آخر 10 مشاركات
رهاني الرابح (90) للكاتبة: سارة كريفن ...كاملة... (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          174 - لا رابح - دافني كلير (الكاتـب : فرح - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          ليالى الميلاد (39) للكاتبة:Sara Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل]مالي وطن في نجد ألا وطنها، الكاتبه / اديم الراشد "مميزة " (Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          لعبة الغواية (76) للكاتبة Cat Schield .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          التنين المحارب (6) للكاتبة:Meagan Hatfield (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          361 - جزيرة الذهب - روايات أحلامى (كتابة فريق الروايات الرومانسية المكتوبة /كاملة*) (الكاتـب : taman - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: الثاني الشبابي الذي احببتوه ؟ والمفضل لديكم ؟
ملاذ و ايوب 30 71.43%
شهم وسراب 11 26.19%
ديالا و امجد 1 2.38%
المصوتون: 42. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree34Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-20, 02:14 AM   #161

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hedia1 مشاهدة المشاركة
عسلامة
تسجيل حضور بانتظار الخاتمة
هلا وغلا وانا بانتظار رأيك اكيد


Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 03:09 AM   #162

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

ختام الأوزار ( الوزر الأخير )____________
" لم اعهدك انانيا ، اعتبرني أسد دين تركك لي وحيدة بصباحية عرسنا .." واقفا بالشرفة يراقبها وهي تفتح باب السيارة لتركب وقد غادرت منزلهما للتو... كانت ملامحه توحي بحجم الخذلان الذي رشقته به بغمرة غضبها كلماتها الثائرة تركت أثرا كبيرا بقلبه رغم حقيقتها الا انها اوجعت رجولته ...نظرة واحدة هي ما منحته اياه كدليل لا يذكر على أسفها قبل ان تغادر .. !لا يدري كم من الوقت مر وهو على نفس الوقفة ساهمًا بنظراته بالفراغ.. . ظن ان تعلقها به كافيا لتنسى ابيها الذي تركها كعادته ... ولم يراها إلا شفقة عليها .."و ما ملاذ بحياة عمران ..،إلا خطيئة حية ارتكبها ... فتمثلت امامه ..... "اما معه وبرغم كل شيء كان يراها هدية انعمت عليه .. .. روته بحبها .. و سلبته براءتها بعض ضمأ... تدفقت دماءه بأوصاله ... ووصفها اياه بالأناني يوقد نيرانه بحرارة جمة لا تنطفئ.اذا كان خوفه عليها ممن حولها يعد انانية ... اذا كان تركه لها بتلك الليلة ملتقيا بأمه حتى لا يتخذ قرارا اسودا بحقهما و يضرب بعهوده عرض الحائط ويطلقها .... انانية أيضا... "فهو بذلك اناني ... اناني وبشدةٍ مطلقة ..بها.. اناني بشدة وهو يريد المستحيل ..."ذاك الجانب الرقيق الذي تحركه بداخله يجعله يتخذ نوعا حمائيا نحوها ... لكنه مطلقا لم يجبرها على شيء كان من حقه.... الخطأ الوحيد الذي ارتكبه كان بحق امه ... لم يكن صالحا ابدا ، ولا منصفا ... جمع اثنتين بحياته صاحبة الحق وابنة الضال مكانتا ابدا لتلتقيان تحت تحت جناحيه .... " ضعها على جسدك.." نظر من خلف كتفه حيث كانت امه تضع بطانية دافئة فوق اكتافه ... انحدرت نظراته لأصابعها التي تمسده بما يشبه مواساة خفية استشعرها ....رهبة غريبة لا زالت تعزل بينهما ... ربما لم تشعر بنفسها اهلا لتتظاهر بالسلام النفسي اتجاه شخصٍ انتهكها بأبشع الطرق .... شعور السعاة غمرها دون أي شفقة تدرك نحو عمران وقد وصلها خبر مرضه ... ربما الآن فقط شعرت ببعض العدالة تتخذ شيئا لحقها المنسي ... حتى لو كان مرضا سطحيا لكن الامل بداخلها يدعو عليه لعلها تكون... الذبابة التي غلبت الثور ... &&&& تراه بنظرة اخرى ... من زاوية مغايرة لابنٍ جاء ليسرق امهما و يصطفيها لنفسه دونا عنهم ...حضورها اليوم لمنزل أخيها اوضح لها اشياء خفية ... الحروب التي خاضاها كحبيبين بالأمس ... و كزوجين اليوم التف حبل ميثاقه الغليظ الذي لم يبتر حتى اللحظة ... حول رقابهما.. خانقا كل منهما الآخر دون ان يشعر تحت اسم الحب ! ومضة ارجعتها للخلف … انهيار آخر ... سقوط آخر وقفة كهذه على الشرفة ... عينيها الزيتونتين تعصفان كغابة مخيفة ... حضور عمها الذي يقف بعيدا عن امها التي تولي ابيها و عمها ظهرها من تلك الزاوية كلمات زهير المزلزلة وهو يهتف بغضب جلي " أنت دمرت ابنتي ... دمرتها يا ابن امي و ابي ..." وجنتي عمها السمراوين بطبيعتهما شابهما بعض الاحمرار الغاضب وهو يهسهس " وقت زواجك من سراب رغم رفضنا ... قاطعتنا سنوات طوال ... لقد حملت على كاهلك حمل امرأة مغتصبة وابنتها التي لم يعرف لها أب …" هدر به زهير صارخا ... وقد بدت نبرته مشيدة بالصرامة ثائرا لكرامة زوجته " اللعنة على اسبابك الغير مقنعة ... اللعنة على تجنيك قولا و فعلا على اهل بيتي ...زلفى ابنتي ... إياك ان تكرر ما قلته ... ستكون النهاية لأخوتنا "رعشة اصابة قلب انجود ..عندما دفع عمها والدها من كتفيه وهو يصرخ" استيقظ ... استيقظ و انظر ربما نعيش ببلد اجنبي ... لكن بنّانهم تشير علينا كل يوم بعد بطولة زواجك منها ... نحن ايضا دفعنا ثمنا ليس لنا ذنب به .... الم تفكر بابنتك التي من صلبك من سيقبل بالزواج منها .. لولا أن عَمر طلبها ... " نهره زهير قائلا بنبرة باترة وهو يشير للباب" اخرج ... " ارتفع حاجبي الآخر بدهشة وهو يهتف ببهوت" زهير..." لاهثا بأنفاس متعبة استدار زهير موليا اياه ظهره .... واقفا بجانب زوجته التي مازالت على نفس وقفتها ... صامتة دون ان تبنس بأي كلمة !التسجيل يدور شريطه العتيق رغم تقطع الصوت ...صوت أمها الضئيل يخرج مختنقا ... مشبعا بالألم و ...و ...الخجل من ذنب أُقترف بحقها ..! تبوح بكرهها لعمران ... وتشكي جور احمد ... تحكي ظلم الوالي ... وغصتها من فراق ايوب... ربما ما سمعته كان جزءً صغيرا لكنه ترك اثرا نفسيا مرهقا ... شعور الخوف .. الكره ..و النفور من أي رجل ... حتى عمها الذي وضع يين يديها ما ظنه سيفرقها عن امها ... لم يزدها الا حبا وتعلقا بها ....! جميعهم ما كانوا بنظرها سوى وشاة يريدون انتزاعها من دفء أمها... فبات أيوب بنظرها خطرا مثلهم لكن ظنونها خبت تدريجيا حتى هذه اللحظة.... **&***" بابا ..." بلهفة الشوق ...و لهفة الخوف ركضت نحو غرفته .. تراه ممدا فوق سريره .. فيقبض قلبها خيفة من شكل عيونه بنومته الغزلانية ... انحنت على مقربة منه ... تحتوي وجنتيه و اصابعها الرفيعة تتلمس كل نقطة بوجهه.... نظراتها تطمئنان عليه... شحوب وجهه ... الخطوط الجديدة التي بانت واضحة وكأنه اصبح عجوزا هرما بين ليلة وضحاها ... وضع امجد يده على رسغها ... بينما يدعوها بعينيه ان تخرج وتتركه لوحده حتى يرتاح ... دوار طفيف شعرت به ...اسندها حتى اوصلها نحو الأريكة فسقطت متعبة فوقها ....اما امجد ولأول مرة يشعر بوبال عجزه الكبير امام عائلته... تائها بدروبه فيلتقيهم بكل نقطة .. فلا هو قادر على المضي معهم ولا الرجوع ..مشاعر عدة هي ما سيطرت عليه..." وجوده بحياتهم دون بطولة ترجى لرجل وحيد بين فتيات الوالي وقصصهن التي لا تنتهي ... " زفرة طويلة هي ما انسلت من بين شفتيه ... أمسك هاتفه ... يعاجل الاتصال بسراب ... يخبرها باختصار عن حالة عمهما و سبب تدهور حالته ... بينما نظراته تطرف ناحية ملاذ التي تجلس بجانبه شاحبة الوجه مما سمعته..! مهمشا كما توقع ... كانت تقول صراحة وبتوبيخ ساخر " الم اخبرك .... قوتك بعضلك ... ! .. لو فكرت قليلا كان الانسب لو تركتها لا تعرف شيئا عن ابيها والذي سينهض من رقدته المريضة ويعود مجددا لاهيا بحياته ... بينما انت سببت لها ولنفسك مشكلة قوية مع زوجها..." تغضن جبينه مستفزا من سخريتها ... لكنه رد بدفاع " انا لأجلها فعلت ذلك... هذا حقها ..وليس من حق اي شخص آخر حتى لوكان زوجها ان يقرر عنها " رغم اقتناع جزء منها بما قاله ... لكنها ايضا تعرف أن عمران لا يستحق نهائيا هذا القدر من الاهتمام .... ////// بعد مضي أيام ...ممددة فوق السرير ... عينيها تتابعان تأرجح بندول الساعة الحائطية دون ان ترمشان للحظة ، وكأنها تتحدى أن تسهو عينيها عن لحظة تركيز ... ضائعة بافتراضات غير مثبتة بدليل ملموس ... تلك الغرفة مازالت تثير لديها الفضول .... تنبش شكوكها أن من وراء زوجها الذي مضى على زواجهما عدة اشهر لغزا خفيا لم تعرفه بعد .... لكنها اليوم ستكشف السر الذي طال .. اغمضت سراب عينيها الحارقتين من شدة التركيز ... وتلك اللسعات تراها صورا متراصة مجددًا لأفراد عائلتها ...التفتت نحوه .. فتراه منكفئا على وجهه نائما بعمق بينما يحتضن وسادة نومه ... تسحبت سراب من جانبه ... تمشي بخطوات حذرة على رؤوس اصابعها ... توقفت عند علاقة الثياب ونظراتها تتلصص على شهم ...اخذت سترته تبحث عن جيوبه .. فلم تجد إلا منديلا ورقيا ...أعادت السترة بينما أمسكت بنطاله .. يديها تغوصان حتى التقتطت محفظته.... عضت شفتيها... وعينيها تتسعان هولا ... وهي تراه يتقلب بنومته ... زفرت نفسا عميقا .. عميقا جدا... وقد سارعت بوضع البنطال تحت ابطها بينما اخذت تقلب محفظته ... لاشيء يدعي للقلق ...اوراق مالية …بطاقة بنكية من ناحية ! ... و بالجهة الأخرى هويته شخصية العادية ... لا تدري لما شعرت بالخيبة ... او ربما العجز عن كشف رداء شخص بهذا القرب منها .. قطعة معدنية سقطت ارضا جعلتها تتشنج ... وتقع من المحفظة من يدها.. استدار شهم مستيقظا من نومه ... والتفت متململا لناحية الصوت ... .. يراها وهي واقفة عند علاقة الثياب توليه ظهرها .. متخلية عن ملابسها بينما تضع الثياب فوق كرسي التسريحة الخاص بها ... !فرك عينيه مجددا وهو يرى انها افرغت جميع ملابسهم المعلقة على الكرسي ... فهمس بصوت نعس" ماذا تفعلين...؟..." رغم نعسه ... إلا ان عينيه تتأملانها باستمتاع ،عجلتها بارتداء ملابسها .... و شعرها الاحمر المتناثر على كتفيها الابيضين ... ردت عليه وهي تحمل ثيابهم التي على الكرسي ووضعتها بسلة الغسيل " ..جمعت الملابس التي تحتاج للغسيل .. " عقد حاجبيه ... نهاضا من مكانه ، رفع احدى ثيابه هاتفا باستياء .. " لماذا تضعين سترتي بالغسيل ..." نزعتها من يده .. ثم أعادت تعليقها مع البنطال مجددا بينما تتأفف بضجر ... ثم اقتربت منه ودفعته لناحية الحمام... ويديها صفعتا بلطفٍ كتفيه العضليين وهي تهتف بمكر " استحم يا حبيبي ... وبعد ذلك سنشرب قهوتنا قبل ان توصلني لبيت جدي .. منذ الأمس وجدي يشدد على ضرورة حضوري مبكرا " لكنه باغتها وهو يستدير حتى ينظر الى قميصها الرقيق الذي ترتديه ... اصابعه تمسك بفتحة الصدر للقميص لكنها أبعدت اصابعه بسخط ... ضحكة متحشرجة صدرت منه .. جعلتها تستفز بشدة ... بينما قال وهو يتراجع بخطواته ناحية الحمام " تختارين اوقاتا غريبة لتخبريني بحبك ..." كادت ان تنفي ... لكنها تظاهرت بالتعجيل وهي تقول بضجر " شهم .. ارجوك ليس الوقت مناسبا لمناكفتك ... اسرع حتى ادخل من بعدك " لكنه رد عليها ببساطة ... متحدثا بجدية جعلتها تفغر فمها للحظة " ... يمكنك مشاركتي و بذلك تختصرين وقتك.." صمتت ... ملجمة بقهقهته الجميلة ،والتي توارت مع اغلاق باب الحمام …!انحنت سريعا واخذت القطعة النقدية ، ثم أمسكت بحافظته وأرادت ترتيبها كما كانت قبلا ... فشهم تحديدا كان يدهشها بالعلامات التي يتركها على اشياءه الخاصة .. فيعرف إن لمسها احد من بعده دون الحاجة لسؤال ! لمحت بطاقة مقلوبة بجيب شفاف صغير .. صارعت لاخراجها ...رغم توترها الكبير صوت المياه المنهمرة ، جعلتها تعجل بحركتها ... أخرجت جزءا منها... عينيها تدققان بالجزء الظاهر تقرأ ما هو مكتوب ... توقف صوت المياه ..، جعلها تسارع لإعادتها كما كانت بسرعة قصوى أعادت كل شيء لمكانه ...ثم فتح الباب ... صدرها يرتفع وينخفض رغما عنها بانفعال ... عينيها تنظران إليه بتدقيق ... وأول ما خطر ببالها وهمسته بسرها…… كاذب ! بعد ان تأكدت من حقيقة عمله بالبحث الجنائي !_____**** واقفة تحت رذاذ دش الحمام …تنهمر المياه كلسعات ابرية فوق رأسها ..، تعود للوراء لأول مرة رأته بها ...، لأول مرة من كل شي عاشته معه من صراع ... و جدال ... وحميمية !شهقة افلتت من شفتيها و كأنها غرقت بشبر ماء .. اخذت سراب نفسا عميقا ... عندما سمعته يطرق الباب وهو يسألها " انت بخير .. ؟ " حمحمت قبل ان تقول بصوتها الابح .." نعم .. دقيقة وسأخرج حالا ...." مسحت وجهها بعنف ... أسنانها أضرست وهي تقول بوعيد .. " لقد أخبرتك سابقا يا شهم اغفر كل شيء الا الكذب ..." خرجت وهي تلف نفسها بروب الحمام.. ينظر إليها بغرابة ... وهو يرى وجهها شاحب البياض .. مشى نحوها ... ينحني برأسه وكفيه تمسحان .. خدها ثم تمسكان يديها الباردتين جدا .. فقال مصدوما " يديدك كلوح ثلجي .. ستمرضين ..." اطفقت شفتيها للحظة ... ثم تحركتا ببطء وهي تسأله ببرود عميق تملك روحها وجسدها " تخاف علي ؟..." هدرت نبضات قلبها ، ... وكأن حفنة من الدماء اندفعت الى قلبها لتحييه رغما عنها ...نبضة اخرى ... ودفعة من الانتشاء تُباغتها مجددا ...مع همسه الدافء " اخاف عليك اكثر مما أخاف على نفسي ..." شهيق دون زفير ... وقد اصطبغ وجهها بحمرة دافئة صهرت جليدها ، و لحيته الشقراء تحتك ببشرتها الناعمة... قبل خدها سريعا ثم نظر الى عينيها ... تمالكت أنفاسها محاولة تنظيم تسارعه.... لكن عبق عطره ملئ رئتيها وكأنه يتعمد غزوها من الداخل والخارج.... ! لعنت نفسها سرا .. اين ذهب اعتدادها ... كيف لها أن تستجديه و تضع حدا عن سبرهِ اغوارها ؟... لقد وقعت حصونها تحت إمرّتهِ .... وما هي الآن الا مهزومة منتصرة ... !بكل مرة يترك لها زمام الأمور بقيادتها ... متى اصبحت سهلة المنال...،راغبة الوصال ؟ تشبثت بجسده ويديها تلتقان حول جذعه ... بينما يديه احداهما تضم جسدها والآخرى تضم رأسها فوق كتفه .. تمسد شعرها بحنان ارسل قشعريرة لجسدها ...استندت عليه .. مغمضة عينيها ....بعد أن كانت سندا لنفسها ... اصبحت تتكئ عليه وكأنه جدارها المتين الذي لا يزول ...وأمام الإحساس بالأمان تحركت عواطفها الخامدة .. و غفل العقل ...!&&&&&& " ... اذلاله جعل بنفسي شرخا لم يلتئم خلال عشرين عاما من الإهانة بل ازداد قيحه التهابا......، اليوم وبعد عامين من وفاته... لم ارفع رأسي بها الا بينكم رغم تهيبي من الحديث عن نفسي سابقا !... " لم تكن هذه كلمات عادية جالت بلحظة تأثر و تلاشت .... لا يشعر بمعنى الكلمات ... الا من ذاق ويلات الوجع .... لقد سمعت من كل امرأة معاناتها .. لقد وجدت قصصامنفرة تحكي حقارة وهيمنة ذكور ... بمجتمعن ذكوري بشكل بحت ... يعطي للرجل اعذارا وحصانة وتفرض على المرأة ما هو فوق طاقتها من التحمل ... مع ذلك جميعهن كانت كلمة " اصبري" هي الحل الذي قيل لهن من اسرهن .. تمشي بخطوات بطيئة عائدة نحو المنزل ... تمني نفسها بحمام دافئ ... قبل أن تنام لساعات طويلة ... هاربة من تلك الندوة التي اقحمت بها من السيدة هند زوجة الدكتور محمود... لقد استهلكت تماما ... انعكس الوجع عليها .. وعاد مجددا ... لسعات الحزام... الصفعات كلها عادت ... والكلمات الدنيئة التي لوثت سمعها ... ربما لو طالت الندوة دقيقة اخرى كانت ستفقد نفسها ... وتصيح باكية بأعلى صوتها ..." دكتورة ديالا ... انتظري..." همس مألوف اتى من خلفها ... لم يكن لها القدرة على الاستدارة ... قدميها تسيران لوحدهما مسيرتين نحو المنزل خطوات المرأة مع صوتها المرتفع اوقفاها .... استدارت ديالا ملتفته نحوها... عاقدة الحجبين ... ابتلعت الأخرى ريقها وهي تقول باعتذار " انا آسفة على إيقافك يا ابنتي...." خرج صوت ديالا منهكا ... شبيها بملامحها المنهكة ... " لا عليك يا خالة ..... كيف اساعدك..؟ "ابتلعت المرأة ريقها مجددا وهي تتطلع حولها ثم قالت بتردد و تلكؤ " انا اكون جدة ايوب .. اقصد ...اقصد جدة محمد شقيق ايوب… " تذكرتها ديالا سريعا وقد حضرت المرأة بطلبة أريام و زفافهما ...هزت ديالا رأسها ثم قالت محاولة شق شفتيها لإظهار ابتسامة مجاملة " نعم تذكرتك ...." فركت المرأة كفيها وهي تقول بشفقة ..." اقسم لكِ اني احبك وادين لكِ كبقية اهل البلدة ... لذلك لا يرضيني ما يتداولونه بينهم .." تغضن جيين ديالا ... بينما ضاقت عينها الملتهبتين باحمرار من التعب... فتابعت المرأة .." زوجك السابق يقول انك هربتِ منه ... وهذا جعل الالسن تتحدث يما لا يليق بك ..." شحبت ملامحها الجميلة . .. وقالت على مضض " ماذا يقولون ؟" نظرت المرأة نحو الارض ... ثم اجابت بوجل " يقولون أن لك علاقة عاطفية مع ابن عمك ... جعلته يعود من سفره .. وتتطلقي بعدها بمدة قصيرة .. " صفير طويل ما سمعته باذنيها ... وضعت يدها فوق اذنها تضغط عليها بانزعاج ... تراجعت خطوة للخلف وهي تسأل مجددا ببهوت" ماذا يقولون ...." لكن الاخرى ردت بنبرة مواسية " ليس مهما ما يقولوه ... لكن الافضل الا تبقي مع ابن عمك في بيت واحد.. اما ان تتزوجا و تسكتا الألسن ... او يترك هو المنزل و ينقذك من افتراءاتهم .." تغلغلت الدموع داخل عينيها ... لم يكن لها القدرة الكافية على اجابتها ... ولا القدرة الكافية على تقبل نصيحتها … تمتمة صغيرة خرجت من شفتيها وهي تعود للخلف منهية النقاش ... وهربت مبتعدة... لازال الظلم يخيم عليها مجددا بسحابته السوداء الغير ممطرة بغيث يحيها ...! فتحت البوابة بقوة .... جسدها يترجف من راسها حتى اخمص قدميها ... الى متى ستعيش بين ظنون البشر ؟ الى متى ستبقى متصدرة حديثهن بافتراءات على عرضها لا ترضي الله.. !! صعدت الدرجات بسرعة فائقة... بينما ام امجد كادت ان تعترض طريقها لتسألها بفزع عم بها ... لكن ديالا ارتطمت مصطدمة بها مندفعة نحو غرفتها ... وقفت خلف الباب.. تضم يديها خلف ظهرها ... وصدرها بدأ ينهت بأنفاس مؤلمة حُبست بصدرها ... سقطت على الأرض ... و أنينها ارتفع ببكاء لا قدرة لها على اسكاته ....." الى متى ؟ ..... " لم يكن سؤالا بل قنوطا من حالها الذي وصلت اليه ...طرقات فريدة على باب الغرفة وهي تطلب منها ان تفتح الباب لكن ديالا حركت رأسها رفضا وهي تتوسلها الابتعاد ولو للحظة لتختلي بنفسها للحظة بعيدا عن تبادل اي كديث ...مسحت وجهها ...ورمت حقيبتها فوق الكرسي...ثم سقطت فوق سريرها مدمرة كليا .. لتغط بنوم عميق .. عميق جدا .... !/////تتظاهر بانشغالها بوضع الصحون فوق الطاولة ... دخلت سراب الا ببيت جدها وقد وصلت للتو ...!ابتسمت جدتها التي كانت جالسة بصمت فوق مقعدها .. فتهللت أساريرها فور رؤيتها ...، مشفقة عليها وعلى جسدها الذي بدا شديد النحل انحنت سراب لتقبل خديها وهي تضمها بحب ... نزلت فريدة من الطابق العلوي... ويبدو على ملامحها الخيبة .. رغم ان امها حدجتها حتى تصمت الا أن الأخرى لم تفهم وقالت بحزن " لم تفتح لي ... قالت لي اتركيني لوحدي " مدركة لوجود سراب ... عضت فريدة شفتها السفلى وقد فهمت الآن سر نظرات امها التي اغمضت عينيها متمالكة اعصابها ...صدح صوت سراب الابح وهي تقول مستفسرة " ماذا بها ديالا ...؟؟" ردت فريدة بلهفة .. لتزيد من الأمر سوءا امام جدتها و سراب ..." لقد كانت تبكي ... انها منهارة فعليا ،...لقد ابتعدت عن غرفتها بعد ان رفضت دخولي اليها ..."همست جدتها بنبرة مرتعشة وهي تضغط على يد سراب " سراب صعدي إليها .. واعرفي ماذا بها ... قلبي يأكلني عليها ...لا بد ان هناك أمرا ما جعلها بحالة كهذه " اشتدت شفتي سراب .. وهي ترمق زوجة عمها بتشكك ... فما كان من الأخرى إلا رمقها بتساؤل عم تقصده ردت سراب على جدتها بلطف " لا تقلقي عليها .. دعيها ترتاح الآن ثم سأصعد لغرفتها واعرف ما بها ..." هزت الجدة راسها بضعف ... بينما فريدة أمسكت يدها لتسند جسدها الواهن تعيدها لتجلس بمكانها ...تقدمت سراب ببطئ نحو زوجة عمها ... ووقفت أمامها باعتدادها المعهود ... ثم همست وعينيها تبرقان " اذا كان لك يد بما... س" لكن زوجة عمها اخرستها وهي تنهرها بغصب من بين اسنانها المطبقة" اقطعي راسي...!!.." ابتسامتها الجانبية استفزت زوجة عمها.. التي تابعت حديثها " لم تصلي بعد وبدأتي بافتعال المشاكل .." ضحكت سراب بحشرجة وهي تقول ببساطة ... واناملها تلامس أصابع زوجة عمها التي اشتدت فوق المقعد الخشبي " اظن انك تشدين على أعصابك اكثر من اللازم . ... رؤيتك لي ستتزايد هذه الفترة و اشتداد أعصابك سيؤثر سلبا عليكِ " لقد نجحت بإلجامها ... انها سراب ومن القادر على الدخول معها بسجال دوما هي المنتصرة به دون أدنى شك... واقفة بالمطبخ تعد له الطعام قبل ان يتناول ادويته ... لازال والدها مُتعبا ولا يغادر فراشه الا وقت الحاجة...خلال الفترة السابقة كانت ديالا هي الاكثر زيارة بداعي فحصه ليس إلا...بينما امجد اكتفى باتصالات يومية مطمئنا عليها إن كانت تحتاج لشيء ما ...تركت ما في يدها وقد شعرت بدوار الحمل يلف بها اغمضت عينيها للحظة ثم أخرجت هاتفها من جيب سترتها و تسرب إليها الاحساس بالاحباط ككل مرة لا تجد بها اتصالا او رسالة من ايوب ... خاصة وانه منذ تلك الليلة لم يسأل عنها ... !فيزداد جنونها وهي تتفقد ظهوره الأخير على التطبيقات التواصل الاجتماعي ...سعال والدها جعلها تنهض مسرعة نحو غرفته .. جلست بجانبه بهدوء ويدها تربت بخفة فوق ظهره .. لكنه اعاد إسناد جسده على السرير و همس بإرهاق" لا تقلقي انا بخير...." اغمض كلتا عينيه ... بينما شفتيه انفرجتا لاهثا بتعب وكأنه كان يمشي اميالا طويلة ... ينظر الى وجهها الذي ازداد بياضا واضحا ... الى شعرها المعتم و المرفوع بإهمال وتلك الخصلات الطويلة المتهدلة لتنزل بحلاوة على كلتا صدغيها .... ابتسم عمران بألم وهو يعيد شعرها خلف اذنها متمتما" ..وجهك قمرا أحاط الليل السرمدي نصاعته ..." كنت تظن انه احدى الحالات التي كان يهذي بها مؤخرا ...فلذلك لم تدقق بما يقوله ...لكنه تابع بنفس النبرة المتهدجة " يا ملاكًا مقدس نشب من ضلع شيطانٍ مدنس ...." انعقد حاجبيها ... بينما ارتخت اهدابها وهي تسبلهما بتأثر كبير!قد يشتم الشخص ممن حوله لكن أن يتحدث عن نفسه بهذه الطريقة ... كان شعورا مقيتا بالنسبة لها... لكنه منحها ابتسامة مريرة... وهو يسألها " اي ألم اسببه لكِ" "بابا..."لم يكن نداء بل كان استجداءً وهي تستند برأسها على كتفه، قبّل رأسها ... فيتذكر اول مرة امسكها بها بعد ان ولدت ... الشعور نفسه يتردد بصدره .. اهتزاز داخلي ذو رهبة ؛ يرنو اليه بكل مرة تضع راسها على صدره ...لم يكن قادرا على حفظ الأمانة .... لم يستطع أن يفي بالوعود التي قطها لسمر ...... ومتى كان وفيا ؟ لاحظت اهتزاز صدره ..، بقيت صامتة دون ان ترفع رأسها .. لم تكن ستتحمل ان ترفعه فتجد الدمع بعينيه ... لن تتحمل مطلقا ان تخذله قوته…تقوست شفتيها وهما ترتعشان بتأثر ... بينما يده التي تحيطها ارتفعت نحو كتفيها لتضمها إليه.... ".. قُلبت سكينك لتنحرك..."صوته الثائر بتلك المواجهة العنيفة جعلت جحافل الكره والغضب نحو ايوب تتحفز ... ابعد جسد ملاذ عنه وهو يسألها " لو قلت لك اتركي ايوب ...و عودي لتسكني هنا معي... توافقين؟؟" لم يكن طلبه منطقيا ... او يدل على حالة شخص سوي ... ولو كان كذلك ... سيكون بأقصى حالته انانية وقسوة .... نظرت ملاذ إلى عينيه ، ثم هتفت بما يشبه الانفعال " تريد مني أن اتطلق؟؟..." الخيبة ظهرت بائنة على وجهه ... ربما غذاه الهلع من بقاءه مريضا و وحيدا... وموته وحيدا ...! لكنه عاد. ليقول بعنجهية " اريام كلمة واحدة و اجيبني بصدق " والكلمة التالية قصفت فوق رأسها كردم من حجارة صغيرة متتالية السقوط .. لكنها موجعة " ايوب اعتدى عليك قبل الزفاف ؟؟..."زفير طويل لفظته ....لكنها نحت خجلها جانبا وهي تسأله بنبرة مهتزة " بابا.. سألتني هذا السؤال مرتين .."رد عليها باستياء دون ان يطرف رمشه " ولم تجيبيني ..." هل حقا يشك بنوايا أيوب بعد الذي حصل و تزوجها؟ قالت بقهر .. وبوجيعة لإمرأة احسنت اليها ، لم تعاملها بذنبٍ اقترفه ابيها ...." اني ارى الآن حيرتك ...استشعر خوفك من ان اقول لك نعم فعل .. رغم اني زوجته ..." تجمعت الدموع بعينيها وهي تسأله بألم " ماذا سيحصل ان اخبرتك وقلت لك نعم فعل ..ستطلقني منه ؟؟ ..... كيف سأربي طفلي لوحدي ... هل اجعله يعيش مأساتي ؛ ويكرر نفس الحياة البائسة ... هل سأجعله متلوعا وهو يتخيل أن والده سيأتي غدا ليزوره ويأتي الغد ويخيب ظنه باليوم الذي بعده ..وبعده ..ثم ماذا..؟ " لقد كان انفجارا ... كان احتقانا بكلمات تزاحمت وضمرتها بنفسها ..شهقت ببكاء وهي تسأله بغضب" ام تريدني أن اتنازل عنه و اعطيه لأبيه ... فيعش مأساة كلينا مجددا ...." وقفت على قدميها رغم اختضاض جسدها...ضربت صدرها بقوة وهي تقول له بقهر ..." هذا ظلم ... هنا بصدري قهر انت لا تعرف عنه شيئا بابا ،.... لقد قهرني جدي بنظراته .. بتميز أحفاده ... لقد قهرني وهو يشتمك امامي ... قهرني وهو يقول أن امي عاهرة وما انا الا ابنة حرام..." صرخ بها لتصمت...ويديه ترتفعان متباعدتين تدعوها لحضنه هبطت دمعتها الساخنة على خديها ... ثم قالت مختنقة " انا ابنة القهر ... هل سيرث ابنائي ما قهرني .... مثلما ورثت عنك وزرك ..."شحب وجهه ... واظلمت ملامحه و كلماتها تخترق صدره بنقطة عميقة ذبحته .... غادرت المكان ، وهي تركض نحو غرفتها ... تنتحب دون توقف .... وهو القابع وحيدا كما كره ... ذائبا أمام اعترافها... و صوت بكاءها يصله كزلزال عنيف ....

****

noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-04-20 الساعة 12:03 PM
Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 03:12 AM   #163

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

يتبع
رغم تعبها الا ان نومها الخفيف جعلها تفتح عينيها وهي تراه يقف فوق رأسها .... نهضت جالسة وهي تهمس بصوت نعس " ماذا تفعل هنا ؟..." مسحت وجهها ... وأعادت شعرها بينما نظراته كانت تقتحم اسوارها وهو يسألها بنبرة صوته الخشن" انت ِ بخير...؟" نظرت اليه للحظة قبل ان تقصي نظراتها بعيدا وداخلها يهمس " كنت سأكون بخير لو لم أكن انا وأنت تحت سقف بيت واحد.." لكن ديالا ردت بعد برهة .. دون ان تنظر إليه " هل يمكنك ان تخرج اريد ان استحم لأنزل ..." تراجعت خطواته للوراء وهو يقول لها باقتضاب " حسنا ،.. من الجيد ان جدي خرج مع سراب و سيتأخر موعد الغداء .." هزت رأسها .. ثم نهضت ... لكنه امسك رسغها قبل أن تمشي من أمامه " ديالا هل هناك شيء ؟ .." ردت وهي تحاول تخليص يدها " ارجوك امجد .. راقب تصرفاتك معي.. ولا تقترب مني ابدا!" اكفهرت ملامحه...عينيه الكحيلتين بدا محيطهما شديد القتامة ...، شديد السواد ... ترك رسغها ، وابتعد خطوة للوراء... لكنه قال بصوت غريب " سأخرج الآن ... يبدو أن اعصابك مرهقة... لكن عندما تهدئين انا متأكد أنك ستخبرينني بما حصل " هسهست بضجر ... وهي تكتف كلتا ذراعيها " لم يحصل شيء " حاول الحفاظ على ثباته وعدم التهور .. لكنه قال بإصرار وتأكيد " حصل ، وحصل الكثير ...لذلك ستخبرينني به قبل ان أعرفه ...!"انهى كلماته تاركا اياها لتفكر ... صافقا الباب خلفه بقوةٍ تشي بما كان يكنه من غضب ...////" هل تريدين ان نكمل الى مسافة اقرب ؟" ردت سراب وهي تنظر من نافذة السيارة نحو الاسطبل الجديد... " لا ،.. اريد ان ادخله اول مرة والخيول متواجدة به و صهيلها يتردد صداه ..!" نظرت نحو جدها وهي ترفع نظَّاراتها الشمسية الداكنة فوق راسها ... " جدي أريد اخبارك بأمر مهم ؟" التفت نحوها باهتمام يصبه اليها ... ثم هز رأسه بإذن لتقول ما تريده " هناك عريس لديالا ...." اشاح الجد بوجهه عنها بينما.. اصابعه تتلاعب بقمة العكاز وكأنه يفكر ... لكنه سرعان ما نظر نحو سراب ورد عليها " إن كانت تريد زوجا ... فل تعد لزوجها افضل" ارتفع حاجبي سراب بسخط ... لكنها هدأت نفسها عن التلفظ بأي كلمة قد توقع خطتها المرسومة هباءً ، وردت بدفاع " بعد الإهانة...بعد ان تطاول على اسياده و حرمة منزلنا...؟" اطبق شفتيه بصمت.. لكنه رد منزعجا " سيقبل بها ؟؟.. اقصد هل يعرف ظروف طلاقها " ابتسمت وقالت بغطرسة " كثيرون من يطمحون بنسب الوالي يا جدي ... انت بلغها الموضوع عند اجتماعنا على مائدة الطعام ولنرى ما رأيها .. " الراحة بوجهه جعلتها تدرك ان سنارتها غمزت كما تتمنى ... فقال مكملا بصوته الرخيم" فليقدم الله الخير ..." ___________تتهادى خطواتها نزولا عن الدرج عينيه تترصدان هيئتها الناعمة ... يميل برأسه قليلا وهو ينظر الى فستانها الذي يماثل هدوءها بزرقته الناعمة ... كم يحب هذا اللون تحديدا عليها .... يمنحها هالة بهية تبرز مواطن جمال لون بشرتها وشعرها القمحي تحاشت تلاقي نظراتهما وهي تراه كيف يحدق بها، التقط سريعا تجاهلها .. انها تتعمد ذلك .. لابد أن هناك أمرا ما يدفعها لتجنبه !تشاغلت بالحديث مع سراب ... التي كانت عينيها رغم كل شيء مراقبتين لكل حدث ... بينما جدتها تقدمت نحو ديالا حيث تجلس... وقالت بحنان تكنه لحفيدتها الحبيبة " الدجاج المحشي صنع لك خصيصا كما تحبينه يا طبيبة قلبي.." بينما الجميع بدء منشغلا بالآكل ... ردت سراب بسخرية لا تتخلى عنها " تسمينه دجاجا محشي... وسر لذة طعم حشوته ليس موجودا.. هل هناك فتاة تكره المكسرات!" ضحكت فريدة وهي تقول باستغراب " كما أنها لا تحب الحلويات المزينة بالمكسرات أيضأ " ضاقت عيني ديالا وهي تقول مدافعة عن نفسها " انتِ وهي لا تبدئا بي ، أكل ما اريده الطعام بمعدتي أنا ..." كانت سراب تنظر ناحية جدها والذي كان ينظر من بين اجفانه مطولا نحو ديالا ... تتطلع باستكشاف نحوهم جميعا ... فتلمس ذلك التوتر الواضح بين ديالا و امجد...نظراته ثابتة عليها لا مبالية إن التقطه أحد ما بينما هي كانت تتشاغل بالحديث و بالأكل بعيدا عنه ... صوت جدها جعلها تلتفت إليه وهو يهم بالنهوض منهيا أكله قائلا بصوت جهوري " الحمد لله.....، ديالا عندما تنهي من طعامك الحقي بي.." خُطف لون وجهها ... بينما هزت رأسها وهي تهمس " حسنا ..." تركت مافي يديها وألف فكرة بدأت تراودها هل عرف بالحديث الدائر عنها بين الناس ؟ام سيعيدها لزوجها حتى تكون واجهة حماية مجددا لأمجد.... نهضت من مكانها ... بينما جدتها هتفت باستياء " انهي طعامك... لم تأكلي بعد ... " لكنها كانت تائهة بأفكارها المتضاربة برأسها .. عندما شعرت ام امجد بنهوض ابنها أمسكت ذراعه وهي تهمس بخفوت " لا تلحق بها ... ارجوك لا تفتعل أي مشكلة مع جدك " جلس صاغرا بمكانه ... ناظرا بعيونهم جميعا عله يستشف معرفة احدهم بطلبها للغرفة " السرية " كما يدعونها !لكن أخطاره انذرته وهي الوحيدة التي كانت تجلس بارتياح ... تبتسم بظفر لا يُعرف سببه .___&&&& " لا يا جدي ... لم اتطلق حتى افكر بالزواج مجددا" لم تشعر بنبرتها التي ارتفع صداها ...و جعلت جدها يتعجب وهو يراها شرسة كما لم يعهدها من قبل ...من بداية دخولها لهذه الغرفة كانت تعرف أن وراء جدها أمرا ما يريدها ان تنفذه ، لكن زمن الخضوع و الخنوع قد ولى ...بهدوء و تريث كبير .. اكمل موضحا كلامه حتى يطمئنها " سنسأل عنه جيدا هذه المرة " ردت بنبرة قاطعة"لا"تابع محاولا اقناعها .." لن يدوم لك احد مننا ... ثم انه يعرف ظروفك .." نهضت من مكانها ونبرة صوتها تطيل بالرفض "لاا" مسد لحيته البيضاء ... ثم قال متعمدا ايلامها ... متعمدا تحجيمها حتى ترضخ و تلين! " لا تستعجلي الامر .. انت قابليه قد لا يمشي الامر كما نتمنى عندما يعرف أنك عاقر!" اطبقت شفتيها كخط واحد.. يرى التماع عينيها ببريق يجهله ، رغم نجاحه بإوجاعها.. همست بعد برهة " انا لست عاقر .. نعم اعاني من مشكلة ليست بالبسيطة لكنني لم اطمح بالبحث عن علاج قد كان ليكون قيدًا آخر يزيد من ايامي العجاف مع مؤيد...." يُمني نفسه صبرا حتى لا يفقد أعصابه .. لكنه همس بصوت خطير اللهجة " هذا جوابك النهائي " ودون صبر ردت عليه بصوت قوي" نعم... انا سعيدة هكذا " يراها بوجه جديد .. وحدسه يلتقط قوة لا يرغب بها ... وكلمة " لا " جعلته مصرا حتى تعرف ويلاتها ... خرجت من الغرفة ... بينما سراب ابتسمت وهي تنظر لظهر ديالا وهي تمشي وتبتعد عنها ... همست بخفوت " القادم هو امتحانك الحقيقي .... إياكِ و الإخفاق " ///////بعد ساعة لا يعجبه حالها ابدا تارة تبدو ساهمة بنظراتها نحو غرفة جدها المضاءة ... وتارة اخرى تصنع ابتسامة باهتة لا تصل إلى عينيها..... نظر نحو الجدة التي كسرت صمتهم وهي تقول لسراب " من الجيد انك اتيتي ...فلقد مضى وقت طويل منذ آخر مرة خرجنا بها الى الحديقة ..." مطت فريدة شفتيها ... بينما يديها تتمسكان بكوب الشاي …الخاص بها ثم قالت باستياء " لقد اقترب الخريف .. وسنحرم من هذه الجلسة ... انه فصل الكأبة ... " شدت فريدة خصلة من شعرها وهي تثرثر " انه فصل تساقط الشعر.. وهذه اكبر مصيبة .." نظرت سراب نحو امجد الذي يجلس مقابلا لكرسي ديالا ... ثم قالت بنبرة غريبة " يبدو أن موسم تساقط البشر قد سبقه.." تطلعت اليها ديالا والتي تجلس بجانبها وقالت بسخرية مريرة " .... كل فصول السنة لهم ولسقطاتِهم " رمشت فريدة دون فهم ثم قالت وقد عجزت عن فهم المقصود " افهماني ماذا تقصدان هل هي ألغاز " ضكت سراب بخفوت قبل ان تقول .. بما يحاكيه داخلها "لا اقصد شيئا عزيزتي، يقولون أن الناس يكرهون الخريف ليس بسبب سقوط أوراق الشجر.. وليس بسبب تقلب حالة الجو .... وإنما لأن هذا الفصل تحديدا شبيه بحياة الإنسان عندما تتقلب مشاعره وقت كشف زيف الود ...و عندما تسقط الأقنعة الزائفة عن وجوه من حوله ...!... " ارتفع حاجبي فريدة بذهول و همست " حقا ...؟" هزت رأسها... وهي تنظر نحو هاتف ديالا الذي كان يومض " بالطبع ... لا احد يحب ان يرى الحقيقة واضحة كما هي ..." صمتت للحظة ثم تابعت "احيانا نحتاج الى ورقةٍ يانعة تخفي حقيقة الغصن اليابس.. !! " همهم امجد وهو يجحد ديالا بنظراته رغم انه يخاطب سراب لكن الكلام اطلاقا لم يكن لها " هل أصبحت الحقيقة بشعة الى هذا الحد..؟ .. لذلك تكون بعض النساء ضعيفات عن البوح ! " شزرته ديالا بينما ردت عليه بصوت منتفض " الحقيقة كالشمس لا تُغطى بالغربال .... لكن إطالة النظر إليها لرؤية قُرصها كاملا تعمي البصر...!" __________ اليوم التالي فجرا تتقلب فوق سريرها والألم تزداد وتيرته اسفل بطنها فيكاد ان يمزقه اربا. تإن وهي تتمنى لو أن أيوب هنا تختبئ بحضنه فتبرأ جميع الاوجاع بضمة تكون بلسما يشفيها كم تشعر بأنها تحتاجه كما احتاجته قبلا و اكثر.. !احتضنت بطنها بذراعها بينما اتصلت به هاتفيا ... صوت الرنين يرتد صداه بقلبها فيزيد من دقاته واحدة تلو أخرى ...تنظر الى الساعة مجددا وتعزي السبب أنها اتصلت به بوقت متأخر ... وهذه المرة كان الألم حظيّا بقلبها وهي تشعر أنها لم تهنئ ببعده بينما هو ينام الان قرير العين مرتاح البال ! دمعتين حارقتين هبطتا مرافقتين لتنشقها ، اختض به صدرها ... والخوف يقتلها من أن يكون حصل مكروه ما لجنينها !حرارة غربية ، جعلت جسدها يخور هامدا ، لعقت شفتيها المحمرتين وهي تحاول الجسور على نفسها والاتصال مجددا به بينما هذه المرة كانت الاصعب وطأةٍ وهي تجد هاتفه مغلقا... عينيها انسدلتا مغلقتين بينما يديها تتراخين ببطء فوق بطنها ... لتغيب تدريجيا وتهيم بعتمة مظلمة /////// " ملاذ" همَسها ذاهلا وهو يراها تبتسم له ... حيث تجلس في حديقة منزل والديه.. تحديدا اسفل شجرة التفاح عند الغرفة الخارجية.! تتوسد العشب بينما تطوي قدميها أسفلها ... يراها تضم طفلا رضيعا لصدرها ..تهدهده وهي تدندن بصوتها الناعم لحنا يألفه... يجاسر على نفسه للاقتراب رغم ثقل ساقيه أو نطق اي كلمة حتى تأتي .... لكنها كانت السباقة وهي تتهادى نحوه بينما تضع الصغير بين كلتا يديه ... مدهوشا بغرابة شكلها الجميل كان وجهها ابيضا كالبدر بتمامه .. وعينيها سعيدتين ... سعيدتين كما وعدها ابتسم أخيرا براحة وهو يمني نفسه انه قد آن الأوان ليهنئان ... اختفت سعادته تدريجيا وهو يرى عائلته !.. امه وابيه و .... هو ايضا كان موجودا يمرح و يتقافز بينمهما تشتت تركيزه للحظة كيف له ان يغدو شابا و يرى نفسه بمرحلة الطفولة ؟ سهمت نظراته الذاهلة نحوهم فيتساىل مجددا كيف يقف ثلاثيتهم بحلقة دائرية صغيرة مبتورة الوصل ؟ هل كان طفلا سعيدا وقتها ؟.. لكنه يقظة الحلم صعقته بتيار الادراك و جعلته يعرف ما هي نهاية هذه اللعبة بذاك اليوم !صفع والده يد امه.. كارها لمسها ... نافرا من اي قرب منها بينما هي اخفت وجهها بين كفيها وبكت!تشنجت يديه وهو يشعر بثقل الرضيع وكأنه تحول لصخرة ثقيلة ... نظر بسرعة خاطفة نحوه .. لكن عينيه اتسعتا بذعر وهو يرى عمران بوجهه الاسود القاتم .. يبتسم بشر ... لقد عاد الخوف ليستنبط اوصاله هل بعد كل هذا العمر لا يزال الخوف يسيطر عليه ؟اراد الصراخ حتى تأتي ملاذ نحوه وتبتعد ... حاول التحرك لكنه عاجز ....، بينما الطفل كان يتحرك بضراوة وكأنه هو الاخر يحارب ليتحرر من بين يديه .... صرخ ايوب بصوت خرج ضئيلا كالأزيز رغم الجهد المبذول .. " ملاذ " وقفت حائرة بينهما تنظر الى كلاهما بأسف... اقتربت ببطء نحو ايوب الذي حاول رفع الصغير قرب أضلعه ...فكانت المفاجأة حينما وجد كلتا يديه مغموستين بالدم وتحولت بطانية الصغير خلال لحظة من اللون الابيض الى الأحمر القاني !التفت نحو ملاذ التي تتأمل الصغير .. وفجأة تحول وجهها البشوش لآخر يشوبه الاصفرار، وعينيها الدعجاءين ضاقتا حزنا و ابيضتا اسفا !____ /// صدر أيوب يجرش كالرحى .... يبذل جهدا وهو يصيح بنشيج عندما رأى تقلب حالها ... مؤكدا لنفسه " إنه حلم ..إنه حلم " رافضا الخنوع تحت وطأة هذا الكابوس اللعين فُتحت عيناه اخيرا على مصرعيهما دفعة واحدة بينما صدره يرتفع و وينخفض بجنون عجيب .. ... جبينه ... صدره العاري يتفصدهما العرق وكأنه غمس بنهرِ العذاب !_____ ^^^ بعد نصف ساعة .. كان حاله أكثر هدوءًا بعد أن اخذ حماما سريعا لعله يصحو ويجد به اطمئنانا ينشده ... لكن هذا المنام كسر صبره ... حطم صموده المزعوم الذي تسلح به ... لازال يرى الدم ملطخا يديه ... نفض راسه بنفور ... ثم نزع هاتفه عن سلك الشحن مقررا ان يتصل ليطمئن قلبه ... بعدما وجد هاتفه مغلقا وقد نفذت بطاريته .... أضاء هاتفه و قد اعاد تشغيله للتو ..ليجد إشعارا قديما باتصال مسبق ... فكانت هذه المكالمة هي الشعرة القاسمة ... !مما جعله يخرج مسرعا بهذا الوقت .. متجها لبيت عمران حتى يعيد زوجته تحت جناحه و يحميها منه ! ////هذه المرة استيقظت هي على رنين الهاتف .. سارعت للرد عليه ، بلهفة ناسية غضبها منه !فأتاها صوته ملهوفا عليها... وهو يسألها بصوت خشن مختض .." انتِ بخير؟؟؟.... اريد رؤيتك حالا "همست ردا عليه وهي تكاد ان تبكي وتضحك في وقت واحد ، فرحا وغُلبا" اصعد .. باب الشقة ليس مقفلا اليوم " بانزعاج قادته قدماه وهو يصعد بخفة درجات المنزللم يكن يريد الصعود ... أرادها أن تنزل كما هي ويعودان منزلهما سويا...! لكن نبرة صوتها المرهقة ..شوقه لحبيبته .. أعيت صبره ..واضعفاه نحوها فتح باب المنزل بسهولة ... ثم خطا وهو يجول بعينيه مستكشفا المنزل رغم الظلمة المحيطة ... نبضات قلبه ارتفعت عن حدها المعقول ... تقبضت يديه وهو يمشي نحو غرفتها كما وصفت... !زفر ايوب نفسا مكتوما حشر بصدره .. ثم دخل ليجدها امامه متمددة فوق السرير ... وقد استطاع ان يرى وجهها الذي كشفه ضوء المصباح الصغير بجانب رأسها... لم تكن الكلمات أهلا للحضور... شهقت وقد انهارت ثوابتها ادراج الرياح... ليجري نحوها ضاما جسدها بقوة حمائية .. فبادلته هي متمسكة به بحاجة فائضة ! همس بالقرب من اذنها ... حيث مالت شفتيه لتقبلان عنقها الذي ينبض سريعا " عديني الا تتركيني مجددا ..." شهقت بعنف .. تبكيه شوقا وهي التي كادت أن تطلب ما يريده منها .. ضمته ملاذ بشدة لم توجع عظامه اطلاقا ... ولكنها اوجعت فؤاده النابض بحبها فهمست بأنين ... " رباه كم احبك وانت ايضا لا تتركني، أنا أموت ببعدك أقسم لك " ////// اليوم التالي ... كانتا جالستين بغرفة الجلوس ... صافية البال وقد عرفت أن زوجة ايوب قد عادت بالأمس لمنزلها اخيرا ..! تنهدت وهي ترى صور أطفالها بمراحل مختلفة بحياتهم .. كان زهير يحب التقاط الصور كثيرا .. موثقا خلف كل صورة تاريخها والحدث الخاص بها !قالت انجود بتعجب وهي تشير نحو أحد الصور" انظري لقد كنت ممتلئة جدا وانا طفلة"ضحكت سراب وهي تهتف بسعادة وقد اخذتها الذكرى" لقد كنت طفلة جميلة جدا ... هادئة كثيرا ... ومطيعه "اطالت سراب النظر نحو ابنتها التي اخفضت رأسها متظاهرة بمشاهدة الصور .. فتابعت بشجن" كنت اكثر اخوتك تعلقا بي... و شديدة الغيرة حتى من والدك ...!" ارتفع راس انجود ...وعينيها البحريتين تتلألأن بينما تقول على مضض " اظن اني كذلك الى الان..." رفعت سراب إليها احدى الصور بحفلة عيد ميلاد كريم.. وقالت لها وهي تبتسم بجذل " انظري كيف تنظرين نحو كريم ... نظراتك تكاد ان تفتك به ...."همت لتجيب لكن رنين جرس المنزل جعل انجود تنهض لتفتح الباب ... وقد كانت هند زوجة عمها هي الحاضرة! رحبت بها .. بينما الأخرى كان يبدو على وجهها انها تحمل خبرا ما... نظرت سراب نحو انجود لتقول " اذهبي واحضري لنا شيئا لنشربه ..!" عندما توارت انجود ... تطلعت سراب نحو هند لتقول لها مستبشرة " وجهك يحكي قبل لسانك .... لعله خير إن شاء الله " حمحمت هند وقد تضرجت وجنتيها ... لطالما كانت امرأة مكشوفة النوايا! ردت هند عليها " ما احضرني هو انك قد ستساعديني .. كما تعرفين لدي جمعية من اجل حقوق النساء .. ويتم بها عقد ندوات عديدة تحكي عن النسوة المعنفات .. وتأهيلهن نفسيا ... محمود يدعمها من جهة المستشفى... و الدكتورة ديالا مشاركة بها ايضا ..." لازالت سراب تحافظ على ابتسامتها الودود لكنها تساءلت بنبرة تدعي العجب " ما دوري انا ؟ .. عضوة معنفة سابقا؟ .."ردت هند بدفاع مطلق " اقسم اني لم أفكر بما خطر ببالك ... كل الأمر انكِ ربما ستمدّينهن بنصيحة قد تسدد طرقهن و تجنبيهن الوقوع بالخطأ.. وترأبين الصدع الذي حدث بهن !" صمتت سراب للحظة ثم قالت " نصيحتي ستكون من باب التجربة مثلا ... هل لديكن نساءٌ مغتصبات؟.." الجمت هند .. لكنها هزت رأسها وهي تؤكد صحة قول سراب ... لكن سراب سرعان ما ضحكت وهي تلكز قدمها " لا تشحبي هكذا ... اخبرتك سأساعدك .. ولن ابخل ابدا .. فانا رغم كل شيء اعتبر محظوظة عن غيري " تنهدت هند براحة ثم قالت بتعجب " اقسم بالله،.. حتى بعد هذا العمر والعِشرة ..... لازلت لا افهم كيف تحافظين على ملامح وجهك عندما تمزحين ... انا اضيع هكذا يا امرأة أضيع..." تقدمت انجود وهي تحمل بالصينية كأسين من عصير البرتقال .. ثم قدمتها على حدى بينما بدا على وجهها بعض الارتباك الشديد.... حتى أن امها سألتها بقلق " هل حصل شيء ما ؟؟ وجهك مخطوف اللون لا يريحني " تمالكت انجود نفسها فسارعت لتقول بمواريه" لا .. لكن كريم عبث بأغراض مكتبي... " ابتسمت هند على طفوليتها ... لكن انجود وجدت بابتسامتها فرصة لتخرج من الغرفة متنفسة الصعداء ...!رفعت هاتفها ونظرت نحو طلب الصداقة المرسل من قبل ابن عمها... وضغطت زر الرفض !قد يكون بقلبها شيء من الحب له ... لكن ابدا لن يتفوق على حب عائلتها... فما تحملوه منهم لا يعد يسيرا ! سألت هند بفضول وهي تضع كأس العصير فوق المنضدة " سأسالك سؤالا وتجبيني ...ولك حرية التحفظ على الإجابة ... ما هو أهم اسلوب اتبعه زهير معك بعد الزواج ... اقصد كيف راعى نفسيتك.." سرحت سراب بنظراتها ثم قالت بتأثر وكأنها ترى تلك الأيام وضوحا أمام عينيها " زهير لم يحملني شيئا فوق طاقتي ... بل هو من تحمل كمية ضغوط لا تنتهي فوق كاهله ...تولى تربية زلفى ... وسمّاها ..راعاني ببداية زواجنا عندما رفضت العلاقة الحسية بشكل قطعي ونفرت منها ... راعاني عندما وافق بأن احظى بأول طفل لنا بتدخل طبي... ثم بدأت علاقتنا الحسية تتدرج حتى اعتدت طبيعة الأمر كنت بنظره وكأنني امرأة لم يسبق لها الزواج... للحقيقة ما فعله زهير أظنه قد يعد خياليا ... وقد لا يستسيغ الإقدام عليه رجل آخر " سألت هند بفضول " أحبك لهذه الدرجة؟؟.. هل يعقل !" مطت سراب شفتيها ثم قالت موضحة ما شعرت به " ظننت بداية أن الأمر اشبه باحتكار طبيب لمريضته... يبدو انني كنت أجد لبسا بمفهوم الحب!! ... الحب هو أن تتقبل الطرف الاخر بضعفه وقلة حيلته ... وليس مجرد كلام معسول .. وشغف بالعلاقة .. وعند اول اعتلال تنقلب الموازين!.... لقد وصلت لقناعة بعد خوض تجربتَي زواج مثلما أنه ليس كل الرجال زهير... ! ليس كل الرجال احمد ....."كانت هند تستمع إليها بدهشة و تفهم فلأول مرة تعقد كلتاهما مقارنة صريحة و مباشرة بين احمد وزهير! ____________ يتبتع خطواتها كلما اسرعت ، كان يسرع اكثر...! لم تكن قادرة على الالتفات للخلف و التعرف على شكله... لم تكن قادرة على مواجهة حقيقة توقعها....و مواجهة اكبر مخاوفها ! تسارع ديالا الخطى مجددا حتى تدخل قصر الوالي بينما شعرت بيده تمسكها وتديرها نحوه ... حتى تقابَل وجهيهما هتف مؤيد وهو ينظر الى عينيها بجوع حقيقي شوقا لها ..." لقد مر وقت طويل...." دفعت جسدها بقوة عنه ثم تراجعت للخلف بينما ترد عليه بشراسة وتوحش " ما لذي اتى بك اياك ومحاولة لمسي مجددا ...لم أعد زوجتك " رد مؤيد وقد زاده المرض ضعفا " دعينا نبدأ من جديد " استدارت تنوي المغادرة متجاهلة الرد عليه لكنه اعاد امساك ذراعها وعاد ليقول بجنون " .. دعينا نبدأ من جديد ارجووكِ ... ارجوكِ" حاولت ابعاده لكنه كان قويا كما كان قبلا ... جبارا بفرض ذاته قسرا .. صرخت به " اتركني لا اريدك ... لم اصدق انني تخلصت منك ومن جورك... لن اعيد الكرة واظلم نفسي ! "رفع يده عاليا ينتوي اتباع ما اعتاد عليه لإسكاتها... انكمش جسدها غريزيا ، واغمضت عينيها بفزع وقد انسلت شهقة من بين شفتيها لكن صوت الحزام الجلدي الذي تحفظ صوته وقد شهده جسدها ليال عديدة جعلها تفتح عينيها .. لكن مهلا اذا لم يكن موجها نحوها ومؤيد فارغ اليدين...... إذن !!!تراجعت للوراء وهي ترى جحوظ عينينه بشكل مخيف و يده التي بقيت مرفوعة ، معلقه بالهواء .... ... سرعان ما نظرت خلفه .. لتجد أمجد يقف هناك ... لاهث الانفاس يكاد ان ينقض عليه .. سارعت ديالا لتتجاوز مؤيد والركض نحوه بينما رفع هو ذراعه لتختبئ هناك تحت جناحه محتضنا كتفها بقوة ، كان امجد يقف كالطود عظيما من شدة اهتياجه بالغصب ... بينما مؤيد يتلاشى ذائبا امام سطوة اعظم من سطوته... اظلمت عيني امجد من شدة غضبه وهو يتخيل ان المشهد الذي رأه كانت تعانيه كل ليلة ... لوح بيده اليسرى حزامه الجلدي الذي وقع قبل قليل مصيبا ظهر مؤيد !و دفع أمجد ديالا قليلا للخلف ... مهسهسا بغضب جلي وهو يتقدم نحوه بنية واضحة ! " تصرخ بها ... وترفع يدك عليها امام منزلنا؟؟؟ .." اعاد رفع الحزام وضرب به جسد مؤيد وكل ما يطاله دون وجه تحديد بينما الاخر سقط على الأرض وقد ضعفت قوته المزعومة ، هدر امجد بغل " منذ زمن انتويها لك "ضربه مجددا ... وقد صُمّت اذنيه عن صراخ ديالا ... وترجيها لتركه ... لكن امجد قد استعاد بشاعة تلك الصورة عندما رأى ظهر ديالا المعنف بسادية لأول مرة صرخت ديالا وهي تقف بوجهه وتبكي " استحلفك ..من أجلي اتركه دعه يذهب بعيدا ..." كان صعبا عليه ان يتركه حيا ... توقف امجد بينما رمى الحزام اراضا وهو يلهث بإجهاد جسدي ونفسي تطلع حوله حيث وجد عدد لا بأس به من الفلاحين و ابناء الحي متجمهرين حولهمفصدح صوته الغليظ متوعدا وهو يشوح بكلتا يديه بعنف" انا امجد الوالي .... وهذه ابنة عمي ديالا الوالي وانا خطيبها والحاضر يعلم الغائب ... لأنني اقسم لن أكون قاصرا عن قطع لسان اي احد يأتي بسيرة زوجتي بالعاطل... " ... /// وقف جده امامه وهو يصرخ به " أشتهي ولو لمرة أن تتصرف بشكل متزن عقلاني! " هتف امجد ولا زال الغضب يستولي عليه .. غير متقبل ما يرمي إليه جده " هل تريدني ان اتركه يعنفها امامي؟؟" هدر الجد وهو يمشي ببطء نحوه .." لم اقصد ذلك يا بني ، لقد تسرعت بقولك انها خطيبتك .. ماذا سنفعل الآن!" وثب امجد نحو ديالا وهو يسألها ببساطة " هل تقبلين الزواج مني ....؟" هتف الجد وهو يردع جنون حفيده " لا تحل هكذا ! ... لا تتسرع "هز امجد كتفيها وهو يقول باستياء دون النظر لجده.. وجسده يرتعد من فكرة أن يؤثر على قراراتها مجددا " سأتسرع اتفهمين ؟؟.. لن اخسرك مجددا ... لن احتمل ذلك ... هل تقبلين الزواج بي ؟... هل تقبلين بي بهوجي .. وغضبي .. و غبائي... " همست برفض وجسدها يرتعش بينما دموعها تنزل مدرارا " امجد ... ارجوك لا تؤلم قلبي ..." قدميها فقدتا الشعور ... فسقطت جالسة اراضا وهي تضرب فخديها بقبضتها وتبكي ." انت لا تعرف شيئا ... انت لا تعرف شيئا " رد الجد وقد انتهز الفرصة بإعطاء حل بديل .. فقال بغضب " هناك عريس اتاها ..و .." هدر أمجد وهو يرتجف من كمية البطش التي يمتلكها جده .. والظلم ألا معقول" لا اجبار ولا اكراه ... هي من يجب ان توافق... حتى لو رفضتني ... ستبقى هنا معززة مكرمة ... مثلها مثل فريدة وانا سأجد مكانا آخرا لي ! " لم يكن الجد قادرا على الصمت أكثر وقد جعله امجد يفقد نفسه ... فتقدم نحوها وهو يأمر كليهما تباعا" انت اخرس ولا تتحدث ... وانتِ لا عمل لك من بعد اليوم.... ......" تمسكت بالجدار وهي تنهض ... بينما خطت نحو جدها لتهمهم بانهيار وشيك .. وهي تشير لنفسها " لا أريد الزواج من أحد .. انا معطوبة مشوهة من الداخل والخارج !" نزعت قميصها بعنف حتى تقطعت ازاراه وصرخت بوجيعه وهي تشير نحو اجزاء جسدها ... يديها جيدها ...ظهرها .... صائحة " انظر .. انظر... لما هو حالي... لماذا لا تشفق علي يا جدي...؟؟؟ لماذا !! " صرخت وهي تريه ذراعها المحروق ... والعلامات الداكنة بجسدها.. وما هي إلا دليلا على المهانة التي تعرضت لها طويلا.. ! " هذه تحديدا لن أنساها لأنك السبب بحرقها ... لقد احتميت بك ... لكنك اعتدتني إليه ذليلة ... بعد أن هزأتني أمامه قائلا له ببساطة يحدث القليل والكثر بين المرأة وزوجها ..... " .أخفض الوالي رأسه ... بينما امجد كان يغلي قهرا ... و لأول مرة تستحضر الدموع وضوحا بعينيه ! فهمس بكمد .. وقلبه يئن لوجعها " ماذا فعلتم اللعنة عليكم...." نظرت ديالا نحو امجد وهي تذكره بعبارة قالها يوما " انطفأ وهجي ... ولم يبقى مني سوى الرماد يا ابن العم... فماذا يمكنني أن امنحك وانا بكل هذا الانهزام "هدر بصوت خشن ملتاع بحسرة " انا المهزوم دونك ... انا المطفأ وقد كنتي شمسي .. تزوجيني ديالا ودعينا نمضي سويا دون الالتفات للخلف ..." همست بخوف ... وعينيها الباكيتين تضيقان " أتشفق علي؟؟؟" همس بنشيج وهو يرجوها ناظرا للرحمة بعينيها " بل اشفقي انتِ علي ..وقولي نعم ...."صمتا كلاهما .. بينما الجد اشار للخارج قائلا "اذا كنتما تريدان ما تخططان له ..فاخرجا من منزلي .. واوجدا لكما مكانا آخر "لازال امجد ينظر الى عينيها بتصميم .... فقالت ديالا بصوت متهدج .. متقطع النبرات" ن..عم .."__^^/// " هويتك المدنية معكِ ؟ " " اجل ...." تلهث من سرعة خطواتهما ام من سرعة قرارهما بالزواج ؟قالت بإقرار صريح وهي تتشرب تعابيره المندفعة " جسدي مليء بالكدمات ...هناك وشم باسمه على ظهري وضعه لي عنوة "جز على نواجذه .. وهو يسبه بأقذع الألفاظ .. توقف ناظرا إلى عينيها هاتفا بتصميم " لا يهمني ... لا يهمني اتفهمين ما يهمني انك لن تتراجعي ...... أنا احبك كثيرا احفظيها وردديها حتى تعقليها .! " شدد من قوة إمساكه بيدها بينما ردت عليه بخفوت وعينيها تلمعان بتأثرٍ حي " وانا ايضا ...... احبك كثير ..! ___€****** ^تلف خصلات شعرها الاحمر حول اصبعها ... سعيدة بما وصلت إليه اخيرا.. لقد راهنت و انتصرت ...متحدية جميع الرافضين لهذا الزواج....! حملت سراب حقيبتها بينما قررت أخيرا أن تتفضى لسيد شهم و تزور مكان عمله السري ... صار الوقت لازما لتكشف زيف كذبه ، عندما وصلت مكان العمل الذي تقصته بنفسها رافضة توكيل الامر لنمر ... نظرت نحو المرآة تتفقد زينة عينيها التي تتناسب مع طقمها الرسمي الاسود !نزلت من السيارة لكنها لم تستطع التقدم ابدا ... رغم جرأتها ورغبتها بالدخول إليه ... عارفة انه لم يكن لائقا به او بها الدخول !سارعت لتطلب رقم هاتفه ... عندما رد عليها قالت بنبرة مرحة " أين أنت؟..." رد عليها شهم بنبرة غريبة اربكتها للحظة... " انا لم أصل مكان عملي بعد .. و انت ؟" ابتسمت رغم تسلل الخيبة لداخلها فهمست بصوت فاتر وهي تراه يخرج من بوابة المركز " انا اقف بالجهة المقابلة لك بالضبط...!!" _________ يتبع كان الإثنين يجلسان داخل السيارة ، صامتين متباعدين كلٌ يدور بفلك أفكاره ... ظن نفسه ذكيا كفاية حتى يخفي عليها الصغيرة والكبيرة .... رغم علمه أن سراب امرأة حدسها يسبقها وتوليه اهتمامها !بعد برهة قال شهم بصوت حاول أن يكون عمليا " اتتنا اخبارية عن جريمة قتل " ضحكت تلك الضحكة الشريرة التي يمقتها ... حيث بدأت تشن دفاعات غرورها نحوه .. ! لكنه تابع حديثه موضحا بنبرة متهمة التقطتها٢" الجريمة بمزرعة الخيول الجديدة ... أرضكِ !" خبت ابتسامتها ... بينما ارتعشت شفتيها وهي تسأله بغضب " هل تمزح معي!...":لكن رده كان كقذيفة الجمتها و هو يلكم غاضبا مقود التحكم بقبضة يده ... وكأن له نصيب من الخوف عليها .... رغم ان دخوله لحياتها كان لإيقاعها ... وجد نفسه الآن خائفا عليها .. واقعا بودها " سراب ، هل لك يد بما حصل... او لأحد ما من عائلتك ا" ارتفع صوتها وهي تنهره " لماذا تتحدث معي بصيغة اتهام ؟ " أنامله انغرزت بلحيته المشذبة وهو يقول ببطء قاتل بالنسبة إليها " لأنك واحدة من المشتبهين بهم .. الأرض أرضك و المسدس المدفون مع الجثة لكِ !" فتح شهم باب السيارة ليقول بعنجهية قبل ان يطبقه بقوة "يؤسفني أن اقول لكِ تبعا للصلاحيات الممنوحة لي ، انت الآن ملقى القبض عليكِ .... لكنك اتيت الينا بقدميك قبل وصولنا " دفعت باب السيارة من ناحيتها ثم هبطت وهي تضرب الأرض بكعب حذائها العالي " وما تهمتي يا حضرة الرائد ؟؟؟.." ضحك ساخرا .. فتراه بوجه اخر وقد استشعرت غلاظة قلبه فتح ذراعيه على وسعهما ثم سرعان ما هبطتا على كلا جانبه ... " الشروع بالقتل ... إياك والانكار ... لقد بت اعرفك جيدا من وقت حريق مزرعتك ، اعلم انك اكثر من قادرة على فعل ذلك دون تلطيخ يديك لكن التخلص من الأداة لم يكن بصالحك.... فغلطة الشاطر بالضعف !" اخرج من جانب حزام بنطاله قيود حديديه جعلت قلبها يهوي مرتجفا ... فصرخت به " لاا ...لا يحق لك .. الجميع بريء حتى تثبت إدانته ...!" لكنه امسك ذراعها بعنف ... جعلها تنتفض من صرامته التي تجهلها ثم اقفل القيد حول رسغها بعنف ... قائلا بنبرة جوفاء ، تبين حقيقته الكاملة " مخطئة يا زوجتي العزيزة بالقانون ... " الجميع متهم حتى تثبت براءته !" ضربت صدره بقبضتها الاخرى وهي تصرخ بوحشية تحاول ابعاده عنها والتحرر من الاصفاد التي تربط يديها ... فهتفت وهي تراه يقفل الجهة الأخرى حول رسغه " لن اسامحك يا شهم ... ستندم ..اللعنة عليك " ******يتبع" اسمي شهم جابر الجابر ... اعمل منذ سنوات طويلة بالبحث الجنائي .. ربما من يعرف والدي جيدا فسيصدم كيف يخرج من صلب الفسوق عدلا... " ضحكت بنبرة شجية كخرير الماء ... مغمضة عينها بألم كارهة النظر إليه لكنه تابع وهو يدور حولها حيث تجلس على كرسي وحيد بغرفة خافتة الإضاءة .... " يحق لك ان تضحكي فلست الأولى ... لكنني سمعت ذات الضحكة من والدي عندما ألقيت القبض عليه ... ولأكون منصفا كانت ضحكته أكثر سخرية وعنجهية " زمت شفتيها المشققتين ... وهي تقول بنبرة كارهة منخفضة " هل ما تحكيه الآن سيجعلني فرحة وانا استشف حقيقة انك رجل دولة آمين لا يعرف والده عند القانون ؟" رفعت عينيها الحاقدتين نحوه وهي تهتف بمرارة حنظلية " انظر الي عيوني جيدا ... ستراهما وهما تصرخان بكرهك ... انا اكرهك .... اكرهك اللعنة عليك ..." ضرب شهم الطاولة ثم انقض كالفهد نحو كرسيها .. مستاء من الأمور التي ألت بينهما " اكرهيني .. اشتميني ... لكن عليك ان تعترفي ... عليك قول الحقيقة حتى لا تُعدمي " كانت تحارب لإبقاء شهقاتها بصدرها ... هل يريها سكرات الموت ثم يخاف عليها منه ؟ اي رجل انت يا شهم ... كانت تحارب حتى تتحكم بمشاعرها المتضادة بقربه ..وكأنه هو وليس هو !!.... كأنه غريب قد حال بصورة رجل سكن روحها هدرت وهي تنتفض بين ذراعيه ... وشعرها المشعث يزداد رعونة كحمم بركان مشتعل " اتركني ... انا لست قاتله ... بل انت انت القاتل .... لقد قتلتني ... كنت تدعي زورا ان قلب المحب دليله ... اخبرتك اني اكره الحب ... اخبرتك اني اكره الكذب ، قلب المحب ذليله يا ربيب القان .." شعرت وكأن دلوا من الماء قد سكب عليها فجعلها تنتفض فاقدة توازنها ... وهي تشهق فاقدة تنفسها وكأن الألم والعقاب أتحدى ضدها فوقفا حائلا دون وقوعها و فقدان وعيها شعرت بجسدها يخور ... وبقدميها تتهاويان اسفلها ... رغما عنه ابتعد عنها رادعا عاطفته الذليلة نحوها مضطرا للتصرف بعملية ... تاركا ايها مستندة على جدار بارد .. ! تتذكر كلمات جدها فتطنان بأذنيها كدوي مرعب .. وهو يقول بنبرة قوية ذات بأس " اياك والسقوط على ظهرك يا سراب... كل سقطة بعدها نهوض اقوى ...الا الظهر نهوضك بعد السقوط عليه يعني انحناءً أبدي "______ قشعريرة تسربت لأوصالها ذلك اليوم ... وشعور غريب غزا دواخلها !لقد تزوجته .. لقد تزوجت رفيق طفولتها و اول حب بفترة مراهقاتها .... همست ديالا لنفسها ..دون تصديق " هل حقا انتهى كل شيء؟ ..." ضمها نحو زنده يبثها أمانا فقدته ... وحنانا تتضوره روحها الجائعة .. منذ خروجهما من المحكمة .. شعر بها ترتجف كوريقة صغيرة تقف بمهب الريح ! .تمشي بجانبه دون أن تدري إلى اين يقودها ؟ يكفيها انه معها الآن و هذه الفكرة وحدها جعلت بعض الاثقال التي على عاتقها تسقط متلاشية ! وقفا عند ركن إحدى زوايا الحَي الذي يمشيان به .. بينما يديه تحتويان وجهها ... يتأمل عينيها برسمتهما الواسعة ... كم يتوق لتقبيل عينيها متأسفا لهما على ما ذرفتاه من دموع العوز والألم... عينيه انخفضتا نحو شفتيها وهي تسأله بخوف " امجد نحن لم نتسرع ..؟." رد عليها وهو يهز راسه نفيا بينما ابتسامته تتسع حتى وصلت عينيه المُكحلتين رد عليها وهو يمسد وجنتها بإبهامه" ابدًا ، نحن فعلنا الصواب ..!" قبل جبينها واضعا يده خلف رأسها ليسنده على صدره أما هي تنهدت مغمضة عينيها بارتياح !دخلا منزل الوالي ... ليرى امه تقف امامه ...عينيها ملتاعتين بتأثر كبير مما اقدم عليه رغما عنها تبغض هذا الزواج غير متكافئ الاطراف من وجهة نظرها ... !كانت تتمنى لو خطبت له بكرا لم يسبق لها الزواج ... كانت تتمنى لو انه طرف النظر عن هذ الحب الغريب الذي يجعله بقبل بما خلفه غيره...ودون أي حفلة زفاف تنتظرها اي ام لكنها جاسرت على نفسها و ابتسمت له ابتسامة مرتعشة وجسدها يهتز .... بينما امجد اندفع نحو أمه ليحتضنها !





noor elhuda likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-04-20 الساعة 12:04 PM
Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 03:14 AM   #164

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

بعد مضي عدة شهور

يراها وهي تقف فوق منصة الندوة الجديدة .. تسترسل بالشرح بصوت واضح فيراها كما تَمنى قوية ... واثقة من نفسها ...
صوت التصفيق علا ... بينما تختم قولها اخيرا
" لن نحيا مدام داخلنا ميتا ... ولن نرتقي بنفسنا اذا كنا نهتم بحديث الناس!"

يراها وهي تتقدم نحوه .. فتسأله بلهفة
" كيف رأيتني هل كنت جيدة بالمحاضرة ..؟"

مال برأسه وهو يقول بعينين تلمعان و ابتسامة ملئ فمه
" رائعة وجميلة .... ومتوهجة أيضا "

همست وهي ترتفع سريعا لتطبع قبلة خاطفة على وجهه
" دقيقة و ونعود معا للمنزل ..."

اخذ نفسا طويلا جدا ... وهو يشعر بنفسه انه عاد الشاب المراهق الذي أحب ابنة عمه و اكملا طريقهما سويا دون فراق مسبوق او انقطاع

خُلق الناس من الطين كما الَلَبِنِاَت
وفيكِ مُزج الطين مع الرقة في بسمات
ورغم طفولتكِ أنثي في كل اللحظات
يمشي الناس علي قدمين في خطوات
واراك تتهادين في مشيتكِ كالنسمات
فما أجملكِ عند الهمس وفي السكنات
حلاوة ُ نُطقٍ ورجاحة عقلٍ وطُهر الذات
في عينيكِ عزوبة نَهرٍ ورِقة زهرٍ ونور سماءٍ كما النجمات
موؤدٌ قلبٌ نظر إليكِ وأمعن في النظرات
فقد النطق ولزم الصمت وتوقف عن كل الخلجات
إلا النظر إليكِ ومداومة النظرات
قبل حنيني إليكِ لم أعرف معني الزفرات
زفرات الشوق من قلبٍ بلسان فقد الكلمات
فيقول فؤادٌ أملاكٌ مثلُكِ قد يهواني فهيهات
ويبقي ذِكراكِ في خلدي أجمل من كل الذات
أنفاسك كعبير الزهر محمولٌ عبر النسمات
يسكن قلبي وتهنأ روحي وأنسي الذات
وعدٌ منى ستكونين لي حتى لو كنت رُفات
"جميلتي"
( فاطمة شفيق )
_________
تنهدت بصوت بدا مرتفعا ... فتلاقت عيناهما براحة غريبة وهما يقفان امام مرآة غرفتهما ...
ابتسم وهو يعود فيحاول اتقان تظفير شعرها ... نظر نحوها بالمرأة فوجد الحزن يظلل عينيها الحبيبتين ... امسك امجد ذقنها وادارها نحوه... رات ملامحه تنعقد وهو يسألها عن سبب حزنها ...
فقالت بهمس خافت ..
" ما ذنبك ان تتزوج دون حفلة زفاف كبيرة ..."
ابتسم امجد وهو يحتوي وجهها بين كفيه كأنها كنز ثمين ، فأصبحت مؤخرا هذه حركته المعهودة معها تمده بالراحة بتواصل بصري بين خضرتي عينيها و سواد عينيه
رد عليها قائلا
" صدقيني كنت سأعد حفلة زفاف ليس مثلها مثيل لكلينا ... لكن ما حدث مع سراب هو ما جعلني أنهي الأمر "
شعور الشفقة اعترى كليهما ...
وهما يتذكران انكسارا شهداه لامرأة ظنوا انها لا تكسر ...
همست ديالا بضيق
" من كان يتوقع أن يحدث كل هذا مع سراب .. للان لا اصدق كيف له أن يزج زوجته بالسجن ..."
لكنها صمتت متذكرة مؤيد و الافظع الذي نالته منه...
اصطكت اسنان امجد وهو يسبه علانية
" اللعين اكتفى بطلاقها و اختفى ببساطة ...."
عندما شعر يتوتر جسدها الذي صار يستشعره معها مؤخرا كلما تذكرت شيئا او ابتدأ تقاربهما ..

لكن امجد كان مصرا لوصالها همس و هو ينزع عنها فستانها الذي ترتديه ... مقبلا بتمهل كتفها الذي كشف أمامه ...
انكمش جسدها وهي تشعر انها ناقصة امام كماله ... لكنه سرعان ما يبدد لها فكرتها وهي ترى شغفه و رفقه الذي عرفتهما معه ....
" امجد ..."
ابعدته عنها وهي تهمس بصوت لاهث متعب ، نظر إليها من بين اجفانه ضائقة النظرات تأثرا
فهمست و يديها ترتفعان نحو رقبته
" أريد ان أخذ علاجي و اصبح اما ... هل اصلح ؟"
رفعها بين ذراعيه حتى شعرت انها تطير من بين ذراعيه
فهمس جذلا وهو يلقيها فوق الأريكة شاعرا انه يمسك العالم بكفه
" ومن غيرك يصلح يا عمري ؟!..."


//////////
يتبع

ما بين مدٍ وجزر تتحرك المياه لتغمر قدميها ... تتطلع اليهما رغم أن بطنها الضخمة تقف عزولا بعض الشيء ...

لازالت تستغرب حركته ... تستغرب امتلاءها الجديد وتكورها ......
مشت نحو البحر مسيرة دون هدى حتى وصلت المياه لركبتيها و أغرقت كلتا فخديها ...شعرت بحركته طفلها تزداد شغبا .... لكنها تابعت المشي حتى غمرت المياه جزءا من بطنها ..،.
ومن بعيد يراها وهي تخطو لداخل البحر وقف متسمرا للحظة .... نادما على فكرة السفر للبحر والترفيه عنها
لكنه سرعان ما ركض نحوها .. ليدخل للمياه باندفاع .. اختل توازنها عندما افزعها قدومه مما جعلها تسقط حتى كادت ان تخرج لولا انه ،خلال ومضة كان ينتشلها من المياه ليحملها بين ذراعيه متوجها نحو غرفتها بالفندق ....

دفنت رأسها برقبته تتنشق بالبكاء شاعرة بالاختناق كلما تذكرت تلك الليلة المشؤومة عندما تلقت خبر وفاة والدها ...همست بصوت متحشرج مثقل بالحزن
" كنت سأخسره أيضا اليس كذلك؟؟!"

جلس فوق السرير بينما ملاذ بقيت جالسة فوق ركبتيه... متمسكة برقبته وتبكي بإنهيار لحظي دون ان تسمح له بإبعادها ... !

مسد ايوب ظهرها وهو يهمس بأذنها
" يكفيكِ بكاءً حبيبتي أنا من خاف عليك بشكل زائد عن الحد... لكن ماذا افعل انني احبك بجنون واخاف عليك بالقدر نفسه ... انا آسف لقد افزعتك "
رفعت رأسها نحوه وهي تهمس بفم متقوس و عينين ذابلتين ....
" قبلني ..."

انحنى أيوب برأسه نحو شفتيها ملبيا ثم ابتعد قليلا ... لكنها قالت باعتراض ... وهي تشده نحوها
" قبلني ارجوك انا احتاج ذلك..... لا تتوقف ابدا "
يده انخفضت نحو بطنها .. يتحسسها وهو يحمد الله على نعمة وجوده... فكان الدعم النفسي لملاذ بعد فاجعة والدها.....!....
///
يتبع

وان خسرت ... لن تحتمل اعطاء فرصة اخرى له ... لقد خيب شهم ظنونها !

نظرت لنفسها بالمرأة ... بكل مرة تلاحظ انحناء كتفيها سرعان ما تسند ارتفاعهما .. لعهدهما السابق

صوت علي يدوي براسها وهو يقول بجنون ذلك اليوم الذي القي القبض عليه وقد ثبتت براءتها
" هل السقوط مؤلم يا صاحبة المقام الرفيع؟ .."

يومها اخذ يضحك بشكل هستيري جعلها ترفع يدها لتهوي صفعتها فوق وجهه ... ثم هدرت بصراخ

" السقوط من علو مؤلم ...... ولا يدرك ألمه من هم بالقاع امثالك!"

نظر شهم نحو عينيها اللتان تحولتا للون الغروب اقترب منها يود احتضنها ... لكنها دفعته عنها عندما رأى بكاءها ، وانهيار حصونها ... وقف متصلبا شاعرا بالحقارة من نفسه...!

بعد لحظة وقفت بوجهه ..، لتخرج من مركز الحجز
" ابتعد عني ولا ترني وجهك.... ولا تنسى أن تبعث لي ورقة طلاقي...."

كانت سراب تتسارع بخطواتها نحو المشفى حيث يرقد جدها وقد شلت أطرافه بعدما كشفت حقيقة شهم ..وتم القبض عليها بتهمة القتل العمد... !
لقد اتت براءتها بعد ان تخلص عمران من نفسه الضعيفة مقررا إنهاء حياته .. تاركا وراءه رسالة تحكي كيف سرق مسدسها الذي دفنه بقبر المغدور !

كلما تذكرت تلك الليالي المرعبة ،حديث النسوة المحتجزات ... وكل واحدة تسرد حكاية ظلمها وكم حكم عليها ....
إحدى النساء كانت قد تعدت أكثر من عشرة سنو ات بالحكم... قالت لها ببساطة تدعيها
" سيسالون عنكِ اول فترة وبعدها سيختفون .. ..ولن تسمعي منهم سوا حجج انشغالهم!"

&&&&&

ربما تغير بنفسها شيء كبح لجام غرورها الزائد .. وربما اصبحت اكثر تباعدا و هدوءا

لكنها ابدا لم تكن لتراهن على كبريائها الذي خدش ... وعلى كرامتها التي امتهنت وهي تعيش بكذبة زواج بني على مصلحة....!

تحركت خطاها نحو جدها الذي يجلس عاجزا فوق كرسيه المتحرك....
وقفت وهي تبتسم له بارتعاش
" كل منا طالته الخسارة يا جدي ....! لقد تحمل أحفادك وزرك ... ووزر آبائنا .. لكننا لن نحتمل توريثه لأبنائنا .. ليدفعوا ذنبا لم يرتكبوه هم أيضا ... ليتكم فكرتم مثلنا .... "

وقفت والحزن يملأ قلبها على حاله غصبا ... كيف وقع عاجزا بين ليلة وضحاها ... فما كان منها إلا ان تتولى رعايته على عاتقها ...

رغم علمها أن سقوطه كان يستحقه لعله يكفر عن الخطايا التي اقترفها ...

رغم تجلد مشاعرها عن الحزن على عمها عمران وتمنيها او اخذ حكما بدلا من انتهاء حياته بهذه البساطة وكأنه لم يكن ... حتى ان ابنته انهارت لأيام ... وصمتت لأخرى وقد توقعوا انهيارًا اعظم ... !

لكنها ابدا لم تشعر نحوهم بالغضب والحقد كالذي تحمله اتجاه شهم .... فكان العقاب الافضل بحقه هو تركها إياه....

حضر امجد لتوه ثم تحرك نحوها وهو يسألها بهدوء ..
" !....ماذا تقولين له .... هل يتجاوب مع كلامك "

هزت رأسها ايجابا بينما عينيها تنظران لعمق عينيه ، و تتحولان للونٍهما القاني
" قلت له دع وزرك عنا ... "
&&&&
------------------------
الرسالة الأولى
" حياتي دوامة سوداء ابتلعتني هوتها السحيقة كلما حاولت الخروج منها ...كلما مددت يدي كانت تلتقطني مخالبهم التي بترت بعضا من أصابعي
لم أكن اريد أن أكون عاقا ، لم أكن أريد أن أكون مغتصبا
لكنها سقطات متتابعة نتيجة لفظهم إياي
و رمال الخطيئة يا ابنتي كانت هشة جدا ابتلعني جوفها كلما ثقلت اوزاري أكثر!
لم اعد أريد ان ارى عجلة الانتقام التي ابتعتها ودفعت ثمنها سنوات طوال تدور لتدهس صفحتي البيضاء الصغيرة
ليتني اجد تعويذة تُلقى فأعود للوراء مجددا ربما وقتها سأكون شخصا آخر ولست عمران الذي تكرهون "
______________________
الرسالة الثانية
" عليك أن تعرفي يا ابنتي أن للأشرار عمرا طويلا وامتدادا بسيرتهم وإن وافتهم المنية ستبقى أعمالهم خالدة من بعدهم سيتذكرونهم الناس كآفه تخلصوا منها او وباء انتشر لفترة فتقشعر الأبدان عند ذكرهم اياه حامدين الله على خلاصهم منه وهكذا أنا وباء حل وارتحل "
_______________
الرسالة الثالثة
" لأول مرة سأكون منصفا سأكون رجلا يكتب الحقيقة رجلا ربما جبانًا لأنه لم يقدر على نطق الحق يوما حتى باللحظة الاخيرة من حياته لم تتحرك شفتيه بل كتبها
لكن ما كُتب لن يلفت أنظارهم كما ترينه انتِ لن يتشربوا وجعه كما تتشربينه انتِ يا ابنة عمران
... بالنهاية سأخط بيدي معترفا ببراءة غيري و انا من قتل جميل وانا من "
قبضت ملاذ على الورقة وضمتها نحو صدرها دون أن تكمل قراءتها واستكمال الرسائل الاخرى استنشقتها تتشمم رائحة ابيها
نظرت للورقة مجددا ولم تكن نهايتها سوا شرح يوضح كيف قتل جميل بالتفصيل كيف شاركه علي فكان خالها جاهد شاهدا يومها على مغادرة عمران نحو منزل جميل

بعد ساعات من جلوس وحيدة مختلية بوالدها ورسائله
دخلت انجود على استحياء لغرفة ملاذ ... بينما تمد يدها لتعطيها نسيجا صوفيا على شكل حذائين حاكته خصيصا للطفل القادم... !

همست ملاذ وهي تبتسم بسعادة وهي تتنهد من بعد ان بكت قبلا
" شكرا إنه جميل جدا ..."


اتسعت عيني انجود السماويتين لتسال بتشكك
" اعجبك حقا ..؟ أنه اول شيء اصنعه "

تغضن جبين ملاذ وهي تشعر أن نوبات المغص بدأت تزداد وتتقارب وتيرتها .. نظرت نحو انجود وهي تكاد ان تبكي من الوجع ... عضت على شفتيها وهي تسألها بخوف
" نادي خالتي سراب ..... نادها لي ارجوووك "

تتنفس بوتيرة سريعة ... عل هذا الوجع يسكن او يخف على الاقل ..
ظنت أن اعترافات والدها التي ما زالت تقرأها كل يوم أثرت عليها .. لكن يبدو ان لجنينها رأيا اخر مقررا القدوم

صرختها المتألمة جعلت انجود تنتفض من مكانها ..تسارع الخطى نحو امها ... التي كانت تجلس بالغرفة الأخرى من الفندق مع اخوتها

صعدوا جميعا نحو الغرفة .... ليقرع قلبها شفقة وحزنا وهي ترى ملاذ تجلس على الأرض ممسكة بشرشف السرير تدفن وجهها به لتكم صراخها المتألم!
وضعت سراب يدها على ظهرها بينما تسالها بلطف
" يبدو انه قد حان الوقت ليأتي صغيرنا المشاكس "

هزت ملاذ رأسها إيجابا لتقول بعد فترة بصوت مختنق من الوجع
" لا أظن انني أستطيع تحمل كل هذا الألم!.. ادعي لي كثيرا يا خالة اعتبريني اليوم ابنتك..."

هبطت دموعها على خدها ... لتأتي زلفى ممسكة بذراعها الأخرى بعد أن اتتها نوبة أخرى من الوجع جعلت قدميها تتهاويان
فاشتدت يد سراب فوق ذراعها وهي تهمس بسعادة... محاولة منحها الدعم قدر الإمكان
" ستتحملينه ... وستنسينه عند اول ضمة لصغيرك ... انت تنتظرين شعورا جميلا يصعب وصفه .. لكنك ستعرفينه حالما يضعوا طفلك على صدرك ... كوني شجاعة ولا تقلقي من شيء !... سأدعو لك كثيرا فانا لا اراك الا ابنتي "
^^^^^
يتبع

" هذا الطفل فقط ..ولا اريد أطفالا بعده ... تلفت أعصابي من طول الانتظار "

نظرت سراب نحو ايوب الذي يجلس بتوتر فوق كرسي الانتظار ... وقدمه تهتز بتوتر ....وضعت امه يدها فوق ركبته تربت عليها بحنو، وهي تهمس له بسعادة
" لا تخف... ستكون بخير ... لقد سمعت الطبيب عندما قال وضعها ممتاز وستضع الطفل خلال الدقائق القادمة ....
نهض ايوب واقفا وهو يسمع صرختها الطويلة .....يكاد ان يقتلع شعر رأسه من جذوره ... هامسا باستجداء ..تكاد الدمعة ان تطفر من كلتا عينيه
" يارب كن معها ... يارب اعدهما لي سالمين"
******
واخيرا
حمل الصغير بين ذراعيه ... مطمئنا عليهما .... رغم انين ملاذ بعد أن ارهقت خلال ساعات الولادة

جلس أيوب بجانبها وقد مالت برأسها نحو صدره .. بينما الطفل يغفو نائما بينهما ... همست ملاذ بتعب ومع ذلك كانت فرحة
" إنه يشبهك جدا ..."

ضحك ايوب بجذل ... لكن الطفل بالحقيقة ولد بشعر اسود كثيف ورموش سوداء كثيفة شبيها بأمه حتى قبل ان تتوضح ملامحه...

مال مقبلا رأسها و يديها... هامسا ببود وهو يراها تغفو
" آن لك ان تنامي قريرة العين يا دعجاء العينين "
بعض الأوجاع تحمل بنهايتها سعادتنا...
______

تحركت انجود ناحية أخيها بتوتر وهي هائبة من الاقتراب ورؤية الصغير ... لكن ايوب الذي لمحها تقدم منها وهو يضمه وكأنه كنزه الثمين ....
ازدرد ريقها بلهفة وهي تراه يميل بالصغير قليلا حتى بان وجهه الأحمر الدائري ....
همست بذهول وروحها تهفو اليه وهي تراه يدور بوجهه فاتحا فمه الصغير باحثا عن طعامه
" انه جميل جدا ... يبدو انه جائع "
ضحكت عندما سمعت انين الصغير ... ثم دمعت عيناها الجملتين وهي تقول لايوب
" مبارك لكما ....."
يده ايوب ضمت الصغير بتملك بينما يده الاخرى سرعان ما أحاطت ظهر اخته وهو يضمها نحو صدره .. بينما هي ايضا كانت تعانقه ولأول مرة تستشعر الراحة بقربه

*************
بعد مضي ٥ سنوات

" شيبَه اخرى...! هذا ليس عدلا لم اتجاوز الخمسة والثلاثون عاما بعد .."
تنظر بغيظ نحنو الشيبة الرمادية التي توسطت غرتها الامامية فبانت واضحة مائلة للبياض بين الشعيرات الحمراء الأخرى ... صدح صوت خالها سامر وهو يناديها لتتعجل حتى يلحقوا بموعد الطائرة
عاجلت بالنهوض و بحمل حقيبتها ...، تستمع الى تأفف خالها
لكنها مطت شفتيها وهي تهمس بخفوت
" لحظة يا خالي ... انها شيبة جديدة!..."

******

صالة الزفاف

لقد تأخرت فعليا عن الحضور ... ما إن هبطت الطائرة حتى عاجلت بتزين نفسها للعرس ... تنظر نحو المرآة التي أمامها برضى كبير

كان فستانها مشعا بلون الشمس والغريب انه لاق بها كثيرا ... بينما عقصت شعرها بكومة واحدة للوراء وتركت غرتين جميلتين تنزلان على كلتا وجنتيها و طلت شفتيها بلون فاقع

استدارت سراب نحو خالها وهي تسأله بينما ترفع حاجبها ذو الزاوية الحادة للأعلى
" بالله عليك كيف ابدو .."

نفخ الدخان من سجارته وهو يقول لها ببساطة
" تبدين كقوس قزح "..."

اتسعت عينيها ... مما جعله يضحك بصخب على ملامحها المصدومة فتابع معدلا حديثه

" جميلة جدا جدا ... لكن الأصفر هو لون الغيرة تعرفين ذلك ؟..."

دلكت سراب جبينها بينما هتفت بغيظ
" كنت ساعتب عليك لو لم تخبرني ، أعان الله زوجتك...هل تعلق بهذا الشكل السيء على اختياراتها ...."

ضحك سامر وهو يمسك ذراعها ويشبكها بذراعه
" بل امدح اختياراتها أولا بأول بما اني جزءا منها .."

****
////

عندما دخلت للصالة كانت فريدة قد دخلت للتو هي وعريسها .. ابتسمت سراب باتساع وهي تجدها كما هي لم يتغير بها شيء سوا خسارتها بعضا من وزنها الممتلئ...
لا زال كل شيء على حاله ... شخصيتها بوهيمية .. دون ضوابط فتنسى نفسها بصخبها المعتاد .. بينما امها تجحدها بنظرات حارقة مهددة حتى تضبط انفعالاتها أكثر .... !

اقتربت ديالا نحوها باندفاع .. سرعان ما عانقتها وهي تحكي لها عن اشتياقها ... لقد بدت ديالا كوردة متفتحة . بفستانها العسلي الرائع ...وبطوق الورد الذي يزين راسها...

يبدو ان زواجها من امجد قد اتى بنتيجة ايجابية كبيرة!

سحبتها معها بينما كانت ملاذ جالسة على الكرسي تضع طفلة صغيرة فوق حجرها بقدر ماهي جميلة بدت شديدة الحركة وهي تناغي وكأنها تتلهف لمناداة
احدهم... !

اخذتها ديالا من بين يديها ... ثم قالت لملاذ
" ماذا بك ....... انها سراب "

ابتلعت ملاذ ريقها ... ربما شعرت ببعض الخزي مما فعله معها والدها قبل موته وذاقت تابعات غير محمودة ابدا ...

اقتربت منها بينما ارتمت بين ذراعيها ... فما كان من سراب إلا أن ضمتها بقوة اكبر .. فلطالما كانت ملاذ الصغيرة التي غذت لديها شعور الاخت الكبرى ...

هتفت ملاذ وهي تقول بشوق كبير جدا ..
" اشتقنا لكِ اطلت الغيبة كثيرا .. ارجوك عودي لازالت بحاجة وجودك بجانبي "

تصنعت سراب توبيخها وهي تتدعي الغضب
" يا أرنبة سمعت انك أنجبت منذ فترة مالذي تحتاجه بوجودي تغير حفاظات طفلك الجديد مثلا؟؟"

ضحكت ملاذ وهي تمسح عينيها بأطراف اصابعها
" انها طفلة ... اسميناها " محبة " "

كانت الطفلة تتحرك بصخب من بين ذراعي ديالا ... حتى رأت والدها يأتي إليها ضاحكا وهو يناديها .. فتزداد مناغاتها حتى تلقفها قاذفا اياها للأعلى ... مما جعل ملاذ تشهق وهي تهتف بخوف
" بقدر ما كان مراعيا بمداعبة جاد ويخاف عليه انظري الان كيف تبدل ، منذ ولادة محبة "

حاولت سراب ادعاء المرح وهي تضحك لكن قلبها كان مقبوضا بشكل غريب .. بحثت عن خالها حتى وجدته .. ثم وقفت بجانبه وهي تسأله

" لو حصل وشعرت بالغيرة قليلا ... هل يعد عيبا ؟ ":
ضاقت عيني خالها بينما هز رأسه دون فهم ...لكنه قال
" اعرف انه يعد حسدا ... هل هناك معنا اخر؟.... "

ابتسمت سراب وهي تكز على اسنانها دون مرح ثم قالت بنفاذ صبر
" ...لا شيء يا خالي لا تضع في بالك هذه احدى العوارض المصاحبة لظهور شيبةٍ جديدة "
&&&&

كان لقاء أبناء العائلة دافئا ... ورغم كل شيء خاليا من الحواجز ... قال ايوب بإصرار قاطع
" ستأتين الى منزلنا وتقيمي معنا..."

نظر إليه امجد بطرف عينه .. ثم قال بفجاجته
" لا بيت لها وبيت ابن عمها موجود لاستقبالها "

شكرتهم سراب باقتضاب ... ثم قالت بهدوء وهي تتريث برؤية وجوههم ... فربما اللقاء التالي قد يطول

" انا وخالي سنسافر اليوم.... "

عم صمت طويل ...كسره اندفاع فريدة بثوب زفافها متوجهة نحو سراب وهي تهتف مثرثرة
" اشتقت لك كثيرا ... خفت الا تحضري ... اقسمت اذا لم تحضري عرسي لن أحضر عرسك "

تشنجت الوجوه للحظة .. لكن سراب قالت وهي تغير الموضوع

" للحظة ظننت انها الكاميرا الخفية و ليس زفافك ...لقد فعلتها يا فتاة ."

همست فريدة باذنها وهي تهلل بسعادة
" وتزوجت الشخص الذي أحبه ...تعال يا غيث هذه سراب تعرفها"

عدل غيث من ياقته وهو يبتلع ريقه .. شاعرا بتوتر غريب ، بينما أيوب سأله مستغربا ان كان هناك امرا ما ...

فأشار غيث بحاجبيه لجهة الباب حيث حضر شهم الآن!

ادعت سراب بحثها عن خالها ... لكن شهم أصر على الوقوف امامها .. وتأكيد حضوره!

ذهلت للحظة لكنها سرعان ما حافظت على ملامحها الرخامية ..
مد يده مسلما وهو يسألها عن حالها ..، التقفت يده ثم سرعان ما سحبتها عندما شعرت بحرارة الشوق قد تذيبها
لكنها تظاهرت بالنظر ورائها حيث هناك فتاة ما تجر شاحط فستانها !
أمسكت الفتاة من ذراع فستانها المنفوش وهمست بفحيح
" اتسخ الفستان بفضلك يا قزمة ... ابنة من انتي"
رفرفت الصغيرة بأهدابها بينما تقول بعفوية....
" ابنة بابا ......"

صعقت سراب من ذكاء الفتاة واجابتها الخطيرة ... لكنها سرعان ما ابتسمت لديالا التي نظرت لهما بارتباك ثم
سحبت ابنتها وهي تهسهس من بين ضروسها
" ابنة امجد ماذا اتوقع منك ..."
تأففت سراب ... وبداخلها تتمنى ان تستدير فتراه قد اختفى
واحد
اثنان
ثلاثة
استدارت ... لتجده يقول صراحة
" لقد كنت أعرف انك ستأتين اليوم الى هنا ... "
استوت شفتيها كخط واحد وهي تسأله على مضض
" ها ... جيد من الذي اخبرك؟؟......"
غمزها وهو يقترب منها بجاذبيته القاتلة ...،قائلا ما همسه لها دوما..
" ..،.قلب المحب دليله !...."

تمت **
بعد مضي عدة شهور

يراها وهي تقف فوق منصة الندوة الجديدة .. تسترسل بالشرح بصوت واضح فيراها كما تَمنى قوية ... واثقة من نفسها ...
صوت التصفيق علا ... بينما تختم قولها اخيرا
" لن نحيا مدام داخلنا ميتا ... ولن نرتقي بنفسنا اذا كنا نهتم بحديث الناس!"

يراها وهي تتقدم نحوه .. فتسأله بلهفة
" كيف رأيتني هل كنت جيدة بالمحاضرة ..؟"

مال برأسه وهو يقول بعينين تلمعان و ابتسامة ملئ فمه
" رائعة وجميلة .... ومتوهجة أيضا "

همست وهي ترتفع سريعا لتطبع قبلة خاطفة على وجهه
" دقيقة و ونعود معا للمنزل ..."

اخذ نفسا طويلا جدا ... وهو يشعر بنفسه انه عاد الشاب المراهق الذي أحب ابنة عمه و اكملا طريقهما سويا دون فراق مسبوق او انقطاع

خُلق الناس من الطين كما الَلَبِنِاَت
وفيكِ مُزج الطين مع الرقة في بسمات
ورغم طفولتكِ أنثي في كل اللحظات
يمشي الناس علي قدمين في خطوات
واراك تتهادين في مشيتكِ كالنسمات
فما أجملكِ عند الهمس وفي السكنات
حلاوة ُ نُطقٍ ورجاحة عقلٍ وطُهر الذات
في عينيكِ عزوبة نَهرٍ ورِقة زهرٍ ونور سماءٍ كما النجمات
موؤدٌ قلبٌ نظر إليكِ وأمعن في النظرات
فقد النطق ولزم الصمت وتوقف عن كل الخلجات
إلا النظر إليكِ ومداومة النظرات
قبل حنيني إليكِ لم أعرف معني الزفرات
زفرات الشوق من قلبٍ بلسان فقد الكلمات
فيقول فؤادٌ أملاكٌ مثلُكِ قد يهواني فهيهات
ويبقي ذِكراكِ في خلدي أجمل من كل الذات
أنفاسك كعبير الزهر محمولٌ عبر النسمات
يسكن قلبي وتهنأ روحي وأنسي الذات
وعدٌ منى ستكونين لي حتى لو كنت رُفات
"جميلتي"
( فاطمة شفيق )
_________
تنهدت بصوت بدا مرتفعا ... فتلاقت عيناهما براحة غريبة وهما يقفان امام مرآة غرفتهما ...
ابتسم وهو يعود فيحاول اتقان تظفير شعرها ... نظر نحوها بالمرأة فوجد الحزن يظلل عينيها الحبيبتين ... امسك امجد ذقنها وادارها نحوه... رات ملامحه تنعقد وهو يسألها عن سبب حزنها ...
فقالت بهمس خافت ..
" ما ذنبك ان تتزوج دون حفلة زفاف كبيرة ..."
ابتسم امجد وهو يحتوي وجهها بين كفيه كأنها كنز ثمين ، فأصبحت مؤخرا هذه حركته المعهودة معها تمده بالراحة بتواصل بصري بين خضرتي عينيها و سواد عينيه
رد عليها قائلا
" صدقيني كنت سأعد حفلة زفاف ليس مثلها مثيل لكلينا ... لكن ما حدث مع سراب هو ما جعلني أنهي الأمر "
شعور الشفقة اعترى كليهما ...
وهما يتذكران انكسارا شهداه لامرأة ظنوا انها لا تكسر ...
همست ديالا بضيق
" من كان يتوقع أن يحدث كل هذا مع سراب .. للان لا اصدق كيف له أن يزج زوجته بالسجن ..."
لكنها صمتت متذكرة مؤيد و الافظع الذي نالته منه...
اصطكت اسنان امجد وهو يسبه علانية
" اللعين اكتفى بطلاقها و اختفى ببساطة ...."
عندما شعر يتوتر جسدها الذي صار يستشعره معها مؤخرا كلما تذكرت شيئا او ابتدأ تقاربهما ..

لكن امجد كان مصرا لوصالها همس و هو ينزع عنها فستانها الذي ترتديه ... مقبلا بتمهل كتفها الذي كشف أمامه ...
انكمش جسدها وهي تشعر انها ناقصة امام كماله ... لكنه سرعان ما يبدد لها فكرتها وهي ترى شغفه و رفقه الذي عرفتهما معه ....
" امجد ..."
ابعدته عنها وهي تهمس بصوت لاهث متعب ، نظر إليها من بين اجفانه ضائقة النظرات تأثرا
فهمست و يديها ترتفعان نحو رقبته
" أريد ان أخذ علاجي و اصبح اما ... هل اصلح ؟"
رفعها بين ذراعيه حتى شعرت انها تطير من بين ذراعيه
فهمس جذلا وهو يلقيها فوق الأريكة شاعرا انه يمسك العالم بكفه
" ومن غيرك يصلح يا عمري ؟!..."


//////////
يتبع

ما بين مدٍ وجزر تتحرك المياه لتغمر قدميها ... تتطلع اليهما رغم أن بطنها الضخمة تقف عزولا بعض الشيء ...

لازالت تستغرب حركته ... تستغرب امتلاءها الجديد وتكورها ......
مشت نحو البحر مسيرة دون هدى حتى وصلت المياه لركبتيها و أغرقت كلتا فخديها ...شعرت بحركته طفلها تزداد شغبا .... لكنها تابعت المشي حتى غمرت المياه جزءا من بطنها ..،.
ومن بعيد يراها وهي تخطو لداخل البحر وقف متسمرا للحظة .... نادما على فكرة السفر للبحر والترفيه عنها
لكنه سرعان ما ركض نحوها .. ليدخل للمياه باندفاع .. اختل توازنها عندما افزعها قدومه مما جعلها تسقط حتى كادت ان تخرج لولا انه ،خلال ومضة كان ينتشلها من المياه ليحملها بين ذراعيه متوجها نحو غرفتها بالفندق ....

دفنت رأسها برقبته تتنشق بالبكاء شاعرة بالاختناق كلما تذكرت تلك الليلة المشؤومة عندما تلقت خبر وفاة والدها ...همست بصوت متحشرج مثقل بالحزن
" كنت سأخسره أيضا اليس كذلك؟؟!"

جلس فوق السرير بينما ملاذ بقيت جالسة فوق ركبتيه... متمسكة برقبته وتبكي بإنهيار لحظي دون ان تسمح له بإبعادها ... !

مسد ايوب ظهرها وهو يهمس بأذنها
" يكفيكِ بكاءً حبيبتي أنا من خاف عليك بشكل زائد عن الحد... لكن ماذا افعل انني احبك بجنون واخاف عليك بالقدر نفسه ... انا آسف لقد افزعتك "
رفعت رأسها نحوه وهي تهمس بفم متقوس و عينين ذابلتين ....
" قبلني ..."

انحنى أيوب برأسه نحو شفتيها ملبيا ثم ابتعد قليلا ... لكنها قالت باعتراض ... وهي تشده نحوها
" قبلني ارجوك انا احتاج ذلك..... لا تتوقف ابدا "
يده انخفضت نحو بطنها .. يتحسسها وهو يحمد الله على نعمة وجوده... فكان الدعم النفسي لملاذ بعد فاجعة والدها.....!....
///
يتبع

وان خسرت ... لن تحتمل اعطاء فرصة اخرى له ... لقد خيب شهم ظنونها !

نظرت لنفسها بالمرأة ... بكل مرة تلاحظ انحناء كتفيها سرعان ما تسند ارتفاعهما .. لعهدهما السابق

صوت علي يدوي براسها وهو يقول بجنون ذلك اليوم الذي القي القبض عليه وقد ثبتت براءتها
" هل السقوط مؤلم يا صاحبة المقام الرفيع؟ .."

يومها اخذ يضحك بشكل هستيري جعلها ترفع يدها لتهوي صفعتها فوق وجهه ... ثم هدرت بصراخ

" السقوط من علو مؤلم ...... ولا يدرك ألمه من هم بالقاع امثالك!"

نظر شهم نحو عينيها اللتان تحولتا للون الغروب اقترب منها يود احتضنها ... لكنها دفعته عنها عندما رأى بكاءها ، وانهيار حصونها ... وقف متصلبا شاعرا بالحقارة من نفسه...!

بعد لحظة وقفت بوجهه ..، لتخرج من مركز الحجز
" ابتعد عني ولا ترني وجهك.... ولا تنسى أن تبعث لي ورقة طلاقي...."

كانت سراب تتسارع بخطواتها نحو المشفى حيث يرقد جدها وقد شلت أطرافه بعدما كشفت حقيقة شهم ..وتم القبض عليها بتهمة القتل العمد... !
لقد اتت براءتها بعد ان تخلص عمران من نفسه الضعيفة مقررا إنهاء حياته .. تاركا وراءه رسالة تحكي كيف سرق مسدسها الذي دفنه بقبر المغدور !

كلما تذكرت تلك الليالي المرعبة ،حديث النسوة المحتجزات ... وكل واحدة تسرد حكاية ظلمها وكم حكم عليها ....
إحدى النساء كانت قد تعدت أكثر من عشرة سنو ات بالحكم... قالت لها ببساطة تدعيها
" سيسالون عنكِ اول فترة وبعدها سيختفون .. ..ولن تسمعي منهم سوا حجج انشغالهم!"

&&&&&

ربما تغير بنفسها شيء كبح لجام غرورها الزائد .. وربما اصبحت اكثر تباعدا و هدوءا

لكنها ابدا لم تكن لتراهن على كبريائها الذي خدش ... وعلى كرامتها التي امتهنت وهي تعيش بكذبة زواج بني على مصلحة....!

تحركت خطاها نحو جدها الذي يجلس عاجزا فوق كرسيه المتحرك....
وقفت وهي تبتسم له بارتعاش
" كل منا طالته الخسارة يا جدي ....! لقد تحمل أحفادك وزرك ... ووزر آبائنا .. لكننا لن نحتمل توريثه لأبنائنا .. ليدفعوا ذنبا لم يرتكبوه هم أيضا ... ليتكم فكرتم مثلنا .... "

وقفت والحزن يملأ قلبها على حاله غصبا ... كيف وقع عاجزا بين ليلة وضحاها ... فما كان منها إلا ان تتولى رعايته على عاتقها ...

رغم علمها أن سقوطه كان يستحقه لعله يكفر عن الخطايا التي اقترفها ...

رغم تجلد مشاعرها عن الحزن على عمها عمران وتمنيها او اخذ حكما بدلا من انتهاء حياته بهذه البساطة وكأنه لم يكن ... حتى ان ابنته انهارت لأيام ... وصمتت لأخرى وقد توقعوا انهيارًا اعظم ... !

لكنها ابدا لم تشعر نحوهم بالغضب والحقد كالذي تحمله اتجاه شهم .... فكان العقاب الافضل بحقه هو تركها إياه....

حضر امجد لتوه ثم تحرك نحوها وهو يسألها بهدوء ..
" !....ماذا تقولين له .... هل يتجاوب مع كلامك "

هزت رأسها ايجابا بينما عينيها تنظران لعمق عينيه ، و تتحولان للونٍهما القاني
" قلت له دع وزرك عنا ... "
&&&&

" حياتي... دوامة سوداء ابتلعتني هوتها السحيقة .... كلما حاولت الخروج منها ... كلما مددت يدي كانت تلتقطني مخالبهم التي بترت بعضا من اصابعي ...
لم أكن اريد أن أكون عاقا لم أكن اريد ان اكون مغتصبا ...
لكنها سقطات متتابعة نتيجة لفظهم اياي.. و
رمال الخطيئة كانت هشة جدا.. فتبتلعني للأسفل كلما ثقلت اوزاري ..
لم اعد أريد ان ارى عجلة الانتقام التي ابتعتها ودفعت ثمنها سنوات طوال تدور لتدهس صفحتي البيضاء الصغيرة
ليتني اجد تعويذة تُلقى فأعود للوراء مجددا ربما وقتها سأكون شخصا آخر... ولست عمران الذي تكرهون !"
الرسالة الثانية
" عليك ان تعرفي يا ابنتي أن للأشرار عمرا طويلا ... وامتدادا بسيرتهم وان مستهم المنية فستبقى اعمالهم خالدة من بعدهم ... سيتذكرونهم الناس كآفه تخلصوا منها ... او وباء انتشر لفترة فتقشعر الابدان عند ذكره "

الرسالة الثالثة
" لأول مرة سأكون منصفا ... سأكون رجلا يكتب الحقيقة رجلا ربما جبان لانه لم ينطق الحق يوما وحتى بالحظة الاخيرة من حياته بل كتبها ..
لكن ما كتب لن يلفت أنظارهم كما ترينه انتِ ... لن يتشربوا وجعه كما تشربيته انتِ يا ابنة عمران ...
بالنهاية سأخط بيدي معترفا ببراءة غيري وبذنني ... انا من قتل جميل ...وانا من "
قبضت ملاذ على الورقة وضمتها نحو صدرها ... تتشمم رائحة ابيها ....
الورقة الاخيرة لم تكن سوا شرحا يوضح كيف قتل جميل بالتفصيل .... كيف شاركه علي ..فكان خالها جاهد شاهدا يومها على مغادرة عمران نحو منزل جميل !

بعد ساعات من جلوس وحيدة مختلية بوالدها ورسائله
دخلت انجود على استحياء لغرفة ملاذ ... بينما تمد يدها لتعطيها نسيجا صوفيا على شكل حذائين حاكته خصيصا للطفل القادم... !

همست ملاذ وهي تبتسم بسعادة وهي تتنهد من بعد ان بكت قبلا
" شكرا إنه جميل جدا ..."


اتسعت عيني انجود السماويتين لتسال بتشكك
" اعجبك حقا ..؟ أنه اول شيء اصنعه "

تغضن جبين ملاذ وهي تشعر أن نوبات المغص بدأت تزداد وتتقارب وتيرتها .. نظرت نحو انجود وهي تكاد ان تبكي من الوجع ... عضت على شفتيها وهي تسألها بخوف
" نادي خالتي سراب ..... نادها لي ارجوووك "

تتنفس بوتيرة سريعة ... عل هذا الوجع يسكن او يخف على الاقل ..
ظنت أن اعترافات والدها التي ما زالت تقرأها كل يوم أثرت عليها .. لكن يبدو ان لجنينها رأيا اخر مقررا القدوم

صرختها المتألمة جعلت انجود تنتفض من مكانها ..تسارع الخطى نحو امها ... التي كانت تجلس بالغرفة الأخرى من الفندق مع اخوتها

صعدوا جميعا نحو الغرفة .... ليقرع قلبها شفقة وحزنا وهي ترى ملاذ تجلس على الأرض ممسكة بشرشف السرير تدفن وجهها به لتكم صراخها المتألم!
وضعت سراب يدها على ظهرها بينما تسالها بلطف
" يبدو انه قد حان الوقت ليأتي صغيرنا المشاكس "

هزت ملاذ رأسها إيجابا لتقول بعد فترة بصوت مختنق من الوجع
" لا أظن انني أستطيع تحمل كل هذا الألم!.. ادعي لي كثيرا يا خالة اعتبريني اليوم ابنتك..."

هبطت دموعها على خدها ... لتأتي زلفى ممسكة بذراعها الأخرى بعد أن اتتها نوبة أخرى من الوجع جعلت قدميها تتهاويان
فاشتدت يد سراب فوق ذراعها وهي تهمس بسعادة... محاولة منحها الدعم قدر الإمكان
" ستتحملينه ... وستنسينه عند اول ضمة لصغيرك ... انت تنتظرين شعورا جميلا يصعب وصفه .. لكنك ستعرفينه حالما يضعوا طفلك على صدرك ... كوني شجاعة ولا تقلقي من شيء !... سأدعو لك كثيرا فانا لا اراك الا ابنتي "
^^^^^
يتبع

" هذا الطفل فقط ..ولا اريد أطفالا بعده ... تلفت أعصابي من طول الانتظار "

نظرت سراب نحو ايوب الذي يجلس بتوتر فوق كرسي الانتظار ... وقدمه تهتز بتوتر ....وضعت امه يدها فوق ركبته تربت عليها بحنو، وهي تهمس له بسعادة
" لا تخف... ستكون بخير ... لقد سمعت الطبيب عندما قال وضعها ممتاز وستضع الطفل خلال الدقائق القادمة ....
نهض ايوب واقفا وهو يسمع صرختها الطويلة .....يكاد ان يقتلع شعر رأسه من جذوره ... هامسا باستجداء ..تكاد الدمعة ان تطفر من كلتا عينيه
" يارب كن معها ... يارب اعدهما لي سالمين"
******
واخيرا
حمل الصغير بين ذراعيه ... مطمئنا عليهما .... رغم انين ملاذ بعد أن ارهقت خلال ساعات الولادة

جلس أيوب بجانبها وقد مالت برأسها نحو صدره .. بينما الطفل يغفو نائما بينهما ... همست ملاذ بتعب ومع ذلك كانت فرحة
" إنه يشبهك جدا ..."

ضحك ايوب بجذل ... لكن الطفل بالحقيقة ولد بشعر اسود كثيف ورموش سوداء كثيفة شبيها بأمه حتى قبل ان تتوضح ملامحه...

مال مقبلا رأسها و يديها... هامسا ببود وهو يراها تغفو
" آن لك ان تنامي قريرة العين يا دعجاء العينين "
بعض الأوجاع تحمل بنهايتها سعادتنا...
______

تحركت انجود ناحية أخيها بتوتر وهي هائبة من الاقتراب ورؤية الصغير ... لكن ايوب الذي لمحها تقدم منها وهو يضمه وكأنه كنزه الثمين ....
ازدرد ريقها بلهفة وهي تراه يميل بالصغير قليلا حتى بان وجهه الأحمر الدائري ....
همست بذهول وروحها تهفو اليه وهي تراه يدور بوجهه فاتحا فمه الصغير باحثا عن طعامه
" انه جميل جدا ... يبدو انه جائع "
ضحكت عندما سمعت انين الصغير ... ثم دمعت عيناها الجملتين وهي تقول لايوب
" مبارك لكما ....."
يده ايوب ضمت الصغير بتملك بينما يده الاخرى سرعان ما أحاطت ظهر اخته وهو يضمها نحو صدره .. بينما هي ايضا كانت تعانقه ولأول مرة تستشعر الراحة بقربه

*************
بعد مضي ٥ سنوات

" شيبَه اخرى...! هذا ليس عدلا لم اتجاوز الخمسة والثلاثون عاما بعد .."
تنظر بغيظ نحنو الشيبة الرمادية التي توسطت غرتها الامامية فبانت واضحة مائلة للبياض بين الشعيرات الحمراء الأخرى ... صدح صوت خالها سامر وهو يناديها لتتعجل حتى يلحقوا بموعد الطائرة
عاجلت بالنهوض و بحمل حقيبتها ...، تستمع الى تأفف خالها
لكنها مطت شفتيها وهي تهمس بخفوت
" لحظة يا خالي ... انها شيبة جديدة!..."

******

صالة الزفاف

لقد تأخرت فعليا عن الحضور ... ما إن هبطت الطائرة حتى عاجلت بتزين نفسها للعرس ... تنظر نحو المرآة التي أمامها برضى كبير

كان فستانها مشعا بلون الشمس والغريب انه لاق بها كثيرا ... بينما عقصت شعرها بكومة واحدة للوراء وتركت غرتين جميلتين تنزلان على كلتا وجنتيها و طلت شفتيها بلون فاقع

استدارت سراب نحو خالها وهي تسأله بينما ترفع حاجبها ذو الزاوية الحادة للأعلى
" بالله عليك كيف ابدو .."

نفخ الدخان من سجارته وهو يقول لها ببساطة
" تبدين كقوس قزح "..."

اتسعت عينيها ... مما جعله يضحك بصخب على ملامحها المصدومة فتابع معدلا حديثه

" جميلة جدا جدا ... لكن الأصفر هو لون الغيرة تعرفين ذلك ؟..."

دلكت سراب جبينها بينما هتفت بغيظ
" كنت ساعتب عليك لو لم تخبرني ، أعان الله زوجتك...هل تعلق بهذا الشكل السيء على اختياراتها ...."

ضحك سامر وهو يمسك ذراعها ويشبكها بذراعه
" بل امدح اختياراتها أولا بأول بما اني جزءا منها .."

****
////

عندما دخلت للصالة كانت فريدة قد دخلت للتو هي وعريسها .. ابتسمت سراب باتساع وهي تجدها كما هي لم يتغير بها شيء سوا خسارتها بعضا من وزنها الممتلئ...
لا زال كل شيء على حاله ... شخصيتها بوهيمية .. دون ضوابط فتنسى نفسها بصخبها المعتاد .. بينما امها تجحدها بنظرات حارقة مهددة حتى تضبط انفعالاتها أكثر .... !

اقتربت ديالا نحوها باندفاع .. سرعان ما عانقتها وهي تحكي لها عن اشتياقها ... لقد بدت ديالا كوردة متفتحة . بفستانها العسلي الرائع ...وبطوق الورد الذي يزين راسها...

يبدو ان زواجها من امجد قد اتى بنتيجة ايجابية كبيرة!

سحبتها معها بينما كانت ملاذ جالسة على الكرسي تضع طفلة صغيرة فوق حجرها بقدر ماهي جميلة بدت شديدة الحركة وهي تناغي وكأنها تتلهف لمناداة
احدهم... !

اخذتها ديالا من بين يديها ... ثم قالت لملاذ
" ماذا بك ....... انها سراب "

ابتلعت ملاذ ريقها ... ربما شعرت ببعض الخزي مما فعله معها والدها قبل موته وذاقت تابعات غير محمودة ابدا ...

اقتربت منها بينما ارتمت بين ذراعيها ... فما كان من سراب إلا أن ضمتها بقوة اكبر .. فلطالما كانت ملاذ الصغيرة التي غذت لديها شعور الاخت الكبرى ...

هتفت ملاذ وهي تقول بشوق كبير جدا ..
" اشتقنا لكِ اطلت الغيبة كثيرا .. ارجوك عودي لازالت بحاجة وجودك بجانبي "

تصنعت سراب توبيخها وهي تتدعي الغضب
" يا أرنبة سمعت انك أنجبت منذ فترة مالذي تحتاجه بوجودي تغير حفاظات طفلك الجديد مثلا؟؟"

ضحكت ملاذ وهي تمسح عينيها بأطراف اصابعها
" انها طفلة ... اسميناها " محبة " "

كانت الطفلة تتحرك بصخب من بين ذراعي ديالا ... حتى رأت والدها يأتي إليها ضاحكا وهو يناديها .. فتزداد مناغاتها حتى تلقفها قاذفا اياها للأعلى ... مما جعل ملاذ تشهق وهي تهتف بخوف
" بقدر ما كان مراعيا بمداعبة جاد ويخاف عليه انظري الان كيف تبدل ، منذ ولادة محبة "

حاولت سراب ادعاء المرح وهي تضحك لكن قلبها كان مقبوضا بشكل غريب .. بحثت عن خالها حتى وجدته .. ثم وقفت بجانبه وهي تسأله

" لو حصل وشعرت بالغيرة قليلا ... هل يعد عيبا ؟ ":
ضاقت عيني خالها بينما هز رأسه دون فهم ...لكنه قال
" اعرف انه يعد حسدا ... هل هناك معنا اخر؟.... "

ابتسمت سراب وهي تكز على اسنانها دون مرح ثم قالت بنفاذ صبر
" ...لا شيء يا خالي لا تضع في بالك هذه احدى العوارض المصاحبة لظهور شيبةٍ جديدة "
&&&&

كان لقاء أبناء العائلة دافئا ... ورغم كل شيء خاليا من الحواجز ... قال ايوب بإصرار قاطع
" ستأتين الى منزلنا وتقيمي معنا..."

نظر إليه امجد بطرف عينه .. ثم قال بفجاجته
" لا بيت لها وبيت ابن عمها موجود لاستقبالها "

شكرتهم سراب باقتضاب ... ثم قالت بهدوء وهي تتريث برؤية وجوههم ... فربما اللقاء التالي قد يطول

" انا وخالي سنسافر اليوم.... "

عم صمت طويل ...كسره اندفاع فريدة بثوب زفافها متوجهة نحو سراب وهي تهتف مثرثرة
" اشتقت لك كثيرا ... خفت الا تحضري ... اقسمت اذا لم تحضري عرسي لن أحضر عرسك "

تشنجت الوجوه للحظة .. لكن سراب قالت وهي تغير الموضوع

" للحظة ظننت انها الكاميرا الخفية و ليس زفافك ...لقد فعلتها يا فتاة ."

همست فريدة باذنها وهي تهلل بسعادة
" وتزوجت الشخص الذي أحبه ...تعال يا غيث هذه سراب تعرفها"

عدل غيث من ياقته وهو يبتلع ريقه .. شاعرا بتوتر غريب ، بينما أيوب سأله مستغربا ان كان هناك امرا ما ...

فأشار غيث بحاجبيه لجهة الباب حيث حضر شهم الآن!

ادعت سراب بحثها عن خالها ... لكن شهم أصر على الوقوف امامها .. وتأكيد حضوره!

ذهلت للحظة لكنها سرعان ما حافظت على ملامحها الرخامية ..
مد يده مسلما وهو يسألها عن حالها ..، التقفت يده ثم سرعان ما سحبتها عندما شعرت بحرارة الشوق قد تذيبها
لكنها تظاهرت بالنظر ورائها حيث هناك فتاة ما تجر شاحط فستانها !
أمسكت الفتاة من ذراع فستانها المنفوش وهمست بفحيح
" اتسخ الفستان بفضلك يا قزمة ... ابنة من انتي"
رفرفت الصغيرة بأهدابها بينما تقول بعفوية....
" ابنة بابا ......"

صعقت سراب من ذكاء الفتاة واجابتها الخطيرة ... لكنها سرعان ما ابتسمت لديالا التي نظرت لهما بارتباك ثم
سحبت ابنتها وهي تهسهس من بين ضروسها
" ابنة امجد ماذا اتوقع منك ..."
تأففت سراب ... وبداخلها تتمنى ان تستدير فتراه قد اختفى
واحد
اثنان
ثلاثة
استدارت ... لتجده يقول صراحة
" لقد كنت أعرف انك ستأتين اليوم الى هنا ... "
استوت شفتيها كخط واحد وهي تسأله على مضض
" ها ... جيد من الذي اخبرك؟؟......"
غمزها وهو يقترب منها بجاذبيته القاتلة ...،قائلا ما همسه لها دوما..
" ..،.قلب المحب دليله !...."

تمت **



التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 23-08-21 الساعة 10:38 PM
Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 03:34 AM   #165

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

رحلتنا انتهت بعد فصول طويلة وتعب بين التنزيل واعادة التنزيل .
بشكر الاشراف وقسم الوحي والمصممات وكل عضوة هون.
على المتابعة والصبر والدعم ❤❤❤
يعطيكم العافية متمنية ان يتجدد اللقاء يوما ما بينكم .
أكيدة بانتظار تعليقاتكم / مذكرة اياكم انها اول عمل روائي طويل اكتبه من المؤكد انه يحمل بعضا من الهفوات.

عشقي بيتي likes this.

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 03:48 AM   #166

mooogah

? العضوٌ??? » 289098
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 737
?  نُقآطِيْ » mooogah is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

mooogah متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 04:08 AM   #167

تهاني تهاني خلدون

? العضوٌ??? » 379790
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » تهاني تهاني خلدون is on a distinguished road
افتراضي

شكرا جزيلا موفقة بإذن الله

تهاني تهاني خلدون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 04:19 AM   #168

اويكو

? العضوٌ??? » 345334
?  التسِجيلٌ » Jun 2015
? مشَارَ?اتْي » 247
?  نُقآطِيْ » اويكو is on a distinguished road
افتراضي

روايه جميله جدا وبالتوفيق لك عزيزتي ❤❤❤

اويكو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 04:30 AM   #169

رسوو1435

? العضوٌ??? » 343775
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 665
?  نُقآطِيْ » رسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond reputeرسوو1435 has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة تستحق القراءة ❤

رسوو1435 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 04:34 AM   #170

فرح محمد احمد

? العضوٌ??? » 470577
?  التسِجيلٌ » Apr 2020
? مشَارَ?اتْي » 1
?  نُقآطِيْ » فرح محمد احمد is on a distinguished road
Rewitysmile9 دع وزرك عني

😍😍😍😍😍
جميلة جدا 🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘😘🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰 🥰😘😘😘😘😘😘🥰😘🥰🥰🥰🥰😘😘😘😘😘😘🥰🥰🥰🥰🥰😍🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰 🥰


فرح محمد احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:24 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.