آخر 10 مشاركات
وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          ثرثرة أرواح متوجعه / للمتألقه ضمني بين الأهداب ، مكتملة (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كبرياء ورغبة - باربرا كارتلاند الدوائر الثلاث (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          خلاص اليوناني (154) للكاتبة: Kate Hewitt *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل]مُبعثر فيك ِ مالا الحـزن لايُشفى ، للكاتبة/ ايمان يوسف "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: الثاني الشبابي الذي احببتوه ؟ والمفضل لديكم ؟
ملاذ و ايوب 30 71.43%
شهم وسراب 11 26.19%
ديالا و امجد 1 2.38%
المصوتون: 42. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree34Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-20, 11:33 PM   #121

sas
 
الصورة الرمزية sas

? العضوٌ??? » 9783
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 907
?  نُقآطِيْ » sas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond reputesas has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

sas غير متواجد حالياً  
التوقيع
تامل فى الوجود بعين فكر ترى الدنيا الدنيئة كالخيال ومن فيها يفنى ويبقى وجة ربك زى الجلال.
رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 03:02 AM   #122

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الواحد والثلاثون
على أنغام الموسيقى الحالمة ... يضمها لصدره ...و يراقصها بنعومة كنعومة طلتها ...
يدور بها فيطير فستانها بطبقاته الكثيفة البيضاء .. ويتلقفها زنده القوي .... !
لقد تخلت عن جمودها ... وبرودة ملامحها الرخامية ..
بدت له دافئة.. دافئة بشدة تجعله طائقا ليقطع الحفلة و ينعم بجنة قربها و وصالها....
الفترة الماضية من حياته شعر حقا بمسؤولية أن تكون امرأته ...
انها لم تعد بيدقا بلعبة ستنتهي كما يعتقد بنتيجة
( خاسر - خاسر) ...
ستخسر هي ما دافعت عنه دوما بشراسة .. !
اما هو فخسارته عظيمة بخسارتها...
دقة جياشة جعلته ولأول مرة ينتشي رغبة بالاستقرار ورغبة ليسعدها حقا قبل أن يسعد نفسه .. تنظر إليه بعينيها المكحلتين و اللائحتين بحمرة الشفق ...
تبتسم له بإغواء تتقصده.. ومن هو آدم حتى لا يقع صاغرًا أمام غواية حواء ...؟
ابتلع شهم ريقه متشدقا ليتذوق طيب شفتيها ...
توقفت الموسيقى ثم خطى نحو امه التي كانت تبكي بحرارة ... قبل رأسها ويديها .... فأمطرته بكلمات الرضى و المباركات ...
اما سراب فكانت تنظر إليهما بتدقيق تتقلب غيرةً حمقاء عليه .. !
منذ دخولها لقاعة الفرح تشعر بنفسها غريبة .. كأن ذاك الرداء الأسود الذي كانت تتخفى به أختفى
&&&
... " مبارك لك شهم .. مبارك يا صديقي الذي لم يدعوني لفرحه "
رغم صدمة شهم من وجود ثائر الا أنه استقبل سلامه الخشن كطبيعة ملامحه الخشنة بترحاب !
حمحم شهم ثم قال بصوته القوي رغم لمحة الإحراج
" كان حفلا عائليا كما ترى ... "
عيني ثائر الصقريتين تحدقان بعميق عيني شهم … اللتان تكشفان ما خاف منه ثائر
" الوقوع بالحب...."
لكن نظرة ثائر تبدلت وهو يرمق سراب التي تقف بعيدا بشموخ جعله ينفر منها...
تصلب شهم بوقفته... وصدغيه يتعرقان كابحا ردة فعله عما يستشفه
فقال ثائر بنبرة قوية صريحة فيكشف لشهم خطوط البداية
" منذ أن بدأنا بمراقبة عائلة الوالي...
كانت هذه الحمراء تشد انتباهك... "
ادخل شهم يديه بجيبي بنطاله ... بينما ثائر يواجهه بكُليته...
كاشفا أوراقا مخفية مقلوبة الحقائق...
كاشفا مشاعرا قد نمت مع اول صورة رآها لها...
فأردف ثائر مستفزا شهم بيوم مهم كاليوم
" لقد كان لدخولك غاية من هذه العائلة ، وبوصاية من الجهات العليا …بعد أن قدمت بذات نفسك ملفا يحكي عن اتجارهم بالمخدرات وتسيره من خلال اسمهم الناصع بالسوق ...! ... و لم يكن احدى هذه الاهداف زواجك من سراب الوالي ...و بدلا من إيقاعهم وقعت انت..."
اشتدت قبضة شهم لكنه جاهد ليقول بصوت خافت
" انا لم أكن المحقق الوحيد بالقضية .." .
اقترب ثائر بضخامة بنيّته إلى شهم … ثم أشار بسبابته نحو صدره ... على نحو خطير ... قائلا بلهجة قوية
" لكنك الوحيد الذي أدلى أن املاكهم الكبيرة تثير الشك خصوصا ان معظمها سجل بإسم سراب الوالي... حفيدته التي أصبحت حرمك المصون الآن !! ... ناهيك أنك الوحيد الذي فتح الملف السابق لعمران الوالي …"
اختفت اللطافة عن ملامح شهم الواجمة الذي قال بهدوء ظاهري
" اسمعني جيدا نحن كما تعرف حضرتك قدمنا تقريرا وافيا يدلي بأن لا شيء يثير الشك على هذه العائلة وتم قبول التقرير الذي رفع...."
ضحك ثائر ضحكة خشنة ... مسح وجهه بكفه ثم قال بسخرية
" حضرت الرائد..."
توسعت عيني ثائر بزيف... بينما يتابع هامسا بخفوت … وهو يحرك رأسه بأسف
" للأسف … لقد اصبحت تحت المجهر ... وكتاب ترميجك بعد زواجك منها أظنه أصبح قريبا.."
..." .
رمى ثائر تلك القنبلة و خرج ببساطة...
تاركا شهم يعيش الصدمة .. والغضب!
///
تلك الأقنعة التي يراها زائفة سقطت ... !
رداء الغرور... وقناع البرودة .. وقعا مع أول ضمة ، وأول قبلة .. منحها إياهما عند أعتاب منزلهما...
لقد عراها شهم من دروعها الحصينة ...
التي خاضت بهما حروبا باردة طويلة بحياتها...
وقفت أمامه بفستان عرائسي طويل ..أبيض ..
أمسكت سراب زجاجة العطر ورشت منه على جسدها ... لقد طلب شهم منها أن تبقي شعرها كما هو بطبيعته الملتفة ...
فرقته لنصفين يغطيان كتفيها الأبيضين ...
تلاقت عيناهما بالمرأة... عيناها النرجسيتين مترقبتين بخوف خفيف ... أما عيناه جريئتين تتفرسان كل شبر من جسدها .... وتلك الإثارة من خوض غمار جديد على كليهما تجعل قلبهما يختض تأثرا...
لازال يرتدي قميصه الأبيض رغم تخلصه من ربطة عنقه ... فتح اول زرين ، شاعرا أن ضلوعه تمددت.. وعضلات صدره نافره ... !
وقف خلفها .. مقربا ظهرها من جسده .. ترضيه صورتهما بهذا القرب الحميمي...
ويرضيه جدا جدا.. ان تكون زوجته...
رمشت وقد بدأت دقات قلبها تنبض خوفا حقيقا ... وهي ترى تبدل نظرات عينيه ... اخفض شهم رأسه مقبلا قمة كتفها الناعم... يتلمس ذاعيها ببنان أصابعه ، مغمضا جفنيه بشدة.. يشتم رائحة عطرها التي تغلغلت لرئتيه …
أدارها إليه فجأة وشعرها الاحمر طار خلف ظهرها ... فطار عقال صبره...!
رفع شهك كفيها ونحنى مقبلًا العرق النابض برسغها ... قشعريرة سرت بأوصالها وهي تشعر بدفء شفتيه ...
و فوق صدره ثبتهما حتى تشعر بالدوي الذي بالأسفل .. همس شهم بصوت شجي
" اتشعرين بما اشعر به ؟ ..."
ابتلعت سراب ريقها .. كم تجد صعوبة بأن تكون مكشوفة... سهلة الوصال بهذه الطريقة ...!
قربها من جسده أكثر … يضمها ضمة أودع بها نفسه ..... يقبل ما تطاله شفتيه ويجود بنفسه ليحطم حصونها ويستعمرها
بينما هي ولأول مرة يرضيها أن تكون مقادة .. .. مستسلمة ...ومحورا للاهتمام .. لتعرف معنى أن تكون انثى تُحب وتحِب ...
انفاسهما ارتفعت ... يتقدم مرجعا خطواتها للخلف ... دون أن ترى الطريق...
نظر بعينيها قائلا بوله
" سنكون لبعضنا سندا ... مكشوفين دون قيود ... دون حدود ... ودون خوف … "
انتهت كلماته ودفعها حتى سقطت على السرير.. فيرتد جسدها الثائر بين صعود وهبوط ...
جثى فوقها... يتلمس جذعها الفروسي وخصرها المنحوت
لسانها مربوط عن اي امتناع ... تتخيل نفسها مستلقية بين ورد وعشب اخضر... وشمس الربيع تظللها بدفئها ...
همست بصوتها الأبح
" شهم ... "
فتبتسم عيناه المدركتين لما فيها من صراع ...
فيرد بلسان محموم ...
" قلب شهم ..."
قلبها دق صخبا ... وتراخى جفناها المنسدلين.. تأثرا جليا ... عاد ليقبل كتفها ... و نحرها .. فابتسمت بنعومة...
يديه تمسدان طول جسدها يتأكد من حقيقة أنها بين يديه حقا !!
قرب خصرها منه ، ثم اقترب شهم من شفتيها ببطئ خطير .. يخالف صبره النافذ ... واخذهما بقبلة حارة شغوفة ... !
أنفاسها حبست... توقف الوقت .. واشتعلت الرغبة في الميدان .. ورفرف بعلمه عاليا ...
ليصك ملكيته المختومة بنيل سراب الوالي
روحا وجسدا...!
***
(يوم المباركة)
جميع العائلة حضرت... بينما ام شهم كانت قد أعدت سفرة ضخمة تحوي ما لذ وطاب من المأكولات ....
عانقت ملاذ سراب بقوة .. بينما تقول برقة...
" لم اعرف النوم بالغرفة بدونك " ...
لكزتها سراب بينما تهمس بأذنها بصوت خفيض
" يا كاذبة .... عدة أيام وستتزوجين ايوب ...!وقتها ستنسيني ..."
نظرت ملاذ حولها خجلة ... بينما تضحك من كلامها...
كانت سراب ترتدي ثوبا اخضرا طويل من الخلف أسفله بنطال مفصل من نفس القماشة
محاط بكنار ذهبي لامع ...!
ابتلعت فريدة ابنة عمها بعيونها التي تتطلع بحالمية مشدودة من سر إشراق سراب....
فسألت بحماقة وهي تأكل من صحن الحلوة
" هل الزواج جميل ...؟"
توسعت عيني نهلة التي عضت على شفتها... بينما فريدة رمشت دون فهم من الحرج الذي تفوهت به...
فقالت سراب بمرح وهي تهز اساور الذهب بذراعها ... وتغمز فريدة بإحدى عينيها
" حلووو جدا .. العقبى لك ان شاء الله "
ربما ظنوا أنها قالت ذلك لتداري الحرج الذي أصاب فريدة بعد كلامها
إلا أنها كانت أكثر من صادقة بالشعور ...
وخصوصا بعد ليلة الأمس التي خاضتها مع شهم الذي سلب عقلها بحنانه وخوفه عليها... وسرق قلب سراب الوالي مقدما!

يتبع ...***
مر يومان ...
وقفت ديالا عند الشرفة … تفكر بحالها و مشاكلها التي ازدادت تعقيدا ...
نظرت نحو السماء تدعو من الله فرجا سريعا ...
اتاها صوت جدتها من خلفها ... وهي تقول بتضرع
" ما بعد الضيق الا الفرج يا ابنتي "
رفعت اناملها و مسحت دمعة يائسة سقطت من عينها ...
و شفتيها تتحركان توسلا " يارب.." ..
قطع صفو دعائها أمجد الذي رد السلام ... لكن ملامح ديالا تجهمت ولم ترد ... حتى خلال جلوسهم تحاشت النظر إليه ولم تقل شيئا ...
انشغلت بالهاتف وهي تقلب صفحات التواصل الاجتماعي
نهضت الجدة ما إن شعرت بغرابة صمتها... و تحديق امجد مطولا الذي كان ينظر إليها بغضب بينٍ شديد ...
قال أمجد بصوت غاضب هادر
" لماذا لا تتحدثين معي ؟ .... "
نظرت إليه ديالا رغم هدوء ملامحها الا أن بعينيها ضجيجا يربكه
ردت ببساطة
" لا يوجد ما اتكلم به معك ..."
واشاحت وجهها عنه ... لكن أمجد قال بنبرة مرتفعة .. كطفل صغير يكره من يتجاهله
" لم تردي علي السلام...."
همست وهي تنظر للهاتف مجددا ...
" جدتي ردت عليك.. واظن هذا كافيا "
هسهس امجد من بين اسنانه ...
" ديالا.. لا تستفزيني .."
ضربت فخديها وهي تهتف بحنقٍ عالي … تتصنع الإبتسامة
"وعليكم ااالسلام.... اتمنى ان تكون راضيا الآن "
بخطوات سريعة خطاها تقدم اليها ... الا ان هيئة أمجد الغاضبة ...و ملامحه شديدة البأس دبت بقلبها رعبا جعل عينيها تتسع وهي تتخيل ان يده ترتفع لضربها ....
تداخلت الصور ببعضها... وتلبس مؤيد هيئة أمجد....
انكمشت ديالا على نفسها واشاحت وجهها جانبا وهي تصرخ بصيحة عالية
بينما يدها ترتفع بحماية فوق رأسها ..
وقف امجد ساكنا ... وقد فترت ثورته المزعومة ....
كيف لذاكرة الجسد أن تنسى لطمات تركت أثرها فوق الروح .. وكسرت بها ما لا يجبر ؟
شعور الخزي اكتسحها... كأن صقيع ثلجي سرى بأوصالها عندما وعت على ردة فعلها ... توسعت عينيها قبل أن تغلقهما بقوة مميته ...
سقطت يدها بحجرها ... بينما اطرقت برأسها .. ودموع الحرج تبلل وجنتيها ...
اما أمجد فكانت حالة الدهشة تكتنفه ...
وغضب عارم يعيث بجوارحه ... انحنى بجذعه إليها وهسهس بأذنها ...
" تخافين مني ؟ ..."
وقفت تود الخروج الا انه اعترض طريقها قائلا بحرارة … وهو يرفع كفه
" هل تظنين اني بقادر على أن امد يدي عليكِ ...؟ رغم استحالة الأمر .. لكن يبليها الله بالقطع ان فعلت يوما ما تخافينه...."
رفعت نظرها إليه شاهقة وهي تهمس بخفوت وخوف
" لا تقل ذلك... "
رغم جلافته... وصرامة ملامحه الا أن عينيه كانتا متأثرتين بلمعة غائمة .. كغيمة سوداء تنذر بالمطر
يرى كسرتها... فينكسر هو
قال بصوت أجش عميق ....
" ليتني مت على يديه ... وحييتي بسلام "
هزت راسها لتقول بنبرة باكية
" أتوسل إليك يكفي .... لا تقل هذا ... ولا تأتي بسيرة الموت يكفيني ما فقدته لحد الآن "
همس أمجد متنهدا بتعب ...
" كلانا تعب يا ديالا ... اما آن الاوان لنرتاح .."
تجاوزته تنوي المغادرة الا أنه اوقفها .. عندما ناداها ... فاستدارت إليه … تتطلع بترقب منتظرة ما سيتفوه به ، بينما هو كان يسأل نفسه
ماذا يفعل حتى يعوضها ؟!!
قال أمجد بنبرة قوية متوعدة
" أقسم لك ... اني سأسعى جاهدا لتأخذي حقك كاملا من ذلك الخسيس ..."
يتبع
///
" كريم...كريم..."
صاحت سراب وهي تركض خلف ابنها الذي رمى الكرة على نافذة المطبخ..
توقف كريم مكانه بعد أن أمسك الكرة ... منحني الرأس ....
لكن سراب قلبها تحرك عطفا عليه الا انها قالت بتأنيب ..
" كم مرة قلت لك لا تلعب بهذه الجهة .."
رمش كريم بعينيه قائلا باعتراض
" لكن الساحة هنا اكبر ... "
زمت سراب شفتيها وهي ترد على حجج ابنها
" فعلا صغيرة على الفريق الكبير الذي معك ... تفضل والعب بالجهة الأخرى "
لكن كريم عاد ليقفز وهو يقول راجيا ...
" والله لن أضرب الزجاج.... يا ماما شوط واحد وتنتهي اللعبة "
كم تود الاعتراض لكنها حزينة على وحدته هنا دون رفاق...
نظرت سراب ناحية الباب الأسود الذي فتح فوجدت ايوب يدخل وخلفه صبي صغير يتمسك به ....
عانقت ايوب الذي قال معتذرا ..
" اعذريني يا أمي ... اعرف اني اطلت الغيبة لكن الظروف حكمتني ..."
ردت عليه بحنان وهي تحتضن وجهه ...
" أعرف أنك مشغول هذه الفترة يا عريس .. زفافك قد اقترب .."
نظرت خلف ايوب .. فوجدت محمد يخفي عينيه بكفه ... يفتح أصابعه ينظر منها ... ثم يسارع بضمهما
قال أيوب وهو يقدم محمد بحذر إلى أمه..
" سلم على امي يا محمد..."
اتسعت ابتسامته... عندما شاهد سراب تنتحي وتطبع قبلة على خده .. عيناه الدائريتين اصبحتا خطا واحد من السعادة...
كان كريم ينظر لأيوب ثم لمحمد ثم أعاد النظر لايوب ... قائلا بتساؤل
" من هذا ؟ ..."
قرب ايوب كريم منه محيطا إياه بيده
" هذا محمد شقيقي من الأب "
حلل كريم الأمور برأسه فقال بغباء ... جعل سراب تضحك
" يعني اخي ...."
ابتسم ايوب لا يعرف ماذا يقول.. فنظر إلى أمه يطلب العون .. الا انها قالت بسعادة
" كريم خذه والعب معه ...بأي جهة تريدها.."
صرخ كريم وهو يقفز بسعادة... بينما محمد الذي كان ذاهلا ... سرعان ما أصبح يقفز معه يشاركه الاحتفال...
كتفت سراب ذراعيها ... وهي تنظر لكريم الذي يركض ويمرح بعد أن وجد شريكا له
قال أيوب بنبرة غريبة
" انا اسف اني احضرته ... كنت بزيارة عند والدي .. وتعلق محمد بي …"!
استدارت سراب إليه وهي تقول مبتسمة
" لا تتأسف يا ولدي هذا منزلك ... انظر لسعادة كريم لقد مل من الوحدة.... "
صمت ايوب ذاهلا ... لكنه قال بصراحة وهو يسال امه
" ألا يزعجك اني أحضرت ابن من كان زوجك يوما.."
هزت راسها بنفي ثم قالت بتدارك ..
" اطلاقا لا يزعجني... كلينا تزوجنا بعدها و لدينا أولاد.. … "
صمت ايوب... ثم قال بعد برهة ..
" أين زلفى؟ ..."
لكن هتاف صوتها الذي اتى من خلفه جعله يستكثر ملتفتا ..هو يرى تقدمها ناحيتهم
" أنا هنااا... من يسأل عني.."
يعترف أنه سرعان ما يضحى سعيدا برؤيتها
إن لزلفى تأثيرا يجعله بمزاج رائق ...
لديها هالة وردية تحاوطها...!
وقفت بجانبه ... لكنها شعرت باندفاع جسدها ناحية ايوب عندما وجدت محمد يحيط خصرها بقوة
اتسعت عينيها ادراكا ... وعانقته مرحبة به
وهي تقول بخفر حقيقي
"اهلا وسهلا بك .... تعال الى هنا دائما ... نحن سعيدون بوجودك ..."
مطت انجود شفتيها غيظا ثم طرقت النافذة ونزلت للساحة وهي تحمل حقيبتها ..
اوقفها صوت سراب التي قالت متعجبة
" إلى أين العزم إن شاء الله .."
استدارت ببطئ وهي تنفث أنفاسها... ناظرة لوالدتها .. التي تقف بجانب ذاك الدخيل .. الذي تبغضه
الا انها قالت بهدوء ...
" أود أن أمشي قليلا ..."
ارتفع حاجبي سراب ... التي غضبت من وقاحتها...
الا أن زلفى أمسكت رسغ والدتها وقالت
" حسنا وانا ايضا أريد أن أمشي قليلا ... ابقيا انتِ و بكرك سويا "
قالتها وهي تمد لسانها لايوب الذي كان هو الآخر ... ينظر لعيني انجود الحقودتين....
تشنجت انجود بوقفتها ثم شهقت بإدراك وهي تهتف
" بابا.."
ركضت بسرعة لتتأكد وهي تلوح له قائلة بصوت عالٍ ..
" بااااااابااا.... "
كان زهير قد وصل توا للمنزل دون اخبار أحد....
ركض الجميع حوله... يحتضن بناته تحت جناحيه... يقبل رأس سراب ويضمها دون مانع .... بينما ايوب بقي واقفا مكانه وحيدا... جامد القسمات.. شاعرا بالتواء حقيقي بحلقه
عاد زوج امه ...!
&&&&
يتبع
" كيف للحدود أن تختفي بعد أن رسمتها السنوات ، طوال عمره كان يحمل برأسه أفكارا سوداء قاتمه عن زوج والدته....
فمجرد فكرة انها تزوجت كانت مريعه.. فكيف الحال بلقائه ... "
كان لزهير شعرا فضي متفاوت الدرجات ...
و يمتلك بشرة بيضاء مطفئة لا تعد ناصعة ... بعينين عاديتي الشكل لكنهما تضخان ثقة و حنانا...
كريم يعد الاقرب إليه بالشبه ...
ود ايوب ان يغادر منسحبا دون ان يلحظ احد ...الا أن زهير اقترب منه ... ورحب معرفا عن نفسه .. لقد سار به للمنزل
تاركا أولاده الحقيقين خلفه!
صدمات أيوب تتوالى وهو يراه يشاكس زلفى ويضمها لصدره ...
لقد كان أبًا حقيقا لها ... الآن تفهم عدم سؤالها عن والدهما حتى لو من باب الفضول ...
فهي تحظى من حنان الاب ما يكفي ويجود ...
خلال ساعة ونصف كان ايوب يتحدث باريحية مع زوج والدته الذي يعرف الكثير عنه من والدته ...
عيني سراب تتلألأن تأثرا ... بينما البنات يتحركن على قدم وساق لتجهيز الطعام ...
حتى انجود اشرقت فجأة من رؤيته ... !
يبدو أن لزهير حكاية إيجابية...تقصها وجوه عائلته ...
€€€€
اليوم التالي
لقد انتهت من تجهيز نفسها ... منذ الأمس توسلت من نهلة القبول حتى تذهب مع ايوب لزيارة عائلته...
وافقت نهلة على مضض ..
لقد كادت أن تقع على وجهها وهي تصعد الدرج لتتصل بأيوب وتخبره الموافقة ...
لقد وعدته أن تكون أكثر ثقة بنفسها...
وتفاعلا بالحديث..!
ركبت السيارة... وجلست بجانبه... مدت يدها إليه لتسلم عليه فامسكها ليعتصرها بكفه مغتاظا منها ...
رمشت ملاذ بعينها دون فهم ...
وبداخلها تتساءل بماذا أخطأت يا ترى ؟؟
قاد ايوب السيارة بصمت غريب يثير الريبة ...
اشعل مسجل السيارة .. ليعلو صوت ام كلثوم ... فتلمس بصوتها الشجي موضع الحب ووجع الحب ... وسيرة الحب!
" ما بقولش فى حبك غير الله الله يا حبيبى على حبك الله الله …"
________
اوقف ايوب السيارة بين البساتين ونزل من السيارة... فتح الباب الذي بجهتها ومشى بها ... إلى أن وصلا جدولا مائي ...
قربها ايوب لصدره... بينما ملاذ قالت بنعومة ... وهي تميل برأسها
" أنت زعلان مني ؟.."
ابتسم ايوب وهز رأسه إيجابا .... عقدت ملاذ حاجبيها بحزن ... لكن أيوب لم يحتمل تلك النظرة الوديعة منها ...
فانخفض مقبلا جانب فمها بتمهل.. رفع رأسه وعينيه تنضحان عشقا....
وضعت يديها على صدره... تمنعه من ضمه لها أكثر من هذا النحو الخطير ..
قال أيوب وهو يبعد شعرها عن وجهها
" لم تحسني استقبالي يا دعجاء العينين ..."
تورد خديها .... بينما عينيها تهربان من نظراته التي لا ترحم .... فأكمل دون رأفة لخجلها
" هكذا تسلم المرأة على زوجها .... بأكثر الاحوال رسمية .."
همست محاولة الهروب من بين يديه ...
" ايوب يكفي... أرجوك.."
قبّل وجنتها ليهمس من فوقها ... مشددا على كلامه بحرارة..
" ايوب لاا يعرف الاكتفاء منك ... "
ابتعد ايوب عنها قليلا ... ليدير جسدها مما زاد من توترها ... وارتفاع معدل ضربات قلبها ... ابعد شعرها الحريري لجانب واحد ....
ثم سالت ملاذ برهبة وهي تلتفت بوجهها للخلف
" ماذا تفعل؟ ..."
وجدته يمسك سلسلة فضية مجدلة.... تحمل تعليقة أسطوانة .. البسها اياها ، بينما اقشعر جسدها وهي تشعر ببرودة السلسلة على جسدها ... الا انها تبدلت سريعا بعد أن شعرت بدفئ شفتيه بجانب رقبتها....
أعاد شعرها كما كان ... مستمتعا بلمسه ...!
.. أصابعها تتلاعب بالتعليقة تقرأ ما نقش عليها فتتسع ابتسامتها أكثر وهي تقرأ اسميهما عليها ....
شعرت به وهو يحتويها مطوقا جسدها بين ذراعيه...
قالت بامتنان حقيقي
"شكرا..."
فتعاوده ذكرى اول مرة شكرته بها ... كم تركت اثرا مميزا بقلبه ...!
//
بعد ساعتين
كان جميع الرجال جالسين بالطابق السفلي بينما ... البنات صعدن للطابق العلوي .. حيث المفاجأة التي حضرتها سراب...
كانت عيون ملاذ تتسع وهي ترى تجهيزات الزفاف التي اعدتها سراب ...
من الصرر القماشية الشفافة التي توزع بالاحتفالات... !
حتى السلال البيضاء والمزينة أيديها بالورود الحمراء الصغيرة .... كانت رائعة الجمال ...
قالت سراب بسعادة
" هذه البداية فقط ... في بالي العديد من الأفكار.. "
نظرت سراب ناحية هند وقالت لها ..
" عندما اعبئها بالحلوى سأناديكِ لتساعديني..."
قالت هند وهي تمسك القماش المفصل بإعجاب متناهي ..
" بالطبع سأحضر ... انا احب هذه الأجزاء.. لكن أخبريني الآن من اين تعلمتي التفصيل "
حافظت سراب على ابتسامتها.. وعادت بذكراها لزهير عندما كان يعالجها بعد ولادتها زلفى...
حيث اصطحبها لمشغل يدوي صغير .... تعلمت فيه حياكة الصوف ... و تفصيل الصرر للمناسبات ...
كانت تلك الخطوة الأولى التي جعلتها تخرج من عنق الزجاجة ... ان تتعلم شيئا وتتقنه زرع بها ثقة ذاتية كبيرة من شيء بسيط ....
***
بعد أيام ( يوم المحكمة ..)
أرادت أن تتمسك ببصيص امل ...
ان تخطو بثقة نحو طريق خلاصها …
اخذها من هذا المنزل عروسا بثوب أبيض ... وستعود حرة بذات البياض …
وقفت عند الرصيف المقابل للمحكمة ... تخطو بخوف...
اندهشت وهي ترى سراب حاضرة.. وإلى جانبها تقف نسمة بحقيبة سوداء كبيرة تتحدث مع المحامي ... وياقوت خلفها...
ازدرت مبتلعة ريقها ... وبعقلها الف سؤال
ما الأمر الذي أتى بهم ... ؟
قطعت الشارع .. و حضر مؤيد ضاربا زامورا عاليا جعلها تقف متسعة العينين عندما أصدرت السيارة صوتا حادا
بعد أن توقفت على بعد خفيف منها ...
لقد كاد أن يدهسها !
///
كل شيء مُرٍ مر ...!
عشر سنوات من العذاب تلاشت قيدا قيدا ...
شق العقد الذي كان يستعبدها به ...
"لقد اصبحت ديالا الوالي حرة طليقة "
خرجت متسارعة الخطى بانتهاء الحكم... ووقفت عند باب المحكمة بينما دموع الفرح تنزل بسخاء على خديها ..
رفعت كفيها عاليا وهي تهمس...
" الحمد لله …"
وقف مؤيد خلفها وهو يهتف بوحشية .. فاقدا عقال صبره...
" لقد طلقتك مكرها ...لكن كلينا يعرف أنك لم تتخلصي مني .... ! .. أثري موجود على كل شبر بجسدك ... حتى إن تزوجتي ستبقى ذكراي منقوشة كحاجزٍ منيعٍ بينكما … !"
هتفت سراب من خلفه بنبرة مغترة... تتفنن بتعذيبه.. واراقت دمه
" أتركها لقد اصبحت حرام عليك ليوم الدين.."
توحشت عيني مؤيد رفضا ... هجم لينقض عليها ليخنقها وهو يشتمها داعيا عليها..
" انت من جعل بناتي يشهدن ضدي.... لعنة الله عليك "
لولا وقوف المحامي بينهما لكان خنقها حقا ..
بدت سراب أكثر هدوءًا ضحكت ضحكة عالية
وهي تقول بغطرسة...
" انا سراب الوالي... لا ألقي بكلمة تطير عبثا بالهواء ... "
أشارت إليه بسبابتها وهي تقف بجانب ديالا... تدعوها لتتقدم .. بينما تقول بصرامة الثأر والإنتقام ...
" الحيتان هدية منكَ لي … وسميهما هدية مني لك.. "
******
انتهى الفصل الواحد والثلاثون ، قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 03:06 AM   #123

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني والثلاثين
كل شيء مُرٍ مر ...!
عشر سنوات من العذاب تلاشت قيدا قيدا ...
شُق العَقد الذي كان يستعبدها به ...
"لقد اصبحت ديالا الوالي حرة طليقة "
خرجت متسارعة الخطى بانتهاء الحكم... ووقفت عند باب المحكمة بينما دموع الفرح تنزل بسخاء على خديها ..
رفعت كفيها عاليا وهي تهمس دون تصديق...
" الحمد لله …"
وقف مؤيد خلفها هتفا بوحشية .. فاقدا عقال صبره... والذرة المتبقية من تعقله...
" لقد طلقتك مكرها ...لكن كلينا يعرف أنك لم تتخلصي مني .... ! .. أثري موجود على كل شبر بجسدك ... حتى لو تزوجتي ستبقى ذكراي منقوشة كحاجزٍ منيعٍ بينكما … !"
هتفت سراب بنبرة مغترة ... وهي تتبختر بمشيتها ...متفننه بتعذيبه.. واراقت دمه
" أتركها لقد اصبحت حرام عليك ليوم الدين.."
توحشت عيني مؤيد رفضا ...
قبل دقائق كانت له حلالا ...و على اسمه
هجم منقضا عليها ليخنقها وهو يشتمها داعيا عليها ...
" انت من جعل بناتي يشهدن ضدي.... لعنة الله عليك "
لولا وقوف المحامي بينهما لكان خنقها حقا ..
بدت سراب أكثر هدوءًا ضحكت ضحكة عالية
وهي تقول بغطرسة...
" انا سراب الوالي... لا ألقي بكلمة تطير عبثا بالهواء ... "
أشارت إليه بسبابتها فتستفز جنونه
وقفت بجانب ديالا... تدعمها و تدعوها لتتقدم .. بينما تقول بصرامة الثأر والإنتقام ...
" الحيتان هدية منكَ لي … وسميهما هدية مني لك.. "
فغر فمه ملجوما بعجب ...
لقد كشفته بسهولة ... تنظر إليه بنظرة ظافرة ...
تراجعت خطوتين ثم وقفت بجانب ديالا وبسطت سراب كفها على ظهر ديالا .. فتتحرك الأخيرة على هوادتها
و التي لا زالت بعد تحت تأثير الصدمة ...
هل حقا انتهى مؤيد من حياتها؟
_________
ينظر مؤيد بإثرها ... كلما بعدت و تضاءلت صورتها يشعر بشيء ما يجثم فوق قلبه....
قلبه يبكي خسارتها ... مسد فوق خصلات شعره الفضية... ثم قبض بقوة حتى كاد أن يقتلع خصله .. شعرةً شعرة
استدار ناحية نسمة التي كانت تنظر إليه بعينين باردتين لا تحملان عطفا أو شوقا لأبيها...
بينما ياقوت المرتعبة تراجعت خطواتها حتى اختبأت خلف أختها .... عندما رأته يخطو نحوهما...
هسهس من بين اسنانه
" هل انتقمت مني ... سعيدة أنت بما حصل ؟ ...."
نحت بوجهها للناحية الأخرى بينما همست بهدوء
" انا دافعت عن الحق... وطالبت بالحرية لمرأة ما كانت لك سوى عبدة ... هذا اقل شيء استطيع رده امام جميلهم ..."
صرخ بها بقوة وهو يمسك ذقنها بين أصابعه ويهزها بعنف ...رافضا تقبل الحكم
" ليست حرة.. هي زوجتي ... وسيدة المنزل وسيدة عليكم .... "
حاولت تحرير وجهها من قبضته القوية... بينما ركض المحامي الذي تعمل معه وحررها من بين يديه ...
صدرها ينخفض ويعلو بأنفعال ... فقالت بنبرة حادة مقهورة
" يعز علي أنك أبي ... ولولا ذلك لجعلتك تعرف ما ألت إليه نسمه من شجاعة ...!"
صوت سراب يتردد برأسه كفحيج الافاعي ...
" سميهما هدية مني لك.."
يذود بنفسه متراجعا بينما عبارتها تطرق برأسه ... وأمام عينيه تتحول ابنتي صلبه لحيتين تبخان سميهما بوجهه دون خجل !
لقد خسر مؤيد خسارة فادحة بحرب صنعها .. وانتهت اللعبة بانتصار عائلة الوالي ...
_____________€€€€€€
لم ترد ديالا العودة لقصر الوالي بسرعة ، طلبت من سراب أن تتركها لتمشي قليلا لكن سراب رفضت قطعيا تركها .....
اسندت رأسها على الكرسي ... بينما اغمضت عينيها اللتان لطالما ما تستحضران أبشع المشاهد المؤلمة بحياتها ....
حرارة ساخنة ما شعرت به على وجنتها وهي تتذكر صفعاته ... واهانته !
تعترف أن عنادها كلفها الكثير.... لكن لم يكن الأمر بيدها
خرج مؤيد من حياتها لكن ، كيف لهاأن تقتلع صورته المعتمه ؟
.. كيف لها أن تنسي جسدها الموصوم بصك ملكيته لمساته التي تثير نفورها...
"من قال ان ذاكرة الجسد تعرف معنًا للنسيان..."
منذ طفولتها وهي تُجلد بسياط الألم ، بدءا من تلك اللحظة التي توفي بها والدها ، فأدركت مرارا الحنظل باول غصة فقد ...
ايامها الملونة تحولت لسوداء معتمه ، و لم تكن الغصة الوحيدة !
لازالت تذكر جيدا ذلك اليوم القاسي و كيف الجميع كان يحاول تشتيت انتباهها عن امها ..
احساس الخطر جسته طفولتها فخرجت على غفلة منهم تبحث عن امها ....
نزلت إلى خارج المنزل فوجدتها تحمل بيدها حقيبة كبيرة وتسارع الخروج من البوابة
صرخت ديالا " ماما " بينما امها كانت اذنيها مصمومتين لا تسمعان....
ركضت وتعثرت ... صرخت مكررة ندائها الطفولي الخائف ... وهي تضرب الأرض بكفيها الصغيرين تناديها بعويل ...
لكن امها اختفت بتلك الليلة فلا زارتها حقيقة ولا حلما .... !
مرت السنوات و مع ذلك صممت على أن تنهض بنفسها لأجل أن تحقق حلمين بسيطين
الأول أن تصبح طبيبة والثاني أن تتزوج امجد ....
لكن يبدو أن قلبها لم يتشبع بغصة و غصتين
بل كانت الطامة الكبرى عندما صبت حبها وحاجتها لامجد ...
فتبكيه ان خدشه شيء ... إن وبخه جدها
كانت تسميه " ابن قلبي " .... فيتأجج شعورها الأمومي ناحيته .... وتضعف أكثر وأكثر
" حمقاء " لطالما نعتتها سراب و العديد ممن يعرفون قصتها ....
تعترف .. انها حمقاء... فكلما زادت صبابة الحب ... توقف عمل العقل وازدادت التصرفات اندفاعا و حمقا... !
لم تشعر بالسيارة متى توقفت .... نظرت إلى سراب التي اخذتها إلى مزرعة الخيول ... بينما تعقد حاجبيها و واصابعها تتحرك بسرعة فوق أزرار الهاتف وكأنها تجادل حتى من خلف الشاشة ...
ابتسمت لها ديالا .. بينما همست بخفوت
" شكرا لك..."
نظرت إليها سراب بطرف عينيها قم قالت
" العفو... لكن على ماذا ؟ "
ردت ديالا بنبرة متحشرجة ، وهي ترمقها بامتنان
" اعلم أنك من طلبتي من ابنتيه الشهادة ضده
في المحكمة .... لولاكِ ربما كانت ستطول جلسات الحكم "
أغلقت سراب هاتفها بينما أدخلته لداخل حقيبتها وهي تقول بجدية
" لولا عزيمتك ما كنت لتنالي طلاقك ... "
تغضن جبين ديالا بينما هتفت بحسرة
" لقد ضيعت عشر سنوات بالخوف ... "
ردت سراب بقوة
" اذن لا تضيعي عشر سنوات أُخر ..لا زلت صغيرة وجميلة .."
ابتسمت ديالا مجددا بينما تربت على كتف سراب... قائلة
" من لا يعرفك يجهلك يا ابنة العم .."
نزلت سراب من السيارة دون أي رد
بينما قالت لديالا بتحدي
" سباق ؟ ..."
التمعت عيني ديالا تأثرا فقالت مستدركة
" أجل ... اشتقت لذلك جدا .."
____
وبالناحية الأخرى كان امجد يغلي غضبا
من إقصاء سراب له بعيدا عن ديالا ... رغم وقوفه طوال الوقت أمام باب المحكمة انه لا يفهم وجهة نظرها باستحسان عدم حضوره .. !
حضّر السائس الحصانين .. بينما تجهزت كلتاهما بارتداء حذاء مناسب لركوب ..
كانت ديالا تمسد فوق ظهر الحصان حتى يألفها ...
بينما سراب اعتلته بخفة ... بعد لحظة كانتا تتجوران بالمشي ...
قالت سراب بمغزى لديالا
"الآن يجب أن تقوي من نفسك ...ولا تسمحي لأحد من السخرية منك بسبب طلاقك .."
هزت ديالا رأسها.. وهي تدرك أن لا أحد سيرحمها و أولهم من هم معها بالقصر ...
عندما ابتعدتا لنقطة مناسبة بعيدة عن أي انسي ... همست سراب ... وهي تشد لجام حصانها استعدادا للانطلاق ....
" بإمكانك أن تنهاري هنا كما تشائين ... اصرخي ابكي ... افعلي ما يحلو لك... لكن عندما تنزلين عن ظهر الفرس ... عليك أن تكون شخصية أخرى أشد بأسا وصلابة ... "
صاحت سراب بنبرة قوية رافقت ضربها للجام
فأنطلق الحصان بسرعة هائلة ...بينما ديالا... اخفضت رأسها ... تشعر بانبلاج ما ضمرته بنفسها...
فغرت شفتيها مفكرة كيف تصرخ... كانت آه صغيرة ما صدرت منها....
أعادت الكرة فشعرت بالعجز من قوة ما تلجم حنجرتها عن الصراخ...
لم تشعر بنفسها متى شدت اللجام .. ولا كيف انطلق الحصان ...
دموعها الساخنة ... اصطدمت مع برودة الهواء فأيقظت الوجع النائم .... فبدأت تنزل دموعها دون شعور منها ....
نظرت حولها فلم تجد أحدا .... حتى سراب أختفى أثرها....
وقبل أن تلتفت كان صوت صراخها المتعب يدوي بالمكان .....
فشعرت أن حبالها المتيبسة تقطعت....
وبكت كما يطيب لخاطرها المكسور ...!
_____***&&
مسحت ديالا أخر دمعة ... ثم نزلت من على ظهر الفرس ....
بينما سراب كانت تقف عند الحاجز الخشبي مكتفة الذراعين ... تراقب تقدم ديالا ناحيتها ....
همست سراب بهدوء و نظراتها تحدق بوجهها المتورد
ونظرات عينيها التي اشتدت حدتها قليلا
" نغادر ؟ .."
لكن ديالا اقتربت منها وضمتها بقوة ... كانت سراب تشعر بحرارة ارتجاف جسدها.... ورغم جمودها الا انها مسدت على ظهرها بدعم حقيقي ...
أما امجد يراقبهما بصبر نافذ ، يعلم أنها لا تبكي شوقا لذلك الحقير لكن روحه تتضارب منشطرة ليكون معها بيوم كهذا ..!
اتصل على سراب فوجد هاتفها مغلقا ، فيقسم بغيظ انه سينتقم من باردة الاحساس بأقرب فرصة ..
_______
بعد فترة ( زفاف ملاذ و ايوب )
جميع عائلة الوالي خصوصا رجالها كان التوتر يظهر بائنا عليهم
أن تمتد جسور الوسائل بين العائلتين كان شيئا مستحيلا بعد قطيعة !
اصطفت السيارات أمام قصر الوالي .. لقد وعد ايوب بجاهة كبيرة بيوم الزفاف ونفذ .. لأجل ملاذ ..!
بدأ المعازيم بالتوافد ....بينما الوالى أصر على أن يكون الزفاف صغيرا بالقصر ، ولم يطالب بحفلة فخمة او قاعة زفاف ...
***
بالطابق العلوي اجتمعن حفيدات الوالي بغرفة العروس ...
التي توترت بشدة .... كلما سمعت صوت زمامير للسيارات او صوت الرجال احتضنت معدتها ... بينما وجهها القمري تغضن تألما انحنت ديالا وهمست بأذنها بترفق
" ... انت بخير ؟؟"
ابتلعت ملاذ ريقها بينما تهمس بتعب ...
" معدتي تؤلمني ..."
رات ديالا طيف الذبول بعينيها الجملتين واللتان بدتا أجمل بزينتهما المتقنه ... رغم تعبها .... ردت ديالا عليها برقة
" سأحضر لك دواء سيفيدك "
امسكتها نهلة وساعدتها على الوقوف ... وأخذت تعدل بدلة الزفاف ... حتى تستعد للنزول ....
قالت ملاذ بصوت مرتجف
" بابا أتى ؟ "
ردت سراب التي كانت تقف على الشرفة تراقب الضيوف
" لا تقلقي يا ملاذ.. اباك بالأسفل "
أحضرت ديالا حبة دواء ...فشربتها الأخرى على مهل.. وكأنها بذلك تطيل من فترة مكوثها ...
قالت نهلة.. هيا ساعدوني يا بنات حتى ننزل العروس ... الا أن قدميها تسمرتا بالأرض... عبست نهلة قائلة بحزم
" لما كل هذا الخوف يا بنتي... "
التمعت عيني ملاذ بالدموع فنهرتها سراب
" حذاري أن تبكي وتفسدي زينتك ... اياك "
أخذت ملاذ نفسا طويلا. تحاول أن تتمالك نفسها ..
لكن الخوف يسيطر عليها... !
رمشت بعينيها تداري تلك الدمعات ... بينما صوت
طرقات الخفيضة على باب الغرفة ... جعلها تنظر إلى الطارق ... فعم الصمت عليهن
عندما وجدوا عمران يقف عند الباب ... ثم خطى ناحية ابنته التي ابتسمت براحة ... كان يحدق بها بشجن مرددا ...
" ملاذي و بياضي الوحيد بسوادي"
متذكرا عبارة نطق بها عندما حملها اول مرة ... والآن يرددها وهي ترتدي ثوب زفافها الناصع
قبل عمران جبينها.. ثم وقف بجانبها .. قائلا بنبرة غريبة ألمته
" اردت أن اسلمك، بيدي ..ل ...لعريسك "


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-04-20, 10:08 PM   #124

Qhoa
 
الصورة الرمزية Qhoa

? العضوٌ??? » 436349
?  التسِجيلٌ » Dec 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,308
?  نُقآطِيْ » Qhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond reputeQhoa has a reputation beyond repute
افتراضي

سعيدة لتحرر ديالا.من مؤيد
ترى هل ستدوم سعادة سراب..ام ان انكشاف حقيقة زوجها وجدها ستحطم حياتها..؟
ملاذ وايوب..هل من مفاجأت...لازلت استغرب من تقبل سراب لملاذ كزوجة لابنها...الحقيقة لا استوعب ان هناك قلب يحتمل ذلك..!!!
بانتظار القادم..كوني بخير


Qhoa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-04-20, 12:31 AM   #125

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصلين رووعة💞 سراب اتجوزت شهم ..ياخوفي لما سراب تعرف حقيقة شهم صحيح هو بيحبها بس هو اساسا كان مدسوس من البوليس عشان شاكين فيهم دلوقتي الله يستر اكيد مؤيد حينتقم من سراب عشان طلقت ديالا منه ..ديالا اخيرا خلصتي اتكنى ترجعي قوية وتبطلي الرضوخ والاستسلام الي انتي فيه وتطوي صفحة مؤيد وسيبك من كلامه المجنون ..ايوب الحمدلله علاقته بزهير كويسه واكيد مابيلوم زلفة عشان مادورت ع ابوها الي نكرها والان جاي يدور عليها بس بعد ايه هو مالوش اي حق لانه لا رباها ولا صرف وكمان مااعترف بوجودها ولا سأل عليها حتى جاي الان يدور يستاهل خسر حبه وابنه وبنته ..عمران المجنون كيف بيفكر يسلم بنته لزوجها قدام سراب يالهوووي😨 حرام عليك اصلا انت وش المصايب كلها تاجر مخدرات وقاتل ومغتصب امتى حنخلص من شره هو والوالي الكبير ..منتظرين الفصل الجاي بشوق ..هل حتخلص الرواية قبل رمضان ولا لا .ودمتي بخير 💖💖

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-04-20, 11:47 PM   #126

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

أخيرا تخلصت ديالا من جحيم مؤيد وحصلت على حريتها
بعد سنوات من العذاب
وكل ذلك بفضل سراب التى وقفت الى جانبها ومنحتها
القوة والدعم...
لكن ديالا ما زالت بحاجة للوقت لكى تشفى جراحها...
وجود عمران فى الزفاف سوف يفسدة ...ويدمر سعادة ملاذ
من الأفضل بقاؤة بعيد ...
علية دفع ثمن اخطاء الماضي
تسلم ايدك على الفصول الرائعة


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-20, 07:01 AM   #127

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

حبايبي آسفة على التأخر في الرد
إن شاء الله مساءً برد عليكم
مع فصلين حلوووووين


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 03:37 AM   #128

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث والثلاثون
امتدت اصابعها بارتعاش لتمسك مرفق أبيها ...
بينما عمران كان يرمقها بنظرات حزينة ...فيتبين له مدى الشبه بينها وبين امها ....
خطى بها لخارج غرفتها و يده الحرة امتدت لمساعدتها برفع فستان زفافها الثقيل ...
طرفت عينيها لناحية والدها فوجدته يطيل النظر إليها، مال عمران هامسا باذنها متظاهرا بالسعادة
" كم تشبهين والدتك .. تبدين كأنك هي ..."
رفرفت ملاذ برموشها خفرا لتقول بنبرة مهتزة ....
" حقا .."
اومأ عمران برأسه مؤكدا .... عندما اقتربا من بداية
الدرج توقفت عن المشي فجأة ...
لا يدري من يحتاج لشجاعة المضي أكثر
هي ام هو ؟
لا يدري من يجب أن يخاف من القادم أكثر هي ام هو؟
اشتدت قبضة يده اليمنى ...
ويده الأخرى تضم ذراعها التي يتأبطها بقوة
دقة هادرة دقت قلبه... متخيلا أنه لن يراها بعد اليوم..!
إن كانت رؤيته لها بالسابق تندرج تحت وصاية أمر الوالي .. فحرمانه منها أصبح قبضة انتقام كيلت بغدر إليه ...
رأت تجهم وجه أبيها .... عينيه الضائقتين
كمن يحارب نفسه حتى لا ينفجر غاضبا ...
وجدت نفسها تعترف وهي تائهة ... ضائعة بين البينين ...
" انا خائفة.... اشعر انني أخطو نحو مجهول مطموس الملامح ..."
همسها الذي انسل من شفتيها طرق أبواب الإدراك التي تأخرت بالانفتاح لديه ... فابتسم وهو يستدير مقابلا وجهها يحتويه بين راحتيه .. قائلا بنبرة قوية
" لا يوجد ما تخافيه .. لقد طلبت منه أن يحضر جاهة كبيرة جدا... أضمن بها حقك أمام الكبير والصغير .. "
اطرقت برأسها... لكنه سرعان ما رفع ذقنها .... ليتابع توصيتها بنبرة أقوى
" يا بنتي إن لم تجدي من يغفر خطأكِ وزلتكِ فتذكري أن حضن والدك ينتظر صغيرته حتى تهرول إليه....
اياك و تصديق أن اباك قد يتخلى عنك ... انت الخير الوحيد الذي نلته بهذه الدنيا .."
كلماته جعلتها تزفر نفسا ساخنا ملتاعا ....
ضمته بقوة تقبل وجنته .... مغمضة العينين تستمد منه الأمان الذي لطالما طلبته منه ...
ارتجف قلبه الشقي ولا يعلم كم خيبة حظت بها منه
... كم كلمة منحها ولم يكن اهلا لها ...
لكنه هذه المرة كان صادقا وهو يمنحها وعدا حقيقيا قاطعا ... فهو أدرى الناس بالضلال ....
الضلال عندما تخلى عنه والديه فجعلاه يتلطم بطريق أسود عثر....
فضاع معربدا بزقاقه ، وتلاقى به مع سمر وجابر وغيرهم ...
( في تلك الأثناء )
يدس يديه بجيب بنطاله.... يشعر هو أيضا بالتوتر والندم ...
اليوم عندما أصر عليه عمه بحلق لحيته...
وقف مصدوما لدقائق وهو ينظر إلى شكل وجهه ...
يتلمس ذاك الشق الكبير الذي يحكي ما عاناه بطفولته ....
تمر أصابعه فوق عينه الكسول ... فيرى بشكله مسخا...
جلجل الغضب بداخله متذكرًا ما مضى .... وكأن ستار السِتر قد سقط وعراه مجددا أمام حقيقة لم ينساها انه لم يأخذ حقه من عمران !
اين العدالة بعد كل الذي حصل ؟
صوت كريم صدح منبها له من بعيد ... يلوح له الصغير بكفه ... بينما يتقدم ناحية شقيقه
ليسلم عليه مباركا انخفض أيوب لمستواه ...
بينما كريم يهتف فرحا وهو يتطلع حوله للمعازيم الذين ينظرون إليهما .. دون أن يفهم مت السبب تحديدا !
" مبارك لك ... متى ستبدأ الحفلة...."
نظر إلى ما وراء كريم فيرى امه تتقدم بخطوات تبدو واثقة ...
ويعلم أن ابتسامتها التي ترسمها الآن !!
ماهي الا مجرد مجاملة تدربت على اتقانها
هو الوحيد الذي يحفظ خطوط الحزن والفرح
كيف ترتسم على وجهها وكيف تكون ....!
كطفل صغير بجسد كبير... يتقدم لناحيتها .. فيعانق كفه كفها بسلام ... لكنه رفع كفها لفمه وقبلها بامتنان ...
سحبت سراب يدها بسرعة ....ثم احاطت كتفه ودفعته لناحية صدرها وضمته بقوة شديدة .... قائلة بصوت مرتعش
" مبارك لك يا قلب امك "
ومن بعيد يقف أحمد ... ينظر إلى
عائلة سراب ... فيهاله منظر رؤيتها مجددا ... تتوسط زوجها أولادهما .... فيشعر بالضئالة الفادحة
ويسأل نفسه مجددا .. يا ترى لو صمت وتقبل ما حدث كان من الاسلم له ان يكون مطرح زهير....
لحظات وكانت تصعد درجات منزل الوالي ...تشعر بدوار رهيب وهي تتذكر ما لم ينسى!
وتحمد الله على يد زهير القوية التي تمسكها
... الجميع قد تجمهر حولها وكأنها راعية الحفل .... رغم سنين البعد الطويلة
ربت محمود على ظهر ايوب قائلا بخفوت ....
" اذهب وأحضر عروسك ... لتخرجا إلينا سويا "
*****
يراها تقف مع والدها أعلى الدرج...
ينظر إليها من راسها حتى اخمص قدميها
يزفر نفسا طويلا مرتاحا أن فستان زفافها متحفظ كما طلب
فستان بنفشة كبيرة تبرق من بعيد .... فيراها كلؤلؤة مضيئة تلالي أمامه ...
يديه بكمين وافيين من قماش الدانتيل ...
نزلت ملاذ خطوة أخرى من الدرج ..
فتشتد عينيه قساوة عندما رأى شيطان
يتلقف يدها ... يبدو أنه نسي ان حبيبته وزوجته ماهي الا " ابنة الشيطان " !
*******
عينيها الدعجاوين لم تكن قادرة على النظر إليه ... بينما بداخلها تشعر بدفء نظراته التي تصلها . ..
عندما وصلت آخر درجة وقفت امامه وهي تمسك بكلتا يديها باقة الزهور ...
رجفة بسيطة تسللت لقلبها عندما رأته قد تخلى عن لحيته ...
نظر ايوب لأعلى الدرج ولا يدري كيف سياخذها منه دون أن يتحدث معه
...
وهناك من بعيد التقت عينيها بعينيه واقفة باعتداد...
وحمرة الشفق تلتمع بشكل واضح حتى من بعيد ،
تذكره بما اسرته له يوما
" هو الضعيف الذي سيعطيك ابنته بكلتا يديه خاضعا او مكرها... لا يهم.."
يتقدم منها على نحو خطير ... جعل عمران يرتد خطوتين للوراء ...
يسال نفسه هل يضمها الآن ؟ كم يحتاج لذلك !
لكنه اكتفى بمنحها ابتسامه صغيرة لم ترحها اطلاقا ..!
وعادت لتقارن بينهما و بين شهم مع سراب ...
صوت عمران قصف من خلفه بشجاعة
" انتبه عليها ... و حذاري أن تُهينها يوما... تذكر يا ابن الراغب انها من بنات الوالي .. وقدرها كنسبها عالي..."
كم يود أن ينقض عليه فيلكمه ويرضي نفسه !
كمية الوقاحة التي به تثير جنونه حتى يخلص عليه ...
لكنها هي .. هي فقط من تجعله يصمت صاغرا لوقاحته... !
________
تقف زلفة عند السور الحجري .... تنظر إلى الأراضي التي تحيط بقصر الوالي
يال فشاحة مكاسبه وغناه ...
رغما عنها تسأل من اين له هذا ؟ ؟
هل رزقٌ بعرق الجبين ... ام اكل حقوق العالمين كما اكل حق امها بأرضها التي ورثتها
....
" يبدو أنك سارحة بأمر شديد الاهمية..."
لم تضطرب حقيقة لانها لاحظت عينيه التي تلاحق بها من ساعة دخولها ...
انتظرها احمد أن ترد عليه... لكنها صمتت للحظة قبل أن تقول بهدوء بارد
" هل تعرف بأي ناحية هي ارض امي ؟ "
اتسعت عيني احمد ... ثم نظر حوله ليتأكد انه لم يسمعها أحد ...
فهمس موبخا
" هذا من شأن امك ... لا تسألي عن أي شيء هنا.."
استدار بنية المغادرة ... فاوقفته ضحكتها ... وهي تستكشف سر خوفه
" هل تخاف الوالي .. أنت أيضا "
اقترب احمد منها... يقف امامها ...
ان زلفى ليست سهلة على الإطلاق رغم سهولة التعامل معها انها مثال لعبارة
" السهل الممتنع .."
رد احمد باختصار .... وهو يتطلع الي عينيها الغريبتين ...
" لا اخافه .. لكن ما تسألين عنه فهو من الأمور التي تخص الكبار..."
ردت بقوة و وجنتيها تتغضنان غضبا
" الكبار قدرا و عمرا؟ ... ام الكبار سُلطة و جورا ؟ "
وقف احمد مصدوما لبرهة ... يبدو أن ابنته تعرف الكثير...و الكثير مما لا يجب عليها أن تدري به ...
فرد قائلا بروية ليست من صفاته
" يا ابنتي..."
فهتفت زلفى مقاطعة كلامه بنبرة شديدة اللهجة
" يا عم ... سألتك سؤالا واحد .. أين مكان ارض أمي ؟"
كلمة واحدة اخرسته " يا عم " كانت بمثابة صفعة لطمت الامل الذي بداخله بضم أولاده
تحت جناحيه...
هو لم يربيها ... لكنها ابنة صلبه .... يهمس بداخله كيدا
" عيب كبير أن تنكري ابوتي لها "
تراقب زلفى شفتيه التي تتحركان بتمتمات لا تعيها
فقالت بنبرة مستفهمة
" هل قلت شيئا يا عم ؟ ... "
تثير غضبه .... وتثير الجزء الغيور بكينونته
اغمض عينيه وهو يقول
" هل سراب جعلتك تنكرين وجودي؟ حتى تناديني يا عم ! ... "
شهقت مصدومة تنظر إليه بعينين متسعتين و بحاجبين مرتفعين ...لكنها تمالكت نفسها اخيرا وهي تقول منهية النقاش معه
" انت من انكرت نفسك بنفسك .. لا تحمل امي أسبابا أنت افترضتها ..."
ابتلع احمد ريقه بصعوبة ... يده ارتفعت لتمسح جبينه الذين ظنه قد تعرق وقد حشرته بالزاوية ....
مرت من جانبه وهي تقول معترفة بلذاعة
" انا اعرف كل شيء ... كل شيء قد يجعلني أقف اليوم امامك وانا امنحك اعذارا حتى اقدر على النظر لوجهك كوالد لأيوب .. "
كانت كلماتها كفيلة لتلجم لسانه.... اخفض احمد راسه بينما هتفت زلفى بهدوء
" بابا انتظر ...."
ارتفع رأس احمد بسرعة البرق .... و سرعان ما نشبت بصدره نارا اكلت حطب قلبه وهو يراها تلحق بزوج امها وتعاونه بنقل هدايا الفرح التي أعدتها سراب.. !
________
صامتين يجلسان بجانب بعضهما ....
ما سر صمته ... هل شعر بأنه تعجل الزواج منها....
بينما هو يطرح ذات السؤال
هل تشعر بالنفور منه ....؟!
كفه امتدت لتمسك بيدها ... يشدد من ضمها بقوة غريبة،... جعلتها ترفع رأسها إليه
فتهمس اسمه من بين شفتيها الخمريتين
فيتدارك الموقف عندما أرى توترها
تتحرك شفتيه ببطء شد تركيزها قائلا
" احبك "
" الأأااان ...ابتسمت .. والله ابتسمت الحمد لله.... "
أمسكت ديالا بأصبع فريدة التي اشارات ناحية العريسين... واخفضته بعيدا عن أنظار المعازيم ...
تطلعت ديالا حولها بوجل .... خوفا من أن يكون قد رآها أحد .... هتفت موبخة
" ستفضحيننا ... "
مطت فريدة شفتيها وهي تقول بذنب
" لم اقصد..."
عينها اصطدمتا به .. تشعر أنها رأته من قبل .. شعره الكث بدوائره الزنبركية ... جعل فضولها يأكلها وهي تتذكر اين رأته؟؟
مشت لناحيته تاركة ديالا وحدها على الطاولة .... تقضم شفتيها ... وعينيها تضيقان كمحاولة فاشلة لتذكره
رفع غيث كأس العصير لفمه ... ثم أنزلها مصعوقا عندما رأى تلك الفتاة تتقدم لجهته ...
نظر غيث بغرابة للوراء فتأكد انها قادمة إليه .... ثم أعاد النظر لناحيتها يكز على اسنانه مبتسما بغيظ .... يلعن صداقته بمراد و ايوب
هتفت فريدة بانتصار
" تذكرتك انت الذي أتيت إلينا قبل فترة مضت وسالتني عن عمي.... شعرك مميز جدا ... لذلك تذكرتك سريعا "
شحب وجه غيث ... ثم قال مجاملا... يحاول التملص من وقوفهما سويا
لازال يتذكر جنون أخيها و قبضته الفولاذية التي اردت ايوب أرضا
ابتلع ريقه وهو يمسح المكان بخوف ... ثم قال لها
" اه تذكرتك جيدا ... عن اذنك. "
استغربت فريدة سر هروبه ... لكنها سرعان ما ابتسمت برضا وهي تلعب بشعرها ...
" يبدو أنه معجب بي ... نظراته توحي لذلك"
تنهدت بحالمية وهي تنظر ناحية ايوب و ملاذ ... تتمنى أن تزف عروسا مثلها
**______________
رائحة التوتر قلت لكنها مع ذلك لا تشعر بالاطمئنان الكلي الا بقرب زهير ....
عينيها تبحث عن ضالتها .. ... نهضت لتتجول بحثا عنه ... لكن احمد اقترب منها قائلا بجمود
" ذهب ليعدل اصطفاف السيارة ...."
هزت رأسها ... و صمت كلاهما صمتا لم يدم طويلا... مسح احمد شعره ثم قال معتذرا ...
... مستسلما ...
" انا آسف .. سامحيني " ...
نظرت إليه متعجبة ... لكن احمد قال مبررا
" أظن اني ايضا خسرت أكثر مما استحق... خسرت زوجتي التي احب... وخسرت ابنتي قبل ان ترى النور ..."
شعور القهر اختض بداخلها.... بعض الاعتذارت إن اتت متأخرة فبماذا ستنفع؟
اشاحت بصرها عنه ... عينيها الزيتونيتين برقتا بغلالة دموع لامعة ...
لطالما تساءلت لو لم يظهر زهير بطريقها
ما الذي كان سيحصل بها و بابنته التي أنكر ابوتها؟
إن سامحته بحقها فهل ستسامح بحق ابنها ... وبحق ابنتها
" بعض الحقوق إن سلبت لا عفو يشملها ولا غفران "....
همست سراب قائلة بغل رغم نبرة صوتها المنخفضة
" سامحتك بحقي منذ أول يوم.... لكن حق أبنائي لا أظن اني سأقدر على مسامحتك به ...
لقد ظلمتهما قبلي ..."
رد صائحا بدفاع ..
" كنت مجروحا ... و مطعونا برجولتي مما حصل"
هزت رأسها بيأس وقد عيل صبرها
" وانا تدمرت... !! "
ينظر إلى وجهها البهي ... فيرجع إلى الوراء بذكرياته معها
وردة ! ... كل مساء كان يهدينا وردة حمراء تشبهها بجمالها ... يسترضيها بها عن تأخره بالسهر مع رفاقه
همس احمد بنبرة متأثرة ... وعينيه تنسدلان بطيف تلك الذكريات
" تذكرين الورود الحمراء التي كنت استرضيك بها ؟..."
جمدت قسمات وجهها ... لكنها سرعان ما نفرت منه ... اذا كان لا يحترم انها تزوجت فليحترم زوجته!
ابتعدت سريعا عنه بعد أن شزرته ينظراتها
خطوة واحدة أو خطوتين وكان وحش الماضي يحاصرها من الأمام والخلف ....
" عمران " بلوتها ... التي وقعت على رأسها يقف أمامها الآن ....
أكثر ما تخافه أن يكون وجودهما واقعا ووجود زهير حلما اختلقته..
تنفسها بدأ تعلو وتيرته رغما عنها ...
تبحث بجميع الجوانب فتطمئن روحها المتخبطة عندما رأت زلفى تمشي الهوينه إليها ..
عيني عمران تنظران لحبه الوحيد الخاسر ....
ووشم اسمها الذي فوق صدره .. بدأ ينخزه بشدة ويحرقه ...
كيف له أن ينسى امرأة أحبها ... امرأة يرى بوجوه كل النساء وجهها !
قدمي احمد تحركتا إليها.... لكن ظلا اسودا سمّر قدميه أرضا
اليوم أدرك احمد معنى أن " الخطوة التي تتأخر عنها سيسبقك إليها من هو أكفأ منك !"
أحاط زهير كتفها .... ملامح لا توحي بأي توتر ...
لكن ايوب كان يسارع الخطى ... ناحية امه مقررا بجنون ذبح عمران ..... ركض احمد معترضا طريقه ...ودفعه من صدره حتى يغير طريقه.... أمام مرأى جميع العيون الفضولية
______/
" أنتما توقفا لحظة .... "
نظر مراد ناحية غيث ... وقال بهمس خافت
" يا حبيبي السفاح أتى "
رد غيث بضيق ..
" سفاح من ؟؟ .... هل تعرفه "
استدارا الاثنين ناحية شهم ... الذي وقف أمامها كالطود ..
فقال مراد متلعثما
" أهلا .... أهلا سيدي...."
طقطق شهم عظام رقبته مما جعل مراد يهمس بنبرة مرتعشة وهو يرى تجهم ملامحه
" خير ..يا سيدي ..."
همس شهم باستدراك وهو يربت فوق كتفه بخبطة قوية
" كل خير يا عزيزي ... منذ زمن لم نرى طلتك البهية عندنا بالقسم... فأحببت الاطمئنان عليك ربما تكون قد انعدلت وتهذبت اخلاقك"
اطرق مراد رأسه ارضا ... شاعرا بارتفاع حرارة أذنيه .. فرد بانصياع
" تُبت... توبه نصوحة .. وإن شاء الله لن اسرق ..."
تظاهر شهم بالتصديق وقال وهو يهمس للاثنين بوعيد
" انا لست ابلهًا حتى اصدق كذبك انت وهو ....
لا تظنا اني لم اتذكر سبب وجودكما عند قصر الوالي ... جربا أن تفعلا شائنه واحدة... وستريان العجب!"
ربت على كتف مراد مجددا قائلا بصلابة
" تذكر يا مراد..."
ابتسم مراد له إبتسامة صفراء ... لكنه اومأ صاغرا ...
وابتعد شهم عنهما .... لكمَ غيث كتف مراد وهو يهتف مشتعلا بغضب
" من حضرته ...؟"
رد مراد متفكها وهو يمسح وجهه
" السفاح ...هذا الرائد شهم الجابر والذي لديه سحر غريب بشخصيته.....
تخيل بكفٍ واحد يسحب اعترافاتك بما فعلت ولم تفعل!"
_________
( بعد لحظات )
تتنشق ببكاء حاد فاض من مقلتيها....
لا تصدق ما حدث منذ لحظات لقد راته كيف تحول وتهجم على والدها محاولا ضربه
تفكر بجنون اي احترم تنتظره منه ؟
يبدو أنها البداية فقط ...
اوقف السيارة .... صارخا بها ...
" انزلي..."
انتفض جسد ملاذ بشدة .... بينما هو سارع ليفتح الباب من ناحيتها ... فامسك بذراعها يجبرها على النزول ....
يقفان بمنطقة مقطوعة عن البشر .... تنظر حولها فلا تجد الا ضوءًا ساطعا من الفندق الذي سيبتان به ....
احتضنت جسدها وقد شعرت بالبرودة تتخلل اوصالها
بينما أيوب... يقف متخصرا ينظر إلى سماء بتعب جم ....
همسها خرج ضعيفًا من شدة البكاء
" ندمت..."
اتسعت عينيه بشدة ... بينما استدار إليها... محتويا وجهها بين راحة كفيه
" كنت لأكون اشد ندما لو تركتكِ له "
يتغضن جبينها ... وتبكي عينيها بحزن ...
فيسيل خط الكحل على كلا وجنتيها ...
رفع رأسها
" هو ابي..."
يهز رأسه رفضا قاطعا وهو يهمس بجنون
" انا .. انا زوجك ... انا ابوك ... انا كل ما تحتاجينه "
يضمها لصدره النافر بقوة انفعاله .... وهو يهمس بمشقه
" وانت أيضا كل ما احتاجه "
يسمع تنهيداتها على صدره فيرفع رأسها إليه... يمسح دموعها ... وكلا ابهاميه يمران على شفتيها الناعمتين ....
سكن كلاهما... بينما أيوب انخفض ثائرا ليلثم حدود فكها ....
رفع رأسه عنها بينما يقول
" اصعدي للسيارة .... الليلة لن نفكر بأحد سوانا..."
_________________
جسدها يختض برجفة تعيث بسنين وعلاجها فسادا ....
يجلس معها بالكرسي الخلفي للسيارة .... يحتضنها زهير كأنها إحدى بناته وليست زوجته ...
يده العطوف تمسد فوق جسدها بحنان بالغ .... رفعت رأسها إليه وهي تهمس
" احبك جدا ..."
يشعر بانقلاب حالها كأنها مغيبة ..
ورغم ذلك كان هذا اللقاء المحتم لا بد منه حتى تواجه مخاوفها
تغيب و تغيب بصمتٍ مطبق ثم تعود لتكرر على مسامعه ...
" احبك يا زهير"
فيرد وهو يقرص وجنتها
" وانا احبك يا ام العريس "
تكرر كلمات حبها إليه و يدها تشتد على سترته وتبكي ... فهي الضائعة بدونه.. و الخائفة من خسارته ....
انتهى الفصل، قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 03:39 AM   #129

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع و الثلاثون
امام باب المنزل اصطفت السيارة ... نظر زهير إلى سراب نظرة متأملة طويلة ...
كانت تنام بعمق بجانبه ... ككل مرة تنفلت بها أعصابها تغط بعدها بنوم طويل ...
اليوم بوابة الذكريات المترسة فتحت على مصرعيها .. وتوالت أشباح الماضي لتعصف امامها
وقوف ثلاثتهم على خط واحد... خط الجحيم
الذي جمعهم مجددا متواجهين بعد سنوات ..
كان تجديدا لصدمة قوية صعبة تلقتها سراب ...
واي صدمة...!
كان زهير يراقب انفعالات جسدها ... تغير عضلات وجها الذي انكمش بألم ... وبخوف ...
لم يكن يوما متحمسا للقاء عمران..
... لكنه اليوم عندما رأى وقوفهما متقابلين ...
تدارك مستوعبا من الذي يقف أمامها ....
لحظات تسلسلت أمامه كفلم بطيء ... يتطلع مدققا بنظرات عمران السافرة ... والتي تشع بلهفة واضحة لم تخفيها خطوط الزمن ...
ابتلعتا سراب علنا كهوةٍ عميقة ...
خوفها عظيم رغم سنوات البعد ... ومشوار طويلٍ عسير بالعلاج
اصبحت شتاتا أمام لقاء واحد ...
لقد شهد زهير جميع فصول الخيبة التي امطرت عليها ....
أصابعه امتدت برفق لتلمس وجنتها...
وصوتها يأتيه من بعيد
//////
" افتح الباب أرجوك ... افتح النوافذ... لا أحب الأماكن المغلقة ..."
حدق زهير للحظات إليها .. ثم قال وهو يهم لفتح النافذة
" معك حق الجو لطيف ..."
وعاد لجلوس خلف مكتبه ... بينما عينيها تنظران ناحية الباب . . بل تخترقان ما خلفه...
انها امرأة غُمست بالخوف ... حتى باتت خاوية بهذا الشكل الهش ... !
أشارت نحو الباب بسبابتها الظاهرة من كم السترة... وهمست باستجداء
"افتح الباب .... "
صوته كان رغم هدوءه صارما ... بينما عينيه لا تحيدان بعيدا عنها ...
" الباب مفتوح بالفعل ... ما دام لم يغلق بالمفتاح ... "
نظرت إليه بحيرة.... بينما هو يشير للنافذة التي خلفه .... قائلا ببساطة
" إن شعرت بالخطر من نحوي ... وإن لم ينقذك اخاك الذي يجلس خلف هذا الباب....بإمكانك رمي نفسك من النافذة ... "
ملامح وجهها انبسطت... بينما عينيها الخضراوين ساهمتين تنظران لما يشير إليه...
وكأنها استحسنت الفكرة!
..........
يبتسم لها مطمئنا ... بينما يقول وهو يتلاعب بأزرار المسجل صغير ...
" الجلسة ستنتهي لكن بعد أن نلعب لعبة ، سأذكر اسما وتقولين عنه اي كلمة تخطر ببالك دون تفكير"..
أغمضت عينيها مستسخفه كلامه ... لكنها اومأت على مضد عل هذه الجلسة تنتهي وتغادر بأقرب فرصة
قال زهير بخفوت ....
" سامر..."
ردت بتعثر ... وصورة أخيها تتشكل أمامها
" حمايتي "
تابع وهو يقول بتعجل
" كوني اسرع من ذلك ....محمود "
" طَيب "
" قاسم "
" جبان. "
يراقب اشتداد كفيها بحجرها... بينما يسال يبطئ
" أحمد..."
زفرت نفسا طويلا لافحا .... بينما زهير قال مستعجلا
" أحمد ؟"
" اناني ... ظالم "
رد زهير موضحا...
" كلمة واحدة يا سراب"
هزت رأسها حيرة مرددة ... ويديها ترتفعان نحو بطنها ...تعتصره بقوة وكانها بتلك الطريقة تتفقد جنينها
" ظالم .. ظالم .."
كان يستغل صفو انجذابها بهذه اللعبة التي ابتدعها ...
قال وهو يراقب تدرج انفعالاتها ..
" عمران "
كطلقة فجائية .. باغتها اسمه ... جسدها يإن ... صوت ايوب بأذنيها.... لون الدم ... رائحة فجوره ... تختلط الصور أمامها بينما أسنانها تصطك كرها جليا
أعاد تكرار اسمه مشددا بهدوء
" عمران ..."
صوت تنفسها يصله ... بينما هتفت بنبرة خافته... تسارع بقذف التهم
" مغتصب ... ظالم... حقير..."
جسدها يرتعش وفحيح همسه القذر يصم اذنها
" عانقيني..."
تدخل زهير بصرامة وهو يتعمد الضغط عليها
" بكلمة واحدة.."
هزت رأسها برفض... وهي تردد بجنون بنبرة صارخة جريحة
" ظااالم ... اكرهه ... اكرهه ... كم اتمنى ان يموت "
الدموع تطفر من عينيها... تنزل كنار حاميه تسلق صبرها ... بينما تقول بضعف
" أخذ مني كل شيء ... جميعهم وقفوا بجانبه .. نصروه بظلمه وغلبوني !! ... لم يعد لي ثقة بأي منهم "
ارجعت رأسها للخلف تغمض عينيها .... بينما همست بتعب وقد خارت قواها
" لا أحب القدوم لهنا ...انا لن أثق بأحد"
لكن زهير امسك المسجل الصغير .... ثم اتجه ليجلس على الكرسي المقابل لها ... يمد كفه بما تحمله... بينما يقول بود
" لا تأتِ لهنا ... لكن بشرط أن تثقي بي "
اخذت المسجل الصغير من يده... تقلبه باستغراب ... بينما زهير وقف وهو يفتح الباب.. ثم قال بإصرار
" هذه لتسجلي بها ما لا تقدرين على البوح به امام اي أحد ... عندما تشعرين انك قادرة لإسماعي ما تحتويه ... احضريها بنفسك..."
نهضت بثقل..... بينما نظرة عينيه ترتكزان على بطنها البارز ومشيتها البطيئة
" تذكري أن تكوني قوية وتحاولي لأجلها ...!"
رفعت سراب رأسها سريعا ... ثم همست بارتباك ...
" كيف عرفت انها بنت ..."
لكنه رد وهو يرفع كتفيه ... مظللا توقعها الصحيح بأن سامر قد أخبره بسر زيادة اكتئابها ...
" حدسي أخبرني بذلك ..."
_________
وبمرور السنوات وقد استنكر اللذين حوله فكرة ان التي كانت مريضته ألت زوجةً له ...
صَدقوا عندما أخبروه ان التفهم ... الذي تربى عليه وبرع به لكسب التي أمامه الان ...
سيتوتر عندما يصير حائلا وسطا بين ماضيها الذي كان معهم وحاضرها الذي معه...
فيتساءل داخليا .. يا ترى سيكون نبيلا كفاية للمضي معها بهذه الحرب التي أودقت ... !
أم يكتفي بهذا القدر ويعودا للخارج مجددا ... سعيدين يدا بيد مع أبنائهما ...
.....
********
يتبع
يمشيان برواق الفندق ... يمسك كفها بقوة … بينما هي تختلس النظر إلى ملامح وجهه…
فتشعر بنبضات قلبها تدق بسرعة غربية ...
... احست بالحرج عندما بدأ بعض النزلاء بالمباركة لهما ... لكن ايوب تولى الرد عليهم .. بينما ملاذ اطرقت برأسها خجلا
خلال لحظة كانا يقفان أمام غرفتهما ... أخذت ملاذ نفسا عميقا ... و معدتها عادت لتؤلمها فتمنت لو انها احضرت من الدواء الذي اعطتها اياه ديالا.... !
فتح ايوب الباب بالبطاقة الذكية و جعلها تدخل قبله ... خطت وهي تجر ثوبها
تنظر حولها برهبة .... فاتسعت عينيها ... وهي ترى الغرفة مليئة بالبلالين الحمراء والبيضاء ....
بينما خط طويل متعرج من الشمع و الورد المجفف يفترش الارض وصولا إلى السرير الذي حظي بنصيبه أيضا ....
استدارت ... لتشاهد ايوب الذي شغل زر الموسيقى ... مراقبا اختلاجاتها.... عينيها الطفوليتين اللتان تنظران لما حولها بانبهار ....
دارت حول نفسها …
تكاد لا تصدق ما تراه ... لم تتوقع شيئا كهذا حتى بأقصى احلامها العاطفية !
أحاط خصرها لكنها سرعان ما نظرت إليه وهي تهمس بانبهار
" لا أصدق ، كل شيء رائع وجميل ... اشعر اني بحلم!"
اتسعت ابتسامة ايوب... الذي أشعل اغنية صدحت بكلمات شاعرية عاشقة
تزيد الأمر دفئا حميميا بينهما ... قرب جسدها إليه ..، ويديه تحتضنان خصرها فيتمايل بها بهدوء ....
ارتفعت ذراعيها و تعلقتا برقبته ..قائلا بخفوت
" أتمنى أن يعجبك القميص الذي اخترته لك..."
توردت وجنتيها من قربه كيف له أن يذيقها حلاوة الدنيا ... ومرارها بلحظة!
كيف تُقلبها افعاله بين نار وجنة ...
استند راسها على كتفه ترجو بسرها
" وانا اتمنى الا يكون ما آراه الان حلما..."
ابتعدت عنه .... متجهة نحو الحمام ... لكن يده امتدت و شدتها من رسغها بقوة جعلتها تتعثر فتستند بكفيها على صدره ..
احتوى ايوب وجهها بين كفيه... وشفتيه تقبلان شفتيها بقوة ...
تشعر بضربات قلبه التي ارسلت قشعريرة في جسدها.... فجعلتها تهتز داخليا ...
لا تدري متى ابتعد عنها ... لكن حركته الرتيبة على طول ساعدها جعلتها تفتح عينيها المغمضتين ... وتنظر اليه تائهة من تخبط أحاسيسها
سارعت لتدخل الحمام محكمة اغلاقه ... ثم استندت بظهرها عليه ... بينما رغما عنها سقطت على وجنتها دمعة لا تدري سببها ...
تخلص من قميصه ... يدور بالغرفة كاسد هائج ... رفع دورق الماء وشرب منه بنهم ...
لقد وعد نفسه ووعدها انه لن يفكر اليوم بأي شيء قد يعكر صفو ليلتهما!
حاول تمالك نفسه... يشد من أزر ذاته
بأنه قد حظي بقرب اكثر امرأتين أحبهما
امرأتين لن يفرقه عنهما الا موته...
شدت مبذلها تحاول ستر عري جسدها الذي ظنته نحيلا فلا يكشف كما تراه الآن ...
قضمت شفتيها بتوتر.. بينما تتمنى لو انه يغفو الآن وتتلخص من خجلها
خرجت بخطوات خفيفة لكنه ... كان واقفا أمامها .... وعينيه المشتعلتين لا ترمشان يحدق بها بإعجاب يزيد من خفقان قلبيهما ..
وشعرها الأسود الذي ينسدل فوق كتفها الابيض يزيدها بهاءً وجمالا ...
تسمرت قدميها أرضا.... اقترب منها ليحملها بخفة....
فأصدرت شهقة خائفة .. جعلت ذراعيها تتعلقان حول رقبته
تتكرر الأغنية من جديد ... بينما هو كان يؤرجحها ببطء ويضمها إليه كأنه طفل حظي بلعبة تمناها وحظي بها
( على شان هواك بقى عندي اغلى من الحياة
لو قلت اه بقول بدالك الف اه
وكأنك انت فى دنيتي طوق النجاة
وان قلت ابعد اخاف لبعدي يكسرك
" بعشقك " )
وضعها فوق السرير ... و أصابعه تبعدان شعرها الحالك الذي غطى وجهها
بينما شفتيها انفرجتا لاهثتين وجلا.... و حدقتيها تهتزان ترقبا
يسبر عينيها ينظرته الآسره ثم انخفض نحو شفتيها .. لكنها وضعت أصابعها على وجهه تمنعه من الاقتراب ...
قائلة بفزع " لاا"
ثم استقامت بجذعها ...!
الا انه احتواها وضم رأسها على صدره... يلامس شعرها من مقدمته حتى النهاية ...
بصيرة الحب تعذر خوفها العذري .. لكن ندوب روحه جعلته يظن انها ربما خافت من وجهه ...
همس قائلا
" تخافيني.. ؟ .. "
يديها تتشبث بساعده الذي يحيط بها فتسأل
نفسها هل تخافه؟؟
هزت رأسها بنفي قاطع ... بينما ردت بتأثر
" لكن كل ما حصل منذ البداية يخيفني... وما حصل اليوم زاد من الأمر سوءا ....، ايوب"
رفعت راسها إليه .. وكأنها أدركت قربه...
كأنها الآن وعت على انها بين احضانه ... وأنها اصبحت زوجته....
صمتت ملامحها ... بينما هو كان يراقب قلقها المرتسم وضوحا ... قالت دون وعي ..
" أنت زوجي...."
ابتلع ريقه بصعوبة .... ثم تكلمت بما يجيش بخاطرها ..
" انا لا اخافك لأنني اعلم انك تحبني... تحبني لدرجة انك لم تقطع الحبل بي و تنتقم مني ... لكني .. لكني ارجوك ... لا تجعلني يوما اختار بينك وبين ابي .... هذا أكثر ما يرعبني... يجعلني اكاد اموت وانا اتخيل أمرا كهذا "
همس بصعوبة... وهو يراها كيف تجلس على ركبتيها فوق السرير... تتمسك بكتفيه ... وهي ترجوه
" انا لا اخافك ... بل احبك ... المرء لا يخاف حبيبه لكنه يخاف أن يفقده..."
ضمته بقوة ... وجسدها يرتجف كوريقة بمهب الريح ... انها تغرق بدوامة خطيرة .... دوامة الوزر والانتقام...
دوامة انها ابنة عمران... وانه ابن سراب ...
تقبل وجنته دون أن تشعر بهول ما تفعله به ... تهمس بحرارة من فوق وجنته.... تحديدا فوق ذلك الخط الذي ظنه ينفرها ....
تداوي الم ماضيه ببلسم شفتيها...
" رباه لا أتحمل أن افقدك انت أيضا... انا احبك ... احبك..."
دون أن يمنحها اي كلمة قد تريحها.... او اي وعود قد يضطر يوما للنقض بها ...
تلقفها ليجلسها فوق حجره... يبتلع اعترافاتها... ويكتسحها بطوفان مشاعره....
ومعه ما كانت ابدا لتقاوم .. او تخفي ما أضمرته نفسها ...!
( نفسى تعرف قبل ما الايام تفوت
ان عيشت العمر ليك من غير شروط
وان خيروني اعيش معاك ولا اموت
مبقتش اخاف من الموت وخايف اخسرك
بعشقك)
********
يتبع
تتقلب فوق السرير .... الانزعاج يسيطر عليها ....
شيء ما يخنقها ... لا يأتيها هذا الشعور هباءً ...
ذراع شهم ثبتت جسدها وهو يهمس بصوت ناعس
" اثبتي يا بنت الحلال ... هل تصارعين ثورا .."
شزرته بنظرة حادة ... جعلته يعرف انها عادة لطبعها الناري...
نهضت سراب من فوق السرير ... بينما هتفت بتقريع
" لا اصارع احدًا.. فالثور نائم بجانبي "
حك شهم ذقنه ... ثم قال وهو يمد يده إليها
يرتجي من نفسه بالا طويلا حتى يتحملها
" تعالي.. الا زلت خائفة على ابنة عمك ... صدقيني ايوب يحبها وهي بخير .. ثم انها ليست قاصر"
ليتها تعلم ما بها ... !
كم تكره هذا الشعور المقيت .. وتعرف ان من وراءه امرا جللا قادم ...
ارتدت روبا طويلا لكاحلها فسألها شهم بنفاذ صبر
" إلى أين ؟ ..."
ردت عليه بوقاحة وهي ترتجف من انفعالها
" لا شأن لك... خنقتني بأسئلتك .. سأخرج ولا تفكر اللحاق بي ... اعتقني منك اليوم "
توسعت عينيه بصدمة ... لكنها خرجت وقد صفقت الباب خلفها .... !
****
خرجت من الغرفة ولا تدري إلى أين ستذهب ... بل ولماذا غضبت منه اصلا!!
كم تحتاج للخروج من هنا ... انها تختنق بشدة وهو لا يشعر ....
تدور بأرجاء المنزل ... تارة تتلمس اثاثه... وتارة تجلس على أحد الكراسي
همست وهي تفرك وجهها بقوة
" ماذا بك يا سراب... تمالكي نفسك"
نظرت لأعلى الدرج ... حيث باب غرفتهما ...
ثم انخفضت نظراتها ناحية باب إحدى الغرف ... نهضت من مكانها ... فتحت الباب ودخلت...
كانت غرفة عادية تبدو مكتبا ... لاشيء مميز بها
لكن ما أثار استغرابها هو الحبل الممتد على عرض الحائط .... من بداية الجدار وحتى نهايته
دخلت بتطفل ... وامسكت بروازا صغيرا فوق المكتب ... انها صورة شهم مع والدته ... فتستغرب من عدم وجود أي صورة تذكره بابيه ...
.........
بحثت بالجوارير... و وجدت باحدها قبعة داكنة اللون.... أرادت إغلاقه .. لكن عينها طرفت ناحية ملف شفاف مكتوب عليه بخط احمر عريض ... " عائلة الوالي "
نظرت خلفها بترقب... رائحة الخطر عادت مجددا ....فجعلت قلبها ينبض صخبا ... بينما
اصابعها تتعثر وهي تفتحه لتصعق بأول ما رأته ....
صور عديدة مربعة الشكل لجميع افراد عائلتها
و فوق صورتها دائرة حمراء موضوعه فوق رأسها... !
شعرت بحمم نارية سُكبت عليها دفعة واحدة
" سراب... "
صراخه الفزع جعلها تجفل و تسارع لتعيد كل شيء....
أغلقت باب الغرفة ثم ركضت جالسة فوق الكرسي ...!
حدقت به وجهه كظيم و مكفهر . .. فنهضت لتقف أمامه ...
عينيه خائفيتن .... ام غاضبتين .. ابتلعت ريقها.. تحاول أن تنظم أنفاسها القصيرة المتسارعة ...
تتساءل بسخط
" ما الذي لا أعرفه عنك يا شهم .. اي وجه خادع تحمله "
لكنه همس بصوت بطيء قاتل .... دب الخوف بجسدها
" ما اريد قوله ..."
صرخت به مقاطعة وهي تبعد يديه عنها
" لا أحب هذه الطريقة بالكلام قل ما لديك ..."
شد على نواجذه فهمست بخوف
" حصل مكروه لأحد . . "
الا انه قال بصوت دوى قاتلا
" مزرعة الخيول أُحرقت بالكامل ... و هناك خسائر فادحة بالاسطبل "
طنين طويل سمعته يَصفُر باذنيها.... وقد شعرت أن الأخطار التي تهابها تتمثل بالذي أمامها !
___________________________________
انتهى الفصل

noor elhuda likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-04-20, 04:16 AM   #130

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جمعة مباركة💐 ..الفصلين جمال ..اخيرا تم زواج ملاذ وايوب ..بس المشهد الخطير كان المواجهة بين احمد وعمران وسراب ..سراب المدمرة لان عيلتها لم تاخذ لها حقها تكرههم وهذا حقها زي مازلفة لا تعترف بوجود احمد الي جاي الان يندم على الي عمله ويتمنى يرجع الزمن فعلا كان اناني ..شهم ياترى حيعترف لسراب ولا حيفضل مخبي عليها ومزودرعة الخيول الي انحرقت من حرقها اكيد مؤيد عشان ينتقم منها ..سراب شاكة بشهم الله يستر من الي جاي ..بس حابة اقول ان سراب صحيح خسرت بعد اغتصابها كثير بس من ناحية تانية كسبت شخص زي زهير حبها واعتنى بيها واحتواها وده الي مقدرش احمد يعمله ..اتمنى لك التوفيق وياترى في فصول في رمضان ولا حتوقف الرواية 🤔

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:46 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.