شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء ) (https://www.rewity.com/forum/f118/)
-   -   الوهم * مميزة ومكتملة * (https://www.rewity.com/forum/t467702.html)

hollygogo 22-01-20 11:22 PM

الوهم * مميزة ومكتملة *
 




https://upload.rewity.com/do.php?img=158954https://upload.rewity.com/do.php?img=158955




https://upload.rewity.com/do.php?img=162624





https://upload.rewity.com/do.php?img=162621



مساء الخير عليكم جميعا

رواية الوهم

رواية اجتماعية
في الحقيقة دي اول مرة انشر قي اي مكان
ترددت فترة طويلة وكنت بعتبر خواطري خاصة بيا
اتمني ان تحوز علي اعجابكم ومنتظرة ارائكم وتقييماتكم
ان شالله حنزلها كل يوم أحد

والنهاردة المقدمة

دمتم بخير


ياالهي اجعله حلما .. كابوسا ..ولكن ليس حقيقة
يارب أنا ضعيفة ولا أريد أن اغضبك يارب اعني يارب اصرف حبه من قلبي ..يارب لا تجعلني أراه قبل ان تنزع حبه من قلبي
سامحني يارب ليس بيدي
تساقطت دموعها وهي تدعو الله بتضرع بعد انتهائها من المكالمة ..سمعت كثيرا مقولة نزل عليها الخبر كالصاعقة لكنها لم تشعر بمعناها الا الان انها تشعر أن داخلها يتزلزل يا الهي ماذا تفعل لقد هربت وتركت بلدها حتي لا تراه حتي لا تخون بنظرة .بدقة قلب ماذا تفعل الان ؟؟
اين تهرب الان ..هل تترك البلد هنا وتهد مابنته خلال الثلاث سنوات الماضية
رفعت الهاتف تتصل بزهرة صديقتها الوحيده تشكو إليها وتسالها النصيحة
فزعت زهرة من صوت سهيلة المنهار فهتفت بخوف سهيلة ماذا هناك ؟؟
ردت بانهيار سيأتي يازهرة جاءته فرصه عمل هنا تخيلي بنفس البلد سمر تكاد تطير من الفرح وهي تحدثني ماذا سأفعل اخبريني. لن اتحمل هذا الوضع مرة أخري .انا حقيرة زهرة بل شديدة الحقارة ياالهي ماذا سافعل يازهرة يارب خذني لارتاح
ردت عليها بقلق اهدئي سهيلة ارجوك ياالهي ليتني جوارك ...
علا نشيجها وتصاعد قلق زهرة انها اول مرة تكون بهذه الحالة حتي يوم وفاة والدتها لم تكن بهذا الانهيار
.سهيلة هل تسمعيني حبيبتي ..سهيلة ليس لأحد سلطان علي قلبه انتي لم تتجاوزي يوما لم تخوني لقد ابتلاكي الله بحبه ادعو حبيبتي أن ينزع حبه من قلبك
..ادعو في كل يوم وليله زهرة ولكن هو بلائي في هذه الحياه ماذا افعل اشيري علي هل اهد ما بنيته هنا واعود ؟؟
..اهدئي الان سهيلة أن شالله سنجد حل مناسب سويا ولكن الان حاولي أن تتمالكي أعصابك
تعالي رنين جرس الباب فانتبهت سهيلة لتنهي حوارها مع زهرة علي وعد بمهاتفة أخري
نهضت زهرة بتثاقل لتفتح الباب لزوجها الذي زعق بخشونة كل هذا الوقت لفتح الباب .نظرت اليه بلا تعبير وتنحت مفسحة له الباب دون كلام
..انا جائع زهرة
بلا صوت اتجهت الي المطبخ لتحضر عشائه ووضعته امامه بلا كلام
فأمسك يدها لتجلس كلي معي زهرة تعرفين لا احب الاكل بمفردي
نظرت له بلا تعبير لقد اكلت ساذهب للنوم
تبرم تنامين في التاسعه هل تزوجت دجاجه اجلسي معي قليلا
..اشعر بصداع تصبح علي خير
نظر خلفها مستغربا مابالها هذه المرأة الكئيبة !!
ثم ابتسم وهو يحادث نفسه ولكن هذا جيد فلدي عمل مهم للغاية
اتسعت بسمته وهو يفتح الهاتف ليبدأ عمله المهم للغاية من وجهة نظره ويرسل. رسالته كيف حالك طمئنيي عليك ..هل مازال راسك يؤلمك ..واسترخي في جلسته استعداد لسهرة طويلة للغاية

جالسة تتنقل بملل بين القنوات متمتمه بسخط لا يوجد شئ وكان العالم يتحالف ضدي لقتلي ملل
انتبهت علي صوت اشعار من الهاتف فاعتدلت لتري الرساله بحماسة صدق ظنها أنه هو فردت عليه صداع شديد لا اعرف ما سببه
رد عليها باهتمام هذا ثالث يوم نوران يجب أن تذهبي الي الطبيب لا احب ان اراك تتألمين
دغدغ اهتمامه أنوثتها وسرحت قليلا اليس زوجها أحق بهذا الاهتمام أنه حتي لم ينتبه الي صداعها المستمر
انتزعها من أفكارها صوت اشعار اخر متي ستذهبين الي الطبيب
..لا اعلم بعد ظروف زوجي ساساله اولا ..وانت كيف حالك ؟؟
..بائس اجلس اتعشي بمفردي و زوجتي العزيزة نائمة..
...تنهدت بحسرة هل من لديها ز وج كهذا تنام وتتركه نساء لا تقدر النعمة
امتد الحديث بينهما ولم يشعرا بالوقت
انتبهت علي صوت المفتاح فاسرعت تكتب مع السلامه زوجي وصل واسرعت تمسح المحادثة لتستقبل زوجها
دخل احمد بهدوئه المعتاد والارهاق بادي علي وجهه فهو في عمل متواصل منذ ١٢ عشر ساعه.السلام عليكم ..عليكم السلام هل احضر لك الطعام ؟ أومأ موافقا فذهبت تحضر الطعام ولم تكد تنتهي حتي وجدته نائما مكانه لا يشعر بشئ فلوت فمها متبرمة وهي تبرطم هكذا انت دائما اي زواج هذا واي حياة مملة أحياها وفردت عليه الغطاء وانصرفت لهاتفها تدعو الله أن يكون امجد مازال مستيقظا لتكمل الحديث حتي الصباح ..




https://upload.rewity.com/do.php?img=162626


متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء


تصميم الغلاف الرسمي : Aurora



تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف :كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)


تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : DelicaTe BuTTerfLy

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)


تصميم البنر الاعلاني : DelicaTe BuTTerfLy







https://upload.rewity.com/do.php?img=162625


المقدمة .... اعلاه
الفصل الأول .... بالأسفل

الفصول 2 - 9 نفس الصفحة
الفصول 10، 11، 12 نفس الصفحة
الفصل 13، 14، 15 نفس الصفحة
الفصول 16، 17، 18، 19، 20، 21 نفس الصفحة
الفصل 22الأخير والخاتمة




https://upload.rewity.com/do.php?img=162627
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي



https://upload.rewity.com/do.php?img=162628



قصص من وحي الاعضاء 22-01-20 11:32 PM

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء

um soso 23-01-20 01:12 PM

مبروك اول خطواتك معنا وان شاء الله تجدين النجاح والتمييز
بدايه موفقه

وشخصيات كثيره واسرار ننتظر انكشافها

بالتوفيق


أميرةالدموع 23-01-20 03:14 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية حلوة وشخصيات متنوعة في الافق

وسرد سلس متابعة ليكي أن شاءالله


أميرةالدموع

hollygogo 26-01-20 03:52 PM

الفصل الاول
 
الفصل الاول


صباح الخير

قالتها سهيلة بهدوء لمديرها بالعمل الهندي الجنسية
رد عليها بعربيته الضعيفة الذي يصمم علي الحديث بها مع سهيلة كيف حالك سهيلة ؟مبكرة كعادتك .
تذمرت سهيلة كعادتها وهي ترد عليه بالإنجليزية ارجوك مستر نيهان لنتحدث بالإنجليزية انا لا افهم
رد عليها مستفزا بالعربية انا احدثك بها حتي لا تنسي لغتك الام سهيلة
هزت راسها بياس لا فائده منك ابدا مستر
دلفا سويا المكتب وسرعان مااندمج كلاهما في العمل فلابد من بذل جهد مضاعف بعد انحسار المبيعات بعد الأزمة الإقتصادية التي شهدتها البلاد
قطع انشغالها استدعاء من مديرها السيد نيهان طرقت الباب ودلفت بهدوء
..سهيلة أريد تقرير عن المبيعات في مشروع الفيحاء سريعا سهيلة
..حاضر ساعه ويكون امامك سيدي
..أريد ايضا اجتماع في القسم غدا في الواحده رتبي معهم
اومات براسها وانصرفت تجهز ماطلبه منها
....صباح الخير سهيلة ردت التحية دون أن ترفع راسها صباح الخير نرمين أريد عدد الوحدات التي تم بيعها من خلالك في المشروع الاخير وتفاصيل البيع الان نرمين لو سمحتي
حدقت نرمين بها بذهول سهيلة هل تهذين لقد بدأنا العمل علي المشروع من اسبوع واحد
..لست انا أنه مستر نيهان انتي تعرفيه سريعا نرمين امامي ساعه واحده فقط
انصرفت نرمين متبرمة وغرقت سهيله في عملها فهو الالهاء المناسب لافكارها العاصفه براسها
..سهيلة تعالي
...تعالت ضحكة نرمين وهي تقول لسهيلة الرجل الالي يطلبك اسرعي سهيلة
زجرتها سهيلة بعينها وهي تشير لزملائهم فردت نرمين لا تخافي حبيبتي لا يفهمون العربيه
..ولو نرمين .
...معقدة همست نرمين هل تعلمين بالامس شرحت له معني الإنسان الالي بالعربيه لقد سعد باللقب يامعقدة .
بذهول تطلعت لها سهيلة شرحتي لمن
.لمستر نهيان لقد كنا علي نفس مائدة الطعام أمس وقت الغذاءوهو صمم علي الحديث بالعربية وعندها أخبرته اننا نطلق عليه الرجل الالي لأنه يعمل كالالة ولا يتعب
..سهيلة لماذا تاخرتي
..قادمة حالا ..والقت لنرمين نظرة متوعدة وانصرفت لمكتبه
..سهيلة هل ابلغتي زملائك بالاجتماع
اومات براسها ابلغتهم
حسنا أريد قائمة بجنسيات عملاؤنا
تطلعت إليه مندهشة جنسياتهم ..ثم اردفت بارتباك هل ممكن اعرف السبب وبماذا يفيد في العمل ؟؟..
...نظر إليها مستفسرا لماذا تسالين هل تظني أنه طلب غير مهم مثلا
نفت براسها علي العكس مستر نيهان بل اظن أنه مهم لأنك طلبته فعلي الرغم من المدة القليلة التي عملت بها هنا الا ان هناك تطور ملحوظ بنسبة المبيعات فانا اود التعلم منك
..إجابة جيدة سهيلة سأجاوبك لكن بشرط اخبريني مامعني انسان الي ؟؟عربية نرمين سيئة للغاية لم افهم منها
انفلتت منها ضحكة مرحة وهي تقول له هل عربية نرمين هي التي سيئة؟
أجابها بثقة بالطبع هيا اخبريني وبالعربية
تطلعت إليه بياس وهي تقول ..هي تعبير عن الشخص الذي يعمل كثيرا ولا يتعب مثل الآلة هل فهمتني سيد نيهان
اوما بغرور بالطبع فهمت ماذا تظنين انا اتحدث العربية بطلاقة ثم قام من مقعده واقترب منها هامسا اعيدي الشرح بالإنجليزية سهيلة عربيتك سيئه للغايه.
انطلقت ضحكاتهم سويا بمرح وهي تعيد شرح المعني بالإنجليزية
..والان أخبرني لماذا تريد قائمة بجنسيات عملاءنا
أجابها بهدوء اريد معرفه اي بلد يتركز بها أكثر عدد من عملاءنا لتكثيف الدعاية هناك وانا اعتقد أنه لابد من فتح فروع للشركة حتي لو مكاتب صغيرة في بعض الدول المبيعات ضعيفة هنا وانا أنوي رفعها .فهمتي سهيلة ؟
نعم فهمت شكرا لك سيد نيهان
..أريد هذا التقرير في اسرع وقت ..
..حاضر وانصرفت مستأذنة
دلفت سهيلة للغرفة فلم تجد احد فتطلعت الي ساعتها فوجدتها الواحده موعد استراحة الغذاء كانت الحجرة كبيرة تحتوي خمس مكاتب مكتبها ونرمين وثلاث مكاتب أخري لزملائها دارسيم التركية ومحمد الاندونيسي وجيلان الباكستانية كانت لغة التعامل السائدة في الشركة الإنجليزية وقسمهم خاص بالتسويق والدعاية للشركة كانت شركة حديثة نسبيا وصغيرة تم افتتاحها منذ ثلاث سنوات ولكنها كانت تشق طريقها بثبات ونجاح وأثبتت نفسها في مجال الاستثمار الxxxxي ..ولا تنكر ان بانضمام السيد نيهان منذ ستة أشهر حدثت قفزة في مجال المبيعات انعكس علي سمعة الشركة بشكل إيجابي
..لو فقط يكف عن التحدث بالعربية لأصبح مدير مثالي هكذا حدثت نفسها وهي تنصرف لكافيتريا الشركة
بحثت سهيلة بعينيها عن نرمين فأشارت لها نرمين تنبهها لمكانها كانت جالسة علي طاولة كبيرة تضم خمس من زملائهم ومقعدين فارغين حيتهم سهيلة بهدوء وهي تجلس بجوار نرمين هامسة دوما منتشرة حبيبتي تستحقين جائزة الموظف الاجتماعي
ضحكت بخفة وهي تقول تعرفيني احب التعارف عكسك تماما ترفعين لافته ممنوع الاقتراب
هزت سهيلة كتفيها قائلة لا احب كثرة الحديث والفضول
..فضول ماذا تعني هذه الكلمه اشرحي سهيلة ؟؟قالها نيهان وهو يجلس علي الكرسي المتبقي
...حاولت سهيلة شرح الكلمة بالانجليزيه فاعترض قائلامن فضلك سهيلة بالعربية
قامت سهيلة حانقة انا شبعت نرمين اشرحي معني فضول للسيد نيهان ثم رفعت اصبعها محذرة بالعربية نرمين
وانصرفت وسط ضحكات نرمين وحنق نيهان

استيقظت نوران وبالية أدت طقوسها الصباحية ثم ذهبت لايقاظ احمد ففتح عينيه بتثاقل قائلا صباح الخير نوران ثم نظر حوله هل نمت هنا. لم اشعر لماذا لم توقظيني نوران للنوم في حجرة النوم ...
..اوقظك لقد كنت نائما بعمق شديد كانك لم تنم منذ شهر ..ساذهب لتحضير الافطار ..نهض بتثاقل واسرعت هي الي مطبخها ..
سلمت يداكي حبيبتي قالها احمد وهو يدلف الي ا لمطبخ
سلمك الله ردت بخفوت وهي تضع امامه الخبز
......تطلع لوجهها مابك نوران
..اشعر بصداع شديد
..هل نمتي متاخرة امس؟؟
..ردت بحنق انه صداع يلازمني منذ اسبوع كامل ولكنك بالطبع لا تهتم ولا تشعر بي طوال الوقت بالعمل وتأتي ليلا لتنام
..سامحيني حبيبتي انتي تعرفين العمل في بدايته ولابد من بذل مجهود ليقف المحل المنافسة قوية حولنا ...ان شالله اليوم ساعود مبكرا لنسهر سويا والان اذهبي انتي ارتاحي و وخذي مسكن وانا سانظف الطاولة
تحركت نوران وقام احمد بتنظيف المطبخ وجلي الصحون ثم ذهب ليطل عليها فوجدها نائمة وسط الأغطية فقبل راسها وسحب مفاتيحه ليتجه الي محله .
ماان شعرت نوران بغلق الباب حتي فتحت عينيها وكفت عن تظاهرها بالنوم وهي تتمتم متبرمة حتي لم يقل لي اذهبي الطبيب حتي نطمئن كل وقته عمل عمل كأن العمل زوجته وليس أنا
صوت رساله علي هاتفها قطع تبرمها ابتسمت وهي تقرأها وتتنهد ..كيف اخبارك ؟؟
..لست بخير صداع شديد
...نورا اعرف طبيب جيد هيا سأرسل لك موقعه وأقابلك هناك
هل جننت امجد اذهب معك للطبيب انسيت اني متزوجة
..بالطبع لم انسي وانا ايضا متزوج نحن لانفعل شئ خاطئ اننا حتي لانتكلم صوتيا فقط رسائل نتبادلها والان انتي مريضة فقط اريد الاطمئنان عليكي ..وعد مني لن اكلمك فقط ساكون موجود اذا احتجتي شئ
قرات نوران الرساله عدة مرات وهي تفكر ثم اخذت قرارها لم لا ؟ ستذهب الي الطبيب ولن تكلمه وكتبت ارسل الموقع واياك ان تحادثني هناك
ابتسم امجد بحماس وهو يقرا الرساله اطمئني وقام بارسال الموقع
ماإن وصلتها الرساله حتي قامت بارسال رساله الي احمد انها ستذهب للطبيب وقامت باغلاق الهاتف حتي لا يصل اليها
وقامت بحماس شديد تتجهز فاليوم ستقابل امجد وجها لوجه
بنفس الحماس قام امجد يتجهز للقاء نوران وهو يحمد الله ان هذا الاسبوع ورديته مسائية ..مع من كنت تتحدث امجد كل هذا الوقت ؟تساءلت زهرة
فأجابها ببرود لماذا تسالين ..هل هو تحقيق ..لا احب هذا الاسلوب زهره ..لا تعيديها
ابتسمت بسخرية وهي ترد عليه اخبريني اين تذهب ام ان هذا ممنوع ايضا علي حد علمي ان عملك هذا الاسبوع من الثالثة
نظر اليها بلا اهتمام عندي مقابلة مهمه وسانصرف بعدها الي العمل لا تنتظريني ..
..ساذهب الي امي اذا لأقضي معها اليوم
توتر عندما سمع عبارتها ..كنت اول امس هناك ..لا يوجد داعي للذهاب اليو م وانصرف قبل ان تجادله فهو يكره زيارتها لبيت اسرتها بل يخشاها ف الواقع ويخشي تاثيرها علي زهرة حبيبته
فكروهو يشغل سيارته زهرة اليوم كانت متذمرة ربما بدات تشك انه يكلم امراة يجب ان يشتري لها اليوم هدية ويدللها قليلا ..الا زهره حبيبته وحلم شبابه ... نحي كل افكاره عن زهرة وهو يصف سيارته لتحتل افكاره إمرأة واحدة اسمها نوران

اخيرا انتهي اليوم يإالهي هذا الرجل يستنزفنا غير ممكن اشعر انه يجري ونحن نجري ورائه لسنا في عمل ابدا بل مباراة كرة قدم
قالتها نرمين حانقة لسهيلة التي تعالت ضحكاتها وهي تقول ولكن اعترفي لقد حقق تطورفي القسم رغم إنه استلمه منذ فتره قصيرة
….قالت نرمين وهي تكاد تبكي انا اذهب كل يوم الي البيت لا استطيع فعل شئ فقط انام ...كل يوم انام وانا احادث طارق ياسهيلة
ضحكت سهيلة وهي ترد حتي يشعر بالشوق قبل الزفاف ياعبقرية
دلفت كل واحده منهم الي سيارتها قبل ان تقول نرمين بتردد سهيلة هل انتي بخير؟
نظرت اليها بدهشة وهي ترد الحمد لله لماذ تسٱلين
…اشعر ان بك شئ مختلف حزينه قلقة لا اعرف.
….اطمئني انا بخير ثم لوحت لها بيدها وهي تدير سيارتها لتغمغم بمرارة شديده لست بخيرنرمين ..ابدا لست بخير
…. سؤال نرمين جعل أفكارها تتلاحق منذ ثلاث سنوات اتت هنا هاربة من حب يائس ..حب بلا امل ..حب محرم
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تدعو الله يارب اعني وانزع حبه من قلبي .. تعالي صوت هاتفها لتنهمر دموعها وهي تري المتصل وسياط الذنب تجلدها وتوصمها انها خائنة لقد خانتها بقلبهاوتعلقت بزوجها ..شهقت بألم وهي تغمغم ليس بيدي يارب ..ليس بيدي
كففكت دموعها وتنحنحت مجلية صوتها لترد علي الهاتف الذي تعالي رنينه للمرة الثانية
..كيف حالك سهيلة اشتقت لكي كثيرا ياالهي لا اصدق انني ساراك اخيرا .. انا انام واحلم انني اعانقك ...اشتقت اليكي حبيبتي ..الاولاد يتحدثون طوال الوقت عنك ويشترون الهدايا ..سهيلة لماذا لا تردي
…ضحكت سهيلة وهي تقول كيف ارد وانت تتحدثين لم تعطيني فرصة للرد أنا بخير الحمد لله
..هل انتي بالطريق اسمع صوت سيارات
..نعم حبيبتي أنا بالسيارة
تعالي صوتها زاعقا وتردي علي وانتي تقودين السيارة هيا اغلقي الهاتف وساحادثك بعد قليل عندما تصلين البيت وابدا لا تردي علي الهاتف وانتي تقودين ..مع السلامة
ردت بخفوت مع السلامه .. تحركت بالية بعد ان صفت سيارتها لتدخل شقتها دلفت الي حجرتها لتستلقي علي سريرها بعد ان جعلت هاتغها علي الوضع الصامت لتهرب من اتصال سمر المتوقع واغمضت عينيها وهي تتمني نوما عميقا بلا احلام لتهرب من واقعها وافكارها
استيقظت فزعه بعد منتصف الليل علي نفس الحلم الذي يقتلها ويزيد احساسها بالذنب والخيانه .نفس الحلم يتكرر يوميا ولا تعرف كيف تهرب منه منذ علمت من سمر انهم سياتون للمعيشة هتا معها بنفس البلد بعد مجئ عرض عمل مغري لزوجها باحد المستشفياات الاستثمارية ..تحلم انه بجانبها يحتضنها ويهمس في اذنها بكلمة احبك وسمر تطلع اليها وهي تبكي ....نهضت بياس تدلف الي الشرفه بعد ان جافاها النوم لتقضي ليلة اخري شاعرة بالارق تتصارع مع افكارها

hollygogo 26-01-20 04:18 PM

الله يبارك فيكي يارب اسعدتني كلماتك ويارب تكون الرواية عند حسن ظنك

hollygogo 26-01-20 04:28 PM

عليكم السلام شكرا اميرة اسعدتيني بتعليقك ويارب تكون عند حسن ظنك

um soso 26-01-20 06:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hollygogo (المشاركة 14740717)
الله يبارك فيكي يارب اسعدتني كلماتك ويارب تكون الرواية عند حسن ظنك

مساء الخيرات

فصل اول عرفنا منه بعض تفاصيل ابطالنا

ولا يمكن التوقع فلا نزال بالبدايه

فقط لفت انتباهي ان سمر لديها اولاد

هذا يعني انها متزوجه من سنوات

ياترى متى احبت سهيله زوج اختها قبل او بعد الزواج
لان هناك فرق كبير بين ان يكون قبل او بعد

مع ذلك ارى انها تعذب نفسها فهو حب محكوم بالاعدام في المهد ولا ادري كيف تسرب اليها

لا استطيع الان الحكم عليها الا بعد معرفة جاب سؤالي

امجد يعشق زوجته ويكلم اخرى متزوجه .. مابك يارجل ؟؟
احمد مشغول .. ولكن مع ذلك لاابرر الخيانه التي سببها انشغال الزوج بعمله .. اجده عذر اقبح من ذنب

لننتظر ونرى مابها نوران ..


واخيرا اقتبست تعليقك الذي اتوقع انه رد على تعليقي بالمباركه

وساعطيكي درس تعليمي مجاني
عند الرد على اي تعليق اضغطي هذه الايقونه


https://www.rewity.com/forum/rewity/...tons/quote.gif



لكي يظهر التعليق بالاعلى وتردي عليه

مثل مافعلت انا

hollygogo 28-01-20 10:07 PM

مساء الفل
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 14740805)
مساء الخيرات

فصل اول عرفنا منه بعض تفاصيل ابطالنا

ولا يمكن التوقع فلا نزال بالبدايه

فقط لفت انتباهي ان سمر لديها اولاد

هذا يعني انها متزوجه من سنوات

ياترى متى احبت سهيله زوج اختها قبل او بعد الزواج
لان هناك فرق كبير بين ان يكون قبل او بعد

مع ذلك ارى انها تعذب نفسها فهو حب محكوم بالاعدام في المهد ولا ادري كيف تسرب اليها

لا استطيع الان الحكم عليها الا بعد معرفة جاب سؤالي

امجد يعشق زوجته ويكلم اخرى متزوجه .. مابك يارجل ؟؟
احمد مشغول .. ولكن مع ذلك لاابرر الخيانه التي سببها انشغال الزوج بعمله .. اجده عذر اقبح من ذنب

لننتظر ونرى مابها نوران ..


واخيرا اقتبست تعليقك الذي اتوقع انه رد على تعليقي بالمباركه

وساعطيكي درس تعليمي مجاني
عند الرد على اي تعليق اضغطي هذه الايقونه


https://www.rewity.com/forum/rewity/...tons/quote.gif



لكي يظهر التعليق بالاعلى وتردي عليه

مثل مافعلت انا


hollygogo 28-01-20 10:15 PM

شكرا ام سوسو علي الدرس
واكيد ححتاج دروس كثير من حضرتك
نعم سمر متزوجه منذ سنوات
وان شالله الاحداث الجايه حتبين متي بدا هذا الحب مع سهيله







اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso (المشاركة 14740805)
مساء
الخيرات

فصل اول عرفنا منه بعض تفاصيل ابطالنا

ولا يمكن التوقع فلا نزال بالبدايه

فقط لفت انتباهي ان سمر لديها اولاد

هذا يعني انها متزوجه من سنوات

ياترى متى احبت سهيله زوج اختها قبل او بعد الزواج
لان هناك فرق كبير بين ان يكون قبل او بعد

مع ذلك ارى انها تعذب نفسها فهو حب محكوم بالاعدام في المهد ولا ادري كيف تسرب اليها

لا استطيع الان الحكم عليها الا بعد معرفة جاب سؤالي

امجد يعشق زوجته ويكلم اخرى متزوجه .. مابك يارجل ؟؟
احمد مشغول .. ولكن مع ذلك لاابرر الخيانه التي سببها انشغال الزوج بعمله .. اجده عذر اقبح من ذنب

لننتظر ونرى مابها نوران ..


واخيرا اقتبست تعليقك الذي اتوقع انه رد على تعليقي بالمباركه

وساعطيكي درس تعليمي مجاني
عند الرد على اي تعليق اضغطي هذه الايقونه


https://www.rewity.com/forum/rewity/...tons/quote.gif



لكي يظهر التعليق بالاعلى وتردي عليه

مثل مافعلت انا


hollygogo 02-02-20 06:12 PM

الفصل الثاني
..قلق بالغ سيطرعلي مشاعر احمد وهو يحاول الاتصال بنوران للمرة العشرون علي الاقل لتاتيه نفس الرساله المسجلة الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح
نظر الي ساعته بقلق شديد ..هرول الي الباب وهو يسمع صوت المفاتيح ..نوران لقد قلقت عليكي وهاتفك مغلق ..
نظرت له بفتور قائلة لقد انتهي شحنه
..لماذا لم تقولي لي انك تريدي الذهاب للطبيب كنت أغلقت المحل وذهبت معك
..لقد اخبرتك اني اشعر بصداع شديد قالتها وهي تنظر اليه باتهام
..كنت احسب صداع عادي لم احسبك مريضه الي حد الذهاب للطبيب ...طمئنيني ماذا قال الطبيب
..طلب اشعه مقطعية علي المخ وبعض التحاليل ليعرف سبب الصداع
انحني يقبل راسها بحنان ان شالله خير حبيبتي ..هل مازال راسك يؤلمك
اومات براسها دون كلام فربت علي كتفها بحنو قائلا اذهبي لتستريحي وانا ساطلب طعام وساوقظك عندما يصل
دلفت الي غرفتها واستلقت علي سريرها بملابسها لتسرح في مقابلتها بامجد
ياالهي كم هو وسيم وانيق رائحة عطره مازالت تملا انفها
وتنهدت وهي تحسد زوجته في سرها
كم بدا مراعيا وقلقا عليها وجدته منتظرا امام العياده عرفته من صورته علي صفحته الشخصية
انتظرها حتي انتهت ووفي بوعده فلم يتحدث معها ولكن حاوطها بنظراته
ياالهي كم كانت تتمني ان تجلس وتحادثه وجها لوجه بدل من هذه الرسائل المملة ..كم تتمني سماع صوته بالتاكيد صوته مميز مثله وتنهدت تسرح بخيالها كمراهقه وليس كسيده ناضجه في السابعه والعشرين

قطع افكارها دخول احمد ليوقظها حبيبتي هيا لتاكلي لقد طلبت لك البيتزا التي تحبيها
جلسا سويا علي المائدة واحمد يضع امامها الطعام قائلا غدا ان شالله نذهب لاجراء التحاليل والاشعة
ردت بفتور لا تشغل بالك ساذهب انا
نظراليها معاتبا ان لم اشغل بالي بزوجتي حبببتي بمن ساشغل بالي اذا ??
تتاولا طعامهما بصمت وقد شعراحمد بعدم رغبتها في الكلام اما هي فكانت تختلس النظر له تتامل ملامحه وداخلها تقارن بينه وبين امجد فاحمد حنطي البشرة تميل بشرته للبياض وعيون سوداء وقامه متوسطه وجسم يميل للبدانه ولكنه متناسق اما امجد فهو طويل القامه يميل جسمه الي النحافه اسمر البشره عسلي العينين نظرته قوية حنونه
قطع افكارها احمد وهو يقول نوران انتي لا تاكلي حبيبتي
ردت بخفوت شبعت فقط اريد النوم قالتها وهي تتحرك بالفعل
..حسنا حببتي هل تريدين مني شئ ؟ ساذهب لافتح المحل ساعتين عندي عمل متراكم فانا اغلقته اليوم مبكرا
اومات براسها وذهبت للنوم وهو نظف المائدة وانصرف ليلحق بعمله
ماان سمعت صوت غلق الباب حتي اسرعت تكتب لامجد
شكرا لك اتعبتك كثيرا اليوم
ونامت تاركه العنان لافكارها ومشاعرها
واستسلم العقل الباطن فغذي احلامها بما يسعدها
ناوشت شفتيها ابتسامه سعادة وهي تغرق مستلذه باحلامها الوردية التي كان بطلها امجد


….الن تكف عن طبعك هذا ياامجد لقد ظننت ان الزواج سيهذبك ولكن يبدولا فائدة منك
ضحك امجد علي كلمات صديقه وهو يقول ليس بيدي احب النساء وآه من النساء وجمالهم ..زهور ياصديقي وكل زهرة لها شكل ورائحة مختلفه
رد عليه صديقه بعقلانية ولكنك الان متزوج بل وحاربت حتي تمكنت من اقناع اهل زوجتك لو علمت زوجتك واهلها ستصير مشكله كبيرة انت بغني عنها ..دوما تتغني بحب زوجتك وانه حب حياتك ..حقيقي لا افهمك ياامجد من اين تحبها ومن اين تواعد النساء
شرد بكلام صديقه وهو يتذكر كلام زهرة في الصباح وفتورها بالامس يجب ان يدللها اليوم قليلا انتبه لصديقه وهو يلوح له مودعا فاشار اليه ثم ركب سيارته وهو يفكر كيف يدلل زهرة اليوم
اوقف سيارته ليبتاع لها باقة ورد ملونه
ثم لا باس من بعض الشكولاتة فزهرة تعشقها
واخيرا وجبه عشاء لتكتمل مراسم تدليل زهرة ثم رساله اليها لا تنامي انا بالطريق
تردد وهو يقرا رساله نوران ثم قرر لن يرد عليها الان فاليوم لزهرته وفقط
دلف الي شقته وهو ينادي عليها زهرة اين انت حبيبتي زهرة
..انا هنا امجد بالمطبخ اجهز العشاء .
احتضنها من الخلف وهو يغرق عنقها بالقبلات قائلا اشتقت اليكي زهرتي
ثم ادارها اليه وهو يدفن رقبته في عنقها لو تعلمين كم احبك قالها صدقا فهو يعشفها حلم شبابه وصديقة طفولته حارب عمه وزوجه عمه بل حارب ابيه نفسه الذين كانوا معترضين علي هذه الزيجة خوفا علي زهرة من علاقاته النسائية المتعدده
..ذابت بين ذراعيه هامسه وانا اعشقك حبيبي
ابتسم وهو يبعدها قليلا ليناولها باقة الزهور قائلا احلي زهور لاجمل زهرة في العالم ابتهجت ملامحها وهي تتعلق بعنقه شكرا حبيبي ياإالهي مااجملها !!
ربت علي ظهرها بحنو ,,,لقد احضرت لكي الكباب الذي تحبيه ثم غمز بعينيه والشيكولاته
اغرقت وجهه بالقبلات وملامحها تنضح بالسعاده فغمز لها ا مشاكسا قبلة واحدة زائده وسنلغي فقرة العشاء وننتقل لما بعدها
ضحكت وهي تندس اكثر بين احضانه فحاوطها بذراعيه هامسا احبك زهرة اعشقك
تعلمين احمد الله كل يوم وانا اراكي جواري في بيتي بين ذراعي ..انتي سكني حبيبتي ..دنياي احبك احبك
ذابت من كلامه وذاب من قربها
وتنعما بليلة دافئة نسي فيها نوران ونست هي شكوكها .
السلام عليك حبيبتي قالها انس وهو يدلف الي بيته مرهقا ردت سمر وعليكم السلام حبيبي ومالت تقبل جبينه وتساءلت تبدو مرهقا للغاية ربت علي كتفها بحنو العمل اليوم كان كثيرا للغاية والولادة الاخيرة كانت متعسرة جدا .
...كيف حالك حبيبتي وكيف الأولاد هل اتعبوك اليوم
..الحمد لله بخير مادمت اراك امامي سالما هل اجهز لك العشاء
هز راسه قائلا اريد فقط النوم
قالت متذمرة متي ستاخذ اجازتك باقي فقط ثلاثه اسابيع علي سفرك وانت تهلك نفسك بالعمل
رد عليها بهدوء وهو يستلقي علي فراشه الاسبوع القادم ان شالله لقد قدمت الطلب اليوم
اندست بين احضانه وهي تهمس انا سعيده للغاية انس لا اتخيل انني ساري سهيله اشتقت اليها كثيرا جدا
ضمها اليه مقبلا راسها وانا لا اريد الا سعادتك ياحبيبة قال كلماته ليغوص فجاة في عالم الاحلام فتطلعت اليه بحنو انس رزق الله اليها زوج مثالي محب متفاني كما حلمت يدللها يغدقها دوما بحبه وحنانه في كل يوم يمر عليها معه تحبه اكثر غرقت بالنظر في تفاصيل وجهه الحنون وسيم هو بشعر بني فاتح وعيون خضراء ورثها عن والدته انف مستقيم وفم مبتسم دائما ... بارك الله لي فيك وحفظك من كل شر قالتها بهمس واغمضت عينيها لتنضم اليه في عالم الاحلام


…في مقر الشركة التي تعمل بها سهيلة كان العمل يسير علي قدم وساق
…هل من اقتراحات جديدة ..قالها السيد نيهان في اجتماعه مع مرؤوسيه ..هزوا جميعا رؤوسهم نفيا
وجه كلامه لدارسيم اريد منك ان تحدثيني عن تركيا
نظرت اليه دارسيم بحيره لا اعرف عن ماذا اتحدث بالظبط
رد بهدوء حدثيني عن وطنك دارسيم انا استمع اقنعيني انها بلد تستحق ان اذهب اليها في عطلتي القادمة ثم نظر اليها بخبث مضيفا ام انها لا تستحق الزيارة
تطلعت اليه بغيظ وقد نجح في استثارة الجانب التحيزي لبلدها لربع ساعه متواصلة كانت دارسيم تحكي وهو يستمع باهتمام ويسجل ملاحظاته
مالت نرمين تهمس لسهيلة هو يريد الذهاب لتركيا ماذنبنا نحن ان نستمع لقد اصابني الصداع
ردت بهمس مماثل لا اظن ..السيد نيهان ليس من هذا النوع اراهنك هناك فكرة في راسه تتعلق بعمل الشركه في تركيا
قطع همسهم نيهان وهو يشكر دارسيم علي معلوماتها ثم شكرهم منهيا اجتماعه
ترددت سهيلة في الخروج فسالها نيهان ماهو سؤالك سهيلة اسمعك
بدت محرجه ومترددة في الحديث فاعفاها قائلا بتهكم ربما تتعجبين من مديرك الذي يضيع وقت العمل في السؤال عن رحله سياحيه
نفت قائلة انا اعرف ان هذا السؤال له علاقة بالعمل ولكن لا افهم بالظبط ماتريده
سالها باهتمام قولي لي مافهمتيه اذا ..
..اظن انك تفكر بعمل حمله دعايا للشركه في تركيا وفتح سوق لنا وسط الاتراك
..وهل تعتقدين سهيلة ان الاتراك سيتركون بلدهم السياحية وياتون هنا لشراء xxxx
…ظهر الاحراج علي وجهها وهي ترد لا اظن معك حق
…انا افكر سهيلة بتقديم اقتراح بفتح فرع للشركه في تركيا هناك الان رغبة كبيرة من عملاؤنا بشراء xxxx في تركيا لانها بلد يمتزج فيها الطابع الغربي بالشرقي بشكل متفرد وهي تسهل الاقامه بشكل كبير بعكس دول اوروبا ثم اشار بيده بالااضافة الي جالية عربيه تقترب من الثلاث ملايين هناك ...مارايك ؟
ابتسمت قائله تبدو فكرة منطقيه ولكن هل ستوافق الشركه
…حاليا لا اشغل بالي فقط اجمع المعلومات وادرس الفكرة
شكرته بخفوت واستاذنت متوجهه لمكتبها .
قلق سيطر علي نوران وهي تري امجد يتجاهلها ولا يرد علي رسائلها تساءلت بقلق ماذا حدث بدت مغيبه تماما عن الحديث الدائر حولها بهاتفها تطلع اليه كل دقيقة
…..نورا نورا ..اين سرحتي هل اتيتي لتجلسي مع هاتفك
..عذرا امي ماذا كنتي تقولي
تفرست امها في ملامحها وهي تشعر بتغير لا يعجبها ولا تدري ماهيته فسالتها باهتمام كيف حالك مع احمد؟
…زفرت بحنق وهي ترد دائما مشغول دائما في العمل البيت فندق ياتي لينام وياكل فقط انا مللت من حياتي معه
..ردت امها بخبرة سنين عمرها اعرف انه يكون في عمله انه حتي لا يجلس علي المقهي مثل باقي اقرانه حياته مقتصرة علي بيته وعمله ماذا تريدين اكثر من ذلك ؟
..ردت حانقة اريد ان اشعر اني متزوجه اجلس مع زوجي اتحدث اخرج انا اجلس كل يوم في البيت احادث نفسي من الوحده
… لماذا لا تعودي لعملك يانورا سيملأ هذا وقت فراغك
تذمرت نوران قائلة امي تعرفين اني اكره العمل والاستيقاظ مبكرا
..لماذا لا تذهبين مع احمد الي محله ساعديه من الممكن ان تنظمي له الحسابات
...واكون امامه في البيت والعمل سيمل مني هكذا قالتها مبتسمه لتتظر اليها امها بحيرة
..والله لا اعرف ماذا ااقول لك تملين من الجلوس بمفردك ولا تريدين الخروج بنفس الوقت ثم ربتت علي كتفها بحنو غدا عندما يرزقك الله بطفل لن تجدي وقت فراغ ياحبييتي
مسدت بطنها وقلبها يهفو لطفل تحمله بين احشاؤها ..بين يديها تلامسه تحمله تقبله ..ثلاث سنوات مرت منذ زواجها تتنظر كل شهر بترقب بامل سرعان مايخبو مع النتيجة السلبية لاختبار الحمل..طافت علي كل اطباء المحافظة .. وبعد فحوصات كثيرة لها ولزوجها اجمعوا ان لا سبب يمنع حدوث الحمل ولكنه ابدا لا يحدث تمزقها الاسئلة الفضوليه من الاهل والجيران ومصمصات الشفاه كلما عرفوا بحمل اخري تزوجت بعدها ومعها طفل او اثنين
انتبهت من افكارها علي يد والداتها تربت علي كفها تعرفين انها وراثة انا ايضا تاخرت في حملي بدون اسباب وليلي شقيقتك كذلك
ابتسمت لوالداتها بحزن وهي تراها تقرا افكارها بدون ان تتكلم محظوظه هي بوالدتها صدرها الحنون ..هي صديقتها التي لا تخفي عليها شئ ,..شئ صغير تخفيه عنها علاقتها بامجد ولكنه شئ لا يستحق هكذا اقنعت نفسها
سالت امها الن تاتي ليلي وحسام اليوم ؟؟
ردت عليها امها وهي تقطع الخضروات لاعداد الغذاء حسام زوجته متعبه تعرفين شهور الحمل الاولي ان شالله ساذهب لاطمئن عليها غدا
..انتي تدلليها كثرا واردفت بغيرة تزوريها اكثر مما تزوريني
ضحكت امها علي غيرتها الطفولية انهاابنتي الثالثة
كشرت بطفوليه ولكنك تحبيني انا اكثر صحيح
نظرت اليها بحنو بالطبع ياحبيبة امك
مالت مقبله خدها ..تعالي رنين الجرس فضحكت نورا هاقد اتت ليلي وقرودها ذكرنا القط وانصرفت لتفتح الباب
تمطت زهرة بكسل في سريرها وهي تلتفت لتجد امجد يرتدي ملابسه وقالت صباح الخير حبيبي
تطلع اليها مبتسما صباح الخير والورد والجمال لأجمل زوجه بالعالم
…الي اين مبكرا هكذا
رمي لها قبله بالهواء وهو يقول احمد طلب مني تبديل الوردية معه لمرض والداته ...هل تريدين شئ مني
هزت راسها نافيه فانصرف ملوحا لها
اما هي فارتسمت ابتسامه حالمة علي شفتيها وهي تغوص باافكارها بعيدا في زوجها وحبيبها امجد حبيب الطفولة وحلم المراهقة ..احبته لا تعلم منذمتي ربما منذ طفولتها
يكبرها باربع اعوام ابن عمها اصغر ابناؤه واكثرهم دلالا تعهدها منذ صغرها بالحماية وماان تفتحت انوثتها روي مشاعرها البريئة بالحب والاهتمام ...احبته نعم بل عشقته وهو كذلك احبها وعشقها وخاضا حربا ضد عائلتهم سويا التي رفضت ارتباطهم خوفا عليها
كان امجد كثير العلاقات النسائية مان ينهي علاقة حتي يبدا باخري كانت كثيرا ماتخاصمه وتشكوه لعمها فيعتذر انها علاقات صداقة عاديه وماان يتزوجها حتي سيقطع علاقاته بالجميع .. .حذرها والدها انه طبع ولن ينتهي ابدا وسيجرحها يوما عندما تكتشف الحقيقة ..عمها اكد كلام والدها رغم حبه الشديد لامجد والدتها اتخذت موقف حيادي اما زوجة عمها فهي الوحيدة التي شجعتها ورات فيها خلاص لابنها من عبثه
تنهدت وهي تتذكر حربها ضدهم وايمانها ان حبهم قوي وراسخ وانها قادرة علي انتشاله من عبث العلاقات وانشاء علاقة مستقرة تجمعهم
عام مضي من عمر زواجهم احيانا تشعر انه اكثر اختيار احمق اتخذته في حياتها فغريزة الانثي لديها تخبرها انه عاد لعلاقاته ..واحيانا تشعر انها تكاد تلمس السحاب من سعادتها كما ليلة امس
عزاؤها الوحيد انها تعرف انه يحبها ..تنهدت وهي تمسك هاتفها لترسل لسهيلة رسالة تسالها عن احوالها
قبل ان تنهض من الفراش محدثة نفسها هيا زهرة لديك عمل كثير ومذاكرة انفضي عنك الكسل .
انهت طقوسها الصباحية لتتجه فورا الي بحثها لتعمل عليه.
انتهي الفصل

Moon roro 05-02-20 05:35 PM

بداية جميلة وموفقة تسلم ايديكي على المجهود

hollygogo 29-03-20 10:23 PM

الفصل الثالث
"اعتذر جدا نوران علي عدم ردي عليك اليومين السابقين مررت بظروف خاصه لم استطع التواصل معكي طمئنيني كيف حال راسك الان متي ستجرين الاشعه والتحاليل لا تنسي موعدنا الاربعاء القادم مع الطبيب "
كتب احمد الرساله وظل متردد هل يرسلها ام لا .قبض كفه بقوة وافكاره تتصارع بداخل راسه .لكن يبدو ان اصابعه كان لها رأي اخر وهي تضغط علي الارسال
زفر بقوة لا يدري مابه لقد عاهد نفسه منذ ان تزوج ان لا يعود لسيرنه الاولي ،ظل صامدا ستة اشهر كاملة ثم شعر انه يختنق لا يستطيع الحياة .شعركما المدمن الذي يريد اخذ جرعته ليهدأ ويواصل الحياة .تعرف علي نوران ليعتدل مزاجه ويشعر انه عاد يتنفس من جديد
زفر بقوة لينتبه علي صوت الاشعارالقادم لينغمس بكليته في الرد علي رسائل نوران
وعلي الناحية الاخري كانت الاخري تكادتطير من السعادة لقد عاشت يومين كاملين في قلق وتوتر من عدم رده عليها لتكتشف ان امجد بات يحتل جزء كبير من عالمها
كتبت اليه "انا بخير اليوم ساجري الاشعه والتحاليل اليوم ان شالله"
اسرع يرد عليها اعرف مكان جيد هل ارسل اليك الموقع ونتقابل هناك ؟
ظهر الضيق علي وجهها وهي تكتب له للاسف زوجي مصمم علي ان يذهب معي
أسرع يكتب اليها خسارة كنت اتمني ان اراك ،ساراك الاربعاء اذن ،لا تقولي ان زوجك سياتي معك .
ردت عليه لا اعرف بعد ولكن سابذل قصاري جهدي حتي لا ياتي ،ستاذن الان ساتجهز لاذهب الي المعمل ،مع السلامه.
وانصرفت لتتجهز متبرمه وغاضبه من اصرار زوجها علي الحضور لولا اصراره لرات امجد اليوم
اغلق محله ليذهب الي بيته حتي ياخذ زوجته للمعمل ،يمشي بهدوئه المعتاد محييا من يعرفه حتي استوقفه صوت مناديا باسمه يعرفه جيدا بميوعته المبالغ فيها التفت اليها بلا تعبير قائلا:خير ياانسه بماذا استطيع ان اخدمك؟
ردت عليه بنفس الدلال:اسمي فاتن اخبرتك من قبل يااحمد انا زبونتك الدائمة لا تنسي اسمي مجددا
رد عليها بصبر: خير ياانسه فاتن لا تصح وقفتنا هذه في الطريق
-كنت في طريقي لمحلك عندما رايتك
-اغلقت المحل الان لا اعرف هل ساستطيع فتحه ليلا ام لا،من الافضل ان تاتي غدا بالاذن .
ردت مسرعة لتزيد من فترة وقوفها معه :خير يااحمد ليس من عادتك غلق المحل في هذا التوقيت .
نظر اليها بضيق قائلا :ظروف خاصة ياانسه وضغط علي حروف كلمة انسه علها تنتبه لتباسطها ورفع الالقاب في حديثها معه وان كان يشك في ذلك ثم اردف بالاذن وانصرف مسرعا حتي لا تلاحقه بحديثها مره اخري
اوقفه بعد عدة امتار محسن جاره مناديا عليه وماان اقترب منه حتي مال عليه متسائلا : من هذه الفاتنه ياصديقي ؟تبدو مغرمه بك انظر مازالت واقفه تطلع نحوك تكاد تاكلك بعينها يارجل. اتعرف لو طلبت......
قاطعه احمد زاجرا :محسن اتق الله مالذي تقوله ليهديها الله لا تتحدث عنهابسوء انها امراة
-كملك الله بعقلك ياولدي وحماك لشبابك قالها والد محسن الذي خرج من محله ليسلم علي احمد بعد رؤيته له يتحدث مع ابنه ليسمع حوارهما
-كيف حالك ياعمي قالها احمد ..
رد عليه والد محسن بخيرياولدي انت كيف حالك وزوجتك
رد عليه احمد ببشاشته المعهودة :بخير ياعمي
ربت والد محسن علي كتفه بأبوية قائلا: خير يابني ليس من عاداتك اغلاق محلك في هذا الوقت .
رد عليه أحمد: سأذهب مع نوران الي الطبيب بالاذن ياعمي لقد تاخرت عليها
- شفاها الله وعافاها ياولدي في حفظ الله
انصرف احمد مسرعا ليلحق بزوجته فلقد تأخر عليها بينما التفت والد محسن الي ابنه الذي كانت عيناه مسمرةعلي تلك المراة التي كانت تحادث احمد وهي تمشي بدلال مبالغ فيه
طرق الرجل علي راس ابنه لينبهه قائلا: الن تكف ابدا
التفت اليه محسن باستنكار: وماذا فعلت انا ياحج انظر الي مشيتها وانت تعرف انها
قاطعه والده بحدة :اتق الله يامحسن لا تتكلم عن امراة بهذا الشكل هل تحب ان يتكلم احد عن اخوتك البنات بسوء
-ومادخل اخوتي بها ياحاج انهم محترمون لا يتمايعون مثلها
رد عليه ابيه بحكمته: ولو يامحسن قاطع كلامه احد الزبائن يناديه فانصرف اليه تاركا ورائه ابنه الذي عادت نظراته تلاحق تلك المائعة
بينما كانت تلك المائعة تغلي غضبا من تجاهل احمد الدائم لها تعرف انها فاتنة بل شديدة الفتنة تري نظرات الانبهار تلاحقها دوما من الرجال الا هو لا يرفع نظره اليها ابدا واذا رفعه تكون نظرته عابره، توعدته بداخلها انها لن تتركه ،لقد اعجبها نمط من الرجال لم تقابله من قبل محترم مستقيم لا يستجيب لاغواء النساء رجل كهذا اذا تزوجها ستكون امنه معه لن يخون ولن يكذب مثل زوجها السابق
توعدته داخلها انها لن تتركه ابدا حتي يتحقق ماتتمناه
تأففت نوران وهي تنظر الي ساعتها منذ نصف ساعة وهي تنتظر أحمدالذي اخبرها انه بالطريق زفرت بحنق وماان تعالي الرنين وشاهدت اسم احمد حتي فتحت الاتصال لتهتف به: كل هذا يااحمد
اعتذر منها أحمد بهدوء :معذرة حبيبتي عطلني بعض الاشخاص وانا قادم هيا انتظرك انا الان تحت البناية
-حسنا مع السلامة
وتحركت لتاخذ مفاتيحها وتقابله

جالسة تشاهد ابنها وزوجها المنهمكين باللعب في دور شطرنج بينما تتعالي اصوات ابنيها الاخرين يلعبون بالكرة سويا
انتبهت علي صوت زوجها وهي يقول كش ملك
ظهر الحنق علي وجه ابنها لخسارته ثم قال لابيه بعناد هيا نلعب دور اخر هذه المرة سأهزمك انا
وقبل ان يرد تعالي صخب ابنيه وهما يهتفان به كفي لعب شطرنج هيا أبي لتلعب معنا الكرة
ابتسم لهما انس بحنان وهو يقوم من الارض جاذبا معه زياد المتذمر هاتفا بمرح انا قادم استعدوا للهزيمة
انهمك الاربعة في لعب الكرة ثم اجتذب صخبهم بعض الاطفال القريبين لينضموا اليهم فأصبحت مبارة ساخنه
ابتسمت سمر وهي تطلع لأنس المنهمك باللعب وسطهم ثم انتقلت ببصرها لزياد بكريها في الرابعة عشر من عمره وهو نسخة مصغرة من أنس شكلا وطبعا
ضحكت وهي تطلع الي أحمد ومحمد المعترضين علي دخول هدف للفريق الاخر ،تطلعت اليهم بحنان انهم مختلفين للغاية عن زياد صاخبيين وحركيين بينها فرق عام واحد فبدوا اشبه بتوأمين احمد في العاشرة ومحمد في الحادية عشر
انتبهت علي جلوس انس بجانبها وهو يلهث ربتت علي كفه بحنان وهي تقول :الاولاد سعداء للغاية لا حرمنا الله منك ابدا حبيبي
ابتسم وهو يتطلع الي اولاده المنهمكين باللعب قائلا بنبره اسفه: اشعر بالذنب وانا اري فرحتهم هذه ياسمر انني نادرا مااستطيع الخروج معهم ومشاركتهم بسبب العمل، لاجلهم وابتسم وهو ينظر اليها مكملا ولاجلك حبيبتي قررت السفر حتي اجد الوقت الكافي لاجلس معكم لقد اثقلت كثيرا عليكي الفترات الماضية وحملتك الكثيرمن المسئوليات ولكن اعدك ان شاء الله ان هذا سيتغير في الفترة المقبلة
وقبل ان تجيبه سمر تعالي اصوات احمد ومحمد ينادوا والداهم لينهض ليكمل معهم لعب الكرة
اخرجت سمر هاتفها والتقطت العديد من الصور لتحتفظ بها ذكري ليوم مميز في حياتها ثم ارسلتهم الي سمر

هتفت نرمين فجأة انها السادسة انتهي العمل
فزعت سهيلة من صوتها العالي الذي قطع انهماكها في عملها فالتفتت الي نرمين مغتاظة هاتفة بها :كل يوم تفزعيني بهذا الشكل
ضحكت نرمين وهي ترد عليها كل يوم في نفس الموعد اقول نفس الجملة وتفزعين المشكله بك انت لماذا لا تعتادين ؟ المشكلة عندك صدقيني
ضحكت سهيلة وهي تقول: تشعريني انك كنتي في المعتقل وحان وقت الافراج
تطلعت اليها نرمين ببؤس لتضحك سهيلة علي ملامحها وهي تقول لها: ايام الاجازة السنوية تصدعين رأسي عن انك مللت الجلوس في البيت ومتي تعودي الي العمل وعندما تنتهي الاجازة تصدعين رأسي انك مللتي من العمل وانك تودين اجازة طويلة
وقبل ان ترد عليها نرمين تعالت اشعارات هاتفها بعدة رسائل متتالية لتلتقط هاتفها وتنظر من المرسل لتبتسم وهي تطلع الي صور اولاد اختها وهم يلعبون الكرة مع زوج اختها انس ابتسمت بشجن وهي تتطلع اليهم مرددة ماشاء الله لقد كبروا كثيرا
لتسالها نرمين بفضولها المعتاد من هؤلاء ؟
لتجيبها وهي تريها الصور اولاد اختي سمر
تطلعت انرمين الي الصور وهي تقول من هذا الوسيم ثم اشارت الي قلبها وهي تقول :لا تكسري قلبي وتقولي انه زوج اختك
ضحكت سهيلة وهي تهمس :اين انت ياطارق لتسمع خطيبتك
تبرمت نرمين وهي ترد عليها :دائما مفسدة اللحظات الجميلة
تحركا سويا ليخرجوا من المكتب ليستوقفها صوت زميلها محمد وهي يقول: انسة سهيلة هل استطيع ان اخذ من وقتك خمس دقائق
التفتت اليه ببشاشة قائلة :بالطبع تفضل بما اخدمك
نظر الي نرمين بحرج فاستئذنت وهي تقول لسهيلة :سانتظرك بالاسفل
اومات اليها سهيلة موافقة قبل ان تلتفت الي محمد بنظرة متسائلة
تنحنح محمد قبل ان يقول استاذة سهيلة انا معجب بك واتمني ان توافقي علي الزواج مني كما تعرفين اسمي محمد في الثلاثين من عمري مهندس اعمل هنا في الشركة منذ عامين
احمر وجه سهيلة بشدة كرد فعل انثوي بحت علي طلب الزواج قالت له متلعثمة استاذ محمد حقيقة انا ليس عندي اعتراض علي شخصك ولكن للاسف لا استطيع الموافقة
سألها بلهفة :هل اعتراضك علي اختلاف الجنسيات ؟اذا كان اعتراضك علي ذلك فأعدك انني لن اشعرك باي فارق بل انا عندي استعداد للنزول الي بلدك واذا اردت هناك مسكن ليس عندي اي اعتراض
ردت عليه ووجهها يزداد احمرارا: ليس للامر علاقة باختلاف جنسياتنا استاذ محمد لكن في الحقيقة انا لا استطيع حاليا باي شكل الارتباط .
قاطعها وقد بدا مصرا: استطيع الانتظار انسه سهيلة ليس عندي مشكلة خذي الوقت الذي تحتاجينه
ازداد ارتباك سهيلة وهي ترد عليه : استاذ محمد انا اعتذر جدا ولكن الانتظار لا يغير رأيي وكما قلت لك الموضوع ليس متعلق ابدا بك
ظهر الاسف علي وجهه وهو يقول اتمني لو غيرتي رأيك ان تعلميني وانصرف بهدوء
فزعت سهيلة علي صوت نيشان من خلفها وهو يسالها بفضول لماذا تقفين هكذا ولماذ ا وجهك احمر هكذا ؟
نظرت اليه بضيق من فضوله وهي ترد عليه :ليس هناك شئ
سألها باصرار هل ضايقك محمد ؟استطيع تقديم شكوي به لا تقلقي
ردت عليه بحنق وقد ازدادت احراجا واحمرارا :لم يضايقني ،مع السلامة وقبل ان يسال سؤال اخر انصرفت
ظل يتطلع اليها بصمت حتي ركبت سيارتها واتجه لسيارته ثم اتصل باحدهم وماان اتاه الرد حتي ساله عبر المكالمة المرئية لقد كانت واقفة اليوم مع شاب ووجهها محمر بشدة اخبروني لماذا ؟
رد عليه الطرف الاخر ربما كان عرض زواج يانيشان
انعقد حاجبااه بشدة وهو يردد معقول
-لما لا انت تقول انها شابه وجميلة يجب ان تجد حلا سريعا
هز رأسه وهو ينهي المكالمة ليدير سيارته وينصرف
في سيارة سهيلة كانت نرمين قد صدعت رأسها وهي لا تكف عن سؤالها عن محمد وماذا كان يريد
ضحكت سهيله وهي تقاطعها ارحميني نرمين لقد صدعتي راسي والله متي تأتي سيارتك من الصيانه وارتاح منك
مطت نرمين شفتيها وهي ترد عليها لن تستطيعي ان تهربي اخبريني هيا ماذا كان يريد منك ولماذا وجههك احمر هكذا
تأففت سهيلة وهي تقول مالكم كلكم ووجهي حتي سيد نيشان سألني
ضحكت نرمين وهي تسالها هيا اخبريني
نظرت اليها سهيله بتردد قائلة :أخشي من لسانك المنفلت اوعديني انك لن تخبري أحد .
رفعت نرمين اصبعها وهي تقول :وعد ،هيا اخبريني
اوقفت سهيلة السيارة علي جانب الطريق والتفتت اليها ووجهها يعاود احمراره لقد طلب مني الزواج
صفقت نرمين بيديها قبل ان تحتضن سهيلة لتبارك لها لتقاطعها سهيلة: توقفي يانرمين انا لم اوافق .
هتفت بها نرمين :لماذا يامعقدة هه اخبريني شاب محترم وجيد وعلي خلق ووسيم اخبريني ماذا ينقصه لترفضيه هيا أخبريني ثم تطلعت اليها هل تخشين من اختلاف الجنسيات ؟ لا تخافي اجلسي معه اولا وتحدثا واذا وجدتي توافق بينكما اقبلي ، اختلاف الجنسيات لن يكون عائق بينكما سهيلة، انتي تعرفين صديقتي مرام انها سعيدة للغاية مع زوجها رغم اختلاف جنسياتهما .
نظرت سهيلة بشرود لنرمين المستمرة بالكلام بلا انقطاع وهي تندم انها اخبرتها ،فهي لا تستطيع قول اسبابها الحقيقية لها انتفضت علي صوتها وهي تقول: سهيلة ردي علي.
تطلعت اليها بحنق وهي ترد عليها :لقد افزعتيني يانرمين مابالكم اليوم كلكم .
-ومن أفزعك غيري انه حق حصري لي
ضحكت وهي ترد عليها الاستاذ نيشان
-لا تهربي الان اخبريني لماذ رفضت محمد؟
فكرت سهيلة قليلا نرمين لن تكف حتي تقول لها سبب مقنع فادارات السيارة وهي تقول لها :انا لن اتزوج الا من شخص من بلدي ، وقبل ان تفتح نرمين فمها لترد ،أكملت بلهجة قاطعة :وهذه قناعة عندي غير قابلة للمناقشة، ثم سالتها مديرة دفة الحوار: كيف حال طارق الن يرحمني منك ويحدد موعد الزفاف
نجحت سهيلة في تشتيت انتباهها فلقد انطلقت نرمين تحكي عن طارق فزفرت سهيلة بارتياح واستمعت لها بانتباه .
- هيا اخبريني حبيبتي اين تحبين تناول الغذاء
قالها أحمد وهو يتحرك مع نوران خارج المعمل
تطلعت اليه نوران بدهشة وهي تسأله :هل ستصحبني حقا لتناول الغذاء ؟ألن تذهب الي المحل مرة اخري ؟
ظهر الاسف علي وجه أحمد وهو يقول :اعذريني حبيبتي اعرف انني انشغلت كثيرا في الاونه الاخيرة، ولكن انت تعرفين المشروع مازال في بدايته ويحتاج مني بذل مجهود مضاعف ولكن اليوم لن اذهب بل اليوم كله لك هيا اخبريني ماذا تحبين أن نفعل اليوم ؟
تالقت عيناها وهي ترد بحماس :نذهب اولا للغذاء ثم نذهب الي السينما ثم نذهب ونتمشي علي شاطي البحر
ضحك وهو يقول :اوامرك حبيبتي
شبكا ايديهما سويا وهما يتحركان سويا الي المطعم .
جالسة تتطلع الي البحربعد انتهائهما من تناول الغذاء وزوجها يتطلع اليها بابتسامة قبل ان يقول هل تتذكرين اول مرة تقابلنا بها يانورا ؟
التفتت اليه مبتسمه :بالطبع اتذكر كدت ان اصفعك علي وجههك لوقاحتك
ضحك وهو يرد عليها: كنت اريد فقط رقم هاتفك ولكنك كنتي شرسة ماان اوقفتك حتي اتحفتيني بوابل من الشتائم لم اظن ابدا ان تخرج منك كنتي تبدين بغاية الرقة
ضحكت وقد انتقلت اليها عدوي مرحه قائلة : ماذا تريدني ان افعل رجل لا اعرفه يوقفني في الطريق ليسالني عن رقم هاتفي بالطبع سأسبه .
ارتسمت ابتسامة رقيقة عل شفتيه وهو يحتوي كفها بين كفيه :وهذا أكثر ماأعجبني بك وقتها جديتك لقد لفت نظري تابعتك لشهر كامل وانتي تذهبيين كل يوم الي العمل وفي كل يوم أعجب بك اكثر واكثر ووقتها عرفت انني لا اريد سواكي زوجة لي
ابتسمت له برقة قبل ان تضحك وهي تقول: هل تتذكر يوم ان اتيت الي البيت عندي اول مرة
ضحك وهو يرد عليها: لقد اسمعتيني يومها مالا يخطر علي بال
-كيف كنت ساعرف انك بالفعل شاب جاد كنت احسبك احد اولئك الشباب العابثين
-حماتي الحبيبة هي من انقذتني يومها من مخالب ابنتها الشرسة
ابتسمت نوران وهي تسترجع ذلك اليوم لقد اوقفها في الشارع ليطلب منها رقم هاتفها او رقم هاتف والدها وبالطبع سبته وانصرفت لتفاجئ بعد وصولها بدقائق بجرس الباب يرن لتفتح وتجده لتبدأفي سبابه من جديد لتخرج والدتها علي صوتها وتنهرها وتساله ماذا يريد ليفاجئها بطلب يدها
افاقت من شرودها علي صوته وهو يقول لها هامسا احبك نورا
انتهي الفصل

hollygogo 29-03-20 10:57 PM

الفصل الرابع

منهمكة في عملها تتطلع الي ساعتها من حين لاخر حتي تنتبه الي الوقت
انتبهت علي صوت مديرها عبر الجهاز يطلبها لمكتبه تحركت مسرعة تجهز الاشياء التي طلبها منها في الصباح لتعطيها له دقت علي الباب بهدوء وماان سمعت الاذن بالدخول حتي دلفت بهدوء تسلم له التقارير المطلوبة اشار لها بالجلوس واخذ يراجع الاوراق ومن حين لاخر يدلي لها بملحوظة او طلب تسجلها تنبهت علي صوته الذي يسالها: ضغط عملك مع عمل السكرتارية كثير عليك اليس كذلك ؟
ابتسمت له وهي ترد عليه :هو كثير نعم ولكن لا باس اعتدت علي ذلك.
كانت السكرتيرةالخاصة بمديرها قدمت استقالتها بشكل مفاجئ منذ شهرين واختارها السيد نيهان لتقوم بدورها لحين قدوم سكرتيرة اخري مع القيام بعملها الاصلي
خبط بقلمه علي سطح المكتب وهو يقول: ساناقشهم في الاجتماع القادم واحاول تسريع طلب التوظيف الخاص بسكرتيرة لمكتبي .
عقدت حاجبيها وهي تساله : لماذا هل صدر مني تقصير ازعجك؟
نفي وهو يقول :علي العكس سهيلة انتي مجتهدة ومنظمة عملك يكاد يقترب من الكمال ولكن ضغط العمل فعلا كبير عليك .
اومات براسها وهي ترد: بالفعل ضغط العمل كبيرلا انكر ، ولكن انا استفيد للغاية سيد نيهان من عملي بقربك وحضور الاجتماعات اشعر انني في هذين الشهرين تعلمت الكثير والكثير ،انا اود التكملة اذا سمحت بذلك .
وفي اعماقها احتفظت لنفسها بسبب اخر لم تقوله له فضغط العمل هذا يلهيها ويشتت افكارها وهو ماتحتاجه هذه الفترة بشدة
انتبهت اليه وهو يرفع راسه بغرور: اعرف بالطبع انني مميز ومن يعمل معي لابد ان يستفيد اعجبتني اجابتك
ضحكت بمرح وهي تنظر اليه قبل ان تتنحنح وهي تقول :سيد نيشان اريد اذن اليوم اود الانصراف بعد موعد الغذاء
نظر اليها وهو يسال لماذا ؟
ردت عليه بخفوت :ظرف شخصي
سالها باهتمام ماهو هذا الظرف الشخصي لا استطيع ان امنحك اذن بدون ان اعرف السبب ؟
نظرت اليه بغيظ وهو تقول :مسموح لي باذن مرتين شهريا وانا لم احصل علي اذن طوال الاربع شهور الفائته .
ردعليها ببرود وانا اسالك عن السبب حتي اعطيك الاذن
ردت عليه بغيظ من تدخله الغريب وسؤاله الاغرب عن سبب الاذن :زوج شقيقتي سياتي اليوم وساذهب لاخذه من المطار .
قطب حاجبيه وهو يقول: ولماذا تذهبين لاصطحابه لماذا لا تذهب شقيقتك لاحضار زوجها .
تطلعت اليه بدهشة وهي ترد: شقيقتي ليست هنا سيد نيهان هو اتي مفرده ولا يعرف احد هنا فطبيعي ان اذهب لاصطحابه .
سالها بفضول كم عدد اخوتك سهيلة ؟وهل كلهم في بلدك ؟
ردت عليه وقد بدات تضيق من اسئلته الكثيرة : ليس لي الا شقيقة واحدة فقط سيد نيهان .
وقامت وهي تساله :لم ترد علي سيدي اريد اذن اليوم .
هز راسه موافقا وهو يقول: لا بأس سهيلة
سالته بمهنيه وهي تقوم لتاخذ منه الاوراق: هل هناك شئ اخر تريده مني سيد نيهان انا سانصرف في الساعة الثانية ان شاء الله
هز راسه نافيا وهو يرد: فقط التعديلات التي طلبتها الان اريدها قبل ان تنصرفي .
انصرفت بهدوء وقبل ان تصل الي الباب عاد صوته يسالها بحشرية :مالذي كان يريده منك محمد لماذا لا تريدي ان تقولي لي ؟
نظرت اليه بذهول من حشريته وفضوله ،امسكت لسانها باعجوبة من ان ترد عليه قائلة وماشانك انت وذكرت نفسها انه رئيسها بالعمل وقررت ان افضل رد ان لا ترد عليه ،وتتجاهل السؤال تماما كأنها لم تسمعه ،خصوصا انه سالها نفس السؤال عدة مرات واخبرته انه امر شخصي فيعود ويسالها من جديد لترد نفس الرد هذه المرة لن ترد عله يشعر ان سؤاله هذا لا يليق .
امسكت بمقبض الباب تفتحه وهي تقول له بهدوء :بعد اذنك سيدي .
شعر بحنق شديد من عدم ردها لماذا لا تريد ان تقول له السبب لا يفهم .
يشعر بفضول شديد ليعرف سبب وقوفها مع محمد خصوصا أن لاعمل مشترك يجمعهم وكان مظهرها يومها يوضح ارتباكها هل كان بالفعل يطلبها للزواج كما قالا له شارو وشامان
طرق علي مكتبه بغيظ وهو يردد يجب ان اعرف ساسالها غدا .

تعلقت سمر برقبة انس وهي تبكي ربت علي كتفها بحنو وهي يقول لها :اهدئي حبيبتي لا اريد ان تكون دموعك هي اخر مااراه ان شاء الله سوف ارسل لكم في اسرع وقت .
استمرت في بكائها وهي ترد عليه هذه اول مرة نفترق ياانس هذا صعب علي جدا لم نفترق عن بعض يوما منذ خمسة عشر عاما كيف ساتحمل انا.
نظر الي اولاده المتاثرين حوله قبل ان يهمس في اذنها :يجب ان تتحملي حبيبتي من اجل الاولاد انهم ينظرون اليك يحتاجون دعمك انت،والله انا الامر صعب علي جدا انا غير معتاد ابدا علي فراقكم ولكن اعدك سابذل قصاري جهدي حتي تاتون باسرع مايمكن اتفقنا .
جففت دموعها وهي تبتعد عنه قليلا لتعطي فرصة لاولادها ليسلموا علي ابيهم الذي احتضنهم بحنو قبل ان يميل علي زياد هامسا: انتبه علي امك واخواتك انت بدل مني منذ هذه اللحظه .
هز زياد راسه لابيه هامسا هو الاخر: حاضر ابي لا تقلق .
ابتسم له انس بحنو وهو يربت علي كتفه :انا غير قلق بني اعلم اني تركت رجلا ورائي
انتبه لصوت سمر من ورائه وهي تقول: لتاخذنا معك الي المطار ياانس ارجوك لنكن معك
هز راسه وهو يقول لها :
لا حبيبتي استودعكم الله لا حاجة للقدوم للمطار
راقبته وهو يتحرك وزياد معه يساعده في حمل حقائبه اسرعت الي الشرفة لتنظراليه وهو يرص الحقائب في سيارة اخيه قبل ان يلوح لابنه مودعا شعرت ان قلبها ينفطر مع تحرك السيارة
وفي السيارة كان حال انس لا يقل عنها فقد انهار قناع تماسكه فور ركوب السياره وتحركها واطمئنانه ان لا احد من اولاده سيراه
ربت شقيقه علي كفه وهو يري تاثره الشديد بفراق زوجته واولاده وهو يقول له: ان شالله يجمعك الله بهم علي خيرا قريبا ياانس ثم اردف بحيرة :لا اعلم لم اتخذت قرار السفر انت مرتبط للغاية بزوجتك واولادك وعملك هنا جيد للغاية لم الغربه ياانس ؟
تطلع انس عبر النافذة بشرود قبل ان يرد علي اخيه: اسافر من اجلهم واجل سمر انا لا اقضي معهم اي وقت يذكر لا اري اولادي الا مرة كل اسبوع واكاد ان انام وانا اجلس معهم هذا اليوم من شدة ارهاقي حتي احيانا هذا اليوم لا اقضيه معهم اذا طرأت حالة ولادة ،أحمد لله ظروفي افضل بكثيرمن غيري ودخلي لا بأس به ولكني أشعر انني اتعب من اجل حياة لا احياها ياياسر ولا استمتع بها يكبر أولادي وأنا بعيد عنهم غارق في العمل من أجل أن أوفر لهم مايحتاجونه ولا ينقصهم شئ هذه ليست بحياة ياياسر .
هز ياسر راسه بأسف فالأحوال الاقتصادية في بلاده في منتهي السوء الكل يجري وراء لقمة العيش ويكافح والعائد ضعيف يكاد لا يكفي الاحتياجات الأساسية قبل ان يقول لأنس :معك حق ان شاء الله تحقق ماتتمناه في هذه السفرة ولو اني ساشتاق اليك كثيرا ياأخي .
ربت أنس علي كفه وهو يقول: وانا ايضا ساشتاق اليك كثيرا ولكن دوماسنكون علي اتصال قبل ان يلكزه في كتفه وهو يردف : الم يحن الاوان بعد اتممت الخامسة والثلاثين ماذا تنتظر لتتزوج.
ضحك ياسر وهويرد عليه :قل انك تغير مني لاني عازب افعل مايحلو لي.
ابتسم انس وهو يقول له :أبدا ابدا، سمر والاولاد عندي افضل من اي شعور بالعزوبية .
تمتم اخيه بخفوت :أسعدك الله ياأنس وحفظهم لك
ردد انس بخفوت :أمين
أوقف ياسر سيارته وهو ينبه انس وصلنا ياأخي نظر أنس الي المطار وهو يعرف انه في طريقه لبداية جديدة ،بداية يتمني ان تكون كما يحلم بها .بداية يحمل رهبة في داخله منها.
سلم علي شقيقه قبل ان يدخل صالة المطار لانهاء اجراءات سفره .

راحة كبيرة شعرت بها سهيلة سكينة غمرتها وهي تجلس في المسجد كانت بحاجة الي الجلوس هنا قبل ان تذهب لملاقاةأنس،اغلقت هاتفها بعد أن ارسلت رسالة لسمر تطمئنها انها ستكون بانتظار أنس واخري لزهرة التي صدعتها بمكالمتها ورسائلها اليوم تخبرها انها بخير . وبالرغم من ان طيارة انس ستصل بعد انتهاء الدوام لكنها أخذت اذنا لتجلس هذه الساعات القليلة في بيت الله تطلب منه الغفران والعون تشعر ان الايام القادمة ستكون صعبة عليها .فتحت كتاب الله تقرأه وتبكي حتي انتبهت الي صوت الدرس الذي سيبدأ لتغلق القران وتستمع الي الشيخ كانت تحب هذا الشيخ رغم انها لم تراه من قبل اسلوبه بسيط وسلس ،استمعت له بانتباه كان كلامه يمس قلبها ،ينزل سكينة علي قلبها المتألم ،شعرت وكأن الشيخ يوجه رسائل اليها ،أغمضت عينيها وهي تستغرق بكليتها في سماع الدرس الذي كان بلسما شافيا لجراح قلبها .


تطلعت نوران بذعر الي أمجد الذي جلس بجوارها بهدوء وهو يبتسم ويقول :نوران كيف حالك ؟
ارتجفت وهي تستمع الي صوته كان خشنا ذو بحة مميزة لطالما عرفت ان صوته سيكون مميز مثله قبل ان تنتبه الي وضعها وتهمس له بخفوت :هل جننت ياامجد ماذا تفعل ؟لم نتفق علي هذا قلت انك لن تتحدث الي فقط ستنتظرني .
تأملها باعجاب وهو يرد عليها بهمس: صوتك جميل مثل وجهك .
احمر وجهها بردة فعل تلقائية من كلماته قبل ان تسمعه يكمل: ارفعي وجهك أريد أن أري عينيك
نهرته مرة أخري :أمجد أرجوك قم من جواري انت وعدتني .
تمتم بخفوت وعدتك المرة الماضية ولكن لم اعدك بشئ اليوم ،اننا في عيادة الجميع يتجاذبون اطراف الحديث لتمضية الوقت ،لا تخافي هكذا .
كانت تشعر بخوف وعدم راحة ،انها أول مرة تكلم رجل غريب ،صحيح كانت تعرف أمجد منذ عدة اشهر ولكنها كانت مجرد محادثات كتابية لم تتبادل الحديث معه ولا مرة، في اعماقها تشعر ان هذا شئ خاطي .
انتبهت علي صوته :يسالها كيف حالك طمئنيني هل لا زال رأسك يؤلمك ؟
اجابته بارتباك: الصداع كما هو ولكن أحمد طمئنه الطبيب في المعمل أمس وهو يستلم النتائج أن الا شعة والتحاليل جيدة ،سأري ماسيقول الطبيب اليوم
غمغم بخفوت سيقول كل خير ان شاء الله ،قبل ان يردف بخفوت لقد أخبرت الممرضة أن تجعلك اخر كشف .
نهرته بحدة: لماذا ؟أنا هكذا سأتأخر لماذا فعلت هذا ياأمجد ؟
تطلع الي وجهها وهمس :ساكون مجنون لو لم أستغل هذه الفرصة وأجلس معك ،لم تعد تكفيني هذه المحاثات الكتابية ،أريد ان أراكي وأتحدث معك وأسمع صوتك الجميل .
واردف بصوت خافت :انت جميلة للغاية، أمرأة مثالية ،لا ينافس جمالك الا عقلك الذي يعجبني للغاية، تعجبني اراؤك ونظرتك للامور .
أحمر وجهها وداخلها ينتعش بكلمات الغزل الموجهه اليها ،وعقلها ينهرها ان هذا لا يصح يجب ان توقفه ولا تسمح له بقول هذه الكلمات .
انتبهت علي صوته يسألها: هل تذكرين كيف تعارفنا ؟
ابتسمت وعقلها يشرد وهي تتذكر متي بدأت علاقتها بأمجد، منذ ستة أشهر تعارفا عن طريق أحدصفحات المشاكل، كانت نوران عضو نشط وفعال دائما ماتنصح أصحاب المشكلات وكان أحمد دائما تعجبه ارائها فيعلق لها دائما ان رايها حكيم وأنها مختلفة عن بقية النساء الذين همهم تسخين صاحب المشكله، حتي ارسل لها مرة يسألها عن رايها في مشكلة تخص صديقه ومن يومها بدأالحديث بينهم وتتطور من مجرد مناقشة في مشكلات الصفحة الي التعارف بشكل شخصي وتوثقت علاقتهما حتي أصبحا يتكلمان بشكل يومي .
استمعت لهمسه وهو يقول: كيف لفتاة في سنك أن تكون بهذه الحكمه أنت رائعة زوجك محظوظ بك .
ابتسمت وهي تشجع نفسها لترفع عينيها اليه تتأمله من هذا القرب لأول مرة كان وسيما بحق خطف انفاسها وهي تتطلع اليه و تغرق في تأمل تفاصيل وجهه
هو أيضا كان غارق في تأمل تفاصيل وجهها كانت جميلة لها ملامح مميزة عينان واسعتان سوداوان وانف صغير وفم واسع قليلا لكنه متناسق وبشرة خمرية صافية وجسم متناسق يميل للطول
مال علي أذنها هامسا :عيناكي جميلة للغاية
خفضت وجهها بخجل وهو تقول له :أنت ايضا وسيم للغاية
أنتعش داخله مع كلماتها اما هي فكانت غير مصدقة ماتفوهت به لقد خرجت منها الكلمات دون أن تشعر نهرت نفسها بشدة علي وقاحتها
تنحنحت لتخرج من دائرة اللوم لذاتها وهي تغمغم بخفوت :أمجد نحن اصدقاء صحيح ؟
رد عليها بنفس الهمس : بالطبع نوران
همست له : دعنا اذن لانتجاوز دائرة صداقتنا أقصد نتحدث في أشياء عامة أقصد ....
كانت مرتبكة لا تسعفها الكلمات المناسبة،رحمها من ارتباكها وهو يقول: أفهمك نورا ،لا تريدني مثلا أن اقول لك انك جميلة جدا أو أتغزل بك صحيح ،حاضر كما تأمرين ياصديقتي .
ابتسمت له براحة وهي تظن أنها هكذا وضعت علاقتهما في اطار منضبط غير عالمة انها بدأت أولي خطوات الانزلاق وياويلها ان سقطت في الهاوية .
نجح في فتح عدة موضوعات تحدثا فيها سويا ليمر الوقت سريعا دون ان يشعروا به حتي انتبهها علي صوت الممرضة تناديها للدخول فقامت وهي تحذره من اللحاق بها: اياك ياأمجد سأدخل بمفردي .
أوما برأسه موافقا وهو يقول لها: سأنتظرك .
ظل يلعب في هاتفه حتي تخرج تجاهل اتصال زهرة ورسائلها وهو يخبر نفسه انه سيحادثها بعد انصرافه من هنا .
اما هي فكانت جالسة تسأل الطبيب بحيرة :ماهو سبب الصداع دكتور؟ انه دائم يكاد لا ينقطع انت تقول انه لا يوجد سبب طبي .
سألها الطبيب باهتمام :هل هناك شئ يشغل تفكيرك او موضوع مثلا يحزنك
احيانا يكون الصداع له أسباب نفسية .
هزت رأسها نفيا وهي تقول: لا أبدا حياتي الحمد لله ليس بها مشاكل حياة عادية .
عاود الطبيب سؤالها :هل تتذكرين متي بدأالصداع ،من الممكن ان تكون بدايته مرتبطة بشئ ما حدث معين او موقف او معرفة شخص ما وهذا الموقف او الحدث او الشخص يؤثر وجوده عليك بشكل سلبي دون ان تشعري.
فكرت قليلا قبل أن تقول له :لقد بدأمنذ ستة أشهر تقريبا ولكنه كان علي فترات متفاوتة ولكن منذ فترة أصبح ملازم لي طوال اليوم
تسمرت وهي تعي ماتقوله وتربطه بحديث الطبيب لقد بدأهذا الصداع منذ بداية معرفتها بأمجد هل يعقل أن علاقتها به هي ماتسبب لها الصداع
انتبهت علي صوت الطبيب وهو يكتب لها بعض الادوية مرددا بعض النصائح التي من الواجب اتباعها في الفترة القادمة لتخفيف حدة الصداع ، شكرته بخفوت ماان انهي كلامه قبل ان تنصرف.
أسرع اليها أمجد بلهفة يسألها : ماذا قال الطبيب ؟
هزت رأسها بحيرة وهي ترد عليه:لا يوجد سبب عضوي
أخبرني انه من الممكن ان يكون سبب نفسيا
سألها باهتمام :هل هناك شئ يزعجك ؟هل هناك مشكلة بينك وبين زوجك ؟
أجابته بصدق:كلا أحمد لا يضايقني ابدا انه يفعل مابوسعه لاسعادي
سالها بحيرة :لماذا اذن هذا الصداع يلازمك ؟
تطلعت اليه بشرود وبداخلها تتسائل هل من المعقول ان هذا الصداع بالفعل بسبب علاقتها به ؟
انتبهت علي صوته وهو يقول لها :هيا نوران لاوصلك.
تطلعت اليه بذعر: توصلني هل جننت ياأمجد لا بالطبع، انا ساوقف سيارة كما أتيت، وقبل أن يعترض أردفت :وهذا أمر لا نقاش فيه أنا لن أركب معك سيارتك ،يجب ان انصرف الان لقد تأخرت كثيرا.
نوران همس اسمها بخفوت فرفعت عينيها اليه ليسالها في نبرة اقرب للرجاء: أريد ان اراك مرة اخري لا تحرميني من جلستك الممتعة ،انتي لا تتخيلين مدى سعادتي اليوم بالحديث معك .
ردت عليه بنبرة خافتة :لن استطيع ياأمجد صدقني انا ايضا اتمني لو أقابلك مرة اخري ولكنه صعب للغاية
نظر لها وفي عينيه نظرة رجاء قائلا :حاولي اذا تسنت لكي الظروف
أومات برأسها موافقة وهي تلوح له بيديها
راقب انصرافها قبل أن يفتح هاتفه ليتصل بزهرة
أما هي فكانت غارقة في أفكارها تفكر ماذا ستقول لوالداتها فهي اخبرت أحمد ان والداتها ستذهب معها للطبيب وبالطبع لم تخبر والداتها أن تأتي معها حتي تستطيع مقابلة أمجد ظلت تفكر طوال الطريق في حجة تخبر بها والدتها وتقنعها ان تقول لاحمد انها ذهبت معها للطبيب .
انتهي الفصل

hollygogo 29-03-20 11:25 PM

الفصل الخامس

جالسة تشجع نفسها قبل نزولها من السيارة محاولة اعطاء نفسها اكبر قدر ممكن من الطاقة الايجابية
بصوت خافت كانت تردد:
سهيلة هذا أنس زوج أختك الوحيدة ،لا مجال للهرب سيأتون للعيش هنا ستريه كثيرا،أنت قوية ستستطعين اجتياز الامر لا تخافي ،هيا انزلي وقابليه انه لا يمثل لك شيئا سوي علاقة أخوة
أغمضت عينيها وهي تشعر بدقات قلبها تتسارع خوفا من اللقاء القادم ،أخذت نفس عميق قبل أن تنزل من سيارتها وبداخلها كانت تتضرع الي الله ان يخلصها من مشاعرها التي تشعر بها تقتات من روحها .
تهلل وجه أنس وهو يلمح وجه سهيلة فلوح لينبهها ،لم تنتبه له سهيلة فلقد كانت منهمكة في الحديث بالهاتف
،اقترب منها وعلي شفتيه ابتسامة حنون ياالهي انها امامه لم يراها منذ ثلاث سنوات كاملة لقد اشتاق اليها كثيرا ،ماان اقترب منها حتي سمعها تقول لمحدثها عبر الهاتف لم يتأخر صدقيني لا بد انه ينهي اجراءات الوصول ،لا تقلقي هكذا
ابتسم وهو يستنتج هوية محدثها فاقترب قليلا وهو يقول بصوت عالي أنا هنا ياسمر لقد وصلت حبيبتي .
التفتت اليه سهيلة تسمرت وهي تراه امامها شعرت بموجة من الحنبن تغمرها وذكريات تتدفق داخل عقلها ،ذكريات طفولتها ومراهقتها وشبابها كان دائما أنس جزءا منها،لم تشعر الا بدموعها تسيل وهي تقول له بصوت خافت :أنس أنت هنا حقا ؟
ابتسم ابتسامته الحنون التي كثيرا ماخصها بها :أنا هنا ياصغيرتي .كيف حالك أوحشتني كثيرا ياسهيلة
انهمرت دموعها اكثر وهي ترد عليه :وأنت كثيرا جدا ياأنس ؛افتقدتك كثيرا أنت وسمر ،حياتي كانت مظلمة من دونكم .
اتسعت ابتسامته وهو يشاكسها :لا يبدو عليك السعادة ،هل هناك أحد سعيد ويبكي هكذا ؟
ابتسمت وهي تمسح دموعها وترد عليه :أنها دموع السعادة ،أنا سعيدة للغاية برؤيتك
عاود مشاكستها :لا افهمك أنت وسمر عندما تشعرون بالحزن تبكون ،وعندما تشعرون بالسعادة تبكون أيضا ،هذا غير معقول والله .
ضحكت وهي ترد عليه :لا تستغرب هكذا انها تركيبة النساء ياأنس ، وقبل ان تكمل كلامها انتبهت علي صوت سمر المنبعث من الهاتف والتي نستها تماما في غمار سلامها علي أنس رفعت الهاتف سريعا فهي تعلم طباع سمر وقلقها الشديد لتقول لها: أنه أمامي الان ياسمر ،بخير صحة وأتم حال .
استمعت الي رد سمر التي قالت : افتحي الكاميرا حتي أراه وأطمأن ،إن هاتفه لا يعمل ولا استطيع الوصول اليه .
ابتسمت سهيلة وهي تقول لها :سنشتري له خط حالا حتي تستطيعي الوصول اليه في أي وقت حبيبتي ثم ضغطت علي زر الكاميرا لتشغل مكالمة مرئية مع شقيقتها وهي تعطي الهاتف لأنس ،ابتعدت قليلا لتعطي أنس مساحة خاصة ليحادث شقيقتها ولكنها فوجئت به ورائها وهي يقول لها :سمر تريد رؤيتنا سويا .
اقتربت منه قليلا ليظهرا في حيز الكاميرا سويا قبل أن تلوح لشقيقتها الظاهرة وحولها ابناؤها الثلاثة
تطلعت الي أختها بحنان وهي تلاحظ انهمار الدموع من عيني أختها قبل أن تسمعها وهي تقول :أنتم كل دنياي أشعر أنني ملكت الدنيا وأنا أراكي بجوار أنس وأولادي من حولي
ابتسمت لاختها بحنان وهي تطلع اليها، دوما كانت سمر عاطفية تملك طاقة حب هائلة ،وقدرة أكبر علي اعطاء هذا الحب وغمر غيرها به ،كانت دوما اما لها رغم ان فارق العمر لا يتعدي العشر سنوات الا انها غمرتها بمشاعر أمومية منذ طفولتها الي الان .
انتبهت علي صوت سمر تسأله: طمأني هل هي بخير أشعر بالقلق عليها أنت تراها أمامك.
ابتسمت وهي تسمع أنس يرد عليها: بخير حال ياسمر لا تقلقي انا منذ هذه اللحظة موجود وسأعتني بها جيدا
ضحكت سهيلة وهي تسمع سمر تسألها نفس السؤال هل أنس بخير ياسهيلة لتجيبها من وسط ضحاتها :بخير ياسمر لا تقلقي الا تشاهديه أمامك
تذمرت سمر وهي ترد عليها: الكاميرا لا تكفي لن أطمأن عليكم الا بعد أن أراكم أمامي .
شاكستها سهيلة: ماذا فعلتي في الرجل ياسمر لقد شاب شعره تركته لك قبل ثلاث سنوات بدون شعرة بيضاء في رأسه
سمعت ضحكات ابناء شقيقتها وصوت أختها التي تنهرهأ وتخبرها ان لا تقول ذلك علي زوجها وصوت أنس بجانبها يتوعدها لنعته بالعجوز
اتسعت ابتسامتها وهي تشعر لأول مرة بالحياة منذ ثلاث سنوات ،كانت تشعر انها الة تعمل وتأكل وتنام ،لكن بدون روح ،بدون دفء مشاعر كالذي تستشعره الان.
انتبهت علي صوت أنس يودع شقيقتها فلوحت لها هي الاخري قبل أن تتحرك بجوار أنس مشيرة له الي اتجاه سيارتها وهي تسأله مشاغبة :هل تركتك سمر سريعا هكذا ظننت أنها لن تتركك قبل الصباح
ضحك وهو يرد عليها :لو تركت لسمر المجال كنا سنبيت أنا وانتي بالمطار
وضع حقائبه في السيارة قبل أن يجلس جوارها وهو يسمعها تشاغبه :هل أسمع نبرة تذمر هنا ساأخبر سمر ان زوجها سرعان مانسيها ماان سافر .
ظللت ابتسامة شفتيه بها لمحة شجن وهو يغمغم بخفوت :تعلمين أن أختك ليست مجرد زوجة انها كل شئ بالنسبة لي انني افتقدها كثيرا رغم انه لم يمر الا عدة ساعات علي فراقها الا انني اشعر بوحشة شديدة واشتياق شديد لها وللاولاد ،لا اعرف كيف سأصبر حتي يأتون الي هنا .
ابتسمت وهي تطلع اليه طالما كانت علاقة أنس وسمر فريدة من نوعها ،كانا نموذج لم تراه كثيرا في حياتها ،كلاهما كان يتفاني لاسعاد الاخر ولو علي حساب نفسه ،غمغمت بخفوت :ان شالله لا تقلق شهر علي الاكثر وستستطيع استقدامهم وينيروا حياتك مرة أخري
وأردفت بنبرة صادقة :ادام الله سعادتكما ،لا حرمك الله منهم ابدا ياأنس .
غمغم بخفوت امين قبل أن يلتفت اليها بدهشة مردفا :لا أصدق إنك تستطعين قيادة سيارة ،لقد تغيرتي كثيرا ياسهيلة
ابتسمت بشجن وهي تدير السيارة قبل أن ترد عليه :كلنا تغيرنا ياأنس هذه حال الدنيا ،،سنذهب اولا لنتناول العشاء سويا في مطعم ان شالله سيعجبك طعامه، ثم أوصلك الي محل سكنك هل معك العنوان ؟
اخرج من جيبه ورقة مدون بها تفاصيل المكان فألقت عليها نظرة سريعة وهي تخبره أعرف هذا المكان جيدا
نظر اليها وهو يقول :أحتاج فقط شراء خط حتي أستطيع الاتصال بدكتور أحمد كان المسئول عن استقبالي وعندما أخبرته ان لا داعي لقدومه فأنت ستأتين لاستقبالي اخبرني أن اتصل به عندما أصل .
أومأت برأسها متفهمة وهي تعطيه هاتفها :تستطيع أن تتصل به من هاتفي الان وان شاء الله نشتري في طريقنا خطا لهاتفك .
انتبهت للطريق وتركته يهاتف صديقه قبل ان تنتبه علي صوته يسألها عن اسم المطعم الذي سيذهبان اليه فصديقه علي مايبدو مصمم علي الحضور .


أخذت زهرة نفس عميق قبل ان تطرق علي الباب بهدوء
دخلت بعد أن سمعت الاذن بالدخول
حيت مشرفها الجالس بهدوء علي مكتبه يطالع أحد الاوراق ويدون ملاحظاته .
….بالتأكيد جالس يكتب ويفكر كيف ينكد علي أحد الطلاب اللذين أوقعهم حظهم العاثر في طريقه .كلمات بالطبع لم تغادر شفتيها بل أكتفت بترديدها في أعماقها.
جاهدت لرسم ابتسامة علي شفتيها وهي تقول له بمرح :كيف حالك دكتور ،لقد عدلت كل الملاحظات التي طلبتها حضرتك وأرسلتها بالايميل كما طلبت ، هل أستطيع الان البدء في الفصل الأول من البحث
نظر اليها من فوق نظارته نظرة طويلة
.....أنا أعرف هذه النظرة جيدا ..انه يوم كئيب من أوله ..أي حظ عاثر أوقعني فيه ليشرف علي رسالتي ..لماذا لم يوقعني حظي في أحد اولئك المشرفين المتعاونين ..وكالعادة كل هذا الكلام لم يغادر شفتيها
أشار اليها لتجلس أمامه وهو يخبرها لقد قرأتها بالفعل وأشار الي الاوراق امامه وهو يردف التعديلات التي طلبتها بالفعل كلها انت عدلتيها بشكل ممتاز
انتشت في أعماقها وهي تهتف داخلها بانتصار وأخيرا قال كلمة جيدة في حقي ،لا انه يوم جميل وليس كئيب ،،وأخيرا سنبدأ بالفصل الأول
ابتسمت ابتسامه واسعة وهي تقول له :بفضل توجيهاتك دكتور قبل أن تردف بلهفة هل أستطيع الان البدء بالفصل الأول ؟
نظر اليها مستنكرا وهي يهتف بها :أي فصل أول هذا الذي تريدين البدء فيه عندما ننتهي من التمهيد تستطيعين عندها البدء فيه .
تطلعت اليه بدهشة وهي تسأله : ولكن حضرتك الان اثنيت علي التعديلات التي قمت بها لماذا لا يمكنني البدء بالفصل الأول ؟
نظر اليها بهدوئه المعتاد وهو يقول :تعالي لأريك
تابع وهو يخط تحت احدي الفقرات: بعد التعديلات هذه الفقرة أصبحت غير متسقة لذا سنحتاج هنا الي بعض التعديلات تابع كلامه وهو يخط العديد من الخطوط موجهها اياها الي مواطن القصور ومشيرا الي التعديلات التي يريدها مانحا اياها أسماء بعض الكتب التي قد تساعدها
كانت تنظر اليه تكاد تنفجر من الغيظ فهي تعيش في دوامة من التعديلات التي لا تنتهي ،يطالبها بتعديلات ثم يطالبها بتعديلات علي التعديلات ،قالت تستعطفه بنبرة لطيفة :مارأي حضرتك أن أبدأ بالفصل الأول مع هذه التعديلات انها تعديلات بسيطة ولا أظنها ستأخذ مني وقت
هز رأسه نافيا وهو يرد عليها :لا ننتهي أولا من التمهيد ، أحب أن يكون عملنا مثالي .
نظرت اليه بغيظ شديد فهي تعلم أنه لن يتزحزح عن موقفه أبدا فقالت بعملية :كما تأمر دكتور ،إن شالله سأحاول إنهاء هذه التعديلات في أقرب وقت ،هل هناك شئ اخر تريده مني ؟
هز رأسه نفيا فانصرفت مستأذنة وهي تكاد تنفجر من الغيظ كانت هيئتها غاضبة محمرة الوجه أوقفتها ضحكة أحدهم وهو يقول :أراهنك إنك خارجة من مكتب دكتور محمد أخبريني هل طلب تعديلات أخري ؟؟
نظرت اليه بغيظ وهي تقول :أتضحك أنا أكاد أموت من الغيظ ،قريبا ستري اسمي في صفحة الحوادث وأشارت بيدها بحركة مسرحية طالبة دكتوراة تقتل مشرف رسالتها .
تعالت ضحاته وهو ينظر الي تعاببرها المغتاظة،نظرت اليه بغيظ قبل أن تتسلل اليها عدوي الضحك فتضحك هي الاخري قبل أن تقول له بيأس :لقد تعبت للغاية يادكتور ماذا أفعل أنا لا أتقدم خطوة واحدة في البحث أعيش في سلسلة متوالية من التعديلات ،لقد تعبت وأشعر باليأس حقا .
نظر اليها بحنان جاهد أن يخفيه وهو يردف :زهرة التي أعرفها مقاتلة لن تستسلم بسهولة هكذا ،أتعلمين لفد شعرت مثلك باليأس عندما وجدت جميع زملائي الذين بدئوا معي الرسالة بنفس التوقيت أنهوا مناقشتهم قبلي بعام كامل .
نظرت اليه بذهول وهي تردد :عام كامل "
ضحك علي تعبيراتها المذهولة وهو يكمل :نعم عام كامل ،ولكن يوم مناقشتي شعرت بفخر شديد لم تكن رسالتي مجرد رسالة لنيل درجة علمية بل أصبحت مرجع لكل طالب في مجالنا يازهرة ،وهذا بفضل تدقيقه الشديد ،أنا أدين له بالكثير

نظرت اليه بيأس وهي تقول له :يادكتور انت مجتهدوعبقري بالطبع رسالتك ستكون علي قدر عبقريتك ,ماأنا الا طالبة بسيطة لا أريد سوي أن اكمل رسالتي بدون هذا الضغط الهائل
تطلع اليه وعينيه تلمع بنظرات اعجاب لم يقدر علي كبحها هذه المرة :أين هذه الطالبة البسيطة ؟من بين جميع الطلاب اللذين قمت بالتدريس لهم كنت دوما الأكثر تميزا وذكاء ,لا تهدري حق نفسك بهذا الشكل
احمرت وجنتيها تلقائيا مع كلماته وهي تستشعر عدم الراحة من نظراته المليئة بالاعجاب ,كانت دوما تنطلق معه بالحديث اذا كانت مسئلة علمية اوأمر متعلق بالدراسة ,أما حين يتحول الأمر لنظرة اعجاب كالتي تراها في عينيه الان ترغب أن تنهي وقوفوها معه في الحال وهو مافعلته وهي تخبره انها لا بد الان من أن تنصرف لأن زوجها علي وصول ,حيته قبل ان تنصرف الي ساحة الجامعة تنتظر وصول أمجد
أما هو تابع انصرافها بحسرة ونظرة اسفة , تطلع اليها عبر نافذة الرواق كانت جالسة علي أحد المقاعد وتبدو شاردة تماما ,نهر نفسه وهو ينظر اليها :اياك ياماهر انها متزوجة الان لا تنظر اليها أنساها .
ابتسم وهو يسترجع ذكرياته عنها ، كانت طالبة مجتهدة لفتت نظره اليها بتفوقها وذكائها ,كان يكبرها بأربع سنوات فقط ,كان معيدا وقتها ولم ينهي رسالة الدكتوراة بعد ,تصاعد اعجابه بها مع مرور الوقت حتي وقع في حبها دون أن يدري ,ولأنه رجل مستقيم أتخذ الطريق الذي يعرفه وذهب لوالدها ,مازال يتذكر فرحة والدها ظن أن الأمر منتهي والموافقة اتية لا ريب في ذلك , ولكنه صدم من اتصال والداها واعتذاره له صدم يومها مازال قلبه متألم للان من صدمةهذا اليوم ,لم يفهم سبب الرفض وعندما صمم علي معرفة السبب من والداها أخبره بارتباطها بابن عمها وتعلقها به علي الرغم من ممانعة والداها للأمر ,يومها أدرك أنه خسرها وأبدا لن يفوز بودها ،فهو لن يحارب في حرب خاسرة فالاميرة قلبها ليس ملكها .
زفر بألم مع تداعي ذكرياته في كل مرة يراها فيها مسح علي وجهه قبل أن يحدث نفسه بخفوت :انساها ياماهر انساها هي لم تكن لك يوما ولن تكون
نظر اليها مرة اخيرة قبل ان ينصرف الي عمله .
أما هي فكانت غافلة عما يجري حولها شاردة في أحوال أمجد هذه الأيام ,أحواله لا تعجبها تشعر بحدسها الأنثوي أنه يكلم أمرأة ,ولكنها غير متأكدة ,الشك يقتلها انه دائم الحديث بالهاتف لا يتركه من يده ,مان تقترب منه حتي يغلق الهاتف حتي لا تري من يحادث ,كادت تضعف في أحد الأيام وتفتش في هاتفه وهو نائم وقبل أن تفعلها نهرت نفسها انها ستتجسس علي زوجها ووضعت الهاتف قبل أن تفعل شيئا ,كانت خائفة للغاية ,كان بداخلها شعور يتصاعد أن هناك شئ سئ سيحدث .
انتبهت علي وصوله ,لم تقم من مكانها ولم تنبهه باشارة لمكان جلوسها ، بل كانت جالسة مكانها تطلع اليه,كان وسيما واثقا من نفسه يعرف كيف يعامل النساء فيقعن في غرامه ,ولكنها تستشعر شئ غريب به هذه الأيام ,شئ مختلف كأنه شخص ...
انتبهت فحاولت ايقاف هذه الأفكارالغريبة التي تسيطر عليها في الاونة الاخيرة ،هزت رأسها بعنف تنهر نفسها علي استرسالها في هذه الافكار لقد باتت تسيطر عليها بشكل غريب
نهضت تنبهه لمكانها لتهرب بقدومه من أفكارها .
ابتسم حين راها فاتجه اليها وهو يحييها : زهرة أوحشتيني لم أرك منذ أمس كيف حالك ؟
ابتسمت وهي تبتسم في وجهه بحب : وأنت أيضا كثيرا وتأبطت ذراعه وهي تتابع حديثها :نظام عملك هذا متعب للغاية كل أسبوع بموعد ,لم أستطع الاعتياد عليه للان .ضحك وهو يفتح لها باب السيارة :انا نفسي بعد ست سنوات لم أعتد عليه بعد ,هل ستعتادين عليه في تسعة أشهر
ثم تطلع اليها باهتمام وهو يسألها :ماذا فعلتي ؟
نظرة البؤس علي وجهها أعلمته بالاجابة قبل ان تنطق فأردف : هل طلب تعديلات اخري ؟
أومأت برأسها فربت علي كفها بحنان قبل ان يدير السيارة وهو يقول :لا تحزني ان شاء الله تكون اخر تعديلات يطلبها .
ردت عليه ببؤس :لا اظن ,لقد قابلت دكتور محمد وأخبرني انه كان مشرف رسالته واخره عام كامل عن باقي أقرانه .
فرمل بسيارته فجأة ففزعت ,وصاح بها بغضب : ولماذا تقفي مع هذا الدكتور اللعين .اليس هذا من تقدم لخطبتك ؟
ردت عليه ببرود :ورفضته اذا كنت لا تذكر
عاود صياحه الغاضب :ولماذا تقفين معه ؟أم أنك تستمتعين برؤية نظرات الاعجاب في عينيه .
نظرت اليه بذهول من كلامه قبل أن تهتف به بغضب مماثل لغضبه :هل تقول لي أنا هذا الكلام ؟اأنا تتهمني بأني أتمتع بنظرات الرجال المعجبة
انتبه علي صوت تنبيه السيارات من حوله فهو يعطل مسيرهم بتوقيف سيارته بمنتصف الطريق فأدار السيارة وهو يكمل صياحه الغاضب :ليس من اللائق أن تقفي معه وأنتي تعرفي أنه كان يريد الزواج منك ,هذا الرجل أنا لا استسيغه ولا أحب نظراته اياك أن تقفي معه مرة أخري
ردت عليه بغضب :انه محترم لم يتجاوز معي ابدا يوما بالحديث ,وبالطبع من الطبيعي انني ساراه عند ذهابي للكليه هل سأهرب كل مرة أراه فيها ، انه استاذي من الطبيعي ان أسلم عليه .
ضرب مقود السيارة بغضب وهو يهتف بها : لا تختبري صبري يازهرة ,هل تدافعين عنه أمامي الان ؟هل تريديني أن أقول لك ليس هناك ذهاب للجامعة بعد الان .
نظرت اليه بغضب وهي تقول له :تريد منعي من حلمي الان ؟هل تريد حرماني من اكمال دراستي ؟ونظرت اليه بذهول وهي تردف هل تشك بي أنا؟
قطع حديثها قبل أن تتفوه بالمزيد وهو يحاول تمالك أعصابه المنفلته :زهرة هل من الممكن ان نؤجل الحديث الان كلانا غاضب .
تطلعت اليه بالم قبل ان تشيح بوجهها عنه مخفية دموعها التي انهمرت علي وجهها
أما هو فكان يحاول تهدئة نفسه لا يعرف ماذا به في الفترة الأخيرة انه يشعر بالخوف والقلق من أن تعجب بأحدهم او تحادث أحدهم كما يفعل مع نورا علي وسائل التواصل الاجتماعي ,يعرف أنها لن تفعلها ولكنه خائف حتي أنه فتش في محادثاتها في هاتفها منذ يومين وكما توقع لم يجد شيئا,والان هذا الدكتور السمج تقف معه وتحادثه ماأدراه انها لن تتأثر بنظرات الاعجاب التي يرمقها به والتي راها بنفسه وهو يذهب مرة لاصطحابها ليجدها تقف معها وهو ينظر اليها بنظرات يفهم جيدا مغزاها.
زفر وهو يستغفر الله ليكف عن هذه الأفكار الجنونية التي تسيطر عليه في الأيام الأخيرة .
انتهي الفصل

hollygogo 31-03-20 11:07 AM

الفصل السادس
جالسة في المقعد المقابل له في المطعم تنظر له بغيظ وهو مستغرق في الضحك بعد أن ذكرها باحدي مواقفها في طفولتها .
هتفت به بغيظ:هل ستستمر بالضحك طويلا ؟كنت طفلة طفلة في السابعة من عمرهابالطبع سأفعل أكثر من هذا
عاود ضحكه وهو يقول لها :كنت مشاغبة للغاية ,لم أصدق يومها أن من تحدثني طفلة في السابعة ,أتعلمين محمد وأحمد يشبهانك كثيرا لا يهدان ابدا كلما أنظر اليهم أتذكرك في طفولتك.
ابتسمت وهي تسأله :ولكن زياد مختلف صحيح؟سمر تقول لي انه رجل صغير يميل للتصرف بنضج عن أقرانه من نفس العمر .
ابتسم بحنان وهو يرد عليها :صحيح لكن اتمني لو ينطلق ويستمتع بعمره صدقيني حاولت معه كثيرا ولكنه لم يتغير.
هزت كتفيها وهي تقول له :ولماذ تريده ان يتغير ياانس انها طباعه كل منا له طباع مختلفه وهو هادئ ورزين واظن انه متاثر بك بشكل كبير ,صحيح انني لم اعرفك في عمره ولكني اتذكرك في شبابك هادئ ورزين لم تكن كباقي شباب حينا الصاخبين .
هز راسه وهو يرد عليها :معك حق,انا كنت مثله في مرحلة المراهقة امي رحمها الله كانت تخبرني دوما انني لم اتعبها في مراهقتي وطفولتي كما اتعبها شقيقاي .
صمتا قليلا حتي انهي النادل رص أطباق الطعام وماان انصرف حتي قالت سهيلة :انه مطعم مشهور هنا بتقديم المشويات بهذا الشكل الغريب ولكن اكله لذيذ للغاية سيعجبك.
نظر انس الي الطعام الذي كان موضوع في اسياخ حديدية موضوعه بشكل متتابع في حامل معدني امامه .
بدأ في طعامه قبل أن يقول لها بعد قليل: انه لذيذ بالفعل ابتسمت له وهي تقول: بالهناء والشفاء
انهمك كلاهما في الطعام لبعض الوقت قبل ان يسالها :كيف حال عملك هل انت سعيدة فيه ؟
التمعت عيناها هي ترد علي سؤاله: كثيرا ياانس, اشعر انني اتعلم كل يوم شئ جديد ,كما انه حسن من لغتي الانجليزية بشكل ممتاز, لقد بدات مع الشركه في اول ايامها واشعر انه كلما كبرت الشركه وثبتت اقدامها انا اكبر معها .
ابتسم وهو يلمح حماسها وهي تتكلم عن عملها استمع اليها بحماس وهي تردف: الان انا اقوم باعمال السكرتيرة الخاصة بمدير قسمنا وقد افادني هذا بشكل كبير جدا لقد كان مديري يعمل سابقا مديرا لشركة
فغر فاه وهي تذكر اسم الشركه فلقد كانت شركة عالمية شهيرة للغايه لها فروع في كل دول العالم ,فسالها :ولماذا ترك العمل فيها ان العمل فيها فرصة لا تعوض مابالك بان تكون المدير .
هزت راسها وهي ترد عليه: لا اعرف انه غامض بعض الشئ وغريب الاطوار لا يتحدث عن حياته, ولكنه عبقري في عمله لقد احدث طفرة في الشركة منذ ان اتي وهو الان يقدم اقتراح بفتح فرع للشركة في تركيا .
نظر اليها بحيرة كانت تتحدث عن مديرها بحماس كبير قبل ان يسالها بهدوء :ماجنسيته؟
ردت عليه :هندي
عاود سؤالها: كم عمره؟
نظرت اليه بحيرة وهوترد:لا اعرف بالظبط شكله يبدوا صغيرا ولكن خبرته وعدد سنوات عمله السابقة في هذه الشركة العالمية توحي بعمر أكثر بكثير مما يبدو عليه.
كاد ان يسالها هل هومتزوج ولكنه توقف في اللحظة الاخيرة ربما حماسها في الحديث عنه مجرد حماس عادي واعجاب بطريقته في العمل ليس اكثر.
انتبه علي سؤالها: وانت كيف حال عملك لم اصدق عندما اخبرتني سمر انك اخذت قرار السفر .
ابتسم وهو يقول لها :وانا لما أتخيل يوما اني ساخذه تعرفين كنت دوما اكره السفر والغربه ,ولكن احيانا الظروف تجبرنا علي ما لا نريد.
شردت في عبارته الاخيرة نعم الظروف تجبرنا علي الكثير مما لانريده, تجبرنا علي المسير في طرق لم نتخيل المضي فيها يوما .
انتبهت علي النادل وهو يضع الشاي فالتفتت الي انس الذي شرب الشاي بتلذذ ما أن وضعه النادل
ابتسمت وهي تقول له مازالت عاداتك كما هي لا أعرف كيف تشربه ساخن هكذا.
_لا استطيع ان اشربه الا بهذا الشكل اذا برد لا استسيغ طعمه ابدا .
ابتسمت وهي تسمعه يقول :البيت كان مظلما للغايه من دونك سهيلة اثر فينا كثيرا سفرك تعلمين اني دوما اعتبرتك ابنة .
التمعت عينيها بدمعه مع كلامه وهو تغمغم بصوت خافت :لا تكبر نفسك بهذا الشكل الفرق بيننا ليس كبيرا الي هذا الحد.
نظر اليها باستنكار وهو يرد عليها: ليس كبيراانها خمسة عشر عاما كاملة ثم ابتسم بحنان وهو يردف: تعرفين اول مره رايتك فيها كنت تقريبا في السابعة عندما تحدثت خطفت قلبي بشقاوتك اللذيذة وردوك تمنيت وقتها عندما اتزوج يوما ان انجب طفلة تشبهك بخفة دمك وشقاوتك التمعت عينيه بنبرة اسفه وهو يكمل: لم يرزقني الله بابنة ولكني دوما شعرت بانك ابنتي التي لم ارزق بها انتي لا تعرفين مكانتك في قلبي يا سهيلة .
ابتسمت له بصعوبة وكلماته تمزقها مع النبرة الابوية التي ينطقها بها كانت تريد ان تقول له انها لا تستحق هذه المكانه ابدا بل هي حقيرة وربما لوعرف بمشاعرها لنفاهاه من حياته وحياة شقيقتها للابد .
حاولت بصعوله التحكم في مشاعرها حتي لا ينتبه اليها ويشك في امرها انتبهت علي سؤاله الا تذكرين اول مرة تقابلنا ؟
هزت راسها نفيا وهي تقول: اتذكر فقط وقت خطوبتكما انت وسمر ولكن قبل ذلك مواقف متفرقة .
ابتسم بحنان وهو يشرد في ذكري خطوبته لسمر وهي ايضا شردت في نفس الذكري كانت في العاشرة عندما تمت خطبتهما كان انس للتو انهي تكليفه في احدي القري بعد تخرجه وكانت سمر في عامها الجامعي الثاني .
كان انس جارهم انتقل مع اسرته الي احدي الشقق في مبناهم السكني كانت في السابعة من عمرها وانس مازال طالب بكلية الطب ,اعجب انس بسمر ولكنه كان دوما مستقيم فلم يلمح باي شئ الا بعد انتهاء تكليفه وتسلمه لعمله فأحضر وقتها والده ليتقدما رسميا لسمر ,ابتسمت وهي تتذكر فرحة سمر يومها كادت تطير من السعاده ويوما بعد يوم كان انس يفرض محبته في قلوب الجميع أمها وسمر وابيها واخيها شعرت بغصة و ألم شديد وهي تتذكر ابيها وشقيقها الراحل.
ترقرقت الدموع في عينيها وهي تتذكر هذا اليوم المشئوم كانت في الثالثة عشر بعد زواج سمر وانس ببضعة اشهر ,كان اخيها وابيها في عزاء لاحد ااقاربهم وانقلبت السيارة في الطريق ليلقوا حتفهم هم الاثنين قبل وصولهم الي المستشفي .
انتبهت علي صوت انس وهو ينادي اسمها بخفوت مسحت دموعها التي سالت وهي تسمعه يردد رحمهما الله ياسهيلة .
دوما كان انس هكذا يشعر بها ويفهم ماتفكر فيه قبل ان تنطقه لقد كان اكبر داعم لها في ذلك الوقت العصيب ,خصوصا مع انهيار والداتها الشديد وعدم قدرتها علي احتوائها ,وحمل سمر الذ ي انهكها مع صدمة الوفاة .
ربما بدأت مشاعرها نحؤه في ذلك الوقت, مشاعر هوجاء لفتاة علي أعتاب المراهقه فقدت العنصر الذكوري في حياتها بغتة ليملأه انس وقتها بحنانه واحتوائه ودعمه اللامشروط .
سالت دموعها وهي تتذكر والداتها بالم كانت دوما حنون تستمع اليها لقد عاشت في كنف ابيها وامها واشقائها طفولة هانئة سوية ولكن كل هذا انهدم بموت والداها وشقيقها, وبفقدهم فقدت والداتها ايضا ,ربما عاشت والداتها بعدهم عشر سنوات كاملة ولكنها عاشت بلا روح منفصلةعن واقعهم في نوبات حزن مستمرة ,عاشت مع الذكريات والصور القديمة ,نعم تعترف انها فقدت امها ايضا بوفاة والدها وشقيقها .
فكرت بمرارة هل ياتري كانت مشاعرها نحو انس ستختلف لوعاش شقيقها ووالداها ,او لو استطاعت والداتها التغلب علي المها والنهوض للاعتناء بها في مرحلة حرجة كمرحلة المراهقة, ولكن للاسف كلها امنيات فانس وحده من اعتني بها تشهد ان سمر حاولت ولكن مع ارهاق الحمل والولادة ورعاية طفلها لم تستطع التوفيق فتركت المهمة لانس .
زفرت بمرارة وهي تعنف نفسها انتهت المراهقة ياغبية ولم تستطيعي التغلب علي مشاعرك الخائنة فكبرت معك حتي ابتلعتك في دوامتها .
اغمضت عينيها محاولة استجماع نفسها وهي تسمع انس يناديها
غمغت بصوت متحشرج من اثر البكاء: اسفة انس لم يكن علي الاستسلام لموجة الكابة هذه خصوصا انها اول مرة اراك فيها منذ ثلاث سنوات .
ابتسم لها بحنان وهو يدرك الم الذكري عليها كانت طفلة وقتها تد دلل علي ابيها واخيها طول الوقت وهما كانا يغرقانها بالدلال, كانت مدللة الجميع منطلقة حيوية حتي اتي الحادث فانضجها فجاة وحولها لنسخة اخري صامته حزينه قليلة الكلام حاول كثيرا ان يخرجها من حالة الكابةهذه, ولكن للاسف وضع حماته وقتها لم يساعده تبدلت سهيلة تماما منذ ذلك الوقت ولم تعد تلك الطفلة الشقية التي احبها لشقاوتها ومرحها الدائم .
انتبهها كلاهما علي صوت هاتف سهيلة فنظرت للرقم وهي تعطيه الهاتف وتخبره انه صديقه .
تحدث معه قليلا لدقيقة ثم اعطاها الهاتف وخبرها انه سيصل ربما بعد دقائق , استاذنت سهيلة للذهاب للحمام وانعاش نفسها وقفت امام المراة تنظر لنفسها في المراة بعد ان غسلت وجهها عدة مرات , شجعت نفسها وهي تردد الكلمات داخلها "سهيلة انت قوية سيمر هذا الوقت وستتغلبي علي هذه المشاعر "

نظرت لنفسها في المراة مرة اخيرة قبل ان تنصرف للحاق باأنس لمحته من بعيد يصافح رجلا استنتجت انه زميله اقتربت وهي تلقي السلام بخفوت فقام انس ليعرفها عليه
هزت راسها تحييه وهي تجلس
استمعت الي حديثهم دون ان تتدخل مكتفية بالصمت نظر انس الي ساعته ليجدها تقترب من العاشرة فقال لها: هيا سهيلة لا اريد ان اؤخرك اكثر من هذا اعرف لديك عمل غدا .
ابتسمت وهي ترد عليه انت ايضا بحاجه للراحه ثم سالته باهتمام هل ستذهب للعمل غد ا؟
هز راسه نفيا وهو يرد: لا سادوام من بعد غد ان شالله, ولكن دكتور محمد اخبرني ان غدا ربما نبدا في اجراءات الاقامة الخاصه بي .
ابتسمت وهم يبدوا بالفعل بالتحرك خارج المطعم : ان شالله تتنتهي اجراءاتك سريعا وتبدا في اجراءات الاستقدام هيا لاوصلك .
تدخل زميله في الحديث وهو يقول لها دعيني انا اوصله انسه سهيلة اننا نسكن في نفس المبني .
تطلعت سهيلةلانس الذي اوما براسه موافقا لزميله وهويقول لها :اذهبي انتي سهيلة حتي لا تتاخري اكثرمن هذا .
اومات براسها مودعة وهي تقول له سااتصل بك غدا اذن لاعرف ماذا فعلت.
فتحت سيارتها لتركب وهي تسمعه يقول سهيلة هاتفيني عندما تصلي شقتك حتي اطمان عليكي لوحت له بيديها وههي تهز راسها موافقة .
اما هو فماان اطمان انها تحركت بسيارتها حتي التفت الي زميله الذي كانت عيناه تتابع سهيلة هو الاخر باهتمام ليتحركا سويا ليبدا انس بداية جديدة في حياته وحياة أسرته .
اما سهيلة فكانت تجاهد نفسها حتي لا تستغرق في ذكرياتها وتانيبها لنفسها الذي كادت تستسلم له ,مقابلتها مع انس علي الرغم من سعادتها برؤيته لكنها اعادت لها ذكريات اليمة حقا زفرت بحرارة وهي تشغل المسجل تستمع الي الاخبار علها تشغل عقلها فيكف عن اقحام تلك الافكار السوداوية في عقلها .

استغفر أحمد فور سماعه صوتها تلقي التحية زفر بضيق وتجاهل رد التحية وأكمل مايفعله وهو يقول لها :للأسف أنا غير متفرغ اليوم تستطيعي تركه وغدا ان شاء الله في نفس الموعد تستطيعين أخذه .
بدت وكأنها لم تسمعه وهي تجلس علي الكرسي المقابل له وهي تقول بدلال :من الممكن أن أنتظرك حتي تنتهي من عملك وتبدأ به ,فأنا لا أستطيع الاستغناء عنه لغد .
قطب حاجبيه بضيق هذه المرأة أصبحت تعصبه بأسلوبها المكشوف وتخرجه عن طوره وهدوئه المعتاد سألها بسخرية :ومامشكلة الجهاز هذه المرة ؟
مطت شفتها بدلال وهي ترد عليه بنفس الدلال :برنامج التشغيل لا يعمل يبدو انه بحاجة لاخر جديد .
ابتسم بتهكم فجهازها كل ثلاثة أيام يحتاج لبرنامج جديد ,هم بأن يقول لها أن تتركه كما أخبرها من قبل ولكن قاطعه دخول محسن الذي دائما ينتهز فرص وجودها هنا ليجلس يسامرها ويتقرب منها .
تجاهل كلاهما والحديث الدائر حوله وانهمك في العمل علي الجهاز الذي أمامه ,انتبه علي صوت هاتفه بالنبرة المخصصة لأمه ففتح الهاتف وهو يقول لها :كيف حالك ياامي ؟
أتاه صوت والداته وهي تحمد الله وتسأله عن مكانه ليرد عليها بأنه بالمحل وسوف يمر عليها بعد اغلاقه ,أستمع الي والداته وهي تخبره أنه لا داعي وانها في الطريق الي بيته لتجلس قليلا مع زوجته ريثما يأتي قبل أن تغلق الهاتف .
قام بسرعة يجمع أغراضه وهو يقول لها :ان شالله غدا في نفس الموعد يكون جهازك أنتهي انا الان سأغلق المحل .
تعجب محسن من تعجله فساله بنبرة قلقة :خيرا ياأحمد هل هناك شئ ؟
نفي أحمد وهو مازال علي تعجله وهو يشير اليهم للخروج حتي يتمكن من اغلاق محله :لا يوجد شئ أمي فقط ستأتي لزيارتي وسأذهب لأجلس معها .
ثم ألقي السلام وانصرف مسرعا .
تطلعت اليه وهو يمشي بخطوات سريعه قبل أن يقاطع تأملها صوت محسن وهو يسألها :هل تسكنين بالقرب من هنا يافاتن ؟
تطلعت اليه باستخاف تعرف نوعه جيدا رجل يجري وراء كل تاء تأنيث يقابلها ,ولكنها تحتاجه الان لتجمع معلومات حول ذلك الغامض الذي يصدها دائما ,هزت رأسها نفيا وهو ترد علي سؤاله :لا ولكن خالتي تقيم بالقرب من هنا وأجلس معها كثيرا هذه الأيام لظروف مرضها ,ثم أردفت تسأله باهتمام:هل أحمد لديه أولاد ؟
هز رأسه نفيا ,فانعشتها الاجابة خصوصا أنها عرفت منه في المرة الماضية انه متزوج منذ ثلاث سنوات ,عاودت سؤاله :هل والدته تقيم بالقرب من هنا ؟
هز رأسه بالايجاب وهو يشير بيده الي احدي الشوارع الجانبية القريبة: انها تسكن هنا في هذا الشارع .
لمعت عيناها وهي تستأذن منه لتنصرف ,فكرت ان التعرف علي والداته سيكون أمر جيد لما لا ,لعله السبيل الي الوصول اليه ,فهو يصدها بقوة ولا يترك لها أي مجال للتقرب منه ,هتفت بداخلها تتوعده "لنري من منا سيربح في النهاية ياأحمد ,أنا ام أنت "
كان أحمد يسير بسرعة يتمني أن يصل قبل والدته ,والداته الحبيبة يعرف انها تحبه وتتمني له الخير كما أنه متأكد أيضا من أنها تحب نوران ولكنها دائما تفتح موضوع تأخر الحمل وأنها تود أن تفرح بأبنائه ,وبالطبع هذا الموضوع الحديث فيه يؤلم نوران بشدة ,زفر بضيق وهو يدعو الله من كل قلبه أن يرزقه الله قريبا بطفل يقر به عينه وعين زوجته .
كانت نوران منهمكة بالحديث مع أمجد فمنذ اخر مرة تقابلا في عيادة الطبيب لم تعد تكفيهم المراسلات الكتابية التي يكون مضطرا اليها اذا كان يحادثها من البيت ,أما عندما يكون في الخارج يتواصلا بالهاتف ,كانت تستمع لرجائه وهو يطلب منها أن تقابله في أحد المطاعم لقد أشتاقها كثيرا وأشتاق للحديث معها ولم تعد تكفيه هذه المكالمات
زفرت بضيق وهي تسمعه فكل مكالمة يطلب منها نفس الطلب وهي بالطبع ترفض ,قالت له بهدوء :أمجد تعرف أنه من المستحيل أن أقابلك ماذا لو رانا أحد ,ماذا لو عرف زوجي ,ستكون كارثة ,انا اسفة صدقني أتمني بالفعل لوخرجت وقابلتك ولكن صدقني لا أستطيع .
تعالي صوته من الجانب الاخر وهو يحاول اقناعها :سأختار مطعم بعيد للغاية عن مسكنك لا تقلقي .
تأففت من الحاحه فوقت المكالمة كل مرة يضيع في نفس الموضوع ,ردت عليه بصبر :وماذا أقول لزوجي ,لا يوجد مبرر للخروج في مكان لا يعرفه بدون سبب قوي .
هتف بها :قولي له سأذهب لمقابلة صديقة ,او أنك ستذهبين للتسوق,تستطيعين ايجاد أي حجة نوران
تعالي صوت جرس الباب فقطبت نوران حاجبيها بحيرة من سيأتي في هذا الوقت أحمد معه مفاتيحه وعلاقتها بجيرانها سطحية للغاية ,أسرعت باغلاق المكالمة مع أحمد ثم مسحت سجل الاتصالات واتجهت مسرعة للباب الذي يتعالي رنينه .
دهشت وهي تفتح الباب عندما وجدت حماتها فهي لم تقل لها أنها سوف تأتي للزيارة ,ابتلعت دهشتها وهي تفسح الطرق لحماتها وهي ترحب بها قائلة:مرحبا خالتي تفضلي ,ماهذه المفاجئة السعيدة .
جلست حماتها علي المقعد وهي تقول لها :أتيت للاطمئنان عليك انتي وأحمد ,أنت لم تأتي منذ فترة طويلة عندي ,لماذا لا تأتي مع أحمد ؟
هتفت في أعماقها أهرب من الحضور فكل مرة تؤلميني بالحديث عن الحمل وتأخره دون أن تراعي حساسية الموضوع بالنسبة لي .
كلام تتمني أن تقوله لها مباشرة ولكن مالبيد حيلة لا تستطيع ,فردت عليها: عذرا خالتي دوما أحمد يمر عليكي بعد عمله فأكون غير متواجدة معه ,ان شالله أتفق معه يوم اجازته ونأتي اليك سويا .
هتفت بها بلهفة :طمئنيني ألا يوجد جديد ؟
تطلعت اليها نوران بألم لم تستطع اخفاؤه بالطبع هي ليست بحاجة لسؤالها عن مقصدها فهي تفهمه جيدا زفرت بضيق وهي ترد عليها :لم يشأ الله بعد ياخالتي كما تعلمين الطبيب أخبرني أنه لا توجد أي موانع عندي أو عند أحمد تعيق الحمل ,ادعي لنا وان شالله يرزقنا الله قريبا .
تنهدت حماتها بضيق وهو تقول لها :لماذا لا تذهبي لطبيب اخر ,ربما تجدي عنده الحل ,ثم أردفت برجاء :انتي لا تعلمين كم أتوق لحمل طفل أحمد أخشي أن يحين أجلي قبل أن تكتحل عيناي برؤية حفيدي .تمالكت نوران نفسها حتي لا تنفجر أمامها بالبكاء فالحديث عن تأخر حملها يؤلمها بشدة فغمغمت بخفوت :أطال الله عمرك خالتي .
وأستاذنت حتي تجهز لها شئ تشربه ,لم تستطع أن تقاوم فور دخولها المطبخ فسالت دموعها وهي تردد بألم :وأنا والله أتوق لحمل طفلي ,أتوق بشدة .
انتبهت علي صوت الباب ووهو يفتح فحمدت الله علي مجئ أحمد فحماتها لن تتوقف عن الحديث عن الحمل ماداما بمفردهما وأسرعت تمسح دموعها ,وهي تلمحه يدلف الي المطبخ قبل رأسها وهو يلمح دموعها التي تحاول مسحها لم يكن بحاجة لسؤالها فهو يعرف جيدا السبب .
سألته بخفوت :هل أجهز لك الطعام ؟
هز رأسه نفيا وهو يتحرك ليرحب بأمه :فقط كوب من الشاي .
قبل يد أمه وهو يجلس بجانبها ويقول لها :أنرتي البيت ياأمي ,لماذا لم تخبريني ,كنت مررت عليك وأتينا سويا .
ابتسمت بحنو وهي تطلع الي وجهه :لم أرد أن أعطلك عن عملك ياحبيبي ,كيف حال عملك يابني ؟
دخلت نوران تحمل صينية بها بعض المشروبات والحلويات فأسرع يحملها عنها وهو يرد علي أمه :بخير حال ياأمي الحمد لله ,أصبحت الزبائن تأتي لي من كل مكان بفضل دعواتك .
دعت له بصدق أن يوسع رزقه ويبارك فيه قبل أن تردف :كنت قبل مجيئك أتحدث مع نوران عن الحمل ,خذها بني واذهبا الي طبيب اخر ,تعرف هبة جارتنا أعطتني اسم طبيب جيد للغاية لقد كتبت لي اسمه سأعطيه لك .....
قاطع حديثها برفق وهو يقول لها :لقد ذهبنا الي عدة أطباء ياغالية كلهم أجمعوا أنه لا مشكلة ,نحن اطمأنا وانتهي الأمر بالنسبة الينا فقط ننتظر رزق الله لنا وأنا علي يقين أنه لن يتاخر باذن الله
حاولت والداته الاعتراض فسألها عن اخبار والده واشقاؤه ليليهها وبالفعل استجابت له في الحديث .
أستاذنت بعد قليل منهم لتلحق بموعد رجوع زوجها من العمل ,ماان أغلق أحمد الباب خلفها بعد أن اصرت عليه ان لايذهب لتوصيلها ويستريح ,حتي انهار تماسك نوران التي ظلت صامته معظم الوقت ,فهرولت الي حجرة المعيشة وأغلقت خلفها الباب بالمفتاح حتي لا يدخل أحمد ,ظل أحمد يطرق علي الباب عدة مرات حتي يأس من أن تفتح له ,فانصرف الي حجرته بقنوط منتظرا أن تنتهي نوبة بكائها ,أغلق عينيه بألم يعلم أن هذا الموضوع يؤلمها ولكن ماذا يفعل انها أمه .
أما هي فكانت منهارة بالبكاء ,لماذا لا يتركها الناس بحالها ,لماذا لا يصمتون ,انهم يذبحونها بكلماتهم وتمتمات الشفقة التي تسمعها منهم ,والحكايات التي لا تنتهي عن العروس التي تزوجت معها وعندها الان ثلاث أبناء ,لقد سئمت منهم جميعا .
انتبهت علي صوت رسالة لتجده أمجد فأسرعت تكتب اليه بتهور :موافقة علي أن أقابلك ,حدد الموعد .
نعم ستقابله وليحدث مايحدث عل مقابلته تنسيها بؤسها
أنتهي الفصل

hollygogo 31-03-20 11:12 AM

الفصل السابع

جالسة في مكتبها تتجهز للاجتماع القادم التي تعلم مدي أهميته ,سيناقش اليوم مديرها فكرته مع مجلس ادارةالشركة بتفاصيلها ,تثق انهم سيوافقوا هذا الرجل ساحر لديه منطق رائع في الاقناع , بالتاكيد سيستطيع اقناعهم خصوصا مع منطقية فكرته ,انتهت من الاوراق التي طلبها منها فنهضت للتوجه الي غرفته وطرقت باب الحجرة برفق ودلفت ماان سمعت الاذن بالدخول ,رفع رأسه اليها ماان سمع تحيتها ليسالها باهتمام :هل انتهيت ؟
أومأت براسها وهي تعطيه مما في يدها فأشار اليها بالجلوس وهو يراجع الاوراق التي انتهت منها قبل ان يزفر براحة وهو يضعها في الملف أمامه قبل أن ينهض وهو يسالها :هل أنت جاهزة ؟
سألته بلهفة :هل سأحضر معك الاجتماع ؟
أومأ برأسه لتتبعه بحماس طفلة ترغب في التعلم والاستفادة من خبرات مديرها التي توقن انه مميز للغاية في مجال عمله . سألته بفضول :هل أنت قلق ؟
تطلع اليها بدهشة وهويرد سؤالها بسؤال :ولماذ أقلق ؟
أجابته بحماس :من الطبيعي أن تقلق مجلس الادارة مجتمع بكامله لمناقشة فكرتك .
رفع رأسه بثقة رأتها غرور وهو يقول لها :أشعر فقط بالاثارة والحماس وهو شعوري الدائم تجاه كل مشروع أو عمل جديد أقدم عليه .ضحكت من رده وهو تغمغم بخفوت :مغرور .
نظر اليها باستياء وهو يردف :سمعتك ,أحمر وجهها فلم تتخيل أنه سيسمع همستها وقبل أن تفتح فمها لتعتذر أردف :هناك فرق بين الثقة والغرور سهيلة,أنا أثق في نفسي وأفكاري وعملي ,ثقتي نابعة من دراستي المستفيضة للمشروع لكل نقطة فيه ,للتحديات والعقبات التي من الممكن أن تواجه المشروع ,هذه ثقة وليس غرور .
أحمر وجهها أكثر مع كلماته وهي تغمغم بخفوت :اسفة مستر نيهان حقا لم أقصد .
تطلع اليها قبل أن يقول :لم أقل هذا حتي تعتذري ,بل حتي تتعلمي أن تكوني واثقة في عملك ثقة نابعة عن علم ودراسة وليس عن جهل وحماقة.
هزت رأسها وهي تجلس بجواره في قاعة الاجتماعات بالشركة ثم نظرت الي ساعتها لتجد الوقت مازال مبكرا فقالت له :أتينا مبكرين ربع ساعة كاملة ,ثم سألته بفضول :لماذا تركت عملك في شركتك السابقة ؟
تفاجأت بشروده مع سؤالها ولمحة حزن ظهرت جلية علي ملامحه ,شعرت بالارتباك وانها تخطت حدودها قليلا بهذا السؤال فغمغت :اسفه لم يكن من المفروض أن أسال هذا السؤال .
انتبه علي غمغمتها فالتفت اليها وتطلع اليها بنظرة غريبة لم تفهمها قبل أن يقول لها :يوما ما سأجيبك علي هذا السؤال ,ولكن ليس الان ,لم يحن الاوان بعد.
تطلعت اليه بدهشة من رده الغريب ونظرته الأغرب ,حدثت نفسها "هذا الرجل غريب الأطوار حقا "
انتبهت علي توافد أعضاء مجلس الادارة لتعتدل وهي تشعر بالحماس ,التفتت اليه لتجده جالسا بهدوء وثقة ,فعادت تحدث نفسها "غريب الأطوار ولكنه عبقري في عمله "
ارهاق شديد شعرت به وصداع بعد اجتماع دام لأكثر من ساعتين ,التفتت اليه وهو يسير بجوارها لا يبدو عليه أي أثر للارهاق ,جلست بارهاق مقابله علي الكرسي بكافتيريا الشركة ,طلبت قهوة مثله ,قبل أن تعتدل بحماس وهي تهتف : كنت رائع اليوم ,مقنع جدا ,كل سؤال او تخوف طرحوه أجبت عليه وأقنعتهم به ,ثم غمغمت بانبهار :كيف أستطعت تجميع كل هذه التفاصيل والمعلومات
ابتسم بثقة لا تليق الا به :انه عملي الذي أعمل به منذ سبعة عشر عاما .
ابتسمت وهي ترتشف من قهوتها قبل أن تسأله :ماذا تتوقع هل سيوافقوا علي مقترحك ؟
هز كتفيه وهو يشير اليها باصبعه :اذا كانوا يفكرون جيدا في تطوير عملهم والاتجاه لتأسيس شركة عالمية منافسة بالطبع سيقبلون ,اما اذا كان طموحهم مجرد شركة محلية صغيرة لن يقبلوا ,وأتوقع أن يقبلوا رئيس مجلس الادارة شخص طموح وذكي لن يفوت فرصة كهذه .
أسترخت في مقعدها وهي تستمع لكلامه ,ساد الصمت بينهما لحظات وكلاهما يحتسي قهوته بهدوء قبل أن يقول لها :تبدين مرهقة سهيلة .
هزت رأسها وهي ترد عليه :الاجتماع كان طويل ومرهق أشعر بالصداع .
ظللت لمحة حنان عينيه وهو يسألها لها :هل أجلب لك مسكن للصداع ؟
شعرت بالاحراج مع نظرته فأومات بالنفي وهي تغمغم بخفوت :شكرا القهوة تكفي ,ثم نظرت الي ساعتها وهي تقول له وهي تستعد للنهوض :سأذهب الي المكتب لاكمال العمل .
قال لها بحزم :اجلسي سهيلة مديرك اعطاكي نصف ساعة راحة بعد اجتماع طويل ومرهق .
اعتدلت في مقعدها وهي تشعر بالاحراج من أن تشاركه الجلسة لنصف ساعة كاملة بدون وجود أي أحد من زملائهم كما اعتادت .
سألها بخفوت وهو يحاول اتباع نصائح شارو وشامان من أن يبتعد عن أسئلته المباشرة الشخصية حتي لا يثير حفيظتها وتهرب من أسئلته :لماذا اتيت للعمل هنا سهيلة وتركت بلدك ؟ألم تجدي عملا في بلدك يناسب طموحاتك .
شردت للحظات موقنة انها لا تستطيع اجابته علي سؤاله بااجابة حقيقية كامله ,فغمغت بخفوت :بعد وفاة والدتي شعرت بالاختناق ورغبت بالهروب.
صمت محترما صمتها وهو يدرك أن سؤاله بالتأكيد أثار حزنها ,لكن فضوله كان أقوي وهو يعاود سؤالها :ولكن ألم يكن الأمر صعبا عليك وعلي شقيقتك الوحيدة ,كيف استطعتي أخذ هذا القرار الصعب بالانتقال لبلد أخري والعيش فيها ؟
تطلعت اليه بدهشه لحظات من تذكره انها لها شقيقة ولكنها ابتلعت دهشتها وهي تجيبه :كان قرار صعب للغاية أعترف بذلك ,لقد صدمت سمر للغاية بقراري ,خصوصا بعد وفاة أمي أصبحت انا عائلتها الوحيدة فلقد توفي أخي وشقيقي منذ سنوات طويلة ,ولكنها استوعبت بعد فترة احتياجي لهذا الابتعاد ,وتأقلمت عليه كما تأقلمت أنا .
نظر اليها بحنان لم تنتبه اليه وهي غارقة في شرودها وذكرياتها ,قبل أن تنتبه علي حديثه ,فتغمغم معتذرة أن يعيد كلامه لانها لم تنتبه لما يقوله ,فهز رأسه بتفهم وهو يعيد كلامه :سمعت كثيرا عن بلدك أتمني أن أزورها يوما ,انها غنية بالكثير من الاثار التاريخية التي ؟أتطلع لزيارتها يوما ما.
ابتسمت ابتسامة ملونة بالحنين لوطنها الذي فارقته منذ ثلاث سنوات وهي تقول له بنبرة مبتهجة :بلدي ساحرة ستقع في سحرها اذا أتيت ,ومدينتي أكثر سحرا ,انها مدينة ساحلية بحرها شديد الجمال ,لم أر أروع منه في حياتي ولن أري ,كنت أحب كثيرا التمشي علي الشاطئ كل ليلة .
أستغرقت في الحديث عن وطنها بشكل أمتعه لأول مرة تتحدث معه بهذا الانطلاق بدون حواجز سمح لنفسه بحرية تأملها وهي تتحدث بهذا الشغف عن وطنها ,وجه أسمر وعيون سوداء واسعة ورموش طويلة وكثيفة ,وفم وأنف صغيرين للغاية تذكره بعرائس الباربي وجسم صغير يميل للامتلاء بشكل محبب ,كانت فاتنة في نظره ,طموحة وذكية وسريعة التعلم مع قالب من الحشمة في تصرفاتها يعجبه .كانت تعجبه للغاية يعترف لنفسه بهذا فدوما كان صريح مع نفسه وكان يتحين الفرص للتقرب منها ولكن يبدو ان طريقته الاولي كانت خاطئة ولكنه صبور سيقترب منها علي مهل حتي يصل الي هدفه .
ابتسم وهو يقول لها مشاغبا :ماهذا العشق للبحر ياسهيلة .
هتفت به بااستنكار :هل هناك أحد لا يعشق البحر .
ابتسم لها وهو يقول :أنا أحب البحر ولكن اذا وضعت في اختيار بين البحر والطبيعة أختار الطبيعة .
تذمرت وهي تغمغم :وكأن البحر ليس جزء من الطبيعة
ضحك بمرح وهو يقول :بالطبع البحر جزءمن الطبيعة ولكن ماأقصده هو الطبيعة من حولنا أنا أحب كثيرا الجلوس في الحدائق ,أحب منظر الخضرة والسماء من حولي , ومنذ أتيت الي هنا احببت كثيرا الطبيعة الجبلية ومنظر الرمال من حولي والتخييم في الصحراء .
ابتسمت وهي تشاهده يتكلم بهذا الحماس ,كان رجلا مختلف عن أي نمط التقته من قبل ,لم تستطع ايجاد وصف ملائم له أكثر من كونه رجل ينبض بالحياة ,يفعل كل شئ أمامه بشغف وانطلاق .
ابتسمت وهي تستمع لحديثه الحماسي قبل أن ترد عليه :أنا احب ايضا منظر الطبيعة الخضراء يشعرني كثيرا بالراحة ولكن لا أحب منظر الطبيعة الجبلية ,يشعرني بالكابة الشديدة .
رد عليها بوعد تعجبته :يوما ما ساخذك الي رحلة جبلية وستكتشفي بها جمالا لا تتخيليه .
ابتسمت بارتباك ثم قالت له :لقد تأخرنا كثيرا أمامنا عمل كثير .
أشار اليها بيده وهو يردف :انصرفي أنت اذا أحببت ,سأتناول أنا كوب اخر من القهوة ثم ألحق بك
أشارت له بتحية قبل أن يستوقفها وهو يقول لها :أشكرك كثيرا سهيلة أستمتعت كثيرا بالجلوس معك .
أحمر وجهها تلقائيا وهي تهز رأسها بلا معني وهي تنصرف سريعا وقلبها يخفق بقوة من كلماته .
أما هو فكان يشعر حقا بالسعادة لأول مرة يشعر أنه يسير علي الطريق الصحيح اليوم ,فتح هاتفه ليرسل الي شارو وشامان ملصق رجل يرقص مبتهجا قبل أن يطلب قهوته ليشربها هذه المرة بمزاج سعيد مختلف ومبتهج

أطلت من عينيه نظرة عاتبة وهو يراها تدخل الحجرة بعد ليلة كاملة قضتها تحبس نفسها في حجرة المعيشة ,أقترب منها وهو يسألها بخفوت :كيف حال حبيبتي هذا الصباح ؟
هزت رأسها وهي تجيبه بخير ,دقائق وأجهز لك الافطار .
جذبها لحضنه وأخذ يربت عل ظهرها بحنوه المعتاد ,لم يتكلم لم يقل لها شيئا ,كان يعلم أن اي كلمة ستفجر الامها من جديد ,كان يريد أن يخبرها بحضنه أنه دوما معها ,انها فقط من يريدها ,أنه لا يكتمل بسواها .
أستسلمت لأحضانه قليلا قبل ان تبتعد وهي تمسح دمعة غافلتها وفرت من عينيها ,أستجمعت شجاعتها فبرغم تهورها بالامس وارسالها الرسالة لامجد مساء الا انها الان ادركت اي ورطة ورطت بها نفسها ,كادت أن تعتذر له في الصباح ,لكنها شعرت انها بحاجة الي هذا اللقاء بداخلها مشاعر سلبية شديدة تخنقها تعلم ان مقابلتها لامجد ستساعدها في التخلص منها .
تنحنحت وهي تقول لاحمد :أود أن أخرج اليوم مع صديقتي
تطلع اليها بدهشة فمنذ زواجهم منذ ثلاث سنوات تقريبا وعلاقتها بصديقاتها تكاد تكون منعدمة فترجم دهشته لسؤال :أي صديقة هذه نورا لم اراكي تخرجين مع أحد منذ أن تزوجنا.
أنفعلت وكذبها علي زوجها يزيد من توترها :أنا هنا أجلس كل يوم بمفردي طوال اليوم وانت مشغول في العمل ,هل ستحرمني أيضا الخروج مع أصدقائي .
نظر اليها بعتاب ولولا حالتها النفسية لعاتبها بالفعل ثم قال لها :أنا لا أريد حرمانك من الخروج نورا ,فقط أريد الاطمئنان عليك ومعرفة من هذه الصديقة التي ظهرت فجأة .
توترت أكثر وشعرت بأنفاسها تضيق من الكذب الذي لم تعتاد أبد استخدامه في حياتها وردت عليه بخفوت :أحدي صديقاتي في عملي القديم ,لا تقلق أنها انسانة جيدة عملنا معا مايقارب الثلاث سنوات .
هز رأسه وبداخله يشعر بالقلق لا يدري سببه ولكنه أدرك أنها ربما بحاجة بالفعل الي صديقة في هذه اللحظات خصوصا بعد انغلاقها علي نفسها ونئيانها عنه,هز رأسه وهو يقول لها :كما تشائين يانورا اذا كان هذا سيسعدك فافعليه .
ظهر احباط شديد علي وجهها كانت تتمني أن يرفض ويغلق هذا الباب بوجهها لتقول لامجد وقتها ان زوجها رفض ولا يعود لالحاحه من جديد ,هي تشعر الان انها ورطت نفسها بشدة ,خفق قلبها بقوة وهي تسمعه يقول لها: أجهزي الان لنفطر سويا ثم أوصلك الي مكان صديقتك .
تلجلجت وهي تقول له:ليس هناك داعي لان تعطل نفسك أذهب أنت لعملك انا ساخذ سيارة اجرة وأذهب .
_ليس هناك عطلة حبيبتي هيا سأوصلك هيا تجهزي .
شعرت انها محاصرة وهو يبدوا مصرا علي توصيلها فلم تجد سوي عصبيتها مخرج وهي تقول له بنزق وبصوت عالي :هل أنا طفلة حتي توصلني ,انا أستطيع ان أذهب بمفردي ,ليس من المعقول كل مكان أذهب اليه تكون معي ,أنا مللت حقا من هذا الأسلوب .
غضب هائل ظهر في عينيه أفزعها فأحمد برغم هدوئه الشديد الا أن غضبه شديد ,أغلق عينيه لدقيقة يحاول ان يستجمع نفسه فلا يؤذيها بكلمه في غضبه قبل أن يفتح عينيه ليقول لها ببرود وهو يشير لها بأصبعه :ساتجاوز عن صوتك العالي وأسلوبك هذا الان لعلمي انك قضيت ليلة سيئة ولكن اياك أن يتكرر هذا الاسلوب مرة اخري ,ثم أشار لها بيده وهو يتجه للباب :ااذهبي أيتها الكبيرة كما تشائين بمفردك .
أسرعت اليه قبل ان يغلق الباب وفي عينيها نظرة أسف حقيقة وهي تعتذر له بخفوت: اسفة أحمد لم أقصد سامحني .
هز رأسه بلا معني وهو يغلق الباب ,فأغلقت عينيها وهي تستند بظهرها للباب وهي تشعر بأسف حقيقي لانها أغضبته بأسلوبها الناجم عن توترها بشدة من تفكيرها في مقابلة اليوم ,انتبهت علي رنين الهاتف لتجده رقم امجد الذي تحفظه عن ظهر قلب وبالطبع لم تسجله باسم حتي لا ينتبه أحمد,فتحت الهاتف لتسمع صوته الملهوف :نورا ,مالاخبار هل وافق؟
زفرت بقلق وهي ترد عليه :وافقو ولكني غير مطمئنة ياامجد ,أشعر بالقلق من أن يرانا أحد ,لن أستطيع أن أحضر .
أستمعت لكلامه المعترض وهي تهز رأسها بحيرة مع ضغطه عليها واستمراره بالكلام والتعبير عن اشتياقه للجلوس والتحدث معها وجها لوجه .
شعرت بنفسها تضعف مع كلامه والحاحه خصوصا مع موافقة احمد الذي سيستغرب بالتاكيد عدم نزولها بعد ان اعطاها موافقته فأسرعت تقول له :حسنا ولكن لن أتأتخر هي ساعة فقط .
سمعت صوته المبتهج بموافقتها فأسرعت تغلق الهاتف لتبدأ في التجهز سريعا وقلبها يخفق بقوة ترقبا واثارة وقلقا .
تصلبت زهرة وهي تسمع صوت أمجد الذي كان ينهي مهاتفته تزامنا مع خروجها من الحمام هتفت به بغضب :مع من كنت تتكلم أمجد ؟
نظر اليها بدهشة من انفعالها الغريب وهو يرد عليها بغضب مماثل :ولماذا تسألين هل مطلوب مني ان اعطيك تقرير بكل من أحدثه .
عادت تهتف به بغضب :أسال عندما أجد زوجي يهاتف أمرأة ,من هذه المرأة التي كنت تحدثها ,لا يوجد عندك زميلات في عملك ,لقد سمعتك تناديها نورا .
أرتبكت ملامحه بشكل ملحوظ لعينيها مما أكد شكوكوها هي لم تستمع الا عبارته الاخيرة وهي يقول للطرف الاخر مع السلامة نورا .
نظرت اليها ببرود مكتفة ذراعيها منتظرة اجابته التي لم تتأخر وهو يقول لها بغضب :هل الثقة منعدمة بيننا الي هذا الحد ,هل كنتي تتجسسين علي ؟
نظرت اليه ببرود :انا لم أكن أتجسس عليك لقد سمعت عبارتك الاخيرة وأنت تودعها ولم أتعمد هذا ,من هذه المرأة .
تنفس بارتياح وهو يحمد الله داخله أنها لم تستمع الا للعبارة الاخيرة فقد كان يراقب الحمام وهو يتحدث بصوت خافت مع نورا لذلك تفاجئ انها سمعت حديثه ,لذلك نظر اليها ببرود مماثل لبرودها زهو يقول لها بسخرية :سلامة أذنك يازوجتي العزيزة لقد كنت أحادث نور صديقي ,من أين أتت نورا هذه,أتمني يازوجتي العزيزة أن أجدك أكثر ثقة بي وبحبنا أكثر من ذلك .
تطلعت اليه بشك ينهشهها خصوصا مع هروبه الان وهو يقول لها :طرأ لدي أمر مهم يجب أن أتحرك الان .
هرب من أمامها قبل ان تقول أي كلمة أخري ,راقبت هروبه وهي تستشعر بحدسها الانثوي أنه ذاهب لمقابلة أمراة ,هي متأكدة أنها سمعت الاسم نورا ,ارتبكت لحظه وهي تقول لنفسها ربما بالفعل كان يقول نور أن الاسمين متقاربين للغاية .أغمضت عينيها وهي تعيد رأسها للوراء ودموعها تنسال علي وجهها بصمت وهي تسال نفسها هل أخطأت برهانها علي أمجد ؟هل سيخذلها أمجد ؟
أجهشت بالبكاء وهي تستشعر بالشكوك تعربد بداخلها مثيرة عواصف من الالام داخلها ,ليتها فقط تتيقن ,عندها ان تأكدت انه بالفعل يخونها ستتركه غير باكية عليه فلقد أحرق جميع سفنه معها .
أنتبهت علي صوت الهاتف لتجدها مكالمة من سهيلة ,غمغت بخفوت :وكأنك تشعرين بي ياصديقتي فتحت الخط وهي تقول لها بخفوت :سهيلة كيف حالك أشتقت اليك كثيرا ياصديقتي ؟
تعالي صوت سهيلة القلق من صوت زهرة :ماذا بك يازهرة هل أنت مريضة ؟
تعالي نحيب زهرة مما اقلق سهيلة أكثر وهي تهتف بها :ماذا هناك يازهرة ؟هل عمي وخالتي بخير ؟
ردت عليها بخفوت :كلنا بخير ياسهيلة لا تقلقي ,انا فقط أشعر أشعر تلجلجت بكلامها الاخير وكان الكلمة ستذبحها ان خرجت
تعالي صوت سهيلة القلق :زهرة افتحي الكاميرا أرجوك بماذا تشعرين طمئنيني مابك
فتحت الكاميرا لصديقتها وهي ترد عليها :أشعر أن أمجد يخونني
صدمت زهرة بمنظر زهرة المنهار ,فزهرة دوما كانت قوية ,لا تحب البكاء ,تعتبره ضعفا لا يليق بها ,وساعدهاعلي ذلك والدها دوما كان يغذي فيها هذا الجانب أن تكون قوية متحملة للمسئولية لا تضعف ولا تبكي ,كانت ابنة وحيدة لوالدين حرما من الانجاب لسنوات طويلة قبل أن يهبهما الله زهرة بعد عشرون عاما من الزواج ,كانت بالطبع فرحتهم بالغة ولكن قلقهما كان كبيرا عليها ليس لها اخوة وهما بسن كبير ,مما دفع والديها رغم دلالهما المفرط لها بطبيعه الحال ان يغذوا عندها جانب الاستقلالية الشديد والاعتماد علي النفس والقوة فنشات بالفعل زهرة كما ارادا نموذج مختلف لشابة تحكم عقلها دائما علي قلبها ,قوية طموحة وحده أمجد كان نقطة ضعفها احبته بل عشقته ولم تقدر علي تحكيم عقلها فانساقت بعواطفها نحوه رغم تحذير عقلها الدائم واسرتها لكن حبها له ابي الانصياع لما يقولوه .تطلعت اليها سهيلة باشفاق وهي تلعن أمجد في سرها علي حال صديقتها التي لم تراها تبكي أبدا الا ويكون هو سبب البكاء .
سألتها بخفوت :مالذي دفعك للشك يازهرة ؟
أندفعت تروي لها سبب شكوكها ودموعها مازالت تنهمر ,مما أشعل غضب سهيلةعلي أمجد ,تطلعت الي صديقتها باشفاق التي تقول لها :هيا لوميني سهيلة ,هيا قولي انني السبب فيما يحدث لي ,لانني وافقت علي الزواج به .
ابتسمت لها سهيلة بحنان وهي ترد عليها :تعرفين انني اكثر من يعرف ان قلوبنا ليس لنا علها سلطان وانني ابدا لن الومك لانني اعرف كم تحبيه يازهرة كما أعرف ايضا انه يعشقك هو الاخر ,ترددت قبل أن تقول لها :ربما كنتي مخطئة يازهرة ربما هو بالفعل لا يخونك ,ربما كان بالفعل يحادث صديقه نور ولانك تشعرين بالشك بالفترة الاخيرة هيئ اليك انه قال نورا .أغمضت زهرة عينيها بألم مما مزق قلب صديقتها عليها وهي تسمعها تقول لها :تعرفين ياسهيلة أحيانا أشعر أنه شخص اخر غير أمجد...
بترت زهرة عبارتها مما أثار تعجب سهيلة فحثتها علي الكلام بقولها كيف شخص اخر يازهرة لم أفهمك
هزت زهرة رأسها وهي تقول لها :لا تشغلي بالك انه شئ غير مهم ,هيا أذهبي لعملك أعرف أن استراحتك علي وشك الانتهاء
شعرت سهيلة بالقلق أكثر وهي تستشعر هروب زهرة وعدم رغبتها في اكمال حديثها بعد عبارتها الاخيرة فسألتها بحذر :هل هناك ماتخفيه عني زهرة .
هزت زهرة رأسها وهي تقول لسهيلة :لا ,أنا أصبحت أفضل لا تقلقي علي سأذهب لاعمل علي بحثي وانتي اذهبي لعملك ,مع السلامة سهيلة .
أغلقت سهيلة الهاتف بملامح واجمة وهي تشعربانقباض لا تدري سببه ,زفرت بمرارة وهي تتمني ان تكون صديقتها مخطئة فلو بالفعل أمجد يخون صديقتها فزهرة ستنهار انهيار شديد ربما لن تستطيع العيش بعده أبدا ,انتزعها من شرودها صوت نيشان وهي يسالها :لم ارك في استراحة الغذاء ,أين كنت ؟
التفتت اليه وهي ترد عليه :كنت أحادث صديقتي .
مشيا سويا باتجاه المكتب وهو يعاود سؤالها :هل هي صديقتك من بلدك ؟
اومات براسها وهي تجيبه :صديقتي منذ الطفوله وجارتي ,كنا معا منذ الصف الاول الابتداائي في نفس الصف والمقعد طوال سنوات الدراسة ,أحبها مثل شقيقتي ,تفهمني أكثر من نفسي أحيانا .
ابتسم وهو يقول لها :أنت محظوظة بصداقة كهذه سهيلة ,انها صداقة العمر كله ,ثم سألها بفضول :ألا تفتقديها ؟
هزت رأسها بأسف وهو ترد عليه :أفتقدها كثيرا جدا ,ولكن نتحدث بشكل يومي ونري بعضنا عن طريق الكاميرا .
وصلت لمكتبها فاستئذنت منه لتدلف لمكتبها ورأسها مشغول للغاية بزهرة .
وصلت نوران الي المطعم الذي أرسل اليها أمجد موقعه وقفت خارجه وقلبها يدق بعنف تستشعر لأول مرة منذ علاقتها بأمجد أنها تسير الي هاوية تجذبها اليها يوما بعد يوم,شعرت بخوف شديد يكتنفها تدرك انها بدخولها الان الي المطعم تخطو في طريق علاقتها بأمجد خطوة شديدة الخطورة ,ابتلعت ريقها وهي تصبر نفسها أنها تجلس في مكان عام وأنها لن تفعل شئ سوي فقط تبادل الحديث مع أمجد في اطار من الصداقة يريحها ويعطيها طاقة ايجابية لتستمر في حياتها الروتينيه الفارغة من اي اثارة ,لتعود وتلوم نفسها بخوف وماذا لو عرف أحمد ؟ماذا لو رأك الان ؟ماذا لو قال لامك ؟هل سيتفهموا علاقتك البريئة بامجد ام سيوصومك بوشم الخيانه ,تلهث مع الخاطر الاخير وهي تجاهد لاستنشاق الهواء وهي تهدئ نفسها ومن أن سيعرف أحمد أنت في مكان بعيد لن يراك فيه ابدا وهو دائما لا يخرج فقط يذهب للعمل والبيت ,ترددت وهي تستشعر وقفتها الغريبة التي لفتت انتباه موظف الأمن فاقترب منها وهو يقول لها بتهذيب :هل أساعدك بشئ سيدتي ؟
قبل أن تجيبه سمعت صوت أمجد من ورائها مرحبا :أهلا نورا ,تفضلي معذرة تأخرت عليك .
خطت نوران بارتجاف الي داخل المطعم وهي تستشعر انزلاقها للهاوية دون أن تستطيع منع نفسها من الانحدار للقاع .
سحب لها أمجد الكرسي بلباقة لتجلس عليه قبل أن يجلس مقابلها وهو يبتسم ابتسامته التي تسحرها وهو يهمس لها :كيف حالك نورا لا أصدق انك وافقتي أخيرا علي أن نلتقي .
ابتسمت له بارتجاف وهي تشعر بتوتر شديد يغمرها فهمه أمجد بخبرته الطويلة المتعددة مع النساء فقال يطمأنها :اطمئني هذا المكان بعيد للغاية لن تقابلي أحد تعرفيه ,حتي لو قابلنا أحد وهذا لن يحدث ممكن أن تقولي انني شقيق صديقتك أتيت لاوصلها لان المطعم بعيد وهي ذهبت للحمام ,ثم أضاف بنبرة راجية :نورا اتينا اليوم للاستمتاع برفقة بعضنا دعي الخوف الان وأخبريني ماذا تحبين أن تطلبي ؟
هزت كتفها وهي تحاول استجماع نفسها المتوترة وهي ترد عليه بصوت خافت :أختر لي أنت .
هز يده بطريقة مسرحية وهويقول لها :كما تأمرين سيدتي .
أستدعي النادل ليمليه طلبه والتفت اليها ليجدها شارده قليلا ,كانت متألقة اليوم كانت جميلة متوهجه طرازه المفضل من النساء ,حاول أن ينتقي كلماته فهي تضيق عندما يتغزل بها مع يقينه انها تستمتع بكلامه ولكنها ترتاح في ابقاء علاقتهما في اطار الحديث والصداقة :كيف حالك نورا ؟أشتقت لكلامنا معا عن قرب ,أتعرفين صديقي لديه مشكله عندما حكاها لي تذكرتك وودت أن أقابلك لاخذ رأيك بها أنا أثق في رأيك كثيرا
شعرت بالاطراء من كلامه فاعتدلت تستمع اليه بانتباه وهو يحكي عالما انه كلامه هذا سيشتت قلقها لتندمج معه بالفعل في كلامه وهي تقول له رأيها في مشكلة صديقه فالتمعت عيناه باعجاب وهو يقول لها بانبهار :اقتراحك رائع نورا ,سأخبره به ,ثم أضاف بنبرة تقطر اعجابا :من النادر أن أري أمرأة عاقلة هكذا توزن الأمور بهذا الشكل الحكيم ,أنت رائعة نورا .
أحمر وجهها مع اطرائه وهي تشعر بالسعادة والفخر من كلماته .
وضع النادل الطعام لينهمك كلاهما في الطعام ,الذي شعرت نوران أنه لذيذ بالفعل فأخبرت أمجد بذلك :الطعام لذيذ للغاية والمطعم هادئ وجميل أعجبني للغاية .
ابتسم أمجد في وجهها وهو يقول لها :بالهناء سعيد أنه أعجبك ثم سألها باهتمام :كنت بالأمس متضايقة للغاية وتبكين أقلقتيني عليك ,اخبريني ماذا حدث .
اندفعت تروي له ماحدث باالأمس وغافلتها دموعها لتنهمر وهي تحكي له فاحتوي كفها بين يديه وهو يهدئها :لا تبكي نورا بكائك هذا يؤلمني .
استكان كفها بين يديه ,كادت أن تسحبه ولكنها لا تعرف ماحدث شعرت أنها بحاجة الي هذا الدعم منه الان فتركت كفها بين يديه يحتويها .
_اتعرفي يانورا انني أتمني أنا ايضا طفل ولكن زوجتي لا تريد الان ,تريدنا ان نفكر بعد مضي عام علي زواجنا ولكنني أشتاق كثيرا لطفل .
تنهدت وهي تستشعر غرابة هذا العالم فأحدهم يكاد يموت حتي ينجب طفل والاخر يتبتر ولا يريد
انهمكا في الحديث سويا وقد نست نوران قلقها وتوترها ونسي أمجد زهرة ليستمتعا بحديثهما أشدمايكون ومازال كفها مرتاح بين يديه .
انتهي الفصل

hollygogo 31-03-20 11:19 AM

الفصل الثامن
أنا قادمة ياأنس عشر دقائق فقط وأصل اسفة للتأخير ,أعطاني مديري اذن بصعوبة ,مع السلامة .
زفرت بحنق وهي تغلق الهاتف معه لقد تأخرت عليه نصف ساعة كاملة ,والسبب مديرها هذا الرجل يثير حنقها في الاونة الاخيرة بل ان صح التعبير يثير استغرابها ,طريقة معاملته اهتمامه به شئ غريب لا تفهمه ,أخذت منه اليوم الاذن بشق الانفس كان يرفض اعطائها الاذن بعد تدخله كالعادة واصراره علي معرفة السبب ,وعندما أخبرته بالسبب بدا مصمم علي الرفض بشكل غريب ظلت تتجادل معه لاكثر من عشر دقائق حتي وافق ,أوقفت السيارة وهي تتصل بأنس لينزل لها ليذهبا الي مقصدهما .
كيف حالك سهيلة ؟
قالها أنس وهو يركب السيارة بجوارها ,لتبادره باعتذارها :اسفة جدا أنس ,أعرف انك لا تحب التأخر عن المواعيد ولكن أخذت اذن بصعوبة شديدة .
قالتها بحنق شديد وهي تردف :كان مديري لا يريد اعطائي الاذن لا أعرف مابه كان مصر علي الرفض بشكل غريب .
ابتسم وهو يرد عليها:بل أنا الذي أعتذر سهيلة عن تعطيلك عن عملك بهذا الشكل ,ولكنك تعلمين البلد أفضل مني وأنا أريد استئجار سكن مناسب لسمر وللأولاد .
رمقته بنظرة عاتبة وهي تقول :ماهذا الذي تقوله ,لا توجد أي عطلة ثم سالته باهتمام :هل انتهت اجرءات اقامتك .
زفر براحة وهو يرد عليها :نعم الحمد لله استلمتها أمس ,وأخبروني انه بامكاني البدء باجراءات استقدام سمر .
حقا آ قالتها بسعادة حقيقية وهي تكمل :لا تعرف كم اشتقت لسمر أحلم باليوم الذي اراها فيه ,متي ستبدأ باجرائاتهم ياأنس ؟.
ابتسم بحنان وهو يلمح سعادتها الحقيقية علي وجهها سهيلة كسمر لديهما وجههان معبران تستطيع أن تقرأه بسهولة ,لا يجيدان اخفاء مشاعرهما ابدا ,وجوههم شفافة تماما ,زفر بحيرة وهو يرد عليها :أنا متردد للغاية يا سهيلة أود أن أبدأ فورا بالاجراءات ,ولكن تفاجئت حقا بعدم قدرتي علي استخراج الرخصة الا بعد خوض دورة تدريبية رغم معرفتي التامة بالقيادة ,وهذا يستغرق بعض الوقت ,بدأت أفكر أن أبدأ بالاجرارءات بعد استخراج الرخصة ,تعلمين هنا الحركة صعبة للغاية بدون وجود سيارة .
هزت رأسها متفهمة ثم نظرت اليه بعتاب :تتحدث وكأنني غير موجودة ,سيارتي موجودة أي شئ تريده أو تريده سمر والأولاد بعد حضورهم أنا موجودة ياأنس ,هل تظن انه لا يمكنك الاعتماد علي ؟
هز رأسه نفيا وهو يجيبها بصدق :بالطبع لا ياسهيلة ولكن فكري بمنطقية ,انتي لديك عملك الذي ينتهي في الخامسة كل يوم بالاضافة الي مديرك الذي يمنحك الاذن بصعوبة ,أنا لا أريد أن اسبب لك مشاكل في عملك ,أشعر أن الافضل أن أرسل لهم بعد أن أكون أنهيت الرخصة وأشتريت سيارة حتي نستطيع التحرك بحرية ,أنا أريد تعويض سمر عن كل الأيام الماضية ياسهيلة لقد حملت مسئولية البيت والأولاد كاملة مع ظروف عملي الصعبة .لا أريد أن تأتي هنا لأحبسها بين أربع جدران حتي أستطيع استخراج الرخصة .
ابتسمت بحنان مخلوط ببعض المرارة دوما كان أنس هكذا شديد المراعاة لسمر ,يشعرها انه يثقل عليها وهو لا يستطيع مشاركتها في اعباء الاولاد والمنزل ولا يتعامل ان هذه المسئولية واجب عليها كما تعاني معظم الزوجات ,كان أنس هكذا يفيض حنان ومراعاة لسمر ,لهذا أحبته ,نفضت رأسها سريعا لتبعد هذه الفكرة عن رأسها فهي تجاهد حتي لا تفكر بها خصوصا مع الوضع الجديد وانتقاله للعيش هنا وبالطبع مع مجئ سمر سيكون جزء من حياتها لا تستطيع الهروب منه ,"لماذا لا تسألها ياأنس ,اشرح لها الوضع كله ,وأترك لها حرية الاختيار ,خصوصا أن المدارس كما أخبرتني تم قبول الأولاد فيها بشكل مبدئي وهذا سيخفف من ضغط كبير فهم سيكونون مشغولون بالدراسة بشكل كبير ,فلن يتبقي الا سمر اترك لها القرار "
نظر اليها وهو يبتسم :هل تصدقين ماتقولين ؟ألا تعرفين شقيقتك ؟بالطبع ستقول لي أبدأ بالاجراءات حالا .
ضحكت وهو توقف السيارة وتلتفت اليه :مادام تعرف اجابتها لماذا تتعب نفسك ,أعرف أنك تفكر فيها وفي راحتها ولكن راحة سمر وسعادتها في وجودها بجانبك ياأنس اي كان الوضع ,أرسل لها وتوكل علي الله .
هز رأسه موافقا وهو يسير بجوارها ,سألته باهتمام :هل هناك مواصفات معينة للبيت الذي تريده ؟
- فقط أن يكون كبير ,أريد بيت يتكون من أربع حجرات ,وفرشه بالطبع مناسب .
التفتت اليه بدهشة :أربع حجرات لماذ ياأنس ؟ بيت بهذا الحجم سيكون سعره غالي للغاية ,الايجارات هنا كما تعلم مرتفعة للغاية ,تكفي حجرة واحدة للاولاد .
هزرأسه نفيا وهو يرد عليها :محمد وأحمد من الممكن أن يتشاركا بالغرفة أنهم مرتبطين ببعضهما كأنهما توأم وطباعهم متشابهة لكن زياد لا ,انهم يزعجانه بفوضاهم وصخبهم وهو يميل كثيرا للنظام والهدوء .
نظرت له بحيرة :اذن ثلاث حجرات ستكون مناسبة حجرة لزياد وأخري لمحمد وأحمد ,وأنت وسمر واحدة ,ماحاجتك لحجرة أخري؟
-لك بالطبع ياسهيلة .
قالها ببساطة وهو يتحرك فتسمرت مكانها وهي تسأله بدهشة :لي أنا ,لم أفهم ,أنا لدي شقتي ياأنس .
نظر اليها وهو يقول بنفس البساطة :وهل تظنين اني سأتركك أنا وسمر وحدك بعد الان ,من الطبيعي أن تأتي وتعيشي معنا ياسهيلة .
ذكريات سوداء هاجمت عقلها بضرواة وهي تتذكر هذه الفترة بعد وفاة والداتها وانتقالها للعيش مع أنس وسمر ,كانت أسوأ فترات حياتها ,وجوده أمامها طوال الوقت ساهم في تأجيج مشاعرها أكثر التي كانت تجاهد لقمعها والسيطرة عليها ولكن وجوده أمامه بكل تصرفاته ومعاملاته لم يساعدها ,لهذا أخذت قرار الهروب الي هنا ,لتهرب من تواجدها المستمر معه ,وتهرب من شعورها الخانق بالذنب تجاه سمر وهي تعيش تحت سقف بيتها وغارقة في حب زوجها ,هروبها ساعدها الي حد كبير مع انشغالها الداائم بالعمل في تقليص هذه المشاعر والسيطرة عليها , ولكنه الان يأتي ليفتح صندوق ذكرياتها المرير ويضعها في أسوأ مواجهاتها مع نفسها .
أخذت نفس عميق لتتحكم في لجة المشاعر التي بداخلها وهي تقول له بهدوء :أنا لا أفكر في الانتقال من شقتي ياأنس لقد أعتدت عليها, بامكانك أن تبحث عن مايناسبكم كأسرة ,أخرجني من دائرة تفكيرك .
نظر اليها بدهشة حقيقية ترجمها لكلمات :مالذي تقوليه سهيلة ,ظننت أن الأمر مفروغ منه ,كنتي تعيشين ببيتك بشكل مستقل بالفعل ولكن ماحاجتك لذلك مع وجودنا,من الطبيعي أن تعيشي معنا .
تنفست بعمق وهي تحاول انتقاء كلماتها بعناية حتي لا تثيراستغرابه :أنس أعلم أنك تخاف علي وأنك لم تتقبل يوم سفري بمفردي ,ولكن بالفعل أنا أعيش هنا منذ ثلاث سنوات بمفردي ,تعودت علي العيش بشكل مستقل ومنفرد حتي أنني لم أشارك أحد زميلاتي السكن كما هو الشائع هنا ,أظن أن من الأفضل أن أكمل كما أنا ,وأنت أيضا والأولاد تكونون علي راحتكم في بيتكم ولا تكونوا مقيدين بوجودي .
تطلع اليها بعدم تصديق من كلامها الغريب :آخذ راحتي أنا والألاد في البيت ,ماهذا الي تقولينه ياسهيلة ,أنت ابنتي كزياد ومحمد وأحمد ,وجودك لا يقيدني ,وبالطبع لن يقيد الأولاد أنت خالتهم الوحيدة .
زفرت بيأس وهي تشعر بالأمر يأخذ منحي لا يعجبها ,تعلم أنه محق ,وأن من الطبيعي أن تسكن معهم كعادة مجتمعهم المحافظ ماداموا بنفس البلدة ,ولكنها لا تريد أن تخطو هذه الخطوة مجددا ,القرب يؤلمها, وجوده أمامها طوال الوقت لا يسمح لها بالتعافي من هذه المشاعر التي تحتلها ,سيغضب تعلم هذا ولكنها لن تسمح بالرجوع للخلف لقد أخذت عهد علي نفسها أن تتعافي وتخرج من هذه الدائرة التي احتلتها لسنوات طوال ,لهذا قالت له بحسم :لقد أعتدت علي العيش بمفردي ياأنس طوال ثلاث سنوات ,لا تقلق علي فكر أنت فقط بما يناسب سمر والأولاد وأخرجني من حساباتك .
عرفت أن كلامها سيغضبه وهو ماظهر جليا علي ملامح وجهه التي شعت بالغضب وصوته وهو يقول لها :لن أتحدث معك في هذا الأمر بل سأترك هذا لسمر لتسمع كلامك الغريب هذا ,علها تستطيع اقناعك فيما فشلت فيه أنا ,والآن هيا بنا ندخل المكتب فلقد تأخرنا علي موعدنا وتعرفيني لا أحب التأخير .
"لا تغضب مني أنس " قالتها هامسة بصدق فهي بالفعل لا تريد اغضابه .
رد عليها بهمس مماثل وان وضحت نبرة الغضب في صوته :فات الآوان سهيلة لقد غضبت بالفعل .
زفرت بحرارة وهي تتبعه لداخل المكتب فمن الواضح ان استقرارهم بنفس البلد لن يكون مريحا لها كما توقعت .

أنا لا أفهم للآن سبب هذا التأجيل مر تسعة أشهر كاملة علي زواجنا ,ألا تكفي هذه المدة للتخلي عن هذه الحبوب ,أنا أريد طفل زهرة .
قالها أمجد بانفعال وهو يحادث زهرة التي
تطلعت اليه بنظرة غريبة, بداخلها هاجس يكبر يوما بعد يوم يكاد يسيطر عليها ,تحاول جاهدة الخروج من دائرة الشك هذه ولكن كلما تنظر الي وجهه وطريقة كلامه تشعر بالشك يعربد في أعماقها ,أمجد لم يكن يتحدث هكذا ,لم يكن ينظر هكذا ,كأنه شخص آخر يشبهه ,نفضت رأسها عند وصول أفكارها لهذه النقطة لتزيح هذه الأفكار السوداء عن رأسها ,ردت عليه بهدوء :لقد اتفقنا قبل زواجنا علي تأجيل الحمل أول عام من زواجنا ,ألا تتذكر ؟
هتف بها بحنق :أتذكر والآن غيرت رأيي تكفي تسعة أشهر أنا أريد طفل الآن لا أريد الصبر لثلاثة أشهر أخري .
هتفت به بانفعال :وأنا لا أريد الآن وأتمسك باتفاقنا الذي أتفقنا عليه ,لماذا هذه العجلة أنا لا أفهم ؟
-ولماذا هذا التأجيل الغير مبرر ولا تقولي لي اتفاقنا مرة أخري ,الاتفاقات ممكن أن تتغير .
تطلعت اليه بنظرة غريبة لم يفهمها ,كانت تتمني أن تصرخ بوجهه أنها خائفة من أن يخذلها ,من أن يخونها ,خائفة من أن يأتي طفل في هذا التوقيت فلا يجد حياة مستقرة تجمع أبويه ,خائفة من أن تكون شكوكها صحيحة .
أنتبهت علي صوته الذي يصرخ بها :لماذا تنظرين الي هكذا لقد سئمت من هذه النظرات الغريبة التي ترمقيني بها في الآونة الأخيرة ,لماذا تنظرين الي هكذا .
-"أنا أحبك " قالتها هامسة وهي تتطلع اليه باستجداء ,نظرة آلمته وأشعرته بالخوف من فقدانها ,أقترب منها وهو يحتويها هامسا بصدق "وأنا أحبك ,لم ولن أحب يوما غيرك ".
أستكانت مع كلماته الهامسة وهي تعرف أنه صادق في كلماته ,سمعت همسه :لماذا تريدين تأجيل الانجاب اكثر من هذا زهرة ,أنا أشتاق لحمل طفلي منك ,أشتاق لفتاة تشبهك ,لماذا هذا التأجيل صارحيني .
كان يشعر بخوف شديد من فقدانها ,لا ينكر أن حديث نوران الأخير دفعه للتفكير في الأمر ,نوران كانت منهارة لتأخر انجابها وزهرة تهرب من الانجاب وتؤجل ,لولا علمه بحبها الشديد للأطفال واستمتاعها بالجلوس معهم لقال انها تكره الاطفال ,أنه يشعر بالخوف ربما وجود طفل بينهم يقوي علاقتهم أكثر حتي لو أكتشفت زلته لغفرت له حتي يعيش الطفل مستقرا بينهم ,ولكن عدم وجود طفل بينهم سيجعل من السهل عليها تركه والرحيل في أي وقت .
عند وصول أفكاره لهذه النقطة شدد من احتضانها وهو يهمس لها "عديني أن لا تتركيني ,أنا لا أستطيع العيش من غيرك زهرة "
غاصت في أحضانه وهي تقول له:أعدك أمجد أن لا أتركك أبدا ,صمتت وهي ترفع عينيها لتقابل عينيه وهي تكمل :الا اذا خنتني عندها سأتركك فورا بدون أي تفكير .
أنتفض وهو يقوم من مكانه هاتفا بها :لقد سئمت من هذه التلميحات التي لا تنتهي وعدم الثقة حقا سئمت ,ثم أخذ مفاتيحه ليهرب من البيت من نظراتها التي يشعر بها تعري دواخله وتستنطقه عن مايفعله ,زفر بحرارة وهو يتحرك بالسيارة ,أحيانا يشعر أنه لا يفهم نفسه يشعر أنه رغم حبه الشديد لزهرة مدفوعا لعلاقته مع النساء بشكل قهري ,انه يحاول ويصمد ولكنه بعد فترة من المقاومة تنهار دفاعاته ويشعر انه لا يستطيع الحياة الا بعد اعادة هذه العلاقات مرة أخري ,لا يذكر عدد المرات التي أخذ فيها قرار بقطع علاقته مع نوران ,ولكنه لا يستطيع الصمود ,يشعر كأنه مدمن والمخدر الذي يستطيع أن يعيد التوازن اليه هي نوران أو فليكن صادقا أي أنثي فنوران لا تمثل له شئ ولا يحمل لها أي مشاعرخاصة ,زفر بحرارة وهو يأخذ عهدا علي نفسه أن يقطع علاقته بنوران وفي داخله يتمني أن يستطيع الصمود هذه المرة .

تهللت أسارير والداتها وهي تفتح لها الباب فأرتمت زهرة في أحضانها وهي تقبلها وتقول لها :أشتقت لك كثيرا ياأمي ,كيف حالك؟
ربتت أمها علي ظهرها بحنان وهي تتحرك معها بعد اغلاق الباب :وانا أشتقت اليك كثيرا ياحبيبتي ,طالت غيبتك هذه المرة علينا .
قبلت زهرة كفها بحنان وهي تجلس بجوارها :أعذريني حبيبتي لقد أنشغلت كثيرا برسالة الدكتوراة ,ولكن اليوم كله لك سأقضيه هنا .
تهللت أسارير والداتها وهي تسرع للمطبخ وهي تعدد الاصناف التي ستطهيها مما دفع زهرة لاطلاق ضحكة مرحة وهي تتبعها للمطبخ لتساعدها في اعداد الوليمة .
هل سيأتي زوجك من العمل علينا ؟
شردت زهرة مما دفع والداتها للاقتراب منها وهي تسألها بقلق :ماذا هناك حبيبتي هل تشاجرتما ؟
نظرت زهرة الي الباب بقلق فقالت لها والداتها تطمئنها :انه نائم لا تقلقي ,ماذا حدث ؟
أندفعت تروي لها ماحدث في الصباح واصرار أمجد علي عدم تأجيل الانجاب أكثر من ذلك .
أستمعت لها والداتها بصبر حتي أنهت كلامها قبل ان تربت علي كفها بحنان أمومي قائلة :ولماذا التأجيل يازهرة لقد مرت تسعة أشهر كاملة علي زواجك ,ليس أمجد وحده من يشتاق لطفل ,أنا أتمني أن أحمل حفيدي بين ذراعي مم أنت خائفة؟ .
تطلعت اليها زهرة بحيرة لا تستطيع مصارحتها بكل شئ ,لا تستطيع مصارحتها بشكوكها ,فهي لا تضمن ردة فعلها وتخاف ان تخبر والداها التي تعترف انه لا يتقبل أمجد بأي شكل وينتظر له أي خطأ ,أنتبهت علي صوت والداتها تناديها :زهرة فيم أنت شاردة ,لماذا لا تردي علي سؤالي لماذا تستمرين في تأجيل الحمل أنا أعلم مدي عشقك للأطفال .
نظرت زهرة اليها قبل أن تقول لها أول ماتبادر بذهنها :سيكون صعبا علي للغايه مسئولية البيت والطفل مع رسالتي أحتاج للتفرغ للدراسة.
أسرعت والداتها لتقول بلهفة :لا تشغلي بالك بمسئولية البيت أنا سأطهو لك الطعام كل يوم ,وأتركي لي الطفل انا سأعتني به وأنتي تفرغي لمذاكرتك .
تطلعت اليها زهرة بحنان وهي تلاحظ لهفتها الشديدة ,والداتها تتوق بالفعل لحمل طفلها .
وقبل ان ترد عليها سمعت صوت والداها المبتهج وهو يقول :الآن عرفت سر انارة البيت .
أندفعت ترمي نفسها بين ذراعيه وهي تقول له :أشتقت كثيرا لك ياأبي .
أحتواها بين ذراعيه وهو يقبل رأسها :كيف حالك ياحبيبتي ,وأنا أشتقت لك كثيرا كيف حالك ؟
ابتسمت في وجهه :بخير حال ياأبي ,هل ستذهب للعمل الآن ؟
هز رأسه نفيا :بالطبع لا ,لا داعي اليوم للعمل ,هل تأتي لي حبيبتي كل يوم حتي أذهب وأتركها .
تناولوا الغذاء في جو دافئ يغمرهم الحب بوجود ابنتهم معهم ,كيف حال زوجك ؟وجه لها أبيها السؤال بحذر ,نظرت اليه كانت تعلم مدي خوفه عليها وخوفه الشديد من أن يؤلمها أمجد ,عارض كثيرا هذه الزيجة ثم رضخ مع اصرارها الشديد ,ابتسمت وهي ترد عليه :بخير حال ياأبي ,انه في عمله .
هز رأسه وهو يعاود سؤالها بلوم :ألن تغيري رأيك في موضوع العمل ذلك ,الفرصة الأخيرة التي حدثتك عنها لا تعوض راتب جيد وشركة شهيرة يتهافت الناس عليها للعمل بها .
ردت عليه بهدوء :تعلم ياأبي ظروف عمل أمجد ,كل أسبوع له دوام مختلف ,اذا عملت أنا بدوام ثابت هذا يعني انني لن أراه أسبوع كامل وأسبوع سأراه ساعة علي الأكثر ,فقط الاسبوع الذي سيكون دوامه صباحي هو الذي نستطيع التقابل فيه بشكل طبيعي ,هذه لن تكون حياة ياأبي .
هتف بها والدها بحنق :يجب أن يكون لك عمل ثابت ,أنا لا أضمن زوجك هذا ,ماذا ستفعلي ان مت أنا أخبريني .
زفرت بحرارة وهي تعلم الي أين يقودهم هذا النقاش ,أقتربت منه وهي تريح رأسها علي كتفه وتقول له:أمد الله في عمرك ياحبيبي ,بالله عليك لا تتكلم عن الموت ,الكلام عليه يؤلم قلبي ,ولا تخف علي أمجد جيد معي للغاية ,وعملي جيد للغاية صحيح ربحه ليس كبير ولكنه جيد ويعطيني خبرة جيدة .
"أنا لا أعترف بهذا العمل عن طريق النت الذي تقولين عليه ,العمل يكون بعقد ثابت وراتب ثابت "قالها ساخطا .
ابتسمت وهي تعاود استرضاؤه فهي تعلم خوفه عليه :ولكن أنا هكذا سعيدة وراضية ,اليس مايهمك سعادتي ,عندي وقت للمذاكرة ووقت لبيتي مع عملي ,اذا نزلت للعمل لن أجد وقت لأي من هذا .
وقبل أن يرد عليها قاطعته زوجته :أتركها تعمل ماتراه صوابا انها ليست صغيرة ياعثمان .
تعالي رنين جرس الباب قاطعا حوارهم فأسرعت زهرة لفتح الباب لتفاجئ بأمجد ,فسألته بدهشة :أمجد ماذا تفعل هنا أليس عندك عمل؟
أنحني عليها يقبلها وهو يهمس :أخذت اذن, اناخرجت صباحا وأنت غاضبة ولم أستطع التركيز في العمل,فأتيت كي أصالحك ,هل لا زلت غاضبة مني ؟
ابتسمت وهي تقول صادقة :تعلم انني لا أستطيع الغضب منك أبدا حبيبي ,تعال أبي هنا لم يذهب للورشة اليوم .
أزدرد أمجد ريقه متخوفا فعمه لا يطيقه ,ضحكت زهرة وهي تري تعبيراته لتقوده نحو غرفة الضيوف .
"ألا تلاحظين شئ غريبا علي أمجد ياأمي " سألت زهرة أمها بحذروهي تقف معها في المطبخ تعدا الطعام لامجد .
ألتفتت لها والداتها وهي تهمس لها :ماذا تقصدين ؟لم ألاحظ عليه شئ غريب كما هو دائما .
أردفت زهرة بنفس الحذر :أقصد شكله ,نظراته ,صوته ألا تشعرين بأي اختلاف فيه ؟
نظرت اليها والداتها بدهشة وهي تقول لها :لم أشعر بأي اختلاف كما هو يازهرة , لماذا تسالين هذه الأسئلة الغريبة ؟ماذا يقلقك ؟
ارتبكت زهرة تحت نظرات امها الفاحصة وهي ترد عليها :ليس هناك شئ يقلقني أمي كان مجرد سؤال سأذهب لأضع الطعام علي المائدة ,وهربت وهي تلعن نفسها علي هذا السؤال الغبي الذي سألته لوالداتها أما والداتها فتابعتها بقلق وهي تستشعر بخوف يداهم قلبها لا تعلم مصدره .
انتهي الفصل

hollygogo 31-03-20 11:20 AM

الفصل التاسع
أغمضت عينيها بارهاق تشعر بانهاك شديد ،لم تستطع النوم ليلة أمس ،عادت اليها نوبة الأرق مرة أخري بعد مكالمة سمر لها أمس ،زفرت بانهاك وهي تسترجع مكالمة سمر التي سببت لها الأرق ،كانت غاضبة منها وهي تعاتبها علي تفكيرها بالاستقلال بالسكن كما أخبرت أنس ،لا تدري ماذا تفعل حقا حتي لا تغضبهم ،يبدو أنها سترضخ للأمر في النهاية وتنتقل للعيش معهم بعد قدومهم ،فسمر كانت بالفعل غاضبة للغاية أمس ،وأنس كذلك لم يرد علي مكالمتها منذ ذلك اليوم الذي أخبرته أنها ستستمر في العيش بمفردها .
"سهيلة ،مابك هل أنت مريضة ؟، وجهك شاحب للغاية "
فتحت عينيها تنظر لنرمين التي تنظر اليها بقلق فردت عليها بخفوت :أنا بخير الحمد لله ،لم أنم أمس جيدا فأشعر بارهاق شديد .
نظرت نرمين باشفاق الي ملامحها المنهكة ثم قالت لها :شكلك بالفعل مجهد للغاية ،خذي اذن واذهب وارتاحي بالبيت أفضل ،سأؤدي أنا عملك لا تقلقي .
نظرت اليها سهيلة بامتنان وهي تقول لها :شكرا نرمين الأمر لا يحتاج أستطيع أن أكمل العمل لا حاجة للاذن .
نظرت لها باستنكار :تكملي العمل ألا ترين وجهك ،لا تكابري .
زفرت سهيلة وهي تقول لها :الأستاذ نيهان لن يوافق ،انه وافق المرة الماضية علي منحي اذن بصعوبة ،هل سيوافق لانني مرهقة ،سيمضي اليوم لا تقلقي ،لا تشغلي بالك بي .
نظرت اليها نرمين باشفاق وهي تراها تنكب علي عملها ،لطالما أثارت سهيلة اعجابها منذ أن تعرفا سويا منذ ثلاث سنوات مضت ،قدما للعمل بنفس التوقيت وتوثقت روابط الصداقة بينهم خلال تلك السنوات ، لطالما أعجبتها قوة سهيلة وشخصيتها، في البداية عندما تعارفا لم تصدق أنها أتت من بلدها للعمل هنا بمفردها وتتحمل الغربة والصعوبات دون أن تشتكي وهي التي كانت هنا تشعر بالارتباك والغرابة في بداية عملها رغم كونها تألف البلد بحكم ولادتها وعيشها عمره كله فيها مع أسرتها ،ولكنها دوما شعرت أن خلف هذه القشرة الصلبة التي تحيط سهيلة بها نفسها هشاشة وألم لا تدري سببه فسهيلة دوما كتومة لا تحكي مايضايقها مهما حاولت معها .
تطلعت اليها لحظة ثم أتخذت قرارها وهي تتجه لمكتب مديرها .
خير نرمين هل هناك شئ "
قالها نيهان وهو يتطلع الي نرمين باهتمام التي دلفت لمكتبه منذ لحظات .
ترددت لحظة وهي لا تعرف هل صواب ماتفعله أم لا وتخشي أن تغضب سهيلة منها ولكن تذكرها لوجه سهيلة الشاحب جعلها تستجمع شجاعتها وهي تقول له :في الحقيقة سهيلة مريضة قليلا ولا تريد أخذ اذن لانها أخذت اذن قريب فكرت أن اخبرك ،سهيلة ......
هب من مقعده وهويسألها بلهفة مقاطعا حديثها :مابها سهيلة ؟أرسليها الي في الحال نرمين ،شكرا علي ابلاغي .
تطلعت اليه نرمين بدهشة من نبرة القلق في صوته وملامحه الملهوفة ،ثم أومأت اليه برأسها وهي تستأذن منه لتخبر سهيلة ،"ماكل هذا القلق ملامحه كانت ملهوفة للغاية ،ليس من الطبيعي أن يقلق علي موظفة في قسمه هكذا، أيعقل أنه يكن لسهيلة اهتمام خاص "ابتسمت مع خواطرها وهي تشعر بسعادة تجتاحاها مع أفكارها ثم تنبهت الي الواقع وهي تصل الي مكتبها ،ترددت لحظة وهي تنظر لسهيلة تعلم انها ستغضب منها للغاية لانها أخبرته ،همست بصوت خافت :سهيلة أستاذ نيهان يريدك ؟
رفعت اليها سهيلة رأسها بدهشة وهي تسألها :ولماذا لم يطلبني ...،قطعت كلامها وهي تنظر الي ملامح نرمين المذنبة فقالت لها بغيظ :أخبرتيه أليس كذلك ؟
لم تكن تحتاج اجابة ،نظرت اليها بغيظ وهي تقوم من مكانها لتتجه اليه وهي تعد نفسها لمحاضرته التي سوف يلقيها عليهاعن ان الاذن غير ضروري وان العمل أهم ،همست بغيظ : منك لله يانرمين ،الصداع يفتك برأسي وسيلقي علي محاضرة الان عن الاستئذان وظروف العمل .
طرقت الباب وماان سمعت الاذن حتي دلفت للداخل وهي تساله برسمية :هل تريد شيئا سيدي ؟
وجدته واقف في منتصف الغرفة وعلامات القلق بادية علي وجهه ،أقترب منها وهو يسألها بلهفة :كيف حالك سهيلة نرمين أخبرتني انك مريضة ؟
تطلعت اليه سهيلة بدهشة من لهفته الغريبة ثم ردت برسمية :أنا بخير سيدي فقط بعض الصداع ،هل هناك أمر متعلق بالعمل ؟
تطلع اليها باستنكار وهي يرد عليها :أي عمل الان ،وجهك شاحب للغاية ويبدو عليك التعب ،هل تعانين من أي أعراض اخري غير الصداع ؟
تطلعت اليه بدهشة من اهتمامه غير المسبوق لها :لا سيدي فقط الصداع ،أنا لست مريضة الحمد لله ،فقظ عانيت من أرق امس سبب لي صداع شديد .
نظر الي وجهها باهتمام كان بالفعل وجهها مجهد وعلامات الارهاق بادية علي وجهها ،سألها :هل هناك مشكلة سببت لك الارهاق ،هل هناك مايضايقك ؟
هزت رأسها نفيا ولكن نظرة واحدة الي عينيها والألم البادي فيها جعلته يدرك انها تكذب وان هناك بالفعل مايؤرقها ،"يمكنك الانصراف الان ،اذهبي وارتاحي في بيتك " قالها لتتطلع اليه بدهشة وهي تكرر كلامه ببلاهة ثم سالته بدهشة : هل أعطيتني اذن للتو أم أنني فهمت خطأ؟
نظر اليها بابتسمة : نعم أعطيتك اذن ،مالغريب في ذلك ،لم أفعل شئ غريب .
تطلعت اليه باستنكار وهي تقول له :لقد رفضت المرة الفائتة الاذن ،والتي قبلها ،وأخبرتني ان العمل أهم ،وخضنا نقاشا طويلا حتي وافقت علي منحي الاذن
أشار اليها بيده وهو يضحك :المرات الفائتة لم يكن هناك سبب مبرر للاذن ،الان هناك سبب قوي ،نظر مشفقا الي ملامحمها المنهكة وهو يردف :لا تكابري سهيلة اذهبي وارتاحي .
زفرت سهيلة بتعب بالفعل هي مجهدة لن تجادل ،نظرت اليه بامتنان وهي تشكره وتتحرك للباب قبل أن يوقفها صوته :سهيلة أعرف ان هناك مايضايقك حتي وان انكرتي ،اذا احتجتي أي شئ أنا موجود دائما من أجلك .
أحمر وجهها تلقائيا وهي تشكره بخفوت وتنصرف ولو نظرت للخلف لوجدت نظرة حب تطل قوية من عينيه وهو يتابعها بنظراته .
انحنت سهيلة تهمس في اذن نرمين :كنت أنوي خنقك عندما أخرج ولكن بالفعل أنا مرهقة وأحتاج للراحة وهو أعطاني الاذن بسهولة ،شكرا نرمين ولكن لا تفعلي هكذا مرة اخري بدون اخباري والا سأخنقك بالفعل .
ضحكت نرمين وهي تسمع همسها ،تطلعت اليها وهي تجمع أشياؤها لتنصرف وبداخلها يدور سؤال هل يحمل السيد نيهان مشاعر لسهيلة ؟هل مااستشعرته اليوم صحيح ؟كتمت ضحكة مرحة كادت تفلت منها وهي تتخيل ماذا ستفعل سهيلة اذا تزوجت هذا الرجل سيجعلها تفقد عقلها بالتأكيد .
أما سهيلة فلا تعرف كيف قادت سيارتها ولا كيف وصلت شقتها ،كل ماتريده هو النوم وفقط ولذلك فور وصولها الي شقتها القت بنفسها علي السرير بملابسها لتغرق علي الفور في نوم عميق .
"أنا لا أفهم سر ضيقك كلما أخبرتك عن رغبتي في الخروج ومقابلة صديقتي ،انا أكون سعيدة عندما أقابلها ،انت طوال اليوم بالمحل ليس من المعقول أن أحبس نفسي كل يوم بانتظار عودتك "
هتفت بها نوران بغضب وهي تحادث أحمد الواقف أمامها بنفاذ صبر ،رد عليها وهو يحاول ان لا ينساق لغضبه :ليس عندي مانع من ان تقابلي صديقتك علي الرغم من انني لا أعرف شئ عنها ،ولكنني أثق بك ،ولكن لا أحب أن تلتقي بها في وقت متأخر هكذا ،أجلي موعدك معها اليوم ليوم أخر في الصباح لا أحبذ خروجك في المساء هكذا بمفردك .
توترت نوران وهي تستشعر رفضه وغضبه فنظرت اليه برجاء وهي تقول :أخبرتك أن زوجها هذا ألاسبوع يعمل في المساء وفي الصباح يكون متواجد في المنزل لذلك لا نستطيع ان نتقابل صباحا ،ان السابعة ليست موعد متأخر يااحمد ،لن أتاخر اعدك
"لا" قالها بنبرة قاطعة تعرفها جيدا عندما يتحدث بها انه لن يكمل نقاشه والموضوع أنتهي ،اكمل بنفس اللهجة :ليس هناك داعي اذن ان تقابليها هذا الأسبوع أجليها للأسبوع القادم ،سانزل الان لقد تأخرت ،قالها وهو يتحرك بالفعل مغادرا الشقة سابحا في أفكاره ،لا يعرف بالظبط مايحدث لنوران يستشعر شئ لا يعجبه ولكنه لا يدرك ماهيته ،يشعر بعلاقتهم تتباعد ولا يدري السبب ، هل من المعقول ان تأخر الحمل هو السبب ،هو حريص للغاية علي عدم الحديث او الاشارة لهذا الموضوع ،زفر بضيق وهو يشعر بالاختناق الشديد فكلما حاول معها أن تخبره عن سبب ضيقها وتباعدها تهرب من الحديث معه وتخبره بأنه يتوهم فقط ،وصل الي محله فانحني لفتح الباب وهو يحاول ان يصفي أفكاره ليركز في عمله .
ضيق شديد علي وجه أمجد وهو يستمع لنوران علي الهاتف تخبره عن رفض زوجها خروجها ليلا وأنه يوافق علي خروجها نهارا فقط .تعلمين أن وردية عملي هذا الأسبوع كلها مسائية نوران ، حاولي أن تقنعيه مرة أخري .قالها بضيق فردت عليه بنفس الضيق :لقد حاولت كثيرا صدقني ولكنه رفض بشدة ،وهو لن يقبل حتي لو حدثته مرة أخري ،ليس أمامنا الا أن نصبر للأسبوع القادم .
"سأشتاق اليك كثيرا نوران ،لا أعرف كيف سأصبر أسبوع كامل حتي أراك " قالها هامسا لتبتسم بحالمية وهي تستمع لكلامه ثم ردت عليه بهمس مماثل هي الأخري "وانا أيضا سأشتاق اليك كثيرا ياامجد ،لقائي الأسبوعي بك هو البهجة الوحيدة في حياتي "
ابتسم وهو يسمع كلامها فنوران لم تعد متزمتة في التعبير عن مشاعرها مثل السابق ،بل أصبحت تبادله حديثه وهذا ينعشه بشدة .
"ساضطر الي ان اغلق معك الان فانا في العمل ،سارسل لك رسالة فور انتهائي واذا كنتي بمفردك في البيت سأتصل بك ، الي اللقاء ."قالها ثم أغلق الهاتف
تطلع الي ساعته قبل ان يقطب بحيرة وهو يتسائل :لماذا لم تتصل به زهرة للان ،لا بد أنها أنهت مقابلتها مع مشرفها ،أسرع يتصل بها متوقعا أن المشرف كالعادة رفض قبول المقدمة مما احبطها ودفعها لعدم الاتصال ،ماان ردت عليها حتي سألها بلهفة :مالاخبار ؟هل رفضها كالعادة ؟
سمع صوتها ترد عليه ببرود يلازمها منذ فترة في حديثها معه :لا لقد قبلها أخيرا الحمد لله .
"حقا زهرة أخيرا ،مبروك حبيبتي الف مبروك يجب ان نحتفل اليوم معا " قالها بسعادة حقيقية فهو سعيد للغاية من اجلها ويدرك ماتمثله لها دراستها ،سالها :هل خرجت للتو من عنده ؟أستمع الي ردها بصدمة :لا لقد أنتهيت منذ نصف ساعة تقريبا ،انا بالبيت الان .
"بالبيت "قالها مستنكرا وهو يردف بغيظ :ولماذا لم تتصلي بي فور خروجك ؟
ردت عليه بنفس النبرة الباردة التي تغيظه :أتصلت بك بالفعل ولكن تليفونك ظل مشغول لفترة طويلة ،ساذهب للنوم للان فأنا مرهقة ،مع السلامة .
نظر الي الهاتف في يده لا يصدق برودها معه هذه الفترة ،يشعر أنها تتباعد عنه بشدة في الفترة الاخيرة ،زفر بضيق لا يدري ماذا يفعل و كيف يخرج من هذه الدوامة التي تبتلعه فيها يوما بعديوم ،انه لا يستطيع ان يكف عن علاقاته هذه ،انه يشعر بعدم التوازن عندما يكتفي فقط بعلاقته بزهرة ،نعم يحبها بل يعشقها ،لم تمس أمراة اخري قلبه غيرها ولكنه لا يستطيع ان يكتفي بها ،حاول كثيرا خلال الفترة الماضية ولكنه فشل شعر كما المدمن الذي حرم من جرعته أصبح عصبيا نزقا يعيش في توتر باستمرار ،وماان عاد الي علاقته مع نوران حتي هدأوشعر بالتوازن مرة اخري ،أخذ نفس عميق ليبعد خواطره الشخصية ويذهب لاستكمال عمله .
أما نوران فقد أغلقت هاتفها ورمته باهمال جانبها ،انها تشعر بالاختناق يوما بعد يوم ،تشعر بالنفور من ذلك الرجل الملقب بزوجها ،انها لا تتقبله تشعر انه شخص غريب كليا عن أمجد الذي احبته وتزوجته ،لا تدري من تصارحه بشكوكها ،ابتسمت بسخرية مريرة وهي تؤنب نفسها بصوت مسموع :من سيستمع لشكوكك يازهرة ،سيقولون عنك مختلة فقدت عقلها .
أمسكت رأسها الذي يؤلمها بشدة قائلة بصوت متضرع :يارب أرحني يارب من هذه الشكوك ، أظهر لي الحقيقة مهما كانت صعبة
تمددت علي الفراش متنمية ان ياتيها النوم سريعا عله يرحمها من أفكارها .
تنقلت نوران بملل تؤدي روتينها اليومي من تنظيف البيت وطهو الطعام ،زفرت بضيق وهي تسب أحمد علي رفضه لخروجها اليوم ،مقابلتها مع أمجد تعطيها طاقة كبيرة ،تشعرها بالسعادة بالرضا ،تشعرها بأنوثتها ، ابتسمت بحالمية وهي تسترجع كلماته وغزله انه رجل رائع ،لا تدري متي أحتلها أمجد هكذا ، لقد أدمنته ،أدمنت وجوده في حياتها ،أدمنت كلماته ،نظراته ،همساته ،تعددت مقابلتهم في الفترة الأخيرة ،تقابله مره كل اسبوع ،مقابلته تعطيها طاقة للاسبوع كاملا .
انتبهت علي صوت الهاتف الذي قاطع أفكارها ،فنظرت اليه لتري رقم والداتها يضئ الشاشة فأسرعت تجيب :اوحشتني كثيرا ياامي ،كيف حالك ؟ردت عليها امها بعتاب : كل هذه الغيبة يانوران ؟شعرت نوران بتأنيب ضمير مع كلمات والدتها ، تعترف انها تقصر كثيرا مع والداتها في الاونة الاخيرة ولا تزورها مثل السابق ،فهي بالفعل كانت مشغولة للغاية بأمجد ،تنتهز فرصة الصباح ووجود زوجها في العمل حتي تحادث امجد ،وبالطبع لن تستطيع ان تكلمه عند والداتها .
"ان شاء الله ساتي اليك غدا وأقضي اليوم عندك،اذا وافق أحمد "
قالتها بنبرة ضائقة لاحظتها والدتها فسألتها :أحمد لا يمانع حضورك عندي في أ ي وقت ،هل أنتما متشاجران ؟
اندفعت نوران تحكي لوالداتها ماحدث صباحا ورفض أحمد خروجها لمقابلة صديقتها ،أستمعت اليها والداتها بصبر ثم قالت لها بتانيب :زوجك محق يانوران ،انه يخاف عليكي من الخروج ليلا ،لن يحدث شيئا اذا اجلت خروجك ليوم اخر في الصباح .
تذمرت نوران وهي تقول لوالداتها :دوما تقفين في صفه علي حسابي ياأمي .
ضحكت أمها وهي تودعها موصية اياها ان تأتي مبكرة غدا .
قلق سيطر علي والدة نوران لا تعرف سببه ،انها تشعر ان هناك شئ غريب في ابنتها لا تدري ماهيته،تشعر انها تخفي شيئا عنها ،ستحاول غدا معها أن تعرف ماتخفيه ،وتعرف سبب تباعد زيارتها لها وسبب شكواها المستمرة من زوجها علي مواقف تراها والداتها عادية للغاية ،رفعت كفها تدعو الله لابنتها عازمة علي معرفة ماتخفيه ابنتها غدا .

Mini-2012 31-03-20 05:19 PM

يعطيك العافية

سلمت يمناااااااااااك🍃🌷

hollygogo 04-04-20 07:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mini-2012 (المشاركة 14769537)
يعطيك العافية

سلمت يمناااااااااااك🍃🌷


الله يسلمك يارب
تشرفني متابعتك

hollygogo 04-04-20 09:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moon roro (المشاركة 14758466)
بداية جميلة وموفقة تسلم ايديكي على المجهود

الله يسلمك يارب
تشرفني متابعتك

hollygogo 05-04-20 11:15 PM

الفصل العاشر
كيف حالك اليوم سهيلة ؟
سألتها نرمين باهتمام فابتسمت لها سهيلة بامتنان وهي ترد عليها :بخير حال نرمين الحمد لله ،أتصدقين نمت منذ رجعت الي البيت حتي الخامسة فجرا بدون أن أستيقظ نهائيا .
نظرت اليها نرمين باشفاق وهي تقول لها :واضح انك كنت مجهدة للغاية سهيلة حتي تنامي كل هذه المدة الطويلة بدون أن تستيقظي .
"نعم يانرمين كنت لا أنام سوي ساعة أو اثنين كل يوم ،واول أمس لم أنم مطلقا ،أشعر بالخوف يتملكني ،خائفة من الأيام القادمة ،خائفة بشدة يانرمين ،أشعر بالحيرة هل أرضيهم وأذهب للعيش معهم وأودع راحتي أم أفضل راحة بالي ولا يهمني غضبهم ،انا متعبة للغاية يانرمين "
كلمات ترددت في أعماقها تمنت البوح بها لنرمين ولكنها خائفة للغاية من أن تبوح حتي لا تري نظرة احتقار في عينيها ،فابتلعت كلماتها كعادتها بداخلها وهي ترد عليها متصنعة المرح : كنت متعبة للغاية وعندما أستيقظت كنت جائعة للغاية أتصدقين أنهيت علي كل الطعام في الثلاجة .
ضحكت نرمين بمرح وهي تبتعد عنها متظاهرة بالخوف :ينبغي أن اخاف علي نفسي أعترفي ماذا ترينني بالظبط الان هل تريني دجاجة .
تعالت ضحكات سهيلة حقيقية هذه المرة غير متكلفة ،مالت عليها نرمين تهمس في أذنها :حزري من يقف أمام باب حجرتنا الان ويبدو أنه ينتظر شخص ما علي أحر من الجمر .
رفعت سهيلة رأسها لتري السيد نيشان واقفا أمام باب الحجرة وهو يتطلع اليهم بعبوس ،ابتسمت سهيلة بلطف وهي تحييه بتحية الصباح ليهتف بها بحنق :لماذا تأخرتي هكذا ؟
تطلعت اليه سهيلة بدهشة وهي تنظر الي ساعتها ثم قالت له بحيرة :أي تاخير سيدي ،مازالت هناك عشر دقائق كاملة حتي يبدأ الدوام .
كانت نرمين تطالعهم بتسلية وقد بدأت تتيقن من صحة احساسها ،كتمت ابتسامتها عندما عبس في وجه سهيلة وهو يسألها بخفوت :كيف حالك اليوم ؟هل مازلتي مريضة ؟
ردت عليه سهيلة بتهذيب :لا سيدي أنا اليوم أفضل بكثير شكرا لك .
نظر لها باهتمام وكانه يتاكد من صدق كلامها قبل أن يقول لها :اذا كنتي لا زلتي تشعرين بالتعب بامكانك أخذ اليوم اجازة أيضا ،أتصلت بك لأخبرك أن ترتاحي بالبيت ولكنك لم تردي ثم أردف بحنق :لماذا لا تردي علي هاتفك .
تطلعت اليه سهيلة بدهشة لم تستطع اخفاءها من اهتمامه المبالغ فيه وعرضه السخي باجازة ،ثم ابتسمت بارتباك وهي ترد عليه :هاتفي لم ياتيه أي أتصال سيدي ،وأنا بخير شكرا لك لست بحاجة الي أجازة أنا بخير حال .
"أعطيني رقم هاتفك الان "قالها بنبرة امرة غير قابلة للنقاش ،فأملت عليه الهاتف بهدوء ،فنظرلها بحيرة وهو يسألها :هذا رقم جديد مختلف عن الرقم الذي معي .
تطلعت الي هاتفه وهي تنظر الي الرقم الذي أخبرها أنه يتصل به ،ثم ابتسمت بهدوء وهي تخبره :هذا رقمي الخاص بالعمل سيدي للتواصل مع العملاء وأنا لا أستخدمه بشكل شخصي بل أتركه هنا في الشركة قبل الانصراف .
هز رأسه بتفهم وهو يسألها :أواثقة من أنك بخير سهيلة ؟
أبتسمت بصبر وقد بدأت تشعر بالضيق من أسئلته المتكررة ثم قالت له بحسم :أنا بخير حال سيدي ،هل هناك شئ خاص بالعمل تريديني ان أجهزه .
"خمس دقائق ووافيني بمكتبي لأخبرك "
قالها بنبرة امرة وهو ينصرف لمكتبه .
فزفرت براحة وهي تراقب انصرافه ،التفتت الي نرمين الذي تعالت ضحكاتها ماان انصرف نيشان لتهتف بها بحنق :علام تضحكين أنت الأخري ،يبدو يوما جميلا من أوله .
كادت نرمين ان تعلق وتلفت نظر سهيلة علي اهتمام مديرها المبالغ به ،لكنها امسكت لسانها عن الكلام تعرف سهيلة وتحفزها الشديد ضد فكرة الارتباط ،بل تكاد تجزم انها ترفضها نهائيا لسبب لا تعلمه نرمين وتخفيه سهيلة ولا تتطرق اليه ،فاثرت الصمت وان تعطي نيشان فرصته كامله عن الغافلة جوارها حتي لا تتحفز له وتفسد قربه ،فكتمت ضحكها وهي تميل علي سهيلة هامسة :مديرنا هذا غريب الأطوار أليس كذلك ؟
-تبدين رائقة البال هذا الصباح سأذهب اليه لأري ماذا يريد .وانصرفت مسرعة الي مكتبه تتابعها نظرات نرمين وهي تدعو الله في أعماقها أن يرزق سهيلة بمن يستحقها .
دلفت الي مكتبه بهدوء ثم أخبرته بلهجة رسمية :لقد أنهت نرمين تقرير مشروع الفيحاء الذي طلبته بالأمس ،ثم سلمت له الورقة ليقرأها بانتباه ممليا عليها بعض الملاحظات دونتها باهتمام ،سألها عن بعض الأمور المتعلقة بالعمل ثم أملي عليها بعض الامور المطلوبة ،أومأت برأسها وهي تنهض وتسأله :هل هناك شئ اخر تريده سيدي ؟
أومأ برأسه وهو يجيب :في الحقيقة أريد منك أمر شخصي سهيلة ولكن لكي مطلق الحرية في القبول أو الرفض .
تطلعت اليه بحيرة ثم نظرت اليه منتظرة تكملة كلامه فأردف :في الحقيقة سيارتي بها عطل وفي الصيانة سأستلمها غدا ،هل من الممكن أن تقليني اليوم في طريقك الي المنزل .
كادت أن تجيبه بشكل تلقائي :يمكنك أن تطلب سيارة أجرة لتقلك ،ولكنها أحرجت من أن تقول هذا لمديرها ،ويبدو أنه قرأ أفكارها فأردف :لا أحب ركوب سيارات الأجرة ان السائقين ثرثارين بشكل بشع يصدعون رأسي .
تطلعت اليه وهي تمسك لسانها بأعجوبة عن الرد عليه بأنه أكثر رجل ثرثار قابلته في حياتها ،وذكرت نفسها بأنه مديرها ،أرغمت نفسها علي الابتسام برسمية وهي تخبره :بالطبع سيدي
شاكسها بقوله :وماذا أفهم من بالطبع سيدي هل هذه موافقة أم رفض حددي ؟
تطلعت اليه بغيظ :موافقة سيدي .
عاود مشاكستها :تبدين متضايقة هل صحبتي ثقيلة الي هذا الحد .
أبتسمت ببرود وهي تجيبه :لست متضايقة سيدي
_اذن انت سعيدة ،بالطبع ستكونين سعيدة ،صحبتي شرف لا أمنحه للكثيرين .
نظرت له بحنق وهي تسبه في سرها علي بروده واستفزازه ،سألته برسمية هل هناك شئ اخر تريده سيدي .
هز رأسه نفيا وهو يسألها :هل أنت متأكده من انك بخير سهيلة؟
-أنا بخير سيدي شكرا لك ،سأذهب الان لأكمل التقارير المطلوبه .
هتف بها وهي تغلق الباب : لا تنسي أن تمري علي في السادسة .
ضحك علي ملامحها الحانقة وهي تغلق الباب وهو يشير باصبعه بعلامة النصر .
أما هي فكانت ملامحها حانقة وهي تدلف الي المكتب وهي تشعر أنه ورطها ،سألتها نرمين بقلق :ماذا حدث سهيلة تبدين متضايقة ؟
زفرت بحنق وهي تحكي لها طلب نيهان منها أن توصله اليوم ثم اردفت بحنق :لا يريد ركوب سيارة أجرة لان السائقين ثرثارين تخيلي ،أنا لم أر رجلا في حياتي ثرثار مثله ،ألا يشعر بنفسه .
أنطلقت نرمين تضحك بمرح فتطلعت اليها سهيلة بغيظ :تضحكين ،أنا أشعر بالغيظ وانت تضحكين ،أذهبي الي عملك نرمين ولا تغيظيني بضحكك هذا ورائي عمل لانجازه .
أنصرفت نرمين الي مكتبها تشعر بالابتهاج فمن الواضح أن مديرها قد بدأيأخذ خطوات عملية تجاه سهيلة ،أما سهيلة فكانت تشعر بالغيظ يتملكها من طلب مديرها الغريب .
ارتسمت ابتسامة واسعة علي شفتيها وهي تشاهد أمجد ،تسارعت اليه خطواتها بلهفة فهي لم تره منذ أسبوعين كاملين ،أنتبه اليها هو الاخر فقام يستقبلها وعلي شفتيه ابتسامة واسعة ،ماان وصلت عنده مدت يدها تصافحه ،فاحتوي كفيها بين يديه ولم يفلته وهو يقترب منها هامسا لها بشوق :أشتقت لك كثيرا نوران ،لا تغيبي عني هذه المدة ثانية ،أشعر بعدم اتزان عندما لا أراكي ،حياتي تصير بلا لون ولا طعم من دون رؤيتك .
ارتسمت ابتسامة وا سعة علي شفتيها من كلماته ،كانت بالسابق تنهره عندما يتلفظ بهذه الكلمات وتخبره ان لا يتعدي حدود الصداقة التي رسمتها له ،حتي اللمسة كانت تنهره عليها لو جاءت عفوية وبدون قصد ،أما الان فتنعشها هذه الكلمات وتحلق الأنثي بداخلها عاليا مع كلمات الغزل والاشتياق ،واللمسة حتي ان جاءت بقصد لا تثير نفورها بل تنعش دواخلها ،تحب أن يحتوي كفيها بين كفيه ،أبتسمت في وجهه ابتسامة واسعة وهي تهمس لها هي الاخري :وأنا أيضا أشتقت لك كثيرا أمجد ،لقد صارت مقابلتك مهمة للغاية عندي .
ابتسم في وجهها وهو يسحب لها كرسيا لتجلس عليه قبل أن يجلس مقابلها وهو يعاود احتضان كفها وهويسألها :كيف حالك ؟كيف قضيتي الاسبوعين الفائتين ؟
-لم أفعل الكثير ،الأيام متشابهة فقط أجلس في البيت أنظف وأطهو الطعام ،أشاهد فيلما أو ألعب بالهاتف ،فقط ذهبت يومين الي أمي كانت غاضبة مني لاني لا أزورها فأمضيت معها يومين كاملين .
أبتسم بدفء :هل تشبهين والدتك ؟لم تحكي لي أبدا عنها .
ألتمعت عيناها وهي تحكي عن والداتها :أمي أعظم وأجمل انسانه قد تقابلها في حياتك ،يقولون أنني أشبهها كثيرا ،ولكني أراها أجمل بكثير،ستقع في حبها فورا لو رأيتها ،ظللت لمحة حزن عينيها وهي تردف :توفي والدي وانا في عامي الصف الأول الثانوي كانت أمي مازالت في التاسعة والثلاثون تعرف قديما كانوا يتزوجون صغارا للغاية ،رفضت أمي الارتباط بعد أبي رغم أنها مازالت صغيرة وكنا كبارا بل لقد كانت شقيقتي متزوجة وقتها ،انها كل حياتنا صديقتنا وأمنا وكل شئ .
أبتسم باعجاب وهويهمس لها :الان عرفت من أين أتيت برجاحة عقلك رغم سنك الصغير يبدو ان والداتك أكسبتك الكثير من خبراتها
أتسعت ابتسامتها وهي تشعر بالسعادة كما في كل مرة يثني عليها وعلي رجاحة عقلها ،تشعر بفخر يملؤها ،تحب أن تري تميزها في عينيه ،ابتسمت بدلال لم تكن تظن يوما أنها تمتلكه وهي تسأله :أحقا تراني هكذا يا أمجد أم أنك تجاملني فحسب .
التمعت عيناه بنظرة اعجاب وهو يقترب منها أكثر ليهمس لها بصوت خافت :هل تريدين حقا أن تعرفي كيف أراك ؟
شعرت بالترقب وهي تطلع اليه كانت موقنه أن مايقوله سيتخطي خطوطها الحمراء ،نظرة عينيه وصوته أنبأها ولكنها لم تشعر بالرغبة في ايقافه ،بل شعرت بالرغبة في أن تسمع ماسيقوله ،هزت رأسها وهي ترد بصوت بهمس :نعم أريد أن أعرف .
أقترب أكثر بكرسيه وقد أستشعر موافقتها الضمنية علي ماسيقوله فهي كانت ذكية ولماحة همس بخفوت :أنا أراكي أجمل أمرأة وقع عليها عيني ،أمرأة لا يوجد أجمل من وجهها وجسدها الا عقلها ،أمرأة وجهها ايه في الجمال ،أما جسدها صمت لحظة يتطلع الي وجهها بحذر فلم يجد الا ترقبا ولهفة فعلم أن ستتقبل أي شئ يقوله مهما كان متجاوزا فأكمل بثقة بنفس النبرة الهامسة :أماجسدها ..........
قطع عبارته مع انتفاضتها العنيفة وهي تسحب يدها منه بعنف وتلبس نظارتها الشمسية سريعا ،تطلع اليها بدهشة هل أخطأ في قراءة وجهها لحذا الحد ؟لقد بدت سعيدة بالحديث هو متاكد ،ازدادت حيرته وهو يراها تلف بكرسيها ، وتخرج حجابها الي الأمام بشكل غريب ،تطلع اليها بحيرة وهويسألها :نوران ماذا بك هل غضبتي مني ؟انا اسف لم أقصد مضايقتك .
هزت رأسها نفيا مما زاد من حيرته وهو يراها تفرك كفيها بتوتر ودموع كثيرة تتجمع في عينيها وهي تخبره :لا تنظر ،دخل منذ قليل صديق زوجي وجارنا في حينا ،أنا في مصيبة الان لو راني لأخبر أحمد .
صدم مع كلماتها وهو يستشعر بالفعل الورطة التي سوف تحدث لها الان سألها بخفوت :هل راك ؟
-هزت رأسها نفيا وهي تجيبه ودموعها بدأت بالتساقط :لا أظن لقدكان منهمك بالحديث وهو يدخل المطعم ،ولكنه سيراني بالتأكيد أكيد سينتبه بعد قليل .
نظر اليها وهو يحاول أن يهدئها :اهدئي ،لا تخافي لن يراك .
تساقطت دموعها أكثروقد بدت منهارة تماما ،مما أثار شفقته فأخبرها :تستطيعين أن تقولي اني زوج صديقتك وقدأتيت لاصطحابها .
بدت كلماته غير مقنعة حتي لاذنيه ،شعر بالحيرة ستحدث الان مشكلة كبيرة بالفعل اذا راها صديق زوجها ،نظر اليها لحظه ثم همس أنتظري لحظة واحدة سأسال النادل هل هناك باب خلفي لهذا المطعم أم لا .
بالفعل نادي النادل وسأله هل هناك باب خلفي للمطعم لأن زوجته أتاها خبر سئ وهي منهارة ولا تريد التحرك بهذا الشكل امام الناس .
نظرة واحدة من النادل لوجهها دفعته للتصديق فهي بالفعل كانت تبكي ومنهارة ،أشار لها النادل لتتبعه فأوقفها أمجد انتظريني في الخارج لحظة سأدفع الحساب وأنظر اليه لأستشف هل لاحظ وجودك أم لا .
هزت رأسها موافقة فأتبعت النادل للخارج ولحسن حظها كانت طاولتهم قريبة من الباب الخلفي ،تطلع أمجد بانتباه الي الرجل الذي أخبرته نوران أنه صديق زوجها ،ولكن الرجل بدا غير منتبها نهائيا ومنهمك بالحديث مع رفيقه ،تنهد أمجد بارتياح وهو يدفع الحساب ويسرع الي النادل ليرشده الي طريق الخروج .
تطلع بحيرة حوله يبحث عن نوران لم يجد لها أي أثر مما أثار قلقه خصوصا مع حالتها المنهارة ،اتصل بها والقلق يتصاعد بداخله ،ماان سمع صوتها حتي سألها بقلق أين أنت ،أنا أقف عند الباب الخلفي الان .
ردت وقد بدا واضحا علي صوتها أنها مازالت تبكي :لقد أوقفت سيارة أجرة وركبت ،ثم سألته بخوف :هل انتبه لي وأنا أنصرف ؟
-لا تقلقي لم ينتبه لك وكنتي تعطيه ظهرك وانت تنصرفي لا تقلقي لم يلاحظك بالأساس ،لقد راقبته جيدا كان منهمك بالحديث مع رفيقه .
زفرت براحة ثم عاودت سؤاله بخوف :ماذا لو كان انتبه لي وهو يدخل المطعم .
-هل من الطبيعي انه عندما يراك لا يسلم عليك ؟
نفت بخفوت وهي ترد عليه :عندما يراني يسلم علي دوما ،ولكنني كنت معك ربما لذلك لم يأتي .
حاول طمأنتها وهي يقول لها :لا أعتقد يانوران ،انه لم يراك لو رآكي لأتي وسلم وسألك عني طالما هو قريب هكذا من زوجك ،لا تقلقي هكذا ،أرجوكي كفي عن البكاء .
-سأغلق الآن ياأمجد لا أستطيع الحديث
-نوران طمئنيني عندما تصلين ،مع السلامة .
زفر بضيق وهو يشعر بالقلق عليها لم يكن يريد بالفعل ان يسبب لها مشكلة ،فقط كان يريد قضاء وقت ممتع معها فقط ،دعا الله في سره أن يمضي الأمر علي خير،اتجه الي سيارته ليركبها متصلا بزهرة ليخبرها أن موعده قد انتهي مبكرا وانه سيمر عليها للذهاب لوالديه معا فوالدته تنتظرهم اليوم علي العشاء .
أما هي فقد كانت منهارة تماما لا تستطيع التحكم في دموعها ،سيناريوهات كثيرة تمر في عقلها عن رد فعل أحمد لو أخبره صديقه انه رآها جالسة مع رجل غريب في مطعم ،شعرت بالخوف يجتاحها فانطلقت تدعو الله سرا أن يسترها ولا يكشف سترها وعاهدته اذا مر الأمر علي خير أنها لن تخرج لمقابلة أمجد مرة أخري
أنتهي الفصل

hollygogo 13-04-20 01:19 AM

الفصل الحادي عشر
زفرت بضيق وهي تنهض من كرسيها وسط صخب نرمين المعتاد عند انتهاء الدوام التي شاكستها : هناك أحد علي وشك قتل أحدهم هنا .
تطلعت اليها سهيلة برجاء :نرمين تعالي معي لأوصلك في طريقي ،أتركي سيارتك هنا اليوم وأنا سأمر عليك في الصباح أيضا لأقلك في طريقي .
كانت نرمين تعلم سبب طلب سهيلة مرافقتها ،بالتأكيد حتي تتهرب من وجودها مع نيشان بمفردها ،وهو مالاتريده نرمين انها تريد أن تترك الفرصة لنيشان حتي يقترب ويتعرف علي سهيلة خارج اطار العمل وجموده فتصنعت الأسف وهي تقول لها :للأسف سهيلة لن أستطيع فسأقابل طارق اليوم سأتصل به الان وربما سيأتي ليقلني هناك بعض الأغراض الضرورية التي سوف نشتريها معا لشقتنا ،أعتذر منك حبيبتي ثم ضحكت بمرح وهي تردف :لا أعلم ماسبب قلقك ،الرجل لطيف للغاية صحيح انه يتكلم كثيرا ولكن مسكن صداع سيساعدك لا تقلقي .
انفجرت تضحك مع نظرات سهيلة الحانقة التي أخذت أغراضها بعصبية وهي تهمس لها وهي تمر بجوارها "نذلة "،فهتفت بها قبل أن تنصرف :اتصلي بي ليلا حتي أطمأن عليك ،لا تنسي سهيلة .
لوحت لها بيدها مودعة فراقبت نرمين انصرافها وهي تدعو الله في أعماقها أن يرزق سهيلة السعادة ،ثم فتحت هاتفها لتتصل بخطيبها وماان سمعت صوته حتي هتفت بمرح :سأنتظرك في الشركة حتي تقلني الي البيت كم أنت محظوظ ياطارق ولا مجال للهرب .
ضحكت وهي تستمع لتمتماته الحانقة قبل أن تغلق هاتفها لتسرع الي النافذة حتي تراقب انصراف سهيلة ونيشان بحماس .
طرقت علي الباب بهدوء وماان سمحت الاذن بالدخول حتي دخلت بهدوء وهي تسأله:هل أنت جاهز سيد نيشان ؟
رد عليها دون أن يرفع رأسه :أنتظريني فقط خمس دقائق سهيلة حتي أنتهي من هذه الورقة .
تطلعت اليه بغيظ ولكنه كان مستغرق في العمل فلم ينتبه لنظراتها ،أخرجت هاتفها تتصفح الأخبار حتي ينتهي مما يفعله ،أنتفضت علي صوته :أنا جاهز سهيلة هيا بنا .
أحست باحراج وهو يسألها :انا اسف هل أجفلتك لم أكن أقصد ؟
نفت باحراج :لا أبدا سيد نيشان انها عادة سيئة فقط بي عندما أنهمك في شئ لا أنتبه لمن حولي فأقل صوت يجفلني .
أبتسم وهو يسير بجوارها : أحب الأشخاص الذين ينهمكون في مايفعلون لدرجة انفصالهم عما حولهم حتي لو كان شئ ترفيهي ،الاستمتاع والانغماس فيما نفعله شئ رائع سهيلة ليست عادة سيئة كما تقولين .
أشارت الي السيارة تدعوه الي الدخول ،ثم سألته وهي تدير السيارة :أين تحب أن أوصلك سيدي ؟
أخبرها بمكان سكنه فأرتفع حاجباها بدهشة لم تنجح في اخفائها مما دفعه لسؤالها :لماذا تبدين مندهشة هكذا ؟
شعرت بالاحراج فحاولت التهرب من الاجابة وهي تشغل السيارة :لا أبدا لست مندهشة ،أنا لم أذهب الي هذا المكان من قبل ولكن أعرف الطريق اليه .
تبرم وهو يخاطبها :لماذا لا تجيبين بشكل صريح ،بالطبع اندهشت لأن هذا المكان شديد الغلاء لا يسكنه الا فاحشي الثراء ،أليس كذلك سهيلة ؟
ازداد احراجها مع كلماته فتلعثمت وهي تجيبه بخفوت :زادك الله .
-في الحقيقة أنا أحب البساطة وسكن المناطق المزدحمة التي تضج بالحياة ،لا أحب السكون والهدوء ،أنا لم أختار هذه المنطقة الشركة هي من أجرت لي المكان قبل قدومي ،ثم رفع رأسه بغرور كعادته :بالطبع رئيس شركة عالمية مثلي يجب أن يختاروا له أحسن مكان وأغلي مكان بالبلد ،أليس كذلك سهيلة ؟
أبتسمت بمجاملة وهي تهز رأسها فعاود ثرثرته :لكني لا أحب هذه المنطقة ،أتطلع لانتهاء العقد حتي أنتقل لمنطقة أخري أكثر حيوية ،ثم سألها:أين تسكنين سهيلة ؟
أجابته بهدوء وهي تتمني أن ينتهي الطريق سريعا حتي تنتهي منه ومن ثرثرته فعاود سؤالها مرة أخري :لماذا أخترتي هذا المكان أنه يبعد الكثير عن الشركة بالتأكيد تستغرقين وقت طويل كل يوم بسيارتك حتي تأتي للعمل .
أجابته ببساطة :بالفعل المكان بعيد ولكنه رخيص تعرف الايجارات هنا مرتفعة للغاية ،عندما أتيت سكنت فترة بجانب الشركة ولكن وجدت أني أدفع معظم الراتب في الايجار فقط ،كان أمامي حلين اما ان أتشارك مع أحد في الشقة التي أسكن بها أو أنقل الي منطقة بعيدة عن الشركة وأظل بمفردي ولقد أخترت الحل الثاني
-لماذا لم تختاري السكن مع احدي زميلاتك ؟
-أحب الخصوصية ،أحب أن تكون مساحتي التي أرتاح فيها من عناء يوم طويل خاصة بي وحدي لا أشارك فيها أحد ،أستمتع بحريتي وأفعل مايحلو لي دون أن أتقيد بوجود أحد .
كاد أن يسألها وماذا ستفعلين عندما تتزوجين ويشاركك زوجك في مساحتك و لكنه أمسك لسانه في اللحظة الأخيرة وهو يتذكر توصيات شارو وشامان له ،حاول أن يطيل مدة بقائها معه فشاكسها متأكد انه سيثير غيظها :سهيلة أشعر بصداع شديد ،سأسمح لك بما أنني ضيفك اليوم في سيارتك أن تدعيني الي فنجان من القهوة ،الشارع القادم به عدة اماكن جيدة .
شعرت بالغيظ الشديد منه وودت أن تطرده من السيارة ولتذهب قواعد الذوق الي الجحيم ،كادت أن ترفض بالفعل ولكنه عاود مشاكستها :لا تقولي انك بخيلة سهيلة وسترفضين ان تدعيني علي كوب من القهوة .
نظرت اليه بغيظ وهي تتحرك الي الشارع الذي أخبرها به ،سألته بغيظ :هل هناك مكان معين تحب أن تشرب به القهوة سيد نيشان .
أبتسم بانتصار وهو يشير لها الي أحد الأماكن :هذا المكان جيد سهيلة .
صفت السيارة أمام المكان الذي أخبرها به ،وتحركت معه الي الداخل ،وهي تسبه في أعماقها ،سألته وهي تحاول أن تدفع أكبر قدر من التهذيب في سؤالها : ألم يكن من الأفضل أن نذهب الي أحد الأماكن لشرب القهوة ،هذا مطعم سيد نيشان .
أبتسم وهو يسحب لها كرسيها لتجلس قبل أن يجلس أمامها وهو يشير للنادل الذي أتي مسرعا :عندهم قهوة ولكن سنطلبها بعد الطعام ،أنا جائع للغاية قالها والنادل يمد يده بقائمة الطعام لسهيلة التي تسمرت مع كلمات نيشان المستفزة الذي أردف :أختاري بسرعة سهيلة أنا جائع للغاية .
ردت عليه بضيق :لست جائعة ،تستطيع أن تطلب أنت .
وبخها وهو يقول :بالتأكيد جائعة ،اخر وجبة أكلناها في الثانية عشر والان الساعة تقترب من السابعة .
عندما رأي الرفض يعتلي ملامحها أكمل :سأختار لك اذن مادمت ترفضين أن تطلبي سأختار لك مثلي فأنا أحب هذا الطبق ،والتفت الي النادل يمليه طلبه متجاهل رفضها البادي علي وجهها .
صمتت حتي أنصرف النادل وقبل أن تقول شيئا قاطعها هو قائلا :أعلم أنك قلت لا تريدين ،ولكني بالفعل جائع للغاية ،كل يوم اكل بمفردي سأكون سعيد للغاية أن تشاركيني ،ولكن اذا كان هذا يضايقك تفضلي بالانصراف سهيلة وأنا بعد أن أنتهي سأطلب سيارة أجرة .
قالها بخبث وهو يعرف أنه يحرجها وأنها ستقبل وبالفعل غمغمت بخفوت :سأنتظرك لا بأس،ثم سألته بفضول :هل تعيش هنا بمفردك؟
أومأ برأسه ايجابا فكادت أن تسأله : لماذا يعيش بمفرده ألم يتزوج بعد ،ولكنها نهرت نفسها علي فضولها وسؤالها غير اللائق فصمتت ،ولكنه لم يعجبه هذا الصمت فحاول فتح الحديث مرة أخري الذي أنقطع بنزولهم من السيارة :ألا تشعرين بالوحدة وأنتي تسكنين بمفردك؟ ،المشاركة في السكن تعطي احساس بالعائلة .
-ليس عندي وقت لأشعر بالوحدة ،العمل يأخذ معظم وقتي وتفكيري ،وأتقابل مع أصدقائي أحيانا أيام العطلات .
-تعرفين أنا أيضا مثلك لا أحب المشاركة في السكن ،أحب مثلك الخصوصية .
تطلعت اليه بشك فهو ثرثار واجتماعي وشخصية مثله بالتأكيد لن تفضل السكن بمفردها :أحقا تفضل السكن بمفردك .
-نعم سهيلة ،أحب أن أنفرد بمساحتي الخاصة ليلا أفعل مايحلو لي وقتما أشاء .
صمت عندما أقترب النادل ليضع الأطباق أمامهم ،وماان وضع النادل الاطباق وانصرف حتي نظر اليها وهو يقول بلطف :هلا تأكلين سهيلة ،هذا المطعم أكله لذيذ للغاية سيعجبك ،سأكون سعيد للغاية أن تشاركيني .
أبتسمت باحراج وهي تهز رأسها موافقة فرائحة الطعام كانت شهية للغاية وهي كانت جائعة بالفعل ،تطلعت اليه بدهشة وهي تشاهده يضع كثير من الشطة فوق طبقه فسألته بدهشة :ألن يكون حارا للغاية هكذا .
نفي برأسه وهو يجيبها ببساطة :بل سيكون لذيذ للغاية أنا أحب الطعام حار .
تطلعت الي طبقه وهي تراه مغطي بالشطة ولكنه يأكله باستمتاع دون أن يتألم ،ثم أبتسمت وهو تقول :أنا لا أحب الأكل حار يؤلم معدتي بشدة .
-انها عادة عندنا في الهند ياسهيلة معظمنا يحب الطعام حار ،لا نستسيغ الطعام ولا يعجبنا الا اذا كان حارا ،ثم سألها باهتمام :هل أتت شقيقتك ؟
-هزت رأسها نفيا وقد بدا الحزن علي وجهها عند ذكر شقيقتها فلقد تذكرت غضب سمر ومكالمتها الأخيرة ،وتجنب أنس لها وعدم رده علي مكالمتها ،ألتقط نيشان نظرات الحزن في عينيها مما دفعه لسؤالها :هل هناك شئ سهيلة هل شقيقتك بخير ؟
-بخير ولكنها غاضبة مني هي وأنس زوجها وأنا لا أحب أن أغضبهم ،أنا لا أملك سواهم في هذه الحياة ،انهم كل عائلتي .
نهرت نفسها بعد أن تفوهت بهذه الكلمات ،لا تدري ماذا دهاها وجعلها تنطق بهذه الكلمات أمامه ، لقد تكلمت دون شعور وكانها ترغب في أن تشارك أحد أفكارها ،وهو أنتهز الفرصة علي أكمل وجه فسألها باهتمام حقيقي :ولماذا هي غاضبة منك ؟ربما أنتي فهمت موقفها بشكل خاطئ فأنا لا أتخيل أن يغضب منك أحد .
أخبرت نفسها أنها ستتهرب من اجابته وستحاول الحديث في موضوع اخر حتي انتهاء الطعام ولكنها فوجئت بلسانها يجيب وكأن له ارادة مستقلة :سمر تريد هي وأنس أن أنتقل للعيش معهم في منزلهم عندما تأتي ،وأنا رفضت وقلت لهم أنني أفضل الحياة بمفردي ،أنس لا يرد علي مكالمتي منذ أن أخبرته وسمر تضغط علي بالشدة للقبول وأنا حائرة للغاية لا أريد أن أغضبهم ولكن في نفس الوقت لا أريد القبول .
رق قلبه مع تلك النظرة البائسة في عينيها ،كاد يسألها بصورة مباشرة لماذا ترفض الانتقال للعيش معهم ولكنه أدرك بذكائه أنها لن تجيب علي هذا السؤال ،أدرك أن لديها أسباب قوية تمنعهاولكنه لو سألها لن تخبرها به لذا قال لها :أبحثي عن راحتك سهيلة لا تتحملي فوق طاقتك ،درس تعلمته من الحياة باكرا عندما يتحمل الانسان فوق طاقته لا يستطيع اكمال طريقه يسقط في المنتصف ، فكري مرة أخري اذا شعرت أن وجودك معهم سيسبب لك أي حرج أو ضيق أرفضي بدون تردد.
تطلعت اليه بنظرة حائرة مترددة وهي تغمغم بصوت خافت :ولكنهم سيغضبون للغاية اذا صممت علي عدم الانتقال معهم ،ولكني بالفعل لن أجد راحتي اذا أنتقلت معهم .
-اذا ارفضي بدون تردد ،أبحثي عن راحتك
قالها ببساطة فعاودت سؤاله :أليس بحثي عن راحتي أنانية ،في سبيل راحتي سأغضبهم ؟
-هل ستقصرين في السؤال عنهم ؟،هل ستخذليهم اذا احتاجوكي يوما ؟
بالطبع لا قالتها مستنكرة
-اذا لن تكوني أنانية اذا أخترت راحتك ،فهم دوما سيكونوا أولويه في حياتك ولن تقصري في السؤال أو التواصل معهم أو الوقوف الي جانبهم اذا أحتاجوكي،سيغضبون في البداية فقط ولكن مع مرور الوقت سيتأقلمون ويعتادون ،ولكن أحسمي الموضوع باكرا وأخبريهم برفضك سريعا لا تتركي الأمر معلقا طويلا حتي لا يتأملون بموافقتك .
ظهر التفكير علي وجهها فترك لها مساحتها وأنشغل بتأملها وهو يتناول طعامه بهدوء ،أما هي فغرقت في أفكارها وقد شجعتها كلماته علي أخذ قرارها وابلاغه لسمر ،تعلم أنها ستغضب منها كثيرا ،ولكن كما قال نيشان بمرور الوقت سيقل الغضب ،رفعت رأسها اليه فوجدته يتأملها فارتبكت فقال لها بلطف :لماذا لا تكملي طعامك قبل أن يبرد ،اذا لم تحبيه سأطلب لك شئ اخر .
هزت رأسها نفيا وهي تجيبه : بالعكس الأكل لذيذ جدا ،انها أول مرة اتي هنا الي هذا المطعم ولكنه أعجبني
-سعيد أنه أعجبك سهيلة ،وسعيد أنك وافقتي علي البقاء معي .
أبتسمت بمجاملة فسألها باهتمام :ماذا تحبي أن تشربي ؟
-قهوة
نادي النادل ليطلب قهوة لهما ،أستمعت الي ثرثرته التي يبرع فيها ،كان يتنقل بين الموضوعات بسلاسة،عنده كم من الحكايات والمواقف لا ينضب ،لا تنكر أستمتعت بوقتها للغاية حتي أنها لم تشعر بمرور الوقت وفوجئت وهي تنظر الي ساعتها انها تقترب من التاسعة
-هل أخرتك اسف سهيلة
قالها وهو يشير للنادل ليأتي بالحساب ،فقالت له :الدعوة عندي أنا سيد نيشان هل نسيت .
زجرها بنظرة وهو يقول بخفوت غاضب :سهيلة ماذا تقولين ؟بالطبع لا ،اياك.
شعرت بالحرج :اذن نقتسم الحساب .
شعرت بالرغبة في الضحك وهي تراه ينظر اليها بغضب ،لم تراه أبدا غاضبا،ماان أنهي الحساب حتي تحركا سويا الي سيارتها وهي تشكره بخفوت
أوصلته بسلام الي بيته وسط ثرثرته المعتادة وشكره علي الوقت اللطيف الذي قضاه معها ،وهي أيضا شعرت أنها قضت وقت ممتع تعترف بهذا ،وماان وضعت رأسها علي وسادتها حتي غرقت في النوم مباشرة دون وصلة تأنيب الضمير التي تؤرقها كل ليلة .
شعرت بالذعر وهي تستمع الي صوت الباب وهو يفتح ،تبكي منذ عادت الي البيت ،تلوم نفسها أنها أستمعت لكلام أمجد وخرجت لمقابلته ،نظرت الي زوجها برعب وهو يتقدم نحوها وبداخلها أسئلة مخيفة تتردد هل راها محسن ؟هل حكي لزوجها ؟هل سيطلقها الان ؟هل سيفضحهها ؟ماذا ستقول لأمها واخوتها ؟
فزع أحمد من منظر عينيها المنتفخ فأقترب منها يسألها بخوف :نوران ماذا بك حبيبتي ؟هل حدث شئ ؟
تنفست الصعداء وهي تري لهفته اذن لم يقول له محسن شئ ربما بالفعل لم يراها كما أخبرها أمجد ،لو قال له بالتأكيد ماكان ليصمت ،ولكن راودها الشك ربما محسن لم يراه اليوم لذلك لم يخبره وسيخبره غدا ،دوامات من الخوف والقلق تبتلعها ،وبداخلها دعاء يتردد بداخلها بقوة يارب أسترني ،يارب لا تفضحني .
أجابته بخفوت بعد أن كرر سؤاله بذعر أكبر :ليس هناك شئ ياأحمد شعرت بالشوق الي والدي وتذكرته فقط .
نظر اليها بشك فهو يشعر أن هناك شئ اخر :هل ضايقك أحد بالكلام ؟هل تشاجرت مع صديقتك كنت معها اليوم .
هزت رأسها بالنفي وهي تقوم من مكانها :هيا سأحضر الطعام ،أنا بخير لا تقلق .
حاولت أن تتماسك حتي لا تثير شكوكه غسلت وجهها وجهزت الطعام وجلست تنتظره وهو لم يتأخر عليها ،جلس بهدوئه المعتاد يأكل وهو يقول لها :سلمت يداك حبيبتي .
سألته بحذر:كيف حال أصدقائك ،لم تحكي لي عنهم منذ مدة طويلة .
-تعرفين مشاغل الحياة لا نتقابل كثيرا ، يأتون عندي المحل بين وقت واخر نقضي الوقت سويا هناك ،محسن فقط هو من أراه بشكل يومي لأنه أستقر علي مساعدة والده في محله ،فيأتي الي كثيرا عندما لا يكون عنده ضغط عمل .
أبتلعت ريقها بمشقة وهي تسأله بارتجاف :وهل رأيته اليوم ؟
أجابها ببساطة وهو غافل عن توترها :نعم لقد كان عندي قبل أن أغلق ،قضي معي بعض الوقت ثم ساعدني في اغلاق المحل ،وأنصرفنا معا .
تنفست الصعداء وهو يحكي ،اذن لقد راه اليوم ومنذ قليل ،لو كان محسن راها لاخبره بكل تأكيد ،اذن فمحسن لم ينتبه لها ولم يراها اليوم ،أسرعت تكتب رسالة لأمجد تطمئنه فور أن قام زوجها ليغسل يده " الحمد لله تأكدت أنه لم يراني "ثم مسحت رسالتها وقامت تشعر بالانتعاش عازمة علي عدم تكرار خطئها ستكتفي فقط بالتواصل مع أمجد عن طريق الهاتف ولن تقابله مرة أخري .
البعض يسير نحو الهاوية معصوب العينين ،يرفض صرخات من حوله بالوقوف حتي لا يسقط ،يستشعر بلذة تعميه عن ماحوله غافلا عن رسائل التنبيه التي تأتيه راغبة في ايقاظه ،فيكمل طريقه ولا يشعر بنفسه الا وهو يسقط في الهاوية .
زفر أمجد براحة وهو يقرأ رسالة نوران فلقد كان يشعر بالقلق الشديد عليها ،أنتبه علي صوت والده يسأله : هل أتيت لتجلس مع هاتفك ياأمجد ؟منذ أتيت وانت مشغول به
أغلق أمجد هاتفه وهو يعتذر لوالده :صديقي كان لديه مشكلة كبيرة ياأبي كنت فقط أطمئن عليه .
نظر له والده بشك فهو يشعر أن اجابته غير صادقة ،يشعر أن هناك شئ بينه وبين زوجته ،فزهرة منذ أتت صامته ونظراتها نحو ابنه غريبة ،كانت زوجته تشاركه نفس الاحساس ولكنها لم تكتفي باحساسها فمالت علي ابنها تسأله بخفوت مستغلة أنشغال زهرة مع أولاد ابنتها باللعب :هل أنت متشاجر مع زوجتك ؟
هز رأسه نفيا فعادت تسأله :ولكن زوجتك بها شئ غريب ،هل أغضبتها ،هل عدت لسيرتك القديمة في علاقاتك مع النساء
أجابها بخفوت :لا تقلقي أمي ،نحن بخير
قالها وتطلع الي زوجته التي كانت تضحك مع أولاد شقيقته بمرح وهم منهمكين باللعب ،منذ متي لم يراها بهذا الانطلاق ،بل منذ متي لم تضحك ،أنه يشعر بها تتبدل ،تتقوقع علي ذاتها عندما يحضر ،لا تبادله الحديث الا في أضيق الحدود،تتهرب منه ومن أي قرب منه ،زفر بحرارة عازما علي أن يضع حد اليوم لهذا التباعد بينهم .
الانكار سلاح نستخدمه كثيرا عندما نريد أن نهرب من أخطاؤنا ،او عندما نريد أن نهرب من أخطاء أحبابنا في حقنا ،ولكنه سلاح قاتل يقتات منا ببطء حتي يوقظنا علي الحقيقة المرة بدون زيف فنواجه أنفسنا وقتها ويالها من مواجهة مريرة .
-أمجد سأنزل لأطمئن علي أبي وأمي وأجلس معهم قليلا تعرف صحتهم في الاونه الأخيرة لا تساعدهم علي صعود السلالم
ألم شعر به امجد وهو يراها تتهرب من مواجهة عينيه ،عادة غريبة أكتسبتها في الاونه الأخيرة عندما تتحدث معه لا تنظر أبدا في عينيه ،زفر بحرارة وهو يتحرك لينهض :ساتي معك .
-لا
تسمر وهي يسمعها تقولها بحرارة بسرعة وبدون تفكير ،شعرت بالحرج وهي تري نظرات عمها وزوجته المتعجبة المراقبة للموقف فأستدركت تحاول تلطيف الجو :بالتأكيد تريد الجلوس معهم هنا قليلا ،لم نأتي الا منذ وقت قصير،أنا لن أتأخر نصف ساعة فقط وأصعد اليك .
هز رأسه موافقا فتحركت سريعا للخارج وهي تلقي بتحية خافته،أما هو فكان عليه الان الخضوع لاستجواب والده الذي لم يتأخركثيرا
-أمجد هل هناك مشكله بينك وبين زوجتك ؟هل أغضبتها
هز رأسه نفيا وهو يرد علي والده :لا ياأبي أطمئن ليس هناك شئ ،انها فقط مشغولة البال برسالتها ليس أكثر .
قال له والده بتحذير :اياك أن تكون عدت لأحاديثك ولهوك مع النساء،تعلم أن زهرة لن تغفر لك أبدا لو عدت للهوك ،وأبيها سيطلقها منك وقتها بل و أنا من سيقف الي جواره حتي يطلقها منك .
زفر أمجد بضيق من حديث والده وقبل أن يرد عليه ،تطوعت والدته بالرد نيابة عنه :قال لك ليس هناك مشكله بينه وبين زوجته ،مافائدة هذا الكلام الان .
تطلع اليهم بضيق وهو ينهض من مكانه قائلا :أذكره حتي لا ينسي ،ويجب أيضا أن تذكريه أنت بدلا من دلالك هذا الذي لا يفيد،سأنزل لأجلس مع أخي قليلا .
تطلعت اليه زوجته بغيظ وهو ينصرف ثم مالت تربت علي كف ابنها الشارد جوراها : لا تضع ببالك شئ أنت تعرف أبيك .
هز رأسه بلا معني وهو يتابع أبناء شقيقته المنهمكين في اللعب متمنيا أن يأتي يوم يري فيه أطفاله هو ورزهرة .

رورو1600 14-04-20 01:09 PM

دائماً متميزين داااااااااااااائما

hollygogo 15-04-20 12:43 AM

[quote=رورو1600;14810726]دائماً متميزين داااااااااااااائما[

سلمت أسعدني مرورك

شوشو العالم 17-04-20 02:16 AM

امجد ونوران احقر من بعض يا ريت جزاء خيانتهم يكون كبير

hollygogo 18-04-20 11:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم (المشاركة 14815935)
امجد ونوران احقر من بعض يا ريت جزاء خيانتهم يكون كبير

صحيح ولكن للاسف شخصياتهم موجودة في مجتمعاتنا، أسعدتني متابعتك

hollygogo 20-04-20 02:44 AM

الفصل الثاني عشر
أوقفت احدي الممرضات تسألها عن أنس وأين تستطيع أن تجده
-أظنه موجود في كافيتريا الشركة لمحته يتوجه اليها بعد انهائه جراحته منذ قليل ،ثم سألتها بفضول :هل أنت زوجته ؟
أبتسمت وهي ترد عليها :لا ، يقول دائما انني ابنته .
ضحكت علي تعابير الممرضة المستنكرة ،لتردف :أنا شقيقته .ثم سألتها علي موقع الكافتيريا لتشكرها وتنصرف باحثة عن أنس الذي يتجاهل اتصالاتها غاضبا منها فقررت أن تأتي اليوم لتسترضيه وتبلغه بقرارها النهائي فلقد قررت الأخذ بنصيحة نيشان في اختيار مايريحها.
لمحته جالسا علي طاولة في الطرف بعيدا عن الزحام فدوما أنس كان يميل للهدوء ويكره الصخب ،مطت شفتيها بضيق وهي تلمحه جالسا مع شخص اخر فلقد كانت تتمني أن تجده بمفرده حتي تستطيع الحديث معه وانهاء هذا الموضوع الذي طال وتنتهي من نوبات الأرق التي أصبحت رفيقتها ،أقتربت منه ثم وقفت أمامه وهي تلقي التحية بخفوت فانتبه لها ليقوم من مكانه بفزع وهو يسألها بخوف :سهيلة ماذا حدث هل أنتي بخير ،هل حدث شئ ؟
أسرعت تجيبه ليطمئن :أنا بخير أنس لا تقلق ،أنت لا ترد علي هاتفك ففكرت أن أمر لأسلم عليك .
تنفس الصعداء وهو يدعوها للجلوس ولم ينسي أن يعاتبها بنظرة لائمة وكأنه يقول لها دون كلمات "تعرفين لماذا لا أرد عليك عندما تتصلين ،أنا غاضب ".
قالت له بحرج :لا أريد أن أعطلك أنس يبدو إنك مشغول ،سأمر عليك وقت آخر .
سحب لها كرسيا وهو يقول لها بلهجة آمرة :إجلسي سهيلة ،لست مشغول ،ثم أشار الي رفيقه وأردف :دكتورأحمد لقد تقابلتما من قبل يوم وصولي .
حيته بإيماءة من رأسها فهي بالفعل لم تتذكره أما هو فقد سألها بلهجة مهذبة :كيف حالك آنسة سهيلة ؟
تمتمت بخفوت :الحمد لله،ازداد حرجها خصوصا مع جلوس الرجل الذي يبدو عليه عدم نيته في القيام ،والذي واصل محاولته في فتح حوار مهذب فعاد يسألها باهتمام :في أي شركة تعملين آنسة سهيلة ،عرفت من أنس انك تقيمين هنا منذ ثلاث سنوات .
تمتمت باسم الشركة بخفوت وهي تتمني في داخلها أن يتركهم وينهض لتستطيع التحدث مع أنس ومصالحته ،ولكنه خيب آمالها وهو يكمل استطراده في الحوار قائلا :أعرف هذه الشركة رغم أنها صغيرة وحديثة الا إنها أثبتت نفسها في وقت قصير ،تعرفين هنا المجتمع صغير ونكاد نعرف كل شركة فيه
إبتسمت بمجاملة وهي تهز رأسها قائلة" بالفعل "تأكيداًعلي كلامه ثم نظرت الي أنس آملة أن يستئذن منه ويأخذها إلي مكان آخر للتحدث معه بحرية ولكن أنس خيب آمالها وهو يجلس باسترخاء ويشارك في الحديث بأريحية ،أنتبهت علي صوت زميل أنس يحدثها فنظرت له ففاجئها سؤاله :هل تأقلمت علي طبيعة المجتمع هنا إنه مختلف للغاية عن طبيعة مجتمعنا .
-بالطبع مختلف في أشياء كثيرة ولكنه متشابه أيضا في أشياء كثيرة ،والاختلاف دفعني لتعلم أشياء جديدة ربما لم أكن لأتعملها لو بقيت في بلدنا .
عاد يسألها باهتمام :كيف دفعك الاختلاف لتعلم أشياء جديدة ؟
-لم أفكر يوما أن أتعلم القيادة تعلم المواصلات في بلدنا كثيرة ومتنوعة ،ولكن هنا كان لابد من وجود سيارة خاصة بي لطبيعة البلد فتعلمت مجبرة في البداية ولكن الان لا اتخيل الاستغناء عن السيارة أبدا .
وافقها بإيماءة من رأسه وهو يقول :معك حق .
قطع حديثه هاتف أنس الذي كانت الممرضة تخبره أن المريضة قد أستفاقت فنهض سريعا وهو يخاطب سهيلة :يجب أن أذهب الآن سهيلة ،سأحدثك ونتفق علي موعد آخر .
هزت رأسها نفيا وهي تقول له :سأنتظرك أنس .
قاطعهم صوت دكتور أحمد :لا تشغل بالك أنس أنا عندي إستراحة طويلة سنتجاذب أنا وآنسة سهيلة أطراف الحديث حتي تنتهي من معاينتك .
شعرت سهيلة أنها تورطت فكل ماجاء ببالها أن تتننظر أنس هنا حتي ينتهي بمفردها ،تمنت أن يرفض أنس ولكنه فاجئها أن هز رأسه بهدوء وهي يقول لها لن أتاخر عليكي سهيلة .
وأنصرف تاركا إياها مع دكتور أحمد الذي ألتفت اليها وهو يسألها باهتمام :ماذا تحبين أن تشربي آنسة سهيلة ؟
-شكرا دكتور ليس هناك داعي .
-كيف هذا قالها باستنكار ثم سألها :هل تحبين القهوة ؟
هزت رأسها موافقة وهي ترد عليه :أحبها من غير سكر .
تألقت عيناه بنظرة غريبة وهو يشير للنادل الذي أتي مسرعا ليمليه طلبه ،ثم ألتفت اليها قائلا :أنا أيضا أحب القهوة من غير سكر ، توقغت ان تطلبيها سكر زائد ،أعرف النساء يحبون السكر والشيكولاته ،أليس كذلك ؟
هزت رأسها نفيا وهي تجيبه :لا أحب الحلويات ولا الشيكولاتة وجميع المشروبات أشربها من غير سكر ،كانت أمي مريضة سكروضغط ولقد أعتدت علي نمطها في الطعام من تقليل السكر والملح في حياتنا حتي أصبح نمط حياتي أنا الأخري .
كان ينظر اليها نظرة غريبة أدهشتها كانها كائن فضائي لا يوجد مثله علي هذه الارض ،نظرة ادهشتها واشعرتها بعدم الراحه رغم تهذيبه الشديد في الحديث .
أما هو فلقد كان يشعر بانبهاره بها أمرأة مختلفة عن نمط النساء في حياته والدته وشقيقته وزوجته السابقة التي كانت نسخة طبق الاصل من والداته وشقيقته فلقد كانت ابنة خالته ولها نفس الطباع ،عشق الفراغ ومشاهدة مسلسلات تركية طوال اليوم والحديث في الهاتف ساعات والنمنية والاتكال علي الغير وأكل كميات مهولة من الشيكولاته يوميا يكاد يجزم انه انهي مخزون الشيكولاته في حيهم في فترة زواجه البائسة التي كانت عبارة عن مجموعة من الاحباطات والمشاكل وعدم تفهم طليقته لطبيعة عمله وشخصيته ليجد أنه بعد عام كامل لا يستطيع أن يستكمل هذه الحياه فطلقها ، لتغضب منه والدته بشدة وتتهمه بأنه أفسد علاقتها بشقيقتها ،ويجد نفسه في دائرة شديدة من الضغط أن يعيدها لعصمته ، ففر بنفسه من اللوم والضغط الشديد إلي هنا ، ليقابل هذا النموذج الجالس أمامه وينبهر فهي عكس طليقته تعمل وتعتمد علي نفسها حتي أنها تقيم بمفردها منذ عدة سنوات ولا تحب الشيكولاته ،جذبت انتباهه منذ قابلها يوم وصول أنس حتي أنه فاتحه بالرغبة في التعرف عليها عن قرب فأخبره أنس أن ينتظر قليلا حتي تأتي زوجته ويرتب موعد ليتعارفا فيه دون أن تنتبه سهيلة ولكن اليوم جاءته فرصة عندما أتت لتقابل أنس وقد عزم أن يستغل هذه الفرصة علي أكمل وجه .
نظر اليها مبتسما وهو يسألها :لماذ أخذتي قرار السفر الي هنا ألم تجدي عمل مناسب في بلدنا ؟
-وجدت كنت أعمل في أحد الشركات وكان عمل جيد حتي جاءني هذا العرض فوجدت أنها فرصة جيدة رغبت في التجربة وزيادة خبراتي في الحياة .
-أنا أتيت هنا منذ عامين تقريبا وبعد فترة تأقلمت علي الحياة هنا ولا أفكر في العودة حاليا علي الاقل ،هل تفكرين في العودة قريبا ؟
هزت رأسها نفيا وهي ترد عليه :لالاأفكر في العودة حاليا ،خصوصا بعد مجئ أنس الي هنا لم تعد لي عائلة سوي أختي وزوجها واولادها فلماذا أعود .
تجاذبا أطراف الحديث كان حديثه لبقا مهذبا ،الا أنه كان يرمقها من حين لاخر بتلك النظره العجيبة التي لا تفهم معناها حتي سمعت صوت أنس يلقي التجية فتنفست الصعداء فلقد كانت تشعر أن هذه الجلسة جاثمة علي صدرها رغم تهذيبه الشديد .
جلس أنس بارهاق وهو يسألها باهتمام :هل تاخرت عليك سهيلة ؟
هزت رأسها نفيا وهي تسأله :تبدو مرهقا للغاية ياأنس هل كان ضغط العمل كثير عندك اليوم .
-ليس ضغط العمل ولكن تعرفين صعوبة تجهيز البيت وشراء كل شئ فيه ،كل يوم بعد العمل أذهب لشراء الاشياء ،انه شئ صعب للغاية .
ضحكت علي ملامحه المبتئسة :ليس أمر صعب ولكنك غير معتاد عليه فقط ،لماذا لم تتصل بي لأساعدك ؟
-أعرف أن عملك يـأخذ وقت طويل وتنتهين كل يوم متاخرة لم أرد أن أثقل عليك .
رمقته بنظرة معاتبة وهي تقول له بعتاب :لا يوجد اثقال ياانس ،اذا أنتهيت من عملك هيا بنا نستطيع أن نتسوق بعض الاشياء اليوم للبيت .
-لقد أنتهيت ،ومادمت عرضت مرافقتي ساستغلك في أن أنهي كل الاشياء اليوم .
-هيا بنا اذن حتي لا نتأخر مادمت أنهيت عملك .
نهضا وأستأذنا من دكتور أحمد لينصرفا سويا ،اما أحمد فلقد كان سعيد للغاية بهذه المقابة فهذه الساعه التي قضاها معها اثبتت له أنها عكس طليقته في أشياء كثيرة وهذا وحده كافي لترشيحها كزوجة له ،عزم أمره أن يحادث أنس غدا علي التقدم لها رسميا فلم تعد هناك فائده من التعارف فلقد أعجبته بشدة .
صمت تام خيم علي أنس سهيلة حتي أستقرا في سيارتها ،ألتفتت اليه سهيلة وهي تغمغم بخفوت :أنس أرجوك لا تغضب مني ولا تخاصمني هكذا مرة أخري ،تحدث معي عاتبني ولكن لا تصمت هكذا .
ظل علي صمته وهو يتطلع اليها بهدوء فزفرت بيأس كان هذا أسلوب أنس معها دائما في طفولتها ومراهقتها عندما تفعل شئ خاطئ يخاصمها فقط ،وكان هذا الأمر يؤلمها بشدة فتتراجع فورا عن خطأها حتي يعود ويكلمها مرة أخري ،ولكن مالا يدركه أنس أنها كبرت ولم تعد تلك الصبية التي تعتذر وتتراجع عن مانوت فعله حتي لا يغضب ،لقد أتت اليوم لتبلغه بقرارها النهائي أنها لن تنتقل للعيش معهم بل وستطلب منه أيضا أن يقنع سمر بقرارها ويدعمها .
واصلت حديثها :أنس تعلم مكانتك عندي ، أنت وسمر كل حياتي وعائلتي ،لا أريد اغضابكم ،ليس من المعقول بعد فراق ثلاث سنوات كاملة أن تخاصمني هكذا ،تحدث معي أرجوك .
ظل علي صمته بنفس النظرة الجامدة فتنهدت بيأس ثم نظرت اليه برجاء :أنس أعلم أنك غاضب وانك وسمر كنتما تتوقعان ان اعيش معكم ،ولكن أرجوك حاول أن تفهمني منذ ثلاث سنوات وانا أعيش بمفردي تعودت علي نمط حياة معين صعب أن أغيره،أعتدت علي الوحدة وأقلمت نفسي عليها ،أرجوك أنس تفهم أسبابي ،كنت دوما
أكثر من يفهمني في هذه الحياة .
تطلع اليها بهدوء قبل أن يقول لها بنبرة عاتبة :هل تدركين مدي قلقي عليك في الثلاث سنوات الماضية واصرارك الغريب علي عدم نزول اجازة ،كنت أموت قلقاً عليك كل ليلة و أدعو الله أن يحفظك كل ليلة ،سعدت عندما أتت لي فرصة بنفس البلد التي أنت بها ورفضت عرض اخر براتب أعلي في بلد آخرفقط لاكون أنا وسمر بجوارك ،لتأتي الان وترفضي بكل اصرار لا أفهمه أن تستقلي كما كنت بحياتك وكاننا غير موجودين ،هل تقصينا من حياتك سهيلة ؟
هزت رأسها بعنف وكلماته تلسعها بسياط الذنب لتقول بنبرة باكية :صدقني مرت علي هذه السنوات كأصعب مايكون ،كنت أفتقدكم في كل لحظة تمر علي ،ولكني لم أستطع النزول ،كنت أشعر اني عبء عليكم ،لمحت الاستنكار علي وجهه من عبارتها فنظرت اليه برجاء :أنس أرجوك افهمني أنا أعلم تماما وموقنة انك لم تضايق أنت ولا سمر من وجودي ومسئوليتي ولكنه شعور داخلي عندي لا أستطيع الهروب منه ،شعور اني عبء منذ وفاة والدي وأخي عليك ،أنت من رعيتني في هذه الفترة اهتممت بكل أموري ،كنت من تذهب الي المدرسة في اجتماعات أولياء الامور ،كنت من يرفه عني اذا شعرت بالضيق ،أعلم انك تفعلها وانت سعيد بل كنت تخبرني دوما انني ابنتك التي لم تلدها ولكن رغم ذلك كنت دوما أشعر اني عبء ثقيل علي أكتافك ،انه لم يكن دورك بل كان دور أمي التي أنهارت ،عندما أتيت الي هنا شعرت اني انسانه مختلفة ،أستطيع ان اتحمل مسئولية نفسي ،أعمل أستطيع فعل ماأريد وليس مجرد انسانة بائسة،لا تغضب من كلامي أرجوك افهمني كما كنت تفعل دوما .
نظر اليها وقد بدا متاثرا من حديثها الذي تقوله للمرة الاولي أمامه :لم تكوني أبدا عبء سهيلة اياك أن تفكري هكذا ،كنت ومازلت ابنتي التي لم ألدها وماأفعله معك أكون سعيد به للغاية ثم نظر اليها متسائلا :أخبريني مالشئ الذي يريحك وسأفعله عن طيب خاطر ؟
أبتسمت له بامتنان فدوما كان أنس متفهم ومراعي لها، فغمغمت بصوت خافت :أن تقنع سمر انني سأمكث في شقتي.
مط شفتيه وهو يقول لها :صدقيني أنا نفسي غير مقتنع ولكن اذا كان هذا سيريحك سأفعله ولكن لي شرط واحد.
-ماهو أنس أطلب أي شئ أنا موافقه .
-أن تقضي أيام الاجازات معنا كاملة في بيتنا اقامة كاملة .
هتفت بحماس :موافقة أنس ،متي ستخبر سمر .
أبتسم لها بحنان وهو يري حماسها :ليلا عندما أعود إالي السكن سأحدثها لا تقلقي .
-أنت أفضل شقيق في العالم هل أخبرتك بذلك ؟
-أخبرتك من قبل انك ابنتي لماذا لا تصدقين .
أنفجرت ضاحكه وهي تشغل سيارتها :عندما كنت أسال عن مكانك سالتني احدي الممرضات ماذا أقرب لك أخبرتها انني ابنتك نظرت الي وكانها تنظر الي احد المجانين ،ماذا تريد أن تشتري دكتور أنس حتي نذهب الي المكان المناسب
أخبرها بما يريد فاتجهت الي مكان مشهور ببيع مايريد شرائه ، شعرت براحة شديدة انها ابلغت أنس قرارها وراحة أكبر أنه تفهمها ،أبتسمت بعبث وهي تشكر نيشان في أعماقها علي نصيحته "رغم غرابة أطواره الا أن نصائحه جيدة "قالتها في أعماقها وهي تشعر بحماس شديد لقرب قدوم شقيقتها .
القلق لا يتركها منذ أمس، رغم عدم تغير معاملة احمد معها ،ومعرفتها أنه قابل محسن الا أن نيران الشك تلهبها ،تريد أن تتأكد وتنهي هذا الشك في أعماقها عزمت علي النزول الي أحمد في محله علها تقابل محسن فهي تعلم بتردده علي أحمد في دكانه كثيرا ،بالتأكيد إذا نظرت في وجهه ستعلم من رد فعله هل راها ام لا بالامس ،نهضت تتجهز عازمه علي انهاء هذا الامر حتي تشعر بالاطمئنان ،رن هاتفها برقم أمجد ولكنها تجاهلته في سابقة تحدث لاول مرة فلقد كانت دوما تسرع في الرد عليه ،غمغمت بخفوت :ليس الان أمجد لن أستطيع محادثتك حتي أطمئن ويكون بالئ رائق وانا أحادثك لأستمتع بمكالمتك .
هناك من يأخذ الرسائل ويستقبلها بفهم ويستشعر قيمتها انها جاءت تنقذه قبل الزلل ،وهناك من لا يعتبر فتأخذه العزة بالاثم ويكمل في نفس طريقه غير آبه منتشيا بخطأه مستمتعا بما تجني يداه.
أبتسمت وهي تدخل الي محل أحمد الذي كان منهمك علي العمل في أحد الدوائر الكهربية المعقدة ،كان زوجها بارع بحق تعترف بذلك نجح في وقت قياسي أن يجتذب عدد كبير من الزبائن ببراعته ولتعترف بأدبه وذوقه الجم أيضا في التعامل مع زبائنه .
"مساء الخير أحمد " قالتها بخفوت
رفع نظره اليها وابتسم في وجهها :نورا ماهذه المفاجئة الجميلة ،أنرتي المحل ،تعالي حبيبتي ،لماذا لم تخبريني انك آتية .
-شعرت بالملل ففكرت أن آاتي لأقضي بعض الوقت معك هنا
-أبتسم ببشاشة وهي يشير الي كرسي أمامه :تفضلي حبيبتي أجلسي مفاجئتك جميلة مثلك ،لم تأتي هنا منذ وقت طويل .
أبتسمت وهي تتطلع الي المحل الذي أضاف عليه أحمد بعض التعديلات وبعض البضائع للبيع ولم يكتف فقط بالصيانة :لقد تغير المحل عن اخر مرة كنت فيها كثيرا ياأحمد .
نظرت في أحد الأركان لتجد بعض البضائع موضوعه بغير نظام فانتبه أحمد لنظراتها ليخبرها ببساطة :أتت منذ قليل ولم أجد الوقت الكافي لوضعها في أماكن العرض
قامت بحماسة تسأله أين سيضعها وماان أشار الي مكان عرضها حتي قالت له بحماس :سأرصها أنا لك
-سلمت يديك حبيبتي ،لا أريد أن أتعبك .
-ليس هناك تعب ،أكمل أنت ماتفعله لا تشغل بالك بي .
أنهمكت في العمل ولم تشعر بمرور الوقت حتي تفاجئت بصوت أمرأة مائع للغاية وهي تلقي التحية بصوت مغناج للغاية ،ألتفتت اليها باستنكار لتجد أمرأة أقل مايقال عنها أنها فاتنة تقترب من زوجها بميوعه وهي تسأله عن حاله
أشتعلت عينيها وهي تلمح أقترابها من زوجها الذي ألقي عليها نظرة عابرة ثم عاد لما يفعله وهو يسألها بضيق أستشفته نوران بسهولة فهي الاعلم بطبيعة زوجها :خيرا ياآنسة ،ماذا عطل عندك هذه المرة ؟
أرتفع حاجبا نوران بدهشة من الواضح أن هذه المائعة تأتي هنا كثيرا عند زوجها متحججة بالصيانة .
دق قلبها بعنف وهي تلمح محسن يدلف الي المحل ،شعرت بأنفاسها تتلاحق وهي تشعر بالخوف من مواجهته ،ألقي محسن التحية بمرح وهو يقترب من أحمد ثم مال علي فاتن يسألها :كيف حالك آنسة فاتن أنرتي المحل .
مطت فاتن شفتيها بدلال وهي تنظر الي أحمد قائلة :يبدو انه رأيك واحد يامحسن
شعرت نوران بغيظ شديد من تلك المائعه وأساليبها المكشوفة ،ونظرت الي زوجها الذي كان يتجاهل تماماً لما حوله ومنهمك في عمله ،ازدردت لعابها وهي تشجع نفسها لتقترب من محسن وتقول له بخفوت :كيف حالك أستاذ محسن .
نظرت اليه بانتباه لترصد ردة فعله ولكنها لم تجد الا ابتسامه ودود قبل أن يخفض عينيه باحترام :الحمد لله .كيف حالك أنتي اعذريني لم أنتبه لوجودك .
تنفست الصعداء ،شعرت براحة واطمئنان تغمرها ،رد فعله طبيعي للغاية مثلما يراها في كل مرة ،لم تجد في عينيه نظرة احتقار او أستنكار ،الحمد لله لم يراها ،حمدت الله وشكرته علي ستره .
ألتفتت الي تلك الفاتن التي كانت تتطلع باهتمام اليها وهي تحادث محسن :ألن تعرفني يامحسن .
جاءها الرد من أحمد :إنها زوجتي .
ثم أشار الي نوران وهو يقرب كرسي منه لتجلس عليه قائلا :سلمت يديك حبيبتي أتعبتي نفسك ،ولكن للحق ترتيبك للاشياء أفضل كثيرا مني لا حرمني الله منك .
شعر محسن بالحرج من وجوده وأراد أن يترك أحمد مع زوجته التي نادرا ماتأتي الي هنا ،فلوح الي أحمد بيديه وهو يقول له :عندي عمل كثير سأذهب الي الحاج .
أومأ أحمد له ثم ألتفت الي الجالسة أمامه :تستطيعين أن تتركي الجهاز هنا ،أخبريني مالعيب به وغدا إن شاء الله في نفس الوقت تعالي لاستلامه .
-كنت أرغب في استلامه اليوم ،تعرف الهاتف لا غني عنه .
قبل أن يجيبها أحمد ردت عليها نوران ببرود :للأسف أحمد غير متفرغ اليوم ،سيغلق المحل وسنذهب للتنزه وتناول الغذاء سويا ،اذا كنتي متعجلة بامكانك الذهاب لاحد اخر يصلحه له .
نظر أحمد الي زوجته بدهشة من ردها الجاف الذي دفع وجنتي فاتن الي الاحمرار غيظا لتنهض بعدها وهي تمد الهاتف الي أحمد وهي تخبره بالعيب ثم تطلعت الي نوران وهي تقول لها بصوتها المائع :أنا لا أثق الا بأحمد أن يديه تلف في حرير .
وأنصرفت تتمايل بدلال مبالغ فيه أشتاطت له نوران غيظا فألتفتت الي زوجها هاتفه :من هذه المائعة ؟من أين تعرفها ؟ولماذا تناديك باسمك مجردا ؟أجبني
-مجرد زبونة فقط يانوران أنا حتي لا أعرف اسمها
ثم نظر اليها وشاكسها :هل تغارين ؟
رفعت رأسها بغرور وهي تقول بأنفة :أغار من من ،من هذه ؟
أنفجر أحمد بالضحك علي تعبيراتها ثم فوجئت به يقوم من مكانه ويجذبها اليه قائلا :هيا بنا لنتناول الغذاء ،مارأيك في أكلة سمك أعرف انك تعشقينه
-أبتسمت بدلال وهي تسأله :وعملك أخبرتني أن لديك عمل كثير .
نظر اليها بخبث وهو يسألها :ألم تقولي أننا ذاهبين للنزهة وتناول الغذاء سويا .
ضحك علي تعابيرها المغتاظة :أخبرتها حتي تنصرف ،ولكن لا بأس من بعض الدلال فعلي كل الاحوال لم أعد طعام اليوم .
-تدللي كما تشائين حبيبتي
شبكا أيديهما وهما ينصرفان سويا تحت نظرات فاتن الحاقدة التي كانت تقف مع محسن فسألته :يبدو انه يحبها كثيرا
-انها انسانه خلوقة ومحترمه لم نري منها الا كل خير ويالتاكيد زوجها يحبها مادام تزوجها
نظرت اليه باستهانة كادت أن تخبره أن الرجال يتزوجون لأسباب أخري غير الحب ،ولكنها اثرت الصمت وعيونها الحاقدة تتابع انصراف أحمد وزوجته .

hollygogo 20-04-20 05:51 AM

كل عام وكل قراء منتدي روايتي بخير
سأتوقف عن النشر في شهر رمضان وسأكمل بعد انتهائه ان شالله

Mini-2012 20-04-20 01:48 PM

رمضانك مبارك
وكل عام وأنتم بخير

🤩🤩🤩🤩 🤩🤩🤩 🤩🤩 🤩

hollygogo 21-04-20 06:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mini-2012 (المشاركة 14823147)
رمضانك مبارك
وكل عام وأنتم بخير

🤩🤩🤩🤩 🤩🤩🤩 🤩🤩 🤩

:eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7):

hollygogo 01-06-20 12:23 AM

الفصل الثالث عشر

جالسة في مكتب مديرها يراجع معها بعض الأمور المتعلقة بالعمل ويملي عليها بعض الأشياء المطلوبة التي يحتاج اليها قبل موعد الانصراف ،هزت رأسها بارهاق فهذا الرجل لا يهدأ راسه ملئ بالأفكار ،وطاقته لا تنضب أبدا ،زفرت بضيق وهي تتطلع الي المهام التي كلفها بها والي الوقت المتبقي قبل الانصراف لتجد انها لن تستطيع أبدا اكمالها ،لاحظ ضيقها الظاهر علي وجهها فرفع حاجبه يسألها باستفزاز :ماذا هناك سهيلة ؟هل ترين أن مديرك ظالم يثقل كاهلك بأعباء كثيرة .
هزت رأسها حرجا وهي ترد عليه :كلا سيدي ،ولكن أخشي أن لا أستطيع انهاء ماطلبته قبل موعد الانصراف.
تطلع اليها لحظات قبل أن يقول لها بهدوء :ولماذا تعتقدين أني طلبت كل هذه التقارير ولم يتبقي علي موعد الانصراف الا ساعتين وأنا أعلم بالطبع انك لن تستطعين انهائها أبدا بهذا الوقت ؟
تطلعت اليه بحيرة وهي تنتظر استطراده في الحديث الذي لم يتأخر :يوما ما ياسهيلة ستكونين مكاني هنا مديرة لهذا القسم والمدير الجيد يجب أن يعلم كيف و متي يقوم بمهمة لن يستطيع غيره انجازها ، ومتي يفوض غيره في القيام بمهام ليخفف عن كاهله الأعباء ويعلم غيره من مرؤسيه ويصقل خبراتهم .
قام من مكانه وأقترب منها ثم أستند علي حافة مكتبه مردفا :مثلا مالمهمة الأولي عندك
أخبرته بصوت خافت وهي تتابع حديثه باهتمام فعاد يسألها :من من زملائك يستطيع القيام بها ؟
ظهر التفكير علي وجهها وهي تخبره بثقة :محمد ،أظنه أفضل من يستطيع القيام بها .
رفع سبابته مشيرا اليها :اجابة صحيحة ،تعلمي التفويض سهيلة ،أنا طلبت أربع تقارير منك ولكن واحد منهم لن يستطيع غيرك القيام به ماهو ؟
ظهر التفكير علي وجهها ثم أجابته بثقة ،ليشير لها بابهامه قائلا : اجابة صحيحة ،ستكونين يوما مديرة رائعه أنا أثق في هذا .
أبتسمت له ابتسامة مشرقه وهي تقوم من مكانها قائله :شكرا لك علي الدرس سيد نيهان .
انحني بطريقة مسرحية دفعتها للضحك :ُأنتي علي الرحب والسعه آنسة سهيلة .
-هل تريد شئ اخر سيدي ؟
-نعم سهيلة وقبل أن يكمل جاءه اشعار علي هاتفه فنظر لهاتفه باهتمام وهو يقول لها دقيقة سهيلة انتظري .
أومأت موافقة وهي تعاود الجلوس بهدوء قبل أن تقوم مفزوعة علي صوت صرخته العالية التي أجفلتها بشده ثم تطلعت اليه بذهول وهو يتقافز في المكتب مبتهجا فغرت فاهها وهي تشاهده يرقص أحد الرقصات الغربية الشهيرة وهو يدندن بلحن مبتسما بسعادة غامرة ،ألتفت اليها وهو يسألها مستنكرا :لما تنظرين الي هكذا كأنك تطلعين الي مجنون؟
نظرت اليه والذهول لم يفارقها بعد وهي تتمتم بخفوت :كأني أتطلع الي مجنون ،نعم هذا التشبيه الامثل لما اراه الان أمامي .
تبرم وهو يسألها :ماذا تقولين لم أفهم ماقلتيه أعيدي كلامك بهدوء حتي أستطيع الفهم ،لا أفهم العربية عندما تتحدثين بسرعه هكذا .
أبتسمت وهي تحمد الله أنه لم يفهم كلامها :ليس هناك شئ سيد نيهان فقط كنت ،أرتبكت وهي لا تعرف كيف تكمل جملتها وتفسر له .
قطب حاجبيه وهو ينظر اليها :بالطبع كنت تتسائلين لماذا أتقافز هكذا وربما تستنكرين أن يتقافز مديرك هكذا أمامك في العمل .
حاولت كتم أبتسامتها وهي ترد عليه :لا سيدي هذا الأمر يرجع اليك ليس من شأني التدخل أو الاستنكار.
نظر اليها حانقا وهو يري ملامحها التي تقاوم الضحك بصعوبه قبل أن يقول لها :أنا سعيد للغاية وعندما أكون سعيد أحب التعبير عن سعادتي ثم مال عليها ليسألها :ألن تسـأليني عن سبب سعادتي ؟
هزت رأسها نفيا وهي ترد عليه:أدام الله سعادتك سيد نيهان ،هذا الأمر يعود اليك أنا لا أحب التطفل علي شئون غيري .
أبتسم بخبث وهو يخبرها :ولكنه أمر متعلق بالعمل ،بل وأمر يهمك كثيرا سهيلة ،وأظنك ستسعدين مثلي فلقد عملتي بجهد فيه .
تطلعت اليه بانتباه وقد نجح بجذب انتباهها واثارة فضولها الانثوي فسألته بلهفه :هل هو أمر متعلق بنسبة المبيعات هل تخطينا النسبة المستهدفة .
هز رأسه نفيا وهو يرفع حاجبه ناظرا اليها بلؤم وهو يري لهفتها علي معرفة السبب وحيرتها وهي لا تستطيع التخمين ،شاغبها قائلا :أين ذهنك المتوقد سهيلة لا أتخيل انك للان لم تعرفي السبب .
تطلعت اليه بحيرة وهي تهز كتفها :لا أعرف حقيقة سيد نيهان ثم سألته بلهفة :أخبرني مالأمر الذي أبهجك هكذا
-لقد وافقوا علي فتح فرع للشركة في تركيا .
قالها ببهجة وهو يعاود القفز بسعادة
لم تكتم ضحتها هذه المرة وهي تطلع اليه والي سعادته ،هذا الرجل مبهج تعترف ،ولقد أنتقلت اليها عدوي بهجته فهنئته :مبارك لك سيد نيشان ،لقد أسعدني الخبر كثيرا .
أبتسم وهو يعود الي الكرسي يجلس عليه والبهجة تعلو ملامحه :وأنا أيضا أسعدني الخبر كثيرا ،ثم أستعاد جديته وهو يردف :هناك أجتماع مع مجلس الادارة الخميس القادم لمناقشة بعض التفاصيل الخاصة بالمشروع أمامنا ثلاثة أيام فقط ،يوجد أمامنا عمل كثير للغاية ،أريدك بكامل تركيزك سهيلة .
هزت رأسها بحماس وهي تستمتع الي ملاحظاته وتدون بعض الامور التي يطلبها باهتمام .
-بامكانك أن تبدأي العمل عليها غدا أنهي أولا ماطلبته سابقا .
هزت رأسها وهي تستأذنه لتنصرف فأمامها عمل كثير للغاية ،أما هو فأسرع يحادث صديقيه زافا اليهم أخباره السعيدة .
-لا أعرف لماذا ترفضين نوران ؟أنا أراه أسلم حل حتي نتقابل دون خوف أو قلق خصوصا مع اصرارك علي عدم مقابلتي مرة أخري في مطعم،صدقيني لن تتكرر هذه الصدفة مرة أخري لا تقلقي ،سنتختار مطعم اخر بعيد .
ردت عليه مستنكرة :ماذا تقول ياامجد ،أنا أحمد الله في كل وقت أن المرة الفائته لم ينتبه الينا محسن كانت لتكون كارثه وانا لن أضع نفسي في هذا القلق والخوف مرة أخري فلنكتفي بمكالمتنا اليومية .
-أنا لم تعد تكفيني هذه المكالمات نوران ،بعد أن رأيتك وجلست معك ،أحتاج أن أراك ،أتحدث معك وجها لوجه آخذ رايك في بعض الامور ،احتاج ان اراك نوران اما ان نتقابل في أحد المطاعم ونختار مكان بعيد عن مكان سكنك واما أن نتقابل في شقة جدتي الفارغة .
هتفت به بحدة مستنكرة عودته الي الحديث بهذا الموضوع بعد أن رفضته بشدة :هل جننت أمجد هل تعي ماتقول هل تراني من هذا النوع من النساء ؟لقد أخبرتك من قبل أن لا تعود لهذا الحديث مرة أخري والا سأقطع علاقتي بك نهائيا .
زفر بملل وهو يحاول مرة أخري :كنت أظنك تثقين بي أكثر من هذا ،أنا لم أكن لأقترح مثل هذا الاقتراح لولا ماحدث اخر مرة ورفضك الشديد لمقابلتي مرة أخري في مكان مفتوح ،فلم أجد الا هذا الاقتراح أن نتقابل في مكان مغلق حتي لا يراك أحد ،ألا تثقين بي يانوران ؟
-بالطبع أثق بك ياأمجد ،وأثق بنفسي أيضا ،ولكن .....
قاطعها بلهفة :مادمت تثقين بي لماذا ترفضين اذن ؟
-أثق بك وبنفسي أمجد ولكن لا أثق في من حولي وتفكيرهم،ماذا سيظن الناس بي وأنا أذهب الي شقة رجل اخر غير زوجي هل تتخيل بما يمكن ان يتهموني به ؟هل تتخيل نظرة جيرانك لي وهم يروني أصعد لشقة بها رجل لا تجمعني به أي صلة و ....
تذمر وهو يقاطعها :ماذا تقولين أنت صديقتي ومستشارتي التي أثق بها للغاية بالتاكيد بيننا الكثير من الصلات ،أشتاق الي الجلوس والحديث معك نوران بغيابك أشعر أن حياتي بها خلل لماذا لا تشعرين بي ؟
-ردت بخفوت :أشعر بك للغاية أمجد فأنا أيضا أفتقد كلامنا ولقائتنا ولكن لا أستطيع صدقني .
-بامكاننا أن نتخذ كافه احتياطاتنا ونحن ذاهبين حتي تكوني مطمئنة نوران ،عديني أنك ستفكرين ؟
-أومات برأسها مستسلمة وهي ترد عليه بخفوت :أعدك أنني سأفكر ولكن لن أستطيع أن أعدك بالموافقة.
أبتسم وهو يرد عليها :مادمت ستفكرين لن أهون عليك وبالتاكيد لن تحرميني من مقابلتك التي تبهج روحي وعقلي وتلون أيامي بسعادة غامرة .
أبتسمت بحالمية مع كلماته وثناءه التي أصبحت تدمنه في الاونه الاخيرة ،انه بارع بالكلام تعترف بهذا يشعرها انها الأنثي الأجمل والأعقل التي قابلها علي مدار حياته وهذا يعزز غرورها الانثوي بشده الذي يتلهف لمثل هذا الثناء باستمرار ،خصوصا مع استعماله لكلمات لم تسمعها في حياتها من قبل كلمات غير تقليدية تصف جمالها ورجاحه عقلها عكس كلمات أمجد التقليدية المعدوده التي يستخدمها للتعبير عن عواطفه ،تنحنحت وهي تحاول أستجماع نفسها من أفكارها لتعاود الحديث معه سائلة :كيف حال زوجتك هل تحدثت معها لتعرف سبب تهربها منك ؟
زفر بألم وهو يرفع عينيه الي نافذة منزله ليجدها تغرق في ظلام دامس كالاونه الاخيرة ،فلقد تفننت زهرة بالهروب منه في الفترة الاخيرة دائما يجدها نائمة عنما يعود ابتسم بمرارة وهو يتهكم في داخله علي الحال الي وصل اليه مع زهرة ’ بل تحاول التظاهر بالنوم اذا شئنا الدقة ياغبي ’،وكأن سيرة زهرة قد أفقدته الرغبة بالحديث مع نوران فلقد ودعها وهو يخبرها انه مضطر الان للاغلاق بسبب أمر طارئ ،رفع نظره مرة أخري الي النافذة قبل أن يخرح من سيارته بتثاقل ليتجه الي شقته غير مدرك لنظرات زهرة التي تتابعه من النافذة منذ أن ركن سيارته أمام المنزل منذ مايزيد عن الساعه محتمية بظلام الحجرة التي أخفي وجودهاعنه ،أبتسمت بمرارة وهي تشاهد تثاقله وهو يعبر الشارع ليتجه الي البيت ،دوامات تغرقها في الاونة الأخيرة ،باتت تخشي علي عقلها وسلامته لا تدري حقا مابها تشعر بالخواء يبتلعها ،أضحت كل الأمور ثقيلة علي نفسها حتي دراستها التي كانت دوما متحمسة لها تشعر بها ثقيلة حتي أنها فكرت أن تؤجل هذا الترم حتي تستجمع نفسها ،تعترف ان احساس الخوف أصبح ملازما لها في الآونة الأخيرة وأفكار جنونية تعشش في عقلها ،أفكار تدرك أنها خاطئة وغير صحيحة ولكن رغم ذلك تستجيب لها ويميل كيانها لتصديقها ،سمعت أمجد وهو يفتح الباب فأسرعت تندس تحت أغطية السرير وقلبها يدق بسرعة ،أنكمشت بخوف وهي تسمع صوت خطواته يقترب منها ،أقترب من السرير وهو يحادثها :زهرة أعرف أنك مستيقظة ،كفي عن الهروب مني ،أعتدلي وحدثيني ماذا بك ؟لقد سأمت هروبك هذا ،أخبريني ماذا يحدث معك ؟
أنكمشت علي نفسها وهي تسمع حديثه وخوفها يزداد ،وأفكارها تزداد جنونا مع نبرة صوته ،ألتزمت الصمت توهمه أنها نائمة بالفعل ،ازداد أنكماشها وهو تسمع صوته الذي علي وهو يخاطبها :كفي عن الهرب زهرة أنا أعرف أنك مستيقظة ،اذا كنت فعلت شئ أغضبك دون أن أشعر أنا آسف حبيبتي ،فقط انهضي وأخبريني ماذا أغضبك وأنا أعدك اني لن أكرره مرة أخري ،هيا زهرة مارأيك أن نذهب الي العشاء في مطعمك المفضل ؟
ظلت علي صمتها وتهربها وادعاء النوم مما دفع أعصابه للانفلات فصرخ بها مهتاجا :لقد سأمت من أسلوبك هذا ،أسبوع كامل لا أدري مابك تتهربين مني كأنك طفلة صغيرة ،كفي عن دلالك هذا .
أنكمشت أكثر مع صراخه قبل أن تتنفس الصعداء عندما سمعت صوت الباب وهو يصفق بقوة ،تنهدت براحة وهي تسمع صوت محرك سيارته يدور ،أغمضت عيناها وجسدها يسترخي في السرير بعد تشنجه السابق وهو بجانبها ،أنهمرت دموعها وهي عاجزة عن التعامل مع أفكارها ومشاعرها التي تغرقها والتي لا تستطيع مشاركتها مع أحد .
براكين من الغضب تموج في أعماقه ،يشعر باليأس لأول مرة لا يعرف كيف يتصرف مع زهرة ،لم يكن الهروب أبدا من طبعها كانت دوما اذا أخطا في حقها تقف وتواجهه ولا تعود للحديث معه الا بعد أن يعتذر،زفر بمرارة وهو لا يدري كيف يتصرف يبدو أنه لا بد أن يطلب من أحد التدخل رغم كرهه لذلك ،سوف يتحدث مع والداته فهي الوحيدة التي يمكنه أن يطلب تدخلها والتحدث مع زهرة ،ركن سيارته أمام المقهي الذي يجتمع فيه أصدقاؤه عازما أن يعطي نفسه مهلة ليومين يحاول فيها الحديث مع زهرة أولا واذا لم ينجح فليحادث والداته لتتدخل ،لمح أصدقاؤه يشيرون اليه فاتجه اليهم متنميا أن يشغله الجلوس مع أصدقائه عن مشكلته مع زهرة التي تؤرق مضجعه في الآونة الأخيرة .
-خالتي خالتي كيف حالك ؟
تطلعت والدة أحمد بحيرة الي الشابة الفاتنة التي أستوقفتها وهي عائدة من مشوار السوق اليومي الذي تصر علي الذهاب اليه يوميا بنفسها :أنا بخير ياابنتي هل تعرفيني ،أنها أول مرة أراك ولكنك تبدين مألوفة لي بشكل كبير .
أبتسمت لها فاتن ببشاشة وهي ترد عليها :أنا أول مرة أراك ولكن أحببتك كثيرا من كلام خالتي عنك ،خالتي ثريا جارتك بنفس الشارع .
أبتسمت والدة أحمد ببشاشة وقد عرفت لما بدت لها مألوفة بهذا الشكل فهي تشبه خالتها بشكل كبير :كيف حال ثريا ،لم أرها منذ مده طويلة ،الحياة تلهي ياابنتي .
-بخير ولكن حركتها أصبحت صعبة في الآونه الأخيرة بعد الجراحة الأخيرة ،لذلك أقيم معها هذه الفترة لأراعيها .
-بارك الله فيك ياابنتي ،المسكينة بعد سفر أولادها كلهم للخارج لم تعد تهتم بنفسها ،ان شالله سأمر عليها لأزورها بالمساء فهي عشرة عمر.
أبتسمت وهي تقول بحماس :تنيرين البيت خالتي ،ستفرح خالتي كثيرا بزيارتك ،دائما ماتتحدث عنك وعن عشرتك الطيبة ،ثم أسرعت للحقائب التي تحملها والدة أحمد تأخذها منها فحاولت منعها ولكنها أصرت بشدة علي أن تحملها وتوصلها الي البيت .
-أتعبتك كثيرا ياابنتي كانت الحقائب ثقيلة عليكي
أبتسمت فاتن وهي تضع الحقائب بجوار الباب :لا أبدا خالتي ،أنا سعدت كثيرا بالتعرف عليك واذا أحتجتي أي شئ أخبريني ،سأنصرف الآن ....
قاطعتها والدة أحمد مستنكرة :تنصرفي الي أين ،تعالي تفضلي أرتاحي قليلا ونشرب كوب شاي سويا .
تصنعت فاتن الخجل وهي تعتذر فجذبتها والدة أحمد الي الشقة مصرة علي أن تدخل،أبتسمت فاتن بانتصار وهي تخطو داخل الشقة وهي تشعر أنها أقتربت خطوة من أحمد بتعرفها علي والداته ،عازمة علي توطيد علاقتها أكثر مع والداته التي أستقبلتها بطيبة ومودة .

Mini-2012 01-06-20 04:36 PM

شكراااااااااااا لجهودك

Mini-2012 01-06-20 04:38 PM

بالتوفيق والتألق الدائم 🌸🌸

hollygogo 03-06-20 11:12 PM

[QUOTE=Mini-2012;14897982]بالتوفيق والتألق الدائم 🌸🌸[/QUOTEتسلمي يارب

hollygogo 08-06-20 01:13 AM

الفصل الرابع عشر
توأم الروح، شريك الدرب ،النصف الثاني
يهفو اليها قلب الانسان وهو يختار شريكه آملا أن يكون له شريكا وتوأما وداعما مدي الحياة ،يتطلع بأمل الي حياة يملؤها التفاهم والحب والدعم من جانب نصفه الآخر ،يرسم الآمال ويسطرها بكل تفاؤل لحياه مثالية خالية من الهموم والمشاكل ،ولكن كوننا بشر قد نخطأ في اختيارنا لهذا الشريك أو يكون الخطأ منا أحيانا دون أن ندري .
تطلع أنس لزميله دكتور أحمد بملل وهو يقول له :أتعرف بمجرد أن أراك الآن أصاب بالصداع ،كف عن الحاحك يارجل أخبرتك اني لن أعطيك رقم هاتفها ،أنتظر قليلا زوجتي علي وشك الوصول بمجرد وصولها من الممكن أن نرتب يوما ونخرج سويا حتي تتعارفا بشكل غير رسمي دون قيود الخطبه والارتباط ،لير كل منكم الآخر علي طبيعته ليأخذ قراره بعيدا عن الاصطناع والتجمل الذي يحدث في فترات الارتباط الأولي .
قاطعه أحمد بلهفة :أنا لا أحتاج الي تعرف أنها تعجبني وأخذت قراري لماذا تعقد الأمور هكذا ياأنس ؟
-لأنني أشعر أنك مندفع بشدة وهذا الاندفاع والحماس قد يخبو بعد قليل لتكتشف إنك قد تسرعت وتندم وقتها وقد ترغب في الانسحاب ومن سيتضرر وقتها هو سهيلة ،وأنا أخبرتك أن سهيلة ابنتي التي لم ألدها ولن أسمح أبدا بأي شئ قد يضرها أو يسبب لها ألما .
نظر له أحمد بغضب وهو يخاطبه بحده:لماذا تشعرني إني مراهق في الخامسة عشر أنا رجل مسئول في الثلاثين من عمري ،سهيلة أعجبتني وأود التقدم لها رسميا وخطبتها لماذا تعرقل الأمور هكذا .
زفر أنس بحنق فهذا الحديث يتكرر يوميا بنفس الطريقة مما أصابه بالملل أحمد يقول نفس الكلام وأنس يرد عليه نفس الرد وفي النهاية لا يقتنع فيعاود الحديث :أنا لا أعرقل الأمور دكتور أحمد بل أنت الذي تتعجلها بدون داعي ،أنا أحب التأني في هذه الأمور يجب التروي وأن تقتنع تماما بالشخصية التي أمامك وأن تري جميع جوانب شخصيتها ،مرة واحدة قابلتها فيها لا تكفي لتقرر أنك تريد الارتباط بل وتخبرني أنك تريد زواجا سريعا خلال شهر واحد ،الاعجاب اللحظي لا يكفي ياأحمد لبناء علاقة تدوم العمر كله يارجل .
فتح أحمد ليرد عليه فأسكته أنس بغيظ :هلا صمت لقد صدعت رأسي يارجل ،لا تفتح معي هذا الموضوع مرة أخري ،بمجرد أن تستقر زوجتي سنرتب لقاء يجمعنا سويا ونحاول أن نكرر هذا اللقاء بشكل لا يثير شكها وهذا يتيح لك أن تتعرف عليها وتتأكد من قرارك بالارتباط بها وبعدها اذا شعرت انك بالفعل تريد الارتباط بها لنخبرها وقتها ونتركها تقرر هل تقبل بك أم ترفضك .
-لماذا هذا التعقيد ياأنس أخبرني فلنخبرها بنيتي وأخطبها رسميا ونتعارف بعدها كما تريد .
أغمض أنس عينيه بيأس هذا الرجل لا يصمت ولا يقتنع أبدا ،أنقذته الممرضة التي أتصلت لتخبره عن استيقاظ إحدي المريضات من البنج ،أغلق معها وهو يلتفت لأحمد سأنصرف الآن ورجاء فكر بكلامي جيدا أنا لا أريد سوي مصلحتك ومصلحة سهيلة ،زوجتي ستصل بعد غد ان شاء الله وأعدك إننا سنرتب موعد قريب للغاية بمجرد أن ترتاح .
وأنصرف سريعا دون أن يمنحه فرصة للرد تاركا إياه غاضبا من إصرار أنس وعدم مرونته.
******************
قلبها يدق بعنف شديد ويديها متعرقة بشدة تخطو خطوة الي الأمام وتتراجع عشر خطوات الي الخلف ،تشعر برعب شديد يجتاح كيانها ،خوف كبير يكتنفها ويحث عقلها علي العودة وعدم خطو هذه الخطوة ،ولكن قلبها يضعفها ويحثها علي اكمال الطريق ومقابلته .
تنفست بعمق وهي تلتفت حولها تشعر بأنظار الناس تتابعها وكأنها علي علم بما تنوي فعله ،هزت رأسها بعنف تنفض هذه الأفكار عن رأسها وقد أخذ عقلها زمام الأمور وأخذت في السير مبتعدة عن الشارع الذي وصلته للتو والذي يقع فيه شقة جدة أمجد ،كانت تمشي بخطوات أقرب للركض ترغب بالفرار من هذا الشارع بسرعه قبل أن تضعف وتستسلم لنداءات قلبها العالية الذي يطالبها بأن تذهب لمقابلته ،رنين هاتفها تعالي مما سمرها في مكانها لحظة ،إنها تعرف من يتصل ليست بحاجة الي النظر الي شاشة هاتفها لتعلم أنه أمجد يطمئن أين وصلت فلقد هاتفته بعد نزولها من منزلها مباشرة تخبره أنها بالطريق ،تنفست بعمق وهي تأخذ قرارها لن ترد عليه تعرف نفسها الضعيفة ناحيته تعلم أنها لن تصمد ماإن تسمع صوته وستذهب لمقابلته ،تعالي الرنين مرة أخري ولكنها صمت أذنيها وهي تتحرك مبتعدة منفذة قرارها بالابتعاد ، تعالي صوت هاتفها بنغمة الرسائل فتأففت وهي تخرج الهاتف من الحقيبة ترددت لحظة هل تقرأ الرسالة أم لا ،زفرت بضيق وهي تفتح لتجد رسالته " نوران أرجوك أحتاج للحديث معك ،لا تخذليني صديقتي ".
لم تشعر بنفسها بدا وكأن جسمها له إرادة مستقلة فلقد أسرع دون أمر منها إلي الشارع الذي غادرته ،بدت مغيبة تماما وهي تصعد سلالم البيت وتضغط علي جرس الباب الذي أيقظها صوته من حالة تغييب عقلها ففزعت وهي تري أمجد يفتح الباب فاسحا لها الطريق لتدلف الي الشقة مغلقا الباب ورائها .
**************************
"هل أنت متعبة ،لم تتحدثي بكلمة منذ خرجنا من الاجتماع ،هل عندك صداع " سألها نيشان باهتمام
هزت رأسها نفيا وهي تتناول قهوتها في صمت في كافيتريا الشركة قبل أن تقول له :لم أتخيل أنك سوف تترك الشركة هنا لتدير فرع الشركة في إسطنبول ،أنت هنا تحقق نجاحات كبيرة لقد حققت الشركة طفرة في أدائها منذ عملت بها سيد نيشان ،لماذا تترك كل هذا وتذهب الي مجهول لا تدري عنه شئ ولا تثق بمدي نجاحه ؟
أبتسم لها وقد أنعشه حديثها أنها أول مرة تحدثه بشكل شخصي هكذا فرد عليها بهدوء :لا أشعر بنفسي هنا سهيلة لقد عملت هنا كمرحلة انتقالية فقط ،شرد لحظة ولمحة حزن ظللت عينيه قبل أن يستطرد :فرع تركيا سيوفر لي مساحة وتحدي مناسب لي ،وأنا أثق أنه بعد ثلاث سنوات علي أقصي تقدير سيحتل المركز الأول في الشرق الأوسط .
-تبدو واثقا للغاية من نفسك سيد نيشان .
أومأبسبباته وهو يقول لها :أثق في خبراتي وامكانياتي سهيلة وأطمع في توفيق الله وهو لم يخذلني أبدا في حياتي .
أبتسمت وهي ترد عليه :أتمني لك التوفيق سيد نيشان في خطوتك المقبلة ،وأسعدني العمل معك كثيرا لقد تعلمت منك الكثير الفترة الماضية ،شكرا علي كل شئ مستر نيشان .
أبتسم لها بغموض :أنا لم أفعل شئ سهيلة واجبي أن أدربك ،المدير الناجح هو من يعلم غيره اساليب الادارة ،ولم ننتهي بعد سهيلة بقي أمامنا أكثر من شهرين ،ومن يدري قد يكون هناك مفاجآت كثيرة لا أحد يعلم .
أبتسمت بحيرة من كلامه الغامض ولكنها لم تعلق وأكتفت بالصمت وهي تشرب قهوتها بهدوء ،أما هو فقد أكتفي بتأملها وهي يشعر داخله بالأمل من رد فعلها علي سفره وبداخله سؤال يحتل كيانه "هل بدأ يمثل لها شيئا ؟"
تنحنحت بخفوت لافتة انتباهه :شكرا لك علي القهوة سيد نيشان ،سأستأذن الآن فلدي عمل كثير متراكم .
-تفضلي سهيلة
حيته بإيماءة من رأسها وهي تنصرف بهدوء فراقبها متمنيا أن يأتي اليوم الذي يستطيع مصارحتها بما يشعره نحوها ،أما هي فقد بدت شاردة للغاية وهي تمشي في أروقة الشركة شاعرة بضيق لا تدري سببه ،دلفت إلي المكتب محيية زملائها بخفوت قبل أن تنهمك في عملها علها تنسها إحباطها وضيقها الذي يسيطر عليها .
-مابك سهيلة ؟منذ رجعت من اجتماعك وأنا أراكي متضايقة ،هل حدث شئ في الإجتماع ضايقك ؟كنت بخير في الصباح.
هزت رأسها نفيا وهي تمشي جوار نرمين متجهين الي بوابة الانصراف بعد إنتهاء ساعات العمل :أنا بخير نرمين ،ثم سألتها :هل عرفتي بخبر سفر سيد نيشان الي تركيا ليدير الفرع الجديد هناك .
تسمرت نرمين مكانها وهي تجذب ذراع سهيلة متسائلة بلهفة :حقا هل سيذهب ؟أنتي لا تمزحين اليس كذلك ؟
-لا أمزح بالطبع إنه إحدي قرارت إجتماع اليوم
أطلقت نرمين صيحة مبتهجة لفتت أنظار زملائها فجذبتها سهيلة وهي تشعر بالحرج :هل جننت نرمين صوتك عالي ،ماكل هذه البهجة علي سماعك للخبر
-ياإلهي هل تعلمين أود أن أزغرد ،ولكن أخشي أن يقول الناس عني أني مجنونه ،إنه أجمل خبر أسمعه منك في الآونة الأخيرة ،أخيرا سيمشي هذا الرجل ،إنه يشعرني بشعور الفلاحين عندما كانوا يعملون بالسخرة في أراضي الباشا ،أشعر إنني أجري طوال اليوم وهو يجري ورائي ،مكافئة لك علي هذه الأخبار الجميلة سأدعوك اليوم علي العشاء في أي مكان تختاريه .
نظرت إليها سهيلة باستياء وهي تري بهجتها المبالغ فيها بالنسبة لها فوبختها :لماذا أنت سعيدة هكذا ؟الرجل حقق نجاحات كثيرة في زمن قياسي ،إنه يعلمنا الكثير ويزيد من خبراتنا ولا يبخل علي أي أحد منا بمعلوماته .
تطلعت نرمين إليها بدهشة ثم سألتها بخبث وقد بدأت تربط بين ملامح سهيلة المتضايقة وسفر نيشان :ألهذا أنت متضايقة هل يضايقك سفره لهذه الدرجة ؟
هزت سهيلة كتفيها وهي ترد عليه :كنت أتمني أن أتعلم منه أكثر من ذلك ،تعليمن المدير الذي قبله كان يتصرف معنا بغرابة ولا يريد أن يعلمنا شئ جديد كأنه يخشي أن يأتي يوم وننافسه علي منصبه .
عاودت سؤالها باصرار :فقط ألا يوجد سبب آخر يضايقك لسفره؟
نظرت إليها بدهشة وهي ترد عليها :لا لا يوجد سبب آخر ،إلي ماذا تُلمحين نرمين ؟
كانت تعلم سهيلة وتطرفها تجاه مواضيع الارتباط وسيرته فخشيت أن تجيبها بصراحة فتأخذ موقف متطرف من نيشان الذي تلاحظ تقربه من سهيلة في الآونه الأخيرة فأجابتها :إنك مدمنة عمل ياآنسة سهيلة وهذا بالطبع مايضايقك في سفره فمن أين لك بمدير مثله يتكاثر العمل علي يديه عشرة أضعاف كل يوم .
ضحكت سهيلة وهي تدلف الي سيارتها وهي تشير إليها مودعة ففاجئتها نرمين وهي تفتح باب السيارة لتدلف هي الأخري وهي تصيح بها :لن تهربي مني أخبرتك إنني سأعزمك اليوم علي العشاء احتفالا بأخبارك السعيدة .
أبتسمت سهيلة وهي تدير سيارتها :وطبعا سيارتك كالعادة سيأتي طارق ويحضرها الي بيتك ،إنني أشفق عليه يانرمين من أفعالك .
ضحكت نرمين وهي ترسل له رسالة بالفعل ليحضر سيارتها إلي البيت ثم ألتفتت إلي سهيلة تسألها باهتمام :متي سوف تأتي أختك ؟
أضاءت البهجة وجه سهيلة وهي ترد عليها :غدا إن شاء الله إنني أعد الساعات من الآن .
أبتسمت نرمين وهي تري وجه سهيلة المبتهج عندما ذكرت أختها :تأتي بالسلامة إن شاء الله ،هيا أخبريني أين تحبين تناول عشائك ،أكاد أموت من الجوع .
شاكستها سهيلة وهي تقول لها :أنتي دوما جائعه منذ أن عرفتك ،مارأيك أن نفسد اليوم الرجيم ونذهب لنأكل دجاج وبطاطا مقلية .
أعتدلت نرمين بحماس :فكرتك تعجبني يافتاة هيا بسرعة.
أبتسمت سهيلة من حماس نرمين ليزول عنها ضيقها وإحباطها منغمسة في لحظات من الحب الحقيقي والصداقة الصافية .
********************

hollygogo 15-06-20 03:05 AM

الفصل الخامس عشر
أرجوك أنس لا تكن متحكم هكذا ،البلد هنا أكثر انفتاحا من بلدنا ،لا أحد يتابع أو يهتم بسلوك جاره ،ومتي يذهب ومتي يعود ،أنا أشتقت الي سمر والأولاد كثيرا ،لا أقدر علي الانتظار حتي تشرق الشمس حتي اتي اليكم .
قالتها سهيلة برجاء الي انس الذي أستمع اليها بصبر كعادته معها قبل أن يرد عليها بهدوء :حتي ان كانت البلد هنا البلد أكثر انفتاحا لا أحب ابدا أن تخرجي من بيتك في الرابعه فجرا سهيله،انتي تعيشي بمفردك بعد أن صممتي علي الاستقلال بسكنك ،تعيشي وسط جيران لا نضمن تفكيرهم حين يروكي تخرجين من شقتك في هذا الوقت لا أحب أن يظن بك احدهم ظن سئ سهيلة .
زفرت سهيلة بضيق فهي تتفهم منطقه وتفكيره بل وتوافقه لولا شوقهها الكبير لأختها الذي يدفعها ،فتابعت برجاء :تعالي اذن في طريقك لتقلني أنس لن أتحرك بسيارتي وحدي في هذا الوقت المتاخر.
رد عليها بصبر :ومالفارق سهيلة في النهاية أنت ستنزلين من بيتك في الرابعه صباحا بل أنا أجدها أسوأ أن تستقلي سيارة رجل لا أحد يعلم مدي قرابته لك .
زفرت بضيق وهي تقول له :أنا أشتاق اليها كثيرا جدا أتمني فقط أن أرتمي في أحضانها وأعوض كل هذه السنوات التي بعدت فيها عنها ،لا أستطيع أن أصبر ساعات اضافيه حتي تشرق الشمس أنس .
أبتسم أنس وهو يخاطبها بحنان :أعرف مدي شوقك اليها وصدقيني أتمني أن اتي واقلك بنفسي ولكن أخاف أن أسئ اليك الناس لا يرحمون ياسهيلة ينسجون القصص من موقف صغير ،فاصبري قليلا فقط ماان تشرق الشمس حتي اتي واقلك ولن أتركك ترحلين حتي تشبعي شوقك اليها هذا ان تركتك ترحلين .
مسحت دموعها وهي تقول له بخفوت :لا أنا ساتي لا تتعب نفسك ،ماان تشرق الشمس حتي أتحرك ولكن طمأني ماان تصل سمر والاولاد .
-ان شاء الله ماان تصل سأهاتفك مباشرة ،ساتحرك الان ان شاء الله
هتفت به مستنكرة :الان الساعه الان الثانية عشر، مبكر جدا ياانس ستصل الطائره في الرابعه مازال هناك أربع ساعات كامله .
زفر وهو يقول لها بضيق :الوقت لا يمر أشعر وان الدقيقة تمر علي كانها يوم ،هذه الساعات المتبقية أصعب مامر علي ،ربما عندما أذهب الي المطار يمر الوقت أسرع .
شاغبته بسؤالها :وياتري لمن هذا الشوق الكبير للاولاد ام لسمر .
رد عليها بلا تفكير :أشتقت كثيرا للاولاد أشتقت الي صخبهم وفوضاهم ولعبهم ومشاغاباتهم التي لا تنتهي ،ولكني أشتاق الي سمر أكثر
أبتسمت بحنان وهي تستمع الي رده قبل أن تقول له صادقة :لا حرمك الله منهم أبدا ياانس أدام الله ودكم وسعادتكم ،لن أطيل عليك حتي لا تتاخر وسانتظر مهاتفتك ماان تصل سمر ،مع السلامة أنس .
وأغلقت الهاتف بعد أن سمعت رده شردت ببصرها وهي تقف أمام النافذة تري العبور السريع للسيارات في الطريق ،شردت في حديثها معه أسترجعت كلامه وخوفه عليهه كما لو كانت ابنته،تعبيره عن اشتياقة لسمر ،تراه رجل نادر في هذا الزمان رجل مثالي.....
هزت راسها بعنف تمنع استرسال أفكارها نحو المنطقه المحرمة التي تحاربها بشده منذ أن أتي وأستقرهنا ،تحارب بقوه ولا تترك أي فرصه لاي مشاعر قد تطفو علي السطح ،تشعر بنفسها أفضل واقوي في الاونه الاخيرة ربما لم تستطع ان تقضي تماما علي هذه المشاعر الخائنه ولكنها تتقدم وتحارب وتثق انه في يوم قريب جدا لن تحمل لانس سوي مشاعر أخوية وفقط ،رفعت راسها للسماء تحمد الله علي ماوصلت اليه وتدعو الله علي أن يعينها علي القادم حتي تستأصله من عقلها تماما .
نظرت الي هاتفها لتري انه مازال الوقت مبكرا للغاية علي وصول سمر وتعرف انها لن تستطيع النوم قبل وصولها ،أرسلت رسالة الي زهرة التي تتهرب منها في الآونه الاخيرة بشكل غريب ،تشعر بقلق شديد عليها تشعر انها تواجه مشكله ما ولكنها لاول مرة لا تصارح سهيلة وتكتفي بالصمت ،ارسلت لها رساله تسالها :هل أنت مستيقظة ؟
********************************************
واقفة أمام النافذة في الظلام كعادتها تشاهد زوجها يجلس في السيارة منذ مايزيد عن الساعه كعادته في الاونه الاخيرة يتحدث في هاتفه ،أنتبهت علي صوت الاشعار القادم فنظرت الي هاتفها لتجدها رسالة من سهيلة ،زفرت بضيق وهي تفكر ،لقد بعدت عن سهيلة كثيرا في الاونه الاخيرة بل اذا شئنا الدقة بعدت عن كل شئ دراستها، بيتها ،أسرتها ،عائلها الكبيرة ،أنزوت علي نفسها في بيتها تتعلل بدراستها اذا عاتبها أحد ،دراستها التي أهملتها كثيرا في الاونه الاخيرة،زفرت بحرارة وهي ترد برساله علي سهيلة :نعم مستيقظه ،كيف حالك .
ألتمعت عينا سهيلة بسعادة وهي تسرع للاتصال بها فلقد أشتاقت اليها كثيرا ،ودائما عندما تتصل بها لا ترد عليها مكتفية باعتذار عن عدم قدرتها علي الرد ،
نظرت زهرة إلي الاتصال الوارد بجمود قبل أن تنهي المكالمة و تكتب اعتذار لسهيلة :اسفة سهيلة لا أستطيع الرد الان .
ظهر الاحباط علي وجه سهيلة وهي تري الرسالة التي حفظتها من كثرة ارسالها من قبل زهرة أسرعت تكتب اليها :أخبريني لماذا أنت غاضبة مني ،انا آسفه ياصديقتي اذا كنت آلمتك بشئ بدون أن أدري .
ألتمعت الدموع في عين زهرة وهي تقرأ رساله سهيلة ،هاهي في الطريق لخسارة صديقة عمرها بتباعدها وقلة تواصلها ،زفرت بضيق وهي تكتب اليها :لست غاضبه منك سهيلة ،أنت صديقة عمري،أنا أمر بحالة لا أفهمها أشعر بالخواء ، بالضياع ،لا أستطيع أن أتحدث مع أحد ،أشعر بخوف يثقل أحشائي،أشعر بأفكار غريبة تستوطني سهيلة ،أشعر بالغربه من نفسي كأن شخصية أخري تسكنني لا تشبهني ولكني رغم ذلك أنصاع إليها ولا أدري السبب ،سامحيني صديقتي علي قلة تواصلي فأنا لا أستطيع أن أتواصل حتي مع نفسي .
أتسعت عين سهيلة وهي تقرأ الرسالة بذهول ،لا تستوعب أن زهرة كتبت هذا الكلام ،صديقتها التي كانت دائما قوية مستقلة مثابرة تعرف ماتريد وتمشي نحوه بخطي ثابتة ،أسرعت للاتصال بها وهي ترجو الله أن ترد زهرة حتي تطمئن عليها ولكن أحبطت وهي تري زهرة للمرة الثانية تلغي المكالمة وتكتب لها رساله :لا أستطيع الكلام سهيلة،دعينا نكتفي بالرسائل حاليا وعندما أقدر علي الكلام سأتصل أنا بك.
-أخبريني ماذا بك زهرة ،رسالتك أقلقتني عليك كثيرا ،ماذا يضايقك حتي تصبحي هكذا ،هل مازلتي تشكي أن أمجد يخونك هل هذا مايقلقك
-أمجد لا يمكن أن يخونني ،تعرفين انه يحبني كثيرا ،لقد حارب كثيرا حتي تزوجنا .
-أعرف بالطبع حبيبتي انه يحبك كثيرا وأنك أيضا تحبيه ،لا أقصد شيئا كنت أسالك فحسب فانتي أخبرتيني انك تشكين انه يخونك في الفترة الاخيره الا تذكرين .
-زفرت زهرة بضيق وهي تكتب :أذكر سهيلة ماقلته لك أنا أثق في أمجد انه لن يخونني ولكن قد يفعل الاخر حتي يهز ثقتي وحبي له .
تطلعت سهيلة باستغراب الي العبارة ولم تستطع ان تفهم ماتقصده فكتبت لها :لم أفهم ماذا تقصدين زهرة :اي أخر ؟
أغمضت زهرة عينيها بيأس ،كيف ستشرح لسهيلة أفكارها الجنونية التي تسيطر عليها ،أفكار تدرك مدي خطئها ولكن رغم ذلك تجد نفسها تنساق اليها كليا لتسيطر عليها وتسوطنها ،أنتبهت علي صوت الاشعار القادم من سهيلة التي يبدو قد قلقت لتأخرها في الرد عليها :زهرة ماذا تقصدين بالاخر ؟
-أمر لا أستطيع أن أشرحه لك الان سهيلة ،فانا أدرك مدي خطئه ولكن رغم لك لا أستطيع مقاومته ويسيطر علي بشدة .
نظرت سهيلة بذهول الي العبارة الغامضة التي لم تفهم منها شيئا ،والتي لا تشبه زهرة ولا نمط تفكيرها فزهرة كانت دوما قوية منظمة في تفكيرها تميل الي محاربة المشكلة لا الاستسلام لها ،قطبت حاجبيها بقلق وعزمت أن تظل ورائها ولا تستسلم حتي تكتب لها مايشغل بالها :لماذا لا تجربين أن تشرحيه لي ودعينا نفكر سويا كما كنا نفعل دوما سويا
نظرت زهرة الي الرسالة الاخيرة وهي تفكر هل تصارح سهيله بأفكارها الجنونية التي لا يصدقها عقلها ، تعلم أن سهيلة أقرب اليها من نفسها ولكنها تخاف أن تحكي هذه الافكار ،تخاف بشدة أن تخرج هذه الأفكار للعلن فتضطر الي مواجهتها وهو ماتهرب منه ،لمحت أمجد وهو يخرج من السيارة وكعادته يرفع عينيه الي النافذة وكأنه يأمل أن يكون اليوم مختلفا ويجدها مضاءة ،ولكنها مظلمة ككل يوم ،أسرعت الي الفراش تندس تحت الاغطية وهي تكتب لسهيلة:لا أستطيع الان ،أمجد تحت البيت وانا يجب أن أنام قبل أن يصعد .
تطلعت سهيلة باستغراب الي العبارة ثم سالتها :ولماذا يجب أن تنامي قبل أن يصعد ؟أنت دائما تنتظريه مهما تأخر ؟
-سأشرح لك فيما بعد سهيلة ،يجب أن أغلق الان انه يفتح باب الشقة ،مع السلامة .
نظرت سهيلة الي الهاتف وداخلها قلق يتصاعد علي زهرة ،أعادت قراءة الرسائل عده مرات علها تفهم ماخفي عنها ،زفرت بضيق وهي تشعر بالغباء فالرسائل غامضة للغاية لم تزدها الا حيرة وقلق ،غمغمت بصوت خافت ماذا بك ياصديقتي ماذا يحدث معك ،يارب أحفظها وأصرف عنها كل مكروه .
أسرعت تغلق مع أمجد الهاتف وتمسح المكالمة سريعا وهي تسمع صوت المفاتيح مدركة وصول زوجها ،غمغت بضيق :لماذا أتي مبكرا هكذا ،انه لا يحضر قبل الثانية كل اليوم ،لم أكمل حديثي مع أمجد .
دخل أحمد بهدوئه المعتاد وهو يلقي التحية علي زوجته الجالسة في غرفة المعيشة تشاهد أحد المسلسلات ،جلس جوارها فسالته :أتيت مبكرا اليوم هل حدث شئ ؟
-هز رأسه نفياوهو يناولها كيس به بعض التسالي :قلت لاحضر اليوم مبكرا لنسهر سويا .
هزت رأسها بفتور وهي تقوم من مكانها لتفرغ المقرمشات في اطباق وتحضرها ،تابعها أحمد بأنظاره وهو يشعر بالحيرة في الفترة الاخيرة من تصرفات نوران يشعر بها تتباعد عنه في الاونه الاخيرة ،كل يوم تزداد تباعدا عن اليوم الذي قبله ولا يدري السبب ،حاول في الفترة الاخيرة أن يزيد من أوقات مكوثه بالمنزل فربما تشعر بالملل من قضائها الكثير من الوقت بمفردها ،ولكنه يشعر أنها لا ترحب بمبادرته كانها ترغب في عدم تواجده معها،لمحها تتقدم وهي تضع الطبق بجانبه وتذهب الي كرسي منفرد تجلس عليه ،أشار اليها بيده :تعالي حبيبتي واجلسي بجانبي لماذابعدت هكذا .
نهضت بنفس الفتور وهي تجلس جواره فسالها باهتمام :ماذا هناك نوران ،هل هناك مايشغل بالك ؟اشعر بك متضايقة في الفترة الاخيرة هل أغضبتك في شئ انت تتباعدين عني ولا أعرف السبب .
أرتبكت وهي تسمع كلامه الذي لم تتوقعه ،لم تشعر انها مكشوفه بهذا الشكل أمامه: لا ليس هناك شئ أحمد أشعر فقط بالملل ليس الا .
داعب شعرها وهو يقربها منه:مارأيك أن نذهب غدا للتنزه قليلا بعد العصر حتي نغير قليلا من روتين اليوم .
هزت رأسها وهي تحاول رسم الحماس علي وجهها فهي تشعر بالفعل ان مجالسته أصبحت ثقيلة للغاية علي نفسها ،حاولت تركيز انتباهها علي الحوار الدائر في المسلسل امامها لتهرب من أفكارها ،سمعت أحمد يسألها عن قصة هذا المسلسل حتي يفهمه ،شرحت له القصة باختصار وهي تعاود التظاهر بالاندماج مع قصة المسلسل حتي يتركها ولا يعاود الحديث ،أبتسمت علي المشهد الدائر والبطلة تحكي أنها ذهبت لصديقها المريض حتي تطمئن عليه ،واستنكار صديقتها مافعلته وكيف تذهب الي بيت رجل غريب عنها بداعي الصداقة ،تطلعت الي المشهد بحماس وهي تنتظر اجابة البطلة ودفاعها عن مبدأها ولكن صوت أحمد المستنكر قاطع تركيزها وهو يقول :أي أفكار هذه التي يروجونها في مسلسل مفترض أن يراه كل أفراد الاسرة سويا ،كيف تذهب الي رجل في منزله تزوره بداعي الصداقة أي هراء هذا .
تطلعت اليه بتحفز وهي ترد علي كلامه :ومالمشكلة في هذا ،اذا كان صديقها هذا شخص محترم وبينهما علاقة صداقة مبنية علي الاحترام ،لماذا لا تزوره كما تزور صديقتها مالفارق ؟
أعتدل وهو ينظر اليها بدهشة :صديقها وهل هناك علاقة صداقة ممكن أن تنشا هكذا بين الرجل والمراة بل وتصل الي حد التزاور في البيت ؟
تحفزت وهي ترد عليه :نعم توجد ومالذي يمنع تواجدها ؟
نظر اليها باستغراب من تحفزها الواضح ثم قال :لان المرأة والرجل خلقا لينجذبا الي بعضهما البعض قد تبدأ بصداقة كما يحب أن يلقبها البعض ولكنها تنتهي بعلاقة عاطفية أو جسدية ،لماذا أنت متحفزة هكذا حبيبتي ؟
أنتبهت فهدأت نفسها حتي لا يشك في شئ ،هزت كتفيها وهي ترد عليه :لست متحفزة الامر لا يعنيني ،ثم أعتدلت وهي تحدثه بخفوت :أشعر بصداع شديد اليوم سأذهب الي النوم هل تريد شئ مني ؟
ظهر الاحباط علي وجهه فلقد عاد مبكرا مخصوص للجلوس معها،قام من مكانه وهو يمد يده اليها ليتحرك معها نحو غرفة النوم وهو يقول لها :سأذهب أنا أيضا للنوم معك كان يومي مرهقا .
أتجه كل منهم لمكانه بصمت وماهي الا دقائق قليلة حتي سمعت صوت أنفاسه المنتظمة دلالة علي نومه فتحركت بهدوء تبعد قليلا عن ذراعيه التي تحتضنها ،أستكانت لحظة تنظر اليه تتاكد ان حركتها لم تقلق نومه ،ثم أستدارت تكتب لامجد :هل أنت مستيقظ ؟
أنتبه أمجد من شروده علي صوت الاشعار القادم من هاتفه ،كان يجلس علي الفراش بجوار زهرة يتأمل ملامحها التي أشتاقها ،أجادت في الفترة الاخيرة الهروب منه ،زفر بمرارة وهو لا يدري كيف يتصرف وهي تغلق كل سبل الحوار بينهما بهروبها المستمر ،أمسك هاتفه وهو يتحرك خارج الغرفة وهو يكتب بنوران :مستيقظ ،ماذا حدث ألم تقولي ان زوجك عاد مبكرا اليوم ؟
-لقد نام منذ قليل ،هل أعطلك عن شئ
-لا فأنا أيضا زوجتي نائمة .
-هل مازالت تهرب منك
زفر بمرارة وهو يكتب اليها :نعم مثل كل يوم أجدها تتظاهر بالنوم عند عودتي ،لا أعرف كيف أتصرف
-أظنه حان الوقت لتدخل طرف خارجي ،صديقة أو قريبة من الممكن أن تفهم منها لماذا تتهرب منك هكذا .
أستلقي علي الأريكة وهو يفتح التلفاز ثم يكتب اليها :لقد فكرت في هذا بالفعل ،أفكر أن أحادث والداتي غدا فـأنا أظن انها أنسب شخص للتدخل .
-ان شاء الله تحل هذه المشكلة علي خير وتعود لطبيعتها معك ،ماذا تفعل الان ؟
-أشاهد التلفاز ولكني لم أجد شئ يلفت انتباهي للان .
أعتدلت وهي تكتب له وتحكي الموقف الذي حدث منذ قليل مع زوجها واستنكاره وجود علاقة صداقة بين الرجل والمرأة .
-أبتسم وهو يكتب لها :لن يستطيع الكثير أن يفهموا سمو هذه العلاقة نوران ،ولن يصدقوا أنه من الممكن أن يتقابل رجل وأمرأة ويكونا بمفردهم في شقة مغلقة ولا يحدث بينهم شئ جسدي ،فقط يتحدثوا لانهم أصدقاء يتبادلوا همومهم ويحكوا مشاكلهم مثل أي صديقين .
أبتسمت وهي تقرأ كلامه ثم شردت بأفكارها الي يوم ذهبت الي شقته ،تتذكر اللحظة التي فتح لها الباب وأدخلها ،شعرت بخوف شديد من هذه الخطوة التي أقدمت عليها ،تراجعت وألصقت ظهرها بالباب وهي تنظر له بخوف ،ولكنه أستشعر قلقها فأنصرف الي أبعد مكان بصالة المنزل وجلس وهو يحدثها بهدوء:اهدئي نوران واجلسي .
تذكرت كيف تطلعت اليه بترقب ثم سحبت كرسي وجلست بجوار الباب مباشرة ،تذكرت حديثهما هذا اليوم ،لقد تحدثا لقرابه الثلاث ساعات ،لم يشعر كلاهما بمرور الوقت ،كان حديثا شيقا ممتعا لم يعكره شئ سوي قلقها الشديد من وضعها في بيت رجل غريب لا يجمعهما شئ أمام الناس ،تذكرت شعورها في هذا اليوم شعور بالقوة لازمها، لا هو كان ذئب بشري هاجمها ماان انغلق الباب ولا هي ضعفت من وجودها معه في مكان مغلق فسلمت نفسها ،علاقتهم مختلفة صداقة حقيقة ،مايؤرقها فقط نظرة الناس والمجتمع الذين لا يستسيغوا مثل هذه العلاقة والتزوار بين الرجل والمرأة ،ولكن الحمد لله لم ينتبه أحد الي دخولها شقة جدته من جيرانهم .
أنتبهت علي صوت الرساله الذي كتب بها :متي سأراك؟
أسرعت تكتب اليه :أشعر بالخوف من أن يرانا أحد أمجد ،لن يدرك الناس مدي رقي علاقتنا، كل ماسيجول بخاطرهم مجرد أفكار شائنة.
-لا تخافي الحي هادئ ولا أحد يتدخل بشئون الاخر،لا تقلقي أنا أحرص علي سلامتك منك ،ومعظم جيران جدتي مقيمين عند أولادهم وشققهم فارغة ،لا يوجد فقط غير جارتها في الشقة المقابلة وهي كبيرة للغاية بالعمر وتتحرك بصعوبة وتقيم بمفردها .
-دعني أفكر بالأمر
-ولكن فكري سريعا فأنا أشتقت للغاية لحديثنا سويا ومناقشاتنا ،سأذهب الي النوم الان عندي عمل في الصباح ،مع السلامة.
كتبت له مع السلامه ثم أسرعت الي حذف الرسائل كعادتها ،وهي تفكر هل تزوره مرة أخري في شقة جدته خصوصا بعد حديثه عن فراغ المبني سوي من شقة واحده لشقة جدته ،وبالتالي لا أحد يتابع من يدخل ومن يخرج .
زجرها عقلها وهو ينهرها عن تكرار تلك التجربة مرة أخري ،وأن هذا الوضع غير مقبول ،وأن ربما تلك المرأة التي تسكن بمقابل جدته تسبب لها مشكلة .
ولكن عاطفتها تحكمت وهي تذكرها أن الأمر لا قلق منه ،وأن المنطقة بعيدة للغاية عن محل سكنها ،وأن تلك المرأة طاعنه بالسن كما أخبرها أمجد وبالتأكيد لا صحة لها لتتابع من دخل ومن خرج من شقة جارتها
أبتسمت وهي تشرد وتحدث نفسها :لم لا فلأقابله مرة أخري .
ولو أطلعت علي الغيب لتمسكت بكل قوة بنصائح عقلها ،ولما مشت وراء عاطفتها قيد أنملة .
تجهزت سهيلة وهي تنتظر شروق الشمس بملل ،فالدقائق تمشي ببطء كالسلحفاه ،أرتفع رنين الهاتف فأبتسمت سهيلة وهي تري اسم أنس ففتحت الهاتف وهي تسمعه يضحك مع سمر شاغبته :ماذا يحدث ياأنس ،أذهب وأجلس مع زوجتك وأولادك انها المرة العاشرة التي تهاتفني بها .
ضحكت سمر وهي ترد عليها ببهجة :يخاف من تهورك ياسهيلة ،يريد أن يطمئن أنك لن تتحركي من المنزل قبل شروق الشمس .
-أتعلمين أن زوجك هذا ديكتاتوري ،كنت أود استقبالك في المطار بنفسي ،أشتقت لك كثيرا ياسمر .
ردت عليها سمر بعاطفة :وأنا أيضا أشتقت اليك كثيرا ياسهيلة
أبتهجت سهيلة وهي تري شعاع الشمس يشرق ويبدد ظلام الليل فأسرعت تقول لسمر :سآتي الآن لقد بدأت الشمس بالشروق ،وإياك أن تخبري زوجك فربما يقول لي أنتظري الضحي ،لا تنامي قبل أن آتي .
ضحكت سمر وهي ترد عليها بخفوت بصوت متآمر :لن أخبره أطمئني ، ولكن قودي سيارتك ببطء أتفقنا ،وطبعا لن أنام سأنتظرك .
أسرعت سهيلة تودعها وهي تتحرك بسرعة وحماس، يدفعها فقط الاشتياق لرؤية شقيقتها الوحيدة والارتماء في أحضانها .


شوشو العالم 17-06-20 10:26 PM

زهرة جبانة متى حتواجه شكوكها وشو قصدها بالموضوع الاخر
نوران بدأت تتنازل وتغرق بالغلط والمصيبة انها مو حاسة
امجد متل وسواس الشيطان هل يقبل زهرة تصادق رجال تاني وتزوره ببيته؟
فصل جميل جدا بس كتير قصير 💗💗

hollygogo 20-06-20 12:42 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شوشو العالم (المشاركة 14930069)
زهرة جبانة متى حتواجه شكوكها وشو قصدها بالموضوع الاخر
نوران بدأت تتنازل وتغرق بالغلط والمصيبة انها مو حاسة
امجد متل وسواس الشيطان هل يقبل زهرة تصادق رجال تاني وتزوره ببيته؟
فصل جميل جدا بس كتير قصير 💗💗

الآخر اللي بتقصده زهره حيبان تفسيره خلال الحلقتين الجايين ان شالله ،أمجد أكيد استحالة يقبل طبعا علي مراته كده لكن نوران شريكته في الغلط ،أسعدتني متابعتك كثيرا


الساعة الآن 08:34 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.