آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          دجى الهوى (61) -ج1 من سلسلة دجى الهوى- للرائعة: Marah samį [مميزة] *كاملة* (الكاتـب : Märäĥ sämį - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree66Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-06-20, 02:15 AM   #41

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي


الفصل السادس عشر
تعالي رنين منزل والدة أحمد فأسرعت لتفتحه وماإن أبصرت القادم حتي أستبشرت ملامحها وأسرعت ترحب به "أهلا حبيبتي تفضلي ،أنرتي البيت "
دخلت فاتن وهي تناولها طبق وتقول :لقد صنعت هذا الكعك منذ قليل وقلت يجب أن تتذوقيه خالتي ،يعلم الله كم أحببتك .
أبتسمت ببشاشة وهي تأخذ منها الطبق وتدعوها للجلوس :سلمت يديكي حبيبتي ،ولكنك أتعبت أنفسك .
-لا أبدا خالتي لم أتعب لقد أحببتك كأمي ،وأحب التسامر معك ،هل أعطلك عن شئ ؟
هزت رأسها نفيا وهي تتجه للمطبخ :لا حبيبتي تعرفين يأتي عمك متأخرا مساءً من عمله ،سأصنع الشاي لنشربه مع كعكك الشهي .
أمسكت فاتن بكفها وهي تقوم من مكانها :أرتاحي خالتي سأصنع أنا الشاي .
أتجهت بالفعل للمطبخ وعلي شفتيها أبتسامة خبيثة فلقد حصلت علي ماأرادت وطدت علاقتها في الفترة الأخيرة بوالدة أحمد وكل يوم تأتي لزيارتها والتسامرمعها، كما إنها دعتها الي زيارتهم عدة مرات وأتت بالفعل ،أبتسمت وهي تصب الشاي وتتجه اليها لتقدمه اليها فشكرتها بطيبة :سلمت يديك ياابنتي لقد أتعبتك معي ،تعلمين لو كان عندي أولاد لم يتزوجون لم أكن لأتركك أبدا،محظوظ هو من تكوني من نصيبه .
رسمت البؤس علي ملامحها وهي تقول : لقد عقدني طليقي من الزواج ومن جميع الرجال أنا سعيدة هكذا خالتي .
شهقت مستنكرة :ماهذا الذي تقوليه يافاتن ،أنت شابة ،غدا سيأتي من يستحقك ويصونك ،ليس كل الرجال مثل زوجك عديم المروءة ذلك الذي خانك في فراشك .
أرتسم الألم بحق هذه المرة علي وجهها ككل مرة تتذكر ماحدث من خيانة طليقها لها ،طليقها الذي دمر ثقتها بنفسها بخيانته ،جعلها تشعر أنها لم تكن كافية له كأنثي ،لم تكن جميلة بالقدر الكافي لتملأعينيه ،حطمها تماما فأصبحت تبحث في عيون الرجال عن نظرات الاعجاب لترمم روحها المكسورة وأنوثتها المعطوبة ،زفرت بمرارة فربتت والدة أحمد علي كفها بحنان مواسية وهي تخبرها :لا تحزني حبيبتي لا تتذكري أنسيه وأنظري للمستقبل .
رفعت عينيها وهي تسألها :لماذا خانني خالتي ؟لماذا كسرني بهذا الشكل ؟هل لأنني لست جميلة ولكنه تزوجني ورضي بي .
شهقت مستنكرة :من هذه التي ليست جميلة ؟أنت فاتنة ياأبنتي والله لم أر أحد بجمالك وفتنتك من قبل ،الا تنظرين لنفسك في المرآة .
أبتسمت بمرارة وهي ترد عليها :أتعلمين خالتي الجميع يقول لي أنت جميلة ،ولكن أنا لا أري جمالي هذامنذ خيانته ،لا أجد سوي القبح عندما أنظر الي المرآة لاأشعر بهذا الجمال أبدا منذ خانني خالتي .
ظهرت الشفقة علي وجه والدة أحمد وهي تري ملامح فاتن المتألمة ودموعها التي تقاومها وتملأ عينيها :لا تفكري بهذا الشكل ياابنتي لقد خانك لانه رجل حقير ، ليس كل الرجال مثله ،غدا سيأتي من يغير فكرتك هذه عن الرجال .
أبتسمت بشحوب وهي تهز رأسها ثم قالت محاولة تغيير مجري الحديث :كيف حال أبناؤك خالتي ؟
-بخير حبيبتي لقد كلمتني ميار قبل قدومك مباشرة الحمل يتعبها كثيرا ولكنه مستقر الحمد لله ،كم أشتاق إليها أتمني أن أغمض عيني لأراها أمامي .
-هانت خالتي ان شالله تأتي بالسلامة وتنير عليك البيت هي وطفلها ،هل ستلد هنا ؟
-لا أعلم بعد ياابنتي لم تخبرني ولكن حتي لو لم تأت سأسافر أنا اليها صحيح أنها وسط أعمامها وعماتها في البلدة ولكن لن يطاوعني قلبي علي تركهها ،لم يكن علي أبدا أن أزوج ابنتي الوحيدة بعيدا عني ،لا أعلم أين كان عقلي وقتها،ولكن ماذا أقول النصيب .
سألتها بطبيعية محاولة عدم لفت انتباهها فهي للان لم تتحدث عن أحمد حتي لا تلفت أنتباهها :أنا أمي عندما يأتي أولاد أخوتي الي البيت تكون سعيدة للغاية دائما تقول لي أنها تحبهم اكثر منا .
ظللت أبتسامة حنين شفتيها :لا أعلم حقا ياابنتي شعور ان اكون جدة ولكن أتخيله شعور رائع أنا أتوق لليوم الذي احمل فيه أولاد أبنائي .
-حقا خالتي حسبت أن لك أولاد من أبنك أخبرتيني مرة أنه متزوج منذ فترة طويلة .
ظهر الحزن علي وجهها وهي ترد عليها :متزوج منذ ثلاث سنوات ولكن للان لم يرزقه الله الأولاد أحلم باليوم الذي أحمل فيه أبنائه هو وميار .
-ولماذا لا يبحث هو وزوجته عن العلاج خالتي الطب تقدم كثيرا .
زفرت والدة أحمد بضيق وهي تخبرها :ليس عندهم مشكلة ذهبوا الي عدة أطباء وأجمعوا كلهم أنه لا شئ يعيقهم عن الانجاب وأن الحل هو الصبر وعدم التفكير بالأمر وعندما أتحدث اليهم أن يذهبوا لطبيب آخر يرفض أحمد ويخبرني أنه لا جديد يقوله الطبيب في حالتهم ولكني أشتاق ياابنتي الي رؤية حفيدي بشدة .
ربتت فاتن علي يدها بحنان زائف وهي تقول بخبث :ربما هناك مشكلة عند زوجته ولا يريد أن يخبرك حتي لا تضغطي عليه بالحديث ولكنه حقك ياخالتي وحقه في الحصول علي طفل من الممكن أن يتزوج أخري للحصول علي ابن من صلبه .
ظهر الذعر علي والدة أحمد وهي تستمع لكلامها قبل أن تقول :هل تعتقدين حقا أن هناك مشكله عندها تمنعها وأحمد خبئ علي هذا الأمر ؟
-ربما خالتي لا أعلم ولكن هذه أول مرة أسمع أن هناك ناس تأخر حملهم دون سبب لثلاث سنوات كاملة ،أفضل أن تسأليهم خالتي أو حتي أذهبي معهم الي الطبيب بنفسك حتي تتأكدي من صحة كلامهم .
أبتسمت فاتن بخبث وهي تري ملامح والدة أمجد المذعورة تعلم أن حديثها قد أثار قلقها ومن يدري ربما يكون هذا هو طريقها للوصول الي أحمد ،أحمد الذي لن تتنازل حتي تري نظرة الاعجاب في عينيه ،نظرة تعني لها الكثير والكثير وقد باتت هوسها في الآونه الأخيرة .
أبتسمت لوالدة أمجد وهي تقترح عليها :فلتدعيهم علي الغذاء خالتي وحدثيهم وأعرفي منهم أنه حقك خالتي .
هزت رأسها ومازال القلق يكسو ملامحها :سأفعل ياابنتي ،سأدعوهم غدا ،يجب أن أعرف مايخبئونه عني .
ربتت علي كفها ونظرة أنتصار تظلل مقلتيها :بالطبع خالتي يجب أن تعرفي أنه حقك ،أخبريني ماذا ستعدين لهم ؟هل هناك طعام معين يفضله أبنك وزوجته؟
أنطلقت والدة أحمد في الثرثرة عن أنواع الأطعمة التي يفضلها أبنها وفاتن تخزن في ذاكرتها كل كلمة تتفوه بها والداته عنه .
زفرت زهرة بضيق ورنين الهاتف يتعالي بالحاح للمرة العاشرة علي الأقل ،غمغمت بضيق :ماذا تريد مني ماكل هذا الالحاح لقد سئمت .
زفرت بارتياح عندما توقف الرنين ،لكن بعد أقل من دقيقة عاد الهاتف يرن مرة أخري فهتفت زهرة بغيظ :لن تتركني بحالي حتي أرد أنا أعرفها .
فتحت الهاتف وهي تتكلم بخمول حتي تقنع زوجة عمها أنها كانت نائمة :كيف حالك خالتي ؟
هتفت بها علي الجانب الآخر :أين كنت لقد قلقت عليك لقد أتصلت بك عدة مرات .
-كنت نائمة خالتي هل هناك شئ ؟
"نائمة أنتي لا تنامين أبدا وسط النهار تلك لم تكن يوما من عاداتك "قالتها والدة أمجد بشك .
زفرت زهرة بخفوت وهي تقول : لقد غيرت الكثير من عاداتي خالتي وأصبحت أنام كثيرا وسط النهار
سالتها والدة أمجد بلهفة :هل أنت حامل ؟بعض الحوامل ينامون كثيرا في فترات الحمل الأولي .
أبتسمت زهرة بمرارة وهي تجيبها :لا خالتي لست حامل
ظهر الاحباط علي وجهها :إن شالله يرزقكم الله بالذرية الصالحة ،المهم اني كنت أتصل بك لأنني أريدك بأمر هام ،متي يناسبك أن تمري علي؟
أعتدلت زهرة بقلق وهي تسألها بلهفة :خيرا خالتي هل هناك شئ ؟هل أمي وأبي بخير ؟
-لا تقلقي انهم بخير كلنا بخيرإنه أمر آخر متي ستأتين؟
-هل يمكنك أن تخبريني به عن طريق الهاتف إنني مشغولة للغاية في الرسالة هذه الأيام .
-لا سأنتظرك في البيت وستكون فرصة جيدة حتي ترتاحي قليلا من عناء مذاكرتك وتري والدك ووالدتك لم تأتي منذ فترة طويلة الينا .
زفرت زهرة بضيق وهي تخبرها :حسنا خالتي سأمر عليك غدا إن شاء الله صباحا .
-سأنتظرك حبيبتي مع السلامة .
زفرت بضيق وهي تغلق الهاتف معها فهي لم تكن في حال يسمح لها بالتزوار والحديث مع أحد ،رفعت الهاتف بتثاقل لتخبر والداتها أنها ستأتي غدا لزيارتها ولم تكن تعلم ان الغد سيكون فاصلا في حياتها بل في حياة العديد من الأشخاص .
"لن أستطيع اليوم أن احادثك أمجد سوف أذهب الي أم زوجي فلقد دعتنا للغذاء ،سأتحرك بعد قليل "كتبت نوران الرسالة الي أمجد وهي تتجهز للذهاب لهذه الزيارة الثقيلة علي نفسها ولكن ماذا تفعل لن تستطيع الاعتذار .
سمعت صوت الاشعار القادم فأسرعت تفتح الرسالة التي كتب بها أمجد :أشتاق اليك كثيرا نوران ،لقد أدمنت حديثك وصوتك أشعر أن يومي لا يكتمل الا بسماع صوتك ،متي سنتقابل هل فكرت في الأمر ؟
أسرعت تكتب اليه :وأنا أيضا سأشتاق اليك كثيرا والي حديثنا ،سأفكر وأرد عليك ،سأتحرك الأن ،مع السلامة .
تحركت بتثاقل وهي تتصل بأحمد تخبره أنها ستتحرك الآن حتي يقابلها في الطريق ،دعت الله في أعماقها أن يمر اليوم علي خير ولا تفتح والدة أحمد موضوع الانجاب الذي تتفنن في فتحه كل مرة غير مراعيىة حساسية الموضوع لها .
سلمت يداكي أمي ،أتعبت نفسك كثيرا باعداد كل هذه الأصناف " قالها أحمد لأمه وهو يأخذ من يديها الأطباق ليضعها علي الطاولة
-لقد أنرتم البيت يابني منذ زمن لم تأتي مع نوران هنا .
أبتسمت نوران بمجاملة وهي ترد عليها :البيت مضئ بوجودك خالتي ،الطعام لذيذ للغاية سلمت يداك .
أرتفع رنين جرس الباب فقام أحمد ليفتح فأشارت اليه والداته وهي تقول :أجلس يابني انا سأفتح الباب لا بد أنها إحدي جارتي .
أسرعت لتفتح الباب وماإن فتحته ورأت فاتن حتي أبتسمت في وجهها ببشاشة وهي تدعوها الي الدخول :تعالي حبيبتي تفضلي تعالي لأعرفك علي أحمد وزوجته
أبتسمت فاتن وهي تعطيها بعض الأطباق :لا أريد أن أزعجكم خالتي ،أعرف أنك تحبي المحشولذلك أسرعت أحضره لك ماان أطفئت عليه النار .
سحبتها للداخل وهي تقول لها :تعالي ليس هناك ازعاج فلتتناولي معنا الطعام ،ان أمجد يحب المحشو كثيرا سلمت يديكي حبيبتي ،تعالي أعرفك عليهم ،هذا أحمد ابني وهذه نوران زوجته ،ثم أشارت الي فاتن ولم تلحظ نظرة أحمد الذاهلة ولا ملامح نوران الغاضبه وهي تكمل :وهذه فاتن جارتنا انها ابنة شقيقة خالتك نوال يااحمد أنت تعرفها .
تصنعت فاتن الخجل وهي تطرق بنظرها أرضا :تشرفت بمعرفتكما ثم شهقت بتمثيل وهي ترفع نظرها الي أحمد الذي يطالعها الآن بغضب وتقول :هل هذا أبنك خالتي لم أكن أعرف ،انني أصلح دائما عنده هاتفي والكومبيوتر والحق انه ماهر للغاية في عمله كيف حالك أستاذ أحمد ؟قالتها بتهذيب مصطنع فنظر أحمد اليها باستهزاء وهي يرد عليها :بخير ثم تجاهل وجودها وهي يولي أنتباهه الي نوران التي تجلس بجواره تتميز غيظا ويضع الطعام في طبقها قائلا :كلي حبيبتي لماذا لا تأكلين ؟
شعرت والداته بالحرج من فتور استقبال ولدها وزوجته لفاتن فدعتها للجلوس وتناول الطعام فجلست فاتن بأريحية متجاهلة عدم الترحاب الظاهر علي وجه أحمد وزوجته ،متحدثة مع والداته :لو كنت أخبرتيني خالتي أن أبنك هو صاحب محل الصيانة لطلبت توصيتك فهو أحيانا كثيرة يعتذر عن تصليح هاتفي الذي يفسد كثيرا هذه الأيام .
أبتسمت والدة أمجد بطيبة غير منتبهة لما يدور حولهاوهي ترد عليها:انه مشغول للغاية ياابنتي ولكنه بالتأكيد لن يرد لك طلبا ،أليس كذلك ياأحمد ؟
-هز أحمد رأسه دون رد وهو مستمر في أكل طعامه بصمت هو وزوجته ،فقربت فاتن منه طبق المحشو الذي أحضرته وهي تقول له :ألن تتذوق منه سيعجبك طعمه ،ثم نظرت الي نوران حتي لا تلفت أنظار والدته :تفضلي نوران لقد طهوته بنفسي سيعجبك .
أنطلقت والداته تشيد بطهوها وهي تخبر أحمد أن طعامها رائع :كل ياأحمد أن طعامها رائع للحق هي طاهية رائعه سيكون محظوظ من تكون من نصيبه .
أبتسمت فاتن بخجل زائف وهي تراقب أحمد الذي أزاح طبقها من أمامه وهو يقوم :لقد شبعت أمي سلمت يداك .
أسرعت نوران تقوم هي الأخري فلقد شعرت أنها اذا بقيت دقيقة أخري ستطرد تلك المائعة من البيت وستثير غضب حماتها فآثرت الانسحاب .
شهقت والداته مستنكرة وهي تقول :إلي أين ستذهبان أطباقكما لا تزال كما هي أنتما لم تأكلا شيئا .
أمسك أحمد يد نوران وهو يسلم علي والدته قائلا :سأضطر الآن الي الإنصراف أمي أنا ونوران فلدي عمل مهم للغاية .
أستنكرت والداته :الوقت مازال مبكرا بني كما أنني لم أجلس معك أنت ولا نوران بعد فلتبقي معي قليلا ،كما انني أريد أن احدثك انت ونوران في أمر هام .
أحتقن وجه نوران وهي تستنتج ماتود حماتها الحديث عنه قبضت علي يد أحمد بشدة ومجرد تخيل أن تحادثهما في أمر خاص كالحمل أمام تلك المرأة التي تجلس بأريحية كما لو كانت تجلس في بيتها تنظر الي زوجها بتفحص غير عابئة بنظراتها المفضوحة ،ربت أحمد علي يدها مهدئا وهو يرد علي والدته :مرة أخري ياأمي ان شالله فانا متعجل اليوم ،ان شاء الله سآتي اليك أنا ونوران مرة أخري لتحدثينا بما تريدين عندما نكون بمفردنا .
قالها وهو يلقي نظرة عابرة الي تلك الجالسة أمامه وكأنة يقول لها أن وجودك غير مرحب به .
فهمت والداته نظرته وعرفت أن ابنها لن يود الحديث عن أمر خاص أمام أحد ،فجذبت يده بحنان وهي تقول له بحنان :أجلس معي قليلا ثم نظرت الي نوران وهي تردف بطيبة :أنا لم أشبع من وجودك حبيبتي لتجلسي قليلا ونشرب الشاي معا .
-حاضر أمي ثم جذب نوران لتجلس بجواره وهو يميل علي أذنها هامسا :خمس دقائق فقط حتي لا تغضب أمي ثم سننصرف مباشرة .
أومات نوران برأسها موافقة وهي تهز ساقها بعصبية ،فأسرعت والداته للمطبخ قائلة :سأعد الشاي حالا .
-لا تتعبي نفسك خالتي سأعد أنا الشاي اجلسي أنت .
تسمر أحمد وهي يسمع عبارتها وتحت أنظاره الذاهلة وجدها تتجه الي المطبخ كأنها في بيتها ،ألتفت الي والداته بذهول التي جلست أمامه بأريحية وهي تتحدث بطيبة :هذه الفتاة هبة من السماء منذ أن تعرفت عليها وهي تؤنس وحدتي دائمة السؤال علي تجلس معي بالساعات وتتصل بي كل يوم كما لو كانت ابنتي ،ولكنها مسكينة للغاية لقد طلبت الطلاق من زوجها النذل بعد أن رأته يخونها في منزلها تخيل ،يخونها علي فراشها لا أدري أي نوع من الرجال هذا ،كم أتمني أن تجد من يصونها ويقدرها فهي تستحق كل الخير كما أنها طاهية بارعه لقد تذوقت أكثر من مرة طعامها ،وعائلتها معروفه ومحترمه أنا أعرف خالتها منذ زمن لم أري منها الا كل خير،محظوظ هو من تكون من نصيبه بجمالها وأدبها وطهيها الرائع .
نظرت نوران الي حماتها بذهول وهي تردد علي مسامع أحمد مزايا فاتن وكأنها تقنعه بالزواج منها ، شعر أحمد بحركة قدمها العصبية مع كلام والداته الغريب الذي لا يجد له اي معني ،قبض علي كفها مهدئا حتي لا تتهور وتقول كلاما لا يصح في ساعه غضبها ،أتت فاتن من المطبخ وقد جهزت الشاي لتقدم له كوبه فأخذه منها دون أن ينظر إليها أو يوجه لها كلمة شكر لكنها لم تهتم ثم قدمت لنوران كوبها فأشارت إليها أنها لا تريد وهي ترمقها بنظرة غاضبة ولكنها لم تبالي وهي تقترب من والداته وتقدم لها كوبها الذي أخذته وهي تشكرها فجلست جوارها وهي تشرب كوبها باسترخاء وترمق أحمد بإبتسامة متلاعبة ،إبتسامة لم تنتبه والداته لمعانيها بطيبتها ولم ينتبه أحمد لها أيضا لأن كل أهتمامه كان منصبا علي زوجته الجالسة جواره ،نوران التي أنتبهت لكل نظرة رمقت بها فاتن زوجها ،نظرات تدرك نوران جيدا معناها ،نظرات جعلت نيران الغيرة تشب في أحشائها وهي تتمني لو تقوم لتجذب قليلة الحياء تلك من شعرها التي لم تهتم بوجودها او وجود والداته وتكاد تأكله بنظراتها ،نظرت لزوجها بحذر وهي تتسائل هل لفتت انتباهه ،هل تأثر بجمالها وميوعتها المبالغ فيها ،ولكنها وجدت أنظاره مسلطه علي التلفاز ومتجاهل وجودها تماما ،زفرت بارتياح وهي تتمني لو تنصرف هي وأحمد الان فهي تمسك أعصابها بصعوبة من الانفلات خصوصا بعد عودة والداته للحديث عنها وعن جمالها ومهارتها في المطبخ ،ولكن أحمد رحمها وهي يقوم من مكانه ماان بدأت والداته بالاسترسال بحديثها عن فاتن وهو يضع كوب الشاي كما هو لم يمسه قائلا لوالدته :لقد تأخرت كثيرا أمي سأمر عليك وقت أخر ان شاء الله هل تريدين شئ مني ؟
-كلا حببيي حفظتك السلامه لا تتأخر علي ثم وجهت حديثها لنوران :وانتي حبيبتي لا تتأخري علي ،تملأين البيت نورا عندما تأتين
أبتسمت لها نوران ابتسامه باهته وتجاهلت هي واحمد وجود فاتن فلم يسلما عليها وهما يسلما علي والداته لينصرفا بهدوء.
نظر أحمد الي نوران التي تسير جواره بهدوء شديد عكس البراكين الثائرة في أعماقها الآن ،أمسك كفها وهو يسألها بهدوء:مارأيك أن نذهب للتمشية قليلا علي ساحل البحر ؟
-هزت رأسها نفيا وهي ترد عليه بهدوء :لا رغبة اليوم لي ياأحمد أريد أن أذهب الي البيت فقط وأنام .
زفر أحمد وهو يقول لها :إذن سأذهب معك للبيت لا رغبة لي اليوم للعمل ،ثم نظر اليها وهولا يدري ماذا يقول لها ،فوالداته للان لا يعرف متي تعرفت علي فاتن ومتي توطدت علاقتهما بتلك القوة التي رآها اليوم ،ولا يفهم مغزي حوارها عن فاتن اليوم وعن مهارتها وجمالها هو بالفعل لا يفهم شئا ولا يعرف هل يتحدث مع نوران أم يصمت ،يخاف أن يتحدث معها فينبهها فربما لم تلتفت لحديث والداته الغريب ،أما هي فكانت سابحة في أفكارها عقلها ينهرها عن الحديث والانفجار في أحمد حتي لا تلفت أنتباهه أكثر لحديث والداته عن تلك المائعه التي من الواضح أنها تضع أحمد في عقلها وتطارده حتي انها وطدت علاقتها بوالداته فقط لتقترب منه ،منعت دموعها من النزول بصعوبة حتي لا تلفت انتباه أحمد وهي تذكر نفسها غدا أبكي كما تشائين نوران ستكونين بمفردك .
صعدا الي بيتهما والهدوء يخيم علي كلاهما ،خلعت ملابسها وأندست تحت الأغطية فانضم أحمد اليها محتضنا إياها وهو يسألها هامسا :أترغبين في قول شئ لي حبيبتي ،أنا أسمعك،أنا هنا دائما من أجلك .
-أريد فقط النوم ياأحمد ،ربما غدا نتحدث.
شدد من أحتضانها نحوه وكانه يطمانها أنه هنا بجوارها وهو يهمس لها :نامي وأرتاحي حبيبتي وغدا نتحدث .
أستكانت في أحضانه وقد جافاها النوم ،أما هو فلقد غرق في النوم مباشرة ،ظلت تحدق في السقف وهي تفكر إنها لن تستطيع الكلام مع أحمد غدا ، لن تستطيع ان تلفت انتباهه أكثر لتلك المرأة بحديثها عنها يكفي ملاحقتها له إنها بحاجه الي صديق الان تفضفض له وتحكي ماحدث اليوم ،صديق سيتفهمها ،قفزت الي ذهنها صورة أمجد صديقها ودون تردد كتبت له :أحتاجك بشدة ،أحتاج للحديث معك أمجد .
أتته الرسالة وهو نائم بجوار زهرة يتأملها وهي نائمة ،لقد أشتاقها بشدة ،يتمني أن تتحسن الأمور غدا عندما تتحدث والداته اليها ،فكتب اليها :خيرا نوران هل حدث شئ .
أسرعت تكتب اليه :حماتي لقد آلمتني اليوم بشدة ولم أستطع الحديث مع زوجي .
-تعالي نتقابل غدا ،أنت تحكين لي مايضايقك ياصديقتي ،وأنا أتحدث معك حتي يمضي الوقت فسأكون متوترا للغاية فوالداتي ستكلم زهرة غدا وأنا قلق للغاية ،سأنتظرك في الغد في الشقة ،أنا غدا أجازة من العمل ،أي وقت يناسبك .
-لنتقابل مبكرا في الحادية عشر فأنا أشعر انني سأجن لو لم أتحدث مع أحد .
-سأنتظرك غدا اذن ،تصبحين علي خير .
وعاد لتأمله لزهرة وهو يرجو أن يكون الغد يحمل له البشري وان تنتهي مشكلته مع زهرة .
ونوران أيضا أغمضت عينيها وحاولت النوم ترجو أن يأتي الغد لتحكي وتزيل ذلك الثقل من علي صدرها .
وآه من الغد وما يحمله .



hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-06-20, 01:34 AM   #42

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع عشر
"هذا الرجل لا يطاق إنه لحوح بشكل لا يصدق ،لقد صدع رأسي بالاتصالات ،أخبرته أننا سوف نأتي في الموعد أكثر من مرة ولكن علي مايبدو أنه يعاني من مشكلة في الفهم "
أطلقت سمر ضحكة رائقة وهي تستمع الي حديث زوجها المتذمر وهو يغلق الهاتف مع زميله الذي يود خطبة سهيلة ،نظرت إليه عبر المرآة التي تقف أمامها لتتجهز قبل خروجها :إصبرعليه قليلا ياأنس يبدو إنه متلهف كثيرا علي مقابلة سهيلة ،وأختي تستحق هذه اللهفة وأكثر أليس كذلك؟
أسند رأسه الي السرير باسترخاء ينتظرها بصبر أن تنتهي من زينتها ثم قال لها بشرود:تعلمين أن سهيلة تستحق الكثير ياسمر إنني أشعر وكأنها ابنتي التي لم ألدها ،ولكن أشعرأن بها شئ ما مختلف منذ استقراري هنا .
أعتدلت بقلق وهي تسأله :لماذا تشعر بهذا هل تعرف شئ أنا لا أعرفه ؟
هز رأسه نفيا وهو يكمل بنفس الشرود :أشعر وكأنها تتحاشاني ياسمر ،دائما تأتي وأنا غير متواجد بالبيت كأنها تتعمد عدم رؤيتي ،حتي في الأوقات البسيطة التي جمعتنا سويا شعرت وكأنها تتجنب الحديث معي والنظر إلي،لا أعلم مالسبب ياسمر ولكني واثق أن هناك شئ ما تخبئه سهيلة ولا تريد مني معرفته .
أعتدلت سمر بقلق وهي تترك مابيدها وتقترب من أنس :لماذا ستقلقني معك ياأنس ،أنا أشعر بها طبيعية للغاية بل إنها لا يكاد يمر يوم دون أن تمر علي لنتسامر .
رفع نظره اليها وهو يقول :ولكن دائما تأتي وأنا غير متواجد وكانها تتجنبني ألم تلاحظي ذلك؟
عقدت سمر حاجبيها وهي تفكر للحظات وتحاول أن تتذكر كل الأيام التي زارتها فيها سهيلة ،ولكنها وجدتها بالفعل أنها كانت تزورها وأنس غير متواجد بالبيت ،وعندما كان يتصل أنس ويخبرها أنه بالطريق كانت سهيلة تنصرف سريعا قبل أن يأتي متعلله بأنها قد تأخرت ،عقدت حاجبيها وهي تتذكر ذلك اليوم الذي كانت تتحدث فيه عن أنس ومعاملته لها كيف قاطعتها وهي تخبرها أن لا تتحدث عن زوجها هكذا أمام أحد وعندما أستنكرت سمر قولها لأنها ليست أي أحد بل شقيقتها فقالت لها سهيلة بمرح أن لا تتحدث حتي معها فهذه الاشياء قابلة للحسد،رفعت عينيها لزوجها بحيره :بالفعل كانت تأتي وأنت غير متواجد ولكني أظنها مجرد صدفة ياأنس ليس أكثر ،تعلم مدي حبهاوتعلقها وثقتها الشديدة بك لقد كنت أكثر شخص هي قريبة منه في طفولتها ومراهقتها ،حتي انها في فترة مراهقتها كنت أنت فتي أحلامها ،تتذكر تلك الفترة كيف كنت قلقا وأنت تتعامل معها حتي لا تفسر أي تصرف منك بشكل خاطئ .
زفر بحرارة وهو يتطلع اليها :بالطبع أذكرها سهيلة أفتقدت والدها الذي أشبعها دلالا ، فكان من الطبيعي أن تتوجه بعواطفها لشخص يكبرها بالعمر بكثير ليملأ الفراغ الذي تركه والدك رحمه الله ،ولكنها دوما كانت رزينة لذلك لم تستغرق منها هذه الأفكار الا شهور معدودة وعادت تنظر الي كأخ أكبر أو أب .
أقتربت منه وهي تمسد علي ذراعه بحنان :أنت فقط تشعر بالمسئولية الزائدة نحوها لذلك تشعر دوما بالقلق عليها ،أنها بخير أطمئن ،وانا أتمني أن يرزقها الله بزوج يستحقها حتي نطمأن عليها في كنف من يراعيها ،لا تقلق عليها أنها بخير .
ربت علي خدها بحنان وهو يهمس لها :أتمني ذلك ياحبيبتي .
قاطعهم طرقات علي باب الحجرة وصوت ابنها النزق من وراء الباب :أمي ألم تنتهي بعد ،لقد سأمنا من الانتظار .
شهقت سمر وهي تسرع للمرآة ياإلهي لم أنتهي بعد شغلتني بالحديث ولم أكمل .
ضحك زوجها وهو يتحرك ليفتح الباب لأبناءه المتذمرين بالخارج الذين أحبطوا وهم يجدون أمهم ماتزال تقف أمام المرآة ولم تنتهي بعد،قال زياد بتذمر لوالده :لقد تأخرنا أبي إنني جاهز منذ مايقارب الساعه وأمي مازالت لم تنتهي بعد .
أبتسم أنس وهو يلتفت لزوجته :أمامك خمس دقائق فقط ياسمر هل تسمعين .
تذمرت سمر وهي تحاول أن تنتهي مما تفعله سريعا في نفس الوقت الذي تعالي فيه رنين هاتف أنس فنظر الي الرقم وهو يزفر بحنق :هذا الرجل به شئ في عقله إنه لا يطاق .
ضحكت سمر وهي تقترب منه وتقول بمرح :هاقد أنتهيت أخبره أننا بالطريق ،ثم سألته باهتمام وهي تتأبط ذراعه :هل تظن سهيلة ستوافق عليه ؟
هز رأسه بحيرة وهويرد عليها :لا أعلم ،إنه شاب جيد علي خلق ولكن أخشي أنه متأثر كثيرا بطلاقه ،إنه يتحدث عن طليقته بكثرة .
-معك حق لقد لاحظت أنا أيضا ذلك المرة الفائتة التي دعيناه بها ،ولكن ربما كان يحاول تفسير فشل زيجته باختلاف طباعه عن طليقته حتي لا نقلق من ارتباطه بسهيلة .
-ربما ياسمر لست أدري ولكن أشعر أنه لا بد أن نأخذ وقتنا كامل في التعرف عليه ولا نتعجل ،أطمأن علي إستقرارهم في السيارة ثم أداراها وهو يزفر بحنق ورنين هاتفه يتعالي مرة أخري برقم صديقه .
زفرت سهيلة بضيق وهي تصف سيارتها أمام هذا المطعم الذي دعتها سمرإليه باصرار،حاولت كثيرا التنصل ولكنها كانت مصممة للغاية ،تنهدت بضيق فهي كانت تحاول قدر الامكان تجنب مقابلة أنس منذ قدوم سمر للاستقرار ولكن شقيقتها لا تساعدها بدعواتها المستمرة وكلامها المستمر عن أنس ومايفعله من أجل إسعادها،أقتربت بخطوات بطيئة من المطعم فرأتهم جالسين علي طاوله كبيرة تطل علي الحديقة و أحمد ومحمد أولاد شقيقتها يلعبون بالكرة في الحديقة سويا ،أقتربت أكثر فلمحت شخص آخر يجلس معهم لم تتبين هيئته لأول وهلة ولكن ماإن أقتربت ورأته حتي تعالي الحنق في أعماقها وهي تري ذلك الطبيب زميل أنس بالمشفي ، لا تعرف لم يحبه أنس هكذا؟ حتي أن أختها دعتها الاسبوع الماضي لبيتها وفوجئت به أيضا هناك وطوال الجلسة وهو يتحدث عن طليقته ومافعلته حتي أصابها السأم ،أقتربت بتثاقل وماإن أبصرتها سمر حتي هبت واقفة وأسرعت إليها لتأخذها في أحضانها ،أبتسمت وهي تحتضن أختها التي في كل مرة تراها منذ قدمت الي هنا حتي تأخذها في أحضانها بنفس الحرارة واللهفة كانها لم تراها منذ سنوات ،همست لها:كيف حالك سمر أشتقت اليك ؟
حاوطتها سمر بيديها بحنان وهي تقودها الي الطاوله :وأنا أيضا أشتقت اليك حبيبتي كثيرا ،ثم أشارت الي صاحب زوجها وهي تردف :تعرفين بالطبع دكتور أحمد لقد قابلتيه من قبل .
هزت سهيلة رأسها بفتور وهي تلقي عليه بتحية مقتضبة ثم ألتفتت الي أنس بابتسامه وهي تسأله :كيف حالك أنس ؟
أبتسم لها أنس بحنان وهو يرد عليها :بخير كيف حالك أنت وحال العمل ؟
-بخير ياأنس ،هذه الأيام العمل كثير للغاية هناك أمور يجب انجازها قبل سفر مديري .
ألتمعت عين دكتور أحمد وهو يوجه حديثه اليها :يبدو إنك تحبين عملك للغاية آنسة سهيلة دائما تتكلمين عنه بحماس.
هزت سهيلة رأسها هزة بلا معني دون أن ترد عليه ،أسرع أحمد ومحمد الي خالتهم فقد أنتبهوا الي وصولها اليها بصخبهم المعتاد يسلمون عليها ويخبرون والداتهم أنهم جائعون للغاية ،طلب أنس الطعام وقد حرص علي ابقاء صديقه بجانب سهيلة حتي يسهل عليهم تجاذب الحديث ،وبالفعل حاول صديقه كثيرا فتح مواضيع مع سهيلة ولكن سهيلة لم تكن تشجعه فردودها مقتضبة حتي سأم وقرر مفاتحتها بشكل مباشربرغبته وعدم الاستماع لأنس الذي يريد جمعهم معا بعدد من اللقاءات ليتعارفا بشكل جيد قبل أن يصارح سهيلة برغبته في الزواج منها فقال بتهور لسهيلة :آنسة سهيلة أريد الحديث معك قليلا في أمر مهم هل ممكن أن نجلس قليلا بمفردنا بعد إذن أنس بالطبع ؟
تطلعت إليه بحيرة من طلبه وهي تنظر الي أنس الذي قال لها بحنان :أذهبي سهيلة نحن ننتظرك هنا ولم ينس أن يرمق أحمد بنظرة مؤنبة علي تهوره وعدم وفائه باتفاقهم.
تحركا بالفعل الي طاولة قريبة وجلست وهي تتطلع اليه بعملية :خير دكتور ماذا تريد ؟
تطلع اليها لحظة قبل أن يجيبها ببساطة :أريد الزواج منك.
أحمرت وجنتها بردة فعل تلقائية مع الطلب الغير متوقع وقد فهمت الان سبب اللقاءات المدبرة من جانب أختها وأنس،أرتبكت ولم تدري كيف تبلغه برفضها بدون أن تجرح شعوره أو تفسد علاقته باأنس ،فهي أخذت قرار منذ زمن أنها لن تتورط في أي علاقة قبل أن تنجح في التغلب علي مشاعرها لأنس بشكل كامل ،صمتت فواصل متحدثا عن نفسه :تعلمين أني طبيب عمري أربعة وثلاثون عاما كنت متزوجا منذ أربع سنوات من أبنة خالتي أستمر زواجنا عاما ثم أنفصلنا ومنذ عامين وأنا مقيم هنا .
صمت منتظرا أن تسأله تخيل أنها ستسأله عن سبب طلاقه أو عن سبب أختياره لها ولكنها بقيت علي صمتها ،فسر صمتها علي أنه خجل فقرر أن يجيب علي هذه الأسئلة التي من المفترض أن تسألها :لقد رأيتك مع أنس من قبل أعجبت بتحملك للمسئولية وطموحك واستقلاليتك ،أنا أحب المرأة الطموحة العامله أجدها أمرأة مثقفة متطورة وليست أمرأة فارغة العقل كل همها أن تجلس في البيت بدون أن تفعل شيئا.
رفعت رأسها بغضب من عبارته وهي تقول مستنكرة :هل تري أن ربة المنزل أمرأة فارغة العقل ،هل تري تلك التي تجلس أمامك وهي تشير لأختها وتردف :منذ تخرجت وهي لا تعمل قررت الجلوس بالمنزل والاهتمام ببيتها واطفالها فقط ،هل تحدثت معها من قبل ،انها مثقفة أكثر مني أنا ليست فارغة العقل كما تصور النساء الغير عاملات .
أرتبك من غضبها وهو يفسر كلامه :لم أقصد الاساءة ولكن تجربتي في الزواج جعلتني أقرر عندما أتزوج أن أتزوج أمرأة عاملة مشغولة وليس كل شغلها المكوث في المنزل والثرثرة الفارغة والغضب لاني غير متفرغ للترويح عنها ،أريد أمرأة تقدر مسئولياتي لان عندها مسئوليات هي الأخري هذا ماأريده ،وهذا ماأعجبني بك آنسه سهيلة .
تطلعت اليه ببرود وهي تقول له : ولكني قد أقرر أن أجلس من العمل عندما أتزوج وأتفرغ لرعاية بيتي وأسرتي هل وقتها ستقول عني انني أمرأة فارغةالعقل .
أرتبك وهو يتطلع الي ملامحها ويرد عليها :بالطبع لا ،أنا أراك شخصية تتحمل المسئولية ولا تلقي بكل المسئولية علي من حولها مطالبة اياهم باسعادها .
كتفت ذراعيها وهي تنظر اليه ببرود :هل أخترتني لأنني أنا سهيلة أم لأنك أردت شخص لا يحمل من صفات طليقتك شئ.
أرتبك أكثر وهو يري الحديث يسير بشكل لم يتوقعه ولكنه قرر أن يجيبها بصراحه فلطالما أحب الصراحة ورآها خير الطرق :في الحقيقة عندما طلقت زوجتي كان بسبب عدة نقاط لم أستطيع التأقلم معها وقررت عندما أتزوج أن أتجنب تلك النقاط التي دمرت زيجتي في زوجتي المستقبلية وعندما رأيتك وجدت وكأن جميع مافكرت به مجسد أمامي.
صمتت قبل أن ترفع عينيها وتقول :أقدر صراحتك دكتور أحمد ،ولكن من الممكن أن لا تتأقلم أيضا علي بعض الطباع التي تظن أنها ستجعل حياتك مثالية ،أنا أري أن كل الانسان عنده مميزات وعيوب والحياة الزوجية كي تسير نتقبل من أمامنا بكل مافيه بعيوبه قبل مميزاته لا يوجد انسان مثالي دكتور أحمد ،صمتت لحظة وهي تفكر هل تبلغه برفضها ام تؤجله قليلا وتجعل أنس يبلغه فكرت قليلا ثم عزمت علي ان تنهي الامر الان فأردفت :أنس يتحدث عنك كثيرا ويشيد بأخلاقك وتميزك في العمل ولكن للاسف أنا الان لا أفكر بالارتباط بأي شكل ،أنا أقدر كثيرا عرضك ولكن أعتذر كثيرا عن قبوله ،رزقك الله بانسانة صالحة تجد فيها كل ماتتمناه .
ظهر الاحباط علي وجهه من رفضها السريع ولكنه عاود الالحاح عليها :أستطيع الانتظار إذا كنت تحتاجين الوقت .
أبتسمت ابتسامه باهته وهي تقوم من مكانها منهية الحوار :للاسف الموضوع ليس له علاقة بالوقت أعتذر منك بشدة ،سعدت بالتعرف عليك .
وأنسحبت من مكانها الي طاولة أختها التي نظرت اليها بلهفة منتظرة ردها ولكنها صمتت عندما رأت صديق زوجها يقترب هو الآخر من زوجها ويقف معه قليلا ثم يسلم عليه و ينصرف ،جلس أنس بعد إنصراف أحمد وهو يتطلع الي سهيلة في نفس الوقت الذي سألتهاسمر :أخبريني ماذا حدث بالتفصيل ؟
نظرت سهيلة الي أنس الذي سألها :لماذا لم تعطي نفسك فرصة للتفكير ورفضته مباشرة هكذا؟
ظهر الاحباط علي وجه سمر عندما سمعت أن سهيلة رفضت ،نظرت اليها وهي تنتظر ردها الذي لم يتأخر وهي تقول له :لانه يبحث عن شخصية ليست فيها شئ من صفات طليقته ياأنس انه لم ينظر الي أنا لم يراني أنا هذه ليست طريقة للزواج .
ناقشها أنس بهدوء :كان من الممكن أن تعطيا أنفسكما وقت للتعارف ياسهيلة ربما أنتي لم تفهمي قصده بشكل صحيح .
هزت كتفها وهي تقول له :لم تعجبني طريقة تفكيره ياأنس كما انني لا أفكر في الزواج أنا أكتفي بعملي وفقط.
عقد أنس حاجبيه فهو سمع هذه العبارة لأكثر من مرة منها وهذه العبارة تقلقه بشده وتثير مخاوف بداخله ،سمع سمر تشهق باستنكار وهي تقول لسهيلة :ماهذا الذي تقوليه ياسهيلة ماعلاقة العمل بالزواج أعملي كما تشائين ولكن الزواج أمر آخر.
زفرت سهيلة وهي تقول لها :هلا أنهينا هذا الحديث ثم ألتفتت الي أولاد أختها وهي تسألهم بمرح :من سيأتي معي للعب الكرة ؟
قامت مع اولاد أختها الذين سبقوها بصخب الي الحديقة بينما أنظار سمر وأنس تتابعها ،قالت سمر لأنس :كنت أتمني لو توافق أتمني أن أفرح بها أن العمر يمضي بها سريعا وأخاف عليها من الوحده .
ربت أنس علي كفها بحنان دون كلام بينما بداخله بركان من القلق والخوف هذه الجملة التي تقولها دوما انها لاتريد الزواج تقلقه بشدة،تهربها من الجلوس والحديث معه يخيفه ،تصميمها علي السفر منذ ثلاث سنوات فجأة دون مبررات يوتره ، رفضها المستمر لأي خاطب يتقدم إليها منذ تخرجها دون إبداء أسباب منطقية يخيفه ،ويجعل فكرة تتشبت بمخه تؤرقه يحاول طرد هذه الفكرة وعدم التفكير بها لثقته في أخلاقها ولكنه يجدها تقفز أمامه الآن كتفسير منطقي لكل تصرفاتها ،يجب أن يواجه سهيلة ويعلم ماتخبئه عنه ،لن يتحمل الصبر لأكثر من ذلك سيواجهها غدا بمخاوفه وليكن مايكون .
********************************************
ماإن رأت أن الساعة قد أشارت للتاسعه حتي تسللت من الفراش بهدوء حريصة علي عدم إقلاق زوجها حتي لا تضطر الي مواجهته والحديث معه ،ستترك له رسالة انها ذهبت لزيارة صديقتها ،تجهزت بنفس الصمت والهدوء ثم تحركت بخفة الي باب الشقة وأغلقته بهدوء متنفسة الصعداء أن أحمد لم يستيقظ ثم تأهبت لطريقها الطويل فبيت جدة أمجد يبعد قرابة الساعه عن مكان سكنها ،أوقفت سيارة أجرة وأملته العنوان ثم أسترخت في مكانها وهي ترسل رسالتين إحداهما لأحمد تخبره أنها تشعر بالضيق الشديد وسوف تقضي اليوم مع صديقتها فلا ينتظرها ،والرسالة الأخري لأمجد أنها في الطريق ثم أغلقت هاتفها حتي لا يستطيع أحمد الوصول اليها ،وأسترخت في مكانها تتابع الطريق وحركة السيارات السريعه في الصباح الباكر متذكرة ماحدث بالأمس ،غصة بكاء خنقتها وهي تتذكر حديث حماتها عن مميزات فاتن ومهارتها في الطهي هل تحاول الآن حماتها تزويج زوجها أمامها ،حاولت صرف تلك الأفكار عن رأسها حتي لا تتساقط دموعها أمام السائق ،نظرت الي ساعتها بملل فالطريق مازال طويلا وهي تتمني الآن وجود أمجد لتحكي له وتفضفض له عن مابداخلها .
زهرة أيضا كانت تتسلل من جوار أمجد حتي لا يستيقظ فهي لا ترغب بمواجهته ولا الحديث معه ،تسللت من جواره بخفة فلقد أكدت والدتها عليها أن تحضر مبكرا لتفطر معها ،تجهزت بسرعه وهي تراقبه بتوتر مخافة أن يستيقظ تنفست الصعداء وهي تغلق باب الشقة فلقد نجحت في الهروب منه ليوم آخر ،أرسلت له رساله أنها ستقضي اليوم مع والديها ومشت بتثاقل الي بيت والدها وهي تتسائل ماذا تريد منها زوجة عمها حتي تلح عليها هكذا ،لقد طلبت منها الحضور في أسوأ الأوقات ،حدثت نفسها أصبري قليلا ستعرفين ماتريد بعد قليل يازهرة ،تنهدت بثقل وهي تلمح بيت والديها فتباطأت خطواتها علها تطيل الطريق قليلا ولكنها وصلت بالنهاية حاولت أن ترسم أبتسامة مرحة علي شفتيها وهي تطرق الباب الذي سرعان ماانفتح وكأن والداتها تقف وراء الباب بانتظارها ،أسرعت والداتها تحتضنها بشوق وهي تقول بلهفة :أوحشتيني ياابنتي أطلت علي الغيبة هذه المرة ،ثم أبعدتها وهي تتفحص ملامحها بلهفة أم رزقها الله باابنتها علي كبر بعد أن يأست من الانجاب وهي تقول :لماذا نقص وزنك هكذا وجهك شديد الشحوب ،هل أنت متعبة يانور عيني ؟
حاولت زهرة الابتسام بمرح زائف وهي تغلق الباب خلفها وتتحرك مع والداتها الي الداخل :فقط سهرت بالأمس كثيرا حبيبتي أنا بخير ،فقط أنا جائعة للغاية .
أسرعت والداتها للمطبخ وهي تقول لها بلهفة :دقائق ياحبيبتي ويكون الفطور جاهزا لو أخبرتيني وقت أن نزلتي من منزلك لجهزته قبل حضورك .
أبتسمت زهرة بشحوب وهي تتابع والداتها التي أنهمكت في تحضيرالافطار ،أقتربت منها وهي تسألها :ماذا أصنع أنا ياأمي ؟
-أجلسي فقط هنا فوجهك شاحب للغاية
أطاعتها وهي تجلس علي الكرسي ثم سألتها :هل غادر أبي ؟
ردت عليها والداتها :نعم ، تعرفين يحب النزول مبكرا ،حادثته كثيرا حتي يرتاح ويترك الادارة لعمك ولكنه يرفض تعلمين مخه أيبس من الحجر .
أبتسمت زهرة دون رد مما جعل والداتها تقترب وهي تتفرس في ملامحها بقلق وتسألها :ماذا هناك حبيبتي هل هناك مايضايقك ؟هل تشاجرت مع أمجد ؟
شحب وجهها أكثر مع السؤال مما لفت نظر والدتها فعاودت السؤال بقلق :ماذا حدث يازهرة ،أحكي لي حبيبتي .
هزت رأسها بلا معني وهي تردد بخفوت :ليس هناك شئ أمي لم أتشاجر معه لا تقلقي .
-لن تخدعيني زهرة بل هناك شئ ومن الواضح أنه أمر ليس بهين ،لن أتركك حتي تخبريني والا سأتصل بوالداك وهو أكثر من قادر علي معرفة مابك .
تأوهت بتذمر :أرجوك أمي لا داعي لاخبار أبي
فهي تعرف والداها وتحفزه الدائم تجاه زيجتها ولن يتركها بالفعل اذا لاحظ أي تغيير بها ولكنها لا تعرف بماذا تخبره بالفعل
-أنا بخير أمي لا تقلقي ليس هناك شئ هو لم يغضبني في شئ ولكني أشعر بالتشوش هذه الأيام وأشعر بالرغبة في اجتنابه وعدم التعامل معه .
تطلعت اليها والداتها بقلق أكثر وهو تنظر اليها منتظرة تكملة حديثها الغريب ولكن رنين الهاتف قاطعها فتنفست زهرة الصعداء وهي ترد علي هاتفها لتجد زوجة عمها التي تسأل عليها وتؤكد عليها أن تحضر مبكرا ،أخبرتها أنها بالأسفل وسوف تأتي حالا اليها حتي تهرب من حصار والداتهاوأسئلتها وان كانت تعلم انها لن تتركها اليوم حتي تحكي لها كل شئ ،ألتفتت الي والداتها وهي تقول لها :سوف أصعد الي زوجة عمي فهي تريدني لن أتأخر عندها .
أستنكرت والداتها :والفطور أخبرتيني أنك جائعة .
-لن أتأخر أمي فقط عشر دقائق ثم أنزل ونفطر سويا .
تطلعت اليها والدتها بحزم :أعلم أنك تهربين ياابنة بطني ولكن أعلمي أني لن أتركك اليوم حتي تخبريني مابك فهمتي .
أومأت زهرة بيأس وهي تتحرك لشقة عمها فهذا ماكانت تخشاه لن تتركها والدتها حتي تحكي لها ،"لننته أولا من زوجة عمي ثم أفكربعدها ما سأقوله لوالداتي "حدثت نفسها وهي تطرق الباب آملة أن ينتهي هذا اليوم علي خير .
**********************************
جالسا في أنتظار نوران في شقة جدته ،أنتهي من محادثة والدته التي أخبرته أن زهرة ستصعد اليها بعد قليل ،زفر بحرارة وهو يتمني في أعماقة أن تنجح والداته في فهم مايجعل زهرة تتجنبه هكذا في الفترة الأخيرة ،زفر مرة أخري وهو يتطلع الي ساعته ويعاود الاتصال بنوران ليجده مغلقا مرة أخري ،فخرج الي شرفة الشقة لينتظرها .
-كيف حالك يابني ؟ قالتها جارته العجوز في الشقة المقابلة لشقة جدته ،شتم نفسه من بين أسنانه "أيها الغبي لماذا خرجت لن تسلم من فضولها الان "
-أبتسم وهو ينظر اليها :الحمد لله كيف حالك خالتي ؟
-بخير ثم سألته بفضول :ماذا تفعل هنا في الشقة هل قرب موعد عودة جدتك ؟
زفر بضيق وهو يلعن تلك العجوز التي لن يسلم من فضولها :فقط أجلب بعض الأشياء ،وجدتي ان شالله ستأتي بعد موسم الحج .
لمح نوران تمشي بثقة في أول الشارع فدخل بسرعه وهو يلقي تحية علي جارته التي أنعقد حاجبيها وهي تقول بغضب :ذلك الولد لن ينصلح حاله أبدا ظننته سيستقيم بعد الزواج ،يظنني لم أري المرأة التي أحضرها المرة الفائته إلي الشقة ،أنصرفت بخطواتها البطيئة الي باب شقتها وظلت تتطلع من وراء الباب الي باب شقة جارتها بدون ملل وبالفعل بعد قليل رأت أمرأة لم تتبين ملامحها تقف أمام باب الشقة وتهم بطرق الباب ولكن أمجد فتح الباب قبل أن تطرقه وسحبها للداخل ثم أغلق الباب بحذر .
أنعقد حاجباها بغضب وهو تشتمه :ذلك المنحرف قليل الحياء يدنس شقة جدته التي تحج بيت الله ولا يراعي حرمة بيتها ،والله سأخبر والداته أنا لا يعجبني الحال المائل هذا .
وأنصرفت بنفس الخطوات البطيئة لتخرج رقم والدة أمجد لتتصل بها وتشكو لها أبنها ومايفعله .
-أجلسي حبيبتي ،مارأيك أن تفطري معي قبل أن نتحدث.
قالتها والدة أمجد وهي تبتسم لزهرة ببشاشة فهي تحبها بحق لطالما كانت زهرة فتاة مهذبة مجتهدة حلوة المعشر تمنتها لولدها وتمنت له الخلاص من عبثه علي يديها،
أبتسمت لها زهرة بشحوب وهي تقول :مرة أخري خالتي لقد وعدت والدتي أن أفطر معها بعد أن نتحدث ثم نظرت لها بتساؤل وهي تردف :خير خالتي فيم كنتي تريديني ؟
ربتت والدة أمجد علي يدها بحنو ثم قامت :سأصنع الشاي ونتكلم ونحن نشربه .
توجهت بالفعل الي المطبخ لتعد الشاي ،وفي نفس الوقت تعالي رنين هاتفها فسألت زهرة من المطبخ :من يتصل يازهرة ؟
-نظرت زهرة الي الهاتف ثم أخبرتها :مكتوب الخالة فاطمة .
وقفت علي باب المطبخ وهي تقول لها :ردي عليها يازهرة إنها جارة أمي وهي أمرأة ثرثارة للغاية تتصل بي كثيرا تخبرني انها تتابع شقة أمي حتي لا يسرقها أحد ،لو رددت أنا عليها فلن تنتهي قبل ساعه ،ردي عليها وأنا سأصب الشاي .
أومأت زهرة بالموافقة وهي ترد علي الهاتف قائلة :السلام عليكم .
أسرعت الخالة فاطمه تتحدث بغضب دون أن تتبين صوت من يحادثها :ابنك الصغير هذا بحاجة الي إعادة تربيه مرة أخري ،انه يدنس منزل جدته المصلية التي حجت بيت الله بالعاهرات ،لم أرد أن أخبرك أول مرة ولكنه كررها وهذا لا يصح يانجلاء ،ألم يتزوج هذا الفاسق لقد أسأت تربيته ،لقد رأيته الآن بعيني يدخل أحد النساء الي شقة جدته .
تسمرت زهرة وهي تستمع الي كلام الخالة فاطمه المندفع ،شعرت لوهلة أن قلبها كف عن النبض وأن روحها تسحب منها ، تنفست بصعوبة وهي ترمي الهاتف من يدها كأنه عقرب سام شعرت بألم في قلبها وإعياء فأستندت إلي الأريكة وهي تسترجع ماسمعته علي الهاتف ،هزت رأسها غير مصدقة وهي تردد بذهول "أمجد لن يخونني أبدا لقد وعدني ،أمجد لن يخونني " ،يجب أن تتأكد أخبرت نفسها بحزم وهي تعتدل بعنف حتي شعرت بالدوار،كل ماوعته أنها يجب أن تذهب الان الي شقة جدة أمجد التي تعرف طريقها عن ظهر قلب ،فتحت أحد الأرداج التي تعرف أن والدة أمجد تحتفظ به بالمفاتيح ،أحتارت عندما وجدت عدة مفاتيح لا تعلم أيهم لشقة جدته ،لمحت والداته تأتي وهي تحمل أكواب الشاي فسألتها بجمود :أي هذه المفاتيح لشقة والداتك خالتي ؟
تطلعت اليها والداته بحيرة :لماذا هل حدث شئ هل أخبرتك الخالة فاطمة بشئ ؟
تطلعت اليها بجمود :أيهم لشقة والداتك خالتي ؟
نظرت اليها بدهشة من عبوسها ووجهها المحمر بشده :أشارت الي إحدي المفاتيح :هذا حبيبتي .ماذا حدث ؟
-أخذت زهرة المفتاح وهي تدسه في جيب بنطالها وتتحرك دون كلام ،نادتها والدته بدهشة :زهرة الي اين لقد جهزت الشاي ألن نتحدث ؟
ولكن زهرة لم ترد بل أسرعت الي الباب وهي تصفقه ورائها بحدة مما دفع دهشة والدة أمجد للتصاعد وهي تسرع الي نافذة البيت لتجد زهرة تمشي بخطوات سريعه أقرب للركض وتشير الي أحد سيارت الأجرة وتركبها .
-ماذا يحدث مالذي غيرها هكذا ؟
تساءلت بحيرة ثم تنبهت فجأة أنها طلبت منها الرد علي الخالة فاطمه ،تساءلت بهلع :هل سرقت شقة والدتها ألهذا أنصرفت بسرعه ،أسرعت تتصل بالخالة فاطمة وهي تشعر بالذعر ،وماإن فتحت الخالة الخط حتي وبختها كطفلة صغيرة :هل تغلقين الخط في وجههي يانجلاء لاني أخبرك بحقيقة ولدك أنت من أفسده بدلالك والله لأتصل بوالداتك واخذ منها رقم زوجك وأخبره حتي يجد حلا لولدك المنفلت قليل الحياء هذا ،انا أعرف أن زوجك لا يعجبه الحال المائل .
بداعدم الفهم علي وجه نجلاء وهي تسألها بحيرة :ماذا حدث أنا لم أفهم شيئا،أنا لم أرد عليكي في المرة الأولي كنت في المطبخ ،أشرحي لي ماذا حدث .
-تذمرت الخاله فاطمه وهي تواصل توبيخها :ومن قليل الحياء الذي رد علي وأغلق الهاتف في وجهي هل كل أولادك لم يحصلوا علي تربية كالصغير الذي يحضر العاهرات إلي شقة جدته.
ظهر الذعر علي وجهها وهي تسألها :مالذي تقوليه خالتي أمجد لن يخون زوجته إنه يحبها .
-لقد رأيته بعيني هاتين في الشقة وبعد قليل أتت عاهرة وصعدت إليه ثم أتصلت بك مباشرة حتي لا يدنس شقة جدته الطاهرة انها ليست المرة الاولي التي يحضر النساء الي الشقة تعالي الان ستجديه في أحضان العاهرة حتي تصدقيني .
لطمت نجلاء علي وجهها وهي ترمي الهاتف من يدها وتجري كالمجنونه تضع عليها عباءة وطرحه بلا ترتيب ،وهي تردد بذعر: أستر يارب أستر ماذا فعلت ياأمجد ماذا فعلت ياولدي
أسرعت تجري علي السلالم كالمجنونه ثم أوقفت سيارة أجرة وهي تدعو الله أن تلحق زهرة قبل صعودها الي شقة والداتها ،زهرة التي كانت تنزل من السيارة الان ووجهها جامد وعقلها يردد عبارة واحده "أمجد لا يمكن أن يخونها ،أمجد لن يخونها "
مشت في الشارع ببطء فلقد أصر السائق ان لا يدخل في هذا الشارع الضيق ،تعالت دقات قلبها وهي تري البيت من بعيد ،سارت نحوه بجسد مسير بلا وعي منها وعقل أنفلت من عقال إتزانه .
******************************
"أهدئي نوران أنت تبكين منذ أن أتيت "قالها أمجد وهو يجلس بجوار نوران ويناولها كوب من الماء ،كانت تبكي منذ أن أتت منذ مايقارب النصف ساعه ،ماان فتح الباب حتي دخلت مسرعه ،توقع أن تسحب كرسي كما فعلت المرة الماضية وتجلس بجوار باب الشقة ولكنها فاجئته بأن دخلت وجلست علي الاريكة في منتصف الردهة وأنهارت بالبكاء كانها كانت تنتظر رؤيته ،ربت علي كفهابحنان وهو يهدئها :ربما أم زوجك لم تقصد مافهمتيه نوران ،ربما هي مجرد جارة ليست أكثر .
شهقت بالبكاء وهي تقول بصوت مبحوح :أنت لم تري كيف كانت تعدد مزاياها أمامه ،لقد خفت أن أتحدث مع زوجي بالأمس فألفت نظره أكثر اليها ،وهذه المرأة تضعه في رأسها و تريده أنا أعرف هذه النظرة جيدا التي تنظر بها لزوجي ،أنا أخاف أن يضعف أحمد أمامها خصوصا اذا الحت عليه والداته بفكرة الزواج حتي ينجب ،رفعت إليه عينين مليئتين بالألم وهي تردف :لماذا يصرون علي طعني هكذا ياامجد ما ذنبي ان كان حملي تاخر بدون أسباب ،ألا يعرفون إنني أيضا أشتاق الي طفل، هل أصبحت الان عاجزة في نظرهم فيبحثون لابنهم عن زوجه ؟أخبرني ياامجد
تأثر أمجد بكلامها فأقترب منها مهدئا وهو يمد يده يربت علي كفها ففاجته انها رمت نفسها بين أحضانه منهارة بالبكاء تنشد المواساه أذرد ريقه بصعوبه وهو يضمها وقال لها بصوت مبحوح من تاثره باحتضانها هكذا :لا تقولي هكذا نوران انت فاتنه مجنون من تكوني زوجته ويلتفت لامرأة أخري، أنت فاتنه ألم تري جمالك؟ الا تنظرين لنفسك في المراة ؟،لم أري أمرأة بجمالك روحا وخلقا وعقلا ،تنفس بصعوبه وهو يشدد من احتواءها ويده بلا وعي منه تجوب علي مفاتنها :إن جسدك رائع نوران ،مثالي كنجمات السينما ،أتسائل كيف يكون جسمك بملابس مكشوفه أكيد تذهبين عقل زوجك اذا تزينتي له .
كان يشعر أن عقله يغيب أكثر اكثر مع مرور اللحظات ،هناك جزء ما ينهره ويخبره أن يقوم الان ويترك هذه الشقة حتي لا يندم ،ولكن شعر بنفسه يسكت هذا الجزء وينغمس أكثر وأكثر في لذة تجتاحه مغيبة عقله وتفكيره السليم،هل تغيب العقول نعم تغيب عند غلبه الشهوات .
شعر بنفسه يقترب منها اكثر وأكثر حتي كاد يصهرها في أحضانه ،يده تحركت لتنزع عنها حجابها ويرميه باهمال وهو يفك لها شعرها ويهمس في أذنها برغبة :شعرك جميل تبدين فاتنه للغاية اما يده فتسللت تحت قميصها وماان سمع صوت تأوهها الخافت المستلذ بما يفعله حتي فقد زمام عقله نهائيا فلم يعد يسمع الا صوت الرغبة وفقط ،لم يشعر بنفسه الا علي سرير جدته الكبير هو ونوران لم يعرف هل هو من سحبها الي هناك أم هي من فعلت ،هل هو من جردها من ثيابها أم هي من جردته لم يشعر باي شئ سوي أنه وسط لذه كبيرة يريد الانغماس بها ولا يفوت منها شئ ،فقد عقله أكثر وأكثر وهو يسمع تآوهات تجاوبها الذي أطار عقله ،أنغمس بكليته في لذته المحرمه وهي كانت أكثر انغماسا وتغييبا تغترف بلهفه من هذه اللذه المحرمة
وسقطت حواء في بئر الخيانة وذاق آدم ماحرم عليه .



hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-20, 02:50 AM   #43

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن عشر
كانت تصعد ببطء وهي تشعر بأن هدير قلبها يكاد يصم أذنيها ،وجهها تكاد تنفجر منه الدماء ،عقلها يردد كلمة واحدة بلا إنقطاع "أمجد يحبني ،أمجد لا يمكن أن يخونني"،يدها تقبض علي مفتاح الشقة بقوة وكأن فيه نجاتها ،وصلت أخيرا الي باب الشقة فنظرت اليه بعيون زائغة وهي تلهث بعنف ،هناك جزء في داخلها يدفعها للفرار يحثها علي الهروب ،يخبرها انها اذا فتحت هذا الباب ستفتح باب من الجحيم لن تستطيع ايقافه ،كلمات تتردد داخلها بقوة "اهربي زهرة ،اهربي "،تراجعت خطوة بالفعل مستجيبة للنداء ،ولكن جزء آخر عنفها شعرت كأن أحدهم يصرخ داخلها معنفا"لم تكوني يوما جبانه لماذ تهربين واجههي ماتريه ايا كان لا تهربي زهرة كفي عن الجبن وأفتحي الباب "،ترقرقت الدموع بعينيها وهي تشعر بالعذاب رأسها يكاد ينفجر من كثرة التفكير،أمسكت رأسها وهي تضغطه بقوة لتقف أفكارها التي تتصارع بقوة ، أخذت نفس عميق وهي تحاول تهدئة نفسها وهي تردد بخفوت :أمجد يحبني ،أمجد لا يمكن أن يخونني ،أمجد وعدني ،ظلت تردد هذه الكلمات كأنها تعويذة سحرية لتهدئها وبالفعل هدأت بعد لحظات فأخذت نفس عميق آخر وهي تقول بخفوت :هيا زهرة أفتحي الباب لا تخافي ،وضعت المفتاح في الباب وفتحته بهدوء غير عالمة أنها فتحت بابا من الجحيم سيبتلعها ويفقدها عقلها الذي طالما تميزت به .
السكون فقط ماقابلها وهي تفتح الباب ،زفرت براحه فالشقة تبدو خالية لا أثر فيها لبشر ،ولكنها تجمدت وعينها تقع علي وشاح أنثوي مرمي باهمال علي الارض ،جحظت عينيها عندما وقعت عينيها علي الأريكة وهي تري شنطة نسائية وقميص رجالي تعرفه جيدا فهي من أشترته لأمجد في عيد ميلاده الأخير ،تحركت بذهول إلي الأريكه تمسك القميص غير مصدقة ،تسمرت وهي تسمع صوت خافت قادم من الحجرة التي أمامها ، أقتربت من الحجرة هزت رأسها بدون تصديق وهي تسمع صوت تأوهات خافته تعلم معناها جيدا ،ألتقطت أنفاسها بصعوبة وهي تقترب من الباب ،شعرت أنه في كل خطوة تخطوها بأن روحها تسحب منها حتي وصلت أمام الحجرة فهالها مارأت ،توقعت المشهد ولكن الرؤية كانت صادمة ،زوجها غارق مع أمراة لم تتبين ملامحها ،المنظر كان مقززا منفرا لاثنان غارقين في الخطيئة ، ولكن الغريب أنها لم ترف بعينيها لحظة تابعت المشهد امامها دون أن تفوت منه لقطة ،عينيها كأنها تحجرتا فلم ترف ولم تعد تري سوي المشهد المقزز الماثل أمامها ،تعالت أنفاسها وهي تلتقطها بصعوبة وعقلها يصرخ بجنون :خائن الحقير كم أكرهه ،ولكن قلبها كان له رأي آخر فظل يردد دون توقف :مستحيل أمجد لن يخونك ،إن ماتفكرين به طوال الايام الماضية كان صحيح ،أمجد يحبك .
رفعت رأسها تضغط علي رأسها بقوة محاولة وقف أفكارها المتصارعه التي تكاد تذهب بعقلها ،عينيها تتابع بجنون اللحظات الأخيرة من خيانته التي تشهدها،والغريب أنهما لم ينتبها لها ،رأت زوجها يلهث وقد أنتهي من لذته الآثمة للتو ،شهقة عالية أتت تخرجها من طوفان يجتاحها من الأفكار ،يكاد يذهب بعقلها ،شهقة سمعها أمجد ونوران وكانا قد انتهيا للتو سمعاها من وسط لهاثهم العنيف والغمامة الاثمة تظللهما ،ألتفت أمجد ونوران برعب ليتجمدا ،أمجد شعر أن العالم قد انتهي وهي يستفيق من غمامته علي نظرات زهرة وهي ترمق عريه وبعينيها نظرة ربما لن ينساها ماحيا وبجوارها والداته تلطم علي خديها ،نهض بذعر وهو يقترب منها وهو يصرخ بذعر :زهرة ثم أنتبه علي عريه فتلفت حوله بذعر يبحث عن ما يستر به نفسه ،وجد ملابسه ولكنه لمح زهرة تنصرف بعد أن رمته بنظرة وكانها تحفظ تفاصيل المشهد امامها حتي لا تفوتها منه تفصيلة ،صرخ بها وهو يلبس ملابسه بسرعه :زهرة أنتظري لا تنصرفي أرجوك سأشرح لك كل شئ ،زهرة أنتظري ،ولكنه كان يكلم الهواء فهي كانت أنصرفت بالفعل ،سمع والداته تصرخ به :اللعنه عليك أمجد وعلي عبثك ،ألم تكن تلك زهرة التي تحبها و حاربت حتي تزوجت بها ،ماذا حدث لعقلك حتي تخونها مع عاهرة اللعنه عليك ،أذهب لتلحق بها ولكن أظنها لن تعود اليك ابدا بعدما رأته .
هرول بسرعه خلفها بعد أن أنهي ارتداء ملابسه ، بينما ألتفتت والدته الي نوران التي كانت تحدق بذعر في ماحولها وكأنها لا تصدق ماجري باحتقار وهي تصرخ بها :والله أتمني ان اسلمك لمباحث الاداب ولكن لا اريد اي شوشرة علي سمعة عائلتي اللعنه عليك وعلي كل النساء مثلك ،هيا قومي البسي ملابسك لماذا تننظرين الي هكذا .
نوران كانت تتطلع اليها بذهول وهي لا تصدق مايحدث حولها ،تشعر كأنها في كابوس يخنق أنفاسها،عقلها لا يصدق أنها أرتبكت خطيئة الزنا ،عقلها يصرخ بجنون لا بد أن هناك خطا بالتاكيد هذا حلم بل كابوس قاسي ، مدت يدها أسفل الغطاء الذي يعلوها فأنتفضت وهي تري نفسها عارية،سالت دموع القهر من عينيها وعريها وكأنه أيقظ عقلها من غيببوته التي أنغمس بها ،أيقظها علي حقيقة مروعه لقد خانت أحمد ،خانته بل وشهد علي خيانتها له أمرأتين لم تكن تحتاح لذكاء لتدرك أنها والدة أمجد وزوجته ،أمجد الذي تركها هنا لوالداته وهو يهرول خلف زهرة ،ترقرقت الدموع بعينيها وهي تسمع والدة امجد تسبها سبة بذيئة وهي تصرخ بها :انهضي هيا وارتدي ملابسك واذهبي للجحيم لقد دنست هذا البيت بما يكفي .
توسلت اليها بهمس :أرجوك سيدتي أتركي لي الغرفه دقائق حتي أرتدي ملابسي لن أتاخر لن أستطيع أن أقوم هكذا أمامك .
رمقتها بنظرة مستهزءة وهي تقول لها بسخرية:أنظروا من تتحدث العاهرة التي سحبت ابني من فوقها منذ دقائق تخجل من عريها وكان هذه ليست مهنتها ،هيا أنهضي أنا لن أترك لك الحجرة حتي تسرقي منها شيئا أنهضي الان وأرتدي ملابسك .
سالت دموع القهر من عينيها وهي تزيح الغطاء الذي تستر به عريها وتقوم لتلبس ملابسها تحت نظرات والدة أمجد المحتقرة التي تابعت اهانتها وهي تري خاتم الزواج في يدها :ومتزوجة أيضا او ربما زوجك هو من بعثك ليقبض ثمنك اللعنه عليك وعلي ابني الذي سمح لعاهرة مثلك ان تدنس بيت أمي .
توسلت اليها بهمس :أ رجوك اخفضي صوتك سيدتي أنا لا أريد الفضائح الامر ليس كما تظنين أنا وامجد مجرد أصدقاء فقط ،أنا سيدة محترمة .
نظرت اليها باستهزاء وهي تتابع باحتقار :محترمة اي أحترام هذا لا توجد سيدة محترمة تفعل مافعلتيه ،مافعلتيه لا يفعله سوا العاهرات .
سالت دموع القهر من عينيها ولم تقدر علي الرد أوحتي نهرها لتكف علي التعامل معها باحتقار خشية الفضيحة ،هي التي لم تسمح لاحد يوما أن ينال من كرامتها او يقلل من شأنها تقف الان عاجزة عن الرد .
رفعت عينيها بقهر الي والداته التي تابعت انفجارها الغاضب :اياك ان تقتربي من ابني والله لو لمحتك مرة أخري بالقرب منه سابلغ عنك الشرطة ،والان هيا اذهبي الي الجحيم ولا تنتظري مالا مني فانا لن أعطيك فلسا .
أنتفضت بذعر علي صوت أمرأة تقول بسخرية :وتظنين أن أبنك العابث لم يعطيها قبل أن يبدا ،هؤلاء يأخذون اجرتهم مقدما .
نظرت للمرأة التي دخلت الشقة وهي تستند علي عكازها بذعر وهي ترتجف هل ستفضح الان هل سيعلم كل الناس باثمها ،الم يكفي اذلالها بهذا الشكل إنها لاتريد سوي الخروج من هنا وبعدها فلتفكر في مصيبتها وماجنته يداها،أسرعت تخطف حقيبتها وهي تهرول نحو باب الشقة وهي تلف وشاحها بلا ترتيب لم تهتم حتي أن تهندم ثيابها كما أعتادت كل ماأرادته هو الهروب ،سمعت السبة البذيئة من السيدة العجوز التي لا تعرف للان من هي وهي تهبط السلالم بسرعه ،جرت في الشارع كالمجنونه تتخبط في المارين دون أن تهتم بالاعتذار فقط تريد الابتعاد من هنا ،لم تدري كم مر عليها من الوقت وهي تجري ،لم تقف الا عندما شعرت ان قلبها يكاد يتوقف من كثرة التعب فنظرت حولها بذعر تلتفت لا تعرف أين هي ولكنها أخذت نفس ارتياح عميق وهي تلمح ذلك المبني الكبير للتسوق الذي تأتي إليه كثيرا مع أحمد ،حمدت الله فهي الان بعيدة كل البعد عن بيت جدة أمجد ،نظرت حولها بحذر فوجدت الناس يتطلعون اليها بنظرات أشمئزاز أو هكذا خيل اليها ،أسرعت توقف سيارة أجرة وأملته عنوان بيتها وهي ترتجف ،عندها فقط أنتبهت الي ملابسها الغير مرتبة حتي أن قميصها قد زررت أزاراه بشكل خاطئ ووشاحها ملقي بلا ترتيب حول وجهها حاولت قدر الامكان ان ترتب ثيابها ووشاحها وهي تتطع الي سائق السيارة بحذر لتري نفس النظرة المشمئزة في عينيه ،نعم إنها تشعر وكأن الجميع يعرف ماأقترفته يداها،نعم رأت ذنبها ف عيون كل الناس .
الانهاك هو ماكنت تشعر به زهرة وهي تدلف شقة والدتها التي أستقبلتها بذعر وهي تسالها بخوف :أين كنت أفزعتيني عليك ،لقد صعدت الي زوجة عمك عندما تأخرت فلم أجدكما ،أين ذهبتما ،أرتمت في أحضان والدتها وهي ترتجف وهي تقول لها بتوسل :قولي لي أن أمجد لن يخونني أرجوك أمي أخبريني أنه يحبني .
فزعت والداتها من هيئتها الغريبة وشحوبها الشديد وكلامها فأسرعت تحضنها بحنان وهي تحاول تهدئتها :أنه يحبك ياحبيبتي يحبك كثيرا وأبدا لن يخونك .
قادتها للسرير ودثرتها جيدا وهي تنزع عنها وشاحها وحذائها وتسارع لاحتضانها وهي تسألها بذعر :هل تشعرين بالبرد حبيبتي أنت ترتجفين ؟
بكت بانهيار وهي تقول لوالداتها :أنا خائفة علي أمجد أشعر أنه ليس بخير ،أنا أشعر بالخوف الشديد والارهاق أرغب فقط في النوم أمي .
سالت دمعه قهر من عين والدتها وهي تضمها أكثر ولا تعرف ماسر الحالة التي بها ولكنها حاولت طمئنتها وهي تخبرها :لا تخافي حبيبتي انه بخير انت فقط نامي وارتاحي وعندما تنهضي ستجديه بجوارك .
أغمضت عينيها وهي تشعر بالانهاك الشديد والمشاهد التي رأتها تعذبها وهي تعرض أمام عينيها كالشريط المصور .
وصلت أخيرا الي البيت أغلقت باب الشقة بعنف وهي تتهاوي خلفه بانهيار وهي تنتحب ،الان يمكنها أن تبكي وتصرخ، الان يمكنها أن تبكي علي خطيئتها التي أقترفتها ،الان فقط في أمان بيتها تمر المشاهد أمام عينيها تذبحها وتوصمها بالخيانه ،الان فقط حان أوان جلد ذاتها التي زينت لها الامر وهونته لتسقط في بئر الخيانة الموحش الذي القاها في غياباته ،لطمت وجهها وهي تسأل نفسها بجنون كيف حدث هذا هل غيب عقلك ؟هل أغواك فاستجبت لمعسول كلامه ؟هزت رأسها بانهيار وهي تضرب رأسها بعنف بالحائط وهي تعنف نفسها وتتذكر كل لحظة هو لم يغويها هو فقط أقترب وهي سلمت أشرعتها وكانها تنتظرهذه اللحظة ،لن تلوم أمجد فهي كانت شريكته في كل لحظات جريمته ،شعرت بالانهياروعقلها لا يستوعب ماحدث ،كيف ستنظر الان في وجه أحمد ؟ انطلقت صرخاتها مروعه مفزعه تقطع سكون المكان ،لا تعرف كم من الوقت بكت وصرخت ولكنها سمعت طرقات علي باب الشقة وأصوات تتحدث ،التفتت حولها بذعر وهي تسال نفسها هل جاءوا هل علموا بخطيئتها ،أنتحبت وهي تردد بانهيار أنت خائنة خائنة ،تصاعدت الطرقات أكثر واكثر،وسمعت صوت أحدهم يقول :يجب أن نتصل بزوجها ، تلفتت حولها بهلع وهي تلطم خديها وتردد بانهيار: سيخبروا أحمد ،سيقولون له إنني خنته ،سيتصلون به ،وفي لحظة غياب عقل ذهبت للمطبخ واستلت سكين حامية لتقطع به شريان يديها ، تهاوت علي الأرض وقد شعرت بالاعياء متطلعه الي الدماء التي تنزف من يديها براحة وهي تردد بخفوت: انت تستحقي الموت أنت خائنة ثم مالبثت أن أغلقت عينيها بانهاك و مشاهد خيانتها تعرض أمام عينيها كالشريط المصور .
سارح بين أفكاره وأمامه شاشة أحد الأجهزة التي يتوجب عليه إصلاحها لم يقترب منها ، يتصل كل دقيقة بزوجته فتاتيه نفس الرسالة المسجلة الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح ،زفر بغضب وهو يشعر بالقلق في كل دقيقة تمر عليه، وانقباض بقلبه لا يدري مصدره ،أنتفض علي صوت هاتفه الذي أنتزعه من أفكاره ليفتحه سريعا وهو يري رقم أحد جيرانه فقال ببشاشة :أهلا مصطفي كيف حالك ؟
تسمر وهو يسمع صوت جاره الذي يقول له بقلق دون أن يرد التحية :أحمد أين أنت ؟هناك صرخات صادرة من شقتك ،انا أقف أمام الباب طرقته كثيرا ولكن لا أحد يرد .
كان يجري بالفعل في هذه الحظة تاركا المحل وهو يقول لمحدثه :أنا قادم حالا ، لم يلتفت حتي لمحسن الذي ينادي عليه مندهشا من جريه بهذا الشكل ،ألتفت محسن الي والده بقلق وهو يقول:أبي أحمد ترك محله مفتوح أنتبه له وأنا سأذهب له ،شكله غير مطمئن ،وبالفعل أنطلق يجري وراءأحمد ،أحمد الذي كانت مئات السيناريوهات تدور بعقله مثيرة داخله مئات الافكار التي تفزعه ،وصل للبيت أخيرا وهو يلهث بعنف ولكنه لم يتوقف وهو يصعد السلالم بسرعه ليجد جيرانه متجمعين أمام البيت بقلق شديد ،أفسحوا له الطريق ليدخل المفتاح بالباب ويديه ترتجف ،وماإن فتح الباب حتي أطلق صرخة مدوية باسم زوجته، فامامه علي الأرض تقبع نوران وسط بركة من الدماء ووجهها شاحب تماما كمن فارق الحياة .
أمجد كان هو الاخر يعدو في الشارع كمن فارقه عقله حتي وصل اخر الشارع وهو يلتفت حوله بفزع يبحث عن أي أثر لزهرة ولكنه لم يجدها فعاد مهرولا الي سيارته التي يركنها أسفل منزل جدته متحركا بها ، يقودها باقصي سرعه ممكنه الي منزله وقلبه ينتفض بعنف وهو يلوم نفسه كيف طاوعته علي ان يخون زهرة بهذه السهولة ،ضرب مقود السيارة بقوة وهو يشتم نفسه بغضب ،كان يقود السيارة بجنون متخطيا كل الاشارات التي مر بها ،كاد أن يحدث له حادث من شدة تهوره ولكنه لم يهتم ،سمع السباب البذئ من السيارت التي كاد أن يصدمها بتهوره ولكنه لم يرد ،كل ماأحتل تفكيره هو زهرة وفقط ، وصل الي منزله ليهرول من سيارته غير آبه حتي باغلاقها ،صعد السلالم بسرعه وهو يلهث بعنف وهو يفتح باب شقته وينادي علي زهرة ولكنه لم يتلقي أي رد ،فتش أرجاء الشقة بذعر وقلبه ينبض بخوف أن تكون آذت نفسها وهي بحالتها هذه ،شد شعره بعنف وهو يدور حول نفسه وعقله تدور به مئات الافكار الكارثية ،نظر الي هاتفه مقررا الاتصال بها ،كان يعلم انها لن ترد عليه ولكنه حاول محاولة يائسة وبالفعل لم ترد عليه ،فزفر بيأس وهو يتحرك بسيارته مرة أخري يدور في الشوارع بلا هدف يبحث عنها بالقرب من بيت جدته عله يجدها وعينيه مترقرقة بالدموع عالما أنه كتب نهاية علاقته بزهرة حبيبة عمره بيديه ،حاول الاتصال بوالداتها لربما تكون ذهبت اليها ولكنه كان يدعو في سره الا تكون ذهبت هناك ،كان يعلم إنها اذا حكت لوالدها ووالداتها لانتهي كل شئ ،كان عنده أمل ان يتحدث معها أولا ويقنعها أنها غلطة واحدة ولن تتكرر مرة أخري ،سيحاول ويراهن علي حبهما ويقسم لها انه لن ينظر الي أمراة أخري سواها ،أستمع للرنين الطويل وعينيه تتلفت حوله باحثا عنها في كل الوجوه المارة بالطريق ،كاد أن ينهي المكالمة يائسا من أن ترد زوجة عمه ولكنه قبل أن يغلق الخط فوجئ بصوتها فسألها بلهفة :أنا أمجد كيف حالك خالتي ،أنا أطمئن علي زهرة أحاول الاتصال بها ولكنها لا ترد.
فوجئ ببكاء زوجة عمه وهي ترد عليه :لا أعلم مابها منذ أن جاءت وهي ترتجف وتردد كلمات غير مفهومة ،لقد أتصلت بعمك حتي يأتي ربما أستطاع أن يفهم مابها ،لقد نامت منذ قليل ولكنها ترتجف وهي نائمة كمن تعاني من الحمي ولكن درجة حرارتها غير مرتفعة ،مابها ياولدي؟ هل تعرف هل تشاجرتما ؟
أزدرد ريقه بصعوبة وعينيه تحتقن بالدموع وهي يسمع وصف حالتها من والداتها قبل أن يقول لها بصوت مبحوح :أنا في الطريق خالتي لا تخافي ستكون بخير .
ثم أغق معها المكالمة وأخذ يضرب المقود بغضب وهو يشتم نفسه ويلعنها علي فعل راجيا أن تحدث معجزة ما وتسامحه .
فتح والد زهرة الباب بهلع وهو ينادي علي زوجته التي أسرعت اليه مشيرة اليه بهمس ان يخفض صوته حتي لا تستيقظ زهرة فلقد عانت معها حتي غفت ،سالها بهلع ماذا بها زهرة ماذا حدث لها ؟
تحركت معه الي غرفة المعيشة وهي تقول له بحيرة لست أدري منذ ان عادت من الخارج وهي ترتجف وتهذي بكلمات غير مفهومة لست أدري ماذا حدث لها كانت بخير حال عندما أتت صباحا ولكنه خرجت لا أعلم الي اين وعادت بهذا الشكل .
تسلل الي حجرتها بهدوء حتي لا تستيقظ ، تاملها بحنان وهي نائمة كان وجهها متغصنا وكانها تعاني كابوس ملتفه حول نفسها بوضع الجنين وفوقها العديد من الاغطية برغم من حرارة الجو .
أقترب منها وهي يملس علي شعرها بحنان متمتما بالرقية وعينه تمسح وجهها بلهفة بينما جلست زوجته في الناحية الاخري تناظرها بنفس اللهفة آملة أن تستيقظ من نومها بحال أفضل عن حالها الذي نامت به .
أوقف أمجد سيارته بلهفة أمام البيت ليجد والداته تهبط هي الأخري من سيارة الاجرة التي تركبها وهي ترمقه بغيظ ثم أقتربت منه وهي تصيح به بغيظ :هل وصلت بك الوقاحة أن تجلب العاهرات لبيت جدتك ،أخبرني ماذا ستفعل الان وقد رأتك زوجتك ألم تكن تلك زهرة التي صدعت رؤسنا بحبها وأنك لن تتزوج الا منها
نكس أمجد رأسه بخزي وهو يقول لأمه بارهاق :أرجوك أمي كفي عن لومي أنا ألوم نفسي بما فيه الكفاية ثم رفع عينيه اليها وهو يردف بتوسل :أرجوك أمي ساعديني أخبريني ماذا أفعل حتي أنال عفوها أنا لا أستطيع الحياة بدونها .
لكمته أمه في ذراعه بغيظ وهو تهتف بها :مادمت تحبها لما فعلت فعلتك القبيحة تلك ،مادمت لا تستطيع الحياة بدونها لم خنتها ،أصمت الان والدك قادم لا أعرف لما أتي مبكرا هكذا ،لا نريده أن يعرف شيئا فوالله سيهدم البيت علي رأسك لو علم بما فعلته ،هل زهرة عند والدتها ؟
هز أمجد رأسه فأردفت والداته بغيظ :لا بد أنها حكت لوالدتها بل ربما سنجد المأذون بالفعل ينتظرك في شقة عمك ليخلص تلك المسكينة من عبثك .
شحب وجهه أكثر مع كلام والداته في نفس الوقت الذي أقترب منه والده وهو يسأله بقلق :مابها زوجتك لقد أنصرف عمك سريعا مع أتصال زوجته وأخبرني أن زهرة مريضة ؟
شحب وجه نجلاء وهي تسمع أن أخو زوجها بالمنزل ،أدركت أن لا أمل من الاصلاح بوجوده وأن الطلاق واقع لا محالة .
تحركت بقنوط خلف زوجها وابنها وهي تهز رأسها أسفا وهي تسمع زوجها يسأل أبنها باستنكار :لم منظرك هكذا ألم تري نفسك في المرآة ؟
لم يرد أمجد علي أبيه وهو يشعر بروحه تسحب منه وأبيه يرن جرس الباب عالما أن نهاية قصة عشقه مع زهرة حان أوان إنتهائها .
سأل زوجة عمه بلهفة ماإن فتحت الباب :أين زهرة خالتي ؟كيف حالها الان ؟
-أنها ترتجف يابني منذ أتت من الخارج ،أين ذهبتم نجلاء لقد أخبرتني أنها ستتكلم معك قليلا وعندما تأخرت صعدت إليكم فلم أجدكما ؟
شحب وجه نجلاء ولم تدري بم ترد عليها فقالت بتلعثم :لقد أتي لها اتصال ثم أنصرفت سريعا وكانت متعجلة كثيرا .
جلست والدة زهرة بحزن وهي تخبرهم :أتمني عندما تستيقظ أن تكون أفضل .
سألها أمجد بلهفة :هل أستطيع الدخول لها خالتي ،أريد أن أطمئن عليها .
أشارت اليه بيديها :البيت بيتك يابني أنت تعرف طريق حجرتها .
أسرع أمجد الي الحجرة بلهفة أملا أن يستطيع اقناع عمه أن يتركه معها بمفرده حتي يستطيع أن يعتذر منها ويراضيها فعلي مايبدو لم تخبر أمها واباها بعد فلو كانت أخبرت والداتها لطردته بدون شك .
فتح باب الحجرة بهدوء ليجد عمه جالسا علي طرف الفراش وهو يمسد علي شعر زهرة بحنو مهمها بصوت ففهم أمجد انه يقرأ عليها الرقية تنحنح بخفوت وهو يقترب منه :كيف حالك عمي ؟ألم تستيقظ زهرة بعد ؟هل مازالت ترتجف ؟
رفع عمه اليه عينين غاضبيتين وهو يهمس بغضب من بين أسنانه :أنا متيقن من كونك السبب فقط أتأكد ياامجد وعندها سينتهي كل شئ .
شحب وجه أمجد ولم يرد عليه وعقله يصور له لحظة استيقاظ زهرة واخبارها لابيها بفعلته ،ترقرقت دمعه بعينيه وهو يناظر ملامحها بألم ،ياالهي يبدو علي وجهها الالم وهي نائمة كانها تعاني ،نهره عقله موبخا بغضب "بالتاكيد تعاني ايها الاحمق الم تراك مع أمرأة أخري "،رفع نظره الي عمه وهو يقول له :أذهب عمي لترتاح قليلا ،أنا سأجلس معها حتي تستيقظ .
-راحتي بجوارها أذهب أنت .
شحب وجه أمجد وجلس علي الطرف الاخر من السرير باستسلام يتأمل وجهها كأنه يحفظ تفاصيله ،جالسا كمن ينتظر حكم إعدامه ،فقط ينتظر ان تفتح عينيها لتخبر أبيها وعندها ينتهي كل شئ ،لا يعلم كم مضي من الوقت وهو جالس يتأملها ،لم ينتبه حتي أن زوجة عمه قد دخلت تطمئن عليها ،لم يشعر بشئ ولكن قلبه شعر به يكاد يتوقف وهي تفتح عينيها ببطء وهي تسأل أبيها بخمول :هل أتيت ياأبي ؟
-أنحني أبيها يقبلها بحنان:نعم ياروح أبيك وقلبه ،كيف حالك الآن ؟
هزت رأسها والخمول لم يفارقها بعد :أشعر برأسي يكاد ينفجر .
-مسد أبيها علي شعرها بحنان :سلامتك ياحبيبتي ،هيا أنهضي لتأكلي شيئا ثم تناولي بعض الاقراص للصداع .
هزت رأسها وهي تقوم من مكانها ولكنها تسمرت عندما وجدت أمجد جالس علي الطرف الآخر من السرير يناظرها بعذاب ،عقدت حاجبيها وهي تتطلع اليه بخوف ،أندست بين أحضان والدها وهي مازالت تناظره بنفس النظرة التي أدمت قلبه ،سألها بصوت مبحوح :كيف حالك حبيبتي ؟
أنكمشت أكثر بين أحضان والداها الذي نظر اليها بدهشه من نظرة الخوف التي تحتل عينيها فسألها بتوجس وهو يناظر أمجد بغضب :ماذا حدث حبيبتي ،هل فعل لك شيئا أخبريني ؟
أنتظر أمجدإجابتها وهو يطالعها بتوسل ألا تتكلم ،ألا تخبر والدها ،أرسل لها نظرة وعد أنها ستكون المرة الأخيرة ولن يخونها أبدا ماحيا ،تحدث معها بعينيه وهل هناك أقوي من لغة العيون في الكلام بين المحبين ؟،أما هي فكانت تمسح وجهه جزءا جزءا تنظرالي كل جزء في وجهه جسمه ملابسه لم تترك جزء لم تمسحه بعينيها ودموعها بدأت بالتساقط وجسمها يرتجف بخوف قبل أن ترفع عينيها الي والدها الذي يناظرها بألم علي الحال التي لم يراها به قبل أن تنطق بما لم يخطر ببالهم أبدا ،سألت والدها بخوف :من هذا الرجل ياأبي أين أمجد ؟إنه يشبهه كثيرا كانه نسخه منه حتي كاد أن يخدعني للوهلة الأولي ؟أين زوجي ياأبي ؟أين زوجي ؟
تسمر الاثنين مع كلامها ،كلاهما لم ينطق لم يستوعبا ماتتفوه به،كانا ينظران اليها بذهول ،أفاق أمجد من ذهوله علي صفعة عالية علي وجنته وزهرة تهاجمه تضربه بلا إنقطاع علي وجهه وهي تصرخ به بانهيار :أين زوجي أيها الحقير ؟ماذا فعلت به ؟هل آذيته سأقتلك أخبرني ماذا فعلت به؟
هرولت أمها تجري علي صوت الصراخ يتبعها والد أمجد ووالداته التي تلطم خديها تحسب الصراخ أن زهرة أخبرت والداها وهو يتعارك مع أمجد ،دخلوا الحجرة ففوجئوا بزهرة تهاجم أمجد وتضربه وهي تصرخ به بجنون :سأسجنك سأبلغ عنك الشرطة ،أ،طق أين زوجي ؟
تسمر الجميع بذهول لم يتحرك أحد منهم حتي أمجد لم يتحرك لم يدافع عن نفسه فقط الذهول سمره وهو لا يستوعب مايحدث أمامه ولا ماتتفوه به زهرة ، شل تفكيره وجسده يستقبل ضرباتها بسكون وهو يناظرهابذهول ،إلتفتت الي أبيها وهي مازالت علي صراخها :أبي أتصل بالشرطة حتي تأتي وتقبض عليه يجب أن نسرع حتي نطمئن علي أمجد ،ثم واصلت ضربه :سأقتلك أيها الحقير لو كنت آذيته .ثم وجهت كلامها الي عمها :عمي تعال وقيده حتي لا يخدعنا ويهرب قبل أن تصل الشرطةإنه الوحيد الذي يعرف مكان أمجد .
نجلاء هي أول من أفاق من ذهولها وقد أفاقتها عاطفتها الامومية وهي تري إبنها يضرب من زوجته وهو مستسلم تماما لا يدافع عن نفسه فأقتربت من زهرة وهي تهتف بها بحدة :هل جننت زهرة دائما أضرب بك المثل في اتزانك وتهذيبك هل تجروئين علي ضرب زوجك أمامنا هكذا بلا حياء أي كان ماحدث من مشكلات بينكما هذا لا يعطيك حق اهانته بهذا الشكل .
نظرت اليها زهرة بانهيار وهي تصرخ :انه ليس أمجد انه ينتحل شخصيته كيف لم تنتبهي الي ذلك انه ابنك .
أقترب عمها منها وهو يحاول تهدئتها :أهدئي حبيتي يبدو أن أعصابك متعبة قليلا ،انه أمجد يابنتي أنا أبوه وأعرفه حق المعرفه فقط أهدئي وارتاحي .
ناظرتهم زهرة بذهول وجسدها يرتجف وهي تصرخ بهم بجنون :أخبرتكم أنه ليس أمجد لماذا لا تصدقوني ،إنه نسخة طبق الاصل منه لا أعرف كيف فعلها ولكنه ليس هو ،أنا أعرفه، أنا زوجته، ليس أمجد .
تحرك والداها ناحيتها وقلبه ممزق لا يفهم ولا يستوعب مايحدث أمامه، هولا يعرف حتي كيف يتصرف ،فقط تحرك بغريزته الابوية وأقترب منها وهو يحتويها محاولا تهدئتها :بالطبع حبيبتي ليس أمجد معك حق فقط أهدئي .
تطلعت اليه بتوسل وهي تسأله برجاء :أنت تصدقني ياأبي اليس كذلك ؟
أحتواها ودموعه تنهمر :بالطبع حبيبتي أصدقك ثم وجه حديثه الي أخوه :أمسكه جيدا ياعمران وأخرج به من الغرفة وحاذر أن يهرب منك .
أقترب عمران بالفعل من أمجد وأخذه من يديه متبعا كلام أخيه عل زهرة تهدأ وخرج من الغرفة مع زوجته .
بدأت زهرة تهدأ مع تصرفات والدها وهي تهتف به بانفعال :يجب أن نتصل بالشرطة الان قد يكون أمجد في خطر ياابي .
هز أبيها رأسه وهو يقودها الي السرير :أنا سأتصل بهم حالا فقط أهدئي أنت وأرتاحي حتي يجدك أمجد في أبهي صورة عندما يعود .
أستكانت في أحضان والداها وهي تشعر بالاستنزاف فاحتواها هو يهدهدها كالاطفال وهو يهمس لها أن تهدأ وأن كل شئ سيكون بخير .
رفعت أنظارها اليه وهي تقول له بلهفة :أذهب واتصل بالشرطة ياابي أرجوك أسرع .
نهض من مكانه وهو يهتف بزوجته التي كانت متسمرة تناظرهم ولم تحرك ساكنا من وقتها :رقية تعالي هنا أبقي أنت بجوار زهرة وأنا سااتصل بالشرطة .
نظرت اليه بذهول وهي تساله :أي شرطة تلك التي ستتصل بها ؟لما تطاوعها هكذا ياحاج أجعلها تفق زوجها يجلس بالخارج .
زعق بزوجته وهو يشعر بانكماش زهرة مع كلام والدتها :رقية أصمتي أنت فقط أبقي بجانبها بدون أي كلام .
أقتربت زوجته وهي تحتضن ابنتها وتقول بلوعه :ماذا حدث لك ياابنتي ؟ماذا حدث لك ؟
رفعت رأسها بألم تناظر والداتها :أنت لا تصدقيني أيضا .
زفرت أمها بحزن وهي تحتويها ولا تدري بماذا تجيبها تخاف أن تصارحها فتنهار كما حدث منذ قليل :أرتاحي حبيبتي لا تفكري بشئ أبيك سيفعل مايريحك ،حاولي أن تنامي قليلا .
أنكمشت زهرة بخوف وعقلها يدور في دائر مفرغة ،خائفة علي أمجد ،مستنكرة أن لا يكتشف والده ووالدته زيف الشخص الذي ينتحل شخصية أبنهما ، حتي والدتها لم تكتشف وهي اللي ربت أمجد كاابن لها ،أغمضت عينيها بالم وهي تسترجع مافعله ذلك الحقير مع تلك الساقطة :كان يحاول أن يقنعها أن أمجد يخونها ،أرتجفت باشمئزاز ومشاهده تمر أمام عينيها مع تلك الساقطة ،شعرت بالخوف من أن يتمكن من خداع والدها ويقنعه انه امجد فيجعله يدخل لها ،لقد أراد ذلك الحقير أن يحتضنها ويدنسها ، يجب أن تجد شئ تدافع به عن نفسها اذا حاول الدخول اليها ، وقعت عينيها علي حقيبة يدها فلمعت عينيها وهي تقول لوالداتها بخفوت :أمي أشعر بالعطش أريد كوب ماء.
قامت والدتها بسرعه وهي تقول لها : سأجهز لك الطعام أيضا أنتي لم تاكلي شئا منذ الصباح .
ماان تاكدت زهرة أن والداتها خرجت حتي قامت مسرعه لتفتح حقيبتها مخرجة ذلك المسحوق الذي يرش علي الوجه الذي تضعه في شنطتها دائما للدفاع عن نفسها و"كتر "أخرجت الجزء الحاد فيه بسرعه وهي تدسه تحت الوسادة مع المسحوق وهي تشكر والدها في سرها فهو من أحضرهم لها حتي يكونا معها دائما اذا ضايقها أحدهم ،منتظرة بتوجس ماذا سيجدث في الدقائق المقبلة .
خرج والدها وهو يشعر بالانهاك والذهول للان لا يصدق ماحدث أمامه ،ياإلهي ماذا حدث لها؟ ،لا يعلم للان هل مافعله صحيح أم خاطي كان يريدها فقط أن تهدأ ولقد هدات بالفعل ماان اخبرها انه يصدقها ،زفر بقنوط وهو يدخل الي حجرة المعيشة ليجد اخيه وزوجته وأمجد يجلسون ساهمين كأن علي رؤسهم الطير :رفع أمجد نظرة الي عمه يساله بلهفه :كيف حالها ياعمي ؟
زفر عمه بمراره وهو يجيبه :حالتها لا تسر لا أدري مابها كانها فقدت عقلها ،ثم أردف باتهام :هل فعلت لها شيئا ؟
أرتبك أمجد مع نظرات عمه الغاضبة ،فأسرعت والداته تنقذه وهي تقول باستنكار :ومادخل أمجد الان ياحاج ؟
زجرها عمران بعينيه وهو يلتفت الي أخيه :ماذا سنفعل الان ياحاج ؟أعتقد أننا يجب أن نستشير طبيبا ؟
-لا أعلم ياعمران ماذا أفعل ؟لا أعلم مابها ؟لا أعلم كيف أتصرف ؟
ربت عمران علي كف أخيه وهو يقول له :لا تقلق يااخي ان شالله سيكون شيئا بسيطا هيا قم لنصلي معا فالعصر أذن منذ قليل .
أومأ برأسه وهو يقوم مع أخيه ليصليا صلاة العصر ،فقام أمجد هو الاخر وهو يقول لابيه :سأتوضأ وألحق بكم .
قامت نجلاء هي الاخري وهي تسمع صوت قادم من المطبخ فتوجهت اليه ربما رقيه بحاجة الي مساعدة ،تسلل أمجد وهو ينظر الي المطبخ ليري زوجة عمه منهمكة في تحضير الطعام ،فتسلل علي أطراف أصابعه لحجرة زهرة ليطمئن عليها ويحاول أن يعتذر منها فأكيد حالتها تلك بسبب مارأته ،فتح الباب وأغلقه خلفه بخفوت وهويناديها بهمس :حبيبتي سامحيني أرجوك كانت غلطة ولن تتكرر،أقسم لك أنها كانت لحظة ضعف وأنا أعدك أني لن أقترب من أي أمرأة أخري سواك .
نظرت زهرة اليه نظرة لم يفهمها فأقترب أكثر منها محاولا أن يحتضنها ولكنها فاجئته وهي تصرخ به عندما أقترب وهي تغرس النصل الحاد في ذراعه :أمجد لن يخونني أيها الحقير ،كنت أعلم أنك ستخدعهم وستأتي الي وقد أنتظرتك ثم رفعت المسحوق ترشه في وجهه فأرتفعت صرخاته من ألم ذراعه ووجهه الذي يحترق من أثر المسحوق .
قطعا والد زهرة الصلاة وعمها عندما سمعا الصرخات القادمة فهرولا الي حجرة زهرة وقلبيهما يكادا أن يتوقفا وخلفهما والدة زهرة ونجلاء الذين خر جا من المطبخ يجريان علي صوت الصراخ،ماان فتح والد زهرة الباب حتي فزع مما رأي فأمجد مرمي علي الارض يتلوي وزهرة واقفه تصرخ بجنون :سأقتلك لانك جروءت علي الاقتراب مني بل وجروءت علي أن تحاول اقناعي ان أمجد يخونني ؟
شهقت والدة نجلاء وهي تري الدم يسيل من ذراع ابنها فاسرعت اليه لتجد النصل الحاد مغروس في يديه فاسرعت اليه بلوعه تتفقده :ماذا أصابك ياحبيبي ،ثم رفعت عينيها لزهرة وهي تصرخ بها بغضب :هل جننت هل فقدت عقلك لو حدث شئ لابني لن تفلتي من يدي .
أسرع والدها اليه وقد شعر ان الامور أنفلتت من بين يديه وزهرة تصرخ به بانهيار:لقد خدعتني قلت أنك ستقيده وتتصل بالشرطة .
أقترب منها والدها محاولا تهدئتها :فقط أهدئي وسأفعل كل ماتريدين .
أنهارت والداتها وهي تبكي :ماذا حدث لك ياابنتي ماذا حدث لعقلك ؟
أسرع عمران ليري مدي سوء جرح أبنه وهو يجده ينزف الدم بغزارة فأسرع يقول له :تعالي معي هيا نذهب لاي مستشفي الجرح كبير .
نهض أمجد بألم وهو يستند عليه ففاجئتهم زهرة وهي تصرخ بجنون وتقف أمام باب الحجرة :لن يتحرك أحد لأي مكان قبل أن تصل الشرطة سيهرب منكم أنا متاكده ،دعوه هنا لن يتحرك أي أحد منكم .
حاول والدها الاقتراب منها فصرخت بانهيار أبعدوا عني أنتم لا تصدقوني ،اذا حدث شئ لامجد فذنبه في رقبتكم .
ثم شعرت أن الكون يدور بها فصرخت صرخة أنخلعت لها قلوب والديها قبل أن تهوي بينهم بلا حراك .





noor elhuda likes this.

hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 20-07-20, 02:32 AM   #44

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل التاسع عشر
تطلعت الي الطبيب وهي مستلقية علي السرير باجهاد وهي تسأله :أنت تظنني مجنونه أليس كذلك ؟زفرت بارهاق وهي تستكمل حديثها والطبيب جالس أمامها بهدوء جوار الفراش يستمع اليها بانتباه وعقله يسجل كل كلمة بدقة مراقبا تعبيرات وجهها :لا أعرف كيف فعل هذا انه يشبهه تماما نفس الشكل الطول تعبيرات الوجه الصوت ،ولكنه ليس هو لقد خدعني لاول وهلة ولكن بعد قليل أدركت الفارق ،قلبي عرف قبلي أنه ليس هو ،أنا أحب أمجد بيننا علاقة حب طويلة أستطيع وأنا مغمضة العينين أن أتعرف عليه ولو كانت الحجرة مليئة بالرجال ،أرجوك ساعدني أنا لست مجنونه ،أسال عني في جامعتي أنا طالبة دكتوراه أسال عني مشرف الرساله سيؤكد لك سلامة عقلي ،أرجوك ساعدني يجب أن نقنع أهلي ونبلغ الشرطة ،قد يكون أمجد في خطر .
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تردف :أرجوك ساعدني .
هز الطبيب رأسه وهو يشير الي الممرضه التي أقتربت لتضع لها أحد الامصال المهدئة .
تحدث اليها بهدوء وهو يخبرها :أنت بحاجة شديدة الي النوم قليلا سيدة زهرة وانا أعدك عندما تستيقظين أننا سنجد حلا .
سالته بلهفة :هل ستساعدني ؟
هز رأسه بتأكيد وهو يجيبها :بالتاكيد سأساعدك .
زفرت بارتياح وهي تسترخي في الفراش وأجفانها بدأت بالتثاقل :أشكرك ،ابي أيضا صدقني ،شكرا لك .
راقب وجهها الذي تراخت ملامحه ،فأشار للممرضة وهو يهمس لها :أبقي بجانبها ولا تتحركي .
ماان فتح الباب حتي هب الجميع اليه بلهفة ،وكلهم تكلموا بصوت واحد :كيف حالها؟
أشار اليهم وهو يقول :أحتاج الي التحدث معكم ،الممرضة ستبقي معها لا تقلقوا .
ماان أستقروا في الحجرة حتي سأله والدها بلوعه :ماذا أصاب ابنتي ؟أنا لا أستوعب للان ماحدث ،بدت كانها فقدت عقلها فجأة .
تنحنح الطبيب قبل أن يجيبهم بمهنية :أنا أحتاج لمعرفة بعض التفاصيل عنها ،هل حدث لها أمر مماثل أنها توهمت أن شخص من محيطها قد أستبدل باخر ؟هل هناك أي شئ غريب في سلوكها أو تفكيرها قد تغير في أي فترة من حياتها ؟
هز والدها رأسه وهو يقول لها :لا أبنتي كانت دوما شخصية متزنه متفوقة كانت مثالية في كل تصرفاتها .
نظر الطبيب الي زوجها وعمها وكأنه ينتظر تاكيد علي كلام والدها فأجابه عمها : زهرة كانت دوما فتاة متزنة باختصار فتاة يفتخر بها .
-هل هناك أي سلوك غريب ظهر عليها في الاونة الاخيرة في علاقتها بزوجها الاستاذ أمجد ؟
شحب وجه أمجد مع السؤال وهو يشعر بسياط الذنب تجلده ،كان ألم يده كبير للغاية ولكنه لم يستطع الراحه كما أمره الطبيب بعد خياطة جرحه ،أزدرد ريقه بصعوبة وهو يخبر الطبيب :اننا متحابان مضي علي زواجنا قرابة التسعة أشهر علاقتنا جيدة للغاية .
-سيد أمجد تهمني معرفة التفاصيل حتي أستطيع فهم أبعاد حالة زوجتك .
كان يتطلع اليه منتظرا منه اجابة شافية ،كان يشعر ان هذا الرجل يخفي شيئا حاول معه قبل أن يدخل الي زهرة أن يتحدث معه قليلا علي انفراد ولكنه كان يردد فقط كلمات ان علاقتهم جيدة للغاية وفقط ،ادرك بخبرته ان هذا الرجل يكذب .
قالت والدتها فجأة :لقد أخبرتني في الصباح عندما حضرت انها ترغب باجتنابه وعدم التعامل معه .
شحب وجه أمجد أكثر والانظار كلها تتجه نحوه بتساؤل فأغمض عينيه بانهاك وهو يقول بخفوت :منذ حوالي أسبوعين تقريبا بدأت في النوم قبل أن أصل الي البيت وهذه لم تكن عادتها أبدا، كانت دوما تنتظرني مهما تأخرت ،أحيانا كنت أشعر انها مستيقظة وتتظاهر بالنوم .
بدا التردد علي وجه عمران فشجعه الطبيب بنظراته :آخر مره قاموا بزيارتنا كانت زهرة طبيعية للغاية كعادتها ولكنها كانت تنظر بطريقة غريبه الي أمجد حتي انني ظننت انهما متشاجرين ولكن عندما سالت امجد نفي .
تدخلت والداتها وهي تقول بخفوت :منذ فترة سالتني زهرة سؤال غريب ولكني لم التفت اليه وقتها سالتني هل لاحظت اي تغيير علي أمجد صوته كلامه نظراته ؟وعندما أستغربت كلامها وسالتها لماذا تسال سؤال غريب هكذا صمتت ولم ترد علي ولكني لم أشغل بالي لانه عندما جاء أمجد كانت عادية ومبتهجة بعودته .
سألهم الطبيب باهتمام وقد بدأ يشعر أن أمجد يخفي الكثير ،هل هناك أحد مقرب منها من الممكن أن تحكي له عن مشاكلها ؟
-سهيلة انها اقرب صديقاتها .
أخبرهم الطبيب بحزم :أحتاج للحديث معها .
سأله والدها :انها مقيمة بالخارج هل تكفي مكالمة هاتفية ؟
-تكفي .
قال والدها بحيرة :زهرة تتصل بها عن طريق الانترنت كما تخبرني ولكن لا أعرف الطريقة أنا معي هاتف زهرة ولكني لا أجيد استخدامه .
أخذ الطبيب الهاتف وهو يسأل أمجد :هل تعرف علي أي تطبيق يتحدثان ؟
أخبره أمجد باسم التطبيق بهمس وهو يشعر بذعر أن تكون قد حكت لسهيلة ماحدث.
تحرك الطبيب خارج الحجرة ليتحدث معها قائلا لهم :خمس دقائق وأعود اليكم .
******
تحركت الي الخارج بتثاقل بعد انتهاء يوم عمل طويل تشعر بارهاق شديد ،وبجوارها نرمين تثرثر كالعادة وهي فقط تتجاوب معها بايماءة من رأسها ،حتي تذمرت الاخيرة وهي تقول لها :هل أحادث نفسي سهيلة ؟
-آسفة نرمين أشعر بارهاق شديد فقط ماذا كنت تقولين ؟
قاطعهم صوت نيشان الذي أقترب منهم بدون أن يشعروا : أنت تجهدين نفسك بالعمل سهيلة .
مالت نرمين علي سهيلة بهمس :أنظروا من يتحدث.
لكزتها سهيلة بقوة وهي تهمس لها :أصمتي .
أبتسمت نرمين وهي تسأل نيشان :هل حددت موعد السفر سيد نيشان ؟
هز نيشان رأسه وهو يرد عليها :بعد أسبوعين من الآن .
أتسعت أبتسامة نرمين وهي تقول له بمرح :سنفتقدك كثيرا سيد نيشان .
عادت سهيلة تلكزها وهي تهمس لها :منافقة .
نظر نيشان الي سهيلة وهو يسألها :هل انت متفرغة سهيلة أريد الحديث معك قليلا .
أسرعت نرمين تستاذن بلباقه وهي تلوح لسهيلة قائلة :أراك غدا سهيلة .
نظرت سهيلة الي نيشان بتساؤل فتنحنح وهو يقول لها :أريد الحديث معك بأمر خاص هل نستطيع الذهاب الي مكان للتحدث .
نظرت له بحيرة وهي تسأله :أمر خاص أي أمر هذا سيد نيشان ؟
خيل له أن ملامحه أرتبكت للحظة قبل أن يرد عليها ببساطة :سأخبرك ولكن المكان هنا غير مناسب .
أعتذرت له قائلة :أعتذر جدا سيد نيشان هل من الممكن أن نؤجلها الي الغد ؟اوتستطيع أن تخبرني الان اذا كان الامر عاجل ،للاسف عندي موعد مع زوج شقيقتي بعد قليل ولن أستطيع الغاؤه .
عبس وهو ينظر اليها وهو يمسك نفسه بقوه أن يسألها ومالذي يريده منك زوج شقيقتك ؟ ثم أخبرها :ليس هناك مشكلة سهيلة نتحدث غدا .ثم لوح لها وهو يتجه الي سيارته ،فتحت سيارتها وهي تجلس في سيارتها جلست دقائق تحدق من نافذة السيارة بشرود وهي تتساءل داخلها بحيرة عن ماذا يريد منها نيشان ،أي أمر خاص يريده منها ؟ زفرت باحباط وهي تضع المفتاح لتدير السيارة وتذهب للقاء أنس ،لقد حاولت التنصل والاعتذار عن مقابلته ولكنه كان مصمم للغاية ولم يقبل باعتذارها ،شعرت بالضيق يملأها فهي كانت حريصه علي عدم الالتقاء به في الآونه الأخيرة ،تذهب لأختها في غير مواعيد وجوده ،كانت تحاول التعافي ،زفرت بحنق وهي تتساءل مالذي يريده منها كانت معه بالأمس ،قطبت حاجبيها وهي تفكر انه ربما قابلها ليحاول اقناعها بزميله الطبيب ،تعالي صوت الرنين فأوقفت السيارة علي جانب الطريق بعد أن لمحت اسم زهرة حتي تستطيع التحدث معها بحرية ،أبتهجت ملامحها وهي ترد عليها:أشتقت اليك ،أخيرا رفعت الحظر علي المكالمات زهرة .
فاجئها صوت رجل يرد عليها :آنسه سهيلة .
قطبت حاجبيها بحيرة وهي تسأله :من أنت ؟كانت تعرف صوت أمجد وهذا الرجل صوته مختلف ،هل سرق هاتف زهرة .
أجابها برزانه :أنا الطبيب المعالج لزهرة كنت أحتاج للحديث معك في بعض الأمور المتعلقة بحالة مدام زهرة .
أعتدلت بذعر وهي تسأله :أي طبيب معالج ماذا بها زهرة ؟ثم سألته بريبة :هل أنت محتال ؟
-اهدئي آنسة سهيلة ،سأعطيكي والدها ليشرح لك ماحدث وبعدها لنا حديث مطول سويا .
تحرك بالفعل الي الحجرة مرة أخري ليعطي الهاتف لوالد زهرة طالبا منه أن يشرح ماحدث لسهيلة .
أنهمرت دموعها بغزارة وهي تستمع الي حديث والد زهرة ،كانت لا تصدق ماسمعته ،زهرة تفعل هذا ،سمعت والدها يقول لها برجاء :أرجوك بنيتي لا تخبري أحد ،لا أريد أن يشاع علي ابنتي انها مجنونة .
ردت عليه تحاول أن تطمئنه :لا تخش شيئا عمي لن أخبر أحد ،لا تقلق ستشفي بالتأكيد هناك تفسير لما حدث .
سمعت صوت الطبيب مرة أخري وهو يقول لها :والان انسة سهيلة ،هل هناك شئ غريب لاحظتيه علي زهرة في الآونه الاخيرة ،تذكري حتي التفاصيل الصغيرة لانها قد تكون هامة للغاية .
سألته بتوسل :أرجوك طمئني ماذا حدث لزهرة أنا لاأستوعب ماحدث هل ماحدث لها له أي تفسير ؟
رد عليها الطبيب بمهنية :نعم له تفسير سأخبرك به ولكن بعد أن أسمع منك بالذات التفاصيل التي تخص زوجها السيد أمجد .
-انها تحب أمجد منذ مراهقتها ،كان والدها يعارض ارتباطهم كثيرا بسبب علاقات أمجد النسائية الكثيرة ولكنها صممت علي الزواج به ،كانت سعيدة للغاية في بداية الزواج ،ولكن منذ حوالي ثلاثة أشهر بدأت تشك أنه يخونها ،أخبرتني إنها سمعته مرة يتحدث الي أمرأة اسمها نورا تقريبا وعندما واجهته ثار وقال لها انه يتحدث الي زميله نور ،إذردت لعابها وهي تردف :منذ حوالي أسبوعين بدأت بالابتعاد وعدم الرد علي اتصالي ،كنا يوميا نتحدث سويا فأستغربت كثيرا وعندما سألتها هل أغضبتها في شئ ؟ نفت وأخبرتني أنها مشوشة ولا تريد الحديث مع أحد ، كنا نتبادل الرسائل النصية فقط كما طلبت لانها لا تريد الكلام ولكن منذ أسبوع لا ترد علي رسائلي ولا اتصالي .
سألها باهتمام :هل أخبرتك عن سبب تشوشها ؟
-أخبرتني فقط يومها أنها تشعر بالضياع والتشوش ولكن حدث امر غريب يومها شككت أن سبب تشوشها شكها بخيانة أمجد لها فسألتها فاجابتني اجابة غريبة للغاية ،أخبرتني أن أمجد لن يخونها فهو يحبها ولكن الآخر قد يفعل ليهزثقتها به وعندما سألتها ماذا تقصد بالآخر لم ترد علي و تهربت مني وتحججت أن أمجد قد وصل وهي لا تريد مقابلته وستخلد للنوم قبل صعوده وهي من الاشياء التي أثارت استغرابي فزهرة كانت دوما تنتظره كنا يوميا نتحدث حتي يصل ،ومنذ هذا اليوم لا ترد علي.
-أشكرك آنسة سهيلة حديثك أفادني كثيرا .
سألته سهيلة بلهفة :ماذا أصابها ؟
-سأشرح لك آنسة سهيلة ،سيكون دورك هام للغاية في الفترة القادمة ،أنا سأرسل رقمي لك لنكون دوما علي تواصل ،زهرة تحتاج دعمك وصداقتك كثيرا في الفترة الأخيرة ،ماتعاني منه حالة طبية تسمي "وهم كابجراس "،أنطلق يشرح لها باستفاضة معطيا لها بعض التوصيات والمحاذير في التعامل مع زهرة .
*****
ساله والدها بلهفة ماان دخل :هل تحدثت مع سهيلة ؟هل أخبرتك بشئ ؟
-نعم الحوار معها كان مفيدا للغاية ،توجه بنظره الي أمجد وهو يواصل الحديث :سأحتاج للحديث قليلا مع الاستاذ أمجد ثم سأشرح لكم حالة مدام زهرة بالتفصيل .
قطب والده حاجبيه بريبة وهو يسأل الطبيب :لماذا هل أخبرتك سهيلة شئ متعلق به؟
وقبل أن يرد الطبيب تكلم أمجد :ليس لدي شئ أخبرك به أنا وزهرة علاقتنا جيدة للغاية .
نظر اليه الطبيب لحظات قبل أن يبدأحديثه شارحا لهم حالة زهرة : ماتعاني منه سيدة زهرة حالة طبية تسمي وهم كابجراس يتوهم المريض فيها أن شخص حوله أو عدة أشخاص قد تم أستبدالهم ، المريض يشعر بهياج شديد و في بعض الاحيان يحاول الاتصال بالشرطة واحيانا يحاول مهاجمة الشخص الذي يتوهم أستبداله كما فعلت مدام زهرة ،ثم توجه بنظره الي والدها :وفي هذه الاثناء نحاول أن لا نصحح مايقول لان هذا سيوتره أكثر ونبعد الشخص الذي يتوهم أستبداله عن أنظاره تماما كما فعلت بالظبط سيد سليمان ؟
أستنكرت نجلاء قائلة :هل سنشجعها علي ماتفعل الن نجعلها تفيق ؟
رد عليها الطبيب بهدوء:في هذه الاثناء نعم لان مواجهتها ستجعل حالتها تسوء ثم وجه كلامه إلي أمجد :وهذا يعني أنك ممنوع من رؤيتها تماما أو الظهور أمامها في هذه الفترة سيد أمجد .
شحب وجه أمجد وهو يستمع الي الطبيب ،أغمض عينيه وهو يشعر أن عقابه موجعا للغاية سيحرم من رؤيتها ،سأل الطبيب بخفوت :إلي متي ستستمر في هذه الحالة ؟متي ستعالج منها ؟
صمت الطبيب لحظات وهو يشعرإن إجابته ستكون صادمة لهم ،ثم أجابهم :كل حالة لها إستجابة مختلفة بعضهم يشفي خلال وقت قصيرو بعضهم لا يستجيب للعلاج .
شحبت وجهوهم وهم يستمعون لكلام الطبيب ،ثم ساله والدها بمرارة :أتعني أنها
ستظل هكذا ،ماسبب حالتها مالذي حدث لها؟
نقر الطبيب بقلمه وهو يرتب أفكاره قبل أن يشرح لهم :تحدث حالة وهم كابجراس لعدة أسباب ،احيانا تكون سببها الفصام فتتوهم بعض التصرفات ،وفي بعض الأحيان يكون السبب هو الوقوع بين دائرتين الحب والكره فأنت تحب أحد ما بقوة ولكن تكره تصرفاته بنفس القوة ،وعندها تلجأ النفس الي حل بتوهم أن شخصية ما حلت محل هذا الشخص لهذا تصرفاته أصبحت كريهة ،وفي حالة مدام زهرة خيانة الأستاذ أمجد لها كانت سبب الحالة ،إما انها كانت تتوهم خيانته فحدثت لها هذه الحالة أو .....
صمت ولم يكمل حديثه وقد وصلهم المعني كاملا ،اتجهت الأنظار الي أمجد بتساؤل فشحب وجهه وهو يلعن غباءه عن عدم تلبيته مطلب الطبيب بالحديث علي إنفراد ،سأل الطبيب بصوت خافت :هل نستطيع أن نتحدث علي إنفراد ؟
أومأ الطبيب بالموافقة وقبل أن يستئذنهم أن يخرجوا من الغرفة قام والد زهرة وهو يقول لأمجد بثورة :لا لن تخبره علي إنفراد بل ستقول الآن أمام الجميع ماذا فعلت ،أنا أعرف إنك خنتها نظرات الذنب في عينيك ،أبنتي لم تتوهم شيئا ليست مصابة بالفصام ،تكلم أيها النذل أخبرني ماذا فعلت بأبنتي .
قام عمران من مكانه وهو يربت علي كتف أخيه مهدئا :أهدأ ياحاج ثم نظر الي ابنه وهو يسأله بحزم :هل خنتها أنطق هل هذا سبب حالتها ؟
سالت دمعه من عينيه بمرارة وهو يشعر بداخله يتآكل ،كان ينهار وأحداث اليوم تعصف به مع ألم ذراعه فاجاب أبيه بانهيار :كانت غلطة ولن تتكرر ،كانت لحظة ضعف مررت بها وقد عرفت خطئي وعوقبت عليه .
شهقة أنطلقت من والدة زهرة قطعت الصمت الذي ساد بعد انفجار أمجد ،ثم تحرك والدها ليمسك بقميص أمجد وهو يهزه بقوة :اللعنه عليك أنت سبب حالتها لقد أفقدتها عقلها واتزانها ،لقد أحبتك وقفت امامي وعارضتني عندما رفضت أرتباطكم ،لماذا أيها النذل لماذا ؟
أقترب الطبيب منه وقد بدأ يشعر بالقلق هذا الرجل سيصاب بنوبة قلبية بلا شك مع انفعاله الشديد خصوصا مع سنه ،حاول أن يفصل بينهم وأمجد كان مستسلما لما يفعله عمه به غير قادر حتي علي رفع عينيه والنظر إليه ،تحدث اليه الطبيب بهدوء بعد أن فصله عن أمجد بصعوبة :سيد سليمان أرجوك أن تهدأ ،زهرة تحتاج إليك بشدة هذه الفترة .
رفع اليه عينين غارقتين بالدموع :أدفع عمري كله من أجلها ،لقد أنتظرتها ثمانية وعشرون عاما كاملة ،رزقني الله بها بعد أن سلمت بنصيبي في الحياة .
أبتسم الطبيب بتأثر وهو يقول لها بعاطفة غلبته :أنت تعطيني أملا كبيرا سيد سليمان فأنا متزوج منذ عشرة أعوام ولم يرزقني الله بالذرية .
مسك سليمان يد الطبيب بتوسل وهو يقول له :نذرا علي اذا شفيت أبنتي علي يديك لأعتمر بيت الله من أجلك وأدعو الله في بيته الحرام أن يرزقك الله بالذرية .
أبتسم الطبيب بتأثر وهو يربط علي كف سليمان بامتنان ثم تحرك عائدا الي مقعده ليكمل حديثه ،ولكن سليمان عاد للثورة وهو يهتف بأمجد :اليوم ستطلق زهرة ،ولا أريدك في هذه الغرفة .
تنحنح الطبيب وهو يخاطب سليمان بهدوء :سيد سليمان وجود السيد أمجد ضروري في خطتنا العلاجية ،كما اني أنصحك بالتريث بأمر الطلاق حتي تستجمع زهرة نفسها عندها يكون قرارها هي سواء أختارت الاستمرار أم الانفصال .
والان سأقول لكم بعض الارشادات الخاصة بالخطة العلاجية لمدام زهرة،وأرجو الالتزام بشكل تام ،أؤكد مرة أخري ممنوع أن يراها السيد امجد حاليا تماما اذا حدث وقابلته لأي سبب وثارت مثلما حدث اليوم لا داعي أبدا لمواجتها أن كلامها غير صحيح بل نحتويها حتي تهدأ تماما ،أرجو أن لاتشعروها انها مريضة بل أجعلوها تمارس حياتها بشكل طبيعي للغاية ولا تقلقوا أبد اعليها فمشكلتها فقط مع هذا الوهم المتعلق بالسيد أمجد وهو لا يؤثر بأي شكل علي باقي أمور حياتها ،سأجعل السيد أمجد يتصل بها ويخبرها انه اضطر للسفر وهذا سيجعلها هادئة بشكل كبير وسنكرر هذه الاتصالات حتي نصل ان شاء الله الي الشفاء التام وتستطيع تقبل الصورة والصوت معا ،هل هناك من سؤال ؟ ثم واصل ماان لمح نفيهم ةالان رجاء أن تتركوا لي السيد أمجد لأتحدث معه قليلا ،وماان لمح امارات الرفض علي وجه سليمان حتي أردف وهو يوجه له الحديث :هذا الامر ضروري سيد سليمان هناك تفاصيل أحتاج لمعرفتها .
نهض سليمان بتثاقل ليخرج من الغرفة وأخيه بجانبه يسنده ووراءهم زوجتيهما يخرجون في وجوم .
****************
أنهمرت الدموع من عين سهيلة بعد انتهاء مكالمتها مع الطبيب للان لا تصدق ماسمعته ،لم تصدق أن زهرة من دون الجميع يحدث معها ذلك دوما زهرة كانت قوية مقبلة علي الحياة تمتلأ طاقة وحبا للحياة ،زهرة كانت صخرتها التي تستند اليها، نفسها التي لا تخجل من أن تبوح لها بأي شئ ،أرتفع رنين هاتفها فألقت عليه نظرة متثاقلة لا تشعر باي رغبة في أن ترد ولكنها تذكرت أن أنس ينتظرها في المطعم ولا بد أن ترد عقدت العزم علي أن تعتذر عن لقائه فحالتها النفسية لا تسمح بأي حديث الان ،فتحت بتثاقل وهي تقول له بصوت مبحوح من أثر البكاء :اسفة أنس أتتني مكالمة أستغرقت وقت طويل للغاية ثم أكملت برجاء :دعنا نتقابل يوم اخر أشعر بارهاق شديد اليوم .
سألها بقلق :هل كنت تبكين ؟
عاودت دموعها الانهمار وهي تجيبه :صديقتي لديها مشكلة صعبة للغاية .
سألها بنبرة غريبة :هل صديقتك من لديها مشكلة أم أنت سهيلة ،لن أؤخرك كثيرا ولكن لا بد من أن أراك اليوم ،أنا أنتظرك .
أغلقت معه الهاتف وهي تدير السيارة بتثاقل وهي تتساءل بحيرة عن السبب الذي جعل أنس يلح عليها في اللقاء بهذا الشكل .
أما أنس فقد كان جالسا وهو يشعر بقلق شديد يجتاحه ،كانت فقط فكرة مرعبة تتملكه ،كان يردد لنفسه أن سهيلة لن تفعل هذا أبدا لقد قام بتربيتها بنفسه لم تكن لتسئ لنفسها بهذا الشكل ،ولكن جزء اخر كان يرد عليه أن الانسان قد يخطأ قد تزل قدمه لاننا بشر وربما هي تتحاشاه لانه القادر علي قراءتها ،تطلع بوجوم اليها وهي قادمة تبحث عنه بعينيها فرفع يده ليشير اليها فأتجهت اليه ثم ألقت عليه تحية بصوت خافت وهي تجلس بوجوم علي الكرسي المقابل له ،كان منظر وجهها مريعا عينيها متورمتين وأنفها أحمر فسألها بقلق :ماذا حدث ماسبب بكاءك هكذا ؟
تماسكت بقوة حتي لا تنخرط في البكاء مرة أخري وهي ترد عليه :صديقتي لديها مشكلة كبيرة ،ماذا كنت تريد أنس أشعر انني مرهقة وأود الذهاب الي البيت ؟
تطلع اليها بنظرة لم تعتدها منه كانه يفتش في ملامحها عن شئ ما فسألته بدهشة :لماذا تنظر الي هكذا ؟
صدمت من سؤاله ونبرة صوته :لماذا تتهربين مني سهيلة؟
دهشت من سؤاله :أنا لا أتهرب منك أنس ؟مالذي جعلك تفكر هكذا ؟
أجابها بحزم :بل تتهربين مني لا تنكري منذ أتيت الي هنا وانتي حريصة علي عدم لقائي ،تتهربين مني لا تنظرين أبدا في عيني ،هناك شئ تخفيه عني وأنا الان أود معرفته.
شحب وجهها مع كلامه فأرتبكت وهي ترد عليه :أنا لا أخفي شيئا أنس أنت تتوهم فقط أنا مشغوله للغاية بالعمل وهذا لا يتيح لي الكثير من الوقت للقاءك فقط هذا هو السبب .
ظل يتأمل وجهها وهي تتكلم كانت تكذب عليه دوما كان يستطيع قراءة وجهها منذ أن كانت صغيرة فملامحها شفافة كسمر لا يجيدون اخفاء مشاعرهم وجوههم تفصح عن دواخلهم ،عاود سؤالها :لماذا قررت السفر منذ ثلاثة أعوام فجأة ؟لماذا ترفضين كل خاطب يتقدم اليك مهما كانت مواصفاته صديقتك أخبرت سمر أنك رفضت الكثير من الخطاب من زملائك في العمل .
لعنت نرمين في سرها فهي من أخبرت سمر بذلك عندما تعارفا سويا ووواضح أن سمر حكت لانس بالتفصيل ،أبتسمت وحاولت التظاهر بالمرح وهي تقول له :ماكل هذه الأسئلة أنس تشعرني انني في تحقيق ؟
أخذ نفس عميق وهو يدرك صعوبة ماسيتفوه به الآن ولكنه قلق يجب عليها أن تصارحه حتي يستطيع مساعدتها ،نظر في عينيها وهو يسألها :سهيلة هل أخطأت مع أحدهم لهذا تهربين ،أيا كان ماحدث أخبريني وأنا سأساعدك ونجد حل لهذه المشكلة .
تسمرت وقد شعرت أن عقلها عجز عن تفسير معني كلامه فرددت كلماته وكانها تحاول تفسيرها :أخطأت مع أحدهم ماذا تقصد ؟
لم يجبها بل ظل يتطلع اليها بثبات وهو يتفرس في ملامحها ليفهم منها ،بدا الادراك عليها أخيرا من الصدمه التي علت محياها عندما فهمت مايعنيه سؤاله فتطلعت اليه بذهول وهي تسأله :أخطأت مع أحدهم أنت لا تقصد مافهمته بالتأكيد تقصد شئ اخر اليس كذلك ؟
أجابها بحزم :بل أقصد كل كلمة تفوهت بها أحاول منذ مدة أن أفسر سبب تصرفاتك .
تطلعت اليه غير مصدقة وهي تسأله بذهول :ووجدت أ ن تفسير تصرفاتي أن تتهمني تهمة شنيعه كهذه تشكك في وفي أخلاقي .
نهرها بحزم :أنا لا أشكك في أخلاقك سهيلة ولكن الانسان قد يخطأ لا يوجد أحد منا معصوم ،أنا أسألك حتي أساعدك اذا كنت واقعه في مشكلة .
شعرت بشئ في داخلها يتداعي وهي تسمع كلماته شئ ما أنكسر ،تعبها وارهاقها نتيجة يوم عمل طويل مع الأخبار التي سمعتها عن زهرة جعلها تنهار تفقد رجاحة عقلها ،شعرت بثورة داخلها تنفجر مغيبة عقلها عن العمل بشكل صحيح ،حدثته بنبرة مريرة :أطمأن دكتور أنس أنا لم أخطأ مع أحدهم مازالت تربيتي التي ربيتني عليها أتذكرها جيدا ،ولكن أتعلم من حقك أن تعلم سبب هروبي منك سأخبرك بكل شئ ،أتدري لماذا أهرب منك لاني أشعر بالخزي الشديد أتعلم لماذا في الحقيقة انني أحب أحدهم بل غارقة في حبه أتعلم انه متزوج لا أعلم متي حدث هذا أتريد أن تعرف من يكون ،بالتاكيد تريد أن تعرف سأخبرك بكل شئ ، كانت تتحدث باندفاع وهي تردد فليحترق العالم ستخبره بكل شئ وليحدث مايحدث ،أردفت :انه ..........
رنين الهاتف تعالي فجأة ليقطع كلامها فنظر أنس الي هاتفه ليبيقيه علي الوضع الصامت ثم يلتفت اليها وهو يقول لها بحنان :أكملي سهيلة أنا أسمعك .
تطلعت اليه بذعر وقد نبهها رنين الهاتف لما كانت ستفعله ،لهثت بعنف وهي تشعر بالانهاك وكانها كانت تجري ،أذردت ريقها وهي لا تدري ماذا ستقول له الان بالتأكيد سيريد أن تكمل ،شعرت بثقل هائل وباختناق شديد من هذا اليوم والحوار الذي يصمم أنس علي خوضه فقالت له بصوت خافت :انه زوج صديقتي لا أعلم كيف حدث هذا ولكنه حدث ،أرجوك لا تحتقرني لم يكن الامر بيدي فجأة شعرت بهذا فحاولت عدم رؤيتهم كثير أو الالتقاء بهم وعندما جاءت فرصة السفر شعرت انه فرصة كبيرة بالنسبة لي أن أبتعد ولكن للأسف منذ عام أو أكثر جاءته فرصة عمل هنا وصديقتي تطلب مني كثير ان نتقابل وأنا لا أعرف ماذا أفعل فأنا لا أريد خسارتها فقدمت علي طلب لنقلي فرع الشركة في تركيا عندما يتم افتتاحه حتي أبعد عنهم .
أطرقت بوجهها في خزي حتي لا تري نظراته لها وهي تقول له بهمس :أرجوك لا تحتقرني أنس فأنا أحتقر نفسي للغاية وأشعر اني خائنة .
تطلع اليها بحنان وهو يراها تنكس رأسها امامه فقال لها بحنان :أرفعي رأسك سهيلة لا تخفضيها أبدا أنتي لم تفعلي شئ خاطئ قلبنا ليس ملكنا .
سالت دمعه من عينيها بقهر وهو تقول له بحرقة :لهذا كنت أهرب منك كنت لا أريدك أن تحتقرني كيف فكرت أني من الممكن أن أفعل شئ شنيع كما أتهمتني أنس ؟
-آسف سهيلة سامحيني كنت قلقا عليك
مسحت دمعه فرت من عينيها وهي تشعر بخزي شديد يغمرها ،وهي تجلس أمامه فتابع مردفا :هل أعرفه ؟
أغمضت عينيها بانهاك وهي تستشعر باستنزاف شديد ،هزت رأسها نفيا دون أن ترد عليه وبداخلها رغبة واحدة أن تهرب من هنا من هذه البلد من وجود أنس جوارها ،كانت تجلد نفسها بسياط الذنب وهي جالسة أمامه منكسة الرأس أي جنون تلبسها لتتكلم معه ،دق قلبها بعنف وهي تفكر ماذا كان سيحدث لو لم يقاطع الهاتف حديثها كانت لتخبره انها تحبه هو ،أنها تهرب من مشاعرها تجاهه ،حمدت الله في سرها أنها أستيقظت لنفسها قبل فوات الأوان ولم تكمل حديثها ،أنتبهت عليه وهو يسألها مرة أخري ينتشلها من شرودها :هل أعرفه سهيلة ؟
أرتسمت أبتسامة مريرة علي شفتيها وهو تجيبه بخفوت :لا ياأنس أرجو أن يكون حديثنا اليوم سرا لا داعي لاخبار سمر .
نظر اليها بحنان :ومنذ متي وأنا أخبر أسرارك لسمر ولكن هذا الحب يجب أن تقاوميه سهيلة انه حب محكوم عليه بالفشل أنت قوية وتستطيعين التغلب عليه اعطي نفسك فرصة للتعرف والاندماج فربما يأتيك شخص تري فيه الحب الحقيقي والسكن .
هزت رأسها وهي تحدثه بخفوت :أنا أحاول ياأنس أرجوك لا تأخذ فكرة خاطئة عني أنا أحاول عدم الحديث او اللقاء به رغم أن هذا يغضب صديقتي كثيرا ،وللأسف نلتقي كثيرا أنت تعرف كم هي البلد صغيرة هنا ،أنا سأسافر ياأنس اشعر هنا بالاختناق والذنب أنا أموت هنا بالبطئ أخسر نفسي وكل من حولي ثم أردفت بمرارة :أدفع كل من حولي ليظن بي الظنون كما فعلت أنت وفكرت .
أعتدل بقلق وهو يسألها :الي أين ياسهيلة لقد فرحت باستقراري هنا لاننا بقربك الي أين تريدين الذهاب .
أخذت نفس عميق والكذبات تتوالي علي لسانها بسلاسة :سأذهب الي تركيا،الفرع الجديد يحتاج الي موظفين ذوي خبرة وقد وافقوا علي انتقالي .
حدق في وجهها بدهشة وهو يسألها :لم تخبرينا أي شئ عن هذا الموضوع من قبل ؟
-اليوم عرفت فقط بموافقتهم كنت سأخبرك .
تطلع الي وجهها بتفحص وهو يسألها مباشرة :هل سفرك سيكون نتيجة حديثنا لهذا اليوم .هل غضبت من سؤالي ؟انا آسف سهيلة حقا أعتذر منك بشدة لم يكن علي أن أفكر أبدا بهذا الشكل .
مسحت دموعها التي تساقطت وهي ترد عليه بصوت مبحوح :لن أكذب وأقول اني غير غاضبة حديثك المني بشدة ياانس فوق ماتتخيل ،ولكني بالفعل ألمي يزداد كلما مكثت في هذه البلدة أرغب بالفرار من هنا أشعر أن البعد سيدوايني ،مهد الامر بسمر فأنا أعرف أن الامر سيصدمها بشدة .
حاول الحديث فقاطعته متوسلة :أنس أرجوك يكفي لن أستطيع الحديث أكثر من ذلك ،أرغب بالرحيل الان فاليوم كان مرهق جدا لي ،سأنصرف الان .
هربت منه قبل أن يعترض لم تستطيع مواجهته اكثر من ذلك سمعت كلمة اسف يرددها وهي تنهض لكنها لم ترد فقط كانت تريد الفرار ،أسرعت الي سيارتها تقودها بسرعه تفر من امام المطعم حتي لا يلاحقها أنس ماان أبتعدت مسافة كافية حتي أوقفت السيارة وأنهمكت في بكاء مرير ،كانت تلوم نفسها وتجلدها علي جنونها ،كادت ان تخسر الجميع بتهورها اليوم ،رددت بانهيار لنفسها يجب أن تهربي سهيلة بقائك بالقرب منه مدمر ،أهربي أهربي ،وبدون تفكير أخرجت هاتفها لتتصل بنيشان وماان فتح هاتفه حتي بادرته بدون حتي تحية :هل يمكنني لقائك اليوم سيد نيشان ؟
ماان سمع صوتها حتي سألها بقلق :ماذا بك سهيلة هل تبكين ،أين أنت سأحضر علي الفور .
أملته العنوان وأغلقت الهاتف واسترخت في كرسيها تنتظره ودموعها تغرق وجهها وهي غير قادرة علي منعها .
لم تشعر كم مر من الوقت فهي كانت غارقة في أفكارها وجلدها لنفسها علي ماحدث ،غارقة في قلقها علي زهرة كانت تشعر باستنزاف كبير وانها غير قادرة علي المقاومة أكثر من ذلك ،أنتبهت علي نيشان يفتح باب سيارتها ويجلس جوارها علي المقعد هو يسألها بجزع :ماذا بك سهيلة لماذ تبكين هكذا ؟
مسحت دموعها وهي تحاول السيطرة علي دموعها :صديقتي مريضة للغاية ،عرفت الخبر منذ قليل .
نظر اليها بشك لحظات ثم سألها :هل تحبين أن نجلس في مكان أفضل لنتحدث .
هزت رأسها نفيا وهو تقول له :لا الأمر لا يحتاج سيد نيشان ،ثم رفعت اليه عينيها وهو تقول له برجاء :أريد السفر الي تركيا والعمل معك في الفرع الجديد ،أرجوك خذني معك سيد نيشان .
نظر اليها باندهاش فهو اليوم عندما طلب الحديث معها كان ينوي أن يطلب يدها للزواج بالفعل وبالطبع كانت ستسافر معه ،ولكنه لم يخبرها ذلك شئ ما منعه انهيارها هذا شعر أنه متعلق بقلبها ،شعر انها لن تكون مستعدة للزواج في الوقت الحالي ،تفرس في وجهها ثم سألها :مالذي تهربين منه سهيلة ؟
صدمت من سؤاله أصابها الذعر وهي تتساؤل في أعماقها "هل هي مكشوفة لهذا الحد للجميع "،ردت عليه بخفوت :أنا لا أهرب فقط هي تجربة جديدة أرغب في خوضها ستضيف الي الكثير .
تطلع الي وجهها الشاحب ثم قال لها بخفوت مماثل :بل تهربين سهيلة أعلم جيدا هذا أستطيع قراءة وجهك بسهولة لاني مررت بهذه التجربة من قبل فأنا أيضا هربت من عملي وبلدي وأتيت هنا أفهم ماتشعرين به سهيلة ،يوما ما سأحكي لك ،ثم أعتدل وهو يردف بجدية :هل هذا قرارك النهائي ؟
هزت رأسها بايجاب فألتمعت عيناه وهو يقول :غدا سيكون أول ماأقوم به في الصباح هو الحديث مع رئيس مجلس الادراة في هذا الشأن ثم أردف بغروره المعتاد :وبالطبع لن يرفض طلبي أستعدي وأبدئي بحزم حقائبك أنسة سهيلة .
أبتسمت بشحوب وهي تشكره بخفوت فأبتسم لها بحنان وهو يهبط من السيارة آمرا :هيا سأقود أنا أنت مرهقة للغاية .
لم تجادله فهي بالفعل كانت مستنزفة شكرته بخفوت وهي تستقر بجوراره وسلمت له القيادة .






بوجه شاحب يجلس علي الكرسي امام سريرها الذي تتمدد عليه يراقبها منتظرا استيقاظها ،للان لا يصدق اقدامها علي الانتحار ، سالت دمعة من عينيه وهو يلوم نفسه بشدة ،لم يكن يجدر به ان يتركها لافكارها دون حديث بالامس، نهض بلهفة ماان فتحت عينيها ،اسرع اليها وهو يقول لها بحرارة :حمد لله علي سلامتك حبيبتي .
نظرت اليه وهي تشعر بتشوش كبير تساله :أين أنا؟
مالت والدتها عليها تقبلها ودموعها تنهمر بغزراة وهي تقول:كيف هانت نفسك عليك نوران،كيف هنا عليك حتي تقدمين علي فعلتك هذه ،كدت اموت من الخوف عليك.
اتسعت عيناها بذعر وهي تدرك مكانها وتستعيد ماحدث، انهمرت الدموع من عينيها وهي تصرخ بانهيار: انا اريد الموت لماذا انقذتوني ؟
همس احمد وهو يمسح دموعها بحنان :حبيبتي اهدئي .
حاول احتضانها فدفعته وهي تردد بانهيار :لماذا انقذتوني ؟انا اريد الموت ،اريد الموت .
كانت حالتها مريعة فاسرع يبحث عن الطبيب عله يعطيها شئ يهدئها قليلا ،بالفعل ماان اتي الطبيب حتي امر الممرضة بوضع احد الامصال المهدئة ،اما هي فكانت غارقة في الصور التي تتكرر داخل عقلها بلا انقطاع ،لحظات خيانتها لاحمد تعرض امام عينيها فتغلق عينيها علها لا تراها ولكنها تستمر في العرض ،اخذت تخبط راسها بقوة بكلتا يديها حتي تتوقف هذه المشاهد،اسرع احمد اليها يحتضنها بقوة حتي لا تؤذي نفسها فازداد انهيارها مع رؤيتها لخوفه عليها ،رددت بانهيار :اسفة يااحمد اسفه ارجوك سامحني ارجوك انا اتعذب .
احتضنها بحنان ودمعة انفلتت من عينه علي حالتها: اهدئي حبيبتي ،لم تفعلي شيئا لاسامحك عليه ،انت حبيبتي وزوجتي .
كان كلامه يجلدها بسياط الذنب ويشعرها بالحقارة أكثر فصرخت بانهيار :بل فعلت ارجوك سامحني احتاج ان اسمعها منك .
كانت والدتها تبكي بانهيار هي الاخري غير مصدقة لما يحدث مع صغيرتها،اما احمد فكان يحاول التماسك حتي لا ينهار هو الاخر ،همس لها بحنان :انا غير غاضب منك بل خائف عليك ولكن ان كان سيريحك ان اقول لك انني سامحتك فانا سامحتك حبيبتي .
كان المصل بدأ يؤثر عليها ويدفعها للنوم مرة اخري ولكنها رغم ذلك امسكت يده وهي تقول له بتوسل :قلها مرة اخري ،قل انك سامحتني.
احتضنها بحنان وهو يمرر يده علي شعرها وهو يهمس لها :سامحتك
ظل يكررها حتي نامت بين ذراعيه وماان اطمأن لنومها حتي ترك لدموعه العنان.




noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 24-07-20 الساعة 03:07 AM
hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 01:13 AM   #45

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة.... هل المشاركة التي نزلت الليلة هي اقتباس ؟

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 01:30 AM   #46

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة.... هل المشاركة التي نزلت الليلة هي اقتباس ؟
لا الجزء الاخير من الفصل السابق سقط مني سهو


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 03:08 AM   #47

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hollygogo مشاهدة المشاركة
لا الجزء الاخير من الفصل السابق سقط مني سهو
تمام دمجته مع الفصل حتى لا يحدث التباس على المتابعين....


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 24-07-20, 11:00 PM   #48

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
تمام دمجته مع الفصل حتى لا يحدث التباس على المتابعين....
تسلمي يارب شكرا


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-20, 01:08 AM   #49

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل العشرون
"كل مُر سيمر "جالسة علي مكتبها تتطلع الي العبارة بشرود ،كتبتها ووضعتها علي مكتبها منذ يومها الأول هنا لتذكر نفسها أنه مهما كانت الايام مريرة ستكون ذكري في يوم ما ،الصوت القادم من الخارج نبهها لتزفر في يأس وهي تقول بسخط :هذا الرجل مستفز ،قامت مسرعة لتجد المشهد أمامها المتكرر يوميا ،تخصرت وهي تقترب منه نظرت للعاملة وهي تخبرها بابتسامة بالتركية :انه يريد كوبا من الشاي شولي .
أنصرفت العاملة مسرعه وكأنها تهرب من نيشان فألتفتت سهيلة وهي تقول له بغيظ :هل تعلم عدد العاملات الذين وظفناهم منذ فتحنا مكتبنا سيد نيشان ؟
هز كتفه بلا مبالاة وهو يرد عليها :لماذا تسأليني ؟
رمقته بغيظ وهي تمشي وراءه ليدلفا لمكتبه وهي تخبره بحزم :يجب أن تتعلم التركية حتي تستطيع التعامل معهم ، لماذا لا تذهب الي كورس اللغة الذي قدمت لك فيه .
نظر اليها ببؤس :انها لغة صعبة للغاية سهيلة لا أستطيع فهمها كيف يكون الفعل في اخر الجملة انها عكس الانجليزية عقلي لا يستوعبها .
-يجب أن تحاول أنت لا تعطي نفسك فرصة ،العربية أيضا مثل الانجليزية في تركيب الجملة كانت اللغة التركية صعبة للغاية في بداية تعلمي لها ولكن مع الوقت والكورسات المكثفة بدأت أفهمها بشكل كبير .
دخلت العاملة وهي تضع الشاي أمامهم فتذمر نيشان وهو يقول لها بالانجليزية :أخبرتك لا أحب هذه الاكواب الصغيرة .
تطلعت اليه العاملة بحيرة وهي لا تفهم مايقول فاخبرتها سهيلة مايريده بابتسامة لطيفة ثم عادت لتأنيب نيشان :هذه العاملة العاشرة لو أنصرفت لا أدري ماذا سنفعل ؟كف عن الحديث معهم بالانجليزية فهذا يزعجهم ويدفعهم للفرار .
-ولماذا لا يصبرون لا أفهمهم ؟
-لانهم من شعوب البحر المتوسط يتميزون بالعصبية كما لاحظت ولا يحبون أن يحدثهم أحد بغير لغتهم .
هز كتفه بلا مبالاة وهو يقول لها :سأحاول .
نظرت له بغيظ وهي تنصرف قائلة :سأنصرف لأكمل التقرير المطلوب قبل موعد الانصراف .
أبتسم لها وهو يسألها :أين ستأخديني اليوم ؟
رمقته بغيظ دون أن ترد مما دفعه للضحك وهو يسترخي في مقعده وشرب الشاي بتلذذ ،سعيد هو بعلاقته مع سهيلة علي الرغم انها مازالت تعامله برسمية وهو مازال لم يقدم علي مصارحتها برغبته في الزواج منها ،أنتظرفلقد شعر انها غير غير مؤهلة لطلبه ،كانت حالتها غريبة أول وصولهم كانت تعمل كالآله وكانها تهرب من أفكارها بالعمل الشاق وهو أعطاها مساحتها ،كما أنه خائف يعترف يخشي رفضها لا يعلم اذا رفضته ماذا سيفعل ،نبهه صوت الاشعارات القادمة نظر الي هاتفه ليجد نفس الرسائل من شارو وشامان الذين يضغطا كثيرا عليه في الفترة الاخيرة ليطلب يد سهيلة رسميا فهم لا يملكون الوقت الكافي ،قرأ رسالتهم الأخيرة :نيشان ليس لدينا الوقت الكافي أنت تعلم ،أنت تأخرت كثيرا ،موعدنا غدا في الثامنة .
أبتسم بحنين وهو يقرأرسالتهم لم يراهم منذ تسعة أشهر لقد أشتاقهم للغاية ،أسترخي في مقعده وهو يفكر في الكلمات التي سيقولها لسهيلة وهو يطلب يدها .
*****************
-هيا سهيلة انها الثانية عشر والنصف .
تطلعت اليه وهي تقول له ببرود :يمكنك الانصراف سيد نيشان سأكمل التقرير وأنصرف بعدها .
جلس علي المقعد باسترخاء وهو يخبرها ببساطة :سأنتظرك .
نظرت اليه بغيظ فهو لا يكاد يفارقها حتي أنه أختار شقتين متجاورتين لهما ،يذهب معها بحجة انه لا يعرف التركية ،أنبها صوت داخلي "لا تدعي الملل أنت تستمتعين برفقته " ،انتبهت علي سؤاله :أين ستأخذيني اليوم ؟أخبريني وقولي لي اننا سنذهب الي مكان جديد .
رمقته ببرود وهي ترد عليه :أنا أحب هذا المكان يذكرني بمدينتي ،اذا كان لا يعجبك لست مضطرا للمجئ .
-سآتي لن أفوت رفقتك .
لم ترد عليه وهي تنهي تقريرها وترسله ثم قامت لتأخذ حقيبتها وهي تقول له :لقد أنتهيت .
تحركا سويا الي الخارج ونيشان يثرثر كعادته وهي تستمع له بابتسامة وهي تتوقع شجارهم القادم الذي لم يتأخر كثيرا وهو يقول لها :لنذهب بسيارتي اليوم كتغيير المواصلات تكون مزدحمة للغاية في الليل سهيلة .
ردت عليه بصبر ككل مرة :الطرقات مزدحمة للغاية وانت تعلم ركوب المترو أفضل لنا أتتذكر آخر مرة سمعنا بها كلامك وذهبنا بالسيارة علقنا في الازدحام لأكثر من ساعتين المترو يستغرق فقط عشرون دقيقة اسطنبول مزدحمة للغاية وأنت تعلم .
نظر اليها بغيظ فضحكت بمرح وهما يستقلان المترو ليذهبا للساحل .
***************
أستنشقت الهواء بعمق وهي تتأمل المنظر الساحر امامها ،تحب المجئ هنا كثيرا تتذكر مدينتها وذكريات طفولتها ،كانت تتأمل المنظر الساحر أمامها باستغراق تام منفصلة عن ماحولها ،أما نيشان فكان يتأملها هي وعلي شفتيه ابتسامة ،همس لها :في كل مرة تأتين هنا أري نفس التعابير علي وجهك رغم انك تاتين هنا كل أسبوع سهيلة .
أبتسمت وهي تتأمل البحر أمامها :أتذكر مدينتي انها مدينة ساحلية أيضا ،أتذكر ذكريات طفولتي ،أشعر عندما اتي هنا انني في مدينتي فأشعر بطاقة كبيرة تغمرني ،نظرت اليه وهي تردف بحماس :هيا لنركب العبارة هذا موعدها .
أبتسم وهو يتحرك وراءها فهذه كانت نزهتهم المشتركة سويا يوم السبت من كل أسبوع بعد انتهاء العمل ،يأتيان سويا الي ساحل أمينونو ليتناولا المأكولات البحرية التي تعشقها سهيلة ثم يركبان العبارة لمنظقة اسكودار ويتناولا هناك الشاي والتحلية ،أبتسم وهو يراها تصعد لسطح العبارة ككل مرة لتطعم الطيور فتات الخبز ،أبتسم وهو يري بهجتها بمنظر الطيور المحلقة في أسراب فوق العبارة ،تبدو كطفلة مبتهجة مستمتعة بنزهتها الأسبوعية ،سمع تذمرها عندما أنتهت رحلة العبارة سريعا ،أبتسم وهو يقول لها :سنعود بها مرة أخري بعد قليل لا تتذمري هكذا .
أبتسمت وهي تمشي بجواره متجهين الي أحد الأماكن اللذين أعتادا علي الجلوس فيها سويا ،سألته فجأة :لماذا لا تنتظم في كورس اللغة سيد نيشان ؟ هز كتفه ببساطة وهو يجلس أمامها في المطعم :لا أحب الدراسة بشكل عام .
نظرت اليه بدهشة :هل تمزح معي كيف لا تحب الدراسة ؟
هز رأسه نفيا وهو يقول:لا امزح انها حقيقة دوما كنت أكره الدراسة كانت علاماتي دوما متدنية فقط أنجح ،تغير هذا قليلا عندما ألتحقت بالجامعة وأخترت مجالا أحبه فأصبحت تقديراتي متوسطة ولكني لم أكن يوما متفوقا ،منذ تخرجت عزمت علي أن لا أعود لمقاعد الدراسة فعلا .
نظرت اليه بدهشة وهي لا تصدق مايقوله سألته ودهشتها لم تفارقها بعد :كيف كنت مدير لشركة عالمية كتلك التي كنت تعمل بها ؟
هز رأسه وهو يجيبها ببساطة :وماعلاقة التفوق بالعمل ،لقد أنشأت مشروعي الأول وأنا في الصف الأول الثانوي وظللت أطوره ،عندما ألتحقت بالجامعة كان مشروعي بدأ يحقق نجاح في الولاية الي أقطنها ،فوجئت في أحد الأيام وأنا في عامي الجامعي الثالث باتصال من هذه الشركة ورغبتهم في مقابلتي ،عرضوا علي وقتها أن أعمل معهم بدوام جزئي في أوقات الدراسة ،كانت فرصة بالطبع أن أعمل في هذه الشركة العالمية وأنا طالب .
أبتسمت وهي تراه يستطرد بغروره المعهود :وبالطبع ماان تخرجت حتي عرضوا علي العمل معهم بشكل ثابت فعبقري مثلي لن يدعوه يفلت من بين أيديهم ،ترقيت في مجال العمل سريعا وبعد سبع سنوات كنت المدير العام للشركة لمدة أحد عشر عاما كاملا .
-أنت عبقري في مجالك أعترف .
أبتسم وهو يجيبها :وأنت مميزة في عملك وتتعلمين بسرعة كما انك جميلة للغاية .
أحمر وجهها مع اطرائه والتفتت حولها بارتباك وهي تسأله :ألن نطلب شيئا ؟
رفع يده ينادي النادل الذي أقترب منهم فحذرت سهيلة نيشان بعينيها أن يتحدث سألته :ماذا تريد أن نطلب ؟
-شاي وتلك الحلوي التركية التي أحبها ولكن أنسي أسمها .
أملت سهيلة النادل طلبهم والتفتت لنيشان وهي تخبره :أسمها تريلتشا سيد نيشان حاول أن تحفظه ليس صعبا .
-ولماذا أحفظه وأنت موجودة أنت منقذتي .كيف حال صديقتك ؟
-أصبحت أفضل بكثير الحمد لله ،تفكر في زيارتي قريبا ولكنها لم تتحدث مع والداها بعد أتمني أن يوافق فهو يخشي عليها كثيرا .
-هل تفتقديها ؟
تنهدت وهي تجيبه :نعم فهي صديقة طفولتي ،أشعر وأنا أتحدث معها انني أتحدث مع نفسي ،لقد مرت بتجربة صعبة للغاية الفترة الاخيرة أثرت عليها بشكل كبير ،زيارتها ستخفف كثيرا عنها ،وانت كيف حالك أصدقائك ؟متي سيصلون ؟
أبتسم بحماس وهو يجيبها :غدا في الثامنة صباحا ان شاء الله ،انني مشتاق اليهم بشدة لم أرهم منذ مدة .
أبتسمت بلطف :يصلون بالسلامة ان شاء الله أتمني أن تقضوا معا اجازة سعيدة .
وصل الشاي والتحلية فتذمر نيشان وهو يقول :لماذا لم تخبريه أن يحضر الشاي في كوب كبير لا أحب هذه الاكواب الصغيرة .
ضحكت بمرح دون أن ترد عليه وهي ترتشف شايها باستمتاع ،فواصل تذمره يسألها :لقد فعلت هذا متعمدة أليس كذلك ؟
أبتسمت بمرح تخبره :يجب أن تعتمد علي نفسك سيد نيشان تعلم التركية .
-أحيانا تكوني شريرة للغاية سهيلة ،سأوافق علي التعلم فقط اذا قمت بتدريسي هل تقبلين ؟
-لن يكون ها مفيد سيد نيشان فأنا أتعلم مثلك يجب أن تتعلم اللغة علي يد أهلها .
-صدقيني سأتعلم منك أكثر فقط أنت وافقي ،لماذا لا تناديني باسمي لسنا في العمل الان كفي عن الرسمية معي خارج اطار العمل .
أبتسمت بحرج قائلة :أشعر انه من غيراللائق أن أناديك باسمك سيد نيشان ،سيشعرني هذا بعدم الراحة ،ثم غيرت مجري الحديث وهي تردف :أنا أرغب في التحرك الان لا تتقيد بي أنا سأذهب بمفردي .
هز رأسه نفيا وهو يقوم من مكانه :سأتحرك معك دقيقة فقط أدفع الحساب .
بحرج تحدثت معه رغم انها تدرك رده :أسمح لي بالدفع هذه المرة او نتشارك الحساب .
رمقها بنظرة محذره وهويوبخها :اياك الا تتعبين كل أسبوع من نفس الحوار.
-هذا يشعرني بعدم الراحه سيد نيشان يجب أن نتشارك الحساب .
أرتفع رنين هاتفها فتحركت للخارج لترد وهو خرج ورائها متأخرا عنها بعدة خطوات ليعطيها مساحتها في التحدث بحرية ،أشارت اليه بعد أن أنهت حديثها فتقدم منها وسألها :شقيقتك أليس كذلك ؟فسمر كانت في نفس التوقيت كل يوم تحادثها .
هزت رأسها وهي تجيبه :نعم .
تحركا سويا ناحية العبارة ليركباها سويا وهو يواصل حديثه :هل وجدت عملا بعد أن أستقرت مع زوجها ؟
هزت رأسها نفيا وهي تستقر جواره علي مقاعد العبارة علي سطحها كما تحب :سمر لا تحب العمل ،لقد أختارت المكوث في المنزل منذ تزوجت برغبتها .
لاحت نظرة غريبة في عينيه ،نظرة ألم وهو يخبرها :زوجتي رحمها الله كانت مثل شقيقتك ماان أنهيت دراستها حتي قررت المكوث في المنزل والتفرغ لرعاية الاولاد.
ظهرت الدهشة علي وجه سهيلة فهذه أول مرة يتحدث عن عائلته لم تكن تدرك أن عنده أطفال ،غمغمت بخفوت :رحمها الله وغفر لها لم أكن أعرف أن لديك أطفال سيد نيشان ولكن أين يعيشون من يرعاهم .
أبتسم بمرح وقد عاد لحيويته :انهم يعيشون في أمريكا ،سيأتون غدا ان شالله .
نظرت اليه وهي تسأله :أليس من الصعب عليهم وهم أطفال أن يبتعدوا عنك خصوصا مع وفاة والدتهم رحمها الله .
أبتسم أبتسامة شاردة وهو يتأمل المنظر الساحر أمامه ثم أجابها بشجن :الابتعاد عنهم كان صعبا للغاية ولكنه كان ضروريا ،لست أبا قاسيا أطمئني .
أحتقن وجهها بحرج وهي تعتذر بخفوت :اسفه لم يكن من المفروض أن أسأل سؤالا خاصا كهذا .
أبتسم بحنان وهو يتأمل حرجها :لم يكن هذا قصدي سهيلة غدا عندما تريهم ستفهمي قصدي .
-هل سيأتون مع أصدقائك ؟
نظر لها بحيرة لحظات قبل أن يفهم قصدها ثم ضحك بمرح :ستكون مفاجاة لن أخبرك .
نظرت له بحيرة وهي لا تفهم عبارته ولكنها صمتت لمعرفتها بغرابة أطوراه متأملة المنظر أمامها بسعادة ،سمعته يسألها بخفوت :أخبريني اننا سنذهب الي مكان جديد نحن في اسطنبول سهيلة المليئة بالاماكن السياحية وانتي تصممين علي الذهاب الي نفس الاماكن كل مرة ،هيا نجرب مكانا جديدا .
أبتسمت تغيظه :أذهب الي أي مكان تريده سيد نيشان أما أنا سأذهب الي منطقة الفاتح أرغب بصلاة المغرب هناك في مسجدها ثم أشتري بعض المشتروات من المحال العربية هناك .
ضحكت بمرح وهي تسمع تذمره وهمسه أنها متسلطة ،أبتسمت ببهجه وهي تري طيور النورس تحلق فوق العبارة في أسراب بشكل مبهج ،غرقت في المشهد أمامها وهو كان غارقا يفكر في الكلمات المناسبة التي سيعرض بها الزواج عليها .
**************
الايام تمضي بنا سريعا نقف بعد مضي الوقت مندهشين متي مرت ،الايام الحزينة ونحن نعيشها نشعر ببطء لحظاتها تكتم علي انفاسنا فاذامرت شعرنا وقتها بان" كل مر سيمر"
تنظر الي التقويم امامها بنظرة شاردة مر اليوم تسعة اشهر كاملة علي هذا اليوم الذي اكتشفت فيه هشاشتها ،ارتسمت ابتسامة مريرة علي شفتيها وهي تسترجع ذكريات تسعة شهور كاملة من محاربتها لنفسها ،زفرت بحرارة وهي تدلك موضع قلبها الذي يؤلمها بشدة من الذكريات..
-مدام زهرة الطبيب بانتظارك
رفعت عينيها الي الممرضة التي تفوهت بالعبارة وشكرتها بخفوت وهي تتجه بخطوات ثابته الي مكتب الطبيب الذي استقبلها بابتسامة وهو يسالها عن حالها،
جلست امامه ثم اخذت نفس عميق وهي ترد عليه :انا بخير ، انا لن اتي هنا مرة اخري هذه ستكون اخر جلسه لي ،لكن... ترددت لحظة قبل ان تردف: اشعر بخوف شديد من ان امر بهذه الحالة مرة اخري لا ليس خوف بل رعب أعيشه من خوض هذه التجربة مرة ثانية انها تجربة صعبه للغاية للان لا استوعب ان هذاحدث لي.
نظر اليها الطبيب ثم اجابها بهدوء: بالطبع تجربة صعبة ولا بد ان تترك اثر في النفس لكن انت قدرتي علي تخطيها بنجاح ووصلتي الي الشفاء منها رغم ان نسبة كبيرة من مصابيها لا يستطيعو ن التغلب عليها انت قوية زهرة
-دائما كنت اظن نفسي قوية وقادرة علي التغلب علي اي شئ ولكن هذه التجربة اثبتت لي كم انا ضعيفة للغاية وهشة ، اغمصت عينيها بالم وهي تردف :الحب اضعفني جعلني هشة للغاية ، صمتت لدقائق وهو انتظر لم يتحدث ظل يتأملها محاولا أن يستشف سبب أرتباكها ،عندما طال صمتها سألها :هل قابلتي أمجد ؟
هزت رأسها نفيا ثم أخذت نفس عميق قبل أن تجيبه :أخبرتك انني سأقابله الجمعة الماضية في الجلسة الفائتة ولكنني لم أستطع ،شعرت أنني غير مستعدة لمواجهته بعد ،ولكنني قررت أن أقابله اليوم أتصلت بعمي وأخبرته .
-لماذا لم تتصلي به بنفسك زهرة ؟
أغمضت عينيها بانهاك وهي ترد عليه :أرغب أن تكون مواجهتنا وجها لوجه ،هو علم اني شفيت ولكني أمتنعت عن الردعلي اتصالاته منذ شفائي ،لا أرغب في أي تبرير يقوله أو يفسره لي عبر الهاتف أريد أن أنظر في وجهه وأنا أساله لماذا خانني ؟
مال عليها الطبيب وهو يسألها :لماذا خانك برأيك زهرة ؟
شحب وجهها مع هذا السؤال الذي يصر الطبيب في الجلسات الأخيرة علي سؤاله ،كانت تتهرب منه في كل مرة وترفض الاجابة وهو مافعلته وهي تخبره :أخبرتك من قبل لا أريد الاجابة علي هذا السؤال .
تحدث معها بهدوء :يجب أن تجيبي اليوم زهرة لانها اخر جلسة وهذا سؤال هام للغاية ،صمت قليلا منتظرا اجابتها ولكنها لم تتفوه بكلمه فمال الطبيب عليها وهو يسألها باستفزاز :أتعلمين أن نسبة كبيرة من النساء عندما يخونهم أزواجهم يفكرون أن المشكلة بهم وانهم لو كانوا أكثر جمالا وجاذبية لما تعرضوا للخيانة ،هل تفكرين مثلهم زهرة ؟
ألتمعت الدموع في عينيها مع كلماته وهي تهتف به :لماذا تصر علي ايلامي بهذا الشكل ؟
صمت ولم يتحدث منتظرا انفجارها الذي لم يتأخر وهي تنخرط ببكاء حاد قبل أن تهتف بصوت أشبه بالصراخ :في كل يوم يمر علي منذ أستعدت وعيي بما يجري أسأل نفسي لماذ خانني ؟صدقني كنت أهتم به أحاول اسعاده أفعل له كل مايحب ،كنت أهتم بنفسي ،أحاول أن أتذكر كل يوم وجه وجسد المرأة التي رأيته معها ولكني لا أذكرها ،بالتأكيد كانت أجمل مني ،جسدها أفضل مني ،أنتحبت بحرارة وهي تسأله بانهيار :لماذا خانني لماذا ؟
قال لها الطبيب بحسم :لانه خائن ليس لعيب فيك فلو كنت ملكة جمال الكون كله لخانك دون أن يفكر ،أتعلمين يازهرة أن مجتمعنا اذا خان الرجل زوجته القوا باللوم عليها هي انه لم تملأ عينه بما تكفي ،يظلوا يلوموها حتي يهدموا ثقتها بنفسها وأنوثتها ،غير مراعين لحالتها النفسية ،مجتمعنا غرس هذه الأفكار فينا دون حتي أن نشعر ،وهاأنت ذا أثبت انك أبنة مجتمعك تفرضين أنه خانك لانه وجد من هي أفضل منك ،أعتدل وهو يسألها :زهرة هل خانك أمجد خلال فترة الخطوبة ؟
ردت عليه بهمس :نعم مرتين أكتشفت انه كان يكلم أحد النساء وفسخت الخطوبة بالفعل ولكنه عاد معتذرا وترجاني وأخبرني أنها لن تتكرر مرة أخري ،طلب مني أن أقدم موعد الزفاف وأن أساعده في تخطي ضعفه تجاه النساء وبالفعل في أول الزواج كان مثاليا .
-لماذا فرضت انه سيتغير بعد الزواج ،كانت فترة الخطوبة خير شاهد أنه مدمن للعلاقات النسائية ؟
فكرت لحظات قبل أن تجيبه :لأنني أحبه ظننت انني سأستطيع تغييره .
قال لها بحسم :الزواج ليس مؤسسة اصلاحية زهرة ،لا أحد يستطيع أن يغير شريكه مهما كانت قوة حبهما ،يتغير الانسان فقط اذا كانت عنده ارداة أن يغير نفسه ،هل تعلمين أن أكثر المشاكل الزوجية التي تأتي الي يكون أساسها قناعة غريبة وهو أن الزوج قادر علي تغيير زوجته والعكس ،جاءتني مشكلة منذ مايقارب العام زوجة مصابة باكتئاب شديد حتي أنها أقدمت علي الانتحار هل تعلمين ماكانت مشكلتها ؟
نظرت اليه باهتمام فتابع :قبل الزواج صارحها زوجها انه مدمن علي العادة السرية وطلب منها أن تساعده في الاقلاع عن هذه العادة بعد الزواج ،المسكينة دخلت بامال عريضة انها قادرة علي تغييره ،أتدرين ماحدث ؟
نظرت اليه وقد بدأت تفهم مقصده من الحديث :لم يستطيع الاقلاع .
أشار لها بيده مكملا حديثه :بالظبط هو لم يكن عنده الارادة الكافية للاقلاع فرمي المسئولية عليها ،الغريب انها بدأت بلوم نفسها انها لو كانت أنثي كافية في عينيه لأقلع وبدأت تشعر بالنقص حتي وصلت للاكتئاب .
سألته باهتمام :أتعني انني مخطئة لانني وافقت عليه رغم معرفتي بخيانته المتكررة في فترة الخطوبة .
-لن أقول انك مخطئة زهرة ،ربما لو كنتي رفضتي لظللتي تلومي نفسك انك لم تجربي لربما أنصلح حاله ،ماأود أن أقوله زهرة أن أمجد لم تكن عنده الارادة ليقلع عن ادمانه ورمي بالمسئولية تجاهك أن تساعديه ،كيف تستطيعي أن تساعدي انسان لا يريد أن يساعد نفسه ،كيف تغيري انسان ليست عنده ارادة لهذا التغيير ،هذا ماأقصده زهرة ،لم يخونك لعيب فيك بل خانك لانه مدمن علي العلاقات النسائية ،مدمن لم يرد أن يقلع عن ادمانه واول خطوات علاج المدمن ان يكون عنده الرغبة بالعلاج .
زفرت بحرارة وهي تقول له :فهمت قصدك لم أفكر يوما بهذا الشكل ظننت انني أستطيع تغييره بالفعل ولكن كنت مخطئة ،ثم سالته باهتمام :كررت عدة مرات لفظ المدمن وأنت تتحدث عن أمجد لماذا ؟
-في الحقيقة تحدثت معه عدة مرات في أول مرضك،هو يعاني من ادمانه للعلاقات النسائية دون أن يشعر ربما يحتاج الي تدخل نفسي لمساعدته في التغلب علي مشكلته ولكن فقط اذا أراد هو لن نستطيع اجباره علي شئ لا يريده .
هزت راسها متفهمة وهي تفكر بعمق ثم ألتفتت اليه قائلة :أشكرك كثيرا دكتور حديثك معي اليوم جعلني أفهم العديد من الاشياء التي كانت غائبة عني ،وغير الكثير من الاشياء الخاطئة التي كنت مقتنعة بها .
سألها باهتمام :ماذا تنوين في الفترة القادمة ؟
أجابته وعينها تلمع بحماس :أفكر بالذهاب الي سهيلة وقضاء الاجازة معها .
-جيد للغاية زهرة التغيير بشكل عام ممتاز وقضاء بعض الوقت مع صديقتك سيفيدك كثيرا ،ثم مال عليها :أتعلمين انك محظوظة زهرة بوجود صديقة مخلصة جوارك وأب وأم أكثر من رائعين ،أحيانا حزننا علي شئ ينسينا كم نحن محظوظون بامتلاك الكثير يعوضنا عما فقدناه .
نظرت له بامتنان وهي تقوم من مكانها :معك حق لا أدري كيف أشكرك كنت سعيدة الحظ انك كنت طبيبي لولاك ماكنت لأتخطي ذلك .
-أنت قوية زهرة وأنا سعيد للغاية بمعرفتك ولكن قبل أن ننهي جلستنا أريد سؤالك هل أمجد يوجد في خططك المستقبلية ؟هل له مكان في حياتك القادمة ؟
نظرت اليه بمشاغبة رغم نظرة الألم المطلة من عينيها عندما ذكر اسم أمجد :بالتأكيد أنت تعرف اجابة هذا السؤال ألست طبيب نفسي ؟
أبتسم بمرح وهو ينظر اليها منتظرا أن تكمل حديثها ،صمتت ثم قالت بصوت أستعاد جديته :سأخبرك بعد لقائي اليوم معه.
هز رأسه موافقا وهو يقول :سأنتظر منك مكالمة ليلا أو رسالة ،زهرة اذا شعرت يوما بأي أفكار غريبة تراودك لا تتأخري في القدوم الي ، أنت طبيبة نفسك منذ الان.
-حاضر شكرا لك دكتور .
أنصرفت مستئذنة ترتب أفكارها قبل مواجهتها اليوم لأمجد .
*************
جالسة في الحافلة ذات الدورين تتأمل ماحولها ،أصرت كالعادة علي الجلوس في الطابق الثاني من الحافلة حتي تري الطريق حولها بشكل اوضح ،تثائبت بارهاق فسألها نيشان بحنان :تبدين مرهقة للغاية سهيلة ،لا أعلم لماذا تصرين علي التنزه يوم السبت بعد العمل بامكاننا التنزه يوم الاجازة أفضل .
أرجعت رأسها للوراء وهي تجيبه بارهاق :لا أحب أن أخرج يوم الاجازة أفضل أن أقضيه في الراحة والنوم .
أبتسم وهو يتأمل ملامحها المرهقة كانت قد أغلقت عينيها مما سمح له بتأملها براحة ،كانت تبدو مثل الأطفال ،فتحت عينيها فأرتبكت وهي تراه يتأملها بهذا الشكل ،همس لها :تزوجيني سهيلة .
ظنت انها أستمعت خطأ لعبارته فأعتدلت :أظن انني سمعت خطأ عبارتك هلا كررتها من فضلك .
أبتسم والعاطفة تطل واضحة من عينيه :لم تسمعي خطأ سهيلة ،تزوجيني .
نظرت اليه بدهشة من عبارته تسأله :لم أفهم .
تذمر قائلا :مالذي لم تفهميه سهيلة الأمر واضح أنا أقول لك تزوجيني .
لأول مرة يحمر وجهها من الغيظ كان دوما يحمر خجلا عندما يتقدم لها أحدهم ،قالت له بحدة :ربما لانه ليس طلب انها أول مرة أسمع طلب زواج بصيغة الأمر ،هل تأمرني أن أتزوجك .
أبتسم بسماجة وهو يرد عليها :لم أقصد صيغة الأمر وانما أردت أن أقول لك انني لن أقبل سوي بموافقتك ،تزوجيني سهيلة .
-أنت رجل غريب الأطوار هل تعلم ذلك ؟
أبتسم لها وقد طغت العاطفة علي صوته :اعرف انني قد فاجئتك ،انني أرغب في محادثتك في الأمر قبل قدومنا الي هنا ولكني شعرت انك غير مؤهلة وقتها ولكني غير قادر علي الانتظار أكثر من ذلك ،أرغب في وجودك جواري سهيلة في كل لحظة من حياتي ،انا رجل لا أجيد التعبير بالكلمات عن ماأشعر به ولكن أنظري في عيني وستعرفين مقدارك في قلبي .
أحمر وجهها مع كلماته وخفضت عينيها وهي تأخد نفس عميق ،كادت أن تخبره ككل مرة يتقدم فيها أحدهم لها انها غير موافقة ولكنها لأول مرة تشعر أن الكلمات لا تطاوعها علي الخروج ،تنحنحت وهي لا تدري بماذا ترد عليه ،همس باسمها فرفعت عينيها اليه لتجد عاطفة في عينيه أغرقتها أردف بهمس :أعدك أن أجعلك سعيدة .
أرتبكت وهي تفر من عينيه وقلبها يدق بشكل متسارع ،تلعثمت وهي تقول له :أنا لا أعرف ماذا أقول سيد نيشان .
-لن أقبل سوي بالموافقة سهيلة .
نظرت له بغيظ فأردف :أريد أن أسعد أولادي بخبر موافقتك .
تطلعت اليه بشك تسأله :هل ترغب في الزواج مني حتي يستقر أولادك هنا في تركيا لأرعاهم ؟
لدهشتها غرق في نوبة ضحك هستيري من سؤالها فوبخته :هل قلت شئ مضحك ؟
-آسف سهيلة ،لا اولادي ليس لهم صلة بطلبي كما انهم لن يستطيعوا الاستقرار هنا بأي شكل ،ثم أبتسم بغموض مردفا :غدا عندما تريهم ستفهمين قصدي ،أنا أرغب في الزواج منك لانك سهيلة وفقط .
صمت منتظرا اجابتها وهي شعرت بالحيرة تغرقها لأول مرة تجد لسانها لا يطاوعها في الرفض ،ازدرت لعابها وهي لا تدري ماذا تفعل وماذا تقول له ،تلعثمت وهي تقول :أنا أنا
ظلت تردد كلمة انا عدة مرات حتي قاطعها مازحا :سهيلة لا بأس لا أريد اجابتك الان يمكنك التفكير لساعه كاملة وبعدها ردي علي أرأيت كم أنا متفهم .
نظرت له بغيظ وهي تغمغم بخفوت :مستفز .
ضحك وهو يقول لها :سمعتك .
أبتسمت وهي تشيح بوجهها تتطلع للنافذة فنيشان المستفز هذا تجيد التعامل معه أما نيشان العاطفي فيربكها ،أنتبهت علي صوته :هيا سهيلة أنها محطتنا .
تبعته بهدوء لينزلا من الحافلة بصمت ،ساد الصمت بينهم لأول مرة منذ عرفته فهو كان دائم الحديث والثرثرة ،كان صامتا وبداخله خوف لأول مرة يعرفه ،خو ف من أن ترفضه ،لا يعلم متي تغلغت في أعماقه هكذا ،ظن أن قلبه مات بوفاة زوجته ولكنه فاجئه بنبضه مرة أخري ،وقف أمام باب شقتها ووضع الأغراض التي أشترتها همس لها :أنتظر ردك سهيلة لا تتأخري علي ،تصبحي علي خير .
فتحت باب شقتها بهدوء رغم العواصف التي في أعماقها أغلقته ثم رمت نفسها علي أقرب مقعد وهي تشعر بالحيرة ،كانت بحاجة للحديث مع أحد تحكي له تستشيره رفعت هاتفها لتكلم زهرة لكنها تذكرت أن زهرة الان تتحدث مع أمجد ،فكرت بحيرة هل تحدث سمر لكنها خافت من ان تضغط عليها ،قفزت نرمين الي ذهنها فلمعت عينيها وهي تهتف بحماس :نعم نرمين ستفيدني كثيرا فهي تعرفه مثلي .
أسرعت تتصل بنرمين التي فتحت الخط وهي تهتف بترحيب :سهيلة كيف حالك ؟أفتقدتك جدا .هل أنت بخير ؟
أبتسمت سهيلة :أنا بخير انت كيف حالك ؟هل حددتما موعد الزفاف ؟
-ليس بعد ولكن نفكر أن يكون في الصيف القادم لكن لم نستقر علي موعد ،كيف حال السيد نيشان ؟
أرتبكت سهيلة وهي تقول لها :حدث اليوم أمر غريب نرمين أتصلت بك لانني تفاجأت كثيرا .
جاءها صوت نرمين قلقا :ماذا هناك سهيلة لقد أقلقتني ؟
-السيد نيشان يريد أن يتزوجني .
سمعت تهليل نرمين علي الهاتف فوبختها :لم أقول لك انني وافقت ،لقد فاجئني اليوم فأرتبكت كثيرا.
ضحت نرمين بسعادة :هل فعلها أخيرا ظننت انه لن يفعلها ،وافقي سهيلة هذا الرجل يحبك كثيرا ويهتم لأمرك نظراته اليك كانت مفضوحه للغاية .
سألتها سهيلة بدهشة :ماذا تقصدين نرمين ؟ لم أشعر يوما انه يعاملني بطريقة مختلفة نظراته لي كانت عادية للغاية .
-علي العكس سهيلة ،سيد نيشان كان دوما مهتما بك بشكل خاص أجلسي وفكري قليلا ستدركي مدي صحة كلامي ، وافقي سهيلة هذا الرجل يحبك حقا لا تضيعيه من بين يديك ،أعلم انك تتهربين من فكرة الزواج ولا أعلم أسبابك ،ولكن لا تضيعي حبا كهذا من بين يديك ،لا تتعجلي حبيبتي .
كلام نرمين دفعها للحيرة أكثر وأكثر ،أغلقت الهاتف مع نرمين وغرقت في تفكير عميق قطعه صوت اشعار قادم تطلعا الي هاتفها لتجد رسالة من نيشان "لقد تأخرت كثيرا في الرد "،أبتسمت مرددة "مستفز "تجاهلت رسالته وغرقت في التفكير وعشرات المواقف التي جمعتها بنيشان تعاد في ذهنها ،ولأول مرة تنتبه وتفسر تصرفاته التي أستغربتها في وقتها ،غمغمغت بخفوت "ياالهي انه حقا مهتم منذ فترة طويلة ،أنا الذي لم أفهم ".
أسترخت في مقعدها تتثائب وتفكر حتي غرقت عينيها في النوم .
************
جالس يفرك يديه بتوتر في شقة عمه ينتظر زهرة ،كان يشعر بتوتر شديد يغمره انها أول مرة يري زهرة منذ تسعة أشهر كاملة ،خائف من مواجهتها ،مرتعب من أن لا تتعرف عليه كاخر مرة رأته وأعتبرته غريب سارق ،تجمد وهو يلمحها تدخل من الباب ،تسمر وهو ينظر اليها برعب خائف من ردة فعلها ،نظرت اليه وضعت عينيها في عينيه لدقائق طويلة لم تتحدث ،وهو كان ينهل من ملامحها بشوق ،لم يتحدث لم يجرؤ علي قول شئ فقط يكفيه انها أمامه تعرفه ،لا تصرخ عندما تراه ،قطع الصمت قولها :لقد خنتني .
شحب وجهه مع عبارتها التي كررتها عدة مرات بمرارة فأسرع يقوم من مكانه يقترب منها يود أحتضانها والاعتذار منها ،ولكنها تراجعت خطوه وهي تقول له بحزم :اياك أن تقترب مني ياأمجد اياك .
تراجع وهو يعتذر :أعرف ان كلمة اسف لن تكفي اعتذارا علي مافعلته بك ولكني لا أجد غيرها ،انا اسف زهرة علي كل مامررت به بسببي ولكن أعدك أن مافعلته لن يتكرر أبدا ،لقد ندمت علي مافعلت ولن أكررها مرة أخري ،لقد تلقيت درسا قاسيا للغاية فأطمئني لن أكررها أبدا،أنا أحبك زهرة بل كلمة أحبك لا تكفي لتعبر عن مكانك في قلبي ،أنا أعشقك زهرة ،أرجوك اعطيني فرصة أخري .
كانت تتأمله وهو يتحدث ،تعترف أشتاقته حد الجنون ،تعترف أنها تحبه بل تعشقه ،أنتظرت حتي أنهت كلامه ثم بادرته :أعرف انك تحبني أمجد وأنا ايضا أحبك جدا .
هب من مقعده وهو يقترب منها قائلا :لن تندمي علي منح حبنا فرصة أعدك .
أوقفته باشارة من يدها وهي تقول له بحزم :أخبرتك ان لا تقترب ياأمجد ،لم أنهي كلامي بعد لا تتعجل ،أخبرتك اني أحبك ولكن بعد تفكير أكتشفت انني أحب نفسي أكثر مما أحبك ،أحبك ولكن لن أعود اليك لتطفئني يوما بعد يوم بخيانتك ،أحب نفسي أكثر فلن أجعلك تدمرها وتفقدني عقلي كمافعلت ،أحبك ولكن لن أعود اليك ،نظرت في عينيه ثم أردفت بحزم :طلقني ياأمجد .
-لا لن أطلقك لن أفعلها لن أستطيع ،أرجوك أعطيني فرصة واحدة ولن تندمي .
نظرت اليه ثم قالت بمرارة :أتعلم انني فكرت أن أعود اليك حتي أنتقم ،أتعلم انني كنت اياما طويلة أستغرق في التفكير كيف سأجعلك تشعر بوجع الخيانة مثلما أوجعتني ،أتعلم انني فكرت أن أخونك مثلما خنتني فقط حتي أشعر بالراحة ،أرأيت أي مستنقع رميتني اليه ،لا لن أعود اليك مرة أخري لتحطمني ،طلقني .
-لا أخبرتك انني لن أطلقك لن أفعلها .
نظرت اليه ببرود :لا بأس أمجد سأرفع قضية خلع لا يهمني .
تحركت خارج الغرفة لتجد والدها ووالدتها جالسين بقلق مع عمها وزوجته منتظرين خروجها هي وأمجد ،تكلمت مع عمها وهي تقول له بحسم :أنا أريد الطلاق عمي .
جائتها صرخة أمجد من ورائها :أخبرتك لن أفعل لن أستطيع أنا أحبك زهرة لا تفعلي بي هذا .
نظر عمها اليها وهو يسألها بحنو :هل هذا قرارك الأخير حبيبتي ،هل أنت متأكدة ؟
أومأت برأسها وهي ترد عليه :متاكدة عمي لقد فكرت كثيرا .
-مادام هذا قرارك فسيفعله ثم نظر الي ولده قائلا بحزم :طلقها .
نظرت زهرة الي زوجة عمها :خالتي أريد منك طلب ملابسي التي في الشقة هل من الممكن أن تتخلصي منها أنا لا أريد الذهاب الي هناك ،تبرعي بها أو أحرقيها كما تشائين ،بعد اذنكم أريد الراحة قليلا .
زهرة همست والدتها باسمها وهي تقترب من ابنتها فنظرت زهرة اليها وهي تهمس لها :أريد البقاء وحدي قليلا امي .
وجموا جميعا مع انصراف أمجد العاصف وانسحاب زهرة ،أما زهرة ماان أغلقت الباب عليها حتي أنهار قناع تماسكها وانهارت باكية بانهيار ناعية حبا وعشقا لم يكتب له الحياة.
*************************
جالسة أمام التلفاز المفتوح أمامها بعقل غائب شاردة كحالها منذ شهور ،تنتتظر خلاصا لا تدري ماهيته وأوانه ،شعرت بضربة مؤلمة ببطنها فتأوهت بخفوت وهي تنظر لبطنها بأشمئزاز ،أبعدت عينيها بنفور عندما سقطت علي بطنها الممتلأ ،ترقرقت الدموع بعينيها وهو تشعر بنفسها ببئر مظلمة تبتلعها وتغرقها كلما مرت بها الأيام ،تأوهت بعذاب وهي تسمع صوت المفاتيح لقد عاد أحمد ،سمعت صوت حماتها ترحب به ،حماتها التي تتبادل هي ووالدتها العناية بها ،دخل الغرفة وهو يقول لها ببشاشة :كيف حالك حبيبتي ،ثم مد يده وهو يداعب بطنها :وكيف حال أبني المشاغب هل أتعبك اليوم ؟
ردت عليه بصوت متعب :أنا بخير الحمد لله .
دخلت والدته لتضع الطعام ثم أخبرتهم أنها ستنصرف قبل الظلام ،أسرع أحمد يقوم من مكانه وهو يقول لها معاتبا :أبقي معنا وتناولي الطعام أمي ليس من المعقول أن تنصرفي كل مرة ماان أدخل ،أجلسي وأنا سأوصلك .
أسرعت والدته تقول :لا ياحبيبي أبقي أنت بجوار زوجتك ،أعذرني تعرف اني أنتظر والدك لأتعشي معه،ثم نظرت الي نوران تسألها :هل تريدين شيئا حبيبتي ؟
شكرتها نوران بخفوت وقام أحمد ليوصل والدته الي الباب ،ماان عاد حتي أمسك يديها بحنان وهو يساعدها علي النهوض :هيا حبيبتي لنأكل سويا .
تأوهت بخفوت وهي تمسك بطنها اثر ركله قوية من طفلها ،فمسد احمد بطنها بحنان :هل آالمك كثيرا يبدو انه سيكون مشاغبا كوالدته ؟
أسرعت ترد عليه بانفعال :انه لا يهدأ طوال اليوم يركلني بقوة .
ربت علي كفها بحنان :هانت حبيبتي أيام وتلديه وترتاحي من عناء الحمل أحلم باليوم الذي أحمله فيه بين ذراعي .
هتفت به صارخة :وأنا لم أتمني شيئا في حياتي كما تمنيت التخلص منه ،لقد أجبرتني علي اكمال هذا الحمل ،أنا أكرهه ولا أتمني رؤيته ،أتمني أن أموت وأنا ألده .

زفر أحمد بيأس من الحوار المتكرر يوميا الذي يؤلم قلبه ،كانت انفجارتها مستمرة منذ عرفت بخبر حملها ،تخيل أن الحمل سيفرحها بعد حادثة انتحارها والاكتئاب الذي لازمها بعده،لكنها فوجئت بها تنهار تماما بعد معرفتها بخبر حملها ،حاولت أن تجهضه أكثر من مرة ،كادت تؤذيه بالفعل في احدي المرات وعانت من نزيف شديد كاد يقضي علي الحمل ولكن الطفل كان محاربا فتشبت بوجوده ،ومن يومها يتناوب والدته ووالدتها العناية بها حتي لا تؤذي نفسها .
نهضت من مكانها بثقل وهي تقول له :سأذهب لأنام قليلا لا رغبة لي في الأكل .
تبعها بعينيه قبل أن يقوم من مكانه ليتبعها خوفا عليها ،تمدد جوارها علي الفراش وهو يحيطها بيديه ويهمس :سأنتظرك لنأكل سويا لننام قليلا الان .
سالت دموعها بقهر وهي لا تتخيل كيف ستقدر علي رؤية ذنبها في الطفل مجسدا أمامهاعندما يولد ،لا تصدق تصاريف القدر لقد حلمت بهذه اللحظة طويلا أن يهبها الله طفلا في رحمها ،وعندما أتت هذه اللحظة شعرت أن عالمها يتزلزل ،نطفة من حرام زرعت في رحمها وتشبتت به ،أحيانا تسري عن نفسها وتقول لعله ابن أحمد ،ولكن نفسها تصدمها بحقيقة أنها تزوجت أحمد ثلاث سنوات كاملة ولم تحمل ،ومن مرة واحدة مع أمجد حملت بالتأكيد هذا ليس طفل أحمد ،أغمضت عينيها بتعب وهي تدعو الله في سرها "يارب خذني لأرتاح أو خذه لن أستطيع أن أكون له أما ،سامحني يار ب لقد تبت "
تمر الأيام علي الجميع ،منهم من يرزح تحت قسوتها فيكره الغد ومايحمله ومنهم من يغالب قساوتها بامل يرتأيه في غده فياتيه بشارة أمل قادما مهما طال أنتظاره .


hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-08-20, 12:29 AM   #50

hollygogo

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 460860
?  التسِجيلٌ » Jan 2020
? مشَارَ?اتْي » 657
?  نُقآطِيْ » hollygogo is on a distinguished road
افتراضي

الفصل قبل الأخير
غارقة بين أفكارها المتصارعة تشعربحيرة شديدة تكتنفها ،أمسكت الهاتف عدة مرات لتكتب له رسالة تخبره بعدم موافقتها ولكنها تعود وتمسحها ،تود أن تهاتفه لتخبره برفضها ولكن لسانها لا يطاوعها ،رنين الهاتف تعالي لتجده هو ولكنها رفضت المكالمة ليتعالي صوت وصول رسالة فتحت الرساله لتقرأها "سهيلة الأولاد متشوقون للغاية لرؤيتك نحن بالأسفل ننتظرك "،زفرت بحرارة لم تكن ترغب برؤيته في الوقت الحالي ولكن الاطفال لا ذنب لهم هكذا حدثت نفسها وهي تتجهز لمقابلتهم ،أشترت لهم بعض الحلويات التي يعشقها الأطفال وأتجهت للمكان الذي أعتادت علي الجلوس فيه مع نيشان داخل المجمع السكني الذي يقطنون فيه ،لمحته يقف مع شابين من طوله فنظرت حولها تبحث عن أطفاله ربما يلعبون قريبا ،ماان أقتربت حتي هتف بها أحد الشابين بتحفز:لماذا لم تردي علي نيشان للان أنه قلق للغاية ؟ نظرت اليه بدهشة وهي تسمع نيشان يزجره :شارو كف عن اندفاعك ،تعالي سهيلة لأعرفك علي شارو وشامان .
أبتسمت سهيلة أبتسامة صغيرة وهي تهز رأسها محيية لهم ثم سألت نيشان :أين أولادك ؟
أنفجروا في الضحك ماعدا شامان الذي هتف في نيشان بغيظ :أنت لم تخبرها أليس كذلك ،ماذا أفعل بك أنا ؟
نظرت اليهم بحيرة وهي لا تفهم أي شئ ،ألتفت نيشان اليها وهو يحاول أن يتوقف عن الضحك بصعوبة :لقد فكرت أنها ستكون مفاجئة ،شارو وشامان أولادي وأصدقائي .
نظرت اليه بدهشة وهي تسأله :هل تمزح كيف يكونوا أولادك كم عمرك ؟
سمعت تمتمه شامان الحانقة :من الواضح أنك لم تعرفها أي معلومات عنك .
تنحنح نيشان وهو يجيبها :تسعة وثلاثون .
صمتت وهي تنقل بصرها بينهم بحيرة وهي لا تتخيل أنه أب لشباب في هذا العمر فأكمل موضحا:لقد تزوجت بسن صغيرة أنجبتهم وأنا في التاسعة عشر .
نظر شامان الي والده وهو يقول له :أتركنا نيشان معها من فضلك نريد أن نتحدث معها قليلا .
تطلع اليهم نيشان بتردد لحظات ثم نظر الي سهيلة وهو يهمس لها :سأكون بالقرب ثم سألها بفضول :ماهذه الأشياء سهيلة ؟
نظرت له بغيظ وهي تهمس باحراج :كنت أحسب أن أولادك صغار فأحضرت لهم بعض الحلويات ،لم أكن أعرف سنهم .
خطف شارو منها الكيس الذي به الحلويات وهو يقول لها :ومن قال أن الأطفال فقط من يأكلون هذه الأشياء ،شكرا لك زوجة أبي تبدين طيبة .
نظرت اليه سهيلة بذهول وهو يناديها زوجة أبي ،تنحنح شامان وهو يخبرها :أنه مندفع بعض الشئ ثم نظر الي نيشان :أتركنا نيشان لا تخف عليها .
هز نيشان رأسه وهو يلتقط أحد الحلويات من الكيس ويأكلها باستمتاع،جلس علي مائدة قريبة منهم يتطلع اليهم بترقب ،أندفع شارو يسألها :لماذا لا توافقي علي أبي ؟
زجره شامان وهو يتحدث بتهذيب :أعرفك بنا أنسه سهيلة أنا شامان وهذا شارو توأم متماثل كما ترين ،عمرنا عشرون عاما أنهينا عامنا الجامعي الثاني للتو ،نعيش في الولايات الممتحدة كما تعرفين ،سنكون سعداء للغاية اذا وافقتي علي الانضمام لعائلتنا الصغيرة ،أبانا هو أفضل شخص من الممكن أن تقابليه علي الاطلاق ،لقد مر بظروف نفسية سيئة للغاية بعد وفاة والدتنا ولكنه تماسك فقط من أجلنا ،هو أبانا وصديقنا انه يستحق السعادة، و سعادته تكمن في قربه منك ،هو شخص لا يجيد الكلام عن نفسه كثيرا ولكنه يبذل كل شئ في سبيل تحقيق السعادة لكل من يحبهم ،أتمني أن تسعدني قلوبنا بموافقتك علي ارتباطكما .
سألته بدهشة :ألا تجد أن الأمر غريب أنك تتحدث عن أرتباطي بأبيك بهذه البساطة ؟هل تتقبل الأمر فعلا ؟
أجابها شامان بنفس الاتزان وهو يلكز شارو حتي لا يتحدث :نعم أتقبله ،أبي عاني طويلا من أجلنا وقام بدور الأب والأم لنا لسنوات طوال ،أمي رحمها الله توفيت منذ أكثر من عشر سنوات لا زلنا نحبها ولن نتوقف عن حبها يوما ولكننا لن نكون انانيين أبي مازال صغيرا ويستحق أن يجد سعادته .
-رحمها الله لم أكن أعرف أنها متوفية منذ هذا الوقت الطويل .
-من الواضخ أن أبي لم يحكي لك شيئا عن حياته أخبرتك أنه لا يجيد الكلام عن نفسه كثيرا .
أشار لأبيه فأتي مسرعا فمال عليه بغيظ :ألا تعرف أنك عندما تتقدم لأحد أنك من الطبيعي أن تحكي قليلا عن نفسك .
تظاهر نيشان بالدهشة وهو ينظر له ببراءة :حقا لم أكن أعرف .
ألتفت شامان الي سهيلة وهو يقول لها بابتسامة :نستاذنك الان أنسة سهيلة .
أبتسمت سهيلة في وجهه بعفوية ثم ألتفتت الي شارو الذي يتمتم بحنق شيئا وأخيه يسحبه خلفه .
ألتفتت الي نيشان قائلة :أشعر أن شارو يشبهك كثيرا في الطباع ولكن شامان مختلف
هز رأسه :نعم أنه يشبه والدته رحمها الله نفس طباعها الهادئة ،رزين ومتعقل عكس شارو مندفع ويعبر عن مابداخله دون تفكير انهما يكملان بعضهما .
-لم أتخيل أن عندك أولاد بهذا العمر ظننتهم أطفال لقد خدعتني .
رسم تعبير مسرحي علي وجهه وهو يقول :اسف حقا لم أكن أقصد .
أبتسمت دون أن تتحدث منتظرة حديثه الذي لم يتأخر وهو يقول :هل أنت مستعدة لسماع قصة العظيم نيشان .
أبتسمت وهي تهز رأسها ايجابا فشرد للحظات وكانه يسترجع ماضيه ،لمسة حزن ظللت عينيه فعلمت أنه يتذكر زوجته الراحلة فصمتت معطية له وقته ،
نظرة شاردة اعتلت عينيه ووجوم سطر علي وجهه وهو يغرق في الماضي ،بدا وكانه لا يراها وبسمة حزينة أعتلت وجهه:كانت ابنة خالتي كنت اكبرها باربعة اشهر فقط ،كانت صديقة طفولتي ،كان ابي يوبخني دائما علي علاماتي المتدنية وانني لا ابذل المجهود الكافي واستهتر بدروسي كان طبيبا ناجحا وكذلك والدتي وجميع شقيقاتي كنت الولد الوحيد كنت اهرب من التوبيخ دوما الي بيت خالتي لاقضي الوقت معها كانت هادئة رزينة طوال عمرها وكنت مشاغبا اثير المشكلات دائما فكانت تنقذني دوما حتي لا يصل الامر الي أبي فيوبخني ،في كل ذكري من طفولتي ومراهقتي وشبابي كانت موجودة،فور اتمامنا الثامنة عشر تزوجنا واستقللنا بحياتنا ساعدني علي ذلك مشروعي الصغير الذي اخبرتك عنه ،أنجبنا شارو وشامان بعد عام من زواجنا ،أنهينا دراستنا الجامعية واختارت هي التفرغ للبيت والتوأم فهما كانا مشاغبين للغاية ،كانت حياتنا هانئة نعمت بكل لحظة فيها،كنت أحبها بشدة كانت اكثر من يفهمني في الحياة ،كانت تقرأني من عيني ،تهدج صوته وهو يردف :في عيد ميلاد شارو وشامان السادس بذلت مجهودا كبيرا صنعت حفلا ضخما للغاية أعدت هي جميع اصناف الحلويات والمشروبات ودعت جميع العائلة ،كان يوما سعيدا للغاية ولكن بعد انتهاء الحفل وانصراف الجميع سقطت علي الارض بلا حراك،سقطت دموعه وهو يكمل انتابني الفزع اتصلت بسيارة الاسعاف فاتت سريعا ،كنت موقنا انه ارهاق بسبب الحفل والمجهود الذي بذلته ،لافاجئ بالاطباء يطلبون العديد من الفحوصات والتحاليل ليصدموني بعدها بانها مريضة وحالتها متاخرة للغاية وان الوقت المتبقي امامها لا يتجاوز الاربعه أشهر .
مسح دموعه المنهمرة وهو يكمل :ولكنها كانت محاربة حاربت المرض بقوة،كانت قواها تضعف يوما بعد يوم كانت لا تتحرك من الفراش الا نادرا ولكن وجودها فقط كان يكفيني ،كنت أعيش في فزع مستمر أن أصحو يوما وأجدها قد فارقت الحياة ،أبتلع ريقه وهو يغمض عينيه بأسي :في عيد ميلادهم العاشر كانت مشرقة بدت وكأن المرض قد رحل وأنتهت معاناتها ،كدت أطير من السعادة طبت منها أن نلغي الحفل ونذهب للمشفي كنت موقنا يومها أن المعجزة حدثت وانها شفيت كنت أتشبت بالامل بقوة ولكنها رفضت أخبرتني انها تريد اليوم أن تشبع من وجودنا حولها ،قضينا يوما رائعا مرحت ولعبت معنا كما لم تفعل من قبل وعندما أنتهي الحفل سقطت بين ذراعي وفارقت الحياة .
أنهمرت دموع سهيلة وهي تستمع له ،شعرت وكأن الألم يتحدث كان وجهه ينبض بالوجع ،همست له :يكفي أرجوك هذا الحديث يؤلمك لست مضطرا لاكماله .
صمت ولم يرد ودموعه تتساقط قبل أن يمسحها ويجلي صوته :كان فقدها صعبا للغاية كأن روحي أنتزعت مني،شعرت اني فقدت نفسي وليس زوجتي ،كنت أشعر بالضياع ،كانت صخرتي التي أستند اليها ،لم أعلم كيف أتصرف ماذا أفعل ،ولكن عندما نظرت الي شارو وشامان ووجدتهم منهارين ويشعرون باليتم ،عرفت ان الانهيار ليس واردا يجب أن أتماسك من أجلهم ،عشت لاجلهم فعلنا كل شئ سويا كنت أنهي العمل وأمر عليهم في مدرستهم لأحضرهم ونذهب سويا الي البيت لنطهو الطعام سويا وننظف البيت ونغسل الملابس ونلعب سويا ،رفضت كل المساعدات التي عرضتها علي شقيقاتي وأمي وخالتي ،كانوا عالمي ،ظللت نبرته الفخر وهو يستطرد :وهم كانوا مدهشين بدوا وكأنهم نضجوا بعد موت والدتهم ،كانوا رجالا يعتمد عليهم ،كنت أبتعدت عن جميع أصدقائي في فترة مرضها كانت حياتي تتمثل في العمل وهي فقط وبعد وفاتها أستمررت علي نفس الحال كرست كل وقتي لاولادي فلم يكن هناك أي جانب اجتماعي في حياتي .
سألته :ولكنك شخص اجتماعي بطبعك ألم يؤثر عليك هذا الأمر ؟
أبتسم ابتسامة شاحبة وهو يرد عليها:لم يكن عندي وقت حتي للتفكير مسئولية طفلين في هذا السن كانت كبيرة ،ومع الوقت أصبحت أستشيرهم في كل صغيرة وكبيرة وأحكي لهم يومي ومشاكلي في العمل بشكل تلقائي وهو كانوا يشاركوني بارائهم ونصائحهم كانهم ناضجين حتي أصبح ثلاثتنا أصدقاء مقربين أحكي لهم كل شئ وهم كذلك ،أنا لاأملك أصدقاء غيرهم .
أبتسمت سهيلة وهي تخبره :أتعلم أحببت كثيرا علاقتك بابنائك كنت دوما أتخيل شارو وشامان أشخاص بالغين من عمرك لم أتخيل قط أنهم أبناءك ،ترددت لحظة ولاحظ هو ترددها فسألها :ماذا تريدين أن تقولي سهيلة لا تترددي ؟
نظرت اليه وهي تساله بحذر :مادامت علاقتكم بهذه القوة كيف تركتهم بمفردهم ؟
أبتسم وهو يشرد بعينيه بدا وكانه يستعيد ذكرياته :بعد انهائهم المرحلة الثانوية كانت رغبتهم أن يدرسوا بقسم معين في أحد الجامعات هذا القسم لم يكن متوفرا بالمدينة التي نقطن بها ،لم يريدوا ان يتركوني حتي أنهم فكروا بالتخلي عن حلمهم بالدراسة بهذا القسم حتي لا يجعلوني أبقي بمفردي وأشعر بالوحده ولكني رفضت وصممت أن يلتحقوا به ،كنت أرغب أن يعيشوا تجربتهم كاملة جميع أصدقائهم أستقلوا بحياتهم فور اتماهم الثامنة عشر أردتهم أن يعيشوا هذه التجربة يجربوا الاعتماد علي أنفسهم ،لم أرد أن أكون عقبة في طريقهم ،أرغمتهم وقتها لاني لو تركت لهم الحرية ماكانوا يتركوني ،الم أخبرك أمس اني لست أبا قاسيا ؟
أبتسمت بحماس وهي تهتف به :بل أنت أب رائع نموذج لم أراه من قبل ،ثم سألته بحيرة :ولكن مالذي دفعك للسفر ؟
أغمض عينيه وهو يجيبها بصوت خافت :بعد سفرهم لجامعتهم شعرت بالضياع ،بالحرمان ،باليتم ،شعرت بموت زوجتي ،كان وجودهم يجبرني علي التماسك والعطاء ،كان وجودهم يضئ حياتي ويملأها ،وجودهم كان يمنعني من التفكير والانزلاق في الحزن ،برحيلهم غرقت في ذكرياتي معها كل ركن بالبيت لها ذكري فيه ،تركت البيت وأشتريت بيت اخر ولكن في كل مكان أمر به كنت أتذكرها عشنا في هذه المدينة طوال عمرنا لنا في كل شبر فيها ذكريات ،كنت أغرق بالحزن عجزت عن الحياة بهذا الشكل كنت أحتاج الي مكان اخر ،قابلت رئيس مجلس الادارة وقتها في أحد زيارته الي الشركة التي أعمل بها كان يتحدث عن شركته الصغيرة التي أسسها وأن حلمه أن تكون أفضل شركات الشرق الأوسط ولكنه يواجه صعوبات كبيرة في الفترة الاخيرة نظرا للازمة الاقتصادية العالمية ،أخبرته اني ممكن أن أساعده وأعمل معه ظنني أمزح ولكن عندما أدرك جديتي لم يفوت الفرصة بالطبع فأنا كنز لأي شركة بالطبع .
أبتسمت وهي تشاكسه حتي تخرجه من جو الحزن الذي يسيطر عليه :هاقد عدت الي قواعدك سالما،كنت بدأت أقلق عليك عندما لم تمدح بنفسك طوال ساعة كاملة .
قطب حاجبيه بحنق وهو يقول لها بغيظ :أنا لا أفعل هذا لا أمدح بنفسي طوال الوقت فقط أقول حقيقة ومال عليها يسألها :هل تنكرين اني كنز لاي شركة ؟
أجابته بجدية :بالطبع لقد نقلت الشركة نقلة كبيرة رغم انك عملت بها فقط تسعة أشهر وهاهو هذا الفرع الجديد الذي أقترحته عليهم في أقل من عام حقق نجاحا كبيرا .
أبتسم وهو ينظر اليها قائلا :كنت محظوظا للغاية عندما قبلت عرضه ،عندما أنتقلت كان التغيير كبيرا للغاية ولكنه كان مفيدا للغاية بالنسبة لي لأنني غرقت في التعرف علي البلد الجديد ،وأسلوب العمل بالشركة كان يحتاج الي تطوير كبير ،لقد شغلني هذا كثيرا وأنقذني من مشاعري التي كانت تسيطر علي في الفترة الاخيرة ،أبتسم وهو ينظر اليها بحنان مردفا :ثم قابلتك سهيلة وهذا كان أجمل شئ حدث لي ،لن أكذب عليك عندما بدأت أشعر بمشاعر تجاهك أصابني الفزع الشديد لقد ظننت أن قلبي مات بموت زوجتي رحمها الله ،شعرت انني أخونها وأن الباقي من حياتي يجب أن أنذره لذكراها،هرعت أحكي الي شارو وشامان بفزع ماأشعر به ،والغريب انهم فرحوا للغاية بما قلته وأخذوا يشجعوني علي التقرب اليك ،أستنكرت ماقالوا قلت لهم انني أحكي لكم لتلوموني لا لتشجعوني ،ولكنهم ربما كانوا أكثر نضجا مني وأخذوا يحدثوني طويلا ويلحون علي حتي أقتنعت بكلامهم .
أبتسمت محاولة التغلب علي أرتباكها قائلة :تعجبني كثيرا علاقتك باولادك .
صمت لحظات قبل أن يردف بعقلانية :سهيلة سأحدثك بصراحة ،لم أكن يوما جيدا في التعبير عن نفسي وعواطفي فسامحيني ان لم أستطع أن أوصل لك ماأشعره بداخلي ،أنا أحبك سهيلة وأتمني أن أتزوجك وأكمل الباقي من حياتي معك ، أعلم أن الفارق العمري بيننا كبير وأن لدي أولاد وسبق لي الزواج ربما هذا كله يجعلك مترددة في القبول ولكن أعدك أنني سأبذل كل جهدي حتي أجعلك سعيدة ،ثم أستطرد في لهجة أقرب للرجاء :تزوجيني سهيلة .
فركت يديها وهي تشعر بخجل شديد يغمرها وارتباك وهي لا تدري كيف تتصرف في هذا الموقف ،أنقذها وهو يسألها بحنو :خذي وقتك للتفكير ولكن لا تطيلي علي أتفقنا،ثم أستطرد بمرح :الاولاد يقفون بتحفز سيقومون بدور الحماة لك أنتبهي .
أبتسمت بخجل وهي تراه يشير اليهم فأتوا مسرعين وهما يسألونه بلهفة بصوت واحد :هل وافقت ؟
هز رأسه نفيا فتطلعوا اليها بحنق فنهرهم والدهم بمرح :كفوا يااولاد أعلم السبب الحقيقي لتذمركم ،أطمئنوا ستتزوجون هذا الصيف لا تقلقوا .
ردوا عليه بصوت واحد :لن نتزوج الا معك كما أتفقنا ثم نظر شارو الي سهيلة بحنق :لقد أتفقنا علي حفل زفاف ثلاثي متي ستردين علي نيشان حتي نستطيع ترتيب الحفل ؟
نقلت أنظارها بينهم بذهول وهي تسالهم :من سيتزوج أنتم ؟هل ستتزوجون في هذا العمر ؟
رد عليها نيشان بمسكنة مصطعنة :انا كنت في مثل عمرهم أحملهم علي يدي لقد تأخروا بالفعل في الزواج أشعر بالقلق عليهم سهيلة .
قامت سهيلة من مكانها وهي تقول له :أقسم بالله أنكم عائلة من المجانين .
أسرعت تتحرك مغادرة المكان وهي تسمع صوت ضحكاتهم المرحة .
**************
أمسكت هاتفها بتردد لا تدري هل هذه الخطوة صحيحة أم لا ،ولكنها تشعر برغبة شديدة في اجرائها ،كتبت رسالة اليه :أنس هل أنت متفرغ ،أحتاج للحديث معك وأخذ رأيك في أمر هام .
أسترخت في مكانها غارقة بالتفكير والحيرة ،قامت من مكانها لتقف قليلا في شرفة المنزل عل رؤيتها للناس يتحركون تلهيها قليلا عن التفكير والحيرة التي تكتنفها ،أبتسمت وهي تلمح نيشان يدخل ملعب الكرة مع اولاده مرتديا مثلهم الزي الرياضي ،تأملتهم بمرح وقد بدأوا يلعبون سويا مع بعض وقد أنضم اليهم بعض الجيران ،كان يتحرك بحيوية بينهم كأنه شاب في عمرهم ،ضحكت بخفوت وهي تراه يقفز ببهجة بعد احراز فريقه هدف ،تعترف هذا الرجل غريب ولكنه مبهج يشعرها بالحياة ،تمتمت بخفوت :ولكنه مستفز للغاية .
أنتبهت علي أتصال وارد فنظرت لهاتفها لتجده أنس ،أنتظرت حتي انتهت المكالمة ثم أسرعت تكلمه علي أحد التطبيقات بمكالمة مرئية ،هي تحتاج أن تراه الان أمامها ،فتح المكالمة وهو يسألها بلهفة :سهيلة كيف حالك ،هل هناك شئ لقد قلقت عليك .
سمحت لنفسها بالنظر اليه والتمعن في ملامحه ربما لأول مرة منذ سنين طويلة ،كانت تتتهرب دوما من أن تلتقي عينيها بعينيه ،كانت تلجم نفسها دوما من النظر اليه حتي لا تنساق وراء مشاعرها ولكن اليوم سمحت لنفسها بأن تتامله كانت تريد أن تتأكد ان مشاعرها تجاهه قد عادت لمسارها الصحيح ،أن قلبها لن يدق عندما تراه ،لقد كافحت نفسها طويلا سنوات عديدة مرت وهي تحاول التخلص من هذا الحب الذي يكبلها ،كافحت طويلا حتي تتحرر من ذنبها الخانق ،دقة هربت من قلبها أعقبتها دقات متعاقبة ولكنه كانت دقة فرح سعادة أنتصار ،كانت تنظر اليه وقلبها لا يتفاعل برؤيته لاول مرة ،كانت تشعر بهذا في الاونة الأخيرة ولكنها كانت تخشي ان الامر عائد لانها لاتراه أمامها ،ولكن لسعادتها فهي تراه الان كأخ كصديق كزوج أخت ،لمعت عينيها بدمعة أحكمت سيطرتها عليها حتي لا تسقط وهي تشعر لأول مرة بالتحرر بالنقاء انها تخلصت أخيرا من وصمة وصمتها لنفسها منذ سنين طويلة بأنها خائنة ،سمعت صوته يسألها بقلق :سهيلة ماذا هناك ؟
أبتسمت وهي ترد عليه :لا تقلق أنس أنا بخير كنت أريد أن أستشيرك في أمر لقد تقدم الي شخص ما وأردت أستشارتك .
أعتدل وهو يسألها باهتمام :أنا أسمعك .
أنطلقت تقص عليه ماحدث بينها وبين نيشان وهي تشعر بسعادة غامرة وهي تتحدث معه لأول مرة بانطلاق كما أعتادت قبل أن تضع بينهما العديد من الحواجز ،سألها ماان أنتهت :مالذي يقلقك سهيلة هل تقلقين من فارق العمر بينكم أم أختلاف جنسياتكم ؟أم لانه أرمل ؟
هزت رأسها بحيرة وهي تقول له :لا أعرف أنس أنا مشوشة
أبتسم بحنان وهو يسألها :لماذا لم ترفضي ككل مرة بدون تفكير ؟
صمتت لحظات قبل أن تجيبه بخفوت :كدت أن أرفض ككل مرة ولكن هناك شئ ما يمنعني من الرفض .
-اذن فكري جيد لانه من الواضح انك تتقبلين عرضه بشكل مبدأي ، تحدثي معه فكري هل ستستطعين التأقلم مع زوج بعادات مختلفة من بلد مختلفة ،فكري هل تستطعين التأقلم مع زوج سبق وتزوج قبلك ،فكري هل وجود أولاد له أمر يمكنك التأقلم معه وبعدها أستخيري سهيلة .
سألته بحيرة :مارأيك أنس ؟
-لا أريد أن أخبرك رأيي حتي لا أؤثر علي قرارك ولكن أنت معجبة بهذا الرجل سهيلة كنت أشعر بذلك عندما تتحدثين عنه حتي كدت أسالك مرة عن مااذا كنت تكنين له أي مشاعر ؟
أحمر وجهها وهي تقول :هو مميز جدا في عمله كان اعجابي به من هذه الناحية فقط ولكني لا أنكر غرابة أطواره ،شكرا لك أنس سأفكر وأستخير ثم أخبرك بقراري ،لا تخبر سمر سأخبرها اذا وصلت لقرار .
أبتسم بحنان :أطمئني لن أقول لها شيئا ثم أردف بتردد:هل مازلتي غاضبة مني سهيلة ؟
هزت رأسها نفيا وهي تخبره بابتسامه :لا أنكر اني ظللت غاضبة لوقت طويل ولكن اليوم تخلصت من هذا الغضب كله شكرا لك أنس علي كل شئ فعلته من أجلي ،سلم علي سمر والاولاد .ثم لوحت له مودعة وهي تغلق الهاتف وهي تشعر بنفسها خفيفة تكاد تطير في السماء ،فرحة منتعشة تود أحتضان الكون كله .
**************
-أبي أرجوك وافق لا أدري لماذا تصمم علي الرفض أنت تعرف سهيلة جيدا .
زفر والدها بصبر وهو يرد عليها: يا حبيبتي اني قلق عليك كيف ستسافرين بمفردك وتقيمين في بلد غريب أنا بالأساس معترض علي اقامة سهيلة بمفردها لو علي لأحضرتها الي هنا لتقيم معنا .
واصلت تدللها علي أبيها وهي تتوسله :انت تعلم أبي اني أود زيارة تركيا منذ سنوات طويلة ،أرجوك أبي وافق .
نظرت الي والدتها بتوسل فدخلت في الحوار :أتركها تسافر سليمان لقد تغير الزمان زماننا غير زمانهم اتركها تسافر لصديقتها وتستمتع بوقتها معها.
نهض والها منهيا الحوار وهو يتمتم :دعوني أفكر .
لوت زهرة شفتيها باحباط وهي تقول لوالدتها :مادام قال دعوني أفكر فسيرفض أنا أعرف .
ربتت والدتها علي كفها بحنو :لا تقلقي سأتحدث معه وأحاول اقناعه .
-لقد تبقت في صلاحية التأشيرة شهر واحد فقط أمي .
طمأنتها والدتها :لا تقلقي حبيبتي ساتحدث معه .
قبلتها زهرة علي وجنتها متمتمة:لا حرمني الله منك أبدا أمي .
تابعتها أنظار والدتها بحزن وهي تنصرف الي حجرتها أبنتها تحاول أن تظهر أن طلاقها لا يؤثر بها ولكنها تدرك مدي ألمها وحزنها ،غمغمت بخفوت :سامحك الله يأمجد علي فعلتك ،قامت لتتجه الي زوجها لتحاول اقناعه فهي تدرك ان هذه الزيارة سترفع كثيرا من معنويات أبنتها وتجدد روحها التي أستنزفت في الفترة الأخيرة مابين مرضها وخيانة أمجد.
زفرت سهيلة بضيق وهي تتصل بزهرة للمرة الخامسة علي الأقل وهي لا ترد ،كانت فقط تريد الاطمئنان عليها فهي أخبرتها برسالة أنهم سيذهبون اليوم الي المأذون لاجراءت الطلاق، غمغمت بحنق :ماذا أفعل بك زهرة أكاد أموت من القلق عليك .
قطبيت حاجبيها بتفكير وهي تدرك أن زهرة لن ترد عليها الا لو أثارت قلقها عليها، أسرعت تكتب اليها :زهرة لن تصدقي ماذا حدث بالأمس لي أنا واقعة في ورطة .
أبتسمت بخبث وهي تسترخي في مقعدها منتظرة أتصال زهرة الذي لم يتأخر، ماان فتحت الخط حتي سمعت صوت زهرة الملتاع: ماذا حدث سهيلة أخبريني؟
أبتسمت سهيلة بخبث وهي تقول لها:سأخبرك ولكن بعد أن تطمئنيني عليك.
سمعت صرخة زهرة الحانقة :هل خدعتيني حتي أتصل بك ؟
أسرعت ترد عليها قبل أن تغلق المكالمة: لا أقسم لك لقد حدث شئ غير متوقع بالأمس ،سأحكي لك كل شئ ولكن فقط أريد أن أطمئن عليك أولا.
زفرت بمرارة وهي تجيبها :أنا بخير ولا أرغب صدقيني بالحديث عن هذا الموضوع لقد تم الطلاق صباحا وأنتهي الأمر.
صمتت سهيلة وهي لا تعرف هل تواسيها علي الطلاق أم تبارك لها لانها تخلصت من أمجد وعبثه ،شعرت بالحيرة تود أن تستشيرها في أمر نيشان ولكنها تشعر في الوقت نفسه أن ظروفها النفسية لا تسمح بمثل هذه الحوارت ،سمعت صوت زهرة الفضولي :ماذا حدث أخبريني؟صمتت لحظة تفكر ثم عزمت أمرها ستحكي لها وتأخد رأيها علها تلهيها قليلا عن طلاقها :أنطلقت تقص عليها ماحدث بالأمس واليوم دون أن تغفل عن شئ .
هتفت بغيظ:كف عن الضحك زهرة صدقيني سأغلق الخط هل ماقلته مضحك لهذه الدرجة.
تواصلت ضحكات زهرة،شاغبت سهيلة من وسط ضحكاتها:صدقيني أنهم ظرفاء للغاية وافقي سهيلة لن يشعروك بالملل .
هتفت لصديقتها بغيظ :هل سأوافق علي الزواج حتي أتسلي زهرة .
ردت عليها بجدية مفاجئة:بل لأنك معجبة بهذا الرجل كنت دوما تتحدثين عنه باعجاب حتي خشيت أن تقعي في حبه وتتألمي دون أن تشعري .
-ألا ترين أن الفارق العمري بيننا كبير ؟
صمتت زهرة قليلا ثم قالت لها بحذر :سهيلة سأقول لك شيئا ولكن أخشي أن تسيئي فهمي .
-أنا أسمعك زهرة .
-أظنه سن مناسب للغاية سهيلة أنت تريدين زوج بنكهة أب وأعتقد أن نيشان سيقوم بهذا الدور ،انه يحبك سهيلة وانت تشعرين ناحيته بالاعجاب والقبول .
صمتت سهيلة تفكر في كلام صديقتها ،بداخلها قوة تدفعها للقبول وهي لأول مرة تريد أن تستسلم لرغبتها ،تريد السعادة والاستقرار والسكن ،قاطع أفكارها صوت زهرة تسألها :أين ذهبت سهيلة ؟
-أنا معك فقط أفكر بكلامك
هتفت زهرة بحماس :سأذهب الان لأقول لأبي وأضغط عليه لن يستطيع الرفض عندما يعلم انني سأذهب اليك لحضور زفافك .
أستنكرت سهيلة قول صديقتها :أي زفاف هذا زهرة أنا لم أوافق بعد .
-ستوافقين أنا أعرفك هيا أغلقي الان لأذهب أنا لاقناع أبي ،مع السلامة مبروك ياعروس .
أبتسمت سهيلة وهي تغلق الخط مع صديقتها وشعور بالبهجة يغمرها ،فوجئت بالعديد من الرسائل من نيشان يسألها عن رأيها وأنه ينتظر موافقتها ،فوجئت برسالة من رقم غريب فتحتها لتجد رسالة :زوجة أبي أخبري أبي بموافقتك أخشي أن يجن قبل موافقتك .
أبتسمت وهي ترسل بتهور لم يكن أبدا من طبعها رسالة الي نيشان "موافقة " ،ثم أغلقت الهاتف وأسترخت وعلي شفتيها أبتسامة سعادة وأمل في الغد .
************
يشعر بأن الكون هدم من حوله،داخله يتآكل ويذوي،يشعر بالحرمان بالنبذ والوحدة ،أصر أن يعود الي شقته الخاصة بعد أنتهاء اجراءات الطلاق ، طفق ينظر في كل ركن من شقته يتذكر ذكرياته مع زهرة هنا أكلا سويا ،هنا شاهدا فيلما ،هنا نام علي حجرها من كثرة ارهاقه ،هنا وهنا مئات الذكريات تتدافع الي رأسه تزيد من عذابه ،فتح دولاب ملابسهما عله يجد شيئا من رائحتها ولكنه للاسف حرموه حتي من هذا ،أتي أبيه مع أمه صباحا ليصر علي أخذ كل شئ يخص زهرة وأشرف بصرامة علي أمه التي كادت تستجيب له بترك بعض أشياء زهرة ولكن أبيه نهرها ،يتذكر كلمات والده قبل الطلاق ،كلمات مازلت تنحره "لن ألومك الآن ولكن يكفي أن عبثك حرمك منها للأبد هذه المرةوبلا أمل "
خبط رأسه بالحائط عدة مرات وهو يردد لنفسه بغضب "غبي غبي "
لهث بعنف وهو يتهاوي جالسا علي الأرض وهو يتذكر قوتها وقت حدوث الطلاق ،أصرت علي أن يقولها شفهيا وهي تنظر الي عينيه بقوة بثبات بحسم تخبره أنها النهاية بلا رجعة ،شعر بأنه يريد أن يشغل عقله في شئ حتي لا يجن ،بلا وعي أخرج هاتفه لكي يرسل رساله الي نوران ليتحدثا قليلا عله ينسي ألمه وحزنه ولكنه لم ييستطع الوصول الي صفحتها هز رأسه بحيرة وهو يتسائل هل حظرته أم أنها أغلقت صفحتها ثم عاد وحاول الاتصال بهاتفها ولكنه وجد هاتفها أيضا مغلق هز كتفه بلا مبالاة وهو يرسل رسالة الي أحد الفتيات التي تعرف عليها في الآونة الأخيرة والتي كانت أكثر من مرحبة أرسل اليها رسالة :أشتقت اليها .كلمات لم يعينيها ولم تمثل له شئ ولكن لا بد منها لاتمام علاقته بها ،أسترخي وهو ينتظر ردها الذي لم يتأخر ليدور بين رحي الحياة تتقاذفه كما تشاء .
أما نوران فكانت مسترخية في فراشها تشعر بارهاق شديد يكتنفها كل عظمة في جسدها تؤلمها هاجمتها آلام المخاض عند الفجر لتلده منذ قليل في ولادة متعسرة أرهقتها وأستنزفتها ،أغمضت عينيها بتعب وهي تسمع صوت أحمد الحاني يهمس في أذنها :حمد لله علي سلامتك حبيبتي .
صوت والدته المتهلل فرحا تقول في سعادة لأحمد :انه نسخة منك حبيبي هيا خذه لتراه أمه ولا تنس أن تؤذن في أذنه .
حمله من والدته وهو يشعر أن قلبه يتضخم من الفرح،ناولته حماته تمرة ليحنك الصغير وهي تكاد هي الاخري تطير من السعادة ،جو من الفرح والسعادة كان يغمر الحجرة بقدوم الصغير ،أقترب أحمد من سريرها وهو يقرب منها الصغير وهو يخبرها بسعادة :هيا حبيبتي لتحمليه انه صغير للغاية .
فتحت عينيها تنظر الي الوجه الصغير ،وجه برئ جميل يحمل السعادة لاي شخص ، أخذت تردد داخلها" انه ابنك نوران ابنك تذكري" ،ولكن ماان أبصرت وجهه حتي شعرت بنفور يكتنفها رغبت فقط في ان يبتعد رأت فيه فقط وجه أمجد رأت ذنبها متجسدا فيه ،صرخت في أحمد بقوتها الواهنة :أبعده عن وجههي لا أريد أن أراه .
وجم الجميع في الحجرة خيم عليهم الصمت وهم لا يصدقون ماتفوهت به ،أول من تحدث كانت والدتها التي أستنكرت :نوران أنه أبنك الذي أنتظرتيه أربع سنوات كاملة أستعيذي بالله من الشيطان وأحضني أبنك .
بدأ ت دموعها بالتساقط وهي تتحدث بقوتها الواهنة من أثر الولادة :خذوه من أمامي لا أريد أن أراه، رؤيته تقتلني
تدخلت الممرضة التي كانت واقفة تتابع الحديث بصمت:اتركوها ترتاح الان انها متعبة من أثر الولادة ثم ربتت علي كفها مردفة :حاولي أن تنامي الان قليلا أنت بحاجة للراحة .
ثم أشارت اليهم ليخرجوا من الحجرة ،أحتضن أحمد صغيره بحنان مصدوما من فعلة نوران ،الوجوم سيطر عليهم وهم يستمعون الي كلام المممرضة :هناك كثير من الأمهات يصابون باكتئاب مابعد الولادة رأيت العديد من الحالات مثل حالة مدام نوران من الأفضل أن تستشيروا طبيبا .
زفر أحمد بحزن وهو يحتضن صغيره هامسا له بحنان :انها تحبك وأنتظرتك طويلا انها فقط متعبة .
أما نوران فكانت تبكي بصمت مقهور وهي تسأل الله الخلاص ممما هي فيه ،شعرت أن الصغير نسخة من امجد ،بل خيل اليها أنها تري وجه أمجد بدلا منه ،تمتمت بقهر :والله تبت يارب تبت سامحني وساعدني .
*******************
واقفة تشعر بتردد كبير كانت ترغب في أخذ اجازة من العمل اليوم تؤخر مواجهتها مع نيشان قليلا ،ولكنها تذكرت العمل الذي ينتظرها والذي لا يسمح برفاهية أخذ أجازة ،كانت تشعر بخجل شديد يكتنفها ولكن ماذا تفعل ،شجعت نفسها بصوت عالي "سهيلة هيا لا تكوني متخاذلة أفتحي الباب وأذهبي للعمل "
فتحت الباب وهي تأخذ نفس عميق لتهدأ نفسها ،سعت صوته المتذمر "انني أنتظر منذ وقت طويل لماذا تأخرتي هكذا ،أتصل بك طوال الليل وأنت لا تردين ،هذا اضطهاد سهيلة ثم مال عليها يسألها بعدم تصديق :أنت وافقتي أليس كذلك أنا لا أحلم
أحتقن وجها خجلا حاولت مدارته وهي تقول له بارتباك :هيا سوف نتأخر ورائنا عمل كثير اليوم .
ضحكات مكتومة صدرت من ناحية شقة نيشان فرفعت رأسها لتجد عينا شارو وشامان يتابعوا المشهد بتسلية ،رمقتهم بنظرة حانقة وهي تنصرف بغضب من أمامهم تبعها نيشان وهو يشير لولديه بعلامة الانتصار .
****************************






hollygogo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:55 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.