آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree66Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-20, 06:12 PM   #11

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


الفصل الثاني
..قلق بالغ سيطرعلي مشاعر احمد وهو يحاول الاتصال بنوران للمرة العشرون علي الاقل لتاتيه نفس الرساله المسجلة الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح
نظر الي ساعته بقلق شديد ..هرول الي الباب وهو يسمع صوت المفاتيح ..نوران لقد قلقت عليكي وهاتفك مغلق ..
نظرت له بفتور قائلة لقد انتهي شحنه
..لماذا لم تقولي لي انك تريدي الذهاب للطبيب كنت أغلقت المحل وذهبت معك
..لقد اخبرتك اني اشعر بصداع شديد قالتها وهي تنظر اليه باتهام
..كنت احسب صداع عادي لم احسبك مريضه الي حد الذهاب للطبيب ...طمئنيني ماذا قال الطبيب
..طلب اشعه مقطعية علي المخ وبعض التحاليل ليعرف سبب الصداع
انحني يقبل راسها بحنان ان شالله خير حبيبتي ..هل مازال راسك يؤلمك
اومات براسها دون كلام فربت علي كتفها بحنو قائلا اذهبي لتستريحي وانا ساطلب طعام وساوقظك عندما يصل
دلفت الي غرفتها واستلقت علي سريرها بملابسها لتسرح في مقابلتها بامجد
ياالهي كم هو وسيم وانيق رائحة عطره مازالت تملا انفها
وتنهدت وهي تحسد زوجته في سرها
كم بدا مراعيا وقلقا عليها وجدته منتظرا امام العياده عرفته من صورته علي صفحته الشخصية
انتظرها حتي انتهت ووفي بوعده فلم يتحدث معها ولكن حاوطها بنظراته
ياالهي كم كانت تتمني ان تجلس وتحادثه وجها لوجه بدل من هذه الرسائل المملة ..كم تتمني سماع صوته بالتاكيد صوته مميز مثله وتنهدت تسرح بخيالها كمراهقه وليس كسيده ناضجه في السابعه والعشرين

قطع افكارها دخول احمد ليوقظها حبيبتي هيا لتاكلي لقد طلبت لك البيتزا التي تحبيها
جلسا سويا علي المائدة واحمد يضع امامها الطعام قائلا غدا ان شالله نذهب لاجراء التحاليل والاشعة
ردت بفتور لا تشغل بالك ساذهب انا
نظراليها معاتبا ان لم اشغل بالي بزوجتي حبببتي بمن ساشغل بالي اذا ??
تتاولا طعامهما بصمت وقد شعراحمد بعدم رغبتها في الكلام اما هي فكانت تختلس النظر له تتامل ملامحه وداخلها تقارن بينه وبين امجد فاحمد حنطي البشرة تميل بشرته للبياض وعيون سوداء وقامه متوسطه وجسم يميل للبدانه ولكنه متناسق اما امجد فهو طويل القامه يميل جسمه الي النحافه اسمر البشره عسلي العينين نظرته قوية حنونه
قطع افكارها احمد وهو يقول نوران انتي لا تاكلي حبيبتي
ردت بخفوت شبعت فقط اريد النوم قالتها وهي تتحرك بالفعل
..حسنا حببتي هل تريدين مني شئ ؟ ساذهب لافتح المحل ساعتين عندي عمل متراكم فانا اغلقته اليوم مبكرا
اومات براسها وذهبت للنوم وهو نظف المائدة وانصرف ليلحق بعمله
ماان سمعت صوت غلق الباب حتي اسرعت تكتب لامجد
شكرا لك اتعبتك كثيرا اليوم
ونامت تاركه العنان لافكارها ومشاعرها
واستسلم العقل الباطن فغذي احلامها بما يسعدها
ناوشت شفتيها ابتسامه سعادة وهي تغرق مستلذه باحلامها الوردية التي كان بطلها امجد


….الن تكف عن طبعك هذا ياامجد لقد ظننت ان الزواج سيهذبك ولكن يبدولا فائدة منك
ضحك امجد علي كلمات صديقه وهو يقول ليس بيدي احب النساء وآه من النساء وجمالهم ..زهور ياصديقي وكل زهرة لها شكل ورائحة مختلفه
رد عليه صديقه بعقلانية ولكنك الان متزوج بل وحاربت حتي تمكنت من اقناع اهل زوجتك لو علمت زوجتك واهلها ستصير مشكله كبيرة انت بغني عنها ..دوما تتغني بحب زوجتك وانه حب حياتك ..حقيقي لا افهمك ياامجد من اين تحبها ومن اين تواعد النساء
شرد بكلام صديقه وهو يتذكر كلام زهرة في الصباح وفتورها بالامس يجب ان يدللها اليوم قليلا انتبه لصديقه وهو يلوح له مودعا فاشار اليه ثم ركب سيارته وهو يفكر كيف يدلل زهرة اليوم
اوقف سيارته ليبتاع لها باقة ورد ملونه
ثم لا باس من بعض الشكولاتة فزهرة تعشقها
واخيرا وجبه عشاء لتكتمل مراسم تدليل زهرة ثم رساله اليها لا تنامي انا بالطريق
تردد وهو يقرا رساله نوران ثم قرر لن يرد عليها الان فاليوم لزهرته وفقط
دلف الي شقته وهو ينادي عليها زهرة اين انت حبيبتي زهرة
..انا هنا امجد بالمطبخ اجهز العشاء .
احتضنها من الخلف وهو يغرق عنقها بالقبلات قائلا اشتقت اليكي زهرتي
ثم ادارها اليه وهو يدفن رقبته في عنقها لو تعلمين كم احبك قالها صدقا فهو يعشفها حلم شبابه وصديقة طفولته حارب عمه وزوجه عمه بل حارب ابيه نفسه الذين كانوا معترضين علي هذه الزيجة خوفا علي زهرة من علاقاته النسائية المتعدده
..ذابت بين ذراعيه هامسه وانا اعشقك حبيبي
ابتسم وهو يبعدها قليلا ليناولها باقة الزهور قائلا احلي زهور لاجمل زهرة في العالم ابتهجت ملامحها وهي تتعلق بعنقه شكرا حبيبي ياإالهي مااجملها !!
ربت علي ظهرها بحنو ,,,لقد احضرت لكي الكباب الذي تحبيه ثم غمز بعينيه والشيكولاته
اغرقت وجهه بالقبلات وملامحها تنضح بالسعاده فغمز لها ا مشاكسا قبلة واحدة زائده وسنلغي فقرة العشاء وننتقل لما بعدها
ضحكت وهي تندس اكثر بين احضانه فحاوطها بذراعيه هامسا احبك زهرة اعشقك
تعلمين احمد الله كل يوم وانا اراكي جواري في بيتي بين ذراعي ..انتي سكني حبيبتي ..دنياي احبك احبك
ذابت من كلامه وذاب من قربها
وتنعما بليلة دافئة نسي فيها نوران ونست هي شكوكها .
السلام عليك حبيبتي قالها انس وهو يدلف الي بيته مرهقا ردت سمر وعليكم السلام حبيبي ومالت تقبل جبينه وتساءلت تبدو مرهقا للغاية ربت علي كتفها بحنو العمل اليوم كان كثيرا للغاية والولادة الاخيرة كانت متعسرة جدا .
...كيف حالك حبيبتي وكيف الأولاد هل اتعبوك اليوم
..الحمد لله بخير مادمت اراك امامي سالما هل اجهز لك العشاء
هز راسه قائلا اريد فقط النوم
قالت متذمرة متي ستاخذ اجازتك باقي فقط ثلاثه اسابيع علي سفرك وانت تهلك نفسك بالعمل
رد عليها بهدوء وهو يستلقي علي فراشه الاسبوع القادم ان شالله لقد قدمت الطلب اليوم
اندست بين احضانه وهي تهمس انا سعيده للغاية انس لا اتخيل انني ساري سهيله اشتقت اليها كثيرا جدا
ضمها اليه مقبلا راسها وانا لا اريد الا سعادتك ياحبيبة قال كلماته ليغوص فجاة في عالم الاحلام فتطلعت اليه بحنو انس رزق الله اليها زوج مثالي محب متفاني كما حلمت يدللها يغدقها دوما بحبه وحنانه في كل يوم يمر عليها معه تحبه اكثر غرقت بالنظر في تفاصيل وجهه الحنون وسيم هو بشعر بني فاتح وعيون خضراء ورثها عن والدته انف مستقيم وفم مبتسم دائما ... بارك الله لي فيك وحفظك من كل شر قالتها بهمس واغمضت عينيها لتنضم اليه في عالم الاحلام


…في مقر الشركة التي تعمل بها سهيلة كان العمل يسير علي قدم وساق
…هل من اقتراحات جديدة ..قالها السيد نيهان في اجتماعه مع مرؤوسيه ..هزوا جميعا رؤوسهم نفيا
وجه كلامه لدارسيم اريد منك ان تحدثيني عن تركيا
نظرت اليه دارسيم بحيره لا اعرف عن ماذا اتحدث بالظبط
رد بهدوء حدثيني عن وطنك دارسيم انا استمع اقنعيني انها بلد تستحق ان اذهب اليها في عطلتي القادمة ثم نظر اليها بخبث مضيفا ام انها لا تستحق الزيارة
تطلعت اليه بغيظ وقد نجح في استثارة الجانب التحيزي لبلدها لربع ساعه متواصلة كانت دارسيم تحكي وهو يستمع باهتمام ويسجل ملاحظاته
مالت نرمين تهمس لسهيلة هو يريد الذهاب لتركيا ماذنبنا نحن ان نستمع لقد اصابني الصداع
ردت بهمس مماثل لا اظن ..السيد نيهان ليس من هذا النوع اراهنك هناك فكرة في راسه تتعلق بعمل الشركه في تركيا
قطع همسهم نيهان وهو يشكر دارسيم علي معلوماتها ثم شكرهم منهيا اجتماعه
ترددت سهيلة في الخروج فسالها نيهان ماهو سؤالك سهيلة اسمعك
بدت محرجه ومترددة في الحديث فاعفاها قائلا بتهكم ربما تتعجبين من مديرك الذي يضيع وقت العمل في السؤال عن رحله سياحيه
نفت قائلة انا اعرف ان هذا السؤال له علاقة بالعمل ولكن لا افهم بالظبط ماتريده
سالها باهتمام قولي لي مافهمتيه اذا ..
..اظن انك تفكر بعمل حمله دعايا للشركه في تركيا وفتح سوق لنا وسط الاتراك
..وهل تعتقدين سهيلة ان الاتراك سيتركون بلدهم السياحية وياتون هنا لشراء xxxx
…ظهر الاحراج علي وجهها وهي ترد لا اظن معك حق
…انا افكر سهيلة بتقديم اقتراح بفتح فرع للشركه في تركيا هناك الان رغبة كبيرة من عملاؤنا بشراء xxxx في تركيا لانها بلد يمتزج فيها الطابع الغربي بالشرقي بشكل متفرد وهي تسهل الاقامه بشكل كبير بعكس دول اوروبا ثم اشار بيده بالااضافة الي جالية عربيه تقترب من الثلاث ملايين هناك ...مارايك ؟
ابتسمت قائله تبدو فكرة منطقيه ولكن هل ستوافق الشركه
…حاليا لا اشغل بالي فقط اجمع المعلومات وادرس الفكرة
شكرته بخفوت واستاذنت متوجهه لمكتبها .
قلق سيطر علي نوران وهي تري امجد يتجاهلها ولا يرد علي رسائلها تساءلت بقلق ماذا حدث بدت مغيبه تماما عن الحديث الدائر حولها بهاتفها تطلع اليه كل دقيقة
…..نورا نورا ..اين سرحتي هل اتيتي لتجلسي مع هاتفك
..عذرا امي ماذا كنتي تقولي
تفرست امها في ملامحها وهي تشعر بتغير لا يعجبها ولا تدري ماهيته فسالتها باهتمام كيف حالك مع احمد؟
…زفرت بحنق وهي ترد دائما مشغول دائما في العمل البيت فندق ياتي لينام وياكل فقط انا مللت من حياتي معه
..ردت امها بخبرة سنين عمرها اعرف انه يكون في عمله انه حتي لا يجلس علي المقهي مثل باقي اقرانه حياته مقتصرة علي بيته وعمله ماذا تريدين اكثر من ذلك ؟
..ردت حانقة اريد ان اشعر اني متزوجه اجلس مع زوجي اتحدث اخرج انا اجلس كل يوم في البيت احادث نفسي من الوحده
… لماذا لا تعودي لعملك يانورا سيملأ هذا وقت فراغك
تذمرت نوران قائلة امي تعرفين اني اكره العمل والاستيقاظ مبكرا
..لماذا لا تذهبين مع احمد الي محله ساعديه من الممكن ان تنظمي له الحسابات
...واكون امامه في البيت والعمل سيمل مني هكذا قالتها مبتسمه لتتظر اليها امها بحيرة
..والله لا اعرف ماذا ااقول لك تملين من الجلوس بمفردك ولا تريدين الخروج بنفس الوقت ثم ربتت علي كتفها بحنو غدا عندما يرزقك الله بطفل لن تجدي وقت فراغ ياحبييتي
مسدت بطنها وقلبها يهفو لطفل تحمله بين احشاؤها ..بين يديها تلامسه تحمله تقبله ..ثلاث سنوات مرت منذ زواجها تتنظر كل شهر بترقب بامل سرعان مايخبو مع النتيجة السلبية لاختبار الحمل..طافت علي كل اطباء المحافظة .. وبعد فحوصات كثيرة لها ولزوجها اجمعوا ان لا سبب يمنع حدوث الحمل ولكنه ابدا لا يحدث تمزقها الاسئلة الفضوليه من الاهل والجيران ومصمصات الشفاه كلما عرفوا بحمل اخري تزوجت بعدها ومعها طفل او اثنين
انتبهت من افكارها علي يد والداتها تربت علي كفها تعرفين انها وراثة انا ايضا تاخرت في حملي بدون اسباب وليلي شقيقتك كذلك
ابتسمت لوالداتها بحزن وهي تراها تقرا افكارها بدون ان تتكلم محظوظه هي بوالدتها صدرها الحنون ..هي صديقتها التي لا تخفي عليها شئ ,..شئ صغير تخفيه عنها علاقتها بامجد ولكنه شئ لا يستحق هكذا اقنعت نفسها
سالت امها الن تاتي ليلي وحسام اليوم ؟؟
ردت عليها امها وهي تقطع الخضروات لاعداد الغذاء حسام زوجته متعبه تعرفين شهور الحمل الاولي ان شالله ساذهب لاطمئن عليها غدا
..انتي تدلليها كثرا واردفت بغيرة تزوريها اكثر مما تزوريني
ضحكت امها علي غيرتها الطفولية انهاابنتي الثالثة
كشرت بطفوليه ولكنك تحبيني انا اكثر صحيح
نظرت اليها بحنو بالطبع ياحبيبة امك
مالت مقبله خدها ..تعالي رنين الجرس فضحكت نورا هاقد اتت ليلي وقرودها ذكرنا القط وانصرفت لتفتح الباب
تمطت زهرة بكسل في سريرها وهي تلتفت لتجد امجد يرتدي ملابسه وقالت صباح الخير حبيبي
تطلع اليها مبتسما صباح الخير والورد والجمال لأجمل زوجه بالعالم
…الي اين مبكرا هكذا
رمي لها قبله بالهواء وهو يقول احمد طلب مني تبديل الوردية معه لمرض والداته ...هل تريدين شئ مني
هزت راسها نافيه فانصرف ملوحا لها
اما هي فارتسمت ابتسامه حالمة علي شفتيها وهي تغوص باافكارها بعيدا في زوجها وحبيبها امجد حبيب الطفولة وحلم المراهقة ..احبته لا تعلم منذمتي ربما منذ طفولتها
يكبرها باربع اعوام ابن عمها اصغر ابناؤه واكثرهم دلالا تعهدها منذ صغرها بالحماية وماان تفتحت انوثتها روي مشاعرها البريئة بالحب والاهتمام ...احبته نعم بل عشقته وهو كذلك احبها وعشقها وخاضا حربا ضد عائلتهم سويا التي رفضت ارتباطهم خوفا عليها
كان امجد كثير العلاقات النسائية مان ينهي علاقة حتي يبدا باخري كانت كثيرا ماتخاصمه وتشكوه لعمها فيعتذر انها علاقات صداقة عاديه وماان يتزوجها حتي سيقطع علاقاته بالجميع .. .حذرها والدها انه طبع ولن ينتهي ابدا وسيجرحها يوما عندما تكتشف الحقيقة ..عمها اكد كلام والدها رغم حبه الشديد لامجد والدتها اتخذت موقف حيادي اما زوجة عمها فهي الوحيدة التي شجعتها ورات فيها خلاص لابنها من عبثه
تنهدت وهي تتذكر حربها ضدهم وايمانها ان حبهم قوي وراسخ وانها قادرة علي انتشاله من عبث العلاقات وانشاء علاقة مستقرة تجمعهم
عام مضي من عمر زواجهم احيانا تشعر انه اكثر اختيار احمق اتخذته في حياتها فغريزة الانثي لديها تخبرها انه عاد لعلاقاته ..واحيانا تشعر انها تكاد تلمس السحاب من سعادتها كما ليلة امس
عزاؤها الوحيد انها تعرف انه يحبها ..تنهدت وهي تمسك هاتفها لترسل لسهيلة رسالة تسالها عن احوالها
قبل ان تنهض من الفراش محدثة نفسها هيا زهرة لديك عمل كثير ومذاكرة انفضي عنك الكسل .
انهت طقوسها الصباحية لتتجه فورا الي بحثها لتعمل عليه.
انتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-20, 05:35 PM   #12

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

بداية جميلة وموفقة تسلم ايديكي على المجهود

Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 10:23 PM   #13

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث
"اعتذر جدا نوران علي عدم ردي عليك اليومين السابقين مررت بظروف خاصه لم استطع التواصل معكي طمئنيني كيف حال راسك الان متي ستجرين الاشعه والتحاليل لا تنسي موعدنا الاربعاء القادم مع الطبيب "
كتب احمد الرساله وظل متردد هل يرسلها ام لا .قبض كفه بقوة وافكاره تتصارع بداخل راسه .لكن يبدو ان اصابعه كان لها رأي اخر وهي تضغط علي الارسال
زفر بقوة لا يدري مابه لقد عاهد نفسه منذ ان تزوج ان لا يعود لسيرنه الاولي ،ظل صامدا ستة اشهر كاملة ثم شعر انه يختنق لا يستطيع الحياة .شعركما المدمن الذي يريد اخذ جرعته ليهدأ ويواصل الحياة .تعرف علي نوران ليعتدل مزاجه ويشعر انه عاد يتنفس من جديد
زفر بقوة لينتبه علي صوت الاشعارالقادم لينغمس بكليته في الرد علي رسائل نوران
وعلي الناحية الاخري كانت الاخري تكادتطير من السعادة لقد عاشت يومين كاملين في قلق وتوتر من عدم رده عليها لتكتشف ان امجد بات يحتل جزء كبير من عالمها
كتبت اليه "انا بخير اليوم ساجري الاشعه والتحاليل اليوم ان شالله"
اسرع يرد عليها اعرف مكان جيد هل ارسل اليك الموقع ونتقابل هناك ؟
ظهر الضيق علي وجهها وهي تكتب له للاسف زوجي مصمم علي ان يذهب معي
أسرع يكتب اليها خسارة كنت اتمني ان اراك ،ساراك الاربعاء اذن ،لا تقولي ان زوجك سياتي معك .
ردت عليه لا اعرف بعد ولكن سابذل قصاري جهدي حتي لا ياتي ،ستاذن الان ساتجهز لاذهب الي المعمل ،مع السلامه.
وانصرفت لتتجهز متبرمه وغاضبه من اصرار زوجها علي الحضور لولا اصراره لرات امجد اليوم
اغلق محله ليذهب الي بيته حتي ياخذ زوجته للمعمل ،يمشي بهدوئه المعتاد محييا من يعرفه حتي استوقفه صوت مناديا باسمه يعرفه جيدا بميوعته المبالغ فيها التفت اليها بلا تعبير قائلا:خير ياانسه بماذا استطيع ان اخدمك؟
ردت عليه بنفس الدلال:اسمي فاتن اخبرتك من قبل يااحمد انا زبونتك الدائمة لا تنسي اسمي مجددا
رد عليها بصبر: خير ياانسه فاتن لا تصح وقفتنا هذه في الطريق
-كنت في طريقي لمحلك عندما رايتك
-اغلقت المحل الان لا اعرف هل ساستطيع فتحه ليلا ام لا،من الافضل ان تاتي غدا بالاذن .
ردت مسرعة لتزيد من فترة وقوفها معه :خير يااحمد ليس من عادتك غلق المحل في هذا التوقيت .
نظر اليها بضيق قائلا :ظروف خاصة ياانسه وضغط علي حروف كلمة انسه علها تنتبه لتباسطها ورفع الالقاب في حديثها معه وان كان يشك في ذلك ثم اردف بالاذن وانصرف مسرعا حتي لا تلاحقه بحديثها مره اخري
اوقفه بعد عدة امتار محسن جاره مناديا عليه وماان اقترب منه حتي مال عليه متسائلا : من هذه الفاتنه ياصديقي ؟تبدو مغرمه بك انظر مازالت واقفه تطلع نحوك تكاد تاكلك بعينها يارجل. اتعرف لو طلبت......
قاطعه احمد زاجرا :محسن اتق الله مالذي تقوله ليهديها الله لا تتحدث عنهابسوء انها امراة
-كملك الله بعقلك ياولدي وحماك لشبابك قالها والد محسن الذي خرج من محله ليسلم علي احمد بعد رؤيته له يتحدث مع ابنه ليسمع حوارهما
-كيف حالك ياعمي قالها احمد ..
رد عليه والد محسن بخيرياولدي انت كيف حالك وزوجتك
رد عليه احمد ببشاشته المعهودة :بخير ياعمي
ربت والد محسن علي كتفه بأبوية قائلا: خير يابني ليس من عاداتك اغلاق محلك في هذا الوقت .
رد عليه أحمد: سأذهب مع نوران الي الطبيب بالاذن ياعمي لقد تاخرت عليها
- شفاها الله وعافاها ياولدي في حفظ الله
انصرف احمد مسرعا ليلحق بزوجته فلقد تأخر عليها بينما التفت والد محسن الي ابنه الذي كانت عيناه مسمرةعلي تلك المراة التي كانت تحادث احمد وهي تمشي بدلال مبالغ فيه
طرق الرجل علي راس ابنه لينبهه قائلا: الن تكف ابدا
التفت اليه محسن باستنكار: وماذا فعلت انا ياحج انظر الي مشيتها وانت تعرف انها
قاطعه والده بحدة :اتق الله يامحسن لا تتكلم عن امراة بهذا الشكل هل تحب ان يتكلم احد عن اخوتك البنات بسوء
-ومادخل اخوتي بها ياحاج انهم محترمون لا يتمايعون مثلها
رد عليه ابيه بحكمته: ولو يامحسن قاطع كلامه احد الزبائن يناديه فانصرف اليه تاركا ورائه ابنه الذي عادت نظراته تلاحق تلك المائعة
بينما كانت تلك المائعة تغلي غضبا من تجاهل احمد الدائم لها تعرف انها فاتنة بل شديدة الفتنة تري نظرات الانبهار تلاحقها دوما من الرجال الا هو لا يرفع نظره اليها ابدا واذا رفعه تكون نظرته عابره، توعدته بداخلها انها لن تتركه ،لقد اعجبها نمط من الرجال لم تقابله من قبل محترم مستقيم لا يستجيب لاغواء النساء رجل كهذا اذا تزوجها ستكون امنه معه لن يخون ولن يكذب مثل زوجها السابق
توعدته داخلها انها لن تتركه ابدا حتي يتحقق ماتتمناه
تأففت نوران وهي تنظر الي ساعتها منذ نصف ساعة وهي تنتظر أحمدالذي اخبرها انه بالطريق زفرت بحنق وماان تعالي الرنين وشاهدت اسم احمد حتي فتحت الاتصال لتهتف به: كل هذا يااحمد
اعتذر منها أحمد بهدوء :معذرة حبيبتي عطلني بعض الاشخاص وانا قادم هيا انتظرك انا الان تحت البناية
-حسنا مع السلامة
وتحركت لتاخذ مفاتيحها وتقابله

جالسة تشاهد ابنها وزوجها المنهمكين باللعب في دور شطرنج بينما تتعالي اصوات ابنيها الاخرين يلعبون بالكرة سويا
انتبهت علي صوت زوجها وهي يقول كش ملك
ظهر الحنق علي وجه ابنها لخسارته ثم قال لابيه بعناد هيا نلعب دور اخر هذه المرة سأهزمك انا
وقبل ان يرد تعالي صخب ابنيه وهما يهتفان به كفي لعب شطرنج هيا أبي لتلعب معنا الكرة
ابتسم لهما انس بحنان وهو يقوم من الارض جاذبا معه زياد المتذمر هاتفا بمرح انا قادم استعدوا للهزيمة
انهمك الاربعة في لعب الكرة ثم اجتذب صخبهم بعض الاطفال القريبين لينضموا اليهم فأصبحت مبارة ساخنه
ابتسمت سمر وهي تطلع لأنس المنهمك باللعب وسطهم ثم انتقلت ببصرها لزياد بكريها في الرابعة عشر من عمره وهو نسخة مصغرة من أنس شكلا وطبعا
ضحكت وهي تطلع الي أحمد ومحمد المعترضين علي دخول هدف للفريق الاخر ،تطلعت اليهم بحنان انهم مختلفين للغاية عن زياد صاخبيين وحركيين بينها فرق عام واحد فبدوا اشبه بتوأمين احمد في العاشرة ومحمد في الحادية عشر
انتبهت علي جلوس انس بجانبها وهو يلهث ربتت علي كفه بحنان وهي تقول :الاولاد سعداء للغاية لا حرمنا الله منك ابدا حبيبي
ابتسم وهو يتطلع الي اولاده المنهمكين باللعب قائلا بنبره اسفه: اشعر بالذنب وانا اري فرحتهم هذه ياسمر انني نادرا مااستطيع الخروج معهم ومشاركتهم بسبب العمل، لاجلهم وابتسم وهو ينظر اليها مكملا ولاجلك حبيبتي قررت السفر حتي اجد الوقت الكافي لاجلس معكم لقد اثقلت كثيرا عليكي الفترات الماضية وحملتك الكثيرمن المسئوليات ولكن اعدك ان شاء الله ان هذا سيتغير في الفترة المقبلة
وقبل ان تجيبه سمر تعالي اصوات احمد ومحمد ينادوا والداهم لينهض ليكمل معهم لعب الكرة
اخرجت سمر هاتفها والتقطت العديد من الصور لتحتفظ بها ذكري ليوم مميز في حياتها ثم ارسلتهم الي سمر

هتفت نرمين فجأة انها السادسة انتهي العمل
فزعت سهيلة من صوتها العالي الذي قطع انهماكها في عملها فالتفتت الي نرمين مغتاظة هاتفة بها :كل يوم تفزعيني بهذا الشكل
ضحكت نرمين وهي ترد عليها كل يوم في نفس الموعد اقول نفس الجملة وتفزعين المشكله بك انت لماذا لا تعتادين ؟ المشكلة عندك صدقيني
ضحكت سهيلة وهي تقول: تشعريني انك كنتي في المعتقل وحان وقت الافراج
تطلعت اليها نرمين ببؤس لتضحك سهيلة علي ملامحها وهي تقول لها: ايام الاجازة السنوية تصدعين رأسي عن انك مللت الجلوس في البيت ومتي تعودي الي العمل وعندما تنتهي الاجازة تصدعين رأسي انك مللتي من العمل وانك تودين اجازة طويلة
وقبل ان ترد عليها نرمين تعالت اشعارات هاتفها بعدة رسائل متتالية لتلتقط هاتفها وتنظر من المرسل لتبتسم وهي تطلع الي صور اولاد اختها وهم يلعبون الكرة مع زوج اختها انس ابتسمت بشجن وهي تتطلع اليهم مرددة ماشاء الله لقد كبروا كثيرا
لتسالها نرمين بفضولها المعتاد من هؤلاء ؟
لتجيبها وهي تريها الصور اولاد اختي سمر
تطلعت انرمين الي الصور وهي تقول من هذا الوسيم ثم اشارت الي قلبها وهي تقول :لا تكسري قلبي وتقولي انه زوج اختك
ضحكت سهيلة وهي تهمس :اين انت ياطارق لتسمع خطيبتك
تبرمت نرمين وهي ترد عليها :دائما مفسدة اللحظات الجميلة
تحركا سويا ليخرجوا من المكتب ليستوقفها صوت زميلها محمد وهي يقول: انسة سهيلة هل استطيع ان اخذ من وقتك خمس دقائق
التفتت اليه ببشاشة قائلة :بالطبع تفضل بما اخدمك
نظر الي نرمين بحرج فاستئذنت وهي تقول لسهيلة :سانتظرك بالاسفل
اومات اليها سهيلة موافقة قبل ان تلتفت الي محمد بنظرة متسائلة
تنحنح محمد قبل ان يقول استاذة سهيلة انا معجب بك واتمني ان توافقي علي الزواج مني كما تعرفين اسمي محمد في الثلاثين من عمري مهندس اعمل هنا في الشركة منذ عامين
احمر وجه سهيلة بشدة كرد فعل انثوي بحت علي طلب الزواج قالت له متلعثمة استاذ محمد حقيقة انا ليس عندي اعتراض علي شخصك ولكن للاسف لا استطيع الموافقة
سألها بلهفة :هل اعتراضك علي اختلاف الجنسيات ؟اذا كان اعتراضك علي ذلك فأعدك انني لن اشعرك باي فارق بل انا عندي استعداد للنزول الي بلدك واذا اردت هناك مسكن ليس عندي اي اعتراض
ردت عليه ووجهها يزداد احمرارا: ليس للامر علاقة باختلاف جنسياتنا استاذ محمد لكن في الحقيقة انا لا استطيع حاليا باي شكل الارتباط .
قاطعها وقد بدا مصرا: استطيع الانتظار انسه سهيلة ليس عندي مشكلة خذي الوقت الذي تحتاجينه
ازداد ارتباك سهيلة وهي ترد عليه : استاذ محمد انا اعتذر جدا ولكن الانتظار لا يغير رأيي وكما قلت لك الموضوع ليس متعلق ابدا بك
ظهر الاسف علي وجهه وهو يقول اتمني لو غيرتي رأيك ان تعلميني وانصرف بهدوء
فزعت سهيلة علي صوت نيشان من خلفها وهو يسالها بفضول لماذا تقفين هكذا ولماذ ا وجهك احمر هكذا ؟
نظرت اليه بضيق من فضوله وهي ترد عليه :ليس هناك شئ
سألها باصرار هل ضايقك محمد ؟استطيع تقديم شكوي به لا تقلقي
ردت عليه بحنق وقد ازدادت احراجا واحمرارا :لم يضايقني ،مع السلامة وقبل ان يسال سؤال اخر انصرفت
ظل يتطلع اليها بصمت حتي ركبت سيارتها واتجه لسيارته ثم اتصل باحدهم وماان اتاه الرد حتي ساله عبر المكالمة المرئية لقد كانت واقفة اليوم مع شاب ووجهها محمر بشدة اخبروني لماذا ؟
رد عليه الطرف الاخر ربما كان عرض زواج يانيشان
انعقد حاجبااه بشدة وهو يردد معقول
-لما لا انت تقول انها شابه وجميلة يجب ان تجد حلا سريعا
هز رأسه وهو ينهي المكالمة ليدير سيارته وينصرف
في سيارة سهيلة كانت نرمين قد صدعت رأسها وهي لا تكف عن سؤالها عن محمد وماذا كان يريد
ضحكت سهيله وهي تقاطعها ارحميني نرمين لقد صدعتي راسي والله متي تأتي سيارتك من الصيانه وارتاح منك
مطت نرمين شفتيها وهي ترد عليها لن تستطيعي ان تهربي اخبريني هيا ماذا كان يريد منك ولماذا وجههك احمر هكذا
تأففت سهيلة وهي تقول مالكم كلكم ووجهي حتي سيد نيشان سألني
ضحكت نرمين وهي تسالها هيا اخبريني
نظرت اليها سهيله بتردد قائلة :أخشي من لسانك المنفلت اوعديني انك لن تخبري أحد .
رفعت نرمين اصبعها وهي تقول :وعد ،هيا اخبريني
اوقفت سهيلة السيارة علي جانب الطريق والتفتت اليها ووجهها يعاود احمراره لقد طلب مني الزواج
صفقت نرمين بيديها قبل ان تحتضن سهيلة لتبارك لها لتقاطعها سهيلة: توقفي يانرمين انا لم اوافق .
هتفت بها نرمين :لماذا يامعقدة هه اخبريني شاب محترم وجيد وعلي خلق ووسيم اخبريني ماذا ينقصه لترفضيه هيا أخبريني ثم تطلعت اليها هل تخشين من اختلاف الجنسيات ؟ لا تخافي اجلسي معه اولا وتحدثا واذا وجدتي توافق بينكما اقبلي ، اختلاف الجنسيات لن يكون عائق بينكما سهيلة، انتي تعرفين صديقتي مرام انها سعيدة للغاية مع زوجها رغم اختلاف جنسياتهما .
نظرت سهيلة بشرود لنرمين المستمرة بالكلام بلا انقطاع وهي تندم انها اخبرتها ،فهي لا تستطيع قول اسبابها الحقيقية لها انتفضت علي صوتها وهي تقول: سهيلة ردي علي.
تطلعت اليها بحنق وهي ترد عليها :لقد افزعتيني يانرمين مابالكم اليوم كلكم .
-ومن أفزعك غيري انه حق حصري لي
ضحكت وهي ترد عليها الاستاذ نيشان
-لا تهربي الان اخبريني لماذ رفضت محمد؟
فكرت سهيلة قليلا نرمين لن تكف حتي تقول لها سبب مقنع فادارات السيارة وهي تقول لها :انا لن اتزوج الا من شخص من بلدي ، وقبل ان تفتح نرمين فمها لترد ،أكملت بلهجة قاطعة :وهذه قناعة عندي غير قابلة للمناقشة، ثم سالتها مديرة دفة الحوار: كيف حال طارق الن يرحمني منك ويحدد موعد الزفاف
نجحت سهيلة في تشتيت انتباهها فلقد انطلقت نرمين تحكي عن طارق فزفرت سهيلة بارتياح واستمعت لها بانتباه .
- هيا اخبريني حبيبتي اين تحبين تناول الغذاء
قالها أحمد وهو يتحرك مع نوران خارج المعمل
تطلعت اليه نوران بدهشة وهي تسأله :هل ستصحبني حقا لتناول الغذاء ؟ألن تذهب الي المحل مرة اخري ؟
ظهر الاسف علي وجه أحمد وهو يقول :اعذريني حبيبتي اعرف انني انشغلت كثيرا في الاونه الاخيرة، ولكن انت تعرفين المشروع مازال في بدايته ويحتاج مني بذل مجهود مضاعف ولكن اليوم لن اذهب بل اليوم كله لك هيا اخبريني ماذا تحبين أن نفعل اليوم ؟
تالقت عيناها وهي ترد بحماس :نذهب اولا للغذاء ثم نذهب الي السينما ثم نذهب ونتمشي علي شاطي البحر
ضحك وهو يقول :اوامرك حبيبتي
شبكا ايديهما سويا وهما يتحركان سويا الي المطعم .
جالسة تتطلع الي البحربعد انتهائهما من تناول الغذاء وزوجها يتطلع اليها بابتسامة قبل ان يقول هل تتذكرين اول مرة تقابلنا بها يانورا ؟
التفتت اليه مبتسمه :بالطبع اتذكر كدت ان اصفعك علي وجههك لوقاحتك
ضحك وهو يرد عليها: كنت اريد فقط رقم هاتفك ولكنك كنتي شرسة ماان اوقفتك حتي اتحفتيني بوابل من الشتائم لم اظن ابدا ان تخرج منك كنتي تبدين بغاية الرقة
ضحكت وقد انتقلت اليها عدوي مرحه قائلة : ماذا تريدني ان افعل رجل لا اعرفه يوقفني في الطريق ليسالني عن رقم هاتفي بالطبع سأسبه .
ارتسمت ابتسامة رقيقة عل شفتيه وهو يحتوي كفها بين كفيه :وهذا أكثر ماأعجبني بك وقتها جديتك لقد لفت نظري تابعتك لشهر كامل وانتي تذهبيين كل يوم الي العمل وفي كل يوم أعجب بك اكثر واكثر ووقتها عرفت انني لا اريد سواكي زوجة لي
ابتسمت له برقة قبل ان تضحك وهي تقول: هل تتذكر يوم ان اتيت الي البيت عندي اول مرة
ضحك وهو يرد عليها: لقد اسمعتيني يومها مالا يخطر علي بال
-كيف كنت ساعرف انك بالفعل شاب جاد كنت احسبك احد اولئك الشباب العابثين
-حماتي الحبيبة هي من انقذتني يومها من مخالب ابنتها الشرسة
ابتسمت نوران وهي تسترجع ذلك اليوم لقد اوقفها في الشارع ليطلب منها رقم هاتفها او رقم هاتف والدها وبالطبع سبته وانصرفت لتفاجئ بعد وصولها بدقائق بجرس الباب يرن لتفتح وتجده لتبدأفي سبابه من جديد لتخرج والدتها علي صوتها وتنهرها وتساله ماذا يريد ليفاجئها بطلب يدها
افاقت من شرودها علي صوته وهو يقول لها هامسا احبك نورا
انتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 10:57 PM   #14

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع

منهمكة في عملها تتطلع الي ساعتها من حين لاخر حتي تنتبه الي الوقت
انتبهت علي صوت مديرها عبر الجهاز يطلبها لمكتبه تحركت مسرعة تجهز الاشياء التي طلبها منها في الصباح لتعطيها له دقت علي الباب بهدوء وماان سمعت الاذن بالدخول حتي دلفت بهدوء تسلم له التقارير المطلوبة اشار لها بالجلوس واخذ يراجع الاوراق ومن حين لاخر يدلي لها بملحوظة او طلب تسجلها تنبهت علي صوته الذي يسالها: ضغط عملك مع عمل السكرتارية كثير عليك اليس كذلك ؟
ابتسمت له وهي ترد عليه :هو كثير نعم ولكن لا باس اعتدت علي ذلك.
كانت السكرتيرةالخاصة بمديرها قدمت استقالتها بشكل مفاجئ منذ شهرين واختارها السيد نيهان لتقوم بدورها لحين قدوم سكرتيرة اخري مع القيام بعملها الاصلي
خبط بقلمه علي سطح المكتب وهو يقول: ساناقشهم في الاجتماع القادم واحاول تسريع طلب التوظيف الخاص بسكرتيرة لمكتبي .
عقدت حاجبيها وهي تساله : لماذا هل صدر مني تقصير ازعجك؟
نفي وهو يقول :علي العكس سهيلة انتي مجتهدة ومنظمة عملك يكاد يقترب من الكمال ولكن ضغط العمل فعلا كبير عليك .
اومات براسها وهي ترد: بالفعل ضغط العمل كبيرلا انكر ، ولكن انا استفيد للغاية سيد نيهان من عملي بقربك وحضور الاجتماعات اشعر انني في هذين الشهرين تعلمت الكثير والكثير ،انا اود التكملة اذا سمحت بذلك .
وفي اعماقها احتفظت لنفسها بسبب اخر لم تقوله له فضغط العمل هذا يلهيها ويشتت افكارها وهو ماتحتاجه هذه الفترة بشدة
انتبهت اليه وهو يرفع راسه بغرور: اعرف بالطبع انني مميز ومن يعمل معي لابد ان يستفيد اعجبتني اجابتك
ضحكت بمرح وهي تنظر اليه قبل ان تتنحنح وهي تقول :سيد نيشان اريد اذن اليوم اود الانصراف بعد موعد الغذاء
نظر اليها وهو يسال لماذا ؟
ردت عليه بخفوت :ظرف شخصي
سالها باهتمام ماهو هذا الظرف الشخصي لا استطيع ان امنحك اذن بدون ان اعرف السبب ؟
نظرت اليه بغيظ وهو تقول :مسموح لي باذن مرتين شهريا وانا لم احصل علي اذن طوال الاربع شهور الفائته .
ردعليها ببرود وانا اسالك عن السبب حتي اعطيك الاذن
ردت عليه بغيظ من تدخله الغريب وسؤاله الاغرب عن سبب الاذن :زوج شقيقتي سياتي اليوم وساذهب لاخذه من المطار .
قطب حاجبيه وهو يقول: ولماذا تذهبين لاصطحابه لماذا لا تذهب شقيقتك لاحضار زوجها .
تطلعت اليه بدهشة وهي ترد: شقيقتي ليست هنا سيد نيهان هو اتي مفرده ولا يعرف احد هنا فطبيعي ان اذهب لاصطحابه .
سالها بفضول كم عدد اخوتك سهيلة ؟وهل كلهم في بلدك ؟
ردت عليه وقد بدات تضيق من اسئلته الكثيرة : ليس لي الا شقيقة واحدة فقط سيد نيهان .
وقامت وهي تساله :لم ترد علي سيدي اريد اذن اليوم .
هز راسه موافقا وهو يقول: لا بأس سهيلة
سالته بمهنيه وهي تقوم لتاخذ منه الاوراق: هل هناك شئ اخر تريده مني سيد نيهان انا سانصرف في الساعة الثانية ان شاء الله
هز راسه نافيا وهو يرد: فقط التعديلات التي طلبتها الان اريدها قبل ان تنصرفي .
انصرفت بهدوء وقبل ان تصل الي الباب عاد صوته يسالها بحشرية :مالذي كان يريده منك محمد لماذا لا تريدي ان تقولي لي ؟
نظرت اليه بذهول من حشريته وفضوله ،امسكت لسانها باعجوبة من ان ترد عليه قائلة وماشانك انت وذكرت نفسها انه رئيسها بالعمل وقررت ان افضل رد ان لا ترد عليه ،وتتجاهل السؤال تماما كأنها لم تسمعه ،خصوصا انه سالها نفس السؤال عدة مرات واخبرته انه امر شخصي فيعود ويسالها من جديد لترد نفس الرد هذه المرة لن ترد عله يشعر ان سؤاله هذا لا يليق .
امسكت بمقبض الباب تفتحه وهي تقول له بهدوء :بعد اذنك سيدي .
شعر بحنق شديد من عدم ردها لماذا لا تريد ان تقول له السبب لا يفهم .
يشعر بفضول شديد ليعرف سبب وقوفها مع محمد خصوصا أن لاعمل مشترك يجمعهم وكان مظهرها يومها يوضح ارتباكها هل كان بالفعل يطلبها للزواج كما قالا له شارو وشامان
طرق علي مكتبه بغيظ وهو يردد يجب ان اعرف ساسالها غدا .

تعلقت سمر برقبة انس وهي تبكي ربت علي كتفها بحنو وهي يقول لها :اهدئي حبيبتي لا اريد ان تكون دموعك هي اخر مااراه ان شاء الله سوف ارسل لكم في اسرع وقت .
استمرت في بكائها وهي ترد عليه هذه اول مرة نفترق ياانس هذا صعب علي جدا لم نفترق عن بعض يوما منذ خمسة عشر عاما كيف ساتحمل انا.
نظر الي اولاده المتاثرين حوله قبل ان يهمس في اذنها :يجب ان تتحملي حبيبتي من اجل الاولاد انهم ينظرون اليك يحتاجون دعمك انت،والله انا الامر صعب علي جدا انا غير معتاد ابدا علي فراقكم ولكن اعدك سابذل قصاري جهدي حتي تاتون باسرع مايمكن اتفقنا .
جففت دموعها وهي تبتعد عنه قليلا لتعطي فرصة لاولادها ليسلموا علي ابيهم الذي احتضنهم بحنو قبل ان يميل علي زياد هامسا: انتبه علي امك واخواتك انت بدل مني منذ هذه اللحظه .
هز زياد راسه لابيه هامسا هو الاخر: حاضر ابي لا تقلق .
ابتسم له انس بحنو وهو يربت علي كتفه :انا غير قلق بني اعلم اني تركت رجلا ورائي
انتبه لصوت سمر من ورائه وهي تقول: لتاخذنا معك الي المطار ياانس ارجوك لنكن معك
هز راسه وهو يقول لها :
لا حبيبتي استودعكم الله لا حاجة للقدوم للمطار
راقبته وهو يتحرك وزياد معه يساعده في حمل حقائبه اسرعت الي الشرفة لتنظراليه وهو يرص الحقائب في سيارة اخيه قبل ان يلوح لابنه مودعا شعرت ان قلبها ينفطر مع تحرك السيارة
وفي السيارة كان حال انس لا يقل عنها فقد انهار قناع تماسكه فور ركوب السياره وتحركها واطمئنانه ان لا احد من اولاده سيراه
ربت شقيقه علي كفه وهو يري تاثره الشديد بفراق زوجته واولاده وهو يقول له: ان شالله يجمعك الله بهم علي خيرا قريبا ياانس ثم اردف بحيرة :لا اعلم لم اتخذت قرار السفر انت مرتبط للغاية بزوجتك واولادك وعملك هنا جيد للغاية لم الغربه ياانس ؟
تطلع انس عبر النافذة بشرود قبل ان يرد علي اخيه: اسافر من اجلهم واجل سمر انا لا اقضي معهم اي وقت يذكر لا اري اولادي الا مرة كل اسبوع واكاد ان انام وانا اجلس معهم هذا اليوم من شدة ارهاقي حتي احيانا هذا اليوم لا اقضيه معهم اذا طرأت حالة ولادة ،أحمد لله ظروفي افضل بكثيرمن غيري ودخلي لا بأس به ولكني أشعر انني اتعب من اجل حياة لا احياها ياياسر ولا استمتع بها يكبر أولادي وأنا بعيد عنهم غارق في العمل من أجل أن أوفر لهم مايحتاجونه ولا ينقصهم شئ هذه ليست بحياة ياياسر .
هز ياسر راسه بأسف فالأحوال الاقتصادية في بلاده في منتهي السوء الكل يجري وراء لقمة العيش ويكافح والعائد ضعيف يكاد لا يكفي الاحتياجات الأساسية قبل ان يقول لأنس :معك حق ان شاء الله تحقق ماتتمناه في هذه السفرة ولو اني ساشتاق اليك كثيرا ياأخي .
ربت أنس علي كفه وهو يقول: وانا ايضا ساشتاق اليك كثيرا ولكن دوماسنكون علي اتصال قبل ان يلكزه في كتفه وهو يردف : الم يحن الاوان بعد اتممت الخامسة والثلاثين ماذا تنتظر لتتزوج.
ضحك ياسر وهويرد عليه :قل انك تغير مني لاني عازب افعل مايحلو لي.
ابتسم انس وهو يقول له :أبدا ابدا، سمر والاولاد عندي افضل من اي شعور بالعزوبية .
تمتم اخيه بخفوت :أسعدك الله ياأنس وحفظهم لك
ردد انس بخفوت :أمين
أوقف ياسر سيارته وهو ينبه انس وصلنا ياأخي نظر أنس الي المطار وهو يعرف انه في طريقه لبداية جديدة ،بداية يتمني ان تكون كما يحلم بها .بداية يحمل رهبة في داخله منها.
سلم علي شقيقه قبل ان يدخل صالة المطار لانهاء اجراءات سفره .

راحة كبيرة شعرت بها سهيلة سكينة غمرتها وهي تجلس في المسجد كانت بحاجة الي الجلوس هنا قبل ان تذهب لملاقاةأنس،اغلقت هاتفها بعد أن ارسلت رسالة لسمر تطمئنها انها ستكون بانتظار أنس واخري لزهرة التي صدعتها بمكالمتها ورسائلها اليوم تخبرها انها بخير . وبالرغم من ان طيارة انس ستصل بعد انتهاء الدوام لكنها أخذت اذنا لتجلس هذه الساعات القليلة في بيت الله تطلب منه الغفران والعون تشعر ان الايام القادمة ستكون صعبة عليها .فتحت كتاب الله تقرأه وتبكي حتي انتبهت الي صوت الدرس الذي سيبدأ لتغلق القران وتستمع الي الشيخ كانت تحب هذا الشيخ رغم انها لم تراه من قبل اسلوبه بسيط وسلس ،استمعت له بانتباه كان كلامه يمس قلبها ،ينزل سكينة علي قلبها المتألم ،شعرت وكأن الشيخ يوجه رسائل اليها ،أغمضت عينيها وهي تستغرق بكليتها في سماع الدرس الذي كان بلسما شافيا لجراح قلبها .


تطلعت نوران بذعر الي أمجد الذي جلس بجوارها بهدوء وهو يبتسم ويقول :نوران كيف حالك ؟
ارتجفت وهي تستمع الي صوته كان خشنا ذو بحة مميزة لطالما عرفت ان صوته سيكون مميز مثله قبل ان تنتبه الي وضعها وتهمس له بخفوت :هل جننت ياامجد ماذا تفعل ؟لم نتفق علي هذا قلت انك لن تتحدث الي فقط ستنتظرني .
تأملها باعجاب وهو يرد عليها بهمس: صوتك جميل مثل وجهك .
احمر وجهها بردة فعل تلقائية من كلماته قبل ان تسمعه يكمل: ارفعي وجهك أريد أن أري عينيك
نهرته مرة أخري :أمجد أرجوك قم من جواري انت وعدتني .
تمتم بخفوت وعدتك المرة الماضية ولكن لم اعدك بشئ اليوم ،اننا في عيادة الجميع يتجاذبون اطراف الحديث لتمضية الوقت ،لا تخافي هكذا .
كانت تشعر بخوف وعدم راحة ،انها أول مرة تكلم رجل غريب ،صحيح كانت تعرف أمجد منذ عدة اشهر ولكنها كانت مجرد محادثات كتابية لم تتبادل الحديث معه ولا مرة، في اعماقها تشعر ان هذا شئ خاطي .
انتبهت علي صوته :يسالها كيف حالك طمئنيني هل لا زال رأسك يؤلمك ؟
اجابته بارتباك: الصداع كما هو ولكن أحمد طمئنه الطبيب في المعمل أمس وهو يستلم النتائج أن الا شعة والتحاليل جيدة ،سأري ماسيقول الطبيب اليوم
غمغم بخفوت سيقول كل خير ان شاء الله ،قبل ان يردف بخفوت لقد أخبرت الممرضة أن تجعلك اخر كشف .
نهرته بحدة: لماذا ؟أنا هكذا سأتأخر لماذا فعلت هذا ياأمجد ؟
تطلع الي وجهها وهمس :ساكون مجنون لو لم أستغل هذه الفرصة وأجلس معك ،لم تعد تكفيني هذه المحاثات الكتابية ،أريد ان أراكي وأتحدث معك وأسمع صوتك الجميل .
واردف بصوت خافت :انت جميلة للغاية، أمرأة مثالية ،لا ينافس جمالك الا عقلك الذي يعجبني للغاية، تعجبني اراؤك ونظرتك للامور .
أحمر وجهها وداخلها ينتعش بكلمات الغزل الموجهه اليها ،وعقلها ينهرها ان هذا لا يصح يجب ان توقفه ولا تسمح له بقول هذه الكلمات .
انتبهت علي صوته يسألها: هل تذكرين كيف تعارفنا ؟
ابتسمت وعقلها يشرد وهي تتذكر متي بدأت علاقتها بأمجد، منذ ستة أشهر تعارفا عن طريق أحدصفحات المشاكل، كانت نوران عضو نشط وفعال دائما ماتنصح أصحاب المشكلات وكان أحمد دائما تعجبه ارائها فيعلق لها دائما ان رايها حكيم وأنها مختلفة عن بقية النساء الذين همهم تسخين صاحب المشكله، حتي ارسل لها مرة يسألها عن رايها في مشكلة تخص صديقه ومن يومها بدأالحديث بينهم وتتطور من مجرد مناقشة في مشكلات الصفحة الي التعارف بشكل شخصي وتوثقت علاقتهما حتي أصبحا يتكلمان بشكل يومي .
استمعت لهمسه وهو يقول: كيف لفتاة في سنك أن تكون بهذه الحكمه أنت رائعة زوجك محظوظ بك .
ابتسمت وهي تشجع نفسها لترفع عينيها اليه تتأمله من هذا القرب لأول مرة كان وسيما بحق خطف انفاسها وهي تتطلع اليه و تغرق في تأمل تفاصيل وجهه
هو أيضا كان غارق في تأمل تفاصيل وجهها كانت جميلة لها ملامح مميزة عينان واسعتان سوداوان وانف صغير وفم واسع قليلا لكنه متناسق وبشرة خمرية صافية وجسم متناسق يميل للطول
مال علي أذنها هامسا :عيناكي جميلة للغاية
خفضت وجهها بخجل وهو تقول له :أنت ايضا وسيم للغاية
أنتعش داخله مع كلماتها اما هي فكانت غير مصدقة ماتفوهت به لقد خرجت منها الكلمات دون أن تشعر نهرت نفسها بشدة علي وقاحتها
تنحنحت لتخرج من دائرة اللوم لذاتها وهي تغمغم بخفوت :أمجد نحن اصدقاء صحيح ؟
رد عليها بنفس الهمس : بالطبع نوران
همست له : دعنا اذن لانتجاوز دائرة صداقتنا أقصد نتحدث في أشياء عامة أقصد ....
كانت مرتبكة لا تسعفها الكلمات المناسبة،رحمها من ارتباكها وهو يقول: أفهمك نورا ،لا تريدني مثلا أن اقول لك انك جميلة جدا أو أتغزل بك صحيح ،حاضر كما تأمرين ياصديقتي .
ابتسمت له براحة وهي تظن أنها هكذا وضعت علاقتهما في اطار منضبط غير عالمة انها بدأت أولي خطوات الانزلاق وياويلها ان سقطت في الهاوية .
نجح في فتح عدة موضوعات تحدثا فيها سويا ليمر الوقت سريعا دون ان يشعروا به حتي انتبهها علي صوت الممرضة تناديها للدخول فقامت وهي تحذره من اللحاق بها: اياك ياأمجد سأدخل بمفردي .
أوما برأسه موافقا وهو يقول لها: سأنتظرك .
ظل يلعب في هاتفه حتي تخرج تجاهل اتصال زهرة ورسائلها وهو يخبر نفسه انه سيحادثها بعد انصرافه من هنا .
اما هي فكانت جالسة تسأل الطبيب بحيرة :ماهو سبب الصداع دكتور؟ انه دائم يكاد لا ينقطع انت تقول انه لا يوجد سبب طبي .
سألها الطبيب باهتمام :هل هناك شئ يشغل تفكيرك او موضوع مثلا يحزنك
احيانا يكون الصداع له أسباب نفسية .
هزت رأسها نفيا وهي تقول: لا أبدا حياتي الحمد لله ليس بها مشاكل حياة عادية .
عاود الطبيب سؤالها :هل تتذكرين متي بدأالصداع ،من الممكن ان تكون بدايته مرتبطة بشئ ما حدث معين او موقف او معرفة شخص ما وهذا الموقف او الحدث او الشخص يؤثر وجوده عليك بشكل سلبي دون ان تشعري.
فكرت قليلا قبل أن تقول له :لقد بدأمنذ ستة أشهر تقريبا ولكنه كان علي فترات متفاوتة ولكن منذ فترة أصبح ملازم لي طوال اليوم
تسمرت وهي تعي ماتقوله وتربطه بحديث الطبيب لقد بدأهذا الصداع منذ بداية معرفتها بأمجد هل يعقل أن علاقتها به هي ماتسبب لها الصداع
انتبهت علي صوت الطبيب وهو يكتب لها بعض الادوية مرددا بعض النصائح التي من الواجب اتباعها في الفترة القادمة لتخفيف حدة الصداع ، شكرته بخفوت ماان انهي كلامه قبل ان تنصرف.
أسرع اليها أمجد بلهفة يسألها : ماذا قال الطبيب ؟
هزت رأسها بحيرة وهي ترد عليه:لا يوجد سبب عضوي
أخبرني انه من الممكن ان يكون سبب نفسيا
سألها باهتمام :هل هناك شئ يزعجك ؟هل هناك مشكلة بينك وبين زوجك ؟
أجابته بصدق:كلا أحمد لا يضايقني ابدا انه يفعل مابوسعه لاسعادي
سالها بحيرة :لماذا اذن هذا الصداع يلازمك ؟
تطلعت اليه بشرود وبداخلها تتسائل هل من المعقول ان هذا الصداع بالفعل بسبب علاقتها به ؟
انتبهت علي صوته وهو يقول لها :هيا نوران لاوصلك.
تطلعت اليه بذعر: توصلني هل جننت ياأمجد لا بالطبع، انا ساوقف سيارة كما أتيت، وقبل أن يعترض أردفت :وهذا أمر لا نقاش فيه أنا لن أركب معك سيارتك ،يجب ان انصرف الان لقد تأخرت كثيرا.
نوران همس اسمها بخفوت فرفعت عينيها اليه ليسالها في نبرة اقرب للرجاء: أريد ان اراك مرة اخري لا تحرميني من جلستك الممتعة ،انتي لا تتخيلين مدى سعادتي اليوم بالحديث معك .
ردت عليه بنبرة خافتة :لن استطيع ياأمجد صدقني انا ايضا اتمني لو أقابلك مرة اخري ولكنه صعب للغاية
نظر لها وفي عينيه نظرة رجاء قائلا :حاولي اذا تسنت لكي الظروف
أومات برأسها موافقة وهي تلوح له بيديها
راقب انصرافها قبل أن يفتح هاتفه ليتصل بزهرة
أما هي فكانت غارقة في أفكارها تفكر ماذا ستقول لوالداتها فهي اخبرت أحمد ان والداتها ستذهب معها للطبيب وبالطبع لم تخبر والداتها أن تأتي معها حتي تستطيع مقابلة أمجد ظلت تفكر طوال الطريق في حجة تخبر بها والدتها وتقنعها ان تقول لاحمد انها ذهبت معها للطبيب .
انتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-03-20, 11:25 PM   #15

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس

جالسة تشجع نفسها قبل نزولها من السيارة محاولة اعطاء نفسها اكبر قدر ممكن من الطاقة الايجابية
بصوت خافت كانت تردد:
سهيلة هذا أنس زوج أختك الوحيدة ،لا مجال للهرب سيأتون للعيش هنا ستريه كثيرا،أنت قوية ستستطعين اجتياز الامر لا تخافي ،هيا انزلي وقابليه انه لا يمثل لك شيئا سوي علاقة أخوة
أغمضت عينيها وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع خوفا من اللقاء القادم ،أخذت نفس عميق قبل أن تنزل من سيارتها وبداخلها كانت تتضرع الي الله ان يخلصها من مشاعرها التي تشعر بها تقتات من روحها .
تهلل وجه أنس وهو يلمح وجه سهيلة فلوح لينبهها ،لم تنتبه له سهيلة فلقد كانت منهمكة في الحديث بالهاتف
،اقترب منها وعلي شفتيه ابتسامة حنون ياالهي انها امامه لم يراها منذ ثلاث سنوات كاملة لقد اشتاق اليها كثيرا ،ماان اقترب منها حتي سمعها تقول لمحدثها عبر الهاتف لم يتأخر صدقيني لا بد انه ينهي اجراءات الوصول ،لا تقلقي هكذا
ابتسم وهو يستنتج هوية محدثها فاقترب قليلا وهو يقول بصوت عالي أنا هنا ياسمر لقد وصلت حبيبتي .
التفتت اليه سهيلة تسمرت وهي تراه امامها شعرت بموجة من الحنبن تغمرها وذكريات تتدفق داخل عقلها ،ذكريات طفولتها ومراهقتها وشبابها كان دائما أنس جزءا منها،لم تشعر الا بدموعها تسيل وهي تقول له بصوت خافت :أنس أنت هنا حقا ؟
ابتسم ابتسامته الحنون التي كثيرا ماخصها بها :أنا هنا ياصغيرتي .كيف حالك أوحشتني كثيرا ياسهيلة
انهمرت دموعها اكثر وهي ترد عليه :وأنت كثيرا جدا ياأنس ؛افتقدتك كثيرا أنت وسمر ،حياتي كانت مظلمة من دونكم .
اتسعت ابتسامته وهو يشاكسها :لا يبدو عليك السعادة ،هل هناك أحد سعيد ويبكي هكذا ؟
ابتسمت وهي تمسح دموعها وترد عليه :أنها دموع السعادة ،أنا سعيدة للغاية برؤيتك
عاود مشاكستها :لا افهمك أنت وسمر عندما تشعرون بالحزن تبكون ،وعندما تشعرون بالسعادة تبكون أيضا ،هذا غير معقول والله .
ضحكت وهي ترد عليه :لا تستغرب هكذا انها تركيبة النساء ياأنس ، وقبل ان تكمل كلامها انتبهت علي صوت سمر المنبعث من الهاتف والتي نستها تماما في غمار سلامها علي أنس رفعت الهاتف سريعا فهي تعلم طباع سمر وقلقها الشديد لتقول لها: أنه أمامي الان ياسمر ،بخير صحة وأتم حال .
استمعت الي رد سمر التي قالت : افتحي الكاميرا حتي أراه وأطمأن ،إن هاتفه لا يعمل ولا استطيع الوصول اليه .
ابتسمت سهيلة وهي تقول لها :سنشتري له خط حالا حتي تستطيعي الوصول اليه في أي وقت حبيبتي ثم ضغطت علي زر الكاميرا لتشغل مكالمة مرئية مع شقيقتها وهي تعطي الهاتف لأنس ،ابتعدت قليلا لتعطي أنس مساحة خاصة ليحادث شقيقتها ولكنها فوجئت به ورائها وهي يقول لها :سمر تريد رؤيتنا سويا .
اقتربت منه قليلا ليظهرا في حيز الكاميرا سويا قبل أن تلوح لشقيقتها الظاهرة وحولها ابناؤها الثلاثة
تطلعت الي أختها بحنان وهي تلاحظ انهمار الدموع من عيني أختها قبل أن تسمعها وهي تقول :أنتم كل دنياي أشعر أنني ملكت الدنيا وأنا أراكي بجوار أنس وأولادي من حولي
ابتسمت لاختها بحنان وهي تطلع اليها، دوما كانت سمر عاطفية تملك طاقة حب هائلة ،وقدرة أكبر علي اعطاء هذا الحب وغمر غيرها به ،كانت دوما اما لها رغم ان فارق العمر لا يتعدي العشر سنوات الا انها غمرتها بمشاعر أمومية منذ طفولتها الي الان .
انتبهت علي صوت سمر تسأله: طمأني هل هي بخير أشعر بالقلق عليها أنت تراها أمامك.
ابتسمت وهي تسمع أنس يرد عليها: بخير حال ياسمر لا تقلقي انا منذ هذه اللحظة موجود وسأعتني بها جيدا
ضحكت سهيلة وهي تسمع سمر تسألها نفس السؤال هل أنس بخير ياسهيلة لتجيبها من وسط ضحاتها :بخير ياسمر لا تقلقي الا تشاهديه أمامك
تذمرت سمر وهي ترد عليها: الكاميرا لا تكفي لن أطمأن عليكم الا بعد أن أراكم أمامي .
شاكستها سهيلة: ماذا فعلتي في الرجل ياسمر لقد شاب شعره تركته لك قبل ثلاث سنوات بدون شعرة بيضاء في رأسه
سمعت ضحكات ابناء شقيقتها وصوت أختها التي تنهرهأ وتخبرها ان لا تقول ذلك علي زوجها وصوت أنس بجانبها يتوعدها لنعته بالعجوز
اتسعت ابتسامتها وهي تشعر لأول مرة بالحياة منذ ثلاث سنوات ،كانت تشعر انها الة تعمل وتأكل وتنام ،لكن بدون روح ،بدون دفء مشاعر كالذي تستشعره الان.
انتبهت علي صوت أنس يودع شقيقتها فلوحت لها هي الاخري قبل أن تتحرك بجوار أنس مشيرة له الي اتجاه سيارتها وهي تسأله مشاغبة :هل تركتك سمر سريعا هكذا ظننت أنها لن تتركك قبل الصباح
ضحك وهو يرد عليها :لو تركت لسمر المجال كنا سنبيت أنا وانتي بالمطار
وضع حقائبه في السيارة قبل أن يجلس جوارها وهو يسمعها تشاغبه :هل أسمع نبرة تذمر هنا ساأخبر سمر ان زوجها سرعان مانسيها ماان سافر .
ظللت ابتسامة شفتيه بها لمحة شجن وهو يغمغم بخفوت :تعلمين أن أختك ليست مجرد زوجة انها كل شئ بالنسبة لي انني افتقدها كثيرا رغم انه لم يمر الا عدة ساعات علي فراقها الا انني اشعر بوحشة شديدة واشتياق شديد لها وللاولاد ،لا اعرف كيف سأصبر حتي يأتون الي هنا .
ابتسمت وهي تطلع اليه طالما كانت علاقة أنس وسمر فريدة من نوعها ،كانا نموذج لم تراه كثيرا في حياتها ،كلاهما كان يتفاني لاسعاد الاخر ولو علي حساب نفسه ،غمغمت بخفوت :ان شالله لا تقلق شهر علي الاكثر وستستطيع استقدامهم وينيروا حياتك مرة أخري
وأردفت بنبرة صادقة :ادام الله سعادتكما ،لا حرمك الله منهم ابدا ياأنس .
غمغم بخفوت امين قبل أن يلتفت اليها بدهشة مردفا :لا أصدق إنك تستطعين قيادة سيارة ،لقد تغيرتي كثيرا ياسهيلة
ابتسمت بشجن وهي تدير السيارة قبل أن ترد عليه :كلنا تغيرنا ياأنس هذه حال الدنيا ،،سنذهب اولا لنتناول العشاء سويا في مطعم ان شالله سيعجبك طعامه، ثم أوصلك الي محل سكنك هل معك العنوان ؟
اخرج من جيبه ورقة مدون بها تفاصيل المكان فألقت عليها نظرة سريعة وهي تخبره أعرف هذا المكان جيدا
نظر اليها وهو يقول :أحتاج فقط شراء خط حتي أستطيع الاتصال بدكتور أحمد كان المسئول عن استقبالي وعندما أخبرته ان لا داعي لقدومه فأنت ستأتين لاستقبالي اخبرني أن اتصل به عندما أصل .
أومأت برأسها متفهمة وهي تعطيه هاتفها :تستطيع أن تتصل به من هاتفي الان وان شاء الله نشتري في طريقنا خطا لهاتفك .
انتبهت للطريق وتركته يهاتف صديقه قبل ان تنتبه علي صوته يسألها عن اسم المطعم الذي سيذهبان اليه فصديقه علي مايبدو مصمم علي الحضور .


أخذت زهرة نفس عميق قبل ان تطرق علي الباب بهدوء
دخلت بعد أن سمعت الاذن بالدخول
حيت مشرفها الجالس بهدوء علي مكتبه يطالع أحد الاوراق ويدون ملاحظاته .
….بالتأكيد جالس يكتب ويفكر كيف ينكد علي أحد الطلاب اللذين أوقعهم حظهم العاثر في طريقه .كلمات بالطبع لم تغادر شفتيها بل أكتفت بترديدها في أعماقها.
جاهدت لرسم ابتسامة علي شفتيها وهي تقول له بمرح :كيف حالك دكتور ،لقد عدلت كل الملاحظات التي طلبتها حضرتك وأرسلتها بالايميل كما طلبت ، هل أستطيع الان البدء في الفصل الأول من البحث
نظر اليها من فوق نظارته نظرة طويلة
.....أنا أعرف هذه النظرة جيدا ..انه يوم كئيب من أوله ..أي حظ عاثر أوقعني فيه ليشرف علي رسالتي ..لماذا لم يوقعني حظي في أحد اولئك المشرفين المتعاونين ..وكالعادة كل هذا الكلام لم يغادر شفتيها
أشار اليها لتجلس أمامه وهو يخبرها لقد قرأتها بالفعل وأشار الي الاوراق امامه وهو يردف التعديلات التي طلبتها بالفعل كلها انت عدلتيها بشكل ممتاز
انتشت في أعماقها وهي تهتف داخلها بانتصار وأخيرا قال كلمة جيدة في حقي ،لا انه يوم جميل وليس كئيب ،،وأخيرا سنبدأ بالفصل الأول
ابتسمت ابتسامه واسعة وهي تقول له :بفضل توجيهاتك دكتور قبل أن تردف بلهفة هل أستطيع الان البدء بالفصل الأول ؟
نظر اليها مستنكرا وهي يهتف بها :أي فصل أول هذا الذي تريدين البدء فيه عندما ننتهي من التمهيد تستطيعين عندها البدء فيه .
تطلعت اليه بدهشة وهي تسأله : ولكن حضرتك الان اثنيت علي التعديلات التي قمت بها لماذا لا يمكنني البدء بالفصل الأول ؟
نظر اليها بهدوئه المعتاد وهو يقول :تعالي لأريك
تابع وهو يخط تحت احدي الفقرات: بعد التعديلات هذه الفقرة أصبحت غير متسقة لذا سنحتاج هنا الي بعض التعديلات تابع كلامه وهو يخط العديد من الخطوط موجهها اياها الي مواطن القصور ومشيرا الي التعديلات التي يريدها مانحا اياها أسماء بعض الكتب التي قد تساعدها
كانت تنظر اليه تكاد تنفجر من الغيظ فهي تعيش في دوامة من التعديلات التي لا تنتهي ،يطالبها بتعديلات ثم يطالبها بتعديلات علي التعديلات ،قالت تستعطفه بنبرة لطيفة :مارأي حضرتك أن أبدأ بالفصل الأول مع هذه التعديلات انها تعديلات بسيطة ولا أظنها ستأخذ مني وقت
هز رأسه نافيا وهو يرد عليها :لا ننتهي أولا من التمهيد ، أحب أن يكون عملنا مثالي .
نظرت اليه بغيظ شديد فهي تعلم أنه لن يتزحزح عن موقفه أبدا فقالت بعملية :كما تأمر دكتور ،إن شالله سأحاول إنهاء هذه التعديلات في أقرب وقت ،هل هناك شئ اخر تريده مني ؟
هز رأسه نفيا فانصرفت مستأذنة وهي تكاد تنفجر من الغيظ كانت هيئتها غاضبة محمرة الوجه أوقفتها ضحكة أحدهم وهو يقول :أراهنك إنك خارجة من مكتب دكتور محمد أخبريني هل طلب تعديلات أخري ؟؟
نظرت اليه بغيظ وهي تقول :أتضحك أنا أكاد أموت من الغيظ ،قريبا ستري اسمي في صفحة الحوادث وأشارت بيدها بحركة مسرحية طالبة دكتوراة تقتل مشرف رسالتها .
تعالت ضحاته وهو ينظر الي تعاببرها المغتاظة،نظرت اليه بغيظ قبل أن تتسلل اليها عدوي الضحك فتضحك هي الاخري قبل أن تقول له بيأس :لقد تعبت للغاية يادكتور ماذا أفعل أنا لا أتقدم خطوة واحدة في البحث أعيش في سلسلة متوالية من التعديلات ،لقد تعبت وأشعر باليأس حقا .
نظر اليها بحنان جاهد أن يخفيه وهو يردف :زهرة التي أعرفها مقاتلة لن تستسلم بسهولة هكذا ،أتعلمين لفد شعرت مثلك باليأس عندما وجدت جميع زملائي الذين بدئوا معي الرسالة بنفس التوقيت أنهوا مناقشتهم قبلي بعام كامل .
نظرت اليه بذهول وهي تردد :عام كامل "
ضحك علي تعبيراتها المذهولة وهو يكمل :نعم عام كامل ،ولكن يوم مناقشتي شعرت بفخر شديد لم تكن رسالتي مجرد رسالة لنيل درجة علمية بل أصبحت مرجع لكل طالب في مجالنا يازهرة ،وهذا بفضل تدقيقه الشديد ،أنا أدين له بالكثير

نظرت اليه بيأس وهي تقول له :يادكتور انت مجتهدوعبقري بالطبع رسالتك ستكون علي قدر عبقريتك ,ماأنا الا طالبة بسيطة لا أريد سوي أن اكمل رسالتي بدون هذا الضغط الهائل
تطلع اليه وعينيه تلمع بنظرات اعجاب لم يقدر علي كبحها هذه المرة :أين هذه الطالبة البسيطة ؟من بين جميع الطلاب اللذين قمت بالتدريس لهم كنت دوما الأكثر تميزا وذكاء ,لا تهدري حق نفسك بهذا الشكل
احمرت وجنتيها تلقائيا مع كلماته وهي تستشعر عدم الراحة من نظراته المليئة بالاعجاب ,كانت دوما تنطلق معه بالحديث اذا كانت مسئلة علمية اوأمر متعلق بالدراسة ,أما حين يتحول الأمر لنظرة اعجاب كالتي تراها في عينيه الان ترغب أن تنهي وقوفوها معه في الحال وهو مافعلته وهي تخبره انها لا بد الان من أن تنصرف لأن زوجها علي وصول ,حيته قبل ان تنصرف الي ساحة الجامعة تنتظر وصول أمجد
أما هو تابع انصرافها بحسرة ونظرة اسفة , تطلع اليها عبر نافذة الرواق كانت جالسة علي أحد المقاعد وتبدو شاردة تماما ,نهر نفسه وهو ينظر اليها :اياك ياماهر انها متزوجة الان لا تنظر اليها أنساها .
ابتسم وهو يسترجع ذكرياته عنها ، كانت طالبة مجتهدة لفتت نظره اليها بتفوقها وذكائها ,كان يكبرها بأربع سنوات فقط ,كان معيدا وقتها ولم ينهي رسالة الدكتوراة بعد ,تصاعد اعجابه بها مع مرور الوقت حتي وقع في حبها دون أن يدري ,ولأنه رجل مستقيم أتخذ الطريق الذي يعرفه وذهب لوالدها ,مازال يتذكر فرحة والدها ظن أن الأمر منتهي والموافقة اتية لا ريب في ذلك , ولكنه صدم من اتصال والداها واعتذاره له صدم يومها مازال قلبه متألم للان من صدمةهذا اليوم ,لم يفهم سبب الرفض وعندما صمم علي معرفة السبب من والداها أخبره بارتباطها بابن عمها وتعلقها به علي الرغم من ممانعة والداها للأمر ,يومها أدرك أنه خسرها وأبدا لن يفوز بودها ،فهو لن يحارب في حرب خاسرة فالاميرة قلبها ليس ملكها .
زفر بألم مع تداعي ذكرياته في كل مرة يراها فيها مسح علي وجهه قبل أن يحدث نفسه بخفوت :انساها ياماهر انساها هي لم تكن لك يوما ولن تكون
نظر اليها مرة اخيرة قبل ان ينصرف الي عمله .
أما هي فكانت غافلة عما يجري حولها شاردة في أحوال أمجد هذه الأيام ,أحواله لا تعجبها تشعر بحدسها الأنثوي أنه يكلم أمرأة ,ولكنها غير متأكدة ,الشك يقتلها انه دائم الحديث بالهاتف لا يتركه من يده ,مان تقترب منه حتي يغلق الهاتف حتي لا تري من يحادث ,كادت تضعف في أحد الأيام وتفتش في هاتفه وهو نائم وقبل أن تفعلها نهرت نفسها انها ستتجسس علي زوجها ووضعت الهاتف قبل أن تفعل شيئا ,كانت خائفة للغاية ,كان بداخلها شعور يتصاعد أن هناك شئ سئ سيحدث .
انتبهت علي وصوله ,لم تقم من مكانها ولم تنبهه باشارة لمكان جلوسها ، بل كانت جالسة مكانها تطلع اليه,كان وسيما واثقا من نفسه يعرف كيف يعامل النساء فيقعن في غرامه ,ولكنها تستشعر شئ غريب به هذه الأيام ,شئ مختلف كأنه شخص ...
انتبهت فحاولت ايقاف هذه الأفكارالغريبة التي تسيطر عليها في الاونة الاخيرة ،هزت رأسها بعنف تنهر نفسها علي استرسالها في هذه الافكار لقد باتت تسيطر عليها بشكل غريب
نهضت تنبهه لمكانها لتهرب بقدومه من أفكارها .
ابتسم حين راها فاتجه اليها وهو يحييها : زهرة أوحشتيني لم أرك منذ أمس كيف حالك ؟
ابتسمت وهي تبتسم في وجهه بحب : وأنت أيضا كثيرا وتأبطت ذراعه وهي تتابع حديثها :نظام عملك هذا متعب للغاية كل أسبوع بموعد ,لم أستطع الاعتياد عليه للان .ضحك وهو يفتح لها باب السيارة :انا نفسي بعد ست سنوات لم أعتد عليه بعد ,هل ستعتادين عليه في تسعة أشهر
ثم تطلع اليها باهتمام وهو يسألها :ماذا فعلتي ؟
نظرة البؤس علي وجهها أعلمته بالاجابة قبل ان تنطق فأردف : هل طلب تعديلات اخري ؟
أومأت برأسها فربت علي كفها بحنان قبل ان يدير السيارة وهو يقول :لا تحزني ان شاء الله تكون اخر تعديلات يطلبها .
ردت عليه ببؤس :لا اظن ,لقد قابلت دكتور محمد وأخبرني انه كان مشرف رسالته واخره عام كامل عن باقي أقرانه .
فرمل بسيارته فجأة ففزعت ,وصاح بها بغضب : ولماذا تقفي مع هذا الدكتور اللعين .اليس هذا من تقدم لخطبتك ؟
ردت عليه ببرود :ورفضته اذا كنت لا تذكر
عاود صياحه الغاضب :ولماذا تقفين معه ؟أم أنك تستمتعين برؤية نظرات الاعجاب في عينيه .
نظرت اليه بذهول من كلامه قبل أن تهتف به بغضب مماثل لغضبه :هل تقول لي أنا هذا الكلام ؟اأنا تتهمني بأني أتمتع بنظرات الرجال المعجبة
انتبه علي صوت تنبيه السيارات من حوله فهو يعطل مسيرهم بتوقيف سيارته بمنتصف الطريق فأدار السيارة وهو يكمل صياحه الغاضب :ليس من اللائق أن تقفي معه وأنتي تعرفي أنه كان يريد الزواج منك ,هذا الرجل أنا لا استسيغه ولا أحب نظراته اياك أن تقفي معه مرة أخري
ردت عليه بغضب :انه محترم لم يتجاوز معي ابدا يوما بالحديث ,وبالطبع من الطبيعي انني ساراه عند ذهابي للكليه هل سأهرب كل مرة أراه فيها ، انه استاذي من الطبيعي ان أسلم عليه .
ضرب مقود السيارة بغضب وهو يهتف بها : لا تختبري صبري يازهرة ,هل تدافعين عنه أمامي الان ؟هل تريديني أن أقول لك ليس هناك ذهاب للجامعة بعد الان .
نظرت اليه بغضب وهي تقول له :تريد منعي من حلمي الان ؟هل تريد حرماني من اكمال دراستي ؟ونظرت اليه بذهول وهي تردف هل تشك بي أنا؟
قطع حديثها قبل أن تتفوه بالمزيد وهو يحاول تمالك أعصابه المنفلته :زهرة هل من الممكن ان نؤجل الحديث الان كلانا غاضب .
تطلعت اليه بالم قبل ان تشيح بوجهها عنه مخفية دموعها التي انهمرت علي وجهها
أما هو فكان يحاول تهدئة نفسه لا يعرف ماذا به في الفترة الأخيرة انه يشعر بالخوف والقلق من أن تعجب بأحدهم او تحادث أحدهم كما يفعل مع نورا علي وسائل التواصل الاجتماعي ,يعرف أنها لن تفعلها ولكنه خائف حتي أنه فتش في محادثاتها في هاتفها منذ يومين وكما توقع لم يجد شيئا,والان هذا الدكتور السمج تقف معه وتحادثه ماأدراه انها لن تتأثر بنظرات الاعجاب التي يرمقها به والتي راها بنفسه وهو يذهب مرة لاصطحابها ليجدها تقف معها وهو ينظر اليها بنظرات يفهم جيدا مغزاها.
زفر وهو يستغفر الله ليكف عن هذه الأفكار الجنونية التي تسيطر عليه في الأيام الأخيرة .
انتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-20, 11:07 AM   #16

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس
جالسة في المقعد المقابل له في المطعم تنظر له بغيظ وهو مستغرق في الضحك بعد أن ذكرها باحدي مواقفها في طفولتها .
هتفت به بغيظ:هل ستستمر بالضحك طويلا ؟كنت طفلة طفلة في السابعة من عمرهابالطبع سأفعل أكثر من هذا
عاود ضحكه وهو يقول لها :كنت مشاغبة للغاية ,لم أصدق يومها أن من تحدثني طفلة في السابعة ,أتعلمين محمد وأحمد يشبهانك كثيرا لا يهدان ابدا كلما أنظر اليهم أتذكرك في طفولتك.
ابتسمت وهي تسأله :ولكن زياد مختلف صحيح؟سمر تقول لي انه رجل صغير يميل للتصرف بنضج عن أقرانه من نفس العمر .
ابتسم بحنان وهو يرد عليها :صحيح لكن اتمني لو ينطلق ويستمتع بعمره صدقيني حاولت معه كثيرا ولكنه لم يتغير.
هزت كتفيها وهي تقول له :ولماذ تريده ان يتغير ياانس انها طباعه كل منا له طباع مختلفه وهو هادئ ورزين واظن انه متاثر بك بشكل كبير ,صحيح انني لم اعرفك في عمره ولكني اتذكرك في شبابك هادئ ورزين لم تكن كباقي شباب حينا الصاخبين .
هز راسه وهو يرد عليها :معك حق,انا كنت مثله في مرحلة المراهقة امي رحمها الله كانت تخبرني دوما انني لم اتعبها في مراهقتي وطفولتي كما اتعبها شقيقاي .
صمتا قليلا حتي انهي النادل رص أطباق الطعام وماان انصرف حتي قالت سهيلة :انه مطعم مشهور هنا بتقديم المشويات بهذا الشكل الغريب ولكن اكله لذيذ للغاية سيعجبك.
نظر انس الي الطعام الذي كان موضوع في اسياخ حديدية موضوعه بشكل متتابع في حامل معدني امامه .
بدأ في طعامه قبل أن يقول لها بعد قليل: انه لذيذ بالفعل ابتسمت له وهي تقول: بالهناء والشفاء
انهمك كلاهما في الطعام لبعض الوقت قبل ان يسالها :كيف حال عملك هل انت سعيدة فيه ؟
التمعت عيناها هي ترد علي سؤاله: كثيرا ياانس, اشعر انني اتعلم كل يوم شئ جديد ,كما انه حسن من لغتي الانجليزية بشكل ممتاز, لقد بدات مع الشركه في اول ايامها واشعر انه كلما كبرت الشركه وثبتت اقدامها انا اكبر معها .
ابتسم وهو يلمح حماسها وهي تتكلم عن عملها استمع اليها بحماس وهي تردف: الان انا اقوم باعمال السكرتيرة الخاصة بمدير قسمنا وقد افادني هذا بشكل كبير جدا لقد كان مديري يعمل سابقا مديرا لشركة
فغر فاه وهي تذكر اسم الشركه فلقد كانت شركة عالمية شهيرة للغايه لها فروع في كل دول العالم ,فسالها :ولماذا ترك العمل فيها ان العمل فيها فرصة لا تعوض مابالك بان تكون المدير .
هزت راسها وهي ترد عليه: لا اعرف انه غامض بعض الشئ وغريب الاطوار لا يتحدث عن حياته, ولكنه عبقري في عمله لقد احدث طفرة في الشركة منذ ان اتي وهو الان يقدم اقتراح بفتح فرع للشركة في تركيا .
نظر اليها بحيرة كانت تتحدث عن مديرها بحماس كبير قبل ان يسالها بهدوء :ماجنسيته؟
ردت عليه :هندي
عاود سؤالها: كم عمره؟
نظرت اليه بحيرة وهوترد:لا اعرف بالظبط شكله يبدوا صغيرا ولكن خبرته وعدد سنوات عمله السابقة في هذه الشركة العالمية توحي بعمر أكثر بكثير مما يبدو عليه.
كاد ان يسالها هل هومتزوج ولكنه توقف في اللحظة الاخيرة ربما حماسها في الحديث عنه مجرد حماس عادي واعجاب بطريقته في العمل ليس اكثر.
انتبه علي سؤالها: وانت كيف حال عملك لم اصدق عندما اخبرتني سمر انك اخذت قرار السفر .
ابتسم وهو يقول لها :وانا لما أتخيل يوما اني ساخذه تعرفين كنت دوما اكره السفر والغربه ,ولكن احيانا الظروف تجبرنا علي ما لا نريد.
شردت في عبارته الاخيرة نعم الظروف تجبرنا علي الكثير مما لانريده, تجبرنا علي المسير في طرق لم نتخيل المضي فيها يوما .
انتبهت علي النادل وهو يضع الشاي فالتفتت الي انس الذي شرب الشاي بتلذذ ما أن وضعه النادل
ابتسمت وهي تقول له مازالت عاداتك كما هي لا أعرف كيف تشربه ساخن هكذا.
_لا استطيع ان اشربه الا بهذا الشكل اذا برد لا استسيغ طعمه ابدا .
ابتسمت وهي تسمعه يقول :البيت كان مظلما للغايه من دونك سهيلة اثر فينا كثيرا سفرك تعلمين اني دوما اعتبرتك ابنة .
التمعت عينيها بدمعه مع كلامه وهو تغمغم بصوت خافت :لا تكبر نفسك بهذا الشكل الفرق بيننا ليس كبيرا الي هذا الحد.
نظر اليها باستنكار وهو يرد عليها: ليس كبيراانها خمسة عشر عاما كاملة ثم ابتسم بحنان وهو يردف: تعرفين اول مره رايتك فيها كنت تقريبا في السابعة عندما تحدثت خطفت قلبي بشقاوتك اللذيذة وردوك تمنيت وقتها عندما اتزوج يوما ان انجب طفلة تشبهك بخفة دمك وشقاوتك التمعت عينيه بنبرة اسفه وهو يكمل: لم يرزقني الله بابنة ولكني دوما شعرت بانك ابنتي التي لم ارزق بها انتي لا تعرفين مكانتك في قلبي يا سهيلة .
ابتسمت له بصعوبة وكلماته تمزقها مع النبرة الابوية التي ينطقها بها كانت تريد ان تقول له انها لا تستحق هذه المكانه ابدا بل هي حقيرة وربما لوعرف بمشاعرها لنفاهاه من حياته وحياة شقيقتها للابد .
حاولت بصعوله التحكم في مشاعرها حتي لا ينتبه اليها ويشك في امرها انتبهت علي سؤاله الا تذكرين اول مرة تقابلنا ؟
هزت راسها نفيا وهي تقول: اتذكر فقط وقت خطوبتكما انت وسمر ولكن قبل ذلك مواقف متفرقة .
ابتسم بحنان وهو يشرد في ذكري خطوبته لسمر وهي ايضا شردت في نفس الذكري كانت في العاشرة عندما تمت خطبتهما كان انس للتو انهي تكليفه في احدي القري بعد تخرجه وكانت سمر في عامها الجامعي الثاني .
كان انس جارهم انتقل مع اسرته الي احدي الشقق في مبناهم السكني كانت في السابعة من عمرها وانس مازال طالب بكلية الطب ,اعجب انس بسمر ولكنه كان دوما مستقيم فلم يلمح باي شئ الا بعد انتهاء تكليفه وتسلمه لعمله فأحضر وقتها والده ليتقدما رسميا لسمر ,ابتسمت وهي تتذكر فرحة سمر يومها كادت تطير من السعاده ويوما بعد يوم كان انس يفرض محبته في قلوب الجميع أمها وسمر وابيها واخيها شعرت بغصة و ألم شديد وهي تتذكر ابيها وشقيقها الراحل.
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تتذكر هذا اليوم المشئوم كانت في الثالثة عشر بعد زواج سمر وانس ببضعة اشهر ,كان اخيها وابيها في عزاء لاحد ااقاربهم وانقلبت السيارة في الطريق ليلقوا حتفهم هم الاثنين قبل وصولهم الي المستشفي .
انتبهت علي صوت انس وهو ينادي اسمها بخفوت مسحت دموعها التي سالت وهي تسمعه يردد رحمهما الله ياسهيلة .
دوما كان انس هكذا يشعر بها ويفهم ماتفكر فيه قبل ان تنطقه لقد كان اكبر داعم لها في ذلك الوقت العصيب ,خصوصا مع انهيار والداتها الشديد وعدم قدرتها علي احتوائها ,وحمل سمر الذ ي انهكها مع صدمة الوفاة .
ربما بدأت مشاعرها نحؤه في ذلك الوقت, مشاعر هوجاء لفتاة علي أعتاب المراهقه فقدت العنصر الذكوري في حياتها بغتة ليملأه انس وقتها بحنانه واحتوائه ودعمه اللامشروط .
سالت دموعها وهي تتذكر والداتها بالم كانت دوما حنون تستمع اليها لقد عاشت في كنف ابيها وامها واشقائها طفولة هانئة سوية ولكن كل هذا انهدم بموت والداها وشقيقها, وبفقدهم فقدت والداتها ايضا ,ربما عاشت والداتها بعدهم عشر سنوات كاملة ولكنها عاشت بلا روح منفصلةعن واقعهم في نوبات حزن مستمرة ,عاشت مع الذكريات والصور القديمة ,نعم تعترف انها فقدت امها ايضا بوفاة والدها وشقيقها .
فكرت بمرارة هل ياتري كانت مشاعرها نحو انس ستختلف لوعاش شقيقها ووالداها ,او لو استطاعت والداتها التغلب علي المها والنهوض للاعتناء بها في مرحلة حرجة كمرحلة المراهقة, ولكن للاسف كلها امنيات فانس وحده من اعتني بها تشهد ان سمر حاولت ولكن مع ارهاق الحمل والولادة ورعاية طفلها لم تستطع التوفيق فتركت المهمة لانس .
زفرت بمرارة وهي تعنف نفسها انتهت المراهقة ياغبية ولم تستطيعي التغلب علي مشاعرك الخائنة فكبرت معك حتي ابتلعتك في دوامتها .
اغمضت عينيها محاولة استجماع نفسها وهي تسمع انس يناديها
غمغت بصوت متحشرج من اثر البكاء: اسفة انس لم يكن علي الاستسلام لموجة الكابة هذه خصوصا انها اول مرة اراك فيها منذ ثلاث سنوات .
ابتسم لها بحنان وهو يدرك الم الذكري عليها كانت طفلة وقتها تد دلل علي ابيها واخيها طول الوقت وهما كانا يغرقانها بالدلال, كانت مدللة الجميع منطلقة حيوية حتي اتي الحادث فانضجها فجاة وحولها لنسخة اخري صامته حزينه قليلة الكلام حاول كثيرا ان يخرجها من حالة الكابةهذه, ولكن للاسف وضع حماته وقتها لم يساعده تبدلت سهيلة تماما منذ ذلك الوقت ولم تعد تلك الطفلة الشقية التي احبها لشقاوتها ومرحها الدائم .
انتبهها كلاهما علي صوت هاتف سهيلة فنظرت للرقم وهي تعطيه الهاتف وتخبره انه صديقه .
تحدث معه قليلا لدقيقة ثم اعطاها الهاتف وخبرها انه سيصل ربما بعد دقائق , استاذنت سهيلة للذهاب للحمام وانعاش نفسها وقفت امام المراة تنظر لنفسها في المراة بعد ان غسلت وجهها عدة مرات , شجعت نفسها وهي تردد الكلمات داخلها "سهيلة انت قوية سيمر هذا الوقت وستتغلبي علي هذه المشاعر "

نظرت لنفسها في المراة مرة اخيرة قبل ان تنصرف للحاق باأنس لمحته من بعيد يصافح رجلا استنتجت انه زميله اقتربت وهي تلقي السلام بخفوت فقام انس ليعرفها عليه
هزت راسها تحييه وهي تجلس
استمعت الي حديثهم دون ان تتدخل مكتفية بالصمت نظر انس الي ساعته ليجدها تقترب من العاشرة فقال لها: هيا سهيلة لا اريد ان اؤخرك اكثر من هذا اعرف لديك عمل غدا .
ابتسمت وهي ترد عليه انت ايضا بحاجه للراحه ثم سالته باهتمام هل ستذهب للعمل غد ا؟
هز راسه نفيا وهو يرد: لا سادوام من بعد غد ان شالله, ولكن دكتور محمد اخبرني ان غدا ربما نبدا في اجراءات الاقامة الخاصه بي .
ابتسمت وهم يبدوا بالفعل بالتحرك خارج المطعم : ان شالله تتنتهي اجراءاتك سريعا وتبدا في اجراءات الاستقدام هيا لاوصلك .
تدخل زميله في الحديث وهو يقول لها دعيني انا اوصله انسه سهيلة اننا نسكن في نفس المبني .
تطلعت سهيلةلانس الذي اوما براسه موافقا لزميله وهويقول لها :اذهبي انتي سهيلة حتي لا تتاخري اكثرمن هذا .
اومات براسها مودعة وهي تقول له سااتصل بك غدا اذن لاعرف ماذا فعلت.
فتحت سيارتها لتركب وهي تسمعه يقول سهيلة هاتفيني عندما تصلي شقتك حتي اطمان عليكي لوحت له بيديها وههي تهز راسها موافقة .
اما هو فماان اطمان انها تحركت بسيارتها حتي التفت الي زميله الذي كانت عيناه تتابع سهيلة هو الاخر باهتمام ليتحركا سويا ليبدا انس بداية جديدة في حياته وحياة أسرته .
اما سهيلة فكانت تجاهد نفسها حتي لا تستغرق في ذكرياتها وتانيبها لنفسها الذي كادت تستسلم له ,مقابلتها مع انس علي الرغم من سعادتها برؤيته لكنها اعادت لها ذكريات اليمة حقا زفرت بحرارة وهي تشغل المسجل تستمع الي الاخبار علها تشغل عقلها فيكف عن اقحام تلك الافكار السوداوية في عقلها .

استغفر أحمد فور سماعه صوتها تلقي التحية زفر بضيق وتجاهل رد التحية وأكمل مايفعله وهو يقول لها :للأسف أنا غير متفرغ اليوم تستطيعي تركه وغدا ان شاء الله في نفس الموعد تستطيعين أخذه .
بدت وكأنها لم تسمعه وهي تجلس علي الكرسي المقابل له وهي تقول بدلال :من الممكن أن أنتظرك حتي تنتهي من عملك وتبدأ به ,فأنا لا أستطيع الاستغناء عنه لغد .
قطب حاجبيه بضيق هذه المرأة أصبحت تعصبه بأسلوبها المكشوف وتخرجه عن طوره وهدوئه المعتاد سألها بسخرية :ومامشكلة الجهاز هذه المرة ؟
مطت شفتها بدلال وهي ترد عليه بنفس الدلال :برنامج التشغيل لا يعمل يبدو انه بحاجة لاخر جديد .
ابتسم بتهكم فجهازها كل ثلاثة أيام يحتاج لبرنامج جديد ,هم بأن يقول لها أن تتركه كما أخبرها من قبل ولكن قاطعه دخول محسن الذي دائما ينتهز فرص وجودها هنا ليجلس يسامرها ويتقرب منها .
تجاهل كلاهما والحديث الدائر حوله وانهمك في العمل علي الجهاز الذي أمامه ,انتبه علي صوت هاتفه بالنبرة المخصصة لأمه ففتح الهاتف وهو يقول لها :كيف حالك ياامي ؟
أتاه صوت والداته وهي تحمد الله وتسأله عن مكانه ليرد عليها بأنه بالمحل وسوف يمر عليها بعد اغلاقه ,أستمع الي والداته وهي تخبره أنه لا داعي وانها في الطريق الي بيته لتجلس قليلا مع زوجته ريثما يأتي قبل أن تغلق الهاتف .
قام بسرعة يجمع أغراضه وهو يقول لها :ان شالله غدا في نفس الموعد يكون جهازك أنتهي انا الان سأغلق المحل .
تعجب محسن من تعجله فساله بنبرة قلقة :خيرا ياأحمد هل هناك شئ ؟
نفي أحمد وهو مازال علي تعجله وهو يشير اليهم للخروج حتي يتمكن من اغلاق محله :لا يوجد شئ أمي فقط ستأتي لزيارتي وسأذهب لأجلس معها .
ثم ألقي السلام وانصرف مسرعا .
تطلعت اليه وهو يمشي بخطوات سريعه قبل أن يقاطع تأملها صوت محسن وهو يسألها :هل تسكنين بالقرب من هنا يافاتن ؟
تطلعت اليه باستخاف تعرف نوعه جيدا رجل يجري وراء كل تاء تأنيث يقابلها ,ولكنها تحتاجه الان لتجمع معلومات حول ذلك الغامض الذي يصدها دائما ,هزت رأسها نفيا وهو ترد علي سؤاله :لا ولكن خالتي تقيم بالقرب من هنا وأجلس معها كثيرا هذه الأيام لظروف مرضها ,ثم أردفت تسأله باهتمام:هل أحمد لديه أولاد ؟
هز رأسه نفيا ,فانعشتها الاجابة خصوصا أنها عرفت منه في المرة الماضية انه متزوج منذ ثلاث سنوات ,عاودت سؤاله :هل والدته تقيم بالقرب من هنا ؟
هز رأسه بالايجاب وهو يشير بيده الي احدي الشوارع الجانبية القريبة: انها تسكن هنا في هذا الشارع .
لمعت عيناها وهي تستأذن منه لتنصرف ,فكرت ان التعرف علي والداته سيكون أمر جيد لما لا ,لعله السبيل الي الوصول اليه ,فهو يصدها بقوة ولا يترك لها أي مجال للتقرب منه ,هتفت بداخلها تتوعده "لنري من منا سيربح في النهاية ياأحمد ,أنا ام أنت "
كان أحمد يسير بسرعة يتمني أن يصل قبل والدته ,والداته الحبيبة يعرف انها تحبه وتتمني له الخير كما أنه متأكد أيضا من أنها تحب نوران ولكنها دائما تفتح موضوع تأخر الحمل وأنها تود أن تفرح بأبنائه ,وبالطبع هذا الموضوع الحديث فيه يؤلم نوران بشدة ,زفر بضيق وهو يدعو الله من كل قلبه أن يرزقه الله قريبا بطفل يقر به عينه وعين زوجته .
كانت نوران منهمكة بالحديث مع أمجد فمنذ اخر مرة تقابلا في عيادة الطبيب لم تعد تكفيهم المراسلات الكتابية التي يكون مضطرا اليها اذا كان يحادثها من البيت ,أما عندما يكون في الخارج يتواصلا بالهاتف ,كانت تستمع لرجائه وهو يطلب منها أن تقابله في أحد المطاعم لقد أشتاقها كثيرا وأشتاق للحديث معها ولم تعد تكفيه هذه المكالمات
زفرت بضيق وهي تسمعه فكل مكالمة يطلب منها نفس الطلب وهي بالطبع ترفض ,قالت له بهدوء :أمجد تعرف أنه من المستحيل أن أقابلك ماذا لو رانا أحد ,ماذا لو عرف زوجي ,ستكون كارثة ,انا اسفة صدقني أتمني بالفعل لوخرجت وقابلتك ولكن صدقني لا أستطيع .
تعالي صوته من الجانب الاخر وهو يحاول اقناعها :سأختار مطعم بعيد للغاية عن مسكنك لا تقلقي .
تأففت من الحاحه فوقت المكالمة كل مرة يضيع في نفس الموضوع ,ردت عليه بصبر :وماذا أقول لزوجي ,لا يوجد مبرر للخروج في مكان لا يعرفه بدون سبب قوي .
هتف بها :قولي له سأذهب لمقابلة صديقة ,او أنك ستذهبين للتسوق,تستطيعين ايجاد أي حجة نوران
تعالي صوت جرس الباب فقطبت نوران حاجبيها بحيرة من سيأتي في هذا الوقت أحمد معه مفاتيحه وعلاقتها بجيرانها سطحية للغاية ,أسرعت باغلاق المكالمة مع أحمد ثم مسحت سجل الاتصالات واتجهت مسرعة للباب الذي يتعالي رنينه .
دهشت وهي تفتح الباب عندما وجدت حماتها فهي لم تقل لها أنها سوف تأتي للزيارة ,ابتلعت دهشتها وهي تفسح الطرق لحماتها وهي ترحب بها قائلة:مرحبا خالتي تفضلي ,ماهذه المفاجئة السعيدة .
جلست حماتها علي المقعد وهي تقول لها :أتيت للاطمئنان عليك انتي وأحمد ,أنت لم تأتي منذ فترة طويلة عندي ,لماذا لا تأتي مع أحمد ؟
هتفت في أعماقها أهرب من الحضور فكل مرة تؤلميني بالحديث عن الحمل وتأخره دون أن تراعي حساسية الموضوع بالنسبة لي .
كلام تتمني أن تقوله لها مباشرة ولكن مالبيد حيلة لا تستطيع ,فردت عليها: عذرا خالتي دوما أحمد يمر عليكي بعد عمله فأكون غير متواجدة معه ,ان شالله أتفق معه يوم اجازته ونأتي اليك سويا .
هتفت بها بلهفة :طمئنيني ألا يوجد جديد ؟
تطلعت اليها نوران بألم لم تستطع اخفاؤه بالطبع هي ليست بحاجة لسؤالها عن مقصدها فهي تفهمه جيدا زفرت بضيق وهي ترد عليها :لم يشأ الله بعد ياخالتي كما تعلمين الطبيب أخبرني أنه لا توجد أي موانع عندي أو عند أحمد تعيق الحمل ,ادعي لنا وان شالله يرزقنا الله قريبا .
تنهدت حماتها بضيق وهو تقول لها :لماذا لا تذهبي لطبيب اخر ,ربما تجدي عنده الحل ,ثم أردفت برجاء :انتي لا تعلمين كم أتوق لحمل طفل أحمد أخشي أن يحين أجلي قبل أن تكتحل عيناي برؤية حفيدي .تمالكت نوران نفسها حتي لا تنفجر أمامها بالبكاء فالحديث عن تأخر حملها يؤلمها بشدة فغمغمت بخفوت :أطال الله عمرك خالتي .
وأستاذنت حتي تجهز لها شئ تشربه ,لم تستطع أن تقاوم فور دخولها المطبخ فسالت دموعها وهي تردد بألم :وأنا والله أتوق لحمل طفلي ,أتوق بشدة .
انتبهت علي صوت الباب ووهو يفتح فحمدت الله علي مجئ أحمد فحماتها لن تتوقف عن الحديث عن الحمل ماداما بمفردهما وأسرعت تمسح دموعها ,وهي تلمحه يدلف الي المطبخ قبل رأسها وهو يلمح دموعها التي تحاول مسحها لم يكن بحاجة لسؤالها فهو يعرف جيدا السبب .
سألته بخفوت :هل أجهز لك الطعام ؟
هز رأسه نفيا وهو يتحرك ليرحب بأمه :فقط كوب من الشاي .
قبل يد أمه وهو يجلس بجانبها ويقول لها :أنرتي البيت ياأمي ,لماذا لم تخبريني ,كنت مررت عليك وأتينا سويا .
ابتسمت بحنو وهي تطلع الي وجهه :لم أرد أن أعطلك عن عملك ياحبيبي ,كيف حال عملك يابني ؟
دخلت نوران تحمل صينية بها بعض المشروبات والحلويات فأسرع يحملها عنها وهو يرد علي أمه :بخير حال ياأمي الحمد لله ,أصبحت الزبائن تأتي لي من كل مكان بفضل دعواتك .
دعت له بصدق أن يوسع رزقه ويبارك فيه قبل أن تردف :كنت قبل مجيئك أتحدث مع نوران عن الحمل ,خذها بني واذهبا الي طبيب اخر ,تعرف هبة جارتنا أعطتني اسم طبيب جيد للغاية لقد كتبت لي اسمه سأعطيه لك .....
قاطع حديثها برفق وهو يقول لها :لقد ذهبنا الي عدة أطباء ياغالية كلهم أجمعوا أنه لا مشكلة ,نحن اطمأنا وانتهي الأمر بالنسبة الينا فقط ننتظر رزق الله لنا وأنا علي يقين أنه لن يتاخر باذن الله
حاولت والداته الاعتراض فسألها عن اخبار والده واشقاؤه ليليهها وبالفعل استجابت له في الحديث .
أستاذنت بعد قليل منهم لتلحق بموعد رجوع زوجها من العمل ,ماان أغلق أحمد الباب خلفها بعد أن اصرت عليه ان لايذهب لتوصيلها ويستريح ,حتي انهار تماسك نوران التي ظلت صامته معظم الوقت ,فهرولت الي حجرة المعيشة وأغلقت خلفها الباب بالمفتاح حتي لا يدخل أحمد ,ظل أحمد يطرق علي الباب عدة مرات حتي يأس من أن تفتح له ,فانصرف الي حجرته بقنوط منتظرا أن تنتهي نوبة بكائها ,أغلق عينيه بألم يعلم أن هذا الموضوع يؤلمها ولكن ماذا يفعل انها أمه .
أما هي فكانت منهارة بالبكاء ,لماذا لا يتركها الناس بحالها ,لماذا لا يصمتون ,انهم يذبحونها بكلماتهم وتمتمات الشفقة التي تسمعها منهم ,والحكايات التي لا تنتهي عن العروس التي تزوجت معها وعندها الان ثلاث أبناء ,لقد سئمت منهم جميعا .
انتبهت علي صوت رسالة لتجده أمجد فأسرعت تكتب اليه بتهور :موافقة علي أن أقابلك ,حدد الموعد .
نعم ستقابله وليحدث مايحدث عل مقابلته تنسيها بؤسها
أنتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-20, 11:12 AM   #17

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع

جالسة في مكتبها تتجهز للاجتماع القادم التي تعلم مدي أهميته ,سيناقش اليوم مديرها فكرته مع مجلس ادارةالشركة بتفاصيلها ,تثق انهم سيوافقوا هذا الرجل ساحر لديه منطق رائع في الاقناع , بالتاكيد سيستطيع اقناعهم خصوصا مع منطقية فكرته ,انتهت من الاوراق التي طلبها منها فنهضت للتوجه الي غرفته وطرقت باب الحجرة برفق ودلفت ماان سمعت الاذن بالدخول ,رفع رأسه اليها ماان سمع تحيتها ليسالها باهتمام :هل انتهيت ؟
أومأت براسها وهي تعطيه مما في يدها فأشار اليها بالجلوس وهو يراجع الاوراق التي انتهت منها قبل ان يزفر براحة وهو يضعها في الملف أمامه قبل أن ينهض وهو يسالها :هل أنت جاهزة ؟
سألته بلهفة :هل سأحضر معك الاجتماع ؟
أومأ برأسه لتتبعه بحماس طفلة ترغب في التعلم والاستفادة من خبرات مديرها التي توقن انه مميز للغاية في مجال عمله . سألته بفضول :هل أنت قلق ؟
تطلع اليها بدهشة وهويرد سؤالها بسؤال :ولماذ أقلق ؟
أجابته بحماس :من الطبيعي أن تقلق مجلس الادارة مجتمع بكامله لمناقشة فكرتك .
رفع رأسه بثقة رأتها غرور وهو يقول لها :أشعر فقط بالاثارة والحماس وهو شعوري الدائم تجاه كل مشروع أو عمل جديد أقدم عليه .ضحكت من رده وهو تغمغم بخفوت :مغرور .
نظر اليها باستياء وهو يردف :سمعتك ,أحمر وجهها فلم تتخيل أنه سيسمع همستها وقبل أن تفتح فمها لتعتذر أردف :هناك فرق بين الثقة والغرور سهيلة,أنا أثق في نفسي وأفكاري وعملي ,ثقتي نابعة من دراستي المستفيضة للمشروع لكل نقطة فيه ,للتحديات والعقبات التي من الممكن أن تواجه المشروع ,هذه ثقة وليس غرور .
أحمر وجهها أكثر مع كلماته وهي تغمغم بخفوت :اسفة مستر نيهان حقا لم أقصد .
تطلع اليها قبل أن يقول :لم أقل هذا حتي تعتذري ,بل حتي تتعلمي أن تكوني واثقة في عملك ثقة نابعة عن علم ودراسة وليس عن جهل وحماقة.
هزت رأسها وهي تجلس بجواره في قاعة الاجتماعات بالشركة ثم نظرت الي ساعتها لتجد الوقت مازال مبكرا فقالت له :أتينا مبكرين ربع ساعة كاملة ,ثم سألته بفضول :لماذا تركت عملك في شركتك السابقة ؟
تفاجأت بشروده مع سؤالها ولمحة حزن ظهرت جلية علي ملامحه ,شعرت بالارتباك وانها تخطت حدودها قليلا بهذا السؤال فغمغت :اسفه لم يكن من المفروض أن أسال هذا السؤال .
انتبه علي غمغمتها فالتفت اليها وتطلع اليها بنظرة غريبة لم تفهمها قبل أن يقول لها :يوما ما سأجيبك علي هذا السؤال ,ولكن ليس الان ,لم يحن الاوان بعد.
تطلعت اليه بدهشة من رده الغريب ونظرته الأغرب ,حدثت نفسها "هذا الرجل غريب الأطوار حقا "
انتبهت علي توافد أعضاء مجلس الادارة لتعتدل وهي تشعر بالحماس ,التفتت اليه لتجده جالسا بهدوء وثقة ,فعادت تحدث نفسها "غريب الأطوار ولكنه عبقري في عمله "
ارهاق شديد شعرت به وصداع بعد اجتماع دام لأكثر من ساعتين ,التفتت اليه وهو يسير بجوارها لا يبدو عليه أي أثر للارهاق ,جلست بارهاق مقابله علي الكرسي بكافتيريا الشركة ,طلبت قهوة مثله ,قبل أن تعتدل بحماس وهي تهتف : كنت رائع اليوم ,مقنع جدا ,كل سؤال او تخوف طرحوه أجبت عليه وأقنعتهم به ,ثم غمغمت بانبهار :كيف أستطعت تجميع كل هذه التفاصيل والمعلومات
ابتسم بثقة لا تليق الا به :انه عملي الذي أعمل به منذ سبعة عشر عاما .
ابتسمت وهي ترتشف من قهوتها قبل أن تسأله :ماذا تتوقع هل سيوافقوا علي مقترحك ؟
هز كتفيه وهو يشير اليها باصبعه :اذا كانوا يفكرون جيدا في تطوير عملهم والاتجاه لتأسيس شركة عالمية منافسة بالطبع سيقبلون ,اما اذا كان طموحهم مجرد شركة محلية صغيرة لن يقبلوا ,وأتوقع أن يقبلوا رئيس مجلس الادارة شخص طموح وذكي لن يفوت فرصة كهذه .
أسترخت في مقعدها وهي تستمع لكلامه ,ساد الصمت بينهما لحظات وكلاهما يحتسي قهوته بهدوء قبل أن يقول لها :تبدين مرهقة سهيلة .
هزت رأسها وهي ترد عليه :الاجتماع كان طويل ومرهق أشعر بالصداع .
ظللت لمحة حنان عينيه وهو يسألها لها :هل أجلب لك مسكن للصداع ؟
شعرت بالاحراج مع نظرته فأومات بالنفي وهي تغمغم بخفوت :شكرا القهوة تكفي ,ثم نظرت الي ساعتها وهي تقول له وهي تستعد للنهوض :سأذهب الي المكتب لاكمال العمل .
قال لها بحزم :اجلسي سهيلة مديرك اعطاكي نصف ساعة راحة بعد اجتماع طويل ومرهق .
اعتدلت في مقعدها وهي تشعر بالاحراج من أن تشاركه الجلسة لنصف ساعة كاملة بدون وجود أي أحد من زملائهم كما اعتادت .
سألها بخفوت وهو يحاول اتباع نصائح شارو وشامان من أن يبتعد عن أسئلته المباشرة الشخصية حتي لا يثير حفيظتها وتهرب من أسئلته :لماذا اتيت للعمل هنا سهيلة وتركت بلدك ؟ألم تجدي عملا في بلدك يناسب طموحاتك .
شردت للحظات موقنة انها لا تستطيع اجابته علي سؤاله بااجابة حقيقية كامله ,فغمغت بخفوت :بعد وفاة والدتي شعرت بالاختناق ورغبت بالهروب.
صمت محترما صمتها وهو يدرك أن سؤاله بالتأكيد أثار حزنها ,لكن فضوله كان أقوي وهو يعاود سؤالها :ولكن ألم يكن الأمر صعبا عليك وعلي شقيقتك الوحيدة ,كيف استطعتي أخذ هذا القرار الصعب بالانتقال لبلد أخري والعيش فيها ؟
تطلعت اليه بدهشه لحظات من تذكره انها لها شقيقة ولكنها ابتلعت دهشتها وهي تجيبه :كان قرار صعب للغاية أعترف بذلك ,لقد صدمت سمر للغاية بقراري ,خصوصا بعد وفاة أمي أصبحت انا عائلتها الوحيدة فلقد توفي أخي وشقيقي منذ سنوات طويلة ,ولكنها استوعبت بعد فترة احتياجي لهذا الابتعاد ,وتأقلمت عليه كما تأقلمت أنا .
نظر اليها بحنان لم تنتبه اليه وهي غارقة في شرودها وذكرياتها ,قبل أن تنتبه علي حديثه ,فتغمغم معتذرة أن يعيد كلامه لانها لم تنتبه لما يقوله ,فهز رأسه بتفهم وهو يعيد كلامه :سمعت كثيرا عن بلدك أتمني أن أزورها يوما ,انها غنية بالكثير من الاثار التاريخية التي ؟أتطلع لزيارتها يوما ما.
ابتسمت ابتسامة ملونة بالحنين لوطنها الذي فارقته منذ ثلاث سنوات وهي تقول له بنبرة مبتهجة :بلدي ساحرة ستقع في سحرها اذا أتيت ,ومدينتي أكثر سحرا ,انها مدينة ساحلية بحرها شديد الجمال ,لم أر أروع منه في حياتي ولن أري ,كنت أحب كثيرا التمشي علي الشاطئ كل ليلة .
أستغرقت في الحديث عن وطنها بشكل أمتعه لأول مرة تتحدث معه بهذا الانطلاق بدون حواجز سمح لنفسه بحرية تأملها وهي تتحدث بهذا الشغف عن وطنها ,وجه أسمر وعيون سوداء واسعة ورموش طويلة وكثيفة ,وفم وأنف صغيرين للغاية تذكره بعرائس الباربي وجسم صغير يميل للامتلاء بشكل محبب ,كانت فاتنة في نظره ,طموحة وذكية وسريعة التعلم مع قالب من الحشمة في تصرفاتها يعجبه .كانت تعجبه للغاية يعترف لنفسه بهذا فدوما كان صريح مع نفسه وكان يتحين الفرص للتقرب منها ولكن يبدو ان طريقته الاولي كانت خاطئة ولكنه صبور سيقترب منها علي مهل حتي يصل الي هدفه .
ابتسم وهو يقول لها مشاغبا :ماهذا العشق للبحر ياسهيلة .
هتفت به بااستنكار :هل هناك أحد لا يعشق البحر .
ابتسم لها وهو يقول :أنا أحب البحر ولكن اذا وضعت في اختيار بين البحر والطبيعة أختار الطبيعة .
تذمرت وهي تغمغم :وكأن البحر ليس جزء من الطبيعة
ضحك بمرح وهو يقول :بالطبع البحر جزءمن الطبيعة ولكن ماأقصده هو الطبيعة من حولنا أنا أحب كثيرا الجلوس في الحدائق ,أحب منظر الخضرة والسماء من حولي , ومنذ أتيت الي هنا احببت كثيرا الطبيعة الجبلية ومنظر الرمال من حولي والتخييم في الصحراء .
ابتسمت وهي تشاهده يتكلم بهذا الحماس ,كان رجلا مختلف عن أي نمط التقته من قبل ,لم تستطع ايجاد وصف ملائم له أكثر من كونه رجل ينبض بالحياة ,يفعل كل شئ أمامه بشغف وانطلاق .
ابتسمت وهي تستمع لحديثه الحماسي قبل أن ترد عليه :أنا احب ايضا منظر الطبيعة الخضراء يشعرني كثيرا بالراحة ولكن لا أحب منظر الطبيعة الجبلية ,يشعرني بالكابة الشديدة .
رد عليها بوعد تعجبته :يوما ما ساخذك الي رحلة جبلية وستكتشفي بها جمالا لا تتخيليه .
ابتسمت بارتباك ثم قالت له :لقد تأخرنا كثيرا أمامنا عمل كثير .
أشار اليها بيده وهو يردف :انصرفي أنت اذا أحببت ,سأتناول أنا كوب اخر من القهوة ثم ألحق بك
أشارت له بتحية قبل أن يستوقفها وهو يقول لها :أشكرك كثيرا سهيلة أستمتعت كثيرا بالجلوس معك .
أحمر وجهها تلقائيا وهي تهز رأسها بلا معني وهي تنصرف سريعا وقلبها يخفق بقوة من كلماته .
أما هو فكان يشعر حقا بالسعادة لأول مرة يشعر أنه يسير علي الطريق الصحيح اليوم ,فتح هاتفه ليرسل الي شارو وشامان ملصق رجل يرقص مبتهجا قبل أن يطلب قهوته ليشربها هذه المرة بمزاج سعيد مختلف ومبتهج

أطلت من عينيه نظرة عاتبة وهو يراها تدخل الحجرة بعد ليلة كاملة قضتها تحبس نفسها في حجرة المعيشة ,أقترب منها وهو يسألها بخفوت :كيف حال حبيبتي هذا الصباح ؟
هزت رأسها وهي تجيبه بخير ,دقائق وأجهز لك الافطار .
جذبها لحضنه وأخذ يربت عل ظهرها بحنوه المعتاد ,لم يتكلم لم يقل لها شيئا ,كان يعلم أن اي كلمة ستفجر الامها من جديد ,كان يريد أن يخبرها بحضنه أنه دوما معها ,انها فقط من يريدها ,أنه لا يكتمل بسواها .
أستسلمت لأحضانه قليلا قبل ان تبتعد وهي تمسح دمعة غافلتها وفرت من عينيها ,أستجمعت شجاعتها فبرغم تهورها بالامس وارسالها الرسالة لامجد مساء الا انها الان ادركت اي ورطة ورطت بها نفسها ,كادت أن تعتذر له في الصباح ,لكنها شعرت انها بحاجة الي هذا اللقاء بداخلها مشاعر سلبية شديدة تخنقها تعلم ان مقابلتها لامجد ستساعدها في التخلص منها .
تنحنحت وهي تقول لاحمد :أود أن أخرج اليوم مع صديقتي
تطلع اليها بدهشة فمنذ زواجهم منذ ثلاث سنوات تقريبا وعلاقتها بصديقاتها تكاد تكون منعدمة فترجم دهشته لسؤال :أي صديقة هذه نورا لم اراكي تخرجين مع أحد منذ أن تزوجنا.
أنفعلت وكذبها علي زوجها يزيد من توترها :أنا هنا أجلس كل يوم بمفردي طوال اليوم وانت مشغول في العمل ,هل ستحرمني أيضا الخروج مع أصدقائي .
نظر اليها بعتاب ولولا حالتها النفسية لعاتبها بالفعل ثم قال لها :أنا لا أريد حرمانك من الخروج نورا ,فقط أريد الاطمئنان عليك ومعرفة من هذه الصديقة التي ظهرت فجأة .
توترت أكثر وشعرت بأنفاسها تضيق من الكذب الذي لم تعتاد أبد استخدامه في حياتها وردت عليه بخفوت :أحدي صديقاتي في عملي القديم ,لا تقلق أنها انسانة جيدة عملنا معا مايقارب الثلاث سنوات .
هز رأسه وبداخله يشعر بالقلق لا يدري سببه ولكنه أدرك أنها ربما بحاجة بالفعل الي صديقة في هذه اللحظات خصوصا بعد انغلاقها علي نفسها ونئيانها عنه,هز رأسه وهو يقول لها :كما تشائين يانورا اذا كان هذا سيسعدك فافعليه .
ظهر احباط شديد علي وجهها كانت تتمني أن يرفض ويغلق هذا الباب بوجهها لتقول لامجد وقتها ان زوجها رفض ولا يعود لالحاحه من جديد ,هي تشعر الان انها ورطت نفسها بشدة ,خفق قلبها بقوة وهي تسمعه يقول لها: أجهزي الان لنفطر سويا ثم أوصلك الي مكان صديقتك .
تلجلجت وهي تقول له:ليس هناك داعي لان تعطل نفسك أذهب أنت لعملك انا ساخذ سيارة اجرة وأذهب .
_ليس هناك عطلة حبيبتي هيا سأوصلك هيا تجهزي .
شعرت انها محاصرة وهو يبدوا مصرا علي توصيلها فلم تجد سوي عصبيتها مخرج وهي تقول له بنزق وبصوت عالي :هل أنا طفلة حتي توصلني ,انا أستطيع ان أذهب بمفردي ,ليس من المعقول كل مكان أذهب اليه تكون معي ,أنا مللت حقا من هذا الأسلوب .
غضب هائل ظهر في عينيه أفزعها فأحمد برغم هدوئه الشديد الا أن غضبه شديد ,أغلق عينيه لدقيقة يحاول ان يستجمع نفسه فلا يؤذيها بكلمه في غضبه قبل أن يفتح عينيه ليقول لها ببرود وهو يشير لها بأصبعه :ساتجاوز عن صوتك العالي وأسلوبك هذا الان لعلمي انك قضيت ليلة سيئة ولكن اياك أن يتكرر هذا الاسلوب مرة اخري ,ثم أشار لها بيده وهو يتجه للباب :ااذهبي أيتها الكبيرة كما تشائين بمفردك .
أسرعت اليه قبل ان يغلق الباب وفي عينيها نظرة أسف حقيقة وهي تعتذر له بخفوت: اسفة أحمد لم أقصد سامحني .
هز رأسه بلا معني وهو يغلق الباب ,فأغلقت عينيها وهي تستند بظهرها للباب وهي تشعر بأسف حقيقي لانها أغضبته بأسلوبها الناجم عن توترها بشدة من تفكيرها في مقابلة اليوم ,انتبهت علي رنين الهاتف لتجده رقم امجد الذي تحفظه عن ظهر قلب وبالطبع لم تسجله باسم حتي لا ينتبه أحمد,فتحت الهاتف لتسمع صوته الملهوف :نورا ,مالاخبار هل وافق؟
زفرت بقلق وهي ترد عليه :وافقو ولكني غير مطمئنة ياامجد ,أشعر بالقلق من أن يرانا أحد ,لن أستطيع أن أحضر .
أستمعت لكلامه المعترض وهي تهز رأسها بحيرة مع ضغطه عليها واستمراره بالكلام والتعبير عن اشتياقه للجلوس والتحدث معها وجها لوجه .
شعرت بنفسها تضعف مع كلامه والحاحه خصوصا مع موافقة احمد الذي سيستغرب بالتاكيد عدم نزولها بعد ان اعطاها موافقته فأسرعت تقول له :حسنا ولكن لن أتأتخر هي ساعة فقط .
سمعت صوته المبتهج بموافقتها فأسرعت تغلق الهاتف لتبدأ في التجهز سريعا وقلبها يخفق بقوة ترقبا واثارة وقلقا .
تصلبت زهرة وهي تسمع صوت أمجد الذي كان ينهي مهاتفته تزامنا مع خروجها من الحمام هتفت به بغضب :مع من كنت تتكلم أمجد ؟
نظر اليها بدهشة من انفعالها الغريب وهو يرد عليها بغضب مماثل :ولماذا تسألين هل مطلوب مني ان اعطيك تقرير بكل من أحدثه .
عادت تهتف به بغضب :أسال عندما أجد زوجي يهاتف أمرأة ,من هذه المرأة التي كنت تحدثها ,لا يوجد عندك زميلات في عملك ,لقد سمعتك تناديها نورا .
أرتبكت ملامحه بشكل ملحوظ لعينيها مما أكد شكوكوها هي لم تستمع الا عبارته الاخيرة وهي يقول للطرف الاخر مع السلامة نورا .
نظرت اليها ببرود مكتفة ذراعيها منتظرة اجابته التي لم تتأخر وهو يقول لها بغضب :هل الثقة منعدمة بيننا الي هذا الحد ,هل كنتي تتجسسين علي ؟
نظرت اليه ببرود :انا لم أكن أتجسس عليك لقد سمعت عبارتك الاخيرة وأنت تودعها ولم أتعمد هذا ,من هذه المرأة .
تنفس بارتياح وهو يحمد الله داخله أنها لم تستمع الا للعبارة الاخيرة فقد كان يراقب الحمام وهو يتحدث بصوت خافت مع نورا لذلك تفاجئ انها سمعت حديثه ,لذلك نظر اليها ببرود مماثل لبرودها زهو يقول لها بسخرية :سلامة أذنك يازوجتي العزيزة لقد كنت أحادث نور صديقي ,من أين أتت نورا هذه,أتمني يازوجتي العزيزة أن أجدك أكثر ثقة بي وبحبنا أكثر من ذلك .
تطلعت اليه بشك ينهشهها خصوصا مع هروبه الان وهو يقول لها :طرأ لدي أمر مهم يجب أن أتحرك الان .
هرب من أمامها قبل ان تقول أي كلمة أخري ,راقبت هروبه وهي تستشعر بحدسها الانثوي أنه ذاهب لمقابلة أمراة ,هي متأكدة أنها سمعت الاسم نورا ,ارتبكت لحظه وهي تقول لنفسها ربما بالفعل كان يقول نور أن الاسمين متقاربين للغاية .أغمضت عينيها وهي تعيد رأسها للوراء ودموعها تنسال علي وجهها بصمت وهي تسال نفسها هل أخطأت برهانها علي أمجد ؟هل سيخذلها أمجد ؟
أجهشت بالبكاء وهي تستشعر بالشكوك تعربد بداخلها مثيرة عواصف من الالام داخلها ,ليتها فقط تتيقن ,عندها ان تأكدت انه بالفعل يخونها ستتركه غير باكية عليه فلقد أحرق جميع سفنه معها .
أنتبهت علي صوت الهاتف لتجدها مكالمة من سهيلة ,غمغت بخفوت :وكأنك تشعرين بي ياصديقتي فتحت الخط وهي تقول لها بخفوت :سهيلة كيف حالك أشتقت اليك كثيرا ياصديقتي ؟
تعالي صوت سهيلة القلق من صوت زهرة :ماذا بك يازهرة هل أنت مريضة ؟
تعالي نحيب زهرة مما اقلق سهيلة أكثر وهي تهتف بها :ماذا هناك يازهرة ؟هل عمي وخالتي بخير ؟
ردت عليها بخفوت :كلنا بخير ياسهيلة لا تقلقي ,انا فقط أشعر أشعر تلجلجت بكلامها الاخير وكان الكلمة ستذبحها ان خرجت
تعالي صوت سهيلة القلق :زهرة افتحي الكاميرا أرجوك بماذا تشعرين طمئنيني مابك
فتحت الكاميرا لصديقتها وهي ترد عليها :أشعر أن أمجد يخونني
صدمت زهرة بمنظر زهرة المنهار ,فزهرة دوما كانت قوية ,لا تحب البكاء ,تعتبره ضعفا لا يليق بها ,وساعدهاعلي ذلك والدها دوما كان يغذي فيها هذا الجانب أن تكون قوية متحملة للمسئولية لا تضعف ولا تبكي ,كانت ابنة وحيدة لوالدين حرما من الانجاب لسنوات طويلة قبل أن يهبهما الله زهرة بعد عشرون عاما من الزواج ,كانت بالطبع فرحتهم بالغة ولكن قلقهما كان كبيرا عليها ليس لها اخوة وهما بسن كبير ,مما دفع والديها رغم دلالهما المفرط لها بطبيعه الحال ان يغذوا عندها جانب الاستقلالية الشديد والاعتماد علي النفس والقوة فنشات بالفعل زهرة كما ارادا نموذج مختلف لشابة تحكم عقلها دائما علي قلبها ,قوية طموحة وحده أمجد كان نقطة ضعفها احبته بل عشقته ولم تقدر علي تحكيم عقلها فانساقت بعواطفها نحوه رغم تحذير عقلها الدائم واسرتها لكن حبها له ابي الانصياع لما يقولوه .تطلعت اليها سهيلة باشفاق وهي تلعن أمجد في سرها علي حال صديقتها التي لم تراها تبكي أبدا الا ويكون هو سبب البكاء .
سألتها بخفوت :مالذي دفعك للشك يازهرة ؟
أندفعت تروي لها سبب شكوكها ودموعها مازالت تنهمر ,مما أشعل غضب سهيلةعلي أمجد ,تطلعت الي صديقتها باشفاق التي تقول لها :هيا لوميني سهيلة ,هيا قولي انني السبب فيما يحدث لي ,لانني وافقت علي الزواج به .
ابتسمت لها سهيلة بحنان وهي ترد عليها :تعرفين انني اكثر من يعرف ان قلوبنا ليس لنا علها سلطان وانني ابدا لن الومك لانني اعرف كم تحبيه يازهرة كما أعرف ايضا انه يعشقك هو الاخر ,ترددت قبل أن تقول لها :ربما كنتي مخطئة يازهرة ربما هو بالفعل لا يخونك ,ربما كان بالفعل يحادث صديقه نور ولانك تشعرين بالشك بالفترة الاخيرة هيئ اليك انه قال نورا .أغمضت زهرة عينيها بألم مما مزق قلب صديقتها عليها وهي تسمعها تقول لها :تعرفين ياسهيلة أحيانا أشعر أنه شخص اخر غير أمجد...
بترت زهرة عبارتها مما أثار تعجب سهيلة فحثتها علي الكلام بقولها كيف شخص اخر يازهرة لم أفهمك
هزت زهرة رأسها وهي تقول لها :لا تشغلي بالك انه شئ غير مهم ,هيا أذهبي لعملك أعرف أن استراحتك علي وشك الانتهاء
شعرت سهيلة بالقلق أكثر وهي تستشعر هروب زهرة وعدم رغبتها في اكمال حديثها بعد عبارتها الاخيرة فسألتها بحذر :هل هناك ماتخفيه عني زهرة .
هزت زهرة رأسها وهي تقول لسهيلة :لا ,أنا أصبحت أفضل لا تقلقي علي سأذهب لاعمل علي بحثي وانتي اذهبي لعملك ,مع السلامة سهيلة .
أغلقت سهيلة الهاتف بملامح واجمة وهي تشعربانقباض لا تدري سببه ,زفرت بمرارة وهي تتمني ان تكون صديقتها مخطئة فلو بالفعل أمجد يخون صديقتها فزهرة ستنهار انهيار شديد ربما لن تستطيع العيش بعده أبدا ,انتزعها من شرودها صوت نيشان وهي يسالها :لم ارك في استراحة الغذاء ,أين كنت ؟
التفتت اليه وهي ترد عليه :كنت أحادث صديقتي .
مشيا سويا باتجاه المكتب وهو يعاود سؤالها :هل هي صديقتك من بلدك ؟
اومات براسها وهي تجيبه :صديقتي منذ الطفوله وجارتي ,كنا معا منذ الصف الاول الابتداائي في نفس الصف والمقعد طوال سنوات الدراسة ,أحبها مثل شقيقتي ,تفهمني أكثر من نفسي أحيانا .
ابتسم وهو يقول لها :أنت محظوظة بصداقة كهذه سهيلة ,انها صداقة العمر كله ,ثم سألها بفضول :ألا تفتقديها ؟
هزت رأسها بأسف وهو ترد عليه :أفتقدها كثيرا جدا ,ولكن نتحدث بشكل يومي ونري بعضنا عن طريق الكاميرا .
وصلت لمكتبها فاستئذنت منه لتدلف لمكتبها ورأسها مشغول للغاية بزهرة .
وصلت نوران الي المطعم الذي أرسل اليها أمجد موقعه وقفت خارجه وقلبها يدق بعنف تستشعر لأول مرة منذ علاقتها بأمجد أنها تسير الي هاوية تجذبها اليها يوما بعد يوم,شعرت بخوف شديد يكتنفها تدرك انها بدخولها الان الي المطعم تخطو في طريق علاقتها بأمجد خطوة شديدة الخطورة ,ابتلعت ريقها وهي تصبر نفسها أنها تجلس في مكان عام وأنها لن تفعل شئ سوي فقط تبادل الحديث مع أمجد في اطار من الصداقة يريحها ويعطيها طاقة ايجابية لتستمر في حياتها الروتينيه الفارغة من اي اثارة ,لتعود وتلوم نفسها بخوف وماذا لو عرف أحمد ؟ماذا لو رأك الان ؟ماذا لو قال لامك ؟هل سيتفهموا علاقتك البريئة بامجد ام سيوصومك بوشم الخيانه ,تلهث مع الخاطر الاخير وهي تجاهد لاستنشاق الهواء وهي تهدئ نفسها ومن أن سيعرف أحمد أنت في مكان بعيد لن يراك فيه ابدا وهو دائما لا يخرج فقط يذهب للعمل والبيت ,ترددت وهي تستشعر وقفتها الغريبة التي لفتت انتباه موظف الأمن فاقترب منها وهو يقول لها بتهذيب :هل أساعدك بشئ سيدتي ؟
قبل أن تجيبه سمعت صوت أمجد من ورائها مرحبا :أهلا نورا ,تفضلي معذرة تأخرت عليك .
خطت نوران بارتجاف الي داخل المطعم وهي تستشعر انزلاقها للهاوية دون أن تستطيع منع نفسها من الانحدار للقاع .
سحب لها أمجد الكرسي بلباقة لتجلس عليه قبل أن يجلس مقابلها وهو يبتسم ابتسامته التي تسحرها وهو يهمس لها :كيف حالك نورا لا أصدق انك وافقتي أخيرا علي أن نلتقي .
ابتسمت له بارتجاف وهي تشعر بتوتر شديد يغمرها فهمه أمجد بخبرته الطويلة المتعددة مع النساء فقال يطمأنها :اطمئني هذا المكان بعيد للغاية لن تقابلي أحد تعرفيه ,حتي لو قابلنا أحد وهذا لن يحدث ممكن أن تقولي انني شقيق صديقتك أتيت لاوصلها لان المطعم بعيد وهي ذهبت للحمام ,ثم أضاف بنبرة راجية :نورا اتينا اليوم للاستمتاع برفقة بعضنا دعي الخوف الان وأخبريني ماذا تحبين أن تطلبي ؟
هزت كتفها وهي تحاول استجماع نفسها المتوترة وهي ترد عليه بصوت خافت :أختر لي أنت .
هز يده بطريقة مسرحية وهويقول لها :كما تأمرين سيدتي .
أستدعي النادل ليمليه طلبه والتفت اليها ليجدها شارده قليلا ,كانت متألقة اليوم كانت جميلة متوهجه طرازه المفضل من النساء ,حاول أن ينتقي كلماته فهي تضيق عندما يتغزل بها مع يقينه انها تستمتع بكلامه ولكنها ترتاح في ابقاء علاقتهما في اطار الحديث والصداقة :كيف حالك نورا ؟أشتقت لكلامنا معا عن قرب ,أتعرفين صديقي لديه مشكله عندما حكاها لي تذكرتك وودت أن أقابلك لاخذ رأيك بها أنا أثق في رأيك كثيرا
شعرت بالاطراء من كلامه فاعتدلت تستمع اليه بانتباه وهو يحكي عالما انه كلامه هذا سيشتت قلقها لتندمج معه بالفعل في كلامه وهي تقول له رأيها في مشكلة صديقه فالتمعت عيناه باعجاب وهو يقول لها بانبهار :اقتراحك رائع نورا ,سأخبره به ,ثم أضاف بنبرة تقطر اعجابا :من النادر أن أري أمرأة عاقلة هكذا توزن الأمور بهذا الشكل الحكيم ,أنت رائعة نورا .
أحمر وجهها مع اطرائه وهي تشعر بالسعادة والفخر من كلماته .
وضع النادل الطعام لينهمك كلاهما في الطعام ,الذي شعرت نوران أنه لذيذ بالفعل فأخبرت أمجد بذلك :الطعام لذيذ للغاية والمطعم هادئ وجميل أعجبني للغاية .
ابتسم أمجد في وجهها وهو يقول لها :بالهناء سعيد أنه أعجبك ثم سألها باهتمام :كنت بالأمس متضايقة للغاية وتبكين أقلقتيني عليك ,اخبريني ماذا حدث .
اندفعت تروي له ماحدث باالأمس وغافلتها دموعها لتنهمر وهي تحكي له فاحتوي كفها بين يديه وهو يهدئها :لا تبكي نورا بكائك هذا يؤلمني .
استكان كفها بين يديه ,كادت أن تسحبه ولكنها لا تعرف ماحدث شعرت أنها بحاجة الي هذا الدعم منه الان فتركت كفها بين يديه يحتويها .
_اتعرفي يانورا انني أتمني أنا ايضا طفل ولكن زوجتي لا تريد الان ,تريدنا ان نفكر بعد مضي عام علي زواجنا ولكنني أشتاق كثيرا لطفل .
تنهدت وهي تستشعر غرابة هذا العالم فأحدهم يكاد يموت حتي ينجب طفل والاخر يتبتر ولا يريد
انهمكا في الحديث سويا وقد نست نوران قلقها وتوترها ونسي أمجد زهرة ليستمتعا بحديثهما أشدمايكون ومازال كفها مرتاح بين يديه .
انتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-20, 11:19 AM   #18

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن
أنا قادمة ياأنس عشر دقائق فقط وأصل اسفة للتأخير ,أعطاني مديري اذن بصعوبة ,مع السلامة .
زفرت بحنق وهي تغلق الهاتف معه لقد تأخرت عليه نصف ساعة كاملة ,والسبب مديرها هذا الرجل يثير حنقها في الاونة الاخيرة بل ان صح التعبير يثير استغرابها ,طريقة معاملته اهتمامه به شئ غريب لا تفهمه ,أخذت منه اليوم الاذن بشق الانفس كان يرفض اعطائها الاذن بعد تدخله كالعادة واصراره علي معرفة السبب ,وعندما أخبرته بالسبب بدا مصمم علي الرفض بشكل غريب ظلت تتجادل معه لاكثر من عشر دقائق حتي وافق ,أوقفت السيارة وهي تتصل بأنس لينزل لها ليذهبا الي مقصدهما .
كيف حالك سهيلة ؟
قالها أنس وهو يركب السيارة بجوارها ,لتبادره باعتذارها :اسفة جدا أنس ,أعرف انك لا تحب التأخر عن المواعيد ولكن أخذت اذن بصعوبة شديدة .
قالتها بحنق شديد وهي تردف :كان مديري لا يريد اعطائي الاذن لا أعرف مابه كان مصر علي الرفض بشكل غريب .
ابتسم وهو يرد عليها:بل أنا الذي أعتذر سهيلة عن تعطيلك عن عملك بهذا الشكل ,ولكنك تعلمين البلد أفضل مني وأنا أريد استئجار سكن مناسب لسمر وللأولاد .
رمقته بنظرة عاتبة وهي تقول :ماهذا الذي تقوله ,لا توجد أي عطلة ثم سالته باهتمام :هل انتهت اجرءات اقامتك .
زفر براحة وهو يرد عليها :نعم الحمد لله استلمتها أمس ,وأخبروني انه بامكاني البدء باجراءات استقدام سمر .
حقا آ قالتها بسعادة حقيقية وهي تكمل :لا تعرف كم اشتقت لسمر أحلم باليوم الذي اراها فيه ,متي ستبدأ باجرائاتهم ياأنس ؟.
ابتسم بحنان وهو يلمح سعادتها الحقيقية علي وجهها سهيلة كسمر لديهما وجههان معبران تستطيع أن تقرأه بسهولة ,لا يجيدان اخفاء مشاعرهما ابدا ,وجوههم شفافة تماما ,زفر بحيرة وهو يرد عليها :أنا متردد للغاية يا سهيلة أود أن أبدأ فورا بالاجراءات ,ولكن تفاجئت حقا بعدم قدرتي علي استخراج الرخصة الا بعد خوض دورة تدريبية رغم معرفتي التامة بالقيادة ,وهذا يستغرق بعض الوقت ,بدأت أفكر أن أبدأ بالاجرارءات بعد استخراج الرخصة ,تعلمين هنا الحركة صعبة للغاية بدون وجود سيارة .
هزت رأسها متفهمة ثم نظرت اليه بعتاب :تتحدث وكأنني غير موجودة ,سيارتي موجودة أي شئ تريده أو تريده سمر والأولاد بعد حضورهم أنا موجودة ياأنس ,هل تظن انه لا يمكنك الاعتماد علي ؟
هز رأسه نفيا وهو يجيبها بصدق :بالطبع لا ياسهيلة ولكن فكري بمنطقية ,انتي لديك عملك الذي ينتهي في الخامسة كل يوم بالاضافة الي مديرك الذي يمنحك الاذن بصعوبة ,أنا لا أريد أن اسبب لك مشاكل في عملك ,أشعر أن الافضل أن أرسل لهم بعد أن أكون أنهيت الرخصة وأشتريت سيارة حتي نستطيع التحرك بحرية ,أنا أريد تعويض سمر عن كل الأيام الماضية ياسهيلة لقد حملت مسئولية البيت والأولاد كاملة مع ظروف عملي الصعبة .لا أريد أن تأتي هنا لأحبسها بين أربع جدران حتي أستطيع استخراج الرخصة .
ابتسمت بحنان مخلوط ببعض المرارة دوما كان أنس هكذا شديد المراعاة لسمر ,يشعرها انه يثقل عليها وهو لا يستطيع مشاركتها في اعباء الاولاد والمنزل ولا يتعامل ان هذه المسئولية واجب عليها كما تعاني معظم الزوجات ,كان أنس هكذا يفيض حنان ومراعاة لسمر ,لهذا أحبته ,نفضت رأسها سريعا لتبعد هذه الفكرة عن رأسها فهي تجاهد حتي لا تفكر بها خصوصا مع الوضع الجديد وانتقاله للعيش هنا وبالطبع مع مجئ سمر سيكون جزء من حياتها لا تستطيع الهروب منه ,"لماذا لا تسألها ياأنس ,اشرح لها الوضع كله ,وأترك لها حرية الاختيار ,خصوصا أن المدارس كما أخبرتني تم قبول الأولاد فيها بشكل مبدئي وهذا سيخفف من ضغط كبير فهم سيكونون مشغولون بالدراسة بشكل كبير ,فلن يتبقي الا سمر اترك لها القرار "
نظر اليها وهو يبتسم :هل تصدقين ماتقولين ؟ألا تعرفين شقيقتك ؟بالطبع ستقول لي أبدأ بالاجراءات حالا .
ضحكت وهو توقف السيارة وتلتفت اليه :مادام تعرف اجابتها لماذا تتعب نفسك ,أعرف أنك تفكر فيها وفي راحتها ولكن راحة سمر وسعادتها في وجودها بجانبك ياأنس اي كان الوضع ,أرسل لها وتوكل علي الله .
هز رأسه موافقا وهو يسير بجوارها ,سألته باهتمام :هل هناك مواصفات معينة للبيت الذي تريده ؟
- فقط أن يكون كبير ,أريد بيت يتكون من أربع حجرات ,وفرشه بالطبع مناسب .
التفتت اليه بدهشة :أربع حجرات لماذ ياأنس ؟ بيت بهذا الحجم سيكون سعره غالي للغاية ,الايجارات هنا كما تعلم مرتفعة للغاية ,تكفي حجرة واحدة للاولاد .
هزرأسه نفيا وهو يرد عليها :محمد وأحمد من الممكن أن يتشاركا بالغرفة أنهم مرتبطين ببعضهما كأنهما توأم وطباعهم متشابهة لكن زياد لا ,انهم يزعجانه بفوضاهم وصخبهم وهو يميل كثيرا للنظام والهدوء .
نظرت له بحيرة :اذن ثلاث حجرات ستكون مناسبة حجرة لزياد وأخري لمحمد وأحمد ,وأنت وسمر واحدة ,ماحاجتك لحجرة أخري؟
-لك بالطبع ياسهيلة .
قالها ببساطة وهو يتحرك فتسمرت مكانها وهي تسأله بدهشة :لي أنا ,لم أفهم ,أنا لدي شقتي ياأنس .
نظر اليها وهو يقول بنفس البساطة :وهل تظنين اني سأتركك أنا وسمر وحدك بعد الان ,من الطبيعي أن تأتي وتعيشي معنا ياسهيلة .
ذكريات سوداء هاجمت عقلها بضرواة وهي تتذكر هذه الفترة بعد وفاة والداتها وانتقالها للعيش مع أنس وسمر ,كانت أسوأ فترات حياتها ,وجوده أمامها طوال الوقت ساهم في تأجيج مشاعرها أكثر التي كانت تجاهد لقمعها والسيطرة عليها ولكن وجوده أمامه بكل تصرفاته ومعاملاته لم يساعدها ,لهذا أخذت قرار الهروب الي هنا ,لتهرب من تواجدها المستمر معه ,وتهرب من شعورها الخانق بالذنب تجاه سمر وهي تعيش تحت سقف بيتها وغارقة في حب زوجها ,هروبها ساعدها الي حد كبير مع انشغالها الداائم بالعمل في تقليص هذه المشاعر والسيطرة عليها , ولكنه الان يأتي ليفتح صندوق ذكرياتها المرير ويضعها في أسوأ مواجهاتها مع نفسها .
أخذت نفس عميق لتتحكم في لجة المشاعر التي بداخلها وهي تقول له بهدوء :أنا لا أفكر في الانتقال من شقتي ياأنس لقد أعتدت عليها, بامكانك أن تبحث عن مايناسبكم كأسرة ,أخرجني من دائرة تفكيرك .
نظر اليها بدهشة حقيقية ترجمها لكلمات :مالذي تقوليه سهيلة ,ظننت أن الأمر مفروغ منه ,كنتي تعيشين ببيتك بشكل مستقل بالفعل ولكن ماحاجتك لذلك مع وجودنا,من الطبيعي أن تعيشي معنا .
تنفست بعمق وهي تحاول انتقاء كلماتها بعناية حتي لا تثيراستغرابه :أنس أعلم أنك تخاف علي وأنك لم تتقبل يوم سفري بمفردي ,ولكن بالفعل أنا أعيش هنا منذ ثلاث سنوات بمفردي ,تعودت علي العيش بشكل مستقل ومنفرد حتي أنني لم أشارك أحد زميلاتي السكن كما هو الشائع هنا ,أظن أن من الأفضل أن أكمل كما أنا ,وأنت أيضا والأولاد تكونون علي راحتكم في بيتكم ولا تكونوا مقيدين بوجودي .
تطلع اليها بعدم تصديق من كلامها الغريب :آخذ راحتي أنا والألاد في البيت ,ماهذا الي تقولينه ياسهيلة ,أنت ابنتي كزياد ومحمد وأحمد ,وجودك لا يقيدني ,وبالطبع لن يقيد الأولاد أنت خالتهم الوحيدة .
زفرت بيأس وهي تشعر بالأمر يأخذ منحي لا يعجبها ,تعلم أنه محق ,وأن من الطبيعي أن تسكن معهم كعادة مجتمعهم المحافظ ماداموا بنفس البلدة ,ولكنها لا تريد أن تخطو هذه الخطوة مجددا ,القرب يؤلمها, وجوده أمامها طوال الوقت لا يسمح لها بالتعافي من هذه المشاعر التي تحتلها ,سيغضب تعلم هذا ولكنها لن تسمح بالرجوع للخلف لقد أخذت عهد علي نفسها أن تتعافي وتخرج من هذه الدائرة التي احتلتها لسنوات طوال ,لهذا قالت له بحسم :لقد أعتدت علي العيش بمفردي ياأنس طوال ثلاث سنوات ,لا تقلق علي فكر أنت فقط بما يناسب سمر والأولاد وأخرجني من حساباتك .
عرفت أن كلامها سيغضبه وهو ماظهر جليا علي ملامح وجهه التي شعت بالغضب وصوته وهو يقول لها :لن أتحدث معك في هذا الأمر بل سأترك هذا لسمر لتسمع كلامك الغريب هذا ,علها تستطيع اقناعك فيما فشلت فيه أنا ,والآن هيا بنا ندخل المكتب فلقد تأخرنا علي موعدنا وتعرفيني لا أحب التأخير .
"لا تغضب مني أنس " قالتها هامسة بصدق فهي بالفعل لا تريد اغضابه .
رد عليها بهمس مماثل وان وضحت نبرة الغضب في صوته :فات الآوان سهيلة لقد غضبت بالفعل .
زفرت بحرارة وهي تتبعه لداخل المكتب فمن الواضح ان استقرارهم بنفس البلد لن يكون مريحا لها كما توقعت .

أنا لا أفهم للآن سبب هذا التأجيل مر تسعة أشهر كاملة علي زواجنا ,ألا تكفي هذه المدة للتخلي عن هذه الحبوب ,أنا أريد طفل زهرة .
قالها أمجد بانفعال وهو يحادث زهرة التي
تطلعت اليه بنظرة غريبة, بداخلها هاجس يكبر يوما بعد يوم يكاد يسيطر عليها ,تحاول جاهدة الخروج من دائرة الشك هذه ولكن كلما تنظر الي وجهه وطريقة كلامه تشعر بالشك يعربد في أعماقها ,أمجد لم يكن يتحدث هكذا ,لم يكن ينظر هكذا ,كأنه شخص آخر يشبهه ,نفضت رأسها عند وصول أفكارها لهذه النقطة لتزيح هذه الأفكار السوداء عن رأسها ,ردت عليه بهدوء :لقد اتفقنا قبل زواجنا علي تأجيل الحمل أول عام من زواجنا ,ألا تتذكر ؟
هتف بها بحنق :أتذكر والآن غيرت رأيي تكفي تسعة أشهر أنا أريد طفل الآن لا أريد الصبر لثلاثة أشهر أخري .
هتفت به بانفعال :وأنا لا أريد الآن وأتمسك باتفاقنا الذي أتفقنا عليه ,لماذا هذه العجلة أنا لا أفهم ؟
-ولماذا هذا التأجيل الغير مبرر ولا تقولي لي اتفاقنا مرة أخري ,الاتفاقات ممكن أن تتغير .
تطلعت اليه بنظرة غريبة لم يفهمها ,كانت تتمني أن تصرخ بوجهه أنها خائفة من أن يخذلها ,من أن يخونها ,خائفة من أن يأتي طفل في هذا التوقيت فلا يجد حياة مستقرة تجمع أبويه ,خائفة من أن تكون شكوكها صحيحة .
أنتبهت علي صوته الذي يصرخ بها :لماذا تنظرين الي هكذا لقد سئمت من هذه النظرات الغريبة التي ترمقيني بها في الآونة الأخيرة ,لماذا تنظرين الي هكذا .
-"أنا أحبك " قالتها هامسة وهي تتطلع اليه باستجداء ,نظرة آلمته وأشعرته بالخوف من فقدانها ,أقترب منها وهو يحتويها هامسا بصدق "وأنا أحبك ,لم ولن أحب يوما غيرك ".
أستكانت مع كلماته الهامسة وهي تعرف أنه صادق في كلماته ,سمعت همسه :لماذا تريدين تأجيل الانجاب اكثر من هذا زهرة ,أنا أشتاق لحمل طفلي منك ,أشتاق لفتاة تشبهك ,لماذا هذا التأجيل صارحيني .
كان يشعر بخوف شديد من فقدانها ,لا ينكر أن حديث نوران الأخير دفعه للتفكير في الأمر ,نوران كانت منهارة لتأخر انجابها وزهرة تهرب من الانجاب وتؤجل ,لولا علمه بحبها الشديد للأطفال واستمتاعها بالجلوس معهم لقال انها تكره الاطفال ,أنه يشعر بالخوف ربما وجود طفل بينهم يقوي علاقتهم أكثر حتي لو أكتشفت زلته لغفرت له حتي يعيش الطفل مستقرا بينهم ,ولكن عدم وجود طفل بينهم سيجعل من السهل عليها تركه والرحيل في أي وقت .
عند وصول أفكاره لهذه النقطة شدد من احتضانها وهو يهمس لها "عديني أن لا تتركيني ,أنا لا أستطيع العيش من غيرك زهرة "
غاصت في أحضانه وهي تقول له:أعدك أمجد أن لا أتركك أبدا ,صمتت وهي ترفع عينيها لتقابل عينيه وهي تكمل :الا اذا خنتني عندها سأتركك فورا بدون أي تفكير .
أنتفض وهو يقوم من مكانه هاتفا بها :لقد سئمت من هذه التلميحات التي لا تنتهي وعدم الثقة حقا سئمت ,ثم أخذ مفاتيحه ليهرب من البيت من نظراتها التي يشعر بها تعري دواخله وتستنطقه عن مايفعله ,زفر بحرارة وهو يتحرك بالسيارة ,أحيانا يشعر أنه لا يفهم نفسه يشعر أنه رغم حبه الشديد لزهرة مدفوعا لعلاقته مع النساء بشكل قهري ,انه يحاول ويصمد ولكنه بعد فترة من المقاومة تنهار دفاعاته ويشعر انه لا يستطيع الحياة الا بعد اعادة هذه العلاقات مرة أخري ,لا يذكر عدد المرات التي أخذ فيها قرار بقطع علاقته مع نوران ,ولكنه لا يستطيع الصمود ,يشعر كأنه مدمن والمخدر الذي يستطيع أن يعيد التوازن اليه هي نوران أو فليكن صادقا أي أنثي فنوران لا تمثل له شئ ولا يحمل لها أي مشاعرخاصة ,زفر بحرارة وهو يأخذ عهدا علي نفسه أن يقطع علاقته بنوران وفي داخله يتمني أن يستطيع الصمود هذه المرة .

تهللت أسارير والداتها وهي تفتح لها الباب فأرتمت زهرة في أحضانها وهي تقبلها وتقول لها :أشتقت لك كثيرا ياأمي ,كيف حالك؟
ربتت أمها علي ظهرها بحنان وهي تتحرك معها بعد اغلاق الباب :وانا أشتقت اليك كثيرا ياحبيبتي ,طالت غيبتك هذه المرة علينا .
قبلت زهرة كفها بحنان وهي تجلس بجوارها :أعذريني حبيبتي لقد أنشغلت كثيرا برسالة الدكتوراة ,ولكن اليوم كله لك سأقضيه هنا .
تهللت أسارير والداتها وهي تسرع للمطبخ وهي تعدد الاصناف التي ستطهيها مما دفع زهرة لاطلاق ضحكة مرحة وهي تتبعها للمطبخ لتساعدها في اعداد الوليمة .
هل سيأتي زوجك من العمل علينا ؟
شردت زهرة مما دفع والداتها للاقتراب منها وهي تسألها بقلق :ماذا هناك حبيبتي هل تشاجرتما ؟
نظرت زهرة الي الباب بقلق فقالت لها والداتها تطمئنها :انه نائم لا تقلقي ,ماذا حدث ؟
أندفعت تروي لها ماحدث في الصباح واصرار أمجد علي عدم تأجيل الانجاب أكثر من ذلك .
أستمعت لها والداتها بصبر حتي أنهت كلامها قبل ان تربت علي كفها بحنان أمومي قائلة :ولماذا التأجيل يازهرة لقد مرت تسعة أشهر كاملة علي زواجك ,ليس أمجد وحده من يشتاق لطفل ,أنا أتمني أن أحمل حفيدي بين ذراعي مم أنت خائفة؟ .
تطلعت اليها زهرة بحيرة لا تستطيع مصارحتها بكل شئ ,لا تستطيع مصارحتها بشكوكها ,فهي لا تضمن ردة فعلها وتخاف ان تخبر والداها التي تعترف انه لا يتقبل أمجد بأي شكل وينتظر له أي خطأ ,أنتبهت علي صوت والداتها تناديها :زهرة فيم أنت شاردة ,لماذا لا تردي علي سؤالي لماذا تستمرين في تأجيل الحمل أنا أعلم مدي عشقك للأطفال .
نظرت زهرة اليها قبل أن تقول لها أول ماتبادر بذهنها :سيكون صعبا علي للغايه مسئولية البيت والطفل مع رسالتي أحتاج للتفرغ للدراسة.
أسرعت والداتها لتقول بلهفة :لا تشغلي بالك بمسئولية البيت أنا سأطهو لك الطعام كل يوم ,وأتركي لي الطفل انا سأعتني به وأنتي تفرغي لمذاكرتك .
تطلعت اليها زهرة بحنان وهي تلاحظ لهفتها الشديدة ,والداتها تتوق بالفعل لحمل طفلها .
وقبل ان ترد عليها سمعت صوت والداها المبتهج وهو يقول :الآن عرفت سر انارة البيت .
أندفعت ترمي نفسها بين ذراعيه وهي تقول له :أشتقت كثيرا لك ياأبي .
أحتواها بين ذراعيه وهو يقبل رأسها :كيف حالك ياحبيبتي ,وأنا أشتقت لك كثيرا كيف حالك ؟
ابتسمت في وجهه :بخير حال ياأبي ,هل ستذهب للعمل الآن ؟
هز رأسه نفيا :بالطبع لا ,لا داعي اليوم للعمل ,هل تأتي لي حبيبتي كل يوم حتي أذهب وأتركها .
تناولوا الغذاء في جو دافئ يغمرهم الحب بوجود ابنتهم معهم ,كيف حال زوجك ؟وجه لها أبيها السؤال بحذر ,نظرت اليه كانت تعلم مدي خوفه عليها وخوفه الشديد من أن يؤلمها أمجد ,عارض كثيرا هذه الزيجة ثم رضخ مع اصرارها الشديد ,ابتسمت وهي ترد عليه :بخير حال ياأبي ,انه في عمله .
هز رأسه وهو يعاود سؤالها بلوم :ألن تغيري رأيك في موضوع العمل ذلك ,الفرصة الأخيرة التي حدثتك عنها لا تعوض راتب جيد وشركة شهيرة يتهافت الناس عليها للعمل بها .
ردت عليه بهدوء :تعلم ياأبي ظروف عمل أمجد ,كل أسبوع له دوام مختلف ,اذا عملت أنا بدوام ثابت هذا يعني انني لن أراه أسبوع كامل وأسبوع سأراه ساعة علي الأكثر ,فقط الاسبوع الذي سيكون دوامه صباحي هو الذي نستطيع التقابل فيه بشكل طبيعي ,هذه لن تكون حياة ياأبي .
هتف بها والدها بحنق :يجب أن يكون لك عمل ثابت ,أنا لا أضمن زوجك هذا ,ماذا ستفعلي ان مت أنا أخبريني .
زفرت بحرارة وهي تعلم الي أين يقودهم هذا النقاش ,أقتربت منه وهي تريح رأسها علي كتفه وتقول له:أمد الله في عمرك ياحبيبي ,بالله عليك لا تتكلم عن الموت ,الكلام عليه يؤلم قلبي ,ولا تخف علي أمجد جيد معي للغاية ,وعملي جيد للغاية صحيح ربحه ليس كبير ولكنه جيد ويعطيني خبرة جيدة .
"أنا لا أعترف بهذا العمل عن طريق النت الذي تقولين عليه ,العمل يكون بعقد ثابت وراتب ثابت "قالها ساخطا .
ابتسمت وهي تعاود استرضاؤه فهي تعلم خوفه عليه :ولكن أنا هكذا سعيدة وراضية ,اليس مايهمك سعادتي ,عندي وقت للمذاكرة ووقت لبيتي مع عملي ,اذا نزلت للعمل لن أجد وقت لأي من هذا .
وقبل أن يرد عليها قاطعته زوجته :أتركها تعمل ماتراه صوابا انها ليست صغيرة ياعثمان .
تعالي رنين جرس الباب قاطعا حوارهم فأسرعت زهرة لفتح الباب لتفاجئ بأمجد ,فسألته بدهشة :أمجد ماذا تفعل هنا أليس عندك عمل؟
أنحني عليها يقبلها وهو يهمس :أخذت اذن, اناخرجت صباحا وأنت غاضبة ولم أستطع التركيز في العمل,فأتيت كي أصالحك ,هل لا زلت غاضبة مني ؟
ابتسمت وهي تقول صادقة :تعلم انني لا أستطيع الغضب منك أبدا حبيبي ,تعال أبي هنا لم يذهب للورشة اليوم .
أزدرد أمجد ريقه متخوفا فعمه لا يطيقه ,ضحكت زهرة وهي تري تعبيراته لتقوده نحو غرفة الضيوف .
"ألا تلاحظين شئ غريبا علي أمجد ياأمي " سألت زهرة أمها بحذروهي تقف معها في المطبخ تعدا الطعام لامجد .
ألتفتت لها والداتها وهي تهمس لها :ماذا تقصدين ؟لم ألاحظ عليه شئ غريب كما هو دائما .
أردفت زهرة بنفس الحذر :أقصد شكله ,نظراته ,صوته ألا تشعرين بأي اختلاف فيه ؟
نظرت اليها والداتها بدهشة وهي تقول لها :لم أشعر بأي اختلاف كما هو يازهرة , لماذا تسالين هذه الأسئلة الغريبة ؟ماذا يقلقك ؟
ارتبكت زهرة تحت نظرات امها الفاحصة وهي ترد عليها :ليس هناك شئ يقلقني أمي كان مجرد سؤال سأذهب لأضع الطعام علي المائدة ,وهربت وهي تلعن نفسها علي هذا السؤال الغبي الذي سألته لوالداتها أما والداتها فتابعتها بقلق وهي تستشعر بخوف يداهم قلبها لا تعلم مصدره .
انتهي الفصل


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-20, 11:20 AM   #19

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع
أغمضت عينيها بارهاق تشعر بانهاك شديد ،لم تستطع النوم ليلة أمس ،عادت اليها نوبة الأرق مرة أخري بعد مكالمة سمر لها أمس ،زفرت بانهاك وهي تسترجع مكالمة سمر التي سببت لها الأرق ،كانت غاضبة منها وهي تعاتبها علي تفكيرها بالاستقلال بالسكن كما أخبرت أنس ،لا تدري ماذا تفعل حقا حتي لا تغضبهم ،يبدو أنها سترضخ للأمر في النهاية وتنتقل للعيش معهم بعد قدومهم ،فسمر كانت بالفعل غاضبة للغاية أمس ،وأنس كذلك لم يرد علي مكالمتها منذ ذلك اليوم الذي أخبرته أنها ستستمر في العيش بمفردها .
"سهيلة ،مابك هل أنت مريضة ؟، وجهك شاحب للغاية "
فتحت عينيها تنظر لنرمين التي تنظر اليها بقلق فردت عليها بخفوت :أنا بخير الحمد لله ،لم أنم أمس جيدا فأشعر بارهاق شديد .
نظرت نرمين باشفاق الي ملامحها المنهكة ثم قالت لها :شكلك بالفعل مجهد للغاية ،خذي اذن واذهب وارتاحي بالبيت أفضل ،سأؤدي أنا عملك لا تقلقي .
نظرت اليها سهيلة بامتنان وهي تقول لها :شكرا نرمين الأمر لا يحتاج أستطيع أن أكمل العمل لا حاجة للاذن .
نظرت لها باستنكار :تكملي العمل ألا ترين وجهك ،لا تكابري .
زفرت سهيلة وهي تقول لها :الأستاذ نيهان لن يوافق ،انه وافق المرة الماضية علي منحي اذن بصعوبة ،هل سيوافق لانني مرهقة ،سيمضي اليوم لا تقلقي ،لا تشغلي بالك بي .
نظرت اليها نرمين باشفاق وهي تراها تنكب علي عملها ،لطالما أثارت سهيلة اعجابها منذ أن تعرفا سويا منذ ثلاث سنوات مضت ،قدما للعمل بنفس التوقيت وتوثقت روابط الصداقة بينهم خلال تلك السنوات ، لطالما أعجبتها قوة سهيلة وشخصيتها، في البداية عندما تعارفا لم تصدق أنها أتت من بلدها للعمل هنا بمفردها وتتحمل الغربة والصعوبات دون أن تشتكي وهي التي كانت هنا تشعر بالارتباك والغرابة في بداية عملها رغم كونها تألف البلد بحكم ولادتها وعيشها عمره كله فيها مع أسرتها ،ولكنها دوما شعرت أن خلف هذه القشرة الصلبة التي تحيط سهيلة بها نفسها هشاشة وألم لا تدري سببه فسهيلة دوما كتومة لا تحكي مايضايقها مهما حاولت معها .
تطلعت اليها لحظة ثم أتخذت قرارها وهي تتجه لمكتب مديرها .
خير نرمين هل هناك شئ "
قالها نيهان وهو يتطلع الي نرمين باهتمام التي دلفت لمكتبه منذ لحظات .
ترددت لحظة وهي لا تعرف هل صواب ماتفعله أم لا وتخشي أن تغضب سهيلة منها ولكن تذكرها لوجه سهيلة الشاحب جعلها تستجمع شجاعتها وهي تقول له :في الحقيقة سهيلة مريضة قليلا ولا تريد أخذ اذن لانها أخذت اذن قريب فكرت أن اخبرك ،سهيلة ......
هب من مقعده وهويسألها بلهفة مقاطعا حديثها :مابها سهيلة ؟أرسليها الي في الحال نرمين ،شكرا علي ابلاغي .
تطلعت اليه نرمين بدهشة من نبرة القلق في صوته وملامحه الملهوفة ،ثم أومأت اليه برأسها وهي تستأذن منه لتخبر سهيلة ،"ماكل هذا القلق ملامحه كانت ملهوفة للغاية ،ليس من الطبيعي أن يقلق علي موظفة في قسمه هكذا، أيعقل أنه يكن لسهيلة اهتمام خاص "ابتسمت مع خواطرها وهي تشعر بسعادة تجتاحاها مع أفكارها ثم تنبهت الي الواقع وهي تصل الي مكتبها ،ترددت لحظة وهي تنظر لسهيلة تعلم انها ستغضب منها للغاية لانها أخبرته ،همست بصوت خافت :سهيلة أستاذ نيهان يريدك ؟
رفعت اليها سهيلة رأسها بدهشة وهي تسألها :ولماذا لم يطلبني ...،قطعت كلامها وهي تنظر الي ملامح نرمين المذنبة فقالت لها بغيظ :أخبرتيه أليس كذلك ؟
لم تكن تحتاج اجابة ،نظرت اليها بغيظ وهي تقوم من مكانها لتتجه اليه وهي تعد نفسها لمحاضرته التي سوف يلقيها عليهاعن ان الاذن غير ضروري وان العمل أهم ،همست بغيظ : منك لله يانرمين ،الصداع يفتك برأسي وسيلقي علي محاضرة الان عن الاستئذان وظروف العمل .
طرقت الباب وماان سمعت الاذن حتي دلفت للداخل وهي تساله برسمية :هل تريد شيئا سيدي ؟
وجدته واقف في منتصف الغرفة وعلامات القلق بادية علي وجهه ،أقترب منها وهو يسألها بلهفة :كيف حالك سهيلة نرمين أخبرتني انك مريضة ؟
تطلعت اليه سهيلة بدهشة من لهفته الغريبة ثم ردت برسمية :أنا بخير سيدي فقط بعض الصداع ،هل هناك أمر متعلق بالعمل ؟
تطلع اليها باستنكار وهي يرد عليها :أي عمل الان ،وجهك شاحب للغاية ويبدو عليك التعب ،هل تعانين من أي أعراض اخري غير الصداع ؟
تطلعت اليه بدهشة من اهتمامه غير المسبوق لها :لا سيدي فقط الصداع ،أنا لست مريضة الحمد لله ،فقظ عانيت من أرق امس سبب لي صداع شديد .
نظر الي وجهها باهتمام كان بالفعل وجهها مجهد وعلامات الارهاق بادية علي وجهها ،سألها :هل هناك مشكلة سببت لك الارهاق ،هل هناك مايضايقك ؟
هزت رأسها نفيا ولكن نظرة واحدة الي عينيها والألم البادي فيها جعلته يدرك انها تكذب وان هناك بالفعل مايؤرقها ،"يمكنك الانصراف الان ،اذهبي وارتاحي في بيتك " قالها لتتطلع اليه بدهشة وهي تكرر كلامه ببلاهة ثم سالته بدهشة : هل أعطيتني اذن للتو أم أنني فهمت خطأ؟
نظر اليها بابتسمة : نعم أعطيتك اذن ،مالغريب في ذلك ،لم أفعل شئ غريب .
تطلعت اليه باستنكار وهي تقول له :لقد رفضت المرة الفائتة الاذن ،والتي قبلها ،وأخبرتني ان العمل أهم ،وخضنا نقاشا طويلا حتي وافقت علي منحي الاذن
أشار اليها بيده وهو يضحك :المرات الفائتة لم يكن هناك سبب مبرر للاذن ،الان هناك سبب قوي ،نظر مشفقا الي ملامحمها المنهكة وهو يردف :لا تكابري سهيلة اذهبي وارتاحي .
زفرت سهيلة بتعب بالفعل هي مجهدة لن تجادل ،نظرت اليه بامتنان وهي تشكره وتتحرك للباب قبل أن يوقفها صوته :سهيلة أعرف ان هناك مايضايقك حتي وان انكرتي ،اذا احتجتي أي شئ أنا موجود دائما من أجلك .
أحمر وجهها تلقائيا وهي تشكره بخفوت وتنصرف ولو نظرت للخلف لوجدت نظرة حب تطل قوية من عينيه وهو يتابعها بنظراته .
انحنت سهيلة تهمس في اذن نرمين :كنت أنوي خنقك عندما أخرج ولكن بالفعل أنا مرهقة وأحتاج للراحة وهو أعطاني الاذن بسهولة ،شكرا نرمين ولكن لا تفعلي هكذا مرة اخري بدون اخباري والا سأخنقك بالفعل .
ضحكت نرمين وهي تسمع همسها ،تطلعت اليها وهي تجمع أشياؤها لتنصرف وبداخلها يدور سؤال هل يحمل السيد نيهان مشاعر لسهيلة ؟هل مااستشعرته اليوم صحيح ؟كتمت ضحكة مرحة كادت تفلت منها وهي تتخيل ماذا ستفعل سهيلة اذا تزوجت هذا الرجل سيجعلها تفقد عقلها بالتأكيد .
أما سهيلة فلا تعرف كيف قادت سيارتها ولا كيف وصلت شقتها ،كل ماتريده هو النوم وفقط ولذلك فور وصولها الي شقتها القت بنفسها علي السرير بملابسها لتغرق علي الفور في نوم عميق .
"أنا لا أفهم سر ضيقك كلما أخبرتك عن رغبتي في الخروج ومقابلة صديقتي ،انا أكون سعيدة عندما أقابلها ،انت طوال اليوم بالمحل ليس من المعقول أن أحبس نفسي كل يوم بانتظار عودتك "
هتفت بها نوران بغضب وهي تحادث أحمد الواقف أمامها بنفاذ صبر ،رد عليها وهو يحاول ان لا ينساق لغضبه :ليس عندي مانع من ان تقابلي صديقتك علي الرغم من انني لا أعرف شئ عنها ،ولكنني أثق بك ،ولكن لا أحب أن تلتقي بها في وقت متأخر هكذا ،أجلي موعدك معها اليوم ليوم أخر في الصباح لا أحبذ خروجك في المساء هكذا بمفردك .
توترت نوران وهي تستشعر رفضه وغضبه فنظرت اليه برجاء وهي تقول :أخبرتك أن زوجها هذا ألاسبوع يعمل في المساء وفي الصباح يكون متواجد في المنزل لذلك لا نستطيع ان نتقابل صباحا ،ان السابعة ليست موعد متأخر يااحمد ،لن أتاخر اعدك
"لا" قالها بنبرة قاطعة تعرفها جيدا عندما يتحدث بها انه لن يكمل نقاشه والموضوع أنتهي ،اكمل بنفس اللهجة :ليس هناك داعي اذن ان تقابليها هذا الأسبوع أجليها للأسبوع القادم ،سانزل الان لقد تأخرت ،قالها وهو يتحرك بالفعل مغادرا الشقة سابحا في أفكاره ،لا يعرف بالظبط مايحدث لنوران يستشعر شئ لا يعجبه ولكنه لا يدرك ماهيته ،يشعر بعلاقتهم تتباعد ولا يدري السبب ، هل من المعقول ان تأخر الحمل هو السبب ،هو حريص للغاية علي عدم الحديث او الاشارة لهذا الموضوع ،زفر بضيق وهو يشعر بالاختناق الشديد فكلما حاول معها أن تخبره عن سبب ضيقها وتباعدها تهرب من الحديث معه وتخبره بأنه يتوهم فقط ،وصل الي محله فانحني لفتح الباب وهو يحاول ان يصفي أفكاره ليركز في عمله .
ضيق شديد علي وجه أمجد وهو يستمع لنوران علي الهاتف تخبره عن رفض زوجها خروجها ليلا وأنه يوافق علي خروجها نهارا فقط .تعلمين أن وردية عملي هذا الأسبوع كلها مسائية نوران ، حاولي أن تقنعيه مرة أخري .قالها بضيق فردت عليه بنفس الضيق :لقد حاولت كثيرا صدقني ولكنه رفض بشدة ،وهو لن يقبل حتي لو حدثته مرة أخري ،ليس أمامنا الا أن نصبر للأسبوع القادم .
"سأشتاق اليك كثيرا نوران ،لا أعرف كيف سأصبر أسبوع كامل حتي أراك " قالها هامسا لتبتسم بحالمية وهي تستمع لكلامه ثم ردت عليه بهمس مماثل هي الأخري "وانا أيضا سأشتاق اليك كثيرا ياامجد ،لقائي الأسبوعي بك هو البهجة الوحيدة في حياتي "
ابتسم وهو يسمع كلامها فنوران لم تعد متزمتة في التعبير عن مشاعرها مثل السابق ،بل أصبحت تبادله حديثه وهذا ينعشه بشدة .
"ساضطر الي ان اغلق معك الان فانا في العمل ،سارسل لك رسالة فور انتهائي واذا كنتي بمفردك في البيت سأتصل بك ، الي اللقاء ."قالها ثم أغلق الهاتف
تطلع الي ساعته قبل ان يقطب بحيرة وهو يتسائل :لماذا لم تتصل به زهرة للان ،لا بد أنها أنهت مقابلتها مع مشرفها ،أسرع يتصل بها متوقعا أن المشرف كالعادة رفض قبول المقدمة مما احبطها ودفعها لعدم الاتصال ،ماان ردت عليها حتي سألها بلهفة :مالاخبار ؟هل رفضها كالعادة ؟
سمع صوتها ترد عليه ببرود يلازمها منذ فترة في حديثها معه :لا لقد قبلها أخيرا الحمد لله .
"حقا زهرة أخيرا ،مبروك حبيبتي الف مبروك يجب ان نحتفل اليوم معا " قالها بسعادة حقيقية فهو سعيد للغاية من اجلها ويدرك ماتمثله لها دراستها ،سالها :هل خرجت للتو من عنده ؟أستمع الي ردها بصدمة :لا لقد أنتهيت منذ نصف ساعة تقريبا ،انا بالبيت الان .
"بالبيت "قالها مستنكرا وهو يردف بغيظ :ولماذا لم تتصلي بي فور خروجك ؟
ردت عليه بنفس النبرة الباردة التي تغيظه :أتصلت بك بالفعل ولكن تليفونك ظل مشغول لفترة طويلة ،ساذهب للنوم للان فأنا مرهقة ،مع السلامة .
نظر الي الهاتف في يده لا يصدق برودها معه هذه الفترة ،يشعر أنها تتباعد عنه بشدة في الفترة الاخيرة ،زفر بضيق لا يدري ماذا يفعل و كيف يخرج من هذه الدوامة التي تبتلعه فيها يوما بعديوم ،انه لا يستطيع ان يكف عن علاقاته هذه ،انه يشعر بعدم التوازن عندما يكتفي فقط بعلاقته بزهرة ،نعم يحبها بل يعشقها ،لم تمس أمراة اخري قلبه غيرها ولكنه لا يستطيع ان يكتفي بها ،حاول كثيرا خلال الفترة الماضية ولكنه فشل شعر كما المدمن الذي حرم من جرعته أصبح عصبيا نزقا يعيش في توتر باستمرار ،وماان عاد الي علاقته مع نوران حتي هدأوشعر بالتوازن مرة اخري ،أخذ نفس عميق ليبعد خواطره الشخصية ويذهب لاستكمال عمله .
أما نوران فقد أغلقت هاتفها ورمته باهمال جانبها ،انها تشعر بالاختناق يوما بعد يوم ،تشعر بالنفور من ذلك الرجل الملقب بزوجها ،انها لا تتقبله تشعر انه شخص غريب كليا عن أمجد الذي احبته وتزوجته ،لا تدري من تصارحه بشكوكها ،ابتسمت بسخرية مريرة وهي تؤنب نفسها بصوت مسموع :من سيستمع لشكوكك يازهرة ،سيقولون عنك مختلة فقدت عقلها .
أمسكت رأسها الذي يؤلمها بشدة قائلة بصوت متضرع :يارب أرحني يارب من هذه الشكوك ، أظهر لي الحقيقة مهما كانت صعبة
تمددت علي الفراش متنمية ان ياتيها النوم سريعا عله يرحمها من أفكارها .
تنقلت نوران بملل تؤدي روتينها اليومي من تنظيف البيت وطهو الطعام ،زفرت بضيق وهي تسب أحمد علي رفضه لخروجها اليوم ،مقابلتها مع أمجد تعطيها طاقة كبيرة ،تشعرها بالسعادة بالرضا ،تشعرها بأنوثتها ، ابتسمت بحالمية وهي تسترجع كلماته وغزله انه رجل رائع ،لا تدري متي أحتلها أمجد هكذا ، لقد أدمنته ،أدمنت وجوده في حياتها ،أدمنت كلماته ،نظراته ،همساته ،تعددت مقابلتهم في الفترة الأخيرة ،تقابله مره كل اسبوع ،مقابلته تعطيها طاقة للاسبوع كاملا .
انتبهت علي صوت الهاتف الذي قاطع أفكارها ،فنظرت اليه لتري رقم والداتها يضئ الشاشة فأسرعت تجيب :اوحشتني كثيرا ياامي ،كيف حالك ؟ردت عليها امها بعتاب : كل هذه الغيبة يانوران ؟شعرت نوران بتأنيب ضمير مع كلمات والدتها ، تعترف انها تقصر كثيرا مع والداتها في الاونة الاخيرة ولا تزورها مثل السابق ،فهي بالفعل كانت مشغولة للغاية بأمجد ،تنتهز فرصة الصباح ووجود زوجها في العمل حتي تحادث امجد ،وبالطبع لن تستطيع ان تكلمه عند والداتها .
"ان شاء الله ساتي اليك غدا وأقضي اليوم عندك،اذا وافق أحمد "
قالتها بنبرة ضائقة لاحظتها والدتها فسألتها :أحمد لا يمانع حضورك عندي في أ ي وقت ،هل أنتما متشاجران ؟
اندفعت نوران تحكي لوالداتها ماحدث صباحا ورفض أحمد خروجها لمقابلة صديقتها ،أستمعت اليها والداتها بصبر ثم قالت لها بتانيب :زوجك محق يانوران ،انه يخاف عليكي من الخروج ليلا ،لن يحدث شيئا اذا اجلت خروجك ليوم اخر في الصباح .
تذمرت نوران وهي تقول لوالداتها :دوما تقفين في صفه علي حسابي ياأمي .
ضحكت أمها وهي تودعها موصية اياها ان تأتي مبكرة غدا .
قلق سيطر علي والدة نوران لا تعرف سببه ،انها تشعر ان هناك شئ غريب في ابنتها لا تدري ماهيته،تشعر انها تخفي شيئا عنها ،ستحاول غدا معها أن تعرف ماتخفيه ،وتعرف سبب تباعد زيارتها لها وسبب شكواها المستمرة من زوجها علي مواقف تراها والداتها عادية للغاية ،رفعت كفها تدعو الله لابنتها عازمة علي معرفة ماتخفيه ابنتها غدا .


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-20, 05:19 PM   #20

Mini-2012

? العضوٌ??? » 456252
?  التسِجيلٌ » Oct 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,976
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » Mini-2012 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيك العافية

سلمت يمناااااااااااك🍃🌷


Mini-2012 غير متواجد حالياً  
التوقيع
ﺎﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞّ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.