آخر 10 مشاركات
لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          مشاعر من نار (65) للكاتبة: لين غراهام (الجزء الثانى من سلسلة عرائس متمردات)×كاملة× (الكاتـب : Dalyia - )           »          530 - حلم الطفولة - باتريسيا ولسن - ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree22Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-20, 01:22 PM   #41

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


فصل جميل جداً يا هبه و إكتمل بدعمك بالأحكام التى صدرت فى بلادنا العربية بالرغم من كون معظم الاحكام لا تعفى الجانى من العقوبة لكن يظل الأثر النفسى السىء على الضحية و خصوصاً لو الجانى من أقارب الضحية .
أعتقد أن فرحة حمدت ربنا إن أهلها و أخوها عادل مش زى باقى الضحايا اللى استمعت لحكايتهم و ده بيفكرنى بالمثل الشعبى القديم اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته .
أحسنت هبه وسلمت يداك




نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


رد مع اقتباس
قديم 02-02-20, 03:07 PM   #42

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهاد على مشاهدة المشاركة
فصل جميل جداً يا هبه و إكتمل بدعمك بالأحكام التى صدرت فى بلادنا العربية بالرغم من كون معظم الاحكام لا تعفى الجانى من العقوبة لكن يظل الأثر النفسى السىء على الضحية و خصوصاً لو الجانى من أقارب الضحية .
أعتقد أن فرحة حمدت ربنا إن أهلها و أخوها عادل مش زى باقى الضحايا اللى استمعت لحكايتهم و ده بيفكرنى بالمثل الشعبى القديم اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته .
أحسنت هبه وسلمت يداك
للأسف في مجتمعاتنا قضايا الشرف بيحكمها عوامل كتير ابعد من القانون و حتى لو القانون في صف الأنثى فنسبة المذنبين اللي بيتحاكموا فعلًا لا تذكر


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 12:53 AM   #43

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,155
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

في الوقع عندما نرى موقف بعض الاسر من البنت اذا صار لها موقف قوي تحكم غالبا البنت علي افرادها بتحيز وانهم متساهلين او ضدها بس اذا شافت مثل موقفها علي افراد المجتمع المختلف واختلاف تصرفاتهم تكون اكثر توازنا فالمجتمع لا يرحم والسمعه شي مهم ليس فقط كسمعه بل علي افراد الاسره فالتجرا علي الافراد الاخرين ومحاوله انتهاكهم او جعلهم ضحيه التعامل مع الضحية واسرتهم كضحية سائغة شي موجع

غدا يوم اخر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-02-20, 11:19 AM   #44

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

موضوع الاغتصاب والشرف موضوع ليس سهل وشائك وصعب الواحد مننا يكون عنده قرار ورأي واحد

التارجح بين اخذ الحق من الفاعل وتلقينه الدرس وبين الستر من الفضيحه

خياران كلاهما مر علقم
لو بيدي احرق الفاعل بكاز والله من حقدي وكرهي لمن يفعل هذا انسان كل مبادئي واخلاقي والرحمه وكل ماتربيت عليه ولا يبقى عندي سوى الحقد والانتقام لكل بنت سلب شرفها غصبا واغتصابا من قبل حيوان بشري بل تترفع الحيوانات ان تتشبه به

اي قانون لايكفي ان يكون عقاب لمثل هذا

لذا انا اقول ان افتضح الامر لاي سبب ولم يكن هناك مجال لاخفاءه فلا اقبل باقل من عقوبة تحرم هذا الرجل من قدراته الذكوريه نهائيا قبل ان يحكم عليه بالسجن المؤبد دون تخفيف .. لم اقل اعدام لاني لااريده ان يرتاح بل يبقى بعاره طول عمره

اما اذا كان في مجال للستر فلا بأس على ان يكون ستر بشروط تعجيزيه لاطلاق .. ولا اذيه .. ولا لمسة بطارف اصبع .. ولا انحراف .. واي زلل يمسك عليه يعاقب بالسجن والجلد .. يعني يمشي كالمسطره ويتلفت خوفا من العقوبه

فصلوا قانون يناسبني ههههههههههه




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 05-02-20, 12:48 AM   #45

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثامن

وسط طرقات الحياة نتمسك بمرفأ سلامنا
نثبت أقدامنا على أرضيته الصلبة
و نستمتع بنسمات الحياة الرقيقة على وجوهنا
تطرق باب الفؤاد فرصة أخرى،
فنتردد، أتكون حقا حياة،
أم عثرة أخرى .
***
حين نولي من نحب جل اهتمامنا ندفعه نحو الحلم،
يتمسك به ، فنخفف من دعمنا ليخطو وحده،
نرقب خطواته بسعادة ،و نستمتع بحمايته عن بعد،
و طفلته خطت أولى خطواتها نحو حلمها الذي عاشته،
يستمتع بمراقبة تقدمها متأهبا لدعمها فور حاجتها،
ولأنه يرى حاجة صغيرته لفرصة ترفضها،
يخشى دفعها رغما عنها فتلك سقطة لن تحتملها ليقرر وضع المعطيات أمامها تاركًا لها حرية الخيار.
دلف لغرفتها بعد إذنها يجاورها في جلستها لتعتدل ببسمة و توليه اهتمامها،
أمسك بكفها يحتضنها بين كفيه برفق ليبدأ حديثًا يعلم صعوبته
-هتكلم معاكِ في موضوع بس أوعديني ماتقوليش رأيك قبل ما تفكري
اومأت إيجابا ببسمة مستفهمة ليتبع :
-حبيبتي جايلك عريس
جذبت يدها بعنف من بين يديه و انتفضت توليه ظهرها و نظراتها الجامدة تسبح في الفضاء عبر نافذة الغرفة قبل أن تجيب بكلمة مقتضبة:
-مرفوض
-ليه ؟!
كان سؤاله المباشر و كأنه قرأ إجابتها قبل أن تنطق بها لتلتفت إليه مرة أخرى و عمق نظرتها بعينيه يخبره عن ألمها الذي لن ينضب و إن توارى خلف المشهد لتسأله باستكنار:
-أنت اللي بتسأل ليه يا عادل؟
و نبرتها الغاضبة لم تثنيه عن مواصلة طريقه الذي عزم عليه:
-ايوه ليه يا فرحة؟
-أنت لسة مكملتيش ثلاثة و عشرين سنة من حقك تعيشي حياتك
أولته ظهرها مرة أخرى تستند على حافة النافذة بكلتا يديها ،سحبت نفسا عميقا لتملأ رئتيها و عيناها المغمضتان ترفض منطقه:
-أنا عايشة حياتي فعلا
-بشتغل وبنجح و مرتاحة
اقترب منها و أمسك بكتفيها وبنبرته الحانيه يطرق أبواب قلبها
-من حقك تبني حياة تانية بيت و زوج و أولاد
-مش نفسك تبقي أم؟
أخفضت نظراتها ولازالت توليه ظهرها و خلف قسوة نبرتها تخفي ما لمسه بقلبها :
-عايزني أحط نفسي تاني تحت رحمة راجل
التفتت له و بنبرة مكبوتة و دموع تأبى الانصياع لرغبتها أكملت :
-راجل يهين و يحتقر و يذل
-صوابعك مش زي بعضها
-احتوى رأسها بين كفيه وبعينين لم ترفا أخبرها بثقة :
-أنا عمري ما هسمح لحد يهينك
-مش هسلمك لراجل غير و أنا عارف أنه هيصونك
خلصت نظراتها من أسر عينيه بصعوبة تشيح بوجهها عنه و بمرارة العلقم ردت:
-كنا بنقول نفس الكلام على ياسر
يعلم،نعم يعلم أنها وافقت على خطبتها لياسر فقط ثقة برأيه،لكن الآخر لم يكن ليستحق تلك الثقة،
ربت على وجنتها و أجبرها على النظر لعينيه مرة أخرى :
-أنسي ياسر مش كل الناس بتعرف تعدي اختبارات الحياة
و بمرارة الاحساس بذنبه أقر :
-المرة دي القرار قرارك لوحدك
و في محاولة لتغيير دفة الحديث اصطنع مرحا هو أبعد ما يكون عن قلبة :
-بس أنت حتى مسألتيش هو مين؟
-مش هيفرق معايا
-بس يفرق معايا
استطاع الحصول على بسمة منها عندما سألته :
-يطلع مين بقى ؟
-أحمد
هل لمح ارتعاشة جفنيها عند سماعها اسمه
-هحدد معاد تقعدوا فيه مع بعض
اقترب منها يربت على كتفها قبل أن يكمل:
-مفيش حاجة حتم بدون رضاكِ بس فكري كويس
و دون أن يترك لها فرصة للرد تركها تصارع أفكارها

***
حين نصل لمنطقة سلامنا نؤثر البقاء فلا نُقدم على ما قد يزلزل أقدامنا مرة أخرى بل و نرفض كل ما قد يدفعنا لطريق آخر،
طوال ساعات الليل تتقاذفها الأفكار ،تتلاعب بقلبها رغباتها بإيثار الابتعاد عن محيط أي رجل حتى لو كان هو من قفز بذكرياته لخيالها رغما عنها ،
عندما كانت بالسابعة من عمرها عائدة لمنزلها بعد أن ابتاعت لأمها بعض البقالة و كافئت نفسها بمثلجاتها المفضلة تلعقها في طريقها غافلة عن الصبية اللذين سحبوا خيطا أمام أقدامها فجأة لتتعرقل ، يسقط كيس بقالتها أرضا و تتلوث مثلجاتها فلا تعد صالحة ،
بكت، توقفت قدمين أمامها وإذا بيد تربت على كتفها و الأخرى تمتد لتمسك كفها برفق وتجذبها لتقف ، ينفض الرمال عن ثوبها ، ويعيد جمع البقالة المتناثرة بالكيس و يمنحها إياه وسط قهقهات الصبية المستمتعة لينتبه على كلماتها المتقطعه من بين دموعها :
-و الله لأقول لعادل عليهم
فيتقدم نحو تجمع الصبية مندفعا يلتقط عصا عن الطريق مهددًا بها:
-أنا هربيك يا متولي أنت و أصحابك على العملة دي
فيفر الصبية هاربين ويعود للباكية خلفه :
-خلاص بقى ماتعيطيش
لتتذكر مثلجاتها و تخبره نظرتها الحزينة بما تفكر به فيجذب يدها عائدا للبقالة ويبتاع لها أخرى ثم يعيدها للمنزل بعد أن رأى بسمتها.
نفضت عن رأسها تلك الذكريات تنهر عقلها الذي قذفها إليها حتى تأخرت عن عملها ليسبقها عادل لعمله.
بدلت ملابسها فالأمر لديها منتهي، عملها الذي تعشقه في انتظارها ولن يحيدها عن طريقها أيًا كان ليوقفها صوته المألوف بمدخل البناية :
-فرحة
توقفت دون التفات إنه هو، لمَ يظهر الآن في غير موعده،
تقدم خطوتين منها يعيد اسمها بلحن مميز لم تعهده قبلا ،
التفتت تواجهه ستنهره على تجرئه و تنهي الأمر تماما، لتواجه ابتسامته العذبة من بين لحيته المهذبة فتلجم كلماتها ويفرض هو حضوره بطوله الفارع و جسده الرياضي الظاهر من اسفل قميصه،
وشعره الاسود الحالك الذي استطالت خصلاته قليلا لتداعب بشرته الحنطية، تقدم خطوة أخرى ينحني قليلا و عينيه تحيطها بهالة خاصة:
-أنا كلمت عادل بخصوصنا
رفعت نظرها إليه لتلاحظ فارق الطول بينهما فرأسها بالكاد تصل لكتفيه قبل أن تخبره بإجابة قاطعة:
-مفيش موضوع خاص بيجمعنا
لتفاجئها ذات البسمة الواثقة و كأنها لم تتفوه برفض :
-باعتبار ما سيكون
-واضح إنك بتحلم
ولم تنتظر رده لتلتفت تكمل طريقها نحو الخارج عندما وصلها صوته:
-الأحلام عالم من الوهم ، لكن أنتِ حقيقة يا فرحة
و يهمس مصححًا بنفسه دون أن تصلها همسته
-فرحتي
***
وما بين غمضةِ عينٍ وانتباهتها
يغير الله من حالٍ إلى حالِ
بين ليلة و ضحاها تبدل عالمها لينقلب رأسًا على عقب،
قرة عينها التي تحول عرسها إلى مأتم و ما استطاعت إلا أن تبكيها سرًا،
رفيق دربها الذي طرحه الهم أرضا ثم قضى نحبه مختنقًا بعجره،
وبعد طول عناء رأت بسمة صغيرتها رغم ما تكبده صغيرها لقاء ذلك،
و اليوم يلوح لها أمل جديد تعلم أن طفلتها تنأى عنه خوفا و هربًا من المجهول، استقبلتها عند عودتها من عملها تراها شاردة ، صامتة على غير عادتها مؤخرًا،
تعد أطباق الطعام لها و لشقيقها بعينين زائغتين فسألتها :
-فكرتي؟
انتبهت صغيرتها ورفعت نظرها لها و رغم علمها بمقصد سؤالها إلا أنها أخفضت نظرها مرة أخرى مدعية الانشغال باطباق الطعام و مجيبة بصوت هو أقرب للهمس:
-في إيه؟!
-في أحمد
و كأن قلبها قد ألف الارتعاش عند ذكر اسمه لتتجاهله فمنطقة أمانها التي وصلتها بعد عناء تستحق العدول عما سواها :
-لا أحمد ولا غيرة
-المبدأ مرفوض
تتفهم خوفها نعم، لكنها تعلم خطأ قرارها برفض المبدأ على الاطلاق،
لا تستطيع الضغط عليها تجاه القبول ولن تتركها لأفكارها،
تقدمت منها بحنو تربت على كتفها برفق :
-مينفعش ترفضي لمجرد الرفض
-أحمد متربي معاكم و مش حنلاقي في أخلاقه
ما بالهم يدفعونها لما قد يزلزل عالمها مرة أخرى لقد اجتازت أزمتها بمعجزة لم تكن تتوقعها، أرهقها الحديث فاضافت بانفعال:
-أفهموني أنا مرتاحة كده
-مش عايزة أتجوز
جذبتها أمها لأحضانها برفق تهدئ من انفعالها مربتة على ظهرها:
-يا حبيبتي مينفعش توقفي حياتك
أبعدتها قليلا عن أحضانها تمسح على شعرها بحنان :
-أتكلمي معاه و خدي وقتك في التفكير و لو لسه مش موافقة ماحدش هيجبرك على حاجة
و عند نهاية كلماتها أتى شقيقها يلتقط يدها برفق و يجلسها بجواره على طاولة الطعام :
-أحمد جالي الورشة النهاردة و ادتله معاد يزورنا بكرة
همت بالوقوف و ترك المائدة بانفعال واضح وارتعاش قلبها يناقض انحباس الدموع بمقلتيها قبل أن يتمسك شقيقها بيدها يمنعها الفرار لتخبره وهي تكاد تغص بكلماتها:
-ما بقاش في موضوع غير أحمد؟
ربت شقيقها على كفها برفق و لين نبرته تدعوها للانصياع :
-اسمعيه و بعدين فكري
و باشارة منه أنهى جدالها لتخفض نظرها تجاه الطعام تعبث به دون شهية و عقلها لا يكف عن العمل
***
عند الطفولة نألف البعض ، نكبر فتداعب أحلام الصبا خيالنا ، نصل لعنفوان الشباب ؛ قد تخبو مشاعرنا أو تقوى لنوقن أننا نصنع الحكاية خاصتنا، نحلم و يكبر معنا الحلم حتى يصبح الحبيب منتهى أملنا لنصحوا و قد سُرق حلمنا في غفلة منا،
ندفن ألمنا بقلبنا و نستسلم لضياع الحلم حتى يمنحنا القدر هديته بفرصة أخرى.
وفرصته بنيل حلم الصبا و الشباب بين يديه الآن بعد أن استقبله شقيقها و أمها مرحبين كعادتهما،
ثم اعتذرا ليمنحاه فرصته على طبق من ذهب
جلس أمامها بصالة منزلها بحلته السوداء و قميصة الأبيض الذي فتح أول زرين به دون ارتداء رباط العنق ليمنحه مظهر يجمع بين مرح الشباب و جد الرجال ، يتطلع لتلك الرقيقة المتحفذة كقطة أظهرت مخالبها استعدادا لخمشه و يبدأها بقوله:
-تحبي تعرفي إيه عني؟
لم تجبه إلا بنظرة جمعت بين رفض للحديث و تحفذ لافتعال خلاف ليتبع بما تعلمه هي مسبقا:
-أعرفك بنفسي أحمد عبد الهادي ،سبعة و عشرين سنة ، بكالريوس تجارة و أعمل محاسب بأحد الشركات
مال قليلا للأمام يعد على أصابعه
-ذكر، مسلم، أعزب ولا أعول
ثم يضم يديه أمام صدره بجملته الأخيرة كعلامة على الرجاء:
-و طالب القرب علشان أعول
استطاع الحصول على بسمة وأدتها قبل أن تصل لشفتيها ليكمل حديثة يدفعها لمبادلته إياه:
-مش هتسمعيني صوتك يا فرحة
هل يحمل اسمها لحنًا خاصا عندما يخرج من بين شفتيه،لا تنكر أن مرحه يمنحها راحة الحديث لكن قرارها غير قابل للتغيير:
-أنا بلغتك برفضي قبل كده
-وأنا مش موافق
استطاع جذب نظرها لتلتقي بعينيه التي تغمرها بنظرات لم تألفها من قبل لكن غرابة رده أدهشتها :
-مش موافق على إيه؟
-مش موافق أنك ترفضيني
انفرج فمها ببلاهه لا تعلم من أين له بتلك الثقة، أم أن قدرتها على الفهم تناقصت أمامه:
-أحمد أفهم أنا رافضة المبدأ
-قوليها تاني كده
نبرته الحانية بالحديث تلمس شيئا بنفسها لم تفهم مقصده أو ترغب بادعاء عدم الفهم و نظرتها المتسائلة جعلته يوضح:
-أحمد ، قولي أحمد تاني
اقتنص خجلها رغما عنها فأخفضت نظرها تهرب من رسائله التي يرسلها تدك حصون قلبها ، تحاول أن تستعيد سيطرتها و تكرر بنبرة من مل تكرار الرفض:
- أنا مش حتجوز
- لا أنت ولا غيرك
-مفيش غيري
عاجلها بحزم من يقرر حقيقة غير قابلة للنقاش،
اعتدل في جلسته أمامها يتخلى قليلا عن مرحه و عينيه ترسل لها طوفان من حنان تخبرها الكثير عما يجول بنفسه دون أن ينطق به
-فرحة، أنا عارف أنك خارجة من تجربة صعبة، لكن أدي نفسك فرصة لحياة جديدة
شردت في الفراغ تقاوم طوفانه الذي يغرقها و تتمسك بأمانها علها تنجو :
-أنا أخترت حياتي خلاص
-أديلي فرصة أشاركك فيها
أجابها و دفء صوته يهديها أمانًا لا تود الاعتراف به لتهز رأسها نفيا ترفض منطقه و ما يطرقه بقلبها لترد بكلمات مرتبكة :
-مقدرش...إزاي
تتساءل كيف بعد أن وصلت لبر أمانها يطلب منها الخوض ببحر لا تعلم آخره
-نتجوز
يعلم أنها لم تكن تتساءل عن كيفية مشاركته لحياتها لكنه أجابها و أكمل:
-اديلي فرصة أعوضك
علا صوته بنبرة قاطعة و هو يشير بيديه لها مؤكدًا:
-إنا ضيعتك من إيدي مرة لايمكن أسيبك تضيعي مني تاني
لم تعد تحتمل كلماته التي تعصف بكيانها كالرعد بليلة شتوية ممطرة، نهضت توليه ظهرها تنوي إنهاء اللقاء، احتضنت كتفيها بذراعيها و أغمضت عينيها فذكرى الرجل الوحيد الذي احتواها بين ذراعيه بشهوة تثير الغثيان بنفسها ،همت بمغادرة الغرفة و هي تخبره :
-مش هينفع
-في حاجات عني أنت متعرفهاش
-عارف
أجابها بنبرة متحشرجة و الألم يشق صدره، واحساسه بذنبه ينغرس كخنجر ثلم بنابضه، لتوقفها كلمته و تلتفت إليه جزعة و شرارات الغضب تنطلق من مقلتيها دون رغبة منها بإيقافها و ارتعاش صوتها بكلماتها المتقطعة ينبئه عما تعانيه:
-كان لازم أعرف أن الست الوالدة مش هتكتم السر
دمعه هاربة فرت من عينها وأدتها فورا و هي تمسحها بعنف فقد ودعت الضعف لكنه لاحظها ليقترب منها ويميل ليقلص فارق الطول بينهما بينما عينيه تحتويها بحنان :
-ما تظلميهاش هي مقالتليش غير لما قلتلها إني هتقدم لك
شرد بالفراغ يحاول السيطرة على ألمه يعلم أن ما سيتفوه به الآن سيخط طريقه معها إما بداية أو نهاية لحياة لم تبدأ من الأصل
-ولو كنت قبل كده مُصر قيراط على جوازي منك فبعد اللي سمعته أنا مُصر أربعة و عشرين
-شفقة
خرجت منها عنيفة مستنكرة مرتعشة فيصحح لها و نظرته تؤكد كلماته و صوته يقسم على صدقه يشير بسبابته لموضع خافقه :
-حب
أنا بحبك من يوم ما عرفت يعني إيه حب
-ليه مش مصدقة؟
صمتت، فرغم صدى ما تتلقاه من طوفان مشاعره بقلبها لكن عقلها يصنع حاجزا لا تريد تخطيه،
بينما أدرك هو ما تعانيه ليزفر أنفاسه بمهل يلجم قلبه عن البوح بالمزيد و صوته الحنون يخبرها برفق:
-أنا همشي دلوقت خدي الوقت اللي تحتاجيه
والتفت يلتقط سلسلة مفاتيحه و هاتفه الجوال عن الطاولة و يتجه لباب الخروج يفتحه و قبل أن ينصرف يلتفت لها مضيفا بثقة:
- لكن مش هقبل غير بالرد اللي يرضيني
ثم يغلق الباب بعد أن ألقى حجرا بمياه قلبها الراكدة
****
عندما نخطىء فنوقع الأذى بمن نحب،
لا يجدي وقتها الندم،
نجلد ذاتنا بسياط الذنب،
و يظل القلب يُطحن بين رحى الضمير،
دلف لمنزله بعد أن أنهى لقاءه المُجهد معها، وقلبه يخبره أن طريقه لايزال طويلا رغم الأمل الذي يملأ نفسه ليأتيه صوت الغافلة عن إثمه يقطع أفكاره:
-بردو عملت اللي في دماغك


نهاية الفصل


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-20, 12:54 AM   #46

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
موضوع الاغتصاب والشرف موضوع ليس سهل وشائك وصعب الواحد مننا يكون عنده قرار ورأي واحد

التارجح بين اخذ الحق من الفاعل وتلقينه الدرس وبين الستر من الفضيحه

خياران كلاهما مر علقم
لو بيدي احرق الفاعل بكاز والله من حقدي وكرهي لمن يفعل هذا انسان كل مبادئي واخلاقي والرحمه وكل ماتربيت عليه ولا يبقى عندي سوى الحقد والانتقام لكل بنت سلب شرفها غصبا واغتصابا من قبل حيوان بشري بل تترفع الحيوانات ان تتشبه به

اي قانون لايكفي ان يكون عقاب لمثل هذا

لذا انا اقول ان افتضح الامر لاي سبب ولم يكن هناك مجال لاخفاءه فلا اقبل باقل من عقوبة تحرم هذا الرجل من قدراته الذكوريه نهائيا قبل ان يحكم عليه بالسجن المؤبد دون تخفيف .. لم اقل اعدام لاني لااريده ان يرتاح بل يبقى بعاره طول عمره

اما اذا كان في مجال للستر فلا بأس على ان يكون ستر بشروط تعجيزيه لاطلاق .. ولا اذيه .. ولا لمسة بطارف اصبع .. ولا انحراف .. واي زلل يمسك عليه يعاقب بالسجن والجلد .. يعني يمشي كالمسطره ويتلفت خوفا من العقوبه

فصلوا قانون يناسبني ههههههههههه


ههههه محتاجين قانون تفصيل فعلا
للاسف نظرة المجتمع للمغتصبه و كأنها مذنبه و موصومة بالعار مدى حياتها هو اللي بيمنع الناس تاخد حقها من المجرم خشية افتضاح الامر لو نجحنا في تغيير هذه النظرة في مجتمعاتنا العربية يبقى قطعنا نص الطريق لمعاقبة الجاني للاسف في قضايا الشرف بالذات الطريق طويل و تغيير هذه النظرة يحتاج لسنوات طويلة


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-20, 02:14 PM   #47

نهاد على

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية نهاد على

? العضوٌ??? » 313669
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,655
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » نهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond reputeنهاد على has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جميل يا هبه
و واضح أن أحمد عشق فرحة من وقت طويل قبل كده بس ضيق ذات اليد دفعته للسفر .
شكلها الست الوالدة مش راضية و حتلاقيها منين فرحة من والدة أحمد و لا ياسر و لا الناس اللى فى المنطقة بتاعتها لأن للاسف الناس بتعتبر الفتاة المغتصبة جانية مش ضحية و مع العقلية الضيقة متوقعة رد الفعل والدة أحمد.
تسلمى يا هبه و فى الانتظار


نهاد على غير متواجد حالياً  
التوقيع
شكراً لأجمل روزا


رد مع اقتباس
قديم 06-02-20, 04:25 PM   #48

نور علي عبد
 
الصورة الرمزية نور علي عبد

? العضوٌ??? » 392540
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 944
?  نُقآطِيْ » نور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond reputeنور علي عبد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيك العافيه
موضوع الاغتصاب والاعتداء مؤلم بقدر لا يستطاع للاسف ان يكون موجود في مجتمعاتنا بل داخل بيوتنا حفظ الله الجميع بحفظه
عادل هو صورة الاخ الذي تنتظره كل انثى تسعى للامان والسند واحمد من الشهامه والرجوله ان لا يحمل فرحه مسؤولية ما حدث وايضا كونه حدث في بيته ننتظر باقي الاحداث
قصه رائعه وكلمات وطريقة سرد متميزه موفقه انشاء الله 🌼


نور علي عبد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-20, 12:24 AM   #49

heba nada

كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية heba nada

? العضوٌ??? » 460821
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 202
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » heba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond reputeheba nada has a reputation beyond repute
Rewitysmile26

الفصل التاسع

احلم،
اطرق باب حلمك،
اطوِ الدروب نحو أملك،
انهض حين التعثر،
وإن خُذلت يوما لاتجزع،
قاوم،
ففي مكان ما،ثم حياة.
***
حين نبذل عمرنا لأجل صغير كان،يكبر،فننشد له الكمال،
لكن ماذا إن شب الصغير عن الطوق وشرد عن المرسوم،
أترانا نقبل بخدش ما رسمناه قبلا،أم نتشبث بالمفروض.
أقبل عليها صغيرها العائد من لقائه المرهق،
تعلم رغبته نعم لكن قلبها يرفض، جاورها في جلستها و بهدوئه المعهود أجابها يستدعي عطفها:
-أيوه يا أمي قابلتها و مستني الرد
-و هي تطول؟
عاجلته بردها المستنكر لجملته لتجلب ضحكته المستمتعة :
-القرد في عين أمه يا أم أحمد؟
نهرته بعنف على ما تفوه به ووجهها يخبره بغضبها فصغيرها الذي شب و بات رجلا ملئ الأبصار لا تليق به سوى ملكة تتوج على عرش قلبه ، فاقترب منها قليلا محاولا احتواء هذا الغضب و بلين نبرته يبحث عن دلالها :
- مالك بس يا أمي معترضة ليه؟
أشاحت بوجهها عنه و اعتراضها بدى جليا فبعد ما رأته بعينيها كيف بالله تقبل بها زوجة لقرة عينها :
-يا ابني نفسي أول بختك تبقي بنت بنوت
مش واحده....
قطع جملتها بنبرة حادة
-إيه يا أم أحمد أُمال لو ماكنتيش أنت اللي مربياها
لانت نبرتها قليلا لكن استمرار الجدال معه حتمي فكنزها الذي أنفقت عمرها حفاظا عليه يستحق الأفضل من وجهة نظرها
-ماقلتش حاجة يا ابني بس....
قاطعها للمرة الثانية يشير بأصبعه
-من غير بس ،أنا مش هتجوز غير فرحة
اقتربت منه تربت على كتفه تحاول إثنائه عن عزمه بأي طريقة كانت
-يا حبيبي افهمني ليه تشيل شيلة غيرك رفض يشيلها
-علشان بحبها
جاءها رده سريعا قاطعا دون مواربة قبل أن يضيف مخفضا رأسه و ألمه يذبحه
-ده غير إني السبب في كل اللي حصلها
جزعت لما تفوه به و امتعاضها بدى واضحا عليها عندما نهرته للمرة الثانية:
-وأنت ذنبك إيه بس
تغضن جبينه و أغمض عينيه يحاول السيطرة على ألمه و ثقل الكلمات على لسانه يمزقه:
-ذنبي إني ما سمعتش كلامك،
-ياما حذرتيني من متولي و طلبتي أبعد عنه
ضم قبضته و شرارات الغضب تنطلق من مقلتيه
-فضلت متمسك بيه فاكر إني هقدر أرجعه عن الطريق اللي مشي فيه
و بقبضة يده المضمومة يلكم صدره بعنف كأنه ينتقم من مجهول يسكنه
-ما كنتش أعرف إنه هيطعنني في الإنسانة الوحيدة اللي اتمنتها
اقتربت منه و هالها ما يحمله لنفسه من ذنب هو أبعد ما يكون عنه و ربتت على كتفه بحنان
-يعني أنت كنت تعرف أن كل ده هيحصل؟
رفع نظره لها و عينيه تخبرها بما يعتمل بصدره
-لو ما كانش متولي واخد على البيت ده، ما كانش كل ده حصل
أغمض عينيه و جميع الاحتمالات تذبحه
-و ياريته ما حصل حتى لو كان معناه إني أخسرها للأبد
أمسكت بقبضته تمنعه لكم صدره و قلبها يرفض اعترافه بذنبه
-يا حبيبي ده قدر و مكتوب
-و مش معنى إن ده حصل هنا إنه ماكانش هيحصل أو إنك تتحمل مسئوليته و تتجوزها
سحب يده بعنف و باستنكار أجابها
-حتى أنت يا ماما فكراني هتجوزها شفقة؟
برق برأسه ضوء فعزم على تأكيد شكه أو نفيه،أمعن النظر بأمه و بنظرة مؤنبة سألها:
-أنت شايفة يا أمي أن فرحة تتحمل ذنب اللي حصل؟
رفعت كفيها تواجهه و بكلتاهما و رأسها تشير بنفي قاطع:
-لا يا ابني،البنت كانت مغصوبة
اخفضت رأسها تتذكر هيئة المسكينة بغرفتها و ما هالها من حال الغرفة التي تنبئ بالمعركة التي حدثت بها قبل أن تقترب منه تربت على كتفه
-لكن ده مايمنعش أن كل فولة و ليها كيال
-سيبها لكيالها و أنت شوف نصيبك مع غيرها
أولاها ظهره و بنبرة هادئة تناقض تلاطم الأمواج بقلبه أجابها:
-أنا سعادتي مع فرحة ،لو تهمك يبقى توافقي
التفت برأسه ينظر لعمق عينيها يستدر عطفا يعلم أنها لن تبخل به،
لتخفض رأسها يأسا و لين ملامحها ينبئه أنه أصاب هدفه بينما تهمس
-سعادتك أهم حاجة عندي يا ابني
تناول كفها يقبله بينما أمه تمسح على شعره و هو يجيبها :
-كنت متأكد أنك مش هتكسري قلبي
****
حين تطرق باب الفؤاد فرصة أخرى،
يرفض العقل الخضوع متمسكا بأمانه بينما القلب يتأرجح بين خوف و رجاء،
يتزلزل كياننا ويبحث عمن يعيننا بإعادة تنظيم فوضانا.
أرهقها لقاءه، رغبة شقيقها التي تعلمها و إن ترك لها حرية القرار، إلحاح أمها الدائم أن دولاب الحياة لابد له من الدوران مهما كانت العواقب،
حصاره الذي يفرضه عليها دون قيد أو خطأ تؤنبه لاقترافه،
لا تعلم هل باتت طرقهما تتقاطع بينما هو مستمتعا بإرسال رسائله عبر إبتساماته و عينيه التي تحكي الكثير دون كلمات،
هل زاد تواجده حولها أم أنه كان دائما هناك بينما هي الغافلة عنه،
عقلها بات لا يكف عن العمل و كلماته تتردد بأذنيها دون انقطاع،
و قلبها يتلقى سهامه بروية فتنغرس ببطء لتفتت جليدها الذي غلفته به .
وسط كل تلك الفوضى قررت اللجوء لطرف من خارج الصورة فدوما من يرى المشهد من علو يمتلك كماله.
توجهت للمشفى الجامعي طلبا للقاء طبيبتها التي رحبت بها و كأنها كانت تتوقع عودتها يوما رغم انقطاعها بعد أن أنهت جلساتها،
رأتها مرتبكة لا تعلم من أين تبدأ الحديث فحثتها على الكلام ببسمتها الهادئة كعادتها مع مرضاها و نظرتها من أسفل عويناتها الطبية تحاول سبر أغوار الجالسة أمامها:
-خير يا فرحة إيه سبب الزيارة؟
رفعت الأخرى نظرها لطبيبتها و دفء لقاءها يهديها سلاما تنشده فركت كفيها و بصقت الكلمات كمن يخشى تعثره بنطقها
-أنا جايلي عريس
ابتسمت الطبيبة بثقة من كان يتوقع الإجابة لتجيبها ببساطة
-مبروك
انتقل بعض هدوءها للجالسة أمامها فلانت ملامحها قليلا قبل أن تسأل طبيبتها:
-تفتكري إني أقدر أتجوز؟
-لو عايزة تقدري
بتقرير واضح و لهجة حازمة لم تخل من الحنان، لتقرر من أمامها توضيح مخاوفها التي تقض مضجعها:
-إزاي...إزاي هيتقفل عليا باب واحد مع راجل
صمتت قليلا و ذكرى لمسات قذرة تثير غثيانها
-إزاي..هسمحله يلمسني
أخفضت الطبيبة عويناتها و نهضت تلتف حول مكتبها لتقابلها في مقعدها و هي تدرك رعبها المشروع
-ده مش هيبقى أي راجل ..هيبقى زوجك
مالت بجسدها قليلا للأمام و امتدت يدها تحتضن كفي الجالسة أمامها تهدئ من توترها الواضح فتوقفت عن فركهما ببعض
-ماتخليش أول تجربة مشوهة مريتي بيها تشوه مفهوم أسمى علاقة إنسانية
-العلاقة بين الزوجين فطرة و غريزة ربنا زرعها فيهم، تعبير عن مشاعر سامية بتخليهم يقربوا من بعض و يتحدوا
تركت كفها و تراجعت تستند لظهر المقعد و عينيها مثبته بعيني الجالسة أمامها
-التجربة كانت قاسية محدش يقدر ينكر
-لكن أنت تقدري تتخطيها
تطلعت بطبيبتها ببعض ثقة و إن كان قلبها يتأرجح بين الأمل و الخوف لتتساءل بشك
-تفتكري الوقت دلوقتِ مناسب
نهضت الطبيبة مرة أخرى عن مقعدها لتعود خلف مكتبها بينما عيني فرحة متعلقتان بها في انتظار الإجابة التي أتتها بهدوء و تقرير
- أنت اللي تقدري تحددي الوقت المناسب
-بإيدك تقرري تسجني نفسك في الماضي أو تتخطيه
أخفضت نظرها عن طبيبتها تحاول استيعاب كلماتها التي تضعها أمام نفسها في مواجهة لا تعلم نتيجتها.
لاحظت الطبيبة شرودها فأضافت في محاولة لتقديم المزيد من الدعم
-لو تحبي إني أتكلم مع العريس مفيش مشكلة
-ده طبعا لو مفيش عندك مانع أنه يعرف بعلاجك عندي
رفعت فرحة نظرها للطبيبة تفكر في الأمر الذي لم يخطر ببالها
ماذا إن علم أحمد بعلاجها لدى طبيبة نفسية؟
هزت رأسها لطبيبتها إيجابًا قبل أن تنهض استعدادا للمغادرة و عقلها يعج بأفكارها قبل أن تناديها طبيبتها فتلتفت عند الباب لتسمعها تقرر
-المهم تختاري صح
هزة أخرى برأسها قبل أن تخرج مغلقة للباب لتفتح الأبواب لأفكارها على مصرعيها تتقاذفها يمينا و يسارا و قلبها يأن حيرة.
***
بين مد القلب نحو الحلم و جذر العقل نحو أمانه المنشود تقف على حد السيف،
تتأرجح بين رغبة بتخطي الماضي و تشبث براحة وجدتها بعد طول عناء.
أنهت عملها بمشغلها بعد لقاء طبيبتها الذي لا تعلم أساعدها على ترتيب أفكارها أم زاد من ارتباكها.
استطاع عملها أن يشغل بالها لعدة ساعات فلازال هو شغفها الأول لكن ما إن انتهى حتى عادت أفكارها تتقاذفها طوال طريق عودتها لبيتها مع شقيقها الذي تركها عند مدخل البناية و توجه لشراء بعض احتياجاتهم من البقالة القريبة،

دخلت للبناية و عند صعودها لأول درجتين سمعت نداءه الحنون باسمها،
توقفت و بنصف التفاتة أولته وجهها بينما تقدم هو خطوتين من الدرج يستند بإحدى يديه على مسنده و بعينين تبوحا بالكثير سألها
-ممكن استأذن عادل و نقعد مع بعض تاني؟
خجل من نظرته،همسه و حنان ترسله كلماته تملكها بينما تخفض عينيها و تهمس
-أنا محتاجه وقت أفكر
ارتياح ملامحه مع بسمته التي اتسعت جذب عينيها لوسامته و صوته الذي غمرته سعادة رأتها هي مبالغًا فيها
-ياااااااه...ده أحنا كده اتقدمنا قوي
انتبهت وقتها لجملتها التي تغيرت من الرفض القاطع إلى الرغبة بالتفكير بالأمر لتحاول السيطرة على الموقف و تستعيد زمام نفسها مرة أخرى حين همت بإخباره أن الأمر لا يعني رضاها لكن الفرصة لم تسنح لها حيث دخل عادل لمدخل البناية و على وجهه علامات الضيق لوقفتهما و التي أوضحها دون مواربة بنظرة مؤنبة للواقف أمامها
-ما يصحش الوقفة دي يا أحمد
تنحنح أحمد قليلا و التفت للغاضب يمد يده بالسلام أولا قبل أن يعترف بذنبه
-أنا آسف يا عادل بس كنت حابب استأذن فرحة إني أزوركم قبل ما استأذنك
-مش بتخطاك لا سمح الله بس مش حابب أعمل حاجه هي مش راضية عنها
لان الغاضب قليلا،يتفهم العاشق أمامه و يعلم رفض شقيقته التي أكملت صعودها هربا فور رؤيته ليس منه و لكن من مطاردة عاشقها
-البيت بيتك يا أحمد في أي وقت
-بس ماينفعش توقفها في مدخل العمارة كده
أخفض العاشق رأسه اعترافا بذنبه و أكد كلمات عادل الذي دعاه بود ليصعد معه.

دلف عادل لمنزله رافعا صوته بدعوة مرافقه للدخول و إعلام أهل البيت بوجود ضيفه بينما الهاربة مختفية بغرفتها ودقات قلبها تتسارع مع طرقات أخيها على باب غرفتها الذي دلف يدعوها لمقابلة عاشقها المثابر بينما هي تتطلع لأخيها بنظرات مرتبكة متسائلة فاقترب منها يمسك بكفها و يسحبها خارج الغرفة هامسا بمرح:
-أخرجي لمجنون فرحة ده بدل ما يفضحنا
بسمة خجلة ارتسمت على شفتيها وأدتها قبل أن تصل للمنتظر بالخارج،
تقدمت ببطء لتجلس بمواجهته تحاول الحفاظ على تجهم وجهها
-أنا طلبت وقت، ليه مُصر تضغط عليَ؟
تطلع إليها بحنان و قلبه يحتضنها بخيالة يربت على خصلاتها المدفونه أسفل حجابها ليهدئ من روعها و بنبرة واثقة أجابها
-أنا عمري ما أقدر أضغط عليكِ
-بس عندي كلام كتير محتاج أنك تسمعيه
تطلعت لعينيه و حنان نظرته يأسرها لكنها حاولت الحفاظ على جدية نبرتها
-اتفضل
تنحنح و انحنى بجزعه للأمام يستند بكلتا مرفقيه لركبتيه بينما عيناه مثبتتان بعينيها
-فرحة،أنتِ تقريبا عارفة عني كل حاجة
-مش محتاج أتكلم عن تربيتي ولا أخلاقي اللي أنتِ عرفاها
-لكن محتاج أتكلم عن اللي عمري ما قلته لحد
صمت قليلا و تناول كوب ماء عن الطاولة فارتشف منه قبل أن يكمل
-أنا من يوم ما وعيت على الدنيا و أنتِ حلم جميل بالنسبة ليَ
-فضل الحلم ده يكبر لحد ما بقى أغلى حاجة بتمناها في حياتي و فجأة.....
صمت يحاول استجماع كلماته و ألمه الذي اختبره سابقا ظهر جليا على ملامحه
-الحلم ده اتسرق
تهدج صوته بحزنه و ذكرى عجزه عن نيلها تكبله
-كنت يادوب لسه متخرج من سنتين بحاول أجمع أي مبلغ أقدر أتقدم بيه
-ما هو مينفعش إني آجي و أقول لوالدك الله يرحمه أنا عايز بنتك بس ما معيش أجيبلها زي باقي البنات
نظر لعمق عينيها و بنبرة أودعها كل حب ممكن
-و أنتِ أغلى البنات
تطلعت إليه و صدق مشاعره يصلها فيغلف قلبها بدفء يتسلل ببطء ليذيب جليده.
اعتدل في جلسته دون أن يسمح لعينيها بالفرار من أسر عينيه بينما يكمل بوحه
-وقتها الدنيا بقت سودا في عنيا، كنت عايش على أمل أن الخطوبة دي ماتكملش
-و يومها.....
صمت و حينها أغمض عينيه لا يستطيع تسمية ذاك اليوم أيسميه يوم عرسها أم يوم نحرها و نحره معها لكنها أدركت مقصده وذكري يومها المشئوم تعود لتفرض نفسها على المشهد قبل أن يفتح عينيه و نظرته الذبيحه تخبرها بما حاك بصدره بينما يكمل
-يومها سافرت علشان ماقدرتش أشوف حلمي و هو بيضيع للأبد
أخفض نظره و ذنبه يجلده بسياط الندم،
الندم على هروبه من ألمه الذي لولاه لما عاشت هي مثل تلك الليلة،
لولا أنه جبن عن مواجهة واقعه لاستطاع منع ما حدث.
-و ياريتني ما سافرت،حتى لو كان ده هيضيعك مني
انتبهت لكلماته وهالها ما رأت من ذنب و ألم على محياه،لا تصدق أن هناك من قد يحمل مثل ذاك الحب الذي تتمنى فيه ألا يصيب حبيبك ألمًا قط حتى لو كان بمنأى عنك،
أكانت حقا غافلة طوال تلك السنوات عن حب مثل ما يتحدث عنه؟
رفع نظره لها مرة أخرى و عينيه تحمل رجاءه
-تفتكري بعد كل ده ممكن أضيعك مني تاني؟
تنهدت و قد أرهقها ما ألقاه على قلبها دفعة واحدة لا تستطيع ردها فهمست بتعب
-بردو محتاجة وقت
هز رأسه إيجابا بتفهم واضح بينما هي تهم بالمغادرة ليهمس بأسمها فتلتفت مستفهمة
-أنا مش هيأس
هزت رأسها بلامعنى و غادرت الغرفة و قلبها يحثها على إعطائه الفرصة فقد يُشفي جراحه أو يعمقها فيكسوه الجليد للأبد.



خاتمة


من بين دروب الحياة تختار دربك
يتسلل نصفك الآخر رويدا رويدا فتخترق سهامه قلبك
تدرك وقتها أنك فزت برفقة في طريق حلمك
***
بعد أن أبلغت عادل بموافقتي المبدئية على الخطبة لأحمد ،نعم مجرد خطبة عزمت أن أضعه خلالها موضع اختبار.
حضر أحمد مع والدته ليطلب يدي رسميا و كم كنت أخشى هذا اللقاء،فمنذ حادثتي كنت أهرب من لقاء أم أحمد، لم أقوَ على النظر إليها فادعيت الخجل و لكن ببساطة أحمد و مرحة استطاع أن يزيل ذاك الحرج و كأنه كان يقرأ أفكاري.
لا أخفي سرا إن قلت أني شعرت بعدم راحة حماتي المستقبلية أيضًا فالأمر برمته يدعو للعجب،
اتفق أحمد مع عادل على كافة تفاصيل الزواج وفيها تكفل عادل بجهازي كعروس و كأنها المرة الأولى،كم يشق عادل على نفسه بذلك،
و تعهد أحمد بالوفاء بكافة التزاماته نحوي كعروس،
و جاءت لحظة رعبي التي كنت أخشاها ،أن يخبرنا أحمد بنيته الزواج بمنزله ولكنه للمرة الثانية يفاجئني بقراءة أفكاري باتفاقه على استئجار بيت قريب بحينا حتى يتسنى له رعاية والدته و في ذات الوقت يعفيني من دخول منزلهم مرة أخرى فتلك خطوة لا احتملها.

بعد الخطبة بدأ أحمد بممارسة هوايته في التسلل لقلبي ببطء،فرض عليَ حصارًا من حنان فبتُ أتشرب حنانه بنهم أرض عطشى،
عينيه كانت تحكي أساطير عشق بينما لسانه ينطق بالموزون منه،
يحافظ على مسافة كافية بيننا عند جلوسنا أو سيرنا تكفُل لي راحة الحديث معه مُكتفي باحتضاني بعينيه،
أتذكر مرة عند سيرنا أن تعثرت بالطريق ، كدتُ أسقط لولا أن أمسك أحمد بساعدي فارتعش كامل جسدي لأبتعد سريعًا ،
-آسفة
-آسف
اعتذر كلينا عن ذنب لم يقترفه أحدنا و أصبحت أكره ارتباكي و ارتعاشة جسدي.

لا أنكر أنني خلال بضعة أشهر بتُ أطمئن بقربه وقتها صارحته بأنني كنت أُعالج لدى طبيبة نفسية إثر صدمتي،كنت أنوي أن أطلب منه زيارتها معي لكنه بادرني بالطلب،
هل أصبحت أثق أنه لن يخذلني؟
الحقيقة نعم.
اصطحبني للطبيبة التي طلبت الانفراد به أولا ثم دعتني للدخول،
لا أنسى بسمتها الهادئة عند نهاية اللقاء و هي تبارك اختياري،
حينها و عند خروجنا احتضن أحمد كفي لأول مرة و على عكس توقعي لم أرتعد،
بل تركتُ كفي بخجل لينعم بدفء عناق كفينا
سرنا سويا و كأن الكون لايحوي سوانا و لأول مرة ألحظ عسل عينيه في ضوء الشمس الذي ينسج مع كل خيط نسيج من أمان.
بعد مرور ستة أشهر على خطبتنا و قد اعتدتُ تواجده حولي بل أصبح لدي حنين خاص للقاءاتنا المتكررة ،طلب أحمد مني أن نعقد قراننا، لا أنكر أنني جَبُنت وقتها عن الموافقة فورا لكنه بتفهمه و قراءته لأفكاري لم يطلب ردا فوريا بل منحني الفرصة كاملة.
ليلتها تلاطمت بعقلي الأفكار و تجمعت كل مشاهد حياتي خلال الثلاثة أعوام الفائتة بكل ما تحمله من مشاهد قاسية و لحظات صمود خضتها و ضفة أمان وجدت أحمد على رأسها.
عزمت أمري بالموافقة و الخوض أكثر في بحار حبه علها تغمرني فتغسل جراح قلبي
عقب موافقتي أقمنا احتفالا صغيرا بمنزلي،
وضع عادل يده في يد أحمد و زوجني إياه،
و نظر أحمد لعينيّ قائلا و أنا قبلت زواجها حينها سَرت قشعريرة ببدني كاملا لا أعلم أرهبة من الموقف أم خوف من المجهول.
عقب انصراف الجميع أقترب أحمد مني ببطء و قلبي يقرع بصدري أخفضت رأسي خجلا و رهبة فالتقط يدي و طبع بشفتيه قبلة على ظاهر كفي أودعها عشقه و حنانه لتسري دغدغة لطيفة امتدت من شفتيه عبر يدي لتلامس أوتار قلبي و هو يهمس
-مبروك عليَ فرحتي
-أوعدك إن عمري ما حجبرك على حاجة مش عايزاها
عقب عقد قراننا أصبح أحمد كظلي يصطحبني صباحا لمشغلي فيتوجه لعمله ثم يعود ليصحبني في نزهة أو لاختيار أثاث بيتنا،
و كعادته دائما فاجأني بحجز قاعة صغيرة للزفاف الذي كنت أرفضه لكنه بحنانه أصر عليّ بحزم ألا أحرمه فرحته بعرسنا فرضخت لأجل خاطره الذي بات غاليا عليّ و رغم عدم رغبتي بارتداء ثوب عرس إلا أنه اشترى الأقمشة اللازمة بل و اختار الثوب و منحني صورته طالبا مني حياكته ،
لم يكُف أحمد طوال تلك الفترة عن مفاجأتي ليصطحبني يوما دون أن أدرك وجهتنا و أجد نفسي أمام بناية بشارع مجاور لحينا،
أمسك أحمد بكفي يصعد أولى الدرجات بينما توقفت قدماي فالتفت ليجدني متجمدة لا أقوَ على التراجع أو التقدم فسألني بنبرة مستفهمة لم تخل من حنانه:
-مش واثقة فيَ؟
الحقيقة أنني أثق به لكن رهبة الموقف كبلتني للحظات فكانت إجابتي أن تعلقتُ بأماني في عينيه و صعدت معه الدرجات ليفتح باب ما أخبرني أنه سيكون بيت أحلامنا،
لم يفلت كفي بينما نتنقل بين الغرف يقرر أين ستكون غرفتنا و أين غرفة أطفالنا،
أين سنتناول طعامنا و ما نحتاج لتغييره بألوان الحائط،
فور نزولنا و أثناء عودتنا للمنزل تفاجأت بأحد المختلين ممن يقيمون بالطرقات و قد اندفع تجاهي لا أعلم إن كان ثائرًا أم خائفًا من صبية يكيلون له الأذى لكن عند اقترابه مني ارتعد كامل جسدي و لم أشعر إلا بصراخي و التصاقي بصدر أحمد الذي أحاطني بذراعيه واحدة حول ظهري و الأخرى تمسد كتفي مطمئنة،فأدركت أنه بات مصدر أماني حين هدأ جسدي و ابتعدتُ ببطء خجِل عن دفء صدره بينما يداعبني بعبث بعد ابتعاد المختل
-ياريته ما مشي
لتندفع الدماء لوجنتيّ وأفر كعادتي للمنزل رغم سعادتي بقربه.
***
اليوم أنا عروس
أتطلع لنفسي بالمرآة فأرى فرحة جديدة صقلتها الحياة لتصبح تلك القوية التي مرت فوق جثة أحزانها لتنجو.
ثوب عرسي الذي يحتضن جسدي لأسفل الخصر حتى يتسع بدوران فتسير فروع الأشجار الذهبية بطوله تتجمع أسفل صدري لتتفرق على طول ثوبي و كأنها خيوط الشمس تُنبت أوراق الأمل في حياة قادمة نويت أن أقتنصها رغم أنف الدنيا،
و ذكرى ثوب آخر لاتزال مرارتها عالقة بعمق نفسي و إن كبلتني طويلا لكنني حتما سأخطوا فوقها يوما.
عيني أمي التي أراها ضاحكة للمرة الأولى منذ زمن،
أخي الذي كان و سيظل خير داعم و أنا أتأبط ذراعه نزولا على الدرج ليسلمني لزوجي المنتظر فأحظى بقبلتين على الجبين واحدة بها السند و الأخرى بها الوعد بالأمان.
لا أنكر توتري كعروس من حياة أُقدم عليها لكنني أثق أنني أخترت رجلا يمتلك ضمة برحابة العالم.
***







أنتِ
أجل أنتِ
كوني قوية لأجلِك
أصمدي لأجلِك
قاومي لأجلِك
فأنت تستحقين فرحة
تستحقين حياة
***


تمت بحمد الله
3 -5-2019

و إلى اللقاء مع الجزء الثاني
خيوط الأمل


heba nada غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-04-20, 08:34 PM   #50

loveall

? العضوٌ??? » 404579
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » loveall is on a distinguished road
افتراضي

انا سمعت عن الرواية أنها جميلة وعندى فضول انى اقرئها
وبالتوفيق فى الجزء الجديد


loveall غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.