء هذا الذي تقوله...وهل بعد الحاج من حبيب….والله لو اجتمع رجال الدنيا الحاضرين….لاخترت أباك الف مرة ولا ندم….)

يغمزها بشغب (تحبينه يا ست النساء…)
حمرة خدها أصابت وجنتيها بالحنين….وقالت بصوت معاتب تقرص أذنه (والله يا قليل الحياء هذا لا يجوز...لم أستطع تربيتك يا قليل التربية…)
يتأوه بضحكة...ويعتذر بضمها لصدره….كم بدت صغيرة في خضنه...جسدها الممتلئ...يلفه بين ذراعيه لفا...ويضمها لصدره في حنو أبوي...وكأنه اباها لا ابنها….
وعينا عزيزة تتابعهما بشغف...تنظر لهما بحنان...ولأخيها بقوة...تستمدها منه….
مد كفه لها….فاقتربت…..فضمها اليه…
رفعت اليه وجهها وهمست ( دمت لي سندا وظهرا لا يميد…)
زاد ضما لها...وازدادت هي تشبثا بصدره….وكفها تقبض على قميصه بقوة…

قال بصوته الحاني الغليظ (سننتقل يا حبيبتاي…)

انتفضت امه على وجل...وهلعت إليه….
(يا ولد...ولما...أأذاك من في الحي؟!)

يقبل جبهتها...ويبتسم مطمئنا
(لست أجد جيرانا كجيراننا يا أمي...ولكني أريد أن أراكما معي وحولي…)

هذه المرة تنبهت الام أخيراً لملابس وليدها المتأنقة الغالية الثمن….
وصوتها اتى غريبا متسائلا (يا ولد من أين جئت بالمال؟!)
يعرف أمه جيدا...يعرفها ككفه…
تنظر عزيزة إليه وهي تسأله هي الأخرى
(من أين لك بالمال؟!)

يضحك ويجرهما الي الكرسي على الطاولة…
وصوته الحاني خرج مطمئنا…
(لا تقلقا...لم أسرق ولم أتاجر في الممنوعات..وإنها والله رزق ساقه الله لي وأنا متشرد على أبواب المساجد أرتجي مكانا للنوم ورداء اتدثر به من برد الليل…)
تسائلت أمه (وأي رزق يغنيك هكذا.؟!)
ضحك...وقال بصوته الغليظ...ممتنٌ لله..
(يا أمي...حين تلقي االدنيا عليك بكامل كاهلها...وتثقلك بما فيها من وجع...وتصرخ يارب….صدقيني لن تجد الا ما يسرك…
يا أمي...ما خاب من أودع الله شتات أمره…)
تربت علي صدره برقة...وتبتسم في رضا…(
(بارك الله في يوم ولدتك فيه يا فلذة كبدي...ودامت توبتك تتجدد كل يوم كأنه الاول)
قبل رأسها…
نهضت أمهم تمضي للمطبخ...تأتي بما تبقى من أطباق المحشو المتنوعة…
وهو ينظر لعيني شقيقته...ضاما اياها لكتفه...داعما بكفه عضدها….
هامسا بحنان وثقة…
(وما حالك وخالد...؟!)
تبسمت في هدوء ليس بعادتها…وصوتها خرج منكسرا
(الحمدلله يا سفيان…)
ربت بكفه على عضدها وقال مشددا على كلماته…
(لا عاش من كسر في قلبك نبضة وأخاك رأسه يشم الهواء...أبشري يا بنت والدي...أنا هنا...وخاطبك بمائة رجل...من أوجع لك نبضا كسرنا له خاطر…..أبشري يا نور عين أخاك..)
قبلة ألقتها على كتفه في امتنان…وهمستها خرجت في فخر…
(دمت لي عزا...يا تاج رأسي...يا حبيبي)
يضمها إليه..ويقول بخشونة صوته داعما.
(ما اعتدت منك الا القوة...وما اعتدنا الا النهوض خلف كل سقطة...وانا ان سقطنا من شفا جرف...لا ينهار بنا حتى نلقى الله متأكدين أننا لا نسقط دام الله لنا عونا...والله حي باق…)

على صدره تهمس….
(أجل الله حيّ باق….)
……
كيف يضيع من كان الله وكيله…
كيف يتوه من أودع الله شتات طريقه….
كيف ينهار الجرف بمن ألقى لله مرساه…
أي قارب يضيع...والله يجري سحابا…
………

يا صاح….
"ما خاب من أودع الله شتات أمره"...


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تجلس بنجلاوتيها تتلو على مسامعها آيات الجنة...تبكي…
وكم بدت عيناها براقة...عيناها بدتا كنعيم….كجنة…
"سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"..

وضعت مصحفها...وأجهشت ببكاء...أجهشت تفيض من عينيها الدمع مدرارا….تسكبه حبا...ورجاءا…

كان قادما ليلقي نظرة على محمود….يحتاج منه معاملة واستشارة قانونية...لينتقل لبيتهم الجديد….فهو أعطى توكيلا لمحمود لشؤنه القانونية…

توقفت قدماه...ونبضة فلتت منه على عجل….ينظر للباب جاره بصدمة...كأنه...يراها…..

تقدم بهدوء….وخطوات مترنحة….
يضم أصابعه في كفه بقوة….يفردهما في حنين...يمُدٌ أصابعه للباب...يستند إليه...ويهمس بشوق…
(هنا...صاحبة قلبي….هنا من تفلت النبض من عقاله لأجلها…)
وشهق باكيا...وأدمع قلبه...وانفرط عقال دمعه من عينه….

استند على الباب… طرق...لكن لا مجيب….

"سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"..

كأنما ألقت عليه مفتاح الجنة...وولج إليها…

كانت تشهج بحزن...تأن بقلق...أوجعه الدمع المنفرط منها….
وهمس لظهرها…
" ياليتني على مقربة منك كالدمع..يا جنة الدنيا "...


حين ألقى همسه...تقدم….
ومال لجانبها...وألقى على مسمعها قوله…
(يا جنة الدنيا...أسأله لك الجنة الخالدة)

انتفضت….وصرخت باسمه...عيناها توسعتا برعب...فأصابته بمقتل…
عيناه تقوستا بألم….. وهو يبتسم بحزن…

وهي ترجع خطوة للخلف…..
ورعب التف على تقاسيمها…...ألقى نبضه صريعا…..
همس حزينا بشجن صوته الغليظ….
(لا زلتي يا جنة….)

تطلعت إليه بقوة زائفة...تتمسك بها حال حضوره….وهي تقول بغضب صوتها الرقيق…
(لا...زلت ُ يا سفيان…)

هنا تسائل بوهن...وخشونته الحزينة أعطتها لذة نصر….
(إذاً ألا مرجع؟!...)

تثبت قدميها أرضا وتدعم كفها بسرير شقيقتها…
(كلا...ولا منفذ لنبض يا سفيان…)

هنا ضحكة واهنة...وحشرجة صوته الخشن….
(يكفيني اسمي من شفتيك….يكفيني اني ذكرت…)


تقول من بين أسنانها غاضبة..
(بحق سورة الزمر يا سفيان..ما عاد لك في نبضي مثقال ذرة من شفقة….)

همس ضاحكا بأمل…
(بحق الرحمن...أشتاقك…)

ومضى عنها...يتجه للباب...وينظر لها من خلف كتفه...ويضحك بأمل مشرق…
(علقتها بالرحمن يا جنة...وما كان عنده لا يضيع...-)

خرج للباب...ما كاد يغلقه...حتى ضرب موضع نبضه بقبضته...وقال…
(هنا يا جنة...مردك….هنا الأبد...حيث لا أبد للأبد….)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



سمية سيمو غير متواجد حالياً  
قديم 30-03-20, 05:24 PM   #29

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل التاسع
===============

رنين الهاتف أخرجها من شرودها الحزين..تماماً كما اعتادت….على شرفة غرفتها،كانت تحاكي النجم في وهن….تفتح الخط، تضعه على أذنها...صوت أنفاسٍ واضحة….تلاقت مع صوت الأوراق في الفناء الذي تقابله غرفتها...وفي سكون أرواح الليل، كان ضجيج قلبها يرتفع….مع كل شهيق يخرجه صاحب الاتصال...كانت تغمض عينيها في شجن!..
همستها الخافتة بعشق خرجت من حنجرتها مزينة بالحنين…(حذيفة!..)

الأنفاس تهدجت...وصوت أنينها بدا خافتاً بجوار خرير همسها….تأوهت في حنين…(آآآآآآآهٍ...وألف آآه يا حبيبي…)
انفلتت من عينيها لؤلؤة حزينة..وتصدع همسها بالبكاء...ولا زال الليل يعيرها همسه..بالشوق…(أخبرتهم بحياتك...فكذبوني...كيف لا يشعرون مثلي بوجودك.؟!..)
ثم نهضت من مقعدها...استندت بهامتها الحزينة على جدار الشرفة ترتجي دعماً لنبضها المشتاق...همسة أخرى شجية خرجت تتهادى في وجيبها تزيد من شوقها بشوق..(ألم تشتاقني كما اشتقتك؟!..)
أنفاسه تعلو...وهي مع كل نفسٍ منه تبكي...وتنهيدة حارقة خرجت تئِن بكلام (وهن القلب مني واشتعل النبض شوقا…)
تجهش بصوت بكّاء...وأنينها حشرجَ تنفسَ السامع بغصة...فزفرَ ضيقاً...وكاد يهمس بفٌرجة شفتيه...لكنه،لم يفعل!...
نادته بحزمٍ وحبّ (حذيفة!..ذٌقتُ الموت في بُعدك مرتين...في الأولى حين رحلتَ بلا وداع أو وعد باللقاء...والثانية الآن..)
وتقهقر صوتها وانحدر الدمع وشفتيها أُدميَت من شدة ضغط أسنانها…(الثانية الآن..حين أرتجي منك عناقا...ولا ألقى إلى ذلك سبيلاً…)
زفرةُ ضائقة منه..وهي تابعت بتساؤل لائم...وصوتها المُعذّب ألقى عليه اللوم بشوق…(بالله ما اشتقتني؟!.. بالله ما تسائل عني قلبك ولو سهواً كما يتسائل عنك نبضي في كل ثانية...والله لا أذكرك...فكيف للذكرى من مكان حين لا تُنسى...الشوق يا حذيفة….الشوق لك قاتل...فهلاّ عدت؟!)
بكت بنشيج...وألقى دمعها بحزن قلبها...وهمست بضنك..(أحتاجك أكثر ما احتجت إنساناً قبلا..!اسألك بقلب مكظوم...ان طلبت منك الرجوع..هل ستعووود....)
لامست حافة فنجان قهوتها….وأضافت بصوتٍ شجيّ
(...اتعلم ان القهوة اصبحت لايستساغ لها طعم من وقت غيابك...ونشوة الأيام ما عادت تزدان فى ناظري ...وحتى صوت "فيروز" ما انفك يذكرنى بك...وقلبي اعلن التمرد بهياج نبضاته ما ان يلمح طيف اسمك....وانى بكل صدق..."احتاجك"فهلا عدت.....)
صوت تحرك حنجرته في فتور….وهي تتابع بيأس،رافعةً فنجانها بين أصابعها...وبسمة حزينة تداعب ثغرها..
(لم تعد قهوتى كالسايق...صارت مرارتها اقوى حتى أن وجهها اختفى كأنما تؤنبنى لانى أكذب عليها فى نسيانك...وهم صدقونى القول الكاذب فى نسيانك)
تضع كوبها على حائط الشرفة...وتمرر أناملها لهالاتها السوداء الملتفة بعينيها، وصوتها ازداد وهناً …
(والسهر ادمى مقلتي... وجفونى اعلنت عصيانها على ذكر طيفك فى مسهدى...اترانى تماديت ام اننى حقا اشتقت …)
ذراعها ارتمت جار جسدها في يأس...وصوتها خرج بقمة عوَزه..كئيباً..
(والله انى احتاجك يا "حذيفة "..)
لم يأتيها منه جواب...سوى أنفاسه الثائرة...كأنما...يبكي…
هنا ازداد قنوطها...فأغلفت هاتفها...وبكل هدوء ألقته على جدار الشرفة...أغمضت عينيها وجعاً...وأنينها المحبط تجلى في صوت تأوهها الناقم...ونادت بحرقة حزينة (آآه يا حذيفة… ألا يحن قلبك حتى بذكر اسمي...ولو لمرة…)
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــ
وعنده...أغلقت الخط...فأنزل الهاتف...ووضعه على الطاولة بجمود...صوته خرج خاويا (لا زالت تذكره!...لازال يملكها…)
زمجرة غاضبة...أمسك بما كان أمامه..مزهرية فخارية وألقاها بغضب على أرضية الغرفة...تهشمت...فقال بغضب (لا تعلم شيئاً...هي لا تعلم أي شيء….)
نهض تعلوه أمارات القهر...وغضبه يعلو بصراخ…(الغبي الأرعن، لا يستحقها...وما فعل ليستحق هكا عشق...أين هو الآن...أين لأسحقه...تباً له..أي أرض يعتليها لتتزلزل به وليُدكّ حتى لا يُرى له ملامح…)
جنون نظراته...كان غريباً….
وهة يتوعد من لا يراه...غضبه العاصف..أعطى مثالاً لعاشق غيور...لكن لعينيه وغموضها وجها آخر….وكأنه يداري ما يريد..
صوت رسالة أتته...ألقى بانتباهه ناحية هاتفه الملقى بإهمال….يتنفس بسرعة ولهاث غضبه خانق….يديه التي تتمسك بخاصرته من كلا جانبيه..أنزلهما بغضب مسرعا نحو هاتفه بقامته الطويلة...ألقى على هاتفه نظرة..وعلى أسطر الرسالة عينيه تجري، وانكماشة حاجبيه بعقدة الغضب..ألقى بهاتفه على الأريكة..وصرخ بصوت وحشيّ وأصابعه تمشي في شعر رأسه لقفاه غيظاً…(تباً..يهدنني الأرعن…)
وعلى الأريكة يضيئ هاتفه بأسطر رسالة نصية تحتوي كلمات…
(إلا هي...احذر...إلا ٱمرأتي…)
التقط جاكيته بغضب..وبمثله كان يتمسك بمفاتيحه وهاتفه...ليذهب للباب...يغلقه بغضب عارم….
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

أُفلت عقال قلبها...وتزايد الكره في أوردتها بكثرة…..تخاول أن تُمحيه فيسترجع ذاته بقوة….ترفع خصلها المتناثرة بغضب حريري وصوتها الرقييق خرج يحاول التواجد غاضبا (كلما حاولت نسيانه عاد بقوة...ذاك السفيان!..)
طرق على باب غرفتها...ووجه مرام داعبها باسما (أأدخل يا ملاك الأرض؟!.)
تبسمت بوهن وحثتها للدخول..
ما إن ولجت مرام حتى اقتربت منها تقول بتساؤل (ما أرجعك مُغضبّة يا جنتي؟!)
تحاول جنة رسم بسمة محتالة على شفتيها...فتقول مرام مقاطعة كلماتها قبل أن تكذب…(لا تكذبي يا جنة...عمتي رأتك مُكفهرة حين ولجتي للدار...لم تشأ أن تسائلك فتغضبين لهذا أنبأتني وأتيتك..)
تجلس مرام على السرير وتجذب نحوها ذراع جنة العاري بحنان (حبيبتي لكِ معي سنوات..ألا أفهمك وأنت رقيقة كالنسمة لا يغضبك إلا شدائد الأمور…)
تنهدت جنة بقلة حيلة وهي تحني رأسها فينسدل ستارها الليليّ محيطا بجسدها المستور بمنامة قطنية بيضاء، تكشف عن ذراعيها الأبيضين تحيطها بهالة أنثوية رقيقة...جسدها الغض كان ملتفا بها بنعومة….
مسدت على شعرها مرام بحنان وهي تناظر جفنيها المنشدلين برقة حزينة (ما بالك يا جميلة..لا تٌسدلين ليلك إلا لضيقٍ ألمّ بقلبك..أخبريني حبيبتي من أرهق فكرك بالغضب؟!)
رفعت إليها جنة عينيها وقالت بصوتها الهامس (قد عاد قوياً..وأنا أخافه...أخاف الكسرة مرة أخرى...عندها يا مرام لا جبر سينفعني...فإني ضعيفة في حضوره..)
وبكت…
ضمتها مرام لصدرها...تمسد على شعرها بدعم...تغضن جبين مرام بغضب وهي تقول بصوت هادئ حتى لا تفزعها (ومن يكسرك يا جنتي...لا يكسر الجنة أحد...حبيبتي ربك كريم لا يسمح لعبيده بالكسر إلا وجبرهم كل مرة كأنها الأولى…)
زفرت جنة بحزن قلبها...وهي تقول بهمسها الباكي (يوجعني ذكره..فما بال رؤيته عين اليقين؟!...)
ترفع وجهها لمرام وتقول بمزيد وهن وهي تربت على صدرها بقوة..(أخافه...هنا يامرام يسكنني رعبٌ منه...كلما ذكرت عينيه...أخاف..صوته..أخاف...هيئ ته...أخاف….رائحته حتى يا مرام...أخافها...كلما اشتممتها من أحد أفزع لكني أستهدي بيقين أنه ليس هو...لكن حين رأيته قبل أيام...كان عطره يختلط بعرقه الذي أعرف...عشت في خوف من مرآه سنين...والان يأتيني…)
نهضت جنة...فنهض عن ذراعيها شعرها، يتناثر مع تحركاتها غاضباً…. خائفاً...حائراً…
وهي تجئ وتروح في أرضية الغرفة...تقول بصوت بكاء...جاور مع شفتيها الحمراوتين من ضغطها بأسنانها، دمعها المالح….(يا مرام..لا شيء يعادل لحظة أمان...والله أرتجيها مذ عرفت ذالك السفيان...مذ عرفته وقلبي يقرع.. بفزع…)
تنهض إليها مرام...تحاول احتواء هلعها بطمئنينة وهي تقول (لا تخافي جدك هنا...وبنو عمومتك لا يخذلون من أتاهم..فما بالك بك..وأنت جنتنا؟!)
دارت جنة حول نفسها...فدار معها الليل بثورة...وهي تقول بقلة حيلة..(كيف ينصروني وهم لا يعترفون بوالدي...تبرؤا منه لما يا مرام؟..)
تهربت عينا مرام منها...فصرخت جنة بقهر(لأنه فقط عصى والده وتزوج أمي...بالله هذا جنوني...فكيف تظنين منهم نصرا وهم بهذا الجنون؟!)
صوت غضب جنة المقهور...أرهقها...فبكت بحرقة وهي تقول لمرام بحزم (لا أرتجي منكم نصرا يابنت العم...وإني والله أشكر حسن صنيعكم من الرعاية ليتيمتين...ووالله ما إن تنهض مريم حتى نمضي عنكم...لكم إرثي ومالي...خليّتُ عنكم سبيلي وسبيل شقيقتي...خلّى الله سبيلكم عن ذنوب والدي وما فعلتموه)
بلوم قالتها مرام (بالله يا جنة أهكذا تعامليني؟!..أنا يا جنة تناديني بألقاب وكنيات...أنا يا جنة...لا أسامحك يا جنة…)
بغضب راحت تفتح مرام الباب..وما إن انفتح حتى كانت عصا العاج تضرب بثقلها أرض غرفة جنة…
استدارت جنة بتفاجئ لصوت مرام القائل بمثل مفاجأتها (جدي!!...)
فكت مرام عقدة ساعديها من على صدرها...

وهي ترى بمفاجأة دخول جدها لغرفتها...ولأول مرة…
حتى انتصف جدها أرض غرفتها، ضربت عصاه الأرض بقوة...وقال بجهورية صوته وثقل لهجته..( أي جهل فينا يابنت حازم...لولا أنني ألقيتُ التراب على ما كان لكنت أجبتك كما ترتجين من كلام…)
تقول جنة بصوت هادئ (المعذرة يا جدي..ولكن أتقول أن سبباً كالزواج ينتج عنه إبراء ذمتك منه...ما كان هذا إلا جهلا، فاعذرني.)
ضربة أخرى على أرض الغرفة...ومرام خلف جدها تشير لجنة بالسكوت…
صوت الجد الغليظ قال (لن ألوم صغر عقلك فأنت امرأة...رغم قلة تهذيبك معي الذي تستحقين عليه قطع الرقاب...لكنت أجبتك بما يرضي نفسي...ولكن أوصانا الحبيب بكم معاشر النسوة ناقصي عقل ودين...فلا حرج…)

وهمّيغادر حتى توقف ملتفتا إليها ناظرا لها بتدقيق… وصوته تمعن في غلظته بخشونة اللهجة (ولا حرج عليكي في وقفتك أمامي بمثل هذا اللباس فأنا الذي اقتحمت خلوتك…)
وبهيبة صوته قال على مشارف الباب (في داري يا بنت الناصرية لا ترفع أصوات النسوة إلا لحق… وأنتي بغضبك هذا أخرجتيني من قواعدي لأتيكِ مستفسرا عن غضبك اليوم… لكن الموقف الجلل والخوف يا بنت الناصرية يستوجب العزة…)
نظرة عليها من جدها أعطاها فيها قوله الحازم (لترفع بنت الناصرية رأسها… لا عاش من أخفض لها هامة… الخوف يأتي بالخوف...والحزن يستوجب الصمود...والهلع يا بنت الناصرية لا يقترن بفردٍ منّا إلا كان نصيبه الدّك….يا بنت حازم المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين...وأنت مؤمنة تعرفين أن الخوف لا يليق بمقام مؤمن….)

وخرج يستند بيمناه على عصاه...وخلف ظهره يسراه في انقباضة وقوة….

بنظرة متعجبة كانت مرام نتشع جدها…
وبإدراك كانت عينا جنة تستوعب انقباضة يسرى جدها..وحزم صوته الخشن….

الخوف لا يليق بمقام مؤمن!....
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

نبضه كان غريبا...موحشا...مؤرقا….
رآها...كانت بقهوة عينيها….فاترة...بؤبؤ عينيها حزين...متأهب...ويقظ في هلع….
أهكذا كانت فعلته...ما فعله بها….
تباً لجنونه...أما كان منه أن يبعث برسالة لها...أما كان كافيا لتحذيرها باقة الأزهار…
كان يكفيه التيوليب…
أو الاقحوان...نعم الأقحوان كان كفيلا بذلك!..
وردة الحب الوحيد…

نظرة عينيها الكئبة أصابته بمقتل…
لكن زيتونه ألقى عليها بثماره، فبعثت لعينيها رسائل التلفت….فالتفتت إليه…
وياليتها لم تفعل!!...

سهام قهوتها...كانت تغلي...تفور...لكن غليان خوفها، لونها بالذعر...فأصابته بمقتل…

حين انكمشت بهالتها السوداء التي تلتف كعقد أسود على عينيها…
تلتصق بحمائية على كرسي السيارة...حاول التقرب...لكن ذراعا رجولية تقدمت لتفتح بابها...وتمتد كف خشنة إليها…
حينها رفعت لعيني الواقف قهوة مذعورة، فألقى عليها تعويذة ما...فاهتدى غليانها للهدوء…

ترجلت من السيارة...فالتف حولها ليراقب من بعيد ما كان…
وياليته ما تسرع ليفعلها…

رآها بين ذراعي غريب...أو أن قرابة الغريب إليها قريب….
فجزّ بغضب على أنيابه يرتجي تحكما في فوران مشاعره…
وهمس بزمجرة…
(العقبى لقلبي...العقبى لنبضي، أضمك حتى تتكسر عظامك وتندثر فيّ)
تربيتة على كتفه…
وصوت صاحبه يقول بهدوء لكن ما يعتلي نبرته قسوة (الصبر يا رفيق...الصبر!)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

رأته...فانكمشت بوجع...وخوف….
تربيتة أخيها على ذراعها طمأنها...اعتذر يحسبها خافت وهي في انتظاره حتى يخرج من عند محمود…
صوته الحنون الغليظ أتاها (ما بك يا حلوة أخيكِ..ما اعتدت منك الجبن ساعة…)
في صدره تستكين...وهي تقول برقة حزينة (لا..لم أجبن يوما لأجبن الان…)
ترفع عينيها إليه..تحاول ان تبدوا حماسية (ولكني اشتقت لحضنك...فتمنيته ولقيته...دمت لي يا ذا الصدر العريض…)
يضحك مداعبا أنفها بطارف إصبعه (يا فتاة...وما تركت لغيرك من النسوة؟!)
تقول بمشاكسة..(أتقصد زوجك المصون...تلك الجنة الرقيقة...والله لا ترغب عنك وعن صدرك..وتناديك دوما حتى تستكين فيه كقطة تتدلل على صاحبها..)
شرود عينيه أشار إليها بحنينه…
فقال بصوت هادئ حالم (جنتي لا تطلب...تتدلل ويجيئها الطلب وصاحبه…)
ضاحكا للفراغ وعينيه تبرق بفحمها…(مسكنها ضلعي الذي منه جاءت وخلقت...أأبخل عليها بحقها!.)

ضحكة مشاكسة أخرى وهي خرجت من هلعها…(يا سفيان من يرى لمعت عينيك يظنك عاشق...إياك يا فتى العشق قتل…)

يبعدها عن صدره وهو يدخلها للسيارة..ويغلق بابها ويقول بهدوء وحنان (يا صغيرة أخيكِ… العشق جنة… ومن دخلها نجى من كل قسوة…)

يلتف حول السياره ليدخل ويغلق بابه… همّ يغادر أرض المشفى… وهو يهمس لانعكاس الخارجة من بابها متشحة بالسواد… جارها الفتى معاذ… وهو يهمس لنفسه بحزن
"أو أرض محرمة… من دخلها تاه...لا أرض يلقاها أمانا...ولا سماء تسع ضيقه...أرض يحفها الشوق والتزق...فيها جنة الحنين تقتل….والعشق لا مفر منه!"

وانطلقت سيارته...
وفي قلبه كان نبضه معلنا الحرب…
لن يبيت ليله هانئا…
فسخر منه عقله قائلا "وهل هنئت يوما بالنوم يابن أبيك….منذ ابتلاك الله بعشقها وأنت في ضجيج…
لا أنت بلاقيها ولا بتاركها…
ولا أنت بوحشي كالماضي..ولا بحنون…
ما أنت إلا غريب...والغربة يا حزين، كربة…
فادع الله بقلب سليم ألا فرج عنك كربتك…)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

تحتضن كفه لصدرها...نائمة وملامحها مسترخية….
يمرر أنامله برقة على رموشها التي استطالت كالسهام...ويعيدها مرة وراء أخرى…
يعيد لعينيها الخصلة ويزيحها أخرى...يضحك مداعبا أنفها بطارف إصبعه...ويبتسم لتكشيرها…

همس بحب لعينيها المغمضة…(من كان يظن أنك تنسين كل ما كان من وجع بيننا وذكريات حزينة...من كان يظن أن عقلك وارى الثرى على جثمان الفراق…)

يعيد خصلتها لعينيها...ويزيحها بحب...ويهمس بصوت هامس النبرات (يا سرابي...اعذريني حين تستفيقي...عقدتُ قراني الان عليك….ما كان من جدي أن عرف حتى فعلها...ناب عنكِ أبي كعمك...وأنا رحلت إليهم وقلبي عندك…)

ألقى لثغرها همسة...وهو يمسد بشفتيه على خدها (حين قال"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"..ساعتها سابقت الريح..حتى أتيتك…)

أنملة يمناه تلمس شفتيها بحنو...وهمسة غريبة منه (لو استيقظت الآن لأذقتكِ طعم الشوق….لخطفتك ثغرك الكرزي هذا في همسة تنسيك التنفس...لأقسمت بهما والقسم بغير خالقهما حرام أنك خرافة…)

شفتيه حطتا على جبينها...ووشم أراده بهما عليها….فهمس أخرى (يا مستبدة….الشوق أضناني...أهمس لك بالحاجة فلا تستجيبي...تلوعين نبضي بالهوا...وأنا في حالي غريق فيكي...أنت حالي...وحال حالي يا كل حالي…)

قد ألقى بقبلة لمبسمها...وازداد هامسا (الذين إذا أصابهم العشق هم يلتقون….وإني والله ألقيتُ على ثغرك شوقي...أفلا تكوني كريمة وترديهم ضعفا!؟)

عينيها الفحمية ألقت بليلها على دخانه...فارتد للخلف...وقال متسائلا (منذ متى تيقظتي يا مستبدة!؟)
اعتدلت كقطة….وتمطعت في دلال….
وتركت كفها لكفه...لتمتد كفها للحيته...تتداعبها…
وهي تتبسم بخبث لدخانه…
وصوتها الرخيم أسكره…(حين همست لثغري آخر مرة...والشوق يضنيك.)
ضحكة خجولة بمشاكسة...وهي تداعبه برقة…(كيف يضنيك الشوق يا غيث قلبي وأنا جارك...أحتوي نبضك في فىا شوق يضنيك ولا توق….)

صاح إلى مبسمها بعنف ثغره...فاستكانت للحظات...وعينيها تتسع بتألق…

حين انكمشت على صدره تستكين لنبضه...همس يسند جبينه إليها ناظرا بغياماته المتراكمة….(أجربتي شوقي قبلا حتى تسأليني عنه..)

يمرر أنامله على شفتيها بحنو وهو يقول برقة (ألمتك؟!)

نجوم عينيها تألقت…..فصدح دخانه بالمزيد...وعقله يقول "حلالك...فاستسغ منها ما يطيب!)

هنا انهال بالشوق نحو ثغرها يطالب بمزيدٍ من عسل ثغرها المصفى….

وحنان قبلته كان بطعم العسل في ثغرها….

قاطعهما صوت أمه قائلا ( أسفة يا أطفال حسبتكما نائمين…)

ترجع للخلف وتقول بحرج (أكملا لم أرى شيئاً!)

هنا تضرجت وجنتيها بالخجل...وهي تضع الغطاء على وجهها بوجه محترق…
وهو يناظرها بعينين صقريتين….قلبه يقول"وإن اكتشفت واسترجعت الذكرى...هل ستكرهني؟!"
وعقله يجيب بغضب "وإن غضبت..حلالي ولا رجعة في الأمر"
يمرر إبهامه على شفته...وعينيه تلقي لعينيها غريب نظرة….

صوت غلق الباب أراحه…
فمد كفه ليزيح عن وجهها الغطاء...يرفع وجهها نخوه…
ويمرر بإبهامه على شفتيها بحنو هامسا لعينيها (أين كنا؟!)

هنا تضرجت كالفراولة حتى همست بخجل (والدتك يا غيث؟!)

ألقى قبلة على وجنتها…
وهو ينثر أنفاسه على وجهها بشوق….
(خرجت يا قلب غيث…)

ضحكة خجولة وصوتها المسكر قالت (حسنا)

رفع إليها عينيه….ودخانه بدا يشتعل...منذرا بسحائب الخطر…
وصوته خرج مشتعلا…
( لا….إياكي وأن تلقي بأمرك...فإن ابتديت يا حبيبة القلب..لا أدعك حتى أدمغك بي...لا مهرب..)

وتركها بعد قبلة حنونة...واعتدلت هامته….واشتد عوده قائلا بصوت حاول تهدئة نفسه...ورزانة نبرته (الآن لدي بعض الأمور...سأرى كريم..وأتيكي بعد ساعة…)

بعنين متعجبتين..كانت تلقى على ظهره من سماء عينينها….

وهو خرج يستند على الباب بقوة...يزفر بضيق...ويقول غاضبا…
(اللعنة...كدت أتهور…)
يتنفس بعمق...يحاول إعادة السيطرة على نبضه…
يضرب فؤاده المسكون بذكرى شفتيها بغضب…
(كرزتيها حلوتان كالسكر…)

ثم اعتدل واقفا ليقول بصوت جدي
(لن أشرب قهوتي سادة حين ألتقي بشفتيها...مع كل قبلة رشفة...وأعان الله نبضي..)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

عدّل من وضع الغطاء على الراقدة…
نظر إلى وجهها الملائكي بافتتان…
وصوته خرج حنونا…
(يا ذات الشعر العسلي...ما لون عيناكِ؟!)

يميل الى وجهها..يحاوط جسدها المستكين بذراعيه...يعتلي هامتها الضئيلة...ويميل بوجهه يمنة ويسرى….
صدح صوته لها متسائلا…
(أرغب بعينينك بشوق….)

همس من جديد..
(أظن أنهما ليل حالك...أو زيتون...أو عسل مصفى…).

وما كان من عينيها إلا أن استجابت…

بركتين من العسل استدارتا...وتناظرين بتوهان لمن ينظر لها….

ترمش بوهن…
وهو يهمس بعجب…
(عسل...بركتين من العسل…)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
قراءة ممتعة



سمية سيمو غير متواجد حالياً  
قديم 01-04-20, 03:59 PM   #30

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل العاشر
========================


يرتشف من فنجان قهوته...بتمهل وهدووء...يناظر بتمعن دوامات البخار المتصاعدة...يستذكر بشجن ما يُذكّرهُ بها...عيناها...كالقهوة..صوته خرج نادماً… متباعداً...ومتألم..
"عندما أُجابِهُ عيناكي...أشعرني على قيد الحياة…
أشعرني كمحارب يجول ويصول بسيفه...غمده المُلقى بإهمال، ونَصله الحاد..كلاهما يتواريان عن الساحة في خسارة...ويُشرّع نبضي انهزامه بتفانٍ مقابل عيناكِ يا سليلة القهوة…."
يأخذ نفساً رتيباً..ويعاود بهدوء لملمة شتات نبضه...ليهمس بقلب خافق… "يا سيدتي الأولى...ومحاربتي العظيمة...شتان ما بين القلوب من الحواري والبُعد….وشتان ما بين قُربي منك...وبُعدك عني...لله أنتي ياجميلتي...ولله أنا...أنا الغريق في عيناكي فلا مرسى ولا برّ...أنا المُحِبُّ يا عظيمة المقام...أنا المُحِبُّ...فلا...تكرهيني!.."
ازدرد ريقه بهم...ورِمشُ يساره غَمز من حرق الدمع...ليهمس بشجن.."لا...لا تكرهيني...لا تكرهيني يا حبيبة."
يغمض عينيه ضاغطا على أجفانه بالندم...يسترد في عقله مرآها في أخر مرة...ونظرة الرعب التي تشتت على إثرها نبضه…
عينيها التي توسعتا في هلع…
يشتم نفسه بغضب وقبضته تضرب بغضب الجدار.."غبي"
صوت غليظ تقدم ناحيته بخطى متمهلة (من الغبي يا رجل؟!)
يتنهد بغضب وهو يقول من بين أسنانه (عاصم..بالله عليك لا تبتدأ بالإهانات الحسية!)
ضحكة مستهينة من فم عاصم خرجت، ليستدير إليه ويقول بتهكم (يبدوا أنك أنت الغبي يا صاحبي!)
حدجه عبيدة بنظرة غاضبة...وصوته خرج مغضبا (لا تجعلني ألكمك في منتصف جبهتك بل سأزين وجهك هذا بعلامة أخرى أشد من التى على خدك)
تصنم عاصم...وعينيه شردت...لكنه استعاد سريعا سخريته...فقال باستهزاء (يا رجل أرجوك لا تبتدي برفع أثقالك على وجهي….)
ثم أمال وجهه ناحيته وقال (علامة هذه المرة من خلّفها عليك…)
اعتدل حين زفر عبيدة بهم...وقال بهدوء (عاصم...ماذا ستفعل إن أسأت إلى أحدهم دون قصد...أعني أسأت ولكن الإساءة كانت…)
يغمض عينيه ويهمس من بين أسنانه (..شديدة حد الخوف)
اعتدل عاصم...وحاذاه في استقامته...ليستند جاره على شرفة المكتب...ويناظر أسفل الشرفة بشرود...ليقول بهدوء (هذا يعتمد على ماهية الأحدهم يا صاح…)
زفر قانطا عبيدة...ليقول بشفتيه المشتدتين في خط مسقيم (هذا الأحدهم يمثل كل أحد...هذا الأحدهم..هو الجميع لي)
حينها ابتسم عاصم بشجن...وعينيه غامت في الخيال...ليقول بعينين تلتمعان…(إذاً اعتذر...فالاعتذار يقوي لا يضعف..)
تنهيدة طويلة خرجت من عبيدة ليقول بصوت غامض…(أيمكن أن تعود القهوة إلى كوبك بعد سكبها...؟!)
هنا نظرة من عاصم كانت تصوب على عبيدة...وصوته هدأ وهمس بمحاولة التشجيع (يا رفيقي ما ضرك لو أنك تهدئ من النار أسفل الركوة….دع عنك التسرع والغضب...وأهمل الخيبة والحزن...ولتعلم أن لكل قهوة وجه واحد...فما دام انسكبت فلتعد غيرها...بهدوء وروية...اسكب عليها ماء باردا علّ الغضب ينقشع...ولتعلم أن الشدة يا رفيقي لا تخرج ما يصلح للانتفاع به…)
نظرة طويلة أهداها عبيدة لعاصم...وعاصم يمد كفه ليضم كتف صديقه إليه بدعم...وصوت عبيدة خرج متسائلا (هل تظن أنني سأستطيع المضي قدما دون أن أجعل أحداً يتألم بسببي؟!)
اشتد عاصم في ضمته على كتفه صاحبه...وبصوته القوي (يا صاح...الألم حقيقي تواجده..لابد منه حتى تعرف معنى السعادة...لا بأس أن تؤلم أو تتألم المهم أن لا يطول الألم...سينتهي يا صاحبي كل ما يوجعك دام أن قلبك هذا تحول لفؤاد..)
هنا ابتسم عبيدة وقال بضحكة شجية (يا صاحبي قلبي تحول لفؤاد منذ سكنته...لا يكون القلب فؤادا إلا حين يُسكن…)
صوت عاصم الواثق (إذاً لنعافر حتى نحاقظ عليه فؤادا لا يضيع نبضه بين التجويف هباء...الحب يا رفيقي يحتاج إلى ساحة وحده لتنتصر...فانتصر يا عبيدة!)
تنبه عبيدة قائلا (وأنت من تحارب...وأي ساحةٍ تلك التي انتصرت فيها؟!)
لمعة عيني عاصم وقال بثقة (أنا أحارب ماضٍ عتيد...وأنتظر بتكتيك حربي حتى أهاجم...فلتنتظر وستراني منتصرا...الأمر فقط يحتاج إلى الصبر...وأنا صيّاد...عدتي وعتادي الصبر...فلا بأس)
ضم الكتف للكتف...وتبسما في هدوء…
هدوء عبيدة حالم بالتغيير…
وهدوء عاصم موقنٌ بالنصر…
فأي نصر سيُسجل...وأي تغيير سيحدث…
القلب يُقبل على علاّته…
فمن يتقبل من؟! …
ومن يحارب من؟! ….
وأي نصر ترتجيه يا عاصم؟! …..

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

على العشب النديّ المسائي...كانت تحتضن نفسها...جذعها يهتز بشرود وهم...جلست جوارها بدون ان تنبس بكلمة...ثم بغير كلام تمددت على الأرض...ووضعت رأسها على فخذ الأخرى….إرغاماً لقدميها على التربع حتى ترتاح على فخذها...
ثم أغمضت عيناها...وتنهدت بمحاولة لزوال الحزن…
كف الأخرى دون إرادة تمددت لحجابها...أزالته عنها لتمسد على شعرها بحنان…
هنا صوت الحزن كان شريدا حين همست المضجعة (لقد كلفني الأمر قلبي يا مرام...لقد كلفني انكسارا لا يجبر...وهما لا يزيحه أحد..)
فلتت من عينيها دمعة…
تدحرجت لأسفل أذنها...تمسحها عنها مرام...لتقول بعتب (لكنك يا جنة أوجعتيني…)
فتحت تلك الجنية عينيها...ورمشت لها بمحاولة إستدراج عطفها…..
وصوتها النادي خرج محاولا الفكاهة لكنه فشل..(وهل أنا حقا جنة كما تدعين؟!)
لم تكن فكاهة منها...بل كان تساؤلا حزينا…
كأنما تحاول البحث عن نفسها في وصف الآخرين…
كأنما تحاول البحث عن اسمها…
كأنها تناست من هي!...
تربيتة مرام التي تعرفها بالحنان...أراحت لها وجنتيها…
وابتسمت قائلة بحنان..(تستدرجيني لأخبرك أنك جنتي وجنة الدنيا…يا جنية آل الناصرية….)
هنا تكمدت...لا تعرف لماذا يؤرقها ذكر عائلتها العريقة…
عائلة بحجم الناصرية...لا يساع من ينتسب لها الا الفخر…
فما بالها؟!..
اعتدلت جالسة..فانزلق حجابها...وليلها تهدل بعدم ترتيب...كلليل حزين...كلليل شريد…
لتبتسم وتقول بعذوبة..(يا مرام..لو أني لي بالهم طاقة او انه لي ركن شديد آوي إليه...لجددت بسمتي حتى لا تنسحب مني…
يا مرام...الحزن يكبلني...وانا متوجعة...فاعذريني حين أوجعك سهوا….)

تربت بهدوء على كتف مرام...وتلألأ الدمع في مقلتيها...وقالت بأسى..(يا مرام..قلبي كزجاج تكسر...تحول لأشلاء..تهشمت على إثره بقايا ما كان مني... تحديداً..تطلب الأمر مني أن أحزن بشكل استثنائي…)

ضحكت مرام بهدوء...وقالت بمحاولة جمع شتات من أمامها…(الامر الذي تظنيه كسرك صار ماضياً...فلما الحزن على ما زال….الحزن يا حبيبتي على القادم الذي سيضيع بسبب الفائت...والبكاء الآن لن يصلح ما عطب وتعفن من أحزان الماضي…للماضي يا جميلتي طقوس..وطقوسه أن يستثني من الحاضر ويزول في المستقبل…)
بكت جنة وتعذّب صوتها الذي هرج من قلبها…(لكنني أتألم...ألا يحق لي البكاء...أسيكون الحزن محرما لأنني فقط أصبحت الآن في الحاضر؟!)
تضمها مرام...وتربت على رأسها...وتقول بمحاولة للهدنة مع قلبها
(لا بأ ببعض الدمع على الماضي...ولكن لا نكثر من البكاء والعويل...فلن يتألم إلا نحن…
دعي كل شيء على الله...واثبتي على القوة...ولو بالتظاهر يا جنة…..)
تزيد من ضمها...وعينيها ترمس خطوطا من فكرها الغامض…(لو تظاهرتي بالقوة...صدقيني ستتحلين بها فعلا...القوة بالتظاهر...ونحن تجاهد لنستقوي...أسنهدم حدود ما بنيناه بسبب أزمة قلب عابرة…)
ترفع إليها وجهها...وتناظر عينيها بقوة...وصوتها القوي صدح…(لأجل قلبك الذي تحمل...لا تتعبيه بزيادة...أنتي تستحقين القوة...أنت تستحقين الحياة والراحة...تستحقين أن تكوني الأولى والأولوية القصوى...تستحقين أن ينهض لأجلك أحدهم ليحارب فيفوز بك...تستحقين أن تكوني استثناءاً لا يتكرر...أنتي جنة الدنيا ونعيمها...لا نفنى دامت قلوبنا تعلم بماهية التعلق بالله…)
صوت جنة….الحزين قالت بدمع…(لكني...خائفة يا مرام…)
تمسك بأصابع مرام بقوة...وعينيها تلألأ فيها الخوف جليا...وجفنيها الذان تقوسا بحزن…(أنا...خائفة…)
هنا انهمر دمعها….وسقط على كفها التي تتمسك بأصابع مرام….
لترفع مرام كفها...تحاول إمدادها بالقوة...وتقول بقوة (الخوف لا يعرف مؤمن...المؤمن لا يخاف...المؤمن يعرف أن الخوف مخلوق مثله...أمره كله بيد الله إن شاء أمنّه وإن شاء لم يفعل….الخوف حجة الضعيف…..وأنتي قوية...فأي خوف هذا الذي تشعريه…)
ترفع أصابعها...وتزيد من صوتها قوة…
(تربت يمينك يا جنة...ما خاف من أودع الله قلبه…)

صوت من عقلها يحاول الظهور...وصوتها الهامس يقول بصداه…(المؤمن لا يخاف...هو وانا من تراب...كلانا لله...والله لا يظلم…)
تربت عليها بحنو...وتقول بتشجع...(أحسنتي يا جنتي..الآن لنحاول النهوض فلقد شرعت ساقي في الإنبات من جلسة الأرض هذه...ولنذهب لمريم...لابد وأنها تشتاقنا الآن…)

تنهض جنة وهي تقول بحماس…(أجل فلقد اشتقت لها…..اعذريني يا مرام لم أحاول ترضيتك إلا الآن...فلقد فقد قلبي أحد نبضاته حين علمت بصحوها…)

تتشبث مرام بكف جنة...وتنهض…
ليصدح صوتها شجيا...(العقبى لنا بالاستيقاظ يا جنة...علّنا نستنهض همتنا فنحاول الحياة بشكل يرضينا…)
ترفع عينيها لها وبقوة تقول…(فنحن نستحق…)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



يضرب على عجلة القيادة بغضب…
أسنانة التي تصتك في غلّ تبوح بما يعتمل في صدره….
كمرجل مشتعل….
أنفاسه تهدر بقوة….وصوته خرج محملا بالغل…
(الا تبا لك أيها الحقير….)
يصرخ عاليا بغضب أقوى….وقبضته تضرب بقوة أكبر…
(الحقير….ليست امرأتك...ليست ولن تكون...أبدآ..)
بقوة أكبر..(أبدا يا محتال…)

صدح رنين هاتفه عاليا…….
أوقف السيارة جانبا...وترجل منها…
يصرخ لمن في الطرف الآخر…
عروقه البارزة من عنقه أوضحت غليان دمه….
وجبينه ذا العرق الأزرق...غدا ينبض بوضوح….

(اسمعني جيداً….والله...والله يا هذا محاولاتك لإخضاعي فاشلة...سأظل أطاردك في الملأ وفي السر….حتى تنضب قواك الواهية…)

ضحكة مستهينة….وصوت ساخر خرج بعد تنهيدة متهكمة..
(انظروا من يتكلم….الفتى العاشق….يا رجل أنت تعشق امرأة أخيك….أهكذا تكون أخلاق المحامين….عجبا..)

صرخة من فم الغاضب...خرجة محملة بالإنكار…(ليس أخي...لم تحمله بطن حملتني...ولم يخرج من صلبٍ استقام منه عضدي….)

صوت الاخر كان محملا بالتهكمات…(ألازلت تستنكره….من الجيد أنه قد ولّى عنها وتركها...أنت لا تستحق أن تكون أخا لمثله…)

مرجل مشتعل في صدره….
الحر الذي شعر به الآن كأنما جهنم تفرعت لقلبه منها نصيب….
فقال مجتزا على ضرسه…
(أمثلك يمدح خصمه...؟!!....ياللعجب!..)
هنا حاول الهدوء...فتنفس سريعاً...وصوت الاخر خرج محملا بالذكريات المستهينة…
(إن كان خصمي كحذيفة فالمدح عليّ واجب يا حضرة المحامي العُقر….كان شجاعا حتى النهاية...أستذكر تلك النهاية...أتعرف ما قاله حين همس أخر مرة قبل السقوط وعدم النهوض...؟!..)

عينيّ محمود تحولتا لبركتي من الدماء...الغضب أعماه حين سمع محدثه يستكمل مستهزءا…
(قال…"زبيدة..أحبك.."..)

صوت محدثه الذي أضحى ساخرا...خرج يزيد من غضبه…
(والله الذكرى تجعلني أدمع...هاه العقبى لك حين أذكرك بالدمع مثله…)

ضحكة جهورية خرجت من محمود…
كان على ثغر المحدث ترتعش مشاعر. الغضب….
كان حريا بالمتحدث الضحك فمابال محمود.!؟…

سعل من أثر السخرية….
وتهكم بقوله…
(بالله يا رجل أبكاك من مجرد ذكرى …. مابال مشاعرك هذه الأيام...هل أخر جربمة لم تستهويك...أم أن جنيتك المحدثة لم تخبرك أن الذي أصبح مسؤلا عن القضية شخص لا تحبه مطلقا…)

بصوت كائد...وهمس كالفحيح...خرج صوت محمود مفعما بالشر…(خمن من يكون خصمك الجديد….)

صوت أنفاس الاخر خرجت لاعنة بهمس….(اللعنة...أغيثٌ هو…)

جابهه محمود بقسوة (ومساعده...كريم أيضاً….فلتدعوا بالنجاة...فخصيمك الآن لن يذكرك حرا لأمد….وخصيصا أنك أذيت خاصته….سراب…)

شماتة تلك التي غلفت صوت محمود…(لتتجرع مرّ الخسارة يا...كارلوس…)
وأغلق هاتفه….
يرفع أصابعه لشعره….يتخلله بها بغضب…
ويشتد.وتيرة نفسه بقوة...وهو يقول…
(حذيفة…!)

يضع كفه على خصره...ويقول حاملا الغل بصوته…(الأيام دول...والعشق بيننا….النسيان لك...وهي لي...فلتصبر…)
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::



نفضت ما في كفها بهلع…
تنهض على فزع….
تنظر خلفها بقوة...وهي تقول بمحاولة لجمع شتات ما تبعثر منها….
(أفزعتني يا غيث…)

ينحني ليلتقط ما أسقطت كفها...فتسبقه بلعثمة وهي تقول بحروف متلاحقة..(كلا...اترك…)
يرفع اليها عينيه...ودخانه يشتد حين لمح ما كان ساقطا….
(ألا زلتي تقومين بهذا يا سراب…)

تضحك بتوتر وهي تستعيد ما سقط….
وتقول بصوت مغرٍ...تتدلل عليه بالقول….
(وكيف لا...وأنا المستبدة…)

غمزة لعينيه ألقتها عليه…..
فتشعب دخانه …. عشقا…..
نهض إليها...واقترب على وجل….
امتدت لخصرها كفه….والتفت على جذعها مقربا إياها لصدره…
اصتدمت كفاها...كعازل…..
لكنه شدد من حضنها...واعتصرها إليه…

مال لوجنتها هامسا...وأنفاسه تداعبها برقة…
(أنتي مستبدة يابنت عمي...تعرفين ما يؤرقني وتفعليه….
تجذبيني نحوك كالمغناطيس...وتذريني وحيداً….عاشق لك...لك وحدك...يا مستبدة…)

أنهى قوله بقبلة أختطف فيها روحها….
أودعها نبضا يرهقه….
وحبا يضنيه…..
وبعدا طوته الذاكرة….
مخافة الشوق وآثام الحنين لثغرها….
يشدد على جذعها بكلتا ذراعيه….
وهي ترمي بما كان في كفها أرضا….
وتضم إليها رأسه….تلتف على عنقه بأصابعها…

تركها مكرها….وهي تفتح عينيها على مضض….
حين نظرت لعينيه…
كانت هناك أعاصير….
غيوم ماطرة...دخانه كان داكنا….
إبهامه يداعب وجنتها….
وصوته خرج مضطربا…(أي سكر هذا الذي أُلقي على ثغرك….لقد وعدت نفسي وعدا….وأنا كفيل بتنفيذه…)

ترتفع بهامتها إليه...
كان ينحني لها….وهي تناظره من عليائه….
همست بخفر…(لا بأس...لعله وعد خير…)
ضحك بشر...وقال بخبث…(وأي خير...ثغرك الكرزي هذا...هو وعدي…)

تضرجت الحمرة في خديها...وهي تقول بمحاولة التهرب…وعينيها تهربان عنه….
(لا تقل ذلك….أنت تحرجني...وأنا لا أحب هذا الشعور…)

ضحك مداعبا...وأعاد إليه وجهها….
ذقنها الصغير تملسها أصابعه….
وهو يداعبها بعينيه…
(لا تهربي بعينيك عني….)

قال متأملاً في قسماتها…
(أنتي مداري...فلكي….عالمي...أعود إليك...وأدور في قسماتك...أبحث عني….وأهجرني حين ألمح عينيك تداعبني بمحاولة إغراءاتك الفاشلة...والتي تتحول في النهاية للقطة مدللة...تتمسح بصاحبها….)

بان الغضب عليها…
فنزعت ذقنها من أصابعه قصرا…
وقالت بصوتها الغاضب (أنا لست قطة يا غيث..توقف عن تشبيهي بهم…)

حانت منه نظرة مشتاقة…
أمضى حقا على بعدهما سنين….
والآن بهذه المناكفة الطيفة...يستشعر العطش…
فمال يرتوي منها…
لقد ظمأ من طول الفراق….
والآن حلاله بين كفيه...ألا يرتوي حد الفيض….

جذبها لصدره أخرى….
وسحق ضلوعها على نبضه…..
وأخر همساته…قبل أن يرحل لدوامة العشق…

(تبا لحلاوت ثغرك….وأنا ضعيف تجاه السكر…)

وهي تعترض بغنج…(غيث..)

ضمها وقال باضطراب….
(ضميني واصمتي...دعيني أقبلك بصمت...لقد اشتقت…)

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


قراءة ممتعة للجميع



سمية سيمو غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.